افتتاحية صحيفة الأخبار:
نصرالله: قادرون على تدمير شمال الكيان في ساعة واحدة
أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أنّ «ما يملكه العدو من مقدّرات في الشمال ومصانع استغرق إنشاؤها 34 عاماً تُقدر قيمتها بمليارات الدولارات يمكن تدميرها في ساعة واحدة، وحتى في نصف ساعة»، مؤكداً أن إيران وحزب الله سيردان على اغتيال القائد الجهادي فؤاد شكر ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وأن «القدرة موجودة، ونتصرف برويّة، وجعل العدو ينتظر هو جزء من المعركة والعقاب». وكرّر أن «ردّنا آتٍ، وحدنا أو مع المحور، وسيكون قوياً ومؤثّراً وفاعلاً، وبيننا وبينهم ما زالت الأيام والليالي وننتظر الميدان»، لأن «هذه معركة كبيرة واستهداف خطير، لا يمكن أن تمر عليه المقاومة أياً تكن العواقب».وفي كلمة له في ذكرى أسبوع الشهيد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس، دعا نصرالله «البعض في لبنان إلى فهم حجم مخاطر ما يجري في المنطقة، ولمن يعربون عن خوفهم إذا انتصرت المقاومة في المعركة أقول لهم: عليكم الخوف من انتصار العدوّ»، مضيفاً: «من لا يؤيدنا في لبنان نطلب منه ألا يطعن المقاومة في الظهر وألا يشارك في الحرب النفسية ضدّنا».
وشدّد على أن «حزب الله وإيران واليمن ملزمون بالردّ ونتصرف بشجاعة وتأنٍّ والانتظار الإسرائيلي على مدى أسبوع هو جزء من العقاب»، مشيراً الى «أننا حريصون على وطننا وأهلنا، ولكن لا يُمكن أن نُطالَب من أحد بأن نتصرف مع هذا العدوان (على الضاحية) على أنه في سياق المعركة القائمة منذ 10 أشهر، والعدوّ الإسرائيلي هو الذي اختار التصعيد مع لبنان وإيران». وقال إنّ «وفوداً تأتي وتضغط اليوم (لكي لا نرد)، وبعض الاتصالات يأتي من جهات وقحة لم تستنكر قتل المدنيين والأطفال في لبنان وفلسطين، والأميركيون يطلبون المزيد من الوقت للعمل على وقف الحرب في غزة»، متسائلاً: «من يمكن أن يثق بالأميركيين الذين يواصلون النفاق والكذب منذ عشرة أشهر؟». ولفت إلى أن «الولايات المتحدة صمتت على مدى 31 عاماً، وحديثها اليوم عن إقامة دولة فلسطينية كذب ونفاق، لأنها في أي تصويت حول دولة فلسطينية في مجلس الأمن ترفع الفيتو الأميركي». وأضاف: «الأميركي يخادع العالم بأنه غير راضٍ عن أداء نتنياهو خلال الحرب ويعمل للضغط عليه في وقت يزوّدونه بأطنان من السلاح». واعتبر أن «الدفاع الأميركي عن إسرائيل مؤشر إلى أنها لم تعد كما كانت من حيث القوة والهيبة. وعندما تحدثت إيران وحزب الله عن ردٍّ على إسرائيل أعلنت الولايات المتحدة أنها ستدافع عن كيان العدو. وهذا الاحتلال يستعين بالولايات المتحدة ودول غربية لحمايته لأنه ليس قادراً على حماية نفسه. إسرائيل لم تعد قوية كما كانت، وإسرائيل التي حاربت في عامي 1967 و1973 أقوى جيوش المنطقة خائفة اليوم من الرد الإيراني ومن رد حزب الله وتستعين بالدول الغربية لتدافع عنها».
وشدّد على أنّ «نتنياهو لا يريد وقفاً للحرب ولإطلاق النار، ويصرّ على ذلك في كل الصفقات ويسعى لتهجير أهل غزة»، و«الإسرائيلي لا يقبل بدولة فلسطينية حتى في قطاع غزّة، لأنهم يرون فيها خطراً وجودياً»، موضحاً أنّ «المشروع الصهيوني في الضفة من قبل طوفان الأقصى هو تهجير أهل الضفة بالقتل والعمليات والقصف بسلاح الجوّ»، و«إذا انتصر نتنياهو والتحالف الأميركي الصهيوني على المقاومة في غزّة والضفة سيتسيّد الكيان القاتل للأطفال في المنطقة. وإذا هُزمت المقاومة في غزّة، ولن تُهزم، فلن تبقي إسرائيل أي مقدّسات إسلامية أو مسيحية، ولن تبقى فلسطين ولا الأردن ونظامه الحاكم ولا سوريا وصولاً إلى مصر»، وعليه فإن من «الواجب على كل أبناء المنطقة وضع هدف منع إسرائيل من الانتصار في هذه المعركة والقضاء على المقاومة والقضية الفلسطينية، والمطلوب المواجهة والتصدي وعدم التردّد وعدم الخضوع، لأنّ الخطر الإسرائيلي لا يُواجه بدسّ الرؤوس في التُّراب والهروب من العاصفة».
ودعا نصرالله «المقاومة في غزة والضفة من منطلق الشراكة في الدم والجهاد والمستقبل والناس الشرفاء إلى المزيد من الصبر والصمود»، و«جبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن إلى الاستمرار في إسناد غزّة رغم التضحيات» والدول العربية لأن «تستيقظ أمام الخطر الذي يهدد المنطقة».
وفي بداية كلمته، شدّد نصرالله على أن «قوتنا تكمن في الاستمرار، والنيل من القادة الكبار لن يمسّ بعزمنا وتصميمنا على مواصلة الطريق»، متحدّثاً عن مآثر الشهيد شكر الذي كان «من الجيل المؤسّس للمقاومة ومن القادة المؤسّسين، وكان في معارك المقاومة الأساسية في موقع القيادة». وأضاف أن «السيّد محسن هو من القادة الأساسيين وصنّاع النصر عام 2000، وفي حرب تموز، كانت غرفة المعركة الأساسية بقيادته، وكان له دوره الأساسي في بناء استكمال القدرات بعد حرب تموز. وفي إدارة جبهة الإسناد اللبنانية، كان السيد محسن يتابع ويقود ويدير ويواصل العمل». وأضاف أن «السيد فؤاد من العقول الاستراتيجية في المقاومة وكان تكتيكياً بامتياز»، واصفاً إياه بأنه «جبل، بل سلسلة جبال يمكن الاستناد إليها في الزلازل والمحن»، مؤكداً «أننا نعترف بحجم الخسارة وشهادة السيّد محسن خسارة كبيرة، ولكن هذا لا يهزّنا على الإطلاق ولا يوقفنا».
*******************************
افتتاحية صحيفة البناء:
حماس تختار بالإجماع السنوار رئيساً وخبراء الكيان يسألون نتنياهو ماذا فعلت بنا
نصرالله: الردّ آتٍ موجعاً والانتظار عقاب… وهذه المعركة تقرّر مستقبل التوطين
ثكنة شراغا ـ عكا تحترق بطائرة للمقاومة… و20 إصابة في نهاريا بصاروخ القبة
اختتمت حركة حماس حلقات التشاور لاختيار رئيس جديد خلفاً لرئيسها الشهيد إسماعيل هنية، وانتهى تشاور المؤسسات المعنيّة باختيار الرئيس إلى تسمية قائد الحركة والمقاومة في غزة يحيى السنوار رئيساً للحركة بالإجماع، والسنوار الذي قاد معركة سيف القدس ومعركة طوفان الأقصى يمثّل أبرز وجوه خيار المقاومة في فلسطين وقطاع غزة. وقد اعتبر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بعد طوفان الأقصى أن أهم هدف للحرب على غزة هو قتل السنوار، فيما اعتبر خبراء فلسطينيون أن اختيار السنوار جاء طبيعياً كترجمة للمرحلة التي افتتحها طوفان الأقصى والتي يمثل السنوار رمزها الأول، بينما اعتبر أغلب خبراء الكيان والمعلقين في قنواته التلفزيونيّة أن انتخاب السنوار رئيساً لحماس هو عقاب لنتنياهو على قيامه باغتيال هنية. وسأل كثيرون منهم نتنياهو ماذا فعلت بنا، لقد قتلت هنية لتفسح الطريق أمام السنوار ليقود الحركة الفلسطينيّة الأهم؟
في لبنان، تحدّث الأمين العام لحزب الله في حفل تأبيني للقائد الكبير في المقاومة الشهيد فؤاد شكر، تساءل فيه عن مصداقية الوسطاء الذين لا يجدون طريقاً لمنع التصعيد إلا مطالبة قوى المقاومة وإيران بالتخلي عن حقهما المشروع بالرد على اعتداءات الاحتلال التي بلغت حدوداً لا يمكن قبولها كالاعتداء على الحُديدة وبيروت وطهران. وسأل هل أدان هؤلاء جرائم الاحتلال ليثبتوا حياديّتهم على الأقل، أم أنهم لم ينتبهوا عندما قالوا بحق الاحتلال بفعل ما يريد تحت شعار الدفاع عن النفس فكانوا يمنحونه الضوء الأخضر للتمادي في الاعتداءات؟ وقال السيد نصرالله إن الطريق مفتوح دائماً أمام اتفاق ترضى به المقاومة في غزة وتوقف بموجبه جبهات الإسناد إطلاق النار، واستطرد قائلاً لكن مَن يثق بضمانة الأميركي، الذي جاء بكل قواته إلى المنطقة لحماية الكيان، مستذكراً اتفاقات أوسلو والضمانات الأميركية بتطبيق الاحتلال لالتزامات منصوص عليها منذ ثلاثين سنة. وقال السيد نصرالله إن ردّ إيران وقوى المقاومة آتٍ وهو موجِع. وقال عن التريّث إن الانتظار جزء من العقاب للكيان وإرهاقه نفسياً واقتصادياً وعسكرياً، وحدّد السيد نصرالله عنوان المعركة الراهنة بصفتها معركة مستقبل القضيّة الفلسطينيّة، حيث انتصار كيان الاحتلال على المقاومة في غزة، وهو ما لن تسمح قوى المقاومة بحدوثه ولن يحدث، إنّما يعني في حال حدوثه تصفية القضيّة الفلسطينية. وهذا يعني بالنسبة للبنان واللبنانيين تقدُّم مشروع التوطين.
على جبهة الإسناد اللبنانية صعّدت المقاومة ضرباتها وتوجّهت نحو العمق باستهداف طائرة مسيّرة انقضاضية لثكنة شراغا قرب عكا، وتسببت بإشعال الحرائق فيها، بينما فشلت القبة الحديدية باعتراضها وإسقاطها، وتسبّب أحد صواريخ القبة الحديدية الموجه لإسقاط طائرة المقاومة بإصابة قرابة الـ 20 مستوطناً في مدينة نهاريا بعد سقوطه في طريق سريع وانفجاره في إحدى السيارات.
وأكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن ردّنا آتٍ أيًا تكن العواقب ويمكننا ضرب مصانع العدو في شمال فلسطين المحتلة بنصف ساعة.
وخلال كلمة له في ذكرى القائد الجهادي الكبير الشهيد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، لفت السيد نصر الله إلى أنّ “نتنياهو لا يريد وقفًا للحرب ولإطلاق النار ويُصرّ على ذلك في كل الصفقات ويسعى لتهجير أهل غزة، مؤكدًا أنّ “الإسرائيلي لا يقبل بدولة فلسطينيّة حتى في قطاع غزّة لأنهم يرون فيها خطرًا وجوديًا ولو اعترف بها دوليًا فقط في غزّة”، موضحًا أنّ “هناك مشروعاً صهيونيّاً يقول لا دولة فلسطينية، بينما مشروع جبهة المقاومة فلسطين من البحر إلى النهر، وكل المشاريع في الوسط ستذوب لأنه لا مستقبل أمامها وغير واقعيّة”، لافتًا إلى أنّ “المشروع في الضفة من قبل طوفان الأقصى هو تهجير أهل الضفة بالقتل والعمليّات والقصف بسلاح الجوّ”، وأنّه “إذا انتصر نتنياهو والتحالف الأميركي الصهيوني على المقاومة في غزّة والضفة سيأتي الكيان القاتل للأطفال للتسيّب في المنطقة”.
وحول الدور الأميركي في الحرب على غزة، قال السيد نصر الله إنّ “الولايات المتحدة الأميركية صمتت على مدى 31 عامًا، والآن حديثها عن إقامة دولة فلسطينية كذب ونفاق، لأن أي تصويت حول دولة فلسطينية في مجلس الأمن يرفع الأميركي حق “الفيتو”، والأميركي يخادع العالم بأنه غير راضٍ عن أداء نتنياهو خلال الحرب، ويعمل للضغط عليه، وهذا كله كذب لأنهم يزوّدونه بأطنان من السلاح”.
السيد نصر الله أكد أنّه “لو هُزمت المقاومة في غزّة، ولن تُهزم، فلن تبقي “إسرائيل” أي مقدسات إسلامية ولا مسيحية ولن تبقى فلسطين ولا الأردن ونظامها الحاكم ولا سورية وصولًا إلى مصر”. من هنا يرى السيد نصر الله أنّه من “الواجب على كل أبناء المنطقة وضع هدف منع “إسرائيل” من الانتصار في هذه المعركة ومنع القضاء على المقاومة والقضية الفلسطينية، والمطلوب المواجهة والتصدي وعدم التردّد وعدم الخضوع، وهذا واجب إنساني وشرعي، لأنّ “الخطر “الإسرائيلي” لا يُواجه بدسّ الرؤوس في التُراب والهروب من العاصفة، لأن العدوّ يقاتل بدون خطوط حمراء”، كما أنّ “اغتيال القائدين شكر وهنية هو إنجاز “إسرائيلي”، ولكنه لا يغيّر في طبيعة المعركة، وقد جعل ذلك وضع العدو أصعب، فعمليات الضفة تصاعدت والهجرة العكسيّة ارتفعت إضافةً لضرر على الأصعدة كافة”.
ودعا “المقاومة في غزة والضفة من منطلق الشراكة في الدم والجهاد والمستقبل والناس الشرفاء إلى المزيد من الصبر والصمود”، كما دعا “جبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن إلى الاستمرار في إسناد غزّة رغم التضحيات”، كما لفت إلى أنّ “إيران أُلزمت بعد الاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق، والآن ملزمة أن تقاتل بعد اغتيال الشهيد هنية في طهران وليس مطلوبًا من إيران وسورية الدخول في القتال”. هذا ودعا السيد نصر الله “الدول العربية لأن تستيقظ أمام الخطر الذي يهدّد المنطقة”.
وتوجّه إلى اللبنانيين بالقول: “على البعض في لبنان فهم حجم مخاطر ما يجري في المنطقة، وهم يعربون عن خوفهم إذا انتصرت المقاومة في المعركة، وأنا أقول لهم عليكم الخوف من انتصار العدوّ”، وأضاف “من لا يؤيدنا في لبنان نطلب منه ألا يطعن المقاومة في الظهر ولا يشارك في الحرب النفسية ضدّنا”.
وعن الردّ على اغتيال القائدين الشهيدين شكر وهنيّة قال السيد نصر الله “حزب الله وإيران واليمن ملزمون بالردّ، والعدو ينتظر هذا الردّ ويحسب كل صيحة عليه هي الردّ”، وأضاف: “نتصرف بشجاعة وتأنٍ والانتظار “الإسرائيلي” على مدى أسبوع هو جزء من العقاب”، وتابع: “في الماضي كان العدو يقف على رجل ونصف على الحدود اللبنانيّة، واليوم تهديد حزب الله وإيران جعل “إسرائيل” كلها تقف على رجل ونصف”، مضيفًا “أهم جدار صوت نقوم به هو أنه بمجرد إرسال المُسيّرات تُطلق صفارات الإنذار في كيان العدو”، وأشار السيد نصر الله إلى أنّ “ما يملكه العدو من مقدّرات في الشمال يمكن استهدافه في أقل من نصف ساعة”.
وعن حادثة “نهاريا”، أوضح السيد نصر الله أنّ “مُسيَّراتنا ذهبت إلى شرق عكا وأحد صواريخ القبة الحديدية فشل في ملاحقة أحد الأهداف وسقط في نهاريا، وحتى الآن هناك 19 جريحًا”، وتابع “جيش العدو مُلزم بأن يوضح ما جرى في “نهاريا” لأنه ملزم بردّ، وهؤلاء “إسرائيليون”، بينما لم يعترف في مجدل شمس لأن الاستهداف كان لأهلنا العرب السوريين من الموحّدين الدروز، لأنه هناك في تضليل ومشروع فتنة”.
وبشأنّ ردّ المقاومة على اغتيال الشهيد القائد السيد شكر، كشف السيد نصر الله أنّ “الوفود تأتي وتضغط اليوم، وبعض الاتصالات يأتي من جهات وقحة لم تستنكر قتل المدنيين والأطفال في لبنان وفلسطين”، وأنّ “الأميركيين يطلبون المزيد من الوقت للعمل على وقف الحرب في غزة، ولكن مَن يمكن أن يثق بالأميركيين المستمرّين بالنفاق والكذب منذ عشرة شهور؟”، لافتًا إلى أنّ “هذه معركة كبيرة ودم غالٍ وعزيز واستهداف خطير لا يمكن أيًا تكن العواقب أن تمرّ عليه المقاومة”، مؤكدًا “ردّنا آتٍ إن شاء الله وحدنا أو مع جبهة المقاومة”، لكن “نتحدّث اليوم بمسؤولية وعن مستقبل سنصنعه معًا بصبرنا وتحمّلنا وتوكلنا على الله ودماء شهدائنا”.
وأكد السيد نصر الله: “نحن حريصون في لبنان على وطننا وأهلنا، ولكن لا يُمكن أن نُطالب من أحد بأن نتصرّف مع العدوان كما لو أنه ضمن سياق المعركة القائم منذ 10 أشهر، والعدوّ “الإسرائيلي” هو الذي اختار التصعيد مع لبنان وإيران”.
وختم السيد نصر الله قائلًا: “ردنا آتٍ، وسيكون قويًا ومؤثرًا وفاعلًا، وبيننا وبينهم الأيام والليالي والميدان”.
ولفت خبراء ومحللون في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ”البناء” إلى أن السيد نصرالله اكد ان الرد على العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية سيحصل وبالتالي لا مفاوضات ولا ضمانات بهذا الشأن، وبالتالي لم تنجح الضغوط ورسائل التهديد بثني المقاومة عن الرد القاسي ولا حتى بتخفيف الرد. وترك السيد نصرالله توقيت الرد وشكله وطريقته طيَّ الغموض فاتحاً الباب أمام كل الاحتمالات. كما أكد السيد نصرالله على الردّ مهما تكن الأثمان والتداعيات حتى لو انزلق الوضع الى الحرب المفتوحة.
ولا يزال الذعر والإرباك يسيطر على كامل مفاصل الكيان الصهيوني ترقباً لرد محور المقاومة الذي سيكون مؤلماً ومتناسباً ورادعاً، وفق مصادر مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء”.
وفي سياق ذلك أفادت القناة 12 الإسرائيلية، بأنّ “بلدية ديمونا جنوبي “إسرائيل” قرّرت فتح الملاجئ بعد إجراء مشاورات وتقدير للوضع الأمنيّ”.
في غضون ذلك واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على الجنوب، إذ شنّ الطيران الحربي الصهيونيّ غارة جوية استهدفت أطراف بلدة ميفدون في قضاء النبطية، وغارة جوية على مدينة الخيام. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانيّة استشهاد 5 أشخاص في الغارة “الإسرائيلية” على بلدة ميفدون جنوب لبنان، مؤكدة إصابة أشخاص بجروح في الغارة على بلدة الخيام كحصيلة أوليّة.
كما أدّى القصف المدفعي الصهيوني على بلدة الوزاني إلى إصابة طفل من مواليد العام 2011 بجروح متوسطة، وفقًا لمركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة.
في المقابل أفادت القناة 12 الإسرائيلية، عن “إصابة 6 جنود إسرائيليين جراء سقوط مسيّرة أطلقت من لبنان تجاه الجليل الغربي”.
وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية، أنّ “المسيّرة التي سقطت على عكا أدت إلى إصابة 6 من جنود الجيش الإسرائيلي”.
وكان “حزب الله“ أعلن في بيان، أنّ “دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشّريفة، وردًّا على عمليّة الاعتداء والاغتيال الّذي نفّذه العدو الإسرائيلي في بلدة عبا، شنّ مجاهدو المقاومة الإسلاميّة اليوم هجومًا جوّيًّا بسرب من المسيّرات الانقضاضيّة، استهدفت مقرّ قيادة لواء غولاني ومقرّ وحدة إيغوز 621 في ثكنة “شراغا” شمال عكا المحتلّة؛ وأصابت أهدافها بدقّة وحقّقت إصابات مؤكّدة”.
وشيّع حزب الله وجمهور المقاومة في روضة الحوراء زينب (ع) – الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت، الشهيد على طريق القدس علي جمال الدين جواد (كربلاء)، وذلك بمسيرة حاشدة انطلقت من باحة الروضة وجابت الشوارع المحيطة بها، بمشاركة عضو كتلة الوفاء للمقاومة أمين شري، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وعوائل الشهداء، وحشد غفير من جمهور المقاومة.
وزفت المقاومة الإسلامية الشهداء السعداء المجاهدين على طريق القدس: حسن منصور منصور “جهاد” من بلدة جبشيت، وعلي مصطفى شمس الدين “ساجد” من بلدة مجدل سلم، وحسين علي ياسين “كرار” من بلدة السلطانية، وأدهم خنجر حسين ناصر “مهدي” من بلدة اركي، ومحمد حسين طالب “أمير” من بلدة برج الشمالي، في جنوب لبنان، وأمين حسن بدر الدين “ذو الفقار” من بلدة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت.
في المواقف دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي المجتمع الدولي بوقف الاعتداءات والتهديدات الإسرائيلية على لبنان تمهيداً لإرساء حل يرتكز على التطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701. وقال: “العدوان الإسرائيلي الأخير على الضاحية الجنوبية لبيروت زاد من تعقيدات الوضع القائم وعزز المخاوف من مواجهات ميدانيّة من شأنها ان تدفع الأمور نحو الحرب الشاملة”. وتابع: “هذه المخاوف أعبّر عنها لجميع المسؤولين في الدول الصديقة للبنان من خلال الاتصالات والاجتماعات التي أجريها، والتي أحرص على أن تكون بعيداً من الإعلام، لان الديبلوماسية الصامتة هي الأنجع في مثل الظروف الدقيقة التي نمر بها”. وأكد ان “سلسلة الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية التي أجريتها أمس ساعدت في تكوين القناعة لدى أصدقاء لبنان بضرورة الضغط على “إسرائيل” لعدم الانزلاق بالأوضاع الى ما لا يمكن توقع نتائجه وتداعياته. وهذا الضغط مستمر، ونأمل ان يفضي الى نتائج مرضية في اسرع وقت”. وتابع “أن التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان تندرج في إطار الحرب النفسية على اللبنانيين، ولكنّ المؤسف أن البعض يساهم في هذه الحرب عبر الحديث عن مواعيد للاعتداءات وتبرير أهدافها، فيما الجميع يعلمون أن مفتاح الحل يقضي بوقف إطلاق النار والاعتداءات الاسرائيلية، اضافة الى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني وإعطائه حقوقه المشروعة”.
وكتب رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” السابق وليد جنبلاط، في منشور على حسابه عبر منصة “إكس”: حان الوقت لمجموعة السبع لفرض وقف إطلاق النار في غزة. وأعلن زعيم حزب معسكر الدولة الإسرائيلي بيني غانتس بأنه تجب زيادة الضغط العسكري بما يشمل ضرب البنية التحتية بلبنان.
*********************************
افتتاحية صحيفة النهار
“الردّ المتأني”: إبقاء إسرائيل “على رجلٍ ونصف”؟
وسط احتدام كبير واسع أشعل جبهة الجنوب وشمال إسرائيل وأدى إلى سقوط مجموعة جديدة من الكوادر الميدانية لـ”الحزب”، كما إلى توغّل مسيّرات للحزب إلى عمق بارز في شمال إسرائيل بلغ حدود عكا، أوحى الخطاب الجديد للسيد نصرالله ونبرته بأن “الرد القوي الآتي” سواء للحزب وحده أو ضمن ردّ جامع مع “المحور”، لا يزال مفتوحاً على توقيت مجهول أولاً، كما أن “مواصفات” الردّ وطبيعته قد لا تحمل حتمية إشعال حرب واسعة في لبنان والمنطقة.
وإذ تعمّد نصرالله تظهير أسبوع انتظار إسرائيل للرد “على رجل ونصف” بأنه جزء من العقاب والردّ، لم تفت المراقبين دلالات إعلانه أن إيران وسوريا ليستا ملزمتين بالقتال الدائم مع إسرائيل، ولا أيضاً إصراره على إقران التشديد على أن الردّ آتٍ “بالتأني وليس بانفعال”، اذ ترك ذلك انطباعات بأن سيناريوات الحرب الكبيرة قد تكون مضخمة ولكن من دون اسقاط احتمال أن يكون نصرالله يلعب لعبة المناورة أو المخادعة حيال توقيت الردّ بما يبقي إسرائيل في واقع الانتظار المقلق.
ولذا سلطت الأضواء على الواقع الميداني الذي شهد تصعيداً غير اعتيادي، وقبيل دقائق من إلقاء نصرالله كلمته، خرق الطيران الحربي الإسرائيلي جدار الصوت بشكل قوي فوق بيروت وجبل لبنان على دفعات، بعدما دخلت جبهة الجنوب مرحلة جديدة من التصعيد في ظل استهداف “الحزب” نهاريا في شمال إسرائيل بمسيّرات، إثر قصف #اسرائيلي استهدف بلدة ميفدون وسقوط 5 مقاتلين لـ”الحزب” وجرح طفل في الوزاني.
وبحسب الإعلام الإسرائيلي الذي نقل لقطات مصوّرة، استهدفت المسيّرات الصامتة من نوع شاهد 101 ثكنة عسكرية في الخليج بين #حيفا وعكا موقعة قتيلا وجريحاً. ثم هاجمت مسيّرة مستوطنة نهاريا وانفجرت فوق طريق عام، وأفاد الأعلام الإسرائيلي أن صاروخاً إسرائيلياً اعتراضياً أُطلق في اتجاه مسيّرة “الحزب” وسقط في نهاريا وأن عدد المصابين جراء سقوطه ارتفع إلى 19.
وكانت مسيّرة اسرائيلية أغارت قبل الظهر على منزل من طبقتين في حارة النادي في بلدة ميفدون وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة أن الغارة أدت إلى مقتل خمسة أشخاص وتبين لاحقاً أنهم عناصر بارزون في “الحزب” وأن احدهم هو #أمين بدر الدين إبن شقيق مصطفى بدر الدين المتهم باغتيال الرئيس #رفيق الحريري.
وعلى الاثر، نعى “الحزب” أمين حسن بدر الدين من بلدة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت وعلي مصطفى شمس الدين “ساجد” من بلدة مجدل سلم وحسن منصور من بلدة جبشيت وحسين علي ياسين من بلدة السلطانية وادهم خنجر حسين ناصر من بلدة أركي.
وفي المقابل، أعلن “الحزب” انه “رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، استهدف مبنىً يستخدمه جنود العدو في مستعمرة أفيفيم وتجمعاً للجنود قرب موقع بركة ريشا بصواريخ بركان”. وأعلن أنه شنّ هجومًا جويًا بطائرات مسيّرة على مقر قيادة #لواء غولاني و#وحدة إيغوز 621 في ثكنة “شراغا” شمال عكا محققًا إصابات دقيقة”.
وأعلن أيضا “أننا استهدفنا ملالة إسرائيلية في محيط موقع رويسات العلم بالصواريخ الموجهة وحققنا إصابة مباشرة ما أدى إلى تدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح”. كما قصف “موقع المرج بقذائف المدفعية وحقق فيه إصابة مباشرة”. وبعد كلمة نصرالله وجّه الحزب رشقة صاروخية في اتجاه شمال إسرائيل وأعلنت القناة 12 الإسرائيلية إصابة ستة جنود إسرائيليين بسبب سقوط مسيّرة أطلقت من لبنان في اتجاه الجليل الغربي .
نصرالله
أما أبرز ما تضمنته كلمة نصرالله، فتمثل في اعتباره أن “إسرائيل ليست ضعيفة، لكنها لم تعد قوية كما كانت، والدليل أن أميركا وفرنسا وبريطانيا وبعض الدول العربية دافعوا عن إسرائيل خلال الهجوم الإيراني في نيسان (أبريل) الماضي”. وأشار إلى أن “مسيّراتنا وصلت إلى شرق عكّا في قمّة استنفار الدفاع الجوي الإسرائيلي وأن إسرائيل كلها تقف على رجل ونصف”.
ورأى أن اغتيال إسماعيل هنية في إيران وفؤاد شكر في الضاحية “انجازان إسرائيليان لكنهما ليسا نصراً إسرائيلياً، وهذا لا يعني انتهاء الحرب أو حسمها”. ودعا نصرالله “جبهات الإسناد في #اليمن و#العراق إلى مواصلة العمل كما واصلناه سوياً في الأشهر الماضية”.
أما وبالنسبة لإيران، فإن نصرالله اعتبر أن “إيران مُلزمة أن تُقاتل بعد اغتيال هنية لكن ليس المطلوب منها الدخول في قتال دائم”. وتوجّه إلى اللبنانيين، وقال: “ما يحصل اليوم يرسم مصير المنطقة، والبعض يخاف من انتصار المقاومة لكنهم يجب أن يخافوا في حال انتصرت إسرائيل”، مؤكداً أن “المقاومة ليست في وارد توظيف أي انتصار على إسرائيل في الداخل السياسي”.
وأكّد أن “إيران سترد على اغتيال هنية و”الحزب” سيرد على اغتيال شكر وذراع ايران في اليمن سيرد على قصف الحُديدة، وإسرائيل تنتظر وتترقب بضياع”. وأشار نصرالله إلى أن “الانتظار الإسرائيلي للرد هو جزء من الرد والعقاب لأن المعركة نفسية ومعنوية وعسكرية”، لافتاً إلى أن “حالة الانتظار جزء من المعركة وتترك ظلالاً كبيرة على إسرائيل، ومثال على ذلك الإخلاءات الحاصلة في الشمال”.
ووجّه تهديداً للمؤسسات الاقتصادية في شمال إسرائيل، ولفت إلى أن “المصانع الإسرائيلية في الشمال، والتي تبلغ تكلفتها أكثر من 130 مليار دولار، بروحوا بنص ساعة”. وأضاف: “لو كان مشروع نتنياهو الحرب مع لبنان لكان ذهب إلى حرب مع لبنان”.
وشدّد نصرالله على أن “ردّنا آتٍ، وحدنا أو مع المحور، قد نرد جميعاً سوياً أو كل طرف وحده، ولا يُمكن أياً تكن العواقب أن تمر المقاومة على الاغتيالات هكذا”.
وفي ختام خطابه، أكد أن “الرد سيكون قوياً ومؤثراً وفاعلاً وبيننا وبين إسرائيل الأيام وننتظر الميدان”.
الموقف الحكومي
وسط هذه الاجواء المقلقة، جدّد رئيس حكومة تصريف الاعمال #نجيب ميقاتي مطالبة المجتمع الدولي “بوقف الاعتداءات والتهديدات الاسرائيلية على لبنان تمهيداً لإرساء حلّ يرتكز على التطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701”. وأكد أن “سلسلة الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية التي أجريتها بالأمس ساعدت في تكوين القناعة لدى اصدقاء لبنان بضرورة الضغط على إسرائيل لعدم الانزلاق بالأوضاع إلى ما لا يمكن توقع نتائجه وتداعياته، وهذا الضغط مستمر ونأمل أن يفضي الى نتائج مرضية في اسرع وقت”. وتابع “أن التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان تندرج في اطار الحرب النفسية على اللبنانيين، ولكنّ المؤسف أن البعض يساهم في هذه الحرب عبر الحديث عن مواعيد للاعتداءات وتبرير اهدافها، فيما الجميع يعلمون أن مفتاح الحل يقضي بوقف اطلاق النار والاعتداءات الإسرائيلية، إضافة إلى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني واعطائه حقوقه المشروعة”.
وأضاف: “اتصالاتنا مستمرة ولن نوفّر اي جهد يؤدي الى وقف العدوان والتهديدات الإسرائيلية وإعادة الاستقرار إلى لبنان، كما أن الاجهزة الحكومية المعنية تواصل عملها الميداني في مختلف المجالات لمواكبة كل التطورات. أما الانتقادات المجانية التي يحلو للبعض تردادها، فلا نحن، ولا الشعب القلق، في وارد اعطائها أي أهمية، لأن المطلوب في هذا الوقت الدقيق أن نهتم بما يخفف معاناة اللبنانيين وهواجسهم، لا تأجيج السجالات العقيمة”.
من جانبه، أكد وزير الخارجيّة عبدالله بوحبيب، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري بدر عبد العاطي عقب اجتماعهما الثنائي في مقر وزارة الخارجيّة المصريّة في القاهرة “أنّ التصعيد الإسرائيلي الأخير في المنطقة يُقوّض الاتصالات والجهود التي تبذلها مصر للتهدئة، ويضرب بعرض الحائط مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار وقرار #مجلس الأمن الرقم 2735 الذي تبنّى هذه المبادرة، ويعكس نيّات إسرائيل بإطالة أمد الحرب وتوسيع رقعة الصراع”.
وحذّر من “أنّ توسّع رقعة الحرب أصبح جديًا في حال لم يتحرّك المجتمع الدولي والدول المعنيّة بشكلٍ فوري وفاعل لوقف جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل”. وأشاد بالاتصالات التي تجريها مصر مع مختلف الأطراف المعنيّة لاحتواء التصعيد، معربًا عن “أمل لبنان في مواصلة مصر دعمها له خلال المرحلة المُقبلة، خصوصًا في ما يتعلّق بتأمين دعم عربي للبنان جرّاء النيّات والخطط العدوانيّة الإسرائيليّة لتوسيع رقعة الحرب، وسعيه للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، وانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانيّة المُحتلّة ووقف خروقاتها للسيادة اللبنانيّة”.
*********************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
نصرالله: ردنا أت.. وواشنطن ملتزمة أمن اسرائيل.. والسنوار رئيسا لـ”حركة ح”
تبقى الاهتمامات المحلية والاقليمية والدولية منصبة على الردود المنتظرة من الجمهورية الاسلامية الايرانية والحزب وحركة “انصار الله” على اسرائيل لاغتيالها رئيس حركة “ح” اسماعيل هنية والقائد العسكري للحزب فؤاد شكر وقبلهما قصفها لمدينة الحُديدة، وقد اكد الامين العام للحزب السيد نصرالله امس ان “الحزب وإيران واليمن ملزمون بالرد، والعدو ينتظر هذا الرد ونحن نتصرف بشجاعة وتأنٍ”. وقال: :”ردنا آت وسيكون قويًا ومؤثرًا وفاعلًا وبيننا وبينهم الأيام والليالي والميدان”.
وكان التطور البارز أمس أعلان حركة “ح” مساء عن اختيار يحيى السنوارالذي يقود المعركة ضد اسرائيل في قطاع غزة رئيسا لمكتبها السياسي خلفا لهنية . وأكّد القيادي في “حركة ح” أسامة حمدان، أنّ السنوار “تم اختياره بالإجماع، وهذا يدل على أن الحركة تدرك طبيعة المرحلة”. ولفت إلى إنّ “السنوار يحظى بالقبول لدى الجميع في الحركة وهو محل إجماع”، مضيفًا “هناك جملة من الترتيبات ستتم بعد اختيار السنوار رئيسا للحركة”.
في غضون ذلك نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر إيرانية، تأكيدها أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب من المرشد الأعلى في إيران السيد علي خامنئي تنفيذ “رد منضبط” على إسرائيل، موضحة أن “بوتين طلب من خامنئي تجنب سقوط ضحايا مدنيين في الرد على إسرائيل”.
وفي سياق متصل ذكرت “رويترز” أن “طهران تضغط على موسكو من أجل تسليمها طائرات مقاتلة من طراز (سوخوي 35)” .
وذكر مسؤولون إيرانيون، أن طهران طلبت من موسكو أنظمة دفاع جوي متطورة، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”. كما أكدوا أن “روسيا بدأت في تسليمنا رادارات ومعدات دفاع جوي”.من جانبها، أفادت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن عدة طائرات نقل عسكرية روسية من طراز Il-76 هبطت في طهران خلال الـ48 ساعة الماضية.
الموقف الاميركي
اعلن البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث امس إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الاردن عبدالله الثاني لمناقشة الجهود المبذولة لتهدئة التوتر في الشرق الأوسط، والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق الاسرى.
وفيما واكد وزير الدفاع لويد أوستن خلال اتصال هاتفي مع نظيره الاسرائيلي يوآف غالانت “التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن “إسرائيل” في مواجهة تهديدات إيران والحزب والقوى الأخرى المتحالفة مع طهران”. واضاف: “نحسن من جاهزيتنا على المستويين الدفاعي والهجومي وسوف ننتصر في هذه المعركة والأميركيون جاهزون لمساعدتنا ودعمنا وعلينا مواصلة الاستعداد فقد تتطور الأمور خلال وقت وجيز”.
وكشف كبير الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي جيم هايمز ان “الرد الإيراني قد يكون أكثر فتكا عن الرد الذي حصل في نيسان الماضي” واكد ان “صواريخ جنوب لبنان لا يوجد وقت كاف لاعتراضها.” واعتبر ان اغتيال هنية وشكر “يضع وقف إطلاق النار خارج الطاولة”.
وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن استطلاع رأي وطني اظهرللمرة الاولى منذ سنوات، ان غالبية الأميركيين عارضت إرسال قوات أميركية للدفاع عن “إسرائيل” إذا تعرضت لهجوم.
حصيلة متواضعة
وفي جوجلة لحصيلة المساعي الديبلوماسية الجارية على أكثر من مستوى قالت مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت لـ “الجمهورية” إن مساعي التهدئة “لم تصل بعد الى ادنى ما أرادته من أهداف وخصوصا على مستوى المساعي المبذولة بين واشنطن وعواصم عربية وغربية لتنفيذ قرار وقف إطلاق النار الصادر عن مجلس الأمن الدولي في العاشر من حزيران الماضي والشروع في تبادل الاسرى الاسرائيليين بالمعتقلين في السجون الاسرائيلية.
ولفتت المصادر الى ان هذا القرار كان تنفيذا لمشروع اميركي تبناه الرئيس الاميركي جو بايدن، ووافق عليه مجلس الأمن بكامل اعضائه وبامتناع رئيس البعثة الروسية عن التصويت متجاوزا اللجوء الى حق النقض كما فعلت البعثة الاميركية اكثر من مرة ضد مشاريع القرارات ومنها ما اقترحته المجموعة العربية عبر مندوب دولة الإمارات العربية المتحدة وآخر تقدمت به البعثة الفرنسية بصيغة ثالثة اقترحتها البرازيل وثالت اقترحته روسيا وهي سقطت جميعها بـ”فيتو” اميركي قبل ان يجف الحبر الذي كتب به.
واكدت المصادر الديبلوماسية “أن المساعي لم ولن تتوقف وأن موعد انطلاقتها الجديدة مرهون بالرد الإيراني ومعه رد اليمن ودول المحور على عمليتي الضاحية الجنوبية لبيروت وطهران، وأن أصحاب المبادرات مصممون على احياء الافكار السابقة ولن يقدموا اي اقتراح جديد ما لم يأت الرد بما ليس متوقعا كأن يؤدي الى موقف إسرائيلي مفاجىء وهو غير منتظر حتى الساعة وخصوصا ان صدقت التوقعات الديبلوماسية بأن إسرائيل قد تلجأ الى رد عسكري وامني استخباري استباقي لأي عملية ضدها مباشرة يمكن ان يطاول ساحات دول المحور من لبنان الى العراق واليمن مع بقاء الساحة السورية مفتوحة امام الطائرات والصواريخ الاسرائيلية كما هو جار بنحو شبه دوري ويومي.
ملزمون بالرد
وكان السيد نصرالله تحدث أمي في ذكرى اسبوع القائد العسكري فؤاد شكر في مجمع سيد الشهداء على وقع خرق الطيران الحربي الاسرائيلي جدار الصوت فوق بيروت وضاحيتها الجنوبية وقال “العدو قد يلجأ أثناء الكلمة إلى خرق جدار الصوت من أجل إخافة الحضور وهذا يدل على أنَّ “عقلاتو كتير صاروا صغار”، واضاف: ” سر قوتنا يكمن في الاستمرار لأن النيل من قادتنا لن يمس بعزمنا وتصميمنا على مواصلة الطريق”. واشار الى ان “نتنياهو لا يريد وقفًا للحرب ولإطلاق النار ويصر على ذلك في كل الصفقات ويسعى لتهجير أهل غزة، فالإسرائيلي لا يقبل بدولة فلسطينية حتى في قطاع غزة لأنه يرى فيها خطرًا وجوديًا ولو إعترف بها دوليًا (…)هناك مشروع صهيوني يقول لا دولة فلسطينية، بينما مشروع جبهة المقاومة هو دولة فلسطين من البحر إلى النهر، وكل المشاريع في الوسط ستذوب لأن لا مستقبل أمامها وهي غير واقعية”.
وقال نصرالله: “الولايات المتحدة الأميركية صمتت على مدى 31 عامًا والآن حديثها عن إقامة دولة فلسطينية كذب ونفاق، لأن أي تصويت حول دولة فلسطينية في مجلس الأمن يسقط بـ “الفيتو” الاميركي. الأميركي يخادع العالم ويقول بأنه غير راضٍ عن أداء نتنياهو خلال الحرب ويعمل للضغط عليه، وهذا كله كذب لأنهم يزوّدونه بأطنان من السلاح”. وأوضح أنّ “الآن، في ظل الحديث عن رد من إيران أو “الحزب” أو اليمن أو المحور، فإنّ الولايات المتحدة الأميركية وأساطيلها تتقدّم للدفاع عن إسرائيل في رسالةٍ علنية”، وقال: “لو هزمت المقاومة في غزة وهذا لن يحصل، فلن تبقي إسرائيل أي مقدسات إسلامية ولا مسيحية”. واضاف: “الحزب وإيران واليمن ملزمون بالرد، والعدو ينتظر هذا الرد ونحن نتصرف بشجاعة وتأنٍ، والانتظار “الإسرائيلي” على مدى أسبوع هو جزء من العقاب”. واشار الى ان “الوفود تأتي اليوم، وبعضها ينتمي الى جهات وقحة لم تدين قتل الأطفال واغتيال الشهيد القائد هنية في طهران، وحين نقتل ينظّرون علينا بالهدوء”. وختم :”ردنا آت وسيكون قويًا ومؤثرًا وفاعلًا وبيننا وبينهم الأيام والليالي والميدان”.
رد اسرائيلي
وفي المقال رد وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش على خطاب نصرالله بالقول: “على إسرائيل أن لا ترد على السيد نصر الله بل أن تغتاله”.
والى ذلك اعلن زعيم حزب “معسكر الدولة” الإسرائيلي بيني غانتس في تصريح امس انه يجب زيادة الضغط العسكري بما يشمل ضرب البنية التحتية بلبنان. ولفت الى “اننا سندعم الحكومة بشكل كامل إذا قررت اتخاذ إجراءات هجومية ضد “الحزب””.
فيما قالت هيئة البث العبرية ان “التقديرات في إسرائيل هي أن رد “الحزب” وإيران سيكونا منفصلين، بحيث يبدأ “الحزب” الذي سيستخدم صواريخ دقيقة في هجومه”.
اشتعال الجبهة
وكانت الجبهة الجنوبية اشتعلت امس قبل ساعات على خطاب نصرالله قصفا وغارات متبادلة بين الحزب واسرائيل، فتعرضت بلدة عيتا الشعب في القطاع الاوسط لقصف مدفعي متقطع فيما أغار الطيران الحربي على بلدة الخيام ثم اغارت مسيرة على منزل من طبقتين في حارة النادي في بلدة ميفدون. لتعلن وزارة الصحة لاحقا ان “العدوان على بلدة ميفدون ادى الى استشهاد خمسة أشخاص”. فيما اصاب القصف على بلدة فتى من مواليد العام ٢٠١١ بجروح متوسطة. فيما سقط جريح في الخيام. فيما تبيه ان قتلى ميفدون عناصر في “الحزب” وقد نعتهما “المقاومة الاسلامية في بيان “شهداء على طريق القدس”.
وقد رد ” الحزب” “رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية مبنى يستخدمه الجنود في مستعمرة افيفيم و”تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي قرب موقع بركة ريشا بصواريخ بركان”، وشنّ هجومًا جويًا بطائرات مسيّرة على مقر قيادة لواء غولاني ووحدة إيغوز 621 في ثكنة “شراغا” شمال عكا. واشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى إصابة شخصين أحدهما حالته حرجة بعد سقوط مسيرة لـ”الحزب” في نهاريا. واشار موقع واللا العبري الى ارتفاع عدد المصابين في هجوم المسيرات إلى 6 بينهم اثنان في حالة حرجة. وتحدث رئيس بلدية نهاريا عن اصابات وأضرار مادية في الهجوم على نهاريا. واعلن “الحزب” ايضا استهداف ملالة إسرائيلية في محيط موقع رويسات العلم، وقصف “موقع المرج بقذائف المدفعية.
ميقاتي قلق
وفي هذه الاثناء كرر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس مطالبة المجتمع الدولي بوقف الاعتداءات والتهديدات الاسرائيلية على لبنان تمهيدا لارساء حل يرتكز على التطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701. وقال: “العدوان الاسرائيلي الاخير على الضاحية الجنوبية لبيروت زاد من تعقيدات الوضع القائم وعزز المخاوف من مواجهات ميدانية من شأنها ان تدفع الامور نحو الحرب الشاملة”. وتابع: “هذه المخاوف أعبرّ عنها لجميع المسؤولين في الدول الصديقة للبنان من خلال الاتصالات والاجتماعات التي اجريها، والتي أحرص على أن تكون بعيدا من الاعلام، لان الديبلوماسية الصامتة هي الانجع في مثل الظروف الدقيقة التي نمر بها”. وأكد ان الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية التي اجراها امس “ساعدت في تكوين الاقتناعة لدى اصدقاء لبنان بضرورة الضغط على اسرائيل لعدم الانزلاق بالاوضاع الى ما لا يمكن توقع نتائجه وتداعياته وهذا الضغط مستمر، ونأمل ان يفضي الى نتائج مرضية في اسرع وقت”.
من جانبه، أكّد وزير الخارجيّة عبدالله بوحبيب، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري بدر عبدالعاطي في القاهرة امس أنّ التصعيد الإسرائيلي الأخير في المنطقة يُقوّض الاتصالات والجهود التي تبذلها مصر للتهدئة، ويضرب بعرض الحائط مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار وقرار مجلس الأمن الرقم 2735 الذي تبنّى هذه المبادرة، ويعكس نيّات إسرائيل بإطالة أمد الحرب وتوسيع رقعة النزاع”. معربًا عن أمل لبنان في مواصلة مصر دعمها له خلال المرحلة المُقبلة، وخصوصًا في ما يتعلّق بتأمين دعم عربي للبنان جرّاء النيّات والخطط العدوانيّة الإسرائيليّة لتوسيع رقعة الحرب، وسعيه للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، وانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانيّة المُحتلّة ووقف خروقاتها للسيادة اللبنانيّة
وأشار عبد العاطي إلى أن الظرف الإقليمي معقد وبالغ الخطورة، مشددا على أن مصر تدين الاعتداءات التي يتعرض لها لبنان، لا سيما منها القصف التي تعرضت له الضاحية الجنوبية ونحن كقيادة وحكومة وشعب متضامنون مع لبنان وشعبه”. واذ دعا “كافة أطراف النزاع لتجنب الانزلاق في حرب إقليمية شاملة، مشيرا إلى أن السياسات التصعيدية لن تؤدي إلا إلى مزيد من العنف، أكد دعم مصر الكامل لتنفيذ القرار 1701، ومشددا على ضرورة التنفيذ الفوري له.
التيار يدين
وفي المواقف دان “التيار الوطني الحر” في بيان إثر الاجتماع الدوري لمجلسه السياسي برئاسة النائب جبران باسيل، “العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان قصفا واغتيالا وترهيبا من خلال خرق جدار الصوت”، معتبرا أن “الفريق الحاكم في إسرائيل يقوم بكل الإستفزازات لتوسيع مدى الحرب ضد لبنان وهو ما يستوجب تأكيد التضامن بين اللبنانيين في كل الميادين في مواجهة العدوان”.
ورأى في “الموقف الإسرائيلي الرافض لمبدأ قيام دولة فلسطينية وإجهاض كل مفاوضات وقف إطلاق النار دليلا على أن إسرائيل لا تريد أي شكل من أشكال السلام، بل تسعى الى توسيع الحرب وتفجير الأوضاع على أوسع نطاق في المنطقة بدءا من تدمير غزة وقتل اهلها وتهجيرهم وهو ما يستحق موقفا عربيا موحدا لمواجهة خطر الحرب الكبرى”.
صمت وجمود
على الصعيد الدستوري والسياسي نفت مصادر نيابية وسياسية مطلعة عبر “الجمهورية” الحديث عن اي مبادرة جديدة تتصل باحياء المساعي الجارية لتحديد جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية، على رغم من مجموعة الاقتراحات التي ما زالت مفتوحة وخصوصا تلك التي كانت ترعاها الخماسية العربية والدولية وتلك التي أطلقها نواب المعارضة.
وقالت هذه المصادر ان السبب في آلت إليه مساعي توليد الرئيس لم تعد رهنا بمصير هذه المبادرات التي تبين أنها كانت لملء الوقت الضائع طالما أن هناك فريقا ما زال يرفض البحث بانتخاب الرئيس قبل تنظيم طاولة حوار او تشاور وآخر لا يرغب بالمشاركة فيها بالنظر الى عدم وجود ما يشير إليها في الدستور وهو ما يعني أن كل شيء مجمد الى حين لا يستطيع احد تقديم ملامحه حتى الآن.
زيارة ماكرون؟
وتعزيزا لهذه المعادلة كشف أحد سفراء المجموعة الخماسية في لقاء جمعه مع بعض نظرائه الديبلوماسيين وسياسيين ومسؤولين حزبيين “ان المجموعة لم ولن توقف مساعيها، ولكن اليس من السذاجة بمكان ان نتحدث عن اي اقتراح بعدما سقطت المبادرات كافة، في ظل ما تشهده المنطقة ولبنان”. وسألهم: “على رغم من الظروف الا تعتقدون ان هذه الظروف الاستثنائية غير المسبوقة المسؤولين يجب ان تدفع اللبنانيين الى الاسراع في انهاء الشغور الرئاسي في اسرع وقت ممكن؟ وهل ترون ان هناك اجماعا لبنانيا على مثل هذه الخطوة؟ والا تعتقدون مثلي ان هناك من لا يرغب في ان يتقاسمه الرئيس العتيد اي دور يقوم به في هذه الفترة؟”.
وفي الإطار عينه نفى السفير نفسه ان تكون لديه اي معلومات عن زيارة لاي موفد اميركي او اوروبي للبنان في المرحلة الراهنة فبينهم من غادر لبنان قبل أيام. واعتبر أن الحديث عن زيارة وزير الخارجية الفرنسية للبنان هو مجرد فكرة كان قائمة من قبل، ولكن استقالة الحكومة الفرنسية الحالية هي التي تحد من زياراته الخارجية وان الحديث عن زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون للبنان قد تكون فكرة لبنانية لم يحملها ولم يقترحها اي ديبلوماسي فرنسي او أوروبي حتى اللحظة”.
*********************************
افتتاحية صحيفة اللواء
«توازن رعب» يدخل المواجهة في حسابات «الخسائر» القاتلة!
نصرالله لا يلتزم بوحدة الردّ على الاغتيالات الإسرائيلية.. والدبلوماسية اللبنانية تنشط لكشف مخاطر انزلاقات الاحتلال
أعطى السيد نصر الله مؤشرات عن مسار المواجهة، سواءٌ على مستوى التكتيك او الاستراتيجية الهادفة الى منع اسرائيل من الانتصار على المقاومة الفلسطينية، وليس تدمير دولة اسرائيل.
لم يمرّ خرق جدار الصوت، من قبل طيران الاحتلال الاسرائيلي العسكري، مرور الكرام، فأشار اليه السيد نصر الله في مطلع كلمته متسائلاً، عن الغباء الذي يهيمن على ذهنية رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وقال: «قد يلجأ العدو اثناء الكلمة الى خرق جدار الصوت من اجل استفزاز الاحتفال او إخافة الموجودين.. وهيدا يدل إنو عقلاتو كتير صغار».
ورأت أوساط مراقبة لـ«اللواء» أن ما قاله السيد نصرالله لم يعطِ أي شرح إضافي عن الرد الذي ينفذه الحزب، وهذا أمر طبيعي، لكن ما يستدعي التوقف عنده هو أنه ليس مطلوبا من سوريا وإيران الدخول في قتال دائم، قائلة أن الحرب النفسية متواصلة وأي سيناريو يلجأ إليه الحزب للرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر لم يتظهَّر بعد.
اما بالنسبة الى احتمال الحرب الشاملة، فإن الأوساط نفسها اوضحت أن هناك سعيا لعدم نشوبها، وهذا ما تعكسه المعطيات الراهنة إلا إذا حصل تطور ليس في الحسبان.
إلى ذلك، تحدثت الأوساط نفسها عن حملة تقودها المعارضة من أجل تجنيب لبنان الانغماس في الحرب، ومن شأنها أن تتكثَّف.
على ان الصدمة الموجعة يوم امس، قبل وبعد الاحتفال بذكرى مرور اسبوع على استشهاد القيادي في المقاومة فؤاد علي شكر تمثل بأمرين: الاول، تسمية قائد “حركة ح” في غزة يحيى السنوار، رئيساً للحركة خلفاً للشهيد اسماعيل هنية.
والثاني: باستهداف “الحزب” مقر قيادة لواء غولاني ومقر وحدة إيجور 621 في ثكنة شراغا شمال عكا، واستخدام صواريخ اكثر تطوراً.
وقال السيد نصر الله ان «الانتظار الاسرائيلي على مدى اسبوع هو جزء من العقاب والردّ، فالمعركة هي معركة نفسية وسلاح ودمار، ونحن نتصرف بروية وشجاعة لا بانفعال».
واضاف: الردّ آتٍ قوياً فاعلاً من ايران و”الحزب” واليمن.
واكد نصر الله: ايران سترد و”الحزب” سيرد واليمن سيرد، والمهم في هذه الجهات الثلاث ان العزم والقدرة موجودة، ولكن بتأنٍ وروية.
وطالب نصر الله سكان حيفا بالاستعداد لأي سيناريو، مشيراً الى ان المشروع الحقيقي لنتنياهو وحلفائه هو جعل الاردن وطناً بديلاً للفلسطينيين.
وقال: المصانع الاسرائيلية في الشمال يمكن تدميرها في ساعة واحدة.
وأكد: حساب العدو في الذهاب الى حرب واسعة حساب معقد، وعندما يريد الذهاب الى حرب لا يحتاج الى ذريعة.
واشار الى بعض ما قيل انه ابواق وبعض الاعلام، بالقول: لا نريد منكم دعماً ولا تأييداً، لكن لا تطعنوا المقاومة بظهرها، ولا تكونوا شركاء بالحرب النفسية، وليكن الحد الادنى من الاخلاق والوطنية عبر سلوككم.
ودعا الى فهم حجم مخاطر ما يجري في المنطقة، ملاحظاً ان البعض في لبنان يعربون عن خوفهم اذا انتصرت المقاومة في المعركة، وأنا اقول لهم عليكم الخوف من انتصار العدو، ومن لا يؤيدنا في لبنان، نطلب منه الا يطعن المقاومة في الظهر، او يشارك في الحرب النفسية ضدنا.
واوضح: المقاومة ليست في وارد ان توظف اي انتصار لها في الداخل اللبناني، ولا تخافوا من انتصارها، ويجب ان تخافوا من انتصار العدو، وأن تدركوا حجم مخاطر ما يجري في المنطقة.
واشار الى ان الاحتلال يستعين بالولايات المتحدة، ودول غربية لحمايته لانه ليس قادراً على حماية نفسه.
وعلى جبهة الاحتلال، دعا الوزير المستقيل بيني غانتس الى «زيادة الضغط العسكري والاستهداف المباشرل للبنى التحتية في لبنان، وأن الحكومة ستحظى بالدعم في كل خطوة هجومية».
رسمياً، كشف الرئيس نجيب ميقاتي ان الاتصالات التي اجراها ساعدت على تكوين القناعة لدى «اصدقاء لبنان» بضرورة الضغط على اسرائيل لعدم الانزلاق بالاوضاع الى ما لا يمكن توقع نتائجه وتداعياته، داعياً للاهتمام بما يخفف معاناة اللبنانيين وهواجسهم، لا تأجيج السجالات العقيمة.
ومن القاهرة، اعلن وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب بعد لقاء نظيره المصري بدر عبد العاطي ان «التصعيد الاسرائيلي في المنطقة يقوّض الاتصالات والجهود التي تبذلها مصر للتهدئة، معتبراً ان توسع رقعة الحرب اصبح جدياً في حال لم يتحرك المجتمع الدولي.. مقدماً الشكر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية على الوقوف الى جانب لبنان.
وأشار عبد العاطي إلى أن الظرف الإقليمي معقد وبالغ الخطورة، مشددا على أن مصر تدين الاعتداءات التي يتعرض لها لبنان، لاسيما القصف الذي تعرضت له الضاحية الجنوبية ونحن كقيادة وحكومة وشعب متضامنون مع لبنان وشعبه. واذ دعا كافة أطراف الصراع لتجنب الانزلاق في حرب إقليمية شاملة، مشيرا إلى أن السياسات التصعيدية لن تؤدي إلا إلى مزيد من العنف، أكد دعم مصر الكامل لتنفيذ القرار 1701، مشددا على ضرورة التنفيذ الفوري لهذا القرار بشكل كامل من جانب كافة الأطراف المعنية.
الكهرباء: إضراب وبنك دولي
حياتياً أعلنت نقابة عمال ومستخدمي كهرباء لبنـان عن اضراب تحذيري اليوم، وترأس ميقاتي اجتماعا ضم المدير الإقليمي لدائرة الشرق الاوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه، رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك ومستشاري رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس وسمير الضاهر. خصص الاجتماع للبحث في المواضيع التي ستدرج على جدول اعمال البنك الدولي في اجتماعات شهر ايلول المقبل، ومن ضمنها مشروع يتعلق بقطاع الكهرباء في لبنان.
الوضع الميداني
وليلاً، أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدة كفركلا، وهو استهدف محيط مركز البلدية.
وكانت طائرات الاحتلال قصفت بلدة ميفدون مما ادى الى سقوط 5 شهداء، نعاهم “الحزب” اضافة الى شهيد آخر..
وأعلن “الحزب” «رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة افيفيم بالأسلحة المناسبة واصابوه إصابة مباشرة». واعلن انه استهدف «تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي قرب موقع بركة ريشا بصواريخ بركان». ايضا، اعلن انه «ورداً على بلدة عبّا في الجنوب، شنّ هجومًا جويًا بطائرات مسيّرة على مقر قيادة لواء غولاني ووحدة إيغوز 621 في ثكنة «شراغا» شمال عكا محققًا إصابات دقيقة». وقد اشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى إصابة شخصين أحدهما حالته حرجة بعد سقوط مسيَّرة لـ”الحزب” في نهاريا. واشار موقع واللا العبري الى ارتفاع عدد المصابين في هجوم المسيَّرات إلى 6 بينهم اثنان في حالة حرجة. وتحدث رئيس بلدية نهاريا عن اصابات وأضرار مادية في الهجوم المسيَّر للحزب على نهاريا. واعلن “الحزب” ايضا «اننا استهدفنا ملالة إسرائيلية في محيط موقع رويسات العلم بالصواريخ الموجهة وحققنا إصابة مباشرة ما أدى إلى تدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح». كما قصف «موقع المرج بقذائف المدفعية وحقق فيه إصابة مباشرة».
وحسب المعلومات فإن 20 جريحاً اصيبوا في نهاريا.
*******************************
افتتاحية صحيفة الديار
سيغورنيه الى بيروت حاملا رسالة «خطيرة» عن عملية اسرائيلية استباقية
واشنطن تعتمد مرفأ جونية للاخلاء والمساعدات… والحكومة وضعت خطة ثلاثية – ميشال نصر
التأهب على أشدّه والترقب سيّد الساحات، حيث كل شيء معلق على لحظة الرد وما يليه وكيفية تعامل تل ابيب معه. جيوش مستنفرة في البر والبحر والجو، منصات الصواريخ وقواعد اطلاق المسيرات، تنتظر صفارة ساعة الصفر التي تملك طهران وحارة حريك توقيتها، اذا ما اسقطنا من الحسابات اقدام تل ابيب على خلط الاوراق من جديد وتوجيه ضربة استباقية.
وفي وقت يترقب لبنان والعالم رد ايران و”الحزب”، تستمر الاتصالات لتلافي التصعيد الكبير في المنطقة، على وقع اختراق جدار الصوت وتحليق المقاتلات الاسرائيلية على علو منخفض فوق بيروت والضاحية الجنوبية، قبيل اطلالة امين عام “الحزب” في ذكرى اسبوع اغتيال القائد في الحزب فؤاد شكر، فيما كان الميدان الجنوبي يشتعل بالقصف والغارات المتبادلة بين الحزب و«اسرائيل».
اتصالات دولية
هذه الاجواء السلبية انعكست على الارض، اذ بعد التسريبات عن زيارة وفد اميركي الى ايران بوساطة عمانية، جاءت تطورات الليلة الماضية وما حملته معها من تصعيد، مع استهداف قاعدة عين الاسد في الانبار العراق، بجزئها الاميركي، ما ادى الى جرح عدد من العسكريين ، وفقا لوكالة رويترز، لتشير الى انهيار كل المفاوضات ومحاولات التهدئة، وسط توقع انغماس اميركي اكبر في العمليات، نتيجة قرار فصائل المحور تصعيد عملياتها ضد القواعد الاميركية في سوريا والعراق، اقله حتى الساعة، مع تأكيد بيان صادر عن البيت الابيض أن فريق الأمن القومي أطلع بايدن وهاريس على التهديدات التي تشكلها إيران وحلفاؤها، مشيرا إلى أن الرئيس ونائبته ناقشا الخطوات اللازمة للدفاع عن القوات الأميركية والرد على أي هجوم يستهدفها.
اما على الجانب اللبناني، فبعد الوفد البريطاني الثنائي، الذي غادر بيروت متشائما، بعد رفض الجانب اللبناني ما طرحه لجهة تطبيق القرار 1701، وانسحاب قوات “الحزب” الى ما وراء الليطاني، بدليل القرارات السريعة التي اتخذتها لندن، مع رفع جهوزيتها العسكرية في منطقة شرق المتوسط، مرسلة مجموعة بحرية «معتبرة»، من جهة، واخلاء عائلات دبلوماسييها المقيمون في لبنان، يحضر وزير الخارجية الفرنسية بدوره، والذي استبقه قصر الصنوبر في اتصالات شخصية مع الرعايا لحثهم على مغادرة لبنان.
وفي هذا الاطار، تكشف المعلومات ان الفريق المختص بملف لبنان في الايليزيه، درس جديا امكان قيام الرئيس ايمانويل ماكرون بزيارة الى لبنان، في رسالة واضحة «لاسرائيل»، الا انه عاد وتراجع عن الفكرة لاسباب ونصائح امنية تلقاها من اكثر من جهة، مكتفيا بايفاد وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال الفرنسية، ستيفان سيغورنيه، في مسعى «لحصر» التصعيد، رغم ادراك باريس ان «الامور صارت بمطرح تاني»، وبالتالي ثمة استحالة للقيام بأي دور في الوقت الحالي، خصوصا في ظل تراجع الولايات المتحدة عن تأدية دور «الاطفائي» الجدي في هذه المرحلة، بعدما رأت ان الامور تفاقمت، رغم ان الزيارة تبقى ضرورية من الناحية المعنوية، دون ان تغير في الوقائع الميدانية، من هنا لا نتائج مرجوة من مهمة الضيف الفرنسي، سوى رسالة تضامن مع لبنان الرافض للحرب، متابعة بان سيغورنيه الذي تردد في قبول المهمة بداية، يحمل معه رسالة «شديدة اللهجة»، تتقاطع مع ما سمعه المسؤولون من الوفد البريطاني، تشدد على خطورة التدهور العسكري، بعدما باتت الامور اكبر من لبنان وساحته، من جهة، وتأكيد دعمها للشعب اللبناني بانه غير متروك.
اتصالات داخلية
هذا الوضع المتدهور والمخاوف من تداعيات ما هو آتٍ، دفع بحكومة تصريف الاعمال الى تفعيل عملها، وتكثيف اجتماعاتها، على اكثر من خط، مركزة جهودها على ثلاثة مسارات، الاول، ديبلوماسي، مع فتح رئيسها خطوط التواصل مع الخارج على مدار الساعة، املا في تحقيق اي خرق، الثاني، العمل على تأمين الحاجات الاساسية الضرورية على صعيد مخزون المواد الغذائية والنفطية والادوية، حيث تجاوبت منظمة الصحة العالمية بسرعة، مرسلة شحنة كبيرة من الواد اللازمة للمستشفيات في حالات الطوارئ والحروب، وهنا طمأنت المصادر إلى أن «لا مشكلة في المستلزمات الطبيّة، هناك مخزون في المستشفيات وفي الشركات يكفي ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر على الأقل»، اما الثالث، فأمني، حيث المخاوف من انفلات الامور، ومحاولة «المخربين» من لبنانيين وسوريين الاستفادة من الفوضى التي قد يتسبب بها الوضع، خصوصا ان الايام الماضية شهدت سلسلة عمليات واحداث، تدفع الى الخوف من تطورها وما قد ينتج منها.
وكانت تقاطعت معلومات عن ان الجيش الاميركي، بات جاهزا لانشاء جسر بحري في منطقة جونية، مهمته اخلاء المواطنين الاجانب، والديبلوماسيين، فضلا عن استخدامه كمعبر لادخال المواد الاساسية، مع توقف الحركة في مرفا بيروت ومطار رفيق الحريري الدولي، علما ان كل الترتيبات اعدتها الجهة القبرصية لانجاز تلك المهمة. يشار الى ان الدول الكبرى اشتكت من بطء عمليات الترحيل عبر مطار رفيق الحريري الدولي، في ظل امتناع شركات الطيران العالمية عن ارسال رحلاتها، كما ان شركة طيران الشرق الاوسط خففت من عدد طائراتها الموجودة في المطار الى اقصى درجة، وسط معلومات عن مافيات سوق سوداء بدات تتحكم باسعار تذاكر الطائرات، لبيعها باسعار مضاعفة للرعايا الاجانب الراغبين بالمغادرة، فيما تعذر ايجاد اي بطاقات عبر المواقع الالكترونية.
الانتشار العسكري
وتشير المصادر في هذا الخصوص الى ان الانتشار العسكري البحري الاميركي والبريطاني قبالة السواحل اللبنانية، يتموضع في المنطقة الممتدة من بيروت باتجاه طرابلس شمالا، ويضم مجموعتين برمائيتين وسفن انزال، ومدمرات مجهزة بصواريخ كروز، فضلا عن حاملة طائرة ترافقها حاملة مروحيات، تضم مستشفى عائما، تدعمها طائرات تجسس وحرب الكترونية تكاد لا تفارق السماء على مدار الساعة، حيث تقوم بعمليات مسح ورصد لكامل الشاطئ اللبناني والسوري، وصولا الى الداخل السوري حتى الحدود العراقية.
ضربة اسرائيلية
وسط هذا المشهد المعقد والسوداوي، تقاطعت المعطيات الديبلوماسية، على ان «اسرائيل» باتت جاهزة لتنفيذ عملية استباقية، حددت موقعها بالتنسيق مع القيادة الاميركية الوسطى، في محاولة منها لاحباط استراتيجية الاستنزاف التي يمارسها محور المقاومة، حيث علم ان قائد القيادة الوسطى الجنرال «كوريلا» الذي زار تل ابيب والتقى كبار قادتها، قبل ان يغادرها الى غرفة عمليات قواته في الاردن، بحث مع الاسرائيليين موضوع الجبهة اللبنانية، واضعا خطوطا حمراء، من بينها عدم التعرض للجيش اللبناني، اذ ترى فيه واشنطن شريكا استراتيجيا اساسيا لها في المنطقة، كما انها ترى له دورا فاعلا ومركزيا في تطبيق اي تسوية مستقبلية.
رد المقاومة
من جهتها، ووفقا لما ورد في كلام السيد نصرالله، عادت جبهة الاسناد الجنوبية الى تأدية دورها، موسعة من وتيرة العمليات، وكذلك نطاقها الجغرافي ليشمل مناطق في الداخل الاسرائيلي بقيت حتى الامس بعيدة عن الاستهداف، مستخدما اسلحة جديدة، منها المسيرات ليلا، وهو ما اربك الجيش الاسرائيلي، الذي وفقا لتقديراته، كان يعتقد بان “الحزب” لا يملك تقنيات الرؤية الليلة لطائراته المسيرة، او حتى كاميرات تصوير ليلي، وهو ما دحضته عمليات الساعات الماضية.
اعتداءات اسرائيلية
على الصعيد الميداني، تعرضت بلدة عيتا الشعب في القطاع الاوسط لقصف مدفعي متقطع، كذلك، أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدة الخيام بصاروخين. وقد توجهت فرق الإسعاف والدفاع المدني الى المكان. وأغارت مسيّرة على منزل من طبقتين في حارة النادي في بلدة ميفدون. وقد ارتفعت سحب الدخان وتوجهت سيارات الإسعاف الى المكان، قبل ان يعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة ان «العدوان على بلدة ميفدون ادى الى استشهاد خمسة أشخاص وان العمل مستمر لرفع الأنقاض وإزالة الركام.
الحزب يرد
في المقابل، أعلن “الحزب” استهداف مجاهدو المقاومة الإسلامية مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة افيفيم بالأسلحة المناسبة واصابوه إصابة مباشرة». واعلن انه استهدف «تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي قرب موقع بركة ريشا بصواريخ بركان». ايضا، اعلن انه «وردا على بلدة عبّا في الجنوب، شنّ هجومًا جويًا بطائرات مسيّرة على مقر قيادة لواء غولاني ووحدة إيغوز 621 في ثكنة «شراغا» شمال عكا محققًا إصابات دقيقة». وقد اشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى إصابة شخصين أحدهما حالته حرجة بعد سقوط مسيرة لـ “الحزب” في نهاريا. واشار موقع واللا العبري الى ارتفاع عدد المصابين في هجوم المسيرات إلى 6 بينهم اثنان في حالة حرجة. وتحدث رئيس بلدية نهاريا عن اصابات وأضرار مادية في الهجوم المسير للحزب على نهاريا. واعلن “الحزب” ايضا «اننا استهدفنا ملالة إسرائيلية في محيط موقع رويسات العلم بالصواريخ الموجهة وحققنا إصابة مباشرة، ما أدى إلى تدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح». كما قصف «موقع المرج بقذائف المدفعية وحقق فيه إصابة مباشرة».
ميقاتي متخوف
وسط هذه الاجواء المقلقة، جدد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مطالبة المجتمع الدولي بوقف الاعتداءات والتهديدات الاسرائيلية على لبنان تمهيدا لارساء حل يرتكز على التطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701. وقال: «العدوان الاسرائيلي الاخير على الضاحية الجنوبية لبيروت زاد من تعقيدات الوضع القائم وعزز المخاوف من مواجهات ميدانية من شأنها ان تدفع الامور نحو الحرب الشاملة». وتابع: «هذه المخاوف أعبرّ عنها لجميع المسؤولين في الدول الصديقة للبنان من خلال الاتصالات والاجتماعات التي اجريها، والتي أحرص على أن تكون بعيدا من الاعلام، لان الديبلوماسية الصامتة هي الانجع في مثل الظروف الدقيقة التي نمر بها».
بوحبيب
من جهته، ا كّد وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري بدر عبدالعاطي عقب اجتماعهما الثنائي في مقر وزارة الخارجيّة المصريّة في القاهرة امس، أنّ التصعيد الإسرائيلي الأخير في المنطقة يقوّض الاتصالات والجهود التي تبذلها مصر للتهدئة، ويضرب بعرض الحائط مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار وقرار مجلس الأمن الرقم 2735 الذي تبنّى هذه المبادرة، ويعكس نيّات «إسرائيل» بإطالة أمد الحرب وتوسيع رقعة الصراع، مُشدّدًا على أنّ الخطوة الأولى باتجاه وقف التصعيد هي وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، من أجل أن نحمي المنطقة كلّها من تبعات اشتعال حرب إقليميّة. وحذّر من أنّ توسّع رقعة الحرب أصبح جديًا في حال لم يتحرّك المجتمع الدولي والدول المعنيّة بشكلٍ فوري وفاعل لوقف جرائم الحرب التي ترتكبها «إسرائيل».
جنبلاط لمجموعة الـ7
في المقابل، كتب رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط، في منشور على حسابه عبر منصة «إكس»: حان الوقت لمجموعة السبع لفرض وقف إطلاق النار في غزة. وكان وزراء خارجية «مجموعة السبع» شددوا على «ضرورة خفض التوتر في منطقة الشرق الأوسط مع ازدياد المخاوف من هجوم قد تشنه إيران وحلفاؤها على إسرائيل ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي ل”حركة ح” إسماعيل هنية في طهران، إضافة الى قيادي كبير في “الحزب” في ضاحية بيروت الجنوبية الأسبوع الفائت».
*************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
السنوار رئيساً ل”حركة ح” خلفاً لهنية
أعلنت “حركة ح” اختيار رئيسها في قطاع غزة يحيى السنوار ليكون رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا للراحل إسماعيل هنية الذي اغتيل في العاصمة الإيرانية طهران قبل نحو أسبوع.
وقالت الحركة في بيان مقتضب نشرته مساء أمس الثلاثاء «تعلن “حركة ح” عن اختيار القائد يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا للقائد الشهيد إسماعيل هنية رحمه الله».
وقال مصدر خاص إنه تم اختيار السنوار بالإجماع عبر آليات التصويت المتبعة داخل الحركة. من جانبه، قال القيادي في “حركة ح” أسامة حمدان إن اختيار السنوار «يدل على أن الحركة تدرك طبيعة المرحلة».
وأوضح حمدان أن تدرج السنوار منذ سنوات شبابه في مواقع عديدة داخل الحركة جعله مؤهلا لقيادتها في هذه المرحلة، مشيرا إلى أنه سيكون حوله فريق في قيادة الحركة عونا وسندا له. وتابع قائلا «رغم كل معاناة شعبنا والإرهاب الذي يمارسه الاحتلال والمجازر اليومية المرتكبة بحق شعبنا… فإن هذه الحركة لا تزال صامدة في الميدان ولا تزال صامدة في السياسة».
وأكد حمدان أن السنوار يحظى بالقبول من الجميع في الحركة وهو «محل إجماع»، مشيرا إلى أن هناك جملة من الترتيبات ستتم بعد اختياره رئيسا للحركة.
*************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
نصر الله يصرّ على الردّ على اغتيال شكر «أياً تكن العواقب»
لم يحسم خيارات الرد منفرداً أو «مع محور إيران»
هدّد السيد نصر الله، الثلاثاء، بـ«ردّ قوي ومؤثر وفاعل» على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر الأسبوع الماضي بالضاحية الجنوبية لبيروت، قائلاً إن «هذه معركة كبيرة، ودم غالٍ وعزيز، واستهداف خطير لا يمكن أن تمر عليها المقاومة أياً تكن العواقب».
وفي خطاب متلفَز ألقاه في ذكرى تأبين شكر في الضاحية، ترك نصر الله آلية الرد مفتوحة، سواء بشكل منفرد، أو بمشاركة محور إيران، مؤكداً في الوقت نفسه أن إيران ستردّ على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «ح» إسماعيل هنية، كما سيرد اليمن على استهداف ميناء الحديدة في الشهر الماضي.
وقال نصر الله إنّ «الوفود تأتي وتضغط اليوم، وبعض الاتصالات تأتي من جهات وقحة لم تستنكر قتل المدنيين والأطفال في لبنان وفلسطين»، وذلك لثَنيِ الحزب عن الرد، أو لضمانة رد تحت سقف لا يؤدي إلى تصعيد واسع في المنطقة، ولفت إلى أنّ «الأميركيين يطلبون المزيد من الوقت للعمل على وقف الحرب في غزة».
وسأل: «مَن يمكن أن يثق بالأميركيين المستمرّين بالنفاق والكذب منذ 10 شهور؟»، وتابع نصر الله: «هذه معركة كبيرة، ودم غالٍ وعزيز، واستهداف خطير، لا يمكن أياً تكن العواقب أن تمر عليها المقاومة»، مؤكداً أن «ردّنا آتٍ إن شاء الله؛ وحدنا أو مع جبهة المقاومة»، لكن «نتحدث اليوم بمسؤولية، وعن مستقبل سنصنعه سوياً بصبرنا وتحمّلنا، وتوكُّلنا على الله ودماء شهدائنا».
وفي إشارة إلى السقوف والمَطالب اللبنانية، ذكر نصر الله بأن الردود السابقة على مقتل مدنيين أو قياديين من «الحزب»، تركّزت على أهداف عسكرية، بما أتاح للبنانيين مواصلة حياتهم، وبما لم يؤثر على المطار وحركة السياح والمغتربين. وقال: «نحن حريصون في لبنان على وطننا وأهلنا، ولكن لا يُمكن أن نُطالَب من أحد بأن نتصرف مع العدوان بأنه ضمن سياق المعركة القائم منذ 10 أشهر»، وتابع: «العدوّ الإسرائيلي هو الذي اختار التصعيد مع لبنان وإيران». وختم نصر الله قائلاً: «ردّنا آتٍ، وسيكون قوياً ومؤثراً وفاعلاً، وبيننا وبينهم الأيام والليالي والميدان».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :