افتتاحية صحيفة الديار:
2025 عام القلق على السيادة: الرئاسة... الاحتلال... «الزلزال» السوري
1701 امام اختبار صعب... وحَراك ديبلوماسي لتطويق خطر التقسيم
الخارج يختبر مُرشحي الرئاسة... هل تحسم هويّته نهاية الأسبوع؟
يدخل العام الجديد غدا، طاويا عاما شهد احداثا بعضها مفاجئاً، كالسقوط السريع للنظام السوري، وغير مألوفة في التاريخ الانساني الحديث، حيث ترتكب قوات الاحتلال «الاسرائيلي» مذبحة دموية وابادة جماعية في غزة ضد الشعب الفلسطيني، امام العالم الصامت والمتواطىء بخبث، لحماية آخر كيان عنصري في العالم. واذا كانت الاسئلة المقلقة اكثر من الاجوبة ازاء «الزلزال» السوري، فان المأساة مستمرة في غزة، امام عالم منافق غير مبال.
سبقت تلك الاحداث حرب لا تقل دموية على لبنان، مستهدفة حزب الله وبيئته الحاضنة، حيث تم دفع اثمان باهظة بعد التعرض الى خسائر كبيرة لا تعوض ماديا وبشريا، وفي مقدمتها استشهاد الامين العام السيد حسن نصرالله. لكن الضربة المؤلمة لم تصل الى حد الهزيمة. حزب الله اليوم يلتقط انفاسه، بعدما نجح مقاتلوه في الميدان في وقف التوغل «الاسرائيلي» عند القرى الامامية، ما فرض وقفا «هشا» للنار تحاول «اسرائيل» الاستفادة منه لتحقيق انجازات تكتيكية، قبل نحو شهر على انتهاء مهلة تطبيقه.
في العام الجديد ستكون السيادة اللبنانية امام تحديات واختبارات صعبة، اذا استمرت العربدة «الاسرائيلية» على حالها، واذا استمرت الدول الضامنة للاتفاق في «سبات عميق»، وسيعود السؤال حينذاك كيف ستتصرف المقاومة ازاء استمرار الخروق الفاضحة؟
الاختبار والتحدي لا يتوقفان عند هذا الحد، فالسيادة ستكون ايضا امام اختبار ال9 من الجاري موعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، حيث لم تصل بعد «كلمة السر» الخارجية الى بيروت، ولم تنته بعد عملية اختبار وفحص المرشحين، مع توقعات بان تحسم هوية الرئيس نهاية الاسبوع الجاري، ما يجعل الاستحقاق معلقا على رهانات البعض على حسم خارجي في «الربع الساعة الاخير»، واوهام البعض الآخر ممن يسعون الى التأجيل علّ في ذلك فرصة لتمرير رئيس تحد في زمن «التحولات الكبرى» في المنطقة، ومع دخول الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب الى البيت الابيض. اما الانتظار الاكثر غموضا، والتحدي الاكبر فيبقى ما ستؤول اليه الاوضاع في سوريا، المتأرجحة بين خيارات غير محسومة ستترك تأثيرها المباشر في الساحة اللبنانية.
مخاطر «الزلزال» السوري
وفي هذا السياق، تشير اوساط ديبلوماسية الى الاندفاعة الخارجية تجاه لبنان، سببها الاوضاع السورية المستجدة، فالاهتمام بالملف الرئاسي والسعي الى انجازه سببه علامات الاستفهام غير الواضحة، حول التوجهات الفعلية لحكام دمشق الجدد. وتوحي مجريات الأحداث في سوريا، بان انعكاساتها على لبنان ستكون كبيرة، فاذا نجح السوريون في اقامة دولة سورية قوية، حينئذ يحتاج اللبنانيون الى سلطة متماسكة اقتصادياً وسياسياً لمنع «هيمنة» السلطة السورية الجديدة على الحياة السياسية والاقتصادية في لبنان. اما اذا ذهبت سوريا الى الفوضى، فان التأثيرات ستكون كارثية.
والاخطر ان تذهب الامور نحو التقسيم، وعندئذ سيكون على «الطاولة» ملف حماية الأقليات في المنطقة، وضمن المشاريع الدولية المتداولة مشروعان:
• الاول: انتقال العدوى الى الساحة اللبنانية، حيث يتم تعزيز الفكرة الانفصالية عند البعض، والتي يتم الترويج لها تحت عنوان الفدرالية، ويجري فرض تقسيم طائفي ومناطقي، تحت تاثير «العصا الاسرائيلية».
• الثاني: يروج له بعض الاوروبيين، عبر طرح ضمّ الساحل السوري مع وادي النصارى إلى لبنان، تحت عنوان «الملاذ الآمن للأقليات في الشرق»، وهو مشروع يعيد رسم الخرائط من جديد، وقد لا يتم الامر دون اثارة المزيد من الفوضى؟!
«بلاهة» الغالب والمغلوب؟
وتخوفت مصادر سياسية مما اسمته» سطحية» بعض المسؤولين اللبنانيين ومبالغتهم في تقدير تأثير المتغيرات التي حصلت في المنطقة بالداخل اللبناني، فالمعارضون لحزب الله يعيبون عليه إنكاره للواقع، وهم يتعاملون معه كأنه هزم وسحق في المواجهة الاخيرة مع «اسرائيل»، لكن الحقيقة ان وضعه الداخلي لم يتأثر ولا يزال يتمتع على الرغم من الضربات المؤلمة بورقة «الفيتو» على الكثير من الاستحقاقات، وما حصل معه لا يشبه ابدا هزيمة النظام السوري.
ولهذا يحتاجون الى التواضع والتعامل بواقعية مع الاحداث، لاستيعاب الأزمة ومعالجة التحديات، وخوض حوار بناء لا يقوم على «بلاهة» الغالب والمغلوب، التي ستؤدي الى المزيد من الازمات.
حركة دولية واقليمية ناشطة
ويشهد العام الجديد تزخيما للحراك المحلي والخارجي حول ملفين اساسيين:
• الخروقات «الاسرائيلية» لاتفاق وقف اطلاق النار، وقد باتت تتهدد هيبة الدول الضامنة ومعها الحكومة.
• ملف الاستحقاق الرئاسي، مع توقعات بان يشهد المزيد من «خلط الاوراق» قبل جلسة 9 كانون الثاني المقبل. ففي وقت يرتقب ان يزور وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان السبت المقبل بيروت، على أن يسبقه الخميس مستشاره للشؤون اللبنانية يزيد بن محمد آل فرحان، ويليه مطلع الاسبوع المبعوث الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين، وربما ايضا الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، فيما وصل وزيرا الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو والخارجية جان نويل بارو الى لبنان، لتمضية العطلة مع الكتيبة الفرنسية العاملة في اليونيفيل، وسيعقد الوزيران ثلاثة اجتماعات مع ممثل فرنسا في «آلية مراقبة وقف إطلاق النار في لبنان» الجنرال غيوم بونشين، وقائد قطاع جنوب الليطاني العميد غابي لاوندوس، وقائد الجيش العماد جوزاف عون.
ضبابية رئاسية
رئاسيا، وعلى الرغم من الحركة الناشطة على خط الاستحقاق، فان الأمور حتى الآن لا تزال ضبابية غير واضحة المعالم بعد . بورصة الطامحين الجديين للوصول الى القصر الجمهوري، وعددهم لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة، تتأرجح صعودا وهبوطا من دون ان يحسم مصير حظوظهم، فيما تفضل غالبية القوى السياسية الرهان على الربع الساعة الأخير لحسم الخارج موقفه لعدم حرق المراحل.
ماذا تريد السعودية؟
وهو امر يفسر عدم انسحاب رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية من السباق الى بعبدا وإعلان استمراره حتى جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل، وتمسك «الثنائي» بدعمه، وكذلك عدم وضوح موقف «القوات اللبنانية» التي باتت تفضل التريث في اجراء الاستحقاق لتهيئة الظروف لانتخاب رئيسها، أو اقله من هو محسوب عليها، ولهذا ارسل جعجع النائب بيار بوعاصي الى الرياض في عملية «جس نبض» لموقفها من ترشيح «الحكيم»، ومحاولة اقناعها بضرورة عدم الذهاب الى تبني مرشح وسطي او توافقي ، في وقت تشهد المنطقة انقلابا في موازين القوى قد لا يتكرر في المستقبل.
في هذا الوقت، تشير المعلومات الى ان الرياض لم تحسم موقفها نهائيا من تبني ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي لم يحصل على «جواب نهائي» من المملكة، وبقيت الاجواء ضبابية غير حاسمة، لكن لم تقفل «الابواب» امام حظوظه. ولهذا لم يحمل السفير السعودي «كلمة السر» المفترضة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، عندما زاره قبل ايام قليلة بعيدا عن «الاضواء»، ويؤمل ان تكون الاجوبة نهائية عند حضور وزير الخارجية الى بيروت.
رهانات «قواتية»
وفي وقت يتوقع ان تعلن «معراب» موقفها الرئاسي مطلع الاسبوع المقبل، بعد انتهاء جولة الموفدين، اطلق رئيس «القوات» سمير جعجع مواقف جديدة تزيد الشكوك في رغبته بتأجيل الاستحقاق، رهانا على الادارة الاميركية الجديدة. وهو في هذا السياق، تحدث عن مواجهة ما اسماه «المنظومة اللعينة» ، وقال «هي لا تزال متماسكة، وتتألف من جماعة «الممانعة»، بالإضافة إلى «التيار الوطني الحر»، وهي تحاول في شتى السبل والطرق أن تجد وسائل للحفاظ على مواقعها في الدولة. ولكننا لهم بالمرصاد. لن نسمح لهم بالحفاظ على أي موقع في الدولة».
ازعور «عاتب»!
في هذا الوقت، بقيت المقار السياسية والحزبية ، لا سيما المؤثرة منها عديدا في البرلمان، محطة لزيارات بعض المرشحين الطامحين على ما يشهده الصرح البطريركي في بكركي، حيث استقبل البطريرك مرشح المعارضة السابق جهاد ازعور. ووفق المعلومات، وضع ازعور الراعي في اجواء تخلي من رشحه في السابق عنه، مبديا انزعاجه من «قلة الوفاء» حيث لم تحصل اي اتصالات معه سلبا او ايجابا!
انتكاسة «التكتل» السني؟
وفي ظل غياب الحسم السعودي، اربكت حركة النواب السنة، وتعرضت محاولة تكتلهم الى انتكاسة، في ظل حساسية البعض على دور يرونه اكبر من حجمه للنائب فيصل كرامي، ولهذا "فرط عقد" اجتماع تنسيقي كان مقررا عقده بالامس، ما يطرح اكثر من علامة استفهام حول قدرة هؤلاء على التحول الى «بيضة قبان» في الجلسة المقبلة.
ووفق مصادر مطلعة، اذا لم تضغط السعودية على نحو صريح ومباشر لن تبصر «الكتلة النور»، والامر مرهون بزيارة بن فرحان الى بيروت مع نهاية الاسبوع الجاري.
وفي هذا السياق، توقع النائب عبد الرحمن البزري أن تُعقد جلسة التاسع من كانون الثاني «رغم الغموض الذي يحيط بمسألة الأسماء المطروحة، ومواقف الكتل تجاه المرشحين»، مشيرا الى ان «في حال تم التوافق على انتخاب شخصية عسكرية أو أمنية ، فإن الأمر يتطلب أكثر من ثلثي المجلس».
وشدد البزري على ان «الحركة الأبرز هي زيارة الموفد السعودي المرتقبة، التي تأتي في إطار اهتمام سعودي مستمر بلبنان». وقال :»هناك خطوة سعودية جدية ومميزة منتظرة في الثالث من الشهر المقبل، ومن المتوقع أن تسهم هذه التحركات في انتخاب رئيس الجمهورية في الجلسة المقبلة.
الخروقات... ومسؤولية المقاومة
وبانتظار وصول المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين، لمحاولة الضغط على قوات الاحتلال لتنفيذ اتفاق وقف النار، استمرت الخروقات «الاسرائيلية»، ونفذ الجيش الاسرائيلي بعد ظهر امس، عملية نسف عنيفة في الطيبة قضاء مرجعيون.
وفي هذا السياق اكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله ان المقاومة لن تتخلى عن مسؤولياتها، واشار الى انه وبمعزل عن الانقسامات السياسية والخلافات في الداخل، يفترض أن تكون مواجهة الاعتداءات «الإسرائيلية» على بلدنا في إطار موقف وطني مسؤول، يتحمل فيه الجميع مسؤولياتهم، سواء الدولة أو الجهات الرسمية أو القوى السياسية، لأن هذه القضية يجب أن تعني جميع اللبنانيين، ولأن الجنوب هو جزء من بلدنا، والكل يفترض أن يكون معنيا بالدفاع عن السيادة وحمايتها، وهذا يحتاج إلى موقف وطني»، معتبرا أن «ثبات المقاومة والجهد السياسي الذي قاده الرئيس نبيه بري بالتنسيق الكامل مع قيادة حزب الله، هو الذي أوصل إلى وقف إطلاق النار، الذي يلزم العدو الانسحاب خلال مهلة 60 يوما، دون أن يتضمن بنودا تسمح للعدو بالقيام بما يريد من خروق واعتداءات يقوم بها، منذ إعلانه، على الأراضي اللبنانية وعلى الجنوب والقرى الحدودية.
العربدة «الاسرائيلية»
وفي اطار العربدة «الاسرائيلية»، أعلن وزير الحرب «الإسرائيلي» يسرائيل كاتس فرض عقوبات اقتصادية، على حملة تبرعات لمتضرري عملية تفجير أجهزة «البايجرز» في حزب الله، لافتا إلى «أن القرار هو جزء من سياسة عدم التسامح، ورسالة واضحة لكل من يفكر في تمويل ما اسماه «الإرهاب»، تحت ستار المساعدات الإنسانية»... مشيرا إلى» أن أي محاولة من جانب حزب الله للتعافي ستُقطع، والعمل جار لتجفيف مصادر تمويله خصوصا انه يحاول استعادة قدراته».
ميقاتي ينصح جونز؟
في هذا الوقت، علمت «الديار» ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ابلغ السفيرة الاميركية ليزا جونز قبل مغادرتها الى الولايات المتحدة ، بان الجهة الوحيدة التي عرضت على الحكومة اعادة الاعمار هي ايران، ونصحها بعدم عرقلة العملية، لانها اذا لم تمر عبر الدولة، فان الاموال ستأتي بطرق اخرى وتوزع عبر حزب الله. وقد وعدت بعرض الامر على المسؤولين الاميركيين.
حزب الله واعادة الاعمار
وفي هذا السياق، اعلن نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش عن مراحل تنفيذ حملة «وعد والتزام»، لرفع آثار العدوان الصهيوني على لبنان، وقال «ان من راهن على أن حزب الله لن يعوض على المتضررين، نقول له إن رهانه قد خاب». وأضاف،ان هذا المشروع انطلق تحت عنوان «وعد والتزام» ، ولنقول لشعبنا إن وعد السيد نصرالله وخطط السيد صفي الدين والتزام الشيخ قاسم وسنفي بذلك. واضاف دعموش: نقول شكرًا لإيران شعبًا وقيادةً، وللعراق حكومةً وشعبًا ومرجعيةً، ولكل الدول الشقيقة والصديقة التي تريد المساعدة في إعادة الإعمار، وأطمئن أهلنا الشرفاء بأن أموال الإيواء والترميم يجري تأمينها بالشكل المناسب، وكل حملات التشويش لن تؤثر في ثقة شعبنا بمقاومته».
**********************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
يغازل الثنائي ويرفض أن يرشّح الدروز الرئيس الماروني | جعجع يطلب من التيار: رشّحوني للرئاسة!
نتائج العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، وسقوط نظام الرئيس بشار الأسد على يد «الرفيق أبو محمد الجولاني»، كما سمّاه مسؤول جهاز الإعلام والتواصل في القوات اللبنانية شارل جبور، يبدو أن كلّ ذلك رفع آمال سمير جعجع، صاحب شعار «فليحكم الإخوان»، بالوصول إلى قصر بعبدا. وعليه يسابق قائد القوات الزمن لاغتنام «الفرصة الذهبية» بالوصول إلى رئاسة الجمهورية، وتقديم نفسه للرعاة الدوليين والإقليميين كـ«رجل المرحلة»، محاولاً بشتى الوسائل قطع الطريق على المرشح الذي يُعدّ الأوفر حظاً حتى الآن قائد الجيش العماد جوزف عون.
وبالتزامن مع بدء جعجع مساعيه من الرياض عبر إرسال النائب بيار أبو عاصي لجسّ نبض السعوديين حول ترشيحه، يسعى محلياً إلى جعل ترشيحه أمراً واقعاً مسيحياً يصعب على الرعاة الدوليين تجاوزه. وفي هذا الإطار، علمت «الأخبار» أن جعجع بعث بأكثر من رسالة إلى التيار الوطني الحر، وعبر خطوط وقنوات عدة، يقترح فيها على التيار تبنّي ترشيحه لرئاسة الجمهورية، وأكثر من ذلك أن يبدأ الترشيح من التيار نفسه! وبعيداً عن «العروضات» التي يحاول فيها قائد القوات إغراء التيار بتبنّي ترشيحه، فإن «المنطق» القواتي وراء هذا الطلب أنه ليس للتيار مرشح محدّد، وأن ترشيح جعجع ينسجم مع شعار العونيين بأن الرئيس المنتخب يجب أن يحظى بشرعية تمثيلية مسيحية، والأهم أنه يخلط كل الأوراق ويقطع الطريق على قائد الجيش، إذ يظهر أن المسيحيين موحّدون خلف مرشح واحد، كما أنه «مناسبة ليستعيد المسيحيون دورهم وتكون لهم الكلمة الأولى في اختيار الرئيس».
وفي المعلومات أن التيار، «انسجاماً مع مواقفه من تمثيل المسيحيين» أبدى استعداداً لـ«التفكير في الأمر»، انطلاقاً من أنه «ليس من حق أحد أن يمنع أحداً من الترشح خصوصاً إذا كانت له شرعية تمثيلية، كما أنه ليس من حق أحد أن يمنعنا من الترشح». غير أن المشكلة تكمن في أن التيار «يريد رئيس حل يجمع ولا يفرّق، لا رئيساً يفتح مشكلاً، ويريد مرشحاً يصل إلى الرئاسة لا مرشحاً لمجرد الترشح»، وعليه «إذا كان جعجع يستوفي مثل هذه المعايير فلا مشكلة في دعم ترشيحه»، وإلا «تعالوا نتفقْ على رئيس تتحقق فيه مثل هذه المعايير».
ويبدو أن رسائل جعجع لا تقتصر على التيار الوطني الحر، فقد كشفت مصادر مطّلعة أن قائد «القوات» بعث برسائل إلى الرئيس نبيه بري طلب فيها التحاور حول المرحلة المقبلة. وقال أمام قيادات من القوات إنه مهتم بالتفاهم مع الثنائي أمل وحزب الله، وإنه لا يريد الدخول في معركة مع أحد. وقالت المصادر إن جعجع يعتبر نفسه «الأقدر على طمأنة الشيعة في لبنان بعد التطورات التي حصلت في لبنان والمنطقة».
ونقلت المصادر عن جعجع قوله إنه أبلغ قيادات القوات بأن الموقف من ترشيح قائد الجيش ليس محسوماً بصورة كاملة، وأنه إذا لم يكن هناك فيتو من القوات على ترشيحه، إلا أن ذلك لا يعني أن هناك موافقة مسبقة. وبحسب المصادر فإن جعجع اعتبر أن مشكلة قائد الجيش لا تنحصر في معارضة الثنائي أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر، بل في أنه قبل أن يكون ترشيحه صادراً عن النائب السابق وليد جنبلاط. وبحسب المصادر فإن جعجع يعتبر أنه «لا يمكن بعد كل ما حصل، أن تختار المختارة المرشح لرئاسة الجمهورية، وأنه حاول الوصول إلى حوار مثمر مع جنبلاط لكن لم يظهر أنه مستعد جيداً، وقد عقد اجتماعين مع النائب مروان حمادة من دون الوصول إلى تفاهمات حقيقية».
وفي ظل تعدّد الأسماء المرشّحة، وعودة بعضها إلى الصدارة مثل قائد الجيش والوزير السابق جهاد أزعور، علمت «الأخبار» أن التحرك الذي بدأه جعجع لتهيئة الأرضية لنفسه خلقَ إرباكاً لدى البعض، خاصة المملكة العربية السعودية. فجعجع الذي يتهرّب من ترشيح قائد الجيش، صارَ واضحاً طموحه الرئاسي في وقت يعتبر أن المنطقة دخلت العصر الإسرائيلي وأنه قادر على التقاط فرصة عودة الرئيس دونالد ترامب، وأن ذلك سيساعده حتماً في فرض ما يريد على الآخرين وهي فرصته الأخيرة ليدخل بعبدا رئيساً. وفي هذا الإطار، قالت مصادر بارزة إن «طرح جعجع لنفسه يخلق إرباكاً لدى السعوديين، الذين يفضّلون قائد الجيش أو أزعور». وهم يعلمون أن «قدرة تأمين أصوات لعون أسهل بكثير من قدرة تأمينها لجعجع». فقد أثبتت السنوات الماضية، تحديداً بعدَ خروج رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري من الساحة السياسية، أن جعجع عاجز عن تحقيق خرق سني، وباستثناء نائبين أو ثلاثة، فإن كل النواب السنّة من دون استثناء لن يسيروا به وهم يفضّلون انتخاب قائد الجيش، وبالتالي فإن الرياض ليس بإمكانها أن تفرض على غالبية السنّة خيار جعجع. أما جنبلاط، فقد قال كلمته وأحرج السعوديين قبلَ غيرهم، إذ أدرك ما يخطط له جعجع، فرمى بورقة عون في وجه الجميع. ظنّ كثيرون أن الرجل التحق بركب القرار الخارجي لدعم قائد الجيش، لكن ما لا يعرفه كثر آخرون أن جزءاً من هذا الموقف يرتبط بمخطط معراب. ويعتبر جنبلاط أن تأمين غالبية توافقية حول قائد الجيش الذي تزكّيه الدول الخارجية هو السبيل الوحيد لتطيير جعجع من السباق الرئاسي، لذا عمل على إقناع رئيس مجلس النواب نبيه بري بذلك. وتقول مصادر مطّلعة إن «جعجع قد يتعمّد تطيير أي جلسة إذا ما لمس وجود توافق حول عون، وإذا ما قرّر الثنائي الشيعي السير به»، وهم «حتماً يفضّلونه على قائد القوات، والعلاقة معه ليست متوترة إلى حد كبير كما يحاول البعض تصويرها، خصوصاً أولئك الذين يريدون وضع الجيش في وجه المقاومة».
وفي السياق، لم تسرِ هدنة الأعياد على الاتصالات السياسية، المتصلة بجلسة انتخاب الرئيس في التاسع من الشهر المقبل، ولا على الحركة الخارجية المتمثّلة بأميركا وفرنسا والسعودية التي بدأت أمس مع قدوم وزيري الجيوش والخارجية الفرنسييْن سيباستيان لوكورنو وجان نويل بارو إلى لبنان، وستُستكمل بوصول وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى بيروت السبت المقبل، وصولاً إلى زيارة الموفد الأميركي عاموس هوكشتين المرتقبة مطلع العام المقبل.
*****************************************
افتتاحية صحيفة اللواء:
بدايات ونهايات «عام الرعب»: رئيس بحجم المتغيرات والتحديات
ينطوي العام 2024 وهو عام الرعب الذي عاش اللبنانيون أياماً وأسابيع وأشهراً بلياليها، حولت حياتهم الى جحيم، في آخر ايامه اليوم على نهايات وبدايات، وتنطوي صفحة بالغة الخطورة في تاريخ البلد، من دون ان يحول ذلك دون استعادة اللبنانيين بعضاً من العافية، واعادة العافية الى وسط بيروت، التي تشهد استعدادات للاحتفالات بالسنة المقبلة، فاتحة الطريق امام اعادة الحياة او تنشيطها في المجلس النيابي، استعدادا لجلسة الحسم في الخميس 9 ك2 المقبل..
من النهايات: نهاية حرب الإسناد، وتحوُّل الحرب بين اسرائيل وحزب لله الى حرب وضعت نهايات في غير مكان اقليمياً وخارجياً، ووضعت نهاية للتحالفات بين حزب لله والتيار الوطني الحر..
ومن النهايات سقوط نظام آل الاسد في سوريا، وتداعيات ذلك على «الجيوبوليتكا» الاقليمية والدولية، مع نهاية الحضور الايراني والروسي في سوريا..
ومن البدايات العودة الى فكرة الدولة، وإنها الملجأ للجميع، على ان تكون الخطوة الاولى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وحكومة جديدة، وسلطة قادرة على ادارة اعادة الاعمار، ومعالجة مشكلات ما بعد الحرب، وابرزها مسائل السلاح والاستراتيجية الدفاعية، وسيطرة الشرعية واعادة بناء ما دمرته الحرب العدوانية الاسرائيلية وبناء الاقتصاد.
وتتقاطع عند العلاقة مع سوريا البدايات والنهايات، بانتظار ما سيستقر عليه الوضع بعد مؤتمر الحوار السوري، والاعداد لدستور جديد، وانتخابات تشريعية جديدة.
الرئاسة: لا أكثرية مرجَّحة
رئاسياً، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الملف الرئاسي يدخل بعد أيام قليلة في مرحلة مصيرية إنجازا أو تأجيلا، ولفتت إلى أن المعطيات المتوافرة لا تتحدث عن تقدم ملموس أو توجه حاسم لجهة انتخاب الرئيس، مؤكدة أن لا أسماء ترجح لها الكفة بشكل يضمن لها الوصول إلى قصر بعبدا على الرغم من أن بعضها متقدم.
ورأت هذه المصادر أن هذا المشهد يعيد إلى الأذهان مشهد عدم وجود أكثرية مرجحة في هذه الإنتخابات الرئاسية، وفي الوقت نفسه رجحت قيام مساع متواصلة من أجل أن تكون الجلسة المحددة جلسة انتخاب مع وجود فرضية المفاجأة.
واعتبرت أن هذا الحدث يطغى على ما عداه في الأيام المقبلة وعدم توصل الكتل النيابية إلى خيار ما يعني بقاء المجال مفتوحا لهذه المساعي.
واستمر الحراك المحلي والخارجي بزخم بين خميسي عطلة الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة، حول موضوعي الانتهاكات الاسرائيلية المتمادية لاتفاق وقف اطلاق النار، والاستحقاق الرئاسي بحيث تصل البلاد الى إنتخاب رئيس للجمهورية في جلسة 9 كانون الثاني المقبل.وسط تأكيدات ان هناك حلولاً للملف الرئاسي وتعقيدات في موضوع وقف الخروقات بسبب مماطلة الكيان الاسرائيلي حتى استنفاد مهلة الستين يوما وما بعدها بكثير،حيث افاد اعلام الداخل الفلسطيني عن رغبة اسرائيلية «بتمديد البقاء في الاراضي اللبنانية حتى شهر اذار المقبل ربما» بحجة القضاء على كل البنية التحتية والفوقية للمقاومة. فيما تستمر إتصالات وزارة الخارجية بالدول المعنية حول هذا الموضوع وفق ما تطلبه الحكومة في اطار الضغط اللبناني الدبلوماسي لوقف الخروقات.
وبإنتظار زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان المرجحة السبت المقبل الى بيروت وقد يسبقه مستشاره للشؤون اللبنانية يزيد بن محمد آل فرحان المعني بالملف اللبناني، وزيارة المبعوث الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين الاسبوع المقبل، وتردد معلومات عن احتمال زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، وصل الى بيروت مساء امس، وزيرا الدفاع سيباستيان ليكورنو والخارجية جان نويل بارو الفرنسيان لبنان لتمضية العطلة مع الكتيبة الفرنسية العاملة في اليونيفيل، اعتبارا من امس وحتى الأربعاء 1 كانون الثاني.
وحسب برنامج الوزيرين سيعقدان ثلاثة اجتماعات مع ممثل فرنسا في «آلية مراقبة وقف إطلاق النار في لبنان» الجنرال غيوم بونشين، وممثل لبنان قائد قطاع جنوب الليطاني العميد غابي لاوندوس، وقائد الجيش العماد جوزف عون. وقبل ليلة رأس السنة، سيحضر الوزيران في مخيم دير كيفا، انطلاق دورية مشتركة لآليات مدرعة من اليونيفيل والجيش اللبناني، فضلا عن تقديم سرب استطلاع ومجموعة نقل وبطارية كوبرا (يسمح رادار قياس المسار بتحديد موقع البطاريات المتعارضة في الوقت الفعلي على مسافة تصل إلى 40 كم). وسيحضر الوزيران مراسم إحياء ذكرى أحد جنود حفظ سلام الفرنسيين الذي توفي يوم الجمعة 15 تشرين الثاني 2024، خلال تعرض دورية لـ«اليونيفيل» لحادث سير على الطريق الساحلي، بالقرب من بلدة شمع.
وهذه الزيارات الرسمية العربية والدولية مؤشر على وجود ضغط مشترك لإنجاز الاستحقاق الرئاسي ومعالجة الانتهاكات الاسرائيلية، فيما قال النائب المستقل الدكتور غسان سكاف لـ «اللواء»: ان الاتصالات الرئاسية قائمة بزخم وظروف لبنان والمنطقة تغيرت، لذلك «الوحي» سينزل على الكتل النيابية، وهذه المرة نؤكد حصول الجلسة النيابية وانتخاب رئيس في 9 كانون الثاني.
اضاف: التقيت (امس) السفير السعودي في بيروت وليد البخاري ولمست منه تفاؤلاً كبيراً بإنتخاب الرئيس نتيجة الاجواء الاقليمية القائمة.
وعمّا اذا تم التوصل الى تقاطعات حول اسم او اكثر من المرشحين للرئاسة؟ اجاب سكاف: لننتظر قليلاً، بعد الخميس المقبل يمكن الكلام عن تقاطعات مقبولة.
وفي سياق الحراك الرئاسي ايضاً، إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب سجيع عطية حيث جرى عرض للاوضاع العامة والمستجدات السياسية وشؤون تشريعية.
كما إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المرشح لرئاسي الوزير السابق جهاد أزعور بعد غياب عن الظهور، وغادر أزعور الصرح البطريركي مكتفيا بعبارة «زيارة معايدة وانا ما بحكي سياسة ببكركي».
وفي المواقف الرئاسية، رأى أمين سر «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي ابو الحسن « ان لا مبررات لسيناريو تأجيل جلسة التاسع من كانون الثاني»، معتبرا أن «الوقت حان لوضع حدّ لهذا الفراغ». وقال: هناك ضرورة قصوى لأن تكون الجلسة مثمرة ونخرج برئيس للجمهورية، وعلى كل الأطراف ان يدركوا ان التسوية الداخلية هي التي تبني وطناً وليس التفاهمات الخارجية. وأشار الى ان «تأييد اللقاء الديموقراطي ترشيح قائد الجيش، حرّك الركود الرئاسي وهو لا يعني أن الشخصيات الأخرى غير جديرة»، داعيا كل الكتل إلى «إعلان موقف واضح من ترشيح العماد جوزف عون». وأوضح أن «قنوات التواصل مفتوحة بين اللقاء الديموقراطي والكتل الأخرى».
بدوره، توقع النائب عبد الرحمن البزري أن تُعقد جلسة التاسع من كانون الثاني «برغم الغموض الذي يحيط بمسألة الأسماء المطروحة ومواقف الكتل تجاه المرشحين»، مشيرا الى انه «في حال تم التوافق على انتخاب شخصية عسكرية أو أمنية فإن الأمر يتطلب أكثر من ثلثي المجلس».
اضاف البزري: ان الحركة الأبرز هي زيارة وزير الخارجية السعودي المرتقبة التي تأتي في إطار اهتمام سعودي مستمر بلبنان. وهناك خطوة سعودية جدية ومميزة منتظرة في الثالث من الشهر المقبل، ومن المتوقع أن تسهم هذه التحركات في انتخاب رئيس الجمهورية في الجلسة المقبلة.
وتحدثت معلومات عن ان عضو كتلة الجمهورية القوية الناب بيار بوعاصي زار الرياض امس موفداً من رئيس حزب القوات اللبنانية سميرجعجع في زيارة وصفت بأنها استطلاعية قبل زيارة وزير الخارجية السعودية، لكنها تحمل طلبا لدعم ترشيح جعجع للرئاسة.
يشار الى ان الاجتماع الذي كان سيعقد امس لتقاطع نواب السنة مع نواب من كتل اخرى، طار في اللحظة الاخيرة، لأسباب بعضها شخصي، وبعضها الآخر نتيجة تدخلات.
وكشف السفير المصري في لبنان علاء موسى ان المشاورات جارية حول الاسماء التوافقية، الامر الذي من شأنه ان يمهّد الى نجاح جلسة 9 ك2، مشيراً الى ان الرئيس بري ملتزم بأن تكون الجلسة مفتوحة الى حين انتخاب الرئيس.
وتخوف الرئيس ميشال عون من ان يؤدي الغموض في الملف الرئاسي فلا مرشح لتاريخه يملك الاكثرية، ويتحدث الجميع باسم السفراء والدول، ويدعي هؤلاء انهم يعبرون عن مواقفهم، وهذا الغموض قد يؤدي الى التأجيل.
ضبط الأمن في الأعياد
وعلى الرغم من الانشغالات المتعددة للقوى العسكرية والاجهزة الامنية سواء في الجنوب او الشرق والشمال، لكن العمل جارٍ لضبط الوضع الامني اثناء الاعياد، منعاً لتصرفات تسيء الى الاستقرار.
الترقيات
ويجري العمل على اصدار ترقيات الجيش في الأول من كانون الثاني المقبل وفقاً للتقليد العسكري بمسارها الطبيعي، وإلتقى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم في مكتبه في اليرزة، قائد الجيش العماد جوزف عون، وجرى البحث في شؤون المؤسسة العسكرية، كما في الأوضاع الأمنية في البلاد لا سيما في الجنوب في ظل استمرار الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية في خرق فاضح لبنود ترتيبات وقف إطلاق النار وفي انتهاك للقرار 1701.
وحول الجوازات السورية المزورة، ودخول رعايا سوريين بطريقة غير شرعية، قال وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي من بكركي «ان اجواء وزارة الداخلية هي حماية الدولة اللبنانية ومصلحتها وتطبيق القانون، اما بالنسبة لعائلة دريد الاسد فالجميع يعلم ان الموضوع يتعلق بجوازات سفر مزورة وتم التوقيف بناء لاشارة القضاء اللبناني. وهذا ما يدل الى ان الامن العام يطبق القانون ولديه القدرة على كشف المستندات والوثائق المزورة وبالتالي هذا ملف محال أمام القضاء اللبناني لوقوع الجرم».
أضاف:«التزوير الحاصل له علاقة بورقة صلاحية الجواز وهي مستبدلة بورقة اخرى مما يجعل جواز السفر غير صالح، اما بالنسبة للسوريين الذين يدخلون الى لبنان بطريقة غير شرعية، فيحصل تعاون بين الجيش اللبناني والاجهزة كافة لتوقيفهم وتسليمهم الى الامن العام واتخاذ الاجراءات القانونية الضرورية وليسوا جميعهم من الضباط او العسكر في الجيش السوري التابع للنظام السابق،انما الامن العام يدرس كل حالة ويقوم بالتحقيقات اللازمة ويتخذ القرار سواء بالترحيل او التوقيف بناء لاشارة القضاء المختص، ونحن نؤكد على تطبيق القانون في لبنان ليكون الناس اكثر فاكثر على ثقة بالاجهزة الامنية الرسمية اللبنانية.
الخروقات تنتظر هوكشتاين
وبإنتظار ما سيفعله هوكشتاين لوقف الانتهاكات الاسرائيلية في الجنوب، واصل جيش الاحتلال الاسرائيلي امس، تفجير المنشآت والمنازل في قرى الجنوب الحدودية، وقام بعملية نسف كبيرة في محيط ساحة بلدة الطيبة - قضاء مرجعيون بعد توغله في البلدة.
كماقام الاحتلال ليل امس الاول، بتفجير منشآت مدنية في مارون الراس منها خزان المياه ومئذنة المسجد، وسمعت اصوات الانفجارت الضخمة في قرى الجوار.
وفي اليوم الخامس عشر من مواصلة عمليات البحث والمسح الميداني الشامل للعثور على المفقودين جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على بلدة الخيام، تمكنت فرق البحث والإنقاذ المتخصصة التابعة للمديرية العامة للدفاع المدني، وبالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني، من انتشال جثمان شهيد من تحت الأنقاض في الحي الشرقي للبلدة. وتم نقل الجثمان إلى مستشفى مرجعيون الحكومي. وستُستأنف صباح اليوم عمليات البحث والمسح الميداني الشامل في الموقع المذكور حتى يتم العثور على جميع المفقودين.
**********************************************
افتتاحية صحيفة البناء
صاروخان يمنيان الى تل أبيب ومطار بن غوريون… والملايين إلى الملاجئ / ترقب دولي وإقليمي وسوري لتركيبة مؤتمر الحوار الوطني وآلياته ومخرجاته / حزب الله: الانتهاكات في عهدة أطراف الاتفاق حتى اليوم 60 واليوم 61 يوم آخر
الوزير محمود قماطي... بانتظار اليوم الحادي والستين وهو يوم آخر
رغم الضربات التي تلقاها، ورغم المراقبة المشتركة الأميركية الإسرائيلية للأجواء اليمنية وأجواء البحر الأحمر، أطلق اليمن صاروخين بالستيين نحو عمق الكيان مستهدفاً العاصمة تل أبيب ومطار بن غوريون، وظهرت في الصورة المنقولة على وسائل التواصل الاجتماعي من هواتف المستوطنين أجسام الصواريخ الضخمة وقد وصلت الى الأرض، ما يطرح استفهامات كبرى على صدقية الكلام الإسرائيلي عن النجاح باعتراض الصواريخ، وكما في كل مرة أقفل مطار بن غوريون وهرع ملايين المستوطنين إلى الملاجئ.
في سورية إعلان عن انطلاق الخطوات العملية نحو عقد مؤتمر وطني جامع للحوار، قالت وسائل الإعلام القريبة من هيئة الحكم في دمشق إنه سوف يضمّ أكثر من ألف شخصية من كل المحافظات والأطياف، وإنه سوف ينبثق عنه مجلس استشاري يحل مكان مجلس النواب، وحكومة انتقالية تخلف الحكومة المؤقتة الحالية، ولجنة خبراء تتولى صياغة الدستور الجديد، بالإضافة لصياغة قواعد دستورية مؤقتة للمرحلة الانتقالية ورسم إطار لمفهوم الحريات السياسية والشخصية، ويحظى المؤتمر باعتباره أول خطوة سياسيّة بعد التغيير الذي شهدته سورية، باهتمام دولي وإقليمي وسوريّ داخلي، لمعرفة طبيعة التوازنات التي سوف يُسمح بوجودها في المؤتمر ليمثل المناخات المختلفة التي تعبر عن اتجاهات الرأي العام في سورية، كذلك لمعرفة مدى وجود آليات تصويت وتعديل في التوجّهات المرسومة مسبقاً للتوصيات والمخرجات، ومراقبة طبيعة هذه المخرجات، سواء الحكومة أو المجلس الاستشاري أو لجنة الدستور، والصفة الجديدة لرئيس الهيئة وصلاحياته المستقبلية بعد صفة قائد الإدارة الجديدة وصلاحياته المطلقة، وكيفية رسم هوية الجيش وبنائه الجديد.
لبنانياً، تحدّث العديد من مسؤولي حزب الله عن الانتهاكات الإسرائيلية، وكان أبرز الكلام ما صدر عن نائب رئيس المجلس التنفيذي الشيخ علي دعموش ونائب رئيس المجلس السياسي الوزير محمود قماطي، وعدد من نواب الحزب، وكان واضحاً أن الكلمات أجمعت على معادلة أن المقاومة تضع الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة والمتمادية لاتفاق وقف إطلاق النار بتصرف الشركاء في الاتفاق من حكومة وقيادة الجيش وقيادة اليونيفيل، وخصوصاً لجنة المراقبة والإشراف تحت سقف أن رد الاعتبار إلى التزامات الاتفاق هو من صلب مسؤوليتهم حتى نهاية مهلة الستين يوماً المحددة في الاتفاق لإنجاز الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية، وإن لم يتحقق ذلك فإن اليوم الواحد والستين هو يوم آخر، والمقاومة تعرف مسؤولياتها ولن تتأخر عنها.
فيما تترقب الأوساط السياسية تكثيف المشاورات السياسية الداخلية والحراك الدبلوماسي الخارجي على خط رئاسة الجمهورية، بقي الاهتمام الرسميّ منصباً على الخروق والاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان، وسط جهود حثيثة يبذلها رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة وقائد الجيش وفق معلومات «البناء» مع عواصم القرار لا سيما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا لوقف الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، تمهيداً لضمان انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان ووقف الاعتداءات فور نهاية مهلة هدنة الستين يوماً، حرصاً على استمرار صمود الاتفاق ومنع انهياره، لأن لا ضمانات باستمرار لبنان وجيشه ومقاومته بالصمت وعدم الردّ على الاعتداءات الإسرائيلية المتمادية. وتوقعت مصادر معنية عبر «البناء» أن تنسحب القوات الإسرائيلية من الجنوب بعد نهاية مهلة الهدنة بموجب قرار دولي يفرض على كافة الأطراف الالتزام به لا سيما وأن لبنان التزم به وكذلك المقاومة، فيما يستكمل الجيش انتشاره في جنوب الليطاني وقوات اليونفيل وفق بنود الاتفاق.
وفي سياق ذلك، استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة وزير الجيوش الفرنسي Sebastien Lecornu ووزير الخارجية الفرنسي Jean Noel Barrot مع وفد مرافق، وجرى البحث في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وسبل تعزيز علاقات التعاون بين جيشَي البلديَن، ومواصلة دعم الجيش في ظل الظروف الراهنة.
غير أن مصدراً معنياً في فريق المقاومة أوضح لـ”البناء” أن حزب الله ملتزم كافة بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي يستند إلى مرجعية القرار 1701 وبالتالي لن ينزلق للاستفزازات الإسرائيلية واستدراجه للردّ ليشكّل ذريعة للعدو لاستكمال عدوانه الشامل على لبنان، لكن بعد نهاية مدة الهدنة فللمقاومة كلمتها ولن تتخلى عن مسؤوليتها وتصبح كلفة الحرب أقل من كلفة استمرار العدو بتحقيق بنك أهدافه من دون مقاومة مستغلاً وقف إطلاق النار من جانب واحد.
ورأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله “أن وبمعزل عن الانقسامات السياسية والخلافات في الداخل يفترض أن تكون مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على بلدنا في إطار موقف وطني مسؤول، يتحمّل فيه الجميع مسؤوليّاتهم سواء الدولة أو الجهات الرسمية أو القوى السياسية لأن هذه القضيّة يجب أن تعني جميع اللبنانيين، ولأن الجنوب هو جزء من بلدنا، والكل يفترض أن يكون معنياً بالدفاع عن السيادة وحمايتها، وهذا يحتاج إلى موقف وطني”، معتبراً أن “ثبات المقاومة والجهد السياسيّ الذي قاده الرئيس نبيه بري بالتنسيق الكامل مع قيادة حزب الله، هو الذي أوصل إلى وقف إطلاق النار، الذي يلزم العدو بالانسحاب خلال مهلة 60 يوماً، دون أن يتضمن بنوداً تسمح للعدو بالقيام بما يريد من خروق واعتداءات يقوم بها، منذ إعلانه، على الأراضي اللبنانية وعلى الجنوب والقرى الحدودية”.
بدوره، أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش، في لقاء الإعلان عن مراحل تنفيذ حملة “وعد والتزام” لرفع آثار العدوان الإسرائيلي، أن “مشروع “وعد والتزام” بدأ وبفضل التعاون وبالجهود سنتمكن من إنجازه”، مطمئناً “أهلنا أن التمويل اللازم لإعادة الإعمار والتعويض يتم تأمينه بشكل كامل”.
وقال دعموش إن التمويل اللازم لإعادة الإعمار والتعويض “يتم تأمينه بفضل الشعب الإيراني العزيز الذي أجمع بكل أطيافه على دعم الشعب اللبناني ولم يتخلّ عن مد يد العون… والشكر للإمام علي الخامنئي على اهتمامه بلبنان”، مضيفًا “الشكر موصول للعراق حكومة وشعباً وحشداً وعلى رأسه المرجعيّة الشريفة في النجف الأشرف والعتبات العراقية والإيرانية”.
وشدّد على أن “وعد شهيدنا السيد حسن نصرالله وخطط السيد هاشم صفي الدين والتزام أميننا العام كلها سيتمّ إنجازها لتعود منازلكم أجمل مما كانت”، وقال: “مهما قدّمنا لشعبنا فلن نفيَه حقه”. وتابع: “لكل الذين راهنوا على ضعف حزب الله وعجزه عن تعويض أهله فهو خاسر وخائب. وها هو حزب الله ينهض من بين الركام للملمة جراح شعبه وأهله”.
وقال: “لقد بقيت المقاومة في الميدان وفرضت على العدو أن يتراجع عن أهدافه الكبرى ولا يحقِّق أهدافه المرحلية بإعادة المستوطنين تحت النار، وعاد شعبنا رغم عظيم تضحياته مرفوع الرأس وهو على ثقة كاملة بمقاومته وبأنَّ هذه العودة ما كانت لتتمّ لولا صمود المقاومة ودماء شهدائها، لتنتصر من جديد إرادة البقاء في الأرض على إرادة التهجير وإرادة الحياة الحرَّة الكريمة على آلة القتل الإسرائيلية”.
وأكد دعموش أننا “باقون في أرضنا وثابتون عليها ومتجذّرون فيها تجذر الأرز في لبنان، وسنعيد إعمارها حتماً، ولا يمكن للعدو ولا لأحدٍ في هذا العالم أن يقتلعنا من أرضنا أو أن يلغي وجودنا فيها أو أن يضعفنا في بلدنا، ومن يراهن على ذلك، إنما يراهن على أوهام وتخيلات وأمانٍ لم تتحقق في الماضي ولن تتحقق في الحاضر ولا في المستقبل مهما كان حجم الكيد والتآمر والعدوان”.
من جهته، أشار نائب رئيس المجلس السياسي في “حزب الله” محمود قماطي، في حديث لـ”المنار”، الى “من يأتي لمساعدة لبنان بشروط تمس المقاومة فلا نريد مساعدته ونرحّب بمن يساعد للوقوف الى جانب الشعب اللبناني”، مضيفاً “فلتفهم أميركا ومعها فرنسا أن خطوطنا الحمراء لن نسمح بخرقها وجاهزون لكل الاحتمالات”.
وتابع “إذا كنا اليوم صابرين فهو لأجل أهلنا والتزامنا بالكلمة التي أعطيناها لإفساح المجال أمام الوسطاء، فنحن التزمنا بالصبر 60 يوماً وفي اليوم الـ 61 يوم آخر والموضوع سيتغير وتصبح القوات الموجودة قوات احتلال وسنتعامل معها على هذا الأساس”.
وشدّد على أن “المقاومة حاضرة وجاهزة وقوية ومستعدة، والأميركي هرول لوقف الحرب بعد إصابة العدو الإسرائيلي إصابةً قاتلة”، مؤكداً أن “مخزون المقاومة الصاروخي وكل قدراتها لا تزال موجودة وبقينا نطلق الصواريخ لآخر لحظة من الحرب”.
وأشار الى أننا “صبرنا على الخروق لأجل البيئة التي عادت الى قراها في الجنوب واليوم هم يطالبوننا بالردّ على هذه الخروق، وبالنسبة للاتفاق إما أن يكون هناك التزام من الجميع وإما لا يكون هناك التزام من الجميع أيضاً”.
وأردف قماطي “بيئتنا تطالبنا بالتحرّك ومستحيل أن نسمح باحتلال الأراضي وبناء المستوطنات عليها ودون ذلك الدماء”، معتبراً أن “الكلام عن نزع السلاح يأخذ البلاد إلى الفوضى وبرنامجنا السياسي هو التلاقي والحوار”.
وكانت المديرية العامة للدفاع المدني قد أعلنت في بيان، أنه “في اليوم الخامس عشر من مواصلة عمليات البحث والمسح الميدانيّ الشامل للعثور على المفقودين جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على بلدة الخيام، تمكّنت فرق البحث والإنقاذ المتخصّصة التابعة للمديرية العامة للدفاع المدني، بتوجيهات المدير العام للدفاع المدني بالتكليف العميد نبيل فرح، وبالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني، من انتشال جثمان شهيد من تحت الأنقاض في الحي الشرقي للبلدة. تمّ نقل الجثمان إلى مستشفى مرجعيون الحكومي”.
وفي إطار حملة التهويل الإسرائيلي، زعم وزير حرب العدو الإسرائيلي يسرائيل كاتس “أن أي محاولة من جانب حزب الله للتعافي ستُقطع وأن الذراع الطويلة لـ”إسرائيل” ستعمل بكل الطرق لضمان أمن مواطنيها ونعمل على كل الجبهات الممكنة لتجفيف مصادر تمويل حزب الله الذي يحاول استعادة قدراته”.
على صعيد آخر، يرتقب أن يزور وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان السبت المقبل بيروت على أن يسبقه، كما يرجح، قبل يومين، مستشاره للشؤون اللبنانية يزيد بن محمد آل فرحان، ويليه مطلع الأسبوع المبعوث الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين، وربما أيضاً الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، في إطار تزخيم المشاورات الرئاسية للتوصل الى توافق لانتخاب رئيس للجمهورية، ورجحت مصادر “البناء” أن يصار الى حسم الملف الرئاسي في جلسة 9 كانون الثاني، خصوصاً أن الرئيس بري مصر على عقد الجلسة في موعدها وثانياً عقد جلسات متتالية ودورات عدة مع الحفاظ على نصاب الثلثين وبالتالي على جميع الكتل تحمل المسؤولية”.
وأشارت وسائل إعلامية الى أن “السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري زار عين التينة الأسبوع الماضي والتقى الرئيس بري بعيداً من الإعلام ووُضعت الزيارة في إطار المعايدة بمناسبة الأعياد”، ولفتت الى أن “عضو كتلة القوات النائب بيار بو عاصي غادر الى السعودية موفداً من جعجع في زيارة استطلاع وتبادل أفكار وهو لا يزال هناك”، لافتةً الى أن “زيارة بو عاصي إلى السعودية هي تسويق لاسم جعجع رئاسياً واستطلاع رأي السعودية في مسألة ترشّحه قبل جلسة 9 كانون الثاني”.
كما استقبل الرئيس بري في عين التينة النائب سجيع عطية حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدّات السياسية وشؤون تشريعيّة.
أمنياً، قام مركز أمن عام كسروان برئاسة المقدم رنا عصفور بناء على قرار المدير العام للأمن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، وبمؤازرة قوة من الأمن القوميّ في المديرية العامة للأمن العام جبل لبنان، بترحيل سوريّين عبر معبر العريضة كانوا قد أوقفوا أمس، في كسروان وصدر القرار بترحيلهم.
وفي الموازاة، أرجأ النائب العام لدى محكمة التمييز بالتكليف القاضي جمال الحجار “جلسة الاستماع إلى الشاعر المصري عبد الرحمن يوسف القرضاوي إلى حين وصول طلب الاسترداد من الدولة المصرية، على أن يُستمع إلى القرضاوي من قبل المباحث المركزية”.
*********************************************
افتتاحية صحيفة النهار:
2025 تبدأ بآمال عريضة على إنهاء الفراغ تأييد دولي لأي منتخب في الدورات المفتوحة
على موعدٍ ووعد بفجر سياسي جديد متغيّر تشرق شمسه في 9 كانون الثاني (يناير) 2025 من خلال ملء شغور استمر سنتين وشهرين في رئاسة الجمهورية، يطوي اللبنانيون منتصف هذا الليل سنة 2024 التي حملت اليهم حرباً كانت الأشرس في تاريخ الحروب الإسرائيلية وغيرها على أرض لبنان ويستقبلون سنة 2025 بآمال عريضة ووعود وردية. والحال أن كوارث السنة الآفلة لم تترك للبنانيين أي مجال إلا للرهان على أي تبديل ولو نسبي في الأسر السياسي والمؤسساتي الذي أطبق عليهم أولاً وحوّل السنة الراحلة إلى هدر زمني إضافي واستكمال قسري للفراغ، وما لم يتكفل به الفراغ أنجزه “حزب الله” بزجه للبنان في حرب متدحرجة مع إسرائيل، ما لبثت في الأشهر الأخيرة من السنة أن تحولت إلى أسوأ حرب تدميرية شنتها الدولة العبرية على لبنان ونالت من الحزب نفسه أقسى الخسائر البشرية والعسكرية والهيكلية التي أصابته منذ تأسيسه.
وإذ تطل السنة الجديدة على خلفية حدث تاريخي تمثل بسقوط النظام السوري وتقطع أوصال “محور الممانعة” بعد الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان وسقوط نظام بشار الأسد، يحل موعد 9 كانون الثاني (يناير) لانتخاب رئيس الجمهورية وسط معطيات وانطباعات شديدة التناقض والغموض حيال الاحتمالات التي قد تشهدها هذه المحطة المفترض أن تكون حاسمة في انتخاب الرئيس الرابع عشر للجمهورية، وإطلاق دورة إنهاض لبنان من سلسلة طويلة من الكوارث التي طاردته منذ سنوات وتوّجت بالفراغ المديد قبل أن ينفجر لبنان بالحرب الأخيرة. وينظر إلى موعد 9 كانون الثاني على أنه رأس جبل الجليد في استكشاف ما إذا كانت الطبقة السياسية اللبنانية ستستجيب للحاجات الملحة للبنان للانتقال إلى مرحلة تغيير كبيرة وحتى جذرية، لأنه في الحال المعاكسة ستكون الخيبة ضخمة وترتب على لبنان تهميشاً دولياً خطيراً لا يحتمله البلد فيما هو لا يزال في صراع حاد خطير مع إسرائيل حيال الوقائع المعقدة لتثبيت تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي سيعود عرّابه الأساسي الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت الأسبوع المقبل للمرة الأخيرة قبل انتهاء ولاية الإدارة الأميركية الحالية في 20 كانون الثاني المقبل من أجل محاولة منع تفلت الأمور ميدانياً مجدداً بما يشكله ذلك من خطر اشتعال مجدّد للحرب وانهيار الاتفاق المرعي أميركيا. ولذا تكتسب الحركة الديبلوماسية الكثيفة دلالات بارزة للغاية، إذ يبدو واضحاً أن المجتمع الدولي الممثل على نحو خاص بممثلي وموفدي مجموعة الدول الخماسية، الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، يستشعر الضرورة الملحة لممارسة ضغوطه على القوى اللبنانية وحضّها على عدم هدر فرصة 9 كانون الثاني والتزام الأصول الدستورية بحذافيرها لضمان انتخاب رئيس للجمهورية بلا مزيد من التأخير. وبات شبه محسوم أن المجموعة الخماسية وإن كانت تميل إلى تفضيل انتخاب رئيس توافقي بأكبر أكثرية نيابية ممكنة إلا أنها ستؤيد بلا تحفظ أي رئيس ينتخب في سياق الدورات المفتوحة التي يرجح أن تشهدها الجلسة إذا تعذّر تأمين أكثرية الثلثين لأي مرشح في الدورة الأولى.
حركة الموفدين
وسط هذه المناخات ستنشط الحركة الرئاسية في الكواليس ولن تتاثر بعطلة رأس السنة في حين يُرتقب أن يزور وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بيروت السبت المقبل في زيارة لافتة تتناول ملفي الرئاسة وتداعيات الحرب، على أن يسبقه قبل يومين، مستشاره للشؤون اللبنانية يزيد بن محمد آل فرحان. ويليه مطلع الأسبوع المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين، كما يتردد أن الموفد الفرنسي جان إيف لودريان قد يحضر جلسة 9 كانون الثاني. وأمس وصل وزيرا الدفاع والخارجية الفرنسيان سيباستيان لوكورنو وجان نويل بارو لتمضية العطلة مع الكتيبة الفرنسية العاملة في اليونيفيل، وتستمر زيارتهما حتى غد الأربعاء.
وسيعقد الوزيران ثلاثة اجتماعات مع قائد الجيش العماد جوزف عون وممثل فرنسا في “آلية مراقبة وقف إطلاق النار في لبنان” الجنرال غيوم بونشين، وقائد قطاع جنوب الليطاني العميد غابي لاوندوس. وقبل ليلة رأس السنة، سيحضر الوزيران، في مخيم دير كيفا، انطلاق دورية مشتركة لآليات مدرعة من اليونيفيل والجيش اللبناني، فضلاً عن تقديم سرب استطلاع ومجموعة نقل وبطارية كوبرا. وسيحضر الوزيران مراسم إحياء ذكرى أحد جنود حفظ السلام الفرنسيين الذي توفي يوم الجمعة 15 تشرين الثاني (نوفمبر) 2024، خلال تعرض دورية لـ”اليونيفيل” لحادث سير على الطريق الساحلي، بالقرب من بلدة شمع.
في التحركات الرئاسية برز إلى الواجهة الوزير السابق جهاد أزعور الذي تردد اسمه مجدداً، إذ زار أمس بكركي والتقى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي واكتفى بالقول لدى مغادرته، “زيارة معايدة وأنا ما بحكي سياسة ببكركي”.
ترشيح جعجع؟
وفي وقت تكثفت الإشارات والمواقف الصادرة عن نواب في “كتلة الجمهورية القوية” أو حلفاؤها حيال ترشيح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، علم أن الكتلة ستجتمع قبل أيام قليلة من موعد 9 كانون الثاني وتحسم موضوع الترشح من عدمه. وفي هذا الوقت واصل جعجع حملته على “المنظومة الممانعة” وقال في احتفال قواتي: “إن المنظومة لعينة ولعينة جداً، وهي لا تزال متماسكة، وإذا ما أردنا توصيفها اليوم، فهي كمثل أناس في الصحراء على شفير الموت يتمسكون بالحياة بكل قوتهم، هذه هي طبيعة المنظومة”.
ولفت إلى أن “المنظومة تتألف من جماعة “الممانعة”، بالإضافة إلى “التيار الوطني الحر”، فهؤلاء هم المنظومة الفعليّة، والأعضاء الدائمون فيها والقرار النهائي فيها يبقى دائمًا في يدهم”. وقال: “علينا أن نواصل المسيرة حتى النهاية. البعض اعتقد أنه مع اتفاق وقف اطلاق النار وسقوط نظام الأسد، انتهى كل شيء. ولكن الحقيقة هي أن ذلك كان نهاية السلبيات لا اكثر، ولكنه في الوقت عينه البداية للإيجابيات. فالآن يمكننا القول إن الأرض الوعرة تمت تسويتها بالشكل المطلوب للبناء عليها، ولكن البناء يتطلب جهداً كبيراً وسعياً، باعتبار أن المنظومة لا تزال موجودة كخفافيش الليل، تعمل في الظلام، وتحاول في شتى السبل والطرق أن تجد وسائل للحفاظ على مواقعها في الدولة. ولكننا لهم بالمرصاد. لن نسمح لهم بالحفاظ على أي موقع في الدولة”.
**********************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
التحدّي في الـ 2025: انتظام الدولة وتجنّب العواصف.. الانتخاب وعدمه متساويان وواشنطن وباريس تستعجلان
اليوم تجري عملية التسليم والتسلّم بين سنة 2024 وسنة 2025. وفيه يطوي اللبنانيون آخر ورقة من أسوأ سنة في تاريخ حياتهم، ويحدوهم الأمل الكبير في ألّا تتكرّر مصائبها وويلاتها، وأن يعبروا إلى سنة جديدة تشكّل بداية لاستعادة بلدهم، والنأي به عن عواصف الدمار الشامل التي ضربته في كلّ مفاصله.
و»الجمهورية» إذ تشارك اللبنانيين حماستهم في طي هذه الورقة السوداء الى غير رجعة، تؤكّد أنّ لبنان كان وسيبقى أكبر وأقوى من كل العواصف، وأملها كبير جداً في أن تشارك كلّ اللبنانيين في الاحتفال في العيد الكبير بدخول بلدنا واحة الخلاص، متنعّماً بالأمن والأمان والإزدهار والرخاء ومستعيداً زهوه كدولة قوية قادرة، وكوطن جامع لكل أبنائه. فكل عام واللبنانيون بخير، وكل عام ووطنا لبنان سليماً معافى سيداً حرّاً مستقلاً.
رئيس أو لا رئيس!
سياسيّاً، صار الملف الرئاسي في المربّع الأخير، والأيام التسعة الفاصلة عن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في التاسع من كانون الثاني المقبل، تشكّل اختباراً مفصلياً لكلّ المكونات السياسية، في أن تثبت تحلّيها بالرّشد السياسي والوطني، وتنحية الشعارات والعناوين السياسية المتصادمة، التشارك في فتح القفل الرئاسي، ورسم خط النهاية لمسلسل العبث السياسي والإشتراطات التعطيلية، المستمرّ منذ ما يزيد عن سنتين، وضيّع الموقع الرئاسي الأوّل في متاهة موصدة بمزاجيات وتناقضات لم يحصد منها اللبنانيون سوى مشكلات متراكمة وأزمات تفرّخ أزمات، وتحدّيات صعبة أكبر من قدرتهم على مجاراة قساوتها، وتحمّل ما ترتب أو يترتّب عليها من أعباء وأثقال وأكلاف مرهقة تغلغلت إلى بيوت كل اللبنانيين ولم تستثنِ جهة او منطقة او طائفة او مذهب.
في هذا الواقع، تتبدّى جلسة 9 كانون الثاني كمحطة للحسم الإيجابي بانتخاب رئيس للجمهورية، أو للحسم السلبي بالفشل في إتمام هذا الانتخاب وإبقاء البلد بلا رئيس للجمهورية إلى أجل غير مسمّى، وربما إلى آجال غير مسمّاة. وترك البلد في دوران مستمر وبلا أفق واضح، في حلقة التعطيل. وهو الأمر الذي تؤكّد مصادر عين التينة لـ«الجمهورية» انّ رئيس مجلس النوّاب نبيه بري يحذّر منه، ويصبّ جهده في هذه الفترة على إدارة الدفة الرئاسية في الاتجاه المعاكس لمسار التعطيل، وتجنيب البلد مساوئ الفشل في انتخاب رئيس الجمهورية وارتداداته البالغة السلبية على مجمل الوضع في لبنان.
بري: الجميع مسؤول
من هنا، يؤكّد الرئيس بري أمام زوّاره أنّ انتخاب رئيس يلوح في الأفق، وينبغي على جميع الاطراف اغتنام فرصة انعقاد جلسة الانتخاب في 9 كانون الثاني وممارسة مسؤولياتهم الوطنية وواجبهم الدستوري في هذا الاستحقاق والخروج برئيس للجمهورية. ويلفت إلى أنّه سيفتح المجال واسعاً لتسهيل هذا الانتخاب عبر دورات انتخابية متتالية بحيث لا يخرج النواب من قاعة المجلس الّا وانتخبوا رئيساً للجمهورية.
وبحسب الزوار، فإنّ برّي يغلّب فرضية الانتخاب في جلسة 9 كانون الثاني، وخصوصاً انّ التوافق ممكن بين المجموعات السياسية، ولاسيما انّها في اكثريتها مجمعة على توصيف مشترك لرئيس على مسافة قريبة من كل الاطراف ولا يشكّل تحدّياً لأحد. وبالتالي فإنّ الأيّام الفاصلة عن الجلسة يفترض أنّها كافية لحسم التوجّه نحو التوافق والانتخاب وإعادة تصويب مسار البلد، وإن شاء الله تسير الأمور في هذا الاتجاه».
المفاجآت قائمة
وإذا كانت بورصة الأسماء المدرجة في نادي المرشحين لرئاسة الجمهورية لم تشهد ما يوحي بتعديلات او تبدلات في الأسماء المتداولة، فإنّ الأجواء السائدة عشية الجلسة تشي بأنّ كل الاطراف في حال ترقّب وانتظار لمجريات الايام السابقة للجلسة وما ستفرزه حركة الاتصالات والمشاورات المنتظرة خلالها، والتي تشكّل عين التينة محورها الأساسي.
وفي هذا السياق، أبلغت مصادر سياسيّة معنية بالملف الرئاسي إلى «الجمهورية»، انّ المفاضلة الجدّية بين الشخصيات المرشحة للرئاسة لم تبدأ بعد بصورة جدّية، وإن كانت بعض الأسماء حاضرة اكثر من غيرها في التداول السياسي والاعلامي. وضمن هذا السياق، فإنّ الوقت ما زال متاحاً لتضييق حلقة الخيارات الرئاسية التي تنطبق عليها مواصفات التوافق، وليس مستبعداً أن نشهد مفاجآت، وربما انسحابات، وربّما أسماء وخيارات رئاسية جديدة. من دون ان توضح المصادر عينها ما تقصده في هذا الاطار».
لا تأكيد حتى الآن
في موازاة ذلك، فإنّ المناخ السابق للجلسة الرئاسية يبدو ثابتاً حتى الآن في مربّع الجمود السلبي، حيث تعكس مجريات الداخل مراوحة سلبية، حيث لم تسجّل حتى الآن أي خطوة توحي بأنّ انتخاب الرئيس يقترب من أن يكون أمراً واقعاً في جلسة 9 كانون الثاني. وتقابل هذه المراوحة، حماسة خارجية في إتمام هذا الاستحقاق في تلك الجلسة.
وعلى ما يقول مرجع سياسي لـ«الجمهورية»: «انتخاب الرئيس وعدمه على مسافة متساوية، وبالتالي كل الامور واردة. هناك جلسة محدّدة لانتخاب الرئيس، ورئيس مجلس النواب مصمم على عقدها، ويدفع الى أن تخرج برئيس للجمهورية، وهناك اطراف مواقفها متذبذبة وتقول الشيء ونقيضه في آن معاً، وفي هذا الجو، ليس في الإمكان تأكيد إن كان سيحصل توافق، كما ليس في الإمكان القول حتى الآن إنّ النواب سيتمكنون من انتخاب رئيس في 9 كانون».
واشنطن للتعجيل
وفيما يدخل لبنان في الأيام المقبلة في زحمة موفدين على الخط الرئاسي، لعلها تشكّل عاملاً مساعداً لدفع الاستحقفاق الرئاسي الى برّ الإنتخاب المنتظر، أكّدت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، أنّ «حضور واشنطن على الخط بات اكثر زخما».
وكشفت المصادر عينها عمّا سمّتها «إشارات أميركية مهمّة جداً، تعكس رغبة واشنطن في انجاز الانتخابات الرئاسية في جلسة 9 كانون الثاني، وتؤكّد على مجلس النواب أن يستجيب لتطلعات الشعب اللبناني واختيار رئيس للجمهورية يحقق مصلحة لبنان».
ورداً على سؤال عمّا يُقال عن أنّ واشنطن تتبنّى مرشحاً معيّناً لرئاسة الجمهورية، قالت المصادر الديبلوماسية: «وفق ما يؤكّد المسؤولون الاميركيون فإنّهم على صلة مباشرة بالملف الرئاسي، لا تقتصر فقط على حضورهم الفاعل في اللجنة الخماسية، بل على مشاورات تجري على اكثر من خط في لبنان وكذلك في خارج لبنان مع الدول الصديقة للتعجيل في إنجاز الانتخابات. وبالتالي فإنّ واشنطن تقارب ملف الرئاسة بصورة عامة من زاوية حاجة لبنان إلى انتظام حياته السياسية والدستوريّة، وهذه الحاجة تتوفّر بصورة أكيدة عبر توافق المكوّنات السياسيّة على انتخاب رئيس للجمهورية. هذا ما يقوله الاميركيون، وبالتالي، لم يبدر عنهم، أقلّه حتى الآن، لا صراحة او إيحاء، ما يوحي بأنّهم يضعون «فيتو» على أيّ اسم من بين المرشحين، أو أنّهم يدفعون في اتجاه خيار رئاسي محدّد».
باريس تحث
وللاستعجال الأميركي على حسم انتخاب رئيس في جلسة 9 كانون، ما يماثله على الخط الفرنسي، واكّدت ذلك مصادر ديبلوماسية من العاصمة الفرنسية لـ«الجمهورية» بقولها، «إنّ باريس قرّرت برنامج تواصل عاجل مع المسؤولين اللبنانيين للحث على انتخاب رئيس للجمهورية وعدم تفويت فرصة الانتخاب القائمة».
وبحسب المصادر عينها، فإنّ الزيارات المقرّرة لمسؤولين فرنسيين إلى لبنان في هذه الفترة تصبّ في هذا الإطار، لمساعدة اللبنانيين على التسريع في انجاز هذا الاستحقاق بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة تُدخل لبنان في المسار الإنقاذي والاصلاحي، ولنقل رسالة واضحة بهذا المعنى من قبل الرئيس ايمانويل ماكرون».
ورداً على سؤال قالت المصادر: «إنّ إدارة الرئيس ماكرون تنظر بأمل كبير إلى جلسة 9 كانون الثاني، وتأمل أن تكتمل الصورة السياسية في لبنان بانتخاب رئيسه. وهذا بالتأكيد رهن بتحمّل كل الاطراف في لبنان مسؤولياتهم».
وعمّا إذا تعذّر انتخاب رئيس في 9 كانون الثاني، قالت المصادر: «نأمل ألّا يحصل ذلك، لأنّ عواقب فشل جلسة الانتخاب يُخشى انّها وخيمة وصعبة جداً على لبنان واللبنانيين».
وزيران فرنسيان
في سياق فرنسي متصل، وصل إلى بيروت امس، وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو ووزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو.
وزار الوزيران الفرنسيان والوفد المرافق لهما قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في اليرزة وجرى البحث في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وسبل تعزيز علاقات التعاون بين جيشَي البلديَن، ومواصلة دعم الجيش في ظل الظروف الراهنة.
تأكيد على الاتفاق
على الصعيد الميداني، واصل الجيش الإسرائيلي خروقاته على امتداد المناطق الجنوبية المحاذية لخط الحدود الدولية، وتتجلّى تلك الخروقات بعمليات تفجير للمنازل وتجريفها في العديد من القرى، إضافة الى التخريب المتعمّد للبنى التحتية على امتداد المنطقة.
وفيما اكّد مرجع أمني لـ«الجمهورية» أّن الجانب اللبناني، سجّل اكثر من 1000 خرق لاتفاق وقف اطلاق النار نفّذها الجيش الاسرائيلي منذ اعلان الاتفاق قبل نحو شهر من الآن، وأحيلت جميعها الى لجنة مراقبة تنفيذ الاتفاق.
ورداً على سؤال قال المرجع: «ما زلنا ننتظر أن تمارس اللجنة دورها الكامل وفق المهمّة الموكلة اليها، حيث اننا حتى الآن لم نلمس فعالية جدّية لمهمّة لجنة المراقبة. كما لا نلمس أي ضغوط من الدول الكبرى الممثلة في اللجنة، على اسرائيل لوقف خروقاتها والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها في الجنوب».
الاّ أنّ المصادر عينها كشفت عن تأكيدات تلقتها من قبل دول لجنة المراقبة على سريان الاتفاق بصورة كاملة في المدى القريب المنظور، بالتزامن مع الإجراءات الأمنية التي ستُطبق من الجانب اللبناني من قبل الجيش اللبناني بالتنسيق الكامل مع قوات «اليونيفيل». ونسب المرجع إلى مسؤول كبير قوله إنّ الأميركيين ابلغوه بأنّهم لا يرغبون بعودة أجواء الحرب، بل هم متمسكون باتفاق وقف اطلاق النار، ومواكبة تطبيقه بصورة حثيثة بما يضمن اعادة الامن والاستقرار على جانبي الحدود، ويمكن السكان من العودة الى بيوتهم».
إلى ذلك، وفيما يواصل الجيش الاسرائيلي تحذيراته لأهالي المنطقة الجنوبية من العودة الى منازلهم في القرى الحدودية، تحدث الإعلام الاسرائيلي عن خشية المستوطنين في الشمال من العودة، مشيراً إلى أنّهم يجدون صعوبة في العودة إلى منازلهم رغم وقف النار.
وبحسب الإعلام الاسرائيلي فإنّه على الرغم من وقف إطلاق النار في القطاع الشمالي، لا يزال سكان المستوطنات على الحدود مع لبنان يجدون صعوبة في العودة إلى منازلهم بسبب غياب الشعور بالأمن. وأضاف أنّه لم يتمّ بعد تأهيل الكثير من المستوطنات لإعادة استيعاب السكان. وأشار إلى أنّ الحكومة الإسرائيلية وافقت أخيراً على تمديد المساعدات الاقتصادية للنازحين من المستوطنات الشمالية، في محاولة للتخفيف من محنة السكان الذين يعيشون خارج منازلهم. ومع ذلك، لا يزال ردّ الحكومة بعيداً من تقديم حلّ شامل للتحدّيات التي تواجه سكان المنطقة. وتابع: «سكان المطلة، الذين عادوا إلى منازلهم، وجدوا دماراً كبيراً نتيجة المواجهة مع حزب الله».
ولفت إلى أنّ ذلك الوضع يؤكّد الفجوة بين الرغبة في العودة والروتين والواقع المعقّد على الأرض، فيما إعادة تأهيل البنية التحتية وضمان الأمن يشكّلان تحدّيات كبيرة في طريق العودة الكاملة للمستوطنين». وأشار الى أنّ مسألة العودة الكاملة للمستوطنين إلى منازلهم تعتمد على عدد من العوامل، وفي مقدمتها إنشاء غلاف أمني كافٍ واستكمال أشغال إعادة التأهيل في المستوطنات المتضررة.
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق:
جلسة 9 ك 2 بانتظار الدفع العربي والدولي
لم تحل برودة الطقس الطبيعية في مثل هذا الوقت من العام، ولا عطلة الاعياد الممتدة حتى نهاية الاسبوع الجاري دون تزخيم الحراك المحلي والخارجي حول ملفين اساسيين، الخروقات الاسرائيلية لاتفاق وقف اطلاق النار، وقد باتت تتهدد هيبة الدولة، والاستحقاق الرئاسي، وقد ارتفع منسوب الضغط الخارجي لانتخاب رئيس في جلسة 9 كانون الثاني المقبل.
الحركة الرئاسية نشطة خاصة في الكواليس، وهي حركة محلية لكن شقّها الابرز، دولي. ففي وقت يرتقب ان يزور وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان السبت المقبل بيروت على أن يسبقه، كما يرجح، قبل يومين، مستشاره للشؤون اللبنانية يزيد بن محمد آل فرحان، ويليه مطلع الاسبوع المبعوث الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين، وربما ايضا الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، بدأ وزيرا الدفاع سيباستيان ليكورنو والخارجية جان نويل بارو الفرنسيان زيارة الى لبنان لتمضية العطلة مع الكتيبة الفرنسية العاملة في اليونيفيل،تستمرحتى الأربعاء 1 كانون الثاني. وسيعقد الوزيران ثلاثة اجتماعات مع ممثل فرنسا في “آلية مراقبة وقف إطلاق النار في لبنان” الجنرال غيوم بونشين، وقائد قطاع جنوب الليطاني العميد غابي لاوندوس، وقائد الجيش العماد جوزف عون. وقبل ليلة رأس السنة، سيحضر الوزيران، في مخيم دير كيفا، انطلاق دورية مشتركة لآليات مدرعة من اليونيفيل والجيش اللبناني، فضلا عن تقديم سرب استطلاع ومجموعة نقل وبطارية كوبرا (يسمح رادار قياس المسار بتحديد موقع البطاريات المتعارضة في الوقت الفعلي على مسافة تصل إلى 40 كم). وسيحضر الوزيران مراسم إحياء ذكرى أحد جنود حفظ سلام الفرنسيين الذي توفي يوم الجمعة 15 تشرين الثاني 2024، خلال تعرض دورية لـ”اليونيفيل” لحادث سير على الطريق الساحلي، بالقرب من بلدة شمع.
أزعور
على الضفة الرئاسية، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي صباحا الوزير السابق جهاد أزعور، وكانت مناسبة للتهنئة بالاعياد. وغادر أزعور الصرح البطريركي مكتفيا بعبارة “زيارة معايدة وانا ما بحكي سياسة ببكركي.
المنظومة اللعينة
في المواقف، وفي وقت يتوقع ان تعلن معراب موقفها الرئاسي مطلع الاسبوع المقبل، أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “المنظومة لعينة ولعينة جداً، وهي لا تزال متماسكة، وإذا ما أردنا توصيفها اليوم، فهي كمثل أناس في الصحراء على شفير الموت يتمسكون بالحياة بكل قوتهم، هذه هي طبيعة المنظومة”.
*********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن:
أول غيث 2025: خرجت إيران فعادت السعودية
أزعور جاهز ولكن لن يقطع الطريق على مرشح آخر
بعد أعوام من انكفاء المملكة العربية السعودية عن الحضور على مستويات رفيعة إلى لبنان، تأتي زيارة الوفد السعودي الرفيع إلى بيروت في الثالث من كانون الثاني المقبل، أي بعد 4 أيام، إيذاناً بمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين وبتغيير الموقف السعودي الذي تعامل مع لبنان بوصفه منطقة نفوذ لإيران. وأتى التدفق الأخير لكبار المسؤولين الإيرانيين على لبنان خلال الحرب الأخيرة وكأنه برهان على أن الزمن الإيراني في هذا البلد قد انتهى. وأتت نهاية هذا الزمن مع انهيار «حزب الله» الذي كان الذراع الأقوى للجمهورية الإسلامية في مشروعها الخارجي.
وجاءت أول إشارة إلى موقع الأمير السعودي يزيد بن محمد بن فهد الفرحان الذي يصل إلى بيروت بعد أيام على مستوى الملف اللبناني، في النبأ الذي أوردته وكالة الأنباء السعودية حول الزيارة الأخيرة التي قام بها قائد الجيش العماد جوزيف عون للمملكة الخميس الماضي. وجاء في النبأ أن لقاء وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز مع العماد عون، ضم من الجانب السعودي مستشار وزير الخارجية للشأن اللبناني الأمير يزيد الفرحان. ثم توالت المعلومات التي تفيد بأن ملف لبنان انتقل إلى الفرحان بعدما كان سابقاً في عهدة نزار العلولا المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي.
وفي المعلومات أيضاً، أن الأمير السعودي استبق زيارته الأولى بسلسلة اتصالات مع الجهات اللبنانية المعنية تحضيراً للمحادثات المرتقبة في لبنان.
رئاسياً، أوضحت أوساط متابعة للملف أن لقاء الوزير السابق جهاد أزعور أمس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لا ينطوي على أي طابع رئاسي استثنائي، إلاّ من حيث وقوعه قبل نحو عشرة أيام من الجلسة المحددة لانتخاب رئيس، وهو توقيت مرتبط بوجوده في بيروت لتمضية عطلة الأعياد. وذكّرت الأوساط بأن أزعور دَرَجَ على زيارة بكركي باستمرار منذ بدء تعاطيه الشأن العام، ويحرص على أن تكون له محطة في الصرح البطريركي في كل مرة يأتي إلى لبنان.
وأكّدت الأوساط إياها أن أزعور يتعامل مع موضوع انتخابات الرئاسة بمنطق المستعدّ لتولّي المهمة وليس بعقلية الساعي إلى المنصب، وموقفه واضح منذ بداية التقاطع على ترشيحه، وهو أنه جاهز لتحمّل المسؤولية في حال كان انتخابه قادراً على تحقيق التفاف اللبنانيين حوله لخوض تحدي إنقاذ البلد، وإعادة ثقة العالم العربي والمجتمع الدولي به.
ومن هذا المنطلق، شدّدت الأوساط المتابعة للملف الرئاسي على أن كل الكلام عن أن أزعور يسعى إلى قطع الطريق على أي مرشح آخر، لا يعدو كونه تأويلات بعيدة عن الواقع، إذ هو لا يطرح نفسه منافساً لهذا أو ذاك في السباق إلى قصر بعبدا، بل إن ما يريده، كمعظم اللبنانيين، أن يصل إلى سدّة الرئاسة أي شخص يكون بحجم المرحلة المقبلة، ويتمتع بالمواصفات المطلوبة، وفي الوقت نفسه يستطيع الحصول على ثقة أكبر عدد من اللبنانيين ومن ممثليهم.
من جهة ثانية، استقبل قائد الجيش العماد جوزيف عون، في مكتبه، في اليرزة، وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ووزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو مع وفد مرافق. وتم البحث في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وسبل تعزيز علاقات التعاون بين جيشي البلدَين، ومواصلة دعم الجيش في ظل الظروف الراهنة.
وبالتوزاي، أكد نائب رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» الحاج محمود قماطي في حديث تلفزيوني مساء أمس أن «مخزون المقاومة الصاروخي وكل قدراتها لا تزال موجودة وبقينا نطلق الصواريخ حتى آخر لحظة من الحرب».ولفت إلى أن «الكلام عن نزع السلاح يأخذ البلاد إلى الفوضى».
*******************************************
افتتاحية الأنباء:
الكتل النيابية أمام الإمتحان الصعب مطلع ٢٠٢٥ ... وترقّب للدخان الأبيض من ساحة النجمة
أحداثٌ عدّة طبعت ذاكرة اللبنانيين خلال عام حفل بالمفاجآت. فبعد نحو ثلاثة أشهر على عملية طوفان الاقصى، ودخول "حزب الله" بما أسماها حرب الإسناد لغزة في الثامن من تشرين الأول 2023، نفذ العدو الاسرائيلي أول عملية اغتيال لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية، بما اعتبره البعض أول رسالة دموية ينفذها العدو الاسرائيلي خارج ما كان يعرف بقواعد الاشتباك، لتتوالى على أثرها الأحداث الأمنية المتلاحقة، من اغتيال الرجل الثاني في الحزب فؤاد شكر، مروراً بتفجير أجهزة البيجر الذي أدى إلى إصابة ما يقارب الـ 4000 شخص بأضرار جسدية مختلفة، وصولاً إلى شنّ الحرب الموسعة على لبنان في 23 أيلول والضاحية الجنوبية، ومحافظة بعلبك - الهرمل، والبقاع الغربي.
التاريخ الأبرز في ظل هذه الأحداث كان يوم 27 تشرين الأول، حيث اغتالت إسرائيل الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله، ما شكّل صدمة كبرى في الأوساط السياسية والشعبية على حد سواء. هذه الحرب المدمرة التي تسببت بنزوح آلاف السكان من قراهم الصامدة تحت القصف، شهدت مواقف سياسية صارمة لناحية وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 من قبل الطرفين، فكان موقف الرئيس وليد جنبلاط الثابت بعدم الانجرار إلى حرب كبرى، ثم الدعوة لوقف النار بعد اللقاء الثلاثي في عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وجنبلاط.
عقب كلّ هذه الأزمات، جرى انتخاب الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً لحزب الله خلفاً لنصرالله، في 29 تشرين الأول. إلاَّ أنَّ الحدث الأهم الذي شكّل مسك ختام في العام 2024، بعد خضّات طالت المنطقة، كان في الثامن من كانون الاول، وتمثل بسقوط النظام السوري وهروب بشار الأسد الى روسيا، الذي تلاه الزيارة الأولى للرئيس وليد جنبلاط إلى دمشق بعد غياب استمر 14 سنة، حيث التقى قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع.
كل هذه المحطات بحلوها ومرها، وما حملته من ويلات ومفاجآت، شكلت العناوين الرئيسية البارزة للعام 2024، فيما العين على ما سيحمله العام الجديد من أحداث أو انفراجات خصوصاً مع تكثيف الاتصالات لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في الجلسة المُرتقبة في التاسع من كانون الثاني المُقبل.
في السياق، أشارت مصادر مطلعة في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية إلى أن العقدة محلية وليست خارجية كما يحاول البعض الترويج له، وأن انتخاب رئيس الجمهورية هو استحقاق محلي بامتياز مهما حاول البعض إلصاقه بجهات خارجية لتبرير مواقفهم التعطيلية، إذ ان من ينتخب رئيس الجمهورية هم النواب اللبنانيون وليس سواهم، وبالتالي كان عليهم ان ينتخبوا الرئيس منذ تشرين الاول 2022.
المصادر لفتت الى وجود تباينات بين الكتل النيابية، لكنها لا تمنع من انتخاب الرئيس، معتبرة أن التركيبة النيابية معقدة بحسب التركيبة الطائفية والمذهبية، إلّا أن ذلك لا يُجرّد النواب من مسؤولياتهم تجاه بلدهم، ومن يمثلونهم.
وإذ توقفت المصادر عند رفض البعض التلاقي والحوار، رأت أن جلسة 9 كانون الثاني قد تكون مفصلية، ومن الضروري التنازل لمصلحة الوطن، فإما أن يتصاعد الدخان الابيض وينجح النواب في انتخاب رئيس، وإما الذهاب الى خيارات أخرى، لافتة إلى أن الكتل النيابية امام الامتحان الصعب في الجلسة المقبلة.
أبوالحسن
في السياق، لم يرَ أمين سر كتلة اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن أيّ مبررات لتأجيل جلسة التاسع من كانون الثاني، معتبراً أنه حان الوقت لوضع حد لهذا الفراغ.
ورأى أبو الحسن أن هناك ضرورة قصوى لان تكون الجلسة مثمرة، وتخرج برئيس للجمهورية، معتبراً أنه على كل الاطراف ان يدركوا ان التسوية الداخلية هي التي تبني وطناً، وليس التفاهات الخارجية، مع تقديرنا الكبير للجهود التي تبذل من قبل أصدقاء لبنان، وتحديداً اللجنة الخماسية، والتي تشكل عاملاً اضافياً مساعداً.
واشار أبو الحسن إلى أن تأييد اللقاء الديمقراطي ترشيح قائد الجيش حرك الركود الرئاسي بالإضافة إلى تحديد موعد الجلسة في التاسع من الشهر المقبل، موضحاً أن هذا هذا لا يعني بأن الشخصيات الاخرى غير جدية، فمعظمهم يتمتعون بالمواصفات والمناقبية والوطنية، لكن شروط المرحلة الراهنة وظروفها تفرض أن نحسم خيارنا، وبناءً عليه اتخذنا قرارنا وفق ما نراه مناسباً وملائماً لهذه المرحلة، والواقع الحالي.
أبو الحسن دعا جميع الكتل إلى إعلان موقف واضح من ترشيح العماد جوزف عون، لافتاً إلى أن قنوات التواصل مفتوحة بين اللقاء الديمقراطي والكتل النيابية وعلينا جميعاً أن نعي وندرك حجم التحولات لكبرى التي حصلت وكيفية مواجهة التحديات وتحصين لبنان وحمايته بالوحدة الداخلية واعادة بناء الدولة والمؤسسات.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :