كتب رشيد حاطوم
في خضم الزلزال الذي يضرب المنطقة بأسرها، والذي على ما يبدو لن يوفر كيانات ومجتمعات وحدود وخرائط، لم تتوقف ماكينة الوزير السابق وليد جنبلاط عن العمل المحلي، وها هو يلتف على وظائف الدروز الرسمية الأولى والثانية والثالثة في الدولة ويصادر مجدداً المجلس المذهبي و"ينقر" على المجالس البلدية ورؤسائها ولن يستثني الا كل طويل عمر.
آخر هذه الصيحات ما طالته سهام البيك هي بلدية عاليه ورئيسها وجدي مراد.
إذ تسربت في الأشهر الماضية أخباراً عن خلاف بين زعيم المختارة ومراد على خلفيات غامضة وأخبار مبعثرة عن حملة جنبلاطية على البلدية بعد سنوات عسل ودعم وثناء على مهام رجل الأعمال وصاحب اليد البيضاء في الإنماء والبناء والتطوير.
بقيت الأمور ضمن التكهنات و"الخبريات" حتى انفجرت في إحدى المناسبات الاجتماعية في مدينة عاليه، على ما قيل، حين بادر جنبلاط بالقول متوجهاً لمراد "أنت خربت عاليه في السنوات الماضية" وكان نقاش غير ودي بين الرجلين، ولتنتشر بعد هذا الحدث مقالات وأخبار عن اتهامات شتى توجه لمراد وليس آخرها طلب من البيك لمراد بهدم بناية يملكها الأخير بحجة عدم الترخيص القانوني لها.
هنا، وعلى ما يبدو، قد خرجت المسألة عن الحلقة الضيقة لتتسع دائرة التأويلات عن هدف الزعيم من استهداف رجل عرف عنه دوماً عمله الدؤوب بصمت وضبضبة كل المشاكل ولو من جيبه الخاص، لماذا الآن؟ وما هي الأسباب؟
في حين يرفض مراد التعليق بأي شكل على الموضوع يرصد المتابعين عدداً من العصافير يصيبها البيك دفعةً واحدة، ويمكن تلخيصها ببضع نقاط:
- من يراقب حركة وجدي مراد ومثابرته يعرف سبب النقمة، فهو بات يمتلك من الأسهم الاجتماعية في بيئته ما يثير الريبة وقد قدم نموذجاً ساطعاً خارج الأطر الضيقة وأضحى محط أنظار، لا بل هو من يبادر إلى الدعم والمساعدة دون العودة الأطر المعتادة وذهابه في هذا الأمر أبعد من "الزيح".
- ارتفاع منسوب الكلام عن عدم امكانية ترشح النائب أكرم شهيب، إبن المدينة، في المرة القادمة لأسباب عديدة ما يعني إمكانية الكلام عن طرح اسم مراد لخلافته وهذا ما يرفضه الزعيم جنبلاط، وبالمناسبة فإن علاقة مراد وشهيب سيئة وتزداد كلما اقتربت الاستحقاقات.
- يصر مراد على رفض طلب جنبلاط وهو يمتلك ترخيصاً للمبنى منذ ما يزيد عن أربعة عقود، فما الذي دفع البيك للحديث الآن عن هكذا موضوع؟
- يؤكد مراد في مجالسه على رفض أي طلب غير شرعي أو قانوني، فهل هناك قطبة مخفية في مكان ما؟
- هل تهدم بناية “البلاكين” علاقة جنبلاط برئيس بلدية عاليه؟ سؤال بديهي بعد ما حصل من تطورات، ولكن التطور الأهم أن مراد يمتلك من الحيثية والهدوء أن يفوت أي خسارة قد تطاله والأيام ستكشف عن الواقع.
- يكشف المصدر المتابع عن خطة جنبلاط بإضعاف كل مراكز القوة في مناطق نفوذه ترتيباً لدور تيمور في المستقبل، والأمثلة عديدة عن إبعاد وإضعاف وتهميش لأكثر من شخصية حزبية أو اجتماعية.
- الكلام عن “الفيتو” الجنبلاطي عليه، سيحيله مراد لأبناء عروس المصايف وإن تخلى عن الترشح او طلب أي مركز رسمي، ولكن هل يمنعه أحد من لعب دور اجتماعي في محيطه؟؟؟
الأيام سترينا مجاناً ما هو غالي الثمن اليوم
الجدير ذكره ان الريس وجدي مراد نموذجا يحتذى به لشفافيته وحبه لمساعدة الناس لاسيما ان له ايادي بيضاء وباع طويل في عمل الخير,يأتي في مكان ما احدهم ويصر على تعميم نموذج رؤساء بلديات تستبيح الاملاك العامة وتغوص في بحور الفساد الى اعماقها ,هذا ما عدا الصناديق السوداء التي يستفيد منها وزميله وبعض الحاشية, اما على صعيد القضاء وبحسب اعتراف النموذج الهجين فهناك جوارير خاصة لرمي الملفات التي تطالب بمحاسبتهم,لذا تضيف المصادر ان نموذج تطبيق القانون والعمل الانمائي بعيد عن الفئوية غير مرحب بهم عند مدعي حماة الثغور.
ويبرز السؤال الاهم ان هناك راعيا في مكان ما يطمح الجميع لمعرفة سكوته عن هذا المشهد المشين.
نسخ الرابط :