افتتاحية صحيفة الأخبار:
السفيرة الأميركية لبري وميقاتي: نريد التمديد لعون
تحقيق الجيش حول البترون: «انتهاك للسيادة»!
في خطوة لافتة من حيث الشكل والمضمون، توجّه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أمس إلى قيادة الجيش اللبناني، مباشرة، مطالباً إياها بإصدار بيان توضح فيه ملابسات الاعتداء الذي قام به العدو بإنزال في منطقة البترون وخطف مواطن لبناني. وقال قاسم إن الجيش ملزم بالإجابة عن هذا السؤال لأن ما حصل لا يمكن السكوت عنه.
وعلمت «الأخبار» أن موقف حزب الله كان قد وصل إلى قائد الجيش العماد جوزيف عون قبل كلام الشيخ قاسم. وبعدَ أربعة أيام على كشف الإعلام عن عملية البترون، وفيما تقوم كل الأجهزة الأمنية بتحقيقات منفصلة في الاعتداء، سلّمت قيادة الجيش تقريراً بنتيجة تحقيقاتها إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزراء الدفاع موريس سليم والخارجية عبدالله بوحبيب والأشغال علي حمية، والنائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار.
وبحسب معلومات «الأخبار»، أفاد التقرير بأنه «في تاريخ ١-١١-٢٠٢٤ وعند الساعة ٠٢:٠٠ فجراً، نفّذ العدو الإسرائيلي إنزالاً بحرياً لحوالي ٢٥ عنصراً في محلة الغلاغيني على شاطئ البترون، أقدموا على اختطاف المواطن اللبناني عماد فاضل أمهز. للتفضل بالاطّلاع مع اقتراح توجيه كتاب اعتراض لدى الأمم المتحدة على هذا الاعتداء واعتباره انتهاكاً للسيادة وللقرار ١٧٠١».
ولم يأت التقرير على ذكر أي تفاصيل بشأن العملية، ولم يجب عن سؤال حول دور الجيش في مراقبة الشاطئ، ولا كيف دخل عناصر الكوماندوس وخرجوا، كما لم يشر إلى موضوع الرادارات أو دور اليونيفل وأي عناصر آخرين مطلوب الكشف عنهم من قبل الجيش.
ويتضح يوماً بعد آخر بأن لدى الجيش إما ما يخفيه أو أنه يحاول التنصل من أي مسؤولية. فالكتاب لا يحتاج إلى تفسير، وهو يقول للجهات التي تنتظر منه إجابة ما مفاده بأنه «لا شيء يمكن أن تفيد به قيادة الجيش. اذهبوا وتقدّموا بشكوى». ويعزز التقرير الأسئلة والشكوك حول كيفية تعامل قيادة الجيش مع عدد من الملفات المتصلة بالحرب، ومنها إنزال البترون، علماً أن السياسيين الذين يوجهون هذه الأسئلة إنما يتوجهون بها إلى قائد الجيش نفسه، وليس إلى المؤسسة العسكرية التي قال ضباط بارزون فيها إن هناك الكثير من الأمور التي يمكن للجيش القيام بها في حال وجود قرار.
في هذه الأثناء، واصلت الولايات المتحدة مساعيها لمساعدة عون على «البقاء في منصبه إلى حين انتخابه رئيساً للجمهورية». وبعدما بعثت السفيرة الأميركية ليزا جونسون برسائل إلى المعنيين تطلب فيها التمديد لعون، تواصلت أخيراً مع رئاسة الحكومة لمناقشة ملف قيادة الجيش، وكان جواب السراي الكبير بوجود حل من اثنين: إما أن يصار إلى تعيين قائد جديد للجيش، وهو أمر يتطلب توافقاً سياسياً ومشاركة وزير الدفاع في جلسة الحكومة، ما يفتح الباب على نزاعات مكتومة كون الحكومة ستكون مضطرة إلى القيام بتعيينات أخرى في مواقع مدنية وعسكرية أيضاً. والخيار الآخر هو قيام مجلس النواب بإقرار قانون يمدّد ولايته لفترة زمنية جديدة.
وعلمت «الأخبار» أن السفيرة الأميركية قالت إن واشنطن «تفضّل التمديد لولاية القائد الحالي، ولسنا مع تعيين قائد جديد»، وهي نقلت هذا الطلب أمس في اجتماعها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.
إسبانيا: داتا الرادارات تبث مباشرة إلى إسرائيل
إثر الإنزال الذي نفّذه العدو في البترون، انطلق نقاش حول دور القوات الدولية العاملة في الجنوب، خصوصاً أنها تملك منظومة رادارات في البر وعلى الشاطئ، كما أن هناك قطعاً بحرية تقودها ألمانيا، لم يتضح حقيقة الدور الذي قامت به لمعاونة قوات الاحتلال.
وفي معرض النقاش مع ضباط الارتباط في القوات الدولية، صرّح الضابط الإسباني العامل في لجنة الارتباط الخاصة باتفاقية الهدنة المقدّم دييتر باشمان إلى جهات لبنانية رسمية، بأن «البحرية الألمانية تملك أربعة رادارات بحرية، وأن القوة الفرنسية تملك راداراً في نقطة تمركزها في بلدة دير كيفا في الجنوب، وهذه الرادارات تُستخدم حالياً في رصد أي جسم مشبوه في البحر أو الجو، وأن الداتا التي تجمعها هذه الرادارات تُنقل عبر بث مباشر إلى إسرائيل».
وجاء جواب الضابط الإسباني، رداً على سؤال حول سبب إسقاط القوات الألمانية مُسيّرة تابعة للمقاومة، كانت في طريقها فوق البحر من الجنوب باتجاه فلسطين المحتلة.
*****************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
ترامب رئيساً: الجاليات العربية عاقبت الديمقراطيين على مسؤوليتهم عن الجرائم
مستشار الرئيس المنتخب: الأولوية لإنهاء الحرب على لبنان وإعداد اتفاق نووي
لحود وباسيل وفرنجية حيّوا نصرالله في الأربعين… وقاسم: على خطاه حتى النصر
تكشّفت الانتخابات الرئاسية الأميركية عن فضيحة الحزب الديمقراطي الممسك بوسائل الإعلام ووسائل التواصل وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والدولة العميقة وشركات المال وصناعة الأسلحة وملحقات هذه جميعاً في فرق التفكير والنخب المثقفة، حيث كانت آخر الابتكارات تصنيع استطلاعات رأي ترجّح كفة مرشحتهم كمالا هاريس أملاً بأن يصدق الناخبون أنها فائزة حكماً ويلتحقون بركب الرابح فتربح بفعل ذلك عندها، لكن لم يصدّقهم أحد وصدّقوا كذبتهم وحدهم وخسروا الانتخابات. وبمثل ما كانت العولمة مقابل الأمركة تجارة كاسدة لا تثير حماسة أحد، كانت حملة خصمهم الرئيس المنتخب دونالد ترامب تستنهض ضحايا العولمة من صناعة راكدة وزراعة كاسدة وتجارة هامدة، ونجح رغم قاعدته المحافظة والعنصريّة والقائمة على نواة صلبة من البيض المتعصبين والإنجيليين المتطرفين. نجح ترامب ببناء جسور مع مَن يفترض أنهم رصيد الديمقراطيين ضده فاخترق قواعدهم التقليديّة، ووجد مؤيدين من اللاتينيين والسود وصولاً إلى العرب والمسلمين الذين اغتاظوا غضباً من استهتار الديمقراطيين بدماء الفلسطينيين واللبنانيين، فخاطبهم ترامب واعداً بإنهاء حرب غزة والحرب على لبنان، رغم أنهم ينظرون إليه كصديق لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بينما منعهم الحزب الديمقراطي وأغلبهم أعضاء في الحزب من اعتلاء منصة المؤتمر للإعراب عن موقفهم.
عاقبت الجاليات العربية الحزب الديمقراطي على سجله الإجرامي في غزة ولبنان، وأعطى بعضها أصواته لترامب، وفي انتخابات تجري المنافسة فيها على الولايات المتأرجحة، تكفي بضعة آلاف من الأصوات يخسرها الديمقراطيون ولو لم يكسبها ترامب لمنحه فرص الفوز، وها هو يفوز مع الحزب الجمهوري بالرئاسة ومعها بالأغلبية في مجلسي الكونغرس.
عن مصير حروب المنطقة تحدّث مستشار ترامب فقال إن أولويّته سوف تكون قبل تولّي الرئاسة رسمياً في أواخر كانون الثاني من العام المقبل، انتهاء حرب غزة ووقف الحرب على لبنان والإعداد لمشروع اتفاق نوويّ جديد مع إيران، بينما على ضفة مقابلة كان ترامب يتلقى اتصال تهنئة من بنيامين نتنياهو، وآمال إسرائيليّة مرتفعة بمزيد من الدعم، بعدما لم يتبقّ شيء يمكن لأميركا تقديمه ولم تقدّمه إدارة جو بايدن وكمالا هاريس.
في لبنان، واصلت المقاومة عمليّاتها النوعيّة، كما قال بيان غرفة عمليات المقاومة، مشيراً إلى إنجازات الجبهة البريّة وطرد قوات الاحتلال إلى ما وراء الحدود بعد معارك بطوليّة خاضها المقاومون على جبهتي عيتا الشعب والخيام. وتوقّف البيان أمام إنجازات القوة الصاروخيّة والطائرات المسيّرة، وقد كان أمس موعدٌ لضربة نوعيّة على الضاحية الجنوبية لتل أبيب، حيث نزل مليونا مستوطن إلى الملاجئ مرتين، بينما كانت مستوطنة أفيفيم تحترق بصواريخ المقاومة، والأسئلة في الكيان تتعاظم حول جدوى استمرار الحرب بلا أفق، على إيقاع الانقسام الكبير الذي ظهر على المستويين السياسي والشعبي بعد إقالة نتنياهو لوزير الحرب يوآف غالانت، وسط تحقيق تجريه الشرطة حول التسريبات الأمنية، وتصويت يفترض أن يجريه الكنيست على إعفاء الحريديم من الجنديّة، وإعلان رئيس الأركان عن الاستعداد لاستئناف العملية البرية الميؤوس منها.
على خلفيّة هذه التطوّرات تحدّث الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في إحياء أربعين الأمين العام الإمام الشهيد السيد حسن نصرالله، التي تحدّث عنها كل من الرئيس السابق أميل لحود ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيار المردّة سليمان فرنجية، واستعرض قاسم في كلمة مسجلة المشهدين السياسي والعسكري، مؤكداً أن المفاوضات غير المباشرة التي يتولاها رئيس مجلس النواب نبيه بري كعنوان للمقاومة السياسية، مؤهلة لإنتاج إنهاء الحرب بشرطين، وقف العدوان واحترام السيادة اللبنانية، شارحاً حجم استعدادات المقاومة للمضي قدماً في خيار المواجهة، حتى تحقيق النصر على خطى السيد نصرالله.
وقال الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمة متلفزة، في ذكرى أربعينية الأمين العام للحزب الشهيد السيد حسن نصر الله: «نحن اليوم في ذكرى أربعين سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله وهو نموذج للسيد الجليل القائد الذي مضى في سبيل الله تعالى». وأشار إلى أن «حزب الله له هيكلية منظمة وامتداد في كل الميادين الثقافية والسياسية والجهادية والتربوية والاستشفائية. وهذا الحزب الذي بناه السيد نصر الله».
وأكد أن «المقاومة في «حزب الله»، أساس متين عدداً وقوة وتخصصاً وقوة وشجاعة وتحدياً لأعتى الأعداء». وأشار الى ان «العدو لم يلتفت أنه يواجه مقاومة لديها 3 عوامل قوة أساسية هي أنَّ المقاومين والحزب يحملون عقيدة إسلامية صلبة راسخة تجعلهم يقفون مع الحق والعزة والكرامة بشكل لا يزعزع شيئاً والمقاومون أعاروا جماجمهم لله وكلّهم استشهاديّون لا يهابون الموت». أضاف: «قناعتنا أن أمراً واحداً فقط يوقف الحرب وهو الميدان بقسميه الحدود والجبهة الداخلية للعدو». وشدّد على «اننا نعول على الميدان فقط ونحن بالنسبة إلينا في حزب الله خيارنا الحصريّ هو منع العدو من تحقيق أهدافه». وأكد قاسم «أن النازح ومستقبل النازح يساهمان في المقاومة أثناء المواجهة». وقال: «إن قوة المقاومة بقوة استمرارها رغم الفوارق في الإمكانات العسكرية وبقوة الإرادة والمواجهة». وتابع: «ليس في قاموسنا إلا الرأس المرفوع مع المقاومين الأبطال واستمرار المقاومة والصبر والتحمل والبقاء في الميدان حتى النصر. لا يمكن أن نُهزم والحق معنا والأرض لنا والله معنا».
ورأى قاسم أن «نتنياهو أمام مشروع كبير جداً يتخطى غزة وفلسطين ولبنان إلى الشرق الأوسط، أما خطوات هذا المشروع من خلال الحرب على لبنان فهي: إنهاء وجود حزب الله، احتلال لبنان ولو عن بُعد وجعله شبيهاً بالضفة، العمل على خريطة الشرق الأوسط».
وعن حادثة البترون، اعتبر قاسم أن «يدخل الإسرائيلي بهذه الطريقة، هذا أمر فيها إساءة كبيرة للبنان وانتهاك لسيادته وعلامات استفهام كثيرة. وأنا اليوم لن أتّهم، لكن أطالب الجيش اللبنانيّ المعنيّ بأن يحمي الحدود البحرية أن يصدر موقفاً وبياناً يبيّن لماذا حصل هذا الخرق، حتى ولو قال إنه لم يكن قادراً أو كان عاجزاً، فليقل ذلك أمام العالم ما هو السبب وأيضاً، فليسأل اليونيفيل وخاصة الألمان ما الذي رأوه في تلك الليلة وما الذي فعلوه وليُطلع الناس على ذلك، أنا لن أتحدّث أكثر من ذلك، بل أطالب الجيش أن يعلن موقفه وطبيعة الحدث وأيضاً ما هو دور اليونيفيل حتى يطلع الناس».
الى ذلك تترصّد الدوائر السياسيّة والدبلوماسيّة في لبنان والمنطقة انعكاسات فوز الرئيس ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية على مسار الحرب على غزة ولبنان وعلى المنطقة، في ظل تأكيد من ترامب وفريقه عزمه بإنهاء الحروب التي أشعلتها الإدارة السابقة، وأفاد مستشار الرئيس الأميركي المنتخب مسعد بولس، في حديث تلفزيونيّ، بأن «الرئيس ترامب سيفي بالوعود التي وضعها في الكتاب الذي أرسله للبنانيين بوقف الحرب قريباً وإنهاء الدمار والعذاب ضمن اتفاق السلام الشامل في المنطقة»، لافتاً إلى أن «الديمقراطيين حاولوا إنجاز اتفاق وقف إطلاق نار في لبنان قبل الانتخابات، لكن «إسرائيل» لم تستجب وترامب ملتزم بإنهاء الحرب قبل دخوله الى البيت الأبيض».
وأشار بولس، الى أنني «سأتولى مهام التفاوض مع الجانب اللبناني من أجل الوصول الى اتفاق وسيعين ترامب شخصاً ملماً بالملف الإسرائيلي للتفاوض مع الإسرائيليين للوصول الى اتفاق». فيما أعرب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في عهد دونالد ترامب ديفيد شنكر، في حديث تلفزيوني عن اعتقاده أنه «سيكون هناك انقسام في إدارة ترامب المستقبلية بشأن لبنان». وقال شنكر: «الرئيس سيعود إلى نوع من حملة الضغط الأقصى ضد إيران كما لم يفعل من قبل وهدف الضغط هو العودة إلى نوع من الصفقة سواء كان ذلك اتفاقًا نوويًا أو اتفاقًا آخر».
غير أن رئيس مجلس النواب نبيه بري كشف أن ترامب «وقّع على تعهّد خطّي على وقف إطلاق النار في لبنان فور فوزه في مطعم حسن عباس». وتابع بري في حديث صحافي «أن ما فعله الرئيس الفائز هو الأول من نوعه في تاريخ أميركا لجهتين: الأولى أنّه لأول مرة يفوز مرشح بالرئاسة سبق أن رسب فيها في دورة سابقة، والثانية أنه حصد مجلسي النواب والشيوخ والقضاء مع الرئاسة في آن وهذا أمر غير مسبوق أيضاً».
وأثنى رئيس المجلس على احتضان اللبنانيين للنازحين من الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، وقال: «احتضان المسيحيين لا يقلّ عن احتضان المسلمين. في الأيام الماضية أخبروني أن أهل دير الأحمر الذين استقبلوا نازحي بعلبك، ورفضوا تسميتهم نازحين، وقالوا لهم نحن الضيوف وأنتم أهل المنزل».
وقال برّي «في عام 2006 عندما جرى وقف إطلاق النار دعوت أهل الجنوب للعودة الى منازلهم فعادوا في اليوم التالي، واليوم، في حال تمّ التوصل الى وقف إطلاق النار، سيعود أهل الجنوب والبقاع والضاحية إلى منازلهم ولو ناموا على الأرض. في العام 2006 دعوتهم الى العودة وعادوا فوراً واليوم سأعيد الكرّة مرة ثانية وسيعودوا في اليوم التالي بإذن الله».
أما عن آفاق المرحلة، أكد برّي أن الكلمة الآن للميدان، مؤكداً أن المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين يمكن ان يعود الى لبنان في حال لمس موقفاً إسرائيلياً إيجابياً لأننا تفاهمنا، والموضوع أصبح في الملعب الإسرائيلي، ففي حال وجد هوكشتاين أي تجاوب يمكنه العودة الى بيروت حتى الـ 20 من كانون الثاني موعد انتهاء ولاية بايدن، لإنجاز الاتفاق».
ميدانياً، سجل حزب الله رقماً قياسياً في العمليات ضد العدو الإسرائيلي كماً ونوعاً وأهدافاً دقيقة في شمال فلسطين المحتلة وصولاً الى تل أبيب، كاشفاً عن أنواع جديدة من الصواريخ الدقيقة والبعيدة المدى، وأشارت مصادر في فريق المقاومة لـ»البناء» أن «المقاومة كثفت من عملياتها المتعددة في ذكرى أربعين سيد شهداء المقاومة والأمة السيد حسن نصرالله»، متوعّدة بمزيد من المفاجآت الصاروخية والأهداف الجديدة في عمق الكيان الإسرائيلي.
وشنّت المقاومة هجومًا جويًا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة بيلو (تتبع للواء المظليين الاحتياط التابع للفرقة 98 في جيش العدو الإسرائيلي) جنوب تل أبيب، للمرّة الأولى، وأصابت أهدافها بدقة».
كما نفذت جومًا جويًا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة حيفا البحريّة (تتبع لسلاح البحريّة في الجيش الإسرائيلي، وتضمّ أسطولاً من الزوارق الصاروخيّة والغواصات) في خليج حيفا، للمرة الأولى، وأصابت أهدافها بدقة». وقصفت «تجمعًا لِقوات جيش العدو الإسرائيلي في موقع المرج بصليةٍ صاروخية». كما قصفت «تجمعًا لِقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشمالية الشرقية لبلدة مارون الراس بمسيّرتين انقضاضيّتين، وأصابتا أهدافهما بدقة».
ودكت قاعدة «ستيلا ماريس» البحرية (قاعدة استراتيجية للرصد والرقابة البحريين على مستوى الساحل الشمالي) شمال غرب حيفا بـ»صليةٍ من الصواريخ النوعيّة وسرب من المُسيّرات الانقضاضية، وأصابت أهدافها بدقة»، واستهدفت قاعدة زوفولون لـ»الصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا المحتلة بصلية صاروخية».
وأعلن حزب الله أنه «في إطار التحذير الذي وجّهته المقاومة الإسلامية لعددٍ من مستوطنات الشمال، استهدف مجاهدو المقاومة مستوطنة كريات شمونة للمرة الثانية بصليةٍ صاروخية».
ونشر الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية مشاهد من عملية استهداف المقاومة الإسلامية تجمعًا لجنود العدو «الإسرائيلي» في مستوطنة «أفيفيم» شمال فلسطين المحتلة بصواريخ «نور 1».
كما نشر فيديو «بطاقة سلاح: صاروخ «فاتح 110»، وشعار فاصل لن تستطيعوا إعادتهم… في إشارة الى مستوطني الشمال».
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية، عن «إطلاق 120 صاروخاً من لبنان حتى الآن»، فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن «دوي 5 انفجارات في تل أبيب الكبرى».
وقبل منتصف ليل أمس، أعلنت غرفة عمليّات «المُقاومة الإسلاميّة»، في بيان حول التطوّرات الميدانيّة لمعركة «أولي البأس»، أن «مجاهدي المُقاومة يُواصلون تصدّيهم للعدوان الإسرائيلي على لبنان، ويُكبّدون جيش العدوّ خسائر فادحة في عدّته وعديده من ضباط وجنود على امتداد محاور المواجهة عند الحافة الأماميّة وصولًا إلى أماكن تواجده في عمق فلسطين المُحتلة».
وشدّدت على أنه «تتصاعد سلسلة عمليّات خيبر وفق رؤية وبرنامج واضح، وإدارة وسيطرة عالية، تضمن القدرة على الوصول الفعّال إلى كافة الأهداف التي تُحددها قيادة المُقاومة».
وأضافت المقاومة «على المُستوطنين الذين تم إنذارهم بضرورة إخلاء مُستوطناتهم عدم العودة إليها لكونها تحولت إلى أهداف عسكرية نظراً لاحتوائها على مقارّ قياديّة، وثكنات ومصانع عسكريّة، ومرابض مدفعيّة وقواعد صاروخيّة، ومحطات للخدمات اللوجستيّة والأركانيّة للقوّات التي تعتدي على الأراضي اللبنانيّة. إن الإنجاز الوحيد الذي حققه الجيش الإسرائيلي خلال ما يُطلق عليه مسمّى «المناورة البريّة» هو فقط تدمير البيوت والبنى التحتيّة المدنيّة وتجريف الأراضي الزراعيّة في البلدات الحدوديّة».
ورأت أن «الأسابيع الأخيرة ثبتت أن تشكيلات المُقاومة تمكنت من ترتيب هيكلياتها وبمختلف المستويات، وهذا ما يعكسه ارتفاع وتيرة عمليّات إطلاق الصواريخ والمُسيّرات الانقضاضيّة على مُختلف الأهداف داخل الكيان المؤقت حتى تل أبيب. إن مجاهدينا في الجبهة الأماميّة عند الحدود الجنوبيّة، وبفعل ضرباتهم الدقيقة والمُتكررة، وقدرتهم العالية على التصدي لتوغلات العدو وتدمير دباباته وآلياته، تمكنوا حتى الآن من إجبار قوّات العدو الإسرائيلي على المراوحة عند حدود قرى الحافة فقط، ومنعها من التقدّم باتجاه قرى النسق الثاني من الجبهة أو الاقتراب من مجرى نهر الليطاني».
وتابعت «إن المقاومة الإسلاميّة وفي ذكرى أربعين شهيدها الأسمى والأقدس والأغلى، سماحة السيد حسن نصر الله قُدّس سرّه الشريف، تؤكد أنها على العهد والوعد، ستبقى وفية لدماء شهدائها وستمضي في تحقيق الأهداف التي ارتقوا من أجلها، وعلى رأسها رفعة وكرامة شعبها الأبي وحرية وسيادة بلدها، وهي تُعاهد أمينها العام سماحة الشيخ نعيم قاسم حفظه الله أنّها ثابتة على درب الولاية حتى تحقيق النصر بإذن الله تعالى».
في المقابل واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، وارتكبت قواته سلسلة مجازر في الجنوب والبقاع. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة استهدفت منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية. وأطلق جيش العدو تهديداً إلى جميع السكان المتواجدين في منطقة الضاحية الجنوبية وتحديدًا في المباني المحددة في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في المناطق التالية: الأوزاعي، حارة حريك، تحويطة الغدير وحدث بيروت،، وعمد ليلاً إلى قصف الأهداف التي حدّدها.
وقام العدو ايضاً بتفخيخ وتفجير جنوب مستشفى ميس الجبل الحكومي.
وأعلن محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، في تصريح له عن «سقوط 30 شهيداً و35 جريحاً جراء 20 غارة على محافظة بعلبك الهرمل اليوم».
******************************************
افتتاحية صحيفة النهار
لبنان تلقى انتخاب ترامب وسط تسعيرالمجازر وتصاعد الشكوك حول إحياء وساطة هوكشتاين
حتى لو كان من غير المنطقي ربط أي تطور حربي في لبنان منذ البارحة بانتخاب دونالد ترامب رئيسا جديدا للولايات المتحدة الاميركية، فان ذلك لا يحجب دلالات التوظيف الاسرائيلي المفرط في العنف والتصعيد على الجبهة اللبنانية الذي لاقى به رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انتخاب حليفه المفضل. ولا تقف الدلالات على التوظيف السياسي والحربي والعسكري ولكنها تتجاوزه الى منحى دموي متدحرج اودى بعشرات الضحايا في اتون مجازر متعاقبة في اقل من 24 ساعة. حتى ان الموجات المخيفة من الغارات الاسرائيلية التي ضربت بعنف بالغ بعلبك والهرمل مساء امس عقب استئناف الغارات التي كانت متوقفة على الضاحية الجنوبية، بدت كأنها الرسالة الحاسمة بعدم وجوب التعويل على أي وقف نار او تسوية او حتى أي تحريك محتمل للوساطة الاميركية “السابقة” التي صار مصيرها مطروحاً بجدية بعدما هزم بقوة الحزب الديموقراطي في المعركة الرئاسية، وبدأ العد العكسي لنهاية مسؤولية الموفد الاميركي آموس هوكشتاين لدى انتقال الرئاسة الى الرئيس ترامب في العشرين من كانون الثاني المقبل. ولعل المخاوف من تمادي الحرب لم تقف على هذه الوقائع فقط، بل استندت ايضا الى كلام خطير اطلقه وزير الدفاع الاسرائيلي السابق و”المقال” يوآف غالانت بعدما اقاله نتياهو اذ تخوف بنفسه من حرب لسنوات.
اذن ما بين مجزرة برجا مساء الثلاثاء، ومجزرة بعلبك الهرمل مساء امس الاربعاء، استقبل لبنان الحدث الاميركي مضرجاً بعشرات الشهداء، واستمر التصعيد والغارات من الجنوب الى البقاع مرورا بالضاحية الجنوبية التي عادت الانذارات بإخلائها بعد هدنة عابرة لأيام قليلة. وانبرى الطيران الحربي الاسرائيلي الى شن موجات الغارات المتلاحقة على البقاع الشمالي، بلغ عددها 33 غارة على المنطقة امس ادت الى سقوط 45 شهيدا وعشرات الجرحى (ارقام الثامنة مساء امس). كما ان الطيران الإسرائيلي جدّد استهداف مبان في منطقة حارة حريك في الضاحية والليلكي وبرج البراجنة وشن غارات على حي الاميركان في الضاحية خارج نطاق التحذيرات وغارة خلف دار الحوراء.
في المقابل اعلن “الحزب” انه استهدف مستوطنات غورن وروش بينا وبار يوحاي (الصفصاف) وكتسرين بصليات صاروخية . وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عصرا عن دوي 5 انفجارات في تل أبيب الكبرى.
وإستمرت امس أعمال الإنقاذ والبحث عن ناجين ومفقودين بين ركام المبنى الذي إستهدف بغارة في بلدة برجا وأدت الى سقوط 30 ضحية وإصابة 20 بجروح، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
قاسم
وفي كلمة جديدة للامين العام لـ”الحزب” الشيخ نعيم قاسم في ذكرى أربعينية الامين العام السابق للحزب السيد نصر الله، اكد ان”قناعتنا أن أمراً واحداً فقط يوقف الحرب وهو الميدان بقسميه الحدود والجبهة الداخلية للعدو”. وشدد على “اننا نعول على الميدان فقط ونحن بالنسبة إلينا في الحزب خيارنا الحصري هو منع العدو من تحقيق أهدافه”. وأكد قاسم “ان النازح ومستقبل النازح يساهمان في المقاومة أثناء المواجهة”. وقال: “ان “قوة المقاومة بقوة استمرارها رغم الفوارق في الامكانات العسكرية وبقوة الإرادة والمواجهة”. وقال “الأيام آتية، والأيام الماضية كانت نموذجًا، والذي سيحصل سيكون أكثر فأكثر. نحن لن نبني توقع وقف العدوان على حراك سياسي، ولن نستجدي لإيقاف العدوان، سنجعل العدو هو الذي يسعى إلى المطالبة بوقف العدوان، أي هو سيصل الى وقت يقول أنا “خلص ما عاد قادر”، لأنّ كل العوامل الأخرى مع اندفاعات نتنياهو، مع اعتقاده أنه يقدر أن يُحقّق شيئًا لا تنفع، حتى نحن الآن لا نبني لا على الانتخابات الأميركية سواء نجحت هاريس أو نجح ترامب، ليس لها قيمة بالنسبة الينا ولا نُعوّل على الحراك السياسي العام ولا نُعوّل على أنّه اكتفى نتنياهو ببعض المكتسبات، لا، سنُعوّل على الميدان، سنتركه يُدرك تمامًا أنّه في الميدان خاسر وليس رابحًا، وهذه الخسارة ستمنعه من تحقيق أهدافه”.
وتطرق الى حادث البترون فقال “انا اليوم لن أتّهم، لكني أطالب الجيش اللبناني المعني بأن يحمي الحدود البحرية، أن يُصدر موقفاً وبياناً يُبيّن لماذا حصل هذا الخرق؟ حتى لو قال إنّه لم يكن قادراً وإنّه كان عاجزاً، فليقل أمام العالم ما هو السبب. وأيضاً فليسأل اليونيفيل وخاصة الألمان ما الذي رأوه في تلك الليلة وما الذي فعلوه في تلك الليلة ويُطلع الناس عليه”.
تطويع 1500 جندي
في غضون ذلك أقر مجلس الوزراء في جلسته امس البند المتعلق باعطاء وزارة الدفاع سلفة خزينة لتطويع 1500 جندي لصالح الجيش اللبناني. كما أقرّ إعطاء سلفة لتموين 541 مركز إيواء لتأمين المازوت للتدفئة خصوصاً في المناطق فوق الـ300 متر. ولفت رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في كلمته خلال الجلسة الى “استمرار الحرب الاسرائيلية الشرسة مستهدفة كل لبنان ، بأهله وطواقمه الطبية والاسعافية ، ومراكز العبادة والمستشفيات وكل مظاهر الحياة كما الاعتداءات على الجيش واليونيفيل ، في خرق فاضح لكل النظم الاخلاقية والقوانين الدولية والقيم الانسانية، واللبنانيون شهداء وضحايا”.أضاف: “نقوِّمُ ايجابا نتائج القمة الروحية في بكركي وما صدر عنها من توصيات وما تحمله من دلالات عن تضامن المرجعيات الدينية لحماية لبنان بخصوصياته وتنوعاته وانقاذه من الحرب الاسرائيلية التي يتعرض لها كل لبنان. وفي هذا السياق أيضا، ننوه بالمواقف المُعبَرَة التي صدرت عن المرجعيات ونقول انها يجب ان تُسمَعَ دولياً وان يُبنى عليها محلياً ولها عندنا كل تقدير . ونؤكد دعوتنا الدائمة لمبدأ الحوار بين كل المرجعيات السياسية للوصول إلى تلاق يؤسس لانتخاب رئيس للجمهورية”.
وقد طالب المطارنة الموارنة امس بعد اجتماعهم الشهريّ، “المجتمع الدولي بحلّ دبلوماسي وإقرار وقف فوري لإطلاق النار وتطبيق الـ1701، وبوضع حدّ للاعتداءات الإسرائيلية المنتهكة لسيادة لبنان وآخرها الإنزال البحري في البترون الذي انتهى بخطف لبناني من مقر إقامته”. ونبّهوا الى ضرورة “التصدي لأيّ إشكالات قد تحصل بين المضيفين والنازحين من خلال تشكيل لجان للتنسيق بالتعاون مع المحافظين والبلديات والجمعيات الأهلية والمؤسسات العسكرية والأمنية المتأهّبة لكلّ عون في هذا المجال”.
*****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لبنان يقرر زيادة عدد أفراد الجيش استعداداً لانتشار محتمل جنوب الليطاني
ميقاتي يحمل المجتمع الدولي مسؤولية حرب الإبادة الإسرائيلية
أقرت الحكومة اللبنانية زيادة عدد أفراد الجيش بمقدار 1500 عنصر، في خطوة تحاول من خلالها التماهي مع أي حل مقبل للحرب الإسرائيلية، ودور الجيش في هذه المرحلة، التي قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إنها تتطلب نشر 10 آلاف جندي في منطقة جنوب الليطاني إنفاذاً للقرار الدولي 1701.
وجدّد ميقاتي في مستهل جلسة حكومته التأكيد على أن المدخل الرئيسي لأي حلٍّ مقبول من لبنان هو وقف الحرب والتنفيذ الكامل للقرار 1701، محملاً المجتمع الدولي «مسؤولية استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على لبنان».
وقال ميقاتي: «ندين ونحمّل المجتمع الدولي مسؤولية استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على لبنان وتدميره للبلدات والقرى، وقتله للمدنيين، واغتياله لعناصر الجيش، واستهداف الطواقم الطبية والدفاع المدني وفرق الإغاثة والصحافية، إضافة إلى الاعتداء على (اليونيفيل) وما تمثله من شرعية دولية، بما يجعل استهداف (اليونيفيل) اعتداءً على المجتمع الدولي ومجلس الأمن. وهذا التدمير مستمر على المستشفيات والمدارس والمراكز التربوية».
وتحدث عن الجهود الدولية لوقف إطلاق النار، مشيراً إلى «أن الزيارات الرسمية الدولية والعربية التي يقوم بها المسؤولون الأجانب والعرب، كما زياراتي ولقاءاتي مع جلالة الملك الأردني عبد الله الثاني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، ورئيس وزراء آيرلندا سيمون هاريس، والرؤساء الذين شاركوا في (مؤتمر باريس لدعم لبنان)، ورؤساء وزراء دول عربية وصديقة؛ تؤشر كلها إلى التضامن والاهتمام من الدول الكبرى الشقيقة والصديقة للبنان. ولكن للأسف إسرائيل تضرب عرض الحائط بكل المحاولات الدولية لوقف إطلاق النار»، شاكراً باسم الحكومة «فرنسا على مبادرتها الإنسانية والإغاثية، ونثمن دورها نحو دعم الجيش وتعزيز قدراته، ونتطلع إلى مزيد من مبادرات الدعم لتمكين لبنان من تجاوز هذه المحنة القاسية والحرب الإسرائيلية على لبنان».
وأكد: «موقفنا وقرارنا هو الحفاظ على كرامة لبنان، والحرص على احترام السيادة الوطنية بكل مظاهرها، جواً وبحراً وبراً وقراراتٍ دولية، ولن نتهاون ضد أي خرق واعتداء. الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة والمتصاعدة ضد لبنان تحولت إلى جرائم ضد الإنسانية والحضارة وخرق لكل المواثيق والشرائع الدولية. الحراك والتضامن الدولي السياسي والإغاثي مع لبنان كلها مبادرات أخوية مقدرة من الجميع من دون استثناء».
وشدد على «أن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة والمتصاعدة ضد لبنان تحولت إلى جرائم ضد الإنسانية، والمدخل الرئيسي لأي حلٍّ مقبول من لبنان هو وقف الحرب علينا والتنفيذ الكامل للقرار 1701، والبدء بانتخاب رئيس الجمهورية، فينتظم عقد المؤسسات، ونستعيد الاستقرار، ونبدأ بورشة الإعمار وبناء كل ما هدمته الحرب».
وأثنى على نتائج القمة الروحية التي عقدت في بكركي، «وما صدر عنها من توصيات، وما تحمله من دلالات عن تضامن المرجعيات الدينية لحماية لبنان بخصوصياته وتنوعاته وإنقاذه من الحرب الإسرائيلية التي يتعرض لها كل لبنان». ونوه كذلك «بالمواقف المعبرة التي صدرت عن المرجعيات، ونقول إنها يجب أن تُسمع دولياً، وأن يُبنى عليها محلياً، ولها عندنا كل تقدير. ونؤكد دعوتنا الدائمة لمبدأ الحوار بين كل المرجعيات السياسية للوصول إلى تلاق يؤسس لانتخاب رئيس للجمهورية»
وتوجه بالتهنئة من «الرئيس المنتخب والشعب الأميركي على ممارسته الديمقراطية».
وتحدث وزير الإعلام زياد مكاري بعد الجلسة، مؤكداً أن الاعتمادات لتطويع 1500 عسكري موجودة وليس هناك أي إشكال بشأنها.
وأعلن منسق لجنة الطوارئ الحكومية، الوزير ناصر ياسين، عن إقرار مجلس الوزراء إعطاء سلفة لمنشآت النفط لتموين 541 مركز إيواء في مناطق ترتفع أكثر من 300 متر في الجبال والبقاع والداخل لتأمين المازوت للتدفئة، و«هذا الأمر ستؤمنه الحكومة»، وتحدث عن أوضاع النازحين والخطة التي يتم العمل عليها، مشيراً إلى أن هناك 44 ألف عائلة موجودة في 1138 مركز إيواء، بالإضافة إلى 147 ألف أسرة في المنازل. وأكد أن «العمل مستمر لتطبيق وتنفيذ كل مقررات مؤتمر باريس، وكل المساعدات التي تم الإعلان عنها في المؤتمر. كما أن هناك اجتماعاً سيعقد الأسبوع المقبل، وهناك عمل مع المانحين لعقد مؤتمر مصغر لتفعيل هذه المقررات».
**************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
إسرائيل أوّل المهنئين ولبنان أكثر الحذرين… ترامب يعود إلى البيت الأبيض: كيف سينهي الحرب؟
توضّحت الصورة الأميركية، وفتحت الانتخابات الرئاسية الباب لدونالد ترامب كأول رئيس يدخل مرّتين بالانتخاب إلى البيت الابيض كرئيس للولايات المتحدة الأميركية. وعلى ما بدا جلياً فإنّ العالم انضبط سريعاً على إيقاع هذا الحدث، وبدأ يحضّر أوراق وخرائط التعامل مع الإدارة الترامبيّة في السنوات الاربع المقبلة، ولاسيما في ما خصّ الملفات الدولية والإقليمية، والنقاط الساخنة والمشتعلة في أكثر من ساحة.
المستوى السياسي الحاكم في إسرائيل كان أوّل المهنئين لترامب باعتباره الخيار الافضل لإسرائيل، ولاسيما من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي طيّر برقية سريعة إلى ترامب قال فيها: «عزيزي دونالد وميلانيا ترامب، تهانينا على أعظم عودة في التاريخ. إن عودتك التاريخية إلى البيت الأبيض توفّر بداية جديدة لأميركا وإعادة التزام قوي بالتحالف العظيم بين إسرائيل وأميركا». وعلى الخط نفسه تعالت بعض الأصوات من داخل حكومة المتطرفين بالقول بأنّه مع فوز ترامب «حان وقت النصر المطلق وعقوبة الإعدام للإرهابيين مع هذا الرئيس المنتخب». فيما قال وزير الدفاع الاسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس: «سنعمل مع ترامب على تعزيز التحالف بين بلدينا واستعادة الرهائن وهزيمة محور الشرّ الإيراني».
وأما الحلفاء الدوليون فأكدوا الالتزام بنهج التعاون الدائم مع الولايات المتحدة. فيما المحور المقابل يرصد وجهة الادارة الترامبية الجديدة – القديمة، وأي مسار ستنتهجه بعد تسلّم ترامب مهامه الرئاسية في 20 كانون الثاني المقبل. فالصين اعلنت أنّها تنتظر مقاربة جديدة للعلاقة معها، تفضي إلى تخفيف او احتواء التوتر بين البلدين، وإلى التعايش السلمي مع الولايات المتحدة. وروسيا عينها على أوكرانيا، وتقارب بحذر إعلان الرئيس الاميركي المنتخب إنهاء الحروب، واعلنت على لسان نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديميتري ميدفيديف، انّ «فوز ترامب ضربة لأوكرانيا. علماً انّ «ميدفيديف نفسه كان اعلن في وقت سابق انّ ترامب لن يستطيع وقف النزاع في أوكرانيا حال فوزه، وإذا حاول فإنّه قد يتعرّض لعملية اغتيال». وأما إيران فتحاول الظهور وكأنّها غير عابئة بتغيّر الادارة الاميركية، وأعلنت المتحدثة باسم الحكومة الايرانية أنّ فوز ترامب لن يؤثر على حياة الإيرانيين.
حذر .. وقلق
وأما لبنان الرسمي، وإن كان سيقوم بواجبه البروتوكولي بتقديم التهنئة للرئيس الاميركي الجديد، ويقرنها بطلب المساعدة الأميركية الفاعلة على وقف العدوان الاسرائيلي، فإنّ الواقع اللبناني في موازاة الحدث الاميركي، وعلى ما يستنتج من مصادر رسمية مسؤولة، متموضع في مربّع الحذر الشديد، يتجاذبه من جهة، تعويل على ترجمة ترامب لوعده بإنهاء الحروب بما يشمل إنهاء العدوان الاسرائيلي على لبنان، ومن جهة ثانية، قلقٌ وتخوّف كبيران جداً، من أنّ مصلحة إسرائيل التي تلتزم بها كل الإدارات الاميركية بما فيها ادارة ترامب، قد تقتضي مع ادارة ترامب المعروف بقربه الوثيق من نتنياهو سياسات جديدة – قديمة تزيد الضغوط على لبنان».
ميقاتي يهنئ
وكان رئيس حكومة تصريف الاعمال، قد وجّه في مستهل جلسة مجلس الوزراء أمس، «التهنئة إلى الرئيس الاميركي المنتخب والشعب الاميركي على ممارسته الديموقراطية».
وقال: «مع مطلع هذا الشهر دخل الوطن السنة الثالثة من الشغور في رئاسة الجمهورية، والأخطار تتفاقم ونحن لا نزال ننادي بوجوب انتخاب رئيس للجمهورية، وهذه مسؤولية دستورية يتحمّلها الجميع. ونؤكّد دعوتنا الدائمة لمبدأ الحوار بين كل المرجعيات السياسية للوصول إلى تلاقٍ يؤسس لانتخاب رئيس للجمهورية».
واكّد أنّ «إسرائيل تضرب عرض الحائط بكل المحاولات الدولية لوقف اطلاق النار». وقال: «موقفنا وقرارنا هو الحفاظ على كرامة لبنان والحرص على احترام السيادة الوطنية بكل مظاهرها، جواً وبحراً وبراً وقراراتٍ دولية، ولن نتهاون ضدّ أي خرق واعتداء».
أضاف: «إنّ الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة والمتصاعدة ضدّ لبنان، تحولت إلى جرائم ضدّ الإنسانية، والمدخل الرئيسي لأي حلٍّ مقبول من لبنان هو وقف الحرب علينا والتنفيذ الكامل للقرار 1701 والبدء بانتخاب رئيس الجمهورية، فينتظم عقد المؤسسات ونستعيد الاستقرار ونبدأ بورشة الإعمار وبناء كل ما هدّمته الحرب. وفي هذا الإطار نحيي بتقدير مواقف اللبنانيين التضامنية مع اهلهم واهلنا الذين اضطروا لترك بلداتهم ومنازلهم».
مقاربات
في السياق المتصل بالحدث الأميركي، يدعو مسؤول وسطي بارز إلى مقاربة واقعية لعودة ترامب إلى البيت الابيض، وعدم الإفراط في تكهنات تفاؤلية او تشاؤمية او فرضيات قد لا تكون واقعية، قبل وضوح وجهة الإدارة الاميركية الجديدة وكيفية مقاربتها للملفات المتفجّرة على أكثر من ساحة دولية، ولاسيما في اوكرانيا وكذلك في الشرق الاوسط، وعلى ما أكّد مراراً، فإنّه رسم لنفسه أولوية وقف الحروب وعدم إشعالها او البدء فيها، ومنع انفجار الشرق الاوسط، وتجنّب ما سّماها حرباً عالمية ثالثة. تفوقها أولوية «اميركا اولاً»، بما يعني التفرّغ بشكل مركّز على الداخل الاميركي وإعادة انهاض الاقتصاد في الولايات المتحدة الاميركية.
على أنّه في موازاة ذلك، تبرز مقاربة تشاؤمية لأحد كبار المسؤولين لـ«الجمهورية»، عبّر فيها عن خشيته من أن نكون أمام فترة شديدة التعقيد والتصعيد. وقال: «لا أرى ما يوجب التفاؤل، وأتمنى ان أكون مخطئاً، ولكن لا شيء يحمسني لأتوقع انقلاباً في الوضع ينهي الحرب في المنطقة ولا في لبنان ولا في غيرهما. بل إنني من الأساس في ما يعنينا بلبنان، لا أتوقع التغيير الذي ننشده، لسبب أنّ في الولايات المتحدة أمرين أحدهما متحرّك والثاني ثابت، المتحرّك هو هوية الرئيس الأميركي، حيث يكون تارة ديموقراطياً وتارة أخرى جمهورياً، فيما الثابت هو الدولة العميقة التي تحكم الولايات المتحدة وتحدّد سياساتها. ومن هنا فإنّ الدولة العميقة التي تدير الحرب على اوكرانيا والتوتير مع روسيا والصين وإيران، وترعى حرب نتنياهو على غزة ولبنان ستواصل ذلك، وربما بطريقة اكثر شراسة وشراكة مع نتنياهو في غزة ولبنان».
وعندما يُقال للمسؤول عينه بأنّ ترامب قال انّه يريد إنهاء الحروب، يسارع إلى القول: «ما اخشى منه هو أن يكون هذا الكلام لشراء الاصوات لا اكثر. ثم إنّ هذا الكلام هو كلام عام، فمن يستطيع أن يؤكّد أنّه لا يقصد بقوله عن إيقاف الحروب بأنّه يريد أن يوقف الحرب في لبنان او غزة او مع ايران بالطريقة التي يريدها هو، ايّ بالحسم من قبل اسرائيل ضدّ ايران وبالشكل الذي يحقق هدفها بإضعاف المقاومة وإنهاء وجودها في غزة ولبنان».
شهران صعبان
وفيما اكّد المسؤول عينه أنّ فرص الحل الديبلوماسي على جبهة لبنان تحديداً، لا تبدو ممكنة خلال الفترة الفاصلة من الآن وحتى تسلّم ترامب مهامه الرئاسية في 20 كانون الثاني المقبل، إلّا أنّ أحد السفراء العرب في لبنان قال لـ«الجمهورية»، إنّ واشنطن، وبمعزل عن هوية الرئيس، ترغب في إنهاء الحرب في لبنان، وهذا الحلّ ما زال ممكناً، وربما يكون ملحّاً اكثر من أي وقت مضى تداركاً لتطور المواجهات إلى مستويات شديدة الخطورة على الجميع، وخصوصاً انّ الاستعدادات في الجبهة تنذر بذلك. ومن هنا فإنّ عامل الوقت هو أكثر الأسلحة خطورة ويضغط بشكل كبير على كل الاطراف، وثمة معطيات تفيد بأنّ ادارة الرئيس جو بايدن تنوي أن تقوم بجهد مضاعف في هذا الاتجاه خلال الفترة المتبقية من ولايتها، وخصوصاً انّها ما زالت تتمتع بكامل صلاحياتها وفعاليتها وتمارسها حتى آخر لحظة».
وفي سياق متصل، يستبعد مسؤول رفيع فرضية بلوغ حل ديبلوماسي مع إدارة بايدن، وقال: «نظرياً إدارة بايدن تتمتع بكامل صلاحيتها، ولكنها لا تملك قدرة تسويق حل، حتى ولو أعادت إيفاد آموس هوكشتاين من جديد إلى اسرائيل ولبنان. فهي عندما كانت بكامل فعاليتها لم تتمكن من ذلك، فكيف لها الآن أن تحقق ذلك في فترة انتقالية منقوصة الفعالية فيها وتعاني ذروة الضعف، واكثر من ذلك مثقلة بهزيمة انتخابية مهينة بخسارة نائبة بايدن كامالا هاريس وفوز دونالد ترامب.
وفي رأي المسؤول عينه، فإنّ «الفترة الممتدة حتى بدء ولاية ترامب، ميّتة سياسياً، الّا انّ المقلق فيها انّها قد تكون حبلى باحتمالات وسيناريوهات شديدة الصعوبة والخطورة، حيث من غير المستبعد أن يعمد نتنياهو خلالها إلى توسيع الحرب والصراع في غزة ولبنان، في محاولة منه لفرض وقائع ومعادلات جديدة على جبهة لبنان، لم تمكنه المقاومة من تحقيقها. ما يعني أنّ الشهرين المقبلين السابقين لـ20 كانون الثاني، حاسمان ومصيريان في آن معاً».
تخوّف إسرائيلي
على أنّ اللافت للانتباه في هذا السياق، ما ذكرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، بأنّ إسرائيل ستدخل في مرحلة حرجة من الآن وحتى تنصيب الرئيس ترامب في 20 كانون الثاني، والرئيس بايدن هو رئيس كل شيء ولديه القدرة على فعل ما يريد، وفي إسرائيل علينا أن نأخذ في الاعتبار احتمال أن يستغل بايدن هذه الفترة لتصفية الحسابات مع نتنياهو».
وقالت الصحيفة «يبدو أنّ بايدن سيستغل الشهرين الأخيرين من ولايته لزيادة الضغوط للتوصل إلى صفقة الرهائن ومطالبة نتنياهو بتنازلات مثل الانسحاب من محور فيلادلفيا وما إلى ذلك. وسيحاول بايدن بكلّ قوته تعزيز التسوية الديبلوماسية بين إسرائيل ولبنان، وهي خطوة يبدو أنّ نتنياهو يدفع نحوها، على عكس محاولات إنهاء الحرب في قطاع غزة». إضافة إلى ذلك، أضافت الصحيفة، في الشهرين المتبقيين حتى تنصيب الرئيس الجديد، سيحاول نتنياهو التوصل إلى تعاون كامل مع ترامب ورجاله في ما يتعلق بـ«اليوم التالي» على كافة الجبهات: لبنان وقطاع غزة وإيران والمختطفون. ومن المرجح أن يتلقّى نتنياهو أيضاً استدعاء للبيت الأبيض بعد وقت قصير من تنصيب الرئيس، وحتى ذلك الحين، سيتعيّن عليه الإبحار في بحر هائج إلى حدّ ما خلال هذين الشهرين، وستكون المهمّة هي الإبحار بهم بأمان».
وخلصت الصحيفة: «لا أحد يتصور أنّ الحياة مع ترامب ستكون مفروشة بالورود لنتنياهو، حيث يريد ترامب أيضًا إنهاء الحرب في لبنان وغزة، لقد صرّح بذلك مرات عدة، وهو يعتقد حقًا أنّ هذه الحروب يجب أن تنتهي. وقال في خطاب النصر: «سأنهي الحروب، ولن أبدأها»، لذلك، سيتعيّن على نتنياهو التوصل إلى أقصى قدر من التنسيق معه حول كيفية الوصول إلى هناك بأكبر قدر ممكن من الإنجازات لإسرائيل وبأقل قدر ممكن من التنازلات».
«الحزب»
ميدانياً، يشهد الميدان العسكري تصاعداً كبيراً في المواجهات والعمليات الحربية، التي تُرجمت في الساعات الاخيرة بغارات للطيران الحربي والمسيّر الإسرائيلي على العديد من القرى والبلدات اللبنانية في الجنوب والبقاع، وصولاً إلى الضاحية الجنوبية، فيما كثّف «الحزب» في موازاتها استهدافاته الصاروخية للمستوطنات الحدودية وصولاً إلى صفد والعمق الاسرائيلي، في ما تسمّى تل ابيب الكبرى، ولاسيما على مقربة من مطار بن غوريون. وأعلن الجيش الاسرائيلي عن إصابة 22 جندياً في اليومين الماضيين.
في هذه الأجواء، اطلّ الأمين العام لـ«الحزب» الشيخ نعيم قاسم بكلمة متلفزة في ذكرى «أربعين السيد نصرالله وقال: «إنّ قناعتنا أنّ أمراً واحداً هو الذي يوقف الحرب هو الميدان، وانّ اسرائيل ستصرخ من الصواريخ والطائرات، ولا يوجد مكان في الكيان ممنوع من الطائرات والصواريخ، والأيام الماضية كانت نموذجاً، وما سيحصل سيكون أكثر وأكثر، ولن نبني وقف العدوان على حراك سياسي، ولن نستجدي وسنجعل العدو هو الذي يطالب بوقف العدوان، لأنّ كل العوامل الأخرى لا تنفع. كما أننا لا نبني على الإنتخابات الأميركية والموضوع لا قيمة له».
وإذ لفت الى «أننا سنجعل نتنياهو يدرك أنّه في الميدان خاسر»، قال: «عندما يقرّر العدو وقف العدوان هناك طريق للمفاوضات حدّدناه، هو التفاوض غير المباشر عبر الدولة اللبنانية ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يحمل راية المقاومة السياسية التي تؤدي إلى مكانة لبنان وتؤدي إلى وقف العدوان، وأساس أي تفاوض يُبنى على أمرين: أولاً وقف العدوان، ثانياً السقف للتفاوض هو حماية السيادة اللبنانية بشكل كامل غير منقوص».
وتناول قاسم حادثة البترون، واعتبر أنّ «فيها إساءة كبيرة للبنان وانتهاكاً لسيادته وعلامات استفهام كثيرة». وقال: «أنا اليوم لن أتهم، لكن أطالب الجيش اللبناني المعني بأن يحمي الحدود البحرية. وأن يصدر موقفاً وبياناً يبيّن لماذا حصل هذا الخرق، حتى ولو قال إنّه لم يكن قادراً أو كان عاجزاً، فليقل ذلك أمام العالم ما هو السبب. وأيضاً، فليسأل «اليونيفيل» وبخاصة الألمان، ما الذي راؤه في تلك الليلة، وما الذي فعلوه. وليطلع الناس على ذلك، أنا لن أتحدث أكثر من ذلك، بل أطالب الجيش أن يعلن موقفه وطبيعة الحدث وأيضاً ما هو دور «اليونيفيل» حتى يطلع الناس».
وختم قائلًا: «لبنان بموقع قوي في مقاومته وشعبه وجيشه.. إذا كانوا يراهنون على إطالة الحرب كي تتحول إلى حرب استنزاف، نحن حاضرون مهما مرّ الوقت، وسنبقى صامدين ومستعدين ونواجه، ولن تنتصروا مهما طال الزمن».
**************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
ترقّب لبناني لالتزامات ترامب بوقف النار… وتهديد إسرائيلي بتوسيع الحرب
إنهاء الخلاف حول تطويع 1500 عسكري.. والحزب يقصف خليج حيفا وجنوب تل أبيب
حافظ في بحر الساعات الماضية الاهتمام اللبناني على وتيرته بنتائج الانتخابات الاميركية مع الهزيمة المدوية للحزب الديمقراطي وتجربة الفلسطينيين واللبنانيين الدامية مع ادارة جو بايدن، والذي دعم حرب اسرائيل ضد غزة ولبنان، او على اقل احتمال لم يتمكن من وقف الحرب، وعمليات الدمار والقتل والتخريب.
ومع ذلك، بقي التقييم يتصل بمدى التزام فريق دونالد ترامب المرشح الفائز في الماراتون الاميركي بوضع تعهداته بإنهاء الحرب في غزة ولبنان، ومنع تفتيت البلد، وحماية ارضه ووحدته وسيادته.
ورأت أن نتائج الأنتخابات الرئاسية الأميركية على لبنان تتظهر بعد فترة على أن يبرز في هذا السياق التوجه في ما خص الوضع في لبنان وترجمة موقف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لوقف الحرب في لبنان.
الى ذلك، قالت أوساط مراقبة لـ«اللواء» أن تنشيط الاتصالات د،الديبلوماسية التي يتولاها المعنيون تنتقل إلى مرحلة ثانية بهدف الوصول إلى وقف إطلاق النار، دون إمكانية حسم التوصل إلى هذا التوجه نظرا إلى بعض التعقيدات. ولفتت إلى أنه بالنسبة إلى العدوان الإسرائيلي ضد لبنان فإن مرشح للتصعيد من دون أية ضوابط.
وعليه، يترقب العالم مسألتين بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الاميركية، الاولى كيف ستكون مرحلة الشهرين الاخيرين من عهد الرئيس جو بايدن حتى 20 كانون الثاني من العام المقبل، وكيف ستكون تحضيرات واداء وتوجهات الرئيس المنتخب دونالد ترامب، لا سيما بعد صدور مواقف دولية من انتخابه بين مهنيء ومنهم نتنياهو، ومرحّب، وبين منتقد كبعض دول الاتحاد الاوروبي. والأهم كيف سيتعاطى الرئيس بايدن مع مسألة الحرب في لبنان وغزة وهل من قرارات حاسمة يمكن ان يتخذها لوقف الحرب أم يترك المهمة لخلفه بايدن، ما يعني استمرار العدوان التدميري والمجازر الاسرائيلية على لبنان وغزة اكثرمن شهرين؟.
مرواحة داخلية
وبالانتظار، استمرت المراوحة السياسية الداخلية، وسجلت زيارتين قام بهما السفير السعودي في بيروت وليد البخاري والسفيرة الاميركية ليزا جونسون الى الرئيس نبيه بري. حيث جرى عرض لتطورات الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية وملف النازحين.
كما استقبل بري وزيري الشباب والرياضة والصناعة في حكومة تصريف الأعمال جورج كلاس وجورج بوشكيان. وقال كلاس بعد اللقاء: دولة الرئيس نحيي مواقفكم الإنقاذية وصلابتكم الإيمانية ومرجعيتكم الكيانية والوطنية. ونؤيد بيان عين التينة وتركيزه على وقف الحرب وإنتخاب رئيس للجمهورية وتنفيذ القرار الأممي رقم 1701 ولا إدخالات ولا تعديلات ولا تفسيرات.
بري يكشف عن تعهد ترامب
وكشف الرئيس بري في تصريح لـ«مستقبل ويب» ان الرئيس ترامب وقع على تعهد خطي على وقف اطلاق النار في لبنان فور فوزه في مطعم حسن عباس.
وقال: الكلمة الآن للميدان، وان آموس هوكشتاين يمكن ان يعود الى لبنان في حال لمس موقفاً اسرائيلياً ايجابياً، لاننا تفاهمنا، والموضوع اصبح في الملعب الاسرائيلي، وبامكانه العودة حتى الـ20 من ك2 موعد انتهاء ولاية بايدن لانجاز الاتفاق.
واشار الى انه عند التوصل لوقف اطلاق النار، سيعود اهل الجنوب والبقاع والضاحية الى منازلهم، ولو ناموا على الارض..
حكومياً، أقر مجلس الوزراء عطاء وزارة الدفاع سلفة خزينة لتطويع 1500 جندي لصالح الجيش اللبناني. كما أقرّ إعطاء سلفة لتموين 541 مركز إيواء لتأمين المازوت للتدفئة خصوصاً في المناطق فوق الـ300 متر.
وقال: إن الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة والمتصاعدة ضد لبنان، تحولت إلى جرائم ضد الإنسانية، والمدخل الرئيسي لأي حلٍّ مقبول من لبنان هو وقف الحرب علينا والتنفيذ الكامل للقرار 1701 والبدء بانتخاب رئيس الجمهورية، فينتظم عقد المؤسسات ونستعيد الاستقرار ونبدأ بورشة الإعمار وبناء كل ما هدمته الحرب.وفي هذا الاطار نحيي بتقدير مواقف اللبنانيين التضامنية مع اهلهم واهلنا الذين اضطروا لترك بلداتهم ومنازلهم. كما نثمن جهود هيئة الطوارئ لإدارتها أزمة النزوح ومراكز الاستضافة بما يحفظ كرامة اهلنا ويقف الى جانبهم في هذه المحنة ويؤمن وصول المساعدات بسرعة وشفافية. ونحيي خصوصا جهود منسق الهيئة الوزير ناصر ياسين ووزير الصحة فراس الابيض.
وقال الرئيس ميقاتي: إننا نحيي جهود وزير التربية في اطلاق العام الدراسي رغم الصعوبات التي تواجه الوزارة، كما نثني على ما قام به وزير الاتصالات لجهة التعاون لتأمين الانترنت لمراكز الايواء والمدارس.
أضاف: هذا الصباح (امس) صدرت النتائج الاولية للانتخابات الأميركية فلا بدء من التوجّه بالتهنئة من الرئيس المنتخب والشعب الأميركي على ممارسته الديموقراطية.
وردا على سؤال بشأن قرار وزير التربية المتعلق بالمدارس قال وزير الإعلام: لقد طلب الوزير الحلبي تأجيل الموضوع لمزيد من الدرس لكي لا يتم اتخاذ قرار في هذا التوقيت الحساس.
وعنّ تأمين الاعتمادات لتطويع 1500 عنصر من الجيش قال: الاعتمادات موجودة وليس هناك أي إشكال وتم إقرار هذا البند.
وعن اعتراض وزير الدفاع على البند المتعلق بالجيش قال: القرار التي تمت الموافقة عليه تعلمون مدى أهميته سياسيا ودوليا ومدى ارتباطه بتطبيق القرار 1701، والقرار صدر بتاريخ 14-8-2024 ورقمه 47 ويمكن الاطلاع عليه وما اتخذ اليوم هو تنفيذ لهذا القرار.
وكان الرئيس ميقاتي استقبل في السراي الكبير الرؤساء امين الجميل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة، وفي مؤتمر صحفي قال السنيورة: زرنا ميقاتي والسفير البابوي، وكانت مناسبة للبحث في كلّ ما آل إليه الوضع مع التشديد على ضرورة الوحدة بين اللبنانيين وتأكيد المساعدة لانتخاب رئيس يحظى بقبول عند الشعب». أضاف: «في ظل استمرار الأعمال العدائية التي تقوم بها إسرائيل وتهجير اللبنانيين لا بدّ من تطبيق القرار «1701. وتابع: «لا أحد يتوقع أنّ العالم سيُسرع في التحرّك من أجل إخراج لبنان بل سيسارع الى دعم كلّ جهد لبنانيّ يؤدي الى اخراج لبنان من هذا المأزق الكبير». وختم: «على الجميع ممارسة أكبر قدر ممكن من التبصّر وهناك مسؤولية على الجميع للقيام بما يلزم لإخراج لبنان من مأزقه و«الديك عليه يصيح والضوء على لله».
وطالب المطارنة الموارنة، بعد اجتماعهم الشهريّ، برئاسة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الثراعي في بكركي امس المجتمع الدولي بحلّ دبلوماسي وإقرار وقف فوري لإطلاق النار وتطبيق الـ1701، وبوضع حدّ للاعتداءات الإسرائيلية المنتهكة لسيادة لبنان وآخرها الإنزال البحري في البترون الذي انتهى بخطف لبناني من مقر إقامته. ونبّه من أجل التصدي لأيّ إشكالات قد تحصل بين المضيفين والنازحين من خلال تشكيل لجان للتنسيق بالتعاون مع المحافظين والبلديات والجمعيات الأهلية والمؤسسات العسكرية والأمنية المتأهّبة لكلّ عون في هذا المجال».
وواصل السفير السعودي في بيروت وليد بخاري لقاءاته، فزار قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان. كما أكّد السفير البخاري مواصلة دعم المملكة للمؤسسة العسكرية.
قاسم: 3 عوامل قوة في المقاومة
ولمناسبة ذكرى 40 يوماً على استشهاد السيد نصر لله، قال الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في كلمة متلفزة:»نحن اليوم في ذكرى أربعين سيد شهداء الأمة سماحة السيد نصر لله وهو نموذج للسيد الجليل القائد الذي مضى في سبيل لله تعالى».
وأشار الى ان «الحزب له هيكلية منظمة وامتداد في كل الميادين الثقافية والسياسية والجهادية والتربوية والاستشفائية. وهذا الحزب الذي بناه السيد نصر لله».
وأشار الى ان «العدو لم يلتفت أنه يواجه مقاومة لديها 3 عوامل قوة أساسية هي أنَّ المقاومين والحزب يحملون عقيدة إسلامية صلبة راسخة تجعلهم يقفون مع الحق والعزة والكرامة بشكل لا يزعزع شيئا والمقاومون أعاروا جماجمهم لله وكلهم استشهاديون لا يهابون الموت.
أضاف: «قناعتنا أن أمرا واحدا فقط يوقف الحرب وهو الميدان بقسميه الحدود والجبهة الداخلية للعدو».
وشدد على «اننا نعول على الميدان فقط ونحن بالنسبة إلينا في الحزب خيارنا الحصري هو منع العدو من تحقيق أهدافه».
وأكد قاسم «ان النازح ومستقبل النازح يساهمان في المقاومة أثناء المواجهة».
الميدان: هجوم جوي على قاعدة حيفا البحرية
ميدانياً، شنت المقاومة الاسلامية لأول مرة هجوماً جوياص على قاعدة حيفا البحرية (تضم اسطولاً من الزوارق الصاروخية والغواصات).
كما شنت هجوماً جوياص عى قاعدة بيلو التي تتبلغ لواء المظليين الاحتياط التابع للفرقة 98 في الجيش الاسرائيلي جنوب تل ابيب للمرة الأولى.
وفي حين ألمح رئيس الاركان الاسرائيلي هارفي هاليسي الى إمكان توسيع الحرب، وفقاً للحاجة، فشنت غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية (9 غارات)، كما استهدفت خربة سلم وبرعشيت والسلطانية، وصولاً الى مدينة بعلبك، حيث سقط عشرات الشهداء والجرحى، وصولاً الى الحدود اللبنانية – السورية وانتهى يوم البقاع على 45 شهيداً و59 جريحاً.
وفي الضاحية، غار الطيران الاسرائيلي ثلاث مرات على برج البراجنة مستهدفاً مبنى قرب مسجد أمير المؤمنين بحي المنشية. وعلى مبنى في محيط ثانوية البرج الرسمية واول المعمورة، وعلى 3 مبانٍ لجهة المريجة.
كما اغار طيران العدو 3 مرات على حارة حريك، مستهدفا ابنية في محيط مستشفى بهمن، وخلف دار الحوراء وقرب ملعب الراية. واغار على محيط حي الاميركان من دون سابق تحذير. وعلى اطراف المريجة- حي الليلكي. وعند المساء واصل العدو غاراته على اهداف بدون انذار في حارة حريك.
وفي الجنوب، افيد عن غارة شنها الطيران الحربي مستهدفا بلدة زوطر الشرقية، بالتزامن مع قصف مدفعي و عنقودي طاول أطراف بلدة زوطر لجهة النهر، وغارة ايضا بين زوطر و دير سريان و اطراف يحمر الشقيف. وتعرض محيط يحمر الشقيف لقصف بالقذائف العنقودية المحرمة دوليا والتي تساقطت على كروم الزيتون في البلدة وفي محيط الجبانة.
كما شن الطيران الحربي الثالثة والربع من عصر اليوم غارة استهدفت مبنى عند مثلث بير القنديل في مدينة النبطية.ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي قرابة الرابعة والثلث من عصر اليوم غارة مستهدفا حي الراهبات في مدينة النبطية.
كما أغار على الحوش والبيسارية وعنقون والبابلية وعين قانا وكفرصير والخيام وبنت جبيل والمنطقة الواقعة بين عيتيت ودبعال ووادي جيلو ويحمر الشقيف وارنون، وسط قصف مدفعي على شرق يحمر وطال الخيام وحداثا ومجدل سلم. وعصراً اغار العدو على بلد الصرفند.
وبعد الغروب شن العدو غارات بين القاسمية وبرج رحال (منطقة الريحان) وأخرى على البرغلية. وعلى منطقة قدموس ( اطراف العباسية)، وأخرى على البازورية. وغارات على البيسرية ويارون وياطر ومنزل غير مأهول في الصرفند – عين القنطرة وأطراف البرغلية والشبريحة.كما شن الطيران الحربي المعادي 3 غارات جوية استهدفت بلدة شبعا وقصف مدفعي استهدف البلدة.
بالمقابل، استمرت المواجهات بين المقاومة في لبنان وقوات لاحتلال الاسرائيلي في الجنوب، وردت المقاومة على مجازر العدو بضرب اهداف عسكرية حيوية ونوعية في قلب الكيان.
واستهدفت المقاومة «قاعدة تسرفين» (التي تحتوي على كليات تدريب عسكرية) بالقرب من مطار بن غوريون جنوب تل أبيب بصليةٍ من الصواريخ النوعية.
وذكرت وسائل الاعلام العبري انه تم العثور على مستوطن ميتاً في مقبرة كفر مسريك في خليج حيفا بشظايا صواريخ اعتراضية. وان طائرة مسيرة أصابت مباشرة مصنعاً يحتوي على خزانات أمونيا في المنطقة الصناعية «أخزيف» قرب ليمان.
واعلنت هيئة البث الإسرائيلية: إصابة جندي في ما زعمت انه إثر انقلاب دبابة ميركافا جنوبي لبنان والجيش الإسرائيلي فتح تحقيقا في الحادث. كما تم الاعلان عن إصابة 21 جنديًا إسرائيليًا خلال ال24 ساعة الماضية بينهم 13 جندياً عند الجبهة الشمالية مع لبنان و8 في قطاع غزة.
******************************************
افتتاحية صحيفة الديار
ترامب رئيسا لاميركا… المنطقة الى اين ؟
الشيخ قاسم : التفاوض غير المباشر أساسه وقف العدوان وحماية السيادة كاملة
فاتح 110 يهزّ تل ابيب وصفد وحيفا بأربعين الشهيد نصرالله – رضوان الذيب
فاز دونالد ترامب بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، متقدماً على منافسته الديموقراطية كمالا هاريس، حيث صرّح أحد كبار مساعدي حملة ترامب الانتخابية بأن فوز الجمهوريين يعد دعماً مهماً لرئيس الحكومة الإسرائيلية، مع الإشارة إلى العلاقات الوثيقة بين الجانبين والتوجهات المتوافقة حيال دعم إسرائيل. وقد أكد المساعد على سياسة إدارة ترامب المتشددة تجاه إيران، التي تتضمن فرض المزيد من العقوبات، مشيراً في الوقت ذاته إلى التزام الإدارة الجديدة بإنهاء الحروب في المنطقة بدلاً من بدء صراعات جديدة. كما شدد على أهمية إعادة بناء العلاقات مع المملكة العربية السعودية، مع التزامه بتكثيف الجهود لإنهاء النزاع الروسي الأوكراني، مبدياً استغرابه من المخاوف الأوروبية تجاه الرئيس الروسي.
الآن يُطرح تساؤل حول مستقبل المنطقة بعد فوز ترامب. هل ستشهد المرحلة المقبلة هدوءاً بانتظار تولي الإدارة الجديدة مهامها لتحدد موقفها من القضايا الدولية والإقليمية مثل غزة، لبنان، أوكرانيا، وسوريا؟ وهل يفتح هذا الفوز الباب أمام مرحلة من التوترات في المنطقة؟ في لبنان، يتفق عدد من المحللين السياسيين على أن المنطقة قد تكون متجهة نحو المزيد من التوتر، حيث يُتوقع تصعيد في لبنان وغزة وتكثيف المواجهات بين إيران وإسرائيل خلال الأشهر المقبلة. ويشير البعض إلى أن السياسة الخارجية للديموقراطيين قد تكون أثرت في نتائج الانتخابات، خاصة في الولايات المتأرجحة، نتيجة عدم نجاح إدارة بايدن في تحقيق وقف لإطلاق النار في غزة ولبنان.
العالم دخل مرحلة جديدة لأربع سنوات مع الرئيس الاميركي الجديد، ما سيترك تداعيات كبرى على المنطقة، وسيبقى السؤال المحير: ماذا فعل ترامب ليحقق هذا النصر العظيم واي استراتيجية اعتمد ؟
لكن مصادر في محور المقاومة تؤكد، ان الميدان وحده سيقرر مصير المنطقة ويغير المعادلات، وصمود المقاومين سيجبر نتنياهو على النزول عن الشجرة والقبول بوقف اطلاق النار مهما كانت مواقف ترامب وخياراته والتزاماته الداعمة له، مع العلم انه مهما وصل دعم ترامب للكيان الاسرائيلي فإنه لن يصل الى دعم بايدن لنتنياهو، وتغطية كل جرائمه في غزة ولبنان.
وحذر قيادي فلسطيني في حركة ح أثناء لقاء مع إعلاميين في بيروت منذ فترة، من الرهان على من سيتولى حكم البيت الابيض لان الدولة العميقة من الحزبين الجمهوري والديموقراطي تحكم اميركا «وليس ترامب او هاريس»، والدولة العميقة تنظر الى المنطقة وتوتراتها بالعين الاسرائيلية فقط وهدفها اضعاف محور المقاومة من خلال استمرار الحرب على الحزب وحركة ح واخراجهما من المعادلتين السياسية والعسكرية، جازما بان الحرب ستستمر وستتوسع بعد الانتخابات الاميركية.
كلمة الشيخ نعيم قاسم في ذكرى أربعين السيد نصرالله
وجه الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم كلمة بمناسبة مرور أربعين يوما على استشهاد السيد نصرالله، حملت رسائل عديدة واولها، اعادة التاكيد على التفاوض غير المباشر عبر الحكومة اللبنانية والرئيس نبيه بري واساس اي تفاوض وقف العدوان وحماية السيادة اللبنانية بشكل كامل غير منقوص، وهذا الموقف للشيخ قاسم جاء ردا على ما سرب من ورقة للحل والتفاوض، تتضمن إعطاء حرية الحركة للاسرائيليين لقصف اي مكان يعتبرونه خطرا عليهم.
وقال الشيخ قاسم : ليس في قاموسنا الا الرأس المرفوع والانتصار للمقاومة مع هؤلاء المقاومين الشرفاء الابطال الذين سجدوا لله ولن يسجدوا لاحد غيره على الإطلاق في العالم
واكد على أنه لا يمكن لنتنياهو ان يفوز علينا، وليس في قاموسنا الا البقاء في الميدان حتى النصر، واكد، ان الامكانات متوافرة وموجودة سواء في المخازن او اماكن التموضع او بطرق متعددة، واضاف : المقاومة في هذه الحرب اساس متين عددا وقوة وتخصصا وإيمانا وشجاعة وتحديا لاعتى الاعداء، لقد احيانا السيد نصرالله في حياته وأحيانا في مماته وسيبقى حيا في شهادته، سيستمر معنا ونستمر معه وستبقى المقاومة تكبر وتكبر.
قصف تل ابيب
بمناسبة مرور أربعين يوما على استشهاد سيد الشهداء الامين العام للحزب السيد نصرالله، وفي اطار سلسلة عمليات خيبر، وبنداء لبيك نصرالله، دك مجاهدو المقاومة الإسلامية بالصواريخ الجديدة فاتح 110 قاعدة تسرفين التي تحوي على كليات تدريب عسكرية بالقرب من مطار بن غوريون جنوب تل ابيب بصلية من الصواريخ النوعية فاتح 110، كما قصفوا صفد وحيفا ومستعمرة المطلة وقاعدة راوية في الجولان السوري المحتل ومستوطنة كفرسولد للمرة الثالثة، وكريات شمونة، ومستوطنة سعسع وثكنة يواف ومعسكر كيلع في الجولان السوري المحتل بصليتين صاروخيتين كما وصلت صواريخ المقاومة الى قاعدة افيفيم، كما قصفوا مقر ناحل غير شوم «مقر لوائي لفرقة الجليل 91» الذي يتبع لقيادة المنطقة الشمالية في جيش العدو بمسيرة انقضاضية، وقاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا، كما قصف قاعدة «ستيلا ماريس» قاعدة استراتيجية للرقابة والرصد البحريين على مستوى الساحل الشمالي وتقع شمال غرب حيفا بصلية من الصواريخ النوعية وسرب من المسيرات الانقضاضية وإصابت اهدافها بدقة، وذكر الإعلام المعادي، ان الحزب اطلق امس 150 صاروخا ومسيرة على شمال اسرائيل وصولا الى تل ابيب وحيفا وصفد.
بالمقابل، واصل العدو قصفه الجنوني للمناطق اللبنانية، وعاود امس قصف الضاحية الجنوبية وواصل غاراته على بعلبك وصور والنبطية، وتجاوز عدد الشهداء في بعلبك والهرمل ومناطق عديدة في البقاع 60 شهيدا، فيما وصل عدد شهداء الغارة على برجا الى 30 شهيدا وادت الغارات الى تدمير عشرات المنازل.
الصمود والوضع الميداني
شكل صمود المقاومين على الارض في الجنوب اكبر المفاجآت لقادة العدو لاعتقادهم بان الحزب انتهى وفقد قدراته السياسية والعسكرية بعد الضربات التي تلقاها باغتيال قائده السيد نصرالله ومعظم قياداته العسكرية وليس امامه الا تقديم التنازلات، لكن المواجهات على الارض لم تتطابق مع حسابات القادة العسكريين الاسرائيليين الذين عجزوا عن تنفيذ خرق نوعي على محاور القتال الأساسية رغم دفعهم ب 75 الف جندي مزودين بكل ما يريدون من اسلحة أرضية بالإضافة إلى الطيران والمسيرات.
اما صورة التطورات على المحاور العسكرية فكانت كالآتي:
1 _ حاولت اسرائيل الهجوم والتقدم من العديسة عبر 7 محاولات من دون جدوى، عندئذ سعت للالتفاف على رب ثلاثين والطيبة ومركبا لاحداث خرق ما في صفوف رجال المقاومة والتقدم باتجاه علمان ودير السرطان، ومنهما الى الليطاني والتقاط الصورة وفشلت في تحقيق ذلك.
2 _ حاولت اسرائيل بشكل يومي التقدم في عيتا الشعب والقوزح ورامية من اجل امتلاك رأس جسر للوصول الى بنت جبيل والتقاط صور في حديقة مارون الراس.
3 _ حاولت التقدم في محور ميس الجبل محيبيب ومنهما الى أطراف حولا وفشلت.
4 _ لم تتمكن من احداث خروقات في مارون الراس ويارون ومشارف عيترون.
5 _ على محور اللبونة الناقورة، استغلت اسرائيل قرب المنطقة من الساحل وحاولت التقدم عبر الدبابات والاليات وفشلت.
6 _ قامت القوات الإسرائيلية بقصف كفرشوبا وشبعا مع محاولات للتوغل على محور العرقوب نزولا الى الهبارية الفرديس والدخول إلى سوق الخان للالتفاف على المقاومة من الشمال ولم تنجح.
7 _ قامت اسرائيل وعلى مدى 5 ايام بمحاولات لاختراق الخيام عبر التسلل من الوديان الى المرتفعات الشرقية مع محاولات للتقدم من الغرب ووقعوا في كمائن المقاومة في محلة باب الثنية من الجهة الشمالية، وسمع أهالي جديدة مرجعيون صراخ الجنود الهاربين وانسحبت القوات الاسرائيلية بعد ان ارتكبت مجزرة في وطى الخيام، وحسب المعلومات المؤكدة، قام الطيران الاسرائيلي بقصف عدد من الجنود الاسرائيليين وقتلهم قبل وقوعهم اسرى بأيدي رجال المقاومة في اللحظات الاخيرة.
وحسب المعلومات الميدانية، فان التصدي الاسطوري على الجبهات اجبر العدو على الانسحاب من المناطق التي دخلها بعد الهجمات الليلية للمقاومين على نقاط العدو في القرى الامامية، والإنجاز الوحيد الذي قام به العدو تمثل بتفجير عشرات المنازل والتقاط الصور.
وتشير المعلومات الى سقوط اكثر من 100 قتيل للجيش الاسرائيلي و800 جريح معظم اصاباتهم خطرة، وتم تحويل 2500 جندي الى المعالجة النفسية.
وحسب الإعلام الاسرائيلي، فان المعارك في الجنوب كشفت عن عجز قوات النخبة من خلال غياب التنسيق وتوزيع النيران وعدم الترابط بين الوحدات واطلاق الجنود النار على بعضهم بعضا في حولا وعيترون والخيام.
مجلس الوزراء
هل يمر مرسوم تطويع 1500 جندي من دون توقيع وزير الدفاع موريس سليم؟ وهل يلاقي المرسوم بالتطويع مصير المرسوم بتعيين رئيس الاركان دون توقيع وزير الدفاع، حيث لم ينشر مرسوم تعيين رئيس الاركان في الجريدة الرسمية بعد؟
وكان وزير المالية يوسف خليل قد احال على مجلس الوزراء موافقته على إعطاء سلفة خزينة لحساب وزارة الدفاع الوطني لتطويع 1500 جندي دون توقيع وزير الدفاع، وهذا ما اثار خلافات حادة، وعمد بعض الوزراء الى الطلب بسحب البند الثاني من جدول الأعمال المتعلق بالتطويع لكن الرئيس ميقاتي ووزراء امل والاشتراكي أصروا على البند وتمريره وترك المعالجة للاتصالات السياسية، غير أن وزير الدفاع لم يتراجع عن موقفه المعارض وما زال مصرا على عدم التوقيع ليس لانه ضد التطويع بل لتجاوز دوره، علما ان اسماء المتطوعين باتت جاهزة وتم التوافق عليها رغم فقدانها التوازنات الطائفية، وصدر عن المكتب الاعلامي لوزير الدفاع بيان هاجم فيه الغرفة السوداء التي تحاول النيل منه وتصويره بأنه ضد تطويع 1500 جندي لمصلحة انتشار الجيش في الجنوب وتطبيق ال 1701، وان وزير الدفاع حاضر دائما الى جانب المؤسسة العسكرية، لكن هناك من يعملون على تجاهل دور الوزير ويتجاوزون الدستور وقانون الدفاع والتسلسل الإداري.
المساعدات للنازحين
كما عالج مجلس الوزراء موضوع المساعدات للنازحين في ظل التباطوء في عمليات التوزيع، وهذا ما اثار اعتراضات عدد من القوى السياسية امام الرئيس نجيب ميقاتي ووزير البيئة ناصر ياسين، وتحديدا وليد جنبلاط، وقد تمت معالجة الامور وتوسيع اللجنة العليا واللجان الرديفة وتأمين الأموال لشراء المازوت لمراكز الإيواء، علما ان رئيس الحكومة كشف امام مجلس الوزراء ان حجم المساعدات ما زال قليلا وليس بحجم المأساة وما يتعرض له لبنان من عمليات نزوح وتدمير وخراب.
ما كشفه عبد الهادي محفوظ؟
كشف رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، انه تبلغ من مصادر عديدة، وجود مئات الاطنان من المساعدات الغذائية والدوائية وغيرها أرسلتها المملكة العربية السعودية الى النازحين ما زالت مجمعة في المدرج الغربي للمطار تحت الشمس والعوامل الطبيعية.
************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
ترامب يكتسح هاريس وعودة تاريخية الى البيت الأبيض
أعلن المرشح الجمهوري دونالد ترامب، عن فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية، واصفا الفوز بأنه “تاريخي”، مشددا على “أننا سوف نصحح وضع حدودنا وقد صنعنا التاريخ وتخطينا عقبات كثيرة”، وقال: “لن أبدأ الحروب بل سأنهيها”. وفي اتصالين هاتفيين اقر جو بايدن وكامالا هاريس بانتصاره.
وأعلن، في كلمة من مقر حملته في فلوريدا، أن “هذا فوز سياسي لم ير بلدنا مثيلا له من قبل ونشكر الشعب الأميركي على هذا الشرف بانتخابي رئيسا مجددا”.
وقال ترامب: “لقد فزنا في الولايات المتأرجحة”، مضيفًا “فزنا بالتصويت الشعبي ونحو 315 صوتا في المجمع الانتخابي”، وأضاف “سأجعل أميركا عظيمة مجددًا”.
وأكد أن “الشعب الأميركي أعطانا ولاية جديدة واستعدنا الأغلبية في مجلس الشيوخ”، وتابع: “يبدو أننا سنحافظ على الأغلبية في مجلس النواب”.
إلى ذلك، شدد ترامب “أننا سنغلق الحدود أمام المجرمين”.
وتأكدت عودة ترامب (78 عاما) إلى البيت الأبيض بحصوله على أكثر من 270 من أصوات المجمع الانتخابي اللازمة للفوز بالرئاسة، وذلك في أعقاب حملة طويلة عرفت الكثير من التقلبات وتعرض فيها لإدانة قضائية ومحاولتي اغتيال، ومزيد من تعميق للاستقطاب في البلاد.
ودفع فوز ترامب بأصوات ولاية ويسكونسن المتأرجحة إلى تجاوزه الحد المطلوب للفوز بالانتخابات، حيث فاز بعدد 279 من أصوات المجمع الانتخابي مقابل 223 صوتا لهاريس، حتى قبل فرز الأصوات في عدد من الولايات حتى الآن. كما تقدم ترامب على هاريس بنحو خمسة ملايين صوت في التصويت الشعبي، حيث تجاوز عدد ناخبيه 71 مليون ناخب.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن ترامب تحقيقه “فوزا تاريخيا” في الانتخابات.
وقال في خطاب الفوز بمدينة بالم بيتش بولاية فلوريدا: “حصلنا على الأغلبية بمجلس الشيوخ، وفزنا في الولايات المتأرجحة، وأصبحت الرئيس الـ47 للولايات المتحدة”. وأضاف: “هذا انتصار رائع للشعب الأميركي سيسمح لنا بجعل أميركا عظيمة مرة أخرى”.
ووصف فوزه بولاية رئاسية جديدة بأنه “انتصار تاريخي وسياسي لم تر الولايات المتحدة مثيلا له من قبل”. وتابع: “سنساعد بلدنا على التعافي، وسنصلح حدودنا”.
وفي إشارة إلى ولايته الرئاسية السابقة بين عامي 2017 و2021، قال ترامب لأنصاره: “أريد أن أشكر الشعب الأميركي على الشرف الاستثنائي بانتخابي لأعلى منصب في البلاد وهو الرئيس الـ47 والـ45”.
وقال: “بالإضافة إلى الفوز بولايات نورث كارولينا وجورجيا المتأرجحة، وأنا أحب هذه الأماكن، نحن الآن نفوز في ميشيغان وأريزونا ونيفادا وألاسكا، ما يعني أننا سنحصل على 315 صوتًا انتخابيًا على الأقل”.
وأكمل: “لقد فزنا أيضًا بالتصويت الشعبي”.
وأطاح ترامب بمنافسيه داخل حزبه الجمهوري ثم تغلب على المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس مستغلا مخاوف الناخبين من ارتفاع الأسعار وما قاله دون دليل عن ارتفاع معدلات الجريمة بسبب الهجرة غير الشرعية.
وفاز الجمهوريون بأغلبية مقاعد مجلس الشيوخ الأميركي بعد أن قلبوا موازين المقاعد التي كانت تحت سيطرة الديمقراطيين في ولايتي ويست فرجينيا وأوهايو. ولم يحقق أي من الحزبين تقدما واضحا في المعركة للسيطرة على مجلس النواب حيث يتمتع الجمهوريون في الوقت الراهن بأغلبية ضئيلة.
وسيكون لانتصاره آثار كبيرة على سياسات الولايات المتحدة التجارية وتغير المناخ والحرب في أوكرانيا والضرائب الأميركية والهجرة.
وقال ترامب إنه يريد أن تكون في يده سلطة لطرد الموظفين الحكوميين الذين يعتبرهم غير مخلصين. ويخشى معارضوه من أن يحول وزارة العدل وغيرها من وكالات إنفاذ القانون الاتحادية إلى أسلحة سياسية في مواجهة من يتصور أنهم أعداؤه.
وربما تكون فترة ترامب الرئاسية الثانية سببا في اتساع الخلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين حول قضايا مثل العرق والجنس وماذا وكيف يتم تعليم الأطفال وحقوق الإنجاب.
وعلى الرغم من تلك الخلافات والمشكلات القانونية، سيكون ترامب ثاني رئيس سابق يفوز بفترة رئاسية ثانية بعد مغادرة البيت الأبيض بعد جروفر كليفلاند، الذي تولى فترتين مدة كل منهما أربع سنوات بدءا من عامي 1885 و1893.
ومن المقرر أن يتولى ترامب ونائبه المقبل السناتور الأميركي جي دي فانس منصبيهما في يوم التنصيب المقرر 20 كانون الثاني.
وطوال فترة حملته الرئاسية التي استمرت عامين، كان ترامب يشير إلى أنه سيعطي الأولوية للولاء الشخصي في تعيين إدارته. وتعهد بمنح مناصب في إدارته للملياردير إيلون ماسك والمرشح الرئاسي السابق روبرت كينيدي جونيور، وكلاهما من المؤيدين المتحمسين.
وتُجرى الانتخابات الأميركية بشكل غير مباشر؛ فهناك “المجمع الانتخابي” الذي يضم 538 صوتا.
ولكل ولاية عدد محدد من أصوات المجمع الانتخابي يساوي عدد ممثليها في مجلسي النواب والشيوخ، وأي مرشح يفوز بأصوات مواطني الولاية يقتنص كل حصتها من الأصوات.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :