افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 15 نوفمبر 2024

افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 15 نوفمبر 2024

 

Telegram

 

"النهار":

كأنه لم تكفِ لبنان الكارثة الحربية التي توزع تداعياتها المدمّرة في كل الاتجاهات فجاءت ظاهرة ترهيب الصحافيين والإعلاميين وتخوينهم بممارسات التهديد الجسدي بعد محاولات الترهيب الاعلامي لتزيد المشهد قتامة. في تتابع سريع لهذه النمطية المتخلفة، تعرّض كل من الزملاء الإعلاميين والصحافيين نبيل المملوك ومحمد البابا وإيمان شويخ بأساليب متنوعة ومختلفة لضغوط ترهيبية لامست الضرب كما مع المملوك، والتهديدات السافرة المباشرة والتسبب بقطع الأرزاق كما مع البابا وشويخ، فيما لا يرف جفن سلطة ولا تجرؤ مرجعية على التشهير بـ”الممانعين” المشهورين بهذا الكار وبهذا الاحتراف الترهيبي.

 

وبالعودة إلى الدوامة الحربية ومع أن الزيارتين اللتين قامت بهما السفيرة الأميركية ليزا جونسون للسرايا الحكومية وعين التينة في يومين متعاقبين أوحتا بتواصل أميركي “مستجد” مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، استكمالاً لمساعي واشنطن ووساطتها في التوصل إلى اتفاق لوقف النار، بدا من المؤشرات الميدانية، كما من المعلومات الدبلوماسية، أنه لم يتم التوصل بعد جدياً إلى مسودة اتفاق ناجزة للتفاوض بما يفسر تريّث أو استبعاد قيام الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بجولة مكوكية جديدة بين إسرائيل ولبنان في الوقت الحالي. غير أن الأوساط المعنية في السرايا وعين التينة لم تستبعد أن تتبلغ مشروعاً ما من هوكشتاين في الساعات الـ 48 أو 72 المقبلة بما يشكل مؤشراً في حال حصوله إلى أن الادارة الأميركية الحالية ستمضي قدماً في وساطتها عبر هوكشتاين بدعم من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للتوصل إلى وقف النار على الجبهة اللبنانية. وتحدثت وسائل اعلام إسرائيلية أمس عن أن إسرائيل تنتظر رداً لبنانياً على مقترح وقف النار خلال 24 ساعة. كما نقل موقع اكسيوس عن مسؤول إسرائيلي أن الولايات المتحدة وإسرائيل متوافقتان في شأن اتفاق وقف النار في لبنان. ولكن مسؤولاً أميركياً أكد للموقع أن لا موعد لزيارة هوكشتاين إلى بيروت ولن يسافر إلى هناك إلا بعد التأكد من التوصل إلى اتفاق.

 

وأعلن وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، العضو في مجلس الوزراء الأمني، أنّ إسرائيل أقرب من أي وقت مضى، منذ بداية الحرب، إلى التوصل لاتفاق بشأن الأعمال القتالية مع “حزب الله”. لكنّه أضاف أنّ إسرائيل لا بد من أن تحتفظ بحرية تنفيذ العمليات داخل لبنان في حالة انتهاك أي اتفاق. وقال كوهين في مقابلة مع “رويترز”: “أعتقد أنّنا في مرحلة أقرب من أي وقت مضى إلى التوصل لترتيب منذ بداية الحرب”. وأضاف أنّه من نقاط الخلاف الرئيسية بالنسبة لإسرائيل هي “ضمان” احتفاظها بحرية تنفيذ العمليات إذا عاد “حزب الله” إلى المناطق الحدودية التي قد يشكل فيها تهديداً للبلدات الإسرائيلية. وتابع قائلاً: “سنكون أقلّ تساهلاً عمّا سبق مع محاولات إقامة معاقل في أراض قريبة من إسرائيل. ذلك ما سنكون عليه، وتلك بالتأكيد هي الكيفية التي سنتعامل بها”.

 

وبدأت التداعيات والنتائج الكارثية للحرب تتظهر تباعاً بحيث ألحق التصعيد في لبنان أضراراً بنحو 100 ألف وحدة سكنية، وفق ما أفاد تقرير صادر عن البنك الدولي أمس في حين تجاوزت الخسائر الاقتصادية في البلاد 5 مليارات دولار خلال أكثر من عام من القتال بين “حزب الله” وإسرائيل. وبحسب البنك الدولي، فقد تسبّب النزاع في تضرّر ما يقدر بـ99209 وحدات سكنية… ومن بين هذه الوحدات المتضررة، يُقدّر أنّ 18 في المئة مدمرة بالكامل، بينما 82 في المئة تعرّضت لأضرار جزئية”، وذلك بين 8 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 و27 تشرين الأول (أكتوبر) 2024″، مشيراً إلى أن “النزاع تسبب بخسائر اقتصادية بلغت قيمتها 5,1 مليارات دولار”.

 

اما على الصعيد الميداني وغداة  ليلة اخرى من ليالي الغارات العنيفة على الضاحية الجنوبية، كان اللافت أمس اعلان الجيش الإسرائيلي أن قوات “الفرقة 91” تشارك في توسيع نطاق الاجتياح البري في أطراف خط القرى الثاني في جنوب لبنان، وتعمل في مناطق جديدة لم يعمل فيها الجيش الإسرائيلي من قبل. وقال إنه، خلال العملية، عثر مقاتلو وحدة الكوماندوز، التابعة للفرقة، على منصة إطلاق تحتوي على 32 قاذف صواريخ، بالإضافة إلى مستودعات أسلحة وذخائر متعددة، فضلاً عن أنفاق تحت الأرض.

 

وتزامن ذلك مع تقارير تحدثت عن توسيع الجيش الإسرائيلي محاولات توغله على القطاعات الحدودية سعياً إلى اختراقات جديدة، وأشارت إلى بلوغ الاختراق أطراف بلدة شمع التي تشرف على مدينة صور وأن اشتباكات عنيفة جرت هناك. وحصلت مواجهات عنيفة صباحا بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي عند أطراف بلدة عيترون في اتجاه بلدة عيناتا في قضاء بنت جبيل وأفيد عن سقوط اصابات في صفوف جنود الجيش الإسرائيلي. وأعلن “حزب الله” في وقت لاحق أن اشتباكات عنيفة حصلت بين عناصر من الحزب والقوات الإسرائيلية عند محور طير حرفا – شمع وجرى استهداف آليات على تلة مقام النبي شمعون الصفا.

 

رافق ذلك توجيه الجيش الإسرائيلي انذارات متعاقبة إلى أهالي وسكان الضاحية الجنوبية مطالباً إياهم بالإخلاء الفوري، قبل أن يشرع في غارات عنيفة على عدد من المواقع، سبقها اطلاق نار في الشوارع المهددة لإخلائها. كما استهدفت الغارات بعد الظهر في شكل مركّز مدينة النبطية وسوقها التجاري بالإضافة إلى عدد كبير من البلدات. ثم استهدفت حي الشعب في مدينة بعلبك بغارة ما أدى بحسب ما أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة إلى سقوط 10 شهداء ورُفعت أشلاء من المكان يتم التحقق من هوية أصحابها إضافة إلى إصابة 13 آخرين بجروح.

 

دمار جراء الغارات الإسرائيلية على الشياح

وفي سياق متصل بالتداعيات الأمنية الداخلية للحرب أعلنت أمس مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي أنه “في إطار الاجراءات المتفق عليها لحماية المقيمين والنازحين، أوقفت القوى الأمنية والعسكرية والبلدية في منطقة راشيا، سيارة اشتبه بأمرها، وتم اتخاذ الاجراءات المطلوبة في مثل هذه الحالات”. أضاف البيان: “يهم الحزب التقدمي الإشتراكي التأكيد أن الأجهزة الأمنية والعسكرية والبلدية هي المرجعية المعنية، والتعاون والتنسيق في هذه الحالات مطلوب من جميع المعنيين”. وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لسكان راشيا يضبطون فانات محملة بالسلاح والصواريخ كانت تحاول الاختباء في المنطقة.

 

في المواقف الداخلية البارزة، أعلن البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في لقاء مع وفد من نقابة المحررين أنّه “لا يخاف على لبنان ولا على نظامه”، مشيراً إلى “أنّ الحل يكمن بمقايضات سياسية فلا أحد يشعر بالانتصار أو الانكسار”. وسأل، “أين الميثاقية في عمل الحكومة والمجلس النيابي طالما العنصر المسيحي مفقود، ورئيس الجمهورية غير موجود؟”.

 

وأشار إلى أن “المسيحيين غير مسؤولين عن عدم انتخاب الرئيس إنما على رئيس مجلس النواب فتح المجلس ودعوة النواب للانتخاب في جلسات متتالية”. وقال: “سنة وستة أشهر والمجلس مقفل ونعيش في لبنان ممارسات خارجة عن الدستور والمنطق وأنا كلياً ضد الاتفاق على اسم رئيس الجمهورية”. وأعلن أنّ لجنة متابعة للقمة الروحية ستبصر النور لتبدأ بالعمل على ملف النازحين. ودعا إلى مؤتمر وطني دولي بثلاثة عناوين: “أولاً، تطبيق اتفاق الطائف بنصه وروحه، وثانياً، تطبيق القرارات الدولية، وثالثاً، اعلان حياد لبنان”.

وقال: “لم يدعني قداسة البابا إلى الاستقالة ولا إلى التحضير لها وعدم مشاركتي في السينودوس أنا طلبته وسميّت المطران بولس روحانا لتمثيلي لأنه ممسك بالملف”.

 

 

 

 "الأخبار":

بلغت المناورة الأميركية – الإسرائيلية ذروة أولى لها، تمثّلت في تسليم السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون الرئيس نبيه بري مسوّدة «اتفاق لوقف إطلاق النار» بين لبنان وإسرائيل. وفي مداولات أولية مع متابعين، تبيّن أن المسوّدة هي فعلياً حصيلة تفاهم أميركي – إسرائيلي من جانب واحد، يتعلق بترتيبات أمنية طلبتها إسرائيل، وقام الأميركيون بنقلها إلى لبنان على شكل مقترح. لكنّ الصيغة كما يجري الحديث تجعل العرض ابتزازياً، وتُطرح على قاعدة «إما القبول بها أو الاستمرار في الحرب بوتيرة أعلى وأشد في الأشهر المقبلة».

وفي وقت حاول الجانبان الأميركي والإسرائيلي اعتبار «الكرة في ملعب لبنان»، فإن ما رشح عنها يشير إلى أن المقترح يضيف إلى القرار 1701 آلية جديدة «للإشراف وضمان تنفيذ القرار»، إضافة إلى ضمانات تطلبها إسرائيل لعدم تسليح «حزب الله» نفسه من جديد. وبحسب ما تسرّب عبر مصادر دبلوماسية فإن «إسرائيل تريد ضمانات دولية بتفكيك كل البنى العسكرية لحزب الله فوق الأرض أو تحتها، مع انتشار للجيش اللبناني معزَّزاً مع «اليونيفل» ويكون له الإشراف على المعابر الحدودية والمرافق البحرية والجوية». أما بقية البنود فهي تشكّل ما سبق أن أشير إليه، لجهة إعلان وقف فوري وشامل لإطلاق النار، على أن يباشر الجيش اللبناني نشر قوات إضافية في المنطقة، فيما تكون إسرائيل قد خرجت من كل الأراضي اللبنانية التي دخلتها بعد بدء العدوان البري، على أن يصار إلى تعزيز تدريجي للجيش للوصول إلى نشر تسعة آلاف جندي، بالتوازي مع تعزيز عديد القوات الدولية العاملة في الجنوب.

وكشفت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» أن «النقاش الجدي عادَ بين الرئيس بري والأميركيين وأن هناك أخذاً وردّاً بشأن الاتفاق، لكنّ الأمور لم تصِل إلى مراحلها النهائية كما يقول الإسرائيليون». وقالت المصادر إن «أفكاراً واقتراحات تجري مناقشتها مع لبنان»، وإن النقاط العالقة تتصل بالبند المتعلق بـ«تشكيل لجنة دولية ستنضم إليها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودولة رابعة قد تكون عربية (يُحكى عن دور للأردن في هذا المجال) تتولى مراقبة تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته»، إذ إن «الإشكالية الأساسية مرتبطة أولاً بعضوية الدول الأجنبية في اللجنة، وكذلك حول طبيعة الدور المنوط باللجنة الرقابية ودورها ومن هي الجهة التي ستؤول إليها المهمة، علماً أن هناك مهمات ترى إسرائيل أنها فقط هي من تستطيع القيام بها فضلاً عن الضمانات التي تطلبها براً وبحراً وجواً، والحديث كله هنا عن جنوب الليطاني»، خصوصاً أن «إسرائيل تصر على أنّ الاتفاق يسقط في حال لم يقم الجيش اللبناني بالدور المطلوب منه وحينها ستعيد شنّ هجماتها على لبنان».

وفي إسرائيل حيث تواصلت التسريبات حول «قرب التوصل إلى اتفاق»، يركّز قادة العدو على أن إسرائيل «حصلت على ضمانات أميركية بأن يبقى لها حق التصرف في حال لم يجر تطبيق القرار عبر اللجنة المشتركة»، علماً أن لبنان كان قد أبدى عدم ممانعته بتوسيع لجنة الإشراف على تنفيذ القرار، بحيث ينضم ممثلان عن الولايات المتحدة وفرنسا إلى اللجنة الحالية التي تضم لبنان وإسرائيل والأمم المتحدة.

وفي السياق، كشفت مصادر دبلوماسية لـ«الأخبار» أن «التصور الجديد للتهدئة وفق مقترح أميركي محدد بخصوص قطاع غزة ولبنان، جرت مناقشته بين المسؤولين المصريين ونظرائهم الأميركيين في اليومين الماضيين». وناقش وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، بعض تفاصيل المقترح خلال زيارته إلى بيروت التي التقى فيها أطرافاً عدة. ويأتي هذا ضمن المناقشات الموسّعة التي تسعى القاهرة للانخراط فيها مع الأطراف اللبنانية.

وبحسب مسؤول مصري، فإن «العمليات العسكرية التي ينفذها حزب الله في الجنوب تدفع بشكل واضح نحو التهدئة»، مؤكداً أن «جزءاً من الأزمة اليوم لا يكمن فقط في المماطلة الإسرائيلية ولكن في عدم وجود مرجعية ضغط قوية، بما يعني أن كل فرص التفاؤل التي ظهرت أخيراً يمكن أن تتبدّد في لحظات». وأضاف أن «عودة إسرائيل لتنفيذ غارات في الضاحية الجنوبية خلال الساعات الماضية ربما تأتي في إطار إنهاء ما تعتقد تل أبيب بأنه آخر مقار لحزب الله في تلك المنطقة»، لافتاً في الوقت نفسه، إلى أن «الجزء الآخر المعيق للتفاوض يتمثل في تغير مواقف المفاوضين الإسرائيليين بناءً على ما يتلقّونه من معلومات متضاربة».

وتواصلت أمس التصريحات والتسريبات الإسرائيلية، إذ قال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، العضو في مجلس الوزراء الأمني، إن «إسرائيل أقرب من أي وقت مضى، منذ بداية الحرب، إلى التوصل إلى اتفاق بشأن الأعمال القتالية مع جماعة حزب الله»، لكنه أضاف أن إسرائيل لا بد أن تحتفظ بحرية تنفيذ العمليات داخل لبنان في حال انتهاك أي اتفاق، وفق ما نقلته وكالة «رويترز». وكشف كوهين أن «من نقاط الخلاف الرئيسية بالنسبة إلى إسرائيل ضمان احتفاظها بحرية تنفيذ العمليات إذا عاد حزب الله إلى المناطق الحدودية التي قد يشكل فيها تهديداً للبلدات الإسرائيلية، قائلاً: «سنكون أقل تساهلاً عما سبق مع محاولات إقامة معاقل في أراض قريبة من إسرائيل. ذلك ما سنكون عليه، وتلك بالتأكيد هي الكيفية التي سنتعامل بها».

ونقل موقع «إكسيوس» عن مسؤول إسرائيلي أن «الولايات المتحدة وإسرائيل متوافقتان بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وعلى واشنطن أن تتوصّل إلى تفاهم مع اللبنانيين»، فيما قال مسؤول أميركي للموقع نفسه إن «محادثات وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في واشنطن كانت جيدة جداً»، زاعماً بأن «محادثات ديرمر عالجت معظم الخلافات مع تل أبيب بشأن اتفاق وقف إطلاق نار في لبنان». وأضاف المسؤول أن «المحادثات عالجت أيضاً خلافاً بشأن الضمانات التي طلبتها إسرائيل بشأن عملها بلبنان»، لكن «لا موعد لزيارة عاموس هوكشتين إلى بيروت ولن يسافر إلى هناك إلا بعد التأكد من التوصل إلى اتفاق». ونقل موقع «واللا» عن مسؤول أميركي أن «نقاشات واشنطن ركّزت على الاتفاق بين لبنان وإسرائيل وضمان أميركي لحرية العمل في لبنان». وقال مسؤول آخر لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن «التقدم قد تم إحرازه، والآن تتحدث إسرائيل إلى الولايات المتحدة بشأن رسائل لترسيخ قدرتنا وشرعيتنا على العمل ضد أي تهديد من لبنان». وقال: «إذا كانت هناك أي محاولات لإطلاق النار علينا، أو بناء جيشهم، أو إدخال أسلحة عبر سوريا، فسنتحرك».

من جهته نقل موقع «واينت» عن مسؤول إسرائيلي كبير أنه «في قلب الاتصالات توجد وثيقة جانبية تهدف إلى ضمان حرية إسرائيل في التصرف في حال حدوث انتهاكات من جانب لبنان»، وشدّد على أن «هذا هو الأمر الأكثر أهمية بالنسبة إلى إسرائيل». ونقلت القناة 14 الإسرائيلية عن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن «هدفنا هو نزع سلاح حزب الله حتى الليطاني ومنع تعزيز قوته»، وإن «كان هدفنا في غزة تدمير حماس لكنّ الأمر في لبنان مختلف، ونحن لا نهدف إلى تدمير حزب الله، إذا كان ممكناً التوصل معه إلى اتفاق يعيد السكان ويلبّي شروطنا». وبينما لفتت القناة نفسها إلى أن «نتنياهو يعقد مشاورة أمنية محدودة في مكتبه في هذه اللحظات على خلفية محادثات التسوية مع لبنان»، أشارت قناة «كان» العبرية إلى أن «التقديرات تؤكد قدرة حزب الله على خوض حرب استنزاف لأشهر طويلة».

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر أنه «في إطار التسوية المقترحة ستقوم الولايات المتحدة مع فرنسا بتسليح الجيش اللبناني بهدف تعزيز وجوده في مناطق جنوب نهر الليطاني ومنع أي أنشطة لحزب الله»، لافتة إلى أن «رد حزب الله على مقترح التسوية سيأتي في غضون أيام قليلة». ونقلت الصحيفة نفسها عن مصدر أميركي قوله إن «احتمال التوصل إلى تسوية مع لبنان أكبر من احتمال إنجاز صفقة تبادل أسرى تعيد المحتجزين في قطاع غزة».

 

 

 

"الجمهورية":

بعد مرور حوالى شهر ونصف على بدء العملية البرّية الإسرائيلية على لبنان، وذلك في الأول من تشرين الأول 2024، لا تزال قوات جيش الاحتلال الإسرائيلية تتمركز على بُعد عشرات الأمتار من الحدود الشمالية للدولة العبرية.

وعلى رغم من الحملات الدعائية التي قام بها جيش العدو من تصوير لجنوده على تخوم بلدات لبنانية وداخل أحيائها، إذ إنّ عمليات التصوير هذه كانت موجّهة للداخل الإسرائيلي، وذلك لرفع المعنويات، فما أن ينتهي التصوير حتى تتراجع الدبابات محمّلة بالجنود إلى داخل الكيان.

وعلى رغم من كل ذلك، وبعد الخسائر الجسيمة التي أصابت جيش العدو وجنوده، التي أدّت إلى قتل العديد منهم مع تدمير أكثر من 40 دبابة ميركافا، هذه الدبابة التي تشكّل مفخرة الصناعات الحربية الإسرائيلية، شهدت الجبهة الشمالية عدم إقبال جنود الاحتياط على الالتحاق بوحداتهم القتالية.

لقد زجّ العدو بأكثر من 6 فرق قتالية على الجبهة الشمالية، وتضمّ حوالى 50,000 جندي، وكل هذه الفرق مع ما تتمتع به من تغطية جوية وأساطيل بحرّية لا مثيل لها، لم تستطع التقدّم، واحتلال بضع بلدات في الجنوب اللبناني، بل إنّ عملياتها اقتصرت على الغارات المدمّرة التي أصابت البنى التحتية المدنية، والتي أدّت إلى دمار لم تشهده أوروبا حتى إبان الحرب العالمية الثانية، والتي نتج منها تهجيراً ممنهجاً لأكثر من مليون وأربعمائة ألف مواطن لبناني.

 

أهداف قديمة وخطط جديدة

لم تنفع الخطط العسكرية للعدو الصهيوني باختراق خط الجبهة، وذلك على رغم من مشاركة جنرالات الجيش الأميركي، ولا سيما القيادة الوسطى التي تشرف على العمليات العسكرية بحجة التنسيق مع الجيش الإسرائيلي والدفاع عن الكيان الصهيوني، وقد حدا ذلك بقيادة جيش العدو لوضع خطط جديدة لعمليات الاختراق البري، هذه الخطط التي قد تتضمّن رؤيا جديدة للعمليات ومداها الجغرافي، في محاولة لإنقاذ ماء الوجه للعدو الذي بات محشوراً في الزاوية، وقد انعكس ذلك تدميراً لصورة الجيش الذي لا يُقهَر وفقدان ما كان يُعرف به من قوة المباغتة، فكل العمليات باتت مكشوفة، وفي كثير من الأحيان هنالك استعادة لسيناريوهات وخطط عسكرية سبق لجيش الاحتلال أن اختبرها إبان حرب العام 2006، وكأنّ العدو يحاول الانتقام لما حدث له من إخفاقات إبان هذه الحرب، فهو لا يريد استعادة معارك وادي الحجير، حيث تحطّمت دبابات الميركافا وانقلبت على ظهرها تحت ضربات المقاومين، وكذلك هو لا يُريد استعادة معارك مارون الراس وبنت جبيل والخيام.

من هنا، فإنّ الجيش الإسرائيلي ينكفئ عن مخاطرة التقدّم، وكأنّ عقدة حرب 2006 تتحكّم بكل أدائه. هذه الحرب التي انعكست على الاستراتيجيا الإسرائيلية، والتي أخرجت دبابات الميركافا من المعركة، ممّا أثّر على مبيعاتها في دول عدة التي ألغت عقودها مع الدولة العبرية.

 

رخصة للقتل

في مقابل هذه الإخفاقات، راحت قوات العدو تكثّف من غاراتها لتبلغ مجمل نواحي الوطن. وبان للقاصي والداني أنّ المقصود هو لبنان لا أكثر ولا أقل. فمن الجنوب إلى الضاحية والشمال والبقاع وصولاً إلى أقاصي عكار وعلى بُعد أكثر من 150 كم من الحدود، تشتدّ الاستهدافات وتزداد قوة القنابل المستعملة، ولم توفّر القذائف العنقودية والانشطارية وقذائف الفوسفور الأبيض وتلك المشبّعة باليورانيوم، وكلّها قذائف محرّمة دولياً، المناطق السكنية، ولا سيما أماكن النزوح، في صورة سوريالية يتشارك فيها الجميع في هذه الجريمة الهمجية التي لم تشهد لها الحروب مثيلاً لها.

فلا شيء، لا شيء على الإطلاق يبرّر هذه الوحشية لجيش العدو وداعميه، ويبدو أنّ الإسرائيلي يستفيد من الفترة الزمنية بين أفول بايدن واستلام ترامب لصلاحياته الدستورية في العشرين من كانون الثاني من العام 2025، هذه الفترة التي تُعرف بـ»البطة العرجاء» أي Lame duck. وقد منحت الإدارة القديمة لنتنياهو رخصة للقتل خلال هذه الفترة.

 

إطمئنوا قوات الجحيم لن تقوى على لبنان

إنّه مذكور في الكتاب المقدّس في (تثنية الاشتراع) من العهد القديم، أنّ «موسى نظر إلى الشمال، نحو جبال لبنان وقال: «وهذا الجبل؟» أجاب الله وقال: «أغمض عينيك، هذا الجبل هو وقفٌ لي، لن تطأه قدماك لا أنت ولا الذي سيأتي من بعدك». وهكذا، فلبنان هو وقفُ الله الآن وإلى الأزل، ولن تستطيع أن تطأه لا أقدام أتباع موسى ولا جنوده.

 

 

 

"الديار":

لم تعد الوقائع الميدانية، والمناورات الديبلوماسية، والتسريبات الاعلامية، تحتاج الى تفسيرات او تأويلات، فما يحصل ضغط اميركي – اسرائيلي بالنار على المقاومة والدولة اللبنانية لفرض اتفاق غير متوازن، ترجمته العملية الاستسلام لقضاء وقدر حكومة اليمين المتطرفة التي يواصل جيشها حرب الابادة المفتوحة وفق اجندة دولية – اقليمية للقضاء على حركات المقاومة في المنطقة تمهيدا لشن عدوان كبير على ايران يسعى رئيس حكومة العدو «لانهاء المهمة» في الفترة الفاصلة التي تسبق تسلم دونالد ترامب لمنصبه في كانون الثاني المقبل.

 

الترجمة العملية لهذه المهمة «القذرة» ترجمت ميدانيا بغارات انتقامية على الابنية السكنية في النبطية، وبعلبك، وصور، ومحاولات غزو بري، تزامنا مع تحرك اميركي عبر السفيرة في بيروت لجس نبض لبنان ازاء شروط وقف النار. وكانت الحصة الكبرى للضاحية الجنوبية، إذ تجاوزت الغارات الاربعين غارة خلال ساعات معدودة حيث توسعت الاستهدافات لتشمل على نحو كثيف منطقتي الغبيري والشياح، وقد استهدفت قوات الاحتلال طواقم اسعافية في عربصاليم في الجنوب، ودورس في البقاع، حيث سقط عشرات الشهداء والجرحى في صفوفهم، فيما تحاول قوات العدو التوغل برا الى عمق نحو 7 كلم من ثلاثة محاور وتواجه مقاومة شديدة ادت الى سقوط عشرات القتلى والجرحى من ضباط جنود الاحتلال، ودفعت وسائل اعلام العدو الى التساؤل عن جدوى الكلفة العالية فيما لا تزال صواريخ ومسيرات حزب الله تضرب العمق الصهيوني، وسط شكوك كبيرة في قدرة جيش الاحتلال على  تنفيذ المهمة.

 

هدية لترامب

وهكذا، فان الحديث عن كون وقف النار المفترض سيكون»هدية» من نتانياهو لترامب قبيل موعد تنصيبه، يحمل في طياته الكثير من الدماء والدموع والخراب في لبنان، وسيدفع العدو ايضا الكثير من الدماء والخراب والدموع في ظل الاحداث الصعبة المتتالية مع بدء الجيش الاسرائيلي المرحلة الثانية من توغله، وكان لافتا الاعلان عن تجهيز 600 قبر لجنود الاحتلال في مقبرة مستحدثة في القدس المحتلة. وبحسب صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية فان مساعدًا مقرّبًا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخبر ترامب وصهره جاريد كوشنر أن إسرائيل تعمل على خطة وقف إطلاق النار في لبنان، بهدف تقديم إنجاز مبكّر في السياسة الخارجية للرئيس المنتخب. وقال مسؤول إسرائيلي: هناك تفاهم على أن إسرائيل ستقدّم هدية ما لترامب، وأن هناك تفاهمًا بشأن لبنان بحلول كانون الثاني.

 

لا راية بيضاء

لكن لن تحصل اسرائيل ومعها اميركا على رفع «للراية البيضاء» بعدما دفعت المقاومة وبيئتها اثمانا كبيرة ولم يعد لديها ما تخسره، وهو امر ابلغه رئيس مجلس النواب نبيه بري الى السفيرة الاميركية ليزا جونسن امس، والتي حملت معها المسودة الاميركية الاسرائيلية، التي لم تحمل وفق مصادر اميركية اشارات واضحة حول تعديلات على ال1701، لكن بري ابلغها مجددا رفض اي تعديل للقرار 1701، ووفق مصادر مطلعة، كان بري واضحا في كلامه وابلغ جونسن التي كانت تراهن على ليونة ما تسمح بعودة عاموس هوكشتاين الى بيروت،» ان الرهان على المزيد من القتل والتدمير لن يجدي نفعا، والاصرار على حصول اسرائيل على حرية التحرك داخل لبنان طرح غير واقعي، ولا ينسجم ابدا مع موازين القوى على الارض، ولن تجد واشنطن من يقبله مهما طال الزمن، واذا كانت اسرائيل قادرة على تحمل كلفة الاحتلال مجددا فعليها ان تتحمل مسؤولية مغامراتها الدموية». اما اذا تم الالتزام بالافكار التي نوقشت مع هوكشتاين دون اي تعديلات فان الامر قابل للتطبيق، ويبقى الخوف من التفاصيل حيث تكمن «الشياطين»، اما مسألة الهدنة المؤقتة، فلها شروط غير واضحة حتى الان.

 

الترويج لوقف النار

في هذا الوقت، واصل اعلام العدو الترويج لوقف للنار قريب مع لبنان، واشارت القناة 12 الإسرائيلية الى أنّ إسرائيل تنتظر ردّاً لبنانيّاً على مقترح لوقف إطلاق النار خلال 24 ساعة. واشارت الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي  سيناقشان مع حزب الله المقترح الأميركي لوقف النار.

 

متى يعود هوكشتاين؟

وفي هذا السياق، نقل موقع «أكسيوس» الاميركي عن مسؤول إسرائيليّ قوله إن الولايات المتحدة وإسرائيل، متوافقتان بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وأن على أميركا التوصل إلى تفاهم مع اللبنانيين حوله، كما نقل الموقع عن مسؤول أميركي تأكيد أن لا موعد لزيارة الموفد الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت، مشيراً الى أن الأخير لن يسافر إلى هناك إلّا بعد التأكّد من التوصّل الى اتفاق.

 

صيغة الاتفاق لم تكتمل

من جهته، اكد موقع «والا» الاسرائيلي أن محادثات وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي في واشنطن كانت جيدة جداً وأغلقت معظم الفجوات، مشيراً إلى أن نقاشات واشنطن ركزت على الاتفاق بين لبنان وإسرائيل وضمان أميركي لحرية العمل في لبنان. واوضحت أن صيغة الاتفاق بين لبنان وإسرائيل لم تكتمل لكنها قريبة.

 

ماذا يحمل لاريجاني؟

وسط هذه الاجواء يزور بيروت اليوم كبير مستشاري المرشد  الإيراني، علي لاريجاني، ويلتقي بري وميقاتي وعددا من النواب ورؤساء الاحزاب. ووفقا لمصادر ديبلوماسية، فهو يحمل رسالة دعم مهمة للموقف الرسمي اللبناني، وللمقاومة، في هذه الظروف الصعبة، فإضافة الى تأكيد التزام ايران بالمساهمة في اعادة الاعمار، فان لاريجاني سيؤكد دعم بلاده للموقف اللبناني بعدم القبول بتعديل القرار 1701والاستمرار في مد المقاومة بما تحتاج اليه لمواجهة العدوان الاسرائيلي.

 

الاهداف الاسرائيلية

من جهتها، كشفت صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية عن الاهداف الاسرائيلية، واشارت الى ان الجيش الإسرائيلي يعمل الآن على تحقيق ثلاثة أهداف عسكرية: الأول، ممارسة ضغط عسكري للمضي بتسوية بصيغة قرار الأمم المتحدة 1701 زائد. والزائد هو قدرة الجيش الإسرائيلي على فرض التسوية بقوة إذا لم يقم جيش لبنان واليونيفيل بمهمته. ولفتت الى ان حزب الله الذي يمثله رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، يحاول من خلال حرب الاستنزاف التي يخوضها الآن على الجبهة الإسرائيلية الداخلية أن يمنع حكومة لبنان من تقديم تنازلات لإسرائيل ولتخفيف حدة الموقف الإسرائيلي، وأساساً في مسألة فرض تجريد منطقة التماس المجاورة للحدود وجنوب لبنان حتى الليطاني. واشارت الصحيفة الى ان لدى حزب الله ما يكفي لجعل الملايين من سكان إسرائيل يهرعون إلى الملاجئ كل يوم. ومن ناحيته هذا إنجاز يستنزف قوة الإرادة الإسرائيلية وقد يتسبب بتخفيف حدة مطالب إسرائيل في المفاوضات الجارية. واقرت الصحيفة انه في كل مرحلة جديدة في الحرب، يدفع ضباط وجنود الجيش ثمناً باهظا، وقالت ان حزب الله تمترس في قرى الخط الثاني، وتعلم أساليب العمل ونظم خلاياه المقاومة في منازل القرى.

 

هذيان كاتس

وفي سياق متصل بالتخبط الاسرائيلي حيال التعامل مع الجبهة اللبنانية، تندر الاسرائيليون بالامس على تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس الذي اعلن من قيادة الجبهة الشمالية ان هدف الحرب إبعاد حزب الله خلف الليطاني وتجريده من السلاح. وكان لافتا انه في اللحظة التي قال فيها تجريد حزب الله من السلاح، التفت إليه رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي بشكل مفاجئ، واسترق نظرات في الموجودين، وبعدها قام بحك وجهه بصورة غريبة، توحي بالصدمة مما قاله، وعدم صدقية ما قاله على أرض الواقع. وفيما اوضح كاتس لاحقا انه يقصد نزع السلاح على الحدود، أثارت ردود فعل هاليفي العديد من التعليقات الساخرة في المواقع الإسرائيلية، حيث كتب حساب «حدشوت بزمان» الإخباري: شاهدوا وجه رئيس الأركان عندما سمع وزير الدفاع وهو يهذي عن هدف نزع سلاح حزب الله. وأضاف: هل هناك احتمال أن يكون وزير الدفاع إندونيسيًا أم أنه منفصل تمامًا عن الواقع؟ أم أنه يعلم شيئًا سريًا جدا ويجب عليه الانطلاق إلى كوكب آخر؟

 

خطر ترامب؟

ولا يبدو ان ثمة اجماعا في اسرائيل حول العلاقة مع الرئيس الاميركي المنتخب، فصحيفة «هارتس» اكدت ان هذه الأيام حزينة وخطرة للمجتمع الدولي، وللولايات المتحدة وإسرائيل الحليفة المقربة. الولايات المتحدة انتخبت شخصاً يراه مقربوه فاشياً، لا يصلح أن يكون رئيساً، لديه علامات على تدهور المعرفة. وكنرجسي، فإنه شخص متقلب ويرغب في الانتقام، ولا نعرف أي ترامب سنلتقي هذه المرة، لا سيما عندما يكون متحرراً من أي اعتبارات سياسية وأي توازنات وكوابح تقليدية. وقالت «ترامب سيطر في السابق على المحكمة العليا ضامناً أغلبية في مجلس الشيوخ، ويبدو في مجلس النواب أيضاً، أي أن لديه سيطرة على السلطات الثلاث، وهذا هو حلم رئيس الحكومة نتنياهو». ويتوقع لإسرائيل وللإدارة الأميركية أجندة حافلة بالقضايا الحاسمة. وخلافاً للرأي السائد، بشكل عام، لا يتوقع أن تكون فترة ذهبية لإسرائيل مع ترامب. والمجالات التي ستحصل على فترة ذهبية كما يبدو، فلن يكون الأمر بالضرورة في مصلحتنا. فالتزامه لنتنياهو نفعي بالأساس، وترامب غاضب من يهود أميركا، الذين لم يعترفوا بجميله وصوتوا للحزب الديموقراطي، بل ويحقد على نتنياهو لأنه تجرأ على تهنئة بايدن فور فوزه في حينه.

 

الاعتداءات الهمجية

وفيما اعلن البنك الدولي ان خسائر لبنان خلال عام بسبب الحرب بلغت 5 مليار دولار، واشار الى ان نحو 100 ألف وحدة سكنية متضررة، شنت قوات الاحتلال في الصباح وبعد الظهر غارات عنيفة على الاحياء السكنية في الضاحية الجنوبية كان اعنفها على الشوفيات العمروسية، وكذلك على الغبيري والشياح، كما شنن الطيران المعادي غارات عنيفة على مركّز مدينة النبطية وسوقها التجاري، اضافة الى عدد كبير من البلدات. كما جرى استهداف حي الشعب في مدينة بعلبك بغارة، ما ادى الى مجزرة ذهب ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.

 

تدمير قناة طه

وفي سياق العدوانية الاسرائيلية، اغار الطيران الحربي على قناة تلفزيونية متخصصة في برامج الأطفال في الضاحية الجنوبية، ما أدى إلى تدميرها. وقال رئيس لجنة الإعلام والاتصالات النائب إبراهيم الموسوي ان قوات الاحتلال توغل في إجرامها المتمادي ضد الأصوات الإعلامية الحرة. كما دانت العلاقات الاعلامية في حزب الله استهداف العدو مبنى قناة طه للأطفال وتدميره، وقالت انه محاولة لطمس الصوت الذي يسعى لإدخال البهجة إلى قلوب الأطفال الأبرياء ورسم البسمة على وجوههم، وهو انتهاك سافر لكل المواثيق الدولية والشرائع السماوية التي تضمن للطفل حقه في الحياة والتعليم والأمان.

 

رد المقاومة

في غضون ذلك، خاض مقاتلو حزب الله منذ صباح امس مواجهات عنيفة مع قوات النخبة في جيش العدو عند اطراف بلدة عيترون باتجاه بلدة عيناتا في قضاء بنت جبيل. وأفيد عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف جنود الجيش الاسرائيلي حيث تحدثت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن حادث صعب جدا، واعلن لاحقا عن مقتل ضابطتين وجرح آخرين من لواء غولاني في حصيلة مرشحة للارتفاع. كما استهدفت المقاومة برشقات صاروخية تجمعات لقوات الاحتلال بين بلدتي حولا ومركبا شرقا واستهدفت برشقة صاروخية موقع جل العلام الحدودي. وقصفت نهاريا، ومستوطنات يسود هامعلاه وثكنة دوفيف والمنارة وديشون وقاعدة لوجستية للفرقة 146 في جيش العدو شرق مستوطنة نتيف هشايارا ومدينة نهاريا بصليتين صاروخيتين.

 

حرب المسيرات

ومع ساعات المساء دوت صفارات الانذار من راس الناقورة وصولا الى حيفا في حدث دام نحو 40 دقيقة، مع فشل التصدي للمسيرات التي وصلت الى قيسارية وجنوب شرق حيفا والكريوت واصابت اهدافها، حيث اعترف جيش الاحتلال بجرح جنديين بجروح خطرة في احدى الثكنات المستهدفة في حيفا. وقد اسقط حزب الله طائرة مسيرة من نوع «هرمز 450» في اجواء القطاع الشرقي. ووسط استنزاف في عديد جيش الاحتلال بعد الاعلان عن امتناع 40 الف عن الالتحاق بصفوف الجيش، اكد المراسل العسكري في القناة 12 الون بن ديفيد ان من يظن ان الاثمان لن تكون باهظة في لبنان فهو واهم.

 

تورط قوات «اليونيفيل»

وفي سياق متصل بتورط قوات «اليونيفيل» في مساعدة قوات الاحتلال الاسرائيلي في عدوانه المتواصل، حاولت دورية مؤللة في احدى القرى الجنوبية مصادرة اسلحة للمقاومة في نقطة مفتوحة الى جانب الطريق، وهو ما منعها عدد من الشبان في المنطقة من القيام به. وفي بيان لها قالت «اليونيفيل»  إن شخصين أو ثلاثة أشخاص مجهولين أطلقوا نحو 30 رصاصة باتجاه جنود حفظ السلام الذين ردوا بإطلاق النار ومن ثم تابعوا سيرهم إلى الأمان.

 

شبهات وعلامات استفهام

وفي موقف تحوم حوله الكثير من علامة الاستفهام والشبهات حول انزال البترون، نفت الحكومة الألمانية صحة التقارير، التي تتهم الجنود الألمان بالتعاون مع «إسرائيل». وقالت وزارة الدفاع الألمانية ان «وسائل الإعلام المقربة من حزب الله في لبنان تنشر رواية مفادها أن ألمانيا وقوة المهام البحرية التابعة للأمم المتحدة التي تقودها ألمانيا تدخلت في عمليات القتال في لبنان لمصلحة إسرائيل. الحكومة الألمانية تنفي بصورة قاطعة هذه الاتهامات». ولفتت الى ان هيئة الرادار الساحلية اللبنانية الممولة من ألمانيا يديرها جنود لبنانيون، والجيش اللبناني هو الذي يحدد ويسيطر على ما يحدث للمعلومات التي يتم الحصول عليها من محطات الرادار ومن يستقبلها، وليس لدى فرقة العمل البحرية أي اتصال مباشر مع الجيش الإسرائيلي، لا يتم تمرير معلومات عن الوضع…

 

النفاق الالماني

وفي السياق نفسه، رفضت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اقتراح الممثل الاعلى للشؤون الخارجية والسياسية للاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل تعليق الحوار السياسي المنتظم مع إسرائيل، كرد فعل على الحرب القائمة في قطاع غزة ولبنان. وزعمت وزارة الخارجية الألمانية ردا على خطط بوريل: نحن دائما نؤيد الحفاظ على قنوات الحوار مفتوحة. وينطبق هذا، بالطبع، على إسرائيل أيضا.

 

 

 

"نداء الوطن":

واضحة معالم السياسة الإسرائيلية التي يهندسها بإتقان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هذه السياسة تعتمد بالدرجة الأولى على التسويف واللعب في الوقت الضائع لتوسعة رقعة الاستهدافات وتحجيم قدرات “حزب الله”.

كما تقوم هذه السياسة على إشاعة أخبار متناقضة سواء على ألسنة وزرائه أو الإعلام الإسرائيلي الذي يردد ومنذ حوالى ثلاثة أسابيع اقتراب الوصول إلى تسوية مع لبنان، فيما الميدان لا يوحي إلا بمزيد من التأزم.

وتشير مصادر أمنية لـ “نداء الوطن” إلى أن “لبنان على مشارف أسبوعين جهنميين ستتسع فيهما رقعة الاستهدافات وحتى الاغتيالات وتأتي هذه التطورات عقب تنفيذ المرحلة الثانية من العملية العسكرية في الجنوب”.

 

إذاً، التناقض في المواقف الإسرائيلية ترجمه وزير الطاقة إيلي كوهين، في حديث عبر “رويترز” أشار من خلاله إلى أن إسرائيل أقرب إلى اتفاق من أي وقت مضى منذ بداية الحرب في لبنان، على أن تحتفظ بحرية تنفيذ العمليات داخل لبنان في حال انتهاك أي اتفاق.

هذا الموقف دعمه موقع “أكسيوس” الذي نقل عن مسؤول أميركي أن محادثات وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في واشنطن، كانت جيدة، وقد عالجت معظم الخلافات مع تل أبيب بشأن وقف إطلاق النار في لبنان”.

في الواقع يتعارض هذا المنحى التفاؤلي مع ما أدلى به وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس والذي أعلن عن عدم القبول بأي تسوية لا تشمل نزع سلاح “الحزب” وانسحابه إلى ما وراء الليطاني مؤكداً عدم إيقاف “الحرب” وإبرام أي اتفاق من دون إقرار بحق إسرائيل في العمل بقوة ضد أي خرق.

وعلى خط التحركات الدبلوماسية، نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول أميركي أن موعد توجه الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت غير مؤكد، ولن يسافر إلّا بعد التأكّد من التوصّل إلى اتفاق.

 

وفي عين التينة، تردد أن السفيرة الأميركية، ليزا جونسون، طرحت على رئيس مجلس النواب نبيه بري، أفكاراً تتضمن اقتراحاً لوقف إطلاق النار في لبنان. وأشارت مصادر إلى أن الأجواء غير إيجابية في ما يتعلق بطرح الهدنة نظراً لما يتضمنه من شروط إسرائيلية غير وارد القبول فيها.

هذه الأجواء التشاؤمية قابلها موقف لرئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع إلى وكالة “رويترز” دعا من خلاله “حزب الله” إلى التخلي عن سلاحه في أسرع وقت ممكن لإنهاء حربه المستمرة منذ عام مع إسرائيل وتجنيب لبنان مزيداً من الموت والدمار.

 

مقابل هذه الضبابية في المشهد الدبلوماسي، وضوح في الميدان، فالغارات تزنّر الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب وبعلبك حيث استهدفت مركزاً للدفاع المدني في المدينة، وصولاً إلى حي المزة مستهدفة منشآت عسكرية ومقراً لتنظيم الجهاد الإسلامي أسفرت عن مقتل 15شخصاً. هذه الغارات المتواصلة والتي يرد عليها “حزب الله” باستهداف العمق الإسرائيلي ستتزامن اليوم مع وصول مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني إلى بيروت قادماً من دمشق بعد لقائه الرئيس بشار الأسد.

زيارة قد تكون مشبوهة أو ملغومة عقب تصريحات للرئيس الايراني مسعود بزشكيان أعلن من خلالها أن “الحرب ليست في مصلحة إيران أو المنطقة أو العالم. ولن يرغب أي عاقل في بدء حرب وصب الزيت على النار”.

في الميدان أيضاً وبعدما اختتم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا زيارته إلى لبنان، تقدم خبر تعرض جنود حفظ السلام لإطلاق نحو 30 رصاصة من مجهولين الأمر الذي دفعهم إلى الرد بالمثل.

 

أما الخطر الحقيقي والذي حذرت منه قيادات لبنانية وقد يشعل فتنة داخلية، فهو تخبئة السلاح في الأماكن الآمنة. فقد أظهر فيديو تم التداول فيه عبر مواقع التواصل الإجتماعي لسكان راشيا يضبطون “فانات” محملة بالسلاح والصواريخ كانت تحاول الإختباء في المنطقة. وقد أعلنت مفوضية الإعلام في “الحزب التقدمي الإشتراكي” أنه “في إطار الإجراءات المتفق عليها لحماية المقيمين والنازحين، أوقفت القوى الأمنية والعسكرية والبلدية في منطقة راشيا، سيارة اشتبه بأمرها، وتم اتخاذ الإجراءات المطلوبة في مثل هذه الحالات. وأشارت مصادر في السياق إلى أن الرئيس بري وعقب استقباله الرئيس السابق لـ”الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط وعد بأن يطلب من كوادر “حزب الله” عدم التوجه إلى أماكن النزوح الآمنة.

 

 

 

"اللواء":

بين «الطبخة الدبلوماسية» لإيجاد حلّ يؤدي إلى وقف النار على الجبهة الجنوبية، بمعزل عن الوضع الآخذ بالتأزم في غزة، في ضوء الخطط العدوانية لتمزيق القطاع بانتظار اليوم التالي ومضي العدوان الاسرائيلي بتدمير البنى التحتية والمنازل والمؤسسات الشعبية والتجارية..

فقد استمر ضغط العدوان على ضاحية بيروت الجنوبية، امتداداً الى بعلبك ومنطقتي المزة وقدسيا في دمشق، في وقت استمر فيه حزب لله بقصف مناطق المستعمرات قرب الحافة الأمامية، امتداداً الى حيفا ونهاريا وتل ابيب، حيث حيَّرت مسيرة أطلقها سلاح الجو الاسرائيلي، قبل الاعلان عن اصابة جنديين في الياكيم، واعترف الجيش الاسرائيلي بمقتل قائد فصيل وضابط واصابة عدد من الجنود في الساعات الماضية..

وفي حين  نقلت السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون (حسب مصدر رسمي) مسودة اتفاق مقترح لوقف النار الى الرئيس نبيه بري، يستند الى القرار 1701 دون أي اضافة أو نقصان، يصل الى بيروت اليوم وفد المرشد الايراني السيد علي خامنئي المستشار علي لاريجاني، الذي التقى الرئيس بشار الاسد في دمشق، في اطار المشاورات الجارية بين العواصم الكبرى والاقليمية لاحتواء التصعيد الخطير في المنطقة.

وحسبما نقلت «يديعوت احرنوت» عن مصدر أميركي فإن امكان التوصل لوقف النار في الجنوب أو بين اسرائيل وحزب لله هو أقرب من التوصل لصفقة تبادل الأسرى مع حماس.

وكان موقع «اكسيوس» نقل عن مسؤول اميركي رفيع ان محاثات وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي BanDermer في البيت الأبيض حققت تقدما ملحوظا، حيث تم تقريب معظم الفجوات بين اسرائيل والولايات المتحدة بشأن الوضع في لبنان.

 

لكن المسؤول الأميركي استدرك: نحن واسرائيل على نفس التوجه بشأن وقف اطلاق النار في لبنان، لكن الامر يتطلب الآن ان تصل الولايات المتحدة الى تفاهمات مماثلة مع الجانب اللبناني.

تواصل غير المباشر بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وموفد الرئيس بايدن اموس هوكشتاين استمر بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية عبر السفيرة الاميركية في بيروت ليزا جونسون، واكد فيها هوكشتاين انه يواصل مهمته للتوصل الى صفقة تنهي الحرب، لكن من دون توضيح او نفي التسريبات الاسرائيلية عما تتضمنه الاتفاقية الآحادية التي تجري بين الاميركي والاسرائيلي من وراء ظهر لبنان، ويحاولون فرضها على لبنان عبر الضغط العسكري التدميري.

 

كما نقل عن مسؤول إسرائيلي قوله: ان «الرئيسين بري ونجيب ميقاتي يبحثان مع حزب لله المقترح الأميركي لوقف النار». ولاحقاً ذكرت «القناة 12» العبرية «أنه يمكن أن يأتي رد من لبنان خلال الـ 24 ساعة المقبلة، على اقتراح لوقف إطلاق النار أرسلته الولايات المتحدة».

وفي هذا السياق، التقى الرئيس بري امس، السفيرة الاميركية جونسون، وبحث معها المستجدات السياسية والميدانية في اطار التواصل الاميركي معه.

لكن مصادر متابعة لحركة بري قالت لـ«اللواء»: إن النوايا الاميركية الإيجابية بحاجة لترجمة عملية. ولبنان متمسك بما اتفق عليه بري مع الموفد الاميركي برغم ما يتردد عن تعديلات تجري مداولات حولها بين إسرائيل واميركا. ونحن متمسكون بالآلية التي نص عليها القرار ١٧٠١. وقف فوري وشامل لإطلاق  وانسحاب إسرائيل من الاماكن التي دخلتها في قرى الحد الامامي للحدود، والمباشرة بتطبيق دقيق وحرفي للقرار  1710، مؤكدة مجدداً ان حزب لله ملتزم بالقرار وفق مندرجاته وخصوصا آلياته، لكن المطروح من العدو لتغيير الآلية هو طرح مرفوض، وهدفه التشويش للإستمرار بالحرب والغارات على المدنيين. لا سيما لجهة تسريبات الاعلام العبري لشروط عن حرية التدخل العسكري ومراقبة الحدود مع سوريا بحجة عدم تسلح الحزب، وهذه شروط لا يقبل بها اي لبناني وليس الرئيس بري فقط. واي خرق هو مس بمندرجات القرار لا يقبل به لبنان.

 

واشارت المصادر المتابعة لما يجري الى ان ترتيبات الحدود يجب ان تتم وفق قرارات الامم المتحدة عام 1949. ويمكن مناقشة ضم مراقبين اميركيين وفرنسيين لوقف اطلاق النار مؤقتاً  حسب الضرورة كما حصل في تفاهم نيسان 1996.

ولم يتحدد بعد موعد عودة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت، لكن لن يأتي قبل التأكد من احداث  خرق، يؤدي الى اعلان ترتيبات وقف النار، الذي يسير وفقا للآلية التالية:

1 – اعلان وقف النار أولاً.

2 – البدء بتراجع القوات الاسرائيلية الى مواقعها بعد الخط الأزرق.

3 – نشر الجيش اللبناني عند الحدود.

4 – البدء بسحب وحدات حزب لله المقاتل من نقاط المعارك الى شمال الليطاني..

على ان الاعتماد على مضمون القرار 1701، من شأن ان يسقط مطالبة اسرائيل بحرية الحركة في  لبنان، والاكتفاء بالضمانات الأميركية  او الدولية.

وعلم ان حسب ما هو متداول فإن جرى سحب الـ1559 من التداول.

 

ونفت مصادر ذات صلة، دخول روسيا على خط الدول الضامنة لتطبيق الحل المقبل، ان لا علاقة للروسي في ضمان تطبيق التسوية المقبلة المرتكزة الى القرار 1701.

واشار مستشار الرئيس دونالد ترامب لملف الشرق الاوسط مسعد بولس الى ان الرئيس المنتخب ملتزم بتعهده وقف النار، معتبرا ان ملف رئاسة الجمهورية شأن داخلي لبناني، لكن المطلوب انجازه بأسرع وقت مع تشكيل حكومة جديدة داعمة لإعادة البلد الى سكة التعافي.

وفي السياق، استقبل البطرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وفد من نقابة المحررين برئاسة النقيب جوزف قصيفي، وخلال اللقاء اكد الراعي أنّه لا يخاف على لبنان ولا على نظامه مشيرًا الى أنّ الحل يكمن بمقايضات سياسية فلا احد يشعر بالانتصار او الانكسار. وسأل أين الميثاقية في عمل الحكومة والمجلس النيابي طالما العنصر المسيحي مفقود، رئيس الجمهورية غير موجود؟ مشيرا إلى أن المسيحيين غير مسؤولين عن عدم انتخاب الرئيس إنما على رئيس مجلس النواب فتح المجلس ودعوة النواب للانتخاب في جلسات متتالية وقال: «سنة وستة اشهر والمجلس مقفل ونعيش في لبنان ممارسات خارجة عن الدستور والمنطق وانا كليا ضد الاتفاق على اسم رئيس الجمهورية».

وجدد دعوته الى عقد مؤتمر دولي حول لبنان، لاعلان حياده وتطبيق اتفاق الطائف.

وبالنسبة لجلسة التمديد لقائه الجيش وقادة الأجهزة العسكرية والامنية، نسب الى مصادر في القوات اللبنانية انها لمست ايجابية لدى الرئيس بري بخصوص التمديد، وتوقعت عقد الجلسة في ك1 المقبل، وقبل نهاية السنة.

وحول خسائر العدوان الاسرائيلي على لبنان، لاكروا يتحرك وألمانيا تنفي

وفي التحركات الأممية بشأن القرار 1701، اجرى وكيل الأمين العام للامم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا بحضور قائد قوات «اليونيفيل» اللواء آرولدو لاثارو، منزل الرئيس بري، ووزير الدفاع موريس سليم، الذي اكد ان الالتزام بالقرار 1701 هو الأرضية الصلبة لأي حل.

في هذا السياق، نفت الحكومة الالمانية صحة التهم الموجهة لجنود ضمن اليونيفيل بالتعاون مع اسرائيل في عملية اختطاف مواطن لبناني من الشاليه الذي كان يسكنه في البترون.

 

الميدان: هجمات لحزب لله وغارات انتقامية

ميدانياً، تواصلت المواجهات امس، بين قوات العدو الاسرائييل و المقاومة على محاور الجنوب الحدودية، واعلن جيش الاحتلال «ان وحدات إيغوز ودوفدفان وماغلان بدأت العمل بمناطق جديدة في جنوب لبنان تحت قيادة فرقة الجليل».

وأفادت صحيفة «إسرائيل هيوم» نقلاً عن مصدر أمني إسرائيلي، بأن «الجيش يستعد لإقامة مناطق عازلة داخل الأراضي اللبنانية. وأن إقامة مناطق عازلة داخل لبنان سيساهم في منع التسلل وإطلاق النار باتجاه إسرائيل». كما شدّد المصدر على أن «يجب هزيمة حزب لله لمنع إطلاق الصواريخ»، متوجه عدوانها بمجزرة في بعلبك التي استخدمتها ليل امس.

وكشف محافظ بعلبك – الهرمل ان القصف تناول مركزا للدفاع المدني كان بداخله 20 عنصرا الامر الذي ادى الى استشهاد 12 منهم.

وجرت مواجهات في منطقة فريز بين بلدتي عيناتا وعيترون بين المقاومة وقوة إسرائيلية حاولت التقدم نحو مثلث التحرير باتجاه بنت جبيل. كما تجددت المواجهات على محور القوزح – بيت- ليف حيث تصدّى المقاومون لقوة إسرائيلية حاولت التقدم نحو وادي بيت ليف لليوم الثالث على التوالي.

وشملت خطوط محاولات التوغل الاسرائيلية المستجدة بعد اعلان العدو عن الانتقال الى المرحلة الثانية من العدوان البري على المنطقة الحدودية: محور الضهيرة- علما الشعب- حامول في اطراف الناقورة- طير حرفا في القطاع الغربي و محور يارون- بنت جبيل– عيترون،  وبنت جبيل- عيترون- عيناثا في القطاع الاوسط. و محور العباد- حولا- وادي هونين- مركبا في القطاع الشرقي.

وخاضت المقاومة منذ الصباح مواجهات عنيفة مع الجيش الاسرائيلي عند اطراف بلدة عيترون باتجاه بلدة عيناتا وأفيد عن سقوط اصابات في صفوف جنود الجيش الاسرائيلي.

ومساءً، اعلن المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي مقتل ضابط من لواء غولاني- قائد فصيل في الكتيبة 51، وإصابة آخر بجروح خطيرة خلال معركة اليوم في جنوب لبنان. وقبل ذلك اعلنت وسائل اعلام عبرية عن إصابة 17 جنديا إسرائيليًا خلال الـ 24 ساعة الماضية منهم 11 إصابة عند الجبهة الشمالية مع لبنان و6 إصابات في قطاع غزة.

وأعلنت المقاومة انها استهدفت برشقات صاروخية تجمّعات لقوات جيش العدو الإسرائيلي: بين بلدتي حولا ومركبا شرقاً،.‏ وعند الأطراف الشرقية لبلدة مركبا وعند أطراف بلدة عديسة (قرب الخزان)، وفي مستوطنة حانيتا، وتجمّعًا لقوات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة شلومي. وفي مستوطنة المنارة،. ومستوطنة سعسعو في منطقة العمرا عند الأطراف الجنوبية لبلدة الخيام مرتين. وتجمعات لقوات العدو عند الحدود بين العديسة ومستعمرة مسكفعام.

ولاحقا افاد الاعلام  العبري عن انفجارات في قيسارية مقر اقامة نتياهو قرب تل ابيب.

 

غارات عنيفة

وعلى الصعيد الحربي، بعدما اصدر الناطق باسم جيش العدو افيخاي ادرعي تهديدات جديدة لإخلاء مبان في الغبيري وحارة حريك وبرج البراجنة والشويفات– حي العمروسية في ضاحية بيروت  الجنوبية. باشرها منذ الفجر بسلسلة غارات برج البراجنة شارع حاطوم ادت الى تدمير مبنى بالكامل وتضرر عشرات الابنية حوله، تلتها غارة وهي الأعنف استهدفت مبنى بمحيط بكنيسة مار ميخائيل– الشياح قرب حاجز الجيش باتجاه منطقة الصفير في الشياح.

وقبل ظهر اليوم نفذ العدو 3 غارات عنيفة على احياء منطقة الغبيري قرب روضة الشهيدين لجهة الشارع المؤدي الى ساحة الغبيري اثناء تجمع للاهالي لتفقد بيوتهم ولم تسجل اصابات، ثم ثلاث غارات على محيط الشويفات، وتحديدا العمروسية قرب دار العلوم.

وظهرا شنّ الطيران الحربي المعادي غارة عنيفة  استهدفت محيط  حارة حريك -الرويس.تلتها غارة عنيفة على منطقة المريجة، تزامنت مع لحظة اقلاع طائرة مدنية من مطار  رفيق الحريري الدولي، وقد تصاعدت سحب الدخان بشكل كثيف.

وبعد الظهر عاود العدو غاراته عل  الضاحية الجنوبية، مستهدفا مبنى في الرويس بين تقاطع مجمع سيد الشهداء ومفرق شارع بعجور. كما اغار على المريجة.

وبعد الظهر ايضا، جدد العدو الدعوات الى اخلاء منطقة الغبيري قبل ان شن غارت عنيفة جداً على مبان عدة في محيط شارعي مارون مسك وعبد الكريم الخليل وحي الجامع- سوق الجمال والخضار وصولا الى طريق صيدا القديمة بين الشياح وعين الرمانة.

وفي الجنوب نفذ العدو عشرات الغارات على كل القطاعات متسببا في ارتقاء شهداء في النبطية وديرقانون والبازروية والجميجمة ويحمر الشقيف وعربصاليم وعرمتى والهبارية، وقانا وجويا. وعلى المنطقة الواقعة بين بلدتي بريقع وصير الغربية في قضاء النبطية. عدا الجرحى نتيجة الغارات والقصف المدفعي.

 

 

 

"الأنباء":

 منذ فجر أمس حتى ساعات متقدّمة من الليل لم تتوقف الغارات الإسرائيلية المدمّرة على الضاحية الجنوبية التي ترافقت مع إنذارات متواصلة لإخلاء السكان من المباني التي حوّلها العدو الإسرائيلي إلى أهداف لتدميرها وإلحاقها بما سبقها من الأبنية والأحياء السكنية التي تحولت إلى ركام بفعل الإجرام الإسرائيلي المدمّر للحجر والبشر.

 

 وكما في الضاحية كذلك في الجنوب الذي أُفرغ من أهله، وكذلك المدن التاريخية التي دُمّر القسم الأكبر منها كصور والنبطية وبعلبك والهرمل والخيام، إلى عشرات القرى والبلدات التي دُمّرت بالكامل لدرجة تصعب العودة إليها والعيش فيها. 

 

سياسيًا، شدّد الرئيس وليد جنبلاط في مداخلة خلال حلقة "صار الوقت" عبر شاشة MTV مع الرئيس فؤاد السنيورة على، "أنّنا لن نذهب إلى لعبة الآخرين أياً كانت، ولا لتغيير ات وفاق الطائف للذهاب إلى المجهول"، مضيفاً: "نعم لاستكمال الاتفاق وتحسينه إذا أمكن".

 

وفي اعتداءٍ غاشم على فرق الإسعاف والدفاع المدني، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على المدخل الجنوبي لمدينة بعلبك في بلدة دورس استهدف فيها مركزاً للدفاع المدني في المدينة أدت الى تدميره بشكل كلي أثناء تواجد عدد من العناصر في الداخل.

 

وفي الوقت الذي يتحضّر فيه العدو الإسرائيلي للانتقال إلى الخطة الثالثة من الهجوم البري باتّجاه الداخل اللبناني، كما أشارت التقارير الإعلامية العبرية، ما زال الوضع الميداني في القرى الحدودية المتاخمة لإسرائيل بين "كرٍ وفر"، وما زالت الصواريخ والمسيّرات الذكية التي تُطلق من لبنان باتّجاه الداخل الإسرائيلي تصيب أهدافها بدقة بحسب البيانات الصادرة عن "حزب الله".

 

توازياً، استبعدت مصادر أمنية مواكبة للتطورات إمكانية التوصّل إلى وقف لإطلاق النار قبل تسلّم الرئيس دونالد ترامب مهامّه في العشرين من شهر كانون الثاني المقبل. 

 

وقالت المصادر لجريدة "الأنباء" الإلكترونيّة،  "لقد آن الأوان لاتّخاذ قرار شجاع لوقف إطلاق النار، لأنّ عامل الوقت لا يخدم لبنان، لا اقتصادياً، ولا سياسياً، ولا حتى عسكرياً"، مشيرةً إلى أنّ، "كل صاروخ يطلقه حزب الله باتّجاه إسرائيل يصعّب عليه تأمين البديل عنه، وذلك بفعل الحصار  المفروض عليه، وأنّ إطالة أمد الحرب قد يؤدي إلى نقص في  مخزون السلاح التابع لحزب الله". 

 

ورأت المصادر أنّ،  "التسريبات لوقف إطلاق النار هي لشراء الوقت فقط، ولو كان رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، فعلاً لا يريد التوغّل البري لما استبدل وزير دفاعه يوآف غالانت بوزير آخر أكثر تعصباً هو يسرائيل كاتس الذي لم ينفك عن التهديد بتدمير غزة ولبنان".

 

وما يحصل في لبنان، بحسب المصادر المواكبة، مشابه تماماً لسيناريو غزة، معتبرةً أنّ، "لبنان يمرّ بمرحلة تدمير هيكلي"، أي تدمير الحجر، والبشر، والاقتصاد. 

 

في السياق، قدّر الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة، في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونيّة الخسائر المباشرة التي لحقت بلبنان نتيجة الحرب الإسرائيلية بما يزيد عن 5 مليارات دولار. وأنّ أكثر من مئة ألف وحدة سكنية دمّرت بالكامل. 

 

ويضيف عجاقة أنّ "الخسائر الناتجة عن غياب الفرص الاقتصادية تقدّر ما بين 7 إلى 8 مليارات دولار، أي أنّ مجموع الخسائر يوازي 12 إلى  13 مليار دولار، هذا في حال التوصّل لوقف إطلاق النار اليوم، لكن إذا استمرّت الحرب فإنّ الخسائر ستصبح أكبر بكثير.

 

عجاقة رأى أنّ الوضع اليوم مختلف كثيراً عن حرب تموز 2006. في ذلك الوقت كان القطاع المصرفي بخير، وكان هناك مؤتمر ستوكهولم، وباريس 3، بالإضافة إلى مساعدات الدول الخليجية وقد تخطت إجمالي المبالغ التي قُدّمت إلى لبنان في ذلك الحين 10 مليار دولار. أمّا اليوم فالوضع مختلف كلياً، مشككاً بقدرة إيران على المساعدة بالإعمار بسبب العقوبات المفروضة عليها.

 

وعلى خط المساعي الهادفة إلى التوصّل لوقف إطلاق النار نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركي أنّ،  "محادثات وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، دون ديرمر، كانت جيدة، وأنّها عالجت معظم الخلافات مع تل أبيب بشأن وقف إطلاق النار في لبنان، وأنّ السفيرة الأميركية في بيروت، ليزا جونسون، قد أبلغت رئيس مجلس النواب نبيه بري، باستمرار وساطة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، مؤكّدة أنّ هذا الحراك يحظى بمباركة الإدارة الأميركية الجديدة. 

 

وكانت جونسون قد التقت الرئيس بري في عين التينة بعد ظهر أمس، ثمّ انتقلت بعدها إلى السراي الحكومي للقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، الذي كانت له مجموعة لقاءات سياسية ودبلوماسية، حيث شدّد أمام زوّاره على وقف إطلاق النار، وتمسّك لبنان بتطبيق القرار 1701. وبعيداً عن السياسة، أجرى ميقاتي اتّصالاً بالمصّمم العالمي إيلي صعب، مهنّئاً بإنجازه الجديد في عالم الموضة الذي أقيم في الرياض تحت عنوان "ألف ليلة وليلة".

 

أمنياً، وعملاً بتوجيهات الرئيس وليد جنبلاط، ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، في الحفاظ على السلم الأهلي، أشار بيان صدر عن مفوضية الإعلام في "التقدمي" حول ما جرى في منطقة راشيا من توقيف لسيارة مشبوهة من قِبل الأجهزة الأمنية والعسكرية والبلدية، حيث شدّد البيان أنّه، "في إطار الإجراءات المتّفق عليها لحماية المقيمين والنازحين، يهمّ الحزب التقدمي الاشتراكي التأكيد على أنّ الأجهزة الأمنية، والعسكرية، والبلدية، هي المرجعية المعنيّة في مثل هذه الحالات، والتعاون والتنسيق مطلوب من جميع المعنيين".

 

 

 

"البناء":

وسط ضجيج كثير عن أوراق يتمّ تداولها في مفاوضات يديرها المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين ومواعيد مفترضة لزيارته إلى بيروت ناقلاً حصيلة التفاوض الأميركي الإسرائيلي، كان الكلام الوحيد للميدان، حيث لا شيء جديد في السياسة، كما تؤكد مصادر متابعة عن قرب لمسار التفاوض.
في الميدان توقفت المرحلة الثانية من العملية البرية التي مهّد جيش الاحتلال لبدئها أمس، وجاءت البداية كارثية أفشلت انطلاق المرحلة الثانية، عندما وقعت سرية من جيش الاحتلال في كمين مركب ومعقد نصبته المقاومة لها، في تجمّع من الأبنية السكنية التي دخلتها مجموعات هذه السرية المكوّنة من عشرات جنود وضباط النخبة، بعد قصف مركز لطيران الاحتلال لهذه البنية، ليتفاجأ الجنود بأن عناصر المقاومة لا زالوا ينتظرون داخل المباني وخارجها، وينقضّون عليهم من كل اتجاه فيقتلون ويجرحون أغلب عناصر القوة، ثم يهاجمون وحدات الإخلاء والإسناد ويوقعون فيها قتلى وجرحى، اعترف الاحتلال بتسعة منهم، بينما تقول مصادر عسكرية أن الرقم أكبر بكثير، خصوصاً ان الكمين كان عبارة عن تقاطع نيران رشاشات متوسطة وفردية وقذائف مضادة للدروع وعبوات ناسفة تمّ توضيعها مسبقاً، وجرى تفجيرها لدى دخول عناصر الاحتلال في دائرة التفجير.
بالتوازي قامت المقاومة بتفعيل مرحلة جديدة من قتالها واستهدافاتها النارية رداً على المرحلة الثانية المفترضة للعملية البرية لجيش الاحتلال، وبدا عنوان تل أبيب هو الأقرب لما حملته ملامح المرحلة الجديدة، حيث تساقطت الصواريخ والطائرات المسيّرة من طرازات تستخدم للمرة الأولى وتعبر من فوق الدفاعات الجوية المتنوّعة التي توفر الحماية لعاصمة الكيان تل أبيب. وكانت الضربة الأهم في هذا السياق هي استهداف المقاومة للمقر السرّي لوزارة الحرب ورئاسة الأركان في قاعدة “الكرياه” الحصينة مرتين متتاليتين.
سياسياً، انتقلت قرارات عزل الكيان الى مستويات جديدة مع دخول تركيا والاتحاد الأوروبي على الخط، ولو بخطوات متأخرة ومحدودة، حيث أعلن الرئيس التركي رجب أردوغان وقف التعامل التجاري مع الكيان، بينما أعلن مفوّض الشؤون السياسية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن الاتحاد يتجه لوقف الحوار السياسي مع الكيان لافتقاده الشروط الموضوعة من الاتحاد لحوارات الشركاء، في ضوء الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال في غزة ولبنان.

وأقرّت وسائل إعلام العدو بمصرع 9 ضباط وجنود وإصابة عدد آخر لم تحدده، من جيش العدو الصهيوني فيما وصفته بـ «حادث صعب جدًا» في إحدى قرى الحافة الأمامية في جنوب لبنان.
وأوضحت وسائل إعلام العدو أن الضباط والجنود القتلى كانوا لجأوا إلى مبنى كانت المقاومة الإسلامية فخخته مسبقًا في إحدى القرى الحدودية في جنوب لبنان، وتمّ تفجيره ما أدّى إلى انهياره على من فيه من الجنود.
وقالت مصادر إعلامية أخرى إن المبنى تعرض لعدد من الصواريخ الموجهة أطلقها حزب الله ما أدى إلى انهياره على من فيه. وأشارت المعلومات إلى أن أغلب القتلى هم أشلاء مؤكدة إصابة عدد آخر من ضباط وجنود العدو بجروح مختلفة ما يجعل عدد القتلى مرشحًا للارتفاع. وأكدت التقارير والمعلومات التي سمحت الرقابة العسكرية بنشرها أن هناك مفقودين تحت ركام المبنى المنهار وأن عمليات الإجلاء لا تزال مستمرة.
وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن الجنود الإسرائيليين الستة قتلوا في اشتباك من مسافة صفر مع مقاتلين من حزب الله كمنوا داخل مبنى قصف قبل دخول القوة الإسرائيلية في جنوب لبنان. وذكرت بأن الجيش يعتقد أن مقاتلي حزب الله خرجوا من نفق ثم غادروا.
وإضافة إلى هؤلاء أعلن الناطق باسم جيش العدو الصهيوني أن 3 جنود صهاينة أصيبوا في معارك في منطقة جنوب لبنان خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن “مقتل 103 جنود من لواء “غولاني” منذ بداية الحرب جنوب لبنان”.
وكانت المُقاومة الإسلاميّة، نفذت سلسلة من الضربات النوعية ضد أهداف عسكرية استراتيجية في عمق الكيان المحتل، حيث استهدفت وللمرّة الثانية، قاعدة الكرياه (مقرّ وزارة الحرب وهيئة الأركان العامّة الإسرائيليّة، وغرفة إدارة الحرب، وهيئة الرقابة والسيطرة الحربيّة لسلاح الجو) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 120 كلم، في مدينة “تل أبيب”، بصواريخ باليستيّة من نوع “قادر 2”، وأصابت أهدافها بدقّة”. كما استهدف مجاهدو المُقاومة للمرّة الأولى، شركة صناعات الأسلحة العسكريّة «IWI»، التي تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 110 كلم، في رمات هشارون في ضواحي مدينة “تل أبيب”، بصلية من الصواريخ النوعيّة، وأصابت أهدافها بدقّة.
كما قصفت قاعدة غليلوت (مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200) في ‏ضواحي تل أبيب، التي تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 110 كلم، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة.
وأعلنت المقاومة أنّها أدخلت إلى الخدمة صاروخ “فادي -6” كسلاح صاروخيّ دقيق يبلغ مداه 225 كيلومترًا ويستخدم في توسيع رقعة العمليات العسكرية.
ونشر الإعلام الحربي في المقاومة مقطع فيديو تضمن بطاقة تعريف بالصاروخ “فادي -6” الذي أدخل إلى الخدمة الفعلية الثلاثاء الماضي. ويبلغ قطر الصاروخ الدقيق 302 ملم مع رأس حربي زنة 140 كيلوغرامًا بينما يصل الوزن الكلي للصاروخ إلى 650 كيلوغرامًا. ويعتبر “فادي 6” صاروخ أرض – أرض تكتيكي ويستخدم في القصف المساحي بهامش خطأ ضئيل، حسب بطاقة التعريف.
وأشارت بطاقة التعريف بالصاروخ الجديد إلى أن “فادي 6” يستخدم لتوسيع رقعة العمليات إلى مناطق العمق ويمكن إطلاقه من منصات ثابتة أو متحركة ويعمل بالوقود الصلب المركب.
وكان الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وجّه رسالة إلى مجاهدي المقاومة الإسلامية ردًا على رسالتهم، وفي ما يلي نص الرسالة: ومما جاء فيها: “أنتم الرؤوس المرفوعة تكسر الذلّ والاستسلام…
أنتم الإباء تُزلزلون أركان الصهيونية… أنتم أمواج الخير تُسقطون عربدة الشرّ…
أنتم مستقبلنا الواعد يا صخور الصمود وثبات الأرض… أنتم ماء حياتنا، ونور طريقنا إلى سعادتنا…
أُقبّل أياديكم والأرض التي داستها أقدامكم…
وأُقبّل جباهكم وطلقات الرصاص تنحر أعداءكم…
يا أولي البأس كيف تماهيتم بعشق الله تعالى فمدّكم بأنواره…
كيف أدّيتم صلواتكم فتضاعفت قوّتكم وانطلقت صواريخكم وطائراتكم تُزلزلهم…
كيف اقتحمتم غمار الموت وبقيتم تُواجهون…
كيف تخليّتم عن كل شيء فربحتم الأفضل من كل شيء…
كيف تُقاومون وتزرعون الأمل فينا…
ما أروعكم تُحبّون الحياة العزيزة…
وما أعظمكم لا تقبلون إلا إحدى الحسنيين…
لي الفخر أن أكون معكم على نهج الأمين المؤتمن (قدّس سرّه)
وهنيئًا لمن نَهل من عطاءات شهدائكم، وعنفوان جهادكم وتفانيكم وإخلاصكم…
كل الأنظار مُتّجهة إلى مقاومتكم يا رجال الله في الميدان، يا رجال حزب الله…
يا إكسير الحياة العزيزة…
أشكر الله تعالى أن اختارني واحداً منكم”.
في المقابل نعى رئيس حكومة الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في صورة نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي قتلى الجيش الإسرائيلي من لواء غولاني في جنوب لبنان.
وعلى الرغم من عجز الجيش الإسرائيلي عن تحقيق أهدافه في العملية البرية وتعرّضه لخسائر فادحة بشرية ومادية، لا يزال وزراء العدو ينكرون الواقع ويعلنون الاستمرار في العمليات البرية والجوية في لبنان، إذ ادعى وزير حرب العدو يسرائيل كاتس، أن “سنواصل ضرب حزب الله في بيروت وبقية أنحاء لبنان حتى تحقيق أهداف الحرب”.
وأشارت مصادر ميدانية لـ”البناء” إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي خرجت بشكل كامل من مدينة الخيام بعد عجزها عدة مرات وعلى مدى أسبوعين من دخولها والبقاء فيها والسيطرة على التلال الحاكمة فيها، مؤكدة سيطرة حزب الله على الميدان والتحكم بمسار المعركة واتباع تكتيكات عسكرية ترفع كلفة العملية البرية إلى الحد الأقصى، وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي يُغيّر أهداف العملية العسكرية وفق تطورات الميدان ويعدل خططه وفق مسار المعركة. وأشار خبراء عسكريون لـ”البناء” الى أن “الجيش الإسرائيلي فقد الزخم الذي بدأ فيه حربه على لبنان وعمليته العسكرية، وهو رغم كل عمليات القصف والتدمير والتهجير ونسف قرى بأكملها واستخدام أحدث التكنولوجيا في العالم وكل الضربات الأمنية التي وجهها لحزب الله لم يستطع السيطرة على قرية كاملة والبقاء فيها والاستناد اليها للتقدم باتجاه قرى الخطوط الخلفية من الجنوب”. ولفت الخبراء الى أن “رئيس الأركان الإسرائيلي قال إنه صادق على توسيع العملية العسكرية لكن لم يقل كيف، وهل سيدخل بشكل أوسع باتجاه الليطاني أو فقط سيكتفي بالقصف الجوي ومزيد من تدمير ونسف القرى من الخط الثاني؟”. وشكك الخبراء بـ”قدرة الجيش الإسرائيلي على التوغل في قرى الصف الثاني من دون التأكد من تأمين الخطوط الأمامية أو قرى الحافة الأمامية، أو ما يعرف بالعلم العسكري “تأمين ظهر الجيش”، وما وقوع قوة إسرائيلية في كمين للمقاومة في الخط الأمامي إلا دليل على ذلك، إضافة الى ما أوردته قناة الـ12 الإسرائيلية بأن الصواريخ لا تزال تنطلق من قرى الحافة الأمامية باتجاه القوى المهاجمة وشمال فلسطين”. كما لفت الخبراء الى أنه “إضافة الى العوامل الجغرافية وطبيعة التضاريس في الجنوب، فإن الظروف المناخية مع قدوم فصل الشتاء ستشكل عاملاً سلبياً للجيش الإسرائيلي على الصعيد البري والجوي”.
وعلى وقع ضربات المقاومة في الميدان، لا يزال المشهد التفاوضي والسياسي ضبابياً، في ظل معلومات وتحليلات متعاكسة حول احتمال التوصل إلى هدفه على الجبهة الجنوبية، ففي حين تشير تقديرات جهات دبلوماسية أوروبية لـ”البناء” الى أن الاتجاه نحو التوصل الى اتفاق لوقف النار خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع وبالحد الأقصى قبل مطلع العام المقبل على اعتبار أن “إسرائيل” لم تحقق الأهداف الاستراتيجية للحرب رغم أنها حققت بعض الأهداف التكتيكية إضافة الى أن الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب يريد أن يتسلّم وتكون الحرب في لبنان وغزة قد انتهت، على أن يتظهر التوجه الأميركي الجديد بعد اجتماع ترامب – بايدن”. في مقابل ذلك نفت أوساط سياسية محلية لـ”البناء” علمها باقتراب وقف إطلاق النار، مشيرة الى أن المعنيين بالتفاوض في لبنان “لم يتسلموا أي صيغة أو اقتراح حتى الآن ولم يحدّد أي موعد لزيارة الموفد الأميركي أموس هوكشتاين الى بيروت”. ووضعت الأوساط التصعيد الإسرائيلي الدموي ضد لبنان في “إطار الضغط على لبنان لفرض الشروط الإسرائيلية عليه عندما تقترب لحظة التفاوض ويعود هوكشتاين الى بيروت”.
وشدّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله في الذكرى الأربعين لاستشهاد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين في تصريح له من مجلس النواب أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يأخذ في السياسة ما لم يأخذه في الحرب ولن نقبل بأن يخضع لبنان للشروط الإسرائيلية والعدو وكل من يعتقد أن الوحشية الإسرائيلية تدفعنا للقبول بشروط العدو فهو واهم ونحن اليوم أكثر من أي وقت مضى متمسكون بالمقاومة”، مضيفاً: “قرارنا وقرار شعبنا هو المواجهة والمقاومة وبلدنا لن يخضع لشروط العدو”.
واعتبر فضل الله أنه “حتى هذه اللحظة العدو لم يتمكن من الاستقرار على أرضنا لأنّ المقاومة تمنعه”، معتبراً أن “بنت جبيل وأخواتها من القرى أذلّت وحدات النخبة في قوات الاحتلال في العام 2006 وهو يحاول اليوم الانتقام منها”. وتابع: “بعدما استنفد العدو حملته البرية والتي فشل فيها دفع المقاومين ومنع إطلاق الصواريخ يعلن عن مرحلته الثانية”. ولفت فضل الله الى ان “حزب الله يعمل على استيعاب موجة النزوح الواسعة ويتولى تأمين أغلب المستلزمات من خلال تشكيلاته المُعدة سلفاً”.
بدوره، أشار النائب علي حسن خليل، الى أننا “توافقنا سابقا مع هوكشتاين على صيغة اتفاق يتم عرضها على “إسرائيل” وحتى الآن لم تصلنا أي ملاحظات ولا ردود بشأن الصيغة التي ناقشناها”.
وأكد خليل، في تصريح تلفزيوني أنه “لم يحصل أي اتصال جديد بين هوكشتاين ونبيه بري، وهوكشتاين أفادنا بأنه يواصل مهمته بشأن مساعي الوصول لاتفاق”، لافتاً الى أننا “ننتظر الحصول على مسودة جديدة تتضمن صيغة اتفاق”. وشدد على أن “موقف لبنان واضح هو الالتزام بالقرار 1701 بكل بنوده من الطرفين، ومتمسكون بآليات واضحة في تطبيق القرار 1701”، مضيفاً “لا نمانع من مشاركة أميركية وفرنسية في مراقبة وقف إطلاق النار”. وتابع “لا تحفظ لدينا على التطبيق الدقيق والحرفي للقرار 1701”.
واشار وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الى أن المسؤولين الإسرائيليين يصرون على الاحتفاظ بالقدرة على ضرب لبنان في أي لحظة، ضمن شروط التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله.
وأوضح الوزير الفرنسي في جلسة برلمانية بعد إجراء محادثات في “إسرائيل” الأسبوع الماضي، أن الشروط يرددها المسؤولون الإسرائيليون بشكل متزايد. وأضاف بارو، الذي أجرى محادثات مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ووزير الحرب الجديد يسرائيل كاتس الأسبوع الماضي، “نسمع اليوم في “إسرائيل” أصواتاً تطالب بالاحتفاظ بالقدرة على توجيه الضربات في أي لحظة بل وغزو لبنان كما هو الحال مع سورية المجاورة”. وأكد بأن “هذا لا يتوافق مع سيادة دولة قوية”.
وأفادت صحيفة “يسرائيل هيوم”، بأنه “يتوقع أن يعرض الموفد الأميركي أموس هوكشتاين اتفاق وقف إطلاق النار على لبنان خلال أيام”. فيما أفادت “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول كبير، عن “المحادثات مع واشنطن بشأن ترتيب إنهاء القتال ضد حزب الله في مراحلها النهائية”.
وركز العدو الإسرائيلي عدوانه على الضاحية الجنوبية لبيروت على دفعتين صباحية ومسائية، حيث استهدف مساء أمس، بعدد من الغارات، مناطق حارة حريك وبرج البراجنة، وقد سمع صوت القصف في أرجاء مدينة بيروت.
وكان العدو استهدف الضاحية الجنوبية بسلسلة من الغارات صباح أمس، حارة حريك والليلكي والغبيري. كما استهدفت غارة مبنى قرب “بروستد الزهراء” في المشرفية، وهي المرة الأولى التي تستهدف فيها هذه المنطقة منذ بداية الحرب، وسادت حالة من الهلع بين المواطنين. واستهدفت غارة الشياح وأخرى مبنى سكنيًّا بالقرب من أوتوستراد السيد هادي نصرالله بعد تقاطع المشرفية باتجاه روضة الشهيدين.
وكانت طائرات العدو أغارت فجر أمس الأول على شقة في مبنى سكني في منطقة دوحة عرمون قرب سوبر ماركت العطار، ما أدّى إلى إصابة المبنى بأضرار كبيرة شملت طوابق عدة حيث اندلعت النيران فيها وسادت حال من الهلع وترك المواطنون مكان سكنهم ونزلوا إلى الشوارع خوفاً من غارات أخرى. وأعلنت وزارة الصحة العامة أن الغارة أدت إلى سقوط ستة شهداء، ورفعت أشلاء من المكان يتم التحقق من هوية أصحابها إضافة إلى إصابة خمسة عشر آخرين بجروح.

 

 

 

"الشرق":

إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا والوفد المرافق بحضور قائد قوات اليونيفل العاملة في جنوب لبنان اللواء آرولدو لاثارو والمستشار الاعلامي للرئيس نبيه بري علي حمدان، اللقاء تناول تطورات الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على لبنان ومهام قوات اليونيفيل.

كما إستقبل رئيس المجلس المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت حيث تم بحث كافة المستجدات السياسية والميدانية.

وبحث الرئيس بري أيضاً المستجدات السياسية وتطورات الاوضاع خلال استقباله بعد الظهر السفيرة الاميركية لدى لبنان ليزا جونسون.

 

 

 

 

"الشرق الأوسط":

ذكرت وسائل إعلام لبنانية، اليوم (الخميس)، أن السفيرة الأميركية، ليزا جونسون، سلّمت رئيس البرلمان، نبيه بري، ورقة خطية تتضمن اقتراحاً لوقف إطلاق النار في لبنان. ولم يتوفر مزيد من التفاصيل على الفور.

بدوره، نقل تلفزيون «الجديد» اللبناني عن مقربين من بري أن رئيس البرلمان سلّم السفيرة الأميركية رده على مقترح قدّمه المبعوث الأميركي آموس هوكستين.

وقالت مصادر إن بري «متفائل بالوصول إلى وقف لإطلاق النار خلال أيام أو أسبوع بحال لم يستجدّ أي طارئ».

كان موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي قد نقل، في وقت سابق اليوم، عن مسؤول أميركي قوله إن الولايات المتحدة توصلت إلى تفاهمات مع الإسرائيليين بشأن اتفاق لوقف الحرب، وتسعى إلى تفاهمات مع الجانب اللبناني.

 

بدوره، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيار لاكروا، اليوم (الخميس)، أنّ إعادة انتشار الجيش في جنوب لبنان «محوري تماماً» لأي حل دائم يؤدي إلى وقف الحرب بين جماعة «حزب الله» وإسرائيل.

ووفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال لاكروا خلال لقاء مع صحافيين قرب العاصمة بيروت، إنّ «إعادة نشر القوات المسلّحة اللبنانية عامل محوري تماماً لأي حل دائم»، وذلك في ظل تصعيد القتال بين الحزب والدولة العبرية منذ 23 سبتمبر (أيلول).

 

وأجرى لاكروا زيارة للبنان استغرقت ثلاثة أيام، التقى خلالها مسؤولين من بينهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يعدّ حليفاً مقرّباً لـ«حزب الله» ويتولى نيابة عنه التفاوض بشأن سبل وضع حد للحرب، وقائد الجيش جوزف عون. كما زار مقرّات تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل).

وتسعى الولايات المتحدة إلى التوسط في وقف إطلاق النار الذي سينهي الأعمال القتالية بين إسرائيل و«حزب الله»، لكن الجهود لم تثمر بعد عن نتيجة.وشنت إسرائيل حملة عسكرية جوية وبرية مكثفة على لبنان في أواخر سبتمبر (أيلول) بعد تبادل لإطلاق النار عبر الحدود بالتوازي مع حرب غزة.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram