افتتاحية صحيفة النهار
لماذا “رحّل” بري الموعد الرئاسي في حضور لودريان؟ اليوم الثاني لوقف النار: انتهاكات تواكب استمرار العودة
مع أن الأنظار في اليوم الثاني لسريان اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل، ظلت مسمّرة على رصد الخروقات التي سُجلت في الجنوب، كما على عودة النازحين التي حافظت على وتيرة عالية من الزخم والكثافة، قفزت مفاجأة سياسية بارزة في اليوم الثاني إلى الواجهة مع تصدّر ملف انتخابات رئاسة الجمهورية المشهد الطالع من الحرب. ولعل ما حصل في هذا السياق أكد المعطيات التي واكبت ولادة اتفاق وقف النار، والتي أشارت إلى أن مقدمات الجهود الأميركية والفرنسية لإنهاء الحرب استبطنت مشاورات سرية وضغوطاً لاستكمال إعلان وقف النار باستعجال انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان ايذاناً بترميم الوضع المؤسساتي الدستوري وقيام حكومة بحيث يتعذر بل يستحيل المضي في تحصين التسوية التي أنهت الحرب والحصول بعدها على مساعدات خارجية لاعادة الإعمار ودعم تسليح الجيش اللبناني وتقويته إلا بوضع مؤسساتي كامل.
ولذا اكتسب الحضور السريع للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت بعد ساعات من إعلان وقف النار دلالات مهمة إذ اندفعت باريس بالتنسيق مع واشنطن لاستعجال انجاز الاستحقاق الرئاسي، ويبدو أن أجندة لودريان، بدفع قوي وشخصي من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كانت تهدف إلى انجاز الاستحقاق في أقرب موعد ممكن. ولكن رئيس مجلس النواب نبيه بري سارع إلى إعلان تحديد التاسع من كانون الثاني (يناير) موعداً للجلسة الانتخابية الرئاسية فيما كان العديد يميلون إلى توقع موعد أقرب نظراً إلى الاعتبارات الكارثية التي خلفتها الحرب.
ومع ذلك يمكن إيراد أسباب ودلالات أساسية ارتسمت وراء تحديد بري لهذا الموعد، وأبرزها، أولاً أنه أراد ترجمة تعهداته في الفترة الأخيرة بإنجاز الانتخاب لاحتواء زلزال سياسي يُدرك تماماً أن البلد سيقبل عليه إذا تمادت تداعيات الحرب من دون احتواء، فكان أن أعلن غداة إعلان وقف النار الموعد لانتخاب الرئيس. ثم إن بري أعلن الموعد في مطلع جلسة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون والقادة الأمنيين والعسكريين مستبقاً اجتماعه بالموفد الفرنسي الذي وصل إلى المجلس وحضر جانباً من المناقشات، لئلا يُفسر تحديد الموعد لاحقاً بأنه جاء تحت إلحاح وضغط الموفد الفرنسي. أما إطالة أمد موعد الجلسة الانتخابية إلى التاسع من كانون الثاني، فبدا بمثابة رسالة حمّالة أوجه، أولاً لجهة افساح المجال لمدة أربعين يوماً للتوافق على الرئيس العتيد، وثانياً، وهنا الأهم للإيحاء بأن الثنائي الشيعي راغب في فتح صفحة توافقية ولكنه لا يريد الظهور في موقف ضعيف أو متراجع.
أما لودريان، فأكد الذين التقوه من النواب أنه استعجل انتخاب رئيس الجمهورية خصوصاً في ظل تداعيات الحرب، ولكنه لم يفصح عن أي أسماء لمرشحين ولو أن “طيف” المرشح التوافقي طغى على معظم اللقاءات التي عقدها. وشدد في أحاديثه على أن الطريق أصبح معبداً لاعادة بناء الدولة وأنها فرصة تاريخيّة.
وبعد لقائه الرئيس بري عقب جلسة التمديد، اجتمع لودريان مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وشدد على أنه “بعد كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أنّ استعادة سيادة لبنان تتطلّب انتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير، أردت القيام بهده الجولة لاستطلاع الاوضاع والبحث مع مختلف الأطراف في إمكان التفاهم على انتخاب رئيس، خصوصاً وأن رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا إلى جلسة انتخاب في التاسع من كانون الثاني المقبل”. وهو عقد سلسلة لقاءات في بيروت شملت كتلة “تجدد” ونواب معارضين و”اللقاء التشاوري المستقل” والنائب نعمة افرام واتصل برئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الموجود في الخارج، ثم زار معراب والتقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ثم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقاً وليد جنبلاط .
واتصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء بكل من الرئيسين بري وميقاتي وعرض معهما مجريات تنفيذ اتفاق وقف النار والوضع اللبناني.
مواقف
وبرزت مواقف لافتة بعد جلسة مجلس النواب، إذ أعلن عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أن “كتلتنا جاءت لتقوم بما عليها ولتأكيد التمسك بالجيش الذي قدّم دماءً وكان إلى جانب أهلنا، وصوّتنا لمصلحة الجيش كي لا يكون هناك شغور في قيادته وصوّتنا أيضاً لمصلحة العمداء والقوى الأمنيّة، فالجيش هو صمّام السلم الأهلي ونريده أن يكون قوّياً”، مؤكّداً أنّه “لن يكون هناك أيّ مشكلة بين المقاومة والجيش بل تعاون، ونحن نريد أن تبسط الدولة سلطتها في كلّ مكان وأن تُدافع عن أرضها”.
من جهته، النائب جورج عدوان أوضح باسم “تكتل الجمهورية القوية”، عشية اجتماع مرتقب للتكتل اليوم لمناقشة اتفاق وقف النار، “نحن كتكتل لن نقبل أن يكون هناك بعد اليوم أيّ سلاح خارج الدولة اللبنانيّة ولن نقبل إلّا بأن تستعيد الدولة كامل قرارها في كلّ المناطق وتطبيق القوانين”. ووصف دعوة الرئيس نبيه برّي لجلسة انتخاب رئيس بانها “خطوة مهمّة”، وقال: نحن ندعم قائد الجيش على رأس المؤسّسة العسكريّة، أمّا ترشّحه لرئاسة الجمهوريّة، فهو ملفّ آخر وكل شخص لم يلتزم بكلّ ما قلناه اليوم لن نؤيّده لرئاسة الجمهوريّة”.
وأُفيد أن جعجع تلقى اتصالاً هاتفياً مطوّلاً من وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي أكد خلاله الاول أن “حزب “القوات” سيعمل مع الحكومة الحالية لتنفيذ بنود اتفاق وقف النار كاملة من أجل ان تستعيد الدولة اللبنانية سيادتها على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وأن تحتكر وحدها السلاح، وأن تكون مسؤولة حصراً عن الدفاع عن لبنان”.
انتهاكات اليوم الثاني
وأما في مجريات سريان اتفاق وقف النار، فمضى الجيش اللبناني أمس في إجراءات تعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني بعد البدء بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وباشرت الوحدات العسكرية تنفيذ مهماتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، بما في ذلك الحواجز الظرفية، وعمليات فتح الطرق وتفجير الذخائر غير المنفجرة. وأكدت قيادة الجيش أن هذه المهمات تأتي في سياق الجهود المتواصلة التي يبذلها الجيش بهدف مواكبة حركة النازحين، ومساعدتهم في العودة إلى قراهم وبلداتهم، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم.
وعلى المحور العسكري، سجلت انتهاكات إسرائيلية بلغت حدود شن غارتين جويتين واطلاق قذائف ورشقات رشاشة وتحذيرات للجنوبيين من العودة إلى جنوب الليطاني.
وفي هذا السياق وفي وقت قال وزير الخارجية الإسرائيلية “لن نسمح للحزب بالتقدم جنوب نهر الليطاني أو إعادة التسلح وبناء قوته”، أطلق الجيش الإسرائيلي قذيفة باتجاه أطراف بلدة عيتا الشعب ورشقات نارية باتجاه أطراف بلدتي مارون الراس وعيترون.
وأفيد أن اطلاق نار حصل على الأهالي الذين يحاولون الوصول الى منازلهم على أطراف مدينة بنت جبيل من قبل الجنود الإسرائيليين المتمركزين في مارون الراس. واستهدف الجيش الإسرائيلي ساحة بلدة الطيبة، وبلدة الخيام وسهل مرجعيون بالقذائف المدفعية، كما سمعت رشقات رشاشة في الخيام. وأطلق تحذيرات جديدة للجنوبيين، معلناً أنه: “يمنع بتاتًا التنقل أو الانتقال جنوب نهر الليطاني ابتداءً من الساعة الخامسة مساءً وحتى الساعة السابعة صباحًا يوم غد”.
وتمثل الانتهاك الأخطر في شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين على منطقة قعقعية الصنوبر في قضاء صيدا. واعلنت القناة 14 الإسرائيلية أن قوات الجيش هاجمت بطائرة مقاتلة منطقة صيدا في جنوب لبنان بعد رصد تهديد. بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي: “استهدفنا مخزن صواريخ متوسطة المدى للحزب جنوب لبنان”. وأفاد موقع أكسيوس أن إسرائيل أبلغت واشنطن قبل الهجوم على منصة إطلاق صواريخ تابعة لـ”الحزب” بالقرب من صيدا. كما أفيد عن جرح شخصين في بلدة مركبا، جراء إستهداف الجيش الإسرائيلي للساحة فيها. كما أطلقت دبابة ميركافا قذيفة على بلدة الوزاني.
****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
إسرائيل تطبق «حرية التحرك» بغارات شمال الليطاني
تل أبيب و«الحزب» يتبادلان الاتهامات بخرق اتفاق وقف النار
واصلت إسرائيل محاولاتها لفرض مفهومها لوقف إطلاق النار، عبر تنفيذها غارات في منطقة شمال الليطاني التي لا يشملها القرار «1701»، في أحدث اختبار للاتفاق الذي أنهى حرباً عاتية بين تل أبيب و«الحزب»، فيما تصدت قواتها للبنانيين حاولوا التوجه نحو قرى حدودية توجد قربها قوات إسرائيلية. وفي إشارة لافتة، نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول إسرائيلي قوله إن بلاده «أبلغت الولايات المتحدة الأميركية مسبقاً بالضربة الجوية التي استهدفت (الحزب)، في أول تطبيق لما تردد عن بند سري في الاتفاق يسمح لها بالتحرك في لبنان إذا رصدت مخاطر».
وقال الجيش اللبناني في بيان الخميس إنه «بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، أقدم العدو الإسرائيلي على خرق الاتفاق عدة مرات، من خلال الخروقات الجوية، واستهداف الأراضي اللبنانية بأسلحة مختلفة»، مشيراً إلى أن «قيادة الجيش تتابع هذه الخروقات بالتنسيق مع المراجع المختصة»، فيما اتهم النائب في كتلة «الحزب»، حسن فضل الله، إسرائيل بأنها «تنتهك الاتفاق»، وقال بعد جلسة للبرلمان: «العدو الإسرائيلي يعتدي على العائدين إلى القرى الأمامية»، متحدثاً عن خروقات إسرائيلية.
وذكرت وسائل إعلام رسمية ومصادر أمنية لبنانية أن الدبابات الإسرائيلية قصفت 6 مناطق داخل الشريط الحدودي. وأصابت نيران الدبابات بلدات مركبا والوزاني وكفرشوبا والخيام والطيبة والسهول الزراعية حول مرجعيون، وجميعها تقع على بعد اثنين من الكيلومترات من الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل. وأوضح أحد المصادر الأمنية أن شخصين أصيبا في بلدة مركبا.
وحاولت عائلات لبنانية نازحة من منازلها قرب الحدود الجنوبية العودة للاطمئنان على ممتلكاتها. لكن القوات الإسرائيلية لا تزال متمركزة داخل الأراضي اللبنانية في بلدات على الحدود؛ حيث يسمع صوت طائرات مسيّرة استطلاعية تحلق فوق أجزاء من جنوب لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي، الخميس، إنه قصف جواً منشأة لـ«الحزب» في جنوب لبنان ببلدة العيساوية القريبة من صيدا، مؤكداً تواصل انتشاره في المنطقة غداة بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار. وقال إنه «رُصد نشاط في منشأة يستخدمها (الحزب) لتخزين الصواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان، واُحبطَ التهديد بواسطة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي».
ولفت إلى أنه «جرى التعرف على عدد من المشتبه فيهم الذين وصلوا بمركباتهم إلى عدد من المناطق في جنوب لبنان، منتهكين شروط وقف إطلاق النار. وأطلق أفراد الجيش الإسرائيلي النار باتجاههم».
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الهجوم وقع شمال نهر الليطاني في منطقة صيدا. ونقلت عن مصدر عسكري قوله إن «الحادث لم يتضمن أي استعداد فوري لإطلاق صواريخ على الأراضي الإسرائيلية». وقال المصدر إن النشاط الذي نفذه عناصر «الحزب» داخل المنشأة المستهدفة يشكل «تهديداً غير مباشر يتطلب من الجيش الإسرائيلي اتخاذ إجراءات ضده». كما أعلن في بيان وجّهه إلى سكان جنوب لبنان حظر التجوال ليلاً. وقال: «يُمنع بتاتاً التنقل أو الانتقال جنوب نهر الليطاني ابتداء من الساعة الخامسة مساء».
وتقول إسرائيل إنها نفذت عبر قصفها بلدات جنوبية بنداً من بنود اتفاق وقف إطلاق النار، «الذي يتيح لها حق الدفاع عن النفس ومنع (العدو) من خرق وقف النار»، عادّةً أن «خرق الاتفاق وقع من (الحزب) الذي أراد جس نبضنا وفحص مدى جديتنا في عدم التساهل مع وقف النار». وقال الجيش الإسرائيلي إن هذه العمليات أدت إلى «تصفية إحدى خلايا (الحزب) واعتقال 4 أفراد من خلية أخرى، وقد نُفذت لتحافظ على وقف النار وتمنع (قوات الرضوان) من العودة إلى الجنوب»، وأوضح أنه لا يعترض على «وجود مدنيين في الجنوب اللبناني، بمن فيهم عناصر من (الحزب) قرروا التوقف عن العمل المسلح. لكن أي مسلح ينوي النزوح جنوباً لإعادة بناء الوجود العسكري، سيمنع بالقوة وسيُطلق عليه الرصاص القاتل».
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان مقتضب، إنه «في الساعة الأخيرة، رُصد وصول مشتبه فيهم، بعضهم كان على مركبات، إلى مناطق عدة في جنوب لبنان، وهو ما يُعدّ خرقاً (لوقف إطلاق النار)»، وأضاف: «أطلقت القوات النار باتجاههم. ومن جهتنا، فإن الحدث قد انتهى».
ووفق ما ذكرته إذاعة الجيش الإسرائيلي، فقد استهدفت طائرة مسيّرة منطقة مجاورة لسيارة في قرية مركبا جنوب لبنان، بهدف «إبعادها عن المنطقة المحظورة»، مما أدى إلى إصابة أشخاص بجراح متفاوتة الخطورة.
وكانت الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار في جنوب لبنان قد بدأت بعد ساعات من إعلان وقف النار في الرابعة من فجر الأربعاء. فقد استهدفت القوات الإسرائيلية قرى وبلدات عدة في المنطقة، مما أسفر عن إصابات بين المدنيين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن «الحزب» هو الذي يخرق الاتفاق؛ «لأنه يرسل المسلحين إلى الجنوب كي يجسوا نبض إسرائيل ويفحصوا ما إذا كانت هناك يقظة إزاء خرق الاتفاق». وهدد بأنه سيطلق النار دون تردد على كل هدف مشتبه فيه.
****************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
إسرائيل تخرق وقف النار وسط غموض في الاتفاق
وفي اليوم الثاني من اليوم التالي لوقف إطلاق النار اصبح واضحاً انّ مهلة الستين يوماً هي مهلة إعادة تموضع وإرساء معادلات و»الشاطر بشطارته». فلم يجف حبر اتفاق وقف إطلاق النار حتى خرقته إسرائيل على الحدود وخلف جنوب الليطاني، لكن «الحزب» بقي ملتزماً وفي التزامه رسالة واضحة مفادها أنّه لا يريد العودة إلى الحرب ولا يريد إعطاء إسرائيل ذريعة أخرى للإستمرار في عدوانها، منسجماً مع موقف الدولة بتطبيق القرار 1701 من دون أي يعني ذلك أنّه استسلم للعدو، وسيقدّم سلاحه قرباناً… على أنّ رسالة ثانية في غاية الأهمية مرّرها «الحزب» من خلال موافقته على التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون في مجلس النواب، والإشادة التي قدّمها عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله بعد جلسة التمديد.
التزم لبنان وقف إطلاق النار وباشر اتخاذ الخطوات الديبلوماسية والعسكرية واللوجستية، في إطار القيام بالموجبات المطلوبة منه لتنفيذ القرار الدولي 1701، وكذلك التحضير لتكوين سلطته الجديدة، بدءاً بانتخاب رئيس الجمهورية في جلسة حدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري موعدها في 9 كانون الثاني المقبل. لكن إسرائيل استمرت في خرق وقف النار والقرار لليوم الثاني على التوالي، فيما اكتفى لبنان حتى الآن بتسجيل هذه الخروقات من دون أي ردّ عليها. في وقت قال رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو: «لم أقل إن ما يجري في لبنان هو وقف للحرب بل وقف لإطلاق النار وقد يكون قصيراً». وأكّد أنّه أوعز للجيش الإسرائيلي «بالاستعداد لشن حرب قوية في حال تمّ خرق اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان في شكل واسع».
واكّد مصدر سياسي بارز لـ«الجمهورية»، انّ «من المبكر تقييم اتفاق وقف إطلاق النار، وسقوط الهدنة لا يُقاس بهذه السرعة. فالعدو حاول تعويض ما يتعرّض له في الداخل من انتقادات واتهامات بفرض أمر واقع عبر محاولات عبثية ولبنان يعي هذا الأمر ولن ينجرّ إلى النيات الإسرائيلية. وكشف المصدر أنّه تمّ التواصل مع الأميركيين لوضعهم أمام مسؤوليتهم ضمن اللجنة الخماسية التي كُلّفت مراقبة تنفيذ الاتفاق، في اعتبار أنّ الخطوة التالية ستكون الانتقال من اتفاق هدنة إلى وقف إطلاق نار حقيقي والإسراع في تأمين حماية للقرار الدولي.
جلسة لانتخاب الرئيس
نقل زوار الرئيس نبيه بري أمس عنه قوله: «لازم نطلع برئيس في جلسة 9 كانون الثاني، لو شو ما صار». وأشار الى «انّ هناك مؤشرات جدّية من الكتل النيابية الأساسية حول استعدادها للتعاون وتسهيل انتخاب رئيس توافقي، لا يشعر معه أي طرف بأنّه خسر وإن لم يصل مرشحه». واعتبر «أنّ الرئيس سيأتي من بين أسماء معلنة تتوافر فيها المواصفات المطلوبة أو أسماء أخرى غير ظاهرة بعد، والأمر يتوقف على حصيلة المشاورات التي ستتمّ». وكان بري قد أعلن أمس عن تحديد جلسة انتخابية جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية، في 9 كانون الثاني المقبل، وأكّد أنّ هذه الجلسة ستكون «مثمرة»، مشيراً إلى أنّه تمّ منح مهلة شهر للتوافق بين الكتل السياسية. وأكّد أنّه سيدعو سفراء الدول المعتمدين في لبنان إلى حضور الجلسة، «بما يعكس البعد الدولي في هذه الاستحقاقات المهمّة».
ماكرون
إلى ذلك، علمت «الجمهورية»، انّ الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون أكّد لبري خلال الاتصال الذي اجراه به لمدة 25 دقيقة «استعداده لمساعدة لبنان في كل ما يحتاجه لاستعادة الاستقرار وإنجاز الاستحقاق الرئاسي»، مبدياً «تقديره لجهود رئيس المجلس وللعقلانية التي يدير بها الأمور» وكان بري تلقّى امس إتصالاً من ماكرون «جرى خلاله عرض للأوضاع العامة والخطوات الأخيرة التي إنتهجها لبنان في مساري وقف إطلاق النار والتحرشات الإسرائيلية، كذلك التحضيرات للإنتخابات الرئاسية». حسب مصادر رسمية.
واتصل ماكرون مساء امس ايضاً برئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وافادت معلومات رسمية انّهما «بحثا في الوضع الراهن في لبنان بعد سريان قرار وقف اطلاق النار، ومتابعة تنفيذ المقررات التي صدرت عن مؤتمر دعم لبنان الذي عُقد أخيراً في باريس».
وشكر ميقاتي الرئيس الفرنسي على «اهتمامه الدائم بلبنان ومساعدته في وقف العدوان الاسرائيلي والتوصل إلى تفاهم في هذا الصدد». وشدّد على «أنّ الجيش باشر تنفيذ مهمّاته في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، والتحضير لتعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني». وكرّر الدعوة إلى «الضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها لقرار وقف النار والتي تسببت اليوم (امس) بسقوط جرحى واضرار مادية جسيمة».
حراك لودريان
في غضون ذلك، باشر الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لقاءاته في لبنان في اطار المساعدة الفرنسية على ايجاد حل لأزمته السياسية، وحضر جانباً من الجلسة النيابية التي انعقدت امس، وتمّ خلالها تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزف عون، ولتمديد سنة لرتبة عميد وما فوق. وكذلك التمديد لأعضاء مجلس القضاء الأعلى المنتهية ولايتهم.
وجال لودريان على بري وميقاتي برافقه السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، وعرض مع رئيس المجلس في حضور مستشاره الإعلامي علي حمدان «المستجدات السياسية وملف إنتخابات رئاسة الجمهورية فضلاً عن تطورات الأوضاع العامة على ضوء وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان» حسب معلومات رسمية.
وبحث لودريان مع ميقاتي الوضع في لبنان بعد التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار. وتركز البحث على موضوع أولوية انتخاب رئيس للجمهورية. وقال انّه «بعد كلام الرئيس الفرنسي من «أنّ استعادة سيادة لبنان تتطلّب انتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير»، أردت القيام بهده الجولة لاستطلاع الاوضاع والبحث مع مختلف الاطراف في امكان التفاهم على انتخاب رئيس، خصوصاً انّ رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا الى جلسة انتخاب في التاسع من كانون الثاني المقبل».
الخرق الإسرائيلي
من جهة ثانية، وفي ظل استمرار الخروقات الاسرائيلية للاتفاق على وقف اطلاق النار، وفي مقابل مناخات التطمين والتفاؤل بصمود اتفاق وقف النار وسلوكه المسار التنفيذي المرسوم، أبدت مصادر سياسية عبر «الجمهورية» مخاوف حقيقية إزاء طريقة التعامل الإسرائيلية معه. فأركان حكومة نتنياهو ما زالوا يصرّون على اعتبار الاتفاق مجرد هدنة اختبارية ليس مضموناً أنّها ستُنهي الحرب في لبنان. وفوق ذلك، أوحى سلوك الجيش الإسرائيلي في الجنوب بكثير من الشكوك إزاء نياته في مهلة الشهرين الممنوحة لتنفيذ الاتفاق. فعلى مدى اليومين الفائتين، واصل الإسرائيليون ضرباتهم لعدد من القرى الجنوبية، وفرضوا منع التجوال ليلاً في عمق المنطقة التي توغلوا فيها أو سيطروا عليها بالنار، وقتلوا 6 مواطنين حاولوا الدخول إلى قراهم. وفوق ذلك، أغاروا على أهداف ادّعوا أنّها مستودعات لـ«الحزب» في منطقة الزهراني، أي شمال خط الليطاني.
ووفق موقع «أكسيوس» الأميركي، عمدت إسرائيل إلى إبلاغ الأميركيين مسبقاً بأنّها في صدد الإغارة على موقع لـ«الحزب». وهذا الأمر قد يكون مؤشراً إلى نموذج تصرّفها في الأيام والأسابيع المقبلة. ما يعني انّ إسرائيل ستترك لنفسها حرّية التصرف جنوب الليطاني وشماله، ما يجعل الاتفاق حبراً على ورق قبل بلوغ نهاية مهلة الشهرين. وسألت المصادر: «هل ستُترك إسرائيل طليقة اليدين في التعاطي مع الاتفاق؟.
نتنياهو يهدّد
وكانت القناة 13 الإسرائيلية بثت أنّ نتنياهو يعقد مشاورات أمنية لبحث إمكانية مواصلة الحرب على جبهات عدة. وقال: «لم أقل إنّ ما يجري في لبنان هو وقف للحرب بل وقف لإطلاق النار، وقد يكون قصيرًا». وأشار إلى أنّ «إسرائيل تمكنت من إزالة تهديد الاجتياح البري الذي كان يشكّله «الحزب» عند الحدود الشمالية». وأكّد أنّه «أوعز للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لشن حرب قوية في حال تمّ خرق اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان في شكل واسع». كذلك قال نتنياهو للقناة 14 العبرية القريبة منه «إنّ خطر تسلّل «الحزب» برياً لشمال إسرائيل زال لأننا هدمنا البنية العسكرية فوق الأرض وتحتها».
قيادة الجيش
وأصدرت قيادة الجيش اللبناني بياناً امس جاء فيه: «في 27 و28/11/2024، وبعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، أقدم العدو الإسرائيلي على خرق الاتفاق عدة مرّات من خلال خروقات جوية، حيث قامت الطائرات الإسرائيلية بانتهاك الأجواء اللبنانية، كما استهدفت الأراضي اللبنانية باستخدام أسلحة متنوعة، مما يشكّل انتهاكاً للهدنة والاتفاق الموقّع. وتتابع قيادة الجيش هذه الخروقات بالتنسيق مع المراجع المختصة لضمان أمن لبنان وحماية سيادته. وتؤكّد القيادة على جاهزية الجيش لمواجهة أي تهديدات والعمل على حفظ الاستقرار في البلاد»
****************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
لجنة المراقبة تبدأ عملها اليوم.. وجلسة الرئيس بعد 42 يوماً
ماكرون الى السعودية الشهر المقبل.. وخروقات الإحتلال إحتواء للتحريض الإسرائيلي الداخلي
تحت ضغط التحريض الداخلي في اسرائيل، وبعد تأخير بإنشاء اللجنة الدولية الخماسية لوقف اطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 ت2 الجاري بين الجيش الاسرائيلي والحزب، استمر الاحتلال بخرق النار في غير منطقة، بما في ذلك شن غارة بمسيرة على البيسارية التي تبعد 60 أو 70 كلم عن الحدود الشمالية.
ولم يكتفِ الاحتلال بالخروقات، بل لجأ على لسان رئيس حكومته بنيامين نتنياهو لدعوة الجيش الاسرائيلي للاستعداد لحرب قوية ضد لبنان، اذا ما استمر خرق وفق النار (مع العلم ان الاحتلال هو مَن يخرق هذا الوقف)، فضلا على عودة وزيري اليمين بن غفير وسميريتش (وزير المالية) الى التصعيد بتصحيح الخطأ والعودة الى الحرب.
وقال نتنياهو أنا لم أقل ان ما يجري هو وقف للحرب، بل وقف لاطلاق النار، وقد يكون قصيراً.
وكشفت القيادة 13 الاسرائيلية ان نتنياهو عقد مشاورات أمنية لبحث مواصلة الحرب على جهات عدة.
وعلم ليلاً (الانتشار) ان الضابط الأميركي المكلف بترؤس لجنة المراقبة الخماسية لمراقبة وقف النار، وصل الى بيروت امس، ويلتقي اليوم العماد عون، لتباشر اللجنة عملها فوراً.
وفيما ندّد الرئيس نجيب ميقاتي بهذه الخروقات، سجل الجيش اللبناني خرق الاتفاق مرات عدة امس الاول وأمس، مشيرا الى متابعة الخروقات بالتنسيق مع المراجع المختصة.
ويحضر الملف اللبناني، خلال زيارة يقوم بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى المملكة العربية السعودية الشهر المقبل، حيث سيعقد سلسلة اجتماعات مع القيادة السعودية.
الجلسة
في مستهل الجلسة، التي افتتحت بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، وبعد مداخلة للنائب ملحم خلف، قال بري «كنت آليت على نفسي انه فور وقف اطلاق النار، سأحدد موعداً لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، فأنا أعلن منذ الآن تحديد جلسة في 9 ك2 المقبل».
واكد بري ان الجلسة ستكون مثمرة، وقال: اعطينا مهلة شهر للتوافق في ما بيننا، وسأدعو سفراء الدول لحضورها.
ورأت مصادر نيابية ان تقصّد بري الاعلان عن دعوته سفراء الدول لحضورها دليل على جدية التوجه لانتحاب رئيس للجمهورية وحسم الملف إيجابياً حيث انه في الجلسات السابقة لم يكن يدعو السفراء ليقينه بتعذّر التوافق السياسي وبالتالي تعذّر الانتخاب.
كما أقرّ المجلس اقتراح بند التمديد لأعضاء مجلس القضاء الأعلى للأعضاء المنتهية ولايتهم لمدة ستة أشهر، وأقرّ اقتراح تعليق المهل القانونية والقضائية والعقدية وفق الصيغة المقدمة من رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان.
لودريان من اللقاءات الى الشرفة
وبانتظار جلسة الخميس في التاسع من كانون الثاني في العام 2025 التي حدد موعدها امس الرئيس نبيه بري لانتخاب رئيس للجمهورية، شارك الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في الجلسة التشريعية للتمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون والعسكريين من رتبة عميد وما فوق في كافة الأجهزة الامنية والعسكرية لمدة عام، من على الشرفة العليا في المجلس.
وبعد يومين من وقف النار الذي تعرض لخروقات، شهد لبنان دفعا دبلوماسيا فرنسيا ودوليا جديدا نحو إنجاز الاستحقاق الرئاسي عبر زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان، الذي اجرى في اول يوم من تحركه الرئاسي في بيروت، لقاءات مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وبعض الكتل النيابية، لبحث الموقف من قرار وقف اطلاق النار والدفع بإتجاه التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية.
وحسبما نقلت مصادر التقت لودريان فإن «فرنسا ستساعد في ترميم الدولة عبر انتخاب رئيس وتشكيل حكومة وتطبيق برنامج إصلاحي وترميم الإدارات والمؤسسات، وان أوساطا فرنسية أبلغت مرجعيات سياسية لبنانية أنّ زيارة لودريان هذه المرّة «تحمل منحى حاسماً في الملف الرئاسي»..
وقال النائب سيمون ابي رميا لـ«اللواء» بعد لقائه لودريان مع وفد من «اللقاء التشاوري النيابي المستقل: ان الموفد الفرنسي لم يطرح اي مقترحات جديدة بل جاء مستطلعاً مواقف الكتل النيابية مما جرى على صعيد وقف اطلاق النار وعلى صعيد الدفع لانتخاب رئيس للجمهورية. وبعدما اعلن الرئيس بري موعداً جدياً لجلسة انتخابية اعتقد ان زيارته لن تكون الاخيرة للبنان، لا سيما وان كل الكتل بدأت تتحرك بعد اعلان بري وزيارة لودريان، واعتقد انه سيكون لنا رئيس في 9 كانون الثاني.
واوضح اننا لم نطرح اسماء مرشحين للرئاسة برغم أن لدينا كوسطيين على علاقة جيدة مع كل الاطراف مرشحاً تنطبق عليه المواصفات المطلوبة هو النائب ابراهيم كنعان لكن تركنا امر التسمية للنقاشات والتوافق.
تفاصيل لقاءات لودريان
وقد اجرى الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان في اول يوم من تحركه في بيروت لقاءات مع بعض الكتل النيابية في قصر الصنوبر لبحث الموقف من قرار وقف اطلاق النار والدفع باتجاه التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، واستهلها بلقاء مع وفد نيابي الى مائدة افطار صباحي، ضم عضوي «كتلة تجدد» النائبين فؤاد مخزومي وميشال معوض، والنائبين سليم الصايغ وميشال الدويهي من النواب المعارضين.
وأكد الوفد دعمه للاتفاق، وطالب بـ«تطبيقه كاملا عبر ضرورة الانتقال من وضعية وقف الاعتداءات إلى وقف اطلاق نار مستدام وهدنة دائمة تحفظ سيادة لبنان وتؤمن الاستقرار على طرفي الحدود، استناداً للدستور وتطبيق القرارات الدولية بكل مندرجاتها، واعتبر أن انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة خلال مهلة الستين يوماً، هو جزء لا يتجزأ من آلية إنجاح الاتفاق وتطبيقه فعلياً».
والتقى لودريان في قصر الصنوبر صباحاً «اللقاء التشاوري النيابي المستقل» الذي ضم النواب الياس بو صعب وابراهيم كنعان وآلان عون وسيمون أبي رميا، بحضور السفير الفرنسي في لبنان إرفيه ماغرو، فيما غرّد رئيس المجلس التنفيذيّ لـ«مشروع وطن الإنسان» النائب نعمة افرام بعد لقائه لودريان قائلاً: لقاء ممتاز هناك شعور بضرورة ملحّة للغاية لانتخاب رئيس للجمهوريّة، بقدر ما هناك حاجة لتثبيت اتّفاق وقف إطلاق النار.
كذلك التقى لودريان النائب سجيع عطية، ممثل كتلة «الاعتدال الوطني». واوضح المكتب الاعلامي للنائب عطية في بيان ان «النقاش تركز على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، وسط تأكيد الدفع الأقوى من قبل اللجنة الخماسية الدولية لحل الأزمة اللبنانية. كما تم تقييم اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ، بعد عدوان إسرائيلي دام شهرين، مؤكدين أهمية استمرارية التهدئة واستثمارها في تعزيز الاستقرار. وشدد لودريان على أهمية متابعة المبادرة الفرنسية ودعمها، داعياً المستقلين والوسطين إلى ممارسة الضغط على الأحزاب لفتح أبواب المجلس النيابي وتمكين العملية الانتخابية».
وحضر لودريان الى مبنى المجلس النيابي وشارك في حضور جلسة مجلس النواب التي ناقشت التمديد لقائد الجيش والقادة الامنيين، ثم عقد اجتماعاً مع الرئيس نبيه بري. في حضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفية ماغرو والمستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان. وتناول البحث آخر المستجدات السياسية وملف انتخابات رئاسة الجمهورية فضلا عن تطورات الأوضاع العامة على ضوء وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وبعد اللقاء تلقى الرئيس بري اتصالاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جرى خلاله «عرض للأوضاع العامة والخطوات الأخيرة التي انتهجها لبنان في مساري وقف إطلاق النار والتحرشات الإسرائيلية كذلك التحضيرات للانتخابات الرئاسية».
كما التقى لودريان الرئيس ميقاتي في الثالثة من بعد الظهر. شارك في اللقاء سفير فرنسا في لبنان هيرفي ماغرو والوفد الفرنسي، ومستشارا رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس والسفير بطرس عساكر. وتم خلال اللقاء، البحث في الوضع في لبنان بعد التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار. وتركز البحث على موضوع اولوية انتخاب رئيس للجمهورية.
واوضح الموفد الفرنسي انه «بعد كلام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من «إن استعادة سيادة لبنان تتطلّب انتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير، أردت القيام بهذه الجولة لاستطلاع الاوضاع والبحث مع مختلف الاطراف في امكان التفاهم على انتخاب رئيس، خصوصا وان رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا الى جلسة انتخاب في التاسع من كانون الثاني المقبل».
كما تلقى ميقاتي اتصالا من الرئيس ماكرون، جرى خلاله البحث في الوضع الراهن في لبنان بعد سريان قرار وقف اطلاق النار، ومتابعة تنفيذ المقررات التي صدرت عن مؤتمر دعم لبنان الذي عقد أخيرا في باريس.
وفي خلال الاتصال «شكر الرئيس ميقاتي الرئيس الفرنسي على اهتمامه الدائم بلبنان ومساعدته على وقف العدوان الاسرائيلي والتوصل الى تفاهم في هذا الصدد.
واوضح أن الجيش باشر تنفيذ مهامه في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، والتحضير لتعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني. وجدد الدعوة الى الضغط على اسرائيل لوقف خروقاتها لقرار وقف النار والتي تسببت اليوم بسقوط جرحى واضرار مادية جسيمة».
كما التقى الموفد الفرنسي رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب وحضر اللقاء، الذي استمر نحو ساعة، الوفد المرافق الذي ضم السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، الملحق السياسي والإعلامي رومان كالفاري والملحقة السياسيّة ماري فافرال، ومن الجانب القواتي: نائبا تكتل الجمهوريّة القويّة ستريدا جعجع وبيار بوعاصي، رئيس جهاز العلاقات الخارجيّة في الحزب الوزير السابق ريشار قيومجيان والمسؤول في الجهاز طوني درويش.
كما استقبل النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط لودريان بحضور النائب وائل ابو فاعور حيث جرى البحث في اتفاق وقف اطلاق النار، والاستحخقاق الرئاسي، واختتم لورديان لقاءاته مساء باجتماع مع سفراء اللجنة الخماسية في قصر الصنوبر.
وقال السفير المصري في بيروت علاء موسى ان اي اسم يحظى على توافق سيحصل على الدعم والهدف انتخاب رئيس يجمع عليه اللبنانيون، مشيرا الى ان الدول المانحة والمنظمات الدولية لن تذهب باتجاه اعادة الاعمار بغياب رئيس وحكومة كاملة الصلاحيات.
وطالب الاتحاد الاوروبي السياسيين اللبنانيين بانتخاب رئيس بسرعة لبناء دولة قوية ذات سيادة بعد عامين من الفراغ.
إعادة الحياة.. وحركة المطار
على الارض، تفقد مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك الاضرار التي لحقت بمحطات وشبكات الكهرباء في صور وضواحيها.
وقال الحايك الهدف الاول تصليح الخطوط في الجنوب التي توصل محطات التحويل، وطلب من اتحاد بلديات صور حسين دبوق المساعدة على تحديد الاولويات، وكشف عن اعادة التيار الى حاصبيا الاسبوع المقبل.
حول حركة المطار، اعلن رئيس مطار بيروت فادي الحسن ان كل شركات الطيران العربية والاجنبية من المفترض ان تكون عاودت تسيير رحلاتها بشكل طبيعي من والى مطار ابتداء من 5 الى 15 ك1.
الانتشار.. والعودة
ميدانيًا، في الجنوب، وبموازاة تعزيز انتشار الجيش في قطاع جنوب الليطاني بعد البدء بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، باشرت الوحدات العسكرية تنفيذ مهماتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، بما في ذلك الحواجز الظرفية، وعمليات فتح الطرقات وتفجير الذخائر غير المنفجرة.
اضافت قيادة الجيش – مديرية التوجيه ان في سياق الجهود المتواصلة التي يبذلها الجيش بهدف مواكبة حركة النازحين، ومساعدتهم على العودة إلى قراهم وبلداتهم، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم.
وخرق العدو الإسرائيلي مجدداً امس اتفاق وقف اطلاق النار مرات عدّة، فأطلق قذيفة باتجاه أطراف بلدة عيتا الشعب، ورشقات نارية باتجاه أطراف بلدتي مارون الرأس وعيترون، في جنوب لبنان. وأفيد بأن اطلاق نار حصل على الاهالي الذين يحاولون الوصول الى منازلهم عند اطراف مدينة بنت جبيل من قبل جنود الاحتلال المتمركزين في مارون الراس.
وظهراً افيد عن جرح شخصين في بلدة مركبا جراء استهداف العدو للساحة فيها، وعملت جمعية الرسالة – فوج بني حيان على نقلهما إلى المستشفى. كما أطلقت دبابة ميركافا قذيفة على بلدة الوزاني.
وافيد من حاصبيا، بأن دبابة للعدو استهدفت اطراف كفرشوبا بقذيفتين. كما استهدفت مدفعية العدو بعد الظهر بلدة شبعا بعدد من القذائف سقطت قرب المنازل.
ولاحقاً نفّذ العدو غارتين من طيران حربي إسرائيلي، على منطقة قعقعية الصنوبر– قضاء صيدا.وزعمت القناة 14 الإسرائيلية: «ان قوات الجيش بطائرة مقاتلة منطقة صيدا في جنوب لبنان بعد رصد تهديد». وذكر موقع «اكسيوس» الاميركي: ان إسرائيل أبلغت واشنطن قبل الهجوم على منصة إطلاق صواريخ تابعة للحزب بالقرب من صيدا.
وعصرا شن العدو غارة على محيط بلدة البيسارية بحجة انه «تم رصد نشاط إرهابي داخل موقع الحزب كان يحتوي على قذائف صاروخية متوسطة المدى في جنوب لبنان. وتم احباط التهديد من خلال غارة لطائرات حربية». كما قصفت المدفعية منطقة رأس الظهر- غرب ميس الجبل عصر اليوم.
وكانت قد تعرضت بلدة عيتا الشعب ومدينة بنت جبيل ليل امس، لقصف مدفعي.
وطالب الجيش اللبناني من أهالي الطيبة، مغادرتها، بعد قيام العدو الإسرائيلي باستهداف تجمعاتهم في الساحة ومحيط العين بصواريخ من مسيّرة على ثلاث دفعات، ما أدّى إلى إصابة ثلاثة مواطنين بجروح.
واطلق العدو الاسرائيلي قذيفة باتجاه اطراف بلدة عيتا الشعب، ورشقات نارية باتجاه اطراف بلدتي مارون الراس وعيترون.
ومساء، تلقى أبناء من بلدات قضاءي مرجعيون وحاصبيا اتصالات مسجلة من قبل العدو الصهيوني، يطلبون فيها «ممّن يتواجد في منطقة جنوب الليطاني بأن يبقى في داخلها ولا يغادرها، من الـ 5 مساء الخميس حتى السابعة من صباح الجمعة، وبأنه يمنع على أي أحد التوجه من شمال الليطاني إلى الجنوب، وبالعكس، وإلا سيعتبر هدفاً.
وأدت الخروقات والتهديدات الى نزوح جديد للاهالي باتجاه مدينة صيدا.
وليلاً، اطلق الجيش الاسرائيلي صاروخا اعتراضيا بحق اشتباه لهدف جوي داخل الاراضي اللبناني، تبيّن لاحقا انه طائر شتوي..
****************************************
افتتاحية صحيفة الديار
المقاومة والخروقات الاسرائيلية: فرصة للدولة وجهوزية للرد
واشنطن لإضعاف الحزب داخليا «والعين» على إعادة الإعمار
غضب المستوطنين في الشمالي دفع نتانياهو للتصعيد الكلامي؟! – ابراهيم ناصرالدين
تتخبط دولة الاحتلال المربكة بفعل العودة المفاجئة لأهل الجنوب الى قراهم الحدودية، وتحاول بشتى الوسائل ارهابهم، لكنها من خلال خرق وقف النار تضع الدول الراعية للاتفاق امام اختبار جدي لنياتها، ولقدرتها على منع انهياره في اللحظة التي ستجد فيها المقاومة نفسها مضطرة الى الرد بالمثل لمنع حكومة اليمين المتطرفة من فرض امر واقع من خارج النص المتفق عليه. لبنان الرسمي تواصل بالامس مع واشنطن وباريس معترضا على الخرق الاسرائيلي الذي توسع ليستهدف منطقة صيدا، مكذبا الادعاءات الاسرائيلية بوجود «خطر محدق» دفعها لى التحرك، فضلا عن ان الاتفاق لا يمنح جيش الاحتلال حرية التحرك، بل العودة الى اللجنة التي يبدو انها لم تشغل محركاتها بعد. وعلم في هذا السياق، ان الجانب اللبناني القلق من التجاوزات الاسرائيلية تلقى وعودا بالتحرك سريعا نحو ضبط التفلت الاسرائيلي، وحصل على تأكيدات بان ما يحصل لن يتحول الى امر واقع، وستكون الامور على خير ما يرام عند البدء بتنفيذ مندرجات الاتفاق من كلا الجانبين!
ما هو موقف المقاومة؟
ولفت مصدر سياسي مواكب للاتصالات الى ان اسرائيل تحاول استغلال الوقت قبل تثبيت الاتفاق وقبل الانسحاب المفترض خلال 60 يوما، بالقيام بخطوات استعراضية لارضاء الجمهور الاسرائيلي الغاضب من الاتفاق. وفي هذا السياق، تأتي دعوة رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو الجيش للاستعداد لحرب اقوى على الجبهة الشمالية اذا خرق الاتفاق. في المقابل علمت «الديار» ان المقاومة تترك للدولة ان تتعامل مع هذه الخروقات راهنا، بالطرق الديبلوماسية المناسبة، وهي تمنحها الوقت الكافي لذلك، واذا لم تأخذ الاعتراضات اللبنانية على محمل الجد، سيكون رد المقاومة مشروعا وفي الوقت المناسب، لان المقاومين لا يزالون في الميدان ولديهم الوسائل اللازمة الكفيلة بالرد على الخروقات، ويدهم ليست مغلولة ولديهم الكثير من الخيارات المتاحة لمنع الاحتلال من محاولة فرض حزام امني بقوة الامر الواقع.
لا جديد عند لودريان
رئاسيا، وضع رئيس مجلس النواب نبيه بري الاستحقاق على سكته الصحيحة، دون حسم نهائي بان يشهد الموعد المحدد بعد شهر من الان انتخابا للرئيس في ظل عدم وضوح صورة معالم الساكن الجديد في بعبدا في ظل مواصفات عامة تنطبق على اكثر من مرشح. وفي هذا السياق، لم يحمل المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان جديدا، بل جاء لاستمزاج الاراء حول الاستحقاق وسأل من التقاهم، ماذا يمكننا ان نفعل الان لتحريك الملف؟ اما رئيس مجلس النواب نبيه بري فقد اكدت مصادره انه كان مرتاحا لأجواء الجلسة التشريعية التي مددت لقادة الاجهزة الامنية وفي مقدمتهم قائد الجيش جوزاف عون، وقد جدد التاكيد ان الرئيس الجديد يجب ان يكون ضمن معادلة «لا رابح ولا خاسر»، وان تكون كل الكتل او معظمها موافقة على اسمه.
خطط خبيثة
وفيما بدأ الجيش تعزيز قواته جنوبا، وسير دوريات لحفظ الامن تمهيدا للانتشار على الحدود، عبرت مصادر سياسية عن قلقها ازاء ما نقله زوار السفارة الاميركية في بيروت من كلام عن رؤية واشنطن المستقبلية للواقع اللبناني، ووصفته بالخطط الخبيثة والخطرة، لانه يتلاقى مع تسريبات اسرائيلية تتحدث عن الواقع الذي يفترض العمل عليه على الساحة اللبنانية لأضعاف الحزب.
اضعاف الحزب
وتقوم الخطة على تحييد الحزب تماماً، بمساعدة الولايات المتحدة ودول أخرى، من خلال العمل على تعزيز قدرات الدولة وإضعاف مكانة الحزب تحضيرا لمرحلة تتمكن اسرائيل في المستقبل من التوقيع على اتفاق سلام مع لبنان مستقر؟!
استغلال اعادة الاعمار
ووفق تلك المصادر، فان الخطر الآني يرتبط بمسألة اعادة الاعمار، ولمنع الحزب من أعادة بناء مكانته من خلال مصادره المالية، ينبغي ضمان ألا تنقل المساعدات الدولية إلا عبر الحكومة اللبنانية. وهكذا يمكن المساهمة في مسيرة تعزيز الدولة، ومنع ايران من تقديم المساعدة المالية لبيئة الحزب الحاضنة.
التدخل بالملف الرئاسي
ولم يغب الملف الرئاسي عن اهتمام صناع القرار في اسرائيل وواشنطن، وتحت عنوان استغلال ما يعتقدون انه» ضعف» واضح للحزب ، بما في ذلك تصفية سلسلة قيادته، سيكون ممكناً تحريك مسيرة سياسية تتيح انتخاب رئيس وحكومة جديدة، بعيدا عن نفوذ الحزب، وهذا لا يمكن ان يحصل عبر اللاعبين اللبنانيين المناهضين للحزب ، وانما بمساعدة لاعبين خارجيين مؤثرين. والاهم لنجاح كل ما سبق انه لا ينبغي لإسرائيل أن تكون متدخلة بشكل ظاهر، لان هذا التدخل سيفشل المهمة في مهدها، ولهذا فان الاتكال سيكون على واشنطن ومعها دول عربية مؤثرة!
المعركة القاسية؟
وفي هذا السياق، اكدت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية ان ما ينتظر الحزب هو معركة قاسية في الساحة الداخلية، التي يجب عليه فيها إعادة بناء مكانته لاستخدامها كرافعة سياسية مثلما فعل بعد حرب لبنان الثانية وقبلها بفترة طويلة. ووَفق الصحيفة، على الحكومة اللبنانية أن تستعد لمواجهة مقاتلي الحزب بشكل مباشر، فهو الجسم العسكري الأكبر في الدولة، بل هو من يمثل أغلبية السكان الشيعة. وهذه المهمة تحتاج إلى تغيير عميق للبنية السياسية في لبنان.
ضغط اميركي على الرياض؟
وفي هذا السياق، كشفت الصحيفة ان الاجتماع المقبل لدول الخماسية التي تضم السعودية، قطر، ومصر، والولايات المتحدة، وفرنسا، سيناقش السبل المتاحة لاحداث تغيير سياسي في لبنان. وستحاول واشنطن الضغط على السعودية لاقناعها بالمشاركة بشكل جوهري في إعادة الاعمار، لتخفيف النفوذ الايراني في الساحة اللبنانية. تجدر الاشارة الى انه من المتوقع ان يعلن حزب اليوم الاليات المفترضة لعملية التعويض والايواء المؤقت واعادة الاعمار.
انتشار الجيش
ميدانيا، تعرض وقف إطلاق النار في يومه الثاني لخروقات إسرائيلية فاضحة، على الحدود وفي الجو، وسط ضبابية في آلية عمل لجنة المراقبة. وفي موازاة ذلك، بدء تعزيز انتشار الجيش في قطاع جنوب الليطاني بعد البدء بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وباشرت الوحدات العسكرية تنفيذ مهماتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، بما في ذلك الحواجز الظرفية، وعمليات فتح الطرقات وتفجير الذخائر غير المنفجرة. تأتي هذه المهمات في سياق الجهود المتواصلة التي يبذلها الجيش بهدف مواكبة حركة النازحين، ومساعدتهم على العودة إلى قراهم وبلداتهم، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم.
الخروقات الاسرائيلية
وفي الخروقات اطلق جيش الاحتلال، قذيفة باتجاه أطراف بلدة عيتا الشعب ورشقات نارية باتجاه أطراف بلدتي مارون الرأس وعيترون. وحصل اطلاق نار على الاهالي الذين يحاولون الوصول الى منازلهم على اطراف مدينة بنت جبيل من قبل الجنود الاسرائيليين المتمركزين في مارون الراس. واستهدف جيش الاحتلال ايضا ساحة بلدة الطيبة، وبلدة الخيام وسهل مرجعيون بالقذائف المدفعية، كما سمعت رشقات رشاشة في الخيام. في السياق ذاته، سجلت غارتان من طيران حربي على منطقة قعقعية الصنوبر قضاء صيدا. وزعم جيش الاحتلال انه استهدف مخزن صواريخ متوسطة المدى للحزب، وذكرت وكالة «اكسيوس» الاميركية ان اسرائيل ابلغت واشنطن بالغارة قبل تنفيذها؟! وجرح شخصان في بلدة مركبا، جراء استهداف ساحة البلدة، كما أطلقت دبابة ميركافا قذيفة على بلدة الوزاني. واستهدفت دبابة اسرائيلية أيضاً اطراف كفرشوبا بقذيفتين، كما استهدفت منطقة راس الضهر غرب ميس الجبل. كذلك حلقت المسيرات الإسرائيلية في أجواء الجنوب في خرق واضح للاتفاق.
ماكرون يتدخل…
وقد تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اتصالين هاتفيين من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جرى خلالهما عرض للأوضاع العامة والخطوات الأخيرة التي انتهجها لبنان في مساري وقف إطلاق النار والتحرشات الإسرائيلية كذلك التحضيرات للانتخابات الرئاسية، وقد وعد مكرون ببذل الجهد المطلوب بوقف الخروقات لمنع انهيار الاتفاق. وشددت «الخارجية الفرنسية» في بيان مساء امس على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية للبنان من دون تأخير، لافتة الى ان باريس منخرطة بشكل كامل في آلية لمراقبة اتفاق لبنان.
متى تلتزم اسرائيل؟
وفي هذا السياق، اقرت مصادر ديبلوماسية بان الاتفاق لا يجيز لإسرائيل التعامل بالنار على ما تعتبره خرقا للاتفاق، انما هناك لجنة اشراف والية لها تحدد الخروقات وتبلغ الأطراف حوله، وهذا ما تركز عليه الاتصالات الحالية، في ظل توقعات بألا يتم الالتزام بشكل صارم قبل انسحاب جنود الاحتلال من الاراضي اللبنانية وانتشار الجيش. لكن ما تفعله إسرائيل حاليا هو منع سكان القرى والبلدات القريبة من أماكن وجود الجيش الاسرائيلي من العودة لتفقد منازلهم في المنطقة.
تهديدات نتانياهو
وفيما قررت الجبهة الداخلية في إسرائيل، تخفيف القيود المفروضة في منطقة الشمال، عقد رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو مشاورات أمنية مساء امس بشأن جميع الجبهات، وحاول تهدئة الغضب في المستوطنات بالقول «لم أقل إن ما يجري في لبنان هو وقف للحرب بل وقف لإطلاق النار وقد يكون قصيرًا» واضاف «سنستغل وقف إطلاق النار في لبنان من أجل التسلح وتصنيع السلاح بشكل واسع».
غضب في مستوطنات الشمال
في هذا الوقت، ارتفعت الأصوات المعارضة في إسرائيل للاتفاق، بخاصة من قبل رؤساء المستوطنات في الشمال، وطالب هؤلاء بالقضاء على الحزب وفق وعود قدمها نتنياهو لهم في بداية الحرب، بينما يطرح اخرون انشاء منطقة عازلة داخل لبنان لمنع الهجمات، ويتحدث قادة المستوطنات عن هزيمة إسرائيلية في الشمال. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن جنود احتياط قاتلوا في لبنان بانهم محبطون من اتفاق اطلاق النار مع الحزب، وقالوا للصحيفة ان لا وجود للنصر المطلق الذي تحدث عنه نتنياهو. وأضاف الجنود للصحيفة ان اللبنانيين يعودون الى بيوتهم بينما سكان الشمال يعيشون في الفنادق، وان سكان الشمال لم يحصلوا على الامن الذي يستحقونه.
الاتفاق المخزي
من جهته قال رئيس مجلس مستوطنة المطلة «إن هذا الاتفاق مخز وسيكون هنا هدوء لأشهر وسنوات مقبلة ولكن سيحدث هنا 7 أكتوبر جديد في المستقبل، واعتقد ان حكومة نتنياهو اضاعت فرصة تاريخية للقيام بشيء مختلف في لبنان، وللأسف الشديد لم تحول الحكومة إنجازات الجيش المذهلة الى اتفاق جاد يجلب الهدوء ليس فقط لسكان الشمال بل لكل إسرائيل. من جهته، قال عضو الكنيست عن الليكود موشيه سعادة «إن إسرائيل باعت إنجازاتها العسكرية بثمن بخس لشراء هدوء وهمي.
الموقف الايراني ايجابي
وفي مقابل سوء النيات الاميركية –الاسرائيلية، تلقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، اتصالا هاتفيا من نظيره الإيراني عباس عراقجي، الذي أعرب عن ارتياح ودعم إيران لوقف إطلاق النار في لبنان. وقد شكره الوزير بوحبيب على الموقف الإيراني وأمل في استمرار الدعم لتطبيق الترتيبات المتفق عليها وفقا لقرار مجلس الامن ١٧٠١. كما أكد الوزير عراقجي على دعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته وعديده كي يتمكن من حفظ الأمن والاستقرار جنوب نهر الليطاني. وتوافق الوزيران أيضا على أهمية استقرار وبسط سلطة الدولة السورية على كامل أراضيها.
الحزب والثقة بالجيش
سياسيا حدد رئيس مجلس النواب نبيه بري 9 كانون الثاني موعدا لجلسة «مثمرة» لانتخاب رئيس جمهورية، سيدعو اليها السفراء، في اشارة قوية الى انها ستنتج رئيسا للبلاد، ثم اقرار التمديد للعمداء لمدة سنة في الجلسة النيابية العامة، وفي رأس القائمة قائد الجيش العماد جوزاف عون، وبعد الجلسة قطع عضو كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله الطريق امام «المصطادين في الماء العكر» واعلن ان الجيش هو صمّام السلم الأهلي ونريده أن يكون قوّياً». ودعا إلى «تسليح جيش دفاعي حقيقي»، لافتاً إلى أنّ «المشكلة لم تكن يوماً من الجيش بل من الدول المسؤولة عن تسليحه، ويجب أن يكون لدينا قرار وطني بدولة قويّة وبجيش لديه أحدث الأسلحة للتصدّي لأي خرق إسرائيلي».
جلسة الانتخاب حاسمة؟
من جهته اعتبر نائب رئيس المجلس الياس بو صعب ان جو التفاؤل بانتخاب رئيس الجمهورية زاد والتشريع كان ضروريا. أضاف «على ما يبدو الجلسة المقبلة ستكون حاسمة وجدية لانتخاب رئيس وسيدعو الرئيس بري كل الرسميين والسفراء وأعطى مهلة شهر للتشاور بين الفرقاء» ودعا الى عدم التلهي بالمناكفات وقال:»لنبنِ على الايجابية لانتخاب رئيس، لان الخلافات الداخلية ستعرقل انتخاب الرئيس الذي يدعو الى طاولة حوار للبت بالامور العالقة».
****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
إسرائيل تنتهك وقف إطلاق النار بخروقات متعددة
الشرق – في اليوم الثاني لوقف اطلاق النار وبعد التحذير الجديد الاسرائيلي الى اهالي عدة مناطق في الجنوب من التوجه اليها، أطلق الجيش الإسرائيلي قذيفة باتجاه أطراف بلدة عيتا الشعب ورشقات نارية باتجاه أطراف بلدتي مارون الرأس وعيترون، وأفيد بأن اطلاق نار حصل على الاهالي الذين يحاولون الوصول الى منازلهم على اطراف مدينة بنت جبيل من قبل جنود العدو المتمركزين في مارون الراس، واستهدف الجيش الاسرائيلي ايضا ساحة بلدة الطيبة، وبلدة الخيام وسهل مرجعيون بالقذائف المدفعية، كما سمعت رشقات رشاشة في الخيام.
ايضا، قال الجيش الإسرائيلي: يمنع بتاتًا التنقل أو الانتقال جنوب نهر الليطاني ابتداء من الساعة الخامسة مساء وحتى الساعة السابعة. في السياق ذاته، سجلت غارتان من طيران حربي على منطقة قعقعية الصنوبر قضاء صيدا. واعلنت القناة 14 الإسرائيلية: هاجمت قوات الجيش بطائرة مقاتلة منطقة صيدا في جنوب لبنان بعد رصد تهديد،وأفيد عن جرح شخصين في بلدة مركبا، جراء إستهداف الجيش الاسرائيلي للساحة فيها، وعملت جمعية الرسالة – فوج بني حيان على نقلهما إلى المستشفى، كما أطلقت دبابة ميركافا قذيفة على بلدة الوزاني، واستهدفت دبابة اسرائيلية أيضاً اطراف كفرشوبا بقذيفتين.
وكانت قد تعرضت بلدة عيتا الشعب ومدينة بنت جبيل ليلا، لقصف مدفعي اسرائيلي، كما سُجل تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل. من جهة أخرى، توجه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي رسالة لسكان لبنان، قائلاً «حتى إشعار آخر يحظر عليكم الانتقال جنوبًا إلى خط القرى التالية ومحيطها وأيضا داخل القرى نفسها: شبعا، الهبارية، مرجعيون، أرنون، يحمر، القنطرة، شقرا، برعشيت، ياطر، المنصوري. جيش الدفاع لا ينوي استهدافكم ولذلك يحظر عليكم في هذه المرحلة العودة إلى بيوتكم من هذا الخط جنوبًا حتى إشعار آخر. في المقابل صدر عن قيادة الجيش البيان الآتي: بتاريخَي ٢٧ و ٢٨/ ١١/ ٢٠٢٤، بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، أقدم العدو الإسرائيلي على خرق الاتفاق عدة مرات، من خلال الخروقات الجوية، واستهداف الأراضي اللبنانية بأسلحة مختلفة، تتابع قيادة الجيش هذه الخروقات بالتنسيق مع المراجع المختصة.
الوحدات العسكرية باشرت تنفيذ مهماتها في قطاع جنوب الليطاني
صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: في موازاة تعزيز انتشار الجيش في قطاع جنوب الليطاني بعد البدء بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، باشرت الوحدات العسكرية تنفيذ مهماتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، بما في ذلك الحواجز الظرفية، وعمليات فتح الطرقات وتفجير الذخائر غير المنفجرة. تأتي هذه المهمات في سياق الجهود المتواصلة التي يبذلها الجيش بهدف مواكبة حركة النازحين، ومساعدتهم على العودة إلى قراهم وبلداتهم، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم.
****************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
الهدنة على نار الخروقات
التمديد يطلق معركة الرئاسة
على وقع الخروقات في الجنوب وصل ليل أمس إلى بيروت الجنرال الأميركي الذي سيرأس لجنة المراقبة لوقف إطلاق النار، والتقى العماد جوزيف عون. أما سياسياً, حدد رئيس مجلس النواب نبيه بري التاسع من كانون الثاني المقبل موعداً لعقد جلسة هي الثالثة عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية. وما بين المفاعيل السياسة والأمنية لاتفاق الهدنة، خرقت جلسة التمديد سنة للضباط من رتبة عميد وما فوق المشهد من داخل مجلس النواب. هذه الجلسة تزامنت مع زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان وجولته على المسؤولين اللبنانيين بهدف تحريك الملف الرئاسي وإيصاله إلى خواتيمه.
إذاً التطورات الميدانية الأمنية بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لا تبعث على التفاؤل، ويُظهر أن الحزب وإسرائيل وإن وافقا على البنود فهما يعانيان من «عسر هضمها». الوضع الهش دفع برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إصدار تعليمات لجيشه بالاستعداد لحرب واسعة النطاق في لبنان في حال حدوث انتهاك. وأضاف في خلال مشاورات أمنية عقدها مساء أمس «لم أقل إن ما يجري في لبنان هو وقف للحرب بل وقف لإطلاق النار وقد يكون قصيراً».
تهديدات نتنياهو باستئناف الحرب على لبنان، وتجدد حالة النزوح باتجاه مدينة صيدا، وضعت من جديد مصير الاتفاق وورقة الضمانات الأميركية لإسرائيل والتي انفردت صحيفة «نداء الوطن» بنشرها على قاب قوسين من الانهيار والهشاشة في أي لحظة خلال مهلة الـ 60 يوماً والتي تعتبر بمثابة اختبار لجدية الحزب في الالتزام.
تجارب «الحزب» في نقض الاتفاقات والمواقف المتكررة الصادرة عن كوادره قد لا توحي بالجدية المطلوبة. فقد خرج عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» حسن فضل الله بموقف متناقض سلم فيه ببسط سلطة الدولة والدفاع عن أرضها، واحتفظ بحق المقاومة في الدفاع عن النفس مضيفاً «ان شباب المقاومة موجودون في الجنوب وعتادنا ننقله إلى الجنوب في وقت الحرب أمّا في الأيّام العاديّة فليس لدينا قواعد عسكريّة».
في العودة إلى جلسة التمديد، أقر مجلس النواب اقتراح قانون يتعلق بالتمديد سنة للضباط من رتبة عميد وما فوق، وغاب عن الجلسة أعضاء كتلة «التيار الوطني الحر». وجرى التمديد وفقاً لصيغة تلاها وأعدَّها نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، وعارضها خمسون نائباً هم: تكتل»الجمهورية القوية»، و»الكتائب اللبنانية»، و»الاعتدال الوطني»، و»نواب التغيير»، و»اللقاء الديمقراطي»، مطالبين بأن تكون شاملة. وبعد هرج ومرج أقر مجلس النواب اقتراح قانون معجل مكرر يتعلق بتعديلات على قانون القضاء العدلي أي التمديد سنة للقضاء الأعلى.
الملف الرئاسي بدوره تصدر المشهد السياسي الداخلي بعد تحديد الرئيس بري التاسع من كانون الثاني موعداً لجلسة رئاسية، تزامن ذلك مع اتصال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالرئيسين بري وميقاتي لمواكبة تنفيذ بنود وقف إطلاق النار والتحضير للملف الرئاسي، الذي كان الحاضر الأبرز في زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان ولقائه المسؤولين اللبنانيين ومن ثم اجتماعه باللجنة الخماسية في قصر الصنوبر.
مصادر متابعة للزيارة لفتت لـ «نداء الوطن» إلى أن «توقيت زيارة الدبلوماسي الفرنسي إشارة بحد ذاتها إلى أولوية انتخاب رئيس». تضيف المصادر «وصل في اليوم التالي لوقف إطلاق النار ليقول، حان الوقت لانتخاب رئيس من ضمن التسوية والتي تتطلب سلطة جديدة لقيادة البلد». وتعتبر المصادر أن «لودريان سيمارس الدور المطلوب منه لتسريع انتخاب رئيس من منطلق أن لبنان أمام فرصة تاريخية».
وعن مرشح المعارضة للرئاسة تقول المصادر «دخلنا مرحلة جديدة» تستدعي التفاهم على مساحة مشتركة، وفي هذا السياق بدأت المعارضة اتصالاتها للتوصل إلى إنتاج اسم وإن لم تنتجه ستكون المعارضة أمام سلة من الأسماء عناوينها السيادة والالتزام بتطبيق القرارات الدولية».
وعلى مسافة قريبة من تحذير نتنياهو لرئيس النظام السوري بشار الأسد بعدم اللعب بالنار، بدأت فصائل المعارضة السورية عملية عسكرية واسعة ضد قوات النظام والفصائل الموالية لإيران في ريف حلب الغربي. هذه التحركات المفاجئة تزامنت مع التعثر الذي نشأ على خط الاتصالات بين دمشق وأنقرة، بعد محاولات لتطبيع العلاقة بينهما.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :