افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 30 تشرين الثاني 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 30 تشرين الثاني 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

الجنرال الأميركي وصل إلى بيروت: سأعالج الخروقات الإسرائيلية | قائد الجيش: العدوّ يمنعنا من نشر قواتنا جنوباً

بينما كانَ رئيس لجنة الإشراف الخماسية، الجنرال جاسبير جيفرز مجتمعاً مع قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في اليرزة، للبحث في آلية التنسيق بينَ الجهات المعنية بمراقبة تنفيذ قرار وقف إطلاق النار، كانَ العدو الإسرائيلي يُمعِن في تصوير نفسه بأنه فوقَ الجميع، وأن له اليد الطولى وصاحب القرار الوحيد في خرق القرار أو تنفيذه.

صحيح أن الخروقات كانت كبيرة، لكنّ العدو، وبعض الداخل اللبناني، حاولا تسويقها بطريقة أكبر بكثير من الواقع على الأرض، حيث يسعى العدو للقول بأنه متحكّم بكل الحركة كما يشاء، لكنّه تقصّد إيصال رسالة بأنه لن يترك مرحلة الستين يوماً الانتقالية في عهدة اللجنة بل سيحاول قدر الإمكان فرض ما يشبه «المنطقة العازلة» بالنار لمنع أي عودةٍ للسكان إليها. ويوماً بعدَ يوم، يُعبّر العدو عن توتره والضغط الذي يعيشه جيشه كما حكومته جراء السخط الداخلي على الاتفاق، ولا سيما من قبل مستوطني الشمال، ما رفع من نسبة الشكوك في احتمال لجوء العدو إلى «المغامرة» بالاتفاق الذي طلبه هو، كما قال المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين.

وكشفت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» بعض تفاصيل اجتماع اليرزة. وقالت إن «عون ناقش مع جيفرز آليات العمل في الجنوب كفريق واحد في لجنة الإشراف»، ونقلت عن قائد الجيش قوله للجنرال الأميركي إن «الاتفاق على وقف إطلاق النار كانَ ينصّ على انسحاب الجيش الإسرائيلي، لكنّ العدو بادر إلى خرقه وبدأ باستهداف الناس، وهذا الأمر إن استمر لن يسمح للجيش بتنفيذ مهمته وانتشاره». وأكّد عون على «المهام الموكلة للجيش والمنصوص عليها في الاتفاق في ما خصّ أي حركة أو المسح الخاص بالمنشآت والمراكز، بينما يتعمّد جيش الاحتلال القيام بها وبالتالي هذا أمر غير مقبول، فهناك مدنيون لا يزالون تحت الأنقاض وعمل كثير يجب أن يبدأ به الجيش والعدو يعيق هذا العمل».

وحسب المصادر فإن جيفرز وعد قائد الجيش بالتواصل مع الإسرائيليين لمعالجة المشكلة، وقالت المصادر إن الجنرال جاء مع فريق عمل يضم حوالي 12 مساعداً سيتخذون من السفارة الأميركية في عوكر مقراً لهم». وإنهم سيحضرون إلى اليرزة فقط في حال كانت هناك حاجة إلى عقد اجتماع مع الجيش اللبناني. بينما ينتقلون إلى الناقورة، للمشاركة في اجتماعات لجنة الإشراف. لكن تبيّن أن جيفرز لن يكون موجوداً بصورة دائمة، بسبب أنه كثير الانشغال في مهام في القيادة الوسطى، ما قد يضطر إلى إرسال مندوب عنه في بعض الأحيان». وكشفت مصادر بارزة أن عون تواصل مع السفارة الفرنسية في بيروت «لاستعجال الفرنسيين بتسمية ممثّلهم في اللجنة»، وعبّر عن «قلقه من أن يستغل العدو الإسرائيلي الفترة الانتقالية لنسف الاتفاق»، مؤكداً على «ضرورة اكتمال اللجنة في أسرع وقت ممكن للمباشرة في عملها».

 

ماكرون يطالب باحترام الاتفاق، وفرنسا تختار ممثّلها العسكري في لجنة الإشراف

وفيما دار نقاش حول الاسم الذي ستختاره باريس، وتداولت معلومات حول إمكانية اختياره من داخل كتيبتها في اليونيفل، نفت مصادر مطّلعة ذلك، مؤكدة أن «الضابط المنتدب من الجيش الفرنسي، سيصل خلال يومين إلى بيروت وأن باريس التي يتولى ضابط منها موقع رئيس الأركان في قوات «اليونيفل»، تحرص على فصل عمل كتيبتها عن لجنة الإشراف للاحتفاظ بالموقعين. وتقرّر أن يكون العضو الفرنسي برتبة عميد وما دون، كون رئيس اللجنة الأميركي هو لواء ويجب أن تكون رتبة العضو أقل بحكم التراتبية».

في هذه الأثناء، تواصلَت الخروقات الإسرائيلية لليوم الثالث على التوالي بعد وقف إطلاق النار، وتوغّلت 4 دبابات وجرافتان إسرائيليتان في أحد الأحياء الغربية في بلدة الخيام، وتمركزت فيه، علماً أنّه خلال الحرب لم تستطع قوات العدو الدخول إليه. كما قامت القوات الإسرائيلية بجرف واقتلاع أشجار الزيتون قرب منطقة العبارة قبالة الجدار في بلدة كفركلا، تزامناً مع قصف مدفعي إسرائيلي استهدف أطراف بلدتي مركبا وطلوسة. وكان الجيش الإسرائيلي أطلق النار على مواطنين في بلدة الخيام، خلال تشييع أحد أبنائها، فيما سقطت قذيفة مدفعية إسرائيلية على البلدة، واستمرت قواته بعمليات التمشيط بالأسلحة الرشاشة في مارون الرأس.

كما قصفت دبابة ميركافا إسرائيلية منزلاً في خراج برج الملوك، محلة تل نحاس، نجا صاحبه بأعجوبة حيث كان موجوداً في منزله لتفقّده. وقصفت قوات الاحتلال طلوسة ومركبا وبني حيان، وعمدت قوات العدو إلى جرف منازل في البلدة. وأُفيد بأنّ بلدات حولا والعديسة والطيبة تعرّضت لقصف مدفعي، وبقيت المُسيّرات الإسرائيلية تحلّق فوق منطقة مرجعيون مترافقة مع رشقات رشاشة في الخيام وكفركلا.

وزعم جيش العدو أنه رصد «تحركاً لمنصة صاروخية متنقّلة تابعة لحزب الله في جنوب لبنان واستهدفها جوياً».

ميدانياً، يتصدى أهل الجنوب وحدهم للعدوان المستمر. وقال مصدر مطّلع لـ«الأخبار» إن انتشار الجيش اللبناني جنوباً، ينتظر صرف الاعتمادات اللازمة لتطويع 1500 عسكري. وحتى حصول ذلك، يُفترض أن تنتقل سريتان من فوج التدخل الثاني إلى جنوبي الليطاني بعد السريتين اللتين توجّهتا إلى صور ومرجعيون وكفردونين في اليوم الأول لوقف إطلاق النار مع سريتين من فوج المغاوير. أما الفوج النموذجي الذي تأسّس بدعم من قيادة اليونيفل، فيحتاج إلى عديد إضافي.

وتعليقاً على الخروقات الإسرائيلية، قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض إنّ «العدو ارتكب بالأمس خروقات خطيرة ويحاول فرض تفسيره الخاص لمسار الإجراءات التطبيقية للقرار 1701». تصريح فياض جاء بعد جولة قام بها على قرى النبطية ومرجعيون، وسجّل إثرها عدداً من الملاحظات، معتبراً أنّ إسرائيل «تفرض تفسيرات خاصة لتنفيذ الـ1701 خارج روحية ورقة الاتفاق وسياقات نصوصها». وقال فياض إن «الجيش مدعوماً من الشعب والمقاومة سيرسم خطاً أحمر، أمام أي استهداف لأمن القرى والبلدات والمدن الجنوبية». واعتبر أنّ الحكومة «هي المسؤولة المباشرة عن إدارة الموقف الرسمي اللبناني سياسياً وميدانياً وإجرائياً»، مشيراً إلى أنّ «لبنان غير معني على الإطلاق بأيّ تفاهمات جانبية حصلت بين الإسرائيليين والأميركيين، وهي لا تمتلك من وجهة الموقف اللبناني، أيّ قيمة قانونية أو مرجعية».

ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى «الوقف الفوري» لكل الأعمال التي تنتهك وقف إطلاق النار الساري في لبنان منذ الأربعاء، وفق ما أعلن عنه، أمس الجمعة، قصر الإليزيه. وكان ماكرون وخلال مكالمتين هاتفيتين أجراهما بالأمس مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، دعا جميع الأطراف للعمل على التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.

كما علّقت جينين هينيس بلاسخارت، المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة لشؤون لبنان، على هذه الخروقات بالقول إن «تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي التي احتلها في جنوب لبنان وتعزيز انتشار الجيش اللبناني في هذه المناطق، لا يمكن أن يتم كل ذلك بين ليلة وضحاها».

*******************************************

افتتاحية صحيفة النهار:

خطاب المكابرة يزعم “النصر” والانتهاكات تتواصل
 

 

أدهش الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم الرأي العام اللبناني والعربي بخطابه الأول بعد إعلان اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل الذي وافق عليه الحزب بحذافيره ، اذ شكل هذا الخطاب واقعياً ذروة المكابرة والإنكار من خلال اعلان قاسم “الانتصار” في الحرب الأخيرة مع إسرائيل واصفاً هذا “النصر” بأنه أكبر” من “الانتصار الإلهي” بعد حرب تموز 2006. وإذ جاء “خطاب المكابرة” هذا وسط تصاعد الضجة السياسية والإعلامية حيال التداعيات والآثار الثقيلة جداً لمعظم بنود اتفاق وقف النار على صورة “حزب الله” لجهة تضمنها موجبات حاسمة لإنهاء هيكليته المسلحة والتزام تنفيذ القرارت الدولية التي تنزع سلاحه ووضع حد حاسم لوجوده في جنوب الليطاني ناهيك عن إبقاء المجال مفتوحا امام إسرائيل في التحكم بمفاصل ميدانية ضمن مهلة ال  60 يوماً وبعدها، فإنّ إعلان الشيخ نعيم قاسم “النصر” بالتبريرات التي أوردها زاد الاقتناعات بأنّ الحزب ينبري إلى مزيد من الدعاية المكابرة والإنكارية لحجب الحجم الكبير للخسائر التي مني بها من جهة ولمحاولة صد المحاسبة السياسية والإعلامية والمعنوية التي تحمله كامل التبعات والمسؤوليات عن الكارثة التي ضربت لبنان عبر هذه الحرب.

إذ إنّ  قاسم  زعم “اننا أمام انتصار كبير يفوق الانتصار الذي حصل في تموز 2006 بسبب طول المدة وشراسة المعركة والتضحيات الكبيرة وكان هناك جحافل من الأعداء مع كل الدعم الأميركي والغربي ووقفنا سدّاً منيعاً وحققنا الإنجاز ومنعنا العدو من تدمير حزب الله ومنعناه من إنهاء المقاومة أو إضعافها وهزمناه لأنّه اضطر أن يبرّر وستبقى المقاومة مستمرة”.

ووصف الاتفاق على وقف النار بأنّه “برنامج إجراءات تنفيذية لتطبيق القرار ١٧٠١، وهو يؤكد خروج الجيش الإسرائيلي” وتجاهل البنود الأخرى كافة ليقول إنّ  “التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ إجراءات الاتفاق، وهو  تمّ تحت سقف السيادة اللبنانية ووافقنا عليه ورؤوسنا مرفوعة بحقّنا في الدفاع”.

وقال إنّ “الحرب الإسرائيلية كانت تهدف إلى إبادة حزب الله والإسرائيليون توقعوا تحقيق أهدافهم في وقت قصير، لكن صمود المقاومين الأسطوري أدخل اليأس إلى صفوفهم وأرعب جيشهم”.

وأكّد “أننا سنعمل على صون الوحدة الوطنية وتعزيز قدرة لبنان الدفاعية وستكون المقاومة جاهزة لمنع العدو من استضعاف لبنان بالتعاون مع الجيش اللبناني وسيكون حضورنا في الحياة السياسية الاقتصادية فاعلاً ومؤثراً فالرهانات على إضغاف الحزب فشلت” وشدّد، على استكمال عقد المؤسسات الدستورية وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية بالموعد المحدد في 9 كانون الثاني”.

 

في غضون ذلك وفيما لم تغب المحاذير المستمرة لاستمرار الانتهاكات والخروقات الإسرائيلية لوقف النار في يومه الثالث بدأت التحضيرات العملية لاستكمال إجراءات تنفيذ الاتفاق وكان بارزاً في هذا السياق اجتماع  قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في اليرزة أمس مع رئيس لجنة الإشراف الخماسية الجنرال الأميركي جاسبر جفرز  وتناول البحث الأوضاع العامة وآلية التنسيق بين الأطراف المعنية في الجنوب. ومع وصول الجنرال الأميركي إلى بيروت يفترض ان يكتمل عقد لجنة الإشراف والمراقبة الخماسية على اتفاق وقف النار علماً انها تضم الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل والأمم المتحدة . وستكون اللجنة معنية بمراقبة تنفيذ الاتفاق وتلقي شكاوى ومراجعات الأطراف حيال التنفيذ.

 

انتهاكات اليوم الثالث

ولكن الوضع في الجنوب حافظ على نسبة عالية من التشويش والاضطراب مع رصد خروقات إسرائيلية تعدت حدود اطلاق النار والقذائف، الى جرائم بيئية مع جرف واقتلاع أشجار الزيتون قرب منطقة العبارة قبالة الجدار في بلدة كفركلا . وسجل قصف مدفعي إسرائيلي استهدف أطراف بلدتي مركبا وطلوسة. كما أطلق الجيش الإسرائيلي النار على مواطنين في بلدة الخيام، خلال تشييع أحد أبنائها، فيما سقطت قذائف مدفعية إسرائيلية على البلدة. وقام الجيش الإسرائيلي بعمليات تمشيط بالأسلحة الرشاشة في مارون الراس. وفي قرى قضاءي صور وبنت جبيل يعيش السكان حالاً من الحذر والترقب، بعدما مُنعوا من دخول القرى المتاخمة للحدود بعمق ثلاثة كيلومترات ويقدر عدد هذه القرى بعشرين قرية تضاف اليها مدينة بنت جبيل. وكان الجيش الإسرائيلي جدد توجيه تهديده إلى سكان عدد من القرى في الجنوب ، مشيرا الى انه “حتى إشعار آخر يحظر عليكم الانتقال جنوبًا إلى خط القرى التالية ومحيطها: شبعا، الهبارية، مرجعيون، أرنون، يحمر، القنطرة، شقرا، برعشيت، ياطر، المنصوري”. كما دعا الجيش الإسرائيلي سكان أكثر من 60 قرية الى عدم العودة إلى بيوتهم.

واستمرت ردود الفعل الخارجية على الاتفاق فرحِّب الاتحاد الأوروبي بالإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان وأشاد بجهود الوساطة التي بذلتها فرنسا والولايات المتحدة والتي سمحت بالتوصل إليه. ودعا جميع الأطراف الإقليمية والدولية إلى الانخراط في دعم وقف إطلاق النار حتى يتحول إلى مساهمة دائمة في السلام والاستقرار الإقليميين”.واكد التزام دول الاتحاد “مجموعة واسعة من أدوات الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك آلية السلام الأوروبية، لدعم الجيش اللبناني واليونيفيل حتى يكون في الإمكان تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 بشكل فعّال وكامل على الأرض. وسيواصل الاتحاد الأوروبي كذلك تقديم مساعداته الإنسانية والمشاركة في التعافي المبكر وإعادة الإعمار بعد النزاع، بهدف دعم الشعب اللبناني المتضرر من النزاع، بما في ذلك الأعداد الكبيرة من النازحين داخلياً. والاتحاد الأوروبي عازم بشكل خاص على دعم سيادة الدولة اللبنانية وجهود بناء الدولة”.

تزامن ذلك مع تأكيد المبعوث الفرنسي الخاص إلى لبنان جان إيف لودريان، في ختام زيارته إلى بيروت، الحاجة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية خلال الجلسة التي دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري لعقدها.وقال لودريان في حديث لوكالة “فرانس برس” : “جئت إلى لبنان فور إعلان وقف إطلاق النار لإبداء دعم فرنسا لتطبيقه بالكامل ولتأكيد الضرورة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية واستئناف العملية المؤسساتية”. وأعرب عن “ارتياحه” لإعلان بري الخميس عقد جلسة لانتخاب رئيس في 9 كانون الثاني المقبل.

 

جعجع

في المواقف الداخلية البارزة جدد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع انتقاداته ل”حزب الله” معتبرانه “ارتكب جريمة كبيرة بحق اللبنانيين عمومًا، وبحق سكان البقاع والجنوب والضاحية الجنوبية خصوصًا. فقد كنّا بغنى عن مقتل أكثر من 4000 لبناني، وعن تهجير من تهجّر، وتدمير ما تدمّر. ورغم كل هذه الكوارث، لا يزال نواب حزب الله يتحدثون عن “انتصار” بمنطق عجيب غريب لا يمتّ إلى الواقع بصلة” . وشدد جعجع على أنّ “الحرب الأخيرة كانت خدمة لقضية أخرى على حساب لبنان. فمن كلّف حزب الله بإعلان حرب الإسناد؟ الغالبية الساحقة من اللبنانيين كانت ترفض هذه الحرب ولم تكن موافقة على جعل لبنان منصة لصراعات الآخرين”. وقال “أنّنا بالأساس لا نعتبر أن سلاح حزب الله شرعي. والقرار الذي وافق عليه الحزب بنفسه لوقف إطلاق النار يشكّل أكبر دليل على عدم شرعية هذا السلاح”، مؤكّداً أن “لا وجود لمعادلة “جيش شعب مقاومة” بحسب الاتفاق الموقع لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، بالنسختين العربية والإنكليزية” لافتاً إلى أنّ “حزب الله وافق على قرار وقف إطلاق النار وعليه أن يكون صادقًا مع نفسه ويفي بالتزاماته. يجب أن يتم تنفيذ القرار من خلال الجلوس مع قيادة الجيش اللبناني وبدء عملية تفكيك البنى التحتية العسكرية على الأراضي اللبنانية كافة، كما ينص الاتفاق”. وقال: “ولّى زمن عدم تنفيذ الاتفاقات والتعهدات. الحكومة ومجلس النواب، كما حزب الله، يجب أن يقفوا أمام مسؤولياتهم ويعملوا على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بما يخدم مصلحة لبنان ويؤمن استقراره. ووفق الاتفاق، السلاح يجب أن يبقى في يد الجيش اللبناني والقوى الأمنية فقط”. وتابع: “أوعا حدا يفكر إنو ممكن نرجع لمرحلة ما قبل 7 تشرين الأول 2023. مستحيل نعود إلى ما كنّا عليه سابقًا. وإذا ما بدكن دولة، قولو لنعرف حالنا شو بدنا نعمل. لبنان لا يمكن أن يبقى على هذا الحال من دون وضوح أو مسؤولية من الجميع”.

 

الكتائب

وبدوره اعلن المكتب السياسي الكتائبي بعد اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل “ان  اللبنانيين يجدون أنفسهم أمام تطبيق جدّي للقرار 1701 والذي كان يمكن تطبيقه بحذافيره من دون الاضطرار إلى دفع هذه الضريبة من الضحايا والدمار والانهيار التام للمؤسسات واستجرار وصاية جديدة على البلد بعد سلسلة من الحسابات الخاطئة والرهانات الكاذبة”. واعلن” إن حزب الكتائب يؤكد أنه بعد كل ما حصل لا بد من العودة إلى أصول بناء الدول والأسس التي قام عليها لبنان وإلى دولة المؤسسات والمواطنة والحرية والسلام والازدهار ولهذه الغاية شروط واضحة ومحاذير لا يجب أن تتكرّر:

– لا عودة إلى وجود السلاح خارج إطار الجيش اللبناني.

– لا عودة إلى الاستئثار بقرار الحرب والسلم.

– لا عودة إلى دولة المزرعة ومنطق الاستقواء والفرض”.

ورحب المكتب السياسي بدعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية “ولو أنها أتت متأخرة وبكلفة فادحة، على أمل أن تكون النيّات صافية والإرادة حاضرة لتثمر الجلسة رئيسًا على قدر المرحلة وأن تتم العملية الانتخابية تحت سقف الدستور من دون اجتهادات وأن ينسحب الأمر على تشكيل الحكومة لتكون مناسبة لترميم ما تهدم من مؤسسات وبنى تحتية”.

****************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

كلمة سرّ نتنياهو «الأسد يلعب بالنار» تتحوّل حرباً لـ «النصرة» على حلب بدعم تركي

الحكومة والجيش: خروقات إسرائيلية وبري لانتخاب رئيس للجمهورية في 9 ك2
 

 

شهد الشمال السوري على جبهات ريف إدلب وريف حلب حرباً حقيقية منذ فجر أمس مع الهجوم الذي شنته جبهة النصرة بتغطية نارية تركية على مواقع الجيش السوري، وجاء الهجوم ترجمة فورية للكلمات التي قالها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو باتهام سورية ورئيسها بشار الأسد، باللعب بالنار وقوله، الأسد يلعب بالنار مشيراً الى رفض سورية وقف إمداد المقاومة في لبنان بالسلاح، وما كاد وقف إطلاق النار على جبهة لبنان يبدأ حتى بدأت حرب كاملة تشنها ألوية أبي محمد الجولاني بالنيابة عن لواء جولاني الذي تلقى ضربات مؤلمة في حرب جنوب لبنان، وكما دائما بين جنوب لبنان وشمال سورية حبل سري اسمه المقاومة، وبعد ظهر أمس حشد الجيش السوري قواته الخاصة ووحدات مدرعة وبدأ هجوما معاكسا استعاد خلاله ليلا بغطاء ناري من الطائرات الروسية والسورية عدداً من القرى والبلدات التي احتلتها جبهة النصرة.
في لبنان تواصلت العودة الشعبية الى قرى الجنوب وتواصلت معها اعتداءات جيش الاحتلال الذي بدأ أنّ حال الهستيريا التي تحكم تصرفاته تعبر عن حال قيادته وحكومته العاجزة عن تسويق كذبة النصر في الحرب، والعاجزة عن إقناع مستوطني الشمال بالعودة إلى بيوتهم، بينما سكان قرى وبلدات الجنوب لم ينتظروا دعوة أحد كي يعودوا، وقال بيان للجيش اللبناني وبيان لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي إن ما يجري هو خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار وإنّ على المعنيين بالاتفاق التدخل لوقف هذه الخروق.
سياسياً مدّد مجلس النواب بقانون مدة الخدمة لكلّ الضباط من رتبة عميد وما فوق لمدة سنة، وترتب على ذلك تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزف عون الذي ينتهي مفعول التمديد الذي طال ولايته السابقة نهاية العام، بينما دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى عقد جلسة نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية في 9 كانون الثاني عام 2025، آملا أن يتمّ استغلال الوقت الفاصل عن الموعد لمشاورات وتواصل بنية التوصل الى توافق يتيح أن تكون الجلسة مثمرة وتخرج بانتخاب رئيس للجمهورية، وحالت الدعوة الصادرة قبل لقاء بري مع المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان دون تصوير هذا اللقاء سبباً لتحديد موعد جلسة الانتخاب.
رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان قال في لقاء حزبي قيادي موسع: إن مشهد عودة اللبنانيين الى بلداتهم وقراهم وبيوتهم رغم هول الدمار كان تعبيراً عن الانتصار الذي صنعه المقاومون في الميدان، بما أكد ثبات ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، موجها التحية لرئيس مجلس النواب نبيه بري لقيادة المقاومة السياسية باقتدار أتاح التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار يحبط أهداف العدو ويحفظ مفهوم السيادة الوطنية، كما حيا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على جهود الحكومة في الثبات على موقف وطني رغم ضراوة الحرب وشدة الضغوط، مشيداً بمواكبتها ملف النزوح.

وعقد مجلس العمُد والمجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي جلسة مشتركة في قاعة الشهيد خالد علوان في عاصمة المقاومة بيروت.
وقدّم رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان عرضاً تفصيلياً وإحاطة بكلّ جوانب العدوان الصهيوني على لبنان وفلسطين، وفشل العدو في تحقيق أهدافه، مقابل صمود لبنان شعباً وجيشاً ومقاومة، وصولاً إلى وقف العدوان تحت سقف معادلة «الصمود بوجه العدوان، والنار بالنار».
وقال حردان: «أهلنا العائدون رسموا لوحة الانتصار المشرقة والمزيّنة بالشموخ»، مشيراً الى أن «ثبات المقاومين وصمودهم وفعلهم الأسطوري أسقط أهداف المشروع الصهيوني».
واعتبر حردان انّ عوامل انتصار لبنان، وفشل أهداف العدوان الصهيوني، تشكلت من خلال مقاومة ظافرة وحاكمة في الميدان، ومن خلال اللبنانيين الذين جسّدوا الوحدة الوطنية بتضامنهم، مؤكدين أنها الأساس المتين لبقاء لبنان عصياً على الأخطار والتحديات ومشاريع التفتيت، وقد أظهر أبناء بلادنا في الشدائد وطنيةً تجلّت بأبهى حللها.
وأكد حردان أنّ المقاومة بكلّ تلاوينها ومكوناتها، تدافع عن كلّ لبنان. وحق اللبنانيين في الدفاع عن أرضهم كرّسه الدستور اللبناني. فلماذا الافتئات على الدستور؟ وما هو سر تجاهل الخطر الصهيوني والتحريض على سلاح المقاومة التي هي جزء أساس من عناصر قوة لبنان؟
واعتبر حردان أنّ انتصار لبنان عبّرت عنه مشهدية العائدين إلى قراهم ومدنهم، وهذه اللوحة الجميلة هي نتاج إرادة اللبنانيين وصمودهم وتضامنهم. فلنستثمر بهذا الانتصار من أجل بناء الدولة القوية العادلة والقادرة، المعززة بكل عناصر القوة.
إلى ذلك، وفي اليوم الثاني من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، واصل العدو الإسرائيلي خروقه للاتفاق، حيث أطلق الجيش قذيفة باتجاه أطراف بلدة عيتا الشعب ورشقات نارية باتجاه أطراف بلدتي مارون الرأس وعيترون. كما تعرض الأهالي الذين حاولوا الوصول إلى منازلهم على أطراف مدينة بنت جبيل لإطلاق النار من قبل جنود العدو المتمركزين في مارون الراس. كما استهدف ساحة بلدة الطيبة، وبلدة الخيام وسهل مرجعيون بالقذائف المدفعية، كما سُمعت رشقات رشاشة في الخيام. وسجلت غارتان من طيران حربي على منطقة قعقعية الصنوبر قضاء صيدا. وزعمت القناة 14 الإسرائيلية أن «قوات الجيش هاجمت بطائرة مقاتلة منطقة صيدا في جنوب لبنان بعد رصد تهديد». وأفيد عن جرح شخصين في بلدة مركبا، جراء استهداف جيش العدو للساحة فيها، وعملت جمعية الرسالة – فوج بني حيان على نقلهما إلى المستشفى. كما أطلقت دبابة ميركافا قذيفة على بلدة الوزاني. واستهدفت دبابة اسرائيلية أيضاً أطراف كفرشوبا بقذيفتين.
وكرر جيش العدو تحذيره لأهالي الجنوب «بمنع التنقل بتاتاً أو الانتقال جنوب نهر الليطاني ابتداء من الساعة الخامسة مساء وحتى الساعة السابعة صباحًا يوم غد». فيما أفادت القناة 13 الإسرائيلية، بأن «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعقد مشاورات أمنية الليلة (أمس) لبحث مواصلة الحرب على جبهات عدة».
ووفق مصادر مطلعة على موقف المقاومة فإن الاعتداءات الإسرائيلية تظهر بشكل واضح أن العدو لم يحقق أهداف الحرب خلال أكثر من شهرين من الحرب الشاملة على لبنان، حيث لم يستطع القضاء على المقاومة ليس فقط في جنوب الليطاني بل في الشريط الحدودي، حيث بقي المقاومون يطلقون صواريخهم باتجاه قوات الاحتلال من الخيام وعيتا الشعب وكفركلا، وبالتالي سقط هدف العدو بوقف إطلاق الصواريخ الى كامل مدن ومستوطنات الشمال وصولاً الى تل ابيب وما بعدها، وكما فشل في «إقامة المنطقة العازلة على طول الحدود، وإعادة الأمن الى الشمال تمهيداً لعودة المستوطنين»، لذلك وبحسب ما تشير المصادر لـ»البناء» فإن «مشهد العودة السريعة والفورية للجنوبيين إلى قراهم لا سيما الحدودية فاجأ العدو وصدمه، في وقت يرفض المستوطنون العودة حتى الساعة، ما يعد ضربة إضافية للحكومة الإسرائيلية أظهرت حجم الهزيمة التي تلقاها».
وشددت المصادر على بيان الإعلام الحربي لحزب الله أمس الأول، الذي أكد على أن المقاومة تتابع وترصد تحركات العدو واعتداءاته ويدها ستبقى على الزناد وقد لا تبقى مكتوفة الأيدي إزاء هذه الاعتداءات، ودعت المصادر الدولة اللبنانية والجيش اللبناني وقوات اليونفيل والأمم المتحدة الى وقف مسلسل الخروق للقرار 1701، مشيرة الى أن استمرار هذه الاعتداءات والخروق سيمنح المقاومة حق الرد.
وحاول رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو التخفيف من وطأة الهزيمة وفشل جيشه بتحقيق الأهداف بالحرب على لبنان، وتهدئة انتقادات الجبهة السياسية والاستيطانية الداخلية التي اعتبرت اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان بالاستسلام المخجل، وبأنه لا يشكل ضمانة لعودة المستوطنين الى مستوطنات الشمال، وذلك عبر سلسلة تصريحات زعم خلالها أنه «أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لحرب واسعة النطاق في لبنان حال حدوث انتهاك لوقف إطلاق النار».
وادعى في مقابلة نقلتها القناة 14 الإسرائيلية، أنه «تمت إزالة التهديد من الشمال»، زاعماً أنه «لم أقل إن ما يجري هو وقف للحرب بل وقف لإطلاق النار وقد يكون قصيرا». كما زعم نتنياهو «أننا حققنا من الحرب في لبنان ما كنا نريد تحقيقه وسنستغل وقف إطلاق النار من أجل التسلح وتصنيع السلاح بشكل واسع».
واستبعدت أوساط دبلوماسية غربية عبر «البناء» أن تؤدي الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الحدودية والمدنيين خلال اليومين الماضيين، الى انعكاسات سلبية على تطبيق الاتفاق على أرض الواقع، مشيرة الى ضرورة التزام كل الأطراف بمندرجات هذا الاتفاق للحفاظ على الأمن والاستقرار على الحدود ولتجنب أي حرب مدمرة كالتي شاهدناها خلال العام الماضي وخاصة الشهرين الماضيين.
وأكد الاتحاد الأوروبي، الالتزام بدعم الجيش اللبناني واليونيفيل حتى يمكن تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701. وقال: «على السياسيين اللبنانيين انتخاب رئيس بسرعة لبناء دولة قوية ذات سيادة بعد عامين من الفراغ».
وفي موازاة تعزيز انتشار الجيش في قطاع جنوب الليطاني بعد البدء بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، باشرت الوحدات العسكرية تنفيذ مهماتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، بما في ذلك الحواجز الظرفية، وعمليات فتح الطرقات وتفجير الذخائر غير المنفجرة. وتأتي هذه المهمات في سياق الجهود المتواصلة التي يبذلها الجيش بهدف مواكبة حركة النازحين، ومساعدتهم على العودة إلى قراهم وبلداتهم، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم.
ونفى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في تصريح، ما يتم تداوله عن ترسيم الحدود اللبنانية ودفع نهر الليطاني في خريطة واردة في اتفاق وقف إطلاق النار، وقال إن ذلك «غير صحيح».
وشدد على أن «الجيش موجود في كل النقاط على امتداد الخط الأزرق وكامل الأراضي اللبنانية».
في المواقف، أكد القائد العام لحرس الثورة الإسلامية في إيران، اللواء حسين سلامي، أنّ حزب الله أجبر «إسرائيل» على قبول وقف إطلاق النار وفرض شروطه عليها عبر هجمات قوية وإطلاق صواريخ على عمق «تل أبيب». وشدّد اللواء سلامي، الخميس 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، على أنّ قصف «تل أبيب» وحيفا باعتبارهما القطبين السياسي والاقتصادي للكيان «الإسرائيلي» أنهى الحرب.
وأكد سلامي أنّ قبول وقف إطلاق النار في لبنان كان «هزيمة كبيرة لجبهة الاستكبار»، مؤكدًا أنّ «إسرائيل» لن تنعم بالأمان في ظل وجود المقاومة. ولفت الى أن «الولايات المتحدة وفرنسا تدخلتا وبذلتا جهودًا سياسية كبيرة لوقف إطلاق النار في لبنان، وذلك لأنهما شهدتا كيف أسقط حزب الله الهيكل العسكري لـ «إسرائيل»، وشدد على أنّ «مقاومة حزب الله نجحت»، ورأى في وقف إطلاق النار «نصراً عظيماً ومباركاً للشعب اللبناني وحزب الله» الذي وصفه بأنّه «فخر العالم العربي».
بدوره، لفت قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك الحوثي في كلمة له حول آخر تطورات العدوان «الإسرائيلي» على غزة ولبنان والمستجدات الإقليمية والدولية، إلى أنّ «الله منَّ على لبنان بانتصار تاريخي عظيم ومهم جدًا على العدو «الإسرائيلي» مباشرة، ليُضاف هذا الانتصار إلى سجل من الانتصارات الكبرى والتاريخية والمهمة»، وأضاف: «الانتصار الذي منّ الله به في هذه المرحلة الحساسة والمهمة في مواجهة العدو «الإسرائيلي» جاء بعد عدوان واستهداف غير مسبوق للبنان وحزب الله»، وأشار إلى أن «الاستهداف الذي تعرّض له لبنان وحزب الله كان مدعومًا أميركيًا بشكل كبير جدًا».
على صعيد آخر، أقر مجلس النواب اقتراح قدمه نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب يعتمد صيغة تقضي بالتمديد سنة لرتبة عميد وما فوق. بعد الجلسة، اعتبر بو صعب ان جو التفاؤل بانتخاب رئيس الجمهورية زاد وتشريع اليوم (أمس) كان ضروريا. أضاف «على ما يبدو الجلسة المقبلة ستكون حاسمة وجدية لانتخاب رئيس وسيدعو الرئيس بري كل الرسميين والسفراء وأعطى مهلة شهر للتشاور بين الفرقاء»، ودعا الى عدم التلهي بالمناكفات وقال: «لنبنِ على الايجابية لانتخاب رئيس لان الخلافات الداخلية ستعرقل انتخاب الرئيس الذي يدعو الى طاولة حوار للبت بالامور العالقة».
وقال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله: «شعبنا وأهلنا عادوا مرفوعي الرأس إلى قراهم وكتلتنا جاءت لتقوم بما عليها ولتأكيد التمسك بالجيش الذي قدّم دماءً وكان إلى جانب أهلنا، وصوّتنا لمصلحة الجيش كي لا يكون هناك شغور في قيادته وصوّتنا أيضاً لمصلحة العمداء والقوى الأمنيّة فالجيش هو صمّام السلم الأهلي ونريده أن يكون قوّياً».
ودعا فضل الله إلى «تسليح جيش دفاعي حقيقي»، لافتاً إلى أنّ «المشكلة لم تكن يوماً من الجيش بل من الدول المسؤولة عن تسليحه، ويجب أن يكون لدينا قرار وطني بدولة قويّة وبجيش لديه أحدث الأسلحة للتصدّي لأي خرق إسرائيلي»، مؤكّداً أنّه «لن يكون هناك أيّ مشكلة بين المقاومة والجيش بل تعاون، ونحن نريد أن تبسط الدولة سلطتها في كلّ مكان وأن تُدافع عن أرضها».
وتابع: «نعيش مرحلة جديدة وسنطبّق الإجراءات التي اتّفق عليها، وللبنان والمقاومة حقّ الدفاع عن النفس وشباب المقاومة موجودون في الجنوب، وعتادنا ننقله إلى الجنوب في وقت الحرب أمّا في الأيّام العاديّة فليست لدينا قواعد عسكريّة». كما قال فضل الله: «النوّاب وعائلاتهم لم يناموا في مجلس النوّاب، وقرار الحرب بيد العدو الإسرائيلي وسنقاومه عندما يعتدي علينا ونريد للجيش أن يتصدّى له لكن لا إمكانات لديه»، مشدّداً على أنّ «من حقّنا الطبيعي أن نقاوم في حال اعتدت إسرائيل علينا، وقيادة الحزب تعمل لمصلحة لبنان وسماحة السيد راضٍ عمّا حدث اليوم».
وفي مستهل الجلسة العامة لمجلس النواب، حدد رئيس مجلس النواب نبيه بري، التاسع من كانون الثاني المقبل، موعدا لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وقال: «كنت الَيت على نفسي انه فور وقف إطلاق النار سأحدد موعدا لجلسة انتخاب رئيس»، مشيرا الى ان «الجلسة ستكون مثمرة، ومن أجل هذا الامر أعطيت مهلة شهر من أجل التوافق». وأعلن انه سيدعو السفراء الى الجلسة وستكون مثمرة ان شاء الله».
وتوقعت مصادر نيابية لـ»البناء» أن يعود الملف الرئاسي الى الواجهة بداية الشهر المقبل، من خلال مشاورات ستعقد بين الأفرقاء السياسيين بموازاة مشاورات دورية بين ممثلين عن الكتل النيابية ثنائية أم جماعية وسيلعب رئيس المجلس دوراً محورياً على هذا الصعيد، وذلك لتضييق مساحة الخلافات على الاستحقاق الرئاسي، ومن الاقتراحات وفق المصادر أن يقدم كل طرف مرشحين للرئاسة على أن يتم الاتفاق على مرشح، وان تعذر فيتم الاتفاق على اسمين أو ثلاثة والنزول الى مجلس النواب للتصويت.
وفي وقت شارك المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان في الجلسة هذه وحضرها من الشرفة العليا، عقد سلسلة لقاءات في بيروت استهلها بلقاء مع كتلة تجدد ونواب معارضين ثم اللقاء التشاوري المستقل في قصر الصنوبر وضم النواب الياس بو صعب وإبراهيم كنعان وألان عون وسيمون أبي رميا، بحضور السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو وعرض معهم التطورات ما بعد وقف إطلاق النار والمسار السياسي وأولوية انتخاب رئيس للجمهورية.
وكان الرئيس بري استقبل في مكتبه في المجلس النيابي، لودريان والوفد المرافق بحضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو والمستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان حيث تناول اللقاء المستجدات السياسية وملف انتخابات رئاسة الجمهورية فضلاً عن تطورات الأوضاع العامة على ضوء وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان. من جهة أخرى تلقى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الموجود في الخارج، اتصالا هاتفيا طويلا من لودريان الذي أطلعه على طبيعة مهمته في لبنان، وتم الاتفاق على استمرار التواصل بين الجانبين. والتقى لودريان ميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط.
وتلقى الرئيس بري اتصالاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جرى خلاله عرض للأوضاع العامة والخطوات الأخيرة التي انتهجها لبنان في «مساري وقف إطلاق النار والتحرشات الإسرائيلية كذلك التحضيرات للانتخابات الرئاسية». كما تلقى الرئيس ميقاتي، اتصالا مماثلا من ماكرون، ودعا ميقاتي الى «الضغط على «إسرائيل» لوقف خروقها لقرار وقف النار والتي تسبّبت اليوم، بسقوط جرحى وأضرار مادية جسيمة».

***************************************

افتتاحية صحيفة الديار:

استفزازت «اسرائيل» في الجنوب هدفها مدة اطول من 60 يوماً

مصدر ديبلوماسي فرنسي: نتنياهو مصاب بالدوار السياسي ولا عودة للحرب في لبنان
وصول مُوفدي اميركا وفرنسا في لجنة مراقبة وقف اطاق النار
 

 

ستون يوما وهي من الايام الاكثر دقة التي سيشهدها لبنان خاصة في الايام الاولى من تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار بعد ان انكشفت نوايا جيش العدو بانه يريد احداث فوضى في الجنوب عبر استغلاله الحوادث التي تحصل مع الاهالي الذين يريدون العودة الى قراهم ليأخذها ذريعة للمطالبة بتمديد الفترة من ستين يوما الى مدة اطول نظرا للضغوطات الداخلية التي يشهدها الكيان الصهيوني من جانب المستوطنين الغير قادرين على العودة الى الشمال. ذلك ان القناة «12 الاسرائيلية» افادت بأن هناك ازمة ثقة بين المستوطنين وبين جيشهم اذ تطلب الحكومة من المستوطنين العودة الى الشمال في حين ليس هناك مكان للعودة اليه.

بموازاة ذلك، الجميع يعي ان اتفاق وقف اطلاق النار لا يزال في طوره الاول وعودة النازحين الى ارضهم ستتحقق شيئا فشيئا خلال المدة المتفق عليها وهي ستون يوما وليس بين ليلة وضحاها.

انما وفي الوقت ذاته، يترتب على اللجنة الدولية المولجة بوضع الامور في نصابها اتخاذ التدابير في عدم تصادم اهالي الجنوب مع العدو الاسرائيلي كما يتوجب على الحكومة اللبنانية الحالية التي تتمتع بالقرار السياسي والممثلة في اللجنة الدولية ان تتحمل مسؤوليتها عبر تنظيم عودة النازحين الى قراهم الجنوبية ورعاية ذلك تزامنا مع انتشار الجيش اللبناني وتمركزه تدريجيا في جنوب الليطاني فينسحب عندها جيش الاحتلال من الاراضي اللبنانية الموجود فيها الان.

 

حزب الله لن يسلم سلاحه
في سياق متصل، رأت مصادر عسكرية مخضرمة ان حزب الله لن يسلم سلاحه خاصة انه لم يهزم في الحرب ضد «اسرائيل» حيث انه تلقى ضربات قاسية لكنه استجمع قواه وواصل القتال ولم يتمكن الجيش «الاسرائيلي» من كسره في الحرب البرية في الجنوب. وخير دليل على ذلك، ان الاعلام العبري تحدث ان حزب الله لم يكن قريبا من الهزيمة وقد جاء ذلك في صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية ان المحبطين في «اسرائيل» من قبول حكومتهم باتفاق وقف اطلاق النار تجاهلوا وقائع اساسية، اولها ان حزب الله لم يهزم وكان قادرا على مواصلة القتال ضد الجيش «الاسرائيلي».

ومن جهتها، قالت اوساط مطلعة ان قسما من سلاح حزب الله دمرته «اسرائيل» في الحرب الاخيرة وقسما اخر استخدم في تحقيق الضربات التي دمرت مستوطنات الشمال «الاسرائيلي»- فلسطين المحتلة وايضا في مناطق في الجولان المحتل وبقي قسم من سلاح الحزب الذي لن يتخلى عنه.

اضف على ذلك، ان تحالف الثنائي الشيعي لا يزال قائما وصلبا الى جانب وجود حلفاء لهم في الصف الاخر. وهنا لفتت هذه الاوساط ان انتخاب رئيس جمهورية جديد لن يكون بالضرورة موجها ضد المقاومة وسلاحها. وتابعت هذه الاوساط المطلعة ان حزب الله يراهن على عامل الوقت فهناك ستون يوما تجربة وهناك خروقات اسرائيلية كثيرة غير ان الحزب لا يريد الرد عليها. هذه المدة ستكون لصالح الحزب الذي يعكف الان على ورشة عمل داخلية وايضا لبلورة تحالفاته. وبالتالي الوضع اللبناني لا يزال مفتوحا على كل الاحتمالات وفقا لهذه الاوساط التي تعتبر ان الجانب الاميركي لن يتدخل مباشرة وقد حققت هدفها الذي كان بوقف الحرب في لبنان.

 

اللبنانيون لم يقعوا في كمين «الاسرائيلي»
الى ذلك، اظهر الشعب اللبناني وعيا ونضوجا في التعامل مع الحرب ونزوح كبير لاهالي الجنوب دون ان يقع في كمائن «اسرائيل» التي كانت تريد اشعال فتيل الفتنة بين اللبنانيين.

حصلت بعض الاستفزازت ولكن كل الاطراف اللبنانية لم تقع في المطب الاسرائيلي وهذه تسجل للبنانيين ولكل الاحزاب الرئيسية اللبنانية.

 

مصادر ديبلوماسية فرنسية: خروقات نتنياهو بالجنوب تحت مجهر الفرنسي والاميركي
 من جهتها، تحدثت مصادر ديبلوماسية فرنسية عن اتصالات يومية تجري بين باريس وواشنطن من أجل ضمان عدم حصول أي خرق لاتفاق وقف القتال بين لبنان واسرائيل، خصوصاً وأن رئيس الحكومة «الاسرائيلية» بنيامين نتنياهو الذي أرغمه موقف مشترك للرئيس الاميركي جو بايدن والرئيس المنتخب، يحاول الآن الخروج، بأقل خسائر سياسية ممكنة، من عنق الزجاجة، في ظل معلومات تشير الى أن قوى سياسية وعسكرية، وأمنية اسرائيلية في طريق انشاء تكتل يرمي الى دفعه الى خارج المسرح السياسي. وعليه، يبدو نتنياهو انه يدور في حلقة مغلقة بما ان لا عودة عن اتفاق وقف القتال في لبنان.

وأكدت المصادر أن واشنطن تعتبر أن هدوءاً على الحدود بين لبنان و”اسرائيل» يشكل جانباً بالغ الحيوية بالنسبة الى الاستراتيجية الأميركية في الشرق الاوسط . 

الى ذلك، اوضحت جهات اوروبية أن المحادثات التي جرت، أخيراً، بين ايران وكل من فرنسا، وبريطانيا، والمانيا، شكلت مدخلاً باتجاه بلورة أرضية مناسبة للبحث في اعادة ابرام اتفاق نووي، ينطلق من المبادئ العامة لاتفاق فيينا، عام 2015، حتى اذا ما بدأ الرئيس دونالد ترامب ولايته الثانية في 20 كانون الثاني المقبل، تكون المناخات أقل توتراً بين واشنطن وطهران، ربما في اتجاه تطبيع العلاقات، تدريجياً، بين الجانبين..

وفي نظر الجهات الاوروبية اياها فان خطوة من هذا القبيل يمكن أن تؤسس لوضع سياسي، واستراتيجي، جديد في المنطقة..

 

جهات عدة تسعى لتحريك الساحات في دول عربية: هل تكون سوريا الهدف الاول؟
في غضون ذلك، وبعد حصول احداث عنفية مستجدة في سوريا عبر تحرك جبهة النصرة في حلب وادلب من جهة ومواجهة الجيش السوري لهذه العصابات الارهابية من جهة اخرى، اعتبرت اوساط سياسية رفيعة المستوى في حديثها للديار ان الدول التي لديها نفوذ ايراني في ارضها، ستكون على الارجح معرضة الى مواجهات داخلية وتحريك ساحات من قبل العدو الاسرائيلي من بينها سوريا والعراق وربما ايران مباشرة. فهل وصل دور سوريا لتشهد تغييرا سياسيا داخليا؟ وعليه، ما يحصل في سوريا اليوم هو جزء من هذا التحريك بهدف احداث تغيير في المعطى السوري القائم علما ان روسيا والجيش السوري واجهوا الامور منذ بدايتها وسيسعون الى دفن شغب جبهة النصرة وتوابعها في مهدها. واولى نتائج المعارك بين الجيش السوري والعصابات الارهابية اتت لمصلحة الدولة السورية حيث تمكن الجيش السوري من استعادة السيطرة على بعض النقاط التي شهدت خرقا من التنظيمات الارهابية.

وكشفت الاوساط السياسية الرفيعة المستوى للديار ان الضغط على سوريا في حلب هو ضغط مزدوج تتداخل فيه عناصر اخرى غير «اسرائيل». ولفتت الى ان تركيا لطالما كان لها اطماع في حلب اضافة الى ان الرئيس السوري بشار الاسد بدعم روسي رفض مصالحة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى جانب احتمال ضلوع دولة قطر في ما يحصل في حلب وادلب عبر تمويلها لجبهة النصرة لمواجهة النظام السوري.

ومن جهة الدولة العراقية، فقد اشتكت لدى الامم المتحدة عن كلام «اسرائيلي» حول استهداف مرتقب للجماعات المسلحة العراقية التابعة لايران رغم ان العراق حيد نفسه من الانخراط في دعم عملية طوفان الاقصى.

 

القوات اللبنانية: على حزب الله الالتزام بتطبيق القرار 1701 بعد ان وقعت حكومته عليه
الى ذلك، قالت مصادر القوات اللبنانية للديار بان رئيس الحزب سمير جعجع في بداية اجتماعه وقف دقيقة صمت عن ارواح جميع اللبنانيين الذين سقطوا في هذه الحرب دون استثناء، كما اعلن تضامنه مع كل لبناني فقد احدا من عائلته او اقاربه او اصدقائه. وتابعت ان جعجع شدد على تطبيق القرار 1701 بكل حذافيره رافضا ان يتم تحريفه على غرار ما حصل في اتفاق الطائف. ولفتت المصادر الى ان حزب الله اليوم لا يمكن ان يقول انه تم غدره من حكومة تابعة لـ14 اذار بما ان الحزب يتمتع بنفوذ واسع في الحكومة الحالية التي وقّعت على اتفاق وقف اطلاق النار والبنود فيه واضحة. وبمعنى اخر، ان هذه الحكومة وقّعت على وجود سلاح واحد في لبنان وهو سلاح الجيش اللبناني وايضا وقّعت على عدم وجود اي اعمال عسكرية في جنوب الليطاني فضلا انها وافقت على ضبط المعابر الدولية ومنع توريد السلاح من خلالها.

ولذلك على حزب الله ان يلتزم بما وقعت عليه حكومة 8 اذار مؤخرا حول القرار 1701.

******************************************

افتتاحية صحيفة اللواء:

لبنان يطالب واشنطن وباريس بالتدخل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية

قاسم يطوي صفحة الإسناد ويتحدث عن «انتصار» .. وجعجع يرفض الشراكة مع السلاح

 

 

من الثابت، وفقا للمعلومات المتاحة، أن لجنة الإشراف الخماسية على تطبيق قرار وقف النار الذي أعلن عنه في 27 ت2 الجاري، ستتولى في أول اجتماع تعقده في مقر وحدة الأمم المتحدة (اليونيفيل) في الناقورة، بدءاً من يوم غد الأحد، الانتهاكات التي دأب الجيش الاسرائيلي، بتبريرات تفتقد الى الصحة أو الواقعية، على انتهاك وقف النار، وكأن لا إتفاق أعلنت اسرائيل الإلتزام به.

وفي السياق، استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه امس، رئيس لجنة الاشراف الخماسية الجنرال الأميركي Major Gen. Jasper Jeffers، وتناول البحث الأوضاع العامة وآلية التنسيق بين الأطراف المعنية في الجنوب.

وذكرت المعلومات ان اللقاء كان تعارفيا ووضع عناوين عريضة للتنسيق وتسهيل المهام، والتفاصيل تبحث لاحقا.

وحتى مساء امس لم يتبين كيف سيتم الرد على الخروقات الفاضحة لقرار وقف اطلاق النار من قبل جيش الاحتلال بينما يؤكد لبنان الرسمي وحزب لله يوميا التزامهما بتطبيقه، وما هو الدور الذي يمكن يلعبه الضابطان الاميركي والفرنسي (الذي لم يعرف ما اذا كان قد وصل الى لبنان ام بعد؟). خاصة ان المراجعات التي قال الجيش اللبناني انه يجريها «مع الجهات المعنية» لم تحقق اي نتيجة حتى الآن بل تمادي العدو الى حد دخول عدة قرى سبق وعجز عن دخولها في الحرب.

وأبلغت جهات رسمية لبنانية الدولتين الراعيتين للاتفاق، واشنطن وباريس أن الوضع لا يمكن السكوت عليه، وعلى «العدو تنفيذ الشق المتعلق به من الاتفاق».

وذكرت مصادر على صلة «بالثنائي الشيعي» أن «الاتفاق المذكور يضمن للطرفين حق الدفاع عن النفس»، وهذا كافٍ لردّ المقاومة، عندما ترى الوقت ملائماً لهكذا قرار..

وإزاء هذا الوضع المرفوض، ونظرا لكون فرنسا هي الدولة الكبرى الثانية الراعية لاتفاق وقف النار، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الوقف «الفوري» لكل «الأعمال التي تنتهك» وقف إطلاق النار الساري في لبنان منذ الأربعاء، على ما أعلن قصر الإليزيه أمس.

وخلال مكالمتين هاتفيتين أمس مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، دعا ماكرون «جميع الأطراف إلى العمل على التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار هذا» بين لبنان وإسرائيل، مشدّدا على أن «جميع الأعمال التي تخالف هذا التطبيق الكامل يجب أن تتوقف فورا».

 

مجلس الوزراء

ومع أن الأمين العام لحزب لله الشيخ نعيم قاسم تجاهل الانتهاكات الاسرائيلية للاتفاق، تحضر هذه الانتهاكات في جلسة مجلس الوزراء التي يجري الاعداد لها الاربعاء او الخميس، وعلى جدول أعمالها 48 بنداً.

وأبرز البنود: اصدار القوانين التي اقرها مجلس النواب في جلستين بتاريخ 28/11/2024، واصدار مراسيم الترتيبات في الاجهزة الامنية العسكرية من كافة الرتب، مشروع قانون لتعديل قانون النقد والتسليف، وطلب وزارة المال الموافقة على تفويض الوزير المفاوض مع البنك الدولي حول مشروع قرض بقيمة 243 مليون دولار تمويل مشروع.

تمويل تزويد بيروت الكبرى بالمياه وطلب وزارة الطاقة  اعطائها سلفة، وطلب وزارة التربية والتعليم العالي اعطائها سلطة لدفع حوافز للاساتذة.

وكذلك طلب مجلس الجنوب اعطائه سلفة خزينة (700 مليار ليرة لبنانية) لتأمين مساعدة النازحين والصامدين في قراهم.. ومشاريع مراسيم لقبول هبات اسلحة ومساعدات.. الخ.

وفي سياق الدعم للبنان في عملية، الدعم الدبلوماسي، واعادة الاعمار، تبلغ وزير الخارجية والمغتربين عبد لله بوحبيب من سفير دولة قطر لدى لبنان، الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني عن نية بلاده بمؤازرة لبنان في عملية اعادة الاعمار.

وسط هذه المعطيات، غادر المبعوث الفرنسي الخاص إلى لبنان جان إيف لودريان، في ختام زيارة أجراها إلى بيروت، «مرتاحاً إلى دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري لعقد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في 9 كانون الثاني».

واكد لودريان «الحاجة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية خلال الجلسة التي دعا اليها بري، وقال قبل مغادرته: جئت إلى لبنان فور إعلان وقف إطلاق النار لإبداء دعم فرنسا لتطبيقه بالكامل، ولتأكيد الضرورة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية واستئناف العملية المؤسساتية.

 

قاسم: انتصار اكبر من 2006

وأعلن الامين العام لحزب لله الشيخ نعيم قاسم في كلمة له امس: اننا امام انتصار كبير يفوق انتصار 2006.. انتصرنا لأننا منعنا العدو من تدمير حزب لله وهزمنا العدو..

وكان لافتاً للإنتباه اعلان قاسم: ان الاتفاق ليس معاهدة وليس اتفاقا جديدًا يتطلب توقيعًا من دول، بل هو عبارة عن برنامج اجراءات تنفيذية لها علاقة بالقرار 1701، ويؤكد على خروج الجيش الاسرائيلي من كل الاماكن التي احتلها وينتشر الجيش اللبناني لكي يتحمل مسؤوليته عن الامن وعن اخراج العدو من المنطقة. والتنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عند أعلى مستوى ليتم تنفيذ الاتفاق، ولا يراهن أحد على أي خلاف بيننا.

واوضح ان «محور الاتفاق المركزي اليوم هو جنوب نهر الليطاني (وليس شماله)، وهو يؤكد على خروج الجيش الإسرائيلي من كل الأماكن التي احتلها». وقال: الاتفاق تمّ تحت سقف السيادة اللبنانية ووافقنا عليه ورؤوسنا مرفوعة بحقّنا في الدفاع والمقاومة قوية في الميدان.

واضاف الشيخ قاسم: المقاومة أثبتت بالحرب أنها جاهزة والخطط التي وضعها السيد الشهيد حسن نصر لله فعالة وتأخذ بعين الاعتبار كل التطورات، المقاومة استمرت وستبقى مستمرة.

وقال: سنتابع مع اهلنا عملية الإعمار وإعادة البناء وفي هذه المرحلة الايواء الكريم، سنتعاون مع الدولة وكل المنظمات والدول التي ترغب في مساعدة لبنان لنعيد لبنان اجمل مما كان. وسيكون عملنا الوطني مع القوى السياسية التي تؤمن أن الوطن للجميع، ولمن راهن على إضعاف الحزب نأسف أنّ رهاناتهم فشلت وأنّ عودتنا مُظفّرة بحمد لله تعالى بوجه إسرائيل. سنتعاون ونتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد المستقل في إطار اتفاق الطائف. وسيكون لنا حضورنا السياسي الاجتماعي والاقتصادي القوي. وسنعمل على صون الوحدة الوطنية والسيادة والحفاظ على السلم الأهلي وتعزيز قدرة لبنان الدفاعية، وستكون المقاومة جاهزة لمنع العدو من استضعاف لبنان بالتعاون مع شركائنا في الوطن وفي الطليعة مع جيشنا الوطني.

واكد «اننا سنهتم باكتمال عقد المؤسسات الدستورية وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية وسيكون ذلك في موعده المحدد».

وقال قاسم: سنعمل على صون الوحدة الوطنية، وتعزيز قدرة لبنان الدفاعية، وستكون المقاومة جاهزة لمنع العو من استضعاف لبنان التعاون مع الجيش اللبناني، وسيكون حضورنا في الحياة السياسية والاقتصادية فاعلاً ومؤثراً، فالرهانات على اضعاف الحزب فشكت.

واكد ان التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار مع اسرائيل، ونظرتنا للجيش اللبناني انه جيش وطني، والاتفاق تم تحت سقف السيادة اللبنانية، ووافقنا عليه ورؤسنا مرفوعة بحقنا بالدفاع.

 

جعجع وخنفشارية الاسفاد والجريمة

بالمقابل، وفي موقف آخذ بالتصعيد، اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان حزب لله ارتكب جريمة بحق اللبنانيين عموماً، وبحق سكان البقاع والجنوب والضاحية الجنوبية خصوصاً منتقدا حديث نواب حزب لله عن انتصار، مشيرا الى ان الحرب الأخيرة كانت خدمة لقضية اخرى على حساب لبنان..

داعياً حزب لله الى الوفاء بالتزاماته، والجلوس مع قيادة الجيش  اللبناني والقوى الأمنية فقط». وتابع: «أوعى حدا يفكر إنو ممكن نرجع لمرحلة ما قبل 7 تشرين الأول 2023. مستحيل نعود إلى ما كنّا عليه سابقًا. وإذا ما بدكن دولة، قولو لنعرف حالنا شو بدنا نعمل. لبنان لا يمكن أن يبقى على هذا الحال من دون وضوح أو مسؤولية من الجميع».

 

حركة المطار عجقة تكبر

وفي مطار رفيق الحريري الدولي، عادت الحركة بقوة الى قاعات المغادرة والعودة.

ففي اليوم الثالث لوقف النار، اعلنت اغلبية الخطوط الجوية العربية والعالمية استئناف رحلاتها الى بيروت، وكشف رئيس مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن ان «الاحد المقبل تبدأ الخطوط العراقية تسيير رحلاتها، وان الخطوط الاخرى تستأنف رحلتها بدءاً من الاسبوع المقبل والألمانية الثلاثاء والفرنسية الثلاثاء ايضاً».

 

الخروقات

استمر الاحتلال الاسرائيلي في انتهاك قرار وقف اطلاق النار في الجنوب، واطلق جنوده الرصاص من أسلحة رشاشة باتجاه عيترون. كما أطلق الجيش الإسرائيلي النار على المواطنين في الخيام، خلال تشييعهم لأحدى سيدات البلدة ثم اطلق قذيفة مدفعية.

والى ذلك، توغلت 4 دبابات وجرافات إسرائيلية بإتجاه جبانة مدينة الخيام وأحد الأحياء الغربية نزولا، ونفذت عمليات هدم و تجريف لمناطق لم يتمكن جيش العدو من الدخول إليها أثناء المواجهات، واستغل وقف إطلاق النار لتحقيق ذلك في خرق للإتفاق.

وافادت المعلومات صباح امس، عن سقوط جريحين في بنت جبيل جرّاء إطلاق نار من جيش الاحتلال على مدخل المدينة. كما أطلق قذيفتين على بلدة عيتا الشعب، كما عمدت قوات الاحتلال الى تفجير ملعب بلدة كفركلا وهدمه، ثم قامت بجرف وإقتلاع أشجار الزيتون قرب منطقة العبارة قبالة الجدار في بلدة كفركلا. وسجل تحليق للطيران الاسرائيلي في اجواء صيدا ومحيطها منذ فجر اليوم.

وتقدمت قوات العدو ايضا الى ساحة بلدة مركبا، التي لم تتمكن من دخولها في ايام المواجهات و احتلتها في ظل وقف اطلاق النار بعد تواجد المدنيين فيها، وقامت بعملية تجريف وقطع طرقات.ثم قامت بجرف وإقتلاع أشجار الزيتون قرب منطقة العبارة قبالة الجدار في بلدة كفركلا.

وسجل تحليق للطيران الاسرائيلي في اجواء صيدا ومحيطها منذ فجر اليوم.

 

وبعد الظهر، قامت دبابة ميركافا معادية بقصف منزل في مثلث برج الملوك- تل نحاس- كفركلا ونجا صاحبه من الموت. كما سجل قصف اسرائيلي استهدف اطراف بلدتي مركبا وطلوسة.

وتعرضت عصراً بلدات حولا والعديسة والطيبة لقصف مدفعي، واستمرت المسيرات تحلق فوق منطقة مرجعيون، منذ الصباح، مترافقة مع رشقات رشاشة في الخيام وكفركلا.

وعصرا زعم المتحدث بإسم جيس العدو الصهيوني أفيخاي أدرعي أنه تم «رصد نشاط وتحرك لمنصة صاروخية متنقلة تابعة لحزب لله في جنوب لبنان. تم احباط التهديد من خلال غارة جوية لطائرة تابعة لسلاح الجو».

ووجه أدرعي تحذيرات متتالية الى سكان 65 بلدة في الجنوب بعدم الانتقال جنوبًا إلى خط القرى المذكورة الحدودية ومحيطها حتى إشعار آخر.

وناشدت بلدية ميس الجبل المواطنين بعدم التوجه في الوقت الحالي الى «بلدتنا بانتظار البيانات التوجيهية اللاحقة».

 

جيش الاحتلال: نخطط لتطهير الجنوب

أجرى قائد القيادة الشمالية لجيش الاحتلال اللواء أوري غوردين، يوم أمس الخميس، تقييماً للوضع وقام بجولة في جنوب لبنان مع قائد الفرقة 146، العميد يفتاح نوركين، وقائد اللواء 300 العقيد عمري روزنكرانتز وقادة إضافيين وناقش القادة «أهمية تواجد القوات الإسرائيلية في الميدان، والحفاظ على مستوى عال من الاستعداد لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وأعربوا عن تقديرهم الكبير لعمليات الجيش الإسرائيلي في الميدان».

وقال جوردين: قبل ليلتين، أبرم المستوى السياسي اتفاقاً لوقف إطلاق النار مع الدولة اللبنانية، ودورنا الآن هو تمكينه وإنفاذه، سنطبقه بقوة، وفي ظل الشروط التي وضعناها، هذا ما سننفذه، لذلك، لا ننوي السماح لحزب لله بالعودة إلى هذه المناطق، نحن نخطط لتطهير هذه المنطقة بأكملها من قدرات حزب لله وبالتأكيد من أسلحته، وهذه هي مهمتنا.

اضاف بالقول: إذا ارتكبوا خطأ، فسيكون خطأ كبيرا نحن على استعداد للعودة إلى الهجوم والعودة إلى القتال، وهذا التحول، في عقلية الجنود والقادة، يجب أن يكون جاهزا دائما، نعم، نحن الآن في وضع التنفيذ، لكن يمكننا بوضوح شديد، وفي وقت قصير جدًا، إصدار الأمر المعاكس والمضي قدمًا مرة أخرى.

************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية:

الخروقات تتمادى وتحذيرات من انهيار وقف النار.. الرئاسة إلى التوافق سرّ.. “حزب الله”: أعلى تنسيق مع الجيش

على الجبهة السياسية، كل الداخل منضبط في هذه الفترة على الإيقاع الرئاسي غداة تحديد رئيس المجلس النيابي نبيه بري لجلسة انتخاب «مثمرة» في التاسع من كانون الثاني المقبل، وبالتزامن مع الحراك المتجدد للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان. واما على الجبهة الأمنية فإنّ سؤالاً وحيداً يسبح في الأجواء الداخلية، وصاغته الخروقات الإسرائيلية المتتالية لاتفاق وقف اطلاق النار التي طالت مساحة واسعة من منطقة الحدود الجنوبية: هل سيصمد هذا الاتفاق، أم أنّ هذه الخروقات ستدفع به في لحظة ما إلى الانهيار؟

 

معبر التوافق

رئاسياً، خلاصة الحركة الاستطلاعية للودريان، على ما تقول مصادر مواكبة لزيارة الوسيط الفرنسي، «أن لا طرح أو مبادرة فرنسية جاهزة او معدّة سلفاً، بل انّ هذه الزيارة أعادت ضبط الملف الرئاسي في رأس اولويات مرحلة ما بعد العدوان، وحضور لودريان شخصياً، هو عامل مساعد للدفع في ملف رئاسة الجمهورية الى الحسم بصورة عاجلة».

ولمست المصادر صدق توجّه لودريان إلى انتخاب رئيس للجمهورية على وجه السرعة، الّا انّها اشارت إلى أنّه أعاد في اللقاءات التي أجراها مع القوى السياسية، طرح فكرة اساسية سابقة، يعتبرها لودريان السبيل الإلزامي لحسم الملف الرئاسي، وجوهرها حثّ الاطراف في لبنان على توسيع الخيارات الرئاسية وعدم حصرها بأسماء معيّنة، وبالتالي الإتفاق في ما بينهم على خيار رئاسي مؤيَّد من كل الاطراف».

 

بري: التوافق

وفي سياق متصل، فإنّ مبادرة الرئيس بري إلى تحديد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وإيحاءه بأنّها ستكون مثمرة بقوله انّه سيدعو اليها السفراء والبعثات الديبلوماسية في لبنان على جاري ما يحصل مع كل جلسة انتخاب مثمرة سابقة، لم يحرّك المياه الرئاسية الراكدة، بل دفعت القطار الرئاسي خطوات مهمّة إلى الامام، واضعاً بذلك خطاً لنهاية مرحلة الشغور في 9 كانون الثاني. ذلك أنّ انتخاب رئيس للجمهورية بات أوجب الواجبات بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي كخطوة اولى وأساسية لإعادة إنهاض البلد رئاسياً وحكومياً وسياسياً وعلى كلّ المستويات.

على أنّ فترة الـ40 يوماً الفاصلة عن 9 كانون الثاني، بحسب ما قالت مصادر عين التينة لـ«الجمهورية»، تشكّل ما قاله الرئيس بري، امتحاناً للجميع، امتحاناً للوطنية والمسؤولية، وفرصة لتوافق المكونات السياسية على الرئيس الذي يجمع ولا يفرّق ولا يشكّل تحدّياً او استفزازاً لأحد.

ورداً على سؤال عمّا اذا كان انتخاب رئيس الجمهورية يتطلّب جولة من الحوار او التشاور بين الاطراف، قالت المصادر: «الرئيس بري هو أول وأكثر المستعجلين لانتخاب رئيس للجمهورية، ولأجل ذلك أطلق سلسلة طويلة من المبادرات لبناء هذا الانتخاب على ارض توافقية بين المكونات السياسية. ولو استُجيب له لكان رئيس الجمهورية قد انتُخب قبل سنة ونصف من الآن. وبمعزل عمّا سبق، فإنّ الرئيس بري حدّد موعد الجلسة بعد اكثر من شهر، وهذه فترة كافية لالتقاء الاطراف تحت اي اطار، أكان تحت مسمّى الحوار او التشاور او اي شيء آخر، لإنهاء الأزمة الرئاسية والتشارك بين كل المكونات وتلاقيها على إنقاذ البلد. ومن هنا فإنّ عنوان المرحلة هو «إلى التوافق سرّ»، والرئيس بري جاهز للتفاعل الايجابي مع كل ما من شأنه إخراج انتخابات رئاسية توافقية من ضمن اللعبة الديموقراطية البرلمانية. ومن يفوز برئاسة الجمهورية يبارك له الجميع ونقطة على السطر».

 

خروقات واهتزازات

أمنياً، تؤشّر الوقائع التي تسارعت منذ الاعلان عن هذا الاتفاق الاربعاء الماضي، الى أنّه لا يقوم على أرض صلبة، في ظلّ الإهتزازات التي توالت خلال الايام الثلاثة الماضية، والخروقات المتتالية من الجانب الإسرائيلي في العديد من القرى الحدودية وصولاً إلى الزهراني، ما يرفع منسوب الحذر من إمكان تعرّضه إلى انتكاسة تترتب عليها وقائع وتوترات غير محمودة.

 

وعد بردع الخروقات

العيون ما زالت على الميدان رصداً لحال الاهتزاز التي يتعرّض لها، ولاسيما انّ الخروقات توالت بالأمس من الجانب الاسرائيلي اكثر من مرّة، عبر طلعات متتالية للطيران المسيّر في الاجواء الجنوبية، واستهدافات متواصلة للمدنيين في المناطق التي ما زال الجيش الاسرائيلي متواجداً فيها، واعتداءات بالقصف المدفعي والاسلحة الرشاشة على البلدات القريبة من خط الحدود الدولية، ما أرخى حالاً من التوتر الشديد.

في موازاة هذه المستجدات، أُعلن ما بدا انّه استنفار على أكثر من مستوى داخلي. وبحسب معلومات «الجمهورية» فإنّ «المستوى السياسي والرسمي في لبنان، استعان بالراعيين الأميركي والفرنسي لاتفاق وقف إطلاق النار، معترضاً على الخروقات الاسرائيلية، وتلقّى وفق ما أكّدت مصادر حكوميّة لـ«الجمهورية» تأكيداً على الإتفاق ووعداً بمتابعة حثيثة مع الجهات المعنيّة، لما وُصفت بالتحركات والإجراءات الميدانية المستغربة وغير المبررة، بالشكل الذي يحول دون تكرارها، وكذلك تشديداً على وجوب تأكيد التزام كل الاطراف بما تمّ الاتفاق عليه، وما هو مصلحة لهم، وإدراك الحاجة الأكيدة للجميع إلى ترسيخ الهدوء والاستقرار على جانبي الحدود. وإنفاذ كلّ ما جرى لحظه من إجراءات ومتطلبات واجب القيام بها خلال فترة الـ60 يوماً».

وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين كان حاضراً على خط الاتصالات التي جرت خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية.

وفي هذا الاطار، سألت «الجمهورية» مسؤولاً ديبلوماسياً كبيراً عمّا يمكن عمله سياسياً لوقف الخروقات، فقال: «إنّ المسألة الآن أمنية وليست سياسية، وبالتالي الآن هو شغل العسكر، علماً أننا بادرنا مع بداية الخروقات إلى التواصل مع الاميركيين ووضعناهم في صورة الخروقات، وقد اكّدوا لنا انّهم سيتواصلون مع الإسرائيليين ويطلبون منهم احترام الاتفاق، وقالوا إنّ الأمر نفسه مطلوب من جانب لبنان».

 

الوضع مقلق

وفي موازاة ذلك، اكّد مرجع أمني كبير لـ«الجمهورية» انّ «الوضع أكثر من حذر، بل مقلق ويتدرّج نحو الخطر، حيث يخشى أن يتعرّض للانهيار في ظلّ الخرق الاسرائيلي المتعمّد لاتفاق وقف العمليات القتالية، ما يعزز الاعتقاد بأنّ إسرائيل تُظهر من خلال هذه الخروقات نوايا مبيتة لنسفه واعادة الامور إلى الوراء».

واشار المرجع عينه إلى أنّ الجيش اللبناني، أعدّ جدولاً بالخروقات التي مارسها الجيش الاسرائيلي في المناطق الواقعة جنوب الليطاني، ولاسيما في الخيام ومركبا وكفر كلا ودير ميماس، وبيت ليف وصولاً إلى منطقة الزهراني شمالي الليطاني، اضافة إلى التحذيرات التي يطلقها لأهالي البلدات الجنوبية ومنعهم من العودة اليها، وجرى تواصل مباشر مع رئيس اللجنة الخماسية المكلّفة الإشراف على وقف اطلاق النار ومنع انتهاك الاتفاق الذي تمّ برعاية اميركية وفرنسية بين لبنان واسرائيل. وتمّ وضعه بصورة هذه الخروقات على أن يتخذ حيالها المقتضى». يُشار هنا إلى أنّ اللجنة الخماسية تضمّ عسكريين كباراً من الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا ولبنان، واسرائيل و«اليونيفيل»، ورئيسها الجنرال في الجيش الاميركي جاسبر جيفرز، الذي وصل إلى بيروت في الساعات الماضية والتقى قائد الجيش العماد جوزف عون، حيث جرى عرض مهمّة اللجنة إلى جانب خطة الجيش المتصلة بمنطقة جنوب الليطاني.

وقال المرجع الأمني: «انّ ما استجد يلقي على المستوى السياسي في لبنان مسؤولية إثارة موضوع الخروقات مع كل الشركاء في إتمام اتفاق وقف اطلاق النار، وخصوصاً مع الجانبين الاميركي والفرنسي، لممارسة الضغط للجم اسرائيل وردع خروقاتها، وخصوصاً انّ الخطير في هذه الخروقات هو أنّ العدو الاسرائيلي، ومن اللحظة التي تمّ فيها اعلان وقف العمليات القتالية، يحاول أن يستغل وقف اطلاق النار لفرض وقائع جديدة على الارض لم يتمكن من فرضها خلال المواجهات».

ورداً على سؤال قال المرجع: «انّ الجيش اللبناني بادر منذ اللحظة الاولى لإعلان وقف اطلاق النار الى تعزيز انتشار وحداته في المناطق الجنوبية، وبلغ في هذا الانتشار الحدّ الذي استطاع الوصول اليه، في انتظار انسحاب جيش العدو من المناطق المتواجد فيها، حيث يفترض ان تُنجز في القريب العاجل خطة الجيش عدة وعدداً لإكمال انتشاره في منطقة عمل القرار 1701».

وفي هذا السياق، اكّدت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» انّه «بناءً على العرض الذي قدّمه قائد الجيش العماد جوزف عون حول عناوين هذه الخطة، فإنّها ستكون منجزة في غضون ايام، وتُرفع فوراً لاقرارها في مجلس الوزراء».

في سياق متصل، أحال وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، مشروع المرسوم القاضي بإعطاء وزارة الدفاع – قيادة الجيش، سلفة خزينة بقيمة 113 ملياراً و250 مليون ليرة لتغطية الكلفة الشهرية لتطويع 1500 جندي لصالح الجيش لمدة ثلاثة أشهر، وذلك بعدما وقّعه يوم الأربعاء الماضي.

 

تحذير أممي

إلى ذلك، قالت مصادر أممية لـ«الجمهورية» إنّ «رسائل مباشرة وجّهها مسؤولون في الامم المتحدة وفي قوات «اليونيفيل»، إلى الجانبين اللبناني والإسرائيلي، تعبّر عن درجة عالية من المخاوف من الخرق العلني لاتفاق وقف العمليات القتالية». وحذّرت من انّ «استمرار الخروقات من أي جانب كان، من شأنه أن يرخي بمؤثرات معاكسة لما تتطلبه المنطقة وسكانها على الجانبين اللبناني والاسرائيلي من هدوء وأمان، وتنذر بعواقب وخيمة».

وإذ لفتت المصادر إلى انّ «اليونيفيل» «تراقب الامور من كثب، اعادت التأكيد على كل الاطراف احترام مندرجات القرار 1701، والإيفاء بتعهداتهم المنصوص عليها في الاتفاق المعلن في ما بينهم». مشدّدة في الوقت نفسه على مخاطر استهداف الجيش اللبناني، وعلى استعداد «اليونيفيل» للتعاون الكامل مع الجيش لتوفير الامن والاستقرار في تلك المنطقة، وفق محددات القرار الاممي الرقم 1701».

 

«حزب الله»: نصر كبير

إلى ذلك، وفي إطلالة له امس، أعلن الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم عن انتصار كبير على العدوان الاسرائيلي يفوق النصر الذي تحقق في العام 2006، وقال: «انتصرنا لأننا منعنا الكيان الصهيوني من إنهاء وإضعاف المقاومة وتدمير «حزب الله»، والهزيمة تحيط بالعدو الإسرائيلي من كلّ جانب».

وقال قاسم: «اتفاق وقف إطلاق النار ليس معاهدة. وهو يؤكّد على خروج الجيش الاسرائيلي من كل الأماكن التي احتلّها، وينتشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني. وقد تمّ هذا الاتفاق تحت سقف السيادة اللبنانية ووافقنا عليه ورؤوسنا مرفوعة بحقّنا في الدفاع». واكّد انّ «دعمنا لفلسطين لن يتوقف، وسيكون بأشكال مختلفة»، ولفت الى «انّ نظرتنا للجيش اللبناني أنّه جيش وطني قيادةً وأفرادًا، وسينتشر في وطنه ووطننا، والتنسيق بين المقاومة والجيش سيكون عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق».

كما اكّد «أننا سنتابع مع أهلنا عملية الإعمار، ولدينا الآليات المناسبة وسنتعاون مع الدولة، وسنهتم باكتمال عقد المؤسسات الدستورية وعلى رأسها انتخاب الرئيس، وسيكون بالموعد المحدّد، وسيكون عملنا الوطني بالتعاون مع كل القوى التي تؤمن أنّ الوطن لجميع أبنائه، وسنتعاون ونتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد المستقل في إطار اتفاق الطائف. وسنعمل على صون الوحدة الوطنية والسيادة والحفاظ على السلم الأهلي وتعزيز قدرة لبنان الدفاعية. وجاهزون لمنع العدو من استضعافنا».

***************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الاوسط:

قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

قال الأمين العام لـ«حزب الله» إن الحزب حقّق «انتصاراً كبيراً يفوق النصر الذي تحقق عام 2006»، وذلك «لأن العدو لم يتمكن من إنهاء وإضعاف المقاومة».

وجاءت مواقف قاسم في الكلمة الأولى له بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار يوم الأربعاء الماضي. وقال قاسم: «قررت أن أعلن كنتيجة (...) بشكل رسمي وواضح أننا أمام انتصار كبير يفوق الانتصار الذي حصل في يوليو (تموز) 2006»، في إشارة إلى الحرب الأخيرة بين الجانبين. وأضاف: «انتصرنا لأننا منعنا العدو من تدمير (حزب الله)، انتصرنا لأننا منعناه من إنهاء المقاومة أو إضعافها إلى درجة لا تستطيع معها أن تتحرك، والهزيمة تحيط بالعدو الإسرائيلي من كل جانب» .

وتوجّه قاسم في مستهل كلمته إلى مناصري الحزب، قائلاً: «صبرتم وجاهدتم وانتقلتم من مكان إلى آخر، وأبناؤكم قاتلوا في الوديان، وعملتم كل جهدكم لمواجهة العدو». وأضاف: «كررنا أننا لا نريد الحرب، ولكن نريد مساندة غزة، وجاهزون للحرب إذا فرضها الاحتلال. والمقاومة أثبتت بالحرب أنها جاهزة والخطط التي وضعها السيد حسن نصر الله فعّالة وتأخذ بعين الاعتبار كل التطورات، و(حزب الله) استعاد قوّته ومُبادرته، فشكّل منظومة القيادة والسيطرة مجدداً ووقف صامداً على الجبهة».

ولفت إلى أن إسرائيل فشلت في إحداث فتنة داخلية، قائلاً: «الاحتلال راهن على الفتنة الداخلية مع المضيفين، وهذه المراهنة كانت فاشلة بسبب التعاون بين الطوائف والقوى». وعن اتفاق وقف إطلاق النار، قال قاسم: «الاتفاق تمّ تحت سقف السيادة اللبنانية، ووافقنا عليه ورؤوسنا مرفوعة بحقنا في الدفاع، وهو ليس معاهدة، بل هو عبارة عن برنامج إجراءات تنفيذية لها علاقة بالقرار 1701، يؤكد على خروج الجيش الإسرائيلي من كل الأماكن التي احتلها، وينتشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني لكي يتحمل مسؤوليته عن الأمن وعن إخراج العدو من المنطقة».

وأكد أن «التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق، ونظرتنا للجيش اللبناني أنه جيش وطني قيادة وأفراداً، وسينتشر في وطنه ووطننا».

وتعهّد بصون الوحدة الوطنية واستكمال عقد المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة التي حدّدها رئيس البرلمان نبيه بري، في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، واعداً بإعادة الإعمار بالتعاون مع الدولة، «ولدينا الآليات المناسبة»، قائلاً: «سيكون عملنا الوطني بالتعاون مع كل القوى التي تؤمن أن الوطن لجميع أبنائه، وسنتعاون ونتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد، في إطار اتفاق الطائف، وسنعمل على صون الوحدة الوطنية وتعزيز قدرتنا الدفاعية، وجاهزون لمنع العدو من استضعافنا».

************************************

افتتاحية صحيفة الأنباء:

قاسم يعلن "الإنتصار"... وإٍسرائيل تستمر بانتهاك الاتفاق

فيما يستمر العدو الإسرائيلي لليوم الرابع علي التوالي بمنع أهالي القرى الحدودية من العودة إلى قراهم، محدِّداً منطقة جنوب الليطاني كمنطقة عسكرية، حارماً سكان عشرات القرى التي تقع في هذه المنطقة من العودة إليها، تعتبر مصادر متابعة أن هذا المنع إلى جانب حوادث إطلاق النار المباشرة من قوات العدو على العائدين، خرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار ويعرضّه للإهتزاز. 

وفيما كان أهالي منطقة جنوب الليطاني عالقون بين فكي كماشة التعنت الإسرائيلي، والتأخير بتشكيل اللجنة الدولية لمراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار على الأرض وتأمين عودة سكان القرى الحدودية إلى ديارهم، أطلّ الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ليعلن أنه أمام انتصار كبير يفوق انتصار تموز 2006 بسبب طول المدة والتضحيات الكبيرة، واصفاً صمود حزب الله على مدى الشهرين الماضيين بالأسطوري.

لكن اللافت في خطاب قاسم كان الإشادة بالجيش اللبناني وتشديده على العمل من أجل إعادة بناء الدولة من خلال التعاون على تطبيق الدستور وانتخاب رئيس للجمهورية، مؤكّداً أن موقف حزبه من هذا الاستحقاق لا يحتمل الجدل وهو مع عودة العمل إلى الحياة الدستورية.

 

العدو يتعنّت بوجه العائدين

ولا يزال العدو الاسرائيلي يختلق الأعذار الواهية لمنع عودة النازحين من بلدات حدودية، تارة بحجة وجود عناصر تنتمي الى حزب الله بين العائدين، وطوراً بأنه يرفض الانسحاب من المواقع التي يسيطر عليها الا بعد انقضاء مهلة 60 يوماً، بحسب ما نص عليه اتفاق وقف اطلاق النار، ونتيجته زيادة معاناة أبناء هذه القرى الذين نزحوا من العودة إلى قراهم ومدنهم، ما يجعل اتفاق وقف إطلاق النار على المحك، وبرسم الدول الموقّعة عليه خاصة الولايات المتحده الأميركية وفرنسا، كما أنه يطرح السؤال حول التأخير بتشكيل لجنة المراقبة المفترض أن تضم ممثلين عن الوﻻيات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل وقوات اليونيفيل. فلقد أعلن الجيش الإسرائيلي استمرار تواجد قواته في جنوب لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار على حد زعمه، الذي تم التوصل اليه مع حزب الله. وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي ان التواجد الإسرائيلي مستمر في لبنان منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وذلك بهدف سلامة دولة اسرائيل وسكانها.

مصادر أمنية أشارت عبر "الأنباء" الالكترونية إلى أن الوضع في الجنوب اليوم مختلف كلياً عن الوضع في حرب تموز 2006 لأن اسرائيل في هذه الحرب غيّرت خطتها التي قامت بها خلال حرب تموز أي قبل 18 سنة. في ذلك الوقت دفعت اسرائيل بآلياتها ودباباتها إلى عمق الأراضي اللبنانية بهدف اجتياح الجنوب ومحاصرة حزب الله والقضاء عليه. لكنها جوبهت بمقاومة شرسة من قبل حزب الله أدت الى احتراق وإعطاب معظم آلياتها المدرّعة وتحديداً دبابات الميركافا التي توغّلت في الجنوب. وقد اعترفت اسرائيل باحتراق 30 دبابة في معركة وادي الحجير وحدها، بالإضافة إلى قصف بارجة حربية قبالة العاصمة بيروت التي كانت تطلق مدافعها باتجاه الضاحية الجنوبية، ما اضطرت اسرائيل الى الانسحاب من لبنان فور الاعلان عن وقف النار. ولم تتمكن في ذلك الوقت من احتلال شبر واحد من الأراضي اللبنانية. 

وتضيف المصادر "إن الوضع اليوم مختلف تماماً، وان جيش الاحتلال تمكّن من التوغّل داخل الأراضي اللبنانية وهو يتمركز في عدة نقاط استراتيجية منها الخيام، وتل نحاس، وكفركلا، وهو موجود أيضاً على محور البياضة بنت جبيل شمع، أي انه يسيطر على معظم النقاط الإستراتيجية في منطقة الشريط الحدودي، ما يجعله يتحكّم بالوضع الميداني على طول الشريط الحدودي وهو بموجب اتفاق وقف إطلاق لن ينسحب من المواقع التي احتلها قبل 60 يوماً، لأن هذه المدة قد تسمح له التأكد من أمرين: خلو منطقة جنوب الليطاني من المسلحين التابعين لحزب الله. ومراقبة انتشار الجيش اللبناني وقوات اليونيفل على طول المنطقة الحدودية". 

وتوقفت المصادر عند المواقف التي تصدر عن بعض نواب كتلة الوفاء للمقاومة وما تضمنته الإطلالة الاولى للامين العام لحزب الله وحديثهم المستمر عن النصر. 

واعتبرت بأنها رسائل محلية مرسلة بالدرجة الاولى الى بيئة حزب الله من أجل طمأنتهم وشد العصب. فهم أمام مرحلة جديدة ومن الضروري معرفة كيفية التعاطي معها. فالأمور مختلفة كلياً عما كانت عليه قبل السابع والعشرين من ايلول، اليوم أصبح الوضع مختلف كلياً. لكن ﻻ أحد ينكر أن حزب الله بقي صامداً بالرغم من حجم الخسائر التي مني بها. بدءا من هجوم البيجر الى استشهاد السيد حسن نصر الله والغارات المدمرة التي أعقبت ذلك. 

المصادر لفتت الى العدد الكبير من الصواريخ والمسيّرات الذكية التي أطلقت باتجاه الداخل الإسرائيلي  في الايام الثلاثة التي سببت الاعلان عن اتفاق وقف اطلاق النار.

 

نعيم قاسم

وفي إطلالته الاولى بعد اتفاق وقف اطلاق النار، وضع الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم مجموعة عناوين للمرحلة المقبلة بدأها بتوجيه التحية لبيئة حزب الله والمقاتلين، مشددة على أن التضحيات التي بذلت هي السبب في تحقيق الانتصار الأكبر والأهم من الانتصار في تموز 2006.

وفي ما يتعلّق باتفاق وقف اطلاق النار، قال قاسم انه ليس معاهدة وليس اتفاقا جديدا يتطلب توقيع دول عليه بل هو برنامج اجراءات تنفيذية لها علاقة بتطبيق القرار 1701، مشيراً إلى ان التنسيق بين المقاومة والجيش سيكون على مستوى عال لتنفيذ القرار 1701 ونظرتنا اليه بانه جيش طني وعناصره هم ابناؤنا وسيقومون بحفظ الامن في لبنان وعلى الحدود. وان اتفاق وقف اطلاق النار هو تحت سقف سيادة لبنان ووافقنا عليه والمقاومة قوية في الميدان ورؤوسنا مرفوعة. واعداً بالإهتمام باكتمال عقد المؤسسات الدستورية وأولها انتخاب رئيس الجمهورية وعسى ان يتم ذلك في الموعد المحدد 9 كانون الثاني. وقال "سنتعاون ونتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد في اطار أتفاق الطائف. وسنصون الوحدة الوطنية والسيادة، والحفاظ على السلم الاهلي وتعزيز قدرة لبنان".

 

مواقف

سارعت دولة قطر إلى الاعلان عن دعمها للبنان في إعادة الإعمار بعد وقف اطلاق النار، فيما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى وقف فوري لكل الاعمال التي تنتهك وقف اطلاق النار. 

 

ووصف ممثل المجموعة الأوروبية جوزيف بوريل الهدنة بالهشة لكنها على الاقل لن تجلب مزيداً من الموت والدمار، داعياً الى الذهاب إلى مجلس الأمن وطرح مشروع قرار بشأن المساعدات الانسانية لتجنب المآسي في غزة محمّلاً الجيش الإسرائيلي مسؤولية حرمان سكان غزة المحاصرين من المساعدات الانسانية.

**************************************


افتتاحية صحيفة الشرق:

لبنان يشكو الخروقات الإسرائيلية و «الحزب » ينأى بنفسه

 استمر امس خرق إتفاق وقف إطلاق النار في اليوم الثالث من بدء سريانه، ووجه المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بياناً الى سكان الجنوب عبر حسابه على «أكس» جاء فيه: «يمنع باتاً التنقل أو الانتقال جنوب نهر الليطاني ابتداء من الساعة الخامسة مساء (17:00) وحتى الساعة السابعة صباحًا (07:00) اليوم . يجب على المتواجدين جنوب نهر الليطاني البقاء في مكانهم».

وفي المستجدات الميدانية، سقطت قذيفة مدفعية على الخيام، ويقوم الجيش الاسرائيلي بين الحين والآخر بعمليات تمشيط بالأسلحة الرشاشة.

واستهدف القصف المدفعي الاسرائيلي اطراف بلدتي مركبا وطلوسة في قضاء مرجعيون وبني حيان، كما قام الجيش الاسرائيلي بأعمال جرف للبيوت والاراضي في بلدة مركبا، وتوغلت 4 دبابات إسرائيلية في الحي الغربي من بلدة الخيام، وقامت دبابة ميركافا اسرائيلية بقصف منزل في خراج برج الملوك محلة تل نحاس. وأفيد بأن المنزل الذي تم استهدافه بقذيفة من دبابة ميركافا هو على مثلث دير ميماس، برج الملوك، كفركلا، وقد نجا صاحبه باعجوبة اثناء تفقده بعد العدوان على المنطقة، كما رصدت جرافات للقوات الاسرائيلية تقوم بعملية تجريف واقتلاع لأشجار الزيتون قرب منطقة العبارة قبالة الجدار في بلدة كفركلا.

الى ذلك، أطلق الجيش النار على المواطنين في الخيام خلال تشييعهم لأحد أبناء البلدة، وقامت قوة إسرائيلية بإطلاق النار من أسلحة رشاشة باتجاه بلدة عيترون، وهدمت ملعب كفركلا، وأفيد بأن الطريق عند حاجز الجيش اللبناني إلى كفرشوبا مقطوعة بطلب من قيادة الجيش، وتعيش قرى قضاءي صور وبنت جبيل حالا من الحذر والترقب، حيث يمنع الجيش الاسرائيلي الاهالي من الدخول الى قراهم عبر إطلاق النار والقصف من المسيرات ومن المدفعية، كما يمنع التجول لجميع سكان جنوب الليطاني من الساعة الخامسة مساء وحتى السابعة صباحا، أما الطيران الحربي والمسيّر فيحلق في سماء القطاعين الغربي والاوسط أغلب الاحيان. فيما عملت فرق الدفاع المدني والاسعاف الصحي والهيئة الصحية الاسلامية على انتشال جثث عدد من الضحايا من تحت الانقاض في عدد من الاحياء في القرى الامامية.

**************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن:

“أولي البأس” تتفوّق على حرب تموز

حماقة انتصار الوهم

 

“مبارك هذا الانتصار”، بهذه العبارة ختم الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم كلمته الباهتة والتي جاءت متأخرة ثلاثة أيام على إعلان وقف إطلاق النار، مستكملاً حلقة الخطاب الموحّد لكوادر “حزب الله” الذي يستميت دفاعاً وتسويقاً لمفهوم الانتصار.

استرسل قاسم في “مخيلة النصر” ليقول “انتصارنا اليوم يفوق انتصار عام 2006”. هذا التسويق الدعائي لتعويم الانتصار ناتج عن أمرين:

أولاً: عدم تقبل “الحزب” للهزيمة المدوية التي لحقت به عسكرياً. لقد خسر أمينه العام حسن نصرالله، رئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي الدين، والقادة فؤاد شكر، علي كركي، محمد حيدر، نبيل قاووق، ووسام الطويل وجميع قادة وحدة الرضوان وآلاف العناصر بين قتيل وجريح.

ثانياً: سياسياً لم تهضم كوادر “الحزب” تجرع سم بنود اتفاق وقف إطلاق النار وورقة الضمانات الأميركية الإسرائيلية والتي تشبه نوعاً من وصاية أمنية على كل لبنان، تلتزم عبرها الولايات المتحدة بالتعاون مع إسرائيل كبح جماح أنشطة إيران المزعزعة في لبنان بما في ذلك منع نقل الأسلحة أو أي دعم من إيران.

إن كانت هذه الهزائم المتتالية، معطوفة على حرية التحرك الاسرائيلي وتوغل دباباته في الخيام وتقييد حق عودة الجنوبيين إلى 72 بلدة حدودية، وتقييد حركة “الحزب”، قد شكلت انتصاراً في عقل الشيخ قاسم، فيبدو أن “متلازمة الوهم” تضرب عميقاً إلى حد تحويل مفهوم الانتصار إلى حماقة بكل المعايير السياسية والنفسية.

 

من جهة أخرى، فنّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بالتفصيل بنود الاتفاق وصوّب محاولات “حزب الله” حرف الحقائق وتسويق ادعاءات لا أساس لها. واعتبر في كلمة عقب ترؤسه اجتماعاً استثنائياً لتكتل “الجمهورية القوية” والهيئة التنفيذيّة في معراب، أن “الحزب ارتكب جريمة كبرى بحق كل اللبنانيين في العام الماضي، ولا سيما في حق أهالي الجنوب والضاحية والبقاع”.

وشرح جعجع كيف أن ورقة الضمانات بين الولايات المتحدة وإسرائيل أصبحت ملزمة بمفاعيلها للبنان، وما كان يوضع في خانة الخروقات الإسرائيلية قبل الحرب، أصبحت وبسبب “حزب الله” تحظى بغطاء دولي. ورأى أنه “بعد إقرار مجلس الوزراء اتفاق وقف إطلاق النار بات السلاح بيد “حزب الله” غير شرعي باعتراف الجميع، وبالتالي انتفت معادلة “جيش شعب مقاومة”. جعجع تناول وثيقة الوفاق الوطني، ولا سيما المتعلقة بحل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وتسليم أسلحتها للدولة، وسأل “في أي بند من هذه البنود ذُكرت “المقاومة”، أو “حزب الله”؟

 

دبلوماسياً، اختتم الموفد الفرنسي جان ايف لودريان جولته على المسؤولين اللبنانيين مؤكداً لوكالة “فرانس برس” الحاجة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية خلال الجلسة التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في التاسع من كانون الثاني المقبل.

وفي ما خص الجلسة الرئاسية المنتظرة، أكّدت مصادر كنسية لـ “نداء الوطن” أن البطريرك الراعي يأمل خيراً منها. ويرتفع منسوب التفاؤل في بكركي من منطلق أنه ممنوع الوصول إلى هذا التاريخ من دون انتخاب رئيس. وإذ تبدي بكركي عدم امتنانها لتأخير الرئيس بري موعد الجلسة إلى التاسع من كانون الثاني المقبل، إلا أنها باتت شبه مؤكدة وبنتيجة اتصالاتها وتواصلها مع سفراء وسياسيين أنه الموعد النهائي لانتخاب رئيس”.

وتؤكد بكركي “أن الانتخاب هو الأساس، وإذا تمّ التوافق قبل الجلسة فهذا أمر جيد، وستقوم بكل ما يلزم من أجل تسهيل الانتخاب، داعية جميع النواب وخصوصاً المقاطعين إلى عدم الاستمرار في المقاطعة وممارسة اللعبة الديمقراطية والذي يحصل على العدد الأكبر من الأصوات يفوز”.

 

ميدانياً، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤولين في المؤسسة الأمنية في إسرائيل تقديرهم باحتمال عودة القتال في لبنان بنسبة 50%. وفي السياق، يتواصل تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي فوق أجواء العاصمة بيروت، كما قصفت دبابة ميركافا منزلاً في خراج برج الملوك محلة تل نحاس، ورُصدت جرافات للقوات الاسرائيلية تقتلع أشجار الزيتون قرب منطقة العبارة قبالة الجدار في بلدة كفركلا، كما أفيد عن إطلاق النار على المواطنين في الخيام خلال تشييعهم أحد أبناء البلدة.

 

وفيما شكلت اليرزة محطة أولى للجنرال الأميركي الذي سيترأس لجنة المراقبة على بنود وقف إطلاق النار، مستعرضاً مع قائد الجيش الخطوات المقبلة وكيفية تطبيق ما تم الإتفاق عليه خلال فترة الستين يوماً من الهدنة، وفي دلالة على الجدية في ضبط الحدود، توجهت عناصر من الجيش مع آلياتهم إلى عكار لضبط الحدود الشمالية ومنع تهريب السلاح والبضائع غير الشرعية ولمواجهة أي دخول غير شرعي للسوريين إلى لبنان بعد توقف الحرب.

 

وفي الانتقال إلى جبهة حلب وتطوراتها تتضارب السيناريوات حول توقيتها وتداعياتها على الداخل السوري. وفي الجديد الميداني تواصل قوات النظام السوري التصدي للهجوم الكبير الذي تتعرض له محافظتا حلب وإدلب، حيث نفذ الطيران الروسي والسوري 23 غارة على إدلب وريفها بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. فيما أعلنت الفصائل المسلحة والنصرة سيطرتها على 64 قرية وبلدة في ريفي حلب الغربي والجنوبي بعمق 8 كلم.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram