افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة ليوم الإثنين 15 تموز 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة ليوم الإثنين 15 تموز 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

عقد سياسية وعسكرية تدفع الوسطاء إلى البحث عن حلول إبداعية

كواليس المفاوضات: من راهن (مسبقاً) على محاولة الاغتيال؟

 قد يُصدم كثيرون، عندما يعلمون، أن الوسطاء الثلاثة في ملف المفاوضات حول غزة، أي الولايات المتحدة ومصر وقطر، لم يُصدموا بالمجزرة التي ارتكبها جيش العدو السبت في مواصي خان يونس. صحيح، أنه لا يمكن الحديث عن تقديرات أو توقعات أو معلومات، لكن هذه الأطراف، كانت وصلت إلى قناعة، بأن المفاوضات دخلت عنق الزجاجة من جديد، وهم يتصارحون، بأن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو لا يريد تقديم تنازل جدي، وهم استنتجوا - بل ربما أكثر من ذلك - أن جيش الاحتلال، وعد رئيس حكومته بتحقيق "إنجاز نوعي" يسمح بإحداث اختراق في المفاوضات. وعند هذه النقطة، يقوم تمايز جدي بين الأطراف الثلاثة، إذ إن الولايات المتحدة كانت تنتظر عملاً عسكرياً - أمنياً إسرائيلياً كبيراً (بحجم اغتيال محمد الضيف) ليس لأجل أن يعلن نتنياهو "النصر ويوقف إطلاق النار"، بل لأجل أن تضطر حركة حماس إلى تقديم تنازلات بشأن مطلبها الرئيسي بإنهاء الحرب وانسحاب قوات الاحتلال. أما الجانب المصري، فهو وإن كان أقرب إلى الأميركيين في الموقف من حماس، إلا أن القاهرة كانت تتوقع أن يتم استخدام أي "إنجاز عسكري إسرائيلي" في غزة، لأجل فتح الباب أمام "فرصة لحل واقعي"، بينما كان القطريون، أقرب إلى "العقل البارد" الذي يفترض أن كسر التوازن العسكري القائم على الأرض، من شأنه دفع أحد الطرفين، أو الاثنين معاً، إلى مغادرة المربع الحالي للمواقف المانعة لعقد صفقة.هذا من جانب الوسطاء، لكن من جانب المقاومة وإسرائيل، فإن الصورة والمنطلقات مختلفة تماماً. بمعنى، أن المقاومة تعرف حقيقة ما يجري على الأرض. هي تعرف تفصيلياً حجم ونوع وقساوة المواجهة. وهي تعرف حجم التضحيات التي تُقدم على مستوى المقاومين أو المواطنين، لكنها تعرف أيضاً، أن العدو، ليس في موقع القادر على ادّعاء الانتصار، وأنه في وضع "الطرف المتوتر" الذي يظهر استعداداً لارتكاب المزيد من المجازر، لكنه ليس في موقع القادر على منع المقاومة من إيلامه. وبالتالي، فإن المقاومة التي تتحسّب لعمليات كالتي جرت السبت، تعرف أن المعركة قائمة، وأنها برغم سعيها الجدي إلى عقد صفقة توقف الحرب، إلا أنها لا ترى، مطلقاً، ما يُفرض عليها. أما بالنسبة إلى قيادة العدو، والمشترك الذي يجمع نتنياهو بقادته الأمنيين والعسكريين، فهو السعي إلى انتزاع أي إنجاز، من أجل القول بأن الحرب تحقق أهدافها، ومن أجل القول بأن الضغط العسكري يثمر نتائج في المفاوضات.
الوضع حتى صباح السبت
لكن، من المفيد مراجعة واقع المفاوضات خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وكيف كانت الصورة عليه حتى صباح السبت الماضي، عندما دخل الجميع في مرحلة جديدة. صحيح أن المفاوضات لم ولن تتوقف، لكنها ستكون أمام اختبار البقاء من دون خرق لفترة طويلة، أو الانهيار الكلي. أما توقع خروقات نوعية، فبات رهن ما يمكن للإدارة الأميركية أن تحصل عليه من حكومة إسرائيل، وهو ما لا يبدو أنه في متناول اليد.
استمعت "الأخبار" إلى آراء ثلاث جهات معنية بالمفاوضات الجارية حول غزة، وأمكن بناءً على تفاصيل كثيرة، تقديم العرض التالي، حول ما حصل، وحول ما يفكر به الوسطاء وما تفكر به المقاومة، وما هو متوقّع من قبل قيادة العدو.
يبدو أن الجميع بات يقر، بأن العملية العسكرية الإسرائيلية لم تحقق هدفها في كسر ظهر المقاومة، بل هناك إجماع عند كل من له علاقة بالملف، أن حماس على وجه التحديد، لم تخسر المعركة العسكرية، بل إن كل الوقائع والمعطيات المجمّعة لدى حكومة وأجهزة استخبارات عالمية وإقليمية، تقول بأن الوضع العسكري لحماس جيد ومتماسك، وآيل إلى التكيف أكثر مع متطلبات المرحلة. كما يجمع هؤلاء، على أن شعبية الحركة التي كانت قد تضررت كثيراً في السنوات السابقة، عادت لتظهر على شكل التفاف أكبر من الجمهور، خصوصاً بعدما دفع الغزيون الثمن الكبير حتى الآن، وحيث ينعكس الأمر، تصلباً أكبر لدى شريحة كبيرة من الجمهور التي لا تريد للحرب أن تنتهي بمشهد تريده إسرائيل. ويقر الجميع بأن قدرة حماس على إعادة تنظيم أوضاع تشكيلاتها المدنية عالية جداً، وأظهرت مرونة عالية في العمل، وإسرائيل هي أول من يقول، بأنه في حال وقف إطلاق النار، فإن قدرة حماس على إعادة الإمساك بمفاصل الإدارة المدنية، عالية جداً.
وبناءً على ذلك، تراهن إسرائيل بقوة على تعب الناس. وهي تعتقد أن الحرب قاسية، وأن الجمهور وإن أطلق خطاباً مرتفع السقف، لكنه جمهور يريد وقف الحرب. ولذلك، فإن العدو، يلجأ صراحة، وجهاراً إلى ابتزاز سكان القطاع عبر ملف المساعدات، والقول لأبناء غزة، بأن الدعم الإنساني لن يعرف طريقاً إليهم في حال ظلوا يساعدون حماس. وقد كثّفت أجهزة استخبارات العدو، بالتعاون مع فريق "منسق أنشطة الاحتلال" غسان عليان، من الجهود لإقناع شخصيات وعائلات غزية بالتعاون من باب المساعدات الإنسانية. ويبدو أنه بات بالإمكان الحديث، عن حصول "أمور مريبة" في هذا الجانب، حيث عمدت قوات الاحتلال، في بعض مناطق شمال القطاع، إلى عقد اجتماعات (بالواسطة) مع عدد من الأفراد، وزودتهم حتى بالسلاح لمواجهة أي قمع يمكن أن يتعرضوا له من قبل حماس. ومع ذلك، فإن الأميركيين الذين تم إطلاعهم على هذه الخطوات، قالوا في اجتماعات القاهرة، إنهم لا يعتقدون بأن هذه المجموعات قادرة على القيام بانتفاضة جدية ضد حماس، بل إن ضباط المخابرات العامة في مصر، قالوا، بأن هذه المجموعات يمكن لها أن تختفي في دقائق لو قررت حماس التخلص منها. ومن الخطأ المراهنة على هذا الخيار، وأن إسرائيل تخطئ في قراءة تصرفات حماس حيال هؤلاء، فهي تتجاهل أن الحركة، ليست في وارد الدخول في صدام مع أحد الآن. وهي لن تعرقل إمكانية حصول الناس على أي مساعدات. لكنّ المصريين كانوا حاسمين بأن حماس لن تقبل بأن يفرض الاحتلال سلطة بديلة، أو أن يشرّع وجود مجموعات تعمل بإمرته أو حتى بالتنسيق معه.
وبحسب مصادر فلسطينية في رام الله، فإن ضباط الاحتلال، ينسقون علناً مع أجهزة الأمن الفلسطينية، من أجل "خلق دائرة اتصال واسعة مع عائلات غزية بعينها، ومع رجال أعمال وشركات محلية"، وأن الهدف، هو "تشكيل نواة لسلطة بديلة". وهو أمر تعززه معطيات لدى الجهات المعنية، بأن العدو يمعن في إضعاف مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، لأجل حصر ملف المساعدات بالجماعات التابعة له وبسلطة رام الله. وكل هذه التطورات، تجعل الوسطاء في "خشية كبيرة، من أن تدبّ الفوضى العارمة في القطاع، وأن ينجح الاحتلال في افتعال صدامات أهلية داخل القطاع".
وتشير الرواية المجمعة، إلى أن هذا العنصر يُعتبر أساسياً في هذه اللحظة، كون الوسطاء باتوا على قناعة بأنه ليس هناك من تغيير حقيقي في جوهر مواقف الطرفين: إسرائيل تريد حلاً يسمح لها بتفكيك حماس عسكرياً وسياسياً وحتى مدنياً. وتريد أن تفرض صفقة يُطلق من خلالها سراح أسراها مقابل ثمن تقرره هي. وفي المقابل، تريد حماس وقفاً دائماً وواضحاً لإطلاق النار، مع انسحاب لكل قوات الاحتلال. وتصر حماس أيضاً على وضع ملف المساعدات كعنوان ثانٍ، أما تبادل الأسرى فهو في المرتبة الأخيرة. وكل الوسطاء يعرفون أن "حماس" لن تقبل بتبادل الأسرى ما لم تحصل على وقف دائم للحرب وإدخال المساعدات وبدء الإعمار.
"الإبداع" واليوم التالي
يجمع الوسطاء على وصف مواقف الطرفين بالـ"المتصلبة"، ومع وجود تباين في تقييم مواقف كل طرف، إلا أن الوسطاء، يظهرون رغبة في تحميل طرفي النزاع المسؤولية عن عدم حصول تقدم، علماً أن المصريين والقطريين، قالوا أكثر من مرة للجانب الأميركي، بأن حماس "أظهرت مرونة واضحة مقابل تصلب إضافي من جانب إسرائيل". لكن الجميع، يتفق على خلاصة أولية، تقول بأن الصفقة قد لا تتم من دون إطلاق النقاش حول اليوم التالي. وقد وافق الجانب الأميركي الوسيطين المصري والقطري، على أنه يجب إقناع إسرائيل بالدخول في هذا البحث، مع خطوة إضافية قامت بها قطر، إذ أبلغت إلى الجانبين المصري والأميركي، بأنها "حصلت على تقييم مشترك من جانب حركة حماس وحزب الله أيضاً، بأن نتنياهو لا يريد إقرار الصفقة، لأنه لا يملك أي قدرة على التحكم باليوم التالي. وهذا ما يجعلنا أكثر خشية من تصاعد التوتر على الجبهة اللبنانية، وأن هناك أرضية واقعية لاحتمال توسع الحرب صوب لبنان".
عملياً، يقول الرواة، إنه في ظل "عدم توفر مؤشرات إلى استعداد أي من الطرفين لتقديم تنازلات كبرى، فإن الأعين تتجه مرة جديدة نحو الميدان، لكن المفارقة هي أن الميدان نفسه، يواجه عقدة من نوع مختلف. وهي عقدة التوازن العسكري القائم، حيث لم تنجح إسرائيل في كسر المقاومة. بينما لا تقدر المقاومة على كسر إرادة الحرب عند إسرائيل". وعند هذه النقطة، يُنقل عن أحد الوسطاء البارزين قوله: "قد يكون الأفضل لنا جميعاً، أن نجمّد البحث لبعض الوقت، حتى لا تكون نتيجة الاستمرار بالتفاوض سلبية".
يلجأ العاملون في عالم الوساطات، إلى مصطلح "الحل الإبداعي"، في كل مرة تصل فيه المفاوضات إلى طريق مسدود. وفي حالة غزة، يجد الوسطاء أنفسهم أمام تحدي "الحل الإبداعي". ويقول أحدهم: "كل ما نقوم به الآن، هو محاولة صياغة عبارات أو استخدام مصطلحات بطريقة تساعدنا على الاحتيال على الوقائع، بغية كسر الجمود القائم، وأن الحل الإبداعي يحتاج إلى مصطلحات وعبارات إبداعية أيضاً". لكن الوسيط إياه يستدرك قائلاً: "ومع ذلك، فإن الوصول إلى اتفاق على قاعدة "المصطلحات الإبداعية" لا يكفي، لأن غياب التفاهم على اليوم التالي، يعرّض أي اتفاق لانتكاسة تدمره فوراً، وتوسع الهوة بين الطرفين، وتصعّب مهمة الوسطاء في أي محاولة جديدة. ولذلك يجب فهم، أن تردد الوسطاء الذي يظهر في بعض الأحيان، سببه الخشية من الذهاب نحو "اتفاق بأي ثمن" ثم يكون الانهيار الذي لا يمكن لأحد بعده ضبطه".
ويوافق مصدر فلسطيني على أن سؤال "اليوم التالي" بات مطروحاً بقوة. لكنه يحذر من أن مناقشته وفق الأولويات الإسرائيلية تعني المراوحة، حتى في ملف المساعدات وإدارتها، ولو أظهرت استعدادها لتقديم تنازلات في هذا العنوان، إلا أنها تفعل ذلك، وهي تعرف أنه لا توجد جهوزية لوجستية عند أي جهة لإدارة عملية بهذا الحجم. وفي حال تعثر ملف المساعدات، من شأنه تعريض أي اتفاق لوقف إطلاق النار لخطر الانهيار السريع، لأن المساعدات ملف أساسي عند حماس".
وفي هذا الجانب، قد يكون الوسيط المصري هو الأكثر حماسة للبحث في ملف "اليوم التالي"، وبحسب مقاربة مصر، التي لا يرفضها بقية الوسطاء، فإن "أي اتفاق على وقف لإطلاق النار، يحتاج إلى تسوية سياسية حتى يتحول إلى مستوى وقف كامل للحرب". ويقول إن "الولايات المتحدة تركز على صورة حماس ودورها في اليوم التالي، وترى أنه عنوان أساسي في أي بحث جدي، برغم وجود الكثير من الأفكار حول كيفية العودة التدريجية للحياة في غزة. لكن المهم، معرفة موقف حماس، من خطط تتعلق بتفعيل عمل الشرطة المحلية، وتشغيل خدمات الكهرباء والمياه وفتح الطرقات". وفي هذه النقطة، تبدو الولايات المتحدة "غير مقتنعة بعد" في إقناع إسرائيل بالدخول في بحث "اليوم التالي". وهو ما جعل كلاً من قطر ومصر تطرحان السؤال بطريقة مختلفة: أي حكومة يمكن أن تقبل بها إسرائيل ولا ترفضها حماس؟
يبدو من كواليس المفاوضات، أن هذا العنوان بات "المخرج الوحيد لجسر الهوة بين الطرفين. ويقر الوسطاء، بأن مرونة وانفتاح حماس، يقابلهما تصلب إسرائيلي. وتفسير الوسطاء، أن نتنياهو لا يعرض صراحة تصوره لحكومة ما بعد الحرب، لكنه يريد جماعة تخضع لإسرائيل!".

****************************

افتتاحية صحيفة البناء:

مفاوضات غزة تترنّح على إيقاع المجازر وجبهة لبنان تتفوّق… وترامب هو الخبر

حزب الله وأمل والاتحاد والبعث ومطران القدس في يوم سعاده تحية لفكره وحزبه 
حردان: الطائف هو الحوار لا الحرب الأهلية وقوتنا بالشعب والجيش والمقاومة
لتعاون لبنانيّ سوريّ مشرقيّ ونصرة غزة… نعم لقانون النسبيّة والدوائر الكبرى

 

في العالم خبر أول هو تعرُّض الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب لإطلاق النار خلال حفل للناخبين في ولاية بنسلفانيا، وفيما توزعت التحليلات بين اعتبار الحادث مسرحية مدبرة من فريق ترامب لكسب عطف الناخبين، واعتبار مؤيدي ترامب الحادث محاولة اغتيال يتهمون المخابرات الأميركية بتدبيرها بتوجيه من الرئيس جو بايدن، بعد فشل محاولات التخلص من ترشيح ترامب عبر المسار القضائي، كان الشيء الوحيد المؤكد هو أن الانتخابات الرئاسية الأميركية تتحوّل تدريجياً الى ما سبق وحذر منه عدد من المحللين والمتابعين، فتصبح منعطفاً نحو انقسام عمودي يقسم المجتمع الاميركي الى كتلتين متقابلتين لا تقبلان الاحتكام إلى نتائج صناديق الاقتراع ما لم تتطابق مع رغبات المصوتين في كل طرف، وهو ما ينذر بالاقتراب من خطر الحرب الأهلية، في الطريق إلى الانتخابات أو بنتيجة رفض الاعتراف بنتائجها.
في المنطقة تترنّح المفاوضات حول اتفاق غزة في ظل استمرار المجازر التي تنفذها قوات الاحتلال بحق المدنيين النازحين في قطاع غزة، حيث أكدت مصادر المقاومة أنها لم تقرّر بعد الانسحاب من المسار التفاوضي، لكن هذا الاحتمال يبقى وارداً ما لم ينجح الوسطاء بالإيفاء بتعهداتهم بوضع حد لهذا التصعيد الإسرائيلي بحق المدنيين، لأن الاستمرار يعني أن قرار الاحتلال هو الاحتكام إلى القوة. وفي هذه الحالة لا تمانع المقاومة بوقف التفاوض والذهاب إلى الميدان لقول الكلمة الفصل، بينما سجلت جبهة المقاومة عبر حدود لبنان الجنوبية المزيد من الإنجازات بقصف أسراب من الطائرات المسيّرة الانقضاضية المزيد من تجمعات قوات الاحتلال والمقار القيادية ومرابض المدفعية، رغم محاولات جيش الاحتلال التخفيف من أهمية نجاحات المقاومة بالتكتم على خسائره.
في لبنان، أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى استشهاد مؤسسه أنطون سعاده وسط حشود شعبية وحزبية، أمّت دار سعاده الثقافية الاجتماعية في ضهور الشوير وسط تشكيلات رمزية من وحدات الحزب النظامية وكشافته وأعلام الزوبعة، وتحدث كل من النائب إبراهيم الموسوي ممثلا حزب الله والنائب محمد خواجة ممثلاً حركة أمل والأمين العام لحزب الاتحاد النائب حسن مراد والأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي علي حجازي، وتمّ بث تسجيل لمطران القدس عطالله حنا. وأجمعت الكلمات على مكانة سعاده وحزبه في مشروع مقاومة كيان الاحتلال، بينما تناول رئيس الحزب أسعد حردان في كلمته الشؤون الإقليمية واللبنانية، مؤكداً الوقوف مع المقاومة في فلسطين وشعبها، ومع سورية وجيشها وقيادتها، داعياً للتعاون اللبناني السوري والمشرقي. واعتبر حردان أن الحوار هو فلسفة لبنان وأن اتفاق الطائف ثمرة من ثمرات هذا الحوار، وأن نقيض الحوار هو الحرب الأهلية، مؤكداً تمسك الحزب بثلاثية الشعب والجيش والمقاومة ودعوته لقانون انتخاب جديد يقوم على التمثيل النسبي واعتماد لبنان دائرة واحدة او كحد أدنى الدوائر الكبرى.

ولفت رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان خلال إحياء الحزب الذكرى الخامسة والسبعين لاستشهاد مؤسسه أنطون سعاده إلى «أننا في خضم مواجهة مصيرية، يراكم فيها العدو جرائمه الوحشية بحق الأطفال والنساء والشيوخ، وهي جرائم موصوفة هزّت ضمائر شعوب العالم»، مشيراً إلى أن «البعض في لبنان يضيع البوصلة، ويستنكف القراءة في كتاب الكرامة الوطنية، ويحفظ فقط أرقام قرارات دولية مشبوهة لا تصبّ في مصلحة لبنان بل تعرُّض وحدته وسلمه الأهلي للخطر. وهذا البعض يقدم عن قصد أو عن غير قصد خدمة للعدو حين يصوب على المقاومة وسلاحها، بوصفها واحدة من أهم مكامن قوة لبنان».
وأكد “أهمية دور الجيش اللبناني ومهامه الوطنية في تحصين استقرار لبنان والدفاع عنه”، كما أكد “ضرورة تأمين كل احتياجات مؤسسة الجيش، ولا سيما حاجتها للأسلحة المناسبة لردع العدوانية الصهيونية”، موجهاً “التحية إلى الجيش اللبناني، قيادة وأفراداً، لأنه يشكل ضمانة وحدة لبنان”. ورأى أن “الذين يتوهّمون الإتيان برئيس للجمهورية بسيف العقوبات الدولية، أو تحت ضغط الترغيب برشاوى الدعم المالي، عليهم أن يعيدوا النظر في خطابهم ومواقفهم، فانتخاب الرئيس يخضع لاعتبارات ومصالح لبنانية صرفة ولمواصفات وطنية أساسها صون الدستور، أي صون وحدة لبنان وسلمه الأهلي وعناصر قوته المتمثلة بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة”.
وأشار إلى “أن أداة تعطيل انتخاب الرئيس، هي هذه التركيبة للمجلس النيابي الحالي التي انبثقت عن قانون انتخابي خالف الدستور ووضع البلد مجدداً في مربع الاصطفافات الطائفية والمذهبية المولدة للأزمات”. وشدد على “أن لبنان قائم على فكرة الحوار”، معتبراً أن “رفض الحوار، هو تأييد لاستمرار الفراغ ودفع باتجاه تحلل الدولة بكل مؤسساتها، وتهيئة لحرب داخليّة يتحمل رافضو الحوار وزرها”.
واعتبر أن “ألف باء تحصين لبنان، قانون انتخابي يقوم على النسبية المكتملة وخارج القيد الطائفي وعلى أساس الدائرة الواحدة أو الدوائر الموسعة، وما عدا ذلك، إمعان في الفراغ وإيغال في الهدم”، مؤكداً أن “الإصلاح السياسي يبدأ بقانون انتخابي يوحّد ولا يقسّم، يرسّخ الديمقراطية والمواطنة لا الطائفية والمذهبية”.
أضاف: “أما الأزمات التي تنشأ وتتربع على عرش التفاقم، ولا يستطيع أحد إنزالها. بدءاً بتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية (…) كل ذلك، لأن النظام الطائفي في هذا البلد، يريد فرض الخصخصة وتقاسم منافعها محاصصة بين الطوائف والمذاهب. وهذه عقليّة لا تبني بلداً ولا مواطنة، بل تقيم فدراليات وتحوّل المواطنين إلى رعايا طوائف ومذاهب”.
ورأى “أن اللامركزية التي تطرح بدون مقدّمات وبلا سقوف، هي تقسيم مقنّع، نرفضه ونواجهه، لأننا حريصون على وحدة لبنان واللبنانيين، وأمناء على التضحيات التي قدّمت في سبيل إسقاط مشروع تقسيم لبنان”، مشدداً على أن “الدستور يجب أن يطبق كاملاً، واللامركزية يجب أن تطبق في هذا السياق ووفق مبتغاها الإنمائي، لكن ليس قبل تطبيق كل المندرجات الإصلاحية التي نص عليها الطائف، وفي طليعتها قانون انتخابي يحقق صحة التمثيل ويرسخ عماد الوحدة”.
ونبّه من أنه “إذا تركت الأمور لكي يأخذ كل فريق ما يناسبه ولا يناسب البلد، معنى ذلك أن لبنان في خطر، والمسؤولية هنا تقع على مَن يريد أخذ لبنان نحو الخطر ويهدد سلمه الأهلي ووحدته الوطنية”.
وختم: “إصرارنا على تطبيق الدستور، إصرار على التمسك بعناصر قوتنا، ورفض لمقولات الحياد والضعف. فالقوة أداة تحرير وانتصار وتقدم وازدهار، أما الضعف والحياد أداة ذل وخنوع”.
وأكد سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو، أنه “من الواجب والضروري انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة. وهذا ما تسعى إليه فرنسا في مساعدة لبنان عبر موفدها الرئاسي جان إيف لودريان”، معتبراً أن “الوضع الاقتصادي في لبنان هش ومخادع بالرغم من مظاهر البذخ”، مشدداً على أن “طريق الإصلاح واضح”. وتوجه إلى الشباب بالقول: “مستقبلكم كما مستقبل لبنان بين أيديكم، وفرنسا قدّمت 200 مليون يورو لمساعدة لبنان في الصعد كافة”.
إلى ذلك، أكدت مصاد سياسية مطلعة لـ”البناء” ان الملف الرئاسي جمد أميركياً، فواشنطن جمدت اهتمامها بالملفات الخارجية واتجهت نحو شؤونها وقضاياها الداخلية المتصلة بالانتخابات الرئاسية الأميركية، معتبرة أن عمل الخماسية سيجمّد، مع اشارة المصادر الى ان القوى الداخلية التي تتأثر بمجريات الاحداث في المنطقة وتترقب الانتخابات الرئاسية الاميركية واليوم التالي لحرب غزة تعي جيداً أن الملف الرئاسي مؤجل وان كل ما يجري في سياق المبادرات المحلية ليس الا مبادرات اللزوم ما لا يلزم ولتقطيع الوقت.
في المقابل، أكد السفير المصري لدى لبنان علاء موسى أن اللجنة الخماسية مستمرة بعملها، مشيرًا الى أن “حراك المعارضة مهم ويمكن البناء عليه في المستقبل”.
وشدّد موسى على أن “الهدف هو الحفاظ على الزخم في الملف الرئاسي حتى تتوفر الأرضية اللازمة لإحداث خرق فيه”. كما رأى أنه اذا تم التوصل الى هدنة في غزة فسينعكس ذلك على الملف الرئاسي، آملاً استمرار المفاوضات وعدم تعثرها. وقال: “الحل يأتي أولاً من الداخل ومن ثم من الخارج واللجنة الخماسية ترى أن التوافق بين الكتل السياسية هو السبيل الوحيد للوصول الى حل في الملف الرئاسي”.
وقال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: من أراد أن ينجز الاستحقاق الرئاسي عليه أن يسرع بتقديم بعض التسهيلات والتنازلات والنقاشات حتى نتفاهم، وكل من يتذرّع بحرب غزة فيقول إنَّ الحل لا يأتي إلا بعد انتهاء حرب غزة فهو لا يتكلم بدقة، لأَّن لا علاقة لحرب غزة بالامتناع عن انتخاب رئيس للبنان، فعدم انتخاب رئيس للجمهورية سببه التمزق والتشرذم الداخلي والتصلب في المواقف، ولو حصلت الآن حلحلة فغداً يمكن أن يكون هناك رئيس للبنان حتى ولو كانت الحرب مشتعلة”.
ودوّت صافرات الإنذار أمس، في عدّة مواقع في الجليل الغربيّ، بينها قرية عرب العرامشة، ذلك إثر إطلاق صلية صواريخ من جنوب لبنان. وأعلن حزب الله استهداف انتشار لجنود إسرائيليين في محيط موقع “حدب يارين” بالأسلحة الصاروخيّة.
وفيما شهدت قرى القطاعين الغربي والأوسط في جنوب لبنان، إطلاق القنابل المضيئة وتحليق الطيران الاستطلاعيّ الإسرائيليّ. شن حزب الله هجوماً جوياً بِسرب من المسيرات الإنقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 المُستحدث في ايليت، مُستهدفةً أماكن استقرار ضباطها وجنودها وحقق فيها إصابات مؤكدة.
وأعلن حزب الله أنه تمّ استهداف انتشار لجنود الاحتلال بمحيط موقع رويسات العلم بصاروخ بركان، وموقع الرمثا في ‏تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابةً مباشرة”. كما ‏استهدف موقعاً إسرائيليّاً حدوديّاً بصاروخ مضاد للمدرعات.
وشنّ الاحتلال هجمات على مواقع في جنوب لبنان، واستهدف بغاراتٍ جويّة بلدات بني حيان وحولا وميس الجبل، جنوبي لبنان، فيما أغارت مسيّرة للاحتلال على بلدة عيتا الشعب. وقال جيش العدو الإسرائيليّ، إنّه استهدف بنى تحتية ومبنى عسكريًّا لحزب الله.

**************************

افتتاحية صحيفة النهار

تردّدات مجزرة المواصي تفاقم الخيبة في لبنان

لم يكن الحدث المدوي في #محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق المرشح الجمهوري #دونالد ترامب، أقلّ وقعاً على الشرق الأوسط منه على سائر مناطق العالم، ولو أن هذا الحدث كاد يطغى على مجزرة المواصي الدموية الهمجية التي ارتكبتها إسرائيل في #غزة والتي أضافت شلالات دماء على تعقيدات المحاولات الدؤوبة لوقف الحرب في غزة. وفي قلب معترك هذين الحدثين، وجد #لبنان نفسه معنياً بمعاينة انعكاسات الحدث الأميركي على مسار التطورات في المنطقة، كما بتلقي تداعيات المجزرة الأخيرة في غزة التي ترددت معلومات متضاربة حول إمكان أن تنسف المفاوضات الجارية في شأن تسوية في غزة.

 

والواقع أن بعض المسؤولين الرسميين اللبنانيين كانوا يترقبون تطورات إيجابية في مسار المفاوضات للتوصل الى تسوية في غزة نظراً إلى تلقيهم معطيات خارجية وعربية تشير إلى معالم مرونة متصاعدة كانت تخترق المفاوضات تباعاً. ويبدو أن الآمال لدى هؤلاء المسؤولين اتصلت بتردّدات الاحتمال الإيجابي للتوصل الى تسوية، إذ أشارت المعطيات إلى استمرار وجود كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة وموفده إلى إسرائيل ولبنان في ملف خفض المواجهات ووقفها وإطلاق المفاوضات، #آموس هوكشتاين، في دول أوروبية ربما تحسباً لاطلاق جولة فورية مكوكية من المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حال إعلان التسوية في غزة.


 

لكن مجزرة المواصي أطاحت بهذه الآمال إذ عكست الانطباعات لدى المسؤولين اللبنانيين في الساعات الأخيرة عودة أجواء قاتمة ومتشائمة حيال أي فرصة قريبة لاختراق في غزة وتالياً انعكاسه على الجنوب اللبناني.

 

عزز هذا المناخ تهديدات إسرائيلية جديدة بعملية حربية في لبنان إذ كتب المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي #أفيخاي أدرعي في منشور على حسابه عبر منصة “إكس”: “قيادة المنطقة الشمالية تواصل الاستعداد للقتال في لبنان – تدريبات لقوات الاحتياط”.

 

وأضاف: “تواصل قيادة المنطقة الشمالية رفع جاهزية واستعداد القوات على الجبهة الشمالية حيث أجرت قوات اللواء 5 الأسبوع الماضي تمرينًا لوائيًا تدرّبت خلاله على قدرة الحركة في المناطق الوعرة والتقدم في المحاور الجبلية وتفعيل وسائل النيران ووسائل جمع المعلومات”. وتابع: “بالإضافة إلى ذلك جرى هذا الأسبوع، تمرين مفاجئ لقوات كتيبة الاحتياط 920 من اللواء 769 حيث عززت قوات الاحتياط جاهزيتها لسيناريوات القتال المختلفة في حماية بلدات الشمال ومهاجمة العدو”.


 

وتزامن ذلك مع تصعيد ميداني أمس، إذ دوت صافرات الإنذار في مواقع عدة في الجليل الغربيّ إثر إطلاق صلية صواريخ من جنوب لبنان. وأعلن “الحزب” استهداف انتشار لجنود إسرائيليين في محيط موقع “حدب يارين” بالأسلحة الصاروخيّة، وأفادت تقارير أن طائرة إسرائيليّة ألقت مواد حارقة في محيط موقع “حدب يارين” من الجانب اللّبنانيّ ما تسبب باندلاع حرائقٍ في المنطقة.

 

كما أعلن الجيش الإسرائيليّ أنّه قصف ليل السبت الماضي بنى تحتيّة عسكريّة لـ”الحزب” في #راميا. وشهدت قرى القطاعين الغربي والأوسط في الجنوب طيلة ليل السبت- الأحد وحتى الصباح، إطلاق القنابل المضيئة وتحليق الطيران الاستطلاعيّ الإسرائيليّ. وردّاً على ذلك، أعلن الحزب أنه شن هجوماً جوياً بِسرب من المسيّرات الإنقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 المُستحدث في إيليت، مُستهدفاً أماكن استقرار ضباطها وجنودها “وحقق فيها إصابات مؤكدة”.

 

السفير الفرنسي


في غضون ذلك وبمناسبة احياء العيد الوطني الفرنسي في قصر الصنوبر، ذكّر السفير الفرنسي #هيرفيه ماغرو في كلمته أمس بالجهود المستمرة التي تبذلها #فرنسا من أجل المساهمة في التوصل الى مخرج من الأزمة السياسية الراهنة، وقال: “تعلمون بلا شك ما هي الروابط التاريخية والإنسانية والثقافية التي تجمعنا بكم، إن قوة هذه الروابط هي التي تفسر التزامنا بمساعدة بلدكم على إيجاد الحلول بهدف بناء مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية.

 

وأضاف: هذا هو هدف انخراطنا إلى جانب شركائنا في اللجنة الخماسية للقيام بكل ما يسعنا القيام به كي لا يستمر الفراغ … إن انتخاب رئيس للجمهورية أمر ملح، رئيس قادر على أن يباشر إلى جانب حكومة مكتملة الصلاحيات بالخطوات الضرورية للنهوض بالبلاد … إننا نعي تماماً وجود مكامن قلق ومخاوف وصدمات لا يمكن التغاضي عنها، ولكن توجد أيضاً حسابات خطرة لا يمكن القبول بها. إنني على ثقة بقدرة اللبنانيين على تخطي التحديات وتجنب الأفخاخ “.

 

كما أشار إلى التزام فرنسا من خلال الجهود الديبلوماسية الجارية تجنّب السيناريو الأسوأ في النزاع الذي يصيب جنوب لبنان والتهديد المستمر بحدوث تصعيد قاتل قد يمتد الى كل الأراضي اللبنانية. وأكد أن فرنسا لن تألو جهدا لنزع فتيل التصعيد وتسهيل التوصل الى تسوية عادلة تضمن استقرار لبنان وسيادته.


 

وفي السياق الرئاسي أيضاً اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال #مار بشارة بطرس الراعي في عظته أمس من #الديمان أن “الروح القدس يعمل في كلّ واحد منّا، وبخاصّة في الذين يتعاطون الشأن السياسيّ العام، من أجل حسن بنيان الجماعة الوطنيّة، القائمة على التنوّع في الوحدة. فلو كان المسؤولون السياسيّون عندنا يصغون لإلهامات الروح القدس، ولمعنى وجودهم، ولأهميّة هويّتهم ورسالتهم، لبدّلوا نهجهم وتعاطيهم الشأن الوطنيّ العام، ولسارعوا إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة، حفاظًا على حسن سير المجلس النيابي لكي يستعيد دوره كهيئة تشريعيّة، ومجلس الوزراء، لكي يستعيد صلاحياته الدستوريّة كاملة، ولكانوا تحمّلوا مسؤوليّاتهم تجاه شعبنا الفقير والمحروم من أبسط حقوقه الأساسيّة في المأكل والعمل والغذاء وتأسيس عائلة مكتفية، ولقاموا بالاصلاحات اللازمة لكي ينهض الاقتصاد، ويتوقّف نزيف الهجرة”.

 

وبدوره أعلن متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس #المطران الياس عودة أن “دستور البلاد هو القانون الأعلى الذي ينظم عمل السلطات في الدولة، والدليل لكل مسؤول وحاكم ونائب وعامل في خدمة الوطن، إحترامه واجب وتطبيقه إلزامي. وكما تصدى آباء الكنيسة للهرطقات، على مجلس النواب أن يكون السدّ المنيع في وجه كل هرطقة قد يحاول البعض نشرها أو تعميمها. أملنا بأن يحترم الجميع دستور لبنان، وعلى رأسهم نواب الشعب، وأن يطبقوا نصوصه علّ الشعب يستريح من الضغوط النفسية والمعيشية، وينعم بقليل من الاستقرار”.

**************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

دفع مسيحي لانتخاب رئيس للبنان يقابله إصرار بِري على الحوار

السفير المصري: هدنة غزة ستنعكس على الملف الرئاسي

 

رأى السفير المصري لدى لبنان علاء موسى، أن التوصل إلى هدنة في غزة «سينعكس على الملف الرئاسي» في إشارة إلى ارتباط ملف الحرب في الجنوب بالعثرات التي تَحول دون إنهاء الشغور في سدة رئاسة الجمهورية في لبنان، رغم المبادرات المتعددة، في الداخل والخارج، والدفع السياسي والديني نحو انتخاب رئيس جديد للبلاد، ويقابله إصرار رئيس البرلمان نبيه بِرّي على حوار يسبق فتح البرلمان لجلسات انتخابات رئاسية.

 

ويعاني لبنان شغوراً في سدة رئاسة الجمهورية منذ انتهاء ولاية الرئيس اللبناني السابق ميشال عون، في 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2022. ولم تنجح المبادرات الداخلية في إنهاء الشغور، كما لم تتوقف مساعي ممثلي الدول الخمس (الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر) لمحاولة تذليل العقبات التي تَحول دون توافق القوى السياسية على التوصل إلى آلية تُنهي معضلة الشغور.


 

وقال السفير المصري في تصريح لقناة «إل بي سي إيه» التلفزيونية، إن «اللجنة الخماسية مستمرة في عملها»، مشيراً إلى أن «حراك المعارضة مهم ويمكن البناء عليه في المستقبل». وشدّد على أن «الهدف هو الحفاظ على الزخم في الملف الرئاسي حتى تتوفر الأرضية اللازمة لأحداث خرق فيه». كما رأى أنه «إذا جرى التوصل إلى هدنة في غزة فسينعكس ذلك على الملف الرئاسي، آملاً في استمرار المفاوضات وعدم تعثرها». وشدد على أن «الحل يأتي أولاً من الداخل، ومن ثَمَّ من الخارج، واللجنة الخماسية ترى أن التوافق بين الكتل السياسية هو السبيل الوحيد للوصول إلى حلّ في الملف الرئاسي».

 

وترى المعارضة أن «الحزب» يؤجل التفاهم على الاستحقاق الرئاسي حتى انتهاء حرب غزة، وحرب الجنوب حكماً المرتبطة بحرب غزة، فيما ينفي الحزب ذلك، ويقول إنه يؤيد طروحات رئيس البرلمان نبيه بِرّي لحوار يسبق انتخاب الرئيس.

 

يأتي ذلك في ظل دفعٍ دينيٍّ من أعلى مرجعية مسيحية لانتخاب الرئيس. وأكد البطريرك الماروني بشارة الراعي أنه «من الضروري انتخاب رئيس للجمهورية، وعلى المجلس النيابي أن يستعيد دوره، ومجلس الوزراء أيضاً، ليتحمّلوا مسؤولياتهم تجاه شعبنا الفقير ويوقفوا نزيف الهجرة».


 

وقال الراعي في عظة الأحد إنه «لو كان المسؤولون السياسيون عندنا يُصغون لإلهامات الروح القدس، ولمعنى وجودهم، ولأهميّة هويّتهم ورسالتهم، لبدّلوا نهجهم وتعاطيهم مع الشأن الوطني العام، ولسارعوا إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة، حفاظاً على حسن سير المجلس النيابي لكي يستعيد دوره كهيئة تشريعيّة، ومجلس الوزراء، لكي يستعيد صلاحياته الدستوريّة كاملة، ولكانوا تحمّلوا مسؤوليّاتهم تجاه شعبنا الفقير والمحروم من أبسط حقوقه الأساسيّة في المأكل والعمل والغذاء وتأسيس عائلة مكتفية، ولقاموا بالإصلاحات اللازمة لكي ينهض الاقتصاد، ويتوقّف نزيف الهجرة».

 

حوار بِرّي

وتبدو المبادرات الداخلية عالقة على شرط بِرّي لحوار محدود زمنياً بهدف التوصل إلى توافق على مرشح أو اثنين أو ثلاثة، وتذهب القوى بهم إلى البرلمان لانتخاب أحدهم في جلسات مفتوحة.

 

وقال المعاون السياسي لبِرّي، النائب علي حسن خليل: «إننا لا نريد أن نجيب أو أن نتوقف عند بعض الأصوات التي تريد إعادة الأمور إلى الوراء وعدم الاستفادة من تجارب الماضي ومحاربة طواحين الهواء والتركيز على حواجز وهمية أسقطتها مصداقية المشروع الذي أطلقه الرئيس نبيه بِرّي منذ نحو السنة»، موضحاً أن المشروع يتمثل في «التفاهم وقراءة تجاربنا في 2007 و2016 (اللذين شهدا شغوراً رئاسياً) وقبلها وقبلها، التي أكدت أن الحوار والتلاقي وتفاهم اللبنانيين وحده القادر على بناء المؤسسات وعلى إطلاق عملها وصياغة المشروع القادر على تحقيق مصالح الناس ومستقبل هؤلاء الناس».

 

في السياق نفسه، قال النائب قاسم هاشم الذي ينتمي إلى كتلة «التنمية والتحرير»، إن «بعض الأفكار التي تُطرح عن الانتخابات الرئاسية لم تأتِ بجديد»، ورأى أن «أقصر الطرق للرئاسة هي المبادرة التي أطلقها بري، فنكون مع رئيس وانطلاقة لعمل مؤسسات فاعلة خلال أسبوع وهذا يتوقف على النيّات لتحدد البوصلة النهائية».

************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

باريس: إنتخاب الرئيس أمر ملحّ.. ولندن لمنع توسيع الحرب

فيما تتبعت الأوساط السياسية في عطلة نهاية الأسبوع تداعيات محاولة الاغتيال التي نجا منها الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب، والتى زادت من حظوظه للفوز بالرئاسية الاميركية، تراجعت احتمالات الاتفاق على هدنة في غزة قبل زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن في 24 من الجاري، لتزداد المخاوف من احتمال توسّع الحرب واستمرار اسرائيل في التدمير وارتكاب المجازر اليومية في قطاع غزة، وكذلك الاستمرار في تهديد لبنان بتوسيع نطاق الحرب ضدّه على الجبهة الشمالية، الامر الذي تعارضه واشتطن وعواصم غربية ودولية، وتضغط على اسرائيل وتحذّرها من الإقدام على خطوة من هذا النوع قد تشعل حرباً واسعة النطاق في المنطقة.

 

وفي انتظار ان تصحو الولايات المتحدة الاميركية من «الصدمة» التي أحدثتها محاولة اغتيال ترامب وأثّرت على المفاوضات الجارية لتحقيق هدنة في غزة قاعدتها مبادرة الرئيس الاميركي جو بايدن، التي قبلت حركة «ح» بها، فيما اسرائيل لا تزال تفاوض وتناور، برز حراك بريطاني وفرنسي، كأنّ المراد منه «أخذ شقلة» عن واشنطن في انتظار استعادتها زمام المبادرة بعد تطويق ذيول محاولة اغتيال ترامب، وقبل ان تدخل في المدار العملي للانتخابات الرئاسية المقرّرة في 5 تشرين الثاني المقبل.

البريطاني

في التحرّك البريطاني، تلقّى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتّصالاً من وزير الخارجية ديفيد لامي، الذي شدّد على السعي لمعالجة الأوضاع المتوتّرة في جنوب لبنان وغزة، والعمل معاً من أجل السلام والأمن في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنّه سيقوم بزيارة للبنان في وقت قريب. وقال: «لقد أثرت مخاوفي في شأن تصاعد التوترات على حدود لبنان وتزايد احتمال سوء التقدير». واعتبر أنّ «توسيع النزاع ليس في مصلحة أحد، وتريد المملكة المتحدة أن ترى هذا الأمر يتمّ حلّه سلمياً من خلال تسوية تفاوضيّة».

 

وفي طريقه إلى لبنان وصل لامي امس إلى تل ابيب التي سينتقل منها الى الضفة الغربية، وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنّه «سيضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإطلاق الرهائن، خلال زيارة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة التي بدأها أمس، حيث سيجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسيطرح «مساراً موثوقاً به ولا رجعة فيه نحو حل الدولتين». وقال لامي: «الموت والدمار في غزة أمر لا يمكن تحمّله. هذه الحرب يجب أن تنتهي الآن بوقف فوري لإطلاق النار يلتزم به الجانبان».

ماكرون والقرار 1701

وعلى الصعيد الفرنسي، تطرّق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الخطاب الذي ألقاه أمام القوات الفرنسية لمناسبة الاحتفالات بالعيد الوطني الفرنسي إلى الوضع في لبنان والحرب في غزة والمخاطر المحيطة بمنطقة الشرق الاوسط، فقال: «نعرف نحن وحلفاؤنا وشركاؤنا ما يجري في المنطقة، لكنّنا سنسهر على أن لا قوّة لوحدها أو من خلال وكالائها تبدأ بإطلاق اشتعال المنطقة». وأضاف: «أمن إسرائيل لا تفاوض عليه، ومبادؤنا ثابتة ولا نمارس أي سياسة الكيل بمكيالين». واستطرد: «إنّ وقف اطلاق النار في غزة أمر ضروري وأمن أصدقاءنا اللبنانيين ضروري ولا بدّ من ضمانه، وإنّ جنودنا البالغ عددهم ما يقارب 700 جندي ملتزمون في قوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل» مع شركاء ومهمّتهم أساسية وتتمّ وسط شروط أدرك تعقيداتها». وختم: «فرنسا لن تقبل بخرق مهمّة قوات الطوارئ الدولية أو أن يتمّ شلّها، والقرار 1701 يجب تطبيقه بشكل كامل وتصميمنا بهذا الخصوص هو كامل».

 

وفي هذه الأثناء، أكّد سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو، أنّه «من الواجب والضروري إنتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، وهذا ما تسعى إليه فرنسا في مساعدة لبنان عبر موفدها الرئاسي جان إيف لودريان»، معتبراً أنّ «الوضع الإقتصادي في لبنان هش ومخادع بالرغم من مظاهر البذخ»، مشدداً على أنّ «طريق الإصلاح واضح».

واشار ماغرو خلال استقبال اقامه في قصر الصنوبر لمناسبة العيد الوطني الفرنسي، إلى «الجهود المستمرّة التي تبذلها فرنسا من أجل المساهمة في التوصّل إلى مخرج من الأزمة السياسية الراهنة». وتوجّه إلى اللبنانيين قائلاً: «تعلمون بلا شكّ ما هي الرّوابط التاريخيّة والإنسانيّة والثقافيّة التي تجمعنا بكم. إنّ قوّة هذه الروابط هي التي تفسّر إلتزامنا بمساعدة بلدكم على إيجاد الحلول بهدف بناء مستقبل أكثر إستقراراً وإزدهاراً، بدءاً بإنتخاب رئيس للجمهورية». وأضاف: «هذا هو هدف إنخراطنا، إلى جانب شركائنا في اللجنة الخماسيّة، للقيام بكلّ ما يسعنا القيام به كَي لا يستمرّ هذا الفراغ. وهذا ما نقوله، مع جان-إيف لودريان، منذ عدّة أشهر: إنّ إنتخاب رئيس للجمهورية أمر ملحّ، رئيس قادر على أن يباشر، إلى جانب حكومة مكتملة الصلاحيات، بالخطوات الضروريّة للنهوض بالبلاد على الصعيدين الداخلي والإقليمي. إننا نعي تماماً وجود مكامن قلق ومخاوف وصدمات لا يمكن التغاضي عنها، ولكن توجد أيضاً حسابات خطرة لا يمكن القبول بها. إنني على ثقة بقدرة اللبنانيين على تخطّي التحدّيات وتجنّب الأفخاخ». واكّد انّ «الإلتزام الفرنسي يتبدّى أيضاً من خلال الجهود الديبلوماسيّة الجارية بهدف تجنّب السيناريو الأسوأ في النّزاع الذي يصيب جنوب لبنان». وقال: «إنّ هذا الإحتفال بذكرى 14 تموز تظلّله للأسف الغيوم الداكنة للحرب التي تمزّقه منذ الثامن من تشرين الأول والتهديد المستمرّ بحدوث تصعيد قاتل قد يمتدّ إلى كافة أراضي لبنان. وفرنسا لا تألو جهداً لنزع فتيل التصعيد وتسهيل التوصّل إلى تسوية عادلة تضمن إستقرار لبنان وسيادته. إلى جانب الشركاء الآخرين، نحن نحمل إقتراحات أتاحت تحديد المقوّمات الكبرى لإتفاق محتمل: التنفيذ الكامل للقرار 1701، تعزيز «اليونيفيل» وتواجد القوات المسلّحة اللبنانية في جنوب لبنان، وترسيم الحدود البرّيّة بين إسرائيل ولبنان. خلال الأسابيع الأخيرة، كثّفنا تحرّكاتنا الديبلوماسية بإتّجاه مختلف الجهات الفاعلة المعنيّة، لا سيّما في المنطقة، لأننا نتحدّث مع الجميع من دون إستثناء».

الاستحقاق الرئاسي

على جبهة الاستحقاق الرئاسي، وعلى رغم من صعوبة، إن لم يكن استحالة، نجاح مبادرة «نواب قوى المعارضة» الرئاسية في ظل الاختلاف الجذري حول شكليات الدعوة الى جلسة التشاور وآلياتها ومن يرأسها وسوى ذلك من امور إجرائية تفصيلية، يستأنف وفد نواب المعارضة اليوم لقاءاته مع الكتل النيابية لطرح هذه المبادرة ذات الاقتراحين، حول التشاور لإنتخاب رئيس للجمهورية. وسيلتقي اليوم كتلة «الوفاق الوطني»، وغداً «التكتل الوطني المستقل» وكتلة «نواب الارمن» وكتلة نواب صيدا ـ جزين ونواباً تغييريين ومستقلين، على ان يلتقي الجمعة كتلتي»التنمية والتحرير» و«الوفاء للمقاومة»، بعدما كان قد صُرف النظرعن لقائهما.

 

وقال عضو وفد المعارضة وكتلة «الجمهورية القوية» النائب غسان حاصباني لـ«الجمهورية»، انّ «الوفد سيواصل النقاش مع الكتل النيابية داخل المجلس النيابي، وقد سبق وحصلت مناقشات كثيرة حول مواضيع مختلفة تحت قبة البرلمان بين الكتل النيابية التي تجتمع دورياً في جلسات اللجان او في لقاءات منفصلة لمناقشة مواضيع عامة».

وعن رفض المعارضة المسبق لترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية قال حاصباني: «نحن في المعارضة لم نرفض ترشيح فرنجية للرئاسة، لكن لا نقبل ان يُفرض كمرشح وحيد، ووضعنا امام الامرالواقع. لقد طرحنا مرشحين اثنين (ميشال معوض وجهاد ازعور) ودعونا الى عقد جلسات انتخابية مفتوحة بعد توفير نصابها، لكن الطرف الآخر كان يفرط نصاب الجلسات إذا لم يكن يضمن فوز مرشحه».

 

واوضح «انّ النقاش مستمر مع جميع النواب ولا سيما مع المستقلين الذين هناك نسبة كبيرة منهم أيّدت مرشحنا او لم تؤيّد انتخاب فرنجية في دورات الانتخاب السابقة».

 

وكشف احد اعضاء لجنة متابعة المبادرة لـ«الجمهورية»، انّ «هذه المبادرة مستمرة، وانّ الجولة على الكتل النيابية متواصلة كما بالنسبة إلى اللقاءات المقرّرة مع ممثلي كتلتي نواب «الثنائي الشيعي». وأضاف: «نحن لم نكن ننتظر ولو للحظة واحدة موافقة «الثنائي الشيعي»، لأنّه وفي حال كان هناك مثل هذا الاحتمال لما وصلنا إلى هذا الدرك، ولما كانت مثيلات لمبادرتنا هذه، ولما جهد أعضاء اللجنة الخماسية في هذا الإتجاه. ولذلك فإنّ اي مبادرة تحاكي ترجمة للمواد الدستورية باتت حاجة ماسّة نحتاجه اليوم قبل الغد، لأنّ كل ما يجري اليوم بما فيها الدعوة الى الحوار للتوافق على رئيس تشكّل خرقاً فاضحاً للدستور. ولو تصورنا للحظة انّ مثل هذه الخطوة واردة لما وصلنا الى ما نحن عليه اليوم ولم تكن هناك حاجة لمثل هذه المبادرة، ولكنا التزمنا بالدستور وانتخبنا رئيساً للجمهورية منذ الجلسات الاولى للمجلس النيابي بصفته هيئة ناخبة قبل القيام بأي عمل آخر».

 

«الخماسية» مستمرة

في غضون ذلك، أكّد السفير المصري في لبنان علاء موسى، أنّ اللجنة الخماسية العربية ـ الدولية مستمرة في عملها، لافتاً الى «أنّ حراك المعارضة مهمّ ويمكن البناء عليه في المستقبل»، ومشدّداً على «أنّ الهدف هو الحفاظ على الزخم في الملف الرئاسي حتى تتوافر الارضية اللازمة لإحداث خرق فيه». ورأى موسى في مداخلة تلفزيونية امس، أنّه «اذا تمّ التوصل الى هدنة في غزة فسينعكس ذلك على الملف الرئاسي»، آملاً في «استمرار المفاوضات وعدم تعثرها». وقال: «الحل يأتي أولاً من الداخل ومن ثم من الخارج، واللجنة الخماسية ترى أنّ التوافق بين الكتل السياسية هو السبيل الوحيد للوصول الى حلّ في الملف الرئاسي». وحذّر من انّ «استمرار الفراغ ستكون له تبعات شديدة وصعبة سيتحمّلها الداخل اللبناني فقط».

 

الإصغاء للإلهامات

وفي المواقف خلال عطلة نهاية الاسبوع، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد من الديمان، «إنّ إنجيل اليوم الذي يعلن الهويّة المسيحيّة والرسالة موجّه إلى كلّ مؤمن ومؤمنة، بل إلى كلّ إنسان. فالروح القدس يعمل في كلّ واحد منّا، وبخاصّة في الذين يتعاطون الشأن السياسيّ العام، من أجل حسن بنيان الجماعة الوطنيّة، القائمة على التنوّع في الوحدة». واضاف: «لو كان المسؤولون السياسيّون عندنا يصغون لإلهامات الروح القدس، ولمعنى وجودهم، ولأهميّة هويّتهم ورسالتهم، لبدّلوا نهجهم وتعاطيهم الشأن الوطنيّ العام، ولسارعوا إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة، حفاظًا على حسن سير المجلس النيابي لكي يستعيد دوره كهيئة تشريعيّة، ومجلس الوزراء، لكي يستعيد صلاحياته الدستوريّة كاملة، ولكانوا تحمّلوا مسؤوليّاتهم تجاه شعبنا الفقير والمحروم من أبسط حقوقه الأساسيّة في المأكل والعمل والغذاء وتأسيس عائلة مكتفية، ولقاموا بالإصلاحات اللازمة لكي ينهض الإقتصاد، ويتوقّف نزيف الهجرة».

 

تطبيق الدستور

وبدوره متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، قال خلال قداس الاحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس: «كما أنّ في الكنيسة ثوابت ينطلق منها كل مؤمن، توجد في الأوطان دساتير هي الركائز التي تُبنى عليها الأوطان. دستور البلاد هو القانون الأعلى الذي ينظّم عمل السلطات في الدولة، والدليل لكل مسؤول وحاكم ونائب وعامل في خدمة الوطن، إحترامه واجب وتطبيقه إلزامي. وكما تصدّى آباء الكنيسة للهرطقات، على مجلس النواب أن يكون السدّ المنيع في وجه كل هرطقة قد يحاول البعض نشرها أو تعميمها. أملنا أن يحترم الجميع دستور لبنان، وعلى رأسهم نواب الشعب، وأن يطبّقوا نصوصه علّ الشعب يستريح من الضغوط النفسية والمعيشية، وينعم بقليل من الإستقرار».

 

«سببه التمزق»

وسأل نائب الامين العام لـ«الحزب» الشيخ نعيم قاسم خلال مجلس عاشورائي في منطقة الاوزراعي، «ما هي المصلحة الوطنية أن ينبري بعضهم فيطعن المقاومة في ظهرها ويبدأ بإثارة الأسئلة التي لا وقت لها الآن، أو يطالب بإلغاء قدرة لبنان تحت ذرائع مختلفة ونحن في الميدان، ويبرّر لإسرائيل ما تصنعه ويروّج لعدم مواجهتها ويطرح خيارات تعطل قدرة لبنان وقوة لبنان أثناء المواجهات والتضحيات». وقال: «من المهم أن ننتهي من الجدل، إذا أردتم أن يكون هناك رئيس في لبنان، فما الداعي إلى رفض فكرة الحوار؟ يجيبون بأننا لا نريد أن نقوم بالحوار حتى لا يصبح ذلك عرفاً! نحن ندعو إلى الحوار وناقشوا فترة قصيرة من الزمن لننتقل من الحوار إلى الانتخاب، أما التمترس خلال سنة ونصف سنة وراء آراء جامدة لا تتحرّك عند كل الأطراف، فهذا يعني أنّ الأمر سيتأخّر كثيراً، من أراد أن ينجز الاستحقاق الرئاسي عليه أن يسرع في تقديم بعض التسهيلات والتنازلات والنقاشات حتى نتفاهم، وكل من يتذرّع بحرب غزة فيقول إنَّ الحل لا يأتي إلّا بعد انتهاء حرب غزة فهو لا يتكلم بدقّة، لأَّنه لا علاقة لحرب غزة بالامتناع عن انتخاب رئيس للبنان، فعدم انتخاب رئيس للجمهورية سببه التمزّق والتشرذم الداخلي والتصلّب في المواقف، ولو حصلت الآن حلحلة فغداً يمكن أن يكون هناك رئيس للبنان حتى ولو كانت الحرب مشتعلة».

 

«تعالوا لنتفاهم»

وقال النائب علي حسن خليل المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري في مجلس عاشورائي لحركة «أمل» في الصرفند: «لا نريد ان نجيب او ان نتوقف عند بعض الاصوات التي تريد إعادة الامور الى الوراء وعدم الاستفادة من تجارب الماضي ومحاربة طواحين الهواء والتركيز على حواجز وهمية أسقطتها صدقية المشروع الذي اطلقه الرئيس نبيه بري منذ نحو سنة، بأن تعالوا لنتفاهم ولنقرأ معاً تجاربنا في 2007 و2016 وقبلها وقبلها، والتي اكّدت انّ الحوار والتلاقي وتفاهم اللبنانيين وحده القادر على بناء المؤسسات وعلى إطلاق عملها وصوغ المشروع القادر على تحقيق مصالح الناس ومستقبل هؤلاء الناس».

 

والى ذلك، اعتبر النائب طوني فرنجيه، أنّ «لبنان في هذه الظروف أحوج ما يكون لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت ممكن، والحرص على إنجاز الاستحقاق الرئاسي لا يكون بانتظار المعادلات والتوازنات والمبادرات الاقليمية والدولية، انما بالذهاب إلى حوار داخليّ صريح وغير مشروط بين مختلف القوى اللبنانية».

 

وكرّر فرنجية في لقاء افتراضي جمعه باللجنة الإدارية الجديدة لتيار «المرده» في سيدني، تأكيد «دور الاغتراب اللبناني في اعتباره الطاقة الأساسية للبنان الذي بالتعاون بينه وبين الطاقات في الداخل اللبناني يمكن طرح الحلول لواقع لبنان المأزوم، لاسيما في شقه الاقتصادي».

 

 

المودعون في المجلس

وعشية ما سمّاه «يوم شطب الودائع وإعلان براءة المصارف من جرائم قتلكم وهدر دمائكم» في مجلس النواب، وجّه رئيس إتحاد المودعين المحامي حنا البيطار نداءً الى المودعين واللبنانيين الشرفاء ليكونوا عند العاشرة من قبل ظهر اليوم الإثنين 15 تموز 2024، كثراً أمام البرلمان «لمنع إقرار قانون ذبحكم». وأضاف: «إنّ الشتم على صفحات التواصل الاجتماعي، والنق في البيوت، أو العويل عند وقوع المصيبة، لا ينفعكم ولَن يردع ممثليكم ومسؤوليكم عن ذبحكم، فَتفضّلوا إلى الميدان واحسموا الأمر لمصلحتكم».

وقال البيطار: «تفضّلوا، كلكم، غداً إلى أمام البرلمان، حيث سيلتقي شرفاء الوطن في وقفة وطنية ضدّ الظلم والطغيان وسرقة أموال الدولة وأموال الناس. كونوا أوفياء مع أنفسكم ومع أبنائكم والاجيال، ولا «تدعوا الشر ينتصر عليكم».

 

الجنوب على حاله

وعلى الجبهة الجنوبية، واصل العدو الاسرائيلي صباح امس اعتداءاته على قرى الجنوب، فقصفت مدفعيته اطراف بلدات بليدا وكفرشوبا وكفرحمام، فيما القت طائرة مواد حارقة اشعلت النيران عند اطراف بلدة يارين قبالة موقع «حدب يارين». وطاول القصف محطة الكهرباء في جديدة مرجعيون واخرجها من الخدمة.

 

وفي المقابل، استهدفت «المقاومة الإسلامية» انتشاراً لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط موقع حدب يارين بالأسلحة الصاروخية. وهاجمت بِسرب من المسيّرات الإنقضاضية مقر قيادة الفرقة 91 المُحدث في ‏«اييليت»، مُستهدفةً أماكن استقرار ضباطها وجنودها وحققت فيها إصابات مؤكّدة. ‏

وقصفت المقاومة ايضاً إنتشاراً للِجنود في محيط موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا المحتلة بِصاروخ «بركان». كذلك قصفت موقع الرمثا في ‏التلال نفسها.

ومن جهة ثانية، رأى نائب رئيس الأركان السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي يائير غولان: «انّ إخلاء كريات شمونة من المستوطنين كان خطأً فادحاً، هذه أسوأ هزيمة تعرّضت لها إسرائيل منذ عام 1948».

*********************

افتتاحية صحيفة اللواء


الاحتلال على خط الدم.. وهاليفي يُهدِّد بتوسيع الحرب مع لبنان

الحزب يُدخل صواريخ ومسيَّرات جديدة إلى الميدان.. وقلق من الاضطرابات الأمنية المتنقلة

 

لا شيء يتقدم على مشهد الدم، من بنسلفانيا الأميركية، الذي سال من الاذن اليمنى للرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، إلى ساحة أو ساحات الإجرام الاسرائيلي في قطاع غزة، حيث يسيل الدم الفلسطيني من أشلاء جثث الشهداء وجروح الجرحى وأنات الثكالى والأطفال وكبار السن والشبان اليافعين، وصولاً الى القرى الجنوبية الحدودية، حيث تمعن طائرات الاحتلال الاسرائيلي ومسيَّراته ومدافعه في استهداف المدنيين الآمنين، في منازلهم وقراهم، وعلى طرقاتهم..

وعليه، بقي الإشغال يتعلق بالميدان اكثر من سواه، في حين تراجعت في الداخل الحركة النيابية الساعية الى ترتيبات تسمح بجلسة أو جلسات انتخاب لرئيس جديد للجمهورية، في وقت تتركز فيه الاتصالات والمساعي الدبلوماسية للتجديد لليونيفيل في نهاية الشهر الحالي لولاية جديدة.

 

لامي الى بيروت قريباً

 

وإزاء هذا الوضع المثير للمخاوف، تبلغ الرئيس نجيب ميقاتي من وزير الخارجية البريطانية ديفيد لامي انه سيزور بيروت في وقت قريب، للسعي لإيجاد تسوية سلمية عبر التفاوض لتصاعد التوترات على حدود لبنان الجنوبية، ومتخوفاً من احتمالات سوء التقدير، وتوسيع الصراع، الذي ليس هو لمصلحة أحد..

 

تجديد الإلتزام الفرنسي

 

ومن قصر الصنوبر، وفي الاحتفال باليوم الوطني الفرنسي في 14 تموز، اعلن السفير الفرنسي هارفيه ماغرو.. ان انتخاب رئيس للجمهورية امر ملحّ، الى جانب حكومة مكتملة الصلاحيات، مجددا التزام فرنسا بالمضي قدماً في مساعدة اللبنانيين، الذين عليهم ان يتحملوا مسؤولياتهم، كاشفا عن استمرار الجهود الدبلوماسية لتجنيب لبنان السيناريو الأسوأ في النزاع الذي سيصيب جنوب لبنان.

ولم يرَ ماغرو، على غرار سلفه السفيرة آن غريو التي غادرت لبنان، ان «السيارات الفارهة، والحالات المكتظة في المطاعم ومتاجر بيع السلع الفاخرة، لا تدفعنا الى الاعتقاد ان  الاقتصاد قد تحسن، وهو امر مستغرب، مشددا على الاصلاحات، وان فرنسا تقدم الدعم لبعض القطاعات».

 

تحرك المعارضة

 

وعلمت «اللواء» من مصادر نيابية ان نواب المعارضة سيواصلون لقاءاتهم مع الكتل النيابية، وهم يرغبون بلقاء مع كل من كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة، بعد انهاء مراسم عاشوراء بعد الاربعاء في 17 الجاري.

واعتبرت مصادر مطلعة لـ «اللواء» أن هذا الاسبوع  من شأنه أن يساهم في تحديد التوجه بالنسبة إلى طرح المعارضة الرئاسي، ولاحظت أن ما يُنقل عن موقف قوى الممانعة بشأن الاصرار على  الحوار ليس جديدا وانه متى يتم اللقاء بين وفد المعارضة والثنائي الشيعي تتضح المعطيات أكثر فأكثر، مع العلم ات هناك من يقول أن ما من داعٍ لتضييع الوقت، وأن ليس هناك من فرصة ضئيلة لتقريب المسافات، ما يعيد ملف الرئاسة مجددا إلى المربع الأول واضطرار الكتل إلى وضع خطة جديدة أو مراجعة المساعي القديمة أو الانتظار مرة أخرى.

 

الراعي للإسراع بانتخاب رئيس

 

ورأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان على السياسيين ان يسارعوا الى انتخاب رئيس للجمهورية، حفاظا على حسن سير المجلس النيابي، لكي يستعيد دوره كهيئة تشريعية، ومجلس الوزراء كي يستعيد صلاحياته الدستورية كاملة، لتحمل المسؤولية تجاه شعبنا الفقير والمحروم..

 

الأمن المضطرب

 

أمنياً، وفي الوقت الذي اعلن فيه الجيش اللبناني عن توقيف 67 شخصاً في مختلف المناطق اللبنانية، بدا حبل الامن مضطربا في غير منطقة، فبعد حادث اطلاق النار الذي ادى الى مقتل مسؤول في الحزب، اتى لمعالجة ذيول الاشكال في حي ماضي في الضاحية الجنوبية، اعلن عن وفاة شاب، بعد اصابته في رأسه خلال الاشكال المسلح الذي وقع امام حزب الطاشناق في برج حمود.

 

استعداد وظيفي للتحرك

 

ودعا تجمع موظفي الادارة العامة الموظفين الى الجهوزية لأية خطوات مقبلة، اذا اخلت الحكومة بوعودها او بمبدأ المساواة.

وكان التجمع استنكر، التعرض لكرامة بعض الموظفين، معتبرا ان كرامة الموظف مقدسة، ولا يجوز المساس بها، وفي وقت نفى فيه وزير الاتصالات جوني قرم ان يكون احد مستشاريه اعتدى على موظفين في الوزارة.

 

تهديد هاليفي

 

على صعيد موقف العدو، جدّد رئيس اركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليفي مساء امس ان جيشه مستعد للمرحلة المقبلة في لبنان. وقال في مؤتمر صحفي: في المنطقة الشمالية يتواصل القتال بشدة، حيث تحقق انجازات ضد الحزب، من دون ان نغفل عن معاناة سكان المنطقة الشمالية في الاشهر الاخيرة.

 

الوضع الميداني

 

ميدانياً، ادخلت المقاومة الاسلامية صاروخاً جديدا على ارض المعركة، اطلق عليه «جهاد»، وهو صاروخ ارض- ارض له قدرة تدميرية كبيرة.

كما استخدمت المقاومة مسيَّرات من نوع (شاهد 101) لأول مرة، وهي تسير بدءاً من لبنان بمعدل 30 كلم داخل العمق الاسرائيلي.

وعند السابعة و5 دقائق، استهدف الحزب موقع الرمثا في تلال كفرشوبا بالأسلحة الصاروخية، واصابوه اصابة مباشرة، كما استهدفت المقاومة الاسلامية انتشاراً لجنود العدو في محيط موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا بصاروخ بركان.

وليلاً، اغار الطيران المعادي على بلدتي حولا وميس الجبل، وطريق مركبا، كما أغارت مسيرة على عيتا الشعب.

**********************

افتتاحية صحيفة الديار

 

مُفاوضات هدنة غزة تترنّح على وقع المجازر «الإسرائيليّة»

الحزب يربط إنجاز الإستحقاق الرئاسي بتقديم الفريق الآخر تنازلات

 قوة ردع المقاومة جنوباً تبعد شبح الحرب الموسّعة عن لبنان – بولا مراد

 

في أداء «اسرائيلي» يؤكد الإصرار على افشال الجولة الجديدة من المفاوضات التي انطلقت مؤخرا، اوعز رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بتكثيف المجازر بحق النازحين في غزة المتواجدين في مراكز الايواء، تحت حجة مطاردة قيادات “حركة ح”.

 

فبعد المجزرة التي استهدفت يوم السبت مخيمات النازحين في منطقة مواصي خان يونس، وخلّفت أكثر من 75 شهيداً وحوالى 300 جريح، في غارات قال العدو انها كانت تستهدف قائد كتائب عز الدين القسام محمد الضيف وقائد لواء خان يونس رافع سلامة، واصل الاحتلال مجازره امس الاحد، ما ادى استشهاد 13 شخصا واصابة 70 آخرين، بغارة على مدرسة للأونروا تأوي نازحين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

جولة فاشلة جديدة؟

 

هذا الآداء الاجرامي وضع “حركة ح” امام خيارين: اما وقف التفاوض مع العدو احتجاجا على ممارسته، وبالتالي اعطاءه ما يريد في هذا الاطار، او مواصلة احراجه وكشفه امام المجتمع الدولي من خلال المضي بالمفاوضات، ولو تحت ضغط النار والمجازر.

 

فبعد ان كانت وكالة «فرانس برس» نقلت عما وصفته قيادي كبير في الحركة، بأنه تقرر وقف المفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، منددا بـ»عدم جدية الاحتلال، وارتكاب المجازر في حق المدنيين العزّل»، مؤكدا في الوقت عينه أن قائد كتائب عز الدين القسام محمد الضيف «بخير» .

 

وبعدما قالت «إسرائيل» إن غارة استهدفته السبت، خرج عضو السياسي ل”حركة ح” عزت الرشق ليؤكد في بيان ان «ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، وتداولته بعض وسائل الإعلام، عن قرار لدى “حركة ح” بوقف المفاوضات، رداً على مجزرة المواصي غرب خان يونس، لا أساس له من الصحة». واعتبر ان «هذا التصعيد النازي ضد شعبنا من قبل نتنياهو وحكومته النازية، أحد أهدافه قطع الطريق على التوصل لاتفاق يوقف العدوان على شعبنا، وهو ما أصبح واضحاً لدى الجميع».

 

وقالت مصادر مطلعة على مسار المفاوضات، انه يمكن القول ان «هذه الجولة لم تنته بعد، انما ما يمكن تأكيده ان المفاوضات تترنح بعد المجازر «الاسرائيلية» المتلاحقة» ، لافتة في حديث لـ «الديار» الى ان «”حركة ح” تدرك جيدا ان نتنياهو يراوغ ولا يريد هدنة، لذلك رغم كل الاحراج الذي يتعرض له والضغوط المتلاحقة سواء داخل «اسرائيل» او في الخارج، لا يزال مصرا على رفض وقف اطلاق النار، سواء من خلال وضعه شروطا تعجيزية للسير بالهدنة او من خلال التصعيد العسكري على الارض بوجه المدنيين العزل. «واضافت المصادر «المسار الحالي يوحي اننا بصدد تكرار سيناريو جولات التفاوض السابقة، ما يعني اقترابنا من جولة فاشلة جديدة».

اصابة 10 عسكريين «اسرائيليين»

 

ميدانيا، أقرّ جيش العدو يوم أمس بإصابة 10 عسكريين خلال الـ24 ساعة الماضية، بينهم 3 في معارك غزة، فيما زعم المتحدث باسم الجيش «الإسرائيلي» دانيال هاغاري «مقتل قائد لواء خان يونس رافع سلامة خلال عملية أمس في مواصي خان يونس».

 

من جهتها، أعلنت “حركة ح” عن تمكّنها من «رصد قوّة صهيونية خاصّة تسلّلت متخفيّة داخل شاحنة مساعدات»، كاشفة أنّه «عند وصولها إلى مفترق المشروع شرق رفح ودخولها أحد المنازل، قام مجاهدونا بالاشتباك المباشر معهم من مسافة الصفر بالأسلحة الخفيفة وقذائف الأفراد، وإيقاع جميع أفرادها بين قتيل وجريح».

لا خوف على لبنان

 

اما على جبهة لبنان، فقد كثفت المقاومة هجماتها، مقابل تراجع عمليات قصف العدو للقرى والبلدات، مثبتة بذلك معادلة ان قوة ردع تبعد شبح الحرب الموسعة عن لبنان، بحسب ما اكد مصدر قريب من الحزب.

 

وشَنَّ مجاهدو ‏المقاومة الإسلامية امس هجوماً جوياً بِسرب من المسيرات الإنقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 المُستحدث في ‏اييليت، مُستهدفين أماكن استقرار ضباطها وجنودها، وحققوا فيها إصابات مؤكدة. كما استهدفوا انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع حدب يارين بالأسلحة الصاروخية، كما  إنتشاراً آخر للجنود في محيط موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بِصاروخ بركان.

 

ومساء، استهدف الحزب موقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابةً مباشرة، فيما شن العدو الاسرائيلي غارة على بلدة بني حيان، وغارة على بلدة حولا – طريق بلدة مركبا واخرى على بلدة الخيام وعيتا الشعب.

 

وتوجه نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في مجلس عاشورائي في الأوزاعي الى «بعض الذين يتصدون ويطلقون تصريحات حول الحرب ونظرتهم إلى الحرب، ومحاولة إبعاد لبنان عن الحرب»، سائلا: «ما هي المصلحة الوطنية أن ينبري بعضهم فيطعن المقاومة في ظهرها، ويبدأ بإثارة الأسئلة التي لا وقت لها الآن، أو يطالب بإلغاء قدرة لبنان تحت ذرائع مختلفة ونحن في الميدان، ويبرر «لإسرائيل» ما تصنعه ويروج لعدم مواجهتها، ويطرح خيارات تعطل قدرة لبنان وقوة لبنان أثناء المواجهات والتضحيات، فنسألهم ما هي المصلحة الوطنية في ذلك؟! وأنتم تعلمون أنكم بذلك تزيدوننا تصميماً وعزيمة، وتدعوننا إلى المزيد من الاحتياط لننتبه لكم في ألا تطعنوا في ظهورنا».

لتنازل الفريق الآخر!

 

وعن الملف الرئاسي قال الشيخ نعيم قاسم «اذا أردتم أن يكون هناك رئيس في لبنان، فما الداعي إلى رفض فكرة الحوار؟ يجيبون بأننا لا نريد أن نقوم بالحوار حتى لا يصبح ذلك عرفاً! نحن ندعو إلى الحوار وناقشوا فترة قصيرة من الزمن لننتقل من الحوار إلى الانتخاب، أما التمترس خلال سنة ونصف وراء آراء جامدة لا تتحرك عند كل الأطراف، فهذا يعني أن الأمر سيتأخر كثيراً، من أراد أن ينجز الاستحقاق الرئاسي عليه أن يسرع بتقديم بعض التسهيلات والتنازلات والنقاشات حتى نتفاهم، وكل من يتذرع بحرب غزة فيقول إنَّ الحل لا يأتي إلا بعد انتهاء حرب غزة فهو لا يتكلم بدقة، لأَّنه لا علاقة لحرب غزة بالامتناع عن انتخاب رئيس للبنان، فعدم انتخاب رئيس للجمهورية سببه التمزق والتشرذم الداخلي والتصلب في المواقف، ولو حصلت الآن حلحلة فغداً يمكن أن يكون هناك رئيس للبنان حتى ولو كانت الحرب مشتعلة».

 

اما عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي حسن خليل، وخلال احياء حركة «أمل» – شعبة الصرفند الليلة السادسة من ليالي عاشوراء في باحة حسينية الزهراء في بلدة الصرفند ، فقال: «لا نريد ان نجيب او ان نتوقف عند بعض الاصوات التي تريد إعادة الامور الى الوراء، وعدم الاستفادة من تجارب الماضي، ومحاربة طواحين الهواء والتركيز على حواجز وهمية أسقطتها مصداقية المشروع الذي اطلقه الرئيس نبيه بري من حوالي السنة، تعالوا لنتفاهم ولنقرأ معا تجاربنا في 2007 و2016 وقبلها وقبلها، والتي اكدت ان الحوار والتلاقي وتفاهم اللبنانيين وحده القادر على بناء المؤسسات، وعلى إطلاق عملها وصياغة المشروع القادر على تحقيق مصالح الناس ومستقبل هؤلاء الناس».

الملف الرئاسي دخل في «كوما»

 

وتتجه الانظار الى اللقاء الذي يعقده وقد المعارضة مع ممثلين عن «الثنائي الشيعي» يوم الجمعة المقبل، الا ان مصادر مواكبة للحراك اكدت انه «اصبح بحكم الساقط بعدما ضُرب من بيت ابيه بخروج رئيس «القوات» سمير جعجع لنعيه بعد ساعات من اطلاقه» . واضافت المصادر لـ «الديار» : «بات واضحا ان المعارضة وبخاصة «القوات» ارادت من هذه المبادرة رفع المسؤولية عنها امام المجتمع الدولي، لتقول انها تريد حوارا بشروطها لا بشروط الرئيس بري، لكنها بذلك رسخت لهذا المجتمع انها حقيقة جزء من المشكلة لا الحل». ونبهت المصادر من ان «الملف الرئاسي دخل في كوما ، وان الخشية حقيقية من انه لن يخرج منها في المدى المنظور».

***********************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

مجزرة المواصي تنسف مفاوضات الهدنة

 

نفى نائب رئيس “حركة ح” في غزة خليل الحية استشهاد محمد الضيف قائد الجناح العسكري في الهجوم الإسرائيلي على خان يونس جنوب قطاع غزة السبت.

وأضاف الحية “نقول لنتنياهو إن محمد الضيف يسمعك الآن ويستهزئ بمقولاتك الكاذبة”.

بالتزامن، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، إن العملية التي نفذها الجيش في منطقة المواصي بقطاع غزة، استهدفت القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف ونائبه اللواء رافع سلامة، لكن لا توجد تأكيدات على مقتلهما. وأضاف: “رغم ذلك فإننا سنصل إلى أي متهم بالمسؤولية عن أحداث السابع من تشرين الأول”.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، السبت، ارتفاع حصيلة شهداء القصف الإسرائيلي على النازحين في منطقة مواصي خان يونس جنوب القطاع إلى 90 شهيدا بالإضافة إلى 300 جريح.

وأفاد شهود عيان بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت سلسلة غارات على منطقة “دوار النص” الواقعة ضمن المواصي غربي مدينة خان يونس.

وأوضح الشهود أن المنطقة المستهدفة يتكدس فيها الآلاف من النازحين الفلسطينيين.

وأكدت حركة “حركة ح” في وقت سابق أن مزاعم الاحتلال” باستهداف قيادات فلسطينية “إداعاءات كاذبة”، وهي للتغطية على حجم “المجزرة المروعة” في مواصي خان يونس جنوب غزة .

وفي وقت سابق، قال جيش الاحتلال إنه استهدف محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري ل”حركة ح”، في الهجوم على خان يونس.كما قالت وسائل إعلام عبرية، السبت، إن الهجوم في المواصي استهدف الضيف.

وذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم”: “كان هدف الهجوم الذي وقع صباح (السبت) في مجمع خيام مؤقت بالقرب من خان يونس هو محمد الضيف”.

وأضافت الصحيفة: “في إسرائيل يقدرون أن هناك احتمالا كبيرا لإصابة الضيف في الهجوم، لكنهم ينتظرون النتائج النهائية”.

من جانبها، قالت القناة ”12” العبرية (خاصة): “الهجوم غير المعتاد في خان يونس هو محاولة اغتيال لمحمد الضيف”.

فيما ادّعت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الهجوم استهدف “شخصية مهمة” في “حركة ح” (لم تحدده) ولا تزال نتائجه غير معلومة.

وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية ان الجيش استخدم قنابل ”MK84” الاميركية التي تزن طنا في قصف المواصي بخان يونس.

واستشهد 10 فلسطينيين وأصيب 27 آخرون، الأحد، بقصف مقاتلات الجيش الإسرائيلي منزلا وبرجا سكنيا في مدينة غزة.

وقال جهاز الدفاع المدني في بيان: “انتشلنا 7 شهداء و نقلنا 7 إصابات من منزل سكني لعائلة يوسف استهدفه الاحتلال الإسرائيلي في منطقة أبو سكندر بالشيخ رضوان شمالي مدينة غزة”.

وأضاف: “كما انتشلنا 3 شهداء ونقلنا 20 إصابة من برج سكني لعائلة الحداد في منطقة الشعبية وسط مدينة غزة بعد استهدافه من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي”.

وأفاد شهود عيان أن الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة خلفت دمارًا واسعًا في المباني المستهدفة والمجاورة لها.

وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة ضد النازحين في مدرسة “أبو عريبان” بمخيم النصيرات راح ضحيتها 15 شهيدا و80 جريحا، بحسب ما أفاد مكتب الإعلام الحكومي.

وقالت “حركة ح” في بيان إن تصعيد جيش الاحتلال لمجازره ضد المدنيين في مراكز الإيواء وآخرها مجزرة النصيرات “إمعان في حرب الإبادة وتحد سافر للمجتمع الدولي”.

وأقر الجيش الإسرائيلي باستهداف مدرسة للأونروا في منطقة النصيرات وسط قطاع غزة بزعم وجود “مخربين” داخلها.

ميدانيا، كبدت المقاومة جيش الاحتلال قتلى وجرحى باستهداف وحدة هندسة في حي الشوكة برفح، واستهدفت قوة اسرائيلية اخرى بقذيفتي افراد بعد تحصنهم داخل مبنى قرب المقبرة وشرقي رفح، وقامت بتدمير 3 دبابات في رفح وايقاع رتل من الدبابات في كمين محكم.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram