افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 25 أيلول 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 25 أيلول 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

الجيش يتنصّل من ادّعاءات غالانت: هل تتحمّل إسرائيل حرب استنزاف بعمق يتجاوز حيفا؟

قرار العدو المضي في خطة التصعيد ضد لبنان لم يعد مرتبطاً فقط ببرامجه الخاصة، بعدما تبيّن له، خلال الساعات الماضية، أن الحملة الجوية التي قام بها على مدى 48 ساعة، ونفّذ فيها أكثر من 900 غارة ضد ما قال إنها 2000 هدف في الجنوب والبقاع، لم تؤدّ إلى تراجع في عدد الصواريخ التي تستهدف شمال فلسطين المحتلة، بل إن حزب الله عمد أمس إلى توسيع دائرة الاستهداف لناحية العمق، ولو بقي محصوراً بالأهداف العسكرية.وإلى تصريحات مسؤولين رسميين، عسكريين وسياسيين، ركّز ما سرّبته وسائل إعلام العدو على أن مهمة القضاء على قدرات حزب الله معقّدة وصعبة وتحتاج إلى وقت طويل، فيما أُعلن أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو كلّف فريقاً وزارياً بإعداد تصوّر للحل السياسي الذي يفترض تحقيقه من خلال الضربات ضد حزب الله. وكان اللافت في كل ما نُقل عن نتنياهو أنه يجد في ضرب حزب الله ما يساعده على تحقيق نتائج أكبر في قطاع غزة.

لكن بالعودة إلى أصل الخطة، فقد دأب نتنياهو منذ نحو أسبوعين على ترداد شعار تغيير موازين القوى في الشمال. حتى صار هذا التغيير هدفاً بحد ذاته، ومدخلاً حصرياً لتحقيق الأهداف الأخرى، المتمثّلة بفرض الفصل بين جبهتَيْ لبنان وغزة، أو إعادة المستوطنين إلى مستعمرات الشمال. فقد ربط كل ذلك بإضعاف قدرات حزب الله العسكرية إلى أقل درجة ممكنة، ما يساعده أكثر على محاولة فرض معادلات جديدة في الساحة اللبنانية، وإخراج حزب الله من جنوب الليطاني.

وفيما تحدّث العدو عن «نجاحات كبيرة» حقّقتها الحملات الجوية، ومزاعم وزير الأمن يوآف غالانت بالقضاء على 50% من قدرات حزب الله الصاروخية، إلا أن خبراء كباراً في كيان العدو، من بينهم مستشار الأمن القومي السابق، اليميني المتشدّد، اللواء يعقوب عميدرور، رفضوا هذا التقويم. وأكّد عميدرور أن إسرائيل «لم تبدأ حتى في تدمير قدرات حزب الله ولا تزال بعيدة عن ذلك».

وبالفعل، فقد بادر حزب الله أمس إلى تجديد قصفه للعمق الإسرائيلي، فاستهدف رمات ديفيد وقواعد ومنشآت تقع جنوب حيفا وبالقرب من العفولة وزخرون يعقوب على بعد 60 كلم، وصولاً إلى توجيه ضربة قاسية إلى مقر وحدة الشييطت البحرية المتخصّصة في عمليات التوغل الخاصة. وإذا كان ردّ المقاومة كشف عن أن حزب الله لا يزال يملك قيادة وسيطرة وقدرة وحرية في المبادرة العملياتية، لفت عسكريون إسرائيليون، سابقون وحاليون، إلى أن الحزب لا يزال يستخدم الذخائر التي كانت موجودة لديه عام 2006، ولم يبرز إلى المعركة بعد قدراته النوعية، وهو ما دفع جيش الاحتلال للمسارعة إلى التنصل من تصريحات غالانت، مؤكداً أن لا معلومات لديه حول حجم ضرر عدوانه الجوي، تجنباً لفضيحة مماثلة لتلك التي وقع فيها رئيس الأركان السابق دان حالوتس خلال حرب تموز 2006 عندما أعلن الانتصار في أول أيام الحرب بعد تنفيذ سلاح الجو عملية «الوزن النوعي» الفاشلة.

ويتّضح من السياق العام للأحداث أن هناك اعتبارات استراتيجية فرضت على العدو استعجال العدوان غير المسبوق منذ 18 عاماً، وذلك ترجمة لمفهوم يروّج له بعنوان «التصعيد من أجل خفض التصعيد». ويقصد به، السيطرة على مسار التصعيد الميداني لتطويع حزب الله، و/أو سلبه القدرة على مواصلة قصف العمق الإسرائيلي، على أمل بأن يعيد حزب الله النظر في حساباته وتغيير خياراته، عبر ممارسة أعلى درجات الضغط الدموي بقصد تأليب بيئة المقاومة ضدها.

عملياً، تبدو الأمور عالقة في إطارها الأول، إذ إن فشل العدو في تحقيق إنجازات استثنائية على الصعيد العسكري، يمنعه من تحقيق أي هدف سياسي. وبالتالي فإن النتيجة العملانية لما يحصل تكون بمعادلة جديدة، مفادها أنه كلما اشتد التصعيد الإسرائيلي زاد القصف للعمق من قبل المقاومة، وهذا ما سيدفع العدو إلى البحث سريعاً في إيجاد مخارج لوقف «هذه الحملة»، لأنه سيكون من الصعب جداً عليه التكيّف مع جبهة متسعة النطاق والأهداف. فهو لم يقدر على تحمل جبهة كانت تقتصر على عمق نحو 20 كلم (باستثناء الضربات التي نفّذها حزب الله رداً على اعتداءات محدّدة) مع مئة ألف نازح، فيما سيكون ملزماً بالتكيّف مع جبهة تتجاوز حيفا وصولاً إلى زخرون يعقوب (نحو 60 كلم)، مع تقديرات بمضاعفة عدد النازحين، وهو ضغط كبير جداً على القيادتين السياسية والأمنية.

ومع ذلك، فإن طبيعة المداخلات السياسية الجارية من أكثر من عاصمة تعكس جموداً جدياً، يستند إلى مفهوم أميركي سبق أن جرّبناه في لبنان مرات عدة، ويقضي بإعطاء اسرائيل المهلة الزمنية والضوء الأخضر لتنفيذ برنامج عسكري، وبعده يصار إما إلى استثماره سياسياً، أو إلى احتوائه ولو من خلال وقف الحرب في غزة أولاً.

مع ذلك، فإن أحداً لا يمكنه الجزم بأن العدو سيتوقف عن القيام بمزيد من العمليات الإجرامية، سواء عبر تنفيذ اغتيالات أو عملية أمنية كبيرة، أو من خلال قصف جوي لما يعتبره أهدافاً عسكرية، ولو أنه قصفه طاول الأهداف المدنية في غالبية الهجمات، وتبيّن أن حجم النجاحات محدود جداً، ما دفع جهات قريبة جداً من المقاومة إلى الدعوة لانتظار ما سيُظهر للعدو خطأ التقدير وخطأ التهديف أيضاً.

***********************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

صواريخ المقاومة تحوّل 5000 كلم مربّع شمال فلسطين إلى منطقة عمليات

كبار ضباط جيش الاحتلال ينفون مزاعم قيادتهم عن تدمير مقدرات المقاومة
دعوات للعمليّة البرية بين قادة الكيان… والعسكريّون ينصحون باتفاق في غزة

 تبدو صورة مسارات الحرب واضحة رغم أنها لا تبدو قد قاربت نهايتها، كأن مجرد فشل الحزمة القاتلة المصمّمة لإسقاط حزب الله بالضربة القاضية، كان كافياً كي يبدأ التبدل في اتجاهات الحرب بالظهور سريعاً، وبعد يوم دامٍ عاشه لبنان وبقي مستمراً بتداعياته مع المزيد من الغارات والمزيد من التهجير، ظهرت المقاومة وقد أمسكت بزمام المبادرة وسيطرت على ناصية الحرب، وصار الحدث صواريخ المقاومة بدلاً من غارات الاحتلال، وقد امتدت مساحة النار التي رسمتها صواريخ المقاومة وطائراتها المسيّرة على عمق 65 كلم وعرض 90 كلم بمساحة بلغت 5500 كلم مربع بما يزيد عن نصف مساحة لبنان أو خمس عشرة مرة أكثر من مساحة قطاع غزة، وتحوّلت المنطقة الممتدة من الحدود اللبنانيّة حتى حدود شمال الضفة الغربيّة وصولاً إلى الخضيرة شمال تل أبيب، إلى منطقة عمليّات فرغت من الحركة والحياة، وتوقفت فيها المدارس والشركات والمؤسسات الحكومية والسياحية ونزل سكانها إلى الملاجئ بينما لم يتحمّل بعضهم الضغوط فقرّر النزوح.
الحديث عن تدمير مقدرات حزب الله الذي صدر عن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الحرب في حكومته ورئيس أركانه والناطق بلسان جيشه صار مصدر تندّر وسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي العبرية، حيث الصور عن الحرائق والدمار الناتجين عن صواريخ المقاومة مرفقة بتصريحات قادة الكيان التي تقول دمّرنا نصف مقدرات حزب الله الصاروخية، حتى اضطر كبار الضباط في جيش الاحتلال الى تعميم نفي وتكذيب لتصريحات القادة السياسيين والقول إن تدمير هذه المقدرات خصوصاً في ما يخص الأسلحة الاستراتيجية مستحيل، وإن الجيش لا يعلم أين خبأ حزب الله هذه الأسلحة.
في التداول بين قادة الكيان مواصلة الحديث عن المضي قدماً في العملية العسكرية عبر المزيد من الغارات التي بات العالم يعرف أنّها تكرار لما شهده قطاع غزة، وأن الشعار والعنوان هو نفسه، أن المقاومة توزع الأسلحة بين المدنيين وتتخذ منهم دروعاً بشرية، وقد سئم العالم سماع هذه المعزوفة الإجراميّة لتبرير ارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين وقتل المزيد من الأطفال والنساء.
الحديث عن عمليّة بريّة لا بد منها مع فشل القصف الجوي في حسم المعركة بدأ يقلق كبار الضباط في جيش الاحتلال الذين يعرفون أن لا شيء يسمح للفوز بالحرب البريّة وقد فشلت في حرب 2006، وكل شيء صار أفضل للمقاومة، ولا شيء يسمح بالقول بالفوز بالحرب مع حزب الله وقد فشلت الحرب مع حركة حماس، وكل الفوارق تعمل لصالح حزب الله. وقد ورد على لسان كبار الضباط كما نقلته القناة الثانية عشرة يقول إن التوصل الى اتفاق يُنهي الحرب في الجنوب قد يكون ضرورياً لإنهاء الحرب في الشمال.
وشهدت الأروقة الدولية اتصالات بين وزراء الدول العربية، وعدد من المسؤولين الدوليين، فعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً في نيويورك لإدانة العدوان والمطالبة بخفض التصعيد، أما فرنسا فدعت مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة. أما الأمين العام للأمم المتحدة فعبّر عن قلقه من تصاعد المواجهات، كذلك صدرت مواقف منددة عن دول عديدة عربية وأجنبية. ولفت أمير دولة قطر إلى أن «إسرائيل» تشن حربًا على لبنان بعد جريمة تفخيخ أجهزة الاتصال وتفجيرها. وقال في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: «أوقفوا العدوان على غزة وأوقفوا الحرب على لبنان». ودعت الخارجية السعودية المجتمع الدولي والأطراف المؤثّرة إلى تحمّل مسؤولياتهم في السعي لإنهاء الصراعات القائمة، مؤكدة أهمية الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته، بما يتماشى مع مبادئ القانون الدولي. أما مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل فعبّر عن خشيته من حرب شاملة في الشرق الأوسط، قائلاً: «التصعيد في لبنان خطير». بينما دعا وزير خارجية بريطانيا إلى وقف إطلاق النار فوراً. وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لشبكة «سي.ان .ان» الاميركية، إن «حزب الله لا يستطيع مواجهة إسرائيل منفرداً»، معتبراً أن «الهجوم الإسرائيلي على لبنان يخاطر بإشعال الصراع في المنطقة»، وأكد أن «الخطر قائم من أن تمتد نار الأحداث في لبنان إلى المنطقة برمتها». وتابع: «لا يستطيع حزب الله أن يفعل ذلك بمفرده ولا يمكنه أن يقف بمفرده أمام دولة تدافع عنها وتدعمها وتغذّيها الدول الغربية والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية». وعندما سئل عما إذا كانت إيران ستحثّ «حزب الله» على ضبط النفس في رده على الضربات الإسرائيلية، أجاب :»إن حزب الله يواجه دولة مسلّحة بشكل جيد جداً ولديها إمكانية الوصول إلى أنظمة أسلحة تفوق بكثير أي شيء آخر»، وحذر قائلاً: «يجب ألا نسمح بأن يصبح لبنان غزة أخرى على أيدي «إسرائيل»». وتوجّه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي نحو نيويورك وذلك بعد عدوله عن زيارتها في وقت سابق، لإجراء المزيد من الاتصالات، عقب التطورات الأخيرة. وأفيد من مصادر دبلوماسية أن واشنطن تدير مفاوضات بشأن التطورات الأمنية بين لبنان و»إسرائيل» على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضافت: «تحرّك المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين يستند إلى ما جرى التفاهم عليه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بشأن تطبيق القرار الدولي 1701 والتوصل إلى وقف لإطلاق النار». وأشارت إلى أن أطرافًا عربية تتولى بالتنسيق مع فرنسا التواصل مع إيران بغية إنتاج التفاهمات المطلوبة للحل. هذا ويعقد لقاء اليوم الأربعاء بين هوكشتاين وماكرون في نيويورك للبحث بخفض التصعيد في لبنان. وتقدمت دولة العراق بطلب الى مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، لعقد قمة عربية إسلامية طارئة حول لبنان. وأكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أهمية «التحرك العاجل والعمل الجماعي لحماية الشعب اللبناني والدفاع عن حقوقه المشروعة وفق القوانين الدولية». وأعربت الأمم المتحدة، عن «قلقها البالغ» حيال التصعيد العسكري بين «إسرائيل» وحزب الله في لبنان، مؤكدة أن «عشرات آلاف» الأشخاص فروا من العنف منذ يوم الإثنين. وقال ماثيو سالتمارش متحدثاً باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين خلال مؤتمر صحافي في جنيف: «نحن قلقون للغاية للتصعيد الخطير للهجمات الذي شهدناه بالأمس. لقد أجبر عشرات آلاف الأشخاص على مغادرة منازلهم امس وهذه الليلة، وعددهم يزداد باستمرار». وأضاف: «هذه منطقة دمّرتها الحرب أساساً وبلد يعرف المعاناة جيداً». وأكد المتحدث باسم المفوضية أن «الخسائر التي يدفعها المدنيون غير مقبولة، وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في لبنان أمر أساسي. يجب احترام القانون الإنساني الدولي. من الضروري وقف الأعمال الحربية». وكان أغار الطيران الحربي الإسرائيلي مستهدفًا مبنى من ثلاثة طوابق مقابل حسينية الخنساء في منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث أدى إلى استشهاد ستة أشخاص وإصابة خمسة عشر شخصاً بجروح. ولاحقاً، زعمت إذاعة جيش العدو الإسرائيلي أن هدف الهجوم في بيروت هو إبراهيم قبيسي «أبو جواد» رئيس المنظومة الصاروخية في حزب الله، إلا أن حزب الله لم يصدر أي بيان يعلن فيه استشهاد قبيسي. ودفاعاً عن لبنان أعلن حزب الله أنّه أستهدف وللمرّة الثالثة، فجر أمس، مطار مجيدو ‏العسكريّ غرب العفولة، وهذا هو القصف الأول لمطار مجيدو من قبل حزب الله خلال المواجهات الحالية مع العدو الإسرائيلي المستمرة منذ نحو عام، فضلًا عن استهدافه لقاعدة ومطار «رامات دافيد» بصلية من صواريخ «فادي 2»، وكذلك استهداف القاعدة العسكريّة «عاموس» بصلية من صواريخ «فادي 1»، وكذلك استهداف مصنع المواد المتفجرة ‏في منطقة «زخرون يعقوب» الّتي تبعد عن الحدود 60 كيلومترًا. وأفاد حزب الله بأنّه قصف المخازن اللوجستيّة للفرقة ‏‏146 في قاعدة نفتالي بصليةٍ صاروخيّة. أعلن حزب الله، أنّه قصف المخازن الرئيسيّة التابعة ‏للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا، بعشرات الصواريخ. هذا وأطلق العدو الإسرائيلي على عمليته العسكرية ضد لبنان تسميّة «سهام الشمال» وقد أدّت إلى دمارٍ ضخم وحصيلة ضحايا تجاوزت الـ 558 شهيدًا بينهم 50 طفلًا و94 امرأة وما يناهز الـ 1600 جريح وهجّرت آلاف النازحين من بيوتهم. وفي البقاع استشهد وأًصيب العشرات من عائلة واحدة، فجر أمس في مجزرةٍ إثر غارة إسرائيليّة على منزلٍ في شعت في البقاع الذي تعرّض إلى سلسلةٍ متصلة وواسعة ومُكثّفة من الغارات الجويّة والّتي طالت مساحات واسعة من البقاع الغربيّ وصولًا للشماليّ، أدّت إلى دمار العشرات من المنازل المدنيّة الّتي كانت مأهولة، وحرائق ضخمة في الأحراج والبساتين، والرقعة الخضراء في سهل البقاع وبعلبك. وصرّح محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر لوسائل إعلام عدّة، أن قصف الاحتلال الإسرائيليّ مستمر، وهناك حركة نزوح سُجلت إلى خارج المحافظة باتجاه زحلة وبيروت وجبل لبنان. وأوضح خضر أن «النزوح لم يكن بالأعداد نفسها الّتي شهدناها من المناطق الجنوبيّة ونتوقع كل شيء من العدو في هذه المرحلة». وأضاف «فتحنا عددًا كبيرًا من المدارس للنازحين وهناك المئات توجّهوا إليها». وكما البقاع، جدّد العدو الإسرائيلي غاراته الجويّة المكثّفة على قرى وبلدات الجنوب اللّبنانيّ بكل قطاعاته (الشرقي، الغربيّ والأوسط) فضلًا عن أقضية صيدا وصور ومرجعيون والنبطيّة ذلك وسط استمرار حركة نزوح سكّان القرى الجنوبيّة من منازلهم نحو بيروت وجبل لبنان والشمال. وذكرت هيئة البثّ العام الإسرائيلية («كان 11»)، أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قرر أن يكون تصعيد العمليات العسكرية والهجمات على لبنان تدريجياً، وذلك «في محاولة لتجنّب حرب شاملة وفرض تسوية» على الحزب، تتيح إعادة سكان شمالي «إسرائيل» إلى منازلهم. وبحسب التقرير، عرضت المؤسسة العسكرية على نتنياهو خيارين رئيسيين لتصعيد العمليات والهجمات الواسعة في لبنان: الأول «تنفيذ سلسلة هجمات دراماتيكية ضد حزب الله بشكل متزامن»، والثاني «تنفيذ العمليات المخططة بشكل تدريجي»، وقد فضّل نتنياهو الخيار الثاني. وأفادت القناة بأن «إسرائيل» قامت بإبلاغ الولايات المتحدة بالهجوم الواسع الذي بدأت بشنّه اليوم على لبنان. ووفقاً للتقرير، فإن واشنطن «أعطت الضوء الأخضر للهجوم – انطلاقًا من القناعة بأنه لا يمكن في الوقت الحالي التوصل إلى اتفاق دبلوماسي يؤدي إلى وقف إطلاق النار في الشمال وإعادة السكان إلى منازلهم». وبحسب وسائل إعلام العدو فإن المجلس الوزاري المصغّر والذي أنهى جلسته منتصف الليل قرّر توسيع عمليات القصف في لبنان، وفي الوقت نفسه نقلت الوسائل الإعلامية عن استعداد إسرائيل لمنع التصعيد في حال وافق حزب الله على ترتيبات أمنية حدودية جديدة. وزعم موقع أكسيوس الأميركي أن اتصالات ومشاورات حصلت بين حزب الله وإيران للبحث في كيفية التعاطي مع التصعيد الإسرائيلي تجاه لبنان. وبحسب أكسيوس فإن حزب الله حثّ إيران في الأيام الأخيرة على شنّ هجوم على «إسرائيل» مع تصاعد القتال بينه وبين جيش العدو الإسرائيلي بشكل كبير، لكن إيران امتنعت حتى الآن. وفي إطار عمل لجنة الطوارئ الوزارية، أشار الوزير ناصر ياسين إلى «أننا فتحنا 252 مدرسة رسميّة لتصبح مراكز إيواء، و27 ألف نازح استقرّوا فيها وبدأنا بتفعيل توزيع المساعدات الأساسيّة والوجبات الغذائيّة». وأضاف: «نحضّر لإمكانيّة بناء جسور إنسانيّة لتأمين الحاجات، ونقوم بما يسمّى «طلب المساعدات المباشرة» بالتعاون مع الأمم المتّحدة لكي تكون متوفّرة بأسرع وقت». وأعلن وزير الداخلية بسام المولوي أن: «هناك 28300 نازح موجودون في 296 مركز إيواء على الأراضي اللبنانية». وسياسياً، استكمل الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان جولته على المسؤولين، بدءاً من السراي حيث التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وجدّد تأكيد أن فرنسا تدعم لبنان وتقف الى جانبه في كل الظروف». واعتبر «أن توجّه رئيس الحكومة إلى نيويورك في هذا الظرف الدقيق مسألة مهمة جداً»، متمنياً «أن تفضي الاتصالات الدبلوماسية الى حل يوقف دورة العنف». وعن الملف الرئاسي اللبناني قال لودريان «إنّه سيقوم بجهود لتقريب وجهات النظر بين الأفرقاء اللبنانيين للوصول الى تفاهم يفضي الى انتخاب رئيس جديد». ومن هناك، توجّه لودريان والوفد المرافق الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة والتقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، حيث جرى عرض لتطورات الأوضاع السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة. وزار لودريان على رأس وفد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في مقر كتلة الوفاء للمقاومة في الضاحية الجنوبية لبيروت. كما زار لودريان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب ثم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل كما التقى النائب تيمور جنبلاط في السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر.
على الخط المعيشيّ، طمأن رئيس نقابة الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف الى توفر الرغيف والطحين والقمح متوقعاً وصول باخرة تحمل 40 ألف طن من القمح الى لبنان قريباً. وأعلن وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام أن «لبنان يتعرّض اليوم لأكبر حملة تهجير وقتل وإجرام، وهذه فرصتنا للوحدة الوطنية». كما أشار إلى أن «الدولة ملتزمة بتسهيل أمور النازحين على الطرقات وفي أماكن الإيواء بقدر استطاعتها والإمكانات الموجودة لديها». وأكد أن «المواد الغذائيّة والمحروقات متوفّرة»، مضيفاً: «لا أعتقد أنّ المرفق البحريّ سيتعطّل، وبالتالي الاستيراد والتصدير على ما يُرام فلا داعي للهلع لأنّ هذا ما يخلق المشكلة». وكشف سلام عن «خطّة وقائيّة كي لا نشهد انقطاعاً بالمواد الغذائيّة والمحروقات»، وقال: «نعمل على حلول، والاجتماعات متتالية ومفتوحة مع الأمم المتحدة واليونيفيل والأجهزة الأمنية لتسهيل مرور ومؤازرة الشاحنات التي تنقل مشتقات نفطيّة ومواد غذائيّة إلى الجنوب والمناطق التي لا تصل إليها».

******************************************

افتتاحية صحيفة النهار


مطالع حركة ديبلوماسية دولية للجم الحرب؟

لم يكن ثمة صوت ديبلوماسي أو تفاوضي أعلى من صوت الحرب الإسرائيلية الحارقة، في يومها الثاني أمس. إذ أن وتيرة الهجمات الجوية على مناطق الجنوب و#البقاع خصوصاً ومن ثم التوغل مجدداً في غارة “اغتيالية” على #الضاحية الجنوبية، ظلت على مستواها التصعيدي الواسع والعنيف والدموي، ولو أنها لم تؤدِ الى حصيلة مروعة كتلك التي سجلت في اليوم الأول من إشعال حرب ال#غارات الجوية.

 

وإذ اسفر المشهد الحربي عن لبنان منكوب مجدداً بواقع دمار ودماء وتهجير في معظم مناطق الجنوب والبقاع الشمالي، وسط “كابوس” استنساخ تجربة غزة، برزت كارثة نزوح عشرات الألوف من المناطق المستهدفة كالأولوية الأشد الحاحاً مع معالم مأساة كارثية تتمثل في العجز عن إيواء الأعداد التصاعدية للنازحين يوماً بعد يوم في حال طالت الحرب.


 

وإذ انبرت إسرائيل إلى التهديد تارة بتوغلّ بري وطوراً بتدمير كل منزل يحتوي سلاحاً لـ”الحزب” في رفع لوتيرة مبررات الهجمة التدميرية إلى ذروتها، أكدت أوساط معنية لـ”النهار” أن المراجع الرسمية اللبنانية تراهن على مطالع #حركة ديبلوماسية دولية في شأن لجم الحرب على لبنان واحتوائها تصاعدت مؤشراتها على هامش بدء الدورة العادية للأمم المتحدة في نيويورك. وأشارت إلى أن الخطوة العملية الأولى في هذه الحركة برزت في اجتماع لعدد من وزراء الخارجية العرب الموجودين في نيويورك وهو الأمر الذي دفع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى العودة عن قرار عدم توجهه إلى نيويورك إذ سافر اليها أمس لمواكبة هذه الحركة.

 

وذكرت أن ثمة تحركاً كثيفاً أيضاً للجانب الأميركي يتولاه المبعوث الرئاسي الأميركي #آموس هوكشتاين مستنداً إلى ما تفاهم عليه مع رئيس مجلس النواب #نبيه بري بشأن تطبيق القرار الدولي 1701 والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، تجري بالتوازي مع اتصالات تجريها فرنسا ودول عربية معنية مع إيران.


 

وإلى أن تتبين جدية وطبيعة المحاولات الديبلوماسية وما إذا كانت ستشق طريقها إلى اختراق الوضع الحربي الذي حاصرت به إسرائيل لبنان بنيران هجماتها الجوية التي لا تنقطع، رسم رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو معالم حربه في لبنان، فقال: “سنُواصل ضرب “الحزب” وسنُواصل ضرب كل من لديه صاروخ في غرفة معيشته وصاروخ في مرآبه”. وتابع: “أقول لشعب لبنان إن حربنا ليست معكم وإنما مع الحزب”.

 

اليوم الثاني

وفي اليوم الثاني من الحملة الحربية الإسرائيلية واصل الطيران الحربي غاراته الكثيفة والتدميرية على موجات لا تتوقف على مناطق الجنوب والبقاع ومن ثم استهدف مبنىً من ثلاثة طوابق قبالة حسينية الخنساء في منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية ما أدى إلى سقوط 6 شهداء و15 جريحاً في حصيلة أولية بحسب بيان وزارة الصحة. وتبين أن هدف الهجوم في الضاحية هو إبراهيم قبيسي “أبو جواد” رئيس المنظومة الصاروخية في “الحزب”. ونفذت الغارة طائرات من طراز “إف 35”. وأكد مصدران أمنيان لبنانيان في وقت لاحق مقتل القبيسي فيما أكد الجيش الإسرائيلي مقتل قياديين ميدانيين آخرين كانا مع قبيسي.


 

وتواصلت الغارات على معظم قرى وبلدات الجنوب والبقاع الشمالي والأوسط وأدت الغارات الإسرائيلية إلى احتراق المباني في بلدة أنصارية في قضاء صيدا. أما بقاعاً، فتواصلت الغارات طوال الليل، وحتى ساعات الصباح والنهار على امتداد مدن وقرى قضاء بعلبك، ولم توفر المباني والأحياء السكنية من نارها ودمارها ومجازرها، ومن بين الشهداء أسر قضت بكامل أفرادها تحت الركام. واستهدفت 3 غارات، بعلبك ودورس والبزالية والنبي شيت. وأدت الغارة على منزل في شعت في البقاع الى سقوط 10 شهداء من عائلة واحدة.

وتعرض العديد من البلدات في القطاع الغربي لسلسلة غارات. وزنّرت الغارات الإسرائيلية مدينة بعلبك من مداخلها كافة: الجنوبي، الجنوبي الشرقي، والمدخل الشمالي، وصولاً إلى تلال عمشكي ورأس العين، والأحياء السكنية في العسيرة، قبة دورس، الشراونة، التل الأبيض، ومحلة الكيال التي تشكل امتداداً للموقع الأثري.

 

وفي المقابل، أعلن “الحزب” في سلسلة بيانات أنه شنّ حتى المساء نحو 15 هجوماً صاروخياً على قواعد إسرائيلية عسكرية، فقصف مطار مجيدو العسكري غرب العفولة بصليات من صواريخ فادي 1 وفادي 2، ثم قصفه للمرة الثانية والثالثة بصلية من صواريخ فادي 2، وكذلك قصف مصنع المواد المتفجرة في منطقة زخرون التي تبعد عن الحدود 60 كلم بصلية من صواريخ فادي 2.


 

كما استهدف قاعدة عاموس (القاعدة الرئيسية للنقل والدعم اللوجستي للمنطقة الشمالية) بصلية من صواريخ فادي 1، واستهدف أيضاً قاعدة ومطار رامات ديفيد بصلية من صواريخ فادي 2. كما أعلن استهداف مصنع متفجرات بعمق 60 كلم داخل الحدود الإسرائيلية، وكذلك استهدف المخازن اللوجستيّة للفرقة ‏‏146 في قاعدة نفتالي بصلية صاروخية. كما قصف معسكر إلياكيم التابع لقيادة ‏المنطقة الشمالية جنوب حيفا بصلية من صواريخ فادي 2. وقصف أيضاً المخازن الرئيسيّة التابعة ‏للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا بعشرات الصواريخ كما استهدف قاعدة شمشون (مركز تجهيز قيادي ووحدة تجهيز إقليمية) بصواريخ فادي 3. وأعلن أيضاً في وقت لاحق مساء أمس قصف مستوطنتي كتسرين وغيشر هزيف بصليات صاروخية، كما قصف قاعدة دادو بـ50 صاروخاً.

 

وأعلن #وزير الصحة #فراس أبيض بعد ظهر أمس أن حصيلة الشهداء نتيجة الغارات الإسرائيلية بلغت 558 إضافة إلى 1835 جريحاً، فيما بلغ عدد المستشفيات التي شاركت باستقبال الجرحى أول من أمس 54 وسقط 4 شهداء من المسعفين.


ولاحقاً أعلن وزير البيئة ناصر ياسين، أن مناطق الجنوب والبقاع والضاحية تتعرّض لأبشع قصف إسرائيلي، وعدد الضحايا ارتفع إلى 564. وقال في مؤتمر صحافي للجنة الطوارئ الوزارية إن “الغارات أدّت إلى نزوح عدد كبير من اللبنانيّين، وفعّلنا غرفة العمليّات الوطنيّة بالتعاون مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كما فعّلنا عمل الهيئة العليا للإغاثة لتأمين الحاجات الأساسيّة للنازحين”. وأشار إلى “أننا فتحنا 252 مدرسة رسميّة لتصبح مراكز إيواء، و27 ألف نازح استقرّوا فيها وبدأنا بتفعيل توزيع المساعدات الأساسيّة والوجبات الغذائيّة ونحضّر لإمكانيّة بناء جسور إنسانيّة لتأمين الحاجات، ونقوم بما يسمّى طلب المساعدات المباشرة بالتعاون مع الأمم المتّحدة لكي تكون متوفّرة بأسرع وقت”.

يشار إلى تسجيل ظاهرة كثافة النزوح من لبنان إلى سوريا إذ قدّر بعض التقارير عدد الذين عبروا الحدود بأكثر من خمسة آلاف معظمهم من السوريين.

 

لودريان يجول


التطورات الحربية لم تحل دون إكمال الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان جولته في اليوم الثاني من زيارته لبيروت على المسؤولين. وهو التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وجدّد التأكيد “أن فرنسا تدعم لبنان وتقف الى جانبه في كل الظروف”. واعتبر “أن توجّه رئيس الحكومة إلى نيويورك في هذا الظرف الدقيق مسألة مهمة جداً”، متمنياً “أن تفضي الاتصالات الديبلوماسية إلى حل يوقف دورة العنف”. وعن الملف الرئاسي اللبناني، قال لودريان “إنه سيقوم بجهود لتقريب وجهات النظر بين الافرقاء اللبنانيين للوصول إلى تفاهم يفضي إلى انتخاب رئيس جديد”.

 

كما زار لودريان رئيس المجلس النيابي نبيه بري والتقى في #قصر الصنوبر الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي #وليد جنبلاط ورئيس الحزب النائب #تيمور جنبلاط. وزار رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد في مقرها في الضاحية الجنوبية، ثم زار رئيس حزب “#القوات اللبنانية” #سمير جعجع في معراب، ثم رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في المقر العام للتيار في ميرنا الشالوحي. وقال جعجع بعد اللقاء إنه أبلغ الضيف الفرنسي استعداد “القوات اللبنانية” في أي وقت للمشاركة في جلسة يدعو اليها رئيس مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للبلاد. وشدّد على أنه بات عليه القيام بهذه الخطوة الأساسية خصوصاً في خضم هذه المرحلة الدقيقة فـ”إذا بهيدا الظرف ما دعا لجلسة أيمتى بيدعي؟”.

*******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

لبنان تحت الهجوم الجوي الإسرائيلي لليوم الثاني… واستهداف الضاحية مجدداً

اغتيال قائد منظومة الصواريخ في «الحزب»

 

تصاعدت الحملة العسكرية الجوية الإسرائيلية على لبنان، مع تراجع في عدد الضحايا الناجم عن النزوح الكثيف لأهالي الجنوب اللبناني، بينما وصل عدد الضحايا في الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق في الجنوب والبقاع، يوم الاثنين، إلى 558 قتيلاً وأكثر من 1835 جريحاً. وتواصل التصعيد الإسرائيلي باتجاه لبنان، حيث نفّذ الجيش الإسرائيلي عملية اغتيال جديدة في الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت قائد منظومة الصواريخ في «الحزب» إبراهيم قبيسي.


 

6 قتلى في غارة على ضاحية بيروت الجنوبية

 

قالت وزارة الصحة إن 6 أشخاص قُتلوا على الأقل، وأصيب 15 آخرون، الثلاثاء، في الغارة التي استهدفت، الثلاثاء، مبنًى في الضاحية الجنوبية لبيروت. ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرب من «الحزب» تأكيده أن الغارة الإسرائيلية أسفرت عن مقتل القيادي العسكري في الحزب إبراهيم قبيسي، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي من جهته «القضاء» على قيادي بارز في الحزب في الغارة بعدما أكّد تنفيذ «ضربة محددة الهدف» في الضاحية الجنوبية، مشيراً إلى أنه تم اغتيال قياديّيْن ميدانيّيْن إضافة إلى القبيسي، الذي قال إنه قائد منظومة الصواريخ في الحزب.

 

واستهدفت الغارة الإسرائيلية «طابقين من مبنى في منطقة الغبيري» في ضاحية بيروت الجنوبية، في شارع سكني يكتظ بالسكان، ما أدى إلى دمار كبير في المنطقة، وانتشرت مقاطع فيديو تظهر أشلاء القتلى. واستُقدمت رافعة لإخراج السكان من شققهم، ورفع السيارات المتضررة من المكان، وسط انتشار لعناصر الدفاع المدني والقوى الأمنية وعناصر من «الحزب».


 

ميدانياً… قصف مستمر يطول الجنوب والبقاع

 

لم يهدأ القصف الإسرائيلي منذ صباح الاثنين مستهدفاً بلدات في جنوب لبنان وشرقه، حيث سُجّلت حركة نزوح غير مسبوقة، في وقت كثّف فيه «الحزب» عملياته معلناً أنه استخدم الصاروخ الجديد «فادي 3» في هجوم على قاعدة عسكرية إسرائيلية، بعدما كان قد استخدم «فادي 1» و«فادي 2»، وهي طرازات مطورة من صاروخ «خيبر» الإيراني، بينما أعلن عن إطلاق الحزب نحو 350 صاروخاً من طرازات مختلفة على إسرائيل.

 

وأعلن الحزب في بيان له استهدافه «قاعدة شمشون، وهي مركز تجهيز ‏قيادي ووحدة تجهيز إقليمية» بصواريخ «فادي 3»، بعدما كان قد أعلن ليلاً إطلاق مزيد من صواريخ «فادي 2» في اتجاه إسرائيل. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه رصد إطلاق 20 صاروخاً.

 

وفي بيانات متفرقة، أعلن الحزب عن استهدافه قاعدة «دادو» بـ50 صاروخاً، و«مصنع متفجرات بعمق 60 كلم داخل الحدود الإسرائيلية»، و«مخازن لوجيستية للفرقة ‏‏146 في قاعدة نفتالي بصلية صاروخية»، إضافة إلى مطار مجيدو العسكري 3 مرات بصليات من صواريخ «فادي 1» و«فادي 2»، ومصنع آخر للمواد المتفجرة في منطقة زخرون التي تبعد عن الحدود 60 كلم بصلية من صواريخ «فادي 2».

 

من جهته، كان الجيش الإسرائيلي أعلن، الثلاثاء، أنه قصف ليلاً «عشرات الأهداف العائدة إلى (الحزب) في مناطق عدة في جنوب لبنان». وقال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إنه على مدار الساعات الأربع والعشرين الأخيرة هاجموا «أكثر من 1300 هدف إرهابي تابع لـ(الحزب) في أنحاء لبنان، وما زلنا نشن الغارات، وستتواصل».

 

وقال عبر حسابه على منصة «إكس: «ضربنا قدرات استراتيجية امتلكها (الحزب)، ووضعها في قلب القرى وفي قلب منازل مدنية كان ينوي إطلاقها لاستهداف مواطني دولة إسرائيل»، وجدد تحذير «السكان اللبنانيين الذين غادروا وابتعدوا عن هذه المنشآت وهذه المنازل التي احتوت أو لا تزال تحتوي على أسلحة، حتى لا يعودوا إليها، لأنها أماكن خطيرة قد تنفجر فيها المتفجرات، وقد تُقصف لاحقاً من جديد».

 

50 طفلاً و 94 امرأة قُتلوا في قصف الاثنين

 

أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، الثلاثاء، أن غالبية القتلى والجرحى الذين سقطوا، الاثنين، هم «من العزل الآمنين»، مشيراً إلى أن بينهم 50 طفلاً و94 امرأة، مؤكداً أن هذه الأعداد «تنافي كل الكذب الإسرائيلي بأن الاستهداف يطول قوات مقاتلة، ومشيراً إلى أنه «لا يزال هناك عدد كبير من الأشلاء تعمل القوى الأمنية على التعرف على هوية أصحابها».

 

شركات الطيران تمدّد تعليق رحلاتها إلى بيروت

 

في غضون ذلك، استمرت شركات الطيران بتعليق رحلاتها إلى مطار رفيق الحريري الدولي الذي ألغى أكثر من 30 رحلة من وإلى بيروت، الثلاثاء.

 

تحذيرات ودعوات للتهدئة

 

من جهتها، عبَّرت الناطقة باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان رافينا شمداساني عن القلق البالغ إزاء التصعيد المفاجئ للأعمال الحربية بين إسرائيل و(الحزب)، داعية كل الأطراف إلى الوقف الفوري للعنف، وضمان حماية المدنيين».

 

كما دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أيضاً «بشكل عاجل إلى وقف التصعيد الفوري»، وإلى احترام جميع الأطراف التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي لضمان حماية البنى التحتية المدنية والمدنيين، بما يشمل الأطفال وعمال الإغاثة والعاملين في المجال الطبي. وقالت نائبة ممثل «اليونيسيف» في لبنان إيتي هيغينز عبر الفيديو من بيروت: «يوم الاثنين كان أسوأ ما شهده لبنان منذ 18 عاماً. هذا العنف يجب أن يتوقف فوراً، وإلا فإن العواقب ستكون غير مقبولة».

 

كذلك أعربت الأمم المتحدة، الثلاثاء، عن «قلقها البالغ» حيال التصعيد العسكري بين إسرائيل و«الحزب» في لبنان، مؤكدة أن «عشرات آلاف» الأشخاص فروا من العنف منذ يوم الاثنين.

*******************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

حراك دولي لحل دبلوماسي… وميقاتي يواكبه في نيويورك

على وقع استمرار الاعتداءات الجوية الاسرائيلية على الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، وردّ «الحزب» عليها بقصف صاروخي للمواقع والقواعد العسكرية في الجليل وصولاً إلى حيفا وما حولها وإلى الجولان السوري المحتل، بدأت أروقة الامم المتحدة تشهد حراكاً ديبلوماسياً يدفع في اتجاه وقف الحرب، وقد استدعى هذا الحراك سفر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى نيويورك لمواكبته، وتبين انّ الوسيط الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين في شأن تنفيذ القرار الدولي 1701 في الجنوب، يشارك فيه. في وقت تردّد انّ عدداً من وزراء الخارجية العرب يجتمعون هناك ويبحثون في سبل إيجاد حل يمنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.

واصل العدو الاسرائيلي المرحلة الجديدة من عدوانه الواسع على لبنان، عبر الاستمرار في القصف الجوي للجنوب والبقاع، وشن الغارات على الضاحية الجنوبية ضمن إطار ملاحقة قياديين عسكريين في «الحزب»، من دون أي مراعاة لخصوصية الأحياء السكنية المكتظة.

ولفتت اوساط متابِعة لـ«الجمهورية»، الى انّ مجريات الميدان أظهرت انّ «الحزب» استطاع امتصاص موجة القصف الجوي غير المسبوق وتداعياتها على بيئته المدنية، ثم انتقل الى تعطيل جدواها العملانية والعملياتية عبر المواظبة على قصف شمال فلسطين المحتلة حتى حيفا ومحيطها. ولاحظت الاوساط، انّ الحزب يتدرج في استخدام إمكاناته العسكرية وتوسيع النطاق الجغرافي لاستهدافاته، وفق روزنامة واضحة وخريطة مدروسة تعكسان استعداده للتحلّي بنَفَس طويل في المواجهة. واشارت إلى انّ الحزب أخرج من مخازنه امس صاروخ فادي 3 بعد فادي 1 و2، في ارتقاء مدروس بنوعية الأسلحة المستخدمة، انما من دون كشف المستور الاستراتيجي الذي يمكن أن يشكّل تحوّلاً نوعياً في مسار المعركة ومعادلاتها في الوقت المناسب. وتوقفت الاوساط عند تركيز الحزب حتى الآن على قصف أهداف عسكرية في الكيان الاسرائيلي، على رغم المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في حق المدنيين اللبنانيين خلال اليومين الماضيين، ما يؤشر بوضوح إلى انّ المقاومة لا تزال تتصرف بمسؤولية وتتفادى إعطاء العدو ذريعة لشن حرب شاملة، وإن كانت ستحرّرها من الضوابط التي لا تزال تقيّدها وتحول دون أن تستخدم كل طاقتها الهجومية. واكّدت الاوساط المتابعة «انّ نتنياهو سيكتشف عاجلاً ام آجلاً انّ الحملة الجوية لن تحقق اياً من أهدافه المعلنة، اما إذا نزل إلى الأرض فستكون مهمته أصعب بكثير».

بايدن وفي الموقف الاميركي، أشار الرئيس جو بايدن في كلمة له في الامم المتحدة، إلى «انّ أي دولة من حقها أن تضمن عدم تكرار أهوال 7 تشرين الاول التي ارتكبتها «حركة ح»، وانا أعمل مع قطر ومصر من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وآن الأوان لإعادة الاسرى ووقف الحرب». واكّد «انّ الديبلوماسية هي السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسماح لسكان الحدود اللبنانية- الإسرائيلية بالعودة الى منازلهم، ونحن نعمل على التوصل لحل ديبلوماسي في شأن التوتر على الحدود الإسرائيلية ـ اللبنانية». وأوضح «انّ التقدّم نحو السلام سيضعنا في موقف أقوى لمواجهة التهديد الذي تشكّله إيران». ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مسؤول في الخارجية الأميركية، قوله: «نحن ودول أخرى حريصون على تقديم مخرج لكل من إسرائيل و«الحزب» للحدّ من التوتر». وأشار إلى «أننا سنطرح أفكاراً لاستعادة الهدوء أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة هذا الأسبوع». ولكن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان استبعد قبول إسرائيل و»الحزب» أي اتفاق لوقف الحرب، وقال إنّه ينبغي دفعهما إلى «وقف دورة العنف وتجنّب حرب أوسع».

بلاسخارت في إسرائيل في غضون ذلك، تابعت المراجع المعنية زيارة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس ـ بلاسخارت إسرائيل ليومين، وسط تعتيم إسرائيلي إعلامي عليها، إذ لم يُعلن عن لقاءاتها في تل أبيب التي تناولت التطورات في غزة والضفة الغربية ولبنان. فيما شدّدت المراجع الأممية في بيروت على انّ الزيارة كان هدفها «التشديد على أنّه لا يوجد حل عسكري من شأنه أن يوفّر الأمان لأيّ طرف. وإنّ سلامة المدنيين على جانبي الخط الأزرق واستقرار المنطقة باتا على المحكّ، مما يستوجب إفساح المجال لنجاح الجهود الديبلوماسية».

وتزامناً، قالت مصادر ديبلوماسية مواكبة لـ«الجمهورية»، انّ البحث بين بلاسخارت والمسؤولين الاسرائيليين تناول الظروف التي تواكب الحراك الديبلوماسي في الأمم المتحدة على هامش اجتماعات جمعيتها العمومية وعقد جلسات استثنائية لمجلس الأمن، دعت إليها فرنسا في نسخة منقحة يُعتقد أنّها قد لا تخرج عمّا انتهت اليها جلسة الجمعة الماضي بناءً على دعوة الجزائر بصفتها ممثلة المجموعة العربية في المجلس. ولفتت المصادر إلى انّ من اسباب عدم الرهان على زيارة بلاسخارت لتل ابيب، رفض اسرائيل لمواقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في شأن غزة، قبل ان يتناول الوضع في لبنان، وخصوصاً لجهة اتهامه إسرائيل بالخروج عن كل القواعد والمواثيق الإنسانية في تفجيرات لبنان التي طاولت شبكات النداء والتواصل اللاسلكية، عدا عن اتهامها بدعم حركة «ح» لتعزيز الانشقاق الفلسطيني منذ اعوام عدة وحتى الأمس القريب، وصولاً الى تسهيل وصول الأموال الخاصة بها إليها.

لودريان يضيّع وقته وفي هذه الأجواء، تتبعت المراجع السياسية والديبلوماسية بخفر زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان للبنان، من دون انتظار اي مفاجأة، وسط اعتقاد بأنّها قد تكون لتضييع الوقت إلى أن تصمت المدافع. وقالت مصادر ديبلوماسية وسياسية لـ «الجمهورية»، انّ لودريان لم يحمل معه اي معطيات محدّدة، وانّ مجموعة الأفكار التي طرحها لا يمكن أن ترتقي إلى مستوى الحديث عن مبادرة فرنسية جديدة. ذلك أنّ حصيلة مشاوراته مع الجانب السعودي في اللقاء الذي جمعه في الرياض اخيراً مع الوزير المفوض لدى الديوان الملكي نزار العلولا في حضور السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، لم تنته الى أي مشروع متكامل لمجرد أنّه قد تقرّرت متابعة الاتصالات مع الأطراف الاخرى الخارجية والداخلية وعلى مستوى سفراء الخماسية، وهو ما تمّ في المواعيد المحدّدة لها من دون الوصول إلى أي خطوات تنفيذية، بعدما ثبت لديهم أنّ المواقف ما زالت على حالها.

وعلى رغم من هذه الأجواء السلبية الى حدّ ما، قالت مصادر قريبة ممن التقاهم لودريان لـ«الجمهورية»، انّه لفت الى ضرورة أن يتحرك اللبنانيون في الظروف الحالية، علّهم ينجحون في التفاهم على «مرشح ثالث». كما فهم تلميحاً من محادثاته أمس المختصرة جداً مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والتفصيلية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، رابطاً هذه الخطوات مع إمكان التفاهم على وقف للنار يُنجز فيه الفصل بين ما يجري في لبنان وغزة. وكان لودريان التقى امس كلاً من بري وميقاتي. وفي خلال لقائه مع رئيس الحكومة كّرر لودريان «التأكيد أنّ فرنسا تدعم لبنان وتقف الى جانبه في كل الظروف». واعتبر»انّ توجّه رئيس الحكومة إلى نيويورك في هذا الظرف الدقيق مسألة مهمّة جداً»، متمنياً «ان تفضي الاتصالات الديبلوماسية الى حل يوقف دورة العنف». وعن الملف الرئاسي اللبناني قال لودريان: «انّه سيقوم بجهود لتقريب وجهات النظر بين الأفرقاء اللبنانيين للوصول الى تفاهم يفضي الى انتخاب رئيس جديد». والتقى لودريان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد في مقر الكتلة في حارة حريك. ثم التقى لاحقاً رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب.

تركيا وقطر في موازاة الحراك الفرنسي، أولت مصادر نيابية أهمية للقاءات التي سيجريها في بيروت الوفد الاستخباري القطري ـ التركي مع مرجعيات وقوى داخلية، وبينها «الحزب»، بهدف الخروج من عنق الزجاجة.

وإذ تردّد أنّ الوفد يحمل معه أفكاراً تهدف إلى فك الارتباط بين جبهتي غزة والجنوب وخلق منطقة آمنة على الحدود، بعمق بضعة كيلومترات، فإنّ التحدّي يبقى في مدى استعداد «الحزب» للاستجابة إلى هذين الشرطين، فيما هو يرفض حتى الآن تقديم أي تنازل يستشف منه الرضوخ للمطالب الإسرائيلية، مباشرة أو مداورة.

موقف بزشكيان ولفت امس موقف عبّر عنه الرئيس الايراني مسعود بزشكيان لشبكة «سي.ان .ان» الاميركية، إذ قال إنّ «الحزب لا يستطيع مواجهة إسرائيل منفرداً»، معتبراً أنّ «الهجوم الإسرائيلي على لبنان يخاطر بإشعال النزاع في المنطقة»، واكّد «أنّ الخطر قائم من أن تمتد نار الأحداث في لبنان إلى المنطقة برمتها». وقال: «لا يستطيع «الحزب» أن يفعل ذلك بمفرده ولا يمكنه أن يقف بمفرده أمام دولة تدافع عنها وتدعمها وتغذيها الدول الغربية والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية». وعمّا إذا كانت إيران ستحضّ «الحزب» على ضبط النفس في ردّه على الضربات الإسرائيلية، قال بزشكيان: «إنّ «الحزب» يواجه دولة مسلحة بشكل جيد جداً، ولديها إمكانية الوصول إلى أنظمة أسلحة تفوق بكثير أي شيء آخر»، وحذّر قائلاً: «يجب ألّا نسمح بأن يصبح لبنان غزة أخرى على أيدي إسرائيل».

الموقف الإسرائيلي وعلى صعيد الموقف الاسرائيلي، اشارت القناة 12، الى أنّ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ الى مجلس الوزراء المصغّر ليلة أمس الاول، أنّ الضغط العسكري على الامين العام للحزب  السيد نصرالله «قد يدفع في اتجاه صفقة تبادل». ولفتت الى انّ «نتنياهو أبلغ الى مجلس الوزراء أنّ هدف إسرائيل هو قطع العلاقة بين جبهة لبنان وجبهة غزة». وقال نتنياهو «إنني أقول للبنانيين انّ حربنا ليست معكم، وإنما مع «الحزب»، ونصرالله يقودكم إلى حافة الهاوية»، معتبراً أنّ «الحزب يعرّض لبنان للخطر وعلى اللبنانيين التحرّر منه». فيما قال العضو السابق في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إنّ «لدى الحكومة وقوات الأمن الدعم الكامل لمواصلة العمل لإعادة سكان الشمال بأمان»، لافتاً الى أنّه «إذا لم يتوقف الأمين العام لـ»الحزب» السيد نصر الله عن إطلاق الصواريخ، فسنضطر إلى القيام بعملية برية لإعادة سكان الشمال». وذكر موقع «أكسيوس» أنّ «توجيهات للجيش الإسرائيلي بتجنّب أي تصعيد يمنح إيران سبباً للانضمام للقتال». وأشار إلى أنّ «إيران أبلغت «الحزب» أنّ الوقت ليس مناسباً لشن هجوم على إسرائيل». ونقل عن مسؤولين إسرائيليين وغربيين، أنّ «الحزب طلب من إيران مهاجمة إسرائيل».

وذكرت «هيئة البث» الإسرائيلية، أمس أنّ «الضربات الإسرائيلية موجّهة لجميع الأهداف باستثناء بيروت، حيث يتمّ فقط تنفيذ عمليات اغتيال». وأضافت الهيئة نقلاً عن مصدر في الإدارة الأميركية: «نجري محادثات مع المسؤولين في لبنان وإسرائيل من أجل التهدئة». في حين، أشارت «القناة 12» الإسرائيلية، إلى أنّ «واشنطن حذّرت إسرائيل من المساس بالبنى التحتية والحيوية لدولة لبنان». وكانت الغارات الجوية الاسرائيلية تواصلت أمس على قرى وبلدات الجنوب والبقاع. وأغار الطيران الحربي بعد الظهرعلى مبنى من ثلاث طبقات في منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت ما ادّى الى سقوط 6 شهداء و15 جريحاً في حصيلة أولية بحسب بيان وزارة الصحة. وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي، انّ هدف الهجوم كان إبراهيم قبيسي («أبو جواد») رئيس المنظومة الصاروخية في «الحزب». وذكرت انّ الغارة نفّذتها طائرات من طراز «إف 35». لكن لم يصدر عن «الحزب» أي بيان حول مصير قبيسي في وقت تردّد انّه نجا من الاغتيال. وكان وزير الصحة فراس أبيض أعلن حصيلة الشهداء نتيجة الغارات الإسرائيلية، حيث بلغت حتى امس 558 شهيداً إضافة إلى 1835 جريحاً، فيما بلغ عدد المستشفيات التي شاركت في استقبال الجرحى أمس 54 مستشفى، مشيراً الى سقوط 4 شهداء من المسعفين.

*******************************************

افتتاحية صحيفة اللواء  

إسرائيل تدخل مأزق الحرب مع الحزب.. وتنخرط بمفاوضات التهدئة في نيويورك

استهداف قائد الوحدة الصاروخية في الغبيري.. ومسيَّرات الحزب تهدِّد المنشآت البحرية والصواريخ تطال مستوطنات جديدة

 

لليوم الثاني على التوالي، تختبر العدوانية الاسرائيلية ضد لبنان وشعبه، في اطار الحرب الدائرة مع الحزب، قدرتها على التدمير، وعلى المسح الجغرافي بضرب القرى والبلدات والمدن على نحو ممنهج، بحيث لا تنسى حياً او وادياً او طريقاً او مستشفى دون توجيه غارة اليه او قصف مدفعي، مما ادى الى سقوط ما لا يقل عن 560 شهيداً، وما لا يقل عن الفي جريح، مع تدمير غير مسبوق، ادى الى نزوح غالبية سكان الجنوب، من جنوب الليطاني الى شماله، ومن صور وبلداتها الى النبطية وقراها، وصولاً الى البقاع، امتداداً الى سوريا.

وللمرة الخامسة على التوالي، استهدفت طائرة من نوع إف 35 اسرائيلية منطقة الغبيري في ضاحية بيروت الجنوبية، واعلنت عن استهداف قائد الوحدة الصاروخية ابراهيم قبيسي.

وتدل التقارير الواردة من اسرائيل ان الكابينت ورجال الامن والاقتصاد يعتقدون ان اسرائيل دخلت في مأزق الحرب مع لبنان، وحزب لله وأخذت تكتشف القدرة الصاروخية للحزب وإمكانية استهداف المنشآت البحرية، وان الحزب لم يستخدم سوى بعض من قدراته، وصواريخه التي تتجاوز الـ100 الف صاروخ، وبالتالي فإن استمرار الحرب لاكثر من اسبوع ونصف، يعني الحاجة الى ميزانية جديدة هذا العام.

المفاوضات

وعلى صعيد المفاوضات للعودة الى الهدنة او قواعد الاشتباك، ذكرت معلومات أن واشنطن تدير مفاوضات بشأن التطورات الأمنية بين لبنان وإسرائيل على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأضافت: ان تحرك المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين يستند إلى ما جرى التفاهم عليه مع الرئيس نبيه بري بشأن تطبيق القرار الدولي 1701 والتوصل إلى وقف لإطلاق النار .وأشارت إلى أن أطرافًا عربية تتولى بالتنسيق مع فرنسا التواصل مع إيران بغية إنتاج التفاهمات المطلوبة للحل.

وفي السياق، حذر الرئيس الأميركي جو بايدن من «حرب شاملة في لبنان مؤكدًا أن الديبلوماسية هي السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسماح لسكان الحدود اللبنانية الإسرائيلية بالعودة إلى منازلهم».

وحضّ بايدن «إسرائيل وحركة ح على استكمال مقترح لوقف إطلاق النار طُرح قبل أشهر، مؤكدا أمام الأمم المتحدة بأنه ملتزم بوضع حد لحرب غزة».

وقال في إشارة إلى الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة وقطر ومصر: حان الوقت للأطراف المعنية لإنجاز  بنوده، وهذا الاتفاق سيعيد الرهائن ويضمن أمن إسرائيل ويحرر غزة من قبضة حركة ح ويخفف المعاناة في غزة وينهي هذه الحرب».

وذكر سفير اسرائيل لدى الامم المتحدة داني دانون ان اسرائيل لا ترغب في اجتياح لبنان بعد تنفيذ غارات كثيفة دامية فيه.

وقال: خضنا تجربة في لبنان في الماضي، لسنا راغبين في بدء اي اجتياح بري في اي مكان، ونفضل الحل الدبلوماسي.

وفي السياق، أوضحت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت وجولة اللقاءات التي عقدها مع عدد من المسؤولين لم تحمل معها مبادرة لإنهاء الحرب الدائرة ضد لبنان وقالت انه نقل هواجس بلاده من تأزم الأوضاع وإطالة امد الحرب، مبدياً إستعداد بلاده للدخول على خط الحراك الدييلوماسي، على أنه ينقل ما سمعه إلى الإدارة الفرنسية، مذكرا بأهمية القرارات الدولية.

ورأت هذه المصادر أن مهمة لودريان في الملف الرئاسي متواصلة إنما الظروف غير مهيأة إذ أن انشغال أحد الأفرقاء بهذا الملف يؤدي إلى صعوبة تحريكه، وأعلنت أن هناك جولات مقبلة للودريان في بيروت.

الموقف من اسرائيل

ولم تتوقف تصريحات اعضاء الكابينت الحربي، حول ما يجري.

واعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو: سنواصل ضرب الحزب، وأي مكان فيه صواريخ للحزب لن يكون آمناً.

واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت ان اسرائيل ستواصل قصف اهداف تابعة للحزب، وستشن المزيد من الضربات. واضاف: الحزب عانى من سلسلة من الضربات لقيادته وسيطرته ومقاتليه ووسائل القتال لديه.

ونقل عن مصادر امنية اسرائيلية ان الهدف من العمليات الاسرائيلية هو فصل القتال في لبنان عن القتال في غزة.

وذكرت القناة 13 الاسرائيلية ان قادة بجيش الاحتلال ابلغوا الكابينت ان وقف اطلاق النار بغزة سيحول الانجازات بلبنان لمكسب استراتيجي.

وقال متحدث عسكري اسرائيلي: نسعي لان تكون الحملة ضد الحزب قصيرة قدر الامكان، ولكننا مستعدون لأن تطول.

جبهة المقاومة

على جبهة المقاومة، وجهت ضربات صاروخية غير مسبوقة منذ طوفان الاقصى، الى المستعمرات والمستوطنات عند الخامسة الى حيفا وصفد وعكا وصولاً الى ضاحية تل ابيب الشرقية.

كما اعلنت المقاومة الاسلامية عن هجوم جوي بسرب من المسيَّرات الانقضاضية على مقر وحدة المهام البحرية الخاصة «الشييطت 13» في قاعدة عتليت واستهداف اماكن تموضع ضباطها وجنودها.

وحسب المقاومة استهدفت الضربات الصاروخية مصنع مواد متفجرة في منطقة زخرون وقواعد عاموس ونفتالي ورامات ديفيد، ومعسكر إلياكيم ومطار مجبدو العسكري غرب العفولة.. فضلاً عن مستعمرات الجليل، خاصة كريات شمونة.

وحسب موقع «اكسبوس» الاميركي ان الحزب طلب من ايران تنفيذ هجوم ضد اسرائيل، لكن الايرانيين تحفظوا على الخطوة، وردوا بأن التوقيت غير مناسب لشن هجوم على اسرائيل.

وعلى صعيد التحركات، توجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى نيويورك لاجراء المزيد من الاتصالات، وبالتالي تم الغاء جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة عند الحادية عشرة قبل ظهر امس». وعقد ميقاتي سلسلة اجتماعات لبحث الاوضاع الراهنة والجهود الحكومية لمعالجة التداعيات الانسانية الناتجة عن العدوان الاسرائيلي على لبنان.فاجتمع مع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا وبحث معه موضوع المساعدات الإنسانية التي تقدمها الامم المتحدة للبنان في هذا الوقت بالذات. كما عقد اجتماعا مع وزير المال يوسف الخليل وحاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري وجرى عرض للأوضاع المالية في البلاد.واستقبل منسق «لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية» الوزير ناصر ياسين الذي وضعه في صورة الجهود التي تبذلها اللجنة لإيواء النازحين من مناطق العدوان وتأمين المستلزمات الضرورية لهم.

لودريان: الجنوب والرئاسة

واصل الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان قبل امس، لقاءاته في بيروت التي وصلها امس الاول، والتقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية بحضور السفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو ومستشار رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس.

وفي خلال اللقاء جدد لودريان التأكيد أن فرنسا تدعم لبنان وتقف الى جانبه في كل الظروف.واعتبر ان توجّه رئيس الحكومة الى نيويورك في هذا الظرف الدقيق مسألة مهمة جدامتمنياً ان تفضي الاتصالات الديبلوماسية الى حل يوقف دورة العنف.

وعن الملف الرئاسي اللبناني قال لودريان انه سيقوم بجهود لتقريب وجهات النظر بين الافرقاء اللبنانيين للوصول الى تفاهم يفضي الى انتخاب رئيس جديد.


ثم التقى لودريان رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في حضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو، حيث جرى عرض لتطورات الاوضاع السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة.

وأكد الموفد الفرنسي «وقوف فرنسا الى جانب لبنان بوجه العدوان الصهيوني على لبنان. وشدد خلال اللقاء على أهمية الدفع بجهود دولية لطرح أفكار تحد من خطورة الاعتداءات الصهيونية.وحث الرئيس َبري لاداء ِدور ٍفاعل ٍللضغط ِعلى اسرائيل َمن أجل ِوقف ِعدوانها قبل تفلت ِالأمور. وابدى بري مرونة ًوتسهيلاً في الملف ِالرئاسي الذي يوليه لودريان اهتماماً خاصاً في جولته، من أجل تأمين جلسة نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية».

ثم التقى لودريان ومعه السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، في حارة حريك. وقد شدد رعد «على ضرورة أن تلعب الدول المؤثرة وبينها فرنسا دوراً في وقف الهمجية والاجرام الصهيونيين في غزة ولبنان، مؤكداً أن ما يرتكبه العدو الصهيوني من مجازر ودمار يتجاوز كل التصور».

وقدم لودريان أمام النائب رعد طبيعة الجهود التي تبذل في العواصم الغربية، بهدف تهدأة الأمور ومنع تفلتها، مشيراً إلى أنها ستستكمل في الايام المقبلة.

واجتمع الموفد الفرنسي برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في الخامسة من بعد الظهر في معراب. وجاء في بيان «للقوات»، أن «اللقاء استغرق ساعة، وتطرق فيها الجانبان الى المستجدات السياسية، ولا سيما التطورات على الساحة اللبنانية. ليتبعه خلوة بين لودريان وجعجع استمرت اكثر من ربع ساعة».

وفي دردشة مع الاعلاميين، أكد جعجع انه أبلغ «الضيف الفرنسي استعداد القوات اللبنانية في اي وقت من الاوقات، للمشاركة في جلسة يدعو اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لانتخاب رئيس جديد للبلاد»، مشددا على انه «بات عليه القيام بهذه الخطوة الأساسية، وخصوصا في خضم هذه المرحلة الدقيقة، فإذا لم يدعُ لجلسة في هذا الظرف متى سيدعو؟».

ولتقى لودريان رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في السابعة مساء أمس، في المقر العام للتيار في ميرنا الشالوحي.

وأشارت المعلومات الى ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط قد يلتقي لودريان في السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر وليس في كليمنصو ووقت اللقاء لم يحدد بعد.

تداعيات الحرب والإيواء

وفي خضم الازمة، اعلن امين سر اتحاد نقابات الافران والمخابز في لبنان نعيم الخواجة انتهاء دعم الطحين المخصص لصناعة الخبز العربي، بعد انتهاء قرض البنك الدولي امس (24 أيلول 2024) ليصبح سعر ربطة الخبز 65000 ل.ل. في صالات الافران وتوزيعها على المستهلك بـ77000 ل.ل.

وفي اطار السعي لعدم الوقوع في ازمات نفط وفقدان السلع الضرورية، ترأس وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض اجتماعاً ضمّ رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط  مارون الشماس، وممثّل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا، وأمين سرّ المحطات حسن جعفر. وتناول البحث وضع قطاع المحروقات في ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي.

وبنتيجة الاجتماع والمعطيات، يُطمئن فيّاض المواطنين الى «توفّر الاحتياطات اللازمة من المشتقات النفطية على المدى المتوسط»، مؤكداً أن لا أزمة بنزين أو مازوت»، متمنياً «عدم التهافت على محطات التوزيع».

وزار رئيس نقابة أصحاب السوبرماركت نبيل فهد ورئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني البحصلي، مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة محمد أبو حيدر في مقر الوزارة، وعقدوا اجتماع عمل جرى خلاله البحث في مختلف الأمور اللوجستية المتعلقة بالمواد الغذائية في ظل الظروف والتحديات التي يواجهها لبنان والشعب اللبناني جراء العدوان الاسرائيلي الوحشي.

بعد الاجتماع أصدرت نقابة أصحاب السوبرماركت ونقابة مستوردي المواد الغذائية بياناً مشتركاً طمأنتا فيه الشعب اللبناني إلى أن مخزون المواد الغذائية المتوفر لدى لبنان يكفي لما بين ثلاثة إلى أربعة أشهر، «مع العلم أن الاستيراد لا يزال مستمراً عبر الموانىء اللبنانية وهذا من شأنه أن يحافظ على المخزون».

وأكدتا أن مخازن المواد الغذائية قد لبت كل الطلبيات التي وردت إليها، معلنةً أن ليس هناك أي نقص في أي سلعة من السلع الغذائية.

وفي السياق نفسه، لفتت النقابتان إلى حصول نوع من الإزدحام وارتفاع الطلب على المواد الغذائية من السوبرماركت ومراكز البيع بالتجزئة إلا أنه طمأن بالوقت نفسه إلى أن الوضع لم يرقَ إلى وضعية التهافت كما أن الأمور هدأت إلى حد ما.

وكان المشهد الصادم على الطرقات في لبنان، والتي شهدت ازدحاماً كثيفاً من الجنوب باتجاه بيروت، ومن البقاع باتجاه سوريا.. كما امتد النزوح الى البلدات الشمالية من زغرتا وطرابلس الى عكار.

وحسب الاحصاءات الرسمية بلغ عدد النازحين 27347 نازحاً، استحدث لهم 280 مركز ايواء، وبلغ مجموع العائلات التي طلبت المساعدة 2346 عائلة وتوزعت على 21 مدرسة في بيروت و75 مدرسة في جبل لبنان، و26 مدرسة في الجنوب و26 مدرسة في البقاع، و15 مدارس في الشمال و15 مدرسة في بعلبك – الهرمل و10 مدارس عكار.

الوضع الميداني

واصل العدو الاسرائيلي طيلة يوم امس عدوانه الجوي الواسع على مناطق الجنوب كافة وبعض مناطق والبقاع ما رفع عدد الشهداء الى نحو 560 واكثر من 1800 جريح، وكانت آخر مجزرة للعدو مساء امس بغارة على كوثرية السياد ادت الى استشهاد عائلة من 7 اشخاص بينهم طفلان.

هذا الى جانب عملية اغتيال نفذها بغارةعلى منطقة الغبيري بالضاحية الجنوبية استهدفت من وصفه «رئيس المنظومة الصاروخية في الحزب ابراهيم قبيسي (ابو جواد) مع مساعين له» وادت الغارة الى استشهاد ستة اشخاص واصابة 15 بجروح.

واستمر رد المقاومة العنيف بإطلاق مئات الصواريخ برغم كثافة الغارات المعادية، ومنها الصاروخ الجديد «فادي 3» الى جانب «فادي 1و2» والكاتيوشا، مستهدفا عشرات المستعمرات ومنها مستعمرات جديدة لميقصفها قبل ذلك، والمراكزالقيادية لجيش الاحتلال، وذكرت وسائل إعلام عبرية: أن الحزب أطلق 220 صاروخًا من لبنان بإتجاه الاراضي المحتلة. وأشارت إلى أنه أكبر عدد يطلقه الحزب في يوم واحد منذ بداية الحرب».

ومن الاهداف التي قصفها الحزب، «قاعدة شمشون» (مركز تجهيز ‏قيادي ووحدة تجهيز إقليمية) بصواريخ «فادي 3». ‏ومطار مجيدو العسكري غرب العفولة بصليات من صواريخ فادي 1 وفادي 2، ثم قصفوه للمرة الثانية والثالثة بصلية من صواريخ فادي 2، وكذلك مصنع المواد المتفجرة في منطقة زخرون التي تبعد عن الحدود 60 كلم بصلية من صواريخ فادي 2. كما استهدفوا قاعدة عاموس (القاعدة الرئيسية للنقل والدعم اللوجستي للمنطقة الشمالية) بصلية من صواريخ فادي1، واستهدفوا أيضاً قاعدة ومطار رامات ديفيد بصلية من صواريخ فادي 2. كما أعلن «الحزب» عن استهداف مصنع متفجرات بعمق 60 كلم داخل الحدود الإسرائيلية، وكذلك استهدفوا المخازن اللوجستيّة للفرقة ‏‏146 في قاعدة نفتالي بصلية صاروخية. كما قصف «الحزب» معسكر إلياكيم التابع لقيادة ‏المنطقة الشمالية جنوب حيفا بصلية من صواريخ فادي 2. وقصف أيضاً المخازن الرئيسيّة التابعة ‏للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا بعشرات الصواريخ. ومستعمرات: «روش بينا» بصليات ‏صاروخية. ‏و «قاعدة دادو» بـ 50 صاروخاً، واستهدف المقاومون «قاعدة شمشون» (مركز تجهيز ‏قيادي ووحدة تجهيز إقليمية) بصواريخ «فادي 3». ‏

كما قصفت المقاومة مستوطنات «هجوشريم»، «كتسرين»، و»غيشر هزيف»، وكريات شمونة. ووصل القصف الى جنوب وشرق حيفا وعكا وصفد وطبريا والجولان، ولحقت اضرار كبيرة واندلعت حرائق حسبوسائل اعلام عبرية، التي نشرت فيديوهات وصورا للأضرار والحرائق.

ومساء تحدثت وسائل إعلام عبرية عن قصف كثيف تتعرض له صفد. وسقوط صواريخ بشكل مباشر في «روش بينا».

كما ادخل الحزب «فادي 3» في عمليات القصف البعيد.

*******************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

الحزب من «حرب الاسناد» الى «حرب الاستنزاف» في معركة «الحساب المفتوح»

 فشل خطة الطوارئ الحكومية…. القطاع الصحي يحذر: المستشفيات

«فولت» اتصالات اميركية ــ فرنسية في نيويورك تصطدم بالشروط الإسرائيلية – ميشال نصر

 

على وقع موجة نزوح كثيفة في اتجاه العاصمة والجبل والشمال، عشية يوم من اعنف الغارات التي لم يشهد التاريخ اللبناني لها مثيلا، مع سقوط اكثر من 550 شهيدا و 1838 جريحا، تحركت الدبلوماسية الدولية، على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة، في مسعى، يرى فيه الكثيرون لزوم ما لا يلزم، بعدما بات الجميع على قناعة بان لا حلول في ظل التوازنات القائمة، ولا امكانية بالتالي لتطبيق الـ 1701، وفقا لقواعد اللعبة الحالية.

المساعي الدبلوماسية

 

فرغم الجهود الحثيثة التي تبذل، تبدو الدبلوماسية عاجزة عن التأثير، رغم المحاولات الجارية على اكثر من خط، وفي اكثر من مكان، مع تسارع الاحداث من دون أن يتمكن اللاعبون الدوليون والاقليميون من فعل الكثير، مع فشل كل وسائل الضغط الرئيسية المستخدمة.

 

على هذا الصعيد كشفت مصادر وزارية لبنانية ان فرنسا تخوض اتصالات رفيعة المستوى على خطين، الاول، في نيويورك، عبر اجتماعات ثلاثية فرنسية-ايرانية-عربية، دخل على خطها الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، حيث تجري مناقشات جدية للورقة الاميركية-الفرنسية التي سبق اعدادها، وعرضت على الجانب اللبناني، فيما يستعد رئيس حكومة تصريف الاعمال للتوجه الى نيويورك، للمشاركة عن قرب.

 

اما على الخط الثاني، فيقود الموفد الفرنسي جان ايف لودريان جولة اتصالات في بيروت، حيث تردد انه قد يمدد اقامته بناء لتعليمات من الايليزيه، حيث يتوقع ان يجري سلسلة لقاءات مع قيادات في الحزب، وكذلك مع سفراء الخماسية، اذ ستكون له خلوة في قصر الصنوبر مع السفير السعودي وليد البخاري لمتابعة بعض النقاط التي سبق عرضها خلال زيارته الى الرياض.

 

يواكب هذه الحركة الداخلية، تواصل مخابراتي قطري – تركي مع الحزب،دخل على الخط، للوصول الى تهدئة، او على الاقل العودة الى الوتيرة السابقة من العمليات، في انتظار نتائج الوساطات السياسية وما قد تؤدي اليه.

 

المصادر المواكبة لتلك الحركة ابدت تشاؤمها حيال توصل الاتصالات الى نتائج ايجابية، خصوصا ان الجانبين الفرنسي والاميركي، يتبنيان الموقف الاسرائيلي، الذي يركز على خلق منطقة عازلة جنوب الليطاني وايجاد آلية واضحة تسمح بالتحقق من عدم تواجد الحزب فيها، وهو ما ترفضه قيادة الحزب حتى الساعة، وسط تمسك لبناني بتنفيذ القرار 1701، الذي تحول بدوره الى اشكالية كبيرة في ظل وجهات النظر المختلفة حول تفسير روحيته واهدافه وطريقة تطبيقه.

 

وختمت المصادر بان تل ابيب على ما يبدو بدات تطبيق خطة اتفقت عليها مع الجانب الاميركي بعد اجتماعات على اكثر من مستوى، حيث حصلت واشنطن على وعد بعدم ذهاب تل ابيب الى الحرب الكبرى، مقابل مشاركتها في الضغط العسكري المواكب للجهود السياسية لالزام لبنان على السير بالتسوية التي وضعها هوكشتاين، من ترسيم الى انسحاب من جنوب الليطاني، وضمانات امنية، وعدت فرنسا بتامين تمويل خطتها، مقابل الحفاظ على مكاسبها الاقتصادية النفطية.

بزشكيان

 

هذا الارباك الدبلوماسي زاد منه ما سرب من تصريحات للرئيس الايراني، خلال اكثر من اطلالة صحافية له من نيويورك، نسب اليه فيها كلام، اثار موجة من التساؤلات وردود الفعل، قبل ان تؤكد مصادر ايرانية ان الترجمة لما ادلى به من مواقف لم تكن دقيقة، وقد قصد تشويه كلامه، لاحداث بلبلة.

اسرائيل

 

هذا والساعات الماضية كشفت وفقا لتطور احداثها الميدانية، الخطوط العريضة للاستراتيجية الاسرائيلية في هذه المرحلة والقائمة على:

 

– تكثيف الضربات لاجبار اهالي القرى الواقعة جنوب نهر الليطاني على مغادرتها باتجاه مناطق خارج الجنوب. اذ تحاول اسرائيل نقل المعركة الى الداخل اللبناني، عبر خلق اشكالات وحوادث امنية في المناطق، خصوصا في ظل وجود آلاف النازحين السوريين، رغم ان الاجهزة المعنية تمكنت حتى الساعة من ضبط الاوضاع، وحصر المشاكل التي حصلت طوال يوم وليل امس في اطرها الفردية.

 

– ضرب وتدمير الطرقات التي تربط القرى والبلدات والتقاطعات الاساسية، حيث لحقت بها اضرارا كبيرة نتيجة قصفها بصواريخ احدثت حفرا عميقة فيها، بهدف منع الاهالي من العودة، رغم ان اللافت حتى الساعة عدم استهداف اي من الجسور الواقعة على نهر الليطاني.

 

– الادعاء بقصف مخازن سلاح الحزب وقواعد اطلاق الصواريخ، سواء في الجنوب او خارجه، بمهمة ارباك لعمليات الاطلاق.

 

– محاولة قطع خطوط امداد الحزب وعزل منطقة جنوب الليطاني عن البقاع وبيروت، وهو ما يمكن ادراجه ضمن الاستعدادات الاستباقية لاي عملية تقدم بري.

 

استراتيجية تنطلق من ان المعركة ضدّ الحزب طويلة ومعقّدة، في ظل امتلاكه القدرة على المحافظة على زخم الاستنزاف، والحفاظ على مخزون كبير بما فيه الكفاية من الصواريخ والقذائف الصاروخية والطائرات المسيّرة، وهو ما يمتلكه بالفعل، والاستمرار في إطلاقها.

الحزب

 

على الجهة المقابلة، ووفقا للخبراء، واضح ان الحزب لم يتخذ قرار الحرب الشاملة بعد، انما قرر وبناء لما صدر على لسان امينه العام السيد نصرالله، ومن بعده نائبه، الانتقال من «حرب الاسناد» الى «حرب الاستنزاف»، في اطار «معركة الحساب المفتوح»، التي تركز على:

 

– توسيع رقعة العمليات، مستهدفا التجمعات السكانية، دون المخاطرة بايقاع اصابات في صفوف المستوطنين، انما بهدف دفعهم الى مغادرة مناطقهم واحداث ازمة نزوح في الداخل الاسرائيلي. وبناء على ذلك تكون صواريخ الحزب قد أجبرت 3 ملايين إسرائيلي على البقاء بالقرب من الملاجئ والأماكن المحصنة، حيث تجاوزت الرشقات الصاروخية التي أطلقت من لبنان مدى أكثر من 110 كيلومترات، في حين تصدرت صافرات الإنذار على مدار الساعة المشهد على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

 

– استهداف القواعد العسكرية الاساسية محاولا ايقاع اكبر قدر ممكن من الاضرار فيها، من خلال ضرب تجمعات القوات المنتشرة قرب الحدود لتشتيتها في ظل التعزيزات التي وصلت، وثانيا محاولة شل قاعدة القيادة والسيطرة الجوية في قاعدة ميرون، واخراج قاعدة «رامات ديفيد» الجوية من الخدمة، بهدف تصعيب العمليات الاسرائيلية.

 

– الانتقال الى مرحلة استخدام الاسلحة والصواريخ المتوسطة المدى من فادي1 الى فادي3، والتي ستصبح السلاح الاساسي المعتمد خلال الفترة القادمة.

 

فعلى الرغم من الهجمات الإسرائيلية العنيفة، التي اظهرت تقدم وحجم المعلومات الاستخبارية في تل ابيب ما ادى الى الاستهدافات الاخيرة، يعتقد الخبراء بإنّ الصورة من المرجّح أن تنقلب في حال اندلاع حرب برية، يريدها الحزب، مع نشر ترسانته الضخمة من الصواريخ والصواريخ المضادة للدبابات والطائرات المسيّرة، في مواجهة اي تقدّم إسرائيلي، اضف الى ذلك ان الجيش الاسرائيلي يواجه «عيوباً استراتيجيةً» في وجه الحزب، رغم امتلاكه أسلحةً أكثر تقدّماً، بما في ذلك طائرات مقاتلة من طراز أف-35 ودفاعات جوية متعددة الطبقات.

 

وتابع الخبراء، بان الحزب لا يسعى للفوز في حرب مع إسرائيل بالمعنى التقليدي، بل إنّه يهدف بدلاً من ذلك إلى إغراق القوات الإسرائيلية في حرب استنزاف، تماماً كما فعلت حركة ح ،فالانتصار لحارة حريك هو بمنعها اسرائيل من تحقيق اهدافها وافشالها لخططها، واهمها ابعاد الحزب لما بعد الليطاني، الذي باتت ترى فيه تل ابيب وفقا لقادتها حدودها الشمالية. وراى الخبراء ان الحزب يستنسخ الاستراتيجية الروسية المعتمدة في اوكرانيا، في استخدامه للصواريخ المتوسطة المدى والمسيرات لضرب القواعد العسكرية والموانئ وشبكة الكهرباء.

حكومة عاجزة

 

غير ان الساعات الماضية بينت عجزا حكوميا فاضحا، اذ بدت خطط الطوارئ التي حكي عنها، حبرا على ورق، وسط مشهد آلاف الناس والسيارات العالقة على طريق الجنوب باتجاه بيروت، حيث توقف السير بشكل كامل لساعات طويلة، مخلفا ازمة كبيرة، والحديث عن افتقار مراكز الايواء التي فتحت لابسط مقومات الحياة، في ظل ازمة مياه في غالبيتها وغياب للكهرباء.

 

اما على الصعيد الطبي والاستشفائي فقد دقت المستشفيات ناقوس الخطر، مع تراجع قدراتها الاستيعابية الى ادنى مستوياتها، بعدما امتلات اسرتها بالمصابين، وتوقفها عن استقبال الحالات العادية لاجل غير مسمى، والاكتفاء باجراء العمليات الطارئة.

استهداف جديد

 

وفيما سرعت اسرائيل وتيرة عملياتها الهجومية،عززتها باستهداف جديد للضاحية الجنوبية، حيث اغار الطيران الحربي على مبنى من ثلاثة طوابق مقابل حسينية الخنساء في منطقة الغبيري ما ادى الى سقوط 6 شهداء و15 جريحا ، حيث أشارت القناة 12 الإسرائيلية الى ان هدف الاغتيال شخصية بارزة من الحزب في مجال القوة الصاروخية. ولاحقاً، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي ان هدف الهجوم في بيروت هو إبراهيم قبيسي «أبو جواد» رئيس المنظومة الصاروخية في الحزب . وذكرت ان الغارة نفذتها طائرات من طراز «إف 35».

الجنوب

 

في الغضون، تواصلت الغارات على قرى وبلدات الجنوب والبقاع واستهدفت جنوبا أطراف شقرا، مفرق العباسية، وشرق مدينة صور. وأغار الطيران الحربي على مدخل صور – منطقة جل البحر، بعد ان كان أغار ليلا، على بلدتي معركة والحوش. وأدت الغارات الإسرائيلية إلى احتراق المباني في بلدة أنصارية في قضاء صيدا، وأفيد عن سقوط شهيد جراء الغارة. كما أغار على بلدة عيتا الشعب، وعلى يحمر الشقيف، كما تعرضت المنطقة الحرجية في المحمودية قرب الخردلي لغارة جوية معادية ومثلها بلدة عربصاليم في قضاء النبطية. واغار الطيران ايضا على اطراف بلدة القليلة، وبلدتي مركبا ودبعال واقتصرت الاضرار على الماديات. واستهدفت الغارات المنطقة الواقعة بين بلدتي البازورية والبرج الشمالي. وشن الطيران الحربي غارتين إستهدفتا بلدة كونين، كما اغار على بلدة حاريص ، وبيت ياحون ودير انطار. وفي الساحل الجنوبي لمدينة صور شنّت الطائرات الحربية غارتين الاولى على المنصوري والغارة الثانية على الحنية القليلة جنوبي صور.

البقاع

 

اما بقاعا فتواصلت الغارات طوال الليل، وحتى ساعات الصباح، على امتداد مدن وقرى قضاء بعلبك، ولم توفر المباني والأحياء السكنية من نارها ودمارها ومجازرها، ومن بين الشهداء أسر قضت بكامل أفرادها تحت الركام. واستهدفت 3 غارات بعلبك ودورس والبزالية والنبي شيت وبوداي ومفترق شعت والهرمل في البقاع. وأدت الغارة على منزل في شعت في البقاع الى سقوط 10 شهداء من عائلة واحدة.كما تعرضت محلة التل الأبيض عند مدخل بعلبك الشمالي للقصف، وبلدة طليا، وأطراف شمسطار.وتعرض العديد من البلدات في القطاع الغربي لسلسلة غارات اخرها غارة على بلدة صديقين. وزنّرت الغارات الإسرائيلية مدينة بعلبك من مداخلها كافة: الجنوبي، الجنوبي الشرقي، والمدخل الشمالي، وصولا إلى تلال عمشكي ورأس العين، والأحياء السكنية في العسيرة، قبة دورس، الشراونة، التل الأبيض، ومحلة الكيال التي تشكل امتداداً للموقع الأثري. وتوزع الإجرام الإسرائيلي على البلدات والقرى التالية: الخضر، جنتا، النبي شيت، السفري، تمنين، سهل سرعين، الحلانية، بدنايل، بوداي وجوارها، طاريا، شعت، يونين، تخوم نحله، حدث بعلبك، وادي أم علي، شمسطار، رسم الحدث، حوش الرافقة، أطراف بلدة مقنة، حلبتا، حربتا، وادي فعرة، العين، إيعات، النبي عثمان، دورس، البزالية، عين بورضاي وغيرها.

رد الحزب

 

من جهته، أعلن «الحزب» في سلسلة بيانات، ان مجاهدي المقاومة الاسلامية قصفوا مطار مجيدو العسكري غرب العفولة بصليات من صواريخ فادي 1 وفادي 2، ثم قصفوه للمرة الثانية والثالثة بصلية من صواريخ فادي 2، وكذلك مصنع المواد المتفجرة في منطقة زخرون التي تبعد عن الحدود 60 كلم بصلية من صواريخ فادي 2. كما استهدفوا قاعدة عاموس (القاعدة الرئيسية للنقل والدعم اللوجستي للمنطقة الشمالية) بصلية من صواريخ فادي1، واستهدفوا أيضاً قاعدة ومطار رامات ديفيد بصلية من صواريخ فادي 2. كما أعلن «الحزب» عن استهداف مصنع متفجرات بعمق 60 كلم داخل الحدود الإسرائيلية، وكذلك استهدفوا المخازن اللوجستيّة للفرقة ‏‏146 في قاعدة نفتالي بصلية صاروخية. كما قصف «الحزب» معسكر إلياكيم التابع لقيادة ‏المنطقة الشمالية جنوب حيفا بصلية من صواريخ فادي 2. وقصف أيضاً المخازن الرئيسيّة التابعة ‏للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا بعشرات الصواريخ.

****************************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

يوم ثانٍ من العدوان الجوي الواسع: حيفا مقابل الضاحية  

 

الشرق – استمر امس تصاعد وتيرة الاستهدافات الاسرائيلية للبنان من جنوبه الى بقاعه والضاحية الجنوبية وارتفاع عدد الشهداء الى ما يزيد عن 558 على وقع موجة نزوح كثيفة في اتجاه العاصمة والجبل والشمال، ورد المقاومة باستهداف مستعمرات العدو وقواعده الاستراتيجية في محيط حيفا وطبريا والحاق اضرار وحرائق كبيرة فيها.

 

فقد أغار الطيران الحربي الإسرائيلي امس مستهدفًا مبنى من ثلاثة طوابق مقابل حسينية الخنساء في منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت.

 

وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان بحصيلة أولية لغارة العدو الإسرائيلي اليوم على الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث أدت إلى استشهاد ستة أشخاص وإصابة خمسة عشر شخصا بجروح.

 

ولاحقاً، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي ان هدف الهجوم في بيروت هو إبراهيم قبيسي «أبو جواد» رئيس المنظومة الصاروخية في الحزب.

 

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي ان الغارة على الضاحية الجنوبية نفذتها طائرات من طراز «إف 35».

 

وامس لفّ العدو زنار من الدم والنار والدمار مختلف المناطق اللبنانية في الجنوب من صيدا إلى صور والناقورة والنبطية وامتداداً إلى جبل الشيخ، وكذلك البقاع الغربي ومعظم قرى وبلدات البقاع الأوسط والشرقي،ويستمر القصف الاسرائيلي، مستهدفا بالغارات العنيفة البقاع والجنوب. ولم تغادر طائرات الاستطلاع سماء لبنان حتّى في المناطق التي لم تتعرّض للقصف.

 

فقد خلّفت مئات الغارات الإسرائيلية على مناطق عديدة الى يوم امس ما يزيد عن 560 قتيلا، بينهم 35 طفلا، وفق حصيلة أعلنتها وزارة الصحة، في أعنف قصف جوي على الإطلاق يستهدف لبنان منذ بدء تبادل إطلاق النار على جانبَي الحدود قبل نحو عام .

 

واستهدفت الغارات الاسرائيلية امس أطراف شقرا، مفرق العباسية، وشرق مدينة صور. وأغار الطيران الحربي على مدخل صور – منطقة جل البحر، بعد ان كان أغار ليلا، على بلدتي معركة والحوش. وأدت الغارات الإسرائيلية إلى احتراق المباني في بلدة أنصارية في قضاء صيدا، وأفيد عن سقوط شهيد جراء الغارة، كما أغار على بلدة عيتا الشعب، وعلى يحمر الشقيف، كما تعرضت المنطقة الحرجية في المحمودية قرب الخردلي لغارة جوية معادية ومثلها بلدة عربصاليم في قضاء النبطية. واغار الطيران ايضا على اطراف بلدة القليلة، وبلدتي مركبا ودبعال واقتصرت الاضرار على الماديات. واستهدف الطيران الحربي الاسرائيلي باكثر من غارة المنطقة الواقعة بين بلدتي البازورية والبرج الشمالي، وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارتين إستهدفتا بلدة كونين، كما اغار على بلدة حاريص، وبيت ياحون ودير انطار. وفي الساحل الجنوبي لمدينة صور شنّت الطائرات الحربية غارتين الاولى على المنصوري والغارة الثانية على الحنية القليلة جنوبي صور،وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي على منزل في عريض مرجعيون واستهدفه بغارة ثانية من دون أن ينفجر الصاروخ،ونفذ الطيران الحربي غارة استهدفت بلدة الرمادية في قضاء صور. كما اغار للمرة الثالثة على عريض مرجعيون أو ما يعرف بعريض دبين. ومن النبطية، أفيد عن استهداف فريق الدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية في الغارة الجوية المعادية على بلدة النبطية الفوقا، ووقوع ٥ اصابات بين عناصره،ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي عصرا غارة مستهدفا بلدة ميفدون.

 

اما بقاعا فتواصلت الغارات طوال الليل، وحتى ساعات الصباح، على امتداد مدن وقرى قضاء بعلبك، ولم توفر المباني والأحياء السكنية من نارها ودمارها ومجازرها، ومن بين الشهداء أسر قضت بكامل أفرادها تحت الركام. واستهدفت 3 غارات بعلبك ودورس والبزالية والنبي شيت وبوداي ومفترق شعت والهرمل في البقاع. وأدت الغارة على منزل في شعت في البقاع الى سقوط 10 شهداء من عائلة واحدة.كما تعرضت محلة التل الأبيض عند مدخل بعلبك الشمالي للقصف، و طليا،وأطراف شمسطار، وتعرض العديد من البلدات في القطاع الغربي لسلسلة غارات اخرها غارة على بلدة صديقين، وتوزع الشهداء والجرحى على مستشفيات المنطقة، وبخاصة على مستشفيات: دار الأمل الجامعي، مستشفى بعلبك الحكومي، دار الحكمة ومستشفى رياق.

 

وزنّرت الغارات الإسرائيلية مدينة بعلبك من مداخلها كافة: الجنوبي، الجنوبي الشرقي، والمدخل الشمالي، وصولا إلى تلال عمشكي ورأس العين، والأحياء السكنية في العسيرة، قبة دورس، الشراونة، التل الأبيض، ومحلة الكيال التي تشكل امتداداً للموقع الأثري، في حين شهدت بعض الأحياء المستهدفة حركة نزوح إلى أحياء وبلدات مجاورة بعيدة من دائرة الاستهداف.

 

وأعلنت «المقاومة الاسلامية» في سلسلة بيانات، ان مجاهدي المقاومة الاسلامية قصفوا اليوم، مطار مجيدو العسكري غرب العفولة بصليات من صواريخ فادي 1 وفادي 2، ثم قصفوه للمرة الثانية والثالثة بصلية من صواريخ فادي 2، وكذلك مصنع المواد المتفجرة في منطقة زخرون التي تبعد عن الحدود 60 كلم بصلية من صواريخ فادي 2. كما استهدفوا قاعدة عاموس (القاعدة الرئيسية للنقل والدعم اللوجستي للمنطقة الشمالية) بصلية من صواريخ فادي1، واستهدفوا أيضاً قاعدة ومطار رامات ديفيد بصلية من صواريخ فادي 2. كما أعلنت «المقاومة» عن استهداف مصنع متفجرات بعمق 60 كلم داخل الحدود الإسرائيلية، وكذلك استهدفوا المخازن اللوجستيّة للفرقة ‏‏146 في قاعدة نفتالي بصلية صاروخية. كما قصف «الحزب» معسكر إلياكيم التابع لقيادة ‏المنطقة الشمالية جنوب حيفا بصلية من صواريخ فادي 2. وقصف أيضاً المخازن الرئيسيّة التابعة ‏للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا بعشرات الصواريخ، وقصف مجاهدو المقاومة الإسلامية مستعمرة روش بينا، وقاعدة نيمرا بعشرات الصواريخ»، و‏قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية قاعدة شمشون (مركز تجهيز قيادي ووحدة تجهيز إقليمية) بصواريخ فادي 3».

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram