افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 27 أيلول 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 27 أيلول 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

العدو يطلق معركة «اجتثاث المقاومة وناسها»

من يعمل على تقدير الموقف حيال الحرب القائمة، يلجأ في كثير من الأحيان إلى سوابق تخصّ سلوك أطراف المعركة، مثل محاولة إسقاط ما يجري في غزة على واقع لبنان، سواء لناحية العدوان من جهة أو ردّ المقاومة من جهة ثانية، وسط تجاهل لمفارقات كبيرة بين المشهدين، ولو أن عقل العدو واحد في سعيه لتحطيم كل شيء.

أين نحن اليوم؟

قرّرت إسرائيل، بعد ما يقارب العام، أنها باتت قادرة على فتح جبهة مع لبنان، وأن الحرب في غزة لم تعد تحتاج إلى كل الوقت والموارد العسكرية، وصولاً إلى اعتقاد البعض، بأن كل ما فعلته إسرائيل، هو ما أسماه قادتها بـ«نقل الثقل» إلى الشمال. لكن من يفكر على هذا النحو، يعتقد بأن إسرائيل أعدّت خلال الأشهر الماضية برنامجها لمواجهة حزب الله. وهذا خطأ كبير في تقدير الموقف الإسرائيلي. لأن ما تنفّذه تل أبيب، هو برنامج جرى العمل على إعداده طوال عشرين سنة. وفيه فصول لم تنجح إسرائيل في تطبيقها خلال حرب عام 2006. والكل يعلم، أن إسرائيل تصرّفت إزاء لبنان، بطريقة مختلفة بالمطلق عن طريقة استعدادها للحرب في غزة. لأن ما حصل في القطاع، لم يكن مطروحاً مطلقاً على جدول أعمالها، وقد نجحت حركة حماس في أكبر عملية تضليل أمنية ترافقت مع أعلى درجات التجهيز لعملية «طوفان الأقصى».

في مواجهة لبنان، تفكر إسرائيل بطريقة مختلفة. الأمر لا يتعلق فقط بتطور قدرات المقاومة العسكرية والبشرية، بل في توسّع دور هذه المقاومة على صعيد المنطقة ككل، وخصوصاً في فلسطين. وتعرف إسرائيل هنا، أنها تقاتل عملياً عن كل الغرب وعن الحلفاء من العرب الذين يريدون التخلص من الحزب، ليس كقوة فقط، بل كفكرة، خصوصاً أن هؤلاء لديهم حساب طويل مع الحزب ولا يجدون غير إسرائيل من يقدر على تصفيته. وهو أمر لا تعارض إسرائيل القيام به، فهو جزء من أهدافها، عدا أنها ستجبي الثمن الكبير من كل أعداء حزب الله في حال نجاحها بالمهمة.

لندع جانباً ملفاً يحتاج إلى خبراء يبحثون فيه، لناحية نوع التحضيرات الأمنية والعسكرية التي أعدّتها إسرائيل لمواجهة حزب الله، علماً أنها بدأت تظهر على شكل عمليات يلعب العامل التقني دوراً مركزياً فيها، ولا يقف الأمر فقط عند اختراقات بشرية لم يظهر منها شيء جديد هذه الأيام. لكن لنعدْ رسم المشهد على مستوى الأهداف:

• تسعى إسرائيل بكل قوتها، إلى ضرب كل ما تعتبره قدرات عسكرية وأمنية وبشرية ولوجستية تخص المقاومة. وستسعى إلى توجيه كل ضربة تخدم هذا الهدف. وهي لن تقف، ولم تقف أصلاً، عند أي اعتبار يخصّ الناس.

• تسعى إسرائيل، إلى تحديث لشعار حرب عام 2006، والذي كان يتمثل في «سحق حزب الله». وهي تريد الآن «اجتثاث حزب الله». وعندما تفكر إسرائيل بهذا الأمر، هي لا تقصد القوات العسكرية أو المدنية للحزب. بل هناك عقل شيطاني يحكم أصحاب القرار، يجعل العدو يتصرف مع حزب الله بنفس الطريقة التي يتعامل فيها مع الفلسطينيين في غزة والضفة. حيث يؤمن العدو، بأن السحق والاجتثاث، يكونان عبر طرد الناس، الذين يشكّلون القاعدة الاجتماعية. وعندما تفكر إسرائيل بهذه الطريقة، فهي تعود إلى أصل مشروعها. هي تنظر إلى البيئة التي يعيش حزب الله فيها، على أنها بيئة معادية، وقد سبق لها أن احتضنت فصائل المقاومة الفلسطينية، ثم فصائل المقاومة الوطنية اللبنانية، قبل أن تمارس احتضانها لحزب الله. وهذا يعني، أن برنامج العدو يتطلب حرباً طويلة الأمد مع لبنان.

• يسعى العدو إلى تعديل الوقائع الجغرافية والديموغرافية في أكثر من منطقة. وعندما يتحدث العدو عن منطقة عازلة في جنوب لبنان، فهو لا يقصد منطقة خالية من المسلحين أو السلاح. بل هو يقصد منطقة خالية من أي تواجد سكاني. هو لا يريد بشراً يمكن أن يشكلوا قاعدة لأي جهة ترفض الاحتلال وتقاومه. وفي حالة لبنان الحالية، حيث الانقسامات الطائفية حاكمة لكثير من الأمور، فإن العدو يفكر في طريقة تدفيع الشيعة في لبنان ثمن التزامهم قضية المقاومة، وليس ثمن السماح لعناصر منهم بالانتماء إلى حزب الله.

• تسعى إسرائيل، إلى جعل لبنان قائماً بطريقة تناسبها. وعندما قررت الدخول في المواجهة القائمة، فهي لم تعد تقف عند خاطر أحد من الغربيين أو العرب أو بقية اللبنانيين. وإذا كان هناك من لا يريد ضرب الاستقرار في لبنان، أو نشوء حروب أهلية وأزمات اقتصادية كبيرة، فإن إسرائيل لن تمانع في حصول هذه الأمور إذا كانت تخدم فكرتها. وفي حالتنا اليوم، نشهد تعاوناً كبيراً بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، وبين بعض العواصم العربية لأجل دفع جهات وقوى وقواعد من لون طائفي مختلف، إلى القيام بانتفاضة ضد ما ثبّتوه في عقول جمهورهم تحت اسم «دولة حزب الله»، وفي هذه الحالة، لن تمانع إسرائيل من أن تقدّم العون لكل من يظهر استعداداً للسير في برنامجها. وهي ستعده برشوة كبيرة اسمها التقسيم أو الفيدرالية أو غير ذلك من المُسميات.

• تسعى إسرائيل، إلى رفع مستوى عملياتها الإجرامية، بقصد الضغط المتنوّع على حزب الله. سوف تضرب أهدافاً لا معنى لها في مناطق معينة بهدف جعل الجمهور يرفض وجود النازحين عندهم، وهي في هذه الحالة، ترغب في تكرار ما فعلته في غزة، حيث التهجير الدائم والمفتوح والمتواصل بين المناطق التي «تُعتبر آمنة». وهي تريد تهجيراً متنقلاً لأبناء الجنوب والبقاع والضاحية، وصولاً إلى دفع قسم كبير منهم إلى التخلي عن حزب الله أولاً، وإلى مغادرة لبنان أيضاً. ويعتقد العدو، بأنه لكي ينجح في فعلته هذه، سيكون مضطراً إلى توجيه الضربات القاتلة ضد كل لبناني يقف إلى جانب المقاومة، أو يساعدها في موقفها أو خطواتها أو حتى في احتضانها. وهو يراهن، على سردية تقول، إن نجاحه في ضرب حزب الله، سوف يخلق موجة إحباط كبيرة في بيئته الاجتماعية، ما يفتح الباب أمام انحسار دوره على أكثر من صعيد.

ما سبق، ليس تخيّلات أو مجرد تمرين نظري. ما سبق، هو عناوين في خطة بدأ العدو في تنفيذها. وهذا ما يقود إلى خلاصة واضحة، مفادها، أننا أمام معركة من نوع مختلف، هي معركة من المؤكد أنها ستكون أكثر قساوة وأشد تعقيداً من حرب عام 2006.

صحيح أن الناس، يسألون عما سيفعله حزب الله. وصحيح أن الذين يشاهدون نجاح العمليات الأمنية للعدو خلال الأشهر الأخيرة، يريدون إجابات أو تفسيرات. لكنّ الأهم من كل ذلك، هو أن من يجد نفسه، في قلب هذه المعركة، عليه أن يكون مستعداً لحرب لا أحد يعلم كم تطول، ولا أحد يقدر على الجزم بالأثمان الهائلة التي يتوجّب دفعها، وما يخص فعل المقاومة، فليس على الجميع إلا انتظارها، وهي، كما توحي الأمور، لم تقل كلمتها بعد!

*******************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

 

المسار التفاوضي يتراجع لصالح طبول الحرب في الكيان سياسياً وعسكرياً وشعبياً

المقاومة تبدّد في الميدان أوهام المستوطنين وجيشهم وقادتهم وترسم سقوفهم بالنار
النصّ الفرنسيّ الأميركيّ: تهدئة منفردة لتفاوض متلازم للقرارين 1701 و 2735

 

 لم تعد المفاوضات التي بدت أمس، خياراً راهناً تملك الاندفاعة ذاتها، بعدما بدا الكيان تحت تأثير نشوة صورة النيران تلتهم المنازل في لبنان وتحصد مئات الشهداء وآلاف الجرحى، فظهر إجماع القيادات السياسية وقادة الجيش ووزارة الدفاع وتكتلات الرأي العام، حول مواصلة الحرب ووهم النصر، وتنافس الجميع في إظهار ثقتهم بأن هناك إنجازات تحتاج إلى مواصلتها بالمزيد من القوة، بينما يتحدّث بعكس ذلك الخبراء الذين حذروا من فشل الحرب في غزة ولم يسمع لهم أحد إلا بعد شهور من المحاولات الفاشلة لتحقيق النصر الموهوم، ويبدو أن أياماً وأسابيع يجب أن تمرّ هذه المرة حتى تتبدّد هذه الأوهام. وهؤلاء الخبراء الذين يمثلون ضباطاً كباراً سابقين في جيش الاحتلال يقولون إن القوة استنفدت قدرتها على فعل المزيد وإن التوقف الآن هو عمل نموذجي للكيان والدخول في تفاوض بالتوازي لوقف النار في جبهتي لبنان وغزة بالتوازي والتزامن. ويسألون ماذا سنفعل إن بقينا في الحرب، والحرب البريّة مجرّبة ومعروفة النتائج، تجربتا غزة وحرب 2006 تقولان إن حزب الله سيخرج منتصراً في الحرب البريّة وإن الذهاب إلى حرب المدن لا يعني إلا فتح الطريق أمام ترسانة حزب الله أن تجري مناورة نارية تظهر التوازن الناري مع الكيان، بينما تبدو “إسرائيل” اليوم في وضعيّة التفوّق الناري.
المقاومة في الميدان غير معنية بالمسار التفاوضي أقلع أم لم يُقلع، وهي تستثمر كل لحظة ودقيقة لفرض إيقاع يؤكد إمساكها بزمام المبادرة ويبدّد أوهام المستوطنين وجيشهم وقادتهم حول إمكانية تحقيق نصر، فتوسّع دائرة النار جغرافياً وتدمج استهداف المواقع العسكرية والحيوية باستهداف المدن والمستوطنات، وتزيد عدد صلياتها الصاروخية اليومية وترفع من نوعيتها الى الأكثر قدرة، حتى يكتشف الموهومون بتحقيق النصر أنّهم كيفما استداروا في هذه الحرب فإنهم سوف يحصدون الخيبة والفشل.
بانتظار الميدان والمعادلات التي سوف يرسمها كشفت أمس، تفاصيل النص الأميركي الفرنسي حول هدنة 21 يوماً تتيح التفاوض حول تطبيق القرار 1701 بالنسبة للبنان و 2735 بالنسبة لغزة، وقد وقعت البيان دول عربية وأجنبية، حيث قال الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان مشترك إنهما عملا على دعوة مشتركة لوقف مؤقت لإطلاق النار لمنح الدبلوماسية فرصة للنجاح وتجنّب مزيد من التصعيد عبر الحدود. وأضاف بايدن وماكرون أنّ “البيان الذي تفاوضنا عليه بات الآن يحظى بتأييد كلّ من الولايات المتّحدة وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر”. وقالت الدول الموقعة على البيان المشترك: إنّنا ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوماً عبر الحدود اللبنانية – الإسرائيلية لإفساح المجال أمام الدبلوماسية لإبرام تسوية دبلوماسية”، ودعا النداء “جميع الأطراف، بمن فيهم حكومتا “إسرائيل” ولبنان، إلى تأييد وقف إطلاق النار المؤقت على الفور بما يتفق مع قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2735 المتعلق بوقف إطلاق النار في غزة”.

فيما أُجهضت المساعي الدبلوماسية للتوصل إلى هدنة في غزة وجنوب لبنان قبل أن تولد، توقعت أوساط دبلوماسية لـ»البناء» إطالة أمد الجولة القتالية الموسّعة بين حزب الله وإسرائيل لوقت غير قصير بالحد الأدنى حتى الانتخابات الأميركية المقبلة، في ظل الضوء الأخضر الأميركي لـ»إسرائيل» للاستمرار بالحرب على حزب الله، فيما أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها ستحصل على حزمة مساعدات أميركية قيمتها 8.7 مليار دولار لدعم جهودها العسكرية الحالية.
وبعد إقفال باب المساعي حتى الساعة، واصلت المقاومة عمليّاتها الجهادية ضد العدو الصهيوني دعمًا لشعبنا الفلسطينيّ الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعًا عن لبنان ‏وشعبه، إذ استهدفت مستعمرة كريات موتسكين ‏بِصليات من الصواريخ، وقصفت مُجمّعات الصناعات ‏العسكرية لشركة “رفائيل” في منطقة ‏زوفولون شمال مدينة حيفا بِصليات من الصواريخ.‏ ومستعمرة “كريات شمونة” ‏بِصليات من صواريخ فلق 2.‏
وتصدّت وحدات الدفاع الجوي في المقاومة الإسلامية لطائرتين ‏حربيتين معاديتين ‏آتيتين من البحر باتجاه عدلون وأجبرتهما على مغادرة ‏الأجواء اللبنانية‎. كما استهدفت مقر قيادة المنطقة الشمالية ‏في قاعدة دادو والمقرّ الاحتياطي للفيلق ‏الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في “عميعاد” ومستعمرة “أحيهود”.
كذلك شنّت المقاومة هجومًا جويًا بسربٍ من ‏المسيّرات الانقضاضية على قاعدة شمشون – مركز تجهيز قيادي ووحدة تجهيز إقليمية، واستهدف مدينة صفد المحتلة بِثمانين صاروخًا ردًا على الاستباحة الهمجية “الإسرائيلية” للمدن اللبنانية والقرى والمدنيين. ومساء أمس، ردت المقاومة على الاستباحة الهمجية الصهيونية للمدن والقرى والمدنيين، فقصفت مستعمرة “كريات آتا” بِخمسين صاروخًا. كما قصفت مقرّ ‏الاستخبارات الرئيسيّة للمنطقة الشمالية بِصلية صاروخية.
وأشارت القناة 12 الإسرائيلية، الى “حريق كبير في بلدة كفار بالجليل الأعلى إثر الدفعة الصاروخية الأخيرة من لبنان”.
وفيما أشارت جهات مطلعة لـ”البناء” الى “تدرّج المقاومة باستخدام الصواريخ والأسلحة ورقعة الاستهداف في كيان الاحتلال ما يؤكد على انتظام منظومة التحكم والسيطرة والقيادة للمقاومة وبأنّها لم تتأثر بالضربات المتتالية التي تعرّضت لها على مستوى القيادة وجسم المقاومة وبيئتها اللصيقة، وبالتالي إحباط أهداف العدو بالإخلال بهذا النظام وإحداث الصدمة والإرباك تمهيداً لتنفيذ ضربات إضافية تفقد المقاومة السيطرة على الميدان”، ولفتت الجهات الى أن المقاومة لا زالت تملك القوة كما كانت وأكثر وتلم بنك أهداف كبير يطال كامل الكيان الإسرائيلي، وأشار خبراء عسكريون لـ”البناء” الى أن استمرار إطلاق حزب الله للصواريخ بهذه الكثافة والدقة والنجاح بإصابة الأهداف مع قدرة المناورة أمام القبب الحديديّة يشكل إنجازاً عسكرياً كبيراً ما يعطّل الأهداف الإسرائيليّة المتمثلة بالقضاء على منظومة الإمرة في الحزب والتواصل مع الوحدات القتاليّة على الأرض، ووقف إطلاق الصواريخ والمسيرات، والفصل بين جبهتي غزة والجنوب، واستعادة المستوطنين”.
وفيما استبعد الخبراء العمليّة البرية في المدى القريب، وإن تم ذلك لن تغير “إسرائيل” المعادلة القائمة ولن يحقق أي إنجازات عسكرية بل سيتخذ حزب الله منها فرصة ليكبد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة ستفتح الباب أمام هزيمة مدوية، لكون حزب الله متفوّقاً على الجيش الإسرائيلي في البر مقابل تفوّق “إسرائيل” في الجو والحرب التكنولوجية. وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أنّ رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو كان خائفًا جدًا من الحرب مع حزب الله؛ وقد تحدّث هو نفسه عن ذلك بكلمات قاسية.
كما أشارت الصحيفة إلى أنّه على الرغم من نقل القوات النظامية والاحتياطية إلى الحدود الشمالية، بما في ذلك الفرقة 98، لا يوجد استعداد فوريّ للدخول البري إلى لبنان. وتعتقد أغلبية القيادة العليا أن “إسرائيل” ارتكبت خطأ مأساويًا ومريرًا في هذا الموضوع مرتين من قبل، في عامي 1982 و2006، وعليها ألا تدخل في ما يراه كثيرون فخّ الموت الذي يُعدّه حزب الله.
على صعيد الحراك الدبلوماسي لتطويق الحرب قبل اتساع نطاقها وتتحوّل حرباً شاملة وإقليمية، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تضغط بشكل عاجل على “إسرائيل” وحزب الله لوقف الهجمات الجوية المتصاعدة داخل لبنان وخارجه. الخطة التي توسطت فيها الولايات المتحدة تدعو إلى وقف القتال لعدة أسابيع وتحرّك دبلوماسي للوصول إلى تسوية أكثر ديمومة.
وأشارت القناة 12 الاسرائيلية الى ان هناك صدمة في الإدارة الأميركية من تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن التفاهمات الصامتة بشأن وقف إطلاق النار. بدورها، نقلت “هآرتس” عن مصادر، بان نتنياهو أبدى موافقته على اقتراح الهدنة الأميركي لكنه تراجع بعد انتقادات من داخل حكومته. وأشار “أكسيوس” نقلا عن مسؤولين، الى ان المحادثات بشأن اقتراح وقف إطلاق النار ستستمرّ اليوم الخميس في نيويورك.
وأكد مسؤول أميركي، بحسب “اكسيوس”، بأن واشنطن لم تتخلّ بعد عن مبادرة وقف إطلاق النار والاقتراح لم يتضمّن تاريخاً لبدئه.
وأشار البيت الأبيض حول الحرب الإسرائيلية على لبنان، إلى أننا لا نعتقد أن الحرب الشاملة هي الحل. ولفت الى أن النداء لوقف إطلاق النار في لبنان أطلق بالتنسيق مع “إسرائيل”. فيما اعتبر وزير خارجية بريطانيا دايفيد لامي ان “ما يحدث في لبنان قد يتحوّل إلى صراع خطير”، وأوضح في تصريح تلفزيوني، بان “المطلوب حل سياسي تفاوضي بين إسرائيل وحزب الله”.
وكانت دارت اتصالات مكثفة لمحاولة التوصل الى اتفاق لوقف النار بين حزب الله و”إسرائيل”، في السياق، أكّد مصدر عربيّ دبلوماسيّ أنّ المندوب الإسرائيليّ أبلغ الجميع في نيويورك، بوضوح أنّ العملية على لبنان لن تتوقف وأنّ لديهم تعليقات كثيرة على الاقتراح الأميركيّ. وأعلن في تصريح أنّ النتائج سلبية، حتى الساعة. وقال “المبعوثون الذين يتواصلون مع “حزب الله” لديهم إجابات غير واضحة منه، فهو يربط الحل بالتفاهم مع حماس، وحماس لا توافق على صياغة الاقتراح لأنه لا يتضمن تعهدات بوقف نهائيّ لإطلاق النار.” وأضاف “هناك اجتماع قريب بين مسؤولين من المخابرات الأميركية والفرنسية والقطرية والمِصرية لبحث تعديل الصيغ المقترحة للحل.»
ونفى مكتب رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو تقارير بشأن إصداره أوامر بتهدئة الهجمات في لبنان. وأعلن نتنياهو أنه “أصدر تعليمات للجيش بمواصلة القتال بكامل قوته”، مشيرًا إلى أنه لم يقدّم أي رد على الاقتراح الأميركي الفرنسي لوقف إطلاق النار.
وكان صدر عن الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية، نداء مشترك لإرساء “وقف موقت لإطلاق النار” لمدة 21 يوماً في لبنان، بحسب “فرانس برس”.
وقالت الدول الموقعة على البيان: “لقد حان الوقت لإبرام تسوية دبلوماسية تمكّن المدنيّين على جانبي الحدود من العودة إلى ديارهم بأمان”. أضافت: “ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوماً عبر الحدود اللبنانية -الإسرائيلية لإفساح المجال أمام الدبلوماسية لإبرام تسوية دبلوماسية”. وحذّر النداء المشترك من أنّ “الوضع بين لبنان و”إسرائيل” منذ 8 تشرين الأول 2023 لا يُطاق، ويشكّل خطراً غير مقبول لتصعيد إقليميّ أوسع، وهذا لا يصبّ في مصلحة أحد: لا في مصلحة شعب “إسرائيل” ولا في مصلحة شعب لبنان”. ودعا “كل الأطراف، بمن فيهم حكومتا “إسرائيل” ولبنان، إلى تأييد وقف إطلاق النار المؤقت على الفور بما يتفق مع قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2735 المتعلق بوقف لإطلاق النار في غزة”.
وقال الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان مشترك: “عملنا معاً في الأيام الأخيرة على دعوة مشتركة لوقف مؤقت لإطلاق النار لمنح الدبلوماسية فرصة للنجاح وتجنّب مزيد من التصعيد عبر الحدود”، مشيرين إلى أنّ “البيان الذي تفاوضنا عليه بات الآن يحظى بتأييد كلّ من الولايات المتّحدة وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر”.
وتواصل العدوان الإسرائيلي الواسع في يومه الرابع مستهدفاً المدنيين، حيث أغار الطيران الحربي على شقة سكنيّة في مبنى من عشر طبقات في حي القائم، عند تقاطع حي الرويس، حيث تعجّ المنطقة بالشقق السكنية والمارة. وعلى الفور هرعت فرق الإنقاذ والإسعاف إلى المكان. وزعم جيش الاحتلال أن هدف العملية قائد وحدة المُسَيَرات في حزب الله محمد سرور الملقب بـ”ابو صالح”. وادعت “يديعوت أحرونوت” أن “عملية الاغتيال في الضاحية الجنوبية لبيروت تأتي رداً على إطلاق صواريخ باتجاه تل أبيب أمس الأول. لكن مصادر ميدانية نفت لـ”البناء” أن تكون عملية الاغتيال قد نجحت.
وبقيت الغارات والقصف عنيفين جنوباً وبقاعاً متسببين بدمار وسقوط شهداء وجرحى. والجديد تمثل في ضربات هي الأولى من نوعها، اذ استهدفت غارات إسرائيلية المعابر الحدودية مع سورية في البقاع الشمالي. وأعلن وزير النقل علي حمية عن قصف إسرائيليّ على معبر حدودي بين لبنان وسورية من الجانب السوريّ للحدود. وزعم جيش العدو استهداف نقطة حدودية تستخدم كممر للسلاح من سورية إلى “حزب الله”.
ليس بعيداً، أعلن وزير الداخلية بسام مولوي اليوم أن عدد النازحين في مراكز الإيواء بلغ 70100 في 533 مركزاً تحت إدارة المحافظين. كما كشف عن تفعيل كل خلايا إدارة الكوارث بجميع المحافظات، وقال: “طلبنا العناية بأصحاب الأمراض المزمنة وسنؤمن الفرش والأدوية ونركز على تداعيات النزوح على المناطق المضيفة”.

*************************************

افتتاحية صحيفة النهار


إسقاط اقتراح وقف النار بفائض المجازر

لم يكن ثمة حاجة لانتظار الأجوبة العلنية أو الرسمية عن السؤال الذي شغل العالم أمس في ما اذا كان #وقف النار الموقت لثلاثة أسابيع وفق المقترح شبه الدولي الذي قدمته الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول العربية أبرزها #السعودية والإمارات سيسري ويحدث هدنة، إذ تمثل الجواب الخاطف والسريع في ازدياد المجازر التي خلفتها الحرب الإسرائيلية على “الحزب” ولبنان في يومها الرابع.

ومع أن بعض الآمال التي علقت على المسعى الدبلوماسي المتعدد الدول وبرافعة أميركية ظلت قائمة في انتظار استكمال المشاورات الجارية في أروقة الأمم المتحدة في نيويورك، بدا من استشراس الهجمات الجوية الإسرائيلية مقترنة باستمرار حشد الفرق العسكرية على الحدود مع لبنان، أن إسقاط المسعى لا يحتاج الى إعلان فيما هو أمر واقع ناري جوال على الكثير من المناطق اللبنانية.

 

كما أن “الحزب” الذي لم يدلِ بردّه علناً على مقترح وقف النار الموقت كثّف ردوده الصاروخيّة على شمال إسرائيل وصولاً الى صفد بما شكل رداً مقابلا على إسرائيل وعلى المقترح أيضاً. ولا تزال بعض الأوساط المعنية ترصد نتائج المشاورات الكثيفة المستمرة في نيويورك علها تفضي إلى احداث اختراق يوقف دورة الهرولة نحو انفجار شامل للحرب علماً أن التصعيد الجنوني في الهجمات الجوية الإسرائيلية أمس وسقوط عشرات الشهداء والضحايا والجرحى والمصابين والدمار المخيف الذي تخلفه ال#غارات، لا يترك أدنى هامش للتعويل على الجهود الأميركية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي #بنيامين نتنياهو خلال وجوده في نيوريورك.


 

ذلك أن نتنياهو أعلن تكراراً “أننا سنواصل ضرب “الحزب” بكل قوتنا حتى نعيد سكان الشمال إلى منازلهم”. وقال عقب وصوله إلى نيويورك: “سياسة إسرائيل واضحة ولن تتوقف حتى يعود سكان الشمال”. وكان مكتبه نفى تقارير بشأن إصداره أوامر بتهدئة الهجمات في لبنان. وأعلن نتنياهو أنه “أصدر تعليمات للجيش بمواصلة القتال بكامل قوته”، مشيرًا إلى أنه لم يقدّم أي رد على الاقتراح الأميركي- الفرنسي لوقف إطلاق النار. ونقل موقع اكسيوس عن مسؤول في وفد نتنياهو إلى نيويورك “التقدير أننا لن نتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان وسنواصل القتال”. ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين أنه كان من المفترض أن يرحب نتنياهو من نيويورك باقتراح وقف اطلاق النار لكنه غيّر رأيه.

 

كما أن وزير الدفاع الإسرائيلي #يوآف غالانت أعلن بدوره “أننا سنواصل استهداف تشكيلات “الحزب” وقدراته العسكرية والعمليات الهجومية ضده ستستمر ولا تزال هناك مهام إضافية يجب إنجازها في الجبهة الشمالية” وهو صادقَ على مواصلة العمليات الهجومية في الجبهة الشمالية.


وأفادت معلومات أنّ المندوب الإسرائيليّ أبلغ الجميع في نيويورك، بوضوح أنّ العملية على لبنان لن تتوقف وأنّ لدى إسرائيل تعليقات كثيرة على الاقتراح الأميركيّ. كما أن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر أبلغ الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بأن إسرائيل مستمرة في حربها في لبنان ولن توافق على المقترحات المقدمة لإسرائيل.

 

الموقف اللبناني

وفي المقابل، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الموجود في نيويورك “القيام بكل ما يلزم لحماية لبنان، وإنجاز المساعي التي حصدت تأييداً عربياً ودولياً لموقف لبنان”. وقال إن “العبرة الآن بالتنفيذ، أي بالتزام بنيامين نتنياهو البيان الأميركي – الفرنسي، لأنه سبق أن رفض أكثر من مبادرة سواء جاءت من وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن أو من مجلس الأمن أو من الجانب العربي”. وختم: “ما ينبغي القيام به قمنا به، أما الباقي، فليس في أيدينا”.


 

وكان سبق لميقاتي أن عبّر عن ترحيبه بالنداء المشترك الصادر بمبادرة من الولايات المتّحدة الأميركية وفرنسا، وبدعم من الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية، لإرساء وقف موقت لإطلاق النار في لبنان” وقال: “تبقى العبرة في التطبيق عبر التزام #اسرائيل تنفيذ القرارات الدولية”.

 

اليوم الرابع

في غضون ذلك برزت فداحة تداعيات اليوم الحربي الرابع من الحرب إذ سجل رسمياً حتى الساعة السادسة مساء أمس حوالى 115 اعتداء في مناطق مختلفة من لبنان أدت الى سقوط 60 شهيداً و81 مصاباً وفقاً للبيانات المتلاحقة التي تصدر عن وزارة الصحة. ولا تعتبر هذه الأعداد نهائية إذ تواصلت الغارات مساءً. وأغار الطيران الإسرائيلي عصراً على شقة سكنية في مبنى من عشر طبقات في حي القائم، عند تقاطع حي الرويس في #الضاحية الجنوبية، حيث تعج المنطقة بالشقق السكنية والمارة، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف قائد وحدة المُسَيَرات في “الحزب” #محمد سرور الملقب بـ”ابو صالح” فيما أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه تم تنفيذ عملية الاغتيال في الضاحية الجنوبية بطائرة “إف 35”. ولكن مقتل سرور لم يتأكد فيما سجل سقوط شهيدين وخمسة جرحى في الغارة.


 

وتواصلت الغارات العنيفة جنوباً وبقاعاً متسببة بدمار وسقوط شهداء وجرحى. والجديد تمثل في ضربات هي الاولى استهدفت المعابر الحدودية مع سوريا في البقاع الشمالي. وأعلن وزير النقل علي حمية عن قصف إسرائيلي على معبر حدودي بين لبنان وسوريا من الجانب السوري للحدود، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف نقطة حدودية تستخدم كممر للسلاح من سوريا إلى “الحزب”. ووصفت الليلة الفائتة بالأعنف في فصول الهجمات الإسرائيلية على بعلبك، مدينة وقرى، وسجل سقوط الشهداء والجرحى بالعشرات. واستهدفت الغارات بلدات النبي عثمان والنبي شيت وسرعين وبلدات القصر وحوش السيد علي الحدودية في قضاء الهرمل. وسجلت غارات على جرد كفرزبد وقوسايا في البقاع. وشهدت بلدة يونين استهداف مبنى مستأجر من عمال سوريين بالقرب من محطة الوقود على الطريق الدولية بحيث سجل مقتل أكثر من عشرين عاملاً سورياً. وسجلت غارة عنيفة على الطيبة في مرجعيون وعلى منزل في عدلون وعلى البساتين في الخرايب وعلى مرتفعات بلدة عرمتى ومحيط بلدة بلاط وعلى عدلون وانصارية وشوكين ووادي زفتا. وقصف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلاً في محيط قصر الأسعد سابقاً عند النبطية الفوقا. واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي مرتين محيط منزل النائب ناصر جابر في منطقة كفرجوز – النبطية.


 

في المقابل، كثّف “الحزب” ردوده الصاروخية واستهدف مستوطنتي كريات شمونة وروش بينا في الشمال الإسرائيلي ثم قصف مستعمرة كريات موتسكين ‏بِصليات من الصواريخ. واعلن أيضاً قصف مجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا وقصف كريات شمونة مجدداً بصليات من صواريخ فلق 2″. وأعلن “التصدي لطائرتين حربيتين معاديتين قادمتين من البحر باتجاه عدلون وأجبرناهما على مغادرة أجواء لبنان”. ومساء أعلن الحزب أنه قصف مدينة صفد بـ80 صاروخا.

 

في المواقف الداخلية من التطورات، شدد رئيس #حزب الكتائب النائب #سامي الجميل على أن “أرواح اللبنانيين ليست ورقة تفاوض بيد أحد، فهذه الحرب دمّرت لبنان وهي من دون جدوى لأنها لم تخفف أبداً عن غزة”. ودعا “الحزب” إلى وقف حرب الإسناد فوراً وتسليم سلاحه إلى الجيش اللبناني والالتزام بتطبيق القرارات الدولية وانتخاب رئيس”، معتبراً أنه “حان الوقت لاختيار وحدة المسار مع الشعب اللبناني”. وقال: “أوقفوا هذه الحرب العبثية فحياة اللبنانيين ليست أقل قيمة من حياة السوري واللبناني والإسرائيلي”. وأشار إلى أن “النازحين من الجنوب موجودون في كل لبنان، وعلى الدولة اللبنانية ضبط أي تجاوزات وقلبنا على جميع الناس”، لافتاً إلى أن “إسرائيل تقصف من دون تمييز، وبيدنا القرار بوقف الحرب وعدم تحويل لبنان إلى غزة”.

*****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

الهدنة المؤقتة تلقى دعماً دولياً وعربياً… وتنتظر موافقة إسرائيل و«الحزب»

هل يربط نتنياهو التصعيد بحسابات الربح والخسارة في الانتخابات الأميركية؟

 

نيويورك: علي بردى


ضغط زعماء العالم المجتمعون في نيويورك بقوة على كل من إسرائيل و«الحزب» المدعوم من إيران؛ لتنفيذ الاتفاق الأميركي – الفرنسي المدعوم دولياً وعربياً بشأن هدنة مؤقتة من 3 أسابيع، تقتضي وقف العمليات العسكرية عبر «الخط الأزرق»، أملاً في أن تكون مدخلاً لمفاوضات تؤدي أيضاً إلى وقف النار في غزة، قبل الانتخابات التاريخية بعد 40 يوماً في الولايات المتحدة.

 

ووسط همس في الأروقة والغرف المغلقة بين زعماء الدول وغيرهم من المسؤولين الكبار المشاركين في أعمال الدورة السنوية الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيال ما يسعى إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قبل الانتخابات الأميركية، تساءل كثيرون عما إذا كان الأخير «متحمساً» لمنح الرئيس الأميركي جو بايدن أي نصر دبلوماسي رئيسي قبل نهاية عهده في 20 يناير (كانون الثاني) 2025، أو حتى قبل الانتخابات في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، مما يمكن أن تستثمره أيضاً كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس، لتعزيز فرصها الانتخابية على حساب خصمها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب. ويعتقد البعض أن التصعيد في الشرق الأوسط يمكن أن ينعكس مزيداً من الدعم لترمب من الناخبين الأميركيين المؤيدين لإسرائيل.

 

ووسط ترقب للتطورات الميدانية المتفجرة على جانبي الحدود، علمت «الشرق الأوسط» أن «التوافق على المبادرة ينتظر أيضاً موافقة الطرفين الرئيسيين المعنيين بالتصعيد». وأفاد دبلوماسي معني بالاتصالات الجارية بأنه «بعد الموافقة الضرورية، هناك حاجة إلى مفاوضات لحل عقدة الربط بين وقف التصعيد على طول الحدود اللبنانية – الإسرائيلية وموازاة ذلك مع وقف النار في غزة»، بالإضافة إلى «عُقد أخرى» تتعلق بـ«تحديد آليات التنفيذ الناجز للقرار (1701)؛ ومنها منع نشر المسلحين والأسلحة في منطقة عمليات (القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان – يونيفيل) جنوب نهر الليطاني، والانتهاء من ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية براً وجواً».

 

وكان الوسيط الأميركي؛ المنسق الخاص للبيت الأبيض للبنية التحتية العالمية وأمن الطاقة، آموس هوكستين، توصل إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية، وهو مكلف الآن متابعة الجهود نحو اتفاقات أوسع.

 

المبادرة

وكانت المبادرة، التي أعدتها الولايات المتحدة وفرنسا وشملت أيضاً دولاً عدة؛ منها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر وأستراليا وكندا وألمانيا وإيطاليا واليابان والاتحاد الأوروبي، دعت إلى وقف النار لمدة 21 يوماً بين إسرائيل و«الحزب» بغية «إفساح المجال لتوقيع تسوية دبلوماسية». وقال الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، في بيان مشترك، إن «الوضع بين لبنان وإسرائيل منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 لا يحتمل، ويشكّل خطراً غير مقبول بتصعيد إقليمي أوسع، وهذا لا يصبّ في مصلحة أحد».

 

وعلق مسؤول أميركي كبير بأن هذا النداء يمثّل «اختراقاً مهماً» بالنسبة إلى لبنان، آملاً في أن يؤدي أيضاً إلى «تحفيز» الجهود الرامية إلى التوصل لهدنة في غزة وإطلاق الرهائن.

 

مجلس الأمن

وكان مجلس الأمن عقد، بطلب من فرنسا، اجتماعاً طارئاً رفيع المستوى ناقش فيه الوضع المتفجر عبر الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.

 

«مسار يتطلب الكثير»

وحذر وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، بأن الوضع في لبنان يمكن أن يصل إلى «نقطة اللاعودة» بعد الضربات الإسرائيلية التي تسببت في مقتل مئات المدنيين، بينهم عشرات الأطفال، مضيفاً أن هذا «غير مقبول». ونبه إلى أن التوتر بين «الحزب» وإسرائيل «يمكن أن يدفع بالمنطقة إلى نزاع شامل»، داعياً إلى الاستفادة من وجود عدد كبير من زعماء العالم المشاركين في المناقشات العامة للدورة السنوية الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك؛ «لكي نفرض حلاً دبلوماسياً، ولكي نعكس دوامة العنف». وإذ شدد على أن «هذه الحرب ليست حتمية، والحل الدبلوماسي لا يزال ممكناً»، أفاد بأن فرنسا عملت مع الولايات المتحدة على التوصل إلى «وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 21 يوماً للسماح بالمفاوضات». وقال: «نعول على الطرفين في قبول ذلك من دون تأخير؛ لكي نحمي السكان المدنيين، ولكي نسمح بمفاوضات دبلوماسية. عملنا مع الأطراف لتحديد المعايير للتوصل إلى حل دبلوماسي بالاستناد إلى قرار مجلس الأمن رقم (1701). إنه مسار يتطلب الكثير، ولكنه ممكن».

 

«آليات حقيقية»

وأشار روبرت وود، نائب المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، إلى انخراط واشنطن بشكل مكثف مع كل الأطراف. وقال إن «هدفنا واضح؛ وهو تجنب حرب أوسع نطاقاً نعتقد أنها ليست في مصلحة أي طرف؛ لا شعب إسرائيل ولا شعب لبنان». وأوضح أن «الحل الدبلوماسي المتوافق مع القرار (1701) يظل المسار الوحيد لوقف دورة التصعيد بشكل دائم، وتمكين النازحين في كل من إسرائيل ولبنان من العودة إلى ديارهم». وشدد على أن «ما يحدث يجب أن ينتهي بتفاهم شامل في ما يتعلق بـ(الخط الأزرق) مع آليات تنفيذ حقيقية». وأكد أن «لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد هجمات (الحزب)».

 

الموقف اللبناني

وتحدث رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، عن انتهاكات إسرائيل سيادة بلاده، بالإضافة إلى «قتل المدنيين؛ شباباً ونساءً وأطفالاً، وتدمير المنازل، وإرغام العائلات على النزوح، في ظل ظروف إنسانية قاسية، وبث الترهيب والرعب في نفوس المواطنين اللبنانيين، على مرأى من العالم كله من دون أن يرف لهم جفن». وقال إن «وجودي هنا ليس لتقديم شكوى فقط، ولا لتقديم عرض مفصل عن عدد الشهداء والجرحى والدمار الذي هجر البشر ودمر الحجر، فذلك مثبت للرأي العام العالمي بالصوت والصورة، وإنما وجودي هنا للخروج من هذه الجلسة بحل جدي يقوم على تضافر جهود كل أعضاء مجلس الأمن للضغط على إسرائيل لوقف فوري لإطلاق النار على كل الجبهات، وعودة الأمن والاستقرار لمنطقتنا».

 

إسرائيل

وأشار المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، إلى عمليات «الحزب» ضد إسرائيل. وادعى أن إسرائيل «لا تسعى إلى حرب شاملة». لكنه عدّ أن «إسرائيل تتعرض لهجوم». وأضاف أن «هذه ليست مجرد حرب ضد إسرائيل، بل هي حرب ضد الإنسانية يشنها وكلاء إيران لاحتجاز شعب لبنان رهينة». وطالب بـ«تفكيك التهديد الإيراني»، داعياً مجلس الأمن إلى المطالبة بالتنفيذ الفوري للقرار «1701»، وتصنيف «الحزب» و«الحرس الثوري» الإيراني «منظمتين إرهابيتين».

 

إيران

ورأى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن «الوضع في المنطقة قابل للانفجار»، مضيفاً أن «عدم اتخاذ إجراء بهذا الشأن سيؤدي إلى كارثة شاملة غير مسبوقة». وقال إن «نظام إسرائيل المحتل؛ نظام الفصل العنصري، يستمر في وحشيته في فلسطين المحتلة، ويشن الآن حرباً غير عادلة ضد لبنان، ويستهدف المدنيين في عمق الأراضي اللبنانية». وأضاف أن «العدوان الإسرائيلي على لبنان لا ينفصل عن الوضع في المنطقة»، متهماً إسرائيل بأنها «تهدف إلى جر المنطقة إلى حرب شاملة». ورأى أن «السبيل الوحيد لمنع مزيد من التصعيد واضح، وهو أن توقف إسرائيل فوراً حربها على غزة واعتداءاتها على لبنان».

 

وشدد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، على أن «ما يحدث في لبنان هو عدوان مكتمل الأركان»، عادّاً أن «المأساة التي يعيشها لبنان هي نتيجة لا مفر منها للعجز المخزي لمجلس الأمن عن الاضطلاع بمسؤوليته بوقف الحرب المستمرة منذ عام في قطاع غزة».

 

ودعا وزير الخارجية السوري، بسام صباغ، إلى «تحرك مجلس الأمن بشكل فوري وعاجل» لإدانة «العدوان الإسرائيلي متعدد الأوجه، ووقف آلة القتل والتدمير، ومنع إسرائيل من إشعال حرب شاملة في المنطقة».

*****************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

سيناريو الخداع الإسرائيلي يمهِّد للغزو البرِّي

انهيار مفاوضات هدنة الـ «21 يوماً».. ومساعدات أميركية لدعم آلة الحرب العدوانية

 

غدر بنيامين نتنياهو على عادته بالمساعي الدولية، والاميركية على وجه التحديد لوقف نار مؤقتاً، كان من الذين شاركوا في صياغته، حسب مصادر المعلومات الآتية من نيويورك، حيث وصل الى هناك للمشاركة في اجتماعات الدورة الحالية للأمم المتحدة.

وأدخل نتنياهو الدبلوماسية العالمية في متاهات الترحيب ببيان لوقف النار، وهدنة على جبهة الجنوب لنحو ثلاثة اسابيع، قبل ان يعلن انه اعطى موافقته على عملية استهداف في ضاحية بيروت الجنوبية لأحد قيادات المقاومة الاسلامية.. متبجحاً ان المفاوضات تجري تحت الدم.

وبين التنسيق لقرار بوقف مؤقت لاطلاق النار مع الجانب الاسرائيلي (حسب المتحدثة باسم البيت الأبيض) واندلاع معارضة قوية داخل دولة الاحتلال لأي تهدئة مع حزب لله، من رفض زعيم المعارضة يئير لبيد، الى الوزيرين المتطرفين بن غفير وسموتريش الى اصوات اخرى، استقر الموقف الاسرائيلي على الرفض، في استعادة للتعامل مع حرب غزة، بين قصف للمؤسسة المدنية ومجازر بحق المدنيين، وتدمير الحياة في القطاع (الذي بات غير صالح للحياة بتعبير رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس) ومفاوضات، ثم رفض لكل مبادرة توقيع صفقة التبادل للأسرى والمحتجزين لدى حركة ح وداخل السجون الاسرائيلية، وصولا الى التحوُّل باتجاه جنوب لبنان، بقاعه والضاحية الجنوبية..

وتخوفت مصادر من تكرار سيناريو الخداع الاسرائيلي، بالتفاوض تحت الدم (بتعبير نتنياهو)، ثم إعداد الخطط التكتيكية لدخول بري بغطاء جوّي..

على ان الاخطر هو اعلان البنتاغون والجيش الاسرائيلي الحصول على حزمة مساعدات بقيمة 8،7 مليار دولار من الولايات المتحدة لتعزيز القدرات الدفاعية العسكرية.

استعدادات لعملية برية

في هذه الأثناء، يجري الجيش الاسرائيلي استعدادات لعملية برية، تحدّد موعدها، من دون الاعلان عنه، واعلن قائد سلاح الجو الاسرائيلي ان قواته تستعد لدعم الجنوب خلال علميات برية ضد الحزب.

وأضاف: قدرة نصر الله على التعافي مرتبطة بالخط المفتوح الواصل من إيران.

ولم يتأخر وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، أنه أبلغ الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين بأن إسرائيل مستمرة في حربها في لبنان ولن توافق على المقترحات المقدمة لها.

وقال رئيس الاركان الجيش الاسرائيلي هاليسي ان اسرائيل انتظرت سنوات هذه الفرصة.

واشار وزير الدفاع يؤاف غالانت استمرار العمليات الهجومية للجيش الاسرائيلي.

واعلنت بربارة ليف مساعدة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط لا يوجد وقف لاطلاق النار الآن، ونتواصل مع المسؤولين الاسرائيليين وعبر قنوات مع الحزب.

كيف سقط الحل؟

هكذا، إذاً افشل الكيان الاسرائيلي امس مجدداً محاولة دولية هذه المرة وبرعاية اميركية – فرنسية في مجلس الامن الدولي، لوقف اطلاق النار مؤقتا لمدة 3 اسابيع بين اسرائيل من جهة والحزب والمقاومة في غزة، وعمدت الى تصعيد عدوانها الجوي الواسع على مدى قرى جنوب لبنان وبقاعه، متسببة بمزيد من المجازر والاضرار الجسيمة. وردت المقاومة بقصف صاروخي كثيف على مراكز قيادية اسرائيلية منها «مستعمرة كريات شمونة» ‏بِصليات من صواريخ «فلق 2». ومقر قيادة المنطقة الشمالية ‏في «قاعدة دادو» والمقر الاحتياطي للفيلق ‏الشمالي وقاعدة تمركز إحتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في «عميعاد» (قرب صفد)، ومستعمرة «أحيهود» بِخمسين ‏صاروخاً.‏ وشنت مسيَّرات المقاومة غارة على «قاعدة شمشون» (مركز تجهيز قيادي ووحدة تجهيز إقليمية).

واعلنت المقاومة لاحقا انه ورداً على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين، قصف مجاهدو المقاومة ‏الإسلامية الخميس، مدينة صفد المحتلة بِثمانين صاروخاً.‏

مشروع الاتفاق

ونقلت وسائل إعلام عبرية صباح أمس عن مسؤولين أميركيين قولهم: إن وقف إطلاق نار بين إسرائيل والحزب سيطبق خلال ساعات، وفعلاً ذكرت 12 العبرية أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، أمر جيش الإحتلال بتقليص الغارات في لبنان، على خلفية محادثات وقف إطلاق النار.

وذكرت المعلومات الخطة التي توسطت فيها الولايات المتحدة وفرنسا وتدعو إلى وقف القتال لثلاثة أسابيع وتحرك دبلوماسي للوصول إلى تسوية أكثر ديمومة. وتهدف الخطة الأميركية- الفرنسية التي دعمها ممثلو الدول العربية، إلى تهدئة التوترات على الحدود الإسرائيلية- اللبنانية وإعادة بناء المناطق التي تضررت بسبب الغارات الإسرائيلية الأخيرة في جنوب لبنان. والمسؤولون الأميركيون يعتقدون أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا ترغب في حرب أوسع في لبنان وتسعى لحل دبلوماسي.

المصادر المطلعة، التي تشمل مسؤولين لبنانيين ودبلوماسيين غربيين، بالإضافة إلى مصادر قريبة من الحزب وأخرى مطلعة على المحادثات، أشارت إلى أن هذه المبادرة تمثل المرة الأولى التي يتم فيها محاولة ربط الجبهتين في إطار الجهود الدبلوماسية الأميركية.

وفقاً للتقارير، يمكن أن تؤدي هذه المبادرة إلى إطلاق سراح المحتجزين لدى حركة ح منذ هجوم السابع من تشرين الأول على إسرائيل..وأكدت المصادر أن الاتفاق قد يفتح الباب أمام حلول دبلوماسية تشمل قضايا غزة ولبنان معًا، مشيرة إلى أن الحزب «منفتح على كل التسويات. ومع ذلك، تشير المصادر إلى أنه لم يتحقق تقدم كبير حتى الآن في المفاوضات.

لكن مكتب نتنياهو نفى لاحقاً «التقارير حول إصداره أوامر بتهدئة الهجمات في لبنان. وأعلن نتنياهو أنه «أصدر تعليمات للجيش بمواصلة القتال بكامل قوته، مشيراً إلى أنه لم يقدّم أي رد على الاقتراح الأميركي الفرنسي لوقف إطلاق النار».

واكدت وكالة «رويترز» أن اسرائيل رفضت إقتراح وقف إطلاق النار في لبنان المدعوم من الولايات المتحدة. وقال مصدر عربيّ دبلوماسيّ: إن المندوب الإسرائيليّ في الامم المتحدة أبلغ أنّ العملية على لبنان لن تتوقف.

وذكر مصدر دبلوماسي عربي مطلع على مسار المفاوضات: أن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر،أبلغ الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين بأن إسرائيل مستمرة في حربها في لبنان ولن توافق على المقترحات المقدمة لإسرائيل.

وافادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن وزير الحرب يوآف غالانت «صدّق على مواصلة العمليات الهجومية في الجبهة الشمالية». فيما قال رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» افيغدور ليبرمان: يجب أن نستمر في ضرب الحزب حتى يرفع الراية البيضاء.

وقال مصدر عربيّ دبلوماسيّ: إن هناك اجتماعاً قريباً بين مسؤولين من المخابرات الأميركية والفرنسية والقطرية والمصرية لبحث تعديل الصيغ المقترحة للحل.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد اعلن أن «الحرب الشاملة ستكون سيئة لكل الأطراف المشاركة فيها، ولن تحقق هدف إعادة الناس إلى ديارهم». وقال: إن وقف إطلاق النار مع لبنان والحزب يعود بالنفع على الجميع.والعالم يؤكد بوضوح ضرورة وقف التصعيد على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد اوستن: إننا نواجه الآن خطر اندلاع حرب شاملة قد تكون مدمرة لإسرائيل ولبنان.

المساعي مستمرة

لكن مصادر دبلوماسية في بيروت قالت لـ «اللواء»: ان المساعي لم تتوقف، وهناك مجال ما زال مفتوحاً لتحقيق خرق خاصة مع وجود نتنياهو في نيويورك على ما قيل حيث سيلقتي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والوزير الاميركي بلينكن. لكنه سيخوض المفاوضات تحت النار.

واوضحت المصادر ان مشروع الاتفاق هدفه تطبيق القرار 1701 بمساعٍ من هوكشتاين، وبالتوازي تطبيق وقف اطلاق النار في غزة لنزع اي حجة من يد الحزب، وهذا الاتفاق في حال نجح يُرضي طرفي الصراع، ويُرضي اسرائيل التي تكون قد حققت مكاسب تكتيكية كثيرة ضد الحزب «وشفت غليلها» بما قامت به من ايام طويلة من الغارات واغتيال قيادات كبيرة لدى الحزب واسست قاعدة جديدة للردع، ويناسب محور الممانعة وايران لجهة تثبيت وحدة الساحات وتحقيق مكاسب ميدانية رادعة ضد اسرائيل بعمليات القصف الواسعة لقلب اسرائيل من تل ابيب الى حيفا وصفد وغيرها. بمعنى ان الكل سيخرج من الحرب معتبرا انه حقق مكاسب ولو تكتيتيكة، خاصة ان كل الاطراف باتت تبحث عن مخرج يناسبها.

لكن تبقى المخاوف قائمة مما قد تفعله اسرائيل لاحقا بعد انتهاء مهلة الاسابيع الثلاثة في غزة ما ينعكس مجدداً على جبهة لبنان.

الى ذلك غادر الموفد الفرنسي جان ايف لو دريان ليصل الى بيروت يوم الاثنين كما علمت «اللواء» وزير الخارجية الفرنسية الجديد جان نويل بارو لمتابعة بعد الامور الاجرائية المتعلقة بالمبادرة التي عملت عليها فرنسا مع الاميركيين.

ميقاتي في مجلس الأمن

وفي كلمة له خلال جلسة مجلس الامن الدولي، اكد الرئيس نجيب ميقاتي ان لبنان تعرض لعدوان اسرائيلي الكتروني سيبراني، وجوي وبحري، وقد يتحول الى عدوان بري، بل الى مسرح لحرب اقليمية واسعة، مؤكدا ان العبرة، تبقى في التزام اسرائيل تنفيذ القرارات الدولية.

وكان ميقاتي واصل لقاءاته في نيويورك لوقف اطلاق النار «بكل ما يلزم لحماية لبنان، وإنجاز المساعي التي حصدت تأييداً عربياً ودولياً لموقف لبنان».مؤكداً أن «العبرة الآن بالتنفيذ، أي بالتزام بنيامين نتنياهو بالبيان الأميركي – الفرنسي، لأنه سبق ورفض أكثر من مبادرة سواءٌ جاءت من وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن أو من مجلس الأمن أو من الجانب العربي».

وختم ميقاتي قائلاً: «ما ينبغي القيام به قمنا به، أما الباقي فليس في أيدينا».

ونقل عن الرئيس نبيه بري قوله: حتى الساعة مسعانا نجح، لكن هل يوافق نتنياهو؟ وتقديري انه لن يوافق.

اليوم الرابع للحرب

ولليوم الرابع على التوالي، يعيش جنوب لبنان امتداداً الى الضاحية الجنوبية، ومنها باتجاه البقاع الى مشارف الحدود السورية أياماً حافلة بالحرب والقصف والدمار والتشرد والتهجير وموجات القتل والرعب.

وفي الوقائع الميدانية في اليوم الرابع ما لا يقل عن 60 شهيداً من مختلف المناطق اللبنانية التي استهدفها العدو، مع تنفيذ عملية عدوانية جديدة بمنطقة القائم (قرب المسجد)، واستهداف سيارة على طريق الكحالة.


واعلن الجيش الاسرائيلي انه قضى على قائد القيادة الجوية في الحزب محمد حسين سرور بضربة دقيقة لسلاح الجو الملقب بـ «ابو صالح».

وذكرت صحيفة «يديعوت احرنوت»: ان عملية الاغتيال في الضاحية تأتي رداً على اطلاق صواريخ باتجاه تل ابيب امس.

رد المقاومة

وردت المقاومة باطلاق 30 صاروخاً خلال رشقة واحدة من لبنان نحو عكا وخليج حيفا، وحثت سلطات الاحتلال الاسرائيلي المستوطنين في بلدات الشمال والجولان البقاء قرب الاماكن البعيدة عن النار.

واعلنت المقاومة الاسلامية عن قصف مستعمرة كريات آتا بخمسين صاروخاً.

احصاءات الأمس

نشر منسّق لجنة الطوارئ الحكومية وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين مساء امس، تقريراً جديداً يحمل الرقم 3 صادراً عن وحدة إدارة مخاطر الكوارث مدعومة من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان حول الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، وجاء في التقرير:

– سُجل خلال هذا اليوم (امس)حوالى 115 اعتداء في مناطق مختلفة من لبنان أدت إلى سقوط 60 شهيداً و81 مصاباً وفقاً للبيانات المتلاحقة التي تصدر عن وزارة الصحة اللبنانية.

– ارتفع عدد مراكز الايواء في المرافق العامة إلى 565 مركزاً تشمل مدارس رسمية ومجمعات تربوية ومعاهد مهنية ومراكز زراعية وغيرها موزعة في مختلف المحافظات ويتم توجيه المواطنين اليهم عبر غرف عمليات المحافظات عبر خطوط الاتصال الساخنة التي خصصت في كل محافظة لمساعدة المواطنين.

– وصل عدد النازحين المسجلين في مراكز الايواء المعتمدة من قبل غرفة العمليات الوطنية حتى هذه الساعة 77100 نازح وفق المنصة الوطنية. وهناك أعداد كبيرة من النازحين الذين انتقلوا إلى منازلهم في مناطق أخرى أو للإقامة مع ذويهم أو في منازل مؤجرة أو فنادق، أو في أماكن عامة أو خاصة وغيرها. هذا بالإضافة إلى آلاف آخرين سافروا جواً أو عبروا الأراضي اللبنانية إلى سوريا، حيث يقدّر بأن الرقم الفعلي يفوق بأضعاف ما هو مسجل فعلياً.

مغادرة السوريين

وسجّل الأمن العام عبور 15600 مواطن سوري  الى الاراضي السورية، و16130 مواطن لبناني إلى الأراضي السورية.

*****************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

اجماع في «اسرائيل» على سفك دماء اللبنانيين: لا وقف للعدوان

 الغارات الوحشية تتوسّع… وصليات صواريخ المقاومة أكثر غزارة

 واشنطن تمنح «اسرائيل» دعماً عسكرياً وتحذّر من حرب مُدمرة! – ابراهيم ناصرالدين

 

لا صوت يعلو على صوت سفك المزيد من دماء اللبنانيين في كيان الاحتلال. اليمين المتطرف والمعارضة توحدوا بالامس على رفض طرح وقف النار المؤقت تمهيدا لتسوية في غزة والجبهة اللبنانية. وكما حصل على مدار العام الدموي المنصرم في غزة، كرر رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو العرض المسرحي المشترك مع الادارة الاميركية المتواطئة في الحرب، وبعد ساعات على ادعاء واشنطن الاقتراب من تحقيق تقدم في المقترح الذي صاغه في الاصل نتانياهو، قرر الاخير بعيد وصوله الى نيويورك التنصل من الاتفاق، واعلن ان الحرب ستستمر دون هوادة ضد الحزب في ظل تسريبات وتحضيرات ميدانية توحي بنية الجيش الاسرائيلي البدء بمناورة برية وصفها بعض الاعلام الاسرائيلي «بالفخ»، محذرا من المغالاة في تقدير تاثير الضربات الجوية وعمليات الاغتيال على الحزب الذي لم يستخدم بعد الا نحو 10 بالمئة من قدراته العسكرية، وفق تقديرات صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية.

الحرب المدمرة

 

هذه المناخات السلبية دبلوماسيا، ترجمت ميدانيا غارات عنيفة ودموية استهدفت المدنيين في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، ردت عليها المقاومة بعد ساعات من «الصمت» الميداني بصليات صاروخية ومسيرات استهدفت مستوطنات جديدة وقواعد عسكرية، وهذا يؤشر الى  المزيد من التصعيد في الساعات والايام المقبلة، وقد حذر وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن من خروج الامور عن السيطرة والدخول في حرب شاملة ستكون مدمرة لاسرائيل ولبنان. وفي هذا الكلام اقرار بالعجز، وكذلك بقدرة الحزب على الحاق اضرار كبيرة بكيان الاحتلال في ظل حالة غموض كبيرة تكتنف استراتيجية المقاومة التي تبقي عملية الارتقاء في المواجهة والاسلحة غير المستخدمة جزء من «المفاجآت» التي ستغير قواعد الاشتباك السائدة حاليا.

لا للاحباط

 

ووفق مصادر مقربة من المقاومة، لا يجب الاستعجال في اطلاق الاستنتاجات المحبطة حيال كيفية ادارة المواجهة الحالية التي تعتريها الكثير من التعقيدات وتحتاج الى ادارة حكيمة للغاية، غير انفعالية، وتدار بعقل «بارد» لتحقيق الهدف المنشود في افشال مخططات العدو وايصاله في تهاية المطاف الى «حائط مسدود» وانعدام للخيارات، وفي نفس الوقت تدفيعه اثمانا باهظة آتية لا محالة في ارتقاء متدرج لمواجهة قاسية ومكلفة على الصعيد الانساني وكذلك العسكري والامني، لكن في نهاية المطاف فان ما يجب التاكيد عليه بان المقاومة تعرف ما تفعله وتسير وفق خطط واضحة ستترجم في الميدان وستكون نتائجها مدوية.

دعم عسكري اميركي

 

وفي دليل واضح على حجم النفاق الاميركي، اعتبر البيت الابيض ان البيان المشترك الصادر أمس الاول لوقف النار تم تنسيقه مع إسرائيل ولا نعتقد أن الحرب الشاملة هي الحل، وفي الوقت نفسه، اعلنت هيئة الاذاعة الاسرائيلية ان اسرائيل حصلت على حزمة مساعدات بقيمة 8.7 مليار دولار من الولايات المتحدة لدعم جهودها الحربية الحالية، وتشمل 3.5 مليار دولار مخصصة لمشتريات أساسية تتعلق بالمجهود الحربي و5.2 مليار دولار مخصصة لأنظمة الدفاع الجوي بما في ذلك منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ ونظام ليزر متطور.

اصرار على القتل

 

وغداة وصوله الى نيويورك تقصد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نسف الجهود الدبلوماسية واعلن مواصلة «ضرب الحزب بكل قوة»، وقال ان سياسة إسرائيل واضحة ولن تتوقف حتى يعود سكان الشمال..وكان موقع أكسيوس قد نقل عن مسؤول بوفد نتنياهو إلى نيويورك قوله إن التقدير أننا لن نتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان وسنواصل القتال.كذلك نفى مكتبه تقارير بشأن إصداره أوامر بتهدئة الهجمات في لبنان، وأعلن ان نتنياهو أصدر تعليمات للجيش بمواصلة القتال بكامل قوته»، مشيرًا إلى أنه لم يقدّم أي رد على الاقتراح الأميركي الفرنسي لوقف إطلاق النار.

معضلة نتانياهو

 

وقد شككت اوساط دبلوماسية في امكانية تحقيق نتانياهو لاهدافه، وقالت ان كل هذا يثير ثلاثة أسئلة امام الحكومة الاسرائيلية، وهي تتحضر للتصعيد، كيف ستنتهي هذه المواجهة؟ ما هو تعريف النجاح؟ وهل هذا التعريف معقول، وقابل للتحقيق؟ في حين تقاتل إسرائيل على جبهات متعددة. وقالت ان نتنياهو لا يملك  أي اجابة على هذه الأسئلة!

الاعداد لتوسيع العدوان

 

في هذا الوقت، ، اعلن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت تصديقه على مجموعة من العمليات القادمة التي سينفذها الجيش الإسرائيلي على الجبهة الشمالية، و اجرى رئيس الاركان هرتسي هليفي جلسة تقييم وعبر عن رفضه لاي وقف مؤقت للنار لان الاقتراح  برايه يقضي على الانجازات المحققة، اعلن قائد سلاح الجو الإسرائيلي انه يجري الاعداد لدعم الجيش من خلال عمليات برية ضد الحزب، ووفق الاعلام الاسرائيلي تراجع نتانياهو عن الاتفاق بعد ضغوطات بتفكيك الحكومة، وكانت اولى المواقف من وزير خارجيته الذي اعلن انه لن يقبل هذه الصفقة، حتى لو ادى ذلك الى حرب طويلة الامد.

اجماع على سفك الدماء

 

في غضون ذلك، نقلت صحيفة «هآرتس»الإسرائيلية عن وزير الامن ايتامار بن غفير أن حزبه «القوة اليهودية» لن يصوت مع الائتلاف لصالح أي مشاريع قوانين تطرحها، إذا وافقت الحكومة على وقف إطلاق النار المؤقت.كما هدد بن غفير، خلال اجتماع لحزبه، بالانسحاب من الحكومة إذا أصبح وقف إطلاق النار دائما.

 

وبالإضافة إلى بن غفير، أعلن وزراء آخرون رفضهم لوقف إطلاق النار ومنهم وزراء المالية بتسأيل سموترش والشتات عميحاي شيكلي، والرياضة ميكي زوهار، والاستيطان أوريت ستروك. وقال  شيكلي، من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو انه من المستحيل استكمال الحملة في الشمال دون تحرك بري هدفه إنشاء منطقة عازلة.أما وزير الرياضة ميكي زوهار، من الحزب نفسه، فقال في منشور على منصة «اكس»، إن وقف إطلاق النار دون أي مقابل ملموس من جانب الحزب هو خطأ جسيم يهدد «الإنجازات الأمنية»الكبرى التي حققتها إسرائيل في الأيام الأخيرة. من جهته، قال وزير المال بتسلئيل سموتريتش، إن المعركة في الشمال يجب أن تنتهي بسيناريو واحد: سحق الحزب وحرمانه من القدرة على المس بسكان الشمال. اما وزيرة الاستيطان من حزب «الصهيونية الدينية»، أوريت ستروك، قالت عبر إكس: لا يوجد تفويض أخلاقي لوقف إطلاق النار مع الحزب، ليس لمدة 21 يوما ولا لمدة 21 ساعة». بدوره، أعرب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد دعمه المشروط للاتفاق، وقال: «على إسرائيل أن تعلن هذا الصباح أنها تقبل اقتراح وقف إطلاق النار، ولكن لمدة 7 أيام فقط حتى لا تسمح للحزب باستعادة أنظمة القيادة والسيطرة الخاصة به.وأضاف لابيد في منشور على ذات المنصة: «لن نقبل أي اقتراح لا يبعد الحزب من حدودنا الشمالية.

تشاؤم عربي

 

بدوره أكّد مصدر عربيّ دبلوماسيّ أنّ المندوب الإسرائيليّ أبلغ الجميع في نيويورك، بوضوح أنّ العملية على لبنان لن تتوقف وأنّ لديهم تعليقات كثيرة على الاقتراح الأميركيّ. وأضاف «هناك اجتماع قريب بين مسؤولين من المخابرات الأميركية والفرنسية والقطرية والمِصرية لبحث تعديل الصيغ المقترحة للحل».

الدوحة لا تعلم؟

 

وفيما من المنتظر أن تشهد الساعات المقبلة جولة جديدة من المشاورات بين الدول الساعية للتوصل الى وقف النار في إطار جولات الاتصالات المفتوحة المباشر منها وبالواسطة ، بعدما أخفقت جولة الاخيرة، في إقناع اسرائيل بفرملة اندفاعتها نحو الحرب، كان لافتا اعلان المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن بلاده ليس لديها علم حول وجود ارتباط مباشر بين مساعي التهدئة في غزة وفي لبنان. وقال «ليس لدي علم بارتباط مباشر بين الجبهتين  ولكن الملفين متداخلان ومساراهما متوازيان. ولفت الى ان لبنان يواجه حربا إسرائيلية مكتملة الأركان وليس تصعيدا وقطر تدعو لوقف الحرب الآن في غزة ولبنان.

ميقاتي: الامر ليس بايدينا

 

من جهته أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي القيام «بكل ما يلزم لحماية لبنان، وإنجاز المساعي التي حصدت تأييداً عربياً ودولياً لموقف لبنان، لكن قال ان «العبرة الآن بالتنفيذ، أي بالتزام بنيامين نتنياهو بالبيان الأميركي – الفرنسي، لأنه سبق ورفض أكثر من مبادرة سواء جاءت من وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن أو من مجلس الأمن أو من الجانب العربي، وختم ميقاتي قائلاً: «ما ينبغي القيام به قمنا به، أما الباقي فليس في أيدينا؟!

لا توقيع على الهدنة

 

كما نفى المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي توقيعه على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار بعد لقائه وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن والوسيط الاميركي اموس هوكشتاين»، وقال ان هذا الكلام غير صحيح على الاطلاق.

تحييد الجيش ومؤسسات الدولة مرحليا؟

 

وفيما تتجه المواجهة الى التصعيد، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الولايات المتحدة الأمريكية أرسلت رسائل إلى مصر حول التصعيد الإسرائيلي في لبنان وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أن مسؤولين مصريين تلقوا «تأكيدات أمريكية بأن الهجمات الإسرائيلية على لبنان لن تصل إلى أي من منشآت الجيش اللبناني أو القوات المسلحة ومؤسسات الدولة اللبنانية في هذه المرحلة.

الحرب الاسرائيلية تتصاعد

 

في هذ الوقت استمرت الغارات العنيفة حيث استهدف الطيران الحربي عند الثالثة والربع من بعد ظهر امس شقة سكنية في مبنى من عشر طبقات في حي القائم، عند تقاطع حي الرويس ،حيث تعج المنطقة بالشقق السكنية والمارة واعلن الجيش الإسرائيلي ان هدف العملية قائد وحدة المُسَيَرات في الحزب محمد سرور الملقب بـ«ابو صالح». واعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي انه تم تنفيذ عملية الاغتيال في الضاحية الجنوبية بطائرة إف 35. وفيما بقيت الغارات والقصف عنيفين جنوبا وبقاعا متسببين بدمار وسقوط شهداء وجرحى. كما استهدف مسيرة سيارة على طريق الكحالة. وكان لافتا حصول اعتداءات هي الاولى من نوعها، على المعابر الحدودية مع سوريا في البقاع الشمالي. واعلن وزير النقل علي حمية عن قصف إسرائيلي على معبر حدودي بين لبنان وسوريا من الجانب السوري للحدود.

صليات الصواريخ تدك المستوطنات

 

ميدانيا، رد الحزب على الاعتداءات الجوية العنيفة والدموية على القرى والمدن بتكثيف الصواريخ الثقيلة على المستوطنات الاسرائيلية، واستهدف للمرة الاولى مستوطنة «كريات آن» بخمسين صاورخا،وكذلك استهدف بعشرات الصواريخ، عدداً من المواقع الإسرائيلية شمالي حيفا المحتلة، ودوّت صفارات الإنذار في عشرات مستوطنات، كما قصف الحزب مُجمعات الصناعات ‏العسكرية لشركة «رفائيل» في منطقة ‏ «زوفولون» شمال مدينة حيفا، بِصليات من الصواريخ.كما استهدف الحزب مستعمرة «كريات موتسكين» ‏بِصليات من الصواريخ. أطلقت المقاومة امس، نحو 80 صاروخاً خلال رشقة واحدة، نحو عكا وخليج حيفا. وطلبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من المستوطنين في بلدات الشمال والجولان البقاء قرب الأماكن المحصنة. ودوّت صفارات الإنذار في عكا والمنطقة الصناعية وفي محيطها وفي الجليل الأعلى والغربي. واعلن  الحزب ايضا قصف مصنع المواد المتفجرة ‏في ‏منطقة «زخرون» بصلية من صواريخ «فادي 3»، ودك مستوطنة «كريات ‏موتسكين» للمرة الثانية بصليات من صواريخ «فادي 1». كما اعترضت صواريخ المقاومة طائرتين حربيتنين فوق عدلون.

ما هي قدرات الحزب؟

 

وفي هذا السياق، دعت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائليين الى عدم الغرق بالاوهام، وقالت أنّ الحزب لا يزال قادراً على إيلام «إسرائيل» وإلحاق الضرر الكبير بها، وذلك على الرغم من ادعاءات عدد من المسؤولين الإسرائيليين «تدمير 50% من قدرات الحزب الصاروخية. وفي هذا السياق، قال المراسل العسكري في الصحيفة، يوسي يهوشع، إنّ الحزب في عام 2006 كان يتوعد بـ «ما بعد ما بعد حيفا»، والآن «هو قادر على الإطلاق إلى ما بعد ما بعد تل أبيب أيضاً». ولفت المراسل أن «الحزب لم يستخدم بعد إلا 10% من قوته لاعتباراته الخاصة. ولذلك، قال إن «النشوة التي يمكن رؤيتها بين صنّاع القرار وجزء من الجمهور يجب اعادة النظر بها، مشدّداً على أن «الوضع لا يزال معقداً وقابلاً للاشتعال، وبعض الإنجازات العظيمة لا تمحو سنة من الإخفاقات والفشل وأزمة الثقة.

حرب الاستنزاف؟

 

وفي هذا السياق، اشارت صحيفة «هآرتس» انه إذا لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فربما ينوي الحزب شن حرب استنزاف ضد إسرائيل، من خلال زيادة مدى الإطلاق ليصل إلى مناطق أبعد بقليل من جنوب حيفا. هكذا يستطيع الحزب تشويش حياة 2 مليون إسرائيلي في ربع مساحة الدولة تقريباً. وهذا لا يعتبر ثمناً تتحمله إسرائيل. لذلك، ربما تدفع هذه الهجمات الجيش الإسرائيلي إلى القيام بعملية برية، حتى لو كانت خطوة مختلفاً عليها في المستوى السياسي والأمني. وهكذا يكون قد نصب «فخا» محكما للقوات البرية.

التحذير من التورط

 

من جهتها حذرت صحيفة «يديعوت احرونوت» من  ورطة اذا لم تتوقف الحرب الان، وقالت انه لإنهاء المهمة دون التورط، يجدر بنا أن نتعلم درساً مما يجري في سنة القتال في غزة. بدأت الحرب في غزة بإنجازات عسكرية وبدعم الولايات المتحدة، لكن التورط نبع من تأخر إسرائيل في عرض صفقة لإنهاء الحرب.

يجب انهاء القتال الان!

 

ولهذا تقول الصحيفة «إذا لم نعرف كيف نرفع اقتراحاً للإنهاء في غزة بالتوازي مع العمليات في لبنان، سنضطر للمناورة البرية، وعندها سنفقد رافعة التهديد الأساس على لبنان كما سنغرق بأشهر أخرى من الحرب في جبهتين. مثل هذا الوضع، حتى لو انتصرنا في الحربين في النهاية، فهو سيئ لإسرائيل».

«البيجر» والبحث عن الرجل المفقود؟

 

في غضون ذلك، أصدرت السلطات النروجية امس مذكرة بحث دولية عن رجل نروجي مفقود ربما يكون على صلة بتسليم أجهزة الاتصالات المفخخة إلى «الحزب» في لبنان.وأكدت دائرة التحقيقات النروجية الوطنية انها أصدرت مذكرة بحث دولية، من دون تحديد هوية الرجل. وقالت ماري إليز بونايس ميهرير من شرطة أوسلو: «تمّ فتح ملف بشأن شخص مفقود وأصدرنا مذكرة بحث دولية للعثور عليه. وقالت شرطة أوسلو الأسبوع الماضي إنّها بدأت «تحقيقات أولية في تقارير صحافية تتعلّق بشركة مسجّلة في بلغاريا من قبل نروجي استورد أجهزة بايجر ونظّم تسليمها إلى الحزب.

*****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

اسرائيل تنسف مساعي التهدئة الدولية  

 

من دون هوادة تمضي اسرائيل في دكّ معاقل الحزب واغتيال قادته تباعاً، غير آبهة بالنداءات الدولية لوقف اطلاق النار ولا بالاتصالات والمشاورات الجارية في اروقة الامم المتحدة لارساء هدنة يصبح التفاوض معها أسهل وأفعل. ففيما من المنتظر أن تشهد الساعات المقبلة جولة جديدة من المشاورات بين الدول الساعية للتوصل الى وقف النار في إطار جولات الاتصالات المفتوحة المباشر منها وبالواسطة ، بعدما أخفقت جولة الأمس المسائية، في إقناع اسرائيل بفرملة اندفاعتها نحو الحرب، عاد خيار الأمر الواقع الى التداول بقوة، مع تكثيف اسرائيل غاراتها واغتيالاتها وبلوغ عدد الضحايا ارقاما غير مسبوقة، فأي المسارين يسبق الحوار او الانفجار.

 

محادثات وقف النار

 

الى نيويوك تتجه الانظار مجدداً، حيث تدور اتصالات مكثفة لمحاولة التوصل الى اتفاق لوقف النار بين الحزب واسرائيل… في السياق، أكّد مصدر عربيّ ديبلوماسيّ أنّ المندوب الإسرائيليّ أبلغ الجميع في نيويورك، بوضوح أنّ العملية على لبنان لن تتوقف وأنّ لديهم تعليقات كثيرة على الاقتراح الأميركيّ. واعلن للـLBCI، أنّ النتائج سلبية، حتى الساعة. وقال «المبعوثون الذين يتواصلون مع «الحزب» لديهم إجابات غير واضحة منه، فهو يربط الحل بالتفاهم مع حركة ح، وحركة ح لا توافق على صياغة الاقتراح لأنه لا يتضمن تعهدات بوقف نهائي لإطلاق النار.» وأضاف «هناك اجتماع قريب بين مسؤولين من المخابرات الأميركية والفرنسية والقطرية والمِصرية لبحث تعديل الصيغ المقترحة للحل.» من جانبها، أفادت مصادر مقرّبة من رئاسة الحكومة لـmtv، بعد رفض إسرائيل لعدة مبادرات وقرارات، بأنّ «التعويل بات على الدول التي وقّعت نداء الأمس من أجل أن تضغط على إسرائيل لقبول ما تم الاتفاق عليه خصوصاً بما يتعلّق بالتزامات بالقرارات الدولية، حفاظاً على مصداقيتها، خصوصاً أن البيانات المتلاحقة من مختلف الدول تصبّ في هذا الإطار»، مضيفةً أنّ «مسعى ميقاتي يستمر من نيويورك عبر لقاءات عدة يعقدها خلال الساعات المقبلة». الى ذلك، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تضغط بشكل عاجل على إسرائيل والحزب لوقف الهجمات الجوية المتصاعدة داخل وخارج لبنان. الخطة التي توسطت فيها الولايات المتحدة تدعو إلى وقف القتال لعدة أسابيع وتحرك دبلوماسي للوصول إلى تسوية أكثر ديمومة.

 

نتنياهو ينفي

 

في المقابل، نفى مكتب رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تقارير بشأن إصداره أوامر بتهدئة الهجمات في لبنان. وأعلن نتنياهو أنه «أصدر تعليمات للجيش بمواصلة القتال بكامل قوته»، مشيرًا إلى أنه لم يقدّم أي رد على الاقتراح الأميركي الفرنسي لوقف إطلاق النار.

 

.. وميقاتي ايضا

 

بدوره، صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بيان جاء فيه: «يتم التداول بخبر مفاده «ان دولة الرئيس وقع على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار بعد لقائه وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن والوسيط الاميركي اموس هوكشتاين». ان هذا الكلام غير صحيح على الاطلاق ونذّكر بما كان اعلنه دولة الرئيس فور صدور النداء المشترك بمبادرة من الولايات المتّحدة الاميركية وفرنسا، وبدعم من الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية، لإرساء وقف مؤقت لإطلاق النار في لبنان، حيث قال دولة الرئيس بالحرف: نرحب بالبيان وتبقى العبرة في التطبيق عبر التزام اسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية. فاقتضى التوضيح».

 

بيان مشترك

 

وكان صدر عن الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية، نداء مشترك لإرساء «وقف موقت لإطلاق النار» لمدة 21 يوما في لبنان، بحسب «فرانس برس». وقالت الدول الموقعة على البيان: «لقد حان الوقت لإبرام تسوية دبلوماسية تمكّن المدنيّين على جانبي الحدود من العودة إلى ديارهم بأمان». أضافت: «الديبلوماسية لا يمكن أن تنجح وسط تصعيد لهذا النزاع، وبالتالي فإنّنا ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما عبر الحدود اللبنانية-الإسرائيلية لإفساح المجال أمام الدبلوماسية لإبرام تسوية ديبلوماسية». وحذر النداء المشترك من أنّ «الوضع بين لبنان وإسرائيل منذ 8 تشرين الأول 2023 لا يطاق، ويشكّل خطرا غير مقبول لتصعيد إقليمي أوسع، وهذا لا يصبّ في مصلحة أحد: لا في مصلحة شعب إسرائيل ولا في مصلحة شعب لبنان». ودعا «كل الأطراف، بمن فيهم حكومتا إسرائيل ولبنان، إلى تأييد وقف إطلاق النار المؤقت على الفور بما يتفق مع قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2735 المتعلق بوقف لإطلاق النار في غزة». وأكّدت الدول في ندائها استعدادها «لدعم كل الجهود الديبلوماسية الرامية لإبرام اتفاق بين لبنان وإسرائيل خلال هذه الفترة، بناء على الجهود التي بذلت على مدى الأشهر الماضية، لإنهاء هذه الأزمة بشكل باتّ».

 

بايدن -ماكرون

 

وقال الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان مشترك: «عملنا معاً في الأيام الأخيرة على دعوة مشتركة لوقف مؤقت لإطلاق النار لمنح الديبلوماسية فرصة للنجاح وتجنّب مزيد من التصعيد عبر الحدود»، مشيرين إلى أنّ «البيان الذي تفاوضنا عليه بات الآن يحظى بتأييد كلّ من الولايات المتّحدة وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر».

 

اغتيال جديد

 

في الميدان، اغار الطيران الحربي عند الثالثة والربع من بعد الظهر على شقة سكنية في مبنى من عشر طبقات في حي القائم، عند تقاطع حي الرويس، حيث تعج المنطقة بالشقق السكنية والمارة. وعلى الفور هرعت فرق الانقاذ والاسعاف الى المكان. واعلن الجيش الإسرائيلي ان هدف العملية قائد وحدة المُسَيَرات في الحزب محمد سرور الملقب بـ»ابو صالح». واعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي انه تم تنفيذ عملية الاغتيال في الضاحية الجنوبية بطائرة إف 35.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram