عاد النازحون إلى قراهم التي نزحوا قبل أكثر من شهرين جرّاء العدوان الإسرائيلي الغاشم...
حاملين الأعلام والرايات الصفراء.. بالزغاريد والأناشيد عادوا إلى قراهم حيث تركوا قلوبهم وأرواحهم معلّقة في زوايا المنزل وبين الوديان والسهول والجبال...
تركوها وغادروها وهم موقنون أنهم عائدين إليها منتصرين.. مرفوعي الرأس... مؤمنين بحقيقة واحدة: في الساحات آلاف البنادق وآلاف العشاق والأوفياء وسيحفظون ودائعهم وكرامتهم وتراب قراهم...
عاد النازحون صباح اليوم إلى البقاع والجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت على الرغم من تحذيرات العدو، على الرغم من عدم التزامهم بال 60 يومًا التي فرضها اتفاق وقف اطلاق النار ليوجّهوا رسالة جديدة إلى العدو: هذه أرضنا.. هذه بيوتنا... هنا نحيا بكرامة وتبقى أنت العدوّ الذليل الذي يتملّك أرض لن يملكها يومًا بالقوة!
عاد أهل الأرض الذين افترشوا أرصفة الطرقات، وعاشوا في المدارس عائلات كاملة... الذين كانوا يغادرون منازلهم مع إنذارات العدوّ فيبتعدون عنها بعض الأمتار ويمسكون هواتفهم لالتقاط مشاهد الدمار و"رصد" الصاروخ او دراسة الزاوية التي نزل بها!
عاد أهل الكرامة والعزة إلى منازلهم ولم تزدهم الحرب إلا عزمًا وإصرارًا على الحفاظ على لبنان بأكمله دون أن ينتقص منه شبر واحد إيمانهم سرمدي بسيد المقاومة ووعوده وبذله حتى نفسه في سبيل النصر وكم كان حظّنا عظيمّا إذ حيينا "زمن ولّى فيه العزائم"!
هذه معجزة الشهادة! علّموا العربان الصامتة فنون "المرجلة": أنتم الذين رويتم أرضكم بالدماء حتى فاضت زهرًا.. أنتم الذين قطفتم الزيتون شهداء وجراح... أنتم الخلود في وديان الصمود وجبال الإباء وأنتم النسور الكاسرة التي تسقط أوهام العدو فتجرّ عليه أذيال الخيبة... انفضوا غبار الحرب فبكم تليق الحياة!
فمبارك النصر الذي كتبه رجال الله!
مبارك لكم النصر المبين!
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :