افتتاحية صحيفة الأخبار:
جنبلاط يكسر ظهر فتنة يريدها العدو في فلسطين ولبنان: إسرائيل تطرق باب جهنم؟
الوساطات الغربية هدفها حلّ يفصل جبهة لبنان عن غزة: حتمية الرد الإسرائيلي تعني حتمية ردّ متنــاسب للمقاومة
يتصرف الجميع على أن إسرائيل ستوجه ضربة قاسية إلى حزب الله كـ«رد اعتباري» لا يتعلق بـ«الثأر» لضحايا مجدل شمس، وإنما لما يفترض أنه «صورة إسرائيل التي لا تحتمل ضرراً إضافياً من جهة الشمال». وهذا ما يجعل النقاش منقسماً بين مستويين، أحدهما يتعلق بسعي حكومة بنيامين نتنياهو إلى الظهور أمام العالم في صورة القادر على المبادرة، وتحمّل المخاطر، والثاني يتصل باللايقين إزاء ما يلي أي ضربة إسرائيلية. ما حصل فعلياً هو أن العدو أقنع الجهات الدولية والإقليمية بـ«حقه» في توجيه ضربة كبيرة إلى المقاومة، مستنداً إلى حفلة التشويه التي رافقت ما حصل في مجدل شمس، ومسارعته إلى شنّ حملة إعلامية، داخلية وخارجية، بمساعدة إعلام غربي وعربي حمّل حزب الله المسؤولية، وهذا ما جعل العدو يفتح الباب أمام وساطات ليس هدفها وقف الضربة، بل محاولة انتزاع موافقة من حزب الله على فتح نقاش حول مستقبل الجبهة اللبنانية على قاعدة فك الارتباط مع غزة. وفي هذه الحالة، يمكن فهم نوعية الاتصالات التي جرت في الساعات التي تلت ما حصل في الجولان، لأن كل الرسائل التي وصلت يمكن إيجازها بالآتي:
إسرائيل تملك حق الرد، وستردّ. وإذا وافق حزب الله مسبقاً على «بلع» الضربة وعدم الرد عليها، ستحاول واشنطن إقناع تل أبيب بأن يكون ردها «معقولاً». أما في حال رفض حزب الله، فإن أحداً لا يمكنه تقدير حجم الضربة الإسرائيلية ونوعيتها، وعندها سيكون حزب الله مسؤولاً أيضاً عما سيلي ذلك من أحداث، بما في ذلك اندلاع مواجهة واسعة. وعندها سينتقل النقاش إلى مجمل جبهة لبنان، لكن بمعزل عما يدور في غزة.
معظم الوسطاء لم يكونوا بحاجة إلى انتظار جواب حزب الله، إذ يعرفون ثابتة حاسمة، وهي أن جبهة لبنان لن تتوقف طالما الحرب قائمة على غزة. وهم، أيضاً، سمعوا أو عرفوا أو قيل لهم، إن أي ضربة إسرائيلية ستستدعي رداً من المقاومة، وأن أحداً لا يمكنه تقدير شكل الرد ونوعيته وطبيعته وحجمه، وهو ما يعزز مخاوف غربية من أن يكون ردّ المقاومة على أي عدوان إسرائيلي قاسياً بما يستدعي رداً إسرائيلياً، فردود متبادلة، ما يجعل خطر الحرب الواسعة قائماً.
إذا كان العدو يعتقد بأنه قادر على استدراج المقاومة إلى مواجهة محكومة بسقف يفتح الباب أمام ضغوط لوقف جبهة الإسناد من لبنان، فهو يتكل، هنا، ليس على التهويل الأميركي والغربي على اللبنانيين، بل هو على ما أكثر خطورة، إذ عكست تصرفات قادة العدو بعد حادثة مجدل شمس، سعيه المستمر لخلق فتن متنوّعة في ساحات أعدائه، وهو، كما يعمل من دون توقف لإثارة فتنة فلسطينية - فلسطينية في وجه المقاومة في غزة، يبذل أيضاً جهوداً جبارة لفتح نار فتنة في وجه حزب الله في لبنان وسوريا، ولنقل اهتمام العالم بعيداً عن مسرح الجريمة المستمرة في قطاع غزة. وهذه الفتنة ليست تحليلاً عند هذه الجهة أو تلك، بل وقائع لها ما يسندها من أدلة. ولعل الموقف الذي يتمسك به وليد جنبلاط منذ اندلاع الحرب مؤشر إلى طبيعة الجهود التي يبذلها العدو، والتي تلمّس جنبلاط بعض ملامحها في أمور كثيرة، كما أتيح له التعرف إلى بعض جوانبها في زيارته الأخيرة إلى الأردن واجتماعه مع ملكها وقيادتها. وهو حاول، على طريقته، لفت انتباه القيادات الفاعلة بين دروز فلسطين وسوريا إلى خطورة الأمر، وكان حازماً على صعيد البيئة الدرزية في لبنان، وحتى داخل الحزب الاشتراكي، عندما قال إن الموقف من العدو ومن المقاومة ثابتةٌ لا جدال حولها، ومن لا يعجبه الأمر فليخرج من الدار.
ورغم أن جميع اللاعبين يكررون أن الحرب الواسعة ليست هدفاً لأحد، إلا أن إسرائيل التي تعرف المقاومة جيداً باتت تجهّز نفسها لردّ على أي عدوان تقوم به. وهي تعتقد أن الأمر قد يتحول إلى أيام قتالية، يحصل خلالها تراشق بين الطرفين إلى أن يقرر أحدهما التنازل. في هذه الحالة، فإن السؤال المطروح على الجميع، خصوصاً على العدو: من قال إن الأيام القتالية هي خيار حزب الله؟ ومن قال إن الحزب سيلتزم بقواعد إسرائيل الجديدة للقتال؟ والأهم، هل إسرائيل في حالة جهوزية واستعداد للدخول في حرب واسعة لا تحكمها سقوف ولا ضوابط ولا قواعد؟
*************************
افتتاحية صحيفة البناء:
واشنطن وتل أبيب لتصعيد تفاوضي تحت سقف لا حرب كبرى وفق تحذير بوتين
مجدل شمس متمسكة بهويتها رغم الكذب الإسرائيلي… وجنبلاط: نحن مع المقاومة
تحذيرات أميركية للطيران والميدل ايست توقف رحلاتها مؤقتاً وإجماع ضد العدوان
كشف التحذير المبكر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خطر تصعيد في المنطقة ووقوع سورية في قلبه، خلال استقباله الرئيس السوري بشار الأسد، وجود معلومات استخبارية روسية مؤكدة عن توافق أميركي إسرائيلي على جولة تصعيد في المنطقة تواكب المفاوضات الجارية، سواء حول اتفاق غزة، أو حول الانسحاب الأميركي من العراق وسورية، أو حول المصالحة التركية السورية، ووفقاً للكلام الأميركي الإسرائيلي فإن هناك إدراكاً لخطورة التدحرج نحو حرب كبرى يعرفان أنّها فوق طاقتهما وأن مخاطر اتساعها قائمة، وأن مقدرات المقاومة كفيلة بجعل الخسائر متوازية في تسببها بالألم على جبهتي الحرب، وفق معادلة “تدمّرون مباني ندمّر مباني، تقتلون ألفاً نقتل ألفاً، موانئكم مقابل موانئنا، ومطار عاصمتكم مقابل مطار عاصمتنا ومحطات الكهرباء عندكم مقابل محطات الكهرباء عندنا”. وإن دخل الأميركي على خط العدوان فكل مصالحه وقواعده أهداف، ودخول قوى المحور بما فيها إيران على خط الحرب يصير حتمياً.
تحت سقف تفادي الحرب الكبرى يقول الأميركيون والاسرائيليون إن ضربة بذريعة الرد على حادثة مجدل شمس في الطريق، ومجدل شمس الجريحة والحزينة لفقد شبابها وفتيتها الذين حوّلهم صاروخ القبة الحديدية أشلاء، رغم كل الكذب الإسرائيلي ودموع التماسيح التي حاول بتسلئيلسموتريتش ذرفها قبل أن يطرده أهالي الضحايا من بلدتهم مجدل شمس، ورغم الضخ الإعلامي لاتهام حزب الله بالوقوف وراء صاروخ ملعب مجدل شمس، يؤكد الأهالي تمسكهم بهويتهم وخياراتهم مع المقاومة، وهم الذين رفضوا الجنسية والجندية ووقفوا بوجه الكيان وجيشه، ولم تكن عقلية التلاعب الإسرائيلية بالعقول والقلوب خافية على نخب مجدل شمس ووجهائها، الذي تحدّث كثير منهم عن محاولة لتوظيف الطائفة الدرزية في الجليل والجولان والسويداء وصولاً إلى لبنان كدرع بشرية بوجه المقاومة، ولذلك أعرب هؤلاء عن تقديرهم لموقف زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي عطّل فتيل الفتنة التي كان إشعالها يحتاج مشاركته، فوقف بقوة يؤكد الوقوف مع المقاومة بوجه العدوان، وتصدّى للمبعوث الأميركي أموس هوكشتاين، الذي بلغه تهديدات الاحتلال.
العدوان المرتقب بعدما أقرّ تفاصيله المجلس الوزاري المصغر، بعد عودة بنيامين نتنياهو من واشنطن، حضر في تحذير أميركي من احتمالات تغيير وجهة رحلات نحو مطار بيروت، حيث قرّرت شركة الميدل ايست تعليق رحلاتها مؤقتاً، بما بدا أنه محاولة لتفادي أن يتسبب العدوان بالأذى للطائرات والرحلات وربما للمطار.
المواقف السياسية في الداخل اللبناني كانت على مستوى التحديات، حيث ظهر الإجماع على الوحدة الوطنية والوقوف بوجه العدوان، ومن لم يخرج بمواقف على هذا المستوى عبّر عن شعوره بهيبة الموقف بالصمت، لأن الظرف لا يحتمل تسجيل النقاط وكل كلام يحمل النيل من المقاومة هو اصطفاف مع العدوان.
لم تكن المرة الأولى التي تخطئ صواريخ البطاريات والقبب الحديدية الإسرائيلية وتلتفّ لتضرب أرض مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، بيد أنّ ما استدعى التوقف عنده التوقيت واستهداف المدنيين وحجم الانفجار، ومسارعة العدو الإسرائيلي في سلسلة مواقف لمسؤوليه إلى تهديد لبنان بالمزيد من التصعيد وبرد قويّ وثمن باهظ وبحرب شاملة. وتظهّر ذلك مع تأكيد مصادر دبلوماسية أن واشنطن تعمل على أن تكون الضربات الإسرائيلية محدودة في الحجم والمكان وتجنب المدن الكبيرة حيث الاكتظاظ السكاني والمدنيين.
وفيما شيّع أهالي مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، شهداء الاستهداف الإسرائيلي لملعب كرة القدم أمس السبت، عبر صاروخ اعتراضي، أُطلق من القبة الحديديّة ذهب ضحيته، 12 شهيداً من قرية مجدل شمس، بالإضافة إلى إصابة نحو 30 آخرين بينهم حالات حرجة، نقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين أمنيين، أن “حزب الله في حالة تأهب قصوى وأخلى بعض المواقع الرئيسية في شرق وجنوب لبنان تحسباً لأي تصعيد إسرائيلي”.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّه “يستعدّ للرد” على حزب الله الذي نفى من جهته الادعاءات التي أوردتها عدة وسائل إعلام إسرائيلية، ومنصات إعلامية متعددة، بشأن استهداف مجدل شمس في الجولان السوري المحتل. وأكّد حزب الله، في بيان، أنّ لا علاقة له بالحادث على الإطلاق، نافياً نفياً قاطعاً كل الادعاءات الكاذبة في هذا الخصوص. ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول أميركي قوله إن “مسؤولين في حزب الله أبلغوا الأمم المتحدة” أن “الحادث في مجدل شمس كان نتيجة سقوط صاروخ إسرائيلي اعتراضي مضاد للصواريخ على ملعب لكرة القدم”. وشدّدت المقاومة أن على العدو الإسرائيلي أن يعي جيداً أنّ أي خطأ في التقدير سيقابـَل بالويل وسيصبّ جام الغضب على كامل الكيان.
وأكّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد أنّ “نهاية الكيان الصهيوني ستكون في ذهابه إلى خيار شن حرب واسعة ضد لبنان الذي ربما ينزلق إليه العدوّ، والمقاومة له بالمرصاد».
في المقابل، توقعت صحيفة العدو “يديعوت أحرونوت” بأن يُقرّ “الكابينيت” رداً قوياً على حزب الله يقود إلى أيام من القتال تتجاوز قواعد الاشتباك. ولفتت الى أنه لا يتوقع أن يكون هناك رد يقود إلى حرب شاملة، والمجتمع الدولي يضغط لمنع التصعيد نحو حرب شاملة.
وتحدّث مسؤول أميركي لموقع “أكسيوس” عن “قلق إدارة الرئيس جو بايدن من أن يؤدي ما حدث إلى “حرب شاملة بين “إسرائيل” وحزب الله”. وقال المسؤول الأميركي إنّ “ما حدث قد يكون المحفّز الذي كنّا نشعر بالقلق بشأنه، وحاولنا تجنبه مدة 10 أشهر”.
وادّعت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون في بيان “أن الهجوم نفذه حزب الله والصاروخ انطلق من منطقة يُسيطر عليها”، مضيفة أن “البيت الأبيض يُجري محادثات مستمرة مع المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين منذ وقوع الهجوم وتعمل الولايات المتحدة أيضاً على إيجاد حل دبلوماسي على امتداد الخط الأزرق من شأنه أن ينهي جميع الهجمات نهائياً ويسمح للمواطنين على جانبي الحدود بالعودة بأمان إلى منازلهم”.
وفي وقت سابق، شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على أنه لا يريد رؤية تصعيد في الصراع. وقال بلينكن إن واشنطن تجري محادثات مع “إسرائيل” حول هجوم الجولان، وإن المؤشرات تدلّ على أن حزب الله هو من أطلق الصاروخ، وفق “رويترز”.
وأشار الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب، إلى أن “”إسرائيل” تعرّضت لهجوم قوي من حزب الله، وما كان يجب أن يحدث ذلك”، موضحاً أن “حزب الله لا يحترمنا”. وقال ترامب خلال تجمع انتخابي في ولاية مينيسوتا الأميركية إنَّ “هجوم حزب الله ضدّ مجدل شمس نُفّذ بصاروخ إيراني”.
في المقابل، استنكرت الخارجية السورية في بيان، تحميل وزر جريمة مجدل شمس للمقاومة الوطنية اللبنانية، وحمّلت الاحتلال “المستمر بارتكاب المجازر يومياً الواحدة تلو الأخرى” المسؤولية الكاملة عن “هذا التصعيد الخطير للوضع في المنطقة”، إضافةً إلى استنكارها محاولات الاحتلال “المفضوحة لاختلاق الذرائع لتوسيع دائرة عدوانه”. وأكدت الجمهورية العربية السورية أن الشعب السوري في الجولان المحتل “الذي رفض على مدى عقود من الاحتلال الإسرائيلي أن يتنازل عن هويته العربية السورية” لن تنطلي عليه “أكاذيب الاحتلال واتهاماته الباطلة” للمقاومة الوطنية اللبنانية بأنها هي التي قصفت مجدل شمس.
وقد حذرت وزارة الخارجية الإيرانية من جهتها، “إسرائيل” من “أي مغامرة جديدة” ضد لبنان بذريعة حادثة مجدل شمس في الجولان. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن “أي هجوم إسرائيليّ متهوّر ضد لبنان يمكن أن يؤدّي إلى توسيع نطاق عدم الاستقرار وانعدام الأمن والحرب في المنطقة”. وأضاف أن “الكيان الإسرائيلي هو المسؤول الرئيسيّ عن العواقب غير المتوقعة لمثل هذا السلوك الأحمق”، داعياً “الولايات المتحدة إلى الالتزام بمسؤوليّاتها الدوليّة والأخلاقيّة تجاه السلام والأمن الدوليين”. وقال كنعاني إن “الكيان الإسرائيلي العنصريّ يحاول تشويش الرأي العام العالمي وتبرير جرائمه في فلسطين عبر سيناريو كاذب مزيّف”، مؤكداً “أن دعم الاستقرار والأمن في لبنان والمنطقة مقابل الاعتداءات الصهيونية مهمة كل المجتمع الدولي ولا سيما مجلس الأمن”.
ومحلياً، أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سلسلة اتصالات ديبلوماسية وسياسية، في إطار متابعة الأوضاع الطارئة المستجدّة والتهديدات الإسرائيلية المتكرّرة ضد لبنان.
وشدّد رئيس الحكومة خلال الاتصالات على أن “الحل يبقى في التوصل الى وقف شامل لإطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701، للتخلص من دورة العنف التي لا جدوى منها وعدم الانجرار الى التصعيد الذي يزيد الأوضاع تعقيداً ويؤدي الى ما لا تحمد عقباه”.
كما جدّد ميقاتي التشديد على موقف الحكومة بـ”إدانة كل أشكال العنف ضد المدنيين، وأن وقف إطلاق النار بشكل مستدام على كل الجبهات هو الحل الوحيد الممكن لمنع حدوث مزيد من الخسائر البشرية، ولتجنب المزيد من تفاقم الاوضاع ميدانياً”. وشدّد على “أن الموقف اللبناني يلقى تفهماً لدى جميع أصدقاء لبنان، وأن الاتصالات مستمرة في أكثر من اتجاه دولي واوروبي وعربي لحماية لبنان ودرء الأخطار عنه”.
وقد اطلع رئيس الحكومة من وزير الخارجية عبدالله بو حبيب على حصيلة الاتصالات الجارية في هذا السياق أيضاً.
وقال بو حبيب إن أي حرب على بلاده ستتحوّل إلى حرب إقليمية. وأضاف: “يجب تشكيل لجنة دولية للتحقيق في مصدر الهجوم على مجدل شمس في الجولان المحتل، ويمكن التعاون مع اليونيفيل (قوات حفظ السلام الدولية على الحدود)”.
وتابع: “نجري اتصالات واسعة لمنع التصعيد. وحكومة لبنان تدعو دائماً إلى ضبط النفس”، في إشارة إلى المخاوف من اتساع رقعة الصراع وقوته. واستبعد بو حبيب فرضية أن يكون حزب الله قد نفذ الهجوم على قرية مجدل شمس في الجولان المحتل لكونه منذ بدء النزاع في الجنوب لم يستهدف مواقع مدنية بل عسكرية فقط.
وتابع رئيس مجلس النواب نبيه بري تطوّرات الأوضاع الميدانيّة في الجنوب، ولهذه الغاية تلقى اتصالاً من المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيسبلاسخارت، أكد خلاله أنّ “لبنان وبالرغم من هذه الانتهاكات الإسرائيلية الفاضحة والصريحة لمندرجات القرار 1701 إلا أن لبنان ومقاومته ملتزمان بهذا القرار وبقواعد الاشتباك بعدم استهداف المدنيين”. وقال: “وما نفي المقاومة لما جرى اليوم في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل يؤكد بشكل قاطع هذا الالتزام وعدم مسؤوليتها ومسؤولية لبنان عن ما حصل”.
وتلقّى الرئيس الأسبق للحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط اتصالاً هاتفياً من الموفد الأميركي الى منطقة الشرق الأوسط أموس هوكشتاين الذي أعرب عن قلقه من تطورات الوضع على جبهة جنوب لبنان في ضوء حادثة مجدل شمس، وأعلن أن “إسرائيل” ستقوم بعملية واسعة في لبنان، غير ان جنبلاط ذكّره بأنه وسيط وليس ناقلاً لتهديدات “إسرائيل”، ودعاه لـ”العودة إلى وظيفته الأساسية وهي السعي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار”.
وقال جنبلاط إنه يعوّل على جهود رئيس مجلس النواب في التوصل مع المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين لوقف إطلاق نار جدي في جنوب لبنان، وفق استعادة سيادة لبنان المطلقة على أرضه، وأكد أن الادعاءات الإسرائيلية بأن “حزب الله” هو المسؤول عن حادثة مجدل شمس كاذبة.
وأشار عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حمية، إلى أن استهداف المدنيين السوريين في مجدل شمس المحتلة، يقع ضمن سلسلة الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا. وقال: إن هذا الاستهداف هو محاولة للتعمية على المجزرة الإرهابية التي ارتكبها العدو في مدرسة خديجة غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وأدت إلى استشهاد نحو أربعين مدنياً جلهم من الأطفال وإصابة العشرات. واعتبر عميد الإعلام، أن لدى المقاومة بنك أهداف يشمل مواقع ومنشآت الكيان الغاصب العسكرية، وهذا ما بيّنه مسح “الهدهد” لهذه المواقع. لافتاً إلى أنّ المقاومة تخوض مواجهة مع العدو الصهيوني دفاعاً عن أبناء شعبنا الذين يضعهم العدو أهدافاً لإجرامه وإرهابه وعنصريته.
ويصل وفد حكومي بريطاني لبنان، مساء الأربعاء المقبل آتياً من الدوحةـ حيث سيلتقي الخميس رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي بتكليف من رئيس الحكومة الجديد كير ستارمر، ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب وعدداً من المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين.
وأعلنت شركة طيران الشرق الأوسط عطفًا على البيان السابق الصادر عنها حول تعديل مواعيد بعض الرحلات المقبلة الى بيروت في 28/29 تموز 2024 لأسباب تقنية تتعلق بتوزيع المخاطر التأمينية على الطائرات بين لبنان والخارج، عن تعديل بعض رحلاتها من بيروت وإليها ليوم 29 تموز 2024.
*******************************
افتتاحية صحيفة النهار
لبنان تحت وطأة العدّ العكسي: ضربة أم حرب؟
بدا لبنان في الساعات الأخيرة تحت وطأة العدّ العكسي المحموم لضربة إسرائيلية كبيرة ضد “الحزب” باتت شبه حتمية من دون أي قدرة على تقدير حجمها ومدتها وموقعها سلفاً، ولا على اطلاق أي تطمينات سابقة بأنها لن تؤدي إلى إشعال حرب واسعة. فمن زاوية المشهد اللبناني السائد بعد اكثر من 24 ساعة على سقوط صاروخ في ملعب رياضي في قرية مجدل شمس في الجولان، لم يكن ممكناً تجاوز بلوغ المخاوف ذروة غير مسبوقة من حرب شاملة تجتاح لبنان وتدمّره في أسوأ ظروفه وأزماته وأحواله، وذلك للمرة الأولى بهذه الجدية منذ اندلاع المواجهات بين “الحزب” وإسرائيل في 8 تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي.
ولعل اللافت في الواقع الذي نشأ بعد حادث سقوط الصاروخ في مجدل شمس أن نفي “الحزب” مسؤوليته في الحادث لم يؤد الى خفض المخاوف من ضربة إسرائيلية كبيرة، ولا كذلك بيان الاستنكار لاستهداف المدنيين الذي أصدرته الحكومة اللبنانية، ولا بيان إسناد “الحزب ” الذي أصدره رئيس مجلس النواب نبيه بري في تبرئته من قصف مجدل شمس. ذلك أن المخاوف تجاوزت كل الأطر اللبنانية حين بدا واضحاً أن تسعة اشهر من المواجهات أدت بالوضع الميداني على الجبهة الجنوبية اللبنانية مع شمال إسرائيل إلى وضع يُعتبر الأخطر اطلاقاً في التأهل لانفجار حرب كبيرة.
فما سبق حادث سقوط الصاروخ الذي وُجّه الاتهام فيه إلى “الحزب” بوقت قليل السبت الماضي، اتّسم أيضاً بخطورة استثنائية مع اسقاط إسرائيل مسيّرتين للحزب كانتا تتجهان نحو حقل كاريش الإسرائيلي للغاز، بما ينذر بإدخال القطاع النفطي في الحرب. ثم جاء حادث صاروخ مجدل شمس ليطلق عاصفة ضخمة من الالتباس حول ظروف سقوط الصاروخ والجهة التي تقف وراءه، إذ، بصرف النظر عن سيل التصريحات الإسرائيلية العسكرية والسياسية التي تؤكد أن “الحزب” أطلقه من شبعا وأنه من نوع “فلق” الإيراني، مالت أحاديث وتقديرات بعض الخبراء إلى استبعاد “تورّط متعمد” لدى الحزب إذا ثبت أن الصاروخ أُطلق من موقع لديه وعدم استبعاد أن يكون “خطأ” حصل ويتصل بقصر المسافة بين هدف عسكري إسرائيلي استهدفه الصاروخ وقرية مجدل شمس.
مع ذلك، بدت الأوساط اللبنانية المعنية مساء أمس على خشية كبيرة من أن الساعات المقبلة قد تحمل نذر الرد الإسرائيلي على لبنان من دون أن تجزم بما إذا كان مرجحاً أن تكون عملية قوية، ولكن محدودة الحجم والمكان لتجنب جرّ “الحزب” إلى رد كبير، كما شاعت الانطباعات بكثافة. إذ أن هذه الأوساط غلب عليها الحذر الكبير في التعامل مع طبيعة التهديدات الإسرائيلية كما مع بعض المواقف الدولية لا سيما منها الأميركية خشية أن تكون بمثابة تغطية لرد عنيف يُخشى الا تبقى مفاعيله محصورة ومحدودة.
استنفاران ميداني وديبلوماسي
في أي حال، فان استنفاراً واسعاً طبع الواقع الميداني جنوباً وفي مناطق عدة، ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين أمنيين، أن “الحزب” كان في حالة تأهب قصوى وأخلى بعض المواقع الرئيسية في شرق وجنوب لبنان تحسباً لأي تصعيد إسرائيلي. وبدأت دول بتوجيه الدعوات إلى رعاياها لتجنب السفر إلى لبنان كانت أبرزها فرنسا التي دعت مواطنيها إلى تجنّب السفر إلى لبنان وإسرائيل، كما أصدرت وزارة الخارجية النروجية بياناً دعت فيه المواطنين النروجيين إلى مغادرة لبنان. وأفيد أن السلطات الدنماركية تواصلت مع مواطنيها، مشيرة إلى أن مغادرتهم أو بقائهم سيكون على مسؤوليتهم الشخصية. كما أن شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية أعلنت تأخير عودة عدد من رحلاتها من مساء أمس الى اليوم في اجراء احترازي.
وعلم في هذا السياق أن الاتصالات الأساسية لمحاولة تجنب انزلاق الوضع إلى تدهور واسع جرت بين الموفد الأميركي آموس هوكشتاين وكل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي #وليد جنبلاط ولكن أي معطيات مطمئنة لم تبرز عبرها.
وفي موقف لافت، قال #وزير الخارجية الأميركي #أنتوني بلينكن إن وقف إطلاق النار في غزة سيكون فرصة لجلب الهدوء الدائم إلى الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان. ولكنه أكد أن “المؤشرات كلها” تدل على أن “الحزب” أطلق الصاروخ على الجولان. وقال بلينكن: “لا يوجد مبرر للإرهاب”. وأضاف:” نؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها من الهجمات الإرهابية”. وقال بلينكن إنه لا يريد أن يرى تصعيداً للصراع بعد أن اتهمت إسرائيل “الحزب” بقتل 12 طفلاً ومراهقاً في هجوم صاروخي بمرتفعات الجولان المحتلة. وأوضح أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع إسرائيل بشأن الحادث، وتابع: “نحن في محادثات مع إسرائيل، ولا نريد أن نرى تصاعد الصراع”.
وكان الوضع الناشئ اكتسب طابعاً بالغ الخطورة إلى حدود محاولة الحكومة استدراك اشتعال الحرب، فأصدرت بياناً ليل السبت الماضي أعلنت فيه “ادانتها كل اعمال العنف والاعتداءات ضد جميع المدنيين ودعوتها الى الوقف الفوري للأعمال العدائية على كل الجبهات”. وشددت على أن استهداف المدنيين يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ويتعارض مع مبادئ الإنسانية”.
وأُعلن أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجرى سلسلة إتصالات ديبلوماسية وسياسية، في اطار متابعة الاوضاع الطارئة المستجدة والتهديدات الإسرائيلية المتكررة ضد لبنان. وشدد خلال الاتصالات على “أن الحل يبقى في التوصل الى وقف شامل لاطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701، للتخلص من دورة العنف التي لا جدوى منها وعدم الانجرار الى التصعيد الذي يزيد الاوضاع تعقيداً ويؤدي إلى ما لا تحمد عقباه”.
كما جدد التشديد على موقف الحكومة بإدانة كل أشكال العنف ضد المدنيين، وأن وقفاً مستداماً لاطلاق النار على كل الجبهات هو الحل الوحيد الممكن لمنع حدوث مزيد من الخسائر البشرية، ولتجنب المزيد من تفاقم الاوضاع ميدانيا”. وأكد “أن الموقف اللبناني يلقى تفهماً لدى جميع اصدقاء لبنان، وأن الاتصالات مستمرة في أكثر من اتجاه دولي وأوروبي وعربي لحماية لبنان ودرء الاخطار عنه”.
كما أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أكد في اتصال مع ال#منسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان #جينين هينيس بلاسخارت “أن لبنان الذي تتعرض قراه الجنوبية لا سيما الحدودية منها منذ ما يزيد عن 9 اشهر لعدوان إسرائيلي متواصل لم توفّر فيه الآلة العسكرية الإسرائيلية بإسلحتها المحرمة دولياً وبالرغم من هذه الإنتهاكات الإسرائيلية الفاضحة والصريحة لمندرجات القرار 1701 إلا أن لبنان ومقاومته ملتزمان بهذا القرار وبقواعد الإشتباك بعدم استهداف المدنيين، ونفي المقاومة لما جرى في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل يؤكد بشكل قاطع هذا الإلتزام وعدم مسؤوليتها ومسؤولية لبنان عما حصل”.
بدوره اعتبر الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن “الادّعاء الإسرائيلي بأن “الحزب” أطلق الصاروخ على مجدل شمس كاذب”. وقال: “حان الوقت لأن تفهم إسرائيل أنها لن تستطيع القضاء على روح المقاومة”. وأضاف أنّه “ما من أحد يعطي دروساً لمجدل شمس، فهذه البلدة عربية وأغلب سكانها رفضوا الجنسية الإسرائيلية”.
وأكّد أن “إسرائيل تهاجم وتقتل وتدمّر في كل لحظة في لبنان”، لافتاً إلى أن “الحزب يحترم قواعد الاشتباك في العمليات التي ينفذها والحزب يرد عندما تخرقها إسرائيل”. وقال: “نعوّل على جهود الرئيس بري في التوصل مع المبعوث الأميركي لوقف إطلاق نار جدي في جنوب لبنان”. ولفت جنبلاط إلى أن “المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين قال إن إسرائيل ستقوم بعملية واسعة وأذكره بأنه وسيط وليس ناقلاً لتهديدات إسرائيل”.
وحذر وزير الخارجية عبد الله بو حبيب من “أن أي حرب على بلاده ستتحوّل إلى حرب إقليمية”، وذكر أن “الحرب ستكون مدمّرة للجميع، وليس فقط للبنان كما يعتقد البعض. إسرائيل تدّعي البطولة، لكن كل الدول تُقهر، لذلك من الأفضل ضبط النفس”. وأضاف، “يجب تشكيل لجنة دولية للتحقيق في مصدر الهجوم على مجدل شمس في الجولان المحتل، ويمكن التعاون مع اليونيفيل”. وتابع: “نجري اتصالات واسعة لمنع التصعيد. وحكومة لبنان تدعو دائماً إلى ضبط النفس”، مشيراً إلى أنه تم التواصل مع الحزب “وهو ينفي مسؤوليته عن الهجوم”.
واستبعد فرضية أن يكون “الحزب” قد نفذ الهجوم على قرية مجدل شمس كونه منذ بدء النزاع في الجنوب لم يستهدف مواقع مدنية بل عسكرية فقط. وتوقّع أن تكون ضربة مجدل شمس “من تنفيذ منظمات أخرى أو خطأ إسرائيلي أو خطأ من الحزب” داعياً إلى إجراء تحقيق دولي أو عقد اجتماع للجنة الثلاثية عبر اليونيفيل لمعرفة حقيقة الأمر.
*******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
أنفاق «الحزب»… ملاذه الآمن لصدّ هجوم برّي إسرائيلي
محاولة لمواجهة التفوق الجوي وتضمن حرية المناورة تحت الأرض
بيروت: يوسف دياب
جدّدت إسرائيل مخاوفها من شبكة الأنفاق التي يمتلكها «الحزب» في جنوب لبنان، واحتفاظه بها كواحدة من أهم أوراقه الرابحة، وذلك في ذروة التهديد بحرب واسعة على الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية.
يمكن عطف هذه المخاوف على التقارير الأمنية، وآخرها ما نشرته صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، في 21 فبراير (شباط) الماضي، وكشفت فيه أن «(الحزب) اللبناني لديه شبكة أنفاق سرية أكثر تطوراً من تلك التي لدى (حركة ح) في غزة». وقالت إن الحزب «يمتلك أنفاقاً يبلغ طولها مئات الكيلومترات، ولها تشعبات تصل إلى إسرائيل، وربما أبعد من ذلك، وصولاً إلى سوريا»، في وقت وصفها خبراء بأنها ستتحول «إلى مستنقع للجيش الإسرائيلي إذا ما قرر اجتياح جنوب لبنان».
ويرى الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد الدكتور حسن جوني، أن «شبكات الأنفاق الموجودة لدى (الحزب) كما حركة (ح)، تقع ضمن الاستراتيجية الخاصة لمواجهة الهجمات الإسرائيلية، كونها تؤمّن وسيلة انتقال محمي وآمن». ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «شبكات الأنفاق ساهمت في إنشاء توازن بين باطن الأرض والسماء لمواجهة التفوق الجوي الإسرائيلي، ما جعل القتال عمودياً أكثر منه أفقياً».
ويقول جوني، الذي كان يشغل منصب قائد كليّة القيادة والأركان في الجيش اللبناني، إن «استراتيجية الأنفاق تعدّ من أهم أوراق القوة التي يحتفظ بها (الحزب) وتضمن له حرية المناورة تحت الأرض»، معتبراً أن «شبكات الأنفاق الأخطبوطية تم حفرها بشكل يجعلها تتكامل مع العمليات العسكرية فوق الأرض، خصوصاً لجهة نقل المقاتلين والأسلحة والصواريخ إلى نقاط أخرى تشكل مفاجآت صادمة في الميدان».
شبكة أنفاق إقليمية
وأشار مركز «ألما» للأبحاث، الذي يركّز على التهديدات الشمالية، إلى أنه «بعد حرب لبنان الثانية عام 2006، أنشأ (الحزب)، بمساعدة الكوريين الشماليين والإيرانيين، مشروعاً لتشكيل شبكة من الأنفاق الإقليمية في لبنان، وهي شبكة أكبر من (مترو حركة ح)»، معتبراً أن «جنوب لبنان ليس غزّة، حيث لديه نوع مختلف من التضاريس، بما في ذلك التلال الصخرية والوديان، وبالتالي التقديرات الإسرائيلية لا تتقبل مجرد فكرة أن (الحزب) نجح في حفر أنفاق حتى 10 كيلومترات في العمق الإسرائيلي، إذ إن مثل هذا الأمر يحتاج إلى جهود خارقة، فالحديث هنا عن أرض صخرية صلبة وجبال، والنجاح في حفرها سيكون (فضيحة عسكرية) وليس إخفاقاً عادياً».
عند كلّ مواجهة مع «الحزب»، تحدد إسرائيل بنك أهدافها، وتزعم أنه مواقع عسكرية أو منصات صواريخ أو مخازن أسلحة، لكنها تبقى عاجزة عن امتلاك خريطة الأنفاق أو توفر معلومات كافية عنها. ويعبّر الخبير العسكري حسن جوني عن اعتقاده بأن الحزب «بنى أنفاقه بطريقة متطورة جداً، لتصبح جزءاً مهماً من منظومته الدفاعية، خصوصاً أنه بناها في ظروف مريحة، وضمن بيئة جغرافية ملائمة، بخلاف قطاع غزّة الذي لطالما كان محاصراً ومراقباً أمنياً وجوياً بشكل متواصل». ويعتقد أن الحزب «استفاد من خبرات واسعة في مجال حفر الأنفاق، ويتردد أنه استفاد من وسائل حفر متطورة، ربما تكون استقدمت من كوريا الشمالية، وهذا سيضاعف حتماً من قدرته على مقارعة إسرائيل، حيث تساهم الأنفاق بتطوير عمليات حرب العصابات». ولا يستبعد جوني «إمكانية استخدام هذه الأنفاق لتنفيذ عمليات هجومية، وليس دفاعية فقط، أي أن هناك احتمالاً أن يكون لها امتداد إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة».
شبكة نقل آمنة
بخلاف الإعلام العسكري لدى «حركة ح»، الذي أطلق حملة دعائية مصورة عن أهمية الأنفاق، لم يتبع «الحزب» هذا الأسلوب، رغم ارتفاع وتيرة التهديدات الإسرائيلية والتلويح باجتياح برّي لجنوب لبنان، وهو ما عزّز قناعة الخبراء والمتابعين بعدم امتلاك إسرائيل معلومات كافية عنها، وتخشى مفاجآت بشأنها. ويشير مدير مؤسسة «الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري»، الدكتور رياض قهوجي، إلى أن «كل المعلومات والمعطيات تفيد بأن (الحزب) لديه شبكة أنفاق كبيرة، تتيح له التنقّل بأمان تحت الأرض، في ظلّ امتلاك إسرائيل تفوقاً جوياً كبيراً يجعلها قادرة على رصد أي ترك فوق الأرض».
ويقول قهوجي لـ«الشرق الأوسط»: «كلما كبرت الأنفاق وسمحت بعبور الآليات والسيارات داخلها، كما ازدادت أهميتها، وكما شاهدنا في غزّة كيف أن الأنفاق تربط منطقة بأخرى، وأن هناك أنفاقاً تستخدم لتخزين الأسلحة، وبعضها لتصنيع الأسلحة، والبعض الآخر تحول إلى مراكز لإطلاق الصواريخ، فإن (الحزب) لديه شبكة أكبر وأكثر تطوراً وتعقيداً».
أنفاق قتالية
لا يغفل قهوجي، وهو خبير في شؤون الأمن والتسلّح، الدور الذي تلعبه الأنفاق إذا ما قامت إسرائيل باجتياح برّي، متحدثاً عن «وجود أنفاق قتالية على الخطوط الأمامية للمواجهة، يستخدم أغلبها في العمليات التكتيكية ونصب الكمائن، وهذا سيفاقم من تكلفة الخسائر البشرية لدى الجيش الإسرائيلي». ويضيف قهوجي: «صحيح أن إسرائيل تملك قدرات عسكرية هائلة لتنفيذ هجوم برّي، لكنها بالتأكيد تحسب ألف حساب للتكلفة الكبيرة التي ستدفعها، وبالتأكيد ستكون الأنفاق مستنقعها الأكبر لأن (الحزب) سيستخدمها بحرفية قتالية كبيرة».
*****************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية: مؤشرات على تراجُع الحرب الشاملة.. وجنبلاط: الإدعاء الإسرائيلي كاذب
لاحت في أفق الاتصالات التي تسارعت في مختلف الاتجاهات لليوم الثاني على التوالي لمنع انزلاق الوضع في لبنان والمنطقة الى حرب شاملة، مؤشرات الى تراجع هذا الاحتمال في اتجاه توقّع ردود محدودة، على رغم من انّ المقاومة نفت علاقتها بحادثة مجدل شمس التي تصرّ اسرائيل وخلفها الولايات المتحدة الاميركية على اتهامها بها. فيما المقاومة حذّرت اسرائيل من عواقب الذهاب الى توسيع رقعة الحرب، مؤكّدة استعدادها لكل الاحتمالات.
افادت وسائل إعلام إسرائيلية مساء امس، انّ جلسة مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغّر (الكابينيت) برئاسة بنيامين نتنياهو العائد لتوه من واشنطن، فوّضت اليه والى وزير الدفاع يوآف غالانت اتخاذ قرارات الردّ الإسرائيلي في لبنان، فيما امتنع وزير المال بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير المتطرّفان عن التصويت.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» انّ «المجلس الوزاري المصغّر حدّد الهدف الذي ستتمّ مهاجمته في لبنان، والتقديرات أن يكون محدوداً لكن بتأثير قوي». واستبعدت أن يكون هناك ردّ يقود إلى حرب شاملة، مؤكّدة انّ المجتمع الدولي يضغط لمنع التصعيد نحو حرب شاملة.
وفي غضون ذلك نقل موقع «اكسيوس» أنّ كبير مستشاري الرئيس الاميركي جو بايدن اموس هوكشتاين قال لغالانت في مكالمة هاتفية أمس إنّ الولايات المتحدة تشعر بالقلق بشأن ضربة محتملة للجيش الإسرائيلي على بيروت، لأنّ ذلك قد يؤدي إلى خروج الوضع عن السيطرة.
في حين أوضحت وسائل الإعلام التابعة للاحتلال الإسرائيلي، أنّ اسرائيل غير معنية بحرب شاملة مع “الحزب”، وإنما بتوجيه ضربة موجعة له فقط، مشيرة، إلى أنّ المسؤولين في الأجهزة الأمنية أكّدوا للقيادة السياسية أنّ الخطط الموضوعة قابلة للتنفيذ فورًا.
ونقلت شبكة «سي إن إن» عن مسؤول غربي مطلع، بأنّه «لا شك في أنّ الضربة على مجدل شمس في الجولان السوري المحتل نفّذها “الحزب”، لكن لا يُعتقد أنّها كانت متعمّدة». وتوقّع «أن تردّ إسرائيل لكنها لا ترغب في تصعيد يؤدي إلى نزاع أوسع نطاقاً».
وبثت إذاعة الجيش الإسرائيلي «انّ إسرائيل غير معنية بحرب شاملة مع “الحزب” وإنما بتوجيه ضربة موجعة له فقط»، ولفتت الى «انّ الجيش أعد سيناريوهات محتملة للهجوم على لبنان، ووضعها أمام القيادة السياسية». وذكرت انّ من السيناريوهات «مسارات عمل عسكري أكثر صرامة من ذي قبل»، وقالت انّ «مسؤولين في الأجهزة الأمنية يؤكّدون للقيادة السياسية أنّ الخطط الموضوعة قابلة للتنفيذ فورا».
هوكشتاين على الخط
وكان هوكشتاين وبعد ساعات قليلة على حادثة مجدل شمس أجرى سلسلة اتصالات هاتفية شملت كلاً من رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب وقائد الجيش العماد جوزف عون والرئيس الاسبق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وابلغ اليهم دعوة اميركية للتهدئة واستيعاب الوضع. لافتاً الى «انّ ما قام به “الحزب” كان خارج ما هو مألوف وأنّ هناك تحضيرات من ضربة اسرائيلية نسعى الى لجمها والحؤول دونها».
وقالت مصادر اطلعت على جوانب من الإتصالات انّ هوكشتاين لفت الى «صعوبة لجم إسرائيل في هذه المرحلة، وانّ العملية لا يمكن استيعابها بسهولة»، مؤكّداً «انّ الادارة الاميركية تثبتت من هوية القذيفة وهي من لبنان ولا بدّ من لجم هذه العمليات التي تعوق التوصل الى وقف لاطلاق النار وتهدئة الأوضاع».
بري يحذّر
وكان بري تلقّى اتصالاً من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت. وأكّد خلال الاتصال، أنّ “لبنان الذي تتعرّض قراه الجنوبية، لا سيما منها الحدودية منذ ما يزيد عن 9 اشهر لعدوان اسرائيلي متواصل، لم توفر فيه الآلة العسكرية الإسرائيلية بأسلحتها المحرّمة دولياً (الفوسفور الابيض) المدنيين والمساحات الزراعية والطواقم الإسعافية والاعلاميين”. وقال: «على رغم من هذه الإنتهاكات الإسرائيلية الفاضحة والصريحة لمندرجات القرار 1701 إلّا أنّ لبنان ومقاومته ملتزمون بهذا القرار وبقواعد الإشتباك بعدم استهداف المدنيين. وانّ نفي المقاومة لما جرى في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل يؤكّد بنحو قاطع هذا الإلتزام وعدم مسؤوليتها ومسؤولية لبنان عمّا حصل”.
وحذّر بري «الجميع في لبنان وفي فلسطين والجولان» من «أي انزلاق أو تحريضِ في سياق مشروع العدو التدميري».
ميقاتي
والى ذلك، قال المكتب الاعلامي لميقاتي انّه اجرى اتصالات ديبلوماسية وسياسية، وشدّد خلالها على «أنّ الحل يبقى في التوصل الى وقف شامل لإطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701، للتخلص من دورة العنف التي لا جدوى منها وعدم الانجرار الى التصعيد الذي يزيد الاوضاع تعقيداً ويؤدي الى ما لا تحمد عقباه».
واّكد «أنّ وقف طلاق النار بشكل مستدام على كل الجبهات هو الحل الوحيد الممكن لمنع حدوث مزيد من الخسائر البشرية، ولتجنّب مزيد من تفاقم الأوضاع ميدانياً». وشدّد على «أنّ الموقف اللبناني يلقى تفهماً لدى جميع اصدقاء لبنان، وأنّ الاتصالات مستمرة في أكثر من اتجاه دولي واوروبي وعربي لحماية لبنان ودرء الأخطار عنه».
«الادعاء كاذب»
في غضون ذلك، أكّد جنبلاط لقناة «الجزيرة» أنّ «الادعاء الإسرائيلي بأنّ “الحزب” أطلق الصاروخ على مجدل شمس كاذب». وقال: “حان الوقت لأن تفهم إسرائيل أنهّا لن تستطيع القضاء على روح المقاومة”. واضاف: «ما من أحد يعطي دروساً لمجدل شمس، فهذه البلدة عربية وغالبية سكانها رفضوا الجنسية الإسرائيلية «. وأكّد أنّ «إسرائيل تهاجم وتقتل وتدمّر في كل لحظة في لبنان»، مشدّدًا على أنّها لن «تستطيع القضاء على المقاومة»، ولافتاً إلى أنّ «”الحزب” يحترم قواعد الاشتباك في العمليات التي ينفّذها والحزب يردّ عندما تخرقها إسرائيل».
وعوّل جنبلاط على جهود بري قائلاً:» نعوّل على جهود الرئيس بري في التوصل مع المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين لوقف إطلاق نار جدّي في جنوب لبنان». ولفت الى انّ «هوكشتاين قال إنّ إسرائيل ستقوم بعملية واسعة وأذكّره بأنّه وسيط وليس ناقلاً لتهديدات إسرائيل».
بوحبيب
من جهته، كشف وزير الخارجية عبدالله بو حبيب أمس على هامش الاتصالات التي تلقّاها او أجراها مع عدد من نظرائه العرب والغربيين أنّ «الولايات المتحدة طلبت من الحكومة كبح “جماح” “الحزب”، كما أنّ لبنان طلب من الولايات المتحدة حضّ إسرائيل على ضبط النفس في ظل التوتر في الآونة الأخيرة». وقال في حديث متلفز: “هجوم كبير من قبل إسرائيل سيؤدي إلى حرب إقليمية”. وقال: «إنّ “الحزب” نفى علاقته بالضربة وهو منذ بدء الحرب يستهدف مواقع عسكرية وليس مدنية. ولا اعتقد انّه نفّذ هذه الضربة، قد تكون من تنفيذ منظمات أخرى أو خطأ اسرائيلياً أو حتى خطأ من “الحزب” لا أدري، ونحن في حاجة إلى تحقيق دولي لمعرفة حقيقة الأمر».
“الحزب” في الخارجية
وفي اطار المعالجات الجارية، علمت «الجمهورية» انّ لقاء سيُعقد قبل ظهر اليوم في وزارة الخارجية بين بوحبيب ومسؤول العلاقات العربية والدولية في “الحزب” السيد عمار الموسوي، يتوقع ان يجري خلاله البحث في المستجدات السياسية والديبلوماسية وحصيلة المشاورات الجارية على اكثر من مستوى.
كذلك سيلتقي بوحبيب سفيرة السويد آن ديسمور وممثلة الامم المتحدة جنين هانس بلاسخارت التي تجري اتصالات بالقادة اللبنانيين السياسيين والامنيين لمواكبة ما يجري بعد البيان المشترك الذي اصدرته وقائد قوات «اليونيفيل» الجنرال لازارو وتضمن تحذيراً من اي عمل عسكري قي يؤدي الى تدهور الوضع.
وفي غضون ذلك، أشار رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، خلال احتفال أقامه الحزب في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الشيخ عفيف النابلسي في حارة صيدا، الى أنّ «نهاية الكيان الصهيوني ستكون في ذهابه إلى خيار شن حرب واسعة ضدّ لبنان الذي ربما ينزلق إليه العدوّ، وان المقاومة له بالمرصاد». ولفت الى انّ «أهداف العدو سقطت في غزّة نتيجة صمود شعبها وبطولة مقاوميها، والدعم والإسناد الذي توافر من جبهات المقاومة، إلى جانب الضغط الذي مورس من أجل أن لا يُسمح للصهاينة لا بسحق المقاومة وإنهاء خيارها، ولا بإطلاق أسير بالقوة من دون إذعان لشروط المقاومين، ولا بتوفير أمن واستقرار للمستوطنين في غزة وفي الشمال أو في الجليل الأعلى».
لقاء روما
وقبل ساعات على لقاء روما الذي جمعه أمس بكل من رئيس الحكومة القطرية وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وشارك في في جزء منه كل من رئيس المخابرات المصرية عباس كامل ورئيس الموساد الاسرائيلي، اعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن «انّ كل المؤشرات تدل الى إنّ “الحزب” هو من أطلق صاروخ مجدل شمس». ولفت بلينكن الى أنّ بلاده تدعم «حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها» في مواجهة ما سمّاه «الهجمات الإرهابية»، واعتبر انّ «وقف إطلاق النار في غزة سيكون فرصة لإحلال هدوء دائم على الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان». وختم: «نحن على تواصل مع إسرائيل ولا نريد أن نرى تصعيدًا للنزاع».
والى ذلك قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون في بيان، انّ «هذا الهجوم نفّذه “الحزب” اللبناني. إنّه صاروخ تابع لهم انطلق من منطقة يسيطرون عليها». وأضافت، أنّ «البيت الأبيض يجري محادثات مستمرة مع المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين منذ وقوع الهجوم». وتابع البيان، «تعمل الولايات المتحدة أيضاً على إيجاد حل ديبلوماسي على امتداد الخط الأزرق من شأنه أن ينهي كل الهجمات نهائياً ويسمح للمواطنين على جانبي الحدود بالعودة في أمان إلى منازلهم».
واشارت وزارة الخارجية الأميركية الى انّها تحضّ الاميركيين على «مراقبة حالة رحلاتهم إلى لبنان، وأن يكونوا على علم بأنّ مساراتها قد تتغيّر».
فيما اشارت القناة 12 الإسرائيلية الى انّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تتحرّك من خلال اتصالات إسرائيلية ـ لبنانية لمنع التصعيد بين الجيش الإسرائيلي و”الحزب”، والهدف هو عدم تحويل قصف إسرائيل المرتقب إلى حرب شاملة.
فيما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين عرب وأوروبيين قولهم: «مسؤولون أميركيون تبادلوا رسائل مع إيران لتهدئة التوتر في المنطقة». وأضافت، ان «الأطراف غير مهتمة بتوسيع النزاع لكن احتمالات حدوث خطأ مرتفعة».
ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول إسرائيلي، أنّ «كبير مستشاري بايدن نقل الى وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت قلق واشنطن من أنّ ضربة لبيروت قد تُخرج الوضع عن السيطرة».
كما نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول أميركي قوله: «انّ “الحزب” أبلغ الأمم المتحدة أنّ حادث مجدل شمس سببه سقوط صاروخ اعتراضي إسرائيلي».
فرنسا ومصر
وفي المواقف، دعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى تفادي اي تصعيد عسكري جديد في جنوب لبنان. وقالت: «ندين الهجوم على مجدل شمس، وندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنّب أي تصعيد عسكري. نجدّد دعوتنا المواطنين الفرنسيين لعدم الذهاب إلى لبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية».
فيما حذّرت وزارة الخارجية المصرية من مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان، بما قد يؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة. وأشارت وزارة الخارجية المصرية إلى أنّه «من المهمّ دعم لبنان وشعبه ومؤسساته وتجنيبه ويلات الحرب». وناشدت القوى المؤثرة في المجتمع الدولي التدخّل الفوري لتجنيب شعوب المنطقة مزيداً من التبعات الكارثية لاتساع رقعة النزاع، والتي قد تشكّل تهديداً للسلم والأمن الدوليين».
موفد بريطاني
ومن المنتظر ان يزور موفد بريطاني لبنان بعد غد الاربعاء قادما من قطر للاجتماع مع ميقاتي بتكليف من رئيس الحكومة الجديد كير ستارمر.
الموقف الايراني
وحذّر المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني بشدة من «أي مغامرة جديدة للكيان الصهيوني تجاه لبنان بذريعة حادثة «مجدل شمس» في منطقة الجولان المحتل». وقال: «كيان الفصل العنصري الإسرائيلي بعد عشرة أشهر من الابادة الجماعية في قطاع غزة، على أطفال ونساء فلسطين، بسيناريو مزيف، يهدف إلى صرف انتباه الرأي العام والعالم عن جرائمهم الجسيمة في فلسطين».
وأكّد كنعاني: «أنّ الكيان الصهيوني لا يملك أدنى سلطة أخلاقية للتعليق والحكم على الحادثة التي وقعت في منطقة مجدل شمس، ولن يتمّ سماع ادعاءات هذا الكيان ضدّ الآخرين أيضاً». واعتبر «أنّ من مسؤولية المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن الدولي، دعم استقرار وأمن لبنان والمنطقة في مواجهة مغامرات الكيان الصهيوني المعتدي»، وشدّد على «انّ أي عمل جاهل من الكيان الصهيوني يمكن أن يؤدي إلى توسيع نطاق عدم الاستقرار وانعدام الأمن والحرب في المنطقة، وفي هذه الحالة سيكون الكيان المذكور هو المسؤول النهائي والرئيسي عن العواقب وردود الفعل غير المتوقعة لمثل هذا السلوك الغبي». وأوصى كنعاني الحكومة الأميركية انّه «بدلاً من تسليح الكيان الصهيوني بشكل مستمر بأسلحة الدمار الشامل وتكريم رئيس الوزراء المجرم لهذا الكيان بعد عشرة أشهر من الجرائم المتواصلة ضدّ الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة والضفة الغربية، عليها أن تتحمّل مسؤوليتها الدولية والأخلاقية، وأن تعمل من أجل السلام والأمن العالميين، وتمنع الكيان الصهيوني من إشعال نار جديدة سيمتد لهيبها إلى الصهاينة».
غالانت وهاليفي
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية، أنّ «بيان غالانت بشأن لبنان في إيعازه للأجهزة الأمنية بالتأهّب أثار غضب المقرّبين من نتنياهو»، لافتةً الى أنّ «مكتب نتنياهو وجّه وزراء بمهاجمة غالانت بعد بيانه وتصويره كأنما يدير الحرب وحده».
وكان غالانت الذي زار ورئيس الاركان هرتسي هاليفي ممجدل شمس، قد توعد في بيان، “الحزب” «بدفع ثمن باهظ»، متهماً إياه باستهداف بلدة مجدل شمس. وقال : «هذا حادث صعب للغاية ومؤلم جداً لهؤلاء الأطفال. لتعلموا أن البلد كله معكم والجيش كذلك. وأطلبُ منكم أن تنقلوا إلى العائلات باسمي وباسم المؤسسة الأمنية بأكملها تعاطفنا معهم في هذا الحادث الصعب الذي يمُثل مأساة رهيبة» وختم مهدداً: «”الحزب” هو المسؤول عن هذه الضربة وسيدفع الثمن».
اما هاليفي فقال: «نرفع جاهزيتنا إلى المرحلة التالية من القتال في الشمال، وسنعمل بكل الوسائل لإعادة سكان الشمال إلى ديارهم بأمان». واضاف: «نعرف بالضبط من أين أطلقت هذه القذيفة الصاروخية. قمنا بفحص هنا على جدران ملعب كرة القدم بقايا القذيفة الصاروخية، نستطيع القول إنها قذيفة صاروخية من نوع «فلق» تحمل رأسًا حربيًا وزنه 53 كيلوغرامًا. هذه قذيفة صاروخية للحزب». وأضاف هاليفي: «نحن نعرف شنّ الغارات بعيدًا جدًّا عن دولة إسرائيل. سنواجه مزيداً من التحدّيات وسنرفع الجاهزية. عندما يتطلّب ذلك سنتحرك بقوة…واجبنا هو إعادة السكان إلى الشمال بأمان إلى البيوت، في كل الشمال- الجليل وهضبة الجولان. هذا واجب مطلق».
*****************************
افتتاحية صحيفة اللواء
انتقاد لبناني لهوكشتاين.. واستهداف بيروت يهدِّد بحرب شاملة
تزايدت المخاوف والحسابات، من ضربة إسرائيلية من الجوّ، ضد بنك أهداف منتقاة، وصفت بأنها على غرار قصف ميناء الحديدة، ومواقع في ايران، من دون الانزلاق الى حرب واسعة، الا اذا حدث ما لم يكن في الحسبان، وخرجت الأمور عن السيطرة.
من المؤشرات القوية للضربة، حجم الاجتماعات التي عقدت في اسرائيل، منذ العودة السريعة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، للاقتصاص من “الحزب”، على خلفية ما نفاه الحزب، وتتمسك اسرائيل قصف على مجدل شمس (القرية الدرزية في الجولان) حيث سقط 12 يافعاً كانوا في ملعب رياضي.
بين لحظة واخرى، قد تنفذ دولة الاحتلال الضربة، مع العلم ان “الحزب” اتخذ اجراءات احترازية، فأخلى مواقع في الجنوب والبقاع، والسيدة زينب، فضلا عن رفع مستوى الجهوزية للمواجهة، في ضوء حجم الاستهداف والنتائج المترتبة عليه، وسط خلافات في قيادة الاركان الاسرائيلية حول استهداف ما يتعلق ب”الحزب”، ام البنى التحتية اللبنانية.
وأشارت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» إلى ان التحرك الرسمي الأخير بشأن التطورات التي سجلت أخيرا في مجدل شمس يتركز على الاتصالات السياسية والدبلوماسية من أجل إبعاد شبح أي ضربة إسرائيلية على لبنان، وقالت إن اقصى ما يمكن أن يصل إليه هذا الحراك هو تكثيف هذه الاتصالات وتسريع وتيرتها، مع العلم أنه لا يمكن توقع ما ترسو إليه الأمور، وأي كفة يصار إلى ترجيحها: ضربات محددة في سياق الرد أو توسيعها وخرق قواعد الإشتباك بشكل فاضح.
ورأت هذه المصادر أن ما من سيناريو آخر، في حين أن الساعات المقبلة هي محور ترقب محلي، والاتصالات التي يقودها بعض الأفرقاء قائمة بشكل كبير دون حسم ما إذا كان هناك من مجلس وزراء خاص لبحث الوضع المتوتر ولو أنه فكرة مطروحة.
ونقل عن مستشار الامن القومي لنائبة الرئيس الاميركي قوله ان الولايات المتحدة تعمل على حلّ دبلوماسي لانهاء الهجمات تماما على الجبهة بين لبنان واسرائيل.
وحسب موقع «إكسيوس» فإن مسؤولا كبيرا قال لوزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت انه اذا هاجمت اسرائيل بيروت، فإن الوضع يخرج عن السيطرة.
وقال البيت الابيض تعليقا على ما حصل في مجدل شمس: لاسرائيل الحق في الدفاع عن النفس، لافتا الى اننا «نعمل على ايجاد حل دبلوماسي ينهي الهجمات على طرفي الحدود الاسرائيلية- اللبنانية».
وحذرت وزارتا الخارجية المصرية والتركية من اتساع رقعة الصراع في ظل التصعيد العسكري اللبناني، وما قد يؤدي اليه من تبعات خطيرة للغاية.
وإزاء ذلك، نشطت الاتصالات في غير تجاه، سواء عبر اتصالات الرئيس نجيب ميقاتي الذي اكد ان لبنان يدين كل اشكال العنف ضد المدنيين، معتبرا ان الحل «يبقى بالتوصل الى وقف شامل لاطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار 1701».
اتصالات بري
وتابع الرئيس نبيه بري منذ ليل امس الاول الاتصالات لاحتواء الوضع سواء عبر التواصل المفتوح مع الوسيط هوكستاين، او مع القيادات الدرزية والحزبية وقيادة المقاومة.
وتلقى بري اتصالاً من المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جيني هينيس بلاسخارت، شدد خلاله على التزام لبنان بعدم استهداف المدنيين، وحرص “الحزب” على قواعد الاشتباك المعمول بها..
وفي الاطار الدبلوماسي، اجرى وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب سلسلة اتصالات لشرح الموقف اللبناني، مشددا على ضرورة احترام القرار 1701.
وتخوف بعد قدوم اسرائيل على اعطاء معلومات لشركات الطيران، لوقف الرحلات الى يوم امس كاشفا ان منسق الاتحاد الاوروبي جوزيف دوريل يفضل قيام تحقيق دولي في حادثة مجدل سلم.
وتساءل: لماذا يقصف “الحزب” بلدة عربية؟ وهذا غير ممكن، مشددا على ان “الحزب” يصوب على المواقع العسكرية وليس المدنية.
جنبلاط ينتقد هوكشتاين
واشار النائب سابق وليد جنبلاط الى ان “الحزب” مقاومة لبنانية، وجزء من لبنان، معولا على دور الرئيس نبيه بري لجهة التواصل مع الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين.
وانتقد جنبلاط هوكشتاين، مذكرا اياه بأنه وسيط وليس ناقلا لتهديدات اسرائيل، عندما اشار الى ان اسرائيل ستقوم بعملية واسعة.
وفي الاجراءات، حذرت السفارة الاميركية رعاياها بعدم التوجه الى لبنان، بدءا من تعديلات شركات طيران رحلاتها الى بيروت، داعية المواطنين الاميركيين الى اعادة النظر في السفر الى لبنان.
كما دعت فرنسا مواطنيها لتجنب السفر الى لبنان.
تأجيل رحلات الطيران
وفي تطور ملاحي، اعلنت شركة طيران الشرق الاوسط MEA عن تأخير عودة بعض رحلاتها الى بيروت من مساء امس 28 تموز 2024 الى صباح اليوم 29 تموز 2024.
وألغت شركة الطيران التركي امس رحلتها من اسطنبول الى بيروت وسط ترجيح بأن يكون السبب مقلق بالتخوف من التصعيد في لبنان.
وتوقعت هيئة البث الاسرائيلية ان يجر رد اسرائيل على ما حدث في مجدل شمس الى عدة ايام من القتال العنيف.
وانتهت ليلا جلسة الكابينت، وافيد ان الاهداف التي تقرر قصفها هي «اهداف عسكرية فقط».
وقالت «يديعوت احرنوت» ان قرار المصادقة من الحكومة السياسية والامنية، ووفقا لتقييم مسؤولين امنيين، فإن «الهدف محدود ولكنه مهم».
وقالت القناة 14 الاسرائيلية ان الكابينت فوَّض بنيامين وغالانت اتخاذ القرار المناسب، وسط معارضة الوزيرين المتطرفين في الحكومة الليكود.
الوضع الميداني
ميدانياً، اخلى “الحزب” مواقع له في الجنوب والبقاع، يعتقد انها قد تكون هدفا طبيعياً لاسرائيل، وكذلك تم اخلاء مواقع في منطقة السيدة زينب قرب دمشق.
وكثفت المسيرات الاسرائيلية تحليقها فوق اكثر من منطقة لبنانية مساء امس، فوق البقاع، وبعلبك، ورياق والمصنع وطاريا.
ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي والمسيّر غاراته على يارون والخيام وعيتا الشعب.
*****************************
افتتاحية صحيفة الديار
إستنفار داخلي ودولي لاستيعاب حادثة الجولان
«تل أبيب» تريد توسعة الحرب… لكنها غير قادرة على ذلك!
دروز لبنان وسوريا يتصدّون للفتنة «الإسرائيليّة» من بوابة مجدل شمس – بولا مراد
تصعيد «اسرائيلي» مرتقب في الساعات المقبلة، يخرق قواعد الاشتباك التي سادت في الاشهر القليلة الماضية، من دون ان يؤدي لتوسعة الحرب. هذا على الارجح ما ستلجأ اليه «تل ابيب» بعد حادثة مجدل شمس في الجولان المحتل، والتي تشير كل المعطيات الى انها كانت نتيجة صاروخ اعتراضي «اسرائيلي» اطلقته القبة الحديدية.
ونشطت في الساعات الماضية، بحسب معلومات «الديار»، المساعي الاقليمية والدولية لاستيعاب التطورات الاخيرة ولمنع انزلاق الوضع الى انفجار كبير. وافادت مصادر واسعة الاطلاع انه «تم التوصل لنوع من التفاهم الضمني، ان يكون الرد «الاسرائيلي» على حادثة مجدل شمس محدودا ومدروسا، بما لا يؤدي لحرب شاملة». لكن المصادر نبهت من ان «الاوضاع ليست مطمئنة، ويفترض تتبع مسار الاحداث المقبلة للبناء عليها». واضافت «ما هو محسوم ان «تل ابيب» تريد توسعة الحرب وترى مصلحة لها بذلك، لكنها غير قادرة عليها من دون دعم اميركي مباشر. وهي تعي راهنا ان واشنطن منهمكة بانتخاباتها الرئاسية، لذلك يبدو نتنياهو مترددا بالمغامرة بوجه “الحزب”، خاصة بعدما كشف الحزب في الاسابيع الماضية عن مجموعة كبيرة من المواقع الاستراتيجية ،التي يلحظها بنك اهداف “الحزب” في اي حرب مقبلة، ولعل ابرزها منصات استخراج الغاز».
واعتبرت المصادر ان «ما يجعل «اسرائيل» مترددة باعلان الحرب الواسعة، رغم اعتبارها ان هناك حجة بين يديها اليوم بحثت عنها طويلا، هي قوة الردع التي ارساها الحزب في الاشهر الماضية، وعلمها بأن المواجهة لن تكون محصورة مع لبنان، انما ستؤدي لانخراط كل حلفاء طهران في المنطقة فيها، والارجح انخراط ايران المباشر ايضا بالقتال».
اسقاط مخطط الفتنة
وبالرغم من كل محاولات توظيف الحادثة لاتهام المقاومة بها، واشعال فتنة بين دروز لبنان وسوريا وبيئة “الحزب”، الا ان المرجعيات الدينية والسياسية الدرزية كانت على قدر من الوعي، الذي قطع الطريق على الخطط «الاسرائيلية». وخلال تشييع الضحايا الذين سقطوا في مجدل شمس، طرد عدد من الأهالي وزراء في الحكومة «الإسرائيلية» وأعضاء «الكنيست» من البلدة الذين حضروا للمشاركة في التشييع. كما هاجموا وزير المالية «الإسرائيلي» المتطرف بتسلئيل سموتريتش، وصرخوا بوجهه «ارحل من هنا يا مجرم، لا نريدك في الجولان». ودعا الأهالي الوزراء «الإسرائيليين» لعدم استغلال الكارثة التي حصلت في مجدل شمس لأهداف سياسية وأجندة «إسرائيلية».
طهران وواشنطن على خط التهدئة
وبالتوازي، استنفرت الدول الكبرى لمحاولة استيعاب التطورات الاخيرة، وتجنيب المنطقة الحرب الشاملة. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية عن مسؤولين عرب وأوروبيين، بأن «مسؤولين أميركيين تبادلوا رسائل مع إيران لتهدئة التوتر في المنطقة».
وتواصلت التهديدات «الإسرائيلية» بوجه “الحزب” ولبنان، فأكّد وزير الخارجيّة «الإسرائيليّة» يسرائيل كاتس لموقع «أكسيوس»، أنّ «هجوم “الحزب” على مجدل شمس تجاوز كلّ الخطوط الحمراء، وسيكون الردّ وفقًا لذلك» . ونقلت القناة 12 «الإسرائيليّة» عن كاتس قوله: «نقترب من حرب شاملة مع “الحزب”، ولا شكّ أنّنا سندفع ثمنًا، لكنّ الحزب سيدفع ثمنًا أكبر».
بدوره، قال وزير الخارجية الاميركية أنتوني بلينكن امس، إن «كل المؤشرات تدل على أن “الحزب” أطلق الصاروخ على الجولان المحتل، ما أدى إلى مقتل 12 من الفتيان». لكن بلينكن أكد «أننا عازمون على وضع حد للنزاع في غزة، لقد استمر لفترة طويلة جداً». وأكد «أننا لا نريد أن نرى النزاع يتصاعد، لا نريد أن نرى توسعاً، لقد كان هذا أحد أهدافنا منذ اليوم الأول منذ 7 أكتوبر الماضي، وسنواصل القيام بذلك».
بالمقابل، حذّرت الخارجية الإيرانية «إسرائيل» من أي مغامرة في لبنان بعد هجوم مجدل شمس، واعتبر المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أنّ «الحفاظ على استقرار وأمن لبنان والمنطقة إزاء مغامرات الكيان الصّهيوني المعتدي، هو واجب يقع على عاتق الأسرة الدوليّة لا سيّما مجلس الأمن الدولي «، مشدّدًا على أنّ «أيّ إجراء جاهل للكيان الصّهيوني، يمكن أن يمهّد لتوسيع رقعة عدم الاستقرار والتّدهور الأمني ونيران الحرب في المنطقة. وفي هذه الحالة، فإنّ الكيان المذكور سيتحمّل المسؤوليّة الحتميّة والرّئيسيّة للتّداعيات وردّات الفعل غير المتوقّعة على هكذا سلوك أخرق».
من جهتها، رأت وزارة الخارجية السورية انه «في إطار محاولاته لتصعيد الأوضاع في منطقتنا، وتوسيع دائرة عدوانه عليها، اقترف كيان الاحتلال الإسرائيلي يوم السبت جريمة بشعة في مدينة مجدل شمس في الجولان السّوري المحتل منذ عام 1967، ثمّ قام بتحميل وزر جريمته للمقاومة الوطنيّة اللّبنانيّة». واكدت الخارجية السورية ان «أكاذيب الاحتلال واتهاماته الباطلة للمقاومة اللبنانية، بأنها قصفت مجدل شمس لن تنطلي على شعبنا».
رسالة اميركية للحزب
اما على صعيد لبنان، فقد أجرى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سلسلة إتصالات ديبلوماسية وسياسية، في اطار متابعة الاوضاع الطارئة المستجدة والتهديدات «الاسرائيلية» المتكررة ضد لبنان. وشدد خلال الاتصالات على «أن الحل يبقى في التوصل الى وقف شامل لاطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701، للتخلص من دورة العنف التي لا جدوى منها، وعدم الانجرار الى التصعيد الذي يزيد الاوضاع تعقيدا، ويؤدي الى ما لا تحمد عقباه».
وأكد على «موقف الحكومة بإدانة كل أشكال العنف ضد المدنيين ، وأن وقف طلاق النار بشكل مستدام على كل الجبهات، هو الحل الوحيد الممكن لمنع حدوث مزيد من الخسائر البشرية، ولتجنب المزيد من تفاقم الاوضاع ميدانيا». وشدد على»أن الموقف اللبناني يلقى تفهما لدى جميع اصدقاء لبنان، وأن الاتصالات مستمرة في أكثر من اتجاه دولي واوروبي وعربي لحماية لبنان ودرء الاخطار عنه».
وقد اطلع ميقاتي من وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب على حصيلة الاتصالات الجارية في هذا السياق ايضا. كما اجرى سلسلة اتصالات مع الوزراء المعنيين في اطار المتابعة الدورية لشؤون وزاراتهم.
من جهته، دعا بوحبيب إلى «إجراء تحقيق دولي أو عقد اجتماع للجنة الثلاثية عبر اليونيفيل لمعرفة حقيقة الأمر». كما طالب بـ»التطبيق الكامل والشامل للقرار 1701» الصادر عن مجلس الأمن الدولي من الجهتين. وأشار إلى أن أي «هجوم كبير من قبل «إسرائيل» على لبنان، سيؤدي إلى تدهور الوضع في المنطقة واشتعال حرب إقليمية». وأضاف بوحبيب لـ»رويترز»، أن الحكومة طلبت من الولايات المتحدة حث «إسرائيل» على ضبط النفس، وقال إن الولايات المتحدة طلبت من الحكومة اللبنانية نقل رسالة إلى “الحزب” تطالبه بالتحلي بضبط النفس أيضاً.
وعلى خط التطورات الميدانية جنوب لبنان، فقد أعلن الحزب قصف تموضع لقوّات العدو الإسرائيلي ونقاط انتشاره في مستعمرة «شتولا»، كما تموضع آخر لهم في مستعمرة المنارة. بالمقابل، قصفت مسيرة معادية بصاروخين منزلا عند أطراف بلدة طاريا، فيما شنّت طائرات حربية «اسرائيلية» غارة على منزل في بلدة شيحين عند أطراف بلدة ميس الجبل الشمالية (وادي البير وكركزان والدباكة) كما غارة على بلدة كفركلا.
***************************
افتتاحية صحيفة الشرق
جنبلاط: قلت لهوكشتاين إن «الحزب » لم يقصف مجدل شمس
الشرق – أكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط اليوم الأحد، أن «الادعاء الإسرائيلي بأن الحزب أطلق الصاروخ على مجدل شمس كاذب». وقال في حديث لـ«الجزيرة» إنه «حان الوقت لأن تفهم إسرائيل أنها لن تستطيع القضاء على روح المقاومة». واضاف أنّه «ما من أحد يعطي دروسا لمجدل شمس، فهذه البلدة عربية وأغلب سكانها رفضوا الجنسية الإسرائيلية». وأكّد جنبلاط أن «إسرائيل تهاجم وتقتل وتدمر في كل لحظة في لبنان»، مشددًا على أنها لن «تستطيع القضاء على المقاومة»، ولافتا إلى أن «الحزب يحترم قواعد الاشتباك في العمليات التي ينفذها والحزب يرد عندما تخرقها إسرائيل». وعوّل النائب السابق وليد جنبلاط على جهود رئيس مجلس النواب نبيه بري قائلاً: «نعول على جهود الرئيس بري في التوصل مع المبعوث الأميركي لوقف إطلاق نار جدي في جنوب لبنان». ولفت جنبلاط الى ان «المبعوث الاميركي آموس هوكستين قال إن إسرائيل ستقوم بعملية واسعة وأذكره بأنه وسيط وليس ناقلا لتهديدات إسرائيل».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :