افتتاحية صحيفة الأخبار:
ردّ محور المقاومة: انتقام وعقاب... وضغط لوقف الحرب على غزة
بمجرد إعلان المرجعيات القيادية في إيران واليمن وحزب الله عن حتمية الرد، سقط النقاش حول أصل القرار، وما تبقّى ثرثرة فائضة عن حدّها بشأن الكيفية والنوعية والتوقيت، وهي لزوم ملء الوقت الفاصل عن تنفيذ هذه الردود، أو أقله عن أولها. فيما تكثر التحليلات والتعليقات بما يحجب الصورة عن حقيقة الهدف الفعلي للرد.
الثابتة الأكيدة هي أنه لولا تعقّد عملية العدو في غزة لما اتّجه لتنفيذ عملياته في لبنان وإيران واليمن. ومشكلة العدو مع هذه الأطراف أنها لم تترك غزة وحيدة، وأنها مصرّة على إسناد القطاع وأهله ومقاومته. وإذا كانت عقلية الثأر والعقاب ثابتة في عقيدة العدو، فإن تفعيلها مرتبط بلحظة حساسة، وخدمة لهدف ضروري، ما يعني أن إسرائيل تريد من هذه العمليات استثماراً في حربها المفتوحة على غزة، وتريد - قبل أي شيء - دفع محور المقاومة إلى ترك غزة في عزلة تدفعها إلى الكسر الكامل ورفع الراية البيضاء.
في المقابل، تعي قوى المحور أن دورها في هذه المرحلة هدفه خدمة المقاومة في غزة، وأن الضغط الذي تمارسه جبهات الإسناد يهدف إلى تعقيد مهمة العدو في القطاع، وصولاً إلى دفعه لوقف العدوان بصورة كلية، وبالتالي، منع انكسار المقاومة. وتعرف هذه القوى أنها منذ الساعة الأولى لاتخاذها قرار الإسناد المباشر، باتت معرّضة لدفع أثمان متنوعة، وهي تظهر استعداداً لتحمل هذه الأثمان بدرجة أو بأخرى. وقد رسمت لنفسها دائرة لا يمكن أن تقبل بتجاوزها من قبل العدو، ما يعني أنه في حال تجاوزت الكلفة ما هو مقدّر، فإن قوى المقاومة التي لن تبادر مطلقاً إلى وقف إسناد غزة، ستكون مضطرة لتعديل طريقة عملها، مع وجهة لتدفيع العدو ثمناً أكبر من الثمن الذي يدفعه في حرب الاستنزاف القائمة على عدة جبهات.
طبعاً، لا ينبغي إهمال كل العناصر السياسية والنفسية والمعنوية التي تلزم أطراف المحور بالرد على العدو. وهي فعلاً عناصر أساسية، وليست شكلية كما يفترض من لم يقتنعوا بعد بأن القوى العاملة في فلك الفكرة الخمينية لا يمكنها تجاهل شكل وطبيعة العدوان، وليس أصله فقط. وهذا لا ينتقص أو يقلّل من التطور النوعي في عقل قوى المقاومة، ليس فقط على صعيد القدرات وآليات القتال، بل على صعيد الإدارة السياسية أيضاً. وهو ما يقودنا إلى مقاربة ما يجري بطريقة أكثر وضوحاً.
ربما يكون الرد قد بدأ عندما تُقرأ هذه السطور، وهذا لا يؤثّر في أصل الفكرة، إذ تجب الإشارة إلى أن الردود المنويّ القيام بها، دفعة واحدة أو على دفعات، مجتمعة في خطوة واحدة، أو موزّعة بحسب الجبهات، هي ردود تستهدف مجموعة أمور، وترتيب أهدافها منطقياً وواقعياً يقود إلى البحث عن أفضل استثمار لها في معركة الدفاع عن غزة، وإجبار العدو على وقف الحرب.
كذلك، يجب الفصل بين ردّ إيران وردّ حزب الله وردّ «أنصار الله». ويجب إضافة أن حماس وبقية الفصائل الفلسطينية معنية أيضاً بالرد، سواء من داخل فلسطين أو من خارجها. والفصل سببه أن هناك ضوابط تتحكم بالرد الإيراني، كونه يتصل بعقاب على جريمة موضعية ومحددة، وهي ضوابط تقود إلى تقدير قوي بأن المدنيين في الكيان ليسوا هدفاً بحد ذاتهم، وأن فعالية الرد، تكمن في الوصول إلى أهداف تتصل بدائرة القرار في كيان العدو، وأدواته التنفيذية ذات البعد الاستراتيجي.
أما ضوابط حزب الله، فمختلفة بعض الشيء. صحيح، أن هامشه كبير بفعل طبيعة الاغتيال الذي نُفذ في الضاحية (اقرأ في العاصمة)، وبفعل أن العدو لم يأخذ في الاعتبار وجود المدنيين، وأنه تعمّد توجيه رسالة كبيرة إلى المقاومة. لكن، وإن كان بمقدور المقاومة اختيار أهداف، فيمكن أن تكون ساحتها في تل أبيب نفسها، وقد تصيب مدنيين على هامش الهدف الرئيسي، إلا أن الفعالية الجدية تكمن في أن تصيب الأهداف مركزاً بارزاً للجسم الذي اتخذ القرار وشارك في تنفيذه.
وبخلاف إيران وحزب الله، لا تخضع حركة «أنصار الله» للضوابط نفسها. فالعدو تعمّد ضرب منشأة مدنية في ميناء الحديدة، وهو يعرف مسبقاً أن مدنيين سيُقتلون أو يُجرحون، وتباهى بتنفيذه عملية عسكرية نوعية. وإذا كان العدو يتذرع بأن مُسيّرة «يافا» أصابت هدفاً مدنياً في تل أبيب، وتسببت بمقتل مستوطن لم يكن في الخدمة العسكرية، فإن آلية عمل وتفكير وتنفيذ «أنصار الله» تجعل من الممكن الاعتقاد، أو حتى المراهنة، على توجيه رد يصيب منشآت حيوية للعدو، سواء مدنية أو عسكرية، ولا فرق إن تسبب الرد بمقتل عسكريين أو مستوطنين.
لكن، في جوهر ردود أطراف المحور، هناك من ينظر إلى تأثيرها على ما يجري في قطاع غزة. وحتى عندما تُطرح احتمالية تدحرج الأمور نحو مواجهة واسعة، فإن من يدرس الردود، يفكر أيضاً في تأثير توسّع المواجهة على أصل الهدف المتمثل في وقف العدوان على غزة. وبالتالي، فإن ما يفترض بالعدو أن ينتظره، إلى جانب الردود نفسها، هو الرسالة السياسية الأساسية، التي تقول إن قرار الإسناد قائم ولا عودة عنه، مهما كانت الأثمان، وهي أثمان تُدفع يومياً جراء الحرب على الجبهة مع لبنان، أو بالحصار والحرب الأميركية على اليمن، أو الضغوط والعمليات الأمنية في إيران، وصولاً إلى القصف المركّز في العراق وسوريا. كما أن قرار الإسناد قائم حتى لو انتقلت المواجهة نحو حرب واسعة. وفي هذه النقطة، كان يفترض بالعدو، قبل أن يتخذ قراره بالعمليات في لبنان واليمن وإيران، أن يدرك أنه ليس هناك أي احتمال، على الإطلاق، لأن يترك المحور غزة وحدها، وأن الإسناد هو الخيار الوحيد، وليس هناك أي خيار آخر على الإطلاق.
وبالتالي، إذا كان العدو يريد تهديد قوى المحور برفع مستوى العدوان، رداً على استمرار جبهات الإسناد، فربما كان من الأجدى، أن يقتنع بأن خيار الإسناد لا فكاك منه. وبالتالي، فإن الردود المرتقبة ستعيد النقاش إلى النقطة الصفر: من يوقف مجانين إسرائيل عند حدّهم، ويقدر على وقف عدوانهم على غزة؟
إضافة إلى ذلك، ربما فات العدوَّ، وداعميه من الأميركيين والغربيين، أن النقاش لا يقف فقط عند الحسابات الدقيقة. بل ثمة عامل إضافي يضغط على محور المقاومة هو عامل الجمهور. هذا الجمهور لا يريد الحرب أساساً، وهو معجب بما يُطلق عليه «العقل البارد» لقادة المحور. كما أنه لا يدعم حرباً مفتوحة من دون أفق واضح. لكن الصحيح أكثر وأكثر، أن لهذا الجمهور صوته الذي يهدر طوال الوقت، ويظهر في عيون وفلتات اللسان، وهو نفسه صوت أهل غزة، الذين يحق لهم ما لا يحق لغيرهم، في القول والفعل، لكنه صوت ثقله كبير، ووقعه أقوى من صوت القذائف، هو صوت يريد الرد ليس فقط لحسابات سياسية صلبة، بل للانتقام، وإصابة العدو في عنقه، ليس فقط لأن العدو تجرّأ أكثر من اللازم، بل لأنه لم يعد ينفع معه أي علاج آخر خارج الميدان.
غير ذلك، هي أحداث ستحصل، الآن وفي أي وقت، وقد لا يكون لها شكلها الواحد، أو مداها الزمني المُقيّد. وهي أحداث يمكن أن تفتح الأبواب على ما هو أكثر خطورة. ومن يناقش في أصل الرد، عليه أن يعيد ترتيب أوراقه، سواء أكان طرفاً فاعلاً، كما هي حال الغرب بقيادة أميركا، أو شريكاً مقنّعاً، كما هي حال النظام الرسمي العربي، أو حفنة من العملاء كما هي حال حكومات وقوى لبنانية وفلسطينية وعربية وإسلامية. والنصيحة الأفضل لكل هؤلاء أن يفكروا بأمر واحد: أوقفوا الحرب على غزة، أو فكّروا في كيفية إبادة محور المقاومة بكل دوله وقواه وجمهوره!
****************
افتتاحية صحيفة البناء:
اكتمال الاستعدادات الأميركية لحماية الكيان وتأمين بقاء احتلال سورية والعراق
مساعٍ عربية لتسويق حل سياسيّ لحماية الكيان وتخفيض الرد والمطالب الفلسطينية
إيران تعلن اكتمال الجهوزيّة للرد… وإصابات أميركيّة في العراق بقصف للمقاومة
رغم كل التسريبات المبرمجة للإيحاء بأن واشنطن غير راضية عن خطوات حكومة كيان الاحتلال ورئيسها بنيامين نتنياهو، وأن الرئيس الأميركي جو بايدن فوجئ بالاغتيالات، وأن نتنياهو يسعى لتوريط واشنطن بحرب كبرى لا تريدها، واصلت وزارة الدفاع الأميركية حشد قواتها في البر والبحر والجو بتوفير مظلة الحماية التي طلبها نتنياهو في مواجهة الردّ الآتي حكماً من إيران واليمن ولبنان، كما قال قادة إيران والمقاومة. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها استكملت استعداداتها لحماية كيان الاحتلال بأعلى جاهزية ممكنة، بينما تعاملت قوى المقاومة مع الكلام الأميركي عن الغضب من نتنياهو بصفته نوعاً من المناورة السياسية لإضعاف رد قوى المقاومة وإيران، وتوفير شبكة الأمان السياسية والأمنية التي يحتاجها الكيان. وتساءلت المصادر المتابعة للمواقف الأميركية، عن معنى الكلام الأميركي عن حق الدفاع عن النفس لكيان الاحتلال، إثر تفجير مجدل شمس، ولم يكن كيان الاحتلال يحتاج إلى أكثر من هذا الكلام كضوء أخضر للقيام بعمليات الاغتيال واعتداءاته على بيروت وطهران، وهذا الضوء الأخضر كان تتمة لتفاهمات جرت في واشنطن خلال زيارة نتنياهو ويبدو أن موسكو عرفت بها وفضحتها في كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام الرئيس السوري بشار الأسد في قمة استثنائيّة تحت عنوان التصعيد مقبل الى المنطقة، قبل تفجير مجدل شمس. وها هو التصعيد قد جاء ونحن في قلبه بذريعة تفجير مجدل شمس وتحت غطاء الكلام الأميركي عن الدفاع عن النفس.
الهدف الملازم لحماية كيان الاحتلال بدا أنه حماية بقاء القوات الأميركية في سورية والعراق، وخوض حرب تثبيت هذا الاحتلال، وهذه الحرب المقرّرة يخوضها نتنياهو بالأصالة عن الكيان وحكومته وبالوكالة عن واشنطن، أسوة بما جرى في حرب تموز 2006 ورسمت أهدافها يومها كونداليسا رايس لولادة شرق أوسط جديد، بينما تخاض اليوم بصمت أميركي، لكن بأهداف أبعد من المنطقة محورها السعي لقطع الطريق على تقدّم روسيا والصين استناداً إلى هزيمة تلحقها إيران وقوى المقاومة بأميركا والكيان في المنطقة. وبعدما كانت واشنطن قد قررت تجاهل صراعات الشرق الأوسط وتجميدها للتفرغ لمواجهة روسيا والصين، صارت معادلات المعركة مع روسيا والصين ترسم في المنطقة وحروبها.
بالتوازي، نشطت في المنطقة الحركة الدبلوماسية العربية والأوروبية لترجمة الأهداف الأميركية بتخفيض حدود الردّ المقرّر من إيران وقوى المقاومة، تحت شعار ضبط النفس وتسهيل التوصل لحل سياسي، بينما أعلنت إيران بلسان قادة الحرس الثوري جاهزية الرد، وانتظار القرار السياسي بالتوقيت، وبتوقيت لافت أعلن البنتاغون وقوع إصابات بين الجنود الأميركيين في قاعدة عين الأسد في العراق بصواريخ للمقاومة العراقية، بينما قالت صحيفة الواشنطن بوست إن طائرة أميركية مسيّرة قد اغتالت أحد قادة حركة انصار الله اليمنية المتخصص بإطلاق الطائرات المسيّرة خلال وجوده في بغداد للتنسيق مع المقاومة العراقية.
فيما يعيش كيان الاحتلال والمحور الأميركي – الغربي الداعم له تحت وطأة وثقل انتظار الرد الإيراني ومحور المقاومة على اغتيال قائدين كبيرين في المقاومة، تتجه الأنظار الى الكلمة التي سيلقيها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم في أسبوع القيادي في الحزب فؤاد شكر.
ويتحدّث السيد نصرالله في القسم الأول من الخطاب وفق ما علمت «البناء» عن السيرة الجهادية الطويلة للشهيد شكر وإنجازاته ودوره في قيادة المقاومة على مستوى التخطيط والتنفيذ وصناعة عوامل القوة العسكرية ومعادلات الردع ضد العدو الإسرائيلي والحركات الإرهابية في لبنان وسورية والعراق، وأيضاً دور القائد شكر في التنسيق بين جبهات محور المقاومة لا سيما في الحرب على غزة. كما يستعرض السيد نصرالله آخر التطورات على الساحة الفلسطينية والتصعيد الإسرائيلي وحالة الذعر والاستنفار التي تسود الكيان الصهيوني جراء انتظار الردّ. كما يتطرّق السيد نصرالله الى التهديدات الإسرائيلية بعدوان استباقي على لبنان لفرض معادلة جديدة على المقاومة، كما سيؤكد السيد نصرالله على الردّ على اغتيال فؤاد شكر وعلى استعداد محور المقاومة للردّ على الردّ حتى لو انزلق الوضع الى الحرب المفتوحة أو الشاملة.
وتوافرت معلومات وأجواء مفادها أن رسائل عدّة وصلت إلى إيران تطالبها بأن يكون ردّها على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية «مقبولاً» ولا يستفز «إسرائيل» لتجنّب احتمالات الحرب الواسعة.
لكن على ما يبدو فإن محاولات احتواء ما حصل فشلت، إذ أفاد ديبلوماسي غربي لـ«هآرتس» العبرية بـ«فشل جهود التهدئة مع إيران»، لافتاً إلى توقع «رد خلال يومين»، كاشفاً عن استعداد «لأيام من تبادل الضربات في المنطقة».
لكن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أبلغ وزراء خارجية دول مجموعة السبع أن هجوم إيران و»حزب الله» على «إسرائيل» قد يبدأ يوم الاثنين (اليوم) حسبما أفاد موقع «أكسيوس» الإخباريّ.
وذكر التقرير نقلاً عن مصادر لم يسمّها أن «بلينكن أبلغ نظراءه في مجموعة السبع أن هجوم إيران وحزب الله على «إسرائيل» قد يبدأ الاثنين (أمس)».
وأشارت المصادر لـ «أكسيوس» إلى أن بلينكن قال إن «الولايات المتحدة تعتقد أن إيران وحزب الله سينتقمان، لكن ليس من الواضح بعد ما هو الشكل الذي سيتخذه الانتقام.
وفي سياق ذلك دعت عدد من الدول الأجنبية والعربية رعاياها إلى مغادرة الأراضي اللبنانية. في السياق، حثت الخارجية اليابانية رعاياها في لبنان على المغادرة. كذلك، دعت تركيا مواطنيها إلى مغادرة لبنان.
ميدانياً، خرق طيران الاحتلال الحربي جدار الصوت بشكل عنيف فوق الجنوب وبيروت محدثاً دوي انفجار هائل.
واستأنف حزب الله عمليّاته، صباح أمس، وفي أولى عمليّاته شنّ «هجوماً جوياً بِسربٍ من المسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 المُستحدَث في ثكنة إيليت، مُستهدفاً أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها وأصابها بشكلٍ مباشر، وأوقع فيهم عدداً من القتلى والجرحى».
واعلن أيضاً أنه استهدف «موقع المالكية بِمسيرة هجومية انقضاضية فأصابت أهدافها بِدقة».
وردت «إسرائيل» باستهداف مسيّرة محيط الجبانة قرب الساحة في بلدة ميس الجبل، مما أدى الى سقوط شهيدين ووقوع عدد من الإصابات، تم نقلها الى مستشفى تبنين. وفي وقت لاحق، نعت جمعية كشافة الرسالة الإسلامية الشهيد محمد فوزي حمادي (أبو زينب) وهو مسعف في الدفاع المدني من بلدة ميس الجبل مواليد 12-10-1982، مشيرة إلى أنه استشهد أثناء قيامه بواجبه الوطني والإنساني دفاعاً عن لبنان والجنوب. كما نعى حزب الله علي غالب شقير «جهاد» مواليد عام ١٩٩٦ من بلدة ميس الجبل في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس.
كما أغار الطيران المسيّر بصاروخين على منطقة درب الحورات في ميس الجبل.. وأغار الجيش الإسرائيلي على رب ثلاثين، وتعقيباً، صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن الغارة العدوة التي وقعت في البلدة أدت إلى جرح شخص نقل إلى المستشفى وحالته مستقرة.
من جهته، أعلن حزب الله أنه استهدف ثكنة زرعيت بالقذائف المدفعية. أيضاً أعلن انه استهدف موقع رأس الناقورة البحري بالقذائف المدفعية الثقيلة.
ومساء امس، أعلن الإعلام الحربي في «حزب الله»، أنه «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ورداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة، وخصوصاً الاغتيال الذي نفّذه في جبانة بلدة ميس الجبل، شنّ مجاهدو المقاومة الإسلامية هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة جبل نيريا (مقر قياديّ كتائبيّ تشغله حالياً قوات غولاني) مستهدفة أماكن تموضع ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة وحققت فيهم إصابات مؤكدة».
رسمياً، تلقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتصالاً من وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي جرى خلاله البحث في الوضع في لبنان والتطوّرات في المنطقة. وكان تشديد على ضرورة وقف التصعيد واللجوء الى الحلول السلميّة وتطبيق القرارات الدوليّة وفي مقدّمها القرار 1701. وكان رئيس الحكومة عقد سلسلة لقاءات واجتماعات في السراي. وفي هذا الإطار، استقبل الرئيس ميقاتي سفير سلوفاكيا ماريك فارغا في لبنان في زيارة وداعيّة. كما التقى سفيرة لبنان في سويسرا رولا نور الدين.
***********************"**"
افتتاحية صحيفة النهار
العدّ العكسي إلى نهايته ودولٌ تفعّل خطط الإجلاء
ترصد معظم الأوساط السياسية والديبلوماسية والعسكرية الساعات المقبلة من زاوية اعتبارها اللحظات الأخيرة من العدّ العكسي لاندلاع مواجهة يصعب التكهن مسبقاً بحجمها ومدتها، ولكنها ستكون على قدر قاسٍ وبالغ الحذر والخطورة من إمكان أن تتسبب بإشعال حرب إقليمية. والواقع أن مؤشرات الرد الإيراني على إسرائيل لاغتيال الأخيرة في طهران رئيس المكتب السياسي لحركة “ح” إسماعيل هنية تقدمت في التوقيت “الافتراضي” على الرد المتوقع أيضاً من ” الحزب” على اغتيال إسرائيل الرجل العسكري الأول في الحزب فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ولكن أي مؤشرات أو أي معطيات بدت عاجزة عن الجزم بما إذا كان الردان، ومعهما “إسنادات” لأذرع ايران في #العراق و#اليمن و#سوريا، سيكونان متزامنين أو منفصلين علماً أن ترجيح توقيت الردّ الإيراني بات حديث الساعة إقليمياً ودولياً منذ يومين. ولذا سيكتسب انتظار ما سيطلقه السيد نصرالله من مواقف في الكلمة التي سيلقيها في الخامسة من عصر اليوم في ذكرى أسبوع على اغتيال شكر، أهمية توصف بالمفصلية لجهة أنها قد تحمل مؤشرات رمزية أو مباشرة حيال التوقيت المحتمل للرد الانتقامي للحزب على إسرائيل وربما أيضاً طبيعته وحجمه الى حدود معينة.
ولكن حتمية المواجهة، في الردّ المنتظر لإيران و” الحزب” والردّ الإسرائيلي على الرد، لم يعد يحتاج إلى أي مؤشرات إذ أن المنطقة برمتها باتت تقيم على صفيح ساخن جراء ما بدا من اصطدام قنوات الديبلوماسية الوسيطة بجدار الأخفاف في خفض التوتر وتبريد نفير المواجهات الحربية من خلال محاولات لتحديد ردّ ايران وحلفائها بما لا يشعل رداً إسرائيلياً كبيراً، وهو الأمر الذي ثبت إخفاقه أقله وفق ظواهر الأمور حتى الآن.
المغادرة والطيران
ووسط هذه الصورة التشاؤمية التي تختصر دق نفير المواجهات بدا لبنان في عز استنفاره تحسباً للتطورات الحربية إذ تكثفت بشكل كبير حركة المغادرين عبر مطار رفيق الحريري الدولي في الأيام الثلاثة الأخيرة، فيما تواصل اطلاق الدول الأجنبية والعربية الدعوات إلى رعاياها لمغادرة الأراضي اللبنانية على الفور وسط تصاعد التوتر بين ” الحزب” والجيش الإسرائيلي ورد تل أبيب المرتقب. وأمس حضّت الخارجية اليابانية رعاياها في لبنان على المغادرة.
كذلك، دعت تركيا مواطنيها إلى مغادرة لبنان. وعلمت “النهار” أن المسؤولين الرسميين المعنيين تبلغوا من جهات دولية وعربية عدة إمكان بدء تفعيل عدد من الدول خطط ترحيل رعاياها من لبنان بحراً وجواً إذا تفاقمت الأمور وأصبحت خطط الإخلاء امراً لا بد منه.
وافادت “رويترز” أن ألمانيا تستعد لإجلاء رعاياها من لبنان بسبب القلق من تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل. وأشارت معلومات إلى أن بيروت ترصد بدقة المؤشرات الخارجية التي صدرت في الساعات الأخيرة والتي تدل على أن العدّ العكسي لبدء الرد أصبح في نهاياته ومن أبرز هذه المؤشرات ما نقلته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن ديبلوماسي غربي لجهة تأكيده فشل جهود التهدئة مع إيران وتوقع رد خلال يومين، وقوله، “نستعد لأيام من تبادل الضربات في المنطقة”.
كما أن إيران أصدرت إشعاراً للطيارين وسلطات الطيران لتجنب مجالها الجوي، حسبما أفادت صحيفة “#وول ستريت جورنال” الأميركية. وكانت شركات طيران عدة أعلنت وقف رحلاتها إلى إيران وإسرائيل ولبنان، على وقع التوترات الأخيرة. وأمس أعلنت #الخطوط الملكية الأردنية أنها ستسيّر 3 رحلات إلى بيروت لنقل الأردنيين لإتاحة الفرصة لمن يرغب منهم بالعودة إلى عمّان.
وجاء إخطار إيران أمس بعدما أبلغ #وزير الخارجية الأميركي #أنتوني بلينكن في مكالمة هاتفية يوم الأحد وزراء خارجية #مجموعة السبع، أن طهران يمكن أن تهاجم إسرائيل في غضون 24 إلى 48 ساعة، وفقاً لديبلوماسيين مطلعين على المكالمة. ولم يذكر بلينكن الشكل الذي يمكن أن يتخذه الهجوم. وأخبر بلينكن نظراءه أن الولايات المتحدة تبذل جهوداً لكسر دائرة التصعيد، وطلب من وزراء الخارجية الآخرين ممارسة ضغوط ديبلوماسية على إيران و” الحزب” اللبناني وإسرائيل للحفاظ على أقصى درجات ضبط النفس. غير أن تقارير إعلامية من واشنطن أفادت لاحقاً أن البنتاغون لا يتوقع هجوماً إيرانياً خلال الساعات المقبلة.
وفي السياق، علّق مفوض #الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بشأن خطر اندلاع صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط. وقال في بيان وزعه مكتب الامم المتحدة في بيروت: “أشعر بقلق عميق إزاء الخطر المتزايد لاندلاع صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، وأناشد جميع الأطراف، إلى جانب الدول ذات النفوذ التحرك بشكل عاجل لتهدئة الوضع الذي أصبح خطيراً للغاية”. وشدّد على”وجوب أن تكون حقوق الإنسان، وأولاً وقبل كل شيء حماية المدنيين، على رأس الأولويات”.
وقال: “لقد تحمّل المدنيون، ومعظمهم من النساء والأطفال، خلال الأشهر العشرة الماضية ألماً ومعاناة لا يطاقان نتيجة للقنابل والأسلحة. وطالب بـ”بذل كل جهد”، وقال”أعني كل شيء ممكن، لتجنب تفاقم هذا الوضع إلى الهاوية التي لن تؤدي إلّا إلى عواقب أكثر فظاعة على المدنيين”.
وفي المواكبة السياسية للتطورات، تلقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اتصالاً من وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي، جرى في خلاله البحث بالوضع في لبنان والتطورات في المنطقة. وكان تشديد على ضرورة وقف التصعيد واللجوء الى الحلول السلمية وتطبيق القرارات الدولية وفي مقدمها القرار 1701.
ومن جانبه، توجّه وزير الخارجية عبد الله بو حبيب في السادسة مساء أمس إلى #مصر لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين ذكر أنها تتناول الأوضاع المتفجرة في المنطقة وكيفية إبعاد لبنان عن المواجهات العسكرية ولجم التوتر.
احتدام الجنوب
ووسط لحظات الانتظار الثقيل هذا تصاعد الاحتدام الميداني في الجنوب حيث سقط مزيد من عناصر ” الحزب” بغارات نفذتها مسيّرات. كما تمكن الحزب من تسديد ضربة بمسيّرات لموقع عسكري حساس في شمال إسرائيل. وخرق الطيران الحربي الإسرائيلي #جدار الصوت بشكل عنيف فوق الجنوب وبيروت محدثاً دوي انفجار هائل.
فيما استأنف ” الحزب” عمليّاته باكراً بعد سقوط عنصرَين له ليل الأحد الماضي في غارة إسرائيلية على بلدة #حولا. وفي أولى عمليّاته شنّ هجوماً جوياً بِسربٍ من المسيّرات الإنقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 المُستحدَث في ثكنة إيليت، مُستهدفاً أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها وأصابها بشكلٍ مباشر، وأوقع فيهم عدداً من القتلى والجرحى”.
وأعلن أيضاً أنه استهدف صباح أمس موقع المالكية بِمسيّرة هجومية إنقضاضية فأصابت أهدافها بِدقة”. وردت إسرائيل باستهداف مسيّرة محيط الجبانة قرب الساحة في بلدة ميس الجبل، ما أدى إلى سقوط قتيلين ووقوع عدد من الاصابات، تم نقلها الى مستشفى تبنين. وفي وقت لاحق، نعت جمعية كشافة الرسالة الإسلامية محمد فوزي حمادي وهو مسعف في الدفاع المدني من بلدة ميس الجبل. كما نعى ” الحزب ” علي غالب شقير “جهاد” من بلدة ميس الجبل. وبعد الظهر، أغار الطيران المسيّر بصاروخين على منطقة درب الحورات في ميس الجبل كما أغار على رب تلاتين، وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن الغارة أدت إلى جرح شخص نقل إلى المستشفى وحالته مستقرة. وأعلن الحزب أنه استهدف ثكنة زرعيت بالقذائف المدفعية كما استهدف موقع رأس الناقورة البحري بالقذائف المدفعية الثقيلة.
ومساء استهدفت مسيّرة إسرائيلية دراجة نارية في منطقة بين بلدتي #جبشيت و#عبا في قضاء النبطية ما أدى الى مقتل شخص تبيّن لاحقاً أنه عنصر في ” الحزب”، كما أفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة أن سيدة حاملاً كانت موجودة في جانب من موقع استهداف الدراجة في عبا وتعرضت لصدمة كبيرة وخوف شديد ونقلت إلى المستشفى حيث أجهضت جنينها.
***************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
مزيد من الدعوات لمغادرة لبنان… ومفوّض الأمم المتحدة: الوضع خطير للغاية
مقتل مُسعِف و3 عناصر من « الحزب»
تتوالى تحذيرات الدول من السفر إلى لبنان، والطلب من رعاياها مغادرته، في وقت سُجّل فيه ارتفاع محدود للمواجهات بين إسرائيل و« الحزب»، وهي مواجهات أدّت في الساعات الأخيرة إلى مقتل 3 عناصر من الحزب، ومُسعِف في «كشافة الرسالة الاسلامية»، نتيجة القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان.
في غضون ذلك، أكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي العمل لتجنيب لبنان أي خطر، في حين عبّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن «القلق العميق إزاء الخطر المتزايد لاندلاع صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط»، وناشد في بيان صادر عن مكتبه ببيروت «كل الأطراف، إلى جانب الدول ذات النفوذ، التحرك بشكل عاجل لتهدئة الوضع الذي أصبح خطيراً للغاية»، مشدداً على «وجوب أن تكون حقوق الإنسان، وأولاً وقبل كل شيء حماية المدنيين، على رأس الأولويات»، ومشيراً إلى أن المدنيين، ومعظمهم من النساء والأطفال، تحمّلوا خلال الأشهر الـ10 الماضية ألماً ومعاناةً لا يطاقان نتيجةً للقنابل والأسلحة. وطالب بـ«بذل كل جهد لتجنّب تفاقم هذا الوضع إلى الهاوية، التي لن تؤدي إلّا إلى عواقب أكثر فظاعة على المدنيين».
مزيد من الدعوات لمغادرة لبنان
وفي حين يشهد مطار رفيق الحريري زحمة في قاعات المغادرة، على وقع التهديدات بالتصعيد، ودعوات السفارات لرعاياها، إضافة إلى تعليق بعض الشركات رحلاتها، مدّدت الاثنين شركة لوفتهانزا الألمانية إلغاء رحلاتها إلى بيروت وتل أبيب وطهران حتى 12 أغسطس (آب) الحالي، فيما حثّت الخارجية اليابانية رعاياها في لبنان على المغادرة، ودعت السفارة الصينية المواطنين الصينيين إلى توخّي الحذر عند السفر إلى لبنان، مشيرة إلى الوضع الأمني «الصعب والمعقد».
وأتى ذلك بعدما كانت السفارة الأميركية في بيروت عاودت، عبر حسابها على منصة «إكس» ليلاً، نشر التحذير من سفر الأميركيين إلى لبنان، وحثّت وزارة الخارجية التركية، في ساعة متأخرة من مساء الأحد، الرعايا الأتراك في لبنان «على مغادرة البلاد إذا لم تكن هناك ضرورة لبقائهم، وذلك في ظل احتمال تدهور الوضع الأمني بسرعة».
وقالت الوزارة التركية في بيان إن على الأتراك الموجودين في لبنان توخّي الحذر، وعدم الذهاب إلى محافظات النبطية والجنوب والبقاع وبعلبك الهرمل إلا للضرورة، وذلك بعد ساعات على دعوة كل من فرنسا وإيطاليا مواطنيهما في لبنان إلى المغادرة على خلفية احتمالات التصعيد العسكري في الشرق الأوسط.
ميقاتي: نعمل لتجنيب لبنان المخاطر
وفي لبنان يستمر الحراك الدبلوماسي والمساعي لعدم الانجرار إلى حرب واسعة، وأكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال افتتاحه مختبر التحاليل الصيدلانية بمعهد البحوث الصناعية «العمل لتجنيب البلد أي مخاطر»، مؤكداً: «اليأس ممنوع، وسنستمر في تحمّل مسؤولياتنا».
وتلقى في هذا الإطار اتصالاً من وزيرة خارجية كندا، ميلاني جولي، جرى خلاله البحث في الوضع بلبنان، والتطورات في المنطقة. والتشديد على «ضرورة وقف التصعيد، واللجوء إلى الحلول السلمية، وتطبيق القرارات الدولية، وفي مقدمتها القرار 1701».
وفي إطار الحراك السياسي أيضاً، عقد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، اجتماعاً مع كل من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة بلبنان جينين هينيس- بلاسخارت، وسفير إسبانيا لدى لبنان هيسوس سانتوس أغوادو.
الوضع الميداني
وعلى الصعيد الميداني، سُجّل ارتفاع محدود لمستوى المواجهات بين إسرائيل و« الحزب»، الذي نعى عنصرَين له، مساء الأحد، سقطا في غارة على بلدة حولا بجنوب لبنان.
وصباحاً، أعلن « الحزب» أن مقاتليه شنوا «هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 المُستحدَث في ثكنة إيليت، وعلى موقع المالكية بمسيّرة هجومية انقضاضية، فأصابت أهدافها بدقة، ليعود بعدها الجيش الإسرائيلي ويستهدف محيط الجبانة قرب الساحة في بلدة ميس الجبل، ما أدى إلى سقوط قتيلَين، ووقوع عدد من الإصابات.
وفي وقت لاحق نعت جمعية «كشافة الرسالة» الإسلامية الشهيد محمد فوزي حمادي، وهو مُسعِف في الدفاع المدني من بلدة ميس الجبل في الجنوب، كما نعى « الحزب» علي غالب شقير، من البلدة نفسها.
وظُهراً، أعلن « الحزب» استهدافه موقع رأس الناقورة البحري، فيما سُجل خرق الطيران الحربي الإسرائيلي لجدار الصوت بشكل عنيف فوق الجنوب وبيروت مُحدِثاً دوي انفجار هائل.
ومساء استهدفت مسيرة دراجة نارية عند أطراف بلدة جبشيت وأشارت المعلومات إلى مقتل عنصر في « الحزب».
في المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة «إس»، إن الطيران الإسرائيلي «أغار خلال ساعات الليلة الماضية على مستودع أسلحة وبنى تحتية إرهاببة لـ( الحزب) في جنوب لبنان»، مشيراً كذلك إلى أنه خلال ساعات مساء الأحد قصفت طائرات حربية مستودع أسلحة وعدة بنى تحتية إرهابية تابعة لـ( الحزب) في كفركلا».
ولفت إلى أنه تم «إطلاق صاروخ اعتراض نحو هدف جوي عبر من لبنان، وقد تم تفعيل الإنذارات خشية سقوط شظايا عملية الاعتراض»، مشيراً كذلك إلى سقوط مسيّرة مفخّخة في منطقة مالكيا، اخترقت من لبنان دون وقوع إصابات.
***************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
واشنطن: لا نعتقد أن الحرب أمر حتميّ.. بري لـ”الجمهورية”: لتحصين لبنان بالوحدة الداخلية
توشك المنطقة أن تفلت من أيدي الجميع وتسقط في آتون حرب لا يعرف إلى أيّ مدى ستتدحرج نارها، وايّ تداعيات ستتركها في ساحات المواجهة.
الشعور العام، ذعر حقيقي مخيّم على امتداد المنطقة وصولا الى لبنان؛ التهديدات في ذروتها، الاستنفارات والاستعدادات في حدها الاقصى؛ اسرائيل في حال تأهب غير مسبوق على كل مستوياتها، تحسبا للردّ الايراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “ح” على اراضيها، الذي يؤكد الاعلام الاسرائيلي أن هذا الرد اضافة الى ردّ ” الحزب” أمر لا مفرّ منه.
ايران لم تستجب لمحاولات ثنيها عن الردّ على اغتيال هنية، وتواصل توجيه الرسائل في كلّ اتجاه تتوعّد فيها إسرائيل بردّ قاس ومؤلم بات قريبا، وتشاركها التهديد جبهة اليمن. والولايات المتحدة الاميركية تؤكد التزامها بالدفاع عن اسرائيل، وأنشأت تحالفا من فرنسا وبريطانيا وبعض دول المنطقة لمواجهة الرد الايراني. وفي الوقت نفسه تحذر في مخاطر وصعوبات الحرب الواسعة.
مخاوف فوق العادة
وأمّا جيهة جنوب لبنان، فإن الوقائع الحربية التي شهدتها في الساعات الاخيرة، أوحت بأنّها بدأت في تدرّج متسارع إلى مواجهات بوتيرة أعلى وأقسى واوسع بين ” الحزب” والجيش الاسرائيلي. توازيه ما تبدو أنّها مخاوف فوق العادة من الحرب تعمّ الداخل اللبناني، تزيد من تورّمه لغة احتواء التصعيد المعطّلة بالكامل. وغزارة التهديدات المتبادلة، والدعوات المتسارعة من سفارات الدول لرعاياها بمغادرة لبنان فورا، ربطا بتهديد ” الحزب” بالردّ على اغتيال أحد اكبر قيادالته فؤاد شكر. وكذلك السيناريوهات الكارثية التي التقى العالم كله على التحذير منها، والمبالغات والتهويلات التي تبثها أصوات الشؤم تارة بضرب مواعيد لبدء الحرب، وتارة اخرى بالضخ المتواصل لمقولة أنّ الخطى في المنطقة تتسارع نحو فتح ابواب الجحيم والسقوط في حرب الدمار الشامل.
الحزب، لم يزدْ على ما قاله أمينه العام السيّد نصرالله بأنّ الردّ حتمي على اغتيال القيادي شكر، ولكن في موازاة الصّمت الذي يعتصم به حيال رده وزمانه ومكانه، لوحظ أنه بدأ يعتمّد التوسيع التدريجي لعملياته وهجوماته المتتالية على مواقع الجيش الاسرائيلي والمستوطنات القريبة من الحدود، بإدخال مستوطنات جديدة في دائرة استهدافاته كمستوطنة بيت هلل. يضاف الى ذلك اعتماده تكتيكا جديدا، تجلّى في ساعة متقدمة من فجر الاحد – الاثنين بهجوم جوي مكثّف بمسيرات انقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة إيليت، ردّاً على الإعتداءات والإغتيالات التي نفذها الجيش الاسرائيلي في بلدات البازورية ودير سريان وحولا.
مجالات .. ومديات واسعة
عمليا، بات العالم كله مضبوطا على إيقاع تطورات المنطقة، وسط مخاوف متزايدة من أن تنحى التوتّرات القائمة الى مجالات واسعة ومديات غير متوقعة، فواشنطن تتوقع أن يبدأ انتقام ايران و” الحزب” خلال 24 او 48 ساعة، وفق ما توقع وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن، كما أنها تأخذ قول المرشد الإيراني علي خامنئي بأنّ ايران ستنتقم، على محمل الجد على ما قال منسق الشؤون الاستراتيجية لمجلس الامن القومي في البيت الابيض جون كيربي. وارسلت قائد لواء المركز في الجيش الاميركي الى اسرائيل لعرض الاستعدادات للرد الايراني المحتمل، بالتزامن مع ما كشفه الاعلام الاميركي عن موافقة واشنطن على ارسال شحنة قنابل للطيران الحرب الاسرائيلي زنة الواحدة منها نصف طن.
وعلى الخط الموازي، أعلن أمس، عن وصول وفد روسي رفيع المستوى برئاسة أمين مجلس الامن القومي الروسي سيرغي شويغو الى طهران. بالتزامن مع تقارير نشرها الاعلام الاسرائيلي عن “فتح جسر جوي روسي ينقل معدات عسكرية مجهولة الى ايران”.
باب الديبلوماسية مفتوح
وعلى الرغم مما هو ظاهر من تحضيرات للحرب واستعدادات لمواجهة الرد الايراني فإن باب الديبلوماسيّة لم يغلق بشكل نهائي بعد، على ما يؤكّد مصدر ديبلوماسي غربي لـ”الجمهورية”، حيث كشف عن جهود متسارعة من اتجاهات دوليّة متعدّدة في اتجاه اسرائيل وطهران، وكذلك في اتجاه لبنان لتضييق احتمالات الحرب.
ولا يقلّل الديبلوماسي الغربي عينه “من حجم الصعوبات التي تعترض مسار الوساطات، وتعزز احتمال المواجهات الواسعة. ولكن مع ذلك اعتقد أن الابواب غير مقفلة، وفرصة تجنّب مغامرة الحرب المدمّرة ما زالت ممكنة، وخصوصا اذا ما قدّر اطراف الصراع فعلا، حجم ما قد تتسبب به الحرب من تداعيات واضرار ونتائج وخيمة شاملة على دولهم، وربما على كلّ دول المنطقة.
وضمن هذا السياق، يؤكّد المصدر عينه “أنّ الولايات المتحدة ما زالت تضع في اولوياتها تجنيب المنطقة اندلاع حرب واسعة، وعبر عن ذلك الوزير بلينكن بدعوته كل الاطراف لكي تتخذ خطوات لتهدئة التوترات وتجنب التصعيد. وفي هذا السبيل تلعب دورا خلفيا دافعا ومشجعا للوساطات الرامية الى التخفيف من وطأة الرد الايراني على اسرائيل، حيث انّها ليست بعيدة عن زيارة وزير الخارجية الأردنية الى طهران، التي يبدو انها لم تكن موفقة”.
رد ضمن القوانين
وتأكد فشل زيارة الوزير الاردني، مما اكده الإعلام الاميركي بأنّ “ايران رفضت دعوات اميركية وعربية لتخفيف ردها على اغتيال اسماعيل هنية في طهران”. وكذلك من اعلان ايران على لسان اكثر من مستوى فيها تصميمها على ردّ، وصفه قائد الحرس الثوري، بـ”القوي والقاصم”. الا انّ اللافت للانتباه في هذا السياق ما اعلنه المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بأنّ “ايران لا تسعى الى زيادة التوتر في المنطقة، وقد وظفت جهودها الديبلوماسية لوقف الحرب. وأما ردّها فسيكون في اطار القوانين والأعراف الدوليّة”. وهذا الموقف جدّد التأكيد عليه القائم باعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كنّي خلال لقائه السّفراء الأجانب الموجودين في طهران أمس.
واشنطن الحرب ليست حتمية
وتزامنا مع هذه الاجواء، برز موقف اميركي لافت، عبرت عنه وزارة الخارجية الاميركية، حيث اشارت الى ان وزير الخارجية انتوني بلينكن تحدث إلى رئيس الوزراء وزير خارجية قطر ووزير خارجية مصر بشأن التوتر في الشرق الأوسط. وابلغ نظراءه أن العالم يمر بلحظة حرجة في الشرق الأوسط ومن المهم خفض التصعيد.
واشارت الى “اننا نواصل العمل للتوصل إلى وقف إطلاق النار بغزة باعتباره خطوة حاسمة لتهدئة توترات أوسع نطاقا. وقالت :إن على الأطراف أن تبحث عن سبل إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة لا عن أسباب التأخير أو الرفض”.
وقالت الوزارة “إننا أرسلنا عبر أصدقائنا رسالة لإيران بأننا سندافع عن إسرائيل وأن التصعيد لا يخدم مصلحتها”. وخلصت الى التأكيد بأنها لا تعتقد أن الحرب الشاملة أمر حتمي ونواصل العمل لمنع حدوثها. ولا تعتقد انه تم تقويض إطار الاتفاق بشأن غزة لكن لا تزال هناك حاجة لتجاوز الخلافات”.
الرد بالجملة او المفرّق؟
وعلى صعيد الاتصالات ايضا، كشف مصدر رسمي رفيع لـ”الجمهورية” ان حركة الاتصالات الخارجية متواصلة بوتيرة مرتفعة تجاه لبنان، وتوالت بصورة مكثفة منذ العدوان الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية واغتيال القيادي الكبير في ” الحزب” فؤاد شكر.
واستغرب المصدر ما وصفها الحماسة الفائقة التي يبديها الخارج، وقال: لم يبقَ احد الا وتكلم معنا، عندما نٌضرَب نحن هم يسكتون، وعندما تُضرب اسرائيل او يشعرون بأنها ستُضرب يسارعون الى طلب التهدئة، كما هو حالهم اليوم، حيث يدعون الى ضبط النفس، ويشددون على التهدئة ليس من اجل لبنان وخوفا على لبنان، بل من اجل اسرائيل التي يتعاملون معها وكأنها الولاية الاميركية الـ51″.
ولفت المصدر الى ان هذه الاتصالات اكدت المؤكد بالنسبة الينا، حيث انهم جميعا ومن دون استثناء احد من المتصلين يتشاركون في مسألة وحيدة وهي حقّ اسرائيل في الدفاع عن نفسها. ومع ذلك يطلبون منا أن نماشيهم في ما يطلبونه منا”.
وقدم المصدر عينة مما يتم تداوله في هذه الاتصالات، وقال: هم على قناعة بأن الرد او الردود على اسرائيل ستحصل، ولذلك اول ما يقولونه هو التحذير من مخاطر هذه الردود، ثم يريدون منا ان نقول لهم إن كان الرد على اسرائيل سيكون بالجملة او المفرق. ويركزون على السؤال كيف سيرد ” الحزب” على اغتيال الشهيد شكر، ومتى سيحصل هذا الردّ. وبعضهم يتمنى لو يتم ضبط هذا الرد بحيث لا يتسبب بتصعيد الامور الى مواجهة واسعة. كما انهم يسألون عما اذا كان ردا الحزب منفردا، او ردا مشتركا مع ايران ومتزامنا مع ردها على اغتيال اسماعيل هنية؟
وقال: من جهتنا اكدنا موقفنا المبدئي بأننا لا نريد الحرب ولا نسعى اليها، و” الحزب” لم يحد منذ اليوم الأول عن التزامه بقواعد الاشتباك، فيما اسرائيل باعتداءاتها واغتيالاتها تدفع الامور الى تصعيد اكبر، واما بالنسبة الى الردّ عليها من قبل ” الحزب”، فهذا الامر متروك للميدان كما قال السيد نصرالله”.
بري: للوحدة الداخلية
الى ذلك، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري، ردا على سؤال لـ”الجمهورية”: ان الظرف الحالي حساس ودقيق، يستوجب القدر الاعلى من الوحدة بين اللبنانيين لتحصين البلد في وجه ما يتهدده من مخاطر اسرائيلية.
وردا على سؤال أكد بري على حق ” الحزب” في الرد على العدوان الاسرائيلي، مكرّرا التأكيد على أنّ المقاومة التزمت قواعد الاشتباك منذ البداية، ولم تحد عنها، فيما اسرائيل تتعمّد خرقها باستهداف المدنيين وعمق المناطق اللبنانية.
وكان بري قد أكد في وقت سابق على الالتزام الكلي بالقرار 1701 وتطبيقه بكلّ مندرجاته، مؤكدا انّه أمام اي عدوان اسرائيلي على لبنان سنكون كحركة “أمل” و” الحزب” بالمرصاد، وفي الصفوف الأمامية لمواجهته”.
يشار الى ان بري عقد اجتماعا مطولاً السبت الماضي مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، تمحور فيه البحث حول التطورات الاخيرة، والاتصالات الدولية التي تكثفت في أعقاب جريمتي الاغتيال التي ارتكبتهما اسرائيل في شكر في الضاحية وهنية في طهران. الى جانب الخطوات التي يتوجب اتخاذها من قبل الحكومة التي ينبغي ان تستفر كل اجهزتها للتصدي للمرحلة الحالية، والتخفيف ما أمكن من اعباء على اللبنانيين، يمكن أن تنشأ جراء أي عمل عدواني اسرائيل ضد لبنان.
الميدان العسكري
ميدانيا، نار المواجهات ظلت على وتيرة عالية من الاشتعال في الساعات الاخيرة، تكثفت خلالها الاعتداءات الاسرائيلية على معظم المناطق اللبنانية المحاذية لخط الحدود من الناقورة الى جبل الشيخ، وتزامنت مع طلعات جوية معادية في الاجواء اللبنانية وصولا الى العاصمة بيروت حيث خرق الطيران الحربي جدار الصوت، وقالت ذلك، سلسلة عمليات نفذها ” الحزب” ضد العديد من مواقع الجيش الاسرائيلي.
وترافقت هذه المواجهات مع تهديدات اسرائيلية مكثفة بالقيام بخطوات عدوانية استباقية سواء ضد لبنان او ايران، برزت فيها دعوة وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت قادة القوات الجوية الاسرائيلية الى الاستعداد لكل الاحتمالات بما في ذلك الانتقال السريع الى الهجوم”.
وتتزامن هذه التهديدات مع واقع اسرائيلي مربك باعتراف الاعلام الاسرائيلي، حيث عكست صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية ان الاصوات في اسرائيل بدأت ترتفع ضد نتنياهو، وقالت: وسط حالة الذعر المتزايدة يقود نتنياهو اسرائيل نحو مستقبل مظلم.
واشار الاعلام الاسرائيلي الى انه “في ذروة الانتظار لرد فعل إيران و” الحزب” والمنظمات الموالية عقب الاغتيالات الأخيرة، فإن الوحدات الاحتياطية في عموم البلاد وخاصة في الشمال في حالة تأهب قصوى “استعدادا لمحاولات تسلل إرهابية وسيناريوهات غير متوقعة”. ونقل موقع هسكوفيم العبري عن اللواء في الإحتياط إيال بن روفين قوله: “لقد أوصلنا أنفسنا إلى وضع لا يطاق، السماء مغلقة والناس خائفون، الحروب الطويلة تؤذي الأقوياء لكن نتنياهو مرتاح ويقودنا إلى الكارثة، نتنياهو هو دمار وخراب لم يكن مثله لدولة إسرائيل”.
وتناولت منصة اعلامية اسرائيلية الردود المرتقبة على اسرائيل، وسألت: هل سيكتفون بإطلاق الصواريخ أم أنهم سيستخدمون “قوات الرضوان” والوحدات النخبوية الأخرى لديهم؟ و هل ستشمل الردود غارات برية؟ وقالت: يبدو أن ما خفي أعظم، وعندنا الأمور تسير كالمعتاد، لا يوجد أحد يرفع القفاز ويواجه شعب إسرائيل ويقول ما نحتاج إلى سماعه. كل شيء يتم في الظلال، تحت الطاولة، لا أحد يعرف شيئًا، نصف البلد على الأدوية، والجمهور ليس غبيًا”.
وقالت صحيفة “هآرتس”: ما نشهده لغاية الآن هو عدم وجود أيّ حوار بين الحكومة والجمهور الإسرائيلي، الحكومة ترى نفسها معفية من أن تشرح للجمهور ما هو متوقع، أو عن القرارات والأحداث التي أدت بنا إلى هذه النقطة المتوترة جداً في المواجهة، التي يمكن ان تتطور إلى حد حرب إقليمية، ويبدو ان الإعلام اعتاد على ذلك أيضا”.
ووزع الجيش الاسرائيلي وثيقة على رؤساء بلديات الشمال تحدد سيناريوهات الحرب مع ” الحزب” وفيها: انه في حالة اندلاع حرب مع ” الحزب” تشير الوثيقة الى انقطاع التيار الكهربائي لمدة 3 أيام في بعض المدن. ونحو 40% من القوى العاملة قد لا تتمكن من العمل طوال مدة الحرب. وان اسرائيل قد تواجه هجوماً غير مسبوق بمئات الصواريخ التي تحمل رؤوساً حربية تتراوح من حمولات تصل إلى 50 كيلوغراماً إلى 10 أضعاف ذلك. ومن المتوقع أن يستهدف ” الحزب” أهدافاً بعيدة إلى الجنوب من حيفا بما في ذلك تل أبيب”. وذكرت صحيفة “تايمز اوف اسرائيل” انه ” في حال اندلاع الحرب مع ” الحزب” ستنقطع إمدادات المياه لأيام وسنشهد قطع خطوط الهاتف الأرضي واتصالات الهاتف المحمول”.
***************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
الحرب تضغط على الصدور.. وتحرُّك دبلوماسي لتحييد المؤسسات الحيوية
نصرالله يحدِّد اليوم مسار المواجهة.. والتربية تردُّ على وصف الراعي الإمتحانات «بالمهزلة»
السؤال ـــ الشاغل للبنانيين والدبلوماسيين والمعنيين في لبنان وعموم المنطقة والمهاجر: ماذا عن ردّ طهران على جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «ح» اسماعيل هنية في مضيفه في العاصمة الايرانية: ليس المهم متى، بل المهم حجم الرد، حدودها، وما بعدها؟ بكلمة الحرب تجثم على صدور اللبنانيين والعرب والناس اجمعين.
في الخضم عينه، ماذا عن ردّ الحزب، وهل المسألة تتعلق بالعودة الى قواعد الاشتباك، ولو المتطورة، او المتوسعة، ام ان «الرد الحقيقي» مرهون بتوقيت وتنسيق وتلازم وتزامن مع سائر جبهات أطراف المقاومة في المحور، او ما اصطلح على تسميته «بالجبهات المساندة» للمقاومة الفلسطينية في غزة.
اليوم الثلاثاء، يحيي الحزب ذكرى مرور اسبوع على استشهاد القيادي في الحزب فؤاد شكر ويتحدث في المناسبة السيد نصر الله، الذي من الممكن ان يكشف بعضاً من مسارات المواجهة، فضلاً عن الملابسات المحيطة بالوضع البالغ التعقيد في الشرق الاوسط.
ولئن كانت الدبلوماسية الاميركية تعمل على خط دعم القوة الهجومية والدفاعية لدولة الاحتلال، فإن ما يصدر من بيانات عن الخارجية الاميركية يشير الى ان اتصالات وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن تركز على جملة نقاط:
1- استئناف مفاوضات «صفقة التبادل» على الرغم من الموقف الاسرائيلي الرافض، لا سيما موقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وحسب بيان للخارجية الاميركية ان بلينكن تحدث الى رئيس وزراء وزير خارجية قطر ووزير خارجية مصر بشأن التوتر في الشرق الاوسط.
2- بلينكن ابلغ نظراءه الذين يتصل بهم ان العالم يمر بلحظة حرجة، في الشرق الاوسط، ومن المهم خفض التصعيد.
3- قال بلينكن ان وقف النار في غزة خطوة حاسمة لتهدئة توترات اوسع نطاقاً.
4- وكشف وزير الخارجية بالنسبة لطهران بعتنا برسالة الى ايران مفادها ان التصعيد ليس في مصلحتها.
بو حبيب الى مصر
وتوجه وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب الى مصر لاجراء محادثات مع المسؤولين المصريين.
وقبل مغادرته، استقبل المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جينين هنيس – بلاسخارت، وتداول معها في الموقف الدولي بعد قصف الضاحية الجنوبية.
وتلقى بوحبيب تصالا هاتفيا من نظيرته البلجيكية حجة لحبيب، تم خلاله البحث في آخر التطورات الخطيرة التي شهدها لبنان والمنطقة والعدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي اللبنانية.
وعزت الوزيرة البلجيكية بـ«الضحايا المدنيين وعناصر الجيش اللبناني الذين سقطوا جراء العدوان الاسرائيلي على لبنان».
وأعربت عن «قلقها البالغ من ازدياد وتيرة التصعيد بشكل خطير»، مؤكدة «دعم بلجيكا الكامل لجهود الوساطة التي تقوم بها فرنسا والولايات المتحدة لتطبيق القرار 1701».
وتنشط الدبلوماسية للضغط لإبعاد الدمار في حال وقعت الواقعة عن المنشآت الحيوية كالمطار والمرفأ والكهرباء والجسور، فضلاً عن تأكيد حرص لبنان الدولة على السلام وتطبيق القرارات الدولية الخاصة بالجنوب لا سيما القرار 1701.
السيناريو والرد على الراعي
محلياً، وفيما السياسة تكاد تغيب بالكامل عن المشهد، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن التركيز الرسمي منصب على متابعة الأوضاع الراهنة والبقاء في حال من الجهوزية تحسباً لأي طارىء على أن ما من قرارات استثنائية يعمل عليها في الوقت الراهن، لأن ما من تكهنات أو توقعات بما قد يستجد على أن عبارات الرد والرد المضاد هي من تتحكم المشهد وكل ذلك يؤدي إلى السيناريو الأسوأ، لأن فتيل الحرب سهل اشعاله.
وردت وزارة التربية والتعليم العالي على كلام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي انتقد ما انتاب الامتحانات، وفقاً لما قال، ووصفها «بالمهزلة والاخفاق والانحطاط».
واذ اعربت الوزارة عن اسفها للكلام الصادر «عن مرجعية وطنية دينية لما تثيره من التباسات»، واعتبرت كلامه يطال القطاع التربوي، معتبرة ان ما اشار اليه عن «اقصاء شريحة اساسية عن ادارة العملية التربوية فهو غير مقبول».
البنزين
في مسألة تأمين الاحتياجات والضرورات الحياتية في حال اندلعت الحرب، او اخذت منحى متوسطاً، تركز الاهتمام على هذا الموضوع.
وقال رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس، «في حال ارتفعت اسعار النفط عالمياً فهي سترتفع في لبنان»، مشيراً في حال وقعت الحرب فالاسعار سترتفع..
وفيما يتعلق بتوفر البنزين يشدد على أن البضاعة متوفرة بكميات تكفي إلى شهر تقريباً وبطلب عالٍ،طالما أن سلسلة التموين لم تنقطع والبواخر لا زالت تأتي إلى لبنان بشكل طبيعي ولم يحصل حصار أو أي عمليات عسكرية ميدانية تؤدي إلى تغيير الأمور وتبدلها رأساً على عقب.
ويختم شماس قائلاً:«إذا الأمور بقيت كما هي،فلا مشكلة لدينا على الإطلاق،ولكن في حال حصول تطورات عسكرية في الميدان فيُبنى على الشيء مقتضاه لأنه لا نستطيع أن نعرف مسبقاً أو نتوقع ما سيحصل وكيف ستتطور الأمور لاحقاً».
المشهد في المطار
في مطار رفيق الحريري الدولي، تجمع المسافرون في صفوف ضاغطة امام الواح مواعيد الرحلات المغادرة والآتية، وصفوف اخرى امام اكشاك الامن العام.
وحسب مكاتب ووكالات السفر، فإن الغاء الرحلات وارتفاع نسبة التوتر، أدَّيا بكثيرين الى تسبيق مواعيد الرحلات أياماً.
وانضمت سفارات الى دعوة رعاياها المغادرة على عجل، فعلقت الخطوط الجوية الكويتية رحلاتها من مطار بيروت بدءاً من يوم امس، كذلك دعت سفارة الصين رعاياها الى توخي الحذر وتعزيز اجراءات السلامة، في حين حثت اليابان وتركيا الرعايا الى المغادرة، في حين اوضحت «الخطوط الجوية القطرية» انها اعادت جدولة رحلاتها من والى لبنان.
المرفأ
وتحولت مناسبة إحياء الذكرى الرابعة لانفجار مرفأ بيروت الاحد الماضي الى حملة على «الثنائي الشيعي» لجهة ازدواجية المعايير بين غزة وبيروت، حيث تم دعم غزة فيما لم يتم دعم قضية انفجار مرفأ بيروت، مشيراً الى ان القضاة تعرضوا الى التهديد لمنعهم من استكمال التحقيق.
وحمل المشاركون في إحياء الذكرى صور الضحايا ورفعوا الاعلام اللبنانية والشعارات المطالبة بتحقيق العدالة وبمحاسبة المسؤولين عن ذلك الانفجار.
ومن مركز فوج الاطفاء، اعلنت ممثلة الامين العام للامم المتحدة جينين هينيس انها تقف الى جانب اهالي الضحايا الذين يطالبون بموقف واضح منذ حوالى 4 سنوات وبأنها موجودة اليوم لتؤكد تضامن الامم المتحدة معهم، وبأن العدالة يجب ان تتحقق.
وعن كيفية تحقيق تلك العدالة اجابت: «نتحدث بهذا الامر لاحقا، لكنني اؤكد ان العدالة يجب ان تتحقق».
الوضع الميداني
ميدانياً، طاول القصف مساءً الناقورة وعلما الشعب وجبل اللبونة والعلام، كما استهدف الطيران المعادي دراجة على الطريق بين بلدتي جبشيت وعبا.
وكانت المقاومة الاسلامية شنت فجر امس هجوماً انقضاضياً بالمسيَّرات على موقع المالكية، كما استهدفت ثكنتي زرعيت وراميم وموقع رأس الناقورة.
وليلاً، اعلن الجيش الاسرائيلي عن اغتيال علي جمال الدين جواد، ووصفه بالقائد في قوة الرضوان، في منطقة عبا، الذي نعته المقاومة الاسلامية لاحقاً.
***************************************
افتتاحية صحيفة الديار
الصهيونية تبني «إسرائيل العظمى» بدعم أميركي ــ بريطاني ــ ألماني… وشويغو في طهران
قائد الحرس الثوري يؤكد الردّ سيكون قاسياً وسيجعل الصهاينة يندمون
المقاومة تملك 260 ألف صاروخ ومقذوف جوي… وتستطيع قصف 3 آلاف صاروخ في اليوم – المحرر العسكري
المشروع الصهيوني لبناء «اسرائيل العظمى» قد بدأ فعليا مستغلا عملية طوفان الاقصى. وهذا المشروع قديم منذ ما قبل مؤتمرات الصهيونية سنة 1897- 1899 في سويسرا، ويقتضي ان تحتل «اسرائيل» كامل فلسطين المحتلة، وان تكون اقوى دولة في العالم العربي من حدود آسيا الى افريقيا الى اقصى الشرق، وتهيمن على الدول المحيطة بها، ويكون لديها اقوى جيش، وتملك السلاح النووي.
فالسلاح النووي قد حصلت عليه «اسرائيل» منذ عام 1950، والخطة الصهيونية تعتبر ان المنطقة المحيطة بفلسطين مليئة بالممرات المائية والانهر والمياه العذبة، التي تكفي المنطقة، وان يكون لدى «اسرائيل» قدرات تقنية على استيعاب المياه العذبة من انهار مائية كبيرة في المنطقة، وتستفيد من هذه الثروة المائية بفعل شبكة علاقات مع الدول التي تمر فيها هذه الانهار، مقابل خدمات تكنولوجية والكترونية ومخابراتية، لحماية انظمة هذه الدول.
وتعتقد هذه الدول انها تحتاج دائما الى مساعدات مخابراتية ، كون الانظمة دكتاتوية او فردية او شخصية، كما ان الصهيونية لاحقا نظرت الى ثروات العالم العربي ووجدت فيه ثروات هائلة، من الغاز السائل بشكل تصبح «اسرائيل» هي الباب لتزويد اوروبا ودول العالم بالغاز الطبيعي. وقد بدأت منذ الآن من خلال موقع «كاريش» بتصدير الغاز الى ايطاليا والى عدة دول اوروبية، والى مصر والاردن. ويضخ موقع «كاريش» 60 مليون متر مكعب من الغاز يوميا، في حين ان المؤامرة على لبنان كانت ان شركة «توتال» لم تجد في المربع رقم 9 اي غاز واقفلت الملف.
يوم امس، كان يوم المواقف المعلنة، فقد اعلن قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال حسين سلامة ان الرد الايراني سيكون قاسيا، وسيجعل العدو الاسرائيلي يندم على فعلته، وانه اذا اعتدت «اسرائيل» ردا على رد ايران فيعني ذلك ان الحرب قد وقعت. واعلن سلامة ان الجيش الايراني والحرس الثوري في حالة طوارىء قصوى ، وهو منتشر في كامل البلاد، كما ان القوى البحرية منتشرة والصواريخ الباليستية والبعيدة المدى في حالة تأهب قصوى، مع كل السلاح الذي يملكه الجيش الثوري والجيش الايراني.
اما جبهة شمال فلسطين من خلال جبهة جنوب لبنان، فقد ذكرت صحيفة «معاريف الاسرائيلية» ان لدى المقاومة في لبنان 260 الف صاروخ ومقذوف جوي برؤوس متفجرة كبيرة، تبدأ من 60 كيلو وتصل الى 10 اضعاف، وان مقاومة الحزب قادرة على قصف «اسرائيل» بـ 3 آلاف صاروخ في اليوم. لكنها ذكرت ان مقابل هذا الامر فان سلاح الجو «الاسرائيلي» يمكنه ارسال مئات الطائرات اي حوالى 200 الى 300 طائرة لقصف مراكز انطلاق الصواريخ، اضافة لتدمير كل البنى التحتية في لبنان تدميرا شاملا، والى قصف كل المدن والبلدات التي تدعم الحزب.
إعتراف «اسرائيل» بقدرة وقوة مقاومة الحزب ، يؤكد الارباك والقلق «الاسرائيلي»، فالمقاومة قادرة على قصف المدن الرئيسية «تل ابيب» و»حيفا» ونهاريا»، وسينزح من هذه المدن مليون «اسرائيلي»، مما سيشكل ازمة رهيبة للجيش «الاسرائيلي» وللكيان.
اما في الكيان «الاسرائيلي» فقد وصل اليه رئيس اركان الجيوش الاميركية المركزية الجنرال مايكل كوريلا، واجتمع مع وزير الدفاع ورئيس الاركان، وبحثوا كيف يمكن للولايات المتحدة تعزيز قوة الردع والقوة لدى «اسرائيل»، وقد ابلغهم كوريلا ان حاملات الطائرات ستكون موجودة مقابل شاطىء فلسطين المحتلة ، مع حوالى 17 مدمرة وسفن وصواريخ، يمكنها التصدي للصواريخ التي تطلقها ايران او الصواريخ التي يطلقها الحزب.
وفي ذات الوقت الذي كان يجتمع فيه الجنرال الاميركي مع المسؤلين الأمنيين في «تل ابيب» ، كان وزير الدفاع البريطاني يقوم بالاجتماعات ذاتها مع وزير الدفاع ورئيس اركان جيش العدو حاليفي وقائد سلاح الجو وقائد سلاح المدرعات وقائد سلاح البر وبقية قادة الاسلحة، وتدارسوا الخطط لمواجهة المرحلة القادمة، خصوصا امكانية فتح 7 جبهات ضد «اسرائيل».
لكن التركيز «الاسرائيلي» هو على جبهتين هي جبهة ايران وجبهة لبنان، وقد وضعت الولايات المتحدة وبريطانيا وقيادة جيش العدو خططا مشتركة لردع القوة الايرانية وقوة مقاومة الحزب، واسقاط صواريخها ومنعها من الوصول الى اهدافها.
اما المانيا فقد ارسلت الى «اسرائيل» شحنات كبيرة من الاسلحة، خصوصا صواريخ الدفاع الجوي ارو 3 ، وذخيرة دبابات وذخيرة مدفعية، وصواريخ ارض – ارض ، مع صواريخ تستخدمها طائرات اف 13 واف 15 ،وتستعملها الطائرات اف 35 الشبحية ،وهي الاحدث في صناعة الطائرات الاميركية.
الرئيس الاميركي جو بايدن الذي عاد من اجازته وصل بعد ظهر امس الى البيت الابيض، ودخل فورا الى جلسة اجتماعات الامن القومي التي تعقد تحت الارض وتتحمل اي قصف عليها، وهي موصولة بغرفة العمليات العسكرية في البنتاغون اي وزارة الدفاع الاميركية. وقد حضر الاجتماع قادة الجيش الاميركي ومسؤولو الامن القومي ومدير المخابرات المركزية الاميركية، وكان الاجتماع مستمرا حتى كتابة هذه الاسطر، الا ان قناة «اي بي سي» الاميركية ذكرت ان بايدن كان منزعجا من رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ، بسبب عدم انجاز الاتفاق على الصفقة، لكن عندما تدق ساعة الجد والمسؤولية، عندها تلعب السياسة العميقة للولايات المتحدة دورها ، وتصبح في علاقة استراتيجية مع «اسرائيل» حيث تضع كل القوات الاميركية وكل الامكانيات الاميركية بتصرف الكيان «الاسرائيلي».
متى ستبدأ الحرب وفق تقدير بايدن
ابلغ بايدن الدول الـ 7 الصناعية الكبرى في العالم، ان الحرب ستقع خلال 24 ساعة الى 48 ساعة، واعطى الاوامر للجيوش الاميركية المتواجدة في البحر الابيض المتوسط والبحر الاحمر، وللقواعد العسكرية الاميركي المتواجدة في الخليج والبحر الابيض المتوسط، وكذلك في اوروبا خاصة القواعد التي هي في المانيا واليونان ودول الخليج العربي، بان يكونوا على اهبة الاستعداد للانطلاق بمقاتلاتهم فور تلقي الاوامر.
وقد ابلغ بايدن هذه الدول موعد الحرب خلال 24 ساعة او 48 ساعة كحد اقصى، حيث وصل الخبر الى منظمة «اياتا» للطيران المدني الدولي، وفورا اطلقت هذه الشركات نداءاتها الى جميع المسافرين للعودة على متن طائراتها الى مركز انطلاقهم.
كما قامت السفارات من اميركا الشمالية الى اميركا الجنوبية الى اوروبا الى آسيا الى الخليج الى شبه دول العالم، بالطلب من مواطنيها في «اسرائيل» وايران ولبنان المغادرة باسرع وقت ممكن، حتى لو اضطروا الى السفر الى اتجاه آخر غير بلدانهم، وقد تساعدهم شركات الطيران في المطارات التي يصلون اليها، لتأمين سفرهم الى المراكز التي يريدونها.
كما ان السفارة الاميركية في لبنان طلبت من المواطنين الاميركيين او الذين يحملون الجنسية الاميركية السفر فورا من لبنان، واذا كانوا لا يملكون المال فانهم باستطاعتهم الوصول الى السفارة الاميركية في عوكر قرب بيروت لتسلم المبلغ المالي الذي يحتاجون اليه.
يمكن الاستنتاج من خلال ابلاغ الرئيس جو بايدن الدول الـ 7 الكبرى الصناعية ان الحرب باتت خلال يومين، وان المنطقة هي على شفير معركة كبرى غير مسبوقة، ولم يشهدها الاقليم والشرق الاوسط.
***************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
المنطقة في حال انتظار وترقب واتصالات في جميع الاتجاهات
في وقت يترقب لبنان والعالم رد ايران و الحزب، عشية كلمة مرتقبة للسيد نصرالله غدا في اسبوع القيادي في الحزب فؤاد شكر، الاتصالات مستمرة لتلافي التصعيد الكبير في وقت التصعيد العسكري الاسرائيلي لبنانيا مستمر.
قصف وغارات
امس وفي الميدانيات، خرق الطيران الحربي الاسرائيلي جدار الصوت بشكل عنيف فوق الجنوب وبيروت محدثا دوي انفجار هائل. واستأنف “ الحزب” عمليّاته باكراً بعد سقوط عنصرَين له اول امس في غارة إسرائيلية على بلدة حولا. وفي أولى عمليّاته شنّ هجوماً جوياً بِسربٍ من المسيّرات الإنقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 المُستحدَث في ثكنة إيليت، مُستهدفاً أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها وأصابها بشكلٍ مباشر، وأوقع فيهم عدداً من القتلى والجرحى”. واعلن ايضا انه استهدف “عند الساعة (8:15) من صباح اليوم موقع المالكية بِمسيرة هجومية إنقضاضية فأصابت أهدافها بِدقة”. وردت إسرائيل باستهداف مسيّرة محيط الجبانة قرب الساحة في بلدة ميس الجبل، مما أدى الى سقوط شهيدين ووقوع عدد من الاصابات، تم نقلها الى مستشفى تبنين.
ميقاتي
في المواكبة السياسية للتطورات، تلقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اتصالا من وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي جرى في خلاله البحث في الوضع في لبنان والتطورات في المنطقة. وكان تشديد على ضرورة وقف التصعيد واللجوء الى الحلول السلمية وتطبيق القرارات الدولية وفي مقدمها القرار 1701. وكان رئيس الحكومة عقد سلسلة لقاءات واجتماعات في السراي. وفي هذا الاطار، إستقبل الرئيس ميقاتي سفير سلوفاكيا ماريك فارغا في لبنان في زيارة وداعية. كما التقى سفيرة لبنان في سويسرا رولا نور الدين.
بوحبيب: ايضا، بحث وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عبدالله بوحبيب في الاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة، مع كل من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت، وسفير اسبانيا لدى لبنان هيسوس سانتوس اغوادو. كما التقى بوحبيب سفير بلجيكا الجديد لدى لبنان آرنو باولز في زيارة بروتوكولية. ومن زوار الوزير بوحبيب الممثل الجديد لبرنامج الأغذية العالمي (WFP) في لبنان ماثيو هولينغورث.
اشعر بالقلق
من جهته، علق مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بشأن خطر اندلاع صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط. وقال في بيان وزعه مكتب الامم المتحدة في بيروت “أشعر بقلق عميق إزاء الخطر المتزايد لاندلاع صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، وأناشد جميع الأطراف، إلى جانب الدول ذات النفوذ التحرك بشكل عاجل لتهدئة الوضع الذي أصبح خطيراً للغاية”. وشدد على”وجوب أن تكون حقوق الإنسان، وأولاً وقبل كل شيء حماية المدنيين، على رأس الأولويات”. وقال “لقد تحمّل المدنيون، ومعظمهم من النساء والأطفال، خلال الأشهر العشرة الماضية ألماً ومعاناة لا يطاقان نتيجة للقنابل والأسلحة. وطالب بـ”بذل كل جهد”، وقال “أعني كل شيء ممكن، لتجنب تفاقم هذا الوضع إلى الهاوية التي لن تؤدي إلّا إلى عواقب أكثر فظاعة على المدنيين”.
القطاع الطبي
ليس بعيدا، تسلم وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، شحنة مساعدات طارئة، مقدمة من “منظمة الصحة العالمية” للبنان بزنة “32 طنا من المستلزمات الطبية والأدوية المخصصة لمعالجة إصابات الحرب”، في إطار رفع جهوزية القطاع الصحي لمواجهة أي تصعيد محتمل في العدوان الإسرائيلي على لبنان، في حضور ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان عبد الناصر أبو بكر. تزامنا، أشار الأبيض في حديث صحافي الى أن “الاستعداد هو جزء أساسي نقوم به من أجل أن نكون حاضرين وهو أمر طبيعي ينمّ عن قيامنا بواجباتنا تجاه مجتمعنا”. في غضون ذلك، أكد نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون أنه رفع مخزون المستلزمات الطبية قدر الامكانات المادية، بما يكفي لحوالي ثلاثة أشهر في حال توسع الحرب بصورة كلاسيكية على غرار العام 2006، قائلاً: “طالما أن لا قصف على المستشفيات، فعلى المدى القصير نحن قادرون على الصمود، ولكن لا أمل في نجاح أي خطة طوارئ إذا كانت الحرب مشابهة للوحشية التي تحصل في غزة”.
غادروا
في الاثناء، دعت عدد من الدول الأجنبية والعربية رعاياها إلى مغادرة الأراضي اللبنانية على الفور وسط تصاعد التوتر بين “ الحزب” والجيش الإسرائيلي، ورد تل أبيب المرتقب. في السياق، حثت الخارجية اليابانية رعاياها في لبنان على المغادرة. كذلك، دعت تركيا مواطنيها إلى مغادرة لبنان.
المطار
وشهد مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، اول امس الأحد، حالة من الازدحام وسط حركة المسافرين الراغبين في مغادرة لبنان، في ظل التحذيرات من احتمال تصعيد المواجهات في المنطقة.
وتجمعت صفوف من المسافرين أمام ألواح مواعيد الرحلات المغادرة والقادمة، وصفوف أخرى أمام أكشاك الأمن العام.
وألغت شركات طيران عدة رحلاتها إلى بيروت، ومن بينها شركة لوفتهانزا الألمانية حتى 12 أغسطس. كما مدّدت الخطوط الجوية الفرنسية وشركة ترانسافيا تعليق الرحلات حتى الثلاثاء، وستقطع الخطوط الجوية الكويتية رحلاتها اعتبارا من الاثنين. وستلغي شركة الخطوط الجوية القطرية رحلاتها الليلية إلى بيروت مؤقتا.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :