ترامب يثير الجدل.. هل تتوسع الولايات المتحدة في عهده؟

ترامب يثير الجدل.. هل تتوسع الولايات المتحدة في عهده؟

 

Telegram

 

 في خطوة أثارت جدلا واسعا، جدد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب دعوته لضم كندا إلى الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن من شأن ذلك إزالة الخط الافتراضي بين البلدين ما سيعزز الأمن القومي والاقتصاد الأميركي، معبرا عن محبته للكنديين، لكنه انتقد ما أسماه التكاليف الباهظة لحمايتهم.

ولم تتوقف تصريحاته عند هذا الحد، إذ أعلن أيضا عدم استبعاده أي خيارات، بما فيها التحركات العسكرية، لضم كل من قناة بنما وجزيرة غرينلاند التابعة للدنمارك منذ أكثر من 600 عام، معتبرا ان قناة بنما "ضرورة للأمن الاقتصادي الأميركي"، مؤكدا أنها بنيت في الأصل لخدمة الجيش الأميركي، في حين ان جزيرة غرينلاند تمتلك أهمية استراتيجية بسبب موقعها الجغرافي والمعادن الثمينة التي تحتويها، وعبر عن اهتمامه بشرائها أكثر من مرة خلال فترة ولايته من 2017 إلى 2021، لكن سلطات الجزيرة والدنمارك رفضا ذلك علنا.

وجاء الردّ سريعاً على تصريحات ترامب، إذ صرحت وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، بأن كندا لن تكون أبدا جزءا من الولايات المتحدة. وفي غرينلاند، رفضت السلطات المحلية أي حديث عن الانضمام إلى الولايات المتحدة، مؤكدة أن مستقبل الجزيرة يحدده سكانها فقط.

من جهته، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ردا على تلميح الرئيس المنتخب بضم جزيرة غرينلاند القطبية أن الاتحاد الأوروبي لن يسمح لدول أخرى في العالم بمهاجمة حدوده السيادية، أيا كانت تلك الدول.. نحن قارة قوية"، في حين أشارت رئيسة وزراء الدنمارك، ميتي فريدريكسن، الى أن الجزيرة ليست للبيع، بل ملك لسكانها.

وأكّد وزير خارجية بنما خافيير مارتينيز-آشا أنّ "سيادة بلاده ليست قابلة للتفاوض، وهي جزء من تاريخنا النضالي"، مشدّدا على أنّ القناة "أعيدت إلى غير رجعة، ولا إمكانية لفتح أي نوع من المحادثات حول هذا الواقع الذي كلف البلاد دما وعرقا ودموعا".

فإلى أين سيصل ترامب في أحلامه وتطلعاته؟

السفير السابق في واشنطن رياض طبارة يؤكد لـ"المركزية" ان " ترامب رجل أعمال ويقول في كتابه "فن الصفقات" بأن من المستحسن في بعض الاحيان ألا تجعل الفريق الآخر يعرف ما الذي ستفعله"، وبالتالي فإن جزءا من سياسته تقوم على ألا يعرف الخصم بما سيقوم به. لذلك اعتقد ان جملة الأشياء التي يستخدمها ترامب هي عدم الوضوح في سياسته ويعتبر أنه إذا هدد فإنه في المقابل سيتجاوب معه الفريق الآخر حتى قبل أن ينفذ تهديده بما أنه يمثل دولة عظمى. وهذه طريقته في المفاوضات والاعمال ويستعملها أيضاً في السياسة".

ويعتبر طبارة ان لكل مناورة من مناوراته سبب، ففي المكسيك مثلا في عهده السابق هدد بأن في حال لم يتوقف المجرمون عن التدفق الى الولايات المتحدة سيبني حائطا بين البلدين ويجعل المكسيك تدفع تكاليفه، وحصل لغط يومها وبنى ترامب جزءا من الحائط ولم تدفع مكسيكو أي فلس، وعندما سألوه عن السبب أجاب بأنه جعلها تدفع بطريقة غير مباشرة أي من خلال الضرائب. وكان هدف ترامب من كل ذلك التشدد في مسألة الهجرة".

ويضيف: "بنما قصتها مختلفة. فهو يعتبر ان التعرفة المفروضة للمرور عبر القناة مرتفعة خاصة للاميركيين، وبدل ان يطلب منهم التفاوض لتخفيضها وهذا هدفه، يبدأ بالتهديد بأن الاميركيين هم من بنوها ويريد استرجاعها. استراتيجيته تقوم على ان يرعبهم ومن ثم يبدأ بالتفاوض حول الموضوع الاساسي".

ويتابع طبارة: "أما غرينلاند فيريد شراؤها. والجدير بالذكر هنا ان تاريخ أميركا عبارة عن عمليات شراء، عندما جاء المستعمرون الانكليز وأسسوا الولايات المتحدة، فإن هذه الدولة توسعت من خلال الحروب والشراء. واكبر عملية شراء حصلت هي "شراء لويزيانا" Louisiana purchase وتمتد من تكساس حتى الحدود الكندية، اشتروها دفعة واحدة من نابوليون بونابرت مع سكانها الهنود ولم يكلفوا أنفسهم عناء سؤالهم عن رأيهم. كما اشتروا الألاسكا كلها بصفقة مع الروس. ففي اميركا عندما نقول أريد ان اشتري أرضاً كما فعل ترامب مع غرينلاند، لا يتفاجأ الاميركي لأنه معتاد، و 60 في المئة تقريبا من مساحة الولايات المتحدة تم شراؤها. هذا تاريخهم. وهذا يشبه تماما قول الاسرائيليين بأنهم يريدون الحصول على أراضٍ جديدة، وعندما زار ترامب اسرائيل قال بأنه لاحظ بأنها دولة صغيرة الحجم ويجب ان تتوسع".

ويشير طبارة الى ان "ترامب خضّ كندا خضة كبيرة، لكن كيف سيحصل على كندا؟ على الكنديين ان يوافقوا بالانضمام الى الولايات المتحدة وهذا الامر لن يحلم به مهما حصل، لكن ترامب يضرب ضربته ويرعبهم ويرفع الجمرك 10 في المئة. لا يؤخذ ترامب على محمل الجد لأنه في النهاية سيجد لكل مسألة حلا، وعلينا النظر الى السبب الذي دفعه الى قول ما قاله. كل من يعرف ترامب يعلم ان هذا الكلام لا يبنى عليه، فهو فقط يتسبب بخضة ويرعب الخصم قبل ان يقوم بالمفاوضات كي يتمكن من الحصول على الصفقة الافضل له".

ويختم: "حتى مع الايرانيين في عهده السابق، رفع العقوبات وسماها "العقوبات القصوى" بهدف دفعهم الى طاولة المفاوضات. يهددهم ويأتي به الى الطاولة ليفاوضوا بضعف، لكنه في آخر عهده كان يرجوهم للتفاوض معه. ترامب يحب ان يكون تحت الأضواء، فهو لن يأخذ كندا ولن يشتري غرينلاند ولن يحتل قناة بنما، بيع الأراضي انتهى".

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram