بعد ضربة "تل أبيب".. "إسرائيل" تستعرض عضلاتها

بعد ضربة

Whats up

Telegram

 

اسماعيل المحاقري

سرب من طا ئرات f35 "الإسرائيلية" يعتـ.ـدي على اليمن، بشكل مباشر ومعلن لأول مرة، مستهـ.ـدفًا محطة كهرباء الحديدة ومنشآت تخزين النفط في ميناء الحديدة الذي يمثل شريان الحياة لثلثي سكان البلد المحاصر.

بالنظر إلى جرائم حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الـ.ـعـ.ـدوّ في غزّة، والوحشية التي لا سابق لها في التاريخ المعاصر، فلم يكن مفاجئًا استهداف الـ.ـعـ.ـدوّ "الإسرائيلي" المنشآت المدنية، والهـ.ـدف واضح: زيادة معاناة الشعب اليمني والضغط على قيادته لوقف العمليات المساندة لغزّة.

في الواقع إن استعراض القوّة في اليمن بهذا الشكل الدعائى والمعبر عن أزمة الكيان، هو وسيلة العاجز والفاشل، وأيًّا تكن النتائج ومهما تكبر المعاناة، فلا يمكن ردع ومنع القوات المسلـ.ـحة اليمنية عن القيام بواجبها الديني والأخلاقي في مواجهة الـ.ـعـ.ـدوّ "الإسرائيلي" ومخطّطاته التآمرية، وهذا ما تؤكده القيا دة الـ.ـثورية ممثلة بالسـ.ـيـ.ـد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثــ.ـي وتصرح به القوات المسلـ.ـحة.

اختيار المنشآت الاقتصادية لتكون البديل عن بنك الأهداف العسـ.ـكري في اليمن يؤكد قناعة "الإسرائيلي" بفشل الاستراتيجية الأميركية في مواجهة اليمن على مدى عشر سنوات، وهذا الاختيار يتقاطع مع خطوات النظام السعودي الاقتصادية العدائية التي يحاول الضغط بها هو الآخر على الشعب اليمني كنقل البنوك ومنع التحويلات المالية وعرقلة الرحلات الإنسانية من مطار صنعاء الدولي رغم وجهتها الوحيدة إضافة إلى التلويح السعودي بفرض الحصار على ميناء الحديدة ما يشير إلى وجود تنسيق وغرفة عمليات واحدة تجمع السعودي بمشغليه الأميركيين والصـ.ـهاينة.

وردًّا على استهداف منشآت اقتصادية مدنية سيضع اليمن بنك أهداف جديدة داخل عمق الكيان وسيشمل البنك المنشآت النفطية ومنصات الغاز وغيرها من الأهداف الحيوية الأمر الذي قد يدفع المنطقة إلى مستويات أكبر من التصعيد.
 
الـ.ـعـ.ـدوان "الإسرائيلي" على الحديدة يظهر أيضًا حجم تأثير العمليات اليمنية التي حاصرت الكيان في البحر وأوصلت ميناء "إيلات" إلى حد الإفلاس وصولًا إلى اختراق دفاعات الأعداء الجوية وقصـ.ـف "تل أبيب" بعملية نوعية هزت حكومة الـ.ـعـ.ـدوّ وأحدثت صدمة كبيرة في مؤسساتها الدفاعية والأمنية.

تجربة عشرة أشهر من الوحشية في غزّة تؤكد لقطعان المستـ.ـوطنين والعالم أجمع أن جيش الـ.ـعـ.ـدوّ لن يفلح بعد وانه على اليمن في استعادة الردع أو ترميم هيبته وصورته المحطمة والتي تم تمريغها بفعل ضربات المقـ.ـاومة في فلسـ.ـطين ومحور الجــهـا د والمقـ.ـاومة، هذا إذا ما أضفنا إليها أن اليمن يخوض معركة منذ عقد من الزمن ضدّ التحالف السعودي الأميركي واستطاع أن يتحمل أكثر من مائتين وخمسين ألف غارة بأفتك أنواع الأسـ.ـلحة والقنابل الغربية، وخلال هذه الفترة ورغم المعاناة والحصار بنى قدرات عسـ.ـكرية تقلق واشنطن وترعب "تل أبيب".

اليمن لن يعاني، في كلّ الأحوال، ودخول "إسرائيل" على خط النار، سيشكّل ضغطًا على أدوات وأبواق السعودية في الداخل الذين ظلوا طيلة عشرة أشهر وهم يشككون في موقف اليمن الداعم للمقـ.ـاومة الفلسـ.ـطينية، وبالتالي فهم مجبرون على إرسال ناقلات النفط إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى في حال اشتد الحصار على ميناء الحديدة، وهذا ما يمكن للأعداء فعله لأن امتناعهم يعني اصطفافهم مع الـ.ـعـ.ـدوّ "الإسرائيلي" على حساب معاناة الشعبين اليمني والفلسـ.ـطيني.

الاعتـ.ـداءات على اليمن لن توفر الأمن للمستـ.ـوطنين أو تستعيد ثقتهم في جيشهم ومؤسستهم الأمنية، وحكومة نتنياهو التي تخبط خبط عشواء عليها أن تنتظر المزيد من الضربات اليمنية والردود المزلزلة على تغولها في فلسـ.ـطين وإمعانها في سفك الدماء وتدمير المنشآت المدنية.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram