افتتاحية صحيفة الأخبار:
المقاومة تَستأنف عمليات الإسناد: العدو يستعدُّ لـ«ردٍّ شديدٍ» من كل الجهات
أعاد حزب الله أمس تفعيل جبهة الإسناد في الجنوب، بعد توقف لـ 48 ساعة، فرضته عملية الاغتيال الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت. وكان الأمين العام للحزب، السيد حسن نصرالله، قد أعلن خلال تشييع القائد الجهادي فؤاد شكر أن «جبهة الإسناد اللبنانية ستعود إلى ما كانت عليه من صباح الغد (الأمس)، وهذا لا علاقة له بالرّد على استشهاد السيد فؤاد»، مؤكداً أن «ردّنا آتٍ حتماً إن شاء الله، لا نقاش في هذا ولا جدال». وبدأت العمليات صباحاً بإطلاق صواريخ مضادّة للطائرات على طائرات العدو الحربية داخل الأجواء اللبنانية في منطقة الجنوب، «ما أجبرها على التراجع والانسحاب إلى خلف الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة». ومن ثمّ استهدف مقاومو الحزب انتشار جنود في موقع الضهيرة والتجهيزات التجسسية في موقع الراهب، إضافةً إلى مواقع السمّاقة وبياض بليدا والمرج. علماً، أن المقاومة أطلقت ليل أمس الأول عشرات الصواريخ على مستعمرات العدو رداً على قتله عائلة سورية (أم وثلاثة أطفال) في بلدة شمع.سياسياً، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً في السراي الحكومي مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في «مجلس الأمن الدولي»، وممثلي الدول الأعضاء غير الدائمين الموجودين في لبنان. وتمّ خلال الاجتماع «تأكيد الثوابت اللبنانية في ما يتعلق بالوضع في المنطقة، وأهمها تأكيد أولوية تطبيق قرارات الأمم المتحدة، ولا سيما القرار 1701». وخلال زيارة لليرزة في مناسبة عيد الجيش، أكّد ميقاتي «أننا في مواجهة التصعيد الإسرائيلي الممنهج والخطير (…) لا يسعنا سوى التأكيد على حقّنا في الدفاع عن أرضنا وسيادتنا وكرامتنا بكلّ الوسائل المتاحة، ولا تردّد في هذا الخيار مهما غلت التضحيات».
والعدو يستعدّ لردّ المقاومة
أمّا في الجبهة المقابلة، فتستمر الاستعدادات للرد المرتقب من الحزب ومحور المقاومة. وأفادت «القناة 13» العبرية بأن إسرائيل تنتظر «رداً شديداً»، وهي تأخذ «كلام نصرالله بجدّية». وفي هذا السياق، نشرت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية أنه «بعد التهديدات التي أُطلقت من طهران وبيروت، الدفاع الجوي في حالة تأهب قصوى لاحتمال إطلاق نار من الشمال والجنوب والشرق»، فيما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أنه «خوفاً من التصعيد في الشمال، تجري عملية تجهيز ميناء أسدود ليكون بديلاً عن موانئ الشمال». كما أعدّت وزارة الصحة «قائمة بأسماء الأطباء الذين يعملون في مستشفيات وسط إسرائيل للذهاب إلى الشمال، في حال تصعّدت الأمور». كذلك، تجري وزارة الطاقة استعدادات لمواجهة سيناريو «محاولة تدمير البنى التحتية للطاقة، بشكل قد يتسبب في انقطاع التيار الكهربائي». ووفقاً للإعلام العبري، أرسل ثلاثة أعضاء في لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست رسالة إلى رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، يحذّرون فيها من أن «تنفيذ خطة العمليات التي أعدّها الجيش ضدّ لبنان يُمكن أن تؤدي بدولة إسرائيل إلى فشل مأساوي غير مسبوق».
«لم يتبقَّ لنا سوى الأميركيين»
إلى ذلك، كشفت «هآرتس» أن تعهد الولايات المتحدة بحماية إسرائيل «مردُّه إلى أنها عرفت مسبقاً عن عملية اغتيال فؤاد شكر، وقد ناقش قادة كبار في أميركا الوضع في الشمال مع نظرائهم الإسرائيليين، خلال الأيام الأخيرة»، مشيرةً إلى أنهم طرحوا «ضرورة التصعيد (…) للتوصل إلى التهدئة في ما بعد». ورأت الصحيفة العبرية أن «المشكلة أنه يصعب السيطرة على شدّة اللهب، خصوصاً مع توجّه للتّصعيد. إيران الآن في موقع المُصابين الذين يريدون الانتقام، ما سيُصعّب التوصل إلى التهدئة». كذلك، علّقت صحيفة «معاريف» العبرية، بالقول: «إن عمليات الاغتيال أعادت إسرائيل لتكون ما كانت عليه ذات مرة: دولة مع قدرات عليا، استخبارات تحبس الأنفاس، قدرة تنفيذ تُقزّم أفلام الأكشن الهوليوودية، ذراع طويلة ومتنوعة، قادرة على العمل في كل مكان على وجه الكرة الأرضية دون أن تنكشف، وإبداعية بلا حدود، لكن وبعد وقت قصير من ذلك عدنا إلى أنفسنا: ليس واضحاً كيف ومتى سيأتي الردّ، فإذا أفادنا المنطق بأن حزب الله سيحذّر من التدهور إلى حرب. فالمشكلة أن في محيطنا لا يوجد الكثير من المنطق. في هذه اللحظة ما تبقّى هو الاعتماد على الأميركيين».
***************************
افتتاحية صحيفة البناء:
تشييع هنية في الدوحة… وحماس تختار خليفته من 5 مرشحين قريباً يتقدمهم الحية
أوستن يشرف على ترتيبات البنتاغون لحماية الكيان وبايدن يؤكد لنتنياهو المساندة
إعداد وهدوء وغموض في إيران وقوى المقاومة حول الرد المقبل ورعب في الكيان
شيّع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الى مثواه الأخير في الدوحة، بحضور عائلته وقادة من حماس بمشاركة أمير قطر والعائلة الحاكمة وقيادات مثلت دولاً إسلاميّة أبرزها إيران وتركيا. وتدخل حماس اليوم المرحلة الحاسمة في تسمية خليفة هنية، ورغم تعامل تركيا إعلامياً مع تسمية الرئيس السابق للمكتب السياسي خالد مشعل كخليفة لهنية، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية تقريراً نسبته إلى قادة من حركة حماس أن الأمر منوط بمجلس الشورى الذي سوف ينعقد قريباً لاختيار الخليفة المناسب، بما يتناسب مع المرحلة. وقالت “القدس العربي” المحسوبة على قطر كلاماً مشابهاً، لجهة أن المرشحين الذين يشكل مشعل واحداً منهم، هم إضافة الى مشعل مسؤول حماس عن الخارج، مسؤول حماس في الداخل يحيى السنوار، ومسؤول الضفة الغربية بالإنابة زاهر جبارين الذي خلف صالح العاروري الذي اغتالته طائرة لجيش الاحتلال في الضاحية الجنوبية لبيروت، ويضاف إلى الثلاثة خليل الحيّة المقرب من هنية ومسؤول العلاقات العربية والإسلامية، وهو نائب السنوار في مسؤولية الداخل، بينما يطرح مشعل في حال عدم الإجماع عليه تسمية موسى أبو مرزوق المقرّب منه، ويعتقد بعض متابعي ملف الحرب الدائرة أن اسم خليل الحية قد يكون الأوفر حظاً، لكونه نائب السنوار الذي لا تسمح ظروفه الحالية لتولي هذه المسؤولية السياسية، ولكونه الأقرب لهنية خلال الفترة الماضية، وصلة وصل الحركة بحلفائها الأقرب في قوى المقاومة، وقد كان من أصحاب البصمة في المصالحة مع سورية، وهو المشرف على العلاقة مع إيران، وذلك من موقعه كمسؤول ملف العلاقات العربية والإسلامية.
في المنطقة استعداد وترقب لما ستحمله ردود محور المقاومة وإيران، التي أعلن الإمام علي الخامنئي والسيد حسن نصرالله أنّها آتية حكماً وأنّها سوف تكون قاسية ومؤلمة، وفي ظل هدوء وغموض يحيطان بتحضيرات قوى المقاومة، تقول مصادر إيرانية إن الرد سوف يكون أعلى مرتبة من ردّ إيران على استهداف القنصلية الإيرانية بدمشق، لأن المستهدف هذه المرة العاصمة طهران وضيف رسمي كبير في مراسم تنصيب رئيس الجمهورية. وتحدّث القادة العسكريون الإيرانيون وفي مقدمتهم قائد الحرس الثوري وقائد الجيش عن تحذير واضح لواشنطن أن قيامها بالمشاركة في مواجهة الرد الإيراني هذه المرة سوف يعرّض قواعدها ومصالحها للاستهداف.
بالمقابل، يعيش الكيان حالة ذعر ورعب تمثلت بنزوح مئات الآلاف من مناطق الشمال خصوصاً حيفا، وسط ازدحام غير مسبوق في مطار بن غوريون، الذي تعطلت أنظمته منتصف ليل أمس، بسبب هجوم سيبراني كما قالت إدارة المطار، فيما يؤكد الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اتصال برئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو أن واشنطن تقف مع تل أبيب في مواجهة رد إيران والمقاومة، يعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن إشرافه المباشر على ترتيبات المساندة للكيان التي تتضمن استقدام المزيد من الطائرات والسفن الحربية، بينما نسبت وكالة اكسيوس لبايدن أنه حذر نتنياهو بأن هذه المرة الأخيرة التي يمكن فيها الاعتماد على مساندة واشنطن، فيما سخرت مصادر إعلامية في المقاومة من هذه التسريبات ووضعت في إطار تبرير الدعم الذي سوف يقدّمه بايدن للكيان تحت شعار لمرة واحدة.
ولا يزال خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورسائل التهديد للكيان الصهيونيّ بالردّ على اغتيال القائد الجهادي الكبير فؤاد شكر يطغى على المشهد الداخلي والإقليمي بالتوازي مع إطلاق المسؤولين الإيرانيين مزيداً من التهديدات برد قاسٍ على اغتيال القائد إسماعيل هنية.
ويترقّب كيان الاحتلال والعالم الردّ الإيراني وحزب الله ومحور المقاومة، وانشغل المحللون العسكريون والسياسيون بتوقع طبيعة الردود والتداعيات المحتملة وفرضيّات توسيع الحرب وصولاً إلى الحرب المفتوحة.
واكتفت جهات مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء” بالإشارة إلى أن القرار اتخذ بردّ مؤلم على العدو يتناسب مع العدوان الأخير على الضاحية وسيدفع العدو للندم على فعلته. وأوضحت أن طبيعة الهدف باتت ملك القيادة الميدانيّة والوقت مرهون بطبيعة الهدف. لافتة إلى أن المقاومة عاقلة وحكيمة ولا تتصرّف بانفعالات والردّ سيكون متناسباً مع حجم العدوان ووفق حسابات دقيقة وتخدم معادلات الردع وحماية لبنان والضاحية، خصوصاً لمنع العدو من تكرار عدوانه. وفي الوقت نفسه لخدمة استراتيجية محور المقاومة بحرب استنزاف كيان الاحتلال وعدم منح نتنياهو ذريعة لتوسيع الحرب وجر الأميركيين اليها. وحذرت المصادر من أن رد العدو على رد المقاومة سيدفع الأخيرة لردّ أقسى وأشد ايلاماً. مضيفة أن المقاومة مستعدّة لكافة الاحتمالات.
وفي سياق ذلك جدّد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، تهديد “إسرائيل” بالردّ على اغتيال القيادي الكبير في الحزب فؤاد شكر بغارات استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية.
وقال قاسم، في تصريح إعلاميّ: “كلما ارتقى لنا شهيد ازددنا تمسكاً، فكيف إذا كان قائداً من القادة”، مؤكداً أن “هذه الشهادة ستنتج نتائج كبيرة جداً، وأن الرد سيكون حاضراً ومهماً ومؤثراً”.
وتابع: “نحن مقتنعون بهذه النتيجة، وإن شاء الله تكون خطوة كبيرة على طريق النصر”، مردفاً: “نحن أصحاب حق ويجب علينا أن نواجه محور الشر وسننتصر”.
إلا أن خبراء في الشؤون العسكرية والاسترتتيجية لفتوا لـ”البناء” إلى أن إيران وحزب الله يملكان بنك أهداف واسعاً في “إسرائيل” ويدرسان الردّ لكي يكون متناسباً مع الضربة الإسرائيلية للضاحية وبالوقت نفسه لا يدفع للحرب الشاملة إلا اذا اتخذها العدو ذريعة لإشعال الحرب الإقليمية بقرار أميركي. واوضح الخبراء لـ”البناء” أن كل كيان الاحتلال ومصالحه في العالم هي ضمن بنك أهداف حزب الله وإيران، لكن المرجّح ان يكون الرد بإطلاق مئات الصواريخ والمسيّرات المتفجّرة على قواعد عسكرية واستخبارية ومصانع أسلحة ومطارات عسكرية وتدميرها كلياً إضافة الى بنى تحتية ونفطية وغازية وموانئ ومحطات توليد كهرباء قد تكون على لائحة الأهداف. كما توقع الخبراء أن يكون الردّ من نقاط قريبة جغرافياً لـ”إسرائيل” لتجنب الدفاعات الجوية الأميركية والأوروبية والدول الحليفة لواشنطن ما يجعل أغلب الصواريخ والمسيّرات تصل إلى أهدافها بدقة وتُحدث مفعولاً كبيراً. وذكّر الخبراء بالمسيّرة اليمنيّة التي اخترقت كل الدفاعات الجوية الأميركيّة الإسرائيلية ووصلت إلى تل أبيب. كما توقع الخبراء ان يكون الردّ خلال أيام قليلة.
وقبيل منتصف الليل أفيد عن هجوم سيبرانيّ عطّل موقع هيئة الطيران الإسرائيليّة ومطار بن غوريون.
وعم الخوف والهلع كل أنحاء كيان الاحتلال في ظل سيل من التوقعات حول طبيعة الردّ وسط انتقادات وجّهها مسؤولون في المعارضة ورؤساء مستوطنات وجنرالات سابقين لحكومة نتنياهو على تنفيذ عمليات اغتيال في طهران والضاحية الحنوبية لبيروت لكون الخسائر ستفوق ما حققه نتنياهو.
وحذّر أعضاء من لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست، في رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من “التوغّل البري في لبنان وفقاً للخطة الحالية للجيش الإسرائيلي”، بحسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية. ونقلت “هيئة البث” عن أعضاء في الكنيست قولهم إنّ “خطة الجيش الحالية للتوغل البري إلى لبنان مغلوطة”. وقال نواب في الكنيست في رسالة موجّهة إلى نتنياهو: “نؤيّد التوغّل البري في لبنان من حيث المبدأ، لكنّ الخطة التي عُرِضت علينا ستؤدي إلى البلبلة وليس إلى الحسم”. واعتبر أعضاء من الكنيست أنّ “هذه الخطة قد تقود “إسرائيل” إلى فشل مأسوي له عواقب غير مسبوقة”، باعتبار أنّها “لم تُراعِ الأخطاء التي ارتكبت في العملية البرية في قطاع غزة”.
وفيما أشار مكتب نتنياهو الى ان الوفد التفاوضي الاسرائيلي سيعود الى المفاوضات الأسبوع المقبل في قطر، وأشارت اوساط دبلوماسية غربية لـ”البناء” الى ان المفاوضات ستتواصل بين الفلسطينيين والاسرائيليين للتوصل الى هدنة مؤقتة في غزة تمهيداً لوقف إطلاق النار. كاشفة عن ضغوط أميركية كبيرة على الحكومة الاسرائيلية لوقف إطلاق النار قبل الانتخابات الأميركية لكون الإدارة الأميركية الحالية تريد وقف الحرب مؤقتاً لضمان فوز مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس في الانتخابات في تشرين المقبل. وأضافت الأوساط أنه وحتى لو صرحت الإدارة الأميركية بالدعم لـ”اسرائيل” في عملياتها الاخيرة، لكنها رسمت لها خطوطاً حمراء لكي لا تؤدي ضرباتها لحرب مفتوحة.
وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى ان نتنياهو تلقى رسالة من نواب في الكنيست تؤيد التوغل براً في لبنان.
ميدانياً، تواصل العدوان الإسرائيلي على القرى والبلدات، فأغارت طائرة مسيّرة إسرائيلية على بلدة رب ثلاثين، ولم تسجل إصابات. كما تعرّضت أطراف بلدة طيرحرفا في القطاع الغربي وبلدة راشيا الفخار لقصف مدفعي إسرائيلي. في المقابل، أعلن “حزب الله” في بيان، أننا “قصفنا موقع الضهيرة الإسرائيلي بالمدفعية وحققنا إصابة مباشرة”. وأضاف في بيان آخر: “استهدفنا موقع السمّاقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصبناه إصابة مباشرة”.
رسمياً، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بحضور وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، اجتماعاً في السراي مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وهم سفراء كل من الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، بريطانيا الصين وروسيا، وممثلي الدول الأعضاء غير الدائمين الموجودين في لبنان، وهم سفراء الجزائر، اليابان، سويسرا وكوريا الجنوبية.
وخلال الاجتماع تمّ تأكيد الثوابت اللبنانية في ما يتعلق بالوضع في المنطقة، وأهمها تأكيد أولوية تطبيق قرارات الأمم المتحدة ولا سيما القرار 1701.
كما اعتبر ميقاتي في كلمة ألقاها من مقرّ قيادة الجيش في اليرزة، لمناسبة عيد الجيش أن “التطورات الإقليمية مقلقة وتُنذر بارتفاع منسوب الخطر»، مؤكداً “أنّ الرهان على الجيش يبقى الضمانة الأكيدة لوحدة الوطن ما يجعل الالتفاف حول المؤسسة العسكرية واجباً وطنياً جامعاً»، لافتاً الى أن “الشغور الرئاسي ليس وحده ما ينغّص فرحة هذا اليوم الوطني إنّما الظروف التي يعيشها البلد وصولاً إلى العدوان على الضاحية”، مضيفاً: “لا شيء يدلّ على أن الغطرسة الإسرائيلية ستتوقف ومصرّون على حقنا في الدفاع عن أرضنا وسيادتنا ولن نتردّد في ذلك مهما غلت التضحيات”.
****************************
افتتاحية صحيفة النهار
المشهديّة المارونية المهيبة في بكركي تخترق الاستنفار الحربي
لعلّها مفارقة لافتة في تاريخ التطورات والأحداث في لبنان أن تختلط على سطح واحد نماذج من التناقضات الهائلة بتزامن مدهش، فيعيش لبنان في لحظة واحدة وقائع “عرس سماوي” حاشد في بكركي فيما البلاد والمنطقة بأسرها تعيش العد العكسي لانفجار ما قد يكون حرباً إقليمية غير مسبوقة بخطورتها.
والحال أن المشهديّة المارونية المهيبة التي عاشتها مناطق الشمال الماروني ولا سيما منها إهدن مسقط رأس البطريرك “الأهدني” المطوب طوباوياً ليل أمس اسطفان الدويهي والكثير من الأنحاء اللبنانية بلوغاً الى مركز الثقل ونقطة التوهج الماروني، الصرح البطريركي للكنيسة المارونية في بكركي، هذه المشهدية شكلت حدثاً فريداً نادراً اكتسب دلالات وأبعاداً استثنائية للغاية تجاوزت البعد الديني الصرف على أهميته الروحانية والدينية القصوى في إرث تراكم القديسين في الكنيسة المارونية، الى أبعاد ودلالات وطنية لا يمكن تجاهلها خصوصاً في اللحظات المصيرية التي يجتازها لبنان. إذ إن المشهدية المارونية الحاشدة بالآلاف في بكركي، حيث أقيم القداس والاحتفال المهيب بإعلان طوباوية البطريرك الدويهي، أحد الرموز الكنسيين الكبار التاريخيين في تأسيس الرهبانية المارونية وتوسيع وتثبيت التراث الماروني وكذلك صاحب اليد الطولى والفضل الهائل في التأسيس للبنان الكبير والشهادة للبنان التعايش والانفتاح، هذه المشهدية المهيبة بدت وحدها الكفيلة باختراق لحظة حربية تظلّل لبنان وتبسط أخطارها على المنطقة مع بلوغ الاستنفار الحربي ذروته بين إسرائيل ودول “محور الممانعة” امتداداً من إيران الى العراق فاليمن فغزة فجنوب لبنان .
كان حدث ماروني استثنائي بكل المعايير، ولكنه اكتسب في ذروة أزمات لبنان والفراغ الرئاسي الذي يتمادى فيه أبعاداً وطنية بكل ما للكلمة من معنى بحيث بدت الطبقة السياسية هامشية تماماً حيال الحدث المهيب في بكركي وسط انهيار تام لكل معالم الصدقية السياسية في البلاد. وأما الحدث الماروني في بعده الديني والروحي فتمثل في انضمام الطوباوي الجديد الى مجموعة قديسي وطوباويّي الكنيسة المارونية الزاخرة بتراثها الروحي، من مار شربل الى القديسة رفقا ونعمة الله الحرديني واسطفان نعمة، والبطريرك المطوب هو أول بطريرك يطوّب على مذابح الكنيسة وهو من خلال مسيرة حياته وما بعدها، شكل عنواناً للصمود والمقاومة والتجذر بالأرض إضافة الى ثقافته الواسعة وفكره النيّر وروحانيته العميقة عمق وادي قنوبين. وقد شكل القداس الاحتفالي الحاشد الذي أقيم ليل أمس في بكركي برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة رئيس مجمع الدعاوى في الفاتيكان الكاردينال مارتشيللو سيميرارو الذي تلا رسالة التطويب من البابا فرنسيس وأعلنت فيه مراسم تطويب البطريرك الدويهي حدثاً لافتاً ومهيباً بتنظيمه.
العد العكسي
بالتزامن مع هذه اللحظة، بدأ العد العكسي للرد المتوقع من “الحزب” وإيران وحلفائها الاخرين في اخر مراحله مبدئيا وفق كل المؤشرات لا سيما منها الاستنفار الحربي الواسع الذي أعلنته إسرائيل كما الأنباء عن حشد لقطع بحرية أميركية في المنطقة كما المعلومات عن إخلاءات مواقع لـ”الحزب” في الضاحية الجنوبية ومناطق أخرى تحسباً للآتي من التطورات. وكشفت تقارير إعلامية أن “الحزب” أخلى مواقع قيادات للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت وأشارت الى أن الحزب ينقل معدات عسكرية من الضاحية الجنوبية. بدوره، أعلن المرصد السوري أن الميليشيات الإيرانية أخلت مقرّاتها في البوكمال بدير الزور ورفعت حالَ التأهب، كما استدعت عناصرها من إجازاتهم. ولفت إلى أن هذه الميليشيات بدأت باستقدام أسلحة جديدة من العراق.
وفيما رفعت إسرائيل درجة الاستنفار العام الى ذروته، أفيد أن أعضاء من لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست، حذروا في رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من “التوغّل البري في لبنان وفقاً للخطة الحالية للجيش الإسرائيلي”، بحسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية. ونقلت عن أعضاء في الكنيست قولهم إنّ “خطة الجيش الحالية للتوغل البري إلى لبنان مغلوطة”. وقال نواب في الكنيست في رسالة موجّهة إلى نتنياهو: “نؤيّد التوغّل البري في لبنان من حيث المبدأ، لكنّ الخطة التي عُرِضت علينا ستؤدي إلى البلبلة وليس إلى الحسم”. واعتبر أعضاء من الكنيست أنّ “هذه الخطة قد تقود إسرائيل إلى فشل مأسوي له عواقب غير مسبوقة”، باعتبار أنّها “لم تُراعِ الأخطاء التي ارتكبت في العملية البرية في قطاع غزة”. وأشار الإعلام الإسرائيلي الى أن نتنياهو تلقى رسالة من نواب في الكنيست تؤيد التوغل براً في لبنان.
أما في الداخل اللبناني، وفي إطار الاتصالات لاستدراك التصعيد، عقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في حضور وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، اجتماعاً في السرايا مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وهم سفراء كل من الولايات المتحدة الاميركية، فرنسا، بريطانيا الصين وروسيا، وممثلي الدول الأعضاء غير الدائمين الموجودين في لبنان، وهم سفراء الجزائر، اليابان، سويسرا وكوريا الجنوبية. واكتفت المعلومات الرسمية بأنه “خلال الاجتماع تم تأكيد الثوابت اللبنانية في ما يتعلق بالوضع في المنطقة، واهمها تأكيد اولوية تطبيق قرارات الامم المتحدة ولا سيما القرار1701.”
وقام ميقاتي بزيارة لمقر قيادة الجيش في اليرزة لمناسبة عيد الجيش والقى كلمة امام الضباط اعتبر فيها أن “التطورات الإقليمية مقلقة وتُنذر بارتفاع منسوب الخطر”، مؤكدا “أنّ الرهان على الجيش يبقى الضمانة الأكيدة لوحدة الوطن ما يجعل الالتفاف حول المؤسسة العسكرية واجبا وطنيا جامعا”، لافتاً الى أن “الشغور الرئاسي ليس وحده ما ينغّص فرحة هذا اليوم الوطني إنّما الظروف التي يعيشها البلد وصولاً إلى العدوان على الضاحية”، مضيفا: “لا شيء يدلّ على أن الغطرسة الإسرائيلية ستتوقف ومصرّون على حقنا في الدفاع عن أرضنا وسيادتنا ولن نتردّد في ذلك مهما غلت التضحيات”.
******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
«الحزب» يتوعد بردّ «من خارج المعادلات والضوابط»
إسرائيل تستعد.. وتُلوّح بتوغل بري في جنوب لبنان
استأنف «الحزب» عملياته العسكرية ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، على وقع تأهب إسرائيلي، استعداداً لصد رد «الحزب» المرتقب على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر، تمثَّل في استنفار سلاح الجو الإسرائيلي الذي كثّف طلعاته في الأجواء اللبنانية.
وتوعّد «الحزب» بردٍّ من خارج المعادلات. وقال نائب رئيس المجلس التنفيذي في «الحزب»، الشيخ علي دعموش، إن «الاعتداء على الضاحية كان من خارج المعادلات والضوابط المعتمَدة، والرد عليه سيكون من خارج المعادلات والضوابط المعتمدة في المعركة، وعلى العدو أن ينتظر العقاب الآتي».
وتستعد الولايات المتحدة لإرسال طائرات مقاتِلة إضافية إلى الشرق الأوسط، «في أسرع وقت»؛ لمواجهة الهجوم المتوقَّع من إيران وحلفائها في المنطقة على إسرائيل، رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «ح»، إسماعيل هنية، يوم الأربعاء الماضي، في طهران، وفق ما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين، الجمعة.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول عسكري أميركي، تحدَّث شريطة عدم الكشف عن هويته، في ظل حديثه عن مسائل عملياتية، أن «القوات الأميركية في الشرق الأوسط تتخذ (التدابير اللازمة) لزيادة الجاهزية القتالية، وحماية القوات الأميركية وحلفائها ضد أي تهديدات من إيران أو الجماعات المسلَّحة المدعومة من إيران».
وذكرت «نيويورك تايمز» أن «العمل لا يزال جارياً» في واشنطن على تحديد عدد الطائرات التي سيجري إرسالها إلى المنطقة، وكذلك إصدار الموافقات النهائية من كبار المسؤولين، بما في ذلك وزير الدفاع لويد أوستن.
تلويح بتدخل بري
وبموازاة الاستعدادات للتعامل مع الرد الإيراني وردّ «الحزب»، الذي أكده أمين عام الحزب نصر الله، يوم الخميس، لوَّحت إسرائيل بتوغل بري في جنوب لبنان، إذ ذهبت التسريبات الإسرائيلية إلى أقصى تهديد يتمثل في الكشف عن تأييد أعضاء في الكنيست مبدأ التوغل البري في لبنان. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن «خطة» للتوغل، لكن أعضاء من لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست وصفوا الخطة، في رسالة جرى توجيهها إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأنها «مغلوطة». وقال نواب بالكنيست، في رسالة موجّهة إلى نتنياهو: «نؤيّد التوغّل البري في لبنان من حيث المبدأ، لكنّ الخطة التي عُرِضت علينا ستؤدي إلى البلبلة، وليس إلى الحسم». وعدَّ أعضاء من الكنيست أنّ «هذه الخطة قد تقود إسرائيل إلى فشل مأسوي له عواقب غير مسبوقة»، بوصفها «لم تُراعِ الأخطاء التي ارتُكبت في العملية البرية بقطاع غزة».
عمليات «الحزب»
على الضفة اللبنانية، استأنف «الحزب» عملياته العسكرية المنفصلة عن الرد المتوقع، بدءاً من ليل الخميس، وذلك بعد تعليق العمليات لمدة 48 ساعة تَلَت اغتيال قائده العسكري البارز فؤاد شكر. وأعلن الحزب تنفيذ أربع عمليات عسكرية ضد مواقع إسرائيلية، تمثلت الأولى في استهداف انتشار لجنود إسرائيليين في موقع الضهيرة بالقذائف المدفعية، واستهداف موقع السمّاقة في تلال كفرشوبا بالأسلحة الصاروخية، واستهداف موقع بياض بليدا بقذائف المدفعية، فضلاً عن استهداف موقع المرج بالأسلحة الصاروخية، كما جاء في بيانات متتالية.
وكانت صفارات الإنذار قد دوَّت في عرب العرامشة، القريبة من القاعدة التي أعلن «الحزب» أنه استهدفها. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه «استهدف مطلِق النار من جنوب لبنان باتجاه عرب العرامشة».
في المقابل، أغارت طائرة مُسيّرة إسرائيلية على بلدة رب ثلاثين، كما تعرضت أطراف بلدة طيرحرفا في القطاع الغربي لقصف مدفعي إسرائيلي.
وشيَّع أهالي بلدة شمع في قضاء صور أربعة أشخاص من التابعية السورية هم أم وثلاثة من أطفالها، قُتلوا في غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم في البلدة، ليل الخميس.
وردَّ «الحزب» على القصف الإسرائيلي بإطلاق عشرات من صواريخ الكاتيوشا على مستوطنة متسوفا، كما أعلن «الحزب» أن مُقاتليه في وحدات الدفاع الجوي «أطلقوا، ليل الخميس، صواريخ مضادة للطائرات على طائرات العدو الحربية داخل الأجواء اللبنانية في منطقة الجنوب، مما أجبرها على التراجع والانسحاب إلى خلف الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلّة».
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد حلَّق، ليل الخميس، بكثافة فوق الجنوب، وخصوصاً فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، وأطلق البالونات الحرارية، وشنّ عدداً من الغارات الوهمية. كما قصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف عدد من البلدات في القطاع الأوسط، ولا سيما جبلي اللبونة والعلام في القطاع الغربي.
*************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
المنطقة مفخخة بصواعق تفجير وردود مجهولة الزمان والمكان .. بايدن لنتنياهو: لتسوية خلال أسبوعين
طبقة كثيفة من الغيوم السوداء تلفّ المنطقة من أدناها إلى أقصاها، التصعيد العدواني الاسرائيلي باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “ح” اسماعيل هنية، والقيادي الكبير في “الحزب” فؤاد شكر، فخّخ كلّ الجبهات من ايران الى العراق واليمن وصولا الى لبنان، حيث لا صوت يعلو على صوت الاحتمالات الحربيّة.
كما بات معلوما، فإنّ العدوان الاسرائيلي أدخل المواجهات إلى مدار آخر، وقابله توعّد متعدد الجنسيات بسلة ردود حربية مجهولة الزمان والمكان والحجم؛ إيران توعّدت بـ”عقوبة قاسية” ردا على اغتيال ضيفها وانتهاك سيادتها. السيّد نصرالله كان صريحاً وواضحاً في تأكيده أنّ الردّ على اغتيال “السيد محسن” سيحصل حتما. وكذلك فعلت المقاومة العراقيّة وزعيم الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي الذي توعّد بدوره، بردّ عسكري على ما وصفه “التصعيد الخطير” من قبل اسرائيل.
الجلي في هذا التوعّد بالرد على اسرائيل من قبل هذه الاطراف، بالشكل الذي أطلق فيه، تعتريه جدية واضحة. واسرائيل سبقته وواكبته وأعقبته برفعها حالة التأهّب والإستنفار إلى المستوى الأعلى، وبإعلانها أنها جاهزة للتعامل مع كلّ السيناريوهات. كلّ ذلك وضع المنطقة على كفّ تفجير واسع، مفخّخ بصواعق مضبوطة على مواقيت مجهولة وغير محددة. ما يدفع تلقائيا إلى السؤال: إلى أين تتجه المنطقة؟ وأيّ مصير ستؤول إليه؟ وهل ثمّة إمكانيّة بعد لإطفاء فتيل التفجير قبل اشتعاله؟
تداعيات وربما مفاجآت؟
المشهد مفتوح، تتجاذبه درجة عالية من الترقب القلق، لما قد تخبئه الأيام المقبلة من تطورات وتداعيات وربما مفاجآت غير محسوبة. وكلّ التقديرات والتحليلات والقراءات للتصعيد الاسرائيلي باغتيال قياديين كبيرين من “الحزب” و”حركة ح”، تجمع على أنّ هذا التصعيد خلط التوترات بعضها ببعض، وصعّب، إنْ لم يكن اطاح مفاوضات انهاء الحرب في قطاع غزة، وأطلق شرارة متعمّدة لإشعال كلّ الساحات، والانحدار بها الى حرب اقليمية أجمع العالم على التحذير من نتائجها وعواقبها الوخيمة.
استطلاع ديبلوماسي
لغة التهديدات والاستعدادات للحرب هي الطاغية في فضاء المنطقة، لم تبرز في موازاة ذلك اي محاولة ولو متواضعة لاحتواء الوضع، ما خلا محاولات استطلاع من قبل بعض الديبلوماسيين الغربيين حول جبهة جنوب لبنان، مقرونة برسائل دولية مباشرة تتوالى في اتجاه لبنان، قال مسؤول سياسي لـ”الجمهورية” أنها تشدّد على ضبط النفس وتجنيب لبنان حربا قاسية. وبعضها يسلّم بردّ “الحزب” على اغتيال شكر، ويتمنّى لو يكون هذا الرد مدروسا ومضبوطا في حدود القواعد التي لا تجرّ لبنان الى حرب قاسية مع إسرائيل”. لكنّ هذه القواعد كما يقول المسؤول عينه قد كسرت، وبتنا امام حقبة جديدة بعد العدوان الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية”.
قراءة متشائمة
على ان اللافت للانتباه في موازاة هذه الرسائل، هي القراءة المتشائمة التي نسبتها مصادر مطلعة عن كثب على حركة الاتصالات الديبلوماسية الى مسؤول دولي رفيع، فاجأ المسؤولين اللبنانيين بوضوحه وصراحته، ومفادها “ان المنطقة تتقدم بخطى سريعة نحو الحرب الواسعة. وما نراه من غليان يعكس نجاحا لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو خلق مناخات الحرب وجرّ، ليس فقط دول المنطقة الى الحرب، بل جرّ الولايات المتحدة الاميركية اليها، لهدف اساس هو توجيه ضربة قاصمة لإيران”.
المسؤول الغربي، وكما تنقل المصادر المطلعة، بدا في مقاربته لمشهد المنطقة راغبا في أن يرى لبنان خارج نطاق الحرب قبل وقوعها، ونقل عنه قوله ما مفاده: لا بد من وقف سريع لاطلاق النار على جبهة الجنوب، ومن مصلحة لبنان ان يسارع الى القيام بكل ما يتطلبه ذلك، ونعتقد أن الالتزام بالقرار 1701يشكل عامل التهدئة الأساس”.
واكد المسؤول الغربي، لمسؤولين لبنانيين كبار” بعد اغتيال اسرائيل لاسماعيل هنية، صار الوضع في غزة أكثر تعقيدا، ومفاوضات انهاء الحرب، باتت خلف الاحداث، وخرجت نهائيا، أقله في الوقت الحاضر، من روزنامة المواعيد وبلورة الحلول، والمنطقة بصورة عامة تسودها اجواء حرب، ونخشى ان التلويح بالردود قد يسرّع باشتعالها. ورغم هذه الاجواء، ما زلنا نعتقد أنّ في مقدور لبنان أن يحيّد نفسه عن دائرة الحرب، ويتجنّب عواقبها الوخيمة، ومن هنا نرى أنّ على لبنان الّا ينتظر انهاء الحرب في غزة، بل يبادر الى أن يحاكي مصلحته، عبر استعداده لاحداث ثغرة إيجابية يتمكّن من خلالها النفاذ إلى حل ديبلوماسي مع اسرائيل في منطقة الحدود. وهي خطوة نرى انها ملحة للبنان، كمقدمة لتفرّغه في حل مشكلاته الداخلية واعادة تنظيم حياته السياسية بانتخاب رئيس للجمهورية.
سنواجه العدوان
وابلغ أحد هؤلاء المسؤولين الى “الجمهورية” قوله: النقاشات مع الموفدين واضحة وصريحة. وما زال كلام معظمهم، حتى لا نقول جميعهم، يدور حول البدايات وما طرح من افكار قديمة للحلول، ويقارب التطورات خصوصا في لبنان والجنوب، باستسهال، وكأن شيئا لم يحصل في الايام الاخيرة. في الخلاصة هم يقولون ما لديهم، ونحن نقول ما لدينا بجملة قصيرة” ملتزمون بالقرار 1701، ولا نريد الحرب، ولكن إنْ اعتدت اسرائيل على لبنان سنواجهها بكل ما نملكه لرد عدوانها وحماية بلدنا”.
وردا على سؤال، قال: “الآن، كل المنطقة تغلي، ولا أعتقد أن للسياسة مطرحا في هذه الأجواء، ومن هنا يمكن التاكيد أنّ الوضع صار مختلفا عما كان عليه، سواء في غزة بعد اغتيال هنية. وسواء على جبهة لبنان بعد اغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر. والسيد نصرالله قال صراحة اننا انتقلنا الى مرحلة جديدة، واما شكل المرحلة الجديدة، فهذا رهن بالميدان الذي سيرسم معالمها، واما متى، فما علينا ننتظر كيف والى أين ستتدحرج الأمور”.
أسباب التفلت الاسرائيلي
الى ذلك، أعدّ مركز للدراسات السياسية، تقريرا اطلعت “الجمهورية” على مضمونه، يعرض ما سماها “اسباب التصعيد والتفلت الاسرائيلي” في هذه الفترة، خلص الى ما يلي:
– العدوان الاسرائيلي الذي تجلى في الاغتيالات الاخيرة، فرض وقائع جديدة في المنطقة خارجة عن السيطرة وغير قابلة للاحتواء.
– تصعيد العدوان والاغتيالات، تعبير واضح عن هروب حكومة نتنياهو المتطرفة من مأزقها الداخلي وفشلها في تحقيق اهدافها في الحرب على غزة، الى محاولة افتعال مأزق أكبر على مساحة المنطقة، يتدحرج نحو حرب واسعة، تتوخى من خلالها صياغة تحالف دولي معها، بقيادة الولايات المتحدة، يحقق لها هدفها الاستراتيجي بضرب ايران و”الحزب”.
– ان نتنياهو اختار لتصعيد عدوانه توقيتا خبيثا، ومناخا دوليا بلا قرار، فالولايات المتحدة في مرحلة انتقالية واولويتها الانتخابات الرئاسية، ودول اوروبا بلا قرار او قدرة على التحرك والضغط، وتعاني التصدع من داخلها وفق ما افرزته الانتخابات، سواء انتخابات البرلمان الاوروبي او انتخابات تلك الدول مثل فرنسا، التي افرزت شرخا خطيرا فيها. يضاف الى ذلك الارهاق المالي والاقتصادي الذي تعانية دول اوروبا مجتمعة جراء الحرب في اوكرانيا.
– الموقف الأميركي خاضع لقراءات متناقضة، واشنطن تقول انها ما زالت ترغب برؤية تسوية تفضي الى صفقة تبادل بين اسرائيل وحركة ح، وتؤدي الى وقف اطلاق النار وانهاء الحرب في غزة. الا ان هذا الموقف تتجاذبه ثلاثة اتجاهات:
الاتجاه الأول، يعتبر الموقف الاميركي متطرفا، ويرى أن واشنطن لا تغطي العدوان الاسرائيلي فحسب، بل شريكة فيه بدليل مسارعتها الى الاعلان بأنها ستدافع عن اسرائيل اذا ما تعرضت للهجوم من ايران.
الاتجاه الثاني معتدل، يتبنى تاكيد واشنطن بأنها لم تكن على علم بهذا العدوان ولم تشارك فيه. وان اولويتها هي انجاح مفاوضات الحل السياسي في غزة ولبنان.
الاتجاه الثالث، هو الأقرب الى الواقع، ويفيد بأنّ اسرائيل احرجت الوةلايات المتحدة الاميركية مرتين؛ الأولى عندما كسرت هيبة واشنطن باحباط المبادرة التي اطلقها الرئيس الاميركي جو بايدن لانهاء الحرب في غزة. والثانية بالتصعيد والاغتيالات الاخيرة. اللذين قد يجران إلى ما لا ترغب به الادارة الاميركية، أي إلى حرب واسعة من شأنها أن تتطور إلى حرب اقليمية. يضاف الى ذلك، أنّ واشنطن تمرّ حاليا في فترة انتقالية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، ومعلوم في مثل هذه الفترات يتركز الاهتمام الاميركي على الداخل والتحضيرات الانتخابية، وتُهمَل كلّ الملفات والقضايا الخارجية. والسؤال الذي يطرح هنا هل أن واشنطن، في ظل المرحلة الانتقالية التي تعيشها، وحماوة الحملات الانتخابية بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي في وارد ان تكون شريكا مباشرا او مغطيا لحرب واسعة؟ أو أن تنجر الى حرب ربما تكون مفتوحة، حتى ولو كان الدافع اليها أقرب حلفائها؟ اصحاب هذا الاتجاه يستبعدون ذلك.
بايدن يصرخ
وفي سياق متصل بالموقف الاميركي، اشار الاعلام الاميركي الى عزم واشنطن ارسال المزيد من المقاتلات الى المنطقة ردا على تهديدات ايران ووكلائها. وذكر أن الرئيس الاميركي جو بايدن ابلغ الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال بينهما بأن واشنطن ملتزمة بأمن اسرائيل ضد تهديد ايران و”الحزب” و”حركة ح”. الا انه في المقابل اعتبر ان اغتيال هنية لا يساعد في التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار. واكد على اهمية العمل على تهدئة التوترات في المنطقة ووقف التصعيد”.
على ان ما ينبغي لحظه في هذا السياق، ما ذكره موقع اكسيوس الاميركي بأن ادارة بايدن مقتنعة بأن ايران ستهاجم اسرائيل، وهذه الادارة قلقة ازاء صعوبة حشد تحالف من الدول نفسها التي ساعدت اسرائيل في صد هجومها السابق.
ونقل الموقع الاميركي عن مسؤولين أميركيين، قولهم: إنّ الرئيس بايدن طلب من نتنياهو، “خلال مكالمة صعبة التوقف عن تصعيد التوترات في المنطقة”. وأشار المسؤولون إلى أنّ “بايدن دعا نتنياهو الى التحرك فورا نحو اتفاق بشأن الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، موضحين “أننا نشعر أن نتنياهو أبقى بايدن في الظلام بشأن خططه لتنفيذ الاغتيالات”.
وقالوا إنّ “نتانياهو ترك انطباعا في واشنطن بأنه يستجيب لطلب بايدن بالتركيز على إبرام اتفاق”، كما كشفوا أنّ “بايدن ناقش مع نتنياهو الاستعدادات العسكرية المشتركة للرد على هجمات إيران والحزب”.
وذكر المسؤولون بحسب أكسيوس أنّ “بايدن أوضح خلال الاتصال أنه غير راض عن الاتجاه الذي اتخذه نتانياهو، وأبلغ نتنياهو أن واشنطن ستساعد إسرائيل في إحباط أي هجوم إيراني”.
ولفتوا إلى أنّ “بايدن أبلغ نتانياهو أنه لا يتوقع بعد ذلك المزيد من التصعيد من جانب إسرائيل”، مشيرين إلى أنّ “بايدن حذر نتنياهو من أنه إذا اختار التصعيد فلا يجب أن يعتمد على واشنطن لإنقاذه”، و”رفع صوته وأخبر نتنياهو أنه يريد التوصل إلى اتفاق في غضون أسبوع إلى أسبوعين”.
إلى ذلك، كشف موقع واللا نقلا عن مكتب نتنياهو، أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي أكد لبايدن أنه يعمل فقط وفق المتطلبات الأمنية لإسرائيل”.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الاميركية : “إن مسؤولين أميركيين اعترفوا سراً بأنّ إسرائيل هي من اغتالت هنية، الأربعاء”، مضيفةً أن “كبار مسؤولي البنتاغون والجيش ذهلوا من الاغتيال في طهران، في خطوة تجعل من الصعب على إيران ألا ترد).
سفراء الدول الخمس
المستجدات الاخيرة وما يراتفقها من مخاوف تصعيدية في ساحات المنطقة، كانت محور بحث بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، وممثلي الدول الاعضاء غير الدائمة الموجودين في لبنان في حضور وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، وتم خلال الاجتماع تأكيد الثوابت اللبنانية في ما يتعلق بالوضع في المنطقة، واهمها تأكيد اولوية تطبيق قرارات الامم المتحدة ولا سيما القرار1701.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن السفراء ابدوا حرصهم على استقرار لبنان، وتأكيدهم على اولوية حل النزاع بالوسائل السياسية، وضرورة تجنب لبنان اي وقائع خطيرة.
وكان ميقاتي قد زار اليرزة والتقى قائد الجيش العماد جوزف عون. وبعد ذلك جرى لقاء موسع مع الضباط في قاعة العماد نجيم، حيث رحب العماد عون بالرئيس ميقاتي مؤكدا “ان المؤسسة العسكرية هي العمود الفقري للبنان والضامن للسلم الأهلي والاستقرار، والأكيد أنها ستبقى صامدة”.
والقى ميقاتي كلمة توجه فيها الى الضباط قائلا: اؤكدَ لكم، ومن خلالكُم لجميعِ اللبنانيين، انَّ الرهانَ عليكم، ضباطاً ورتباءَ وافراداً، يبقى الضمانةَ الاكيدةَ لوحدةِ لبنان، ارضاً وشعباً ومؤسسات، ما يجعلُ الالتفافَ حولَ مؤسستِكم واجباً وطنياً جامعاً تسقطُ امامَهُ كلُّ الرهاناتِ والمصالح، سياسيةً كانت أم شخصيّة، لانَّ الشهاداتِ التي قدمتموها على مذبحِ الوطن، لم تكن يوماً الا في سبيلِ رفعتِهِ وسيادتِهِ وسلامتِه”.
وقال: إننا، في مواجهةِ التصعيدِ الإسرائيليّ الممنهجِ والخطير والذي شهدنا فصولاً داميةً منهُ خلالَ الساعاتِ القليلةِ الماضية، لا يسعُنا سوى التأكيدُ على حقّنا في الدفاعِ عن ارضِنا وسيادتِنا وكرامتِنا بكلِّ الوسائلِ المتاحة، ولا تردُّدَ في هذا الخيار مهما غلتِ التضحيات، علماً أننا أَبلَغنا الدولَ الشقيقةَ والصديقةَ انّنا دعاة سلام ولسنا دعاة حرب، لأننا نسعى الى استقرارٍ دائم ٍمن خلال استرجاع الأجزاءَ المحتلةَ مِن جنوبِنا الغالي، والتزامِ العدوِّ الإسرائيليّ تطبيقَ قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701 بكلِّ بنودِه، ولن تنفعَ كلُّ الاعتداءاتِ الإسرائيلية عن ثَنيِنا عن ذلك.
استنفار وترقب للردود
في الداخل الاسرائيلي، استنفار عام وترقب للردود على الاغتيالات. فيما كشف استطلاع لصحيفة معاريف الاسرائيلية بأن 69% من الاسرائيليين يؤيدون الاغتيالات قال رئيس الاركان الاسرائيلي هرتسي هاليفي اننا مستعدون للذهاب الى حد قتل من يعتدي على مواطنينا” واضاف: هاجمنا في بيروت ونحن نهاجم في غزة، وبعد ذلك سنهاجم بقوة كبيرة. هذه الرسالة رسالة مهمة جدا”.
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية “أن أعضاء من لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست حذروا في رسالة إلى نتنياهو من التوغل البري في لبنان وفقاً للخطة الحالية للجيش الإسرائيلي. وأشارت إلى أن الرسالة أيدت التوغل البري في لبنان من حيث المبدأ لكن الخطة التي عرضت ستؤدي إلى البلبلة وليس إلى الحسم. وفي حانب آخر، كشفت هيئة البث ايضا أن “إسرائيل تستعدّ لردّ إيراني قد يشمل إطلاق صواريخ باليستيّة وصواريخ “كروز” ومسيّرات”، موضحةً أنّ “إسرائيل تستعدّ لردّ منسّق بين إيران والأحزاب والجماعات في اليمن ولبنان وسوريا والعراق”.
وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست” إن “عمليات الإغتيال جعلت سيناريو الصراع المباشر بين إسرائيل وإيران أقرب من أي وقت مضى. ورجّحت مصادر إسرائيلية لموقع قناة “مكان” أن تقوم إيران بإطلاق صواريخ باليستية ومسيّرات مفخخة على قواعد “للجيش” الإسرائيلي. وتوقعت أن يكون الرد الإيراني خلال أيام قليلة، وربما نهاية الأسبوع الجاري.
تقييم خطاب نصرالله
الى ذلك، ركز الاعلام الاسرائيلي على خطاب الامين العام لـ”الحزب” الأخير، معتبرا أنه “كان هجومياً جداً”، مشيرا الى أنّ أهم ما جاء في الخطاب هو “حديثه عن دخول الحزب مرحلة جديدة من القتال”، ويبقي إسرائيل في حالة توتر، من خلال تهديده الدراماتيكي بأنّ عليها أن تنتظر الرد الآتي بالتأكيد.ولافتا الى ان إشارته إلى قتل مدنيين بينهم أطفال في الضاحية يمنح شرعية للرد الذي قد يحصل. ويمكن الاستخلاص من كلامه تثبيت معادلة “المدنيين مقابل المدنيين”.
وفي تقرير لمحلل الشؤون العسكرية في “القناة 13” الإسرائيلية، ألون بن دافيد، قال: سمعنا نصر الله يهدد بالرد بشكل قاسٍ، ونحن نأخذ كلامه بجدية، لأنّنا نرى الحزب يقوم بتحضيرات للحرب.
أضاف: “التقدير هو أنّ إسرائيل ستتلقى رداً ذا دلالة من الحزب، والجيش الإسرائيلي يعدّ رده، مع قرار إسرائيلي بأنّ كل مس ذا دلالة بالداخل الإسرائيلي، العسكري أو المدني، فسيكون عليه رد إسرائيلي، أي أنّ احتمال توسع الحرب مرتفع”.
وتوقّع معلق الشؤون العربية في “القناة 13” أن يرد “الحزب” بشكل استثنائي، وأكبر ممّا اعتدنا عليه بالتصعيد في الشمال”.
الوضع الميداني
عاشت منطقة الجنوب يوما من المواجهات العنيفة على طول خط الحدود الدولية، تكثفت خلاله الاعتداءات الاسرائيلية بغارات جوية وقصف مدفعي على العديد من المناطق والبلدات الجنوبية، فيما كثف “الحزب” عملياته بشكل ملحوظ قياسا مع الايام الاخيرة، حيث استهدف سلسلة من المواقع الاسرائيلية، وركز على التنجهيزات التجسسية في موقع الراهب، وموقع المرج وموقع بياض بليدا وموقع السماقة وانتشارا لجنود العدو في موقع الضهيرة.
***********************
افتتاحية صحيفة اللواء
وقف النار يلجم تفلُّت صواريخ الحرب الشاملة.. ولا يُلغي الردّ
ميقاتي: تطويب الدويهي مناسبة وطنية.. والمعارضة تُعدُّ عريضة لبرِّي من 65 نائباً
يتخطى الترقب ذو الصلة بطبيعة الردّ الذي سيقدم عليه «المحور» بزعامة ايران بوجه اسرائيل رداً على جريمتي اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «ح» الشهيد اسماعيل هنية، والقيادي الجهادي الكبير في الحزب الشهيد فؤاد شكر، مسألة الوقت، والتحضيرات والاستنفارات وما شاكل، إما ما هو أبعد، ويتصل «بالفصل الأخير» أو ما قبل الأخير من الحرب الدائرة منذ 7 ت1 (2023) بين اسرائيل والمقاومة الفلسطينية، لا سيما حركة «ح» والجهات المساندة من لبنان الى اليمن، مروراً بالعراق.. فضلا عن الجهات المفتوحة في الضفة والقدس والأراضي الفلسطينية.
ولم تعد القضية تتصل فقط بأطراف الحرب الدائرة، او المتوقع اتساعها، بل انخرطت فيه الدول الكبرى، لا سيما الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، في ظل ابتعاد فرنسي عن المشهد، على خلفية الانشغال بالاولمبياد العالمي.
وفوجئت الاوساط اللبنانية، التي وضعت في أجواء شمول جولة الوفد الوزاري البريطاني (وزير الدفاع ووزير الخارجية) بعض بلدان المنطقة، ومنها اسرائيل، بطلب وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت من الجانب البريطاني تشكيل حلف دفاعي لحماية اسرائيل.
واعتبرت هذه الاوساط ان مسألة وقف اطلاق النار في غزة ما تزال على الطاولة، على الرغم من ظروف الحرب المستجدة، والتحضيرات لمواجهة، قد لا تقتصر على الرد على جريمتي الاحتلال في الضاحية وطهران، بما في ذلك قصف المدنيين.
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن الترقب لا يزال سيد الموقف في لبنان بعد التطورات الأخيرة ولاسيما انفجار حارة حريك، فيما تركزت زيارة عدد من الموفدين على سحب فتيل التفجير ، مشيرة إلى أن الاتصالات الديبلوماسية متواصلة وأن ما قاله السيد نصرالله يستدعي التوقف عنده لجهة القول أن خط الحزب تصاعدي ومواصلة إسناد جبهة غزة وقيام رد الحزب.
إلى ذلك، رأت أن ملف الرئاسة في ظل هذه الأجواء علق من جديد وهذه الفترة قد تكون فترة التعليق طويلة.
وسط ذلك، تعيش دولة الاحتلال حالة من التوتر، على وقع الانتظار الثقيل، سواء لجهة طبيعة الردّ، مكاناً وزماناً، فاتخذت الاجراءات في الجو والبر والبحر من جانب اسرائيل، بالتنسيق مع الولايات المتحدة الاميركية.
ونقلت هيئة البث الاسرائيلية عن اعضاء في الكنيست قولهم ان «خطة الجيش الحالية للتوغل البري الى لبنان مغلوطة».
وقال نواب في الكنيست في رسالة موجّهة إلى نتنياهو: «نؤيّد التوغّل البري في لبنان من حيث المبدأ، لكنّ الخطة التي عُرِضت علينا ستؤدي إلى البلبلة وليس إلى الحسم».
واعتبر أعضاء من الكنيست أنّ «هذه الخطة قد تقود إسرائيل إلى فشل مأسوي له عواقب غير مسبوقة»، باعتبار أنّها «لم تُراعِ الأخطاء التي ارتكبت في العملية البرية في قطاع غزة».
وأشار الإعلام الإسرائيلي الى ان نتنياهو تلقى رسالة من نواب في الكنيست تؤيد التوغل برا في لبنان.
ميقاتي من قيادة الجيش: تثبيت الموقف اللبناني
والموقف الرسمي، عبَّر عنه الرئيس نجيب ميقاتي من مقر قيادة الجيش في اليرزة، اذ اعلن لمناسبة الاول من آب عيد الجيش: «لا يسع اللبناني في مواجهة التصعيد الإسرائيلي الممنهج والخطير والذي شهدنا فصولا دامية منه خلال الساعات القليلة الماضية، لا يسعنا سوى التأكيد على حقنا في الدفاع عن ارضنا وسيادتنا وكرامتنا بكل الوسائل المتاحة»، مؤكدا: «ولا تردد في هذا الخيار مهما غلت التضحيات».
وقال: «في الوقتِ الذي نلتقي فيهِ اليوم، لا يزالُ أهلُنا في الجنوبِ والبقاع وبالامس في الضاحيةِ الجنوبية لبيروت، يواجهونَ اعتداءاتٍ إسرائيليةٍ أوقعتْ مئاتِ الشهداءِ والجرحى مواطنينَ وعسكريينَ ومقاومين، وهجّرتْ عائلاتٍ خسرت منازلَها وأُحرقَت ممتلكاتُها، ولا شيءَ يدلُّ على انَّ الغطرسةَ الإسرائيلية ستقفُ عند حدّ».
واكد ميقاتي: «صحيحٌ أن الحكومةَ التي أَرأسُها عملَتْ ولا تزالُ تعمل استنادا الى الصلاحياتِ التي مَنحًها إياها الدستور، لايجادِ حلولٍ آنيةٍ للمشاكلِ المطروحة، بالتعاونِ مع مجلسِ النواب، رئيساً وأعضاء، الا انَّ الحاجةَ ملحّة الى إصلاحات ٍجذريّة والى حلولٍ مستدامة لا يمكنُ ان تتوافرَ الا مع رئيسٍ للدولة يسهرُ على حمايةِ النظامِ الذي ارتضاهُ اللبنانيونَ والقائمِ على مبدأ الفصلِ بين السلطاتِ وتوازنِها وتعاونِها، والمرتكز الى ثوابت حدَّدَتها وثيقةُ الوفاقِ الوطنيِّ اللبنانيّ التي أُقرّتْ في اتفاقِ الطائف».
يشار الى ان قائد الجيش العماد جوزاف عون رحب بالرئيس ميقاتي شاكراً ثقته ودعمه للمؤسسة.
اجتماع مع السفراء
وكان الرئيس ميقاتي عقاد اجتماعا في حضور وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، اجتماعا في السراي مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وهم سفراء كل من الولايات المتحدة الاميركية، فرنسا، بريطانيا الصين وروسيا، وممثلي الدول الاعضاء غير الدائمين الموجودين في لبنان، وهم سفراء الجزائر، اليابان، سويسرا وكوريا الجنوبية.
وفي خلال الاجتماع تم تأكيد الثوابت اللبنانية في مايتعلق بالوضع في المنطقة، واهمها تأكيد اولوية تطبيق قرارات الامم المتحدة ولا سيما القرار1701.
عريضة نيابية
سياسياً، تحدثت مصادر نيابية عن اتجاه لدى نواب المعارضة لتوقيع عريضة نيابية من 65 نائباً، تتمنى على الرئيس نبيه بري الدعوة الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، على ان يطلب عدم خروج النواب من القاعة بعد الدورة الاولى.
تطويب الدويهي
في جانب آخر، من المشهد اللبناني، كان في بكركي حيث جرى تطويب البطريرك اسطفان الدويهي طوباوياً (وهو مولود في اهدن).
واعلن ممثل البابا فرنسيس، رئيس مجمع دعوى القديسين الكاردينال ماتشيللو سيمبرارو تطويب البطريرك الدويهي وسط قرع اجراس الصرح البطريرك.
وقال: يطلق على البطريرك الدويهي البطريرك الماروني والراعي الصالح الذي قاد شعبه كاتباً تاريخ المضطهدن ومن الآن وصاعداً «لقب طوباوي».
واعلن ممثل البابا في حفل التطويب الذي اقيم مساء امس في بكركي عن تطويب البطريرك اسطفان الدويهي.
وشارك في حفل التطويب الرئيس ميقاتي وشخصيات نيابية وسياسية ووزارية وممثلين للقطاعات على اختلافها.
وقال ميقاتي: «المجد يكون بجمع اللبنانيين»، واصفا «المناسبة بأنها وطني»، معربا عن تمنيه من الله ان يحمي هذا الوطن.
وعقد الرئيس ميقاتي خلوة مع البطريرك الراعي قبل بدء الحفل.
على هامش المناسبة، التقى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مع المرشح الرئاسي سليمان فرنجية رئيس تيار «المردة».
وردا على سؤال قال فرنجية: اتنحى عن ترشيحي للرئاسة، اذا كان في حدا مرشح يعبي الكرسي.
المديرية العامة للطيران المدني
ومساء، نفت المديرية العامة للطيران المدني في مطار رفيق الحريري الدولي ما يتم تداوله من الغاء شركات طيران لرحلاتها الى المطار، بسبب الاوضاع الامنية.
الوضع الميداني لليوم 300
ميدانياً، أعلن “الحزب” في سلسلة بيانات، أن مجاهدي المقاومة الاسلامية قصفوا موقع الضهيرة الإسرائيلي بالمدفعية وحققوا إصابة مباشرة. واستهدفوا أيضاً موقع السمّاقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة. كما استهدفوا موقع المرج بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة.
كما شنت اسرائيل غارة على بلدة القصر- قضاء الهرمل، على الحدود اللبنانية – السورية. وقصفت المدفعية المعادية خلة وردة، كما اغارت مسيرة على اطراف رامية لجهة بيت ليف.
*********************
افتتاحية صحيفة الديار
اميركا ترسل قوات عسكرية بحرية وجوية اضافية للدفاع عن «اسرائيل»
محور المقاومة سيضرب من كل الجبهات… و«الاسرائيليون» مذعورون ينامون بالملاجئ منذ يومين – نور نعمة
اتضحت الصورة الكبرى لما يحاك للشرق الاوسط. الولايات المتحدة الاميركية تقود الحرب على كل فصائل المقاومة المناهضة لمصالحها، وبطبيعة الحال مصالح «اسرائيل». فأعطت الضوء الاخضر لرئيس وزراء «اسرائيل» بنيامين نتنياهو بتنفيذ اغتيالات تأخذ المنطقة الى تصعيد كبير، سواء بشن عدوان على ضاحية العاصمة بيروت واغتيال القيادي الكبير فؤاد شكر الى جانب اغتيال القيادي اسماعيل هنية في حركة ح في قلب طهران. وخلاصة القول ان اميركا هي الشريكة الكاملة لحرب الابادة في غزة وفي العدوان على لبنان، وهي التي تريد الحرب الشاملة في المنطقة، وهي التي تصب الزيت على النار ربما لاعادة رسم خرائط المنطقة لتطبيق اتفاق شبيه بسايكس – بيكو، ولكن هذه المرة بصنع اميركي. وكشفت مصادر مطلعة للديار ان نتنياهو خلال زيارته لواشنطن، التقى الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب الذي اوعز اليه بان ينفذ نتنياهو كل التصفيات التي يريدها وكل الاهداف الذي يسعى لتحقيقها قبل وصول ترامب الى سدة الرئاسة، نظرا لوجود احتمال كبير بفوز الاخير بالانتخابات الرئاسية الاميركية.
والحال ان «اسرائيل» ادخلت المنطقة بعد سلسلسة الاغتيالات التي نفذتها في مرحلة جديدة من الصراع، لان التوقيت الحالي يناسب الكيان الصهويني بالذهاب الى حرب شاملة. وارادت «اسرائيل» عبر العدوان على الضاحية وعلى طهران ان تقول انها مستمرة في المواجهة العسكرية بوجه اخصامها، ولا تراجع عن تحقيق اهدافها المعروفة.
ودعما لـ «اسرائيل»، اكدت ادارة بايدن ارسالها قوات عسكرية جوية وبحرية لحماية وضمان امن حليفتها، واعلنت واشنطن عن عزمها بمساعدة الانظمة الدفاعية الجوية ضد هجمات صواريخ باليستية ومسيرات انقضاضية.
حالة ذعر وتوتر تسود «اسرائيل»
في المقابل، هذه الاغتيلات التي اعطى نتنياهو الامر بتنفيذها، سواء في العاصمة بيروت ام في طهران، ادت الى خلق مناخ كبير من التوتر لدى «الاسرائيليين» من مسؤولين ومن مواطنين. اليوم، تعيش «اسرائيل» اسوأ كوابيسها، فحالة الذعر هي الحالة السائدة لدى الجيش وفي الوزارات وفي المستوطنات. وخير دليل على ذلك، ان الجيش «الاسرائيلي» حظر خروج الجنود من القواعد العسكرية تحسبا للرد الايراني او لرد الحزب. اضافة الى ذلك، افادت صحيفة «معاريف» العبرية ان «اسرائيل» ستواجه هجوما غير مسبوق من لبنان واليمن والعراق من كل الاتجاهات، فضلا عن ان وسائل اعلام غربية و «اسرائيلية» كشفت ان اكثر من 25 الف اسرائيلي عالقون في الخارج بعد ان الغت شركات الطيران رحلاتها الى «اسرائيل». ومن جهتها، اشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية الى الغاء 18 رحلة الى «مطار بن غوريون» في «تل ابيب»، لافتة الى ان شركات لوفتهانزا الالمانية وشركات طيران سويسرية ونمسوية وهندية ودلتا ويونايتد الاميركيتين الغت جميع رحلاتها الى «تل ابيب».
اما عن وضع المستوطنات، فقد اعرب المستوطنون انهم يعيشون في حالة توتر بعد خطاب السيد نصر الله امين عام الحزب الاخير الذي يشير الى اننا سنعيش مجددا ما عشناه خلال 10 اشهر الماضية، بما ان الحزب سيعاود تنفيذ عملياته العسكرية في الشمال.
وعن كلام السيد نصرالله بان الاسرائيليين سيبكون كثيرا، فهذا الامر يقترب من ان يترجم واقعا على الارض، فالبكاء سيحصل في كل بقعة سيضربها الحزب في الاراضي المحتلة. وخلاصة القول ان البكاء سيكون في الملاجئ رغم دوي صفارات الانذار وفي القواعد العسكرية الاسرائيلية وفي كل مكان. وما سيحصل للاسرائيليين هو نتيجة ما اقدم عليه رئيس وزرائهم بنيامين نتنياهو بخرق كل الخطوط الحمراء وتجاوز قواعد الاشتباك.
وحالة الخوف والذعر لم تنحصر في «اسرائيل» فقط، بل امتدت الى اليونان التي اعلنت حالة التأهب القصوى بعد حصولها على معلومات تفيد بان اراضيها ستتعرض لهجوم، نظرا لوجود مقرات ومصالح اسرائيلية في اليونان.
ايران ستنتقم لشرفها والحزب سيرد بعمل امني عسكري
من جهة اخرى، الرد الايراني الانتقامي على «اسرائيل» سيكون موجعا، لان الجمهورية الايرانية الاسلامية ستوجه ضربة قاسية للكيان العبري، بعد ان اراد الاخير اذلال طهران وابراز عجزها عن حماية ضيوفها على اراضيها. والرد الايراني ليس بالضرورة ان يكون ضمن نطاق جغرافي محدد كما يعتقد الاسرائيليون، فكل الاحتمالات ممكنة، سواء عبر وحدة الجبهات ام من خلال ضربة ايرانية مباشرة في صميم «اسرائيل» او عبر استهداف مواقع ومراكز «اسرائيلية خارج «اسرائيل» . والامر ذاته ينطبق على الحزب الذي اكد ان الرد حتمي غير قابل للنقاش، وسيكون مؤلما لـ «اسرائيل» بالالم نفسه الذي تسببته للمقاومة باغتيالها شكر، ولكن دون وضع اطار جغرافي معين للانتقام لدماء شهداء الحزب وللعدوان الاسرائيلي للضاحية. وتعقيبا على كلام السيد، رأت اوساط سياسية للديار ان الحزب مصمم على قتل احد الرموز الاسرائيلية في سياق الثأر لشكر. اضف الى ذلك بعث السيد نصرالله برسالة واضحة في كلمته الاخيرة للعدو الاسرائيلي بان الاخير استهدف ضاحية بيروت ومبنى مكتظ بالمدنيين وليس مقرا عسكريا، ما اسفر عن سقوط شهداء مدنيين وجرح 70 اخرين، وبالتالي فان المقاومة لم تعد معنية اذا اصابت صواريخها او مسيراتها مناطق محتلة مأهولة بالسكان، لان الحرب باتت مفتوحة على مصراعيها ولم يعد هناك خطوط حمراء ولا سقوف محددة للقتال. وخلاصة القول ان العدو الاسرائيلي هو من استهدف مدنيين في لبنان، وعليه لا يمكنه من الان وصاعدا ادانة سقوط مدنيين في صفوفه بما ان «الاسرائيلي» هو من بادر الى اعتماد هذه المعادلة.
في الوقت ذاته، تشير اوساط سياسية مطلعة الى ان الحزب من المرجح ان يرد عبر عمل امني عسكري، وهذا العمل لا يدفع «اسرائيل» الى الذهاب الى حرب واسعة، لان الحزب لا يريد تقديم هدية «على طبق من فضة» لنتنياهو فيستغل هذا الامر لتعزيز موقعه في دولته ولتحقيق اهداف خبيثة ضد لبنان. وفي اغلب الاحوال، المقاومة تقدم التضحيات الكبيرة من اجل حماية لبنان من مشاريع وخطط الكيان الصهيوني الذي يريد انتهاز اي فرصة لتدمير الوطن وعليه، تشدد هذه الاوساط الديبلوماسية ان حزب الله سيبقى دائما بالمرصاد بوجه «اسرائيل» وسيرد علهيا بذكاء وحنكة فتقع في الفخ التي تريد نصبه للبنان.
واشنطن تجري اتصالات بالغة الحساسية مع الايرانيين
في غضون ذلك، افادت مصادر ديبلوماسية للديار ان الاميركيين يتواصلون مع الايرانيين عبر الوسطاء العمانيين والقطريين، ويقولون ان هناك محاولة للضغط على نتنياهو لوقف الحرب في غزة. وهذا تلقائيا سيؤثر في لبنان والمنطقة بهدف لجم اي عملية ثأرية ضد «اسرائيل» قد تؤدي الى عواقب خطرة على الجانبين. ولكن هذه المصادر الديبلوماسية اشارت الى ان الكلام الاميركي لم يلق تجاوبا ايرانيا، بخاصة ان طهران تدرك ان واشنطن اعطت الضوء الاخضر لنتنياهو باغتيال القيادي اسماعيل هنية في طهران.
وباختصار، يقول مصدر عسكري للديار ان الجميع يعلم كيف تبدأ الحرب، ولكن لا احد يمكنه توقع او استشراف كيف ستنتهي الحرب. وعليه، باتت كل السيناريوهات مطروحة بين الحزب وبين العدو الاسرائيلي وخلفه واشنطن اللذين فتحا ابواب الجحيم على المنطقة برمتها.
الحزب: اميركا شريكة كاملة في الحرب على غزة ولبنان وتترك نتنياهو يفعل ما يريد
من جهته، رأى مسؤول في الحزب للديار انه لا توجد محاولة اميركية جدية لكبح جماح نتنياهو في التهدئة وعدم التصعيد، في وقت يلعب الاميركيون دور الوسيط ولكن دون ممارسة اي ضغط على حليفتهم «اسرائيل». وتابع ان «الاسرائيلي» لديه هدف واضح وهو الغاء غزة بدليل الابادة الجماعية التي تحصل واخراج حركة ح من القطاع. وهنا يمكن ان يكون هناك تباين بين الحكومة «الاسرائيلية» والسلطات الاميركية حول حل الدولتين الذي تدعمه واشنطن وترفضه «تل ابيب». اما عمليا، فان الولايات المتحدة الاميركية لا تقدم على خطوة فعلية وملموسة تعطي مؤشرات بانها فعلا تسعى لتحقيق الدولتين، في وقت يستمر نتنياهو، بعد الحصول على تغطية اميركية، بفعل ما يريده من اغتيالات وجرائم حرب وخرق للقانون الدولي وتجويع اهالي غزة وشن عدوان على بيروت وطهران. وهنا رأى المسؤول في الحزب ان كل هذه الامور المذكورة تدل على شيء واحد، وهو ان واشنطن تعطي نتنياهو الضوء الاخضر لتنفيذ اجندته في غزة اينما كان وتتركه ياخذ المنطقة الى الحرب الشاملة.
في المقابل، اكد المسؤول في المقاومة ان ردها الثأري لاغتيال القيادي فؤاد شكر في ضاحية بيروت حتمي، وكذلك الرد الايراني والحوثي ضد المصالح «الاسرائيلية» حيث ستكون الاضرار والخسائر باهظة الثمن.
وشدد ان مفتاح التهدئة في الشرق الاوساط هو وقف اطلاق النار في غزة، عندئذ سيكون هناك كلام اخر، ولكن حتى هذه اللحظة لا نلمس الا نفاقا اميركيا ووحشية اسرائيلية ضد اهل غزة الذين يعيشون حربا قاربت 10 اشهر.
**************************
افتتاحية صحيفة الشرق
قوات الاحتلال ترتكب مجازر وتستهدف منازل وتقتل ساكنيها وتواصل الهجمات البرية
اقترفت قوات الاحتلال عدة مجازر دامية جديدة في قطاع غزة، جراء الهجمات المتواصلة في اليوم الـ 302 للحرب، أدت إلى سقوط عشرات الضحايا بينهم أطفال، في الوقت الذي واصلت فيه تلك القوات عملياتها البرية ضد المناطق الجنوبية لمدينة غزة، وفي مدينة رفح.
وفي مدينة غزة ارتكبت قوات الاحتلال عدة مجازر خلفت عددا من الشهداء والمصابين، في الوقت الذي واصلت فيه الهجوم البري على جنوب المدينة.
وضمن عملية التوغل البري لجنوب مدينة غزة، قامت قوات الاحتلال بشن العديد من الهجمات على تلك المنطقة، حيث هاجمت أطراف تل الهوا والصبرة، واستهدفت بعدة غارات جوية منطقة شارع رقم 8 جنوب المدينة.
وهاجمت أيضا المدفعية الإسرائيلية الحدود الشرقية لحي الزيتون، كما سقطت قذائف أخرى على حي تل الهوا وحي الشيخ عجلين، الذي تعرض أيضا لإطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية المتوغلة.
وشنت أيضا طائرات الاحتلال غارة جوية إسرائيلية استهدفت المنطقة الجنوبية لحي الصبرة جنوبي مدينة غزة.كذلك قامت الزوارق الحربية بإطلاق النار باتجاه ساحل مدينة غزة.
وأسفرت غارة إسرائيلية عن اندلاع النيران في أرض زراعية تقع في محيط دوار أبو عيدة بمدينة غزة.
وفي شمال القطاع استمر أيضا الهجوم المدفعي على العديد من المناطق الحدودية الشرقية والشمالية، وسقطت قذائف أطلقها جيش الاحتلال على بلدات جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا.
وشن الطيران الحربي الإسرائيلي عدة غارات جوية استهدفت المناطق الشرقية لمخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وكان استهداف إسرائيلي لمنزل لعائلة العطار في بيت لاهيا، أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، بعد انهيار المبنى على رؤوس ساكنيه.
وفي الموازاة، استمرت الهجمات العنيفة التي تشنها قوات الاحتلال على مناطق وسط قطاع غزة، والتي تعرضت لعمليات قصف جوي ومدفعي عنيف خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وكالعادة تعرضت المناطق الشمالية لمخيم النصيرات لقصف مدفعي، بالتزامن مع عمليات إطلاق نار كثيف على المناطق الغربية الشمالية من المخيم.
وسقطت قذائف مدفعية على أطراف منطقة المفتي وشركة الكهرباء، كما تصاعدت أعمدة الدخان من العديد من مناطق بلدة المغراقة. كما تعرضت الحدود الشرقية والشمالية لمخيم البريج لعمليات قصف مماثلة، ولعمليات إطلاق نار من الطيران المروحي، في الوقت الذي لا يزال سكان تلك المناطق الحدودية ينزحون قسرا خارج منازلهم، بناء على أوامر تهديد إسرائيلية.
كذلك هاجمت قوات الاحتلال العديد من مناطق وأحياء مدينة خان يونس، واستشهد أربعة مواطنين فيما تعرض آخرون للإصابة بينهم أطفال ونساء، في غارة شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على شقة سكنية لعائلة بربخ في منطقة دوار أبو حميد وسط المدينة.
كما قامت قوات الاحتلال باستهداف البلدات الشرقية للمدينة بقذائف مدفعية، وسقطت الكثير منها في مناطق قريبة من سكن المواطنين الذين عادوا إلى أماكن سكنهم قبل أيام فقط، بعد نزوحهم قسرا خلال عملية عسكرية برية نفذها جيش الاحتلال هناك.
وفي مدينة رفح استمر التوغل البري على وقع هجمات عنيفة شنتها قوات الاحتلال على العديد من أحياء المدينة المدمرة.كما استهدفت قوات الاحتلال مخيمي الشابورة ويبنا في المدينة، وقامت كذلك بشن هجمات عنيفة على حيي السعودي وتل السلطان، وسط تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي والحربي هناك.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :