افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 28 أيلول 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 28 أيلول 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

اسرائيل تطلق الحرب الشاملة: استهداف نصر الله وأحياء الضاحية

قفزت اسرائيل مرة واحدة الى الحرب الشاملة. وبمعزل عن النتيجة النهائية لغارة الضاحية الضخمة قبيل غروب امس، واصل العدو التصعيد في عدوانه مع رغبة بدفع المواجهة نحو سقف شبيه لما يفعله في غزة منذ نحو عام. ويكفي ما حصل خلال اسبوعين الى الان، وما فعله العدو امس، ليقفل الباب امام اي نوع من التسويات التي يريدها مباشرة او من خلال حليفه الاميركي. وبالتالي، فان لبنان والمنطقة دخلا في مرحلة جديدة من المواجهة التي ستقود فعلا الى تغيير وجه المنطقة.وقد عززت النزعة التوسعية للعدوان المواقف الصادرة عن الولايات المتحدة التي بررت لكل العمليات التي جرت سابقا، حتى انها لم تمارس اي ضغط او حتى ادانة لفظية، بل على العكس، ارسلت المزيد من الذخائر الى جيش الاحتلال الذي لم يخف في كل تسريباته التعاون الوثيق مع الاميركيين في كل ما يقوم به في لبنان، خصوصاً ان الاستخبارات العسكرية الاميركية تتعاون مع العدو بشكل وثيق، وقد انعكس التورط الاميركي في الذعر الذي رافق اجراءات بادرت اليها القوات الاميركية المنتشرة في المنطقة، الى جانب اجراءات اخرى قامت بها بعثاتها الدبلوماسية في اكثر من دولة في المنطقة.

ولم يتأخر العدو في تنفيذ تهديدات رئيس حكومته بتوسيع الحرب ضد حزب الله، حتى اقدم على تنفيذ غارة ضخمة، ذات خلفية امنية، مستهدفا حيا سكنيا في الضاحية، معلنا ان الهدف كان اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله واعضاء في قيادة الحزب، قبل ان يقوم ليلا بحملة قصف على مبان سكنية في الضاحية، وقال انه استهدف السلاح البحري الخاص بالمقاومة. وتزامنت غارات العدو مع مجموعة من الخطوات الميدانية عززت التقديرات بأن العدو يستعد لشن حملة برية في الجنوب او البقاع، او القيام بعمليات انزال او اقتحامات في عدد من المناطق.

وبحسب ما كشف الإعلام العبري، فإن التخطيط لعملية الاستهداف في الضاحية الجنوبية، بدأ منذ وقت طويل، كما أُقرّ في «الكابينت» المصغّر، قبل سفر نتنياهو الى نيويورك. وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن وزير الحرب يوآف غالانت، ورئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي، هما من أشرفا على العملية، من مقرّ قيادة القوات الجوية في تل أبيب. ونقل مراسل إذاعة الجيش عن مصادر عسكرية قولها إن «هذه عملية مهمة جداً يمكنها تغيير الشرق الأوسط»، وأوضح أنه «ستكون هناك أيام صعبة هنا. نحن مستعدون أيضًا لأشياء أخرى، فنحن نتطلع إلى جميع الساحات، بما في ذلك إيران والعراق واليمن وسوريا». وعلى صعيد الجبهة الداخلية، فُتحت الملاجئ في تل أبيب وغوش دان والمنطقة الوسطى، استعداداً «لردّ عنيف من حزب الله».

ووسط صمت ساد الاوساط الخاصة بالمقاومة وحزب الله حيال ما حصل منذ ما بعد ظهر امس، فان الجميع تعامل مع الحدث على انه الضربة التي فتحت الحرب على ابعد مما كان يعتقد كثيرون، وما اكد نوايا العدو بشن حرب مفتوحة ضد لبنان على غرار ما فعله في غزة، خصوصا ان سلاح الجو المعادي واصل لليوم الخامس عمليات القصف على اهداف تبين انها مدنية بمعظمها، وشملت مناطق عدة في الجنوب والبقاع، مع استمراره في توجيه ضربات الى النازحين المنتشرين في مناطق عدة من جبل لبنان، لاثارة أهالي هذه المناطق على النازحين بدعوى انهم من حزب الله.
وفيما كانت المحادثات السياسية قد توقفت نهائيا، سارع الجانب الاميركي الى التنصل من الجريمة، مكررا الدعوة الى حل سياسي. كما لم ينس الاميركيون تكرار ما سبق ان فعلوه في غزة، بنشر معلومات عن «استياء كبير» لدى الرئيس الاميركي جو بايدن وادارته من سلوك رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو. علما ان الوفد اللبناني الذي شارك في اجتماعات نيويورك، قال ان اسرائيل ليست في وارد اي اتفاق، وانه لا توجد ضغوط اميركية جدية على تل ابيب، وان الاجواء سلبية للغاية.

كذلك فتح العدو الباب أمام تهديد الدولة اللبنانية نفسها، عندما قال ان الطيران الحربي يراقب مطار بيروت ومرفأ بيروت كل الوقت، وانه لن يسمح بوصول اسلحة الى حزب الله من اي بلد اخر، قاصدا ايران، فيما ابلغت الولايات المتحدة الحكومة العراقية بأن قوافل المساعدات العراقية المتوجهة الى لبنان برا او جوا قد تكون هدفا للاسرائيليين الا في حال وافقت الحكومة العراقية على تفتيشها من قبل الاميركيين قبل انطلاقها الى بيروت.
وفي مؤشرات على نية العدو توسيع العدوان، قررت قيادة الجبهة الداخلية في الكيان اعلان حالة الطوارئ في كل الكيان، وأعلن عن فتح الملاجئ ودعوة المستوطنين الى البقاء في حالة استعداد لاي طارئ، مع توقعات بأن يقوم حزب الله برد واسع، علما ان المقاومة واصلت حتى ليل امس تنفيذ عملياتها بقصف مناطق صفد وطبريا وكريات شمونة بالصواريخ.رعاية أميركية كاملة للعدوان وإجراءات أمنية حول سفارات العدو الأميركي في العالم

وحتى ساعات الفجر الاولى، كان العدو يكرر أنه قصف «المقرّ المركزي لقيادة حزب الله»، بينما تولت وسائل الإعلام العبرية نقل التسريبات بأن «هدف الغارات هو نصر الله». وفيما تجنّب المتحدّث باسم جيش العدو، قبيل منتصف الليل، الإجابة عن أسئلة الصحافيين حول «مصير نصر الله». نقل اعلاميون صهاينة عن نتنياهو، قوله بالنسبة لنتائج العملية: «فلننتظر».

وفي وضع لم يكن فيه احد يتوهم بأن حكومة نتنياهو تستعد لخطوات تحدّ من التصعيد، كان رئيسها ينجز الفصل الخاص به من مسرحية امام الامم المتحدة. وقام تماما بما سبق لمراسلين اجانب في القدس ان ابلغوه الى ادارتهم بان مكتب نتنياهو دعاهم الى مشاهدة خطاب خاص. وبعد مقدمة باهتة حول الرغبة بالسلام، انطلق نتنياهو الى الهدف الفعلي بالحديث عما يجري في غزة قائلا إن «المطلوب لإنهاء الحرب أن تستسلم حماس وتُفرِج عن جميع الرهائن، وإن لم تفعل ذلك سنواصل القتال».

ورغم الحنق الذي بدا واضحا عليه جراء انسحاب عشرات الوفود من القاعة بمجرد اعتلائه المنصة، بالتزامن مع صفير وهتاف ضد الوحشية الإسرائيلية، تحدث نتنياهو مجددا عن ان ما يقوم به كيانه يستهدف بناء شرق اوسط جديد، عارضا الخريطة التي تميز تحالف السلام بوجه الخريطة التي تمثل «تحالف الشر». وانتقل للحديث عن حربه ضد لبنان، وقال إن «العمليات ضد حزب الله ستتواصل، طالما أن الأخير يختار مسار الحرب، فلا خيار أمام إسرائيل، ولديها كل الحق في إزالة هذا التهديد وإعادة مواطنينا إلى ديارهم بأمان، لذلك سنواصل عملياتنا إلى أن نحقق أهدافنا». وقال ان «حزب الله أطلق علينا أكثر من 8 آلاف صاروخ منذ الثامن من تشرين الأول، لذا على إسرائيل أن تهزم حزب الله، ولن نسمح له بالعودة إلى الحدود والتخطيط لـ7 أكتوبر آخر، وطالما أنه يختار مسار الحرب، فإن لنا الحق في إزالة هذا التهديد من أجل إعادة سكان الشمال إلى منازلهم».

وبعد تكراره اكثر مرة ان ايران تقف خلف كل ما تتعرض له اسرائيل، وانها تقف خلف حماس وحزب الله. وجه نتنياهو تهديدا مباشرا الى إيران، وقال: «لدي رسالة لطغاة طهران. إذا قصفتمونا سنقصفكم. وليس هناك أي مكان في إيران لا يُمكن لذراع إسرائيل الطويلة الوصول إليه، وينطبق ذلك على الشرق الأوسط برمته». قبل ان ينتقل الى شن هجوم اكبر على الأمم المتحدة معتبراً أن «إدانة إسرائيل في الأمم المتحدة بشكل مضاعف من بقية دول العالم مجتمعة في السنوات الأخيرة، وصمة عار». وأضاف أن «إسرائيل كانت قريبة أكثر من أي وقت مضى، من تطبيع العلاقات مع السعودية، ثم جاء هجوم أكتوبر»، مشيراً إلى أنه «علينا أن نستمر في الخطة التي بدأناها في اتفاقيات أبراهام، بما في ذلك تحقيق اتفاقية سلام تاريخية، بين إسرائيل والسعودية».

وشوهِدت مقاعد كل من فلسطين، إيران، قطر، الكويت، الجزائر، والسعودية فارغة قبل بدء الكلمة، مع انسحاب مزيد من الوفود فور بدء الكلمة. ونقلت منصات إسرائيلية أن «أكثر من عشرة مندوبي دول في الأمم المتحدة خرجوا من القاعة بعد دخول نتنياهو»، فيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن «مندوب السعودية لم يجلس في القاعة خلال الخطاب خلافاً للسنة الماضية».

*************************************

افتتاحية صحيفة النهار


السيد نصرالله … شهيداً أم حيّاً؟ الضربة الإسرائيلية تستدرج الحرب الشاملة

لم يرتبط مصير الشرق الأوسط مرة بحسم مصير رجل كما حصل عقب الغارة الزلزالية التي شنتها إسرائيل عصر امس على حارة حريك – العاملية مستهدفة اغتيال الأمين العام ل”الحزب” السيد نصرالله . حتى ساعات الفجر اليوم ، لم يكن مصير نصرالله قد عرف وسط ضخ هائل من المعلومات والمعلومات المتضاربة ، ان في الإعلام الإسرائيلي الذي جنح معظمه الى ترجيح نجاح ضربة الاغتيال وان في الإعلام العربي واللبناني والعالمي ، علما ان حجم الغارة الإسرائيلية على الحي السكني الذي استهدفته كان غير مسبوق لجهة استعمال قنابل خارقة للتحصينات زنة القنبلة الفّي رطل الامر الذي احدث زلزالا أدى تسوية ستة مبان بالأرض .

 

وحتى فجر اليوم ، ظل مصير الأمين العام الثالث ل”الحزب” الذي صار زعيما “تاريخيا” للحزب منذ عام 1992 معلقا ومجهولا الأمر الذي اثار تساؤلات ومخاوف كبيرة حول أمكان ان تكون إسرائيل دفعت بالأمور الى متاهة تفجير ضخم لن تبقى رقعته محددة بلبنان بل ربما يتجاوزه الى المنطقة . ففي حين مرت ساعات طويلة ولم يصدر عن “الحزب” أي بيان يميط اللثام عن مصير زعيمه تصاعدت الترجيحات والمخاوف من ان يكون ذلك ناجما عن احتمال ان يكون مصير نصرالله قد صار في المرحلة الأشد خطرا من حقيقة الاغتيال . وعززت هذه المخاوف تصريحات قادة ومسؤولين إيرانيين تحدثوا عن جريمة إسرائيل في هجومها على الضاحية ولم يأتوا على ذكر نصرالله اطلاقا . والأسوأ والأخطر ان إسرائيل رفعت الاستنفار الى أقصاه في سائر أنحائها استعدادا لهجوم كبير يشنه الحزب في الساعات المقبلة كما لاحت معالم استعدادات إيرانية لشيء ما كبير من خلال دعوة المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية الى اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي . ثم جاء الكشف عن مقتل قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني في غارة الضاحية ليدفع بالغليان والترقب الثقيل وحبس الانفاس الى ذروته .


 

ولعل الحشود الإسرائيلية على الحدود مع لبنان التي تزايدت بقوة في الساعات الأخيرة باستقدام لواءين إضافيين إلى الأولوية الموجودة لم تكن وحدها كافية لرسم معالم اندفاع إسرائيل نحو احداث “التغيير الاستراتيجي في الشرق الأوسط” كما سمته ، فقامت بضربة هي الأخطر اطلاقا بهدف مزدوج : اغتيال نصرالله بقرار متخذ سلفا كان ينتظر اللحظة الاستخباراتية القاتلة ، وعدم التردد عن ضرب عمق الضاحية الجنوبية ، وزادت تصعيدها الهستيري بتوجيه انذار ليلا الى سكان وأهالي عدد من احياء الضاحية لمغادرة منازلهم بزعم وجودهم قرب مصالح تابعة للحزب وشهدت المنطقة ليلا موجة نزوح كثيفة  . كما ذهبت بعيدا أيضا في استهداف بلدة بعذران الشوفية حيث بدا ان المستهدف كان النائب السابق في كتلة الحزب طلال الساحلي الذي لم يصب فيما سقط ثمانية شهداء . وادى الاعتداء الى اثارة أجواء توتر شديد في صفوف أبناء البلدة والنازحين اليها .

 

حتى فجر اليوم اذن ، لم يكن ثمة امكان للجزم باي اتجاه قبل جلاء مصير السيد نصرالله . ولكن من الواقعي الجزم بان ما كان قبل ضربة الضاحية امس لن يكون مثله بعدها ، أيا كان ما ستتكشف عنه التطورات والأنباء في الساعات المقبلة . فاذا كان المحظور قد وقع فهو يعني اغتيال اكبر رموز المقاومة والحزب ومحور الممانعة واقوى حليف لإيران ، واذا كان نجا السيد فان الامر سيرتب تطورات خارقة أيضا في خطورتها . في الحالين قد تكون الحرب الشاملة اخطر ما فجرته إسرائيل في ضربتها امس .
 

****************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

الجيش الإسرائيلي ينفذ عشرات «الضربات الموجهة» الليلية على ضاحية بيروت

 

أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربات ليل الجمعة السبت استهدفت ما زعم أنه مخازن أسلحة للحزب تحت مبان سكنية في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية.


 

وقال الجيش في بيان إنه “ينفّذ حاليا ضربات دقيقة على أسلحة تابعة لمنظمة الحزب الإرهابية كانت مخزنة تحت مبان مدنية” في ضاحية بيروت الجنوبية. قبيل ذلك، قال المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري في تصريح متلفز “بعد وقت قصير سنهاجم الأسلحة الموجودة تحت هذه المباني. إن قوة الانفجارات نتيجة الصواريخ الموجودة تحت المباني قد تتسبب في أضرار بالمباني وحتى انهيارها”.

 

وأفاد مصدر مقرب من الحزب أن الغارات الجديدة استهدفت مناطق الحدث والشويفات والليلكي والكفاءات التي كان الجيش الإسرائيلي طلب من السكان إخلاء عدد من الأبنية فيها. وأضاف هغاري “في قلب (الضاحية الجنوبية لبيروت)، أقام الحزب ثلاثة مبان بمساحات تحت الأرض مصممة لتخزين الأسلحة الاستراتيجية، وكانت المباني فوقها بمثابة دروع”.


 

وتابع “قام الحزب بتخزين هذه الأسلحة الاستراتيجية تحت أقدام المدنيين”، مشيرا إلى أن “طريقة تخزين الصواريخ في هذه المباني تسمح بإخراجها خلال دقائق لإطلاقها”. وقال المتحدث باسم الجيش “لقد اتصلنا خلال الساعة الماضية بسكان هذه المباني الثلاثة” الذين يتعين عليهم إخلاؤها “على الفور حفاظا على سلامتهم”.

 

ونفى الحزب “ادعاءات” اسرائيل عن وجود مخازن أسلحة في أبنية مدنية استهدفتها غارات اسرائيلية طالت مواقع عدة في ضاحية بيروت الجنوبية. وقال الحزب وفق رسالة وزعها مكتبه الإعلامي “لا صحة لإدعاءات العدو الصهيوني الكاذبة عن وجود أسلحة أو مخازن أسلحة في المباني المدنية التي استهدفها بالقصف في الضاحية الجنوبية قبل قليل”.


 

وفي بيان منفصل، أعلن الجيش الإسرائيلي ليل الجمعة السبت أنه ينفذ ضربات ضد أهداف للحزب في منطقة صور بجنوب لبنان. وقال الجيش إن قواته “تضرب حاليا أهدافا إرهابية تابعة للحزب في منطقة صور”، من دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.

 

وقبله، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للجمهور الناطق باللغة العربية أفيخاي أدرعي خرائط على منصة إكس تحدد مواقع المباني الثلاثة ودعوة للسكان إلى الإخلاء داخل دائرة نصف قطرها 500 متر. كذلك، أكد دانيال هغاري أن بلاده لن تسمح لجمهورية إيران الإسلامية، الداعمة للحزب، بتسليم أسلحة للحزب عبر مطار بيروت. وقال “نعلم بشحنات الأسلحة الإيرانية إلى الحزب وسنحبطها. طائرات تابعة لسلاح الجو تقوم بدوريات حول مطار بيروت”.

*******************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

  الضاحية تشتعل .. والمنطقة على شفا حرب كبرى… عدوان يستهدف قيادة “الحزب” ولا أخبار عن نصرالله

هو التدحرج بسرعة فائقة نحو حرب كبرى بما تحمله من كوارث وأهوال، تدفع إليها إسرائيل بإجرام غير مسبوق كسرت فيه كلّ القواعد. تجلّى بالأمس عدوان رهيب شنّته على الضاحية الجنوبية، بغارات جوية عنيفة قالت اسرائيل إنّها استهدفت المقر الرئيس لـ”الحزب” تحت أماكن سكنية. لم يتأكّد حتى ساعة من فجر اليوم ما اذا كان السيد  نصرالله موجوداً في المكان المستهدف ام لا.


هذا العدوان يشكّل انتقالاً الى مستوى آخر من الحرب، تتفق التقديرات على أنّ احداً لا يمكن أن يتنبأ بمداها ورقعتها الجغرافية. ليس لحجم هذا الهجوم وعنفه ومكانه فحسب، بل للجهة المستهدفة، حيث انّ اخطر ما في هذا الهجوم هو إعلان إسرائيل انّ الهدف الرئيسي هو اغتيال السيد نصرالله، واشارت القناة 12 الاسرائيلية بأنّه تمّ التخطيط منذ مدة طويلة لاغتيال نصرالله، واليوم وصلت المعلومة الذهبية واستُهدف المقر».

 

العدوان

التسارع الرهيب نحو انهيار الوضع الى مستويات كارثية، بدأ نهاراً بغارات جوية عنيفة على مختلف قوى وبلدات الجنوب والبقاع، وصولاً إلى الهرمل، وكذلك إلى بلدة بعذران في الشوف بغارة من طائرة مسيّرة، وبلغت ذروة في العنف في ساعات المساء الاولى، بسلسلة غارات جوية عنيفة جدّاً على الضاحية الجنوبية استهدفت مجموعة من المباني في منطقة شعبيّة مكتظة بالسكان في طلعة العاملية ما بين برج البراجنة وحارة حريك، وخلّفت دماراً هائلاً يفوق الوصف في المباني السكنية، حيث أفيد عن 6 بنايات سوّيت بالأرض، وأدّت الى سقوط عدد كبير جداً من الشهداء والجرحى من الصعب إحصاؤهم. (ذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان 300 شخص قتلوا في الهجوم بحسب احصاءات اسرائيلية). وتبعت ذلك سلسلة غارات عنيفة شنّها الطيران الحربي الاسرائيلي بعد منتصف ليل امس، على الضاحية الجنوبية استهدفت عدداً من المباني السكنية ولاسيما في أحياء الليلكي، سانت تيريز – الحدث والكفاءات والشويفات وتسببت بدمار كبير. وكذلك غارات مماثلة على مختلف مناطق الجنوب ولاسيما مدينة صور.

 

وقالت اسرائيل انّ العدوان ما بين برج البراجنة وحارة حريك «استهدف مقرّ القيادة المركزيّة لـ«الحزب» يقع تحت مبانٍ سكنيّة، وانّ طائرات حربيّة من نوع «F35» نفّذت الهجوم بصواريخ طراز «MK84» خارقة للتحصينات زنةّ الصّاروخ 2000 رطل (1 طن)». واتبعت ذلك بتوجيهات الى الجبهة الداخلية بفتح الملاجىء في حيفا وتل ابيب وكل انحاء اسرائيل واستنفار كل دفاعاتها الجوية والاسعاف، تحسباً لردّ متوقع من «الحزب» ومحتمل من ايران، على ما ذكرت هيئة البث الاسرائيلية. وتلا ذلك اجتماع عاجل للقيادة الامنية الاسرائيلية لبحث نتائج قصف الضاحية والاستعداد للمراحل القادمة.

 

وأعلنت العلاقات الاعلامية لـ« الحزب» في بيان فجراً «ان لا صحة لادعاءات العدو الكاذبة عن وجود أسلحة في المباني التي استهدفها العدو في الضاحية».

 

واشنطن تنفي

 

وفيما نقلت «القناة 13 الاسرائيلية» عن مسؤول اسرائيلي رفيع قوله «إنّ اسرائيل أبلغت واشنطن بالهجوم قبل وقت قصير من تنفيذه»، قال مسؤول اميركي لشبكة «اي بي سي» انّ اسرائيل ابلغت واشنطن قبل اقل من ساعة من الضربة بأنّها ستستهدف نصرالله. الّا أنّ الرئيس الاميركي جو بايدن اعلن انّ واشنطن لم تكن على علم بهجوم بيروت ولم تشارك فيه. كذلك نفى البنتاغون اي دور لواشنطن في هذا الهجوم، أو أن تكون واشنطن قد أُخطرت بذلك. مشيراً الى انّ الهجوم حصل بينما كان وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن يتحدّث هاتفياً مع وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت.

 

ترويج وغموض

 

وأعقب الهجوم ترويج اسرائيلي عسكري واعلامي، اثار غباراً حول مصير السيد نصرالله، بالقول تارةً انّه نجا من الاغتيال، وتارةً اخرى بأنّه اصيب وتارةً ثالثة بالقول انّه كان في المكان المستهدف واحتمالات نجاته ضئيلة او منعدمة. وضمن هذا السياق، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رداً على سؤال عمّا اذا كانت عملية الاغتيال قد نجحت: «انتظروا».

 

في المقابل، وفي موازاة تأخّر صدور بيان أو تعليق عن «الحزب» حول الهجوم ونتائجه، لفّ المشهد غموض رهيب، أثير في موازاته جو معاكس يفيد بأنّ نصرالله في مكان آمن، وما تتداوله وسائل الإعلام الاسرائيلية غير صحيح، فيما أشيعت اخبار اخرى بأنّ السيد نصرالله لم يكن في المكان، بل في زيارة سريعة في بيروت. ونقلت وكالة «آ ف ب» ووكالة «رويترز» عن مصدر قريب من الحزب أنّ السيّد نصرالله على قيد الحياة. فيما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين انّه لم يتضح ما إذا كان نصرالله موجوداً في المبنى لحظة الهجوم.

 

وفيما بدا أنّ الجبهة الجنوبية دخلت بعد الهجوم الاسرائيلي أمس، في وضع ما فوق الغليان، مع تقديرات باقترابها من لحظة اشتعال كبير جداً، فصواريخ «الحزب» تواصلت ليلاً بدفعات متتالية على مستوطنات الجليل الأعلى وصولاً إلى صفد وساعر ونهاريا، «اسناداً للمقاومة الفلسطينية ودفاعاً عن لبنان ورداً على الاستباحة الهمجيّة للمدنيين وفق ما جاء في بيان لـ»الحزب». فيما تحدثت وسائل اعلام اسرائيلية عن هجوم صاروخي واسع ومكثف على الجليل.

 

نتنياهو يعلن الحرب

 

أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الجمعة، أنّ إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية ضدّ «الحزب» في لبنان. كما حذّر إيران من أنّ بلاده ستقصفها إذا تعرّضت للقصف أولاً، وقال إنّ بإمكان بلاده الوصول إلى أي جزء من أراضي الجمهورية الإسلامية.

 

وشدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أنّ قوات بلاده ستقاتل حتى «النصر الكامل»، داعياً «حماس» إلى مغادرة السلطة. وأكّد نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أنّ العمليات العسكرية ضدّ «الحزب» ستتواصل. وأضاف: «طالما أنّ «الحزب» يختار مسار الحرب، فلا خيار أمام إسرائيل، ولدى إسرائيل كل حق في إزالة هذا التهديد وإعادة مواطنينا إلى ديارهم بأمان»، مضيفاً أنّ العمليات ضدّ الحزب «ستتواصل إلى أن نحقق أهدافنا».

 

وشدّد نتنياهو على «حماس» أن تغادر السلطة وألّا يكون لها أي دور في إعادة إعمار غزّة، متعهّداً مواصلة القتال حتى تحقيق «النصر الكامل».

 

وقال أمام الديبلوماسيين المجتمعين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك: «إذا بقيت «حماس» في السلطة فستعيد تجميع صفوفها.. وتهاجم إسرائيل مرّة تلو الأخرى.. لذا على «حماس» أن تغادر». وحذّر إيران من أنّ بلاده ستقصفها إذا تعرّضت للقصف أولاً، وقال إنّ بإمكان بلاده الوصول إلى أي جزء من أراضي الجمهورية الإسلامية.

 

وقال: «لديّ رسالة لطغاة طهران. إذا قصفتمونا، فسنقصفكم». وأضاف: «ليس هناك أي مكان في إيران لا يمكن لذراع إسرائيل الطويلة الوصول إليه. ينطبق الأمر ذاته على الشرق الأوسط برمته».

 

 

وندّدت الأمم المتحدة الجمعة بالتصعيد في الهجمات الإسرائيلية ضدّ عناصر «الحزب» في لبنان واصفةً إياه بـ«الكارثي»، فيما حذّرت من أنّ البلاد تعيش فترة هي الأكثر دموية منذ سنوات. وقال المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان عمران رضا إنّ «التصعيد الأخير في لبنان أقل ما يمكن وصفه به هو بأنّه كارثي». وأضاف: «نشهد فترة هي الأكثر دموية في لبنان منذ جيل ويعبّر كثيرون عن مخاوفهم من أنّ هذه ليست سوى البداية».

 

احتمالات .. مواقف دولية

 

بالتوازي مع ارتفاع وتيرة الإحتمالات التي يعكسها ما أُعلن بالأمس عن نقاشات للقيادة العسكرية الاسرائيلية حول المرحلة المقبلة، وكذلك ما كشفته صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية بأنّ المرشد الايراني علي خامنئي دعا الى اجتماع طارىء للمجلس الاعلى للأمن القومي، فيما كان لافتاً للإنتباه ما نُقل عن مستشار المرشد قوله «إنّ المقاومة تضمّ قادة وكوادر، وكلّ قائد يستشهد له بديل، وانّ اسرائيل تتجاوز خطوط ايران الحمراء، والوضع بات خطيراً جداً. وقال الرئيس الايراني مسعود بزشكيان انّ العدوان الذي شنّه النظام الصهيوني جريمة حرب واضحة، وسنقف الى جانب لبنان والمقاومة في مواجهة العدوان الاسرائيلي. فيما اعتبر الحوثيون في اليمن «انّ التطور الخطير في العدوان على لبنان، يفتح الباب على حرب مفتوحة وشاملة لن تكون نتائجها الّا وبالاً على الكيان الموقت ومجرمي الحرب.

 

 

وقطع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي زيارته الى نيويورك وعاد الى بيروت، وقال انّ العدو لا يأبه لكل المساعي، على المجتمع الدولي ان يردع العدو ويوقف حرب الابادة التي تشنها اسرائيل على لبنان.

 

وقال وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن «انّ مسار الصراع سيؤدي الى مزيد من العنف والمعاناة وعدم الاستقرار»، ودعا الى التوصّل الى وقف لإطلاق النار على طول الحدود بين لبنان واسرائيل. معتبراً انّ وقف إطلاق النار في غزة واعادة المخطوفين سيحافظ على الامن في غزة والمنطقة. وقال: «نسعى الى تجنّب حرب شاملة في المنطقة، وسنبذل قصارى جهدنا لردع المزيد من التصعيد ومنع اتساع نطاق الحرب

 

وعن هجوم الضاحية قال: «ما زلنا نجمع المعلومات لنعرف افضل عمّا حدث ونحدّد ردنا بناءً على ذلك».

وقال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف: «انّ مسار الحرب الذي اختارته اسرائيل لن يسمح لها بإعادة مدنييها الى الشمال».

 

وحذّر من انّ الشرق الاوسط اصبح على شفا حرب كبرى. داعياً الى وقف اطلاق النار قبل ان تخرج الامور عن السيطرة، وقال انّ روسيا تدين بشدة الممارسات والانتهاكات الاسرائيلية التي تنتهك سيادة لبنان.

 

وأعرب الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش عن تخوّفه من تدهور الأوضاع، وقال إنّ اسرائيل استهدفت ابنية سكنية متذرعة بوجود مقر سياسي. وحذّر من أنّ الحرب قد تؤدي الى مزيد من التصعيد بمشاركة قوى خارجية. وقال: «نحن بحاجة الى وقف اطلاق النار، ولا نستطيع ان نتحمل المفاوضات التي لا تنتهي كما حدث في غزة».

 

واشنطن: الباب مفتوح

 

وإذا كانت الولايات المتحدة الأميركية تعكس ما بدا أنّه إحباط من الردّ الاسرائيلي على الخطة الدولية، الذي “لم يكن بالمستوى الذي توقّعه البيت الابيض وخصوصاً انّ الدعوة الى وقف اطلاق النار تمّ تنسيقها مع إسرائيل” على حدّ ما كشفته شبكات الإعلام الاميركية نقلاً عن مسؤولين أميركيين كبار. إلّا انّها في الوقت ذاته ترى انّ من المبكر الحديث عن فشل المفاوضات او نجاحها، وتسعى الى احتواء مماطلة رئيس الوزراء الإسرائيلي حيال الخطّة التي تؤكّد واشنطن انّها “ما زالت مطروحة وأنّ الباب ما زال مفتوحاً على ان تجد طريقها إلى السريان، ورضوخ نتنياهو إلى الضغط الذي ستواصله ادارة الرئيس جو بايدن، لتحقيق هذه الغاية ولو تطلّب ذلك بعض الوقت، خصوصاً أنّ رئيس الوزراء الاسرائيلي لم يعلن رفضه الصفقة”.

 

نتنياهو يماطل .. ويصعّد

 

وفي ما يبدو أنّ واشنطن، ومعها الدول الموقّعه على خطة وقف إطلاق النار، (الولايات المتحدة الاميركية، فرنسا، بريطانيا، كندا، اوستراليا، الاتحاد الاوروبي، السعودية، الامارات العربية المتحدة وقطر) تصطدم بمماطلة نتنياهو التي تجلّت امس في اعلان مكتبه “أنّ الولايات المتحدة شاركت إسرائيل في نيتها طرح اقتراح لوقف إطلاق النار في لبنان، بالتعاون مع شركاء دوليين وإقليميين آخرين، وانّ إسرائيل تتفق مع أهداف المبادرة التي تقودها الولايات المتحدة لتمكين الناس على طول حدودنا الشمالية من العودة بأمان إلى ديارهم. وقد اجتمعت فرقنا يوم الخميس لمناقشة المبادرة الأميركية وكيف يمكننا تعزيز الهدف المشترك المتمثل في إعادة الناس بأمان إلى ديارهم، وسنواصل هذه المناقشات في الأيام المقبلة”. وخلص بيان مكتب نتنياهو إلى مغازلة واشنطن بالقول “إنّ إسرائيل تقدّر الجهود الأميركية في هذا الصدد، لأنّ الدور الأميركي لا غنى عنه في تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة”. على أنّه في موازاة ذلك، قال نتنياهو من نيويورك انّ اسرائيل ستمضي في ضرب “الحزب”، معتبراً انّ “الحرب ضدّ محور الشرّ الإيراني ضرورية لتأمين مستقبل الغرب كله”. ولاقاه وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت من صفد بإعلانه انّ اسرائيل ستضاعف الجهد في استهداف “الحزب” حتى تحقيق الهدوء في الشمال”.

 

الداخل: تشاؤم .. وترقّب

 

المستوى السياسي في لبنان ينوء تحت ثقل الضغط الكبير الذي فرضه الكمّ الهائل من النازحين، ومساحة الدمار الهائلة الذي أحدثه العدوان الاسرائيلي في مدن وقرى وبلدات الجنوب والبقاع، والارتفاع المتزايد في أعداد الشهداء التي قاربت الـ1000 شهيد وآلاف الجرحى المدنيين، جراء إجرام يفوق الوصف ترجمته اسرائيل بمجازر بحق المدنيين تنقّلت بها من منطقة إلى أخرى.

 

في موازاة تضاؤل احتمالات وقف إطلاق النار في المدى المنظور، يتكشف ما يبدو انّه حسم مسبق لعدم استجابة اسرائيل لأيّ مبادرات، وفق ما نقلت شبكة “إي بي سي” عن مسؤولين اميركيين مطلعين، بأنّ “إسرائيل تعتبر أنّ الهدنة ستكون في صالح “الحزب” وستسمح له بإعادة تنظيم صفوفه، واي هدنة، هي متعارضة مع هدف اعادة سكان الشمال، واقناع اسرائيل بالتوقيع على هدنة مع لبنان معركة شاقة”.

 

هذا الأمر اضافة إلى السوداوية التي تظلل الخطة الدولية، فرضا حالاً من الترقب السلبي لدى المستوى السياسي في لبنان، الذي ارتقى في مقاربته لجهود التهدئة إلى تشاؤم قاطع من إمكان بلوغ هدنة، وحذرٍ فوق العادة من الإنحدار إلى وضع أكثر خطورة، في ظل العدوانية الاسرائيلية، وخداع نتنياهو الذي “يكذب على الجميع” على حدّ تعبير رئيس مجلس النواب نبيه بري.

 

قبّة باط!

 

ووفق معلومات موثوقة لـ”الجمهورية”، فإنّ خطّ التواصل السياسي والديبلوماسي مفتوح بحرارة عالية بين عين التينة ومستويات عربية ودولية، وما يتسرّب منها يؤكّد إجماعاً دولياً على الحاجة الملحّة للوقف الفوري لإطلاق النار، وانّ لبنان ذهب إلى المدى الأبعد في التجاوب مع الجهود الرامية إلى وقف اطلاق النار في موازاة الإصرار الاسرائيلي على استمرار العدوان واستهداف المدنيين”.

 

وأعرب مسؤول كبير لـ”الجمهورية” عن اعتقاد راسخ لديه بأنّ الضغط الاميركي الجدّي على نتنياهو من شأنه أن يحمله على وقف المماطلة والكذب، وقال: “هذا الضغط الجدّي لم نلمسه حتى الآن، بل ما نراه هو العكس، مجازر يومية بحق المدنيين، تدمير القرى والبلدات، وتهديدات وحشود تحضّر لعدوان واسع، وهو الأمر الذي يثير الريبة من أن تكون خلف الأكمة “قبّة باط” لاسرائيل في التمادي في عدوانها.

 

إمتعاض دولي

 

وعلى خطٍ موازٍ، كشفت مصادر ديبلوماسية من نيويورك لـ”الجمهورية” عن امتعاض دولي من السلبية المتعمّدة من قبل نتنياهو والتعاطي الفوقي مع الرغبة الدوليّة بوقف إطلاق النار على جبهة لبنان، مع التصويب الدائم والمباشر على “الحزب” واتهامه بدفع الأمور إلى ما وصلت اليه، وانّ عليه ان يوقف هجماته على إسرائيل.

 

واشارت المصادر إلى أنّ هذا الإمتعاض لمسناه بشكل خاص لدى الأميركيّين، لكنهم يتجنّبون اتهام نتنياهو بالمماطلة وتعطيل الهدنة، وإن كانوا يوحون بأنّهم يستغربون عدم موافقته على المبادرة التي قادتها الولايات المتحدة وترى فيها مصلحة لكل الاطراف. وقالوا انّ الوقت لم ينفد بعد، وسيبذلون جهداً متزايداً مع رئيس الوزراء الاسرائيلي لبلوغ تسوية.

 

ولفتت المصادر الى أنّ ممثلي تلك الدول تعتريهم مخاوف حقيقية من انزلاق الامور الى تصعيد أكبر، في ظل الحديث المتزايد في اسرائيل عن عدوان بري على لبنان، حيث أنّهم يجمعون على أنّ هذا الامر يُدخل لبنان والمنطقة في مرحلة اشتعال وعواقب كارثية رهيبة، والفرنسيون تحدثوا بهذا الأمر مع الاسرائيليين وحذّروا من مخاطر استمرار العدوان ولم يحصلوا على اجابات واضحة”.

 

وقالت: “رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يبذل جهداً كبيراً في الاتصالات واللقاءات التي أجراها مع عدد من قادة الدول ورؤساء حكومات، لحمل إسرائيل على وقف عدوانها، مؤكّداً على ثوابت لبنان والتزامه الكلي بمندرجات القرار 1701، وعلى أنّ لبنان مع كل ما يؤدي إلى ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة. ولمس تضامناً مع لبنان في محنته، وحماسة أكيدة لوقف اطلاق النار”.

 

 

وكان الرئيس ميقاتي قد واصل لقاءاته الديبلوماسية المكثفة في نيويورك، حيث عقد اجتماعاً مع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، وتمّ البحث في أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 ومساهمة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان”اليونيفيل” في الحفاظ على الاستقرار. وطلب دعماً طارئاً من منظمات الامم المتحدة الانسانية لدعم لبنان في هذه المرحلة.

 

كما التقى وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الذي اكّد “انّه لا يزال بإمكاننا تجنّب الحرب، ومن غير المقبول وقوع إصابات في صفوف المدنيين”. كاشفاً انّه سيزور لبنان لمواصلة البحث.

 

كذلك التقى ميقاتي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وجرى البحث في الوضع في لبنان وأهمية الوقف الفوري لإطلاق النار والتوصل الى حل للنزاع القائم.

 

والتقى ايضاً نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الاردني أيمن الصفدي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي اكّدت على الحاجة إلى وقف فوري لاطلاق النار للسماح بحل ديبلوماسي يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة”، مشدّدة على “اننا سنواصل دعم الشعب اللبناني”.

 

ماذا عن “الحزب”؟

 

إلى ذلك، وفيما تحدثت بعض المعلومات عن موافقة “الحزب” على وقف شامل لإطلاق النار يمتد من لبنان الى غزة، يواكبه الشروع في مفاوضات الحل السياسي، يحافظ الحزب على صمت مطبق ولم يصدر عنه صراحة ما يؤكّد ذلك او ينفيه، الّا انّ مصدراً قيادياً في “الحزب” أكّد لـ”الجمهورية” أنّ “موقف “الحزب” معلوم وأبلغه الى جميع الاطراف بأنّ جبهة الإسناد اللبنانية لقطاع غزة لن تتوقف، وستستمر في مواجهاتها وفي الدفاع عن لبنان والتصدّي للعدوان الاسرائيلي، وأي محاولة لوقف هذه الجبهة بمعزل عن غزة، مآلها الفشل الذريع”.

 

ورداً على سؤال عمّا إذا كان “الحزب” يعوّل على مبادرات التهدئة فقال: “قبل أن نتحدث عن هذه المبادرات، يجب ان نسأل هل الأميركي وسيط نزيه؟ وكيف لمن يرعى العدوان على لبنان ويشارك فيه أن يطرح حلاً نزيهاً يوقف العدوان على لبنان؟”.


 

اضاف: “موقفنا اعلنا عنه وهو أنّ وقف العدوان على غزة يوقف جبهة الاسناد من لبنان؛ وهذه المعادلة ثابتة ولا تراجع عنها مهما كلف الأمر. ولن تغيّر في هذه المعادلة طروحات مُجمّلة او مبادرات مفخخة ومزروعة بالالغام .. “الحزب” يعرف ما في قلوبهم ولن يقع في هذا الفخ”.

 

ورداً على سؤال عمّا يُقال بأنّ العدوان الاسرائيلي أثر بشكل كبير على قدرات “الحزب”، وعن الشعور العام بأنّ ردّه على العدوان لم يكن متناسباً معه وبمستوى التوقعات، قال: “اذا ما ركنّا الى الدعاية الاسرائيلية، سيبدو وكأنّ العدو يوشك أن يقضي على المقاومة. هم يكذبون على انفسهم ويوهمون المستوطنين بانتصار وهمي وإنجازات لم تتحقق، المقاومة بكامل قوتها وقدراتها، منصرفة الى الميدان، وتعمل بسياق متدرج وليس متسرعاً، وتوجّه الضربات للعدو في الأمكنة التي تؤلمه. واما آثار تلك الضربات ونتائجها، فيسرّبها الاعلام العالمي، وجنود العدو والمستوطنون حجمها ومساحتها التدميرية الواسعة في القواعد العسكرية والمستوطنات ورغم الرقابة المشدّدة التي يفرضها العدو عليهم”.

 

العملية البرية

وقد لوحظ أمس، تزايد الحديث عن قرب قيام إسرائيل بهجوم بري في لبنان، حيث قال الجيش الاسرائيلي انّه اكمل استعداداته لها، فيما كشف الإعلام الاميركي والاسرائيلي عن حشود اسرائيلية كبيرة في الشمال استعداداً لشن عملية برية، قال مسؤول اسرائيلي انّها ستكون قصيرة”. وبحسب الإعلام الاسرائيلي فإنّ المستوى السياسي في اسرائيل اوعز للجيش بالاستعداد لشن العملية بهدف التوصل إلى تسوية مع “الحزب” من دون الالتزام بوقف الحرب في غزة”.

**************************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

استهداف نصر اللّه يضع الشرق الأوسط على فوهة بركان

نتنياهو يعود بغطاء أميركي.. والاحتلال يطالب بإخلاء الحدث والليلكي والحزب يقصف المستعمرات البعيدة

 

بترتيبات اسرائيلية – أميركية مكشوفة، وقبل أن يتوارى صوت التهديدات الخطيرة التي أطلقها رئيس الكابينت الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من على منبر  الأمم المتحدة، ضد لبنان وغزة والحزب زاعماً أنه يخوض معركة من أجل الدول التي يهددها «محور إيران» في المنطقة، هاجمت طائرات «ف-35» بضربات جوية قوية متتالية مقرّ قيادة الحزب في حارة حريك، مستهدفة عدة مبانٍ مجاورة، وحسب المصادر الاسرائيلية فإن الشخصية الكبيرة المستهدفة هي السيد نصر لله.

ومهما يكن من أمر، فإن استهداف السيد نصر لله، يعني وضع منطقة الشرق الاوسط برمتها على فوهة بركان الحرب الشاملة.

وفي وقت اجتمع فيه مجلس الحرب، بانتظار وصول نتنياهو، للبحث في الحرب الشاملة، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن قوافل عسكرية اسرائيلية تحتشد في الشمال استعداداً لتوغل بري محتمل، ونقلت عن مسؤول امني اسرائيلي ان «أي عملية برية في لبنان يجب أن تكون قصيرة».

وكشفت هيئة البث الاسرائيلية ان وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت هو من قاد الهجوم على الضاحية الجنوبية.

وقالت القناة 12 الاسرائيلية ان قرار اغتيال نصر لله اتخذ الاثنين الماضي.

ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي نقلا عن مصدر عسكري: نتنياهو صدق على عملية اغتيال نصر لله قبل سفره الى نيويورك.

عشر غارات بالغة الخطورة

توجّ الكيان الاسرائيلي نهاره الدموي في الجنوب والبقاع امس، بعشر غارات خلال 3 دقائق على مربعات ابنية سكنية في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية طلعة العاملية مقابل مخيم برج البراجنة الفلسطيني على طريق المطار، مستخدما قنابل ضخمة سمعت اصواتها الى مناطق الجبل، وادت الى دمار تام في ستة ابنية سويت بالارض، ودمار في نحو عشرة ابنية مجاورة وحرائق كبيرة، وذلك بعد ساعتين من انذار لسكان المنطقة بإخلائها.

وسقط نتيجة العدوان شهداء وجرحى. وتوجهت الى المنطقة المستهدفة عشرات سيارات الاسعاف والاطفاء. وذكرت إذاعة جيش الاحتلال «أن الجيش استعمل قنابل خارقة للتحصينات في الغارات ألقتها طائرات «اف 35» الاميركية الحديثة، زنة الواحدة منها 2000طن.

وحصل تناقض كبير لدى الاعلام العبري المدني والعسكري حول هدف العملية ونتائجها، فبداية ذكرت «هيئة البث الاسرائيلية» وصحيفة «يديعوت أحرونوت»: ان هدف القصف على الضاحية الجنوبية لبيروت هو اغتيال السيد نصر لله.. وزعم الاعلام الاسرائيلي ان الإستهداف كان لاجتماع قيادات لـ «الحزب» يضم قادة يحتمل أن يكون بينهم نصرلله. فيما نقلت  إذاعة جيش الاحتلال عن مصدر عسكري: أن المؤشرات الأولية غير كافية لتأكيد أو نفي نجاح استهداف نصرلله. وعادت الاذاعة وذكرت ان نصر لله اصيب.

ومساء، نقلت القناة ١٢ الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي قوله: ان نصرلله أو السيد هاشم صفي الدين ربما كانا أو أحدهما داخل المقر لحظة قصفه. وسواء نجحت عملية الاغتيال بقصف الضاحية أم لا فهي رسالة قوية!

وكانت «يديعوت أحرونوت» قد افادت بأن  الهجوم نفذ  بعد ورود معلومات إستخباراتية عن وصول نصرلله إلى مقر الحزب في الضاحية. كما ذكرت  القناة 12 الاسرائيلية: انه تم التخطيط لإستهداف نصر لله منذ مدة طويلة واليوم (امس) وصلت المعلومة الذهبية واستُهدِف المقر.

إلا أن تقاطع المعلومات أكد فشل محاولة اغتياله، ولاحقاً، أكدت مصادر أمنية واعلامية مقربة وتابعة للمقاومة أن السيد حسن نصر لله «في مكان آمن، وأن ما يُنشر في وسائل الإعلام العبرية غير دقيق». كما اكد مصدر مقرب من الحزب: ان السيد نصر لله بخير وعلى قيد الحياة. اكدت «هآرتس» لاحقا ان نصر لله نجا من محاولة الإغتيال… فيما ذكر مسؤول أمني إيراني كبير لـ«رويترز»: طهران تتحقق من وضع نصرلله. (بعد معلومات لصحيفة معاريف الاسرائيلية عن اصابته).

وذكرت وكالة «تنسيم» الايرانية» أن السيد نصر لله في مكان آمن.

وتعرضت المباني عند تقاطعات الشوارع في المنطقة المستهدفة الى دمار شامل أو جزئي.

وليلاً، دعا المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي الى إخلاء المباني في حي الليلكي والحدث، حسب خريطة موزعة، ولمسافة لا تقل عن 500م.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية: أن نتنياهو غادر بشكل عاجل إحاطة للصحافيين في نيويورك بعد الغارة على الضاحية الجنوبية، فيما قال المتحدث بإسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري: استهدفنا المقر الرئيسي المركزي لـ«الحزب» في الضاحية الجنوبية وكان تحت مبان سكنية.ونحن  نواصل إستهداف أهداف تهدد مواطني إسرائيل في لبنان.

وتمكنت فرق الانقاذ عن انتشال طفلين من بين أنقاض الدمار.

وأخطرت اسرائيل البنتاغون بالعملية، كما وضع الرئيس الأميركي جو بايدن بالعملية.

كما اعلنت القيادة الوسطى الأميركية انها تتابع التطورات في بيروت ونقيّم نتائج الغارة الإسرائيلية من الناحية الأمنية، وكذلك اعلن مسؤولون في الأمم المتحدة: اننا نتابع الضربات الإسرائيلية على بيروت «بقلق شديد».

وتحدث مصدر في الحزب ان رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين ما يزال على قيد الحياة.

ومن نيويورك، اجرى الرئيس ميقاتي اتصالاً بقائد الجيش العماد جوزيف عون، وأطلع منه على النتائج التي أسفرت عنها الغارات على الضاحية الجنوبية.

واعتبر ميقاتي ان اسرائيل لا تأبه لكل المساعي والنداءات الدولية لوقف اطلاق النار، مما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في ردع اسرائيل ووقف طغيانها وحرب الإبادة التي تشنها على لبنان.

وفي ضوء المستجدات الحاصلة في لبنان بعد العدوان الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، انهى الرئيس ميقاتي زيارته الى نيويورك وقرر العودة الى بيروت.

كما قرر ابقاء اجتماعات الحكومة مفتوحة على ان يعقد مجلس الوزراء اجتماعا طارئا فور عودته».

الى ذلك، نفى المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي «ما يتم تداوله عبر مجموعات «الواتساب» وبعض مواقع التواصل الاجتماعي عن دعوة رئيس الحكومة الجيش والقوى الامنية الى اعلان حال التأهب القصوى».

واشار الى ان هذا الخبر غير صحيح ويندرج في اطار الشائعات ليس الا».

وفي التداعيات الأمنية، أن صفارات الإنذار دوت في صفد والمناطق المجاورة لها. بعدما أطلقت المقاومة الاسلامية رشقات صاروخية عليها.

وطال القصف الاسرائيلي بعدران لأول مرة في جبل لبنان، وهي منطقة درزية.

وفي  المعلومات انه تم استهداف منزلين في البلدة، وتسويتهما بالأرض على قربة من مدرسة بعدران الرسمية، احدهما يعود الى واثق تاج الدين (وهو متقاعد).

كما قصف الحزب مستعمرة ساعر، كما قصفت المقاومة مستعمرة كرئيل —– صاروخية كبيرة، ردا علي الاستباحة الهمجية الاسرائيلية.

تصعيد نتنياهو

سبق الغارة بدقائق كلمة تصعيدية لرئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو امام الجمعية العامة للامم المتحدة وسط هتافات ضده ومغادرة عدد كبير من الوفود القاعة، اكد فيها استمرار الحرب على الحزب وحركة ح، وقال:  لقد نفد صبرنا، لن يهدأ لنا بال حتى يتمكن مواطنونا من العودة بأمان إلى منازلهم. ولن نقبل بجيش إرهابي متمركز على حدودنا الشمالية قادر على تنفيذ مذبحة كما حدث في السابع من أكتوبر، وما دام الحزب اختار طريق الحرب فلن يكون أمام إسرائيل خيار آخر.

اضاف: على إسرائيل أن تهزم الحزب في لبنان…أكثر من 60 ألف إسرائيلي في الحدود الشمالية اضطروا للنزوح بسبب هجمات الحزب.

وبالنسبة لغزة قال: إذا استمرت حركة ح في السلطة في غزة فإنها ستعيد تنظيم صفوفها وتسليح نفسها ومهاجمة إسرائيل مرة أخرى. ولن نرتاح حتى نحرر من تبقى من الرهائن لدى حركة ح في غزة. اننا مستعدون لدعم إدارة مدنية محلية في غزة تلتزم بالتعايش السلمي، والحرب يمكن أن تنتهي إذا استسلمت حركة ح وألقت السلاح وأطلقت سراح الرهائن.

ووجه رسالة لإيران قال فيها: «إذا ضربتونا سنضربكم وما من مكان في إيران لن تصله ذراع إسرائيل الطويلة»، زاعماً أن «العدوان الإيراني إن لم يتوقف فسيهدد كل دولة في الشرق الأوسط. لن ندخر جهدا لمنع امتلاك إيران السلاح النووي، وعلى دول العالم التكاتف لوقف برنامج إيران للسلاح النووي، وتسامح العالم مع إيران يجب أن ينتهي».

وفي المرحلة، صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة أن غارات العدو المتتالية على حارة حريك في الضاحية الجنوبية أدت الى استشهاد شخصين و76 جريحاً، بينهم اكثر من 17 جريحاً دخلوا المستشفى.

***********************************************

افتتاحية صحيفة الديار

غارة وحشية للعدو على مقر قيادة الحزب: غموض حول مصير السيد نصرالله

 خسئت “اسرائيل” بكسر عزيمة الشعب المقاوم – نور نعمة

 

اقدمت “اسرائيل” على تنفيذ جريمة حرب بقصفها المقر العسكري للحزب في الضاحية الجنوبية مستهدفة امين عام الحزب سماحة السيد نصرالله الذي لا يزال مصيره مجهولا حتى اللحظة. وبهذا العدوان الوحشي الاسرائيلي على الضاحية اتخذ الكيان الصهيوني المواجهة الى اقصى درجاتها، متخطيا كل الخطوط الحمراء عبر غارات جوية متتالية لاغتيال قائد المقاومة.

 

هذا العدوان على الضاحية امس شكل صدمة كبيرة في لبنان وفي المنطقة واستنكارا من عدد كبير من الدول، فضلا عن انه اسقط ورقة التوت عن رئيس حكومة “اسرائيل” بنيامين نتنياهو الذي “حاضر” في منبر الامم المتحدة بان دولته تريد السلام وتنبذ الارهاب. الا ان ساعات قليلة مضت بعد القائه كلمته لتظهر الوجه الحقيقي لنتنياهو ودولته المجرمة التي نفذ طيرانها الحربي عشر غارات متتالية مع قنابل “اهدتها” اياها اميركا تمكنها من اختراق عميق للملاجئ. هذا وبدا واضحا ان المفاوضات الاميركية التي كانت تهدف الى هدنة لمدة 21 يوما، لم تكن سوى مفاوضات فاحت منها رائحة النفاق والكذب والتحايل على لبنان. وخير دليل على ذلك، ان اسرائيل وبضوء اخضر اميركي، نفذت عدوانها على الضاحية مستهدفة امين عام الحزب.

 

اما المقاومة فلم تصدر اي بيان من قبلها حول الجريمة التي حصلت في الضاحية، حيث ان الحزب هو الوحيد المسؤول والقادر على تحديد مصير القائد السيد نصرالله. كما افادت مصادر في الحزب للديار، ان الانتقام لاستهداف المقر العسكري للحزب سيكون انتقاما واسعا وعنيفا يهز اسرائيل برمتها.

جريمة مقر القيادة المركزي

 

في التفاصيل، شن الطيران الحربي للعدو الاسرائيلي عشر غارات جوية متتالية على الضاحية الجنوبية، مستهدفا مقر القيادة المركزي في حارة حريك وامين عام الحزب. وانهار عدد من المباني، وهرعت سيارات الاسعاف والدفاع المدني للقيام بواجباتهم، ولا تزال اعمال رفع الانقاض مستمرة في الضاحية.

 

وفي الحصيلة الاولى، سقط ثمانية شهداء وعدد كبير من الجرحى، ولا يزال هناك اكثر من 400 شخص تحت الركام. وتبذل فرق الانقاذ جهودا كبيرة وسط  ‫ظروف صعبة جراء الركام في مكان الغارات على حارة حريك.

الوقاحة الاميركية

 

رغم الجريمة التي نفذها الكيان الصهيوني على الضاحية الجنوبية، مسفرة عن سقوط عدد هائل من المدنيين والجرحى، شدد وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن على ان العودة الى ما قبل السابع من تشرين الاول على الحدود اللبنانية-“الاسرائيلية” غير كافية. وتعليقا على كلام بلينكن، رأى مصدر ديبلوماسي ان اميركا تؤجج المنطقة بنار الحقد والكراهية، وتدفع نحو حرب شاملة.

 

وتابع ان الجنون الاسرائيلي المدعوم اميركيا سيفجر المنطقة برمتها، وسيدخلها في نفق مظلم لا احد قادر على حسم النتيجة، مهما كانت قوة “الاسرائيلي” في المنطقة.

خبير عسكري للديار: ما قبل 27 ايلول ليس كما بعده

 

الى ذلك،اعتبر خبير عسكري مطلع في حديث للديار، ان يوم 27 ايلول هو يوم مفصلي للحزب وللبنان وللمنطقة باكلمها، حيث ان ما قبل 27 ايلول ليس كما بعده.

 

واضاف ان هذه الجريمة الاسرائيلية التي ترتقي الى جريمة حرب، لن تمر مرور الكرام، وسيكون لها تداعيات كبيرة وضخمة، واولى تداعياتها ستكون على “اسرائيل”، وتتبعها تحولات جذرية في نهج الحرب الدائرة بين فصائل المقاومة وبين جيش الاحتلال.

 

واعتبر الخبير العسكري المطلع على مسالة الشرق الاوسط، ان ليلة 27 ايلول ادخلت المنطقة في مرحلة جديدة خطرة ودقيقة جدا لن يسلم منها احد.

 

ايران تستنكر والساعات المقبلة ستحمل جواب طهران على جريمة الضاحية

 

بدورها، دانت إيران الهجوم الذي شنته “إسرائيل”، الجمعة (امس)، على مبان سكنية مدنية في العاصمة اللبنانية بيروت، واصفة إياه بأنه “جريمة حرب ارتكبت بقنابل أميركية”.

 

وصرح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ان العدوان الإسرائيلي على الضاحية جريمة حرب مكشوفة وغير قابلة للإخفاء قائلا:” هي جريمة حرب تعكس الطبيعة الإرهابية لدولة الاحتلال الإسرائيلي.”

 

من جهته، وعقب استهداف الضاحية، دعا المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، أمس، إلى اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي في مقر إقامته، بحسب ما أفاد به مسؤولان إيرانيان مطلعان على تفاصيل الاجتماع لصحيفة نيويورك تايمز.

 

وأوضح المسؤولان، وفق ما ذكرته الصحيفة،  أن هذا الاجتماع جاء ردا على الضربة الإسرائيلية في بيروت، التي استهدفت زعيم الحزب، نصر الله.

*************************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

مصير نصر الله ورفاقه مجهول  

 

في مقابل اصرار اميركي- أوروبي على التوصل الى هدنة بين الحزب واسرائيل، يصرّ رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو على اقتراف المزيد من الاجرام واطلاق العنان لآلته العسكرية وغاراته المجنونة واستهدافاته اللامتناهية للبنان لا سيما جنوبه وبقاعه المُزنرين بالحديد والنار، ولا يكتفي بمئات الشهداء والاف الجرحى المنضمين الى عشرات الاف الشهداء في غزة ليروي غليله الوحشي بل يستعد لتوغل بري عبر استقدام تعزيزات كبيرة الى حدوده الشمالية.

 

وعلى رغم جنون الميدان وغاراته، لم تتلاش الجهود الديبلوماسية بل استمرت ولو بآمال ضعيفة وخشية من تكرار سيناريو مفاوضات غزة. موقع “أكسيوس” نقل عن مسؤول أميركي، قوله إن “بيان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأخير لم يرفض المبادرة التي تقودها الولايات المتحدة”، لوقف إطلاق النار في لبنان مؤقتًا مع استمرار توسيع العدوان الجوي الإسرائيلي على الجنوب والبقاع. وكشف المسؤول أن “مقترح وقف إطلاق النار في لبنان لا يزال مطروحا وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تواصل العمل عليه”، مضيفًا “الولايات المتحدة ستواصل الضغط على إسرائيل لتجنب غزو بري للبنان”.

 

غارة الضاحية

 

وامس، استهدف الطيران الاسرائيلي الضاحية الجنوبية بسلسلة من الغارات العنيفة هي الأعنف منذ 7 تشرين، وقد سُمع صداها في أرجاء العاصمة بيروت والمناطق المجاورة.

 

وأعلن الجيش الاسرائيلي مهاجمة المقر الرئيسي لـ”الحزب” في الضاحية الجنوبية، واستخدم في الهجوم عشرة صواريخ منطقة العاملية في حارة حريك، وأبرزت فيديوات من شهود عيان حجم انفجارات هائلة في مكان الغارة.

 

وفيما اعلنت وسائل إعلام إسرائيلية ان السيد نصرالله هو المستهدف بالغارات الإسرائيلية.

 

اكدت “هآرتس” لاحقا ان هدف الضربة الإسرائيلية في بيروت هو السيد نصرالله الذي نجا من محاولة الإغتيال.

 

كما اكدت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن مصادر أمنية أن “نصرالله في مكان آمن وما تتداوله وسائل الإعلام الإسرائيلية غير صحيح”.

 

نقلت “وكالة الصحافة الفرنسية” عن مصدر مقرب من “الحزب”،  أن “الأمين العام للحزب نصرالله بخير”.

 

وفيما قال مسؤول أمني إيراني كبير لـ”رويترز” ان طهران تتحقق من وضع نصرالله، اكد مصدر مقرب من الحزب لرويترز: نصرالله على قيد الحياة.

 

وفي المقابل، تحدثت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن إصابة نصرالله في الغارة الإسرائيلية على الضاحية.

 

بيان جديد

 

وامس وعلى وقع استمرار التصعيد الميداني واستهداف قرى الجنوب والبقاع بوتيرة مكثفة، طالب بيان دولي جديد بوقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية فورًا لأنه “لا يمكن التفاوض تحت النار”. واكد بيان مشترك عن دولة قطر وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والسعودية والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الاميركية أن “‎حان الوقت لإبرام تسوية ديبلوماسية تمكّن المدنيين على جانبي الحدود من العودة إلى ديارهم بأمان”، معتبرا أن “الديبلوماسية لا يمكن أن تنجح في خضّم تصعيد هذا الصراع”.

 

اجتماعات ميقاتي

 

وفي نيويورك، واصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لقاءاته الديبلوماسية المكثفة في اطار العمل على وقف العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان. وفي هذا الاطار، عقد اجتماعا مع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش وتم البحث في أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 ومساهمة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان “اليونيفيل” في الحفاظ على الاستقرار.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram