افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 11 كانون الأول 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 11 كانون الأول 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الاخبار

أكبر عدوان صهيوني وخطر تعتيم إعلامي: «سوريا الجديدة» في مهبّ الريح

أول غزو صهيوني برّي لسوريا منذ عام 1973، والإعلام العربي والغربي واللبناني يغطّ في «سبات» عميق. لقد فرض معظم هذا الإعلام تعتيماً على ما يحدث، رغم عيش السوريّين تحت الرعب واهتزاز منازلهم جرّاء القصف المتواصل
ما لبث أن سقط النظام في سوريا حتّى بدأ كيان الاحتلال الصهيوني أوّل غزو برّي لسوريا منذ عام 1973، وصل عبره إلى قرى في ريف دمشق بالتزامن مع حملة قصف ضخمة بلغت مئات المرّات على الأراضي السورية كافّة في غضون ثلاثة أيّام فقط. الحجّة المعلنة كانت منع وقوع قدرات الجيش السوري في يَد «جهات معادية» كما وصفها الكيان. لكنّ الهدف الحقيقي هو استغلال الفرصة لتدمير قدرات سوريا العسكرية المتراكمة منذ استقلالها، واحتلال المزيد من أراضيها تحقيقاً للحلم الصهيوني بالوصول إلى دمشق كجزء من «إسرائيل الكبرى».
ورغم إدانة المبعوث الأممي الخاصّ إلى سوريا غير بدرسون العدوان الصهيوني والتأكيد على مخالفته القوانين الدولية، إضافة إلى إدانات من بضع دول، إلّا أنّه كالعادة، لا ينقل الإعلام بمختلف جنسيّاته سوى ما يحقّق له أجنداته.

فرض الإعلام الغربي تعتيماً شاملاً على العدوان، فيما
مرّ مروراً عابراً على القنوات العربية

وبما أن لا فرصة للاستغلال السياسي في هذه الحالة كما كانت إبّان العدوان الصهيوني على لبنان، فقد فرض بغالبيّته تعتيماً على ما يحدث، رغم عيش السوريّين تحت الرعب باستمرار واهتزاز منازلهم جرّاء القصف المتواصل وعدم قدرتهم على الحصول على ساعة نوم. محلّياً، نقلت القنوات اللبنانية الخبر بشكل عابر، باستثناء «الجديد» التي وضعت الموضوع عنواناً أساسيّاً في نشراتها وبثّت مشاهد لغارات مختلفة، و«المنار» التي أعطت الخبر أهمّية قصوى كما تفعل مع كلّ جرائم الكيان أينما وقعت. كما أعطت قناة «الميادين» أهمّية قصوى للحدث، إضافة إلى بعض القنوات العالمية هنا وهناك مثل RT الروسية التي خصّصت نشرات شبه كاملة له بمختلف لغاتها. كما نقل «التلفزيون العربي» القطري مجريات الغزو البرّي واستعان بمراسلين له، وكذلك فعلت «سكاي نيوز عربية»، فيما تطرّقت إليه «العربية الحدث» بشكل عابر. أمّا القنوات العربية الأخرى، فتجاهلت الأمر بشكل شبه تامّ، تماماً كما فعل الإعلام الغربي مع بعض الاستثناءات. على سبيل المثال، تطرّقت قنوات مثل «العربية و«الشرق» إلى الموضوع بشكل عابر، واستمرّت «الجزيرة» القطرية في تغطية الإبادة الجماعية في غزّة والخروقات في لبنان، فيما لم تنقل من سوريا سوى مشاهد احتفال السوريّين بسقوط نظام الأسد وتسلّم الفصائل المسلّحة بقيادة «هيئة تحرير الشام» زمام الأمور.
وللمفارقة، نقلت «الجزيرة الإنكليزية» مجريات العدوان على سوريا، في انعكاس لاختلاف الأجندات بحسب الجمهور المستهدف، والذي لطالما اتُّهمت به القناة.
من جهة أخرى، تجاهلت TRT التركية التي دأبت على نقل المجازر في غزّة العدوان الصهيوني كلّياً وركّزت على الاحتفال بسقوط النظام. وفيما دأب الإعلام العبري على إعطاء الذرائع للعدوان، وهو أمر متوقّع بما أنّه بغالبيّته يلتزم بالرقابة العسكرية ويدعم المجهود الحربي للكيان دائماً، فرض الإعلام الغربي تعتيماً شاملاً عليه، مثلما يفعل منذ أكثر من سنة من العدوان على غزّة ولبنان. وتركّزت أخبار سوريا لدى القنوات الأميركية والحكومية الأوروبية على النظام السابق و«هيئة تحرير الشام» في استغلال للفرصة لإسباغ الشرعية على البروباغندا التي تعتمدها ضدّ خصوم الغرب مثل روسيا وإيران والصين وحركات المقاومة ضدّ الاحتلال الصهيوني. وأثارت هذه القنوات الانتقادات بين ناشطين في الغرب بسبب تغيير لهجتها تجاه «هيئة تحرير الشام» بعد سنوات من انتقادها واعتبارها منظّمة إرهابية، إضافة إلى استخدامها بطاقة الحجاب الإلزامي وحجب الكحول وغيرها فقط عندما تكون دولة خصمة للغرب متَّهمة بفرضها.
في كلّ الأحوال، بدأت الصورة تتّضح أكثر حول حقيقة الكيان الصهيوني الذي بدأ عدوانه على سوريا من دون أن «يُعطى الحجّة» كما درج لبعض الإعلام القول لتبرير العدوان على غزّة ثمّ لبنان. وبات بإمكان شعوب المنطقة على اختلافها رؤية مَن هو العدوّ الحقيقي لها، وأنّ مَن كانوا يحذّرون ممّا يحصل اليوم، لم يكونوا يهوّلون ولا يهمّهم الدفاع عن نظام معيّن كما اتُّهموا بقدر اهتمامهم بوحدة الأراضي السورية وخوفهم من احتلالها من كيانات معادية مختلفة. المهمّ أنّها فرصة يجب استغلالها للوحدة ضدّ هذا العدوّ، كما لملاحظة مدى التماهي الإعلامي الغربي وخصوصاً الأميركي معه، ولا سيّما بعد سقوط حجّة «حقّ إسرائيل في الدفاع عن النفس» واتّضاح أنّها ليست سوى شمّاعة لمزيد من الاحتلال فيما لا يُمنح هذا الحقّ للدول الأخرى في المنطقة.

*********************************************

افتتاحية صحيفة النهار


رموز النظام الأسدي المخلوع إلى لبنان؟ “الخماسية” وبري غداً مفاتحة بالأسماء

 

تبعاً للقاعدة المعروفة القائلة إن “لا دخان بلا نار” لم تتأخر جوانب جديدة من تداعيات الحدث السوري المذهل المتمثل بسقوط نظام بشار الأسد على لبنان بالصعود تباعاً. فلبنان الذي يرصد بدقة تطورات المرحلة التي أعقبت سقوط النظام السوري، تتشابك أولوياته على نحو غير مسبوق وفق مجموعة استحقاقات تتزاحم دفعة واحدة بدءاً باستعجال تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل بما يوجب نشر أكثر من ستة آلاف جندي في الجيش اللبناني بأقرب وقت. ومن ثم تشديد قبضة الجيش والأجهزة الأمنية على المعابر والحدود الشرقية والشمالية حيث تنامت حالة مثيرة للقلق أمام حركة “جحافل” النازحين السوريين في الاتجاهين المعاكسين، دخولاً وخروجاً، بما يربك على نحو واسع التدقيق ومنع الدخول غير الشرعي ومكافحة التسلل عبر المعابر غير الشرعية.

 

وجاء أمس انكشاف ملف دخول أو إدخال مسؤولين سابقين من النظام السوري المخلوع ليزيد الطين بلّة ويضع الحكومة والأجهزة في مواجهة تداعيات خطرة لهذا الاحتمال في حال التراخي حياله. وإلى هذه الاستحقاقات الأمنية والعسكرية الداهمة يقترب المشهد السياسي من صورة شديدة الدقة حيال موعد 9 كانون الثاني (يناير) الانتخابي، إذ بدا واضحاً أن سقوط النظام السوري خلق واقعاً إضافياً على التوازنات السياسية الداخلية من شأنه أن يزيد التشويق والتعقيد والغموض في فترة العبور يوم الانتخاب.


 

اما أحدث تداعيات الحدث السوري على لبنان، فتمثلت في القنبلة التي فجرها أولاً الحزب التقدمي الاشتراكي منبهاً إلى “ورود أخبار عن هروب  بعض قيادات النظام المخلوع في سوريا إلى لبنان عبر المعابر الشرعية أو عبورهم من لبنان إلى دول اخرى”، وحذّر من “خطورة تحويل لبنان إلى ملجأ آمن لهؤلاء المسؤولين عن الكثير من الجرائم بحق لبنانيين وسوريين”، ودعا الدولة بكل مؤسساتها الأمنية والقضائية “إلى تدارك هذا الامر ومنع حصوله كي لا يتحمل لبنان تداعيات قانونية وسياسية نتيجة لهذا الأمر”.

 

كما أن المكتب السياسي لحزب الكتائب لفت لاحقاً إلى “التقارير الأمنية حول اختباء قيادات من النظام السوري السابق في لبنان وعلى رأسها علي المملوك المطلوب من القضاء اللبناني بتهمة تفجير مسجدي التقوى والسلام، وعدد آخر من مرتكبي الاغتيالات والتفجيرات في لبنان، وطالب السلطة والقوى الأمنية التحقق من الأمر وإلقاء القبض عليهم في حال ثبوت تواجدهم في لبنان وتطبيق الأحكام الصادرة بحقهم”.


 

وسارع المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي بدأ أمس زيارة رسمية لإسبانيا إلى التوضيح “أن سياسة الحكومة اللبنانية لطالما كانت الركون إلى القوانين اللبنانية والدولية وأن رئيس الحكومة يتابع هذا الموضوع عن كثب وقد أجرى لهذه الغاية اتصالات مكثفة بكل من وزير العدل هنري خوري، ومدعي عام التمييز القاضي جمال الحجار، والمدير العام للأمن العام بالتكليف اللواء الياس البيسري، وأعطى توجيهاته بأن يصار إلى الاحتكام بهذا الملف إلى ما تفرضه القوانين والأنظمة المرعية الإجراء، وتحت إشراف القضاء المختص وفي ما يؤمن مصلحة لبنان واللبنانيين ومستقبل العلاقات مع الشعب السوري”.

 

كما أن وزير الداخلية بسام مولوي أعلن بعد اجتماع مجلس الأمن المركزي أن “لا تحركات مقلقة تجاه لبنان وكلّ الأجهزة الأمنية تتابع عملها والتعزيزات موجودة على الحدود لمنع أي تطورات تؤثر على الداخل اللبناني”، مشيراً إلى “أنّ أي عنصر أمن بالنظام السوري السابق لم يدخل إلى لبنان، والتعليمات المطبقة على المعابر الشرعية صارمة”. ولفت إلى أنّ اللبنانيين يمكنهم العودة من سوريا، أما بالنسبة للسوريين، فهناك تعليمات مشددة يطبقها الأمن العام اللبناني.


وقال: “المعايير لدينا أن أي مطلوب بجريمة في لبنان أو خارج لبنان سيتم توقيفه ولا يدخل إلى لبنان”. وأوضح أنّه سيضيف حاجزاً أمنياً للجيش والأمن العام في معبر المصنع. وكشف أن “9 من المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية وصلوا الى لبنان”.

 

“الخماسية ” تتحرك

وسط هذه الأجواء بدأت سخونة المشهد السياسي تتصاعد مع العدّ العكسي لموعد الجلسة الانتخابية الرئاسية في 9 كانون الثاني المقبل. والبارز في هذا السياق أن سفراء “المجموعة الخماسية”، الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، سيقومون بتحرك جديد بدءاً بزيارة لرئيس مجلس النواب نبيه بري غداً الخميس.

 

وأفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين أمس أن افتتاح اعادة تأهيل كاتدرائية نوتر دام في باريس الذي حضره الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب كان مناسبة للتطرق بين الرئيسين الأميركي والفرنسي إلى الملف اللبناني لجهة تثبيت وقف اطلاق النار فيه والدفع إلى انتخاب رئيس. وواكب ترامب خلال زيارته مستشاره للشرق الاوسط مسعد بولس الذي أجرى محادثات مع المسؤولة عن ملف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الرئاسة الفرنسية السفيرة آن كلير لوجاندر. وعلمت “النهار” أن بولس الذي كان أعرب عن تفضيله تأجيل انتخاب الرئيس في لبنان وافق في النهاية مع الرأي الفرنسي على ضرورة إنجاز الانتخاب في جلسة 9 كانون الثاني خصوصاً وأنه بعد زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى السعودية خرج الجانب الفرنسي بانطباع أن السعودية لن تنخرط في مساعدة لبنان على صعيد مدّ الجيش بالمساعدات المالية والتجهيز قبل معرفة من سيكون رئيساً وكيف ستكون الحكومة المنوط بها تنفيذ الاصلاحات. ورأى الجانب الفرنسي أن هناك ضرورة للإسراع في الانتخاب نظراً لما يحدث من تغيير في المنطقة بعد سقوط نظام بشار الأسد وتراجع نفوذ “الحزب”. وقام بولس بزيارة إلى دول الخليج فور انتهاء زيارته مع ترامب إلى باريس.


وترى مصادر فرنسية أن سقوط بشار الاسد سيضعف “الحزب” إذ أن كل طرق اعادة تزويده بالسلاح قطعت عليه.

 

إلى ذلك، من المتوقع أن يتحاور ممثلو الدول الخمس المتابعة للملف الرئاسي مع الرئيس بري حول انتخاب الرئيس والأسماء المتداولة هي نفسها قائد الجيش العماد جوزف عون والوزير السابق زياد بارود والنائب نعمة فرام والمصرفي سمير عساف والوزير السابق ناصيف حتي. غير أن احداً لا يجزم من هو المرشح الذي بإمكانه أن يظهر قدرته لدى توليه الرئاسة للقيام بالإصلاحات المطلوبة. وترى المصادر الفرنسية أن الجيش اللبناني يحتاج الآن إلى بقاء العماد جوزف عون على رأسه فهو شخصية ذات كفاءة كبرى وتحظى بثقة المجتمع الدولي لقيادة الجيش، أما الأسماء الاخرى، فهي موضوع نقاش داخلي وباريس ترى ضرورة ملحة في انتخاب رئيس في موعد 9 كانون الثاني المقبل.

 

*****************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

مولينكس” الأحداث “دوّخت” الجميع.. والتركيز على تثبيت الاستقرار

 

تستمر العيون شاخصة إلى سوريا ترقباً لما ستؤول إليها الاوضاع فيها بعد سقوط نظام بشار الاسد، وكيف ستتصرّف قوى المعارضة المسلحة التي تسلّمت السلطة تجاه لبنان، في وقت تقضم إسرائيل أراضي سورية جديدة وتدمّر كل مقومات الدولة السورية العسكرية والمدنية. واللافت انّ السلطة السورية الجديدة لم تستنكر هذا القضم، في وقت باشرت تشكيل حكومة انتقالية لإدارة شؤون البلاد إلى مطلع آذار المقبل لتكوين سلطة دستورية تتحدّد معها طبيعة النظام الجديد.

أدخلت سوريا جميع الأطراف السياسية اللبنانية في اختلال كبير بمستوى استيعاب التطورات المتسارعة التى أخلّت بالمعادلات والحسابات ولعبة المصالح، ما دفع مصدر سياسي رفيع إلى تشبيه ما حاصل بـ«مولينكس» أحداث نزل منها الجميع في حالة دوار لم يستفقوا منها بعد. وقال المصدر لـ«الجمهورية»، انّ «من المبكر لأوانه معرفة حقيقة الامور، لكن لبنان يمكن ان يحتسب بأنّه سيشهد أقل الخسائر بعد اتفاق وقف اطلاق النار الذي لن يتأثر بضمانات اميركية ثابتة».

 

وفي ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي الذي اصبح اكثر من مفصلي بعد هذه التحولات قال المصدر: «سقوط نظام الاسد لم يغيّر في التوازنات الداخلية. فقوة النيران التي شهدناها منذ شهرين حتى الآن بالأحداث الدراماتيكية، لم تنعكس سيطرة جديدة او تغييراً كبيراً في التوازنات، فلا نزال في التموضعات السياسية مكانك راوح»…

وكشف المصدر «انّ كل الاتصالات الحاصلة حتى الآن لم تُظهر بعد أي توافق مبدئي على اسم. وانّ الرئيس نبيه بري يسعى جاهداً للخروج برئيس في جلسة التاسع من كانون الثاني. لكن هذا لا يلغي عامل ألّا يصل رئيس لأنّ المطلوب هو رئيس توافقي. وعملياً الاتصالات لم تنجح، والتوافقي يحتاج إلى حوار، وهناك حجم كبير من التناقض وانعدام الثقة بين الفريق المسيحي، لم يكسر ابداً الاصطفافات، وخصوصاً مع الفريق الشيعي، تمهيداً لدخول الكتل الاخرى وهذا يصعّب الامور لكن هناك متسعاً من الوقت ستتبلور فيه الامور اكثر.

مفعول الصدمة

وإلى ذلك، ومع تراجع مفعول الصدمة الناتجة من سقوط نظام الأسد، عاد الاهتمام اللبناني إلى المعالجات الداخلية التي جمّدها الحدث السوري إلى حدّ معين، ولا سيما منها تنفيذ اتفاق وقف النار مع إسرائيل والمشاورات الرامية إلى إنضاج «طبخة» انتخاب رئيس للجمهورية في الموعد المحدّد لهذه الغاية.

وإذ بدت أوساط نيابية أكثر تفاؤلاً بالمسار الذي ستسلكه الجلسة النيابية المقرّر عقدها في 9 كانون الثاني لانتخاب رئيس، فإنّ مصادر سياسية مواكبة للملف الرئاسي عبّرت عن تحفظها في هذا المجال، واعتبرت أنّ المهلة المتبقية أمام الجلسة، والتي باتت أقل من شهر، لن تكون كافية لإنضاج المناخ الملائم لانتخاب رئيس للجمهورية». وقالت لـ«الجمهورية»: «واضح أنّ أولوية القوى الإقليمية والدولية حالياً هي إنجاح اتفاق وقف النار في لبنان، وتوفير الاستقرار في سوريا بعد دخولها الوضع الجديد. فلبنان لا يمكن إلّا أن يتأثر بهذا الوضع، سواء كان الاتجاه إيجابياً أو سلبياً». وأضافت: «إذا سلك هذان الملفان، في لبنان وسوريا، طريقهما إلى الاستقرار والإيجابية، فعندئذ ستكون هناك حظوظ حقيقية لانتخاب رئيس للجمهورية واستكمال بناء المؤسسات الدستورية. وإلا، فستبقى العملية السياسية الداخلية رهينة الانتظار لفترات غير محددة».

 

وزراء الخارجية العرب

وفي محاولة لتكوين موقف عربي وأوروبي دولي موحّد مما يجري في لبنان وسوريا، اتصل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب هاتفياً بالممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية ونائب رئيسة المفوضية الجديدة كايا كالاس، هنأها فيه على انتخابها، مبدياً استعداده لتطوير التعاون مع الفريق الجديد المنتخب في المفوضية الأوروبية خلال زيارته لبروكسل الاسبوع المقبل.

من جهتها أكّدت كالاس رغبة الاتحاد الأوروبي بمساعدة لبنان، وشجعت السلطات اللبنانية على اتخاذ خطوات لمساعدة أنفسهم لكي يساعدهم الاتحاد الاوروبي، من خلال الإسراع في انتخاب رئيس الجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة، وإجراء إصلاحات إقتصادية. كما أبدت كالاس رغبتها بمساعدة لبنان في عملية إعادة الإعمار وتعزيز قدرات القوات المسلحة والادارات العامة.

وفي الوقت الذي تبادل بوحبيب وكالاس أهمية مواكبة ما يجري في سوريا، وانعكاسه على المنطقة وأوروبا، نظراً للترابط والتأثير المتبادل بين الشرق الاوسط وأوروبا، تلقّى بوحبيب إتصالاً هاتفياً من وزير خارجية قبرص كوستانتينوس كومبس الذي رحّب بوقف إطلاق النار في لبنان، ودعم بلاده لهذه الخطوة. وقد وضعه بوحبيب في أجواء الخروقات الاسرائيلية المستمرة لوقف إطلاق النار. وتطرقا إلى الوضع في سوريا وأهمية استقرارها نظراً لما عاناه لبنان من تداعيات الأحداث السورية في مسألة النزوح.

وعطفاً على الاتصال الذي اجراه بوحبيب أول من أمس بنظيره المصري بدر عبد العاطي، حيث تشاورا في آخر المستجدات في سوريا، وضرورة التحرك العربي لمواكبة سوريا في هذه المرحلة الدقيقة، وتمّ التوافق على ضرورة إجراء مشاورات عربية، وعقد اجتماع وزاري نهاية الاسبوع، في ضوء المشاورات الجارية حالياً بين الوزراء العرب المعنيين لمواكبة الأحداث السورية.

 

وفي اتصال هاتفي تشاوري بين بوحبيب ونائب رئيس الحكومة ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، تمّ التطرق ايضاً إلى امكانية انعقاد اجتماع تشاوري وزاري عربي حول سوريا، بعدما عرضا الوضع في جنوب لبنان والعدوان الاسرائيلي المتمادي.

الاسد

في غضون ذلك، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إنّ «الرئيس السوري بشار الأسد هو في ضيافة روسيا»، وذلك في أول تأكيد حكومي روسي لذلك. ولفت ريابكوف خلال مقابلة أجرتها معه شبكة «ان بي سي» الأميركية، إلى أنّ «روسيا نقلت الأسد إلى أراضيها بأكثر الطرق أماناً».

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، نقلاً عن الديبلوماسي السوري السابق بسام بربندي، أنّ الأسد رفض الإتفاق مع الولايات المتحدة في شأن وقف التعاون مع إيران. وأوضح هذا الديبلوماسي أنّ الأسد رفض صفقة أميركية قبل سقوط نظامه، تضمنت إنهاء دمشق للمساعدات اللوجستية لطهران وتوفير أراضيها لإيصال المساعدات من إيران إلى «الحزب»، في مقابل رفع العقوبات الأميركية تدريجياً عن سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ الجانب الأميركي قدّم عرضه للأسد عبر وسطاء من الإمارات قبل أسابيع قليلة من الهجوم الواسع للمعارضة المسلحة السورية، مقابل رفع تدريجي للعقوبات، إلّا أنّ الرئيس السوري السابق رفض العرض. ولفتت إلى «أنّ الأمر الذي كان أشدّ فتكاً ببشار الأسد، هو رفضه لتسوية علاقته بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي عرض تطبيع العلاقات مع دمشق مقابل احتواء المجموعات الكردية وعودة بعض اللاجئين السوريين إلى بلادهم «على الأقل».

 

واشنطن والمعارضة السورية

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، أنّ «المسؤولين الأميركيين يجرون اتصالات وثيقة مع جماعات المعارضة السورية والمسؤولين الإسرائيليين في ظل تطور الأوضاع».

كذلك أعلن كيربي أنّ «الولايات المتحدة على اتصال وثيق مع تركيا في شأن انسحاب «قوات سوريا الديموقراطية» المدعومة من واشنطن من منبج في شمال سوريا بعد تقدّم جماعات معارضة مسلحة مدعومة من أنقرة».

وفي هذه الاثناء، أكّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّ «الولايات المتحدة تدعم عملية الانتقال السياسي في سوريا دعماً تاماً، وتريد أن تؤدي العملية إلى حكم جدير بالثقة وشامل وغير طائفي يتوافق مع المعايير الدولية للشفافية والمساءلة».

واشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الى أنّ بلينكن بحث امس مع نظرائه من الأردن والإمارات وقطر ومصر، الوضع في سوريا. وأوضح «أنّ «هيئة تحرير الشام» تستخدم الكلمات الصحيحة، لكن الولايات المتحدة ستحكم عليها من خلال أفعالها».

الموقف الإسرائيلي

وعلى صعيد الموقف الاسرائيلي، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، امس، انّه «سمح لسلاح الجو باستهداف القدرات الاستراتيجية للجيش السوري». وأضاف أنّ «نيتنا واضحة بمنع أي تهديد قادم من سوريا». وأردف «إذا سمح النظام الجديد في سوريا لإيران بالعودة للانتشار أو نقل أسلحة للحزب  سنردّ بقوة». وقال: «نريد إقامة علاقات مع النظام الجديد في سوريا».

 

وكان الجيش الإسرائيلي قد ذكر أنّه «دمّر من 70 إلى 80% من قدرات الجيش السوري». وأشار إلى أنّ «350 طائرة مقاتلة شاركت في الغارات على سوريا».

واستكمل الجيش الإسرائيلي، «هاجمنا نحو 320 هدفاً في أنحاء سوريا من دمشق إلى طرطوس». ولفت إلى أنّ «قواتنا البرية لا تزال تعمل في المنطقة العازلة بسوريا».

«الحزب»

في هذه الاثناء، قال «الحزب» في بيان امس «إنّ احتلال الكيان الإسرائيلي لمزيد من الأراضي السورية وضرب القدرات العسكرية فيها هو عدوان خطير ومدان بشدة، يتحمّل مجلس الأمن والمجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية المسؤولية في رفضه وإنهائه وحماية الشعب السوري في مرحلة حساسة ومفصلية من تاريخه».

واضاف: «لطالما حذّرنا من الأطماع الإسرائيلية في كل المنطقة وقاومناها لمنع الاحتلال من تحقيق أهدافه، وكرّرنا أنّ العدوان على غزة هو حرب إبادة ومنطلق لتغيير وجه المنطقة وإنهاء القضية الفلسطينية». واعتبر «إنّ الصمت المطبق عربياً وإسلامياً ودولياً تجاه العدوان الإجرامي على سوريا، بدعم أميركي غير محدود، وعدم اتخاذ إجراءات عملية لمواجهة هذا العدوان ونصرة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، أدّى إلى التمادي الصهيوني والتطاول على دول المنطقة». وقال: «يجب اتخاذ كل الخطوات التي تمنع الكيان الإسرائيلي من تحقيق أهدافه، وعدم السكوت أو التفرّج على هذا العدوان الغاشم ضدّ سوريا وشعبها. فما يجري في سوريا اليوم على المستويين الشعبي والسياسي، وما سينتج عنه من خيارات سياسية داخلية وخارجية، هو حقّ حصري للشعب السوري بمعزل عن أي مؤثرات وضغوطات خارجية. نحن نأمل أن تستقر سوريا على خيارات أبنائها، وتحقق نهضتها، وأن تكون في موقع الرافض للاحتلال الإسرائيلي، مانعةً التدخلات الخارجية في شؤونها».

 

ميقاتي

ومن جهة ثانية، صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي البيان الآتي: «توضيحاً لما يتمّ تداوله عن دخول بعض المسؤولين السوريين السابقين او عبورهم إلى دول اخرى من لبنان، فإنّ سياسة الحكومة اللبنانية لطالما كانت الركون إلى القوانين اللبنانية والدولية وهو امر إنتهجته طيلة الفترة السابقة عندما استقبل لبنان مئات الآلاف من الأخوة السوريين.

إنّ دولة الرئيس يتابع هذا الموضوع عن كثب وقد اجرى لهذه الغاية اتصالات مكثفة بكل من وزير العدل هنري خوري، ومدّعي عام التمييز القاضي جمال الحجار، والمدير العام للامن العام بالتكليف اللواء الياس البيسري، واعطى توجيهاته بأن يصار إلى الاحتكام بهذا الملف إلى ما تفرضه القوانين والأنظمة المرعية الإجراء، وتحت إشراف القضاء المختص وفي ما يؤمّن مصلحة لبنان واللبنانيين ومستقبل العلاقات مع الشعب السوري».

ولفت وزير الداخلية بسام مولوي بعد اجتماع لمجلس الأمن الداخلي المركزي إلى أنّه لا يرى تحركات مقلقة تجاه لبنان، مشيراً إلى أنّ «كلّ الأجهزة الأمنية تتابع عملها والتعزيزات موجودة على الحدود لمنع أي تطورات تؤثر على الداخل اللبناني».

واشار مولوي الى «أنّ أي عنصر أمن في النظام السوري السابق لم يدخل إلى لبنان، والتعليمات المطبّقة على المعابر الشرعية صارمة».

وعن وصول معتقلين لبنانيين الى الأراضي اللبنانية، قال: «9 من المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية وصلوا إلى لبنان».

*****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الوسط

بري يستبعد «التأثيرات السلبية» للتغيير في سوريا لبنانياً

أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «سيكون لنا رئيس للجمهورية» يوم 9 يناير

بيروت: ثائر عباس

 

استبعد رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، «تأثيرات سلبية» لما حدث في سوريا على لبنان. ورأى بري أنه «لغاية الآن المستفيد الأول هو إسرائيل، والمستفيد الثاني هو تركيا»، مكتفياً بهذا القدر من التسميات.

 

وعدّ بري أن اتفاق وقف النار الذي أنجزه لبنان برعاية أميركية – فرنسية «حصّن لبنان من الخَضّات»، مشدداً على ضرورة استكمال الخطوات التي «تزيد من مناعة لبنان وتعيد انتظام مؤسساته» في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، والتي يؤمل منها إنهاء فراغ رئاسي مستمر منذ أكثر من سنتين بسبب الخلافات السياسية الداخلية.

 

وأكد الرئيس بري أن موعد الانتخابات لا يزال قائماً رغم كل المتغيرات، ورغم ما يتردد عن مطالبات بتأجيل هذه الانتخابات لمزيد من التشاور حول الشخصيات المرشحة لتولي المنصب. وقال بري لـ«الشرق الأوسط»: «الملف الرئاسي مسألة متجددة في كل يوم»، جازماً بـ«أننا سوف نشهد انتخاباً للرئيس في الجلسة المقبلة، وسيكون للبنان رئيس في 9 كانون الثاني (يناير)» المقبل. ونفى أي نية للتأجيل، قائلاً: «أنا متفاهم مع (اللجنة) الخماسية (التي تضم المملكة العربية السعودية ومصر وقطر والولايات المتحدة وفرنسا)، ولم أتبلغ من أي طرف محلي أو خارجي أي طلب أو تمنٍ بتأجيل الجلسة».

 

إلى ذلك، جدّد رئيس «التيار الوطني الحر»، النائب جبران باسيل، رفضه ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون للرئاسة، مؤكداً أنه يتعين على «الحزب» التركيز على قضايا لبنان الداخلية وليس على المنطقة الأوسع. وقال لوكالة «رويترز» إن اختيار عون سيكون مخالفاً للدستور، وإنه لا يحظي بإجماع، مضيفاً: «نحن ضده؛ لأننا لا نراه مناسباً للرئاسة… نحن بحاجة إلى مرشحين قادرين على لمّ شمل اللبنانيين»، ورفض تحديد أحد بالاسم. وعن «الحزب» قال باسيل: «لا نريد اختفاء (الحزب). نريدهم أن يكونوا شركاء في الوطن اللبناني؛ متساوين معنا في الالتزام بالقواعد والحفاظ على سيادة لبنان. نحن نتفق معهم في الدفاع عن لبنان ودعم القضية الفلسطينية؛ لكن سياسياً ودبلوماسياً، وليس عسكرياً».

 

وقال باسيل، من باريس حيث التقى مسؤولين فرنسيين: «على (الحزب) أن ينأى بنفسه عن (محور المقاومة) المتحالف مع إيران، وأن يقبل بأنه جزء من الدولة اللبنانية وليس موازياً للدولة». ولم يفصح رئيس «الوطني الحر» عما إذا كان اجتمع باللبناني مسعد بولس، المبعوث الإقليمي لدونالد ترمب الذي رافق الرئيس الأميركي المنتخب إلى فرنسا في نهاية الأسبوع الماضي.

 

وفي إطار الاتصالات الرئاسية، التقى رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميّل «اللقاء النيابي التشاوري المستقل» الذي ضم النواب: إلياس بوصعب، وسيمون أبي رميا، وألان عون، وإبراهيم كنعان، حيث بحث الانتخابات الرئاسية. وأكد أبي رميا بعد اللقاء على «ضرورة انتخاب رئيس سيادي وإصلاحي قادر على قيادة مسار إنقاذي يعالج الأزمات الاقتصادية والعسكرية، ويعيد الثقة الداخلية والخارجية». وأشار إلى أهمية تجاوز «الترقيع» السابق واعتماد نهج إصلاحي جديد يتماشى مع التغيرات الداخلية والإقليمية، خصوصاً بعد سقوط نظام بشار الأسد.

 

وأضاف أن هناك طاقات لبنانية يمكن الاستفادة منها، مشدداً على السعي لاختيار رئيس جامع بعيد عن الإقصاء، واستمرار الحوار مع جميع القوى. وأوضح أن الفرصة الآن تاريخية لإعادة بناء البلد على أسس وطنية، بعيداً عن صراعات المحاور والمصالح الضيقة.

 

وختم بالدعوة إلى تبني خطاب وطني لا يعزل أي مكوّن سياسي، مؤكداً أن الأولوية هي للمصلحة اللبنانية ومغادرة الحسابات الإقليمية السابقة.

 

وفي الإطار نفسه، أكد النّائب فادي كرم أن «(القوات اللبنانية) على تواصل مع جميع الأطراف السياسيين في ما خصّ ملف الرئاسة؛ بمن فيهم رئيس البرلمان نبيه بري، و(التيار الوطني الحر)». وأوضح في حديث إذاعي أن «التواصل مع رئيس مجلس النواب أو مع رئيس (التيار الوطني الحر) يجري عبر ممثّلين حزبيين، وهناك محاولة جديّة لتضييق الفروقات في الموضوع الرئاسي من دون أن يعني ذلك أنّ ما يطرح في الإعلام حول التوافق على بعض أسماء المرشحين صحيح». ونفى أن «تكون (القوات) تطرح ترشيح رئيس حزبها سمير جعجع»، مشدداً على أن «شخصية المرشح مهمة، كذلك المواصفات التي نريدها والتي لها علاقة بـ(اتفاق الطائف)».

 

ولم يستبعد أي أمر، «خصوصاً في ظل المرحلة الجديدة التي نعيشها في أعقاب سقوط النظام السوري وانعكاس ذلك على وضع أفرقاء الممانعة»، داعياً إياهم إلى «الخروج من هذه المظلة لتسهيل عملية بناء الدولة».

*****************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

بوصلة الرئاسة بالإتجاه الصحيح.. وإسرائيل تتمادى بانتهاكات وقف النار

برّي: المتغيرات السورية لن تؤثر على جلسة انتخاب الرئيس.. واستنفار للجيش عند الحدود الشرقية

 

على مسرح الحدث المستمر: المتغيرات الفاصلة في سوريا بين مرحلة انطوت (حكم آل الاسد) ومرحلة بدأت بتسلم «سلس» لزمام السلطة من قبل حكومة انتقالية، عينتها «هيئة تحرير الشام» المسلحة التي قادت عمليات سقوط المدن، والدخول اليها، بلا حرب او مواجهات.. على مسرح هذا الحدث، بكل احتمالاته ومآلاته، تتحرك القوى السياسية في لبنان، ضاربة اخماساً بأسداس، فيما يطغى الامن على كل شيء من المعابر الشرقية والشمالية، وما يتردد عن لجوء رموز من النظام السابق الى لبنان، على الرغم من النفي الرسمي، الى استمرار الخروقات الاسرائيلية المعادية من بنت جبيل الى الضاحية الجنوبية، وبيروت عبر المسيَّرات وطائرات الاستطلاع (M.K)، في عدوان لم يحن وقت توقفه بعد على كل الجبهات، بعد تدمير ما لا يقل عن 80 من القدرات العسكرية للجيش السوري النظامي.

والامن لا يقتصر على الانتهاكات الاسرائيلية او محاولات التسلل والعبور السورية، بل يشمل عصابات السرقة، والمجموعات التي تعودت ان تعمل في الازمات للسرقة، والسلب والنهب والقتل.

يضاف الى كل ذلك خضة الدولارات المزورة، الآتية من تركيا كما تردد، عبر ناشطين مختصين بهذا النوع من الممارسات الاجرامية، لتخريب الاستقرار المالي في لبنان، وهو الامر الذي بحثه الرئيس نبيه بري مع حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري.

بري: الجلسة لانتخاب الرئيس

ولم يؤدِ الحدث السوري، المتمثل بسقوط نظام الرئيس بشار الاسد، وسيطرة «هيئة تحرير الشام» على الوضع في سوريا بالرئيس نبيه بري للانصياع الى بعض الدعوات لتأجيل موعد الجلسة في 9 ك2، المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وجزم بري اننا: سوف نشهد انتخاباً للرئيس في الجلسة المقبلة، نافياً اي نية للتأجيل، ومؤكداً انه على تفاهم مع اللجنة الخماسية (التي تضم السعودية ومصر وقطر والولايات المتحدة الاميركية وفرنسا).

واعتبر ان انتخابات الرئاسة تعزز مناعة لبنان، بعد ان ادى اتفاق وقف النار الى تحصين لبنان من الخضات.

واستبعد بري اي تأثيرات سلبية لما حدث في سوريا على لبنان، ورأى انه لغاية الآن: المستفيد الاول اسرائيل والمستفيد الثاني هو تركيا، مكتفياً بهذا القدر من التسميات..

وتأكيداً لما نشرته «اللواء» في عددها امس الاول، يزور سفراء اللجنة الخماسية غداً عين التينة للقاء الرئيس بري، في اطار التحضيرات الجارية للتفاهم على ما يتعين العمل عليه قبيل موعد الجلسة، لجهة المشاورات والتفاهمات الممكنة.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الرئيس بري بات يردد الموقف بشأن إتمام الاستحقاق الرئاسي في جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل أكثر من مرة ما يدلل على رغبة في عدم تجاوز الموعد المحدد للإنتخاب، وقالت إن الرئيس بري ربما يراكم على سلسلة معطيات أو نجاح مشاورات نيابية قبل هذه الجلسة مع العلم أن النقاشات بدأ يعمل على تزخيمها وهناك لقاءات تمت وأخرى قيد التحضير، على أن تتبلور النتيجة قريبا، مشيرة إلى أن التداول بالأسماء يستمر إلى المرحلة الأخيرة تمهيدا لطرح اسمين أو أكثر.

واعتبرت أن التواصل بين الكتل النيابية يحدد البوصلة بشأن التفاهم المنتظر أي نجاحه أو فشله، إلا أن البعض لم يحسم توجهه بعد تقاطعا أو تحالفا في انتظار بعض الأشارات.

تحرك باسيل

وكشف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل انه سيستأنف اليوم اتصالاته مع الكتل النيابية، من اجل التوصل الى رئيس توافقي، وان يكون موعد 9 ك2 الموعد الاخير لانتخاب رئيس للجمهورية.

وفي اول موقف واضح مما جرى في سوريا، قال رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل: ننظر لموضوع سقوط النظام السوري من زاوية مصلحة لبنان اولاً وأخيراً.

وقال باسيل في كلمة له عقب ترؤسه الاجتماع الدوري للمجلس السياسي في التيار، تعليقاً على الاحتفالات الجارية: خوفي ان تكونوا ترقصون كمن يرقص على قبره، وان يأتي يوم وتندمون على ذلك.

وطالب بعودة النازحين السوريين الى بلادهم ووقف المساعدات لهم في لبنان، والبدء بتطبيق اجراءات العودة فوراً.

الحراك الرسمي

وفي الحراك اللبناني الرسمي لمواكبة التطورات، وصل الرئيس نجيب ميقاتي الى اسبانيا في زيارة رسمية حيث سيجتمع مع رئيس الوزراء بيدرو سانشيز للبحث في تطورات اوضاع المنطقة.

كما اجرى وزير الخارجية والمغتربين عبدلله بوحبيب اتصالاً بنظيره المصري بدر عبد العاطي، تشاورا فيه بآخر المستجدات في سوريا، وضرورة التحرك العربي لمواكبة سوريا في هذه المرحلة الدقيقة، وحسب بيان للخارجية اللبنانية، تم التوافق على ضرورة إجراء مشاورات عربية، وعقد إجتماع وزاري قريب، من المرجح ان يحصل وفقاً للمشاورات الجارية حاليا بين الوزراء العرب المعنيين في نهاية الاسبوع الحالي، لمواكبة الاحداث السورية.

وإستكمل الوزير بوحبيب مساء اتصالاته ومشاوراته الوزارية العربية حول سوريا بالتنسيق مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وتواصل هاتفيا ونائب رئيس الحكومة ووزير خارجية الاردن أيمن الصفدي، حيث وضعه الوزير بوحبيب في اجواء اجراءات تثبيت وقف إطلاق في لبنان. كما تم التطرق ايضاً الى امكانية انعقاد اجتماع تشاوري وزاري عربي حول سوريا.

واتصل بوحبيب ايضاً بالممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس، «مبدياً استعداده لتطوير التعاون مع الفريق الجديد المنتخب في المفوضية الأوروبية خلال زيارته المزمع إجراؤها الى بروكسل الاسبوع القادم. كما ابدى الوزير بوحبيب رغبته بمساعدة لبنان في عملية اعادة الإعمار وتعزيز قدرات القوات المسلحة، والادارات العامة».

من جهتها اعربت كالاس «عن رغبة الاتحاد الاوروبي بمساعدة لبنان، وشجعت على إتخاذ السلطات اللبنانية خطوات لمساعدة أنفسهم كي يساعدهم الاتحاد الاوروبي، من خلال الاسراع بإنتخاب رئيس الجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة، وإجراء إصلاحات إقتصادية». وتبادل الطرفان أهمية مواكبة ما يجري في سوريا، وإنعكاسه على المنطقة وأوروبا، نظرا» للترابط والتأثير المتبادل بين الشرق الاوسط وأوروبا.

ولاحقا اعلنت كالاس «أنها تحدثت مع وزير الخارجية اللبناني، ومن المهم أن يصمد وقف إطلاق النار بين الحزب واسرائيل»، مضيفة: ان الاتحاد الأوروبي عازم على مواصلة دعم لبنان»ونحن نتابع عن كثب التطورات في سوريا وتداعياتها على المنطقة.

اطلاق نار في دير العشاير

بقي الوضع السوري مسيطراً على سياسة لبنان برغم التطورات الاخرى اللبنانية الرئاسية والجنوبية، لا سيما مع توارد المعلومات عن توغل جيش الاحتلال الاسرائيلي اليوم من الجولان وجبل الشيخ نحو مزيد من الاراضي السورية وصولا الى ريف دمشق الغربي وبات قريباً من حدود لبنان الشرقية – الجنوبية لجهة راشيا الفخار.

ولاحقاً، افيد ان مجموعة من «هيئة تحرير الشام» حاولت التسلل الى الأراضي اللبنانية في منطقة دير العشاير على الحدود اللبنانية السورية، حيث قامت بإطلاق النار بإتجاه الجيش اللبناني وحصل اشتباك قصير ومن ثم انسحبت.

ولكن قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه اصدرت بياناً اوضحت فيه: انه بتاريخ 10/12/2024 في جرود كفرقوق – راشيا الوادي، أقدم مسلحون مجهولون قادمون من الأراضي السورية، على تجاوز الحدود والاقتراب من أحد المراكز الحدودية للجيش، وإطلاق النار في الهواء، وذلك أثناء استيلائهم على تجهيزات من داخل  مركز للجيش السوري بعدما تم اخلاؤه. وقد أطلق عناصر الجيش نيرانًا تحذيرية، ما أجبر المسلحين على العودة إلى داخل الأراضي السورية».

ولاحقاً، اعلن عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور في بيان انه «اتصل بقائد الجيش العماد جوزف عون، الذي أكد لي أن الاشتباك الذي حصل في جبل دير العشاير في منطقة راشيا، هو مع عصابة سرقة وليس مع عناصر هيئة تحرير الشام».

وقال: أطمئن أهلنا في راشيا بأن ليس هناك ما يدعو إلى القلق وجيشنا اللبناني موجود وهو يحظى بالثقة الكاملة ونحن نقف خلفه في كل خطوة لتوطيد الأمن.

استحداث مركز

ولمواجهة التدفق، وسط مخاوف من لجوء عناصر الامن السوري السابق الى لبنان، اضاف وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي حاجزاً امنياً للجيش والامن العام عند المصنع، نافياً ان يكون اي عنصر امني سوري دخل الى البلد.

وفي السياق السوري أكدت مصادر أمنية مطلعة أن ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري السابق بشار الأسد، قد دخل إلى لبنان أول من أمس برفقة أكثر من 60 شخصية قيادية وأمنية جلّهم من أعضاء «الفرقة الرابعة» التي كان يترأسها الأسد قبل انهيار النظام.

وكشفت المعلومات أن الأسد دخل الأراضي اللبنانية بطريقة سرية وغير شرعية، وذلك عبر الأنفاق الطويلة التي حفرها الفصيل الفلسطيني المسّلح التابع لنظام الأسد «الجبهة الشعبية- القيادة العامة» في منطقة قوسيا في البقاع الغربي، والتي تصل في عمقها الدفين من لبنان إلى داخل الأراضي السورية.

وبحسب المعلومات، فقد تم تأمين نقل الأسد وأعوانه بطرق مخابراتية من قبل عناصر تابعة لجهاز أمن «الحزب» الذي أستلمهم من قوسايا بعد أن أبلغتهم «القيادة العامة» عدم قدرتها على تأمين مستلزمات بقائهم لديها. وأن عناصر الحزب قاموا بإيصالهم إلى مكان سري يقع بالقرب من العاصمة بيروت استعدادا لنقل الأسد إلى خارج لبنان، مع ترجيح بأن تكون الإمارات العربية المتحدة وجهته التالية بعد لبنان، وذلك عبر طائرة خاصة مملوكة لأحد رجال الأعمال اللبنانيين.

الحزب يدين الاحتلال للأرض السورية

وفي موقف متكرّر، اعلن الحزب في بيان هو الثاني للحزب عن دعم «سوريا وشعبها في حقه بصنع مستقبله، ومواجهة عدوه الكيان الاسرائيلي الغاصب»، معرباً عن امله في استقرار سوريا على خيارات ابنائها، وان تكون في موقع الرافض للاحتلال الاسرائيلي، مانعة التدخلات الخارجية في شؤونها.

ودان الحزب «احتلال الكيان الاسرائيلي مزيداً من الاراضي السورية وضرب القدرات العسكرية»، داعياً مجلس الامن والمجتمع الدولي والدول العربية والاسلامية لحمل مسؤولياتها وانهاء الاحتلال.

الخروقات

وعلى صعيد الخروقات والانتهاكات الاسرائيلية، سجل تحليق مكثف للطيران المعادي على علو منخفض في اجواء العاصمة والضاحية الجنوبية.

وعلى صعيد الوضع الجنوبي، مازال العدو الاسرائيلي يضرب بعرض الحائط كل المساعي والمحاولات لتثبيت وقف اطلاق النار ووقف الخروقات في الجنوب، وافادت آخر المعلومات صباح امس، عن تعرض دورية مشتركة من الجيش اللبناني و«اليونيفل» لإطلاق النار من القوات الإسرائيلية خلال محاولتها فتح طريق عام عيترون.

لكن وللمرة الاولى بعد وقف اطلاق النار، وصلت آليات لقوات الطوارئ مع جنود من الجيش اللبناني إلى مفرق عيناثا بنت جبيل جهة المسلخ.

واستهدفت دبابة ميركافا بعدد من القذائف، أطراف بلدتي شيحين والجبين.كما اطلق جيش الاحتلال صباحا، نيران رشاشاته على محيط بلدة شقرا وقلعة دوبية والاودية المجاورة لبلدي قبريخا ومجدل سلم. وبعد الظهر، تجدد القصف المدفعي الإسرائيلي على وادي حسن في أطراف مجدل زون الجنوبية.

كما لاحقت محلّقة إسرائيلية عناصر للدفاع المدني اللبناني خلال محاولتهم انتشال جثامين شهداء من بلدة شمع واجبرتهم على الانسحاب وقصفت الموقع الذي كانوا فيه بالمدفعية.ولكن تم رفع جثماني شهيدين.

واستهدفت غارة معادية حي عين الصغيرة في بنت جبيل، استهدفت غارة إسرائيليّة سيّارة في ساحة بنت جبيل مما أدّى إلى إصابة السائق في قدمه ونجاته بأعجوبة.

واستهدفت غارة معادية بلدة عدلون مما أدى إلى إصابة 3 مواطنين إصابات خفيفة، تم نقلهم إلى المستشفى.

ونفذت القوات المعادية عملية نسف كبيرة في بلدة ميس الجبل.وسُمِع ايضا، دوي انفجار تبين أنه ناتج عن قيام الجيش الاسرائيلي بعملية تفجير واسعة في الخيام، وهو مستمر منذ ليل أمس بعملية نسف المنازل والمباني، وذلك بعد تأجيل دخول فرق الهندسة في الجيش اللبناني التي كانت مقررة أمس.وافيد ان رتلاً من دبابات ميركافا معادية انسحب من وطى الخيام باتجاه منطقة سردا والعمرا المحاذية لبساتين الوزاني.

والى ذلك سقط صاروخ من الطيران الحربي الاسرائيلي من دون أن ينفجر، أدى الى اختراق منزل مؤلف من ثلاث طبقات في بلدة القليعات في سهل عكار.

واعلن الدفاع المدني انتشال ضحية في منطقة البسطة الفوقا نتيجة الغارة الاسرائيلية على المنطقة،واستمرار عمليات البحث عن مفقودة لا تزال ضمن عداد المفقودين. كما تم العثور على جثة الطفل الشهيد أمير وسام حسين أثناء أعمال حفريات بالقرب من المنزل الذي تعرض لغارة من مُسيّرة معادية،  منذ حوالى الشهرين في بلدة المعيصرة الكسروانية، وحسين من بلدة حولا الجنوبية وكان مع عائلته النازحة في المبنى المستهدف.

في الجانب المحتل، ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية أمس: أن العديد من سكان مستعمرات الشمال مقابل لبنان استغلوا وقف إطلاق النار لزيارة منازلهم أو العودة إليها، فشاهدوا أضراراً جسيمة لحقت بها نتيجة للحرب.

اضافت: تظهر على المنازل علامات الهجران مع تراكم القمامة والطعام الفاسد والملابس القديمة والقوارض المنتشرة والعفن.

واوضحت الصحيفة، أن إعادة بناء المناطق المتضررة في المستوطنات الشمالية الإسرائيلية بسبب صواريخ الحزب سيستغرق 5 سنوات.

*****************************************

افتتاحية صحيفة الديار

جعجع في طريقه الى بري… هل تنقذ الزيارة جلسة 9 كانون الثاني؟

 تواصل لبناني ــ سوري «غير رسمي»

«المعارضة» السورية تستعجل الخطوات السياسية… وإسرائيل تشن عدواناً غير مسبوق – ميشال نصر

 

لم تحجب زحمة الملفات والتطورات الداخلية اللبنانية، من افتتاح لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار عملها، على وقع استمرار الخروقات الاسرائيلية، وانطلاق البحث عن المرشح الرئاسي العتيد، هيمنة الاحداث السورية المتسارعة على الاهتمام الدولي والاقليمي والمحلي، في ظل وجود العديد من التفاصيل غير الواضحة حول المرحلة المقبلة، اذ ان الاكيد الوحيد حتى الساعة ان هناك تغييرا جذريا في قواعد اللعبة في الشرق الاوسط، بدأ مع سقوط الاسد، وسيستكمل في الاسابيع والاشهر المقبلة، قبل ان تتبلور الصورة الكاملة للشرق الاوسط الجديد، الذي تعود بدايته الى عام 2006.

 

عزز هذا المشهد، كلام رئيس الوزراء الاسرائيلي على ان «هضبة الجولان ستصبح اسرائيلية الى الابد»، ما اثار القلق من تداعيات ذلك على امن المنطقة، في وقت تتقدم فيه القوات الاسرائيلية نحو ريف دمشق بعدما تخطت القنيطرة، على بعد 25 كيلومترا جنوب غرب دمشق، مقتربة بشكل كبير من المناطق الاستراتيجية في الجنوب السوري.

تطورات سورية

 

وفي موازاة تقدم العملية السياسية، في توقيت قياسي، مع انطلاق عمل حكومة المعارضة، تزامنا مع اطلاق ادارة العمليات العسكرية حملة مداهمات واعتقالات في مناطق الساحل السوري، قادتها الى اعتقال عدد من الرموز السابقين من امنيين وضباط جيش، في اللاذقية وطرطوس، تستمر اسرائيل في تنفيذ عدوانها العسكري المنسق مع القوى أميركا وروسيا وتركيا، وفي الوقت الذي وصل قائد القيادة الوسطى الاميركية الى غرفة عملياته في الاردن، قرب الحدود السورية، على خطين:

 

الاول، تنفيذها عملية جوية – بحرية مركبة، هي الأوسع منذ حرب الخليج الثانية، نفذ سلاح الجو مئات الغارات الجوية، في خطة تستمر لاربعة ايام بهدف تدمير المقدرات العسكرية السورية، ما ادى حتى الساعة الى تدمير سلاح المدرعات وعنابر صيانتها، القواعد الجوية من حظائر للطائرات الحربية ومخازن السلاح الخاصة بها، بما فيها اسراب الميغ 29 والطوافات، منظومات الدفاع الجوي ومراكز الرادار التابعة لها، مخازن الصواريخ المضادة للدروع، القواعد البحرية بمخازنها وقواعدها، القدرة الصاروخية الباليستية والبعيدة المدى، معامل التصنيع الحربي، مراكز الابحاث العسكرية، مقار الاجهزة الامنية والاستخبارات والمراقبة، مخازن ومقار الحرس الجمهوري.

 

الثاني، الاجتياح البري، بعدما سيطرت على جبل الشيخ محكمة امساكها بخط بيروت دمشق بالنار، متوغلة، حيث وصلت الى قرابة ٤٠ كيلومترا من العاصمة دمشق، في محاولة لفرض واقع جديد سيقود حكما الى ترتيبات امنية جديدة بعدما اعتبرت اتفاقية فصل القوات الموقعة عام ١٩٧٣ بحكم الساقطة، وسط مخاوف البعض من ان يكون من بين تلك الاهداف العسكرية، احكام الطوق على البقاع اللبناني، تمهيدا لاستكمال المعركة ضد الحزب.

 

تقدم دفع باسرائيل الى مراجعة خطط انسحابها من لبنان، وبالتالي استمرار الخروقات والغارات، حيث تشير المعلومات الى ان الحزب يدرس خيارات جديدة، خصوصا بعد المعلومات الواردة من طهران عن اعادة تقييم كاملة للمرحلة الاخيرة، عزز من ذلك كلام عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب حسين عز الدين الذي اكد خلال الاحتفال التكريمي لمجموعة من شهداء “المقاومة الاسلامية” في بلدة العباسية ان “لصبر المقاومة حدود، فاذا لم تمارس واشنطن وباريس الضغط على اسرائيل لوقف الانتهاكات، ستتحملان المسؤولية كاملة”.

موقف الحزب

 

وفيما دعا رئيس التيار الوطني الحر، من باريس، الحزب الى “التركيز على قضايا لبنان الداخلية وليس على المنطقة الأوسع، وبالتالي أن ينأى بنفسه عن «محور المقاومة» المتحالف مع إيران».

 

وتقول مصادر مطلعة، ان الحزب يراقب المشهد بهدوء، وأنّ موقفه العام الذي عبر عنه جاء محترما لرغبة الشعب السوري، مع تقديره الواضح لمشهد عدم إراقة الدماء، وهو ما دفعه الى اجراء الاتصالات اللازمة لسحب جميع مقاتليه ومسؤوليه مع عائلاتهم وعودتهم الى لبنان.

 

وختمت الاوساط، بان الاتفاق الإيراني – التركي، قد يكون ساهم في موقف الحزب حتّى الساعة من إغلاق طريق الإمداد الذي يمر في عمق الأراضي السوريّة، ذلك ان الحزب يجيد قواعد لعبة التوتّرات مع التنظيمات الإسلامية، «فتماما كما فصل بين موقف حركة ح في سوريا وموقفها في فلسطين، سيملك بلا شكّ القراءة المؤدّية إلى حسن التعامل مع الواقع الجديد على حدود لبنان».

تواصل لبناني – سوري

 

في غضون ذلك ووسط تحذيرات دولية من استقبال القيادات الهاربة من سوريا في لبنان، مع ما سيتركه ذلك من تداعيات خطرة على السلطة اللبنانية، ما دفع برئيس حكومة تصريف الاعمال ووزير الداخلية، الى الايعاز الى المعنيين لاتخاذ المقتضى القانوني، سجل خلال الساعات الماضية اول اتصال «غير رسمي» بين الحكومة اللبنانية وقوات المعارضة التي تولت زمام السلطة، حيث علم ان الحكومة اللبنانية، وتحديدا رئيسها قدمت الدعم والمساعدة في مسألة سجن صيدنايا دون ان تكشف عن التفاصيل، اذ اشارت مصادر مطلعة ان رئيس حكومة تصريف الاعمال تواصل مع جهات خارجية فاعلة، عمدت الى ارسال مختصين ومعدات لتنفيذ عمليات الانقاذ.

الرئاسة

 

التطورات المتسارعة، لم تحجب الملف الرئاسي اللبناني، الذي وضع على نار حامية املا في الوصول الى اتفاق يخرج الدخان الابيض من ساحة النجمة، حيث يصر رئيس مجلس النواب على انجاح جلسة التاسع من كانون الثاني، رغم اقتناعه بصعوبة تخطي الموقف الاميركي الذي اعلن عنه مستشار الرئيس ترامب مسعد بولس، والذي اكدت عليه اللقاءات في باريس.

 

وعلى هذا الصعيد علم ان خماسية باريس ستلتقي اليوم برئيس مجلس النواب نبيه بري، بعدما كان الاجتماع مقررا الاثنين، والغي نتيجة انشغال عين التينة بالتطورات السورية، بناء على اقتراح السفيرة الاميركية، قبل مغادرة اعضاء اللجنة لقضاء اجازة الاعياد الطويلة، على ان يعودوا مع مطلع العام الجديد.

موقف المعارضة

 

مصادر مواكبة اكدت ان المشاورات الرئاسية ستستمر حتى موعد الجلسة المقررة، وسط التوقعات بان تنتج اتفاقا بين الاطراف السياسية، يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية، بعد فترة الجمود السابقة، متوقفة عند المواقف الصادرة عن المعارضة، والتي ركزت على ان كل شخصية عليها فيتو لن يمر اسمها، وان المعارضة تفضل ان يكون الرئيس نتيجة قبول الثنائي الشيعي فالاتفاق هو الحل الافضل ولا نية لاقصاء احد، انما ضمن شروط محددة تراعي التوازنات الجديدة، التي لا يمكن لاحد تخطيها، سواء في الداخل او الخارج، وهو ما اقرت به فرنسا اخيرا، كما الرئيس نبيه بري ، الذي بات يدرك انه ما عاد بالامكان تخطي دور الادارة الجمهورية في الملف الرئاسي، مع ما يعنيه ذلك من ان الدخان الابيض لن يخرج من جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل.

معراب – عين التينة

 

تكتيك عين التينة قادها الى تركيز حملاتها تجاه معراب، التي تحولت محجة للمفاوضين، اذ علم في هذا الاطار عن زيارة قام بها كل من نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي يرافقه الوزير السابق كريم بقرادوني، حيث نوقش الملف الرئاسي وتم طرح مجموعة من الاسماء، في وقت كشف فيه عن مسعى يقوم به رئيس مجلس النواب الياس بوصعب لترتيب زيارة «للحكيم» الى عين التينة، في ظل التغييرات الدراماتيكية الحاصلة، وتحول معراب الى مركز ثقل في عملية التوافق حول انتخاب رئيس.

 

كما اشارت المصادر، الى ان كتلة الاعتدال الوطني طورت عملها وانتقلت الى مرحلة نقاش الاسماء، في اطار جولاتها الجديدة على القيادات السياسية، وسط تحرك لافت لعدد من المرشحين الذين باشروا اتصالات مع السفارات المعنية من عربية وغربية.

خروقات جنوبية

 

على الجبهة الجنوبية، وللمرة الاولى بعد وقف اطلاق النار، تمركزت آليات لقوات الطوارئ  مع جنود من الجيش اللبناني على مفرق عيناثا بنت جبيل جهة المسلخ. في المقابل، افيد عن غارة من مسيّرة اسرائيلية استهدفت مدينة بنت جبيل. وسُمِع دوي انفجار تبين أنه ناتج من قيام الجيش الاسرائيلي بعملية تفجير واسعة في الخيام، وهو مستمر في عملية نسف المنازل والمباني. وتمكن عناصر الدفاع المدني – صور من انتشال رفات شهيدين من بلدة شمع رغم تعرضهم  لخطر المسيرة الاسرائيلية التي كانت تحلق بالاجواء. وأشارت المعلومات الى ان رتلا من دبابات ميركافا الاسرائيلية انسحب من وطى الخيام باتجاه منطقة سردا والعمرا المحاذية لبساتين الوزاني. كما أطلق الجيش الاسرائيلي نيران رشاشاته على محيط بلدة شقرا وقلعة دوبية والاودية المجاورة لبلدتي قبريخا ومجدل سلم.  كما سجل سقوط عدد من القذائف المدفعية الاسرائيلية على أطراف شيحين والجبين.

 

هذه التطورات جاءت بعيد اجتماع اللجنة الخماسية في الناقورة، التي ناقشت آلية عملها، حيث يتوقع، في غضون الايام المقبلة، ان يكون قد اكتمل وصول الضباط الاميركيين المختصين الذي سيعاونون رئيس اللجنة الجنرال “غاسبر جيفرز”، وعددهم 15، من اجل مراقبة وقف اطلاق النار، والذين سيتمركزون في السفارة في عوكر، على ان يتمركز الفريق الفرنسي في قصر الصنوبر.

*****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

مولوي: لم يدخل أي عنصر أمن من النظام السوري إلى لبنان

 

الشرق – لفت وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي بعد اجتماع لمجلس الأمن الداخلي المركزي لمتابعة الأوضاع الأمنية في لبنان والإجراءات المتخذة عند المعابر الحدودية إلى أنّه لا يرى تحركات مقلقة تجاه لبنان، لافتا إلى أن كلّ الأجهزة الأمنية تتابع عملها والتعزيزات موجودة على الحدود لمنع أي تطورات تؤثر على الداخل اللبناني.وعن موضوع الحدود اللبنانية السورية أكّد مولوي أنّ وزارة الداخلية وجميع الأجهزة على تواصل وتنسيق كامل مع الحكومة، مشيرًا الى أنّ أي عنصر أمن بالنظام السوري السابق لم يدخل إلى لبنان، والتعليمات المطبقة على المعابر الشرعية صارمة. ولفت الى أنّ اللبنانيين يمكنهم العودة من سوريا، أما بالنسبة للسوريين فهناك تعليمات مشددة يطبقها الأمن العام اللبناني. وقال: «المعايير لدينا أن أي مطلوب بجريمة في لبنان أو خارج لبنان سيتم توقيفه ولا يدخل إلى لبنان». وأضاف: «توقعنا خروج عدد أكبر للسوريين عبر البرّ ولكن نتوقع أكثر في الأيام المقبلة والموضوع على السكة الصحيحة والمعابر غير الشرعية مقفلة وهي بيد الجيش». وأعلن أنّه سيضيف حاجزاً أمنياً للجيش والأمن العام بمعبر المصنع. وعن وصول معتقلين لبنانيين الى الأراضي اللبنانية، قال: «9 من المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية وصلوا الى لبنان».

*****************************************


افتتاحية صحيفة نداء الوطن

نزوح فلول الأسد إلى لبنان… أين “أمن” الدولة؟

“قنبلة” نداء الوطن أمس عن لجوء رموز النظام السوري المخلوع، أحدثت ضجة كبيرة في الصفوف الحكومية في لبنان، وأثارت جملة أسئلة دبلوماسية في عواصم مؤثِّرة، عربية وغربية.

 

ومن نافل القول إن ما نشرته “نداء الوطن” على موقعها الالكتروني أوّل من أمس، لم يُجافِ الحقيقة والواقع، كما حاول البعض أن يوحي، بل صدرت تأكيدات عليها، وحتى التوضيحات التي قُدِّمَت، جاءت في معرض التأكيد.

 

وزير العدل السابق، النائب اللواء أشرف ريفي، قال لـ”نداء الوطن” إن السؤال الذي وجهه إلى الحكومة حول تسهيل دخول وإيواء مسؤولي النظام السوري إلى لبنان، ناتج عن معلومات مؤكدة تتقاطع مع ما نشرته “نداء الوطن”، ودعا ريفي الحكومة والوزارات المعنية وجميع الأجهزة إلى توقيف هؤلاء، ومراسلة الدول والهيئات التي تطلب محاكمتهم وتسليمهم، كما طالب بتوقيف اللواء في النظام المخلوع علي مملوك المطلوب الى القضاء اللبناني، الذي طلب توقيفه في ملفي ميشال سماحة وتفجير المسجدين، التقوى والسلام، وحذر من التهاون في هذه القضية، لأن أي تواطؤ يرتب مسؤولية قانونية جسيمة على كل متواطئ”.


الرئيس نجيب ميقاتي، كان له موقف يصح اعتباره “التأكيد في معرض التوضيح”، فهو لم ينفِ ما صدر بل اكتفى بالقول: توضيحاً لما يتم تداوله عن دخول بعض المسؤولين السوريين السابقين إلى لبنان للسفر إلى دول أخرى، فإن سياسة الحكومة اللبنانية لطالما كانت الركون إلى القوانين اللبنانية والدولية، إن الاحتكام بهذا الملف هو إلى ما تفرضه القوانين والأنظمة المرعية الإجراء، وتحت إشراف القضاء المختص”.

وجاء موقف الحزب “التقدمي الاشتراكي” ليؤكد المؤكَّد، إذ نبَّه من خطورة تحويل لبنان إلى ملجأ آمن لقيادات النظام المخلوع في سوريا ، ودعا إلى تدارك هذا الأمر ومنع حصوله كي لا يتحمل لبنان تداعيات قانونية وسياسية نتيجة لهذا الأمر”.

وفي معلومات حصلت عليها “نداء الوطن” أن عائلة ماهر الأسد، قائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري، غادرت إلى عاصمة عربية عبر مطار بيروت، كما أن عائلات ضباط سوريين ومسؤولين أمنيين في النظام السوري السابق، غادروا إلى أكثر من عاصمة عبر مطار بيروت.


معلومات حصلت عليها “نداء الوطن” تشير إلى أن أجهزة مخابرات غربية باشرت طرح أسئلة وتجميع معلومات عن ضباط الفرقة الرابعة وعن ضباط عراقيين وإيرانيين، غادروا عبر مطار بيروت، وفي حال ثبتت هذه المعطيات فإن لبنان سيكون عرضة لمساءلة قضائية دولية باعتباره يؤوي ويسهِّل تهريب مجرمي حرب.

 

وفي قضية مرتبطة بالنزوح، علمت “نداء الوطن” أن الضابط في الأمن العام، أحمد نكد، نفّذ مساء أمس المذكرة الصادرة عن مدير الأمن العام، اللواء الياس البيسري، والتي تقضي بمنحه إجازة .

تضيف المعلومات أن الضابط نكد، رئيس مركز المصنع الحدودي، المقرّب من قائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري ماهر الأسد، ومن علي مملوك، رفض تنفيذ المذكرة في بداية الأمر، وتشير المعلومات إلى أن نكد كان على تواصل مباشر مع وفيق صفا رئيس وحدة التنسيق والارتباط في “الحزب”.

وتكشف المعلومات أن نكد أشرف على تسهيل مرور مئات السيارات السورية الفاخرة، التي أقلت شخصيات سياسية وأمنية وعسكرية سورية تابعة للنظام السوري السابق. كما رصد صحافيون استقصائيون وأجهزة أمنية أسلوب عمله في المعبر، حيث كان ينفذ خطة تعتمد على “التزاحم وفقدان السيطرة”، ما أتاح دخول أعداد كبيرة من الوافدين القادمين من منطقة السيدة زينب، بينهم أشخاص من جنسيات لبنانية، سورية، إيرانية، أفغانية، وعراقية، من دون أوراق ثبوتية .

وتتابع المعلومات أن توافد الطواقم الصحافية وتثبيت إحدى الكاميرات على مبنى مقابل للمعبر، عرقل خطة نكد في تمرير باقي الوافدين، ما أدى إلى تصاعد الازدحام .

 

وبعد تنفيذ مذكرة الإجازة، تسلّم الضابط إيهاب الديراني مهامه في المركز. وعُلِم أن مجموعة من اللجنة الأمنية لدى “الحزب” موجودة عند معبر المصنع وتحاول التنسيق مع الضابط الديراني حركة دخول أزلام النظام السوري السابق.

 

وتخشى مصادر مراقبة أن يكون الضابط نكد قد ورط لبنان في ممارسات من شأنها أن تحمّله عواقب جمة، بعدما أبلغ أن الدوائر الرسمية في لبنان تشعر بالاستياء من كون الضابط على المصنع قام بإيواء ضباط مطلوبين. يُذكَر أن الضابط نكد لديه ملف أمام النيابة العامة المالية بتهمة تهريب آثار لكن النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم يحتفظ بالملف في أدراجه.

 

في السياق ذاته علمت “نداء الوطن” أنّ السوريَين، اللواء غسان نافع بلال،  مدير مكتب ماهر الأسد ونائبه في قيادة الفرقة الرابعة، والعقيد فراس حكمت كريدي، وهو ضابط أمن الفرقة الرابعة، موجودان لدى الأمن العام اللبناني عند نقطة المصنع الحدودية. علماً أنّهما فارّان من حكم بإعدامهما في سوريا وأحدهما يحمل هوية مزوّرة باسم شخص من عائلة “الختيار”.

 

مصادر سياسية فاعلة حمَّلت “الحزب” مسؤولية هذه الإجراءات التي تعبِّر عن استباحة الدولة، وتعتبر هذه المصادر أن أداء “الحزب” يزج لبنان في مخاطر دولية تماماً كما خاطر في زج لبنان في ما وصفه بـ”معركة الإسناد والمشاغلة”.

 

في ظل هذه المعمعة، أين السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي؟ الداعي إلى هذا السؤال أن السفير علي كان حوَّل السفارة إلى مقر للمخابرات السورية وأحياناً إلى سجن حيث كان يعتقل سوريين معارِضين للنظام، كما أعطى لنفسه مهمة بعيدة كل البعد عن المهام الدبلوماسية، ومنها الطلب إلى “الحزب” تأمين مخصصات مالية لشخصيات سياسية ورؤساء أحزاب ومنهم الأمين العام لحزب البعث في لبنان علي حجازي.

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram