افتتاحية صخيفة الأخبار:
المقاومة للعالم: لا كلام خارج الميدان
حتى الثانية من فجر اليوم، لم يكن حزب الله قد أصدر أيّ بيان حول العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية، مساء أمس. ولم يعلّق على إعلان العدوّ تنفيذه عملية اغتيال القائد الجهادي الكبير في الحزب فؤاد شكر (السيد محسن). وصمت حزب الله لا يجب إعطاؤه أيّ تفسيرات سياسية أو أمنية، ذلك أنه حتى هذه اللحظة (الثانية صباحاً)، لم يكن الفريق المعني في الحزب قد حصل على دليل يجزم باستشهاد شكر، وهو دليل يحتاج إليه الحزب لأسباب عديدة تخصّه، وهو أسلوب سبق أن اعتمده في حالات مشابهة. وتكفي الإشارة الى أن الحزب لم يعلن عن استشهاد القائدَين عماد مغنية ومصطفى بدر الدين حتى تيقّن بالدليل العلمي من حصول الاستشهاد. وبالتالي، فإن موقف الحزب أو بيانه لن يصدرا قبل ذلك.وبانتظار الموقف الرسمي لحزب الله، انشغل العالم كله طوال ليل أمس بتقصّي الحقائق حول ما جرى، علماً أن مؤسسات إعلامية عربية ودولية تبنّت الرواية الإسرائيلية حول الهدف والنتيجة، كما صدرت مجموعة مواقف غربية، أبرزها عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، كشفت تورط الولايات المتحدة في العدوان الذي استهدف مبنى سكنياً في منطقة حارة حريك المكتظّة بالسكان، وأدى الى سقوط ثلاثة شهداء (امرأة وطفلان) وأكثر من ستين جريحاً من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، إضافة الى تدمير المبنى المستهدف وتضرر المباني المجاورة.
وبينما تباهى العدوّ بفعلته، وحاول تصوير عدوانه على أنه ردّ على حادثة مجدل شمس، إلا أن البيانات التي صدرت عن القيادات العسكرية والسياسية، وما نقلته وسائل إعلام العدوّ، ركّزت على دور شكر في إدارة العمليات من الجبهة اللبنانية التي فتحت بعد «طوفان الأقصى». وهو ما يعيد الأمور الى نصابها الحقيقي لجهة أن هدف العدو الفعلي كان ويبقى متمثّلاً بالسعي الى النيل من قادة المقاومة الذين يقودون عمليات الإسناد لقطاع غزة، وأن حادثة مجدل شمس ليست إلا ذريعة لتبرير العدوان على منطقة الضاحية.
وكانت لافتةً مسارعة الجانب الأميركي الى إعلان وقوفه الى جانب إسرائيل، مبرراً العملية، ومعلناً الاستعداد للدفاع عنها في مواجهة أي هجوم من قبل حزب الله، في مواقف تعكس الكذب الأميركي الفاضح، الذي يفرض على المسؤولين الرسميين في لبنان، وعلى كل من يدّعي دور الوسيط، التعلم من الدرس، بأن الوعود الأميركية التي نُقلت بأن العدوّ لن يضرب أهدافاً في بيروت أو الضاحية الجنوبية، لم تكن سوى عملية تضليل لخدمة أهداف العدوّ، علماً أن قيادة المقاومة لم تثق بكل ما نقله مسؤولون أميركيون ووسطاء غربيون سعوا مسبقاً لإقناع حزب الله بعدم الردّ.
عملياً، أقفل حزب الله هواتفه مساء أمس، والعبارة الوحيدة التي سمعها كل من حاول، من لبنان أو خارجه، السؤال عن موقف الحزب من العملية، كانت أن «الجواب في الميدان»، وأن لا مجال لأيّ كلام سياسي بعد هذا العدوان، وهو الموقف الذي دفع بعواصم غربية الى «التحسب من اندلاع مواجهة كبيرة على الجبهة اللبنانية مع العدو».
اليوم، سيكون هناك كلام واضح من حزب الله، وستصدر التوضيحات الكاملة حول حقيقة ما حصل، وحول تقييم الحزب لهذا العدوان، مع إشارة واضحة تشير إلى وجهة الأمور ميدانياً، علماً أن الحزب رفض في كل المداولات التي سبقت الغارة على حارة حريك تقديم أيّ تعهد أو توضيح أو إشارة الى كيفية تعامله مع أيّ عدوان إسرائيلي، وكان يضع في حساباته سعي العدوّ الى اغتيال قادة عسكريين في المقاومة. لكن صمت الحزب كان مردّه كلاماً سمعه كثيرون في لبنان وخارجه، ومفاده أن ما يجري هو مواجهة واضحة، وأن التوسع في دائرة القتال وطبيعته ومستواه يظلّ رهن قرار العدوّ، سواء لناحية وقف الحرب في حال أوقف عدوانه على غزة، أو لناحية شكل المواجهة مع لبنان في حال قرر توسيع دائرة اعتداءاته على المناطق اللبنانية أو على المقاومة نفسها.
الواضح الذي لا يحتاج الى توضيح أو سؤال، هو أن العدوّ فتح الباب أمام مرحلة جديدة في المواجهة، وهي مواجهة ستظل مرتبطة بالعدوان المفتوح والمستمر على قطاع غزة، لكن سيكون لها شكلها الآخر على الجبهة مع لبنان. ولا تحتاج المقاومة في لبنان الى من يمدّها بالمعطيات التي تحتاج إلى أن تكون ضمن حساباتها عندما تقرر شكل التعامل مع العدوّ من الآن فصاعداً. لكن الأكيد أن العدوان على الضاحية، أمس، فتح صفحة جديدة ومختلفة عما كانت عليه الأمور قبل الثلاثين من تموز 2024
*************************
افتتاحية صحيفة البناء:
الاحتلال يكسر قواعد الاشتباك ويستهدف الضاحية و«قائداً كبيراً» بتغطية أميركيّة
المقاومة تتريث في بيانها وردّها الرادع قيد الإعداد لفرض قواعد اشتباك جديدة
ترابط الاحتلال الأميركي مع حرب غزة يظهر في تزامن غارات بغداد وبيروت
خطا كيان الاحتلال خطوته الأهم نحو حافة الهاوية في اللعب بنيران الحرب الدائرة في المنطقة، فكسر قواعد الاشتباك السائدة منذ عشرة شهور، والتي رسمتها المقاومة وأجبرت جيش الاحتلال على التقيّد بها، وتم تصنيع عملية مدبّرة على أطفال مجدل شمس واتهام المقاومة بها، لمنح جيش الاحتلال موقع الدفاع في مواجهة هجوم كبير. وبعد عدوان أمس، على الضاحية لم يعد هناك شكّ بأن صاروخ مجدل شمس كان مدبّراً لتبرير هذا العدوان وكسب قدر من التغطية الدولية له، وتوفير الغطاء والذريعة للحماية الأميركية اللازمة لشن هذا العدوان، بحيث يحقق العدوان، التخلص من شخصية قيادية بارزة في المقاومة هي المقاوم القيادي فؤاد شكر، إذا نجح الاستهداف بالتخلص منه، وكسر قواعد الاشتباك التي تقوم على اعتبار استهداف الضاحية الجنوبية اقتراباً من حافة إشعال حرب كبرى، ووضع المقاومة بين خياري الذهاب للحرب الكبرى أو التأقلم مع هذا التعديل لقواعد الاشتباك.
المقاومة التي تريثت في إصدار معلومات تكشف مصير استهداف القياديّ شكر، لم تتردّد عبر توزيع أفلام مسجلة عبر تأكيد عزمها على الرد، والردّ الموجع الذي يُعيد رسم قواعد اشتباك جديدة تقول إن يد المقاومة هي العليا، وإن مَن عليه التأقلم هو جيش الاحتلال، والاستهداف من خارج المتعارف عليه والمتوقع هو في الطريق، سواء في العمق الجغرافي للأهداف أو أنواع الاسلحة النارية المستخدمة، ونقل السؤال إلى ملعب جيش الاحتلال حول الذهاب إلى الحرب الكبرى؟
اللافت كان تزامن استهداف بيروت وضاحيتها الجنوبية، مع تزامن جنوب بغداد، حيث قواعد الحشد الشعبي والمقاومة العراقيّة، بصورة كشفت الخلفية الفعلية للتغطية الأميركية للعدوان الإسرائيلي، وربما نوع وحجم الاتفاق الأميركي الإسرائيلي الذي أبرم خلال لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن برئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو، بربط معركة الدفاع عن بقاء قوات الاحتلال الأميركي في سورية والعراق بالتفاوض الجاري حول اتفاق إنهاء الحرب في غزة، ودور التصعيد الحالي في تظهير هذا الترابط من جهة، والسعي لإدخال تعديلات على اتفاق غزة تريح كيان الاحتلال من صورة الهزيمة الكاملة، وهو ما تضمّنته طلبات نتنياهو التفاوضية التي حملها رئيس الموساد إلى الوسطاء في جنيف.
لا شك في أن الاتصالات معظمها في الكواليس وبعضها سيخرج إلى الضوء، لإقناع حزب الله بدوزنة ردّه على «إسرائيل» التي استهدفت أمس، الضاحية الجنوبية، حيث نفّذت طائرة من دون طيار بـ 3 صواريخ عملية كبيرة في محيط مجلس شورى الحزب. وأسفرت الغارة العدوانية عن 3 شهداء وإصابة أكثر من 74 مدنيّاً بينهم 7 أطفال، في حصيلة أوليّة، فيما أعمال الإغاثة متواصلة بصعوبة بسبب تسوية 4 طبقات من المبنى السكني المأهول الذي استهدف بفعل العدوان الإسرائيلي.
وكانت المعلومات أفادت عن انهيار طابقين من مبنى «الربيع» الذي استهدفته الغارة في حارة حريك في محيط مستشفى بهمن.
إلى ذلك، أعلنت القناة 12 الإسرائيلية أن الهجوم العسكري على الضاحية الجنوبية انتهى ولسنا معنيين بفتح حرب. هذا وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن القرار بشأن هدف الهجوم على ضاحية بيروت الجنوبية تمّ اتخاذه يوم الأحد الماضي مع عودة نتنياهو من الولايات المتحدة.
وأفادت وسائل إعلام مقرّبة من حزب الله، أن «الحزب بدأ بالردّ على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت وأن سرباً من المسيّرات يدخل من لبنان باتجاه الجليل الغربي»…
وكانت تصدّت وحدة الدفاع الجوي في حزب الله أمس، للطائرات الحربية الصهيونية المعادية التي اخترقت حاجز الصوت فوق الأجواء اللبنانية، و«أجبرتها على الانكفاء والتراجع خلف الحدود داخل فلسطين المحتلة». وقصف الحزب أمس، مقر قيادة كتيبة «السهل» في ثكنة «بيت هلل» بصلية من صواريخ «الكاتيوشا». وقصف بقذائف المدفعية موقع جل العلام رداً على الاعتداء والاغتيال في بيت ليف جنوبي لبنان. وأعلن حزب الله أنّه أوقع قتلى وجرحى بهجوم بمسيّرات انقضاضيّة على موقع للجيش الإسرائيلي في مستعمرة كفريوفال.
إلى ذلك، أفيد عن إطلاق رشقة صاروخية من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة ومحيطها. على الأثر، أعلن الإسعاف الإسرائيلي: إصابة شخص بجروح حرجة إثر سقوط قذيفة صاروخيّة في بلدة هاغوشريم في الجليل الأعلى في حين أشارت معطيات صحافية إلى مقتله.
ويعقد مجلس الوزراء عند الساعة الثامنة والنصف من صباح اليوم جلسة في السراي الكبير للبحث في المستجدات الطارئة. ودان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي العدوان الإسرائيلي السافر على الضاحية الجنوبية. وقال: لم تشبع آلة القتل الإسرائيلية عن استهداف المناطق اللبنانية في الجنوب والبقاع وصولاً إلى عمق العاصمة بيروت، وعلى بعد أمتار من أحد أكبر المستشفيات في لبنان. وهذا العمل الإجرامي الذي حصل الليلة هو حلقة في سلسلة العمليات العدوانيّة التي تحصد المدنيين في مخالفة واضحة وصريحة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وهو أمر نضعه برسم المجتمع الدولي الذي عليه تحمّل مسؤولياته والضغط بكل قوة لإلزام «إسرائيل» بوقف عدوانها وتهديداتها وتطبيق القرارات الدولية.
أضاف: كذلك فإننا سنحتفظ بحقنا الكامل بالقيام بكل الإجراءات التي تساهم بردع العدوان الإسرائيلي.
وكان الرئيس ميقاتي استقبل في السراي، المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس -بلاسخارت وبحث معها في الأوضاع الراهنة والاتصالات الجارية لتمديد ولاية «اليونيفيل». وفي خلال الاجتماع دعت المسؤولة الأمميّة إلى التهدئة على كافة الجبهات، وطالبت الجميع بالالتزام بتطبيق القرار 1701 الذي هو الحل الوحيد لحل النزاع القائم.
وندّد وزير الخارجية عبدالله بو حبيب بالضربة على الضاحية الجنوبية، معلناً أن لبنان سيتقدّم اليوم بشكوى ضد «إسرائيل» إلى مجلس الأمن الدولي. وأعلن أن «إسرائيل» تعتدي على لبنان ولم تأخذ بعين الاعتبار كيف وأين تضرب. وأضاف بو حبيب: قلنا للمسؤولين الأميركيين والبريطانيين إننا لا نريد أي ضربة على لبنان والذين قتلوا في الجولان عرب وسوريون وتدخل «إسرائيل» غير قانوني. وتابع بو حبيب: «نتمنى أن يكون رد حزب الله متناسقاً حتى لا يكون هناك رد إسرائيلي معاكس».
وكان بوحبيب تلقى اتصالاً من نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي الذي عبّر عن وقوف المملكة الأردنية الهاشمية الى جانب لبنان في هذا الوقت الصعب كما في كل وقت، مؤكداً حرص الأردن على أمن لبنان وسيادته ورفضه للتهديدات الإسرائيلية. كما شدد الوزير الصفدي على عمل المملكة لمنع التصعيد والحؤول دون الانزلاق الى حرب واسعة واضعاً إمكانات بلاده في تصرّف لبنان.
ويزور وزيرا الخارجية والدفاع البريطانيان بيروت غداً الخميس، ويجتمعان مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي والوزير عبدالله بو حبيب وقائد الجيش العماد جوزيف عون، وذلك في إطار المساعي المبذولة للتهدئة ومنع الحرب الشاملة.
وسط هذه الأجواء، قال وزير خارجية بريطانيا: رسالتي لمواطنينا في لبنان غادروا الآن. أما الخارجية النيبالية فدعت مواطنيها في لبنان الى توخي الحذر والتزام الإجراءات الوقائية المطلوبة.
وحين اعتبرت روسيا أن الضربة الإسرائيلية على الضاحية تشكل انتهاكاً للقانون الدولي، نددت السفارة الإيرانية في بيروت، في بيان، بالعدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية، واصفة إياه بـ»الآثم والجبان». وأعربت دمشق عن تضامنها مع لبنان ووقوفها إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق في وجه ما يتعرّض له من عدوان غاشم. وأشارت وزارة الخارجية السورية إلى أن هذا الاعتداء السافر يأتي بعد جريمة الاحتلال النكراء في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل. وأشارت إلى أن الكيان الإسرائيلي ما زال يختلق الذرائع لسياسته القائمة على التصعيد وتوسيع العدوان في المنطقة.
واعتبر الحزب السوري القومي الاجتماعي أنّ «هذا العدوان الغاشم يمثل تطوراً خطراً في مسار المواجهة المفتوحة مع العدو، ذلك لأنّ العدوان الصهيوني على ضاحية بيروت، يُعدّ كسراً للخطوط الحمراء، وهذا ما ستقابله المقاومة بردٍّ يكسر بمفاعيله كلّ الخطوط الحمر التي حاول حلفاء الكيان الغاصب رسمها خلال الأيام الماضية».
وأكد الحزب، بحسب البيان الصادرعن عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حمية أنّ «قوى المقاومة، وفي طليعتها حزب الله، تمتلك من الخيارات والقدرات ما يمكنها من القيام بردٍّ قاسٍ جداً، يتجاوز بنتائجه توقعات قادة الكيان الغاصب، فلدى المقاومة بنك أهداف محدّث، ولديها الاستعدادات كافة لمواجهة كلّ الاحتمالات وردع العدوانية الصهيونية».
وفي المقابل رفض نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، التعليق على الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية. وقال باتيل إن «لا تعليق على أنباء انفجار الضاحية الجنوبية»، مكرراً الموقف الأميركي «الثابت» بوقوف الولايات المتحدة إلى جانب «إسرائيل»، ودعمها «بكل ما تحتاج إليه». وأكد، في الوقت عينه، مواصلة بلاده «التركيز على الدبلوماسيّة»، مشيراً إلى أنّها تسعى لـ»تجنّب أي نوع من التصعيد بين «إسرائيل» وحزب الله».
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، إنه «ليس لدينا تعليق في هذا الوقت الحالي»، مجددةً اعتقادها أن الحرب الشاملة «ليست حتمية ويمكن تجنبها».
في المقابل، قال رئيس مجلس إدارة شركة «طيران الشرق الأوسط» محمد الحوت من السراي الحكومي: من الضروري التوضيح أننا نؤخر خمس أو ست رحلات تصل بعد منتصف الليل او فجراً، الى صباح اليوم التالي لأسباب تقنية تتعلق بتوزيع مخاطر التأمين بين لبنان والخارج، لأننا لا نريد خلال ساعة معينة صباحاً وجود عدد كبير من الطائرات في المطار، إذا لا سمح الله حصل شيء، وهو أمر غير متوقع، ولكن هذا التدبير من باب الاحتياط لتستمر الشركة في ممارسة أعمالها وإكمال عملياتها. ورداً على سؤال، نفى الحوت أن يكون مطار رفيق الحريري قد تلقى اي تهديدات او معلومات من اي مصدر بأن هناك ضربة للمطار.
وأعلن رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمرفأ بيروت عمر عيتاني في بيان، أن «المرفأ وضع طاقمه في جهوزية تامة، والعمل سيكون 24/24 لتسهيل كل ما يتطلب، لدى الوزارات والإدارات المعنية، لإنجاز معاملات السلع الغذائية المستوردة الموجودة داخل المرفأ».
*****************************
افتتاحية صحيفة النهار
إسرائيل أسقطت الخطوط الحمر واغتالت فؤاد شكر… أحد المتهمين في تفجير المارينز ببيروت عام 1983
وقعت الواقعة بعد خمسة أيام من حادث مجدل شمس، ولجأت إسرائيل في تنفيذ ضربتها إلى أسلوب الاغتيالات في عقر معقل “الحزب”، في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت. لكنها منيت بفشل في اغتيال هدفها أقله وفق المعلومات المتضاربة حول مصير القائد العسكري التي أعلنت إسرائيل أنها استهدفته بما استعاد تجربة محمد الضيف في غزة؟. وهنا كانت المفاجأة الكبيرة إذ سبق أن ركزت المعلومات والتسريبات والتصريحات العلنية سابقاً على أن الديبلوماسية الأميركية حيّدت بيروت والضاحية عن الضربة، ولكن واقعة الاغتيال أسقطت كل هذه المعطيات.
ووسط بلوغ الخشية ذروتها من ان تكون إسرائيل أسقطت الخطوط الحمر ولو فشلت في اغتيال هدفها، بما يستتبع اندلاع الحرب الواسعة، تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية أولاً عن أن الشخصية القيادية التي استهدفتها مسيّرة إسرائيلية أطلقت ثلاثة صواريخ على مبنى مجاور لمجلس شورى “الحزب” في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت هو فؤاد شكر المستشار العسكري الكبير للأمين العام للحزب السيد نصرالله، والذي كان مدير مشروع دقة الصواريخ التابع للحزب.
ويعتبر الرجل الرقم 2 في الحزب ووصف بأنه في حجم عماد مغنية وهو معروف أيضاً باسم الحاج محسن ويعتبر المسؤول العسكري الأول للحزب في الجنوب، وصنفته الولايات المتحدة إرهابياً، وهو يعمل في أعلى هيئة عسكرية للحزب، وهي مجلس الجهاد، وقد ساعد مقاتلي “الحزب” والقوات المؤيدة للنظام السوري في حملة “الحزب” العسكرية ضد قوات المعارضة بسوريا. وكان شكر أحد المقربين من القيادي في “الحزب” عماد مغنية ولعب دوراً محوريّاً في تفجير ثكنات المشاة البحرية الأميركية ببيروت يوم 23 تشرين الأول (أكتوبر) عام 1983، ما أسفر عن مصرع 241 فرداً عسكريّا أميركيّا، وإصابة 128 آخرين.
ولكن وسائل الإعلام التابعة للحزب أعلنت أن الهجوم على الضاحية الجنوبية فشل في عملية اغتيال القيادي البارز. كما أن “رويترز” نقلت عن مسؤولين أمنيين أن “القائد الكبير في “الحزب” الذي استهدفته ضربة إسرائيلية قد نجا”.
فؤاد شكر.
وأفاد موقع “اكسيوس” نقلا عن مسؤول إسرائيلي أن الهدف هو فؤاد شكر المسؤول عن جميع العمليات العسكرية لـ”الحزب”. ثم عادت هيئة البث الإسرائيلية لتنقل عن مصادر مطلعة أن ليس لديها تأكيد أن عملية الاغتيال قد نجحت. كما أن وسائل إعلامية إسرائيلية أخرى قالت إن ثمة تقديرات بأن فؤاد شكر أصيب بجروح بالغة في الهجوم. وليلاً بثت قناة العربية نقلاً عن مصادر أن شكر قد قُتل وأن طوقاً أمنياً فرض حول مستشفى الرسول الأعظم الذي نقل إليه.
وتحدثت مصادر في مستشفى بهمن عن وصول قتيلة وعدد من الجرحى أحدهم في حالة حرجة إلى المستشفى فيما تحدثت معلومات أخرى عن سقوط قتيلة وعشرة جرحى.
وأظهرت اثار الضربة حجم الدمار في المنطقة المستهدفة. وأعلن الجيش الإسرائيلي لاحقاً حالة الاستنفار في كل إسرائيل، وطلب من المستوطنين قرب الحدود مع لبنان البقاء في الملاجئ، فيما أفيد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتمع بقادة الجيش في مكتبه وأن اتصالات أجريت من أجل منع نشوب حرب بين لبنان وإسرائيل.
وفي تعليق أوليّ على الضربة، قالت الخارجية الأميركية: “نواصل التركيز على الديبلوماسية ونريد تجنّب أي نوع من التصعيد بين إسرائيل والحزب”. كما أن البيت الأبيض سارع إلى الإعلان أنه لا يعتقد أن الحرب بين إسرائيل و”الحزب” هي حتمية.
ومساء أعلن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن مجلس الوزراء سيعقد جلسة في الثامنة والنصف صباح اليوم للبحث في المستجدات الطارئة.
ما قبل الغارة
وكانت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين أفادت قبل ساعات من الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية أن واشنطن تتوقع رداً إسرائيلياً محدوداً. فالإدارة الأميركية حسب مصادر دبلوماسية غربية لا تتوقع أن تحصل حرب إسرائيلية شاملة على لبنان وشجعت إسرائيل على أن يكون ردها محدوداً إذ ما زالت هذه الادارة منذ اندلاع حرب غزة على الموقف المصر على الحليف الإسرائيلي بعدم توسيع المواجهات إلى حرب واسعة في بيروت وكل لبنان.
الهدف الذي استهدفته إسرائيل
وفي هذا السياق خرجت الاتصالات الديبلوماسية عن الإطار اللبناني الخارجي واتسعت إلى دول معنية إذ بحث #وزير الخارجية المصري #بدرعبد العاطي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جهود خفض التصعيد على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية. وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أن عبد العاطي “أكد ضرورة دعم الدولة اللبنانية والحفاظ على استقرارها وحماية مصالح الشعب اللبناني”، مستعرضاً أبرز الجهود التي تبذلها مصر، والاتصالات التي تجريها مع الأطراف المختلفة لخفض التصعيد على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، “وهو ما كان محل تقدير من الوزير الأميركي الذي استعرض بدوره أبرز جهود بلاده في هذا الشأن”.
وعلى الصعيد الأميركي أيضا حذر #وزير الدفاع الأميركي #لويد أوستن، من أنّ “أي تصعيد بين لبنان وإسرائيل يُمكن أن يفجّر الوضع، ونود أن نرى حلًا دبلوماسيًا”. ولكنه قال: “لا أعتقد أن نشوب حرب بين إسرائيل و”الحزب” أمر حتمي”.
وتلقى وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب إتصالاً من نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي الذي عبّر عن “وقوف المملكة الاردنية الهاشمية الى جانب لبنان في هذا الوقت الصعب كما في كل وقت”، مؤكداً “حرص الأردن على أمن وسيادة لبنان ورفضه للتهديدات ال#اسرائيلية”. كما شدد الصفدي على “عمل المملكة لمنع التصعيد والحؤول دون الانزلاق إلى حرب واسعة واضعاً إمكانات بلاده في تصرف لبنان”.
المشهد الداخلي
هذه الحركة لاقاها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بتأكيده تكراراً “أن لبنان يدين كل اشكال العنف لا سيما التعرض للمدنيين، ويطالب بوقف العدوان الإسرائيلي على #جنوب لبنان وتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701 كاملا”. وقال: “من المستغرب أن العدو الإسرائيلي الذي يشن حرباً بلا هوادة على الفلسطينيين، قتلاً وتدميراً وتهجيراً، يزعم التفجع على ضحايا عرب سقطوا في منطقة عربية محتلة من قبل إسرائيل ويهدد ويتوعد، علماً أن الملابسات الكاملة لما حصل لا تزال غير معروفة بعد”.
وقال “إن التهديدات الإسرائيلية المستجدة ضد لبنان والتهويل بحرب شاملة لن يثني اللبنانيين عن التمسك بحقهم في أرضهم والدفاع عنها بكل الوسائل التي تقرها الشرائع الدولية”. وأكد “أن هذا الموقف تم ابلاغه إلى جميع اصدقاء لبنان في العالم وإلى #الاتحاد الأوروبي، كما سيتم الرد على المزاعم والاتهامات الاسرائيلية في رسالة مفصلة إلى مجلس الأمن الدولي”.
ودعا إلى “عدم الانجرار خلف الشائعات والأخبار الكاذبة التي تهدف إلى بث الهلع في قلوب جميع اللبنانيين”، وشدد على “أن الحكومة حاضرة بكل وزاراتها وأجهزتها لمواجهة اي طارئ ولكن الاجراءات المطلوبة يجري اتخاذها بطريقة لا تثير الهلع عند اللبنانيين”.
بدوره، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال استقباله في عين التينة وفداً من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم أن “ما يحصل يهدد المنطقه بأسرها، لكن بالرغم من خطورته، نحن لسنا خائفين على لبنان وعلى مستقبله، فضمانة لبنان هي الوحدة بين مواطنيه في الداخل وفي الإغتراب وأيضاً من خلال التمسك بعناوين قوة لبنان وبحقوقه المشروعة في الدفاع عن أرضه وعن سيادته وثرواته بكل الوسائل المتاحة التي نصت عليها القوانين والشرائع الدولية “. وقال بري: “اؤكد أن لبنان التزم وملتزم بالقرار 1701 منذ لحظة صدوره وإسرائيل سجلت رقماً قياسياً بخرق هذا القرار بأكثر من 33000 خرق، فالمدخل الأساس للإستقرار وتجنيب المنطقة إندلاع صراع لن يسلم منه أحد، يكون بالضغط على المستوى السياسي الإسرائيلي لوقف عدوانه المتواصل على غزة وعلى لبنان منذ ما يزيد عن تسعة أشهر”.
وفي المقلب المعارض، لفت المكتب السياسي في حزب الكتائب الى “لجوء “الحزب” وكما درجت العادة إلى التلطّي خلف الدولة اللبنانية التي أصبحت أداة طيّعة في يده يستعملها متى دعت الحاجة ويحمّلها مسؤولية التفاوض بما ارتكبه من أفعال من دون أن يتورع عن إيفاد مسؤول العلاقات الخارجية لديه ليملي ارشاداته على وزير خارجية لبنان”. واعتبر “أن الدولة اللبنانية الحقيقية التي يفترض أن تمثّل ابناءها وتدافع عن مصالحهم لا يجوز أن تكون ساعي بريد بين ميليشيا والمراجع الخارجية بل إن وظيفتها الوحيدة هي الحفاظ على السيادة والقانون وكرامة اللبنانيين فتكون سيدة قرارها في السياسة كما في الحرب. ومن هنا يدعو حزب الكتائب المجموعة الوزارية إلى استدراك الوضع والإقلاع عن تغطية أي ارتكابات تساق تحت مسمى حماية اللبنانيين والدولة في مشهد بات مدعاة للسخرية”.
عودة الاحتدام
أما على الصعيد الميداني في الجنوب، فعرفت المنطقة الحدودية يوماً ساخناً للغاية اتسم بجولات من الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية الإسرائيلية طوال ساعات النهار. وكانت شنّت غارة استهدفت منزلاً غير مأهول في منطقة الخلة بين بلدتي جبشيت وعدشيت بصاروخين، وألحقت فيه اضراراً كبيرة، فيما أفيد عن إصابة ثلاثة مواطنين بجروح طفيفة جراء الغارة.
في المقابل، أعلن “الحزب” أنه قصف مقر قيادة كتيبة “السهل” في ثكنة “بيت هلل” بصلية من صواريخ “الكاتيوشا. كما قصف موقع جل العلام رداً على الاعتداء والاغتيال في بيت ليف جنوب لبنان. وأعلن أنه قصف للمرة الثانية أمس مقر قيادة كتيبة السهل بصلية من #صواريخ الكاتيوشا. كذلك، أعلن أنه أوقع قتلى وجرحى بهجوم بمسيّرات انقضاضية على موقع للجيش الإسرائيلي في مستعمرة كفاريوفال.
واستهدفت غارة اسرائيلية بلدة الخيام التي تعرضت ايضاً لقصف مدفعي وفوسفوري. وقد نعى “الحزب” حسن حسين ملك من بلدة بيت ليف.
وأعلن مصدر قيادي في الحزب “أننا لا نتوقع اجتياحاً برياً ولو محدوداً للبنان لكننا في حالة جاهزية كاملة والاجتياح البري للبنان سيكون حافزاً لنضع أولى أقدامنا في الجليل”. وأكد “أننا سنرد حتماً على أي اعتداء إسرائيلي ونحن قادرون على قصف المنشآت العسكرية في حيفا والجولان ورامات ديفيد بشكل قاس وعنيف، وقيادة الحزب ستقرر شكل الرد وحجمه على أي عدوان محتمل”.
********************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
كيف ترى واشنطن احتمالات التصعيد في لبنان؟
استبعاد رسمي للحرب الشاملة… وتوقعات بـ«استنزاف مستمر»
واشنطن: هبة القدسي
شدد مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون، تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، على استبعاد شبح حرب شاملة في المنطقة بعد غارة إسرائيلية على بيروت، عصر الثلاثاء، استهدفت الرجل الثاني في «الحزب» اللبناني فؤاد شكر.
وقال مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط»، طلب عدم نشر اسمه لحساسية المعلومات التي ناقشها، إن إسرائيل أخطرت الولايات المتحدة مسبقاً بالضربة في جنوب بيروت وتم إرسال الرسالة عبر قنوات أمنية وتبادل بعض التفاصيل العملياتية المحدودة. لكنه لم يفصح عن مستوى هذه التفاصيل، وما إذا كانت هناك ضربات أخرى متوقعة على لبنان.
«ثمن باهظ»
وتوقع دنيس روس، مستشار «معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى» والمنسق الأميركي السابق لعملية السلام الشرق الأوسط، أن تسعى إسرائيل إلى «ثمن باهظ» لسقوط الصاروخ الذي أدى إلى مقتل 12 طفلاً في مجدل شمس في الجولان.
وقال في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن واقعة مجدل شمس «تخطت كل الخطوط لأنها لم تكن تستهدف أي هدف عسكري من قريب أو بعيد، وسواء ادعى (الحزب) أنه كان عملاً خاطئاً أم لا، فمن الطبيعي والمتوقع أن ترد إسرائيل. وما رأيناه من استهداف في لبنان، يؤكد أنها سترد على الحزب وسيكون هناك ثمن باهظ».
وشدد روس على أن «إسرائيل تريد القيام بضربة انتقامية قوية لكن دون الانجرار إلى حرب شاملة»، مستبعداً أن يكون هذا القصف الإسرائيلي بداية لتوسيع الصراع إلى حرب شاملة. وأضاف أن الهجوم الإسرائيلي «كان محدداً ودقيقاً للغاية وهي طريقة ترسل بها إسرائيل رسالة قوية إلى (الحزب)».
وعن الرد المتوقع من جانب «الحزب» على هذه الضربة الإسرائيلية، قال روس: «سبق أن استهدفت إسرائيل أحد قادة (الحزب) في بيروت ورد (الحزب) بوابل من الصواريخ. لكن رغم عددها الكبير، إلا أنها كانت محدودة جغرافياً، واستهدفت مناطق كانت مستهدفة من قبل، ولم يكن لها خسائر كبيرة وكانت الرسالة للإسرائيليين إنكم فعلتم شيئا نعتقد أنه يتطلب منا الرد، وما نقوم به يشير إلى أننا لا نريد توسع الصراع».
وأوضح أن «كلا الجانبين استخدم القوة، وأتوقع أنهما سيتفهمان هذه الضربات المتتابعة التي لها هدف محدد دون رغبة في التصعيد». وقال: «سنرى ما الذي سيقدم عليه (الحزب) من رد فعل وما إذا كان سيستمر في الهجوم ضد إسرائيل حتى انتهاء الحرب في غزة».
«حرب استنزاف مستمرة»
ولا يختلف تقييم الدبلوماسي المخضرم أرون ديفيد ميللر، المفاوض السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط ونائب رئيس مركز «كارنيغي»، الذي يرى أن «التصعيد ليس حتمياً».
وقال ميللر في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن الإدارة الأميركية تحاول كبح جماح الخطاب اليمني الإسرائيلي حول التصعيد وإبقاء الأهداف الإسرائيلية في إطار إيذاء (الحزب) دون إشعال حرب إقليمية».
وأوضح أن «الإسرائيليين أطلقوا عملية مصممة لاستهداف الرجل الثاني الأكثر أهمية لنصر الله، ولم ينصتوا لوجهة نظر الإدارة الأميركية بعدم الضرب في بيروت، والسؤال – سواء تم تأكيد مقتل فؤاد شكر أم لا – هو كيف سيستجيب (الحزب) لضرب إسرائيل لبيروت، وما إذا سيتم الرد دون تصعيد كبير، فما يملكه من أسلحة عالية الدقة يجعل الأمور على المحك، واتوقع انها ستكون حرب استنزاف مستمرة».
ولفت ميللر إلى أنه حتى لو توصلت إسرائيل وحركة «ح» إلى اتفاق لوقف النار، فإن «حدود إسرائيل ولبنان ستظل غير محسومة، مع ما يمتلكه (الحزب) من ترسانة تضم أكثر من 150 ألف صاروخ، وأعتقد أنه يتعين علينا أن نعتاد على حقيقة أن هاتين حربا استنزاف ولا توجد لهما نهايات مرتبطة أو أنيقة».
غير أن الدبلوماسي المخضرم شدد على أن «الأمر يعتمد على حسابات إسرائيل الدقيقة لأن المعركة مع (الحزب) على طول الحدود لن تتوقف».
وأشار إلى أن «ايران لا تريد رؤية (الحزب) مدمراً، إذا انحرف الأمر إلى مواجهة كبرى بين إسرائيل والحزب تتضمن مقتل المئات، إن لم يكن الآلاف، من الإسرائيليين واللبنانيين، وهجمات على البنية التحتية، فمن الصعب أن نتخيل أن إيران يمكن أن تبقى بعيدة، وعلينا أن نامل أن ما فعله الإسرائيليون يرسل رسالة قوية وأن إسرائيل لا تريد صعود سلم التصعيد».
دعم رسمي لإسرائيل
على المستوى الرسمي، جاء أول تعليق من نائبة الرئيس كامالا هاريس التي قالت للصحافيين، مساء الثلاثاء: «أريد أن أتحدث عما حدث خلال الساعات الماضية في الشرق الأوسط، وأن أكون واضحة للغاية بشأن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وأنا أؤيد بشكل لا لبس فيه حق إسرائيل في الدفاع عن أمنها ضد المنظمة الإرهابية الحزب». وأضافت: «مع كل ما حدث لا يزال يتعين علينا العمل لإيجاد حل دبلوماسي لإنهاء هذه الهجمات وسنواصل القيام بهذا العمل».
وقالت كارين جان بيير، المتحدثة باسم البيت الأبيض، للصحافيين بعد وقت قصير من وقوع الضربة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية: «نحن على علم بالتقارير التي تفيد بأن الجش الإسرائيلي نفذ للتو ضربة في لبنان».
وأضافت: «علينا أن نستمر في التفاؤل، وأعتقد أنه من المهم التوصل إلى حل دبلوماسي ولا نريد أن نرى تصعيداً. لا نعتقد أن الحرب الشاملة أمر لا مفر منه ونعتقد أنه لا يزال من الممكن تجنب ذلك».
وأشار فيدانت باتيل، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إلى أن الولايات المتحدة في نقاشات مستمرة مع الإسرائيليين واللبنانيين وستواصل دعم الجهود الرامية للتوصل إلى حل دبلوماسي على طول الخط الأزرق الحدودي، مؤكداً الدعم الأميركي «القوي والثابت» لإسرائيل.
لكن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أدلى بتصريحات رفعت من مستوى القلق بقوله إن الولايات المتحدة ستساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها في حال اندلاع حرب شاملة مع «الحزب» في لبنان. وتزامنت هذه التصريحات مباشر مع تقارير – لم يتم التأكد منها – تحدثت عن تحركات لبوارج حربية أميركية في طريقها إلى السواحل اللبنانية.
***************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
إسرائيل تعلن إغتيال المعاون الجهادي لنصرالله والوضع مفتوح على كلّ الإحتمالات
اعلنت اسرائيل ليل امس انّها اغتالت فؤاد شكر( الحاج محسن) المعاون الجهادي للسيد نصرالله بغارة جوية على احد الابنية في ضاحية بيروت الجنوبية، فيما لم يصدر عن الحزب حتى فجر اليوم اي بيان يؤكّد هذا «الاغتيال» او ينفيه، ما اثار شكوكاً حول صدقية الرواية الاسرائيلية، التي تشبه الرواية الاخيرة حول اغتيال القائد العسكري لحركة «ح» محمد الضيف. اذ خلافا لما اشيع لم يعلن الحزب ليل امس انّه في صدد اصدار بيان. فيما اجمعت كل المواقف الداخلية والخارجية على التأكيد انّ ما بعد العدوان الاسرائيلي أمس على الضاحية لن يكون كما قبله، لجهة ما يمكن ان يكون عليه رد الحزب الذي يرفض بشدة اعتبار ما حصل «رداً» اسرائيليا على حادثة مجدل شمس التي يعتبرها صناعة وفبركة اسرائيلية ولا علاقة للمقاومة بهها لا من قريب ولا من بعيد.
فيما لم يصدر عن الحزب حتى فجر اليوم اي بيان حول مصير القائد الجهادي فؤاد شكر، أكّد الجيش الإسرائيلي، بعيد منتصف الليل مقتله في الغارة التي نفّذتها طائرة مسيّرة استهدفت مساءً احد الابنية المحاذية لمستشفى بهمن في الضاحية الجنوبية في بيروت، مساء الثلاثاء.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في بيان: «جيش الدفاع قضى على المدعو سيد محسن (فؤاد شكر) القيادي الأبرز في الحزب الإرهابي ورئيس المنظومة الاستراتيجية للتنظيم». وأوضح الجيش أنّه «أغارت طائرات حربية في منطقة بيروت بناءً على معلومات استخباراتية وردت من هيئة الاستخبارات العسكرية وقضت على المدعو سيد محسن، فؤاد شكر، القيادي الأبرز في الحزب الإرهابي ومسؤول الشؤون الاستراتيجية فيه. وكان يُعتبر اليد اليمنى للسيد نصرالله، ومستشاره لشؤون التخطيط وإدارة الحرب».
ونقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤول أميركي قوله انّ إسرائيل أعطت واشنطن مؤشرات مسبقة في شأن موقع الاستهداف وحقيقة أنّها ستستهدف «شخصاً».
وتفيد المعلومات انّ «الحزب» لن يردّ سريعاً على إسرائيل، وإنّما سيأخذ وقته في دراسة طبيعة الردّ وزمانه ومكانه.
وفيما روّج الاسرائيليون معلومات عن استشهاد شكر افادت وكالة «تسنيم» للأنباء الإيرانيّة، أنّه على «رغم ادّعاء الجانب الإسرائيلي باغتيال أحد كبار قادة «الحزب» في الهجوم الإرهابي الّذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت، إلّا أنّ مصادر «تسنيم» من مكان الحادث تشير إلى أنّ عمليّة الصّهاينة باءت بالفشل، و»فؤاد شكر» الذي قيل إنّه الهدف الرّئيسي للصّهاينة، لم يستشهد».
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر مقرّب من «الحزب» أنّ «الغارة الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت أسفرت عن مقتل شخصين». فيما أكّد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي عمار أنّ «المقاومة الإسلامية لن تسكت عن اي استهداف يطالها».
الردّ على العدوان
وكانت قناة «الجزيرة» نقلت امس عن مصدر قيادي في «الحزب»، قوله «إننا نأخذ التهديدات الإسرائيلية على محمل الجّد وأعددنا للأمر كامل عدته»، مضيفًا «مصطلح العدو عن ضربة قاسية ومحدودة لا يعنينا بشيء لأنّه عدوان بمعزل عن حجمه».
وكشف «أننا أبلغنا الموفدين باتصالهم بالعدو لتجنيب المدنيين ولكننا لا نثق بعدونا»، وأفاد بأنّه «طرح علينا الموفدون عدم الردّ على العدوان المرتقب وقد أبلغناهم رفضنا ذلك»، وشدّد على «أننا سنردّ حتماً على أي اعتداء إسرائيلي».
وأكّد المصدر أنّ «قيادة المقاومة ستقرّر شكل الردّ وحجمه على أي عدوان محتمل»، موضحًا: «قادرون على قصف المنشآت العسكرية في حيفا والجولان ورامات ديفيد بشكل قاس وعنيف». وأشار إلى «أننا لا نتوقع اجتياحاً برياً ولو محدوداً للبنان لكننا في حالة جاهزية كاملة»، لافتًا إلى أنّ «الاجتياح البري للبنان سيكون حافزاً لنضع أولى أقدامنا في الجليل»، مؤكّدًا أنّه «لم يفاجئنا التبنّي الأميركي لرواية العدو وسبق وتبنّى روايته بمجزرة المعمداني».
وبعد ساعات قليلة من الغارة قالت القناة 13 الإسرائيلية إنّ بوارج حربية أميركية في طريقها إلى السواحل اللبنانية. فيما كشف مسؤول إسرائيلي للقناة 12 أنّ «اندلاع الحرب من عدمها مرهون بيد الحزب وطبيعة ردّه». وأكّد وزير الدّفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، في تصريح، أنّ «الحزب تجاوز الخطّ الأحمر.
مجلس الوزراء
وفيما بدا انّ الوضع بين المقاومة واسرائيل بات مفتوحاً على كل الاحتمالات في ضوء قصف الضاحية الجنوبية، دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى جلسة طارئة لمجلس الوزراء صباح اليوم للبحث في المستجدات الطارئة. ودان في بيان «العدوان الاسرائيلي السافر» على الضاحية الجنوبية لبيروت وقال:» «هذا العمل الاجرامي الذي حصل الليلة هو حلقة في سلسلة العمليات العدوانية التي تحصد المدنيين في مخالفة واضحة وصريحة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وهو أمر نضعه برسم المجتمع الدولي الذي عليه تحمّل مسؤولياته والضغط بكل قوة لالزام اسرائيل بوقف عدوانها وتهديداتها وتطبيق القرارات الدولية».
وقال رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط إنّ «الحزب» هو من يقّرر طريقة الردّ على الغارة الإسرائيلية. وأكّد أنّه «لا يمكن فصل مسار المقاومة في لبنان عن غزة والضفة الغربية». وأضاف أنّ «إسرائيل هي التي تعتدي وتقتل وتتمادى في القتل». وتابع أنّ لبنان «في حرب مستمرة مع إسرائيل منذ 9 أشهر. الحرب طويلة مع إسرائيل». وأشار إلى أنّ «الحرب مستمرة ما دام نتنياهو يريد استمرار الحروب بالمنطقة». وتطّرق الى حادثة مجدل شمس فقال إنّ «أهالي مجدل شمس لا يريدون دموع التماسيح من نتنياهو وأعوانه». واكّد إنّ «أهالي مجدل شمس لا يريدون تحميل الحزب المسؤولية عن الحادث».
مواقف
ولاقت الغارة على الضاحية ردود فعل محلية وعربية ودولية واسعة، فأعرب ديبلوماسيون أميركيون عن قلقهم من اختيار «إسرائيل» ضرب بيروت. واأبدوا تخوفهم من أنّ الوضع قد يتفاقم الآن خصوصا وانّ الحزب حذّر من أنّه سيردّ إذا تمّ استهداف أحد كبار قادته. فيما ذكرت قناة «سي ان ان»، ان الولايات المتحدة قدّمت مكافأة 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن شكر.
وأكّدت المتحدّثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير، في مؤتمر صحافي، «أنّ الولايات المتحدة الأميركية لا تعتقد بأنّ الحرب بين «الحزب» وإسرائيل حتميّة»، واشارت إلى «أنّنا نتواصل بانتظام مع إسرائيل ودول المنطقة لتجنّب التّصعيد وتوسّع الحرب».
والى ذلك أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، انّ واشنطن «تواصل التركيز على الديبلوماسية وتريد تجنّب أي نوع من التصعيد بين إسرائيل والحزب».
وقال نائب المتحدث باسم الوزارة فيدانت باتيل: «نواصل العمل نحو التوصل الى حل ديبلوماسي يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم والعيش في سلام وأمن. نريد بالتأكيد تجنّب أي نوع من التصعيد».
وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، اشار خلال نهار امس إلى أنّ «أي تصعيد بين لبنان وإسرائيل يُمكن أن يفجّر الوضع، ونود أن نرى حلًا ديبلوماسيًا». وقال في مانيلا خلال مؤتمر صحافي: «لا أعتقد أن نشوب حرب بين إسرائيل والحزب أمر حتمي».
وفي المواقف الدولية ايضاً اعتبرت روسيا «إن الضربات على لبنان انتهاك سافر للقانون الدولي. فيما أعربت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت، عن «قلقها البالغ إزاء القصف الذي تبنّته إسرائيل والذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت المكتظة بالسكان مخلفاً الكثير من الضحايا المدنيين». وأكّدت مجددا أن «لا حل عسكرياً للوضع الراهن»، ودعت «كلا من إسرائيل ولبنان إلى الاستفادة من كل السبل الديبلوماسية للسعي إلى العودة إلى وقف الأعمال العدائية وإعادة الالتزام بتنفيذ القرار 1701».
وعبّر وزير الخارجية الإيطالية، أنطونيو تياني، عن تمنياته بأن «لا يتسع النزاع». وأضاف أن «لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، ولكنها يجب ألّا تنجر وراء استفزازات الحزب».
الموقف البريطاني
وفي غضون ذلك وقبل ساعات على وصوله الى بيروت مساء اليوم يرافقه وزير الدفاع، وجّه وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي رسالة تحذيرية إلى المواطنين البريطانيين في لبنان، داعيًا إياهم إلى مغادرته.
وقال لامي في رسالة فيديو نشرتها وزارة الخارجية على منصة «إكس»: «رسالتي للمواطنين البريطانيين في لبنان واضحة: «غادروا فورًا». ودان «الهجوم المروع» في مجدل شمس، داعياً «الحزب» إلى «وقف التصعيد». وقال: «إن الحكومة البريطانية تبذل جهودًا كبيرة لمنع اندلاع نزاع شامل». لكنه حذّر من «أنّ الخطر يتزايد وأنّ الوضع قد يتدهور». وأضاف: «أعمل مع فرقنا القنصلية لضمان استعدادنا لكل السيناريوهات، ولكن إذا تصاعدت النزاعات، لن تتمكن الحكومة من ضمان إجلاء المواطنين على الفور وقد تضطرون إلى الاحتماء في أماكنكم، لذلك أكرّر رسالتي الواضحة: إذا كنتم في لبنان، غادروا الآن عبر الرحلات الجوية التجارية. وإذا كنتم في المملكة المتحدة، لا تسافروا إلى لبنان».
وكان لامي قد تحدث طويلا الى ميقاتي قبل يومين، ودعا «جميع الأطراف إلى ضبط النفس منعاً للتصعيد». مشدّداً على «حل النزاعات سلمياً عبر تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة».
سوريا وايران
ودانت وزارة الخارجية السورية في بيان القصف الإسرائيلي للضاحية الجنوبية لبيروت، وقالت: «سوريا تدين الاعتداء السافر الذي استهدف مساء اليوم (امس) الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت»، مضيفة أنّ «الاعتداء الإسرائيلي انتهاك واضح للقانون الدولي والذي يأتي بعد يومين من جريمته النكراء في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل». وأكّدت «تضامنها مع لبنان ووقوفها إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق في وجه ما يتعرّض له من عدوان غاشم».
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان إنّ «العمل الدنيء والمجرم للعصابة الصهيونية الإجرامية في ضواحي بيروت لن يستطيع بالتأكيد أن يحول (…) دون استمرار مقاومة لبنان الأبية في مسارها المشرف بدعم الفلسطينيين المضطهدين والوقوف في وجه عدوان نظام الفصل العنصري الإسرائيلي»، وفق ما نقلت «فرانس برس».
وتلقّى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب إتصالاً من نظيره أيمن الصفدي الذي عبّر عن «وقوف المملكة الاردنية الهاشمية الى جانب لبنان في هذا الوقت الصعب كما في كل وقت»، مؤكّدا «حرص الاردن على أمن وسيادة لبنان ورفضه للتهديدات الاسرائيلية».
وشدّد الصفدي على «عمل المملكة لمنع التصعيد والحؤول دون الانزلاق الى حرب واسعة»، واضعاً إمكانات بلاده في تصرف لبنان.
موقف مصري
وفي رسالة مصرية شديدة اللهجة أعلن وزير الخارجية المصري انه اجرى اتصالا بنظيره الاميركي انتوني بلينكن وبحث معه جهود خفض التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، طالباً منه القيام بما يمكن القيام به للجم تل ابيب ووقف اي مخطط يقود إلى حرب واسعة.
وأشارت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، أنّ «وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج بدر عبدالعاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً اليوم من وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، وذلك خلال تواجده في طهران للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، حيث تضمن الاتصال التشاور بشأن تطورات الوضع في المنطقة، وخاصة في ما يتعلق بلبنان وقطاع غزة والسودان، بالإضافة إلى أبرز مستجدات العلاقات الثنائية».
وبحسب بيان الوزارة، «عبد العاطي أكّد على ضرورة دعم الدولة اللبنانية والحفاظ على استقرارها وحماية مصالح الشعب اللبناني، مستعرضاً أبرز الجهود التي تبذلها مصر، والاتصالات التي تجريها مع الأطراف المختلفة لخفض التصعيد على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، وهو ما كان محل تقدير من الوزير الأميركي الذي استعرض بدوره أبرز جهود بلاده في هذا الشأن».
الموقف الايراني
وفي طهران استقبل المرشد الايراني السيد علي الخامنئي امس نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم يرافقه عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله. وقال خلال اللقاء إنّ «سياسة الحزب منذ بدء طوفان الأقصى حكيمةٌ وعقلانيةٌ ومتطابقةٌ مع المصلحة»، واكّد انّه «يجب أن يستمر المسار في هذا الإطار نفسه أيضا»، ورأى انّ «التنسيقَ القائم بين مختلف التيارات السياسية في لبنان ودعمها لمواقف وقرارات المقاومة دلالةً على نجاح الحزب في البيئة السياسية للبنان».
وخاطب الخامنئي قاسم قائلاً: «أبلغوا سلامي الى السيد نصرالله وأخبروه أنني أدعو دائما له ولجميع قادة المقاومة ومجاهديها في لبنان».
والى ذلك اكّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال استقباله قاسم، أنّ «دعم ومساندة جبهة المقاومة واجب ديني ومن السياسات الأساسية لإيران»، مشدّدًا على أن «تعزيز العلاقات مع الدول الإسلامية هو من ضمن أولويات حكومته الجديدة».
***************************
افتتاحية صحيفة اللواء
إسرائيل تقصف الضاحية بموافقة أميركية.. والهدف فؤاد شكر
مسيَّرات انقضاضية على مستعمرات الشمال.. وفتح الملاجئ في تل أبيب استعداداً للحرب
قصفت اسرائيل بعد السابعة والنصف من مساء امس الضاحية الجنوبية لبيروت، المسؤول البارز في الحزب فؤاد شكر،الذي أعلن الجيش الاسرائيلي ليلاً أنه تمكن من اغتياله.
وتعتبر العملية الإسرائيلية خرقاً للتطمينات التي تلقاها لبنان من واشنطن وعواصم أخرى دخلت على خط التهدئة بعد حادثة مجدل شمس، ومفادها كما اعلن وزير الخارجية أول أمس أن لا بيروت ولا الضاحية الجنوبية ولا المطار على لائحة الأهداف الإسرائيلية.
وتسود حالة من الترقب في بيروت بإنتظار رد الحزب على الغارة الإسرائيلية التي أودت بحياة القائد العسكري الأبرز للحزب، فيما أعلنت الحكومة الإسرائيلية إتخاذ إجراءات إستثنائية تحسباً لرد الحزب، حيث تم فتح الملاجئ في تل أبيب ومستعمرات الجليل الأعلى، وعقد نتنياهو إجتماعا عاجلا مع كبار القادة الأمنيين لتقييم الموقف وإحتمالات الرد المتوقع على عملية الضاحية الجنوبية لبيروت، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية بأن الرد الإسرائيلي إنتهى عند هذه الحدود ولا رغبة لتل أبيب بتوسيع نطاق المواجهة وخوض حرب شاملة.
ويعقد مجلس الوزراء جلسة طارئة عند الثامنة والنصف من صباح اليوم في السراي الكبير للبحث في المستجدات الطارئة، واقرار ما ستتخذه لجنة الطوارئ الوطنية، من زاوية توفير المؤن وتعزيز المستشفيات بما يلزم من حاجات صحية.
وأوضحت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن مجلس الوزراء الإستثنائي يتناول انفجار حارة حريك ونتائج الاتصالات الديبلوماسية التي تولاها رئيس حكومة تصريف الأعمال في أعقاب حادثة مجدل شمس.
ولفتت المصادر نفسها إلى أن المجتمعين يطلعون على متابعة لجنة الطوارىء والإجراءات التي ناقشتها، فضلا عن موضوع حركة الطيران وبعض التفاصيل المتصلة بالبقاء في حال من الجهوزية، ولم تستبعد أن يتناول الرئيس ميقاتي في كلمته أمام المجلس التطورات الأخيرة وزيارات موفدين اجانب إلى بيروت من أجل تفادي قيام حرب شاملة في المنطقة.
وقالت إن مجلس الوزراء يقوم بواجباته عند اللزوم حتى وإن كان يحمل صفة تصريف الأعمال.
وكان الرئيس نجيب ميقاتي عقد اجتماعاً مع «لجنة الطوارئ الوطنية» وحضره الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى، وجرى عرض الاجراءات المفترض اتخاذها في حال حدث تطور خطير على صعيد الوضع في الجنوب، وتقديم شكوى لمجلس الامن، وفقاً لما اعلنه وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، الذي دان الغارة على الضاحية الجنوبية.
وقال ميقاتي تعليقاً على العدوان، ان العدوان برسم المجتمع الدولي، الذي عليه تحمل مسؤولياته، والضغط بكل قوة لالزام اسرائيل بوقف عدوانها وتهديداتها وتطبيق القرارات الدولية.
وحث وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي المواطنين البريطانيين الى «مغادرة لبنان الآن». وطالب لامي الحزب «بوقف اطلاق النار» مضيفاً: نستعد لكل السيناريوهات في لبنان، مشيراً الى ان بلاده «ستسعى لمنع التصعيد بين الحزب واسرائيل».
ومن المتوقع ان يصل لامي مع وزير الدفاع البريطاني غداً الخميس في اطار المساعي لمنع الحرب الشاملة.
واصدرت الخارجية الاميركية بياناً دعمت فيه اسرائيل لكنها دعت الى تجنب التصعيد، وتواصل العمل نحو التوصل الى حل دبولماسي.
لكن وزير الدفاع الاميركي قال ان «اميركا ستدافع عن اسرائيل اذا تعرضت لهجوم من الحزب».
ورأت نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة للإنتخابات الرئاسية كامالا هاريس أن من حق إسرائيل البقاء آمنة، وأن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها ضد الحزب.
لكنها أشارت إلى أنّه يتعين العمل على حل دبلوماسي ينهي الهجمات على حدود لبنان – إسرائيل.
واعتبرت وزارة الخارجية الروسية ان قصف الضاحية الجنوبية هو خرق للقانون الدولي.
الاستهداف
اذاً، ردت اسرائيل على الحزب، فاستهدفت بغارة من مسيّرة المسؤول الكبير في الحزب فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية، في حارة حريك، قرب مستشفى بهمن.
وادى الحادث الى سقوط مدنيين.
وبعد اعلان الجيش الاسرائيلي مسؤوليته عما جرى، وضع جيش الاحتلال وحداته في حالة تأهب قصوى، وفتحت الملاجئ وسط اسرائيل تحسباً لضربة من الحزب.
وعلى الفور جمع بنيامين نتنياهو كبار ضابط الجيش الاسرائيلي في مكتبه للتداول.. ولم يبلغ نتنياهو اعضاء الحكومة بالهجوم على حارة حريك لعدم ثقته بوزير الامن القومي بن غفير.
واعلن مسؤول حكومي لبناني ان شكر نجا من الهجوم الذي استهدفه في الضاحية.
وشكر هو هدف مشترك لكل من اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية الذي تتهمه بأنه كان له دور محوري في تفجير ثكنات مشاة البحرية الاميركية (المارينز) في بيروت في 23 ت1 1983، ورصدت الخارجية الاميركية 5 ملايين دولار لمن يعطي معلومات عنه.
وادت الغارة الى سقوط 3 شهداء و65 جريحاً، واستقبل مستشفى الساحل 8 جرحى، اصابة احدهم حرجة، وليلاً فرض طوق على مستشفى الرسول الاعظم.
وتحدثت السفارة الايرانية في بيروت عن عدد من الشهداء والجرحى، ووصفت العدوان «بالآثم والجبان».
وقبل الغارة، عبر مسيَّرة على حارة حريك في الضاحية الجنوبية، قال مصدر قيادي في «الحزب»: نحن في جهوزية كاملة لمواجهة اي اعتداء، وسنرد حتماً عليه، وقادرون على قصف المنشآت العسكرية في حيفا والجولان ورامات ديفيد، مستبعداً اجتياحاً برياً، والعدوان يقرر جحم الرد.. والاجتياح البري سيكون حافزاً لنضع اقدامنا في الجليل.
وليلاً بدأ الحزب بالرد على الهجوم على الضاحية الجنوبية باطلاق سرب من المسيَّرات باتجاه الجليل الغربي.
المطار
وبقي الوضع في مطار بيروت الدولي موضع اخذ ورد، على الرغم من اجراءات شركة طيران الشرق الاوسط لجهة تسيير الرحلات الى اليوم، كما قررت تسيير رحلة اضافية الى اثينا، وكانت شركات الطيران العالمية علقت رحلاتها لـ«اجراء احترازي».
***********************
افتتاحية صحيفة الديار
«اسرائيل» تضرب في الضاحية… كيف سيرد الحزب؟
استنفار دولي لتفادي حرب شاملة ازمات اسرائيل الداخلية تهدد وحدة جيشها – بولا مراد
اختار العدو الاسرائيلي استهداف عمق الضاحية الجنوبية لبيروت ردا على حادثة مجدل شمس لاعتباره انه بذلك يحفظ ماء وجهه. فرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي كان يعوّل على اتخاذ الحادثة حجة لتوسعة الحرب على لبنان، وجد نفسه تحت ضغوط دولية كبرى تمنعه من المغامرة في هذا الاتجاه. العدوان العسكري في الضاحية مساء الذي كان يستهدف القيادي الأمني في «الحزب» فؤاد شكر، المعروف باسم «الحاج محسن»، وهو عضو «المجلس الجهادي» ومسؤول الوحدة الصّاروخيّة في الحزب، ادى لسقوط شهيدة وعدد من الجرحى وسط معلومات عن فشل اغتيال شكر.
ونقل الاعلام الاسرائيلي عن مسؤول إسرائيلي قوله «نأمل أن تكون الضربة الأخيرة في ضاحية بيروت هي نهاية هذه الجولة ولا نريد أن نرى تصعيداً يمتد لحرب أوسع نطاقاً»، فيما أكد وزير الدفاع الأميركي ان الولايات المتحدة ستدافع عن إسرائيل إذا تعرّضت لهجوم من «الحزب».
رد بالمثل!
ولا يزال المجتمع الدولي مستنفرا بمحاولة لاستيعاب التطورات الاخيرة. اذ افادت معلومات «الديار» عن قنوات اتصال مفتوحة بين بيروت وواشنطن وباريس ولندن وطهران لضمان ان يكون رد الحزب محدودا ولا يتجاوز الخطوط الحمراء المتعارف عليها، بما لا يشكل حجة لرئيس الوزراء الاسرائيلي لاعلان الحرب المفتوحة مع لبنان.
وفي سياق الجهود الدولية المبذولة، يصل، وبحسب مصادر حكومية لبنانية، وزيرا الخارجية والدفاع البريطانيان الى بيروت الخميس ليلتقيا المسؤولين اللبنانيين من دون ان يتضح ما اذا كانا يحملان عروضا معينة لاستيعاب التطورات الاخيرة او لوقف الحرب، علما ان مصادر قريبة من الحزب تؤكد ان لبنان الرسمي موحد اكثر من اي وقت مضى الى جانب المقاومة لمواجهة اي تصعيد اسرائيلي مرتقب، لافتة في تصريح لـ»الديار» الى ان اجوبة الحزب حاسمة لكل الموفدين سواء لجهة رفض فصل جبهتي جنوب لبنان وغزة او لجهة الرد على اي رد اسرائيلي بنفس المستوى على قاعدة «الرد بالمثل».
وبحسب المعلومات، فان الحزب سيتروى بالرد على عملية الضاحية لكن الرد سيكون خارج قواعد الاشتباك التي كانت سائدة باعتبار أن اسرائيل تجاوزت هذه القواعد والخطوط الحمراء باستهداف الضاحية.
في هذا الوقت، واصلت طهران تحذيراتها، فأكد رئيس مجلس العلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي، أنّ «مزاعم إسرائيل بمسؤولية الحزب عن حادثة مجدل شمس مثيرة للسخرية».وشدد على أنّ «إسرائيل ستواجه ردا شديدا إذا أقدمت على مغامرة في لبنان».
اما وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، فنبّه من أنّ «أي تصعيد بين لبنان وإسرائيل يُمكن أن يفجّر الوضع، ونود أن نرى حلًا دبلوماسيًا». وقال: «لا أعتقد أن نشوب حرب بين إسرائيل والحزب أمر حتمي».
ازمات تهدد جيش اسرائيل
وليس تدقيق تل ابيب بالهدف الذي ستعتمده وحده ما أخّر عملية الرد، بحيث انشغلت الحكومة الإسرائيلية في الساعات الماضية بتطورات داخلية تصدرت سلم الاولويات في تل ابيب.
وأشارت صحيفة «إسرائيل اليوم» إلى أن رئيس هيئة الأركان العامة الإسرائيلية هيرتسي هاليفي علق اجتماعاً عملياتياً بشأن الجبهة الشمالية، في إشارة إلى التصعيد المتوقع ضد لبنان، بسبب الأحداث في مركز الاعتقال العسكري «سدي تيمان» بجنوب إسرائيل وانطلق نحو معسكر بيت ليد. بعدما اقتحم متظاهرون إسرائيليون من اليمين المتطرف مجمعين عسكريين يوم الاثنين، بعد وصول محققين لاستجواب جنود بشأن انتهاكات بحق أسرى فلسطينيين.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية، عن «مشادات في جلسة الحكومة الأسبوعية بين الوزراء على خلفية اقتحام معسكرات الجيش».
وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرّف إيتمار بن غفير، دعا الى إجراء «تغيير جذري في قمة الجيش الإسرائيلي» معتبرا انه «على وزير الدفاع يوآف غالانت أن يطير الآن». كما طالب بن غفير، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بـ»فتح تحقيق مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لكشف إذا ما كانت لديه معلومات عن هجوم 7 تشرين الأول ولم يرسل تعزيزات».
ويأتي ذلك، بعد أن ذكرت القناة 12 الإسرائيلية بأن غالانت طالب نتانياهو بالتحقيق في منع بن غفير الشرطة العسكرية من التحرك ضد مقتحمي معسكر بيت ليد على خلفية توقيف جنود إسرائيليين من سجن سديه تيمان إثر انتهاكات بحق أسرى فلسطينيين. كما طالب غالانت بمحاسبة أعضاء الكنيست والوزراء الذين شاركوا في اقتحام المعسكر.
من جهته، اشار زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد الى ان «بنيامين نتانياهو غائب بعد اقتحام مليشيات من الملثمين قواعد عسكرية»، واكد بأن «وزراء ونوابا في حكومته جزء من محاولة انقلاب». وشدد لابيد على ان «اقتحام «سدي تيمان» إجرام حقير وخطير لأعضاء الكنيست الذين يضعفون الجيش الإسرائيلي ويفككونه، ويضعفون ويفككون دولة إسرائيل، ويقضون على أسس قوتنا من الداخل».
الدروز بالمرصاد!
وبالرغم من كل محاولات اسرائيل ونتنياهو الاستثمار بحادثة مجدل شمس، لا تزال المرجعيات الدرزية بالمرصاد للتصدي للفتنة التي يسعى اليها العدو. وفي هذا السياق، أصدرت «الهيئة الدينية والزمنية في الجولان السوري المحتل» بيانا الاثنين اكدت فيه رفضها أن «تُراق قطرة دم واحدة تحت مُسمى الانتقام لأطفالنا، فالتاريخ يشهد لنا بأننا كُنا وما زلنا دُعاة سلام ووئام بين الشعوب والأُمم حيث تُحرم عقيدتنا القتل والانتقام بأي صفة أو هدف».
وشددت على أن «التصريحات الخارجة عن الإجماع الجولاني سواء كانت من داخل الجولان أو خارجه لا تمثل إلا صاحبها».
الحكومة حاضرة
داخليا، واصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إتصالاته ولقاءاته الديبلوماسية المكثفة في في اطار مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان والتهديدات المستجدة.
وشدد ميقاتي في خلال هذه الاتصالات على»أن لبنان يدين كل اشكال العنف ولا سيما التعرض للمدنيين، ويطالب بوقف العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان وتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701 كاملا».
وقال:»من المستغرب أن العدو الاسرائيلي الذي يشن حربا بلا هوادة على الفلسطينيين، قتلا وتدميرا وتهجيرا، يزعم التفجع على ضحايا عرب سقطوا في منطقة عربية محتلة من قبل اسرائيل ويهدد ويتوعد، علما ان الملابسات الكاملة لما حصل لا تزال غير معروفة بعد».
واشار ميقاتي الى ان «التهديدات الاسرائيلية المستجدة ضد لبنان والتهويل بحرب شاملة لن تثني اللبنانيين عن التمسك بحقهم في أرضهم والدفاع عنها بكل الوسائل التي تقرها الشرائع الدولية «.
واكد أن «هذا الموقف تم ابلاغه الى جميع اصدقاء لبنان في العالم والى الاتحاد الاوروبي، كما سيتم الرد على المزاعم والاتهامات الاسرائيلية في رسالة مفصلة الى مجلس الامن الدولي».
وشدد على» أن الحكومة حاضرة بكل وزاراتها واجهزتها لمواجهة اي طارئ ولكن الاجراءات المطلوبة يجري اتخاذها بطريقة لا تثير الهلع عند اللبنانيين».
واوضح» أن لجنة الطوارئ الوطنية التي شكلها مجلس الوزراء في الايام الاولى للعدوان الاسرائيلي على لبنان تواصل عملها واجتماعاتها التنسيقية،كما تحديث الاجراءات والمعطيات المطلوبة. كذلك فان الاجتماعات الوزارية في هذا الاطار ستتكثف في السرايا هذا الاسبوع».
ميدانيا، كان جيش العدو الاسرائيلي قال انه استهدف منذ ساعات مساء الاثنين نحو 10 أهداف للحزب في جنوب لبنان.
وافادت «الوكالة الوطنية للاعلام» بأن طائرات حربية اسرائيلية استهدفت منزلا غير مأهول في منطقة الخلة بين بلدتي جبشيت وعدشيت بصاروخين ، وألحقت فيه اضرارا كبيرة. كما تعرضت بلدة الخيام لقصف مدفعي معاد.
بالمقابل، تصدت وحدة الدفاع الجوي في المقاومة الاسلامية للطائرات الحربية الصهيونية المعادية التي اخترقت حاجز الصوت فوق الاجواء اللبنانية، وأجبرتها على الانكفاء والتراجع خلف الحدود داخل فلسطين المحتلة. كما قصف الحزب مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل.
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية، «مقتل شخص إثر سقوط قذيفة صاروخية في بلدة هاغوشريم بالجليل الأعلى».
أمر اليوم!
وعشية عيد الجيش، وجه قائد الجيش العماد جوزاف عون أمر اليوم للضباط والعناصر. وقال فيه:» يواجه وطننا أقسى الأزمات والتحديات، السياسية منها والمالية والاجتماعية، فضلا عن التهديد المتمثل بالاعتداءات اليومية منْ العدو الاسرائيلي، وما توقعه من ضحايا وتسببه من دمار وتهجير. في المقابل، لا تزال مساعي التهدئة لوقف الاعتداءات مستمرة وصولا إلى وقف دائم لإطلاق النار، فيما تواصل الوحدات العسكرية المنتشرة في الجنوب التنسيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان، ضمن إطار القرار 1701، على أمل أنْ يستعيد جنوبنا الهدوء وينعم أهلنا بالأمن والاستقرار».
**************************
افتتاحية صحيفة الشرق
ردّ إسرائيلي فاشل .. وبري: لسنا خائفين على لبنان
نفّذت إسرائيل تهديداتها بالردّ على قصف مجدل شمس، إذ استهدفت مساء امس منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبيّة، تحديداً قرب مستشفى بهمن ومجلس شورى «الحزب».
وذكرت وكالة «رويترز» أنّ الغارة على ضاحية بيروت الجنوبية استهدفت قيادياً بارزاً في الحزب هو فؤاد شكر المستشار العسكري الكبير لنصرالله وهو كان مدير مشروع دقة الصواريخ التابع للحزب وهو كبير مستشاري نصرالله والرقم 2 في الحزب، وفق معلومات غربية.
من جهتها، اكدت مصادر الحزب ان العملية فشلت في تحقيق هدفها، ولكن الغارة تسببت باستشهاد مدنيين اثنين واصابت عدداً من المواطنين.
وأكدت قناة «العربية» أن شكر خرج من المبنى قبل استهدافه.
ولاحقا اعترف الجانب الاسرائيلي أن مصير شكر مجهول، وتأكيداً لذلك طلب رئيس الوزراء بنيامين نتياهو من وزرائه عدم التعليق على الغارة، كما انه اجتمع الى كبار قادة جيش الاحتلال.
وأظهرت الصور حجم الدمار في المنطقة المستهدفة.
وفي تعليق أوليّ على الضربة، قالت الخارجية الأميركية: «نواصل التركيز على الديبلوماسية ونريد تجنّب أي نوع من التصعيد بين إسرائيل والحزب».
كما اعلنت الامم المتحدة انها اجرت اتصالات مع جميع الاطراف لمنع التصعيد.
اتصالات
سبق ذلك استمرار الاتصالات بين العواصم الكبرى، ومعظمها في الكواليس وبعضها يخرج الى العلن لدفعِ اسرائيل الى «دوزنة» ردها على صاروخ مجدل شمس، واقناع الحزب ايضاً بدوزنة رده على الرد. امس، بحث وزير خارجية مصر مع وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن جهود خفض التصعيد على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية. واشار وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إلى أنّ «أي تصعيد بين لبنان وإسرائيل يُمكن أن يفجّر الوضع، ونود أن نرى حلًا ديبلوماسياً». وقال خلال مؤتمر صحافي في مانيلا «لا أعتقد أن نشوب حرب بين إسرائيل والحزب أمر حتمي».
رد شديد
من جانبه، اعتبر رئيس مجلس العلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي، أن «مزاعم إسرائيل بمسؤولية الحزب عن حادثة مجدل شمس مثيرة للسخرية وستواجه رداً شديداً إذا أقدمت على مغامرة في لبنان».
أيضاً في المواكبة الخارجية للمستجدات، استقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السراي المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت وبحث معها في الأوضاع الراهنة والاتصالات الجارية لتمديد ولاية «اليونيفيل». وفي خلال الاجتماع دعت المسؤولة الأممية الى التهدئة على كافة الجبهات، وطالبت الجميع بالالتزام بتطبيق القرار 1701 الذي هو الحل الوحيد لحل النزاع القائم.
ميقاتي
في المواقف قبل الاعتداء الاسرائيلي، شدد رئيس الحكومة في خلال اتصالاته ولقاءاته على «أن لبنان يدين كل اشكال العنف ولا سيما التعرض للمدنيين، ويطالب بوقف العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان وتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701 كاملاً». وقال «من المستغرب أن العدو الاسرائيلي الذي يشن حرباً بلا هوادة على الفلسطينيين، قتلاً وتدميراً وتهجيراً، يزعم التفجع على ضحايا عرباً سقطوا في منطقة عربية محتلة من قبل إسرائيل ويهدد ويتوعد، علماً ان الملابسات الكاملة لما حصل لا تزال غير معروفة بعد». وقال «إن التهديدات الاسرائيلية المستجدة ضد لبنان والتهويل بحرب شاملة لن يثني اللبنانيين عن التمسك بحقهم في أرضهم والدفاع عنها بكل الوسائل التي تقرها الشرائع الدولية». واكد «أن هذا الموقف تم ابلاغه الى جميع اصدقاء لبنان في العالم والى الاتحاد الاوروبي، كما سيتم الرد على المزاعم والاتهامات الاسرائيلية في رسالة مفصلة الى مجلس الامن الدولي». ودعا الى «عدم الإنجرار خلف الشائعات والاخبار الكاذبة التي تهدف الى بث الهلع في قلوب جميع اللبنانيين»، معتبرا «أن الحرب النفسية التي يشنها العدو الاسرائيلي تهدف اولاً واخيراً الى ضرب معنويات اللبنانيين خصوصاً في عز موسم سياحي يحمل الكثير من الآمال والمؤشرات الايجابية». وشدد على «أن الحكومة حاضرة بكل وزاراتها وأجهزتها لمواجهة اي طارئ ولكن الاجراءات المطلوبة يجري اتخاذها بطريقة لا تثير الهلع عند اللبنانيين».
غادروا الآن
وسط هذه الاجواء، نداءات السفارات الى رعاياها لمغادرة لبنان، مستمرة. اليوم، قال وزير خارجية بريطانيا: رسالتي لمواطنينا في لبنان غادروا الآن، اما الخارجية النيبالية فدعت مواطنيها في لبنان الى توخي الحذر والتزام الإجراءات الوقائية المطلوبة.
بري: ما يحصل يهدّد المنطقة ولسنا خائفين على لبنان
أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال استقباله في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وفدا من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم برئاسة الرئيس العالمي للجامعة عباس فواز ورئيس مكتب ساحل العاج في الجامعة حيدر سلمان وأعضاء الهيئة الإدارية الجديدة للمكتب وفعاليات من الجالية اللبنانية في ساحل العاج بأن لبنان الدور والرسالة لبنان ومن خلال مغتربيه، هو إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس، هو يحتاج في الداخل كما في بلاد الإغتراب الى تعزيز ثقافة الإعتدال التي تستلزم من روادها والمؤمنين بها المزيد من الشجاعة على التمسك بها في مواجهة التطرف الذي بدأ يغزو العالم على نحو مقيت وخطير ومسيء وأحد وجوهه البشعة ما حصل مؤخراً في حفل إفتتاح اولمبياد باريس، ما حصل في ذلك المشهد لا يمثل إهانة للمسيحيين فحسب هو أيضاً إساءة للمسيحية والإسلام على حد سواء، وأكبر دليل على ذلك أن هناك فصلاً كاملاً تدلل عليها الآيات الاخيرة من سورة المائدة في القرآن الكريم.
وأضاف الرئيس بري: «شهادتي أمام المغتربين مجروحة، وعليه أؤكد أن الإغتراب اللبناني بما يمثل من غنى ثقافي وروحي وتراثي وإنساني وديمغرافي، هذا الاغتراب ليس هو لبنان الثاني، إنما هو الوطن كل الوطن وخاصة الإغتراب في ساحل العاج والقارة السمراء فهو حجر الزاوية الذي يحمي لبنان وهو الذي ساهم ويساهم في التأسيس لقيامته» .
وتابع الرئيس بري: «أمام المغتربين ومن خلالكم اؤكد أننا لن نقبل بأي إصلاح مالي ومصرفي إذا ما لم يشتمل على ضمان إعادة ودائع اللبنانيين كاملة دون أي مس بها عاجلاَ أم اجلاً وضمناً وأولاً وآخراً ودائع المغتربين».
وحول الوضع الراهن على خلفية ما يحصل في المنطقة على ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على لبنان وقطاع غزة، قال الرئيس بري:
إن ما يحصل يهدد المنطقه بأسرها لكن بالرغم من خطورته، نحن لسنا خائفين على لبنان وعلى مستقبله فضمانة لبنان هي الوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة بين مواطنيه في الداخل وفي الإغتراب وأيضاً من خلال التمسك بعناوين قوة لبنان وبحقوقه المشروعة في الدفاع عن أرضه وعن سيادته وثرواته بكل الوسائل المتاحة التي نصت عليها القوانين والشرائع الدولية.
وأشار رئيس المجلس إلى أن ما يحصل في غزة يندى له جبين الإنسانية وما يتعرض له لبنان هو صدى لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من بوابة غزة.
وقال الرئيس بري: «ومن خلالكم أيضاً اؤكد بأن لبنان التزم وملتزم بالقرار 1701 منذ لحظة صدوره وإسرائيل سجلت رقماً قياسيا بخرق هذا القرار بأكثر من 33,000 خرق، فالمدخل الأساس للإستقرار وتجنيب المنطقة إندلاع صراع لن يسلم منه أحد ، يكون بالضغط على المستوى السياسي الإسرائيلي لوقف عدوانه المتواصل على غزة وعلى لبنان منذ ما يزيد عن عن تسعة أشهر».
كما تابع الرئيس بري المستجدات السياسية وتطورات الاوضاع لاسيما الميدانية منها وشؤونا تشريعية خلال لقائه نائب رئيس مجلس النواب الياس ابو صعب الذي قال بعد اللقاء: «طبعا كان النقاش مع دولة الرئيس بالظروف التي يمر بها البلد والوضع الدقيق والخطير الذي نمر به، وتطرق النقاش الى الأزمة القائمة حاليا خاصة في الجنوب ومع العدو الاسرائيلي وآخر ما سمعت وأهم ما سمعت من دولة الرئيس انه رغم كل هذه الظروف التي نمر بها ورغم دقة المرحلة عنده حرص شديد على إيجاد حل باسرع وقت لإنتخاب رئيس للجمهورية وسيكون هناك جهد وعمل في هذا الإتجاه وشكرا».
وبعد الظهر استقبل رئيس المجلس الوزير السابق غازي العريضي حيث جرى عرض للمستجدات وتطورات الاوضاع السياسية والميدانية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :