لا يقتصر الخوف من الحرب على الأرواح بل على ما سيتكبّده لبنان بسبب هذه الحرب والتي على ما يبدو أن فاتورتها ستكون باهظة، لكن كيف يمكن أن تؤثر على تدهور الوضع المالي والنقدي؟
في هذا الإطار, يشير الكاتب والصحافي المتخصص في الشأن الإقتصادي عماد الشدياق، إلى أن "التأثير الأساسي في جو الحرب الشاملة هو على الإقتصاد، فعلى سبيل المثال عدد كبير من المغتربين غادروا لبنان ونحن لا زلنا في بدايات شهر آب فالموسم الصيفي يمتد طيلة شهر آب وأوائل شهر أيلول عندما يبدأ المغتربون بالعودة".
ويوضح أن "التقديرات تشير إلى أن المغتربين والسياح يضخون ما يقارب الـ 4 مليار دولار في موسم الصيف"، لافتا هنا إلى أننا "تقريبا خسرنا موسم الصيف، ففي تقديرات أولية لبنان خسر على الأقل حوالي ملياري دولار، وهذا الرقم وفق حسابات بسيطة".
وأما التأثير الثاني، حسب شدياق فهو على "حجم الأعمال، وما يتعلق بالإصلاحات، والتأثيرعلى الجو السياسي لا سيما أن لبنان بحاجة إلى أي فرصة لإنتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة للبدء بالإصلاحات وهنا حتما الحرب أجلت هذه الإستحقاقات بأكملها، فعلينا أن لا ننسى أن السلطة السياسية تستغل أي فرصة أو حجة ما من أجل التهرب من مسؤولياتها".
وفيما يتعلق بموضوع اليوروبوند، يوضح شدياق أنه "كما هو معلوم نحن تخلّفنا عن الدفع، فكل شيء دين مترتب علينا أصبح مستحقا، ونحن لا نفاوض لا دائنين ولا حتى نعمل على خطة من أجل رد الأموال، فاليوم ليس هناك من إستحقاقات، فنحن غير ملتزمين بأي شيء، ونحن أصبحنا على مقربة من أذار 2025 والذي هو موعد مرور 5 سنوات على التعثر، فعمليا هذا التاريخ له تأثير كبير لأنه قبل هذا التاريخ من المفترض أن يرفع الدائنين دعاوى، وإجبار الجهة المدينة الجلوس على طاولة المفاوضات".
وأما بالنسبة لقطاعي الزراعة والصناعة، فيشدد شدياق على أن "الحرب تلحق الضرر بكافة القطاعات فالأراضي الزراعية تضررت بالجنوب وإحترقت، كما أنه هناك صناعات زراعية تعتمد على هذا النوع من الزراعة أيضا تضررت، حتما الحرب لها تأثير كبير حتى ولو أن الصناعات بالمفهوم الصناعي هي متواضعة جدا، قد تكون موجود بأماكن بعيد قليلا عن الجنوب وقد تكون في البقاع أو جبل لبنان أو ضواحي بيروت، ولكن في حال توسعت الحرب ووصلت إلى ضواحي بيروت حتما كل شيء سوف يتعطل.
ويلفت إلى أن التأثير الأكبر هنا على المحروقات، ففي السابق كان هناك تسهيلات مالية واسعة في المصارف قبل الأزمة، أما اليوم فأغلبية العمليات تتم بثمنها فمثلا إذا أرادات شركة شراء شحنة فيول ثمنها مليون دولار فالشركة مجبرة تأمين المبلغ بكامله أي المصرف الذي تتعامل يجب أن يؤمن المليون دولار بالمصرف المراسل بالخارج.
كل هذه الأمور برأي الشدياق تؤثر إذا توسعت الحرب فمن الممكن أن نواجه مشكلة وأزمة لأن استمرارها كما يحصل في غزة منذ عشرة أشهر قد لا نتمكن من تحملها، وعند خاصرتنا هناك سوريا غير القاردة على مساعدتنا بشيء بل هي بحاجة إلى مساندتها.
ويرى أن المحور بأكمله سيصبح محاصراً من لبنان وسوريا وصولا إلى العراق وطهران، الموضوع ليس سهلا فالحرب غير واضحة المعالم فإذا كانت حرب طويلة الأمد فمواطنيين عاديين سيتضررون بمأكلهم ومشربهم والمياه والكهرباء .
ولا يخفي ان الفاتورة ستكون باهظة دون نقاش حتى حزب الله وبيئته يعلمون ذلك، فخطاب نصرالله الأخير يدل على أنه يعلم ما هي مساوئ الحرب وليس متهورا يريد الحرب بأي ثمن.
وفيما يتعلّق بسعر الصرف، التأثير على سعر الصرف أصبح من الماضي، فسعر الصرف لن يتأثر ولا بأي شكل من الأشكال والسبب بسيط لأن الليرة اللبنانية لم تعد عملة لبنان بل عملة الدولة اللبنانية فنحن بحاحة إلى الليرات عندما نود دفع ضريبة أو رسم فقط لا غير.
ويؤكد أنه مهما كان شكل الحرب ليس هناك من مبرر لصعود سعر الصرف، والموضوع متعلّق بقدرة مصرف لبنان على السيطرة على أول اسبوع من الحرب أو الايام الاربعة من الحرب لان من يملك الليرة اللبنانية للتجارة يسارع لشراء الدولار، إذا تمكن مصرف لبنان من سد هذا الرقم تسير الأمور بشكل عادي، ويقول: أنا متأكد أن مصرف لبنان لديه القدرة على سد هذا الرقم لأن الكتلة النقدية الموجودة في السوق ليست أكثر من 600 مليون دولار ومصرف لبنان يملك 10 مليار فيضع في السوق نصف مليار ويسحب كل الليرات اللبنانية الموجودة من السوق ويصبح هناك طلب على الليرة ولكنها ليست موجودة. فأي كلام عن تفلت سعر الصرف في حال حصول حرب هو "حديث فاضي".
ليبانون ديبايت
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :