رغم الشعور المتزايد بأن قائد الجيش العماد جوزيف عون بات أقرب من أي وقت مضى من قصر بعبدا وبأنه سيأتي باطار تسوية دولية- اقليمية- داخلية تشمل اعادة الاعمار ويتم انجازها قبل أيام معدودة من موعد الجلسة التي دعا اليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري في التاسع من الشهر المقبل، الا ان هذا السيناريو ليس محسوما حتى الساعة وان كان الاكثر تقدما.
ولعل ابرز العوائق التي تحول دون تحققه حتى الساعة هو الموقف القواتي المتردد كما موقف "الثنائي الشيعي" الذي لم يتضح بعد.
فبحسب مصادر مطلعة على الحراك الحاصل، فان "القوات" لم تحبذ كثيرا خروج "اللقاء الديمقراطي" وزعيمه النائب والوزير السابق وليد جنبلاط لتبني ترشيح عون باعتبار ان معراب كانت ولا تزال تسعى لموقف موحد لقوى المعارضة ومعها الحزب "التقدمي الاشتراكي" والقوى التي تتمركز في الوسط وأبرزها تلك السنية من الملف الرئاسي نظرا لان ذلك سيعطي قوة دفع اكبر لاي مرشح وسيشكل عنصرا ضاغطا على القوى الاخرى وابرزها "الثنائي الشيعي" و"التيار الوطني الحر" للسير فيه.
وتقول المصادر ان "ايا من القوى لا تجد نفسها معنية بكشف اوراقها كاملة، وهي ستحاول استنفاذ كل الوقت قبل الاعلان عن مرشحها" لافتة الى ان "الترشيحات الرسمية لن تتضح الا في الربع ساعة الاخيرة".
ويبدو واضحا ان "التيار الوطني الحر" ليس مهتما بالحديث علنا عن مرشحين يتبناهم لاعتباره بأن ذلك يحرق اوراقهم، علما انه وصل الى تفاهمات مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري على اسمين او ٣ لكنه لم يتمكن حتى الساعة من توسيع مروحة التلاقي عليها.
وتنطلق كل القوى من قناعتين، الاولى عدم امكانية انتخاب رئيس لا يحظى بدعم احدى الكتلتين المسيحيتين الرئيسيتين اي "القوات اللبنانية" او "التيار الوطني الحر"، والثانية عدم القدرة على تجاوز واقع ان "الثنائي الشيعي" يمثل كل النواب الشيعة وبالتالي يفترض التفاهم معه على اسم الرئيس لقاء مقابل معين يرجح ان يكون عملية اعادة الاعمار.
واذا انطلقنا من هذين الواقعين، يمكن الحديث عن سيناريوهين للجلسة المقبلة. الاول، دخول اميركي قوي على خط الضغط لانتخاب عون يحصل في الربع ساعة الاخيرة بعد التفاهم مع الرئيس بري على موضوع تمويل المجتمع الدولي عملية اعادة الاعمار. التفاهم سيلحظ تلقائيا رئيس حزب "القوات" سمير جعجع، الذي وان كان غير متحمس لعون ويفضل مرشحا ببروفايل "اقتصادي"، لن يتردد بالتصويت له وتغطيته مسيحيا في حال كانت انتخابه باطار تسوية كبرى تلحظ تلقائيا اسقاط الحاجز الدستوري امامه من خلال تأمين ٨٦ صوتا بتكرار لتجربة انتخاب الرئيس السابق ميشال سليمان.
هذا السيناريو يجعل تلقائيا باسيل خارج اللعبة بعدما أبلغ كل المعنيين الا شيء او ثمن سيجعله يصوت ونوابه لعون.
اما السيناريو الثاني فيقول بترك واشنطن والرياض اللعبة السياسية الداخلية تأخذ مداها، بتكرار لتجربة انتخاب العماد ميشال عون بحيث يتم انتخاب مدير عام اللواء الياس البيسري رئيسا بغطاء مسيحي يؤمنه باسيل وبتصويت نواب سنة ومستقلين بعد دخول قطري كبير على الخط يؤمن اعادة الاعمار والنهوض بالبلد. هذا السيناريو ولكي يجد طريقه للتنفيذ يفرض الا يتبلور اي فيتو سعودي او اميركي على اسم البيسري، علما ان اي فيتو غير موجود راهنا وهناك علاقات قائمة وجيدة بينه وبين الرياض وواشنطن.
اما السيناريو الثالث فيقول بتفاهم كل القوى على مرشح ثالث لم يتم اخراج اسمه للعلن بعد خشية احراقه وان يكون ما يحصل راهنا يهدف حصرا لاحراق اسماء المرشحين المتداولين.
ونصل للسيناريو الرابع الذي يقول بعدم وصول جلسة الانتخاب المقبلة لاي نتيجة كما حصل في جلسات الانتخاب الماضية، ما سيدفع جزء كبير من قوى المعارضة لتبني طرح الانتخابات النيابية المبكرة لاعتبارها ان التطورات الاخيرة قد تؤدي الى نتائج تكسر الانقسام العمودي القائم وترجح كفتها على اخصامها فتأتي بالرئيس الذي تريد وتمسك هي كامل خيوط اللعبة السياسية في البلد، خاصة وان هناك من يراهن على ضربة اسرائيلية قاسية توجه قريبا لطهران تنهي اي دور او نفوذ لها.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :