دخل العام الجديد على لبنان بواقع قلق وأزمة تصيب عمق النظام وتركيبته السياسية، انعكست على كامل الحياة في بلد التناقضات بلا منازع على مستوى العالم كله ، كأن القدر كتب له أن يبقى بمواجهة عواصف كثيرة يتحمل اوزار تفوق حجم وطن صغير لا يملك فائض قوة ولا مقومات اقتصادية او مقدرات دول عظمى، حتى ثروات باطنية حتى اللحظة، ولا يحكم بموقعه المتميز السيطرة على منافذ اسنراتيجية بحرية او برية تجعل منه هدفا كبيرا لدول تسعى خلف مصالحها، حتى أن معالمه الأثرية وتنوعه البيئي لم يكونوا يوما من أولويات السلطات المتعاقبة رغم تميزموقعه وغني وطن الارز وجمال الطبيعة فيه والموقع، الذين تحولوا عبئا يدفع ثمنه المواطنين منذ نشات لبنان حتى ما قبل الاستقلال وصولا إلى يومنا هذا وما بينهم ، حروب احتياجات ، عدوان خارجي احداث داخلية صراعات احزاب ، ثورات ، كلها دفع فيها لبنان ولا زال يدفع من رصيد مواطنيه صراعات، السبب فيها تعذر مشروع الدولة، التي لم يعرفها لبنان ومواطنوه الا سلطة حكم تحت وصاية أو إدارة ازمة، لم يرتقي يوما لمشروع دوله تنقل شعبه من حالة التبعية الى رحاب وطن فيه دولة قوية عادلة تقوم على مبدا المساواة بين الجميع خارج الطائفة المذهب المنطقة ، تعتمد في إدارة موارد الدولة الكفاءة والمحاسبة بعيدا عن الطائفية التي حولت السكان شعوب متناحرة في قطعان مذاهب، تحكمهم غربزة الولاء المطلق وتاليه الزعيم، وفيها تكمن العلل ومعها سقط الوطن كله صريع مشاريع اكبر من قدرة لبنان على تحملها، تفوق طاقته، وهو الذي ساقه الموقع على حدود فلسطين المحتلة بعين عاصفة أطماع العدو الاسرائيلي وسيف اعتداءات متكررة، احتياجات احتلال اراض لبنانية سلخ قرى ومزارع ، يضاف إليهم اغراق لبنان بمئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين يعيشون في مخيمات تفتقر الحد ادني من مقومات العيش كانوا من حرب أهلية ببعد مذهبي في وطن كرس نظامه الانقسام الطاىفي ربطهم بمشاريع دولية تصارعت فيه دول على أرض لبنان في معظم المراحل من تاريخه صفحات سوداء سجلت بتاريخ من استعان بالخارج لتحقيق شروط بالداخل واستعان بالعدو الاسرائيلي وركب دباباته خاض حرب تقسيم نفذ مجازر اغتال عسكريون واستهدف الجيش مرارا وتكرارا تقاطع مع مشروع الاسلام السياسي بوجهه الإخواني بعد غدر بحلفاء مرحلة وفي الحرب الأخيرة راهن على العدو لنزع سلاح المقاومة متنبي شروط اقسى من شروط جيش الاحتلال الإسرائيلي وسار خطوات باتجاه انقلاب سياسي بالداخل رافعا شعارات مذهبية أظهرت أن الرجل لا زال سجين الحرب الأهلية ولم يخرج من زنزانة المشاريع الإسرائيلية كما خرج من حكم مؤبد بموجب عفو عام اعتمد معيار قتلة العسكريين من صربيا إلى الضنية وخلاياها الإرهابية الذين اتخذهم حلفاء منذ غزوة الأشرفية وصولا إلى اجتياح عرسال مرورا بمحاور طرابلس دون أن تغيب احداث الطيونة وسعي قائد ميليشيا معراب أغراق لبنان بحرب أهلية استغل فيها انفجار المرفا ولم تساعده الظروف بوصول الدبابة الإسرائيلية إلى بيروت لتقله إلى بعبدا وتعيد سيناريو اجتياح عام اثنان وثمانون طالما بقي طموح الرئاسة يلازمه كيف اذا كان بوجود الرفيق الجولاني على أبواب حكم دمشق وهم رفاق في جرائم قتل عسكريي الجيش اللبناني يدغدغ حلم كرسي بعبدا حولته المقاومة كابوس هدنة أوقفت الحرب بمعايير سياسية شكلت نصرا سياسيا لصالخ لبنان صاغته انامل الرئيس نبيه بري الذي لا يترك شيئا للصدف ويستكمل ترميم الصدع الداخلي بملئ فراغ سدة الرئاسة برئيس يتناسب مع متطلبات المرحلة يجمع عليه اقبل عدد من اللبنانيين ويحظى بثقة شعبية بتوافق يمهد لانتخاب رئيس بكرس ثوابت وطنية ولا بنتمى لفريق يجر البلد لحرب أهلية في مرحلة دقيقة على مستوى المنطقة على أبواب تقسيم وحرب دولية كبرى وتسويات كبيرة لبنان فيها مجرد تفصيل أمام رسم خرائط جديدة في شرق أوسط قلق وعالم ملتهب يريد سمير جعجع استنساخ تجربة دفع ثمنها المسيحيين في حرب الجبل ولا زال الوطن يعيش تداعياتها حتى اليوم كان الزمن لم يكفيه ولم يستفيد من تجارب الماضي مغمارات هجرت المسحيين وادخلته زنزانة لا زالت تعيش فيه عنصرية وانتقام ورفض الآخر برهان على الفتنة وحرب شوارع ومجازر صاحب تاريخ في صناعتها من زغرتا السبت الاسود الصفرا صربا صبرا وشاتيلا الطيونة ولاىحة تطول دروس لم يقرأ صفحاتها الحكيم ولا يقدر خطورتها وهو سيد المعارك الفاشلة والحروب الخاسرة برهانات خاطئة يرقص اخر جولاتها على مسرح التحولات الدولية بمراهقة سياسية يجر معه المعارضة لمعركة خاسرة فيها انقلاب على ثوابت تحكم الداخل وتنظم العلاقة بين الافرقاء يعتبر قائد اليمين اللبناني أن الوقت مناسب للانقلاب عليها وإعادة عقارب الزمن عقود إلى الوراء كان الزمن وقف عنده على أبواب الحرب الأهلية يراوده حاجز البرابرة وقدرة التحكم بفتح الطريق لكن ليس طريق الحلول والتفاهمات بين اللبنانيين التي باتوا بأمس الحاجة إليها لتحصين ساحتهم الداخلية والتطلع إلى الامام نحو مستقبل قدرنا فيه أن نعيش جميعا بوطن ما أحوجنا أن ندخله مواطنين تحت سقف انتماء يجمعنا ومستقبل زاهر لأولادنا بعيدا عن الانقسام وحروب الآخرين وصراع المشاريع على أرض روتها دماء شهداء ابرار وحماها صمود شعب وإرادة مقاومة بحكمة سياسية حصنت لبنان واليوم تمهد لإعادة النهوض به وطن جامع لكل أبناءه
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :