افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 30 تموز 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 30 تموز 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

الأهمّ ردّ حزب الله... لا ردّ إسرائيل

 

لا قرار إسرائيلياً بشنّ حرب شاملة ضد حزب الله في لبنان. والأهم، أن لا قرار سيصدر في شأن حرب كهذه. هذا هو التقدير الأرجح، مع «... ولكن» كبيرة، إذ لا يستطيع أيّ تقدير أن ينفي الفرضيات التي يمكن أن تُبنى عليها. باختصار، الحرب غير مرجحة، وهي كذلك غير مستبعدة.الجانبان لا يريدان حرباً. وكلاهما يبنيان أفعالهما الابتدائية، من عمليات وهجمات وضربات، على خلفية أن الجانب الآخر لن يتمادى في ردّه بما لا يتناسب، لأنه أيضاً لا يريد الحرب الشاملة. أما في حالة الأخطاء الميدانية والتقديرات المبالغ فيها عن نيّات الردّ لدى الطرف الآخر، فيجري استيعابها وتمرير ردّها غير التناسبي بما يمكّن الجانبين من العودة إلى الأساس: حرب محدودة ومسقوفة، لا تتوسع ولا يراد توسعتها إلى حرب شاملة.

وحادثة مجدل شمس هي حادثة «محكّ» لقواعد الاشتباك في الحرب المحدودة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي: فهي لا تلغي نيّات الجانبين بأن لا ينزلقا إلى حرب شاملة، لكنها لا تعني أنهما لم يقتربا أكثر من الاندفاع نحو حرب. وكيفما اتفق، لم تعد الحادثة من الأحداث التي تدفع إلى الانزلاق نحو قرارات متطرفة، بل هي من الأحداث التي تأتي القرارات في أعقابها وفقاً لدراسة نتائجها، ضمن معادلة الكلفة والجدوى التي حكمت الحرب المحدودة بين الجانبين، وأدّت إلى قرار الامتناع عن الحرب، وأيضاً من الجانبين.

وحادثة مجدل شمس التي تعدّ منبع التهديد وسببه المباشر بحسب قراءات، ومنها قراءات غبّ الطلب بقرار يأتي من أعلى، هي أيضاً، للمفارقة، ما يؤكد على صلابة الموقف الذي حكم المواجهة منذ أشهر. وفي ذلك يأتي التفصيل:

أولاً، كما هي الحال دائماً، منذ أشهر، يتعلق قرار الحرب الابتدائية الإسرائيلية في الساحة اللبنانية بمعادلة الكلفة والجدوى. وحاكمية هذه المعادلة للقرارات في تل أبيب لا تتغير مع حادثة مجدل شمس، بل قد تثبت الأيام المقبلة أنها أكثر صلابة ممّا كان يُعتقد.

ثانياً، اللاقرار بالحرب الشاملة لا يعني أن إسرائيل ستدع فرصة مجدل شمس تمرّ من دون استغلال، وخصوصاً أنها قد تعتقد أن فرصة كهذه تسمح لها بتجاوز الخطوط الموضوعة وقواعد الاشتباك التي تحكم المواجهة، وتمكّنها من جبي أثمان من حزب الله، مع المراهنة على أنه قد يردّ على ردّها بشكل غير تناسبي، وذلك لتمرير الردّ دون أن ينزلقا إلى الحرب الشاملة التي لا يريدانها.

ثالثاً، في حال قررت إسرائيل الرد، واللافت فيه أنه طال انتظاره نسبياً، فالتقدير أن لا يتسبب بحرب شاملة، وأن لا يتسبب أيضاً بردّ من حزب الله يضطرّ إليه وقد يكون من شأنه أن يتسبب بحرب كهذه، الأمر الذي يسقف الرد الإسرائيلي ابتداءً، ويقلّص مروحة الخيارات، وخصوصاً إذا قدّرت إسرائيل، وهو كذلك، أن حزب الله لن ولا يمكنه أن يرضى لنفسه بردّ على الردّ لا يكون تناسبياً في الحد الأدنى.

رابعاً، مع ذلك، وهو التقدير الأرجح، أن خلاصة ونتيجة ما سيحدث، أي الرد الإسرائيلي وكذلك ردّ حزب الله، من شأنه أن يبقي قواعد الاشتباك على حالها أو يرسم قواعد اشتباك جديدة بهذا الاتجاه أو ذاك. ومهما كان ردّ إسرائيل، فهو يلزم حزب الله، بداهة، بأن يكون ردّه تناسبياً، وإلا فسيتسبّب لنفسه بقواعد اشتباك لا تخدم مصالحه وموقفه والندّية التي تمتّع بها منذ بدء المواجهة الحالية، ما مكّنه من فرملة الفعل الإسرائيلي الاعتدائي أو الحدّ منه وتسقيفه.

خامساً، مع ترجيح أن لا تباشر إسرائيل حرباً شاملة، وهو ترجيح معتدّ به، فالأولى للمراقبين أن لا ينشغلوا وحسب بالرد الإسرائيلي على أهميّته، وخصوصاً أن ترجيحاته تكاد تؤكد أنه لن يتسبب بمواجهة شاملة، بل عليهم أن يبحثوا، وهو الأهم، في ردّ حزب الله على الرد الإسرائيلي، لأن هذا الردّ سيحدّد ويرسم ما سيلي، سواء ما يتعلق بقواعد اشتباك جديدة أو ترسيخ الحالية، أو حتى تغيير سقوف المواجهة المحدودة، ودفعها أكثر نحو الخطوط الحُمر. ردّ حزب الله على الردّ هو المحكّ، لا الردّ الإسرائيلي.

***************************

افتتاحية صحيفة البناء:

الجولان يطرد نتنياهو… والخارجية السورية: الجولان حاضنة المقاومة ولا يطعنها

المقاومة هي مَن سوف يردّ إذا وقع العدوان… وعلى الاحتلال تحمّل التبعات 
رحيل المفكر الاستراتيجي العميد أمين حطيط الذي أظهر حدود لبنان يوم التحرير

 

قال أهالي الجولان كلمتهم في بيان رفضوا فيه استغلال مأساة فقد أبنائهم لتبرير العدوان على لبنان والتسبّب بجرائم تشبه تلك التي يرتكبها الاحتلال في غزة، وبعدما طرد أهالي مجدل شمس وسائر بلدات الجولان وزير المالية العنصري بتسلئيل سوتريتش، طردوا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ورفض أهالي شهداء مجدل شمس الذين سقطوا في مجزرة الصاروخ الإسرائيلي، أن يدخل نتنياهو الى مجلس العزاء وأن يتقبّلوا مواساته، ورفع نشطاء من الجولان لافتات كتب عليها «نتنياهو مجرم حرب ارحل من هنا». وأصدرت وزارة الخارجية السورية بياناً عن مجزرة مجدل شمس قالت فيه، «إن شعبنا في الجولان السوري المحتل، والذي رفض على مدى عقود من الاحتلال الإسرائيلي أن يتنازل عن هويته العربية السورية لن تنطلي عليه أكاذيب الاحتلال واتهاماته الباطلة للمقاومة الوطنية اللبنانيّة بأنها هي التي قصفت مجدل شمس، ولا سيما أن أهلنا في الجولان السوري كانوا وما زالوا وسيبقون جزءاً أصيلاً من مقاومة المحتلّ ومقاومة سياساته العدوانية التي تستبيح الأرض والهوية».
في لبنان واصلت المقاومة عمليّاتها باستهداف مواقع الاحتلال بعشرات الصواريخ غير آبهة بالتهديدات الصادرة عن قيادات الكيان وجيشه. وأكدت قيادات لبنانيّة رفض توصيف العدوان الإسرائيلي الذي يهدد الاحتلال بشنه على لبنان بالردّ، وقالوا إن المقاومة هي من سوف يكون في موقع الرد، وما سيجري هو عدوان، لأن الحديث عن ردّ إسرائيلي يعني قبول الكذبة الإسرائيلية بمحاولة إلصاق مسؤولية مجزرة مجدل شمس بالمقاومة. وقالت مصادر متابعة للمواجهة والتهديدات، إن جيش الاحتلال معني بأن يقيم حساباته جيداً قبل التورط بحرب كبرى أو حرب صغرى، والمقاومة غير معنية بالتسميات، ومعادلتها بسيطة، الردّ بالتماثل والتوازي والتوازن، فكل اعتداء له رد والرد من الحجم والنوع والمدى نفسه، وعلى جيش الاحتلال أن يحسب حساباته جيداً قبل أن يتورط بما هو أعظم وأخطر من ورطته التي زيّنها له نتنياهو في حرب غزة.
في لبنان أيضاً يودّع اليوم محبّو المقاومة المفكر الاستراتيجي العميد أمين حطيط الذي توفّى بجلطة دماغية يوم أمس. والعميد حطيط هو الضابط اللبناني الذي قاد عملية إظهار حدود لبنان يوم التحرير في أيار عام 2000 مكلفاً من الرئيس المقاوم العماد أميل لحود، وهو من كتّاب جريدة «البناء» منذ 15 سنة، وشخصية إعلامية وأكاديمية أسهمت في صناعة وصياغة ثقافة المقاومة وأدبياتها، وشملت مساهماته الأوضاع في لبنان وسورية والعراق واليمن وبقيت بوصلته دائماً فلسطين، وكان من الذين رأوا من اليوم الأول لطوفان الأقصى أن كيان الاحتلال دخل في العدّ التنازلي للزوال.
ولليوم الثاني على التوالي واصل العدو الإسرائيلي حملة التهويل ضد لبنان مع تسجيل انخفاض في سقف التهديد من رد واسع يطال العاصمة وبنى تحتية، إلى ضرب أهداف لحزب الله مع عدم الذهاب إلى الحرب الشاملة مع الحزب ولا إلى الحرب في المنطقة.
وفي سياق ذلك نقلت «رويترز» عن مسؤول إسرائيلي قوله: نريد إيذاء «حزب الله» لكننا لا نسعى إلى حرب إقليمية شاملة. ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين «ان «إسرائيل» تتأهّب لاحتمال اندلاع قتال لبضعة أيام بعد هجوم الجولان».
من جانبها، أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الى ان الرد على حزب الله سيكون «محدوداً لكنه ذو مغزى».
بدوره زعم وزير حرب العدو الإسرائيلي يوآف غالانت أن «حزب الله» سيدفع ثمناً وسنترك الأفعال تتحدث لا الأقوال. وادعى المتحدث باسم جيش الإحتلال أن «الردّ سيكون واضحاً وقويّاً وسيستهدف حزب الله ونصرّ على إبعاده عن حدودنا. وهذا هو الهدف الأكبر».
لكن وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن في اتصال هاتفي مع الرئيس الإسرائيلي على أهمية منع تصعيد الصراع بعد الهجوم الصاروخي في الجولان. ووفق رويترز، بلينكن ورئيس الكيان الإسرائيلي بحثا في حل دبلوماسي يسمح للسكان على جانبي الحدود الإسرائيلية واللبنانية بالعودة لمنازلهم.
ورجّح خبراء عسكريون ان يكون «القصف الإسرائيلي لمناطق مفتوحة تدّعي «إسرائيل» أنها أهداف عسكرية لحزب الله مثل مصانع صواريخ كما حصل في غارة عدلون منذ أيام او لقواعد تنطلق منها الصواريخ على شمال «إسرائيل»، وتظهر حكومة الاحتلال هذه الضربات على انها إنجازات ولو إعلامية ووهمية للاستخدام السياسي لكن لا مفعول عسكرياً لها».
ولفت الخبراء لـ«البناء» الى أن «لا قدرة للجيش الاسرائيلي على خوض حرب واسعة النطاق مع حزب الله في ظل قوة الردع التي يفرضها حزب الله في الجنوب مقابل تجوّف قدرة الردع الاسرائيلية بشكل تدريجي وسريع منذ ٧ تشرين الاول الماضي في ظل بلوغ الجيش الإسرائيلي المرحلة القصوى من طاقته القتالية والمعنوية والتسليحية وصولاً الى نقطة النزف، وبالتالي أي جبهة جديدة خاصة مع حزب الله الذي يظهر معادلات القوة ويبعث برسائل الردع، ستشكل ضربة قاصمة للجيش لا يمكن أن يتعافى من تداعياتها». ويلفت الخبراء إلى أن أي حرب شاملة على جبهة الجنوب يستطيع الجيش الإسرائيلي ضرب الضاحية والعاصمة وتدمير مناطق واسعة وبنى تحتية في لبنان، لكن حزب الله سيردّ بالمثل ويلحق خسائر فادحة في «إسرائيل» خاصة في الساحل البحريّ وشمال فلسطين المحتلة وتل أبيب وستتحوّل إلى كارثة على الكيان الإسرائيلي اذا انخرطت جبهات أخرى داعمة للحزب في هذه الحرب مثل اليمن وسورية والعراق وإيران وقوى أخرى في المنطقة».
ولفتت مصادر مطلعة على موقف المقاومة لـ«البناء» الى أن الرسائل التي وصلت الى الحكومة اللبنانية تطلب أن يصمت الحزب عن الضربة الإسرائيلية مقابل عدم شن حرب شاملة على لبنان تهدف الى الضغط على لبنان للي ذراع حزب الله ودفعه لتخفيف العمليات العسكرية في جبهة إسناد غزة، كما وتسجيل انتصارات وهمية لصالح الإسرائيلي لإيهام الرأي العام ومستوطني الشمال باستعادة هيبة الردع والأمن الى الشمال لتخفيف الضغط السياسي والشعبي عن الحكومة». وشدّدت المصادر على أن «المقاومة لن تؤخذ بحملة الإشاعات، لأن مَن استعدّ وأعد لحرب مفتوحة لا ترهبه ترهات وألاعيب استخباراتية وإعلامية كهذه، ولكن اي عدوان على لبنان سيقابل فوراً برد مماثل حتى لو تدحرجت الى الحرب المفتوحة، فلن تسمح المقاومة للعدو بفرض معادلات ميدانية جديدة وانتزاع مكاسب بالتهديد والتهويل ما عجزت عن انتزاعه بالقوة العسكرية».
وعلمت «البناء» أن المسؤولين اللبنانيين أكدوا للمسؤولين الأميركيين الذين اتصلوا بهم لا سيما موفد الرئاسة الأميركية أموس هوكشتاين ان لبنان ملتزم القرارات الدولية ولا يريد التصعيد ولا الحرب، لكن لن يقبل بأي عدوان على أي منطقة لبنانية ولبنان كله سيكون موحداً ضد أي عدوان إسرائيلي كما ينفي الاتهامات الإسرائيلية للحزب بإطلاق الصاروخ على مجدل شمس في الجولان المحتل ويرفض التهديدات.
وعلى صعيد المساعي الدبلوماسية الرسمية تلقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتصالاً من وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي جرى خلاله عرض الوضع في لبنان في ضوء التهديدات الإسرائيلية الأخيرة والعدوان المستمر على جنوب لبنان.
وخلال الاتصال، شدّد رئيس الحكومة على ان الحل يجب أن يقوم على قاعدة التطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701.
بدوره عبّر الوزير المصري عن تضامن بلاده مع لبنان، ووقوفها الى جانبه ورفض أي اعتداء يطاله. وشدد على «ان هدا الموقف تم إبلاغه الى جميع المعنيين، مع التشديد على ان الحل السياسي هو وحده كفيل بإنهاء الازمات والحروب».
وافادت شبكة «سي إن إن»، عن وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب، بأننا «تلقينا تأكيداً من جهات دولية أن الضربة الإسرائيلية المتوقعة ستكون محدودة».
واشارت الى أن «الضربة المحدودة تعني لنا عدم استهداف الضاحية الجنوبية أو المطار».
وكان ميقاتي تلقى اتصالاً من وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي الذي «جدد دعوة جميع الأطراف الى ضبط النفس منعا للتصعيد». كما دعا «الى حل النزاعات سلمياً وعبر تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة».
بدوره، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط الأدميرال Edward Ahlgren ادوارد اليغرين والوفد المرافق، بحضور السفير البريطاني في لبنان هايمش كاول حيث تم عرض للأوضاع في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة «إسرائيل» عدوانها على لبنان وقطاع غزة.
وسط هذه الأجواء، انعكست الاجواء السائدة على حركة الطيران وعلى نشاط السفارات. وتوقفت أوساط سياسية عند التوقيت المريب لبيانات السفارات الاجنبية في لبنان بدعوة رعاياها لعدم السفر الى لبنان ووقف رحلاتها الجوية، مشيرة وكأن هناك تعليمة واحدة وصلت الى الجميع! واشارت الاوساط لـ«البناء» الى ان هذه البيانات جزء من الحرب النفسية على لبنان.
واعلنت مجموعة لوفتهانزا، في بيان، انها علقت رحلاتها الجوية إلى العاصمة اللبنانية بيروت حتى 30 تموز بسبب الوضع الراهن في الشرق الأوسط. وأعلنت لوفتهانزا الألمانية تمديد التعليق حتى 5 آب المقبل. بدوره أعلن طيران سويسرا تعليق رحلاته من بيروت وإليها حتى 5 آب. وعلقت شركتا طيران Airfrance وترانسافيا رحلاتهما نحو بيروت اليوم وغداً. وعلقت شركة «الملكية الأردنية» رحلاتها إلى بيروت وألغت رحلتين. وتم إلغاء رحلات «يورو وينغز» من بيروت وإليها حتى 5 آب في ظل التطورات في الشرق الأوسط.
في موازاة هذا، نصحت السفارة الأميركية في بيروت رعاياها بمغادرة لبنان بأسرع وقت.
من جهته أكد وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم على أنّ «شركات الطيران التي ألغت رحلاتها إلى مطار بيروت الدولي اتخذت القرار عينه بالنسبة إلى مطار تل أبيب، وهي بالتالي معادلة تفرض للمرة الأولى: وقف الرحلات في مطار بيروت يعني وقف الرحلات في مطار تل أبيب».
وأكد أن «السلطات اللبنانية ردت بدورها على التحذيرات الدولية التي وصلت وأكدت أن حزب الله لا يمزح، وصمته يدل على ثقة كبيرة لديه بأنه قادر على توجيه ضربات موجعة للجيش الإسرائيلي». وقال: «إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد أن يبين للإسرائيليين أنه لم يتخل عن شمال «إسرائيل» والجولان، وعليه خلق هذه الفتنة عبر افتعاله مجزرة مدانة أصابت أهلنا السوريين الدروز في مجدل شمس».
ميدانياً، وفي إطار عمليّاتها الداعمة للشعب الفلسطيني وإسناد مقاومته الباسلة، وردًا على جريمة ‌‌‌‌‌‏‌‌‌‏‌‌‏الاعتداء والاغتيال التي نفذها العدو الصهيوني في بلدة شقرا امس، استهدفت ‏المقاومة الإسلامية موقع البغدادي بعشرات صواريخ الكاتيوشا. ‏
كما استهدف مجاهدو ‏المقاومة الإسلامية تموضعًا لجنود العدو في موقع ‏»الراهب» بالصواريخ الموجهة، واستهدفوا ايضًا منظومة فنية ‏تجسسية تم تثبيتها مؤخرًا في موقع المالكية بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة.
كذلك، استهدف مجاهدو ‌‌‏المقاومة التجهيزات الفنية ‌‏المستحدثة التي تمّ تثبيتها مؤخرًا في تلة الكرنتينا بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة ما ‏أدى ‏إلى تدميرها، كما كمنوا لدبابة ميركافا في موقع الراهب، وعند وصولها إلى دائرة نيران ‏المجاهدين استهدفوها بصاروخ موجّه وأصابوها ‏إصابة مباشرة.
واستهدف مجاهدو ‌‏المقاومة موقع العباد ودشمه ‏وتجهيزاته التجسسية بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة مما أدى إلى تدمير التجهيزات ‏المستهدفة، واستهدفوا ايضًا التجهيزات التجسسية في ‏موقع حدب يارين بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة مما أدى إلى تدميرها.‏
واستهدف مجاهدو ‌‏المقاومة تجمعاً لجنود العدو في ‏محيط موقع الراهب بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة.
وتعقيبًا على كلام وزير حرب العدو الصهيوني يوآف غالانت بأن «الدبابة التي تخرج من رفح يمكنها أن تصل إلى الليطاني»، عرضت كتائب القسام مشاهد من تدمير مجاهديها لدبابات الاحتلال المتوغلة في رفح جنوب قطاع غزة، ووجّهت كتائب القسام رسالة إلى المقاومة الإسلامية في لبنان قائلةً: «هذه مدرّعات غالانت التي تخرج من رفح، ونحن على يقين أنكم ستكملون المهمة».

************************

افتتاحية صحيفة النهار


ضغوط دولية واسعة لاحتواء “الضربة” تسابق هجمة الترحيل من لبنان! 

تعامل المجتمع الدولي مع الوضع الخطير الناشئ في لبنان منذ ثلاثة أيام، وكأنّ ضربة إسرائيلية تستهدف مكاناً أو أمكنة فيه حاصلة في أي لحظة لا محال، ولكن مع حشد كبير للجهود الديبلوماسية، لا سيما منها الأميركية تحديداً، لمنع الضربة المرجحة من أن تؤدي إلى إشعال مواجهة كبيرة ذات إطار إقليمي عابر للبنان وإسرائيل.

 

وترجمت هذه “المعادلة” الحمّالة الأوجه بـ”هجمة” بيانات الترحيل عن لبنان الصادرة بكثافة عن السفارات و#شركات الطيران العالمية بما أوحى بأن الفترة الفاصلة عن الخامس من آب (أغسطس) المقبل، الموعد الذي تردّد بشكل لافت في أكثرية بيانات شركات الطيران الأجنبية، مرشحة لأن تشهد حصول الضربة.

 

ومع ذلك لم تظهر المعطيات المتوافرة عن الاتصالات الديبلوماسية المحمومة الجارية والتي وُضع بعض المسؤولين اللبنانيين في أجوائها، اتجاهات حاسمة ونهائية من شأنها اطلاق تقديرات بالغة التشاؤم باحتمال تفلّت الوضع إلى حرب واسعة، بل إن مجريات الساعات الأخيرة، بما فيها “هجمة” التحذيرات والبيانات الصادرة عن السفارات وشركات الطيران، اعتُبرت بمثابة عامل ضغط إضافياً يخدم الديبلوماسية الضاغطة نحو تجنيب لبنان حرباً واسعة واحتواء تداعيات حادث سقوط الصاروخ في مجدل شمس في الجولان بما يفتح الباب أمام اطلاق معالم تسوية لتبريد الجبهة الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل. ومع أن الهدف لا تزال دونه عقبة جوهرية هي ربط “الحزب” ربطاً محكماً بين نهاية المواجهات في الجنوب ووقف النار في غزة، فإن ثمة من تحدث عن وقائع جديدة بعد حادث مجدل شمس تجري محاولات على أساسها لاحتواء الوضع على الجبهة الشمالية.


 

خريطة المواقف

أبرز المواقف الخارجية التي سُجلت في هذا السياق كانت في تأكيد #البيت الأبيض في واشنطن “أن إسرائيل تملك الحق للرد على هجوم “الحزب””، في إشارة إلى ضربة الجولان التي أودت بحياة 12 فتى وفتاة ونُسبت للحزب، لكنه أشار إلى “أنه لا يوجد من يريد حرباً واسعة”. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن “لإسرائيل كل الحق في الرد على هجوم “الحزب””، وأضاف أن”لا أحد يريد حرباً أوسع نطاقاً، وأنا واثق من أننا سنكون قادرين على تجنب مثل هذه النتيجة”. وأشار إلى أن “الحديث عن حرب مفتوحة بين “الحزب” وإسرائيل مبالغ فيه”.

 

سبق ذلك اتصال أجراه #وزير الخارجية الأميركي #أنتوني بلينكن بالرئيس الإسرائيلي، شدد فيه على “أهمية منع تصعيد الصراع” بعد الهجوم الصاروخي في الجولان. ووفق “رويترز”، بحث بلينكن والرئيس الإسرائيلي في حل دبلوماسي يسمح للسكان على جانبي الحدود الإسرائيلية واللبنانية بالعودة إلى منازلهم.

 

غير أن #ايران وعلى لسان رئيسها #مسعود بزشكيان حذرت من عواقب الهجوم الإسرائيلي على لبنان. وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن الرئيس بزشكيان أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي بأن “أي هجوم إسرائيلي محتمل على لبنان سيكون له عواقب وخيمة”.


 

وتلقى #رئيس حكومة تصريف الأعمال #نجيب ميقاتي أمس اتصالاً من وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي “جدّد دعوة جميع الأطراف الى ضبط النفس منعاً للتصعيد”. كما دعا “إلى حل النزاعات سلمياً وعبر تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة”.

 

وتلقى ميقاتي اتصالاً مماثلاً من وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي جرى خلاله عرض الوضع في لبنان في ضوء التهديدات الإسرائيلية الأخيرة. وشدّد رئيس الحكومة على أن الحلّ يجب أن يقوم على قاعدة التطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701. وبدوره عبّر الوزير المصري عن تضامن بلاده مع لبنان، ووقوفها إلى جانبه ورفض أي اعتداء يطاله. وشدّد على”أن هدا الموقف تم ابلاغه إلى جميع المعنيين، مع التشديد على أن الحل السياسي هو وحده كفيل بانهاء الأزمات والحروب”.

 

وفي الجانب الإسرائيلي، نقلت “رويترز” عن مسؤول إسرائيلي قوله: “نريد إيذاء “الحزب” لكننا لا نسعى إلى حرب إقليمية شاملة”. ونقلت عن مسؤولين أن إسرائيل تتأهّب لاحتمال اندلاع قتال لبضعة أيام بعد هجوم الجولان. من جانبها، أشارت صحيفة “#يديعوت أحرونوت” إلى أن الرد على “الحزب” سيكون “محدوداً لكنه ذو مغزى”. وبدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن “الحزب” سيدفع ثمناً وسنترك الأفعال تتحدث لا الأقوال”. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “الردّ سيكون واضحاً وقويّاً وسيستهدف “الحزب” ونصرّ على إبعاده عن حدودنا وهذا هو الهدف الأكبر”.


 

الطيران والسفارات

وفي غضون ذلك توالى صدور بيانات شركات الخطوط الجوية العربية والعالمية بإلغاء رحلاتها إلى #مطار رفيق الحريري الدولي، خوفاً من ضربة إسرائيلية محتملة. وعلى الأثر، بدت الحركة خفيفة في المطار.

 

واعلنت مجموعة لوفتهانزا، أنها علّقت رحلاتها الجوية إلى العاصمة اللبنانية بيروت حتى 30 تموز (يوليو) بسبب الوضع الراهن في الشرق الأوسط. ولاحقاً، اعلنت لوفتهانزا تمديد التعليق حتى 5 آب (أغسطس) المقبل. بدورها أعلنت شركة طيران سويسرا تعليق رحلاتها الى بيروت حتى 5 آب (أغسطس). وعلّقت شركتا طيران إيرفرانس وترانسافيا رحلاتهما أمس واليوم. وعلقت شركة “الملكية الأردنية” رحلاتها إلى بيروت وألغت رحلتين. وتم إلغاء رحلات “يورو وينغز” من بيروت وإليها حتى 5 آب (أغسطس) أيضاً.

كما راحت تتوالى بيانات الدول والسفارات الغربية والخليجية بالطلب إلى رعاياها عدم السفر الى لبنان ومغادرته.

 

ونصحت السفارة الأميركية في بيروت رعاياها بمغادرة لبنان بأسرع وقت. ونشرت على منصة إكس” مقطع فيديو لمساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون القنصلية رينا بيتر قالت فيه: “بينما ما زالت وسائل التواصل والمواصلات والبنية التحتية سليمة وتعمل بشكل طبيعي، تأكدوا من صلاحية جوازات سفركم على أنها صالحة وفي حال لم يكن جواز سفركم صالحًا لأكثر من ستة أشهر. وفي حال لم تعد الرحلات التجارية متاحة، على الأشخاص الموجودين في لبنان التحضير لأخذ ملاجئ أماكن تواجدهم لفترات طويلة”.


 

أضافت “إذا كان أقاربكم يخططون لزيارتكم في لبنان هذا الصيف، نأمل منكم تحفيزهم على إعادة النظر في سفرهم نظرا للصعوبات التي قد تعوق المغادرة في حال تزايد الصراع في المنطقة”. من جانبها، قالت الخارجية الألمانية: “ننصح رعايانا بمغادرة لبنان بشكل عاجل”. وطلبت السعودية من مواطنيها التقيد بقرار منع السفر إلى لبنان. وحضّ وزير الخارجية الإيطالية رعايا بلاده على مغادرة لبنان.

 

تصعيد ميداني

على الصعيد الميداني حافظ الوضع على منسوب مرتفع من التصعيد إذ شنّت مسيّرة إسرائيلية، في وقت مبكر صباحاً، غارتَين استهدفتا سيّارة ودراجة نارية، تباعاً، في محيط شقرا. وأفاد الدفاع المدني في الجنوب عن سقوط شهيدين و3 جرحى بينهم طفل في القصف على محيط بلدة شقرا. ونعى “الحزب” عباس فادي حجازي من بلدة مجدل سلم وعباس محمد سلامي من بلدة خربة سلم وسكان بلدة شقرا في جنوب لبنان.

 

وشنّ الطيران ال#اسرائيلي غارة على حولا وأخرى على كفرحمام. واستهدف قصف مدفعي أطراف بلدة عيترون. وتعرضت الاحياء السكنية في منطقة الصافح جنوب بلدة ميس الجبل لقصف مدفعي، وكذلك أطراف بلدة مركبا وميس الجبل واستهدف حي القندولي غربي البلدة. واندلع حريق في محيط مكب النفايات عند الأطراف الغربية لميس الجبل بفعل قصف فوسفوري استهدف المنطقة. بالتزامن، قام الجيش الإسرائيلي بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتجاه بلدة كفركلا من مرابضه في مستعمرة المطلة.


 

ولاحقاً شنّ الطيران الإسرائيلي المسيّر غارة استهدفت سيارة في بلدة كونين ما أسفر عن سقوط جريحين إصابة احدهما خطيرة . في المقابل، أعلن الحزب أنه قصف موقع البغدادي الإسرائيلي بعشرات من صواريخ الكاتيوشا، وأعلن أيضاً أنه استهدف منظومة فنية ‏تجسسية تم تثبيتها مؤخرًا في موقع المالكية. كما استهدف التجهيزات الفنية ‏المستحدثة التي تم تثبيتها مؤخراً في تلة الكرنتينا.

 

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى رصد سقوط 4 صواريخ في منطقة الجليل الأعلى قرب الحدود اللبنانية من دون انطلاق صفارات الإنذار. وأفيد عن حرائق كبيرة إندلعت في الاحراج المحيطة بكريات شمونة بعد سقوط صواريخ في المنطقة.

******************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

واشنطن تساند ضربة إسرائيلية «قوية ومحدودة» ضد «الحزب» دون توسيع الصراع

البيت الأبيض يستبعد حرباً واسعة ويَعُدها توقعات مبالغاً فيها 

واشنطن: هبة القدسي

 

ألقت كل من إسرائيل والولايات المتحدة بالمسؤولية على «الحزب»، واتهمته بإطلاق صاروخ فلق إيراني الصنع، باتجاه بلدة مجدل شمس في مرتفعات الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل، الذي أدى إلى مقتل 12 طفلاً درزياً في ملعب كرة قدم. وهددت إسرائيل برد انتقامي قوي؛ مما أدى إلى تصعيد التوتر في المنطقة، مع ضغوط أميركية تستهدف تحجيم التصعيد غير المنضبط، ومطالبة المواطنين الأميركيين مغادرة لبنان على الفور.

وبعد اتصالات أميركية إسرائيلية مكثفة من جانب، وأميركية لبنانية وإقليمية من جانب آخر، تتجه الأنظار إلى شكل الرد الإسرائيلي ومداه وتداعياته، مع حسابات أميركية حول كيفية محاصرة أي محاولات لتوسيع الصراع. وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن إسرائيل ترفض رداً محدوداً يستنتج منه «الحزب» أنه قادر على قتل المدنيين دون أن يواجه ضربة قوية، كما ترفض إسرائيل محاولات «الحزب» إلقاء ظلال من الشكوك حول هذا الحادث ونفي مسؤوليته عن الحادث.

وتخشى الولايات المتحدة رداً إسرائيلياً قوياً يؤدي إلى تدمير بنى تحتية لبنانية، ويفاقم من الأزمة الاقتصادية في لبنان، كما يؤدي إلى هجمات متعددة من عدة جبهات تابعة لإيران، وتصعيد هجمات صاروخية وطائرات دون طيار من قبل «الحزب» ضد إسرائيل.

توقعات مبالغ بها

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، إن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أجروا محادثات على «مستويات متعددة»، خلال نهاية الأسبوع في أعقاب الهجوم، وإن خطر اندلاع نزاع شامل «مبالغ فيه». وأضاف في اتصال مع الصحافيين، ظهر الاثنين: «لا أحد يريد حرباً أوسع نطاقاً، وأنا واثق من أننا سنكون قادرين على تجنب مثل هذه النتيجة»، وتابع: «لقد سمعنا جميعاً عن هذه الحرب الشاملة في فترات متعددة على مدى الأشهر العشرة الماضية، وكانت تلك التوقعات مبالغاً فيها في ذلك الوقت. وبصراحة، نعتقد أنه مبالغ فيها الآن».

وقد انغمست الإدارة الأميركية في اتصالات مكثفة مع الجانبين الإسرائيلي واللبناني، بشأن الرد الذي تناقشه حكومة الحرب الإسرائيلية، مع استنفار في المنشآت الأميركية في المنطقة؛ خوفاً من أي تصعيد ضد المواقع الأميركية في سوريا والعراق ومنطقة الخليج.

وأصدرت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، أدريان واتسون، بياناً، مساء الأحد، أشارت فيه إلى أن «الإدارة الأميركية منخرطة في مناقشات مستمرة مع نظرائنا الإسرائيليين واللبنانيين منذ الهجوم المروع الذي وقع أمس في شمال إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل العديد من الأطفال الذين كانوا يلعبون كرة القدم». وأشار البيان إلى أن «هذا الهجوم نفذه (الحزب) اللبناني»، قائلاً: «كان صاروخهم وأطلقوه من منطقة يسيطرون عليها. وينبغي إدانته عالمياً». وأضاف البيان: «إن دعمنا لأمن إسرائيل قوي وثابت ضد جميع التهديدات المدعومة من إيران، بما في ذلك (الحزب)، وتعمل الولايات المتحدة أيضاً على التوصل إلى حل دبلوماسي على طول الخط الأزرق من شأنه أن ينهي جميع الهجمات مرة واحدة وإلى الأبد، ويسمح للمواطنين على جانبي الحدود بالعودة بأمان إلى ديارهم».

ورسم البيان خطاً واضحاً للرؤية الأميركية لأي رد انتقامي إسرائيلي؛ بحيث يكون قوياً لكن محدوداً، واعترف البيان بسيطرة «الحزب» على لبنان، كما أشار محللون إلى أن الاتفاق البحري بين إسرائيل ولبنان، الذي أشرفت عليه الولايات المتحدة عام 2022، لم يؤدِّ إلى خفض التوترات كما كانت الإدارة الأميركية تُبشِّر له في ذلك الوقت.

هل تتغير قواعد الاشتباك

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (الثاني من اليمين) يتحدث في اجتماع مجلس الوزراء الأمني. تستعد الحكومة الإسرائيلية لشن ضربة انتقامية ضد الحزب في لبنان في أعقاب الهجوم الصاروخي المدمر على مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل، حيث قُتل ما لا يقل عن 12 طفلاً يوم السبت. (د.ب.ا)

وتتزايد مستويات القلق الأميركي من أهداف «الحزب» الذي يدعي الحق في مهاجمة إسرائيل وقتما يشاء، ويربط وقف هجماته بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة. وقال مسؤول أميركي لوكالة «أكسيوس» إن الهجوم على مجدل شمس قد يكون الشرارة التي كانت الولايات المتحدة تخشاها، وتقلق من إمكانية توسيع الصراع وحاولت تجنبها على مدى 10 أشهر، متوقعاً رداً من إسرائيل يستهدف كثيراً من المواقع العسكرية لـ«الحزب» على نطاق أوسع عن ذي قبل.

وتريد إسرائيل إزالة التهديد الذي يشكله «الحزب» بشكل كامل، وإعادته إلى ما وراء نهر الليطاني، وتطبيق قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي أنهى آخر حرب بين الجانبين في عام 2006.

وقال داني دانون، السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، في تصريحات لشبكة «فوكس نيوز»، الاثنين، إن رد إسرائيل سيكون سريعاً وقاسياً ومؤلماً. وأضاف: «نحن نقوم بتحديد الأهداف الآن، وأعتقد أنه في الأيام القليلة المقبلة سيتعلم (الحزب) الدرس»، وتابع: «إن إسرائيل ليس لديها نيات لشن حرب شاملة».

لكن العديد من المسؤولين الأميركيين يستبعدون اندلاع حرب أوسع في المنطقة، مشيرين إلى أنه ليس في مصلحة أحد توسيع الصراع؛ لأنه سيكون ضاراً بإسرائيل وبـ«الحزب» وإيران والولايات المتحدة. وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الذي تحدث مع الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، الاثنين: «إن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل ضد التهديدات من المنظمات الإرهابية المدعومة من إيران، بما في ذلك (الحزب)». وشدد بلينكن، خلال مؤتمر صحفي من اليابان، على أنه «لا يوجد مبرر للإرهاب، ولا نريد أن نرى الصراع يتصاعد»، داعياً إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب التصعيد والتوصل إلى حل دبلوماسي».

وزاد من مستويات القلق قيام عدد من شركات الطيران بتعليق رحلاتها إلى مطار بيروت الدولي في لبنان، وتحذيرات كثير من الدول لرعاياها بعدم السفر إلى لبنان ودعوة مواطنيها في لبنان إلى المغادرة بسرعة.

وأشار آرون ديفيد ميلر، الزميل بمؤسسة كارنيغي للسلام، لشبكة «سي إن إن» إلى «مخاوف متزايدة لدى المجتمع الدولي من الفشل في تهدئة التوترات بين إسرائيل و(الحزب) مع ما يملكه (الحزب)، ويصل لأكثر من 150 ألف صاروخ، مشيراً إلى أن المواجهة بين إسرائيل و(الحزب) قد تخلق وضعاً لم نشهده من قبل في المنطقة، ومن شأنها أن تدمر لبنان وتلحق أضراراً جسيمة بإسرائيل، وتشعل حرباً إقليمية كبرى قد تؤدي إلى مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران».

**************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

سباق دولي لنزع فتيل الحرب.. إسرائيل: تهديد ووعيد.. “الحزب”: صمت وجهوزية

 

حبس الإنفاس مُمتدّ من لبنان إلى كلّ دول العالم، ترقباً لطبيعة ما تقول إسرائيل إنّه ردّ على صاروخ مجدل شمس الذي أودى بحياة العديد من المدنيين العرب من سكان هذه البلدة الواقعة في الجولان السوري المحتل.

على ان الردّ الحقيقي جاء من مجدل شمس نفسها، وتجلى في طرد أهاليها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال محاولته زيارة البلدة أمس، وأطلقوا هتافات ضده ووصفوه بأنه فاشي ومجرم حرب.

التهديدات الإسرائيليّة التي ارتفعت في اليومين الماضيين، وما واكبها من سيناريوهات حربية، و«عواجل» تبرّعت ببثها بعض القنوات والفضائيات، متبنية روايات وتهويلات المستويات السياسية والعسكرية والاعلامية في اسرائيل، أوحَت وكأنّ لحظات باتت فاصلة عن قيام الحرب الاسرائيلية الواسعة على لبنان. إلّا أنّ محاذير وخفايا الميدان العسكري وما قد يحمله من مفاجآت غير محسوبة، الى جانب ارتفاع حرارة الاتصالات الموازية ومساعي احتواء التصعيد، فرضت ما بَدا أنّه تخفيض لسقف العدوان.

 

واذا كان الاعلام الاسرائيلي قد تدرّج من التهويل بحرب واسعة وقاسية وتحديد بنك أهداف في لبنان، الى الحديث عن «رد محسوب على «الحزب» بتأثير قوي، إنما لا يقود إلى حرب واسعة»، إلّا أنّ ارتفاع سقف العدوان او انخفاضه مرتبطان بما سيقرّره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت، اللذين كلفهما مجلس الحرب المصغّر تحديد طبيعة ما اعتبره «الردّ» على «الحزب» وتحديد موعده، وهو الأمر الذي يصوّب كلّ منصّات الرصد على الميدان، وترقّب ما قد يترتّب على الخطوة العدوانية الإسرائيلية من تداعيات وارتدادات.

 

إحتواء التصعيد

وفق معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» فإنّ القنوات السياسية والديبلوماسية فتحت على مصراعيها، على حركة اتصالات منظورة وغير منظورة، توزّعت على خطوط محلية واقليمية ودولية متعددة، ولا سيما من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والأمم المتحدة.

 

وعلى ما تقول مصادر المعلومات، فإنّ الاميركيين عبر آموس هوكشتاين كانوا متناغمين مع موقف إسرائيل، وتبنّوا روايتها واتهام «الحزب» بإطلاق صاروخ مجدل شمس، وأجازوا لها «حق الردّ» كجزء من حقها في الدفاع عن نفسها، إنما ردّ محسوب ومدروس لا يشكّل شرارة لإشعال حرب واسعة. على أن مطّلعين عن كثب على أجواء الاتصالات، أبلغوا الى «الجمهورية» قولهم «إن الاميركيين يتفهّمون في العلن الموقف الاسرائيلي، بل ويتبنّون رواية العدو. الا انهم في المحادثات التي يجرونها، سواء في الاتصالات او في الغرف المغلقة، يقولون أمورا اخرى، ويؤكدون انهم لن يسمحوا بتوسيع نطاق الحرب، وسيمنعون أيّ مغامرة في الاتجاه.

 

وعلى الرغم من الموقف الأميركي العلني المتناغم مع الموقف الاسرائيلي بتحميل «الحزب» مسؤولية استهداف مجدل شمس، إلّا أنّ واشنطن واصلت تحرّكها لاحتواء التصعيد، حيث أفيد في هذا السياق عن اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن والرئيس الاسرائيلي بَحثا فيه في حل ديبلوماسي يسمح للسكان على جانبي الحدود بالعودة الى منازلهم، واكد بلينكن أهمية منع التصعيد.

 

وعلى الخط ذاته، بَدا انّ قنوات التواصل غير المباشر مفتوحة بين واشنطن وطهران عبر طرف ثالث (قطر او عُمان)، لاحتواء التصعيد، والحؤول دون خروج الأمور عن السيطرة. وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الاميركية قد نقلت في الساعات الماضية عن مسؤولين عرب واوروبيين قولهم: «إن مسؤولين أميركيّين تبادلوا الرسائل مع ايران، لمحاولة تهدئة الوضع بين «الحزب» واسرائيل». ولم تحدد الصحيفة هوية ناقل الرسائل، وقالت: انّ كل الأطراف تشير إلى أنها غير مهتمة بتوسيع الصراع، لكن احتمالات حدوث سوء تقدير للحسابات بين إسرائيل و«الحزب» ما زالت مرتفعة».

 

ولاحظ مصدر سياسي، عبر «الجمهورية»، وجه شبه بين الأجواء الحالية والاجواء التي سبقت سبقت الردّ الايراني على قصف القنصلية الايرانية في دمشق، حيث قد يكون المراد من الحراكات الجارية، إن صَحّ ما يقال عن رسائل متبادلة، هو محاولة اميركية لتمرير ردّ اسرائيلي مدروس على حادث مجدل شمس، من النوع القابل للاحتواء سريعاً، ولا يؤدي بشكل من الاشكال الى توسيع نطاق الحرب ووضع المنطقة على حافة حرب اقليمية. الا انّ العائق الاساس امام هذه المحاولة يتجلى في رفض ايران اولاً، التسليم باتهام «الحزب» باستهداف مجدل شمس، وتبرئة اسرائيل من حادث تسبّب به أحد صواريخ القبة الحديدية. وثانياً، رفضها الانجرار الى خدعة تتسلل من خلفها محاولة اسرائيلية لاستعادة هيبة مكسورة امام المقاومة، تتيح لها فرض معادلة جديدة».

 

الفرنسيون والروس والايرانيون

وفي السياق ذاته، اشارت المعلومات الى أنّ الفرنسيين عبّروا عن قلق بالغ مما سمّوها «مخاطر كبرى»، وكانوا مُلحّين في التحذير من الانزلاق الى حرب واسعة تخرج عن السيطرة. ويبرز في هذا السياق الاتصال الذي جرى بالامس بين الرئيس الايراني مسعود بزشكيان والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حيث اكد الرئيس الايراني انه «اذا هاجم الكيان الاسرائيلي لبنان، فسيرتكب خطأ كبيرا ستكون له عواقب وخيمة»، وعبّر عن «قلقه الشديد تجاه تصعيد التوترات جنوب لبنان»، وقال: «نحذّر من تبعات اي عدوان عليه»، مشيرا الى «أننا لن ندّخِر جهدا لإنهاء حرب غزة واستقرار المنطقة. ونأمل من الدول الأخرى تحمل مسؤولياتها».

 

وفيما ركزت الإتصالات الأمميّة على ضبط النّفس والتزام الأطراف بمندرجات القرار 1701، دخلَ الروس على الخط ذاته عبر اتصالات بمستويات سياسية ورسمية، واللافت فيها التفهّم الكلي للموقف اللبناني. فيما كان للايرانيين حضور مباشر على خط التواصل، وأكدوا الوقوف الى جانب المقاومة في لبنان، في مواجهة أي خطوة اسرائيلية حمقاء.

 

يشار في هذا السياق إلى أن الخارجية الإيرانية أكدت بطلان الإدعاء الاسرائيلي حول تحميل «الحزب» مسؤولية حادث مجدل شمس، وحذّرت من « تداعيات غير متوقعة لأي مغامرات جديدة من الكيان الصهيوني تجاه لبنان بذريعة حادث مجدل شمس». معتبرة أنّ «أي خطوة حمقاء من جانب الكيان الصهيوني يمكن أن تؤدي الى توسيع رقعة الأزمة والحرب في المنطقة».

 

وعلى صعيد الاتصالات أيضاً، تلقّى رئيس حكومة تصريف الأعمال اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية البريطاني دايفيد لامي، عَبّر فيه عن القلق ازاء تصاعد التوتر، وجَدّد دعوة جميع الاطراف الى ضبط النفس منعاً للتصعيد، كما دعا الى حلّ النزاعات سلميّاً عبر تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة.

واعلن وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب أنه تلقى اتصالات من كل من الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، والممثل الاعلى للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والامنية جوزيب بوريل، ووزير الخارجية الايطالية، ووزير الخارجية المغربية ناصر بوريطة ووزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي. كما تواصَل إلكترونياً مع وزير خارحية هولندا كاسبار فيلدكامب، وتمحور البحث حول سبل منع التصعيد.

 

إنه عدوان وليس رداً

واذا كان لبنان قد أبلغ جميع الوسطاء بأنّه في موقع المعتدى عليه من قبل اسرائيل، وانه «ملتزم بالقرار 1701، وانه ليس من عادة لبنان او المقاومة استهداف المدنيين»، على ما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري لآموس هوكشتاين وكذلك لمنسقة الامم المتحدة في لبنان وغيرهما ممّن اتصلوا به. إلّا أن المستغرب بل المثير للريبة، وفق ما هو سائد في عين التينة، هو التجاهل او التعامي المتعمّد من قبل بعض الدول على حقيقة ما جرى في مجدل شمس، وتبرئة اسرائيل من هذه الجريمة، ومنحها حق الرد، وكأنها هي المعتدى عليها، و«الحزب» هو المعتدي. وبالتالي، محاولة التوسّط معها ليكون هذا الرد قابلاً للاحتواء ولا ينزلق بالأمور الى حرب واسعة.

ووفق هذه الاجواء، فإنّ كل ذلك لا يعطي صدقية للكذبة الاسرائيلية باتهام «الحزب» باستهداف مجدل شمس، ولا يغيّر في حقيقة أنّ ما جرى في تلك البلدة وسقوط الشهداء من المدنيين العرب السوريين فيها، مسؤولية اسرائيل مهما حاولت التنصّل منها. وتبعاً لذلك، فإنّ أي خطوة اسرائيلية تجاه لبنان، سواء سَمّتها اسرائيل ردّاً او غير ذلك، ليست سوى عدوان على لبنان، ستواجهه قوى المقاومة بما يمنع العدو من تحقيق أهدافه».

 

صمت وجهوزية

«الحزب»، ومنذ بيانه الأخير الذي نفى فيه أي علاقة له باستهداف مجدل شمس، يعتصم بالصمت، ولا يبدو متأثرا بكل ضجيج الاتهامات والتهويلات التي توالت في اليومين الاخيرين، حيث أنه يواصل من جهة عمليات الاسناد ضد مواقع الجيش الاسرائيلي، وهو ما اشار اليه الاعلام الاسرائيلي، فيما توقفت وسائل اعلامية اخرى عند ما سَمّتها مفارقة غريبة مفادها انّ اسرائيل تُلوّح بردٍّ قاس على «الحزب»، فيما «الحزب» في المقابل، يبدو متحفّزاً، ويواصل الهجوم على مواقع الجيش وصفارات الانذار تدوي في كل بلدات الشمال».

 

وفيما تعكس مجريات الميدان العسكري أنّ «الحزب» رفع من جهوزيته واستعداداته على طول خط المواجهة، وفي العمق، الى حدود التحفّز الأعلى تحسّباً لأيّ طارىء. يؤكد مطلعون على اجواء الحزب لـ«الجمهورية» أنّ «رسائل وجّهت في مختلف الاتجاهات بأنّ ردّ المقاومة سيكون فورياً على أيّ خطوة عدوانية اسرائيلية، بما يُماثلها كمّاً ونوعاً، ومن دون سقوف إن تَطلّب الأمر ذلك». ولفت هؤلاء الى «انّ «الحزب»، وخلافاً لما يبث من أكاذيب، لم ولن يقدّم أيّ التزام بعدم الردّ على أيّ عدوان اسرائيلي يحصل الآن أو في أي وقت آخر».

 

وكانت وكالة «اسوشيتد برس» قد نقلت عن مصادر «انّ «الحزب» بدأ بنقل بعض صواريخه الذكية الموجّهة بدقة لاستخدامها اذا لزم الأمر. واشارت المصادر الى انّ «الحزب» لا يريد حربا شاملة مع اسرائيل، ولكن اذا اندلعت الحرب فإنه سيقاتل بلا حدود».

 

الشيخ جربوع لـ«الجمهورية»

وفي هذا الإطار، أكد شيخ عقل الموحدين الدروز في سوريا يوسف جربوع في حديث خاص لـ الجمهورية» أن مجزرة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل تخطت الفتنة ومواقف الزعماء وطنية ومشرفة.

 

ورأى أن الهدف من الاعتداء على مجدل شمس هو اعطاء ذريعة للاعتداء على الجنوب، وهذا امر ليس غريباً عن العدو الاسرائيلي الذي اعتاد قتل الاطفال وانتهاك الأعراف والقوانين الدولية، لافتاً الى أن غالبية أهالي مجدل شمس أصبح لديهم يقين في من يقف وراء الاعتداء، وأن أصوات النشاز التي تقول غير ذلك قليلة وضعيفة.

 

اما عن مواقف الزعامات السياسية فيقول شيخ العقل إنها مؤثرة وقوية، لا سيما موقف المير طلال ارسلان وموقف وليد بيك جنبلاط، وخصوصاً ان كان له موقف معارض بما يخص الشأن السوري، الّا أن مواقفه الوطنية بقيت ثابتة وقوية وصبّت لمصلحة منع الفتنة الى جانب مواقف المشايخ، سامي ونصر الدين وغيرهم الكثير التي صبت جميعها لمصلحة الصف الوطني ومنع الفتنة والوقوف بوجه تحقيق مشروع العدو».

 

وحول المبادرات التي يمكن أن تُبنى على المواقف الاخيرة لتقريب بعض وجهات النظر حول قضايا المنطقة وسوريا، أجاب شيخ العقل أن العمل جارٍ ومستمر لمواكبة عودة الدول العربية، وأن هناك فريقاً يعمل لإفشال مسار عودة سوريا الى الحضن العربي من خلال مشاريع غريبة عن أبناء المنطقة وأبناء طائفة الموحدين الدروز المتمسكين بعروبتهم وبانتمائهم الوطني».

 

أما بما يتعلق بما يجري في الداخل السوري وخصوصاً في محافظة السويداء، قال الشيخ جربوع «إننا نسعى لعودة وحدة الصف بالتنسيق مع الاخوة في لبنان وفلسطين أيضاً للتعاون مع الدولة وعودة الوحدة الداخلية والأمن والأمان».

 

وتابع شيخ العقل: الرسالة التي أوجهها من خلال موقع «الجمهورية» الى الأهالي تتمثل في الدعوة الى الحذر مما يُحاك ضدنا كطائفة وضد المنطقة لتقسيم المقسم والذهاب الى دويلات ذات أبعاد طائفية، مؤكداً أن الموحدين الدروز هم مذهب، وليسوا قومية، وهم متمسكون بانتمائهم الوطني والإلتزام بالدولة سواء في لبنان أو سوريا أو الأردن.

 

وحول الرسالة للمقاومة في الساعات الحاسمة قبيل التهديد الاسرائيلي، قال الشيخ جربوع: «نحن مع المقاومة، الجهة الوحيدة الواقفة بوجه الطغيان والتعنت الإسرائيليين، ووجود المقاومة هو ثبات للعرب ككل في المنطقة لإفشال المشروع الإسرائيلي، وأي اعتداء على المقاومة هو إعتداء علينا، ونحن مع تيار المقاومة بالتصدي والثبات لمواجهة أي هجوم محتمل على لبنان أو أي دولة في المنطقة».

 

التهديدات متواصلة

وفي سياق ما سمّي «الرد الاسرائيلي، نقلت وسائل أخرى عن مسؤول أمني رفيع قوله «إن الضوء الاخضر قد أُعطي وسيتم الهجوم في الوقت والظروف المناسبة لنا». فيما نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين اسرائيليّين «ان اسرائيل تتأهّب لاحتمال اندلاع قتال لبضعة ايام بعد هجوم مجدل شمس. فيما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية عن مسؤول اسرائيلي قوله: ان المخاوف من احتمال خروج الامر عن السيطرة مع «الحزب» مرتفعة للغاية».

وقال نتياهو خلال زيارته موقع سقوط الصاروخ في مجدل شمس: إن اسرائيل ستردّ بقوة على الهجوم، واسرائيل لن ولا يمكن ان تسمح بمرور هذا الأمر. سيأتي ردنا وسيكون قاسياً».

كما نقلت القناة 12 الاسرائيلية عن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت قوله «إن «الحزب» سيدفع ثمناً. وسنترك للافعال تتحدث لا الاقوال».

 

وقال المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية ديفيد منسر: انّ أولئك الذين يسعون لإيذائنا سيدفعون ثمنا غاليا».

 

واضاف: «لبنان دولة فاشلة لأنّ ايران توغّلت فيه، وهو غير قادر على السيطرة على «الحزب». إن اسرائيل لن تسمح بالعدوان على شعبها، ولديها مجموعة دفاعية معقدة، مشيراً الى «اننا نعرف كيف نتعامل مع «الحزب».

 

الى ذلك، اعتبرت وسائل اعلامية اسرائيلية أن خطوة الهجوم على «الحزب» لا تبدو ذكية، فيما ذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية «انّ احتمالات الهجوم الاسرائيلي على «الحزب» لم تعرض على وزراء الكابينيت خشية من تسريبها». بينما اعتبرت صحيفة «معاريف» العبرية «ان تأخّر اسرائيل للرد على هجوم مجدل شمس قد يعزّز احتمال تنفيذها سلسلة من الاغتيالات تطال القيادة العليا لـ«الحزب».

 

ولاحظَ الاعلام الاسرائيلي أنّ ارتدادات الجو التصعيدي بدأت تظهر في الداخل الاسرائيلي، وقد تَجلّت في اليومين الماضيين في انخفاض قيمة الشيكل امام الدولار واليورو بسبب المعركة في الشمال، فيما اشارت منصة بلومبرغ الى ان الاسهم الاسرائيلية هبطت بنسبة 2.3% امس الاول، وهي الاكبر منذ اواخر تشرين الاول الماضي.

 

وتجلّت ايضاً في الدعوات المتتالية من المستويات الامنية الاسرائيلية الى سكان مستوطنات الشمال الى البقاء قرب الملاجىء، في الوقت الذي شهدت هذه المستوطنات نزوحاً كثيفاً لِمَن بقي فيها الى الداخل الاسرائيلي. وكذلك في المخاوف من استهداف «الحزب» لمنشآت حيوية، حيث ذكر موقع اسرائيلي انه «أثناء التصعيد في الشمال، من المتوقّع أن يوجّه «الحزب» صواريخه نحو منصات الغاز. والسيناريو الذي يتم فيه إغلاق جميع منصات الغاز هو سيناريو متطرف لكنه مُحتمل، وسوف يعوّض الفحم جزءاً من النقص ولكنه لن يكون كافياً، وسيطلب من الحكومة أن تأمر باستخدام وقود الديزل باهظ الثمن وسيكون انقطاع التيار الكهربائي أمراً لا مفر منه».

 

واشنطن لحل سياسي

الى ذلك، اعلنت وزارة الخارجية الأميركية، «اننا ما زلنا نعتقد أن الحل السلمي على جبهة لبنان هو الأفضل، وليس لدينا أي خطط حالية لإجلاء المواطنين الأميركيين من لبنان».

بدوره، أكد الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، أن «دعمنا لأمن إسرائيل قوي وراسخ ضد كل التهديدات المدعومة من إيران التي تشمل الحزب»، لافتا الى اننا «نعتقد أنه لا يزال هناك وقت ومساحة لحل ديبلوماسي للتصعيد بين إسرائيل والحزب، والحديث عن حرب مفتوحة بين الحزب وإسرائيل مبالغ فيه».

 

ورأى أن «لإسرائيل كل الحق في الرد بعد هجوم الحزب». كما لفت الى اننا «لا نعتقد أن هجوم الحزب يجب أن يؤدي إلى تصعيد»، معتبرا أن «الفجوات يمكن تضييقها بشأن وقف إطلاق النار بغزة، وهجوم الحزب يؤثر سلبا على المفاوضات». واضاف «نعتقد أننا قريبون من اتفاق لوقف إطلاق النار، والأمر يتطلب بعض التنازلات حتى نصل إلى خط النهاية».

 

الى ذلك، اشار وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن في اتصال مع نظيره الاسرائيلي يوآف غالانت، الى اننا نرغب بحل يعيد المواطنين على جانبي حدود إسرائيل ولبنان إلى ديارهم.

لكن غالانت ابلغ اوستن أن الهجوم على الجولان كان «تصعيداً كبيراً» مشيرا الى إن الحزب «سيتحمّل المسؤولية.

 

الوضع الميداني

وفي موازاة الحذر الشديد الذي أشاعته التهديدات الاسرائيلية، لم تخرج الوقائع العسكرية على امتداد الحدود الجنوبية عن سياقها اليومي المعتاد، ولم تتخلله اي تطورات استثنائية.

 

وفي هذا الجو، أفيد عن سلسلة غارات جوية نفذها الطيران الحربي الاسرائيلي على العديد من البلدات الجنوبية، لا سيما على بلدة كفر كلا، وكونين حيث استهدف سيارة مدنية ما ادى الى وقوع اصابات، وحولا، وغارة لطائرة مسيرة استهدفت سيارة على طريق عام شقرا – ميس الجبل، وغارة ثانية استهدفت دراجة نارية قرب قلعة دوبية على الطريق العام بين شقرا وميس الجبل. وأدّت الغارتان الى سقوط شهيدين. كما استهدفت طائرة اسرائيلية مسيّرة دراجة نارية في بلدة كفررمان حيث أفيد عن وقوع ثلاث اصابات.

 

وتزامَن ذلك مع قصف مدفعي طالَ شبعا، اطراف كفر حمام، هورا، كفر كلا، ميس الجبل، اطراف مركبا.

 

في المقابل، أعلن «الحزب» انه استهدف التجهيزات الفنية المستحدثة التي تم تثبيتها في تلة الكرنتينا، ومنظومة فنية تجسسية تم تثبيتها مؤخراً في موقع المالكية، وتموضعاً لجنود العدو في موقع الراهب بالصواريخ الموجهة، رداً على العدوان الاسرائيلي في شقرا، وموقع البغدادي بعشرات الصواريخ رداً على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو في بلدة شقرا. كما أفيد عن عمليات للمقاومة استهدفت موقع حدب يارين ومستعمرة شتولا وموقع العباد.

ونعى «الحزب» الشهيد عباس محمد سلامي «زين العابدين» من بلدة خربة سلم وسكان بلدة شقرا، والشهيد عباس محمد حجازي «عباس الحر» من بلدة مجدل سلم.

************************

افتتاحية صحيفة اللواء

لقاء بوحبيب مع موفد “الحزب”: حجم الردّ والتزام قواعد الإشتباك

إهتمام دولي وعربي واسع بمنع استهداف لبنان – الدولة.. والملاحة متعطِّلة في المطار


ضمن حسابات بالغة الدقة، يترك القرار الاسرائيلي المعلن، والمتمثل بضربة قاسية على هدف او اهداف للحزب او للبنان، وسط خلافات بين المستويين السياسي والعسكري في اسرائيل، حول وجه المعركة، لو حصلت، فالجيش الاسرائيلي يعطي الاولوية لمعركة برية بين الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، وصولاً الى مجرى الليطاني، ليتسنى لسكان الشمال العودة الى المستوطنات، في حين ان بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت يتحركان لضربة تشفي غليل «دولة الاحتلال» ولا تؤدي الى مواجهات واسعة، في ظل قوة الردع التي باتت تمتلكها المقاومة بالاستناد الى جبهات المحور.

ومع ذلك، شغلت هذه القضية الاوساط الدولية والعربية والاقليمية لجهة كسر قواعد التوازن او «الستاتيكو» في المنطقة، في حال انفجرت الحرب الواسعة بين اسرائيل و”الحزب” ولبنان.

 

لا دعوة بعد لمجلس الوزراء

 

ولم يتبلغ الوزراء حتى ليل امس بأية دعوة لمجلس الوزراء، في حين ان لجنة الطوارىء تتابع التطورات بعد حادثة مجدل شمس، حيث افادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن هذه اللجنة تعمل بتوجيهات الرئيس ميقاتي وإن ما تقوم به هو مواكبة كل ما يقع في إطار مهمتها على جميع الأصعدة، لاسيما بعد تلويح العدو الأسرائيلي بتوجيه ضربة ضد لبنان. ورأت أن لا شيء يحول دون ابقاء عملها متواصلا لاسيما أن الهدف هو متابعة أي مستجد،على أن الوزراء أصحاب الاختصاص بدورهم يقومون بإجراء الاتصالات اللازمة لتجنيب لبنان أي واقع سلبي، على أنه في حال بروز معطيات فإن قرارات كبرى تتخذ إنما المهم الإبقاء على حال الحذر والتحسب لأي طارىء وقد اوعز الى الجهات المعنية لهذه الغاية.

وفيما لم يتأكد، بالضبط ما جرى بحثه بين وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب ومسؤول العلاقات العربية والدولية في “الحزب” عمار الموسوي، الا ان الاوسط المطلعة اشارت لـ«اللواء» الى ان الحزب استجاب لطلب الوزير، حيث نقل اليه ما سمعه عبر الاتصالات العربية والغربية، لا سيما لجهة اعادة التموضع جنوبي الليطاني، او نقل رسالة لقيادة المقاومة في ما خص طبيعة الرد على الاستهداف الاسرائيلي.

وابلغ الموسوي بو حبيب ان رد “الحزب” على الضربة الاسرائيلية «محسوم ولا مجال للأخذ والرد حوله»، رافضاً الكلام على طبيعة الرد وحجمه، فالامر متروك للميدان، ولتقييم قيادة المقاومة حجم الضربة الاسرائيلية والمخاطر الجسيمة التي يمكن ان تترتب عليها.

وتلقى بو حبيب اتصالات من امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، وكل من وزير خارجية إيطاليا انطونيو تاياني ووزير خارجية المملكة المغربية ناصر بوريطة ووزير خارجية مصر الدكتور بدر عبد العاطي.

يذكر ان بو حبيب قال ان لبنان تلقى تأكيدات من جهات دولية ان الضربة الاسرائيلية المتوقعة ستكون محدودة، وفهم بو حبيب من كلمة محدودة «عدم استهداف الضاحية الجنوبية او المطار»..

وحسب المصادر المعنية، فإن الولايات المتحدة تسعى الى ردع اسرائيل عن استهداف بيروت وضاحيتها الجنوبية رداً على حادثة الجولان، ونقلت عن مسؤول اميركي ان ادارة الرئيس جو بايدن تحاول منع التصعيد من جراء الرد الاسرائيلي.

واجرى وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي اتصالاً هاتفياً مع الرئيس نجيب ميقاتي، ابلغه خلاله قلق بلاده من تصعيد التوترات في جنوب لبنان، مرحباً ببيان الحكومة الداعي لوقف العنف.

وتوقع مصدر حكومي عقد لقاء بين الرئيس ميقاتي وكل من الوزير لامي.

وشغلت التهديدات الاسرائيلية المجتمعين الاقليمي والدولي.. فأجرى الرئيس الايراني مسعود بزشكيان اتصالات هاتفياً مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ونقل اليه ان اي هجوم اسرائيلي على لبنان ستكون له عواقب وخيمة.

الموقف الاميركي، عبر عنه المتحدث باسم مجلس الامن القومي جون كيربي، اذ اعطى لاسرائيل الحق بالرد على “الحزب”، لكنه استدرك ان هذا الرد لا يجب ان يؤدي الى تصعيد كبير.

واجرى وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن اتصالاً بالرئيس الاسرائيلي اسحق هرتسوغ، داعياً الى تجنب تصعيد الصراع.

ومن روما، اكد وزير خارجية ايطاليا انطونيو تاياتي «ضرورة تجنب اي تصعيد على الحدود بين لبنان واسرائيل»، وذلك بعد ما حصل في مجدل شمس بالجولان السوري.

وقال وزير الدفاع الايطالي جويد وكروسيتو ان «الوحدة الايطالية ستواصل العمل بكل تفانٍ لمنع حدوث التصعيد وفقاً لمبادئ القانون الدولي».

واكد وزير الخارجية المصري سامح شكري رفض القاهرة اي تهديد يستهدف زعزعة استقرار لبنان او سلامة شعبه.

السفارات لمغادرة رعاياها

ونصحت السفارة الاميركية في بيروت رعاياها بمغادرة لبنان بأسرع وقت، وكذلك فعلت الخارجية الالمانية، والبريطانية، وطلبت السعودية من مواطنيها التقيد بقرار منع السفر الى لبنان.

 

المطار

واكد رئيس مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن انه «في حال تعرُّض مطار بيروت للقصف، فإن هناك خطة طوارئ موجودة، ومعمول بها، وجرى تحديثها مع الاجهزة الامنية للتعاطي مع كل سيناريو على حدة».

يشار الى ان يوم امس حفل بتوالي بيانات شركات الخطوط الجوية العربية والعالمية، معلنة إلغاء رحلاتها الى مطار بيروت الدولي، خوفاً من ضربة اسرائيلية.

وشغر المطار من حركة الملاحة، باستثناء بعض الرحلات، وانتشر فيديو بعد ظهر أمس الاثنين، يُظهر طائرة واحدة فقط على مدرج المطار .

وقد أعلنت مجموعة لوفتهانزا، في بيان أمس الاثنين، انها علَّقت رحلاتها الجوية إلى العاصمة اللبنانية بيروت حتى 30 تموز بسبب الوضع الراهن في الشرق الأوسط.

وأضافت الشركة أن الرحلات الجوية التابعة للمجموعة، وهي الخطوط الجوية الدولية السويسرية ويورو وينغز ولوفتهانزا جرى تعليقها «كإجراء احترازي».

لاحقا، اعلنت لوفتهانزا الألمانية تمديد التعليق حتى 5 آب المقبل.

بدوره اعلن طيران سويسرا تعليق رحلاته من وإلى بيروت حتى 5 آب.

وعلقت شركتا طيران Airfrance وترانسافيا رحلاتهما نحو بيروت اليوم وغدا.

واعلنت الخطوط الملكية الأردنية بأنها علقت رحلتين جويتين كانتا مقررتين إلى بيروت يومي الاثنين والثلاثاء.

واضافت في بيان إنها «ستلغي رحلة الاثنين آر.جيه403 ورحلة الثلاثاء آر.جيه407 وذلك بحسب قرار هيئة تنظيم الطيران المدني الأردني بتعليق جميع رحلات الشركات الوطنية إلى مطار بيروت ولمدة وجيزة».

 

الجولان يرفض ويطرد نتنياهو

واصدر اهالي الجولان امس بياناً اعلنوا فيه رفض اي مواقف رسمية تحريضية ومحاولة استغلال اسم مجدل شمس كمنبر سياسي على «حساب دماء اطفالنا».

ورفضت بلدة مجدل شمس استقبال نتنياهو، ودعت لطرده ووصفته بمجرم الحرب، وقاتل الاطفال في غزة والضفة وجنوب لبنان.

 

الوضع الميداني

ميدانياً، واصل جيش الاحتلال استهداف المدنيين من شقرا الى كفررمان عبر السيارات او على الدراجات النارية، بالغارات او المسيَّرات، فأدى الى سقوط ثلاثة شهداء، وعدد من الجرحى المدنيين.

وليلاً شنت الطائرات غارات على بنت جبيل (ادت احداها الى انقطاع التيار الكهربائي) وبلدة يارون وعيتا الشعب، كما استهدفت مسيَّرة سيارة في كونين.

 

صيغة يقبلها جنبلاط لحل مشكلة رئيس الأركان

 

كشفت مصادر المعلومات عن ان الرئيس نبيه بري توصل الى صيغة تسوية لموضوع رئاسة الاركان، حظيت بقبول من النائب السابق وليد جنبلاط.

وتنطلق التسوية من تبني مرسوم تعيين اللواء حسان عودة رئيساً للاركان، بعد إمضائها من وزير الدفاع موريس سليم، وإلا اعادة اصدارها بمرسوم من مجلس الوزراء، وهو الامر الذي يعترض عليه النائب جبران باسيل.

***********************

افتتاحية صحيفة الديار

 

غياب تطمينات “الحزب” تؤخر الضربة… وواشنطن واثقة: لا حرب شاملة !

فشل استخباراتي أميركي في تحديد أماكن وقدرات المقاومة الصاروخيّة ؟

إعلام «إسرائيلي» يُحذر: حيفا مقابل ضرب صور… و«تل ابيب» مُقابل بيروت – ابراهيم ناصرالدين

 

التهويل “الاسرائيلي” تواصل بالامس، وترافق مع رفع جهات غربية منسوب الضغط، سواء بتأكيد جدية الضربة العسكرية “الاسرائيلية”، او من خلال الغاء شركات طيران عالمية رحلاتها الى لبنان ، ودعوة رعاياها الى مغادرة الاراضي اللبنانية. لكن حتى مساء امس، اذا كانت كل الجهات الخارجية تعتبر ان  الرد “الاسرائيلي” حتمي، الا ان الجهود المبذولة يبدو انها نجحت الى حد كبير في ألا يؤدي الى تدحرج الامور الى حرب شاملة، وهو امر اكد عليه بالامس البيت الابيض، من خلال اعلان المتحدث باسم مجلس الامن القومي جون كربي انه واثق بامكان تجنب توسيع الحرب، واصفا التهويل بانه امر مبالغ فيه.

 

واذا كان رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو الذي طرد بالامس من مجدل شمس، قد اعاد التهديد برد قاس، الا ان اصواتا كثيرة خرجت من داخل الكيان حذرته من مغامرة ستكون مكلفة جدا، فيما طالب الرئيس الايراني مسعود بزشكيان في اتصال مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان يبلغ من يعنيهم الامر بان اي هجوم على لبنان ستكون عواقبه وخيمة. في هذا الوقت فشلت جهود استخباراتية اميركية في تقديم اجوبة “للاسرائيليين” حول قدرات “الحزب” الصاورخية واماكن تخزينها…

معادلات “الحزب”

 

في هذا الوقت، لا يزال “الحزب” على موقفه بانه غير معني بتقديم اي ضمانة بعدم الرد، بل كانت الجملة المفتاحية في الرد على كل من حاول الاستفسار، انه قد يعلم “الاسرائيليون” كيف تبدأ المواجهة، لكن ليس هم من سوف يكتبون نهايتها! هذه المعادلة كانت بالامس محط اهتمام ديبلوماسي بعدما رفض “الحزب” منح كل من راجعه مباشرة وبطريقة غير مباشرة تقديم اي اجابة عن رد فعله على اي اعتداء “اسرائيلي” على لبنان، متمسكا بمعادلة الرد المتناسب والمتوازي على اي رفع للنسق العسكري والامني ، رافضا اعتبار التسليم بمشروعية الضربة “الاسرائيلية” القائمة على تحميله زورا المسؤولية على مجزرة مجدل شمس، معتبرا ان اي هجوم “اسرائيلي” هو كاعتداء ابتدائي لا رد مشروع، وبالتالي فان الرد عليه سيكون بما يتناسب مع حجمه.

«الماء البارد» الاميركي

 

في هذا الوقت، سكب الاميركيون «الماء البارد» على «الرؤوس الحامية الاسرائيلية”، وكان لافتا بالامس محاولة البيت الأبيض تخفيض حدة التوتر بالحديث عن الثقة بإمكان تجنب حرب أوسع بين “إسرائيل” و”الحزب”. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إن مسؤولين أميركيين و “إسرائيليين” أجروا محادثات على مستويات متعددة خلال نهاية الأسبوع ، واشار الى ان خطر اندلاع نزاع شامل «مبالغ فيه». وقال: « لا أحد يريد حربا أوسع نطاقا، وأنا واثق من أننا سنكون قادرين على تجنب مثل هذه النتيجة». واضاف كيربي» لقد سمعنا جميعا عن هذه الحرب الشاملة في فترات متعددة على مدى الأشهر العشرة الماضية، وكانت تلك التوقعات مبالغا فيها في ذلك الوقت. وبصراحة، نعتقد أنه مبالغ فيها الآن».

 

بدوره اكد وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن في اتصال هاتفي مع الرئيس “الإسرائيلي” أهمية منع تصعيد الصراع بعد الهجوم الصاروخي في الجولان. وقد بحث بلينكن والرئيس “الإسرائيلي” في حل ديبلوماسي يسمح للسكان على جانبي الحدود بالعودة الى منازلهم.

الخيارات «الاسرائيلية»

 

وفيما، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية عن مسؤول “إسرائيلي” قوله ان المخاوف من احتمال خروج الأمر مع “الحزب” عن السيطرة مرتفعة جدا، تحدثت المعلومات ان “الحزب” اتخذ كل الإجراءات العسكرية والميدانية، وقام باخلاء مراكز ومقار من المحتمل ان تكون أهدافا للقصف “الإسرائيلي”.

 

وتحدثت مصادر ديبلوماسية عن نجاح الاتصالات في تجنيب بيروت والضاحية الجنوبية الرد “الاسرائيلي” المرتقب، لان الجهات الغربية التي ابلغت مصادر رسمية لبنانية بذلك، تبلغت ان اعتداء مماثلا سيؤدي حكما الى قصف “تل ابيب” و “حيفا” ومدن “اسرائيلية” مباشرة دون أي انتظار.

 

وتستبعد تلك المصادر ايضا قصف منشآت حيوية مثل المطار او المرفأ او محطات الكهرباء، لان ذلك أيضا يفتح على معادلة القصف المماثل لمنشآت حيوية في المدن “الإسرائيلية”. ولهذا تستبعد تلك المصادر حتى اللحظة احتمال الانزلاق نحو الحرب الشاملة، لكنها توقعت ان يكون مستوى التصعيد غير مسبوق منذ اندلاع القتال على جبهة لبنان في الثامن من تشرين الاول من العام الماضي.

ضربات محدودة

 

وفيما اكد وزير الدفاع “الإسرائيلي” يوآف غالانت ان “الحزب” سيدفع ثمناً وسنترك الأفعال تتحدث لا الأقوال، قال المتحدث باسم الجيش “الإسرائيلي” ان الردّ سيكون واضحاً وقويّاً. وقد برزت معلومات تشير الى ان الامور تبدو ذاهبة نحو ضربة محدودة لا اكثر، وان الحرب لن تحصل، لان الجيش “الاسرائيلي” غير قادر على تحمل نتائجها وتكلفتها على الجبهة الداخلية. وقد حاول “الاسرائيليون” رفع مستوى التهديدات كي يحصلوا من “الحزب” على تناولات تشمل التخلي عن معادلة ربط جبهة الجنوب بغزة لكنهم فشلوا في ذلك، والآن يبحثون عن ضربات تنزلهم عن «شجرة التصعيد».

لا حرب شاملة؟

 

ونقلت وكالة»رويترز» عن مسؤول “إسرائيلي” قوله: نريد إيذاء “الحزب”، لكننا لا نسعى إلى حرب إقليمية شاملة. ونقلت الوكالة عن مسؤولين “إسرائيليين” ان “إسرائيل” تتأهّب لاحتمال اندلاع قتال لبضعة أيام.

 

من جانبها، اشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الى ان الرد على “الحزب” سيكون «محدوداً لكنه ذو مغزى».

قتال لعدة ايام!

 

وفي هذا السياق، اكد موقع «واينت» الإخباري “الإسرائيلي” أن الجيش يتوقع قتالا قد يستمر عدة أيام في لبنان، إلا أنها ستكون مجرد خطوة محدودة، حتى لو «انحرفت عما عرفناه حتى الآن في الحرب الحالية في لبنان».

 

إلى ذلك، قال مسؤولان “إسرائيليان” امس إن “إسرائيل” تريد إلحاق أذى ب”الحزب”، لكنها لا تريد جر الشرق الأوسط إلى حرب شاملة. وذكر مسؤولان «إسرائيليان” آخران أن “إسرائيل” تستعد لاحتمال اندلاع قتال يستمر لبضعة أيام. وتحدث المسؤولون الأربعة، ومن بينهم مسؤول عسكري كبير ومصدر ديبلوماسي، شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، ان التقدير هو أن الرد لن يؤدي إلى حرب شاملة. وأضاف لن يكون ذلك في مصلحتنا في هذه المرحلة.

لماذا التأخير في الضربة؟

 

من جهتها، نقلت صحيفة «هارتس الاسرائيلية” عن مصادر امنية رفيعة المستوى قولها، ان التأخر في توجيه الضربة سببه عدم معرفة المستوى السياسي والعسكري ماذا سيكون ردّ فعل “الحزب”، وهل ستقود الضربة إلى حربٍ إقليميّةٍ شاملةٍ؟ وشدّدّت المصادر عينها على أنّ الحرب الشاملة تخدم في نهاية المطاف الاستراتيجيّة التي وضعتها حركة ح ، بجرّ “إسرائيل” إلى حربٍ واسعة النطاق تستنزفها أكثر ممّا هي مستنزفة.

الفجوة كبيرة

 

ولاحظت الصحيفة وجود فجوة بين خطاب “إسرائيل” العلني المتشدد، وبين السياسة العملية خصوصا ان المسؤولين “الاسرائيليين” يدركون القيود التي ستواجه نشاطات الجيش، تأخير التسليح الجوي الدقيق من الولايات المتحدة، والعبء الواقع على كاهل القوات المقاتلة سواء النظامية والاحتياط، والصعوبة الكامنة في عملية برية في جنوب لبنان.

الشعارات الفارغة

 

بدورها، اكدت صحيفة «اسرائيل هايوم الاسرائيلية” ان الردود والتهديدات الصادرة عن كثير من السياسيين “الإسرائيليين “على مقتل 12 طفلاً في مجدل شمس، تدل مرة أخرى على مدى ضحالة النقاش العام في “إسرائيل”، ومدى عدم تعلم الكثير من المسؤولين شيئاً من أحداث السنة الماضية، وما زالوا يطلقون الشعارات الفارغة وعديمة المسؤولية.

الواقع معقّد جدا

 

واشارت الصحيفة الى انه لحسن الحظ، تجري في الغرف التي تتخذ فيها القرارات (وهذا لا يتضمن “الكابنيت” الذي أصبح محطة للتنفيس)، مداولات أعمق تنظر إلى الصورة الأوسع وإلى التداعيات المحتملة لكل عمل. وهذا سلوك واجب، لأن الواقع الذي تعمل فيه “إسرائيل” الآن  هو الأكثر تعقيداً – ولكل رد أمواج صدى ينبغي أخذها بالحسبان.

الخيارات «الاسرائيلية»

 

واشارت الصحيفة الى  أن “إسرائيل” سترد، وبقوة أكبر مما فعلت منذ بدأت المعركة في الشمال. وبعد هذا العنوان، باتت “إسرائيل” مطالبة بتقرير طبيعة الرد الذي قد يتضرر ثلاثة أصناف محتملة، وربما خليط من ثلاثتها: ضربة لأهداف عسكرية للحزب (قيادات، منشآت بنية تحتية، مخازن سلاح وغيرها)، وتصفية مسؤولين كبار في المنظمة، وضربة لأهداف في دولة لبنان (بنى تحتية أساساً). استمراراً لذلك، ستكون “إسرائيل” مطالبة بأن تقرر منطقة العمل، فيما أن المعضلة الدائمة هي إذا كانت ستعمل في مدن لبنانية مركزية، وعلى رأسها بيروت.

ماهي معادلة “الحزب”؟

 

لكن الخليط الذي سيتقرر حرج، تقول الصحيفة، لأنه سيقرر طبيعة رد “الحزب”. فضربة ذات مغزى في صور أو صيدا، كفيلة بأن تؤدي إلى ضربة في خليج “حيفا”، وضرب بيروت سيقود إلى ضرب “تل أبيب”. أي هجوم مكثف يلحق ضرراً وإصابات كثيرة، سيلزم “الحزب” أيضاً بردود ثمينة مضادة على “إسرائيل” ، وأي ضربة للبنى التحتية في لبنان – التي امتنعت “إسرائيل” عنها حتى الآن كيلا تثير عليها ضغطاً دولياً _ ستؤدي بيقين إلى ضربة مضادة للبنى التحتية في “اسرائيل”.

المغامرة الخطرة!

 

وانطلاقا من هذه المعطيات، طالبت الصحيفة الحكومة أن تحدد الاهداف قبل ان تجر “إسرائيل” إلى مغامرة خطرة، فحرب واسعة وخصوصاً حرب تتدهور إلى معركة إقليمية، ليست لعبة أولاد، فهي تستوجب تحديد أهداف وغايات واضحة، وإعداداً وتنسيقاً مسبقاً مع جملة أصدقاء وشركاء في المنطقة وفي العالم، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، وذلك أيضاً للسماح بوجود شرعية دولية ونقطة خروج من المعركة. على الجيش “الإسرائيلي” أيضاً أن يوضح ما هي جاهزية قواته للمعركة في لبنان، الكفيلة بأن تكون قاسية وطويلة، وما هو طول نفسها من ناحية السلاح وقطع الغيار والقوة البشرية؟!

فشل امني اميركي؟

 

في هذا الوقت ، كشفت مصادر مطلعة عن حصول استطلاع جوي اميركي نفذ مؤخرا، بهدف مساعدة “إسرائيل” إذا اندلعت مواجهة عسكرية مفتوحة مع “الحزب” ، لكنها لم تقدم فيما يبدو إجابات حاسمة عن السؤال العسكري الأساسي، الذي يتردد صداه الآن في الولايات المتحدة وفي الكيان “الإسرائيلي” حول قدرة “الحزب” عل الرد بإيذاء مماثل.

 

وقد فشلت عملية»السطع الجوي» التي نفذتها استطلاعات جوية أميركية ربطا باستطلاعات ميدانية على الارض، بتقدير حجم قدرات “الحزب” الصاروخية واماكن تخزينها. ووفقا للمعلومات، انتهت العملية دون تقديم ضمانات مؤكدة حول قدرات ونيات “الحزب” في حجم الرد على “إسرائيل”، إن وجهت ضربة قوية للبنان.

تحذيرات ايرانية

 

ودخلت ايران على الخط بقوة امس، حيث اكد الرئيس الايرني مسعود بزكشيان في اتصال بنظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون ، انه إذا هاجمت “إسرائيل” لبنان فسترتكب خطأ كبيرا ستكون له عواقب وخيمة.

 

من جهته ، دعا المتحدث باسم الخارجية الألمانية الجميع الآن بما في ذلك إيران، للمساهمة في التهدئة.

 

بدوره، واصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اتصالاته الديبلوماسية المكثفة بعد التهديدات “الاسرائيلية” الاخيرة للبنان. وتلقى في هذا الاطار اتصالا من وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي الذي «جدد دعوة جميع الاطراف الى ضبط النفس منعا للتصعيد». كما دعا «الى حل النزاعات سلميا وعبر تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة”.

تعليق الرحلات الجوية

 

وسط هذه الأجواء، انعكست الضغوط الخارجية على حركة الطيران وعلى نشاط السفارات. وقد اعلنت مجموعة “لوفتهانزا” الالمانية انها علقت رحلاتها الجوية إلى بيروت حتى 30 تموز، بسبب الوضع الراهن في الشرق الأوسط. وأضافت الشركة أن الرحلات الجوية التابعة للمجموعة، وهي الخطوط الجوية الدولية السويسرية و “يورو وينغز” و “لوفتهانزا” جرى تعليقها «كإجراء احترازي».

 

لاحقا، اعلنت “لوفتهانزا” الألمانية تمديد التعليق حتى 5 آب المقبل. بدوره اعلن طيران سويسرا تعليق رحلاته من وإلى بيروت حتى 5 آب. وكذلك طيران “ترانسافيا” و”اير فرانس» علقتا رحلاتهما نحو بيروت امس واليوم. وعلقت شركة «الملكية الأردنية» رحلاتها إلى بيروت وألغت رحلتين. وتم إلغاء رحلات «يورو وينغز» من بيروت وإليها حتى 5 آب في ظل التطورات في الشرق الأوسط.

تحذير السفارات

 

في الموازاة، نصحت السفارة الأميركية في بيروت رعاياها بمغادرة لبنان بأسرع وقت. ونشرت على منصة إكس» مقطع “فيديو” لمساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون القنصلية رينا بيتر قالت فيه «ان الرحلات التجارية المعتادة هي دائما الخيار الأفضل، بينما ما زالت وسائل التواصل والمواصلات والبنية التحتية سليمة وتعمل بشكل طبيعي”… وقالت انه “في حال لم تعد الرحلات التجارية متاحة، على الأشخاص الموجودين في لبنان التحضير لأخذ ملاجئ أماكن وجودهم لفترات طويلة”.

 

كما نصحت الخارجية الألمانية رعاياها بمغادرة لبنان بشكل عاجل. وطلبت السعودية من مواطنيها التقيد بقرار منع السفر إلى لبنان. وحث وزير الخارجية الإيطالية رعايا بلاده على مغادرة لبنان.

الوضع الميداني

 

ميدانيا، اعلن “الحزب” عن 7 عمليات بالامس، كان ابرزها قصف موقع “البغدادي” بعشرات من صواريخ الكاتيوشا. واشارت وسائل إعلام “إسرائيلية” الى رصد سقوط 4 صواريخ في منطقة الجليل الأعلى قرب الحدود اللبنانية، من دون انطلاق صفارات الإنذار. وافيد عن حرائق كبيرة اندلعت في الاحراج المحيطة بـ “كريات شمونا” بعد سقوط صواريخ في المنطقة. واصيب 3 مدنيين من جراء استهداف مدفعية جيش العدو أحد المنازل في بلدة شبعا..

 

وشنّت مسيّرة “إسرائيلية” في وقت مبكر صباح امس، غارتَين استهدفتا سيّارة ودراجة نارية تباعاً في محيط شقرا، ادت الى سقوط شهيدين و3 جرحى بينهم طفل.

 

ونعت المقاومة الاسلامية الشهيد عباس فادي حجازي من بلدة مجل سلم الجنوبية. كما نعت عباس محمد سلامي «زين العابدين» مواليد عام ١٩٩١ من بلدة خربة سلم وسكان بلدة شقرا في جنوب لبنان.

 

وشن الطيران المعادي غارة على حولا واخرى على كفرحمام جنوبا. واستهدف قصف مدفعي أطراف بلدة عيترون. وتعرضت الاحياء السكنية في منطقة الصافح جنوب بلدة ميس الجبل لقصف مدفعي، وكذلك أطراف بلدة مركبا وميس الجبل واستهدف حي القندولي غربي البلدة

************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

إسرائيل تريد تغيير قواعد اللعبة مع لبنان وخلق شروط جديدة للاتفاق في غزة

 

على مستوى الترقب الحذر المتحكم بمفاصل المشهد الداخلي برمته،ترقبا لنوعية الضربة الاسرائيلية المنتظرة ردا على صاروخ مجدل شمس، السبت الماضي، لا زالت المعطيات السياسية والامنية والديبلوماسية المتوافرة غير كافية لتحديد طبيعة الردّ من جهة وما اذا كانت سرعة الاتصالات على اعلى المستويات الدولية ستكبح جماح اسرائيل العدواني وتثنيها عن تنفيذ تهديداتها بإحراق لبنان، خصوصا ان كبريات هذه الدول كانت اول من حثت رعاياها على مغادرة لبنان نظرا للخطر الامني المحدق به، في حين علقّت شركات طيران عالمية رحلاتها الى حين تبدد الضبابية في هذا الشأن، ليكتمل بذلك مسلسل عزل لبنان عن العالم.

ترقب

ووسط حال الترقب، نقلت “رويترز” عن مسؤول إسرائيلي قوله: نريد إيذاء “الحزب” لكننا لا نسعى إلى حرب إقليمية شاملة. ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين ان إسرائيل تتأهّب لاحتمال اندلاع قتال لبضعة أيام بعد هجوم الجولان. من جانبها، اشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الى ان الرد على “الحزب” سيكون “محدوداً لكنه ذو مغزى”.

افعال لا اقوال

بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت “الحزب” سيدفع ثمناً وسنترك الأفعال تتحدث لا الأقوال. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: الردّ سيكون واضحاً وقويّاً وسيستهدف “الحزب” ونصرّ على إبعاده عن حدودنا وهذا هو الهدف الأكبر.

منع التصعيد

في الغضون، الاتصالات الدولية مستمرة لتفادي الاسوأ. امس اكد وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن في اتصال هاتفي مع الرئيس الإسرائيلي أهمية منع تصعيد الصراع بعد الهجوم الصاروخي في الجولان. ووفق رويترز، بلينكن والرئيس الإسرائيلي بحثا في حل ديبلوماسي يسمح للسكان على جانبي الحدود الإسرائيلية واللبنانية بالعودة لمنازلهم.

حل سلمي

ليس بعيدا، واصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اتصالاته الديبلوماسية المكثفة بعد التهديدات الاسرائيلية الاخيرة للبنان. وتلقى في هذا الاطار اتصالا من وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي الذي “جدد دعوة جميع الاطراف الى ضبط النفس منعا للتصعيد”. كما دعا “الى حل النزاعات سلميا وعبر تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة”.

بري

بدوره، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط الأدميرال Edward Ahlgren ادوارد اليغرين والوفد المرافق، في حضور السفير البريطاني في لبنان هايمش كاول حيث تم عرض للأوضاع في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على لبنان وقطاع غزة.

اليرزة

كما استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة المنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان Jeanine Hennis-Plasschaert، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

تعليق رحلات

وسط هذه الأجواء، انعكست الاجواء السوداوية السائدة على حركة الطيران وعلى نشاط السفارات. اليوم، اعلنت مجموعة لوفتهانزا، في بيان، انها علقت رحلاتها الجوية إلى العاصمة اللبنانية بيروت حتى 30 تموز بسبب الوضع الراهن في الشرق الأوسط. وأضافت الشركة أن الرحلات الجوية التابعة للمجموعة، وهي الخطوط الجوية الدولية السويسرية ويورو وينغز ولوفتهانزا جرى تعليقها “كإجراء احترازي”. لاحقا، اعلنت لوفتهانزا الألمانية تمديد التعليق حتى 5 آب المقبل. بدوره اعلن طيران سويسرا تعليق رحلاته من وإلى بيروت حتى 5 آب. وعلقت شركتا طيران Airfrance وترانسافيا رحلاتهما نحو بيروت اليوم وغدا. وعلقت شركة “الملكية الأردنية” رحلاتها إلى بيروت وألغت رحلتين. وتم إلغاء رحلات “يورو وينغز” من بيروت وإليها حتى 5 آب في ظل التطورات في الشرق الأوسط.

للمغادرة

في الموازاة، نصحت السفارة الأميركية في بيروت رعاياها بمغادرة لبنان بأسرع وقت. ونشرت على منصة إكس” مقطع فيديو لمساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون القنصلية رينا بيتر قالت فيه “ان الرحلات التجارية المعتادة هي دائما الخيار الأفضل، بينما ما زالت وسائل التواصل والمواصلات والبنية التحتية سليمة وتعمل بشكل طبيعي، تأكدوا من صلاحية جوازات سفركم على أنها صالحة وفي حال لم يكن جواز سفركم صالحًا لأكثر من ستة أشهر الرجاء زيارة موقع السفارة الأميركية في بيروت للحصول على موعد لتجديده. في حال لم تعد الرحلات التجارية متاحة، على الأشخاص الموجودين في لبنان التحضير لأخذ ملاجئ أماكن تواجدهم لفترات طويلة”. اضافت “إذا كان أقاربكم يخططون لزيارتكم في لبنان هذا الصيف، نأمل منكم تحفيزهم على إعادة النظر في سفرهم نظرا للصعوبات التي قد تعوق المغادرة في حال تزايد الصراع في المنطقة. ان التحضير أساسي في الاستعداد لأزمات وآمل ان تخصصوا بعض الوقت لمتابعة هذه الخطوات حتى نتمكن من الحفاظ على سلامتكم وسلامة عائلاتكم”…. من جانبها، قالت الخارجية الألمانية: ننصح رعايانا بمغادرة لبنان بشكل عاجل. وطلبت السعودية من مواطنيها التقيد بقرار منع السفر إلى لبنان. وحث وزير الخارجية الإيطالية رعايا بلاده على مغادرة لبنان.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram