افتتاحية صحيفة الأخبار:
التهويل يسابق التصعيد
لا يزال الجميع في انتظار النتيجة النهائية للاتصالات الجارية من دون توقف بشأن صفقة وقف إطلاق النار في غزة، بالتزامن مع تكثيف الاتصالات الغربية لاحتواء التصعيد المحتمل مع لبنان وإيران. غير أن التعثّر الواضح في المفاوضات مع المقاومة الفلسطينية، رفع من منسوب الخشية من تدهور الوضع في غزة، وتوسّع المواجهات في ساحات الإسناد.وبالتزامن مع توسّع المواجهات بين المقاومة الإسلامية وقوات الاحتلال على الجبهة اللبنانية، رفع قادة العدو من مستوى تهديداتهم ضد حزب الله، وسط عملية تهويل إعلامية كبيرة في الإعلام الإسرائيلي حول «نقل قوات من غزة إلى الشمال وإيلاء أهمية أكبر لجبهة لبنان»، واستعدادات لتوجيه ضربات رداً على ما سماه الناطق باسم الجيش «قصف حزب الله منشآت مدنية». وصرّح رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بعد جولة في قاعدة «رمات ديفيد» قرب الحدود مع لبنان، بـ«أننا مستعدّون لأي سيناريو سواء في الدفاع أو الهجوم. سلاح الجو هو القبضة الحديد التي نستخدمها لضرب نقاط ضعف أعدائنا». احتمالات توسّع الحرب وردت أيضاً على لسان الرئيس الجديد للاستخبارات العسكرية شلومي بندر وسلفه المنتهية ولايته أهارون هاليفا، إذ قال الأول إن «احتمالات التوسع قائمة»، فيما أشار الثاني إلى أن هذه الإمكانية «موجودة على الطاولة».
كذلك انخرط خصوم الحزب في لبنان في حملة التهويل بالحديث عن حرب وشيكة، وحتى «خلال ساعات»، بما يظهر تجدّد رهانات هؤلاء على توجيه إسرائيل ضربة كبيرة إلى المقاومة لاستثمارها في الداخل. فيما تجاهل الحزب هذه الحملات، وبقي على موقفه الرافض للاستماع إلى أي رسائل تهديد تولّى دبلوماسيون وسياسيون نقلها في الفترة الأخيرة، وأكّد على لسان النائب إبراهيم الموسوي أن الرد على اغتيال القائد الجهادي فؤاد شكر قائم بمعزل عن كل ما يقال من العدو أو غيره.
وبعدما شنّ طيران العدو غارات ليل أول من أمس على بلدات بقاعية، زعم أنها استهدفت مواقع للمقاومة وأدّت إلى سقوط شهيد و19 جريحاً من المدنيين، ردّت المقاومة أمس بإدخال مواقع جديدة على لائحة الاستهدافات في مناطق داخل العمق الإسرائيلي. وفيما كان رئيس وزراء العدو يستعرض في قاعدة رامات دافيد الجوية في محاولة لترميم شيء من صورة الردع، نشرت وسائل الإعلام العبرية مشاهد الدمار الذي خلّفته صواريخ حزب الله في مستوطنة «كتسرين» في الجولان، ووضعتها في إطار إثبات المزيد من تآكل الردع الإسرائيلي، علماً أن الإجراءات الأمنية فرضت على نتنياهو أن تقتصر جولته الشمالية على زيارة القاعدة التي تبعد عن الحدود اللبنانية نحو خمسة كيلومترات.
وأدّى وابل من الصواريخ أطلقته المقاومة على المستوطنة إلى تدمير خمسة منازل تلقّت ضربات مباشرة، وإصابة مستوطن بجروح متوسطة. وعقب ذلك، أوصت البلدية السكان الذين أصيبوا بالهلع، وآخر بجروح متوسطة الخطورة، بالبقاء في الأماكن المحصّنة وعدم التجوّل. وبعد تفقّده المستوطنة، صرّح وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير بأن «كتسرين كتل أبيب. لا حديث مع حزب الله بل توجيه فوهات المدافع، وأحد أسباب مطالبتي بدخول الكابينت المصغّر هو ما يحدث هنا». ودعا إلى بدء معركة واسعة ضد حزب الله، و«يجب أن نهاجم، وأن نفتح معركة. هذه هي الفرصة، ويجب ألا نفوّتها». فيما طُرح على النقاش في إسرائيل حول كيفية التعامل مع قصف المستوطنة، إذ نقل معلّقون بأن الجيش طلب من الحكومة أن يكون هناك رد، معتبراً أن الضربة «رد عالي السقف من حزب الله».
ونقل موقع «واينت» عن المستوطن بني كوهين، الذي يسكن بجانب أحد البيوت التي احترقت بالكامل، أنه «نحو الثامنة صباحاً انطلقت صافرات الإنذار تلتها صواريخ ضربت مناطق واسعة، وتسببت بحرق منزلين مجاورين في الحي»، وأضاف: «لم يسمحوا لنا بالخروج أو التجوّل في البلدة، وقاموا بإغلاق الطرق. أشاهد أعمدة الدخان تتصاعد من المناطق المفتوحة التي سقطت فيها صواريخ»، مشيراً إلى أنه «هذا اليوم الثاني الذي نعايش فيه تأهّباً عالياً». وقال رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات الجولان، أوري كلنير، للموقع «إن معجزة حصلت هنا لأن أحداً لم يُصب بجروح خطيرة في ظل الدمار الذي أشاهده». وأضاف: «لا أحد محميّ، والصواريخ تسقط في كل مكان»، محمّلاً «حكومة إسرائيل المسؤولية، وعليها إعادة الأمن وأن تأمر الجيش بنقل المعركة إلى خارج الحدود». فيما قال رئيس بلدية المستوطنة في اتصال مع صحيفة «معاريف» إن «هناك عدداً كبيراً من المصابين بحالات الهلع وحالتهم النفسية غير بسيطة على الإطلاق، فصوت الانفجارات كان قوياً، وكثير من الشظايا تطايرت في الجو».
وشهد يوم أمس كثافة في العمليات النوعية للمقاومة التي استهدفت دبابة «ميركافا» في موقع العباسية بصاروخ موجّه أصابها إصابة مباشرة. كما استهدف المقاومون مجموعة من جنود العدو في محيط ثكنة زرعيت بقذائف المدفعية.
ورداً على الاعتداء الإسرائيلي على البقاع، قصفت المقاومة الإسلامية قاعدة تسنوبار اللوجستية في الجولان السوري المحتل بصليات من صواريخ كاتيوشا، وشنّت هجوماً جوياً بأسراب من المُسيّرات الانقضاضية على المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في عميعاد، مستهدفة مراكز القيادة وأماكن تموضع ضباطها وجنودها و«أصابت أهدافها بدقّة».
كذلك استهدفت المقاومة، رداً على الاعتداء الإسرائيلي والاغتيال في بلدة بيت ليف، موقع حدب يارون بمحلّقة انقضاضية، وقصفت ثكنة راميم (مقر قيادي كتائبي تشغله حالياً قوات من لواء غولاني) بصلية من صواريخ الكاتيوشا، كما استهدفت موقعَي المالكية وحدب يارون، وتموضعات لجنود العدو في موقع مسكفعام، والتجهيزات التجسسية في موقع بركة ريشا، إضافة إلى ثكنتَي زرعيت وراموت نفتالي بِصليةٍ من صواريخ الكاتيوشا.
*********************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
بايدن وبلينكن لترقيع التسبب بإفشال المفاوضات بعد إعلان تبني طلبات نتنياهو
عقائدية واشنطن أطاحت بالتفاوض كستار يشوش على توقيت رد إيران والمقاومة
اليمن يستهدف سفينتين في البحر الأحمر وعشرات الصواريخ على ثكنات الجولان
نشطت اتصالات الرئيس الأميركي جو بايدن برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بحثاً عن مخرج من المأزق الذي تسببت به مواقف واشنطن التي حمّلت حركة حماس مسؤولية فشل المفاوضات، بعدما صرّح كل من الرئيس بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن بأن حماس هي المسؤولة عن فشل المسار التفاوضي، إثر تبني بلينكن طلبات نتنياهو بتعديل مبادرة الرئيس بايدن وفقاً لها، واعتبارها مقترحاً أميركياً تنفيذياً للمبادرة قبله نتنياهو وعلى حماس قبوله.
إغلاق حماس باب التفاوض بعد الموقف الأميركي المتماهي مع نتنياهو، كما وصفته، أصاب المسعى الأميركي القائم أصلاً على إطالة أمد المفاوضات الى أطول مرحلة ممكنة، واستثمار شراء الوقت تحت ستار التفاوض للتشويش على قرار إيران وقوى المقاومة الردّ على الاعتداءات الاسرائيلية التي استهدفت العاصمتين بيروت وطهران وقتلت قائدين كبيرين هما رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقائد الكبير في المقاومة فؤاد شكر، لكن العقائدية العمياء غلبت الحسابات البراغماتية لإدارة بايدن ووزيره بلينكن، كما قالت مصادر متابعة، حيث كان المفترض أن لا يُقدم بلينكن على إقفال الباب التفاوضي وإبقائه مشرعاً على تبادل المقترحات لأطول مدة ممكنة كي يتسنى الضغط على إيران والمقاومة بذريعة المطالبة بعدم الرد لإفساح المجال أمام إنجاز التفاوض اتفاقاً ينهي الحرب في غزة ويؤمن دخول المساعدات إلى أهلها المحاصرين.
مصادر فلسطينية قالت إن إعادة إحياء المسار التفاوضي صارت أكثر تعقيداً بعد الموقف الأميركي، وإن احتمال إعلان المقاومة رفض التفاوض في ظل وساطة أميركيّة صار أكبر، وإن المقاومة تدرس التوجه لمطالبة مجلس الأمن الذي أصدر القرار 2735 الذي تبنّى مبادرة بايدن وقبلته المقاومة، ليضع يده على الملف ويضع آلية تنفيذية لقراره، بصيغة تشبه ما حدث خلال حرب 2006 على لبنان والتي انتهت بصدور القرار 1701.
في جبهات القتال، غزة تواصل عملياتها النوعية رغم المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين، وحزب الله يقصف بعشرات الصواريخ ثكنات قيادة جيش الاحتلال في الجولان، بينما اليمن يصيب سفينتين في البحر الأحمر.
وفيما تؤشر المعلومات والمعطيات والمواقف الآتية من الدوحة بتعثر جولة المفاوضات الأولى وفشل زيارة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الى المنطقة بالضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للموافقة على وقف إطلاق النار في غزة، ترجّح أوساط سياسية مطلعة خيار التصعيد في المنطقة في ظل قرار إسرائيلي بتغطية أميركية بجولة تصعيد في المنطقة لأسباب متعددة أهمها محاولة لتغيير موازين القوى ومعادلات الردع في المنطقة التي أفرزتها عملية طوفان الأقصى وأشهر الحرب العشرة بالإضافة الى جبهات الإسناد. واستبعدت الأوساط عبر لـ»البناء» التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في جولة المفاوضات المرتقبة في القاهرة، لا سيما بعد فشل مفاوضات الدوحة وزيارة وزير الخارجية الأميركية الى «إسرائيل» ومصر والدوحة، بسبب تمسّك نتنياهو بشروطه. وشدّدت الأوساط على أنّه مع انسداد أفق الحلول وضيق خيارات حكومة «إسرائيل» باتت كافة الخيارات قائمة ومن ضمنها التصعيد الواسع في المنطقة لكن لا يعني ذلك حتمية الانزلاق الى حرب شاملة لغياب القرار عند كافة الأطراف بخوضها وبالشروع فيها كي لا تتحمّل المسؤولية أمام العالم، وثانياً تهيب نتائجها وتداعياتها في ظل قدرة التدمير لكافة الأطراف والمفاجآت المتوقعة.
غير أن اللافت هو انبراء شخصيات سياسية وإعلامية محسوبة على القوى الغربية للحديث عن معلومات بأن الحرب في المنطقة باتت قريبة! ولم تُعرف حقيقة هذا الكلام وما إذا كان مبنياً على معلومات دقيقة أم جزءاً من الحرب النفسية والضغط على لبنان والمقاومة في إطار سياسة الردع الإسرائيلية لتجميد ردّ حزب الله ومحور المقاومة. وقد تحدّث مروان حمادة أن لديه معلومات من مسؤولين على علاقة مباشرة بالمفاوضات أنّ الحرب واقعة خلال أيام قليلة أو ساعات، قبل أن يتراجع مساء أمس، في تصريح آخر ويقول إنّه يتحدث كصحافي وليس كسياسي.
وفيما جدّدت مصادر في فريق المقاومة لـ”البناء” التأكيد بأن الرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر آتٍ لا محالة عاجلاً أم آجلاً، ولن تتأثر المقاومة بحملات التشويش والتحريض والاستفزاز وستقوم بما تراه مناسباً ويحقق المصلحة الوطنية وضرورات استمرار جبهات الإسناد انسجاماً مع رؤية واستراتيجية قيادة محور المقاومة باستنزاف كيان الاحتلال والربح بالنقاط.
وأكد عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب إبراهيم الموسوي، خلال تشييع أحد عناصر “حزب الله” في بلدة النبي شيت، أن “استهداف المواطنين في بيوتهم الآمنة لن يزيدهم إلا تمسكاً بخيار الدفاع عن وطنهم، ودعمهم للمقاومة، وأن الوحشية الصهيونية التي يمارسها العدو على الأبرياء في البقاع والجنوب وصولاً إلى غزة وحّدت الدماء التي ستنتصر على السيف في نهاية المطاف”.
وفي سياق منفصل، لفت الموسوي، في حديث لـ”الجزيرة” الى أننا “سنبقى في معركة إسناد غزة ولن يثنينا ازدياد الشهداء والتضحيات”، مؤكداً أن “الردّ على اغتيال القائد فؤاد شكر لن يكون ملتبساً وسيدركه الجميع”.
وعلمت “البناء” أن أكثر من مرجع دبلوماسي أبدى تشاؤمه من نتائج المفاوضات في الدوحة والقاهرة وحذّر جهات سياسية لبنانية من أن التصعيد سيكون سيّد الموقف خلال الأشهر المتبقية من الإدارة الأميركية الحالية وأن الملفات والتسويات في المنطقة سترحل الى الإدارة الجديدة.
ميدانياً، واصل مجاهدو المقاومة ضرباتهم النوعيّة ضد مواقع وتجمّعات العدو، وشنّ المقاومون هجومًا جويًا بأسراب من المسيّرات الانقضاضية على المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة “عميعاد”. فما هي هذه القاعدة؟
وتقع قاعدة “عميعاد”، شمال غرب بحيرة طبريا، وتبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية حوالى 19 كلم، يتمركز فيها احتياط فرقة الجليل ومخازنها، وفيها مقر احتياطي للفيلق الشمالي.
وتتبع القاعدة لقيادة المنطقة الشمالية في جيش العدو “الإسرائيلي”، واستهدفتها المقاومة للمرة الثانية.
وصدر عن “المقاومة الإسلامية” البيان الآتي: “رداً على اعتداء العدو الإسرائيلي الذي طال منطقة البقاع قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية اليوم قاعدة تسنوبار اللوجستية في الجولان السوري المحتل بصليات من صاروخ كاتيوشا”. كذلك، استهدف موقع حدب يارون بقذائف المدفعية. و”رداً على اعتداء العدو الإسرائيلي الذي طال منطقة البقاع”، شنّ الحزب اليوم “هجوماً جوياً بأسراب من المسيّرات الانقضاضية على المقرّ الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستيّة في عميعاد، مستهدفة مراكز القيادة وأماكن تموضع ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة”. كما استهدف الحزب دبابة ميركافا في موقع العباسيّة. وفي بيان آخر أعلن “حزب الله” استهداف قوّة إسرائيليّة تتحرك في محيط ثكنة زرعيت بقذائف المدفعيّة. ونعى الحزب خمسة من عناصره. وتم استهداف مقرّ في ثكنة راميم تشغله قوات من لواء غولاني بصلية كاتيوشا وتموضعات لجنود العدو في موقع مسكافعام.
وفي تصريحات تعكس اعترافاً واضحاً بالفشل والإخفاق في الحرب على غزة ومحاولة لرفع معنويّات جيش الاحتلال وكيانه، أعلن الرئيس الجديد لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان” شلومي بيندر بأنه “حيثما قصّرنا، سنحقق وسنحسّن؛ حيثما ارتكبنا أخطاء، سنتعلم وسنتغيّر، وحيثما نشأت شقوق، مهما كانت كبيرة، سنُصرّ على إصلاحها ورأبها”. وأضاف: “سنفعل ذلك من منطلق المسؤوليّة، ومن أجل إعادة بناء الثقة. هذا واجبنا”. ولفت إلى أنه “علينا أن نستمرّ في تعزيز استعداداتنا لتوسّع الحرب في الشمال، وبناء بنية تحتية استخباراتية قوية لإسرائيل للدفاع والهجوم في ساحات أبعد، كما أثبتت هذه الشعبة قدرتها على القيام بذلك ببراعة، في الآونة الأخيرة”. وتابع: “علينا أن نواصل السعي نحو النصر – تفكيك حماس وقدراتها بشكل منهجيّ، وخلق الأمن على جميع الحدود، لكي يتمكن سكان الشمال والجنوب من العودة إلى بيوتهم”.
وواصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على الجنوب والبقاع فنفذ اغتيالاً في صيدا، حيث شنّت مسيرة إسرائيلية غارة في منطقة الفيلات في صيدا، استهدفت سيارة الضابط المتقاعد في حركة فتح خليل المقدح، ما أدّى الى مقتله. وخليل المقدح هو شقيق القيادي في فتح منير المقدح ومن كتائب شهداء الأقصى. وأعلنت القناة 14 الإسرائيلية أن خليل المقدح كان ناشطاً في فيلق القدس التابع للحرس الثوريّ. وأشار الجيش الإسرائيلي الى ان المقدح كان ينقل الأموال والأسلحة إلى الضفة الغربية.
أغارت مسيّرة إسرائيلية قرابة السابعة صباحاً، بصاروخ موجّه على سيارة في بلدة بيت ليف. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن الغارة أدّت إلى استشهاد مواطن لبناني. كذلك أدى القصف الإسرائيلي المعادي على بلدة الوزاني إلى استشهاد شاب سوري. وكان قصف مدفعي من العيار الثقيل استهدف مجرى نهر الليطاني أطراف بلدة ديرميماس. وشنّ الطيران الحربيّ سلسلة غارات عنيفة بعدد من الصواريخ على بلدات النبي شيت، بوداي وسرعين، خلّفت كرة لهب في سماء المنطقة، ودويّاً كبيراً في أرجائها. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة حصيلة نهائية مفصلة لغارات العدو الإسرائيلي ليل الثلثاء الأربعاء على البقاع. حيث أدّت إلى استشهاد مواطن لبناني وإصابة ثلاثين شخصاً.
ورأى خبراء في الشؤون العسكرية لـ”البناء” أن التصعيد الإسرائيلي التدريجي ضد لبنان يهدف لفرض معادلة ردع على حزب الله كرسالة بأن ردة الفعل الإسرائيلية على رد محور المقاومة سيكون حرباً شاملة، ظناً بأن حزب الله ومحور المقاومة سيتراجعان أو سيخفضان حجم الرد لتجنب الحرب الشاملة.
على صعيد آخر، رأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً في السرايا الحكومي، ضمّ وزير الطاقة والمياه وليد فياض، وزير المال يوسف خليل، المدير العام لوزارة المال جورج معراوي، ومستشار رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس. وصرّح فياض بعده: خصّص الاجتماع لبحث موضوع دفع مستحقات المؤسسات والإدارات العامة لصالح “كهرباء لبنان”، هناك سلفة خزينة بقيمة 6800 مليار ليرة ولم يدفع منها سوى ألف مليار ونعمل على صياغة حل للمبلغ المتبقي كي يتم دفعها بأسرع وقت ممكن. أضاف: بطلب من دولة الرئيس ميقاتي، سيتم إرسال إشعارات من مؤسسة “كهرباء لبنان” مباشرة إلى وزارة المالية وبهذه الطريقة تتجمع كل الإشعارات في وزارة المالية ويتم دفع المبلغ مرة واحدة قبل نهاية العام، وتبلغ قيمتها حوالي 60 مليون دولار ليدخل هذا المبلغ في حساب مؤسسة الكهرباء، عندها يمكن للمؤسسة أن تفي جزءاً من مستحقات العراق وهو الجزء الذي تمّ التوافق عليه في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة والتي يجب على الشركة أن تسدّدها. ولفت إلى أن “هناك مليوناً ونصف مليون طن، ومؤسسة الكهرباء مستعدّة لتسديد ثمن نصف مليون طن بالليرة اللبنانية ليدخل في حساب دولة العراق لدى المصرف المركزي”.
وليس بعيداً، استقبل فياض سفير الجزائر لدى لبنان رشيد بلباقي وتناول البحث تفاصيل هبة “الفيول أويل” التي أعلنت الجزائر عن نيّتها تزويد لبنان بها بناءً على توجيهات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لمساعدة لبنان في تخطّي أزمة العتمة الشاملة. وشكر الوزير فياض السفير بلباقي على مبادرة الجزائر، مثمّناً “وقوفها الدائم الى جانب لبنان في مختلف المجالات”. وتم الاتفاق على استكمال البحث لتحديد كمية الهبة وموعد وصولها.
وفي سياق ذلك، مثل الوزير فياض أمام النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار في قصر العدل في بيروت حيث باشر الاستماع إلى إفادته في ملف الكهرباء. وكان الحجار استمع قبل ذلك إلى المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك الذي غادر من دون الإدلاء بأي تصريح.
********************************************
افتتاحية صحيفة النهار
التصعيد في الأعماق يفتح محاور مواجهة جديدة
رسمت التطورات الميدانية التي شهدها الجنوب والبقاع الشمالي في الساعات الـ 48 الأخيرة المعالم المتقدمة للرسالة الإسرائيلية التصعيدية التي تقول ما مفاده أن الجيش الإسرائيلي ينفذ أمر العمليات الذي كشفه وزير الدفاع يوآف غالانت قبل يومين حول انتقال معظم نشاط الجيش إلى الحدود مع لبنان. هذه الرسالة لم تعد في حاجة إلى إثبات في ظل تلاحق الغارات المتعاقبة والمتتالية المتجوّلة بين الجنوب والبقاع واستهداف مخازن صواريخ لـ”الحزب”، ومن ثم المضي بلا هوادة في نهج الاغتيالات للقادة والكوادر الميدانيين، حتى أن إسرائيل طورت أمس هذا النهج باستهداف قيادي سابق في #حركة “فتح” #خليل المقدح الذي اغتالته في مدينة #صيدا التي كانت مسرحاً لهذا النمط الاغتيالي للمرة الثانية في شهر.
ولعل الأخطر في هذا السياق، أن الهجمة الإسرائيلية اتخذت دلالات تعمّد التصعيد عبر تكرار الغارات الليلية الثقيلة على منطقة #بعلبك في عمق البقاع التي تكاد تتحول خطّ المواجهة الثاني اللصيق بالخط الأزرق الفاصل بين الحدود اللبنانية والإسرائيلية جنوباً، وهو تطور ينذر في حال استفحاله بانهيار تام لكل ما سمي “قواعد الاشتباك” التي كانت تتّبع من إسرائيل و”الحزب” في المواجهات الحدودية المباشرة بما يفتح الباب على أخطار تمدّد المواجهات إلى الأعماق بكل ما يثيره ذلك من مخاوف حيال تفلّت في أي لحظة ممكن أن يشعل المواجهة الشاملة.
وإذا كان لا يمكن فصل أو عزل الاندفاعة التصعيدية عن تهاوي المفاوضات في شأن وقف الحرب في غزة والتطورات الخطيرة الناشئة عن ذلك بما فيها ربطاً المواجهات في #جنوب لبنان، فإن التصريح المدوي للنائب مروان حمادة بدا بمثابة تحذير متقدم غير مسبوق حيال خطر نشوب وشيك للحرب وأثار ترددات واسعة إذ أعلن حماده أن “لديه معلومات من ديبلوماسيين غربيين على علاقة مباشرة بالمفاوضات أنّ الاستعدادات لدى العدو كما لدى الحزب تشير إلى أن الحرب واقعة خلال أيام قليلة أو ساعات”. وأوضح لاحقاً أن هذه التوقعات مبنية على تطورات الميدان ووقائع ديبلوماسية والضبابية حول استئناف المفاوضات.
وفيما التطورات الميدانية تتوالى تصعيداً، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي #بنيامين نتنياهو بزيارة قاعدة #رمات ديفيد الجوية في شمال إسرائيل، هذه القاعدة التي صوّرها “هدهد” “الحزب”، حيث قال: “جئت لزيارة قاعدة رمات ديفيد لأراقب عن كثب استعداداتنا ضد التهديدات القريبة والبعيدة”. وأضاف: “نحن مستعدون لأي سيناريو في الدفاع والهجوم. سلاح الجو هو قبضتنا الحديدية الذي يعرف كيف يضرب نقاط الضعف لأعدائنا. وإذا اضطررنا إلى ذلك، فسنثبت ذلك مرارًا وتكرارًا”.
وغداة تجدّد الغارات الإسرائيلية ليل الثلاثاء على بعلبك وردّ “الحزب” عليها، شنت مسيّرة إسرائيلية غارة في منطقة الفيلات في صيدا، استهدفت سيارة الضابط المتقاعد في حركة “فتح” خليل المقدح واغتالته. وخليل المقدح هو شقيق القيادي في “فتح” منير المقدح ومن “كتائب شهداء الأقصى”. واعلنت القناة 14 الإسرائيلية أن خليل المقدح كان ناشطاً في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن المقدح كان ينقل الأموال والأسلحة إلى الضفة الغربية.
وكان “الحزب” الذي نعى خمسة من عناصره سقطوا في الغارات على الجنوب والبقاع ردّ على الغارات الذي طاولت منطقة البقاع فقصف قاعدة تسنوبار اللوجستية في #الجولان السوري المحتل بصليات من صاروخ كاتيوشا. كذلك، استهدف موقع حدب يارون بقذائف المدفعية وشنّ هجوماً جوياً بأسراب من المسيّرات الانقضاضية على المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في عميعاد، مستهدفاً مراكز القيادة وأماكن تموضع ضباطها وجنودها، كما استهدف قوّة إسرائيليّة في محيط ثكنة زرعيت ومقراً في ثكنة راميم تشغله قوات من #لواء غولاني.
وبعد الليلة العنيفة التي عاشتها منطقة البقاع جراء سلسلة غارات شنّها الطيران الإسرائيلي، أغارت مسيّرة إسرائيلية قرابة السابعة صباحاً، بصاروخ موجّه على سيارة في بلدة #بيت ليف. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن الغارة أدت إلى استشهاد مواطن لبناني. كذلك أدى القصف الإسرائيلي المعادي على بلدة الوزاني إلى استشهاد شاب سوري.
وكان قصف مدفعي من العيار الثقيل استهدف مجرى نهر الليطاني أطراف بلدة ديرميماس. ومعلوم أن الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ سلسلة غارات عنيفة بعدد من الصواريخ على بلدات النبي شيت، بوداي وسرعين، خلّفت كرة لهب في سماء المنطقة، ودويّاً كبيراً في أرجائها. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة حصيلة نهائية مفصلة للغارات على البقاع حيث أدت إلى استشهاد مواطن لبناني وإصابة ثلاثين شخصاً.
في قصر العدل
وسط هذه الأجواء، لم تغب تداعيات أزمة انقطاع التيار الكهربائي، إذ تواصل التحقيق القضائي فيها أمس في قصر العدل بعد #التفتيش المركزي . وأدلى #وزير الطاقة والمياه #وليد فياض بإفادته لدى النائب العام التمييزي القاضي #جمال الحجار الذي باشر الاستماع إلى إفادته في #ملف الكهرباء. وكان الحجار استمع قبل ذلك إلى المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك الذي غادر من دون الإدلاء بأي تصريح.
وسيُحدد الحجار المسؤوليات بعد انتهاء التحقيقات في واقعة أزمة إنقطاع التغذية بالكهرباء الأخيرة التي شرع بها أمس من دون تناول مأزق ملف الكهرباء المزمن بشمولية. ولن يستغرق هذا التحقيق الكثير من الوقت تمهيداً لإتخاذ قراره بعد أن يفرغ من سماع الإفادات، وعلى جدوله اليوم سماع عدد من أعضاء مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان، بعدما إستمع أمس حايك لساعة ونصف الساعة سلّمه خلال هذه الجلسة مستندات حملها معه ضمت إلى الملف وفي عدادها نسخاً عن كتب مجلس الإدارة الى وزير الطاقة وليد فياض يطلب فيها التحوّط من دون أن يتلقى مجلس الإدارة منه جواباً عنها.
لكن الوزير فياض قبل دخوله إلى مكتب النائب العام التمييزي، قال لـ”النهار”، رداً على سؤال: “انا قمت بواجبي وخاطبت مجلس الوزراء منذ حزيران (يونيو) الماضي في صدد شحن الفيول على متن الباخرة spot cargo، ولم يوافق عليها إلا في الجلسة الأخيرة التي عقدها الأسبوع الماضي لأن الأولوية كانت للفيول العراقي ولا تريد الحكومة أن تزعله”، مضيفاً أن “قرار الحكومة الأخير مبني على الملف الذي سلمتها إياه. أنا عامل شغلي كلو. وأحضرت الملف نفسه معي لأسلمه إلى المدعي العام التمييزيً”.
وواصل رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة”، #سمير جعجع حملته في ملف الكهرباء، فاعتبر أن “محور الممانعة في لبنان أثقل آذاننا بالحديث عن السواد الأعظم حتى أوصل الشعب اللبناني إلى السواد المطلق، فصحيح أن من يتحمّل المسؤوليّة المباشرة للعتمة الشاملة التي يعيشها لبنان اليوم هم وزراء الطاقة المتعاقبون منذ العام 2009 وحتى اليوم، إلا أن هذا الأمر لا يعفي ابداً محور الممانعة من المسؤوليّة، لأن هؤلاء حلفاؤه الذين عطّل من أجلهم تشكيل الحكومات المتعاقبة، ولا يمكن لهذا المحور التنصل من المسؤوليّة السياسيّة المباشرة في هذا الموضوع”.
واعتبر أن “أزمة الكهرباء اليوم نتيجة مباشرة لوعود كاذبة أطلقها وزراء الطاقة منذ الـ2009 بـ”الكهرباء 24/24″، حيث أوهموا الشعب اللبناني مراراً وتكراراً بأن الكهرباء ستكون متوفرة على مدار الساعة، وبعد فشلهم الذريع استمروا بالكذب والهروب إلى الأمام وانتقلوا إلى نغمة “ما خلونا”، في حين أن الحقيقة هي أن جلّ ما قام به هؤلاء على أرض الواقع لم يكن سوى فساد مستشر بشكل مطلق”. وأعلن أن تكتل “الجمهورية القوية في طور طلب تشكيل لجنة تحقيق برلمانيّة لتحديد المسؤوليات في ما آلت إليه أوضاع الكهرباء في لبنان، كما تقديم اقتراح قانون في أسرع وقت ممكن لإشراك القطاع الخاص في انتاج الكهرباء وبيعها”.
*********************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
مرجعٌ كبير لـ”الجمهورية”: تهويل.. لا حرب واسعة و”الحزب” سيعطي فرصة للمفاوضات حتى الرمق الأخير
كشف مرجع سياسي موثوق به لـ”الجمهورية” أن لا معطيات حقيقية ولا مؤشرات جدّية على اندلاع حرب واسعة في المنطقة خلافاً لما تم تداوله على نطاق واسع امس الأربعاء.
واعتبر المرجع أن هناك تهويلاً مبالغاً به هدفه الضغط على “الحزب” لثنيه عن تنفيذ ردّه على اغتيال إسرائيل قائده العسكري فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية.
وقال المرجع لـ”الجمهورية”: نحن أصلا في جو حرب، وبالتالي أن فكرة الانزلاق موجودة لدى كل من إسرائيل و”الحزب”. أما بالنسبة إلى ما يحكى عن انتقال التركيز الإسرائيلي إلى الحدود مع لبنان فله اسبابه اذ ان واقع الجبهة في غزة تحول من العمليات الاستراتيجية إلى عمليات تكتيكية وحرب استنزاف.
وأوضح المرجع أن “ما نشهده من تصعيد في اليومين الماضيين مررنا به في السابق، مرة بعد إغتيال القائد الفلسطيني صالح العاروري في الضاحية، ومرة بعد اغتيال القائد العسكري في الحزب الحاج فؤاد شكر.
وكشف المرجع لـ”الجمهورية” أن أسباب التصعيد تعود إلى أن “الحزب نجح قبل أيام في تنفيذ عملية كبيرة أدت إلى إصابة ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي، فردّ الإسرائيليون بغارات على البقاع، ما استوجب رداً من الحزب على الجليل. وهكذا دواليك.
ورأى المرجع لـ”الجمهورية” أن “هذا تصعيد مستمر ولن يتوقف، وبالتالي إن الصراط المستقيم بات اليوم بين التصعيد الخطير وبين العودة إلى قواعد الاشتباك المضبوطة”.
وإذا قال المرجع “نحن مستعدون للحرب”، أوضح أن سبب التهويل العسكري والإعلامي هو لمنع “الحزب” من الردّ. وأضاف: قالوا لنا، تجري مفوضات من أجل صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن في غزة فلا تردّوا، وبعدما فشلت المفاوضات خرجوا علينا بنظرية “إذا ضربتم رداً على إغتيال شكر فإنكم تغامرون بالذهاب إلى حرب واسعة”.
وأكد المرجع لـ”الجمهورية” أن لا معطيات استخبارية عن تغير في حركة الجيش الإسرائيلي على الأرض. اما الحزب فهو على استعداد أن يعطي المفاوضات فرصة حتى الرمق الأخير لوقف الحرب وتبادل ألرهائن وإدخال المساعدات الإغاثية إلى أهلي غزة. وأضاف: ليس المهم ما يطلق من تصريحات ومواقف علانية، المهم ما يجري على طاولة المفاوضات.
تحذير حمادة
وكان كلام النائب مروان حمادة أمس بأن “الحرب الواسعة خلال أيام” خطف الأضواء السياسية، خصوصا انه ربط كلامه بمعلومات ديبلوماسية وليس بتحليل سياسي، وعدا عن ان هذه المعلومات تتقاطع حولها قوى عدة على تواصل مع عواصم القرار وتحذيراتها المستمرة للبنان بضرورة القيام بالمستحيل لتجنبها، فإن التصعيد العسكري المتدحرج يؤشر إلى ما لا تحمد عقباه، باعتبار ان تل أبيب نقلت تركيزها العسكري من غزة باتجاه لبنان، ولا تتوانى عن استهداف العمق اللبناني متجاوزة الخطوط الحمر، وبالتالي لم تكتف لا باستهداف الضاحية الجنوبية واغتيال القيادي فؤاد شكر، ولا بمواصلة اغتيال كوادر الحزب، إنما بضرب مخازنه العسكرية على امتداد الجغرافيا اللبنانية.
ومساء، قال حمادة لقناة “الجديد” أنّ “الحديث اخذ أكثر من ابعاده، وانه بنى تصريحه بناء على وقائع ميدانية مقلقلة خلال الثماني والاربعين ساعة الماضية”.
وأضاف أنّ “كلامه جاء في معرض التحليل الصحافي وليس كسياسي بناه على ان مغادرة بلينكن الى واشنطن من دون تحديد موعد لاستئناف المفاوضات دفعه الى التحذير من التصعيد من قبل العدو الاسرائيلي”.
تراجع الملفات الداخلية
ومع هذه الأجواء الحربية تراجعت الملفات الداخلية وتحديداً ملف الانتخابات الرئاسية إلى ما دون الصفر باستثناء ملف الكهرباء الذي يتعلّق بحياة المواطنين مباشرة، إنما أصبح الهم ينحصر في كيفية الاستعداد حياتياً لمواجهة الحرب المحتملة، خصوصا ان الرهان على مفاوضات الهدنة للتخلُّص من الحرب يتضاءل بشكل كبير في ظل الشروط الإسرائيلية التعجيزية على قاعدة “هدنة بشروطي أو لا هدنة”، والهدنة هي الباب الإنقاذي الوحيد لتجنُّب توسيع هذه الحرب.
وما تقدّم لا يعني ان توسيع الحرب أصبح أمرا واقعا، لأنه لا مصلحة لإسرائيل بالدخول في حرب مرفوضة أميركياً، ومعلوم ان واشنطن لا تريد هذا التوسيع وتضع جهودها كلها لحصر الحرب في غزة خشية من تحولها إلى حرب إقليمية، فضلا عن ان “محور الممانعة” أعطى أكثر من مؤشر في الأيام الخيرة على ضبط النفس، بدءا مما صدر عن الحرس الثوري الإيراني بأن “فترة انتظار الرد قد تكون طويلة، وعلى العدو انتظار الردود المدروسة بوقتها المناسب”، مروراً بما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤول أمني سوري وآخر أوروبي، أن الرئيس “بشار الأسد أبلغ إيران بأنه لا يريد الانجرار إلى حرب شاملة مع إسرائيل، خصوصاً مع وجود أزمة اقتصادية تعاني منها مناطق سيطرته، جراء سنوات من العقوبات المفروضة علي”، وليس انتهاءً بتريُّث “الحزب” بالرد على اغتيال شكر، وحفاظه قدر الإمكان على قواعد الصراع من دون ان يوسِّع ردوده رداً على التوسيع الإسرائيلي.
لا شيء محسوماً
لا شك ان لبنان دخل في مرحلة محفوفة بالمخاطر، والاحتمالات كلها واردة، ولكن لا يوجد أي شيء محسوم حتى الآن، ما يعني ان الحرب التي اعتاد عليها اللبناني منذ 8 تشرين الأول 2023 يمكن ان تستمر على المنوال نفسه، خصوصا ان ليس من مصلحة إسرائيل التوغُّل عسكريا في لبنان تجنباً لتكبدها خسائر كبرى، وبالتالي يمكن ان يبقى القديم على قدمه، ولكن الخطورة التي يتحدّث عنها البعض تكمن في ثلاثة عناصر أساسية:
العنصر الأول دخول الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة التي تسبق انتخاباتها الرئاسية، ما يجعلها بموقع المشلول من قدرة الضغط على إسرائيل.
العنصر الثاني يكمن في تعطُّش نتنياهو لاستعادة قرار الردع في ظل شعبيته المتصاعدة بعد الاستهداف الرباعي لميناء الحديدة واغتيال محمد ضيف وشكر وإسماعيل هنية.
العنصر الثالث يتمثّل بما سرِّب عن لقاء نتنياهو مع دونالد ترامب بأن الأخير قال له بضرورة ان ينهي عملياته العسكرية قبل دخوله إلى البيت الأبيض.
وفي هذه الصورة كلها يقف المواطن اللبناني حائرا وخائفا ووسط أوضاع اقتصادية مأسوية مردِّدا القول المأثور “عند تغيير الدول إحفظ رأسك”، متمنيا ان يُحفظ رأسه ورأس لبنان في هذا الصراع الإقليمي الكبير.
الواقع الميداني
شنت مسيرة إسرائيلية امس غارة في منطقة الفيلات في صيدا، استهدفت سيارة الضابط المتقاعد في “حركة فتح” خليل المقدح وقتلته. وهو شقيق القيادي في “فتح” منير المقدح ومن كتائب شهداء الاقصى. واعلنت القناة 14 الإسرائيلية ان خليل المقدح كان ناشطاً في فيلق القدس التابع للحرس الثوري. واشار الجيش الإسرائيلي الى ان المقدح كان ينقل الأموال والأسلحة إلى الضفة الغربية.
ورداً على الاعتداء الإسرائيلي الذي طال منطقة البقاع قصفت “المقاومة” امس قاعدة تسنوبار اللوجستية في الجولان السوري المحتل بصليات من صاروخ كاتيوشا. كذلك، استهدفت موقع حدب يارون بقذائف المدفعية. كما شن الحزب هجوما جويا بأسراب من المسيرات الانقضاضية على المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في عميعاد، مستهدفة مراكز القيادة وأماكن تموضع ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة. كما استهدف الحزب دبابة ميركافا في موقع العباسية.
وأعلن “الحزب” استهداف قوّة إسرائيليّة تتحرك في محيط ثكنة زرعيت بقذائف المدفعية.
وتم استهداف مقر في ثكنة راميم تشغله قوات من لواء غولاني بصلية كاتيوشا وتموضعات لجنود العدو في موقع مسكافعام. ونعى الحزب خمسة من عناصره.
جنوبا وبقاعا
واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي بلدة علما الشعب وأطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة والطيبة وطلوسة. وبعد ليلة عنيفة عاشتها منطقة البقاع جراء سلسلة غارات شنّها الطيران الإسرائيلي أغارت مسيّرة إسرائيلية قرابة السابعة صباحا، بصاروخ موجّه على سيارة في بلدة بيت ليف، أدت إلى استشهاد مواطن لبناني. كذلك أدى القصف الاسرائيلي على بلدة الوزاني إلى استشهاد شاب سوري. وكان قصف مدفعي من العيار الثقيل استهدف مجرى نهر الليطاني أطراف بلدة ديرميماس
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
تصعيد عسكري وأمني يسابق «حرباً إسرائيلية وشيكة» على لبنان
اغتيال قيادي بـ«فتح»… و«الحزب» يقصف الجولان وطبريا رداً على غارات البقاع
يسابق التصعيد العسكري والأمني على ضفتي الحدود بين لبنان وإسرائيل التحذيرات من اندلاع حرب وشيكة، ظهرت التنبيهات منها في تصريح للجيش الإسرائيلي، قال فيه إن «(الحزب) استهدف مدنيين بقصف كتسرين وسنرد بما يتلاءم مع ذلك»، في مقابل ذلك كشف النائب اللبناني مروان حمادة عن أن «الحرب وشيكة».
وتصاعدت وتيرة الاستهدافات المتبادلة بين «الحزب» والجيش الإسرائيلي على نحو واسع خلال الساعات الـ48 الماضية، حين نفذت الطائرات الإسرائيلية غارات جوية في منطقة البقاع على مدى يومين متتاليين، كما اغتالت قيادياً في «كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة «فتح» في لبنان، إلى جانب سقوط 6 قتلى من «الحزب»، فيما وسع الحزب دائرة القصف إلى الجولان ومحيط طبريا وصفد، في توسعة لدائرة القصف.
حرب وشيكة
وقال عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» (التقدمي الاشتراكي) النائب مروان حمادة في تصريح لقناة «إم تي في» المحلية: «لديّ معلومات من مسؤولين على علاقة مباشرة بالمفاوضات أنّ الحرب واقعة خلال أيام قليلة أو ساعات»، مستدلاً بتصريح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي قال فيه إن الجيش ينقل مركز ثقله العسكري من الجنوب إلى الشمال. ورأى حمادة أن الحرب قد تبدأ من شرق الجليل والجولان، حيث تتصاعد وتيرة الاستهدافات، ملمحاً إلى استقدام قوى عسكرية ممانعة مثل «الحشد الشعبي» وغيره إلى المنطقة السورية المحاذية للجولان.
وفي ظل هذا التصعيد، يواصل لبنان حث الأمم المتحدة على ضبط الانفلات القائم، وشدد وزير الخارجية عبد الله بوحبيب خلال لقائه رئيس بعثة الأمم المتّحدة لمراقبة الهدنة في لبنان اللواء باتريك غوشا على ضرورة أن تلعب الأمم المتحدة وبعثتها لمراقبة الهدنة الدور المنوط بهما، فيما حذر اللواء غوشا من خطر التصعيد على الحدود بين لبنان وإسرائيل، مؤكداً أن الـUNTSO تقوم بدورها وتراقب الحدود من الجهتين.
استهداف ضابط بـ«فتح» في صيدا
وبلغت الملاحقة الإسرائيلية في لبنان ضابطاً سابقاً في حركة «فتح»، قالت إنه ناشط في تهريب السلاح إلى الضفة، وذلك باستهداف سيارته في مدينة صيدا. وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنه «استهدف» القيادي في كتائب شهداء الأقصى في لبنان خليل المقدح، مضيفاً في بيان «قصفت طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي الإرهابي خليل حسين المقدح في منطقة صيدا في جنوب لبنان».
وأضاف أن خليل المقدح وشقيقه اللواء منير المقدح الذي يشغل منصب قائد كتائب شهداء الأقصى في لبنان «يعملان لصالح الحرس الثوري الإيراني»، و«متورطان في قيادة الهجمات الإرهابية وتهريب الأموال والأسلحة لأنشطة إرهابية» في الضفة الغربية.
والمقدح هو أول مسؤول من حركة فتح يُقتل بضربة إسرائيلية في لبنان منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة. ونعت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، في بيان «الشهيد القائد البطل» خليل المقدح وأشادت «بالدور المركزي» الذي لعبه «في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته خلال معركة طوفان الأقصى»، وبـ«دوره الكبير في دعم خلايا المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني على مدار سنوات طويلة في الضفة (الغربية) الباسلة».
وقال منير المقدح إن «الاغتيالات تزيدنا قوة وهذه الشهادة وسام شرف والمقاومة لا تزال صلبة على الأرض»، مضيفاً أن خليل المقدح «عميد في حركة فتح ويعمل في الجناح العسكري في كتائب شهداء الأقصى».
قصف الجولان وطبريا
ومع تواصل تبادل إطلاق النار عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية سقوط خمسة قتلى في غارات إسرائيلية طالت عصر الثلاثاء وفجر الأربعاء جنوب لبنان وشرقه. وأعلن «الحزب» أنه أطلق الثلاثاء «صليات مكثفة من الصواريخ» ومسيّرات انقضاضية على مواقع للجيش الإسرائيلي، فيما أكد الجيش رصد إطلاق نحو 115 صاروخاً أطلقت من لبنان على شمال إسرائيل والجولان المحتل، من دون ذكر إصابات.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن «انفجار طائرة من دون طيار في منطقة عميعاد في الجليل الأعلى»، كما قال الجيش الإسرائيلي «إننا رصدنا تسلل عدة أهداف جوية مشبوهة من لبنان… تصدينا لبعضها وأخرى سقطت في الجليل الأعلى». ودوت صافرات الإنذار في الجليل الأعلى والجولان الجنوبي، كما سقطت 5 صواريخ بشكل مباشر على عدة مبانٍ في كتسرين بالجولان. ومع أن الحزب أعلن عن استهداف قاعدة عسكرية بالمستوطنة، اندلعت الحرائق فيها. وقال رئيس المجلس الإقليمي في الجولان أوري كلنر: «هذا هو واقعنا هنا في (كتسرين). ببساطة، هذا غير مقبول من جهتنا. هذا هو الوضع، ويجب على الحكومة (الإسرائيلية) وقف هذا الأمر».
9 عمليات لـ«الحزب»
وتبنى «الحزب» حتى بعد ظهر الأربعاء 9 عمليات، استهدفت أبرزها قاعدة تسنوبار اللوجيستية في الجولان السوري المحتل «بصليات من صاروخ كاتيوشا»، كما شن الحزب «هجوماً جوياً بأسراب من المسيرات الانقضاضية على المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجيستية في عميعاد، مستهدفة مراكز القيادة وأماكن تموضع ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة»، كما جاء في بيانه، إضافة إلى استهداف دبابة ميركافا في موقع العباسية.
وتم استهداف «مقر في ثكنة راميم تشغله قوات من لواء غولاني بصلية كاتيوشا وتموضعات لجنود العدو في موقع مسكافعام». كما نعى الحزب خمسة من عناصره.
وتقع قاعدة «عميعاد»، شمال غربي بحيرة طبريا، وتبعد عن الحدود اللبنانية نحو 19كلم، يتمركز فيها احتياط فرقة الجليل ومخازنها، وفيها مقر احتياطي للفيلق الشمالي. وتتبع القاعدة لقيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي.
غارات البقاع
وجاء القصف على الجولان وطبريا، رداً على استهدافين إسرائيليين في عمق البقاع. وارتفع عدد الجرحى جراء الغارات الإسرائيلية فجر الأربعاء إلى قتيل وثلاثين جريحاً بينهم أربعة سوريين، حسبما أفاد «مركز عمليات طوارئ الصحة العامة» التابع لوزارة الصحة اللبنانية.
وكان الطيران الإسرائيلي المسير والحربي قد نفذ فجر الأربعاء ثلاث غارات استهدفت وادي البقاع شرق لبنان، استهدفت محلة مزرعة الضليل عند أطراف بلدة بوداي، والمنطقة السهلية بين بلدتي سرعين التحتا والسفري، ومنطقة مأهولة بالسكان في بلدة النبي شيت.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: «شنت طائرات سلاح الجو غارة على مستودعات ذخيرة تابعة لـ(الحزب) في منطقة البقاع في العمق اللبناني»، مضيفاً: «بعد الهجمات، تم رصد انفجارات ثانوية تشير إلى وجود الأسلحة في المستودعات التي تعرضت للهجوم». وقال: «تعرض مجمع عسكري يستخدمه نظام الدفاع الجوي التابع للحزب في منطقة البقاع لسلسلة غارات، حيث يشكل المجمع تهديداً لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي».
********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
بوصلة الحرب إلى الشمال.. ويوم المواجهات على طاولة الحسابات والقرارات
سوناطراك تشحن اليوم أولى حمولات الفيول.. وإجراءات لتسديد الدفعات للعراق
هل دارت بوصلة الحرب التدميرية الى الشمال، مع تكتيك للجيش الاسرائيلي، ضمن استراتيجية استمرار الحرب هناك حتى اخضاع “حركة ح”، او تصفية الحساب الكامل مع قيادتها؟
السؤال، لم يكتسب مشروعية من سياق الوضع الميداني وحسب، بل من معطيات تبدأ باخفاق مفاوضات الهدنة في غزة، ومغادرة وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن من دون اي موقف يتعلق بالمسار التفاوضي، فضلاً عن تصاعد العمليات الميدانية الى درجة ان من يشاهد مسار الاغتيالات، وردود المقاومة، وتوسع الجبهة في العمق الاسرائيلي او باتجاه البقاع، لا يتردد في القول ان الحرب واقعة بين لحظة ولحظة..
وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما من تأكيدات واضحة بشأن مصير مجريات المواجهات بين العدو الإسرائيلي والحزب وبالتالي فإن التصعيد الحاصل حاليا يوحي بأن الأوضاع سلكت مسارا جديدا ما يعني أن جميع الاحتمالات واردة وعلى الرغم من ذلك ما من توجُّه حازم ولا يزال الانتظار قائما حتى أن الاتصالات الديبلوماسية للحؤول دون انحدار الأوضاع لم تُعلّق.
وقالت المصادر إن هاجس الحرب لم يتبدد وإن المواقف السياسية عكست ذلك مع العلم ان المواقف شيء والتقديرات شيء اخر، وفي هذا الوقت تتواصل المواكبة الرسمية لأي طارئ تحسبا لأي سيناريو، مشيرة إلى أن لا شيء فوق العادة إنما تجهيزات استباقية.
واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي ان الجيش الاسرائيلي بدأ ينقل ثقله من قطاع غزة الى الحدود مع لبنان، في وقت كان فيه رئيس وزراء اسرائيل يجتمع مع رئيس اركان سلاح الجو وقائد منظومة الدفاع الجوي، واصفاً القوات الجوية بقبضة اسرائيل التي «تضرب الخاصرة الرخوة لاعدائنا».
وقال للجنود: جئت لزيارة قاعدة «رمات ديفيد» لأراقب عن كثب استعداداتنا ضد التهديدات القريبة والبعيدة.
ومن الوقائع الميدانية المقلقة، وردّ المقاومة على العدوان الذي طال منطقة البقاع بقصف قاعدة تسنوبار اللوجستية في الجولان السوري المحتل بصواريخ الكاتيوشا، وبالمسيَّرات الانقضاضية، استهدفت المقاومة المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل، مما استدعى عقد اجتماع للقيادة العسكرية الشمالية لمناقشة الرد، ودفع الامر الى المستوى السياسي.
ومع هذه المعطيات المقلقة، يطرح سؤال آخر: كيف ستفي الادارة الاميركية وموفدها الى بيروت آموس هوكشتاين بوعدوها بحفظ استقرار لبنان؟
حسب مصادر سياسية متابعة، فإزاء التصعيد العسكري المعادي المتدرّج في جبهة الجنوب واستهداف المدنيين اكثر والتوغل بالغارات في عمق البقاع اكثر، وقرب الرد على اغتيال القائد العسكري للمقاومة الشهيد فؤاد شكر في حال التأكد من إفشال اسرائيل لمفاوضات التهدئة في غزة، يصبح الكلام الاميركي والغربي عموماً عن «الحرص على استقرار لبنان والمسعى لتطبيق القرار 1701 من جانبي الحدود لا من جانب لبنان فقط «حبراً على ورق او كلام في الهواء للإسترضاء».
وعلى هذا، تضيف لمصادر السياسية: «في حال فشلت مفاوضات غزة، قد يزور هوكشتاين لبنان مجدداً في محاولة جديدة للضغط على لبنان لمنع اي رد على الاغتيالات الاسرائيلية، وقد لا يحمل جديداً حول ترتيب الحدود البرية… وهناك احتمال ان لا يزور هوكشتاين لبنان اذا انفجر الوضع مباشرة بعد نعي مفاوضات غزة، وانتقل كيان الاحتلال الى التصعيد في الجنوب، واذا حصل رد محور المقاومة على الاغتيالات. لذلك باتت المسألة مسألة ساعات ربما وليس اياماً لتبيان مسار الوضع.
وكان تصريح النائب مروان حمادة زاد من حجم الترقب والمخاوف عندما قال:
آخر معلومات عندي من دبلوماسيين غربيين لهم علاقة مباشرة بالمفاوضات وأيضاً بالتحضيرات عند الفرقاء، أكان عند العدو أو عند «محور المقاومة» وعند الحزب، أن الحرب واقعة خلال أيام قليلة إذا لم يكن خلال ساعات، وهذا كلام خطير نقوله، ولكن كلام يجب أن نتنبه له، لأن الأحداث خلال الساعات الأخيرة، وخصوصاً خلال 48 ساعة الأخيرة، حتى قبل أن يقول (وزير حرب العدو) يوآف غالانت إن نقطة الارتكاز في الحرب انتقلت عندهم من الجنوب (غزة) إلى الشمال (لبنان)، كان واضحاً من خلال الغارات على البقاع أو من خلال الاستهداف المستمر بالمسيَّرات لأشخاص ولقيادات، قبل ان يتراجع ويغير موقفه تحليلاً صحافياً وليس معلومات.
وأقرّ تقرير لـ «معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي» بأنّه «ليس من المؤكد أن «الفوائد الاستراتيجية للحرب مع لبنان، سوف تفوق الضرر الناجم عنها، مشيراً إلى أنّه «من الصعب التنبؤ بكيفية تطور الحملة المكثفة ضد الحزب» .
وقال المعهد في تقريره: أنّه من المهم الأخذ في الاعتبار، «الظروف القاسية»، التي قد تنجم عن توسّع الحرب مع لبنان، الذي شكّل منذ بداية معركة طوفان الأقصى جبهة إسنادٍ لغزّة ومقاومتها، عبر عمليات مستمرة ضد أهداف تابعة للاحتلال، شمالي فلسطين المحتلة.
رئيس مراقبة الهدنة في الخارجية
وفي السياق الدبلوماسي، بحث وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب مع رئيس بعثة الأمم المتّحدة لمراقبة الهدنة في لبنان اللواء باتريك غوشا يرافقه رئيس اللجنة المشتركة لمراقبة الهدنة في بيروت المقدم جيرارد كيرنز الأوضاع المتوترة في لبنان والمنطقة في ظل استمرار اسرائيل في عدوانها وتصعيدها وعرقلتها مساعي التوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة. وشدد بوحبيب على ضرورة أن تلعب الأمم المتحدة وبعثتها لمراقبة الهدنة الدور المنوط بهما، وأدان الاستهدافات الاسرائيلية لقوات اليونيفيل في جنوب لبنان، كما أمل أن تُـصدر الأمم المتحدة تقريراً بشأن حادثة مجدل شمس لتبيان حقيقة ما جرى وسحب ذريعة حق الدفاع عن النفس التي اعتمدتها اسرائيل لشنّ اعتدائها على الضاحية الجنوبية لبيروت بتاريخ 30 تموز 2024.
من جهته، حذر اللواء غوشا من خطر التصعيد على الحدود بين لبنان واسرائيل، مؤكدا أن الـ UNTSO تقوم بدورها وتراقب الحدود من الجهتين.
الكهرباء
على صعيد الكهرباء، خصص الاجتماع الذي ترأسه الرئيس نجيب ميقاتي امس وضم وزير الطاقة والمياه وليد فياض، وزير المال يوسف خليل، المدير العام لوزارة المال جورج معراوي لبحث موضوع دفع مستحقات المؤسسات والإدارات العامة لصالح «كهرباء لبنان»، وكما هو معلوم كان هناك سلفة خزينة بقيمة 6800 مليار ليرة ولم يدفع منها سوى ألف مليار ونعمل على صياغة حل للمبلغ المتبقي كي يتم دفعها بأسرع وقت ممكن.
أضاف: بطلب من دولة الرئيس ميقاتي، سيتم إرسال إشعارات من مؤسسة «كهرباء لبنان» مباشرة إلى وزارة المالية وبهذه الطريقة تتجمع كل الإشعارات في وزارة المالية ويتم دفع المبلغ مرة واحدة قبل نهاية العام، وتبلغ قيمتها حوالي 60 مليون دولار ليدخل هذا المبلغ في حساب مؤسسة الكهرباء، عندها يمكن للمؤسسة أن تفي جزءاً من مستحقات العراق وهو الجزء الذي تم التوافق عليه في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة والتي يجب على الشركة أن تسدّدها.
الى ذلك، تنطلق اليوم الخميس من الجزائر أولى شحنات الفويل أويل الجزائرية إلى لبنان في إطار المبادرة التي أمر بها الرئيس الجزائري لتزويد لبنان بالمحروقات اللازمة لتشغيل معامل الكهرباء.
وذكرت صحيفة «الشروق» الجزائرية أن مجموعة «سوناطراك» شرعت في شحن أول حمولة من مادة الفيول إلى دولة لبنان، تطبيقا لأمر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
وحسب بيان للمجموعة، فإن الشحنة التي تم تجهيزها في ميناء سكيكدة البترولي، تقدر بحوالي 30 ألف طن من مادة الفيول كمرحلة أولى، وستُشحن إلى لبنان عبر ناقلة الفيول «إينيكر» التابعة لمجموعة سوناطراك والتي ستنطلق الخميس باتجاه لبنان.
وبحسب الصحيفة، «تهدف هذه العملية إلى الوقوف بجانب لبنان الشقيق في هذه الظروف الصعبة، من خلال تزويده بشكل فوري بكميات من الفيول من أجل تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية وإعادة التيار الكهربائي في البلاد. وتأتي هذه المبادرة لتدعيم لبنان بالطاقة ومساعدته على تجاوز أزمته الحالية، في خطوة تعكس عمق العلاقات الثنائية بين الجزائر ولبنان».
في قصر العدل، استمع النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار الى افادة المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك الذي غادر من دون اي تصريح.
وحضر الى قصر العدل الوزير فياض ودخل فوراً الى مكتب النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار الذي باشر الاستماع الى افادته في ملف الكهرباء.
وكشف مصدر مطلع لـ«اللواء» ان حايك ابرز الوثائق والمراسلات والكتب التي حذر فيها من انقطاع الكهرباء، معتبراً ان المسألة تتعلق بالقرار السياسي، وهي تعني اساساً وزير الطاقة والمياه الذي يُعتبر وزير الوصاية.
الوضع الميداني
ميدانياً، استهدف قصف مدفعي بلدة علما الشعب. وأيضاً، تعرضت اطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة لقصف مدفعي متقطع، وكذلك بلدة الطيبة حيث استهدفت ساحتها بعدد من القذائف، كما تعرضت بلدة طلوسة لقصف مدفعي معاد. وبعد ليلة عنيفة عاشتها منطقة البقاع جراء سلسلة غارات شنّها الطيران الإسرائيلي في تصعيد يُنذر في اتّساع المواجهات إلى حرب أوسع، أغارت مسيّرة إسرائيلية قرابة السابعة صباح أمس، بصاروخ موجّه على سيارة في بلدة بيت ليف. واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن الغارة أدت إلى استشهاد مواطن لبناني. كذلك أدى القصف الاسرائيلي المعادي على الوزاني إلى استشهاد شاب سوري.
واستهدفت اسرائيل بالقصف المنطقة الواقعة بين شيحين والجبين في القطاع الغربي، كما استهدف القصف الاسرائيلي وسط بلدة مركبا.
والاخطر، كان اغتيال اسرائيل بمسيَّرة في منطقة الفيلات في صيدا الضابط في شهداء الاقصى خليل المقدح.
ورداً على استهداف بيت ليف، وسقوط شهيد للحزب، قصف الحزب ثكنة راميم مقر قيادي كتائبي تشغله حالياً قوات من لواء غولاني، وكذلك استهدفت مسيَّرة انقضاضية للمقاومة حدب يارون.
كما استهدفت المقاومة دبابة ميركافا في موقع العباسية في القطاع الشرقي، وكذلك استهدفت موقع المالكية بالقذائف المدفعية.
كما استهدف الحزب مستوطنة موشاف زرعيت في الجليل الأعلى.
******************************************
افتتاحية صحيفة الديار
“حركة ح” لن تتراجع: وقف النار او لا اتفاق… الكاتيوشا والمسيّرات الانقضاضية تتساقط على القواعد الاسرائيلية
«صواعق كهربائية» بين ميقاتي والتيار… لماذا تُرفض العروض الإيرانية؟ – رضوان الذيب
الكلمة للميدان لامد طويل والحرب المقبلة قادمة، والحسم في الميدان وليس بالمفاوضات، ومن يتقدم يفرض شروطه، هذه هي المعادلة حتى الان، وما توحي به التسريبات من الدوحة والقاهرة لا يعدو كونه «كلام بكلام»، هذا ما اكدته هيئة البث الاسرائيلية، بان الاجتماع بين رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو ووزير خارجية اميركا بلينكن، لن ينجح في تقليص الفجوات ولم يحرز تقدما في شان الصفقة، وحسب مصادر فلسطينية في بيروت، فان اميركا واسرائيل تتصرفان على اساس أنهما انتصرتا في الحرب ومن حقهما فرض شروطهما على الفلسطينيين في غزة، والانتقال الى جبهة لبنان وحساباتها المختلفة لاحقا.
وحسب نفس المصادر، فان اميركا واسرائيل تريدان تغيير وجه المنطقة في ضوء التقدم الكبير مؤخرا لمحور المقاومة على كل الجبهات، وتريدان تغيير قواعد الاشتباك واللعبة والتحكم بزمام الامور، ولن يوقفا الحرب قبل القضاء على “حركة ح” واستسلامها وقتل قياداتها دون استثناء لاحد كما يعتقدان، واخراج عناصرها مع الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من غزة والضفة الى الجزائر، ووضع القطاع كله مع الضفة تحت إشراف القوات الدولية، ووافقت الامارات على المشاركة، وتريثت السعودية وقطر والبحرين بالقبول، على ان يلي ذلك تشكيل حكومة برئاسة سلام فياض مع احتفاظ اسرائيل بالإدارة الامنية الشاملة وبقاء جيشها على التقاطعات الأساسية، ثم يأتي الاعمار في المرحلة الاخيرة مقابل اعتراف عربي واسلامي شامل بوجود اسرائيل.
اما في جنوب لبنان، فان الحرب ستستمر حتى ابعاد مقاتلي الحزب الى ما بعد نهر الليطاني، هذا هوالاجراء الوحيد الذي يعيد سكان شمال اسرائيل الى مستوطناتهم حسب القيادة الاسرائيلية ويعيد فتح المدارس، والمدخل الى ذلك هزيمة الحزب اولا وقبوله بالشروط الاسرائيلية.
وحسب المصادر الفلسطينية، فان اميركا واسرائيل ومعهما الغرب والدول العربية يجزمون ان “حركة ح” والحزب والفصائل الفلسطينية والاسلامية هم السبب وراء فشل كل محاولات ارساء السلام في الشرق الاوسط، ولابد من هزيمتهم في الحرب الحالية وصولا الى أضعاف ايران وانهاكها، ومن دون ذلك، لا يمكن البحث عن سلام واستقرار في المنطقة، والحرب الحالية فرصة لتحقيق هذا الانجاز، ووقف اطلاق النار اكبر فرصة للحزب و”حركة ح” لاعادة بناء قواتهما، أضعاف ـ أضعاف، الحرب الحالية.
من هنا، وحسب نفس المصادر، الحرب ما زالت في بداياتها، «هبة باردة وهبة ساخنة»، وبايدن يريد فقط تاجيل الحرب الشاملة الى ما بعد الانتخابات الاميركية، كي لاتنعكس سلبا على الديموقراطيين وتؤدي الى خروجهم من البيت الابيض في حال عودة الجنود الاميركيين بصناديق خشبية الى بلادهم اذا انفجرت الحرب ودخلت الولايات المتحدة الى جانب اسرائيل، فمفاوضات الدوحة للصورة وكسب الوقت، ولا خلافات بين الاميركيين والاسرائيليين مطلقا، وواشنطن ليست وسيطا عادلا بل طرف اساسي في هذه الحرب، ولا تقوم باية ضغوطات لإخلاء الاسرائيليين معابر رفح وفيلادفيا ونتساريم، بل على العكس هناك تفهم اميركي لتمسك نتنياهو بهذه المعابر رغم أنها تنسف كليا اتفاقية كمب دايفيد والسيادة المصرية عليها، هذا المسار لنتنياهو، حاول تبريره هوكشتاين عندما سئل في بيروت، لماذا لاتمارسون طغوطا على نتنياهو للقبول بوقف النار؟ وكان رده «هناك مفهوم خاطئ في بيروت بأننا نستطيع فرض ما نريد على نتنياهو، هذا تصور غير صحيح، لا يمكن الضغط عليه في كل الملفات ويمارس احيانا كثيرة خارج قناعاتنا وافكارنا وتصوراتنا للحلول».
المقاومة تعرف ماذا يريد الاسرائيليون؟
بدوره، محور المقاومة يعرف المخططات الاسرائيلية والاميركية جيدا، ولا يراهن على المفاوضات التي تجري في غياب “حركة ح”، وبالتالي مع من يتحاور الاميركيون والاسرائيليون؟؟ ف”حركة ح” والحزب ومعهما كل محور المقاومة استعدوا جيدا لهذه المعركة المفتوحة ،ولن يتركوا الساحات كما يؤكد قياديون في هذا المحور، وهناك غرفة عمليات مركزية تدير الامور والتنسيق، والمبادرة بأيديهم، وحددوا مواعيد الردود والأهداف، وتركوا توقيت التنفيذ للميدان مهما كانت النتائج، والقلق الان اميركي اسرائيلي على كل الصعد، والسؤال الاول عند كل الاسرائيليين، متى يرد الحزب؟ «ردوا وخلصونا»؟ لكن الرسالة الاقوى عبر «عماد ٤ «كانت، هناك «لبنان اخر تحت الارض» كما غزة وسوريا والعراق وايران واليمن، الرسالة وصلت للاسرائيليين، وهناك رسائل اخرى عن «الزحف الكبير» عندما تدق الساعة ويطلق النفير.
المفاوضات
ليس هناك من تطورات او خروقات جدية في المفاوضات التي تراوح مكانها، مع تمسك بلينكن بموقفه الداعم لاسرائيل، وانها وافقت على المقترحات الاميركية محملا “حركة ح” مسؤولية الفشل داعيا مصر والدوحة الى ممارسة الضغوط على “حركة ح” التي ردت بالتأكيد على ثوابتها، وقف شامل لاطلاق النار، انسحاب اسرائيل من غزة، اعادة الاعمار، ولا يمكن التراجع عن هذه المطالب مهما وصل حجم المجازر الاسرائيلية خلال الساعات الماضية مع استشهاد ٧٠ فلسطينيا في مدرسة صلاح الدين الاممية وسقوط عشرات الجرحى، ولذلك المفاوضات متعثرة، وكل طرف على موقفه، رغم المعلومات عن استئنافها السبت في القاهرة.
كل المؤشرات بعد فشل المفاوضات توحي بجولة جديدة من التصعيد العسكري حسب المصادر الفلسطينية، ونقل النائب مروان حمادة عن بعض المفاوضين في الدوحة، ان الحرب ستقع خلال الساعات او الايام القادمة. وتؤكد المصادر الفلسطينية، ان نتنياهو يريد المفاوضات لادارة الحرب واستمرارها وليس انهائها، ويدخل كل جولة بشروط جديدة توافق عليها واشنطن التي اصبحت جزءا من الحرب، وتتهم المصادر بلينكن بالقول، «يخرج من اميركا وزيرا لخارجيتها وعندما يصل الى اسرائيل يعود فورا الى اصوله اليهودية بتبرئة اسرائيل من فشل المفاوضات، وصب كل اتهاماته على “حركة ح” وتحميلها مسؤولية الحرب والدماء واعطاء الضوء الاخضر لاستمرار المجازر بحق أهالي غزة الذين لن يرفعوا الرايات البيضاء مهما بلغ الاجرام ولن يساوموا ولن يوقفوا القتال حتى القبول بوقف شامل للنار».
غارة على البقاع وضرب مستعمرة تسنوبارواستشهاد خليل المقدح
تصاعدت المواجهات امس، بين مجاهدي المقاومة الإسلامية والجيش الاسرائيلي الذي واصل غاراته لليوم الثاني على منطقة البقاع مستهدفا منازل المدنيين في بلدة النبي شيت «قرية القيادي في الحزب فؤاد شكر» مما ادى الى استشهاد المواطن علي الموسوي داخل منزله وجرح ٢٠ مواطنا اصابة أحدهم خطيرة بالإضافة إلى ٦ أطفال وعدد من النسوة، وذكر شهود عيان ان المنطقة المستهدفة مكتظة بالمدنيين ولاوجود لاسلحة واي مظاهر عسكرية، علما ان العدو نفذ منذ طوفان الاقصى ٢٥ غارة على منطقة البقاع.
وعلى الأثر، وسع مجاهدو المقاومة الإسلامية عملياتهم النوعية ضد مواقع قوات الاحتلال في جنوب لبنان وصولا الى الجولان السوري المحتل، واستهدفوا بعشرات صواريخ الكاتيوشا قاعدة « تسنوبار ٦٥١ «اللوجيستية في الجولان السوري المحتل واصابوها بشكل مباشر، وعرضت وسائل الإعلام الاسرائيلية مشاهد عن الدمار، وإصابة عدد من الجنود والمستوطنين، وقال مسؤول في المعارضة الاسرائيلية لقد خسرنا الشمال، فيما قال رئيس مستوطنة المطلة، «لاول مرة منذ انشاء المستوطنة لن يفتح العام الدراسي»، علما ان قاعدة تسنوبارتبعد ١٨ كيلومترا عن الحدود اللبنانية وتتموضع فيها قوات المشاة وتضم مركزا للذخيرة ومشمولة بحماية منظومة القبة الصاروخية، كما شن مجاهدو المقاومة هجوما جويا باسراب من المسيرات الانقضاضية على المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجيستية في عميعاد، مستهدفة مركز القيادة واماكن تموضع ضباطها وجنودها، وتقع قاعدة عميعاد شمال غرب بحيرة طبريا وتبعد عن الحدود اللبنانية ١٩ كيلومترا وتستهدف للمرة الثانية وهي قاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها، ومقر احتياطي للفيلق الشمالي وتتبع لقيادة المنطقة الشمالية.
كما نفذ الطيران المعادي غارة جديدة على مدينة صيدا وتحديدا في منطقة الفيلات قرب مسجد الإمام علي، حيث استهدفت مسيرة سيارة شيروكي رباعية الدفع بصاروخين، اخطا الصاروخ الاول الجيب وانفجر في منطقة محاذية واشتعال سيارة، فيما اصاب الصاروخ الثاني الشيروكي واستشهاد القيادي في كتائب شهداء الاقصى خليل المقدح شقيق اللواء منير المقدح المسؤول في حركة فتح، واكد اللواء المقدح، بان الرد على العملية ات وداخل فلسطين المحتلة، مؤكدا وقوف كتائب شهداء الاقصى مع المقاومين في غزة ولبنان.
وصباح امس، استهدف العدو بمسيرة، سيارة في بلدة بيت ليف مما ادى الى استشهاد حسين محمد مصطفى، وردت المقاومة بإطلاق عشرات الصواريخ على موقع حدب يارون واستهداف الموقع ايضا بمحلقة انقضاضية، كما استهدفوا دبابة بشكل مباشر في موقع العدسة.
الفلسطينيون يدخلون سوريا من دون « فيزا»؟
على اثر التطورات في المنطقة، ألغت السلطات السورية قرار الحصول على «الفيزا» للفلسطينيين الراغبين بدخول اراضيها والغت كل الشروط على دخولهم باستثناء فقط إبراز جواز السفر او الوثيقة، وهذا ما يسهل على الفلسطينيين الكثير من الشروط القاسية على تنقلاتهم بين لبنان وسوريا والدول العربية والعالم في ظل الظرف الصعب الذي يعيشونه.
قضية الكهرباء
«مغارة علي بابا والالاف من الحرامية» هي المسؤولة عن ازمة الكهرباء في لبنان، وحسب خبير مطلع على قضية الكهرباء ومافياتها وفسادها، فان المشكلة تعود إلى التسعينات، والبداية كانت عندما تم اقالة وزير الكهرباء المرحوم جورج افرام وازاحته لانه اعترض على الخطة انذاك وكشف «عوراتها» وسرقاتها والتلزيمات بالتراضي للمعامل والشبكات والعدادات، غير المستوفاة للشروط الفنية، وجرت اكبر عملية سرقة في تاريخ لبنان ادت الى النتائج الحالية من العتمة الشاملة التي ستعود بعد اشهر طالما الطبقة السياسية وازلامها يديرون هذا الملف بالتراضي عبر تنظيم المحاصصات والتلزيمات، كالآتي: الفيول له اربابه من التجار والسماسرة المحميين من كبار القوم، وهناك مئات الاسئلة عن كيفية تفريغ السفن و من يدير هذه العملية؟ من يراقب جودة المشتقات النفطية ومعاييرها؟ ما سبب الاهتراء في المعامل؟ هل هناك مافيات داخلية وخارجية أقوى من لبنان والدول المصدرة؟ من هم أصحاب الشركات الذين يديرون عمليات التصدير والاستيراد ومن يمنع الدولة القيام في هذه المهمة؟ من يحمي الاتفاقات بين موظفي الكهرباء واصحاب المولدات؟ كيف يتم توزيع ساعات التقنين؟ من يراقب متعهدي شركات الجبايات؟ كيف تم صرف اكثر من ٥٠ مليار دولار على الكهرباء ولاكهرباء حتى الان والانكى
والسؤال، اين القضاء من الفضائح عن وجود ١٢ الف طن من الفيول في معملي الجية والزهراني حاليا، ومن هي الجهة التي تمنع الاستفادة من هذه الكمية؟ ماذا عن الأعطال في الجية والزهراني والذوق ومن يمنع إصلاحها؟ ماذا عن تغريدة الوزيرة السابقة ندى البستاني وما تضمنته من فضائح؟
ويشيد الخبير المطلع على الملف الكهربائي، بخطوة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، احالة ملف العتمة الشاملة على القضاء رغم مخاطره على حكومته، ومباشرة المدعي العام التمييزي القاضي جمال الحجار تحقيقاته مع وزير الطاقة وليد فياض ومدير عام مؤسسة كهرباء لبنان المهندس كمال حايك، وما يسرب عن خلافات بينهما ادت الى العتمة الشاملة، فهل تصل الاستدعاءات القضائية الى الرئيس ميقاتي ورؤساء الحكومات والوزراء السابقين وكبار الموظفين كونهم مسؤولون عن ازمة الكهرباء، ام تصطدم التحقيقات بالتدخلات السياسية، وحسب الخبير المطلع على وضع الكهرباء، فان الملف سيتم «لفلفته» لانه ملف سياسي و ليس كهربائيا، والجميع دون استثناء ملوثون فيه، وسيفجر معركة شرسة بين ميقاتي والتيار الوطني من دون سقوف، وفي المعلومات المؤكدة، ان التيار قد يطالب بالتحقيق مع ميقاتي كونه تولى المفاوضات مع العراق والجزائر سابقا، وسؤاله عن الأسباب التي دفعته الى رفض العرض الإيراني عام ٢٠٢٢ بتقديم هبة ب ٦٠٠ الف طن من الفيول الى لبنان، على ان يلي ذلك توقيع اتفاق بين البلدين الذي يقضي باستيراد الفيول الإيراني بالعملة اللبنانية، وقد رفض ميقاتي العرض نتيجة الضغوط الأميركية رغم موافقة فياض.
وتبقى كلمة الفصل للقضاء اللبناني، فهل يفعلها القاضي الحجار ويواصل التحقيقات حتى النهاية، ام تكون التدخلات السياسية أقوى من القانون ؟ وهو المرجح حاليا.
سوناطراك الجزائرية تنطلق اليوم
وفي هذا الإطار، تنطلق من الجزائر اليوم اولى شحنات الفيول اويل الجزائرية الى لبنان في اطار المبادرة التي أطلقها الرئيس الجزائري لتزويد لبنان بالمحروقات لتشغيل معامله، وحسب الصحف الجزائرية فان النسخة التي تم تجهيزها في ميناء سكيكدة البترولي تقدر بحوالى ٣٠ الف طن من مادة الفيول كمرحلة اولى، وستشحن الى لبنان عبر ناقلة الفيول اينيكر التابعة لمجمع سوناطراك، وعلم ان لعراق سيزود لبنان بالفيول قبل اواخر الشهر.
*****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
نتنياهو: بين فيلادلفيا وصفقة الأسرى أختار فيلادلفيا
اتهم مصدر في الفريق الإسرائيلي المفاوض، الأربعاء، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق وتحمل المسؤولية في حال فشل المفاوضات. ويتهم المصدر، الذي لم يُذكر اسمه، نتنياهو بفرض مطالب جديدة تعرقل سير المفاوضات، إذ يشدد على ضرورة بقاء إسرائيل في محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، وكذلك في ممر نتساريم الذي يقسم قطاع غزة إلى قسمين.
وأشار المصدر إلى أن أعضاء طاقم التفاوض الإسرائيلي عملوا بجد في الدوحة خلال الأيام الأخيرة، لكن محاولاتهم لإنقاذ فرص التوصل إلى الصفقة لم تكن كافية.
وردا على هذه الاتهامات، نفى مكتب نتنياهو مزاعم المصدر، واصفا إياها بأنها “أخبار كاذبة” تُروج من قبل أولئك الذين يدعمون حملة “حركة ح”. وأضاف المكتب أن رئيس الوزراء يرفض مقترحات أميركية ويواصل التمسك بشروطه.
وأضافت هيئة البث الإسرائيلية أن تصريحات نتنياهو الأخيرة تعكس تعقيدا في المفاوضات، إذ أكد أنه لن يسمح تحت أي ظرف بانسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا وممر نتساريم، رغم الضغوط الكبيرة.
وأعرب نتنياهو عن عدم يقينه بشأن التوصل إلى اتفاق، مما اعتبرته مصادر في الفريق الإسرائيلي المفاوض محاولة لتقويض الجهود.
وأشار موقع “والا” العبري الى ان الرئيس جو بايدن سيتصل بنتنياهو في غضون ساعات لإقناعه بتغيير موقفه بشأن محور فيلادلفيا بين مصر والقطاع من اجل التوصل الى اتفاق تهدئة.
تظاهرات في تل أبيب
في الوقت نفسه، شهدت تل أبيب -مساء الثلاثاء- تظاهرات لعدد من الإسرائيليين الذين طالبوا بالتوصل إلى اتفاق، إذ عبرت عائلات الأسرى عن إحباطها من تصريحات نتنياهو، معتبرة أنها تعرقل الصفقة بشكل عملي.
وقالت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، عبر منصة إكس، إن تصريحات نتنياهو “تعتبر عمليا إحباطا للصفقة”. وأضافت: “لا أمل ولا بطولة في استمرار موت جميع المختطفين (الأسرى بغزة). لقد تخلت الحكومة عن المختطفين في السابع من تشرين الأول، وتتخلى عنهم الآن إلى الأبد”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :