افتتاحية صحيفة الأخبار:
نصر الله: إسرائيل فشلت... وجبهتنا رهن قرار حماس
العالم كله سلّم بأنّ العدوّ غير قادر على الحسم العسكري
بعيداً عن السيناريوات التي يمكن أن تسلكها تطورات الميدان في غزة ولبنان، يعكس تأكيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أمس، جهوزية حزب الله لأسوأ الاحتمالات بأنه يأخذ بالحسبان فرضية أن يخطئ العدو في تقديراته وخياراته، رغم أن المعطيات ومجريات الحرب في غزة كشفت محدودية قوة جيشه الذي تورط في معركة رفح منذ أكثر من شهرين، ولم ينجح في حسمها، "فكيف سيكون قادراً على تنفيذ تهديداته باجتياح جنوب الليطاني حيث ينتظره المقاومون بصواريخهم المتنوعة والقادرة على استهداف آلياته من مسافة 10 كيلومترات، وهي الآن تفتش عنهم داخل الجليل لاستهدافهم". وهذه القراءة الواقعية لمعادلات القوة والظروف الداخلية في كيان العدو، تفرض أن يكون قادته أكثر عقلانية في خياراتهم. ومن المؤشرات على هذا الاتجاه، حتى الآن، الابتعاد عن السقوف العالية وخفض سقف طموحاته عبر المطالبة بإبعاد قوات الرضوان عدة كيلومترات، فيما قوات حزب الله في جنوب الليطاني لا تقتصر على "الرضوان". والأهم، كما أكد نصر الله، أن ذلك "لن يحلّ مُشكلته".وفي كلمة له في الاحتفال التأبيني الذي أقامه حزب الله للقيادي محمد نعمة ناصر (الحاج أبو نعمة) في الضاحية الجنوبية، تناول الأمين العام لحزب الله أيضاً جانباً من المكاسب اللبنانية لمعركة طوفان الأقصى، مشيراً الى أن صمود المقاومة الفلسطينية ومنع العدو من تحقيق نصر سريع في قطاع غزّة، حالا دون أن يكون لبنان "الأوّل في دائرة التهديد"، بينما اليوم، وبعد الحرب التي دخلت شهرها العاشر، و"فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أيّ نصر"، فإن "ما جرى في غزة أدّب الجيش الإسرائيلي، وصمود المقاومة حمى كل الجبهات من أيّ هجوم إسرائيلي". وأكد أن "الفشل هو عنوان هذه المعركة بالنسبة إلى العدو الذي لم يحقق أياً من أهدافه المعلنة. والأطراف الدولية تدرك أن وقف إطلاق النار في شمالي إسرائيل مرتبط بوقف العدوان على غزة، والعالم كله سلّم بأن إسرائيل غير قادرة على الحسم العسكري ويجب وقف إطلاق النار، وبالنسبة إلينا حركة حماس تفاوض عن نفسها وعن كل محور المقاومة، وما تقبل به حماس نقبل به جميعاً، وما ترضى به نرضى به جميعاً".
وبعد أيام من تهويل وزير الأمن في كيان العدو يوآف غالانت الذي أعلن قبل أيام أن وقف النار في غزة لا يعني وقف النار مع لبنان، أكد نصر الله أنّه إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة، فإنّ جبهة الإسناد في لبنان "ستوقف إطلاق النار بلا مفاوضات"، محذّراً من الاستمرار في الاعتداء على جنوب لبنان بعد ذلك، "وإلا فسندافع عن لبنان ولن نتسامح مع الاحتلال". أما "من يهددنا باجتياح جنوب الليطاني، فلينظر إلى ما يجري في رفح بمساحتها الضيقة حيث فشل في تحقيق نصر". وتوجّه إلى الجيش الإسرائيلي بالقول: "عندما تطلّ دباباتك تعرف من ينتظرها... رماتنا ماهرون، وإذا اعتدى علينا الإسرائيلي فنحن جاهزون للرد، وإذا أراد نتنياهو الاستمرار بالمعركة فسيأخذ كيانه للخراب". لكنه لفت إلى أن "العدوّ يعيش في هذه المرحلة أسوأ أيام في تاريخه، وجيشه غير قادر على إخلاء الشمال بسبب خوفه من تسلّل مجموعات المقاومة، ولا سيما مع خسارة تجهيزاته التجسسية. وهو يعاني نقصاً في العديد، ما اضطرّهم إلى محاولة إجبار الحريديم على التجنيد، وأهداف استنزاف العدو في الاقتصاد والعديد والواقع الاجتماعي محققة وهذا ما سيضطرّه إلى وقف الحرب".
وأكد نصر الله أنه "يجب أن نسجل للمقاومة الفلسطينية الوحدة والشجاعة، ولأهل غزة ونسائها وأطفالها الشموخ والصمود والإرادة والعزم، وما جرى في غزة أدّب الجيش الإسرائيلي، وصمودها حمى كل الجبهات من أي هجوم إسرائيلي، وخفّض سقف الأهداف الإسرائيلية المعلنة تجاه الجبهات الأخرى ولا سيما في لبنان، إذ لم يعد الإسرائيلي يهدد بالقضاء على المقاومة في لبنان والحرب الشاملة عليه".
وأشار نصر الله إلى أنّ "الشهيد القائد أبو نعمة، مجاهد، أسير، مقاتل وجريح لمرتين وقائد. وفي نهاية المطاف، نال النهاية الجميلة والعاقبة الحسنة"، مشيراً إلى أنّ "أبو نعمة كان في كل الأوقات في الخطوط الأمامية. اختار طريق المقاومة في ريعان شبابه وقضى كل عمره في ميدان المقاومة".
**********************
افتتاحية صحيفة البناء:
نصرالله: الخيار العسكريّ لجيش الاحتلال سقط والإصرار قد يجلب الخراب الثالث
*من يفشل في رفح منذ شهرين يهدّد باجتياح الجنوب… أي مئة ضعف مساحة رفح* حماس تفاوض بالنيابة عن كل محور المقاومة ونقبل ما تقبله ونوقف النار بتوقيتها
كرّس الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمته التأبينية للقيادي في المقاومة “أبو نعمة” لثلاثة محاور، المحور الأول هو الأفق المسدود أمام الخيار العسكري لجيش الاحتلال، حيث استعرض الوضع على جبهات القتال، خصوصاً في غزة، واستحالة أن يتمكّن جيش الاحتلال من تحقيق إنجاز يتيح له التحدث عن السيطرة وإنهاء الحرب وفقاً للأهداف التي رسمها، واقتناع الغرب وكل حلفاء الكيان وقادة جيش الاحتلال وكبار ضباطه الحاليين والسابقين بأن مواصلة الحرب تمثل مخاطرة وجودية على الكيان، وقد تجلب له ما يسمّونه بخطر الخراب الثالث.
في المحور الثاني تحدّث السيد نصرالله عن جبهة الجنوب فكشف خلفيات الحديث عن الدعوة لإبعاد المقاومة الى عدة كيلومترات وكيف تحرّكت هذه المسافة، كلما أظهرت المقاومة سلاحاً بمدى أبعد بالدقة ذاتها، من كورنيت 3-5 كلم ثم كورنيت 8 كلم، ثم صواريخ ألماس، ساخراً من العقول العسكرية لقادة جيش الاحتلال التي لاعبتها المقاومة بوقائع الميدان وتحكّمت بخطابها ومتغيراته، مؤكداً تفوق المقاومة بلا أي لبس في الميدان وتحكمها بإيقاع الحرب، معدداً النتائج التي ترتبت على هذا التفوّق، سواء في تهجير المستوطنين وتأثيرها على النسيج السياسي والاجتماعي للكيان او في تجميد واستنزاف جزء كبير من جيش الاحتلال، أو في الاستنزاف الاقتصادي وتآكل صورة الردع والانهيار المعنوي للجنود والضباط والرأي العام، ليدخل الى مناقشة التهديدات التي يطلقها بعض قادة الكيان وحجم الارتباك الذي فرضته المقاومة عليهم في تبديل المصطلحات والمفردات لدى الحديث عن الحرب، عارضاً للمقارنة بين معركة رفح التي رصد لها الكيان كل قدراته التعبوية ومهّد لها بصفتها معركة النصر المطلق، ودفع بفرق وألوية وكتائب من النخبة لحسمها، وخلال أكثر من شهرين وهو يقاتل هناك بلا جدوى، وكل يوم يزداد مأزقه وفشله وتتزايد خسائره، معدداً الفوارق التي ترجح قدرات المقاومة في لبنان مقارنة بوضع المقاومة في غزة تسليحاً وعمقاً وقدرة، متسائلاً كيف لمن يهزم ويفشل في رفح ومساحتها 27 كيلومترا مربعاً أن يتجرأ على الحديث عن فرضية تحقيق نصر في السيطرة على منطقة الجنوب التي تبلغ مساحتها مئة ضعف مساحة مدينة رفح؟
في المحور الثالث أكد السيد نصرالله أن جبهة الجنوب هي جبهة إسناد لغزة، وأن المقاومة في لبنان جزء من حرب طوفان الأقصى، وأن الجهة الوحيدة التي تفاوض على وقف إطلاق النار في كل الجبهات هي المقاومة في غزة التي تمثلها حركة حماس بإجماع الفصائل المقاومة، وقال نحن لا نتدخل في ما تقبله حماس وما ترفضه وما تعدله، فنحن أبلغناهم اننا نقبل ما يقبلونه، وأنهم يفاوضون بالنيابة عن كل محور المقاومة. وعندما يعلنون وقف النار سوف نوقف إطلاق النار على توقيتهم، وبعد ذلك إذا أراد الاحتلال مواصلة الحرب فنحن لها بالتأكيد ومن الطبيعي أننا سوف ندافع عن بلدنا كما ساندنا غزة وأكثر.
وأكَّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنه «إذا حصل اتفاق على وقف إطلاق النار في غزة جبهتنا ملتزمة بإيقاف إطلاق النار لأننا جبهة إسناد».
وخلال الاحتفال التأبيني للشهيد القائد محمد نعمة ناصر بالضاحية الجنوبيّة لبيروت قال السيد نصرالله: “سمعنا كلامًا من غالانت أنه إذا توقفت الحرب في غزة ليس ضروريًا أن تتوقف في لبنان ونحن نقول له إذا اعتدى العدو على الجنوب سندافع عن أنفسنا ولن نتسامح مع أي اعتداء للعدو”.
ولفت الى أن “العدو تحدث في البداية عن إبعاد حزب الله عن الحدود 3 كلم، فكشفنا عن سلاح “كورنت” بمدى 8 كلم فصار العدو يريد إبعادنا 8 كلم، فكشفنا عن صاروخ “ألماس” بمدى 10 كلم فصار يريد إبعادنا 10 كلم عن الحدود. وبيّن السيد نصر الله أن “وزير حرب العدو يوآف غالانت قال إن الدبابة التي تخرج من رفح يمكنها الوصول إلى الليطاني ونحن نراها بفيديوهات المقاومة الفلسطينية تُدمّر، مؤكدًا أنَّ “الأخوة في وحدة ضد الدروع يوجّهون أسلحتهم باتجاه مواقع العدو وينتظرون أن تظهر الدبابات المختبئة وبمجرد أن تظهر تُدمّر والعدو لا يعلن ذلك ونحن ننشر المشاهد”.
وتوجّه السيد نصر الله لوزير حرب العدو قائلًا: “عندما تطل دباباتك على حدودنا تعلم ما ينتظرها.. رماتنا ماهرون وقبضاتنا كثيرة وصواريخنا أكثر”. وأضاف: “المقاومة لا تخشى الحرب ولا تهابها والدليل على ذلك ردودها على عمليات الاغتيال التي وصلت إلى مديات 30 كلم في عمق الاحتلال ومهاجمة أهداف حسّاسة بينما ردود العدو محصورة”.
كما شدّد على أنَّ “من يتابع خارج كيان العدو وداخله أصبح لديهم يقين بأن وقف الحرب في غزة هو السبيل الوحيد لوقف الحرب في الشمال”، مؤكدًا أنَّ “العدو مرعوب ليس فقط من الدخول إلى الجليل، بل من مجرد فكرة التسلّل وذلك دفعه لتعزيز الحضور البشريّ الذي يُعوّض به ما خسره تكنولوجيًا، وهذا ما زاد من استنزافه”.
وأوضح أن “أحد أهم المكاسب اللبنانية من صمود المقاومة الفلسطينية هو أنه لو حقق العدو نصرًا سريعًا في غزة لكان لبنان أول مَن سيكون في دائرة التهديد”، ولفت الى أنه “في رفح بـ27 كلم ويحتاج لأربعة أشهر، ويريد أن يهدّد باجتياح جنوب الليطاني!”، مؤكدًا أنه “تعلّم في لبنان في حرب تموز خصوصًا لكونه وضع أهدافًا عالية وفشل في تحقيقها”.
وأوضح أنَّ “حاجة العدو للحضور البشريّ جراء استنزافنا له دفعه لخلق مأزق اجتماعي عبر الطلب من الحريديم الخدمة في جيش الاحتلال ما دفع زعيمهم الروحي للتهديد بترك الكيان”، موضحًا أنَّ “الحرب والحاجة إلى العديد دفع بالعدو إلى إطالة مدة التجنيد الإجباريّ وإطالة هذه المدة يخلق مأزقًا اجتماعيًا آخر داخل الكيان”. كما شدّد السيد نصر الله على أنَّ جبهة لبنان ماضية في تحقيق هدفها وهي تضغط على العدو لاختيار أمر من اثنين، إما الرضوخ أو الهلاك، معتبرًا أنَّ العدو يعيش خلال هذه المعركة أسوأ أيامه. وأضاف السيد نصر الله أنَّ “اليوم نتنياهو وبن غفير وسموتريتش هم الذين يعاندون التوصل لاتفاق من أجل مصلحتهم ولضمان بقائهم في السلطة”، ورأى أن “الفشل هو عنوان هذه المرحلة داخل كيان العدو ولم تُحقّق أياً من الأهداف في غزة”.
ومن ناحية أخرى، أوضح السيد نصر الله أنَّ “حماس تُمثّل محور المقاومة في المفاوضات”، مؤكدًا أن “ما ترضى به حماس نرضى به جميعًا لأنها تنسّق مع الفصائل الفلسطينية”. وشدّد على أنه “يجب أن نسجّل للمقاومة الفلسطينية الوحدة والشجاعة في وجه ما تتعرّض له من ضغوطات”. كما اعتبر السيد نصر الله أن “إصرار نتنياهو على عملية رفح هو إقرار بهزيمته لأن العملية بهذه المنطقة الضيّقة التي أعلنوا أنها تحتاج لأسبوعين مضى عليها اليوم شهران وأربعة أيام وقد تصل لأربعة أشهر”.
وبحسب خبراء عسكريين فإن السيد نصرالله أعاد التذكير بمعادلات الردع التي تمتلكها المقاومة وتحذير العدو مجدداً من مغبة شن حرب واسعة على لبنان لأنها ستهدد أمن “إسرائيل” وتلحق هزيمة كاملة بجيشه الذي يتهالك ويتهاوى بفعل ضربات المقاومة في غزة. ولفت الخبراء لـ”البناء” الى أن “السيد نصرالله ينطلق من موقع القوة المتمثلة بالعمليات النوعية التي تنفذها المقاومة وبنك المعلومات الذي تمتلكه المقاومة وكشف الإعلام الحربي عن أجزاء منه لكن ما خفي قد يكون أهم وأخطر لأهداف حيوية واستراتيجية أكانت عسكرية أم استخباراتية ونفطية واقتصادية وكيميائية… ما يجعل المقاومة جاهزة لكافة الاحتمالات من ضمنها الحرب الشاملة والمفتوحة”. واستبعد الخبراء لجوء الجيش الإسرائيلي للحرب الشاملة لعجزه عن القتال على جبهة جديدة أشد قسوة وقوة بوجود تنظيم كحزب الله.
وأوضحت مصادر مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء” أن السيد نصرالله رسم خطوط تعامل المقاومة في لبنان في المرحلة المقبلة وضوابطه وسقوفه.. في حال نجاح المفاوضات والتوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة سيوقف الحزب العمليات العسكرية في الجنوب إلا أذا استمر العدو بقصفه، حينئذ سترد المقاومة وفق طبيعة العدوان ومستواه ولن تسمح بفرض قواعد اشتباك جديدة على الجبهة الجنوبية أو تعويض الفشل والإحفاقات في غزة في الجنوب، أما بحالة الفشل واستمرار الحرب وربما توسعها الى جبهات أخرى فإن المقاومة استعدّت لكافة الاحتمالات، أما الانتقال إلى المرحلة الثالثة فإن المقاومة في لبنان تترقب طبيعة هذه المرحلة والمسار الميداني وتنتظر تقدير حركة حماس والمقاومة الفلسطينية لتبني على الشيء مقتضاه.
ولفتت أوساط دبلوماسيّة لـ”البناء” الى أن المشهد في غزة يلفه الغموض ومن غير الواضح أي مسار سيسلك في ظل تضارب المصالح والحسابات بين أركان الحكومة ومجلس الحرب في “إسرائيل” وبين الحكومة والمعارضة الإسرائيلية من جهة، وبين الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو تحديداً والإدارة الأميركية من جهة ثانية، ولذلك ستسيطر المراوحة على المشهد في غزة لما بعد إلقاء نتنياهو كلمته أمام الكونغرس الأميركي في 23 الشهر الحالي ليتضح الى أي الخيارات سيتخذ ومدى انعكاسها على غزة وبالتالي الجنوب، وأوضحت الأوساط إلى أن الأميركيّين لا يريدون للحرب أن تتوسّع وتتحوّل إلى حرب إقليمية لأنها ستهدّد أمن “إسرائيل” والمصالح الأميركية، إضافة الى استمرار الحرب في غزة بهذه الوتيرة ستؤثر على نتائج الانتخابات الأميركية لغير صالح بايدن. لذلك فإن ثلاثة عوامل ستؤثر في مسار الحرب: الأول هو التفاوض بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركيّة، حيث سيلعب نتنياهو على وتر الحزبين الجمهوري والديمقراطي ويحاول التأثير في الحسابات الانتخابية للطرفين وفي النتائج لضمان الدعم الأميركي بعد مجيء الإدارة والرئيس الجديد في الولايات المتحدة، والعامل الثاني قدرة الجيش الإسرائيلي على تحمل تبعات الاستمرار في القتال على كافة الجبهات في ظل النزيف الذي يواجهه، والثالث صمود المقاومة في غزة وتصعيد جبهات الإسناد”.
وواصلت المقاومة دكّ مواقع وتجمّعات وقواعد جيش الاحتلال، فاستهدفت مرابض مدفعية العدو “الإسرائيلي” في الزاعورة في الجولان السوري المحتل بعشرات صواريخ الكاتيوشا، وذلك رداً على الاعتداء الذي طال منطقة البقاع. وقصفت مبانيَ يتموضع فيها جنود العدو في مستعمرة شتولا بالأسلحة المناسبة، وذلك ردًا على اعتداءات العدو على القرى الجنوبيّة الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصًا في بلدتي طير حرفا والطيبة.
وشنّ مجاهدو المقاومة هجومًا جويًا بسرب من المسيّرات الانقضاضيّة على مقر فوج المدفعيّة التابع للفرقة 210 في ثكنة يردن، مستهدفةً أماكن تموضع واستقرار ضبّاطه وجنوده وأصابتها بشكل مباشر وأوقعتهم بين قتيل وجريح.، وذلك ردًا على الاعتداء والاغتيال الذي نفّذه العدو الإسرائيلي في الصبّورة على طريق دمشق – بيروت.
ولا زال شمال فلسطين المحتلة تحت وطأة الضربات المكثفة والنوعية للمقاومة خلال اليومين الماضيين ومسيرات “الهدهد”، إذ لفتت صحيفة “هآرتس” إلى أن صلية القذائف الصاروخيّة لحزب الله التي أدّت إلى مقتل “إسرائيليْين” بالقرب من معسكر نفح في هضبة الجولان.
وأشارت الصحيفة إلى أن “الأمر المقلق في المقطع الذي نشره حزب الله هو أنه ينجح في جمع معلومات استخبارية مرئية حديثة للغاية، في الوقت الحقيقي، عن انتشار الوحدات في الشمال والوضع في القواعد المختلفة، حيث أبرز معدّو الفيديو منشآت استخبارية ورادارات مدفعية ومنصات إطلاق القبة الحديدية ومنصات إطلاق ومنظومات أخرى، ووثّقوا الوحدات القتالية، بما في ذلك سلاح المشاة والمدرعات وبطاريات المدفعية، المنتشرة في المناطق”، وأضافت: “على مدى الأشهر التسعة الماضية، أثبت حزب الله أن لديه القدرة ليس فقط على تصوير هذه القواعد من الجو، بل أيضًا على استهدافها بالقذائف الصاروخية والطائرات المُسيّرة الانقضاضية”.
وبينما كانت فرق الإطفاء في الدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية تعمل على اخماد الحرائق التي اندلعت فجرا جراء القصف المدفعي الذي استهدف البلدة مجددا، على بلدة مركبا وأطراف هونين، وتسبب بحريق في منزل، القت محلّقة إسرائيلية قنبلة في المحيط ما أدى إلى إصابة أحد أفراد الفريق بجروح طفيفة في كتفه. كما شنت الطائرات الحربية المعادية غارة جوية رابعة استهدفت بلدة كفركلا عند الساعة 3.15 فجراً. وبعد ساعة، جدّدت الطائرات الحربية غاراتها على البلدة للمرة الخامسة. كما أعلن الجيش الإسرائيلي عن استهدافه الليلة الماضية موقعين تابعين لـ”حزب الله” يستخدمهما لمنظومات الدفاع الجويّ في جنتا بالعمق اللبناني وبرعشيت في الجنوب دون تسجيل إصابات.. كذلك، أغارت طائرات اسرائيلية بـ 5 صواريخ على جرود بلدة النبي شيت في بعلبك ولم يفد عن طبيعة الاستهداف وأسفرت عن تسجيل عدد من الاصابات الطفيفة في صفوف المدنيين..
على خط الملف الرئاسي، فغداة اجتماعها بسفراء الخماسي في قصر الصنوبر، اجتمعت لجنة من نواب قوى المعارضة أمس، مع الكتل النيابية في قاعة المكتبة في مجلس النواب، بدءًا من اللقاء الديموقراطي، الاعتدال الوطني، لبنان القوي ونواب التغييريين والمستقلين. والتقى كل من النواب الياس حنكش، غسان حاصباني، فؤاد مخزومي وميشال الدويهي من قوى المعارضة مع كل من نواب اللقاء الدمقراطي هادي أبو الحسن، مروان حمادة، وائل ابو فاعور وبلال عبدالله. وأكدّ النائب وائل ابو فاعور أن “المبادرة إيجابية والمطلوب المزيد من المرونة من كل الأطراف للوصول إلى حلّ، ولكن لم نر افكاراً جديدة ممكن ان تقود إلى انتخاب رئيس للجمهورية ولا يصح أن نقول ان الحوار يثير الهواجس”. وقال النائب بلال عبدالله: “على الجميع التراجع خطوة إلى الوراء للوصول إلى تسوية والجديد في مبادرة المعارضة هو استعدادها للتشاور”. بعدها التقى وفد المعارضة كتلة الاعتدال وحضر النواب سجيع عطية، احمد الخير، نعمة افرام ونبيل بدر. كما التقى نواب المعارضة عددًا من نواب لبنان القويّ ضمّ جورج عطالله، ندى البستاني، والنائب السابق ادي معلوف.
وإذ أشار مصدر نيابي في الثنائي حركة أمل وحزب الله لـ”البناء” بأن مبادرة المعارضة ولدت ميتة، وهي من قبيل المناورة وتهدف لقطع الطريق على الحوار والاستمرار في تعطيل الانتخابات الرئاسية بانتظار الإشارة الخارجية، أبدى التيار الوطني الحر “تجاوبه مع ما تمّ عرضه من اقتراحين من قبل نوّاب المعارضة في سبيل التشاور لانتخاب الرئيس”.
وبعد الاجتماع الدوري للمجلس السياسي للتيار برئاسة النائب جبران باسيل كرّر التيار “بأنه يجب تجاوز بعض الشكليّات اذا ما كانت النتيجة مضمونة بإجراء الانتخاب، اذ انّه يمكن للبعض اعتبار ما تمّ تقديمه من نواب المعارضة من نصٍّ مكتوب للاقتراحين كعرف جديد يتمّ إدخاله على الدستور، فيما نحن لا نعتبره كذلك ما دمنا كلّنا متفقين وملتزمين، كلاماً وكتابةً، على عدم اعتبار أي صيغة تشاور عرفًا دستوريًا جديدًا، بل هي حالة استثنائية تستدعي القيام بمحاولة للتفاهم على الرئيس وإلا انتخابه بالتنافس الديمقراطي”. وناشد التيار “الجانبين المتنازعين على هذه الشكليّات، المعارضة والممانعة، وجوب تخطّيها كما يبدي استعداده لتقديم الحلول المناسبة لها، طالما انّه اصبح متوافقاً عليه ان الأساس هو التشاور في محاولة للتفاهم على رئيس توافقي، وفي حال فشل ذلك، فإن الالتزام من الجميع هو تأمين النصاب اللازم لعقد جلسات ودورات متتالية تضمن انتخاب الرئيس كما هو منصوص عنه في الدستور”.
على صعيد آخر، أجرى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اتصالاً برئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وجرى البحث في العلاقات بين البلدين وبشكل خاص في ملف تزويد لبنان بالنفط العراقي والالتزامات المالية المترتبة عن ذلك. وقد عبّر رئيس وزراء العراق عن دعم بلاده للبنان، واعداً بمعالجة هذه المسألة. كما وجه دعوة لميقاتي لزيارة بغداد وتم الاتفاق على موعد الزيارة بعد انتهاء مراسم عاشوراء.
************************
افتتاحية صحيفة النهار
“تقاطع” متجدّد بين المعارضة والعونيين على التشاور
مع أن اطلاق قوى المعارضة لاقتراحيها الأخيرين في شأن إنهاء الأزمة الرئاسية لم يقترن أساساً بآمال عريضة في أنهما سيحدثان اختراقاً عجزت عنه مبادرات داخلية وخارجية سابقة، بدا أمس أن المخاض الرئاسي أعاد فرز المواقف والاصطفافات وفق مناخ يستعيد نسبياً ذاك الذي أدى الى “تقاطع” المعارضة و”التيار الوطني الحر” على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، ولو بفوارق لا تنطبق على التجربتين.
والواضح من “خريطة” المواقف العلنية أو المضمرة أو المسرّبة أن التحرك الجديد للمعارضة جُبه بردة فعل سلبية حادة من “الثنائي الشيعي” عبّر عنها أمس #رئيس #مجلس النواب #نبيه بري بوصفه تحرك المعارضة واقتراحيها بأنه “نكد سياسي” الأمر الذي يقفل حتى الباب على لقاء لقوى المعارضة مع كتلتي “التنمية والتحرير” و”الوفاء للمقاومة” استكمالاً لما بدأته المعارضة أمس من لقاءات مع #الكتل النيابية والنواب المستقلين. كما أن ردة فعل كتلة “اللقاء الديموقراطي” اتّسمت ببرودة برزت في التعبير المباشر من جانب احد أعضائها بأنهم لم يجدوا جديداً في اقتراحي المعارضة.
يبقى العامل المتحرك الجديد والمتسم بانفتاح لافت هو الذي أعلنه “التيار الوطني الحر” الذي أبدى تجاوبه مع ما عرضته المعارضة ووضع نفسه في وسط الاصطفافات “ناصحاً” المعارضة و”الممانعة” بتخطي الشكليات. ولعل موقف “التيار” يمكن إدراجه في خانة “تقاطع” نصفي مع المعارضة ولكن من دون الذهاب بعيداً في “اغضاب” الثنائي الشيعي باعتبار أن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل يحرص على صيانة العلاقة المرنة الأخيرة التي قادته إلى عين التينة.
وكانت لجنة من نواب قوى المعارضة التقت أمس مع عدد من الكتل النيابية في قاعة المكتبة في مجلس النواب، وشملت اللقاءات “اللقاء الديموقراطي”، كتلة “الاعتدال الوطني”، تكتل “لبنان القوي” والنواب التغييريين والمستقلين. وأكدّ النائب وائل أبو فاعور أن “المبادرة إيجابية والمطلوب المزيد من المرونة من كل الأطراف للوصول إلى حلّ، ولكن لم نرَ افكاراً جديدة ممكن أن تقود إلى انتخاب رئيس للجمهورية ولا يصح أن نقول أن الحوار يثير الهواجس”.
وعقب هذه اللقاءات أعلن المجلس السياسي لـ”التيار الوطني الحر” برئاسة باسيل أنه “في سياق استعداد التيار للقيام بكل ما يلزم لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، يبدي التيار تجاوبه مع ما تمّ عرضه من اقتراحين من قبل نوّاب المعارضة في سبيل التشاور لانتخاب الرئيس. ويكرّر بأنه يجب تجاوز بعض الشكليّات إذا ما كانت النتيجة مضمونة بإجراء الانتخاب، إذ أنّه يمكن للبعض اعتبار ما تمّ تقديمه من نواب المعارضة من نصٍّ مكتوب للاقتراحين كعرفٍ جديد يتمّ ادخاله على الدستور، فيما نحن لا نعتبره كذلك طالما كلّنا متفقون وملتزمون، كلاماً وكتابةً، على عدم اعتبار أي صيغة تشاور عرفًا دستوريًا جديدًا، بل هي حالة استثنائية تستدعي القيام بمحاولة للتفاهم على الرئيس والاّ انتخابه بالتنافس الديموقراطي”. وناشد “الطرفين المتنازعين على هذه الشكليّات، المعارضة والممانعة، وجوب تخطّيها، كما يبدي استعداده لتقديم الحلول المناسبة لها، طالما انّه اصبح متوافقاً عليه أن الاساس هو التشاور في محاولة للتفاهم على رئيس توافقي، وفي حال فشل ذلك، فإن الالتزام من الجميع هو تأمين النصاب اللازم لعقد جلسات ودورات متتالية”.
بين بري وجعجع
وفي المقابل، تؤكد المعطيات المستقاة من قريبين من الرئيس بري أنه يرفض اقتراح المعارضة، وفي اعتقاد بري “أن من يرفض الحوار من المعارضين، (ويقصد “#القوات اللبنانية” أولاً) لا يعملون إلا من أجل النكد السياسي لا أكثر، وأن العدد الأكبر منهم لا يريدون اجراء الانتخابات الرئاسية لجملة من الاعتبارات التي تخص مصالحم ظناً منهم بأنهم قد يعملون على تسييل الأحداث القائمة في أجندتهم في المستقبل وتحقيق جملة من الأهداف”.
ولكن رئيس حزب “القوات” سبق حملة بري ببيان حادّ اعتبر فيه أنه “أخيراً سقط القناع ولو بعد سنتين من مناداة جماعة محور الممانعة بالحوار، ثم الحوار، ثم الحوار، بحجة إنجاز الاستحقاق الرئاسي. وتبيّن أمام أعين اللبنانيين جميعاً كذبهم ورياؤهم. فما إن طرحت المعارضة مجتمعة، اقتراحين جديين لحوار جدي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، علت أصواتهم يمنة ويسرة رافضين ومنددين ومستنكرين، فهل أنتم فعلاً من كنتم لسنتين خلتا تنادون بالحوار؟”.
وأضاف، “بالنسبة إلينا كقوات لبنانية ومعارضة، فقد سقط القناع عن وجوههم منذ زمن بعيد، ولكن هذا القناع بقي في نظر بعض اللبنانيين انطلاقاً من غش جماعة الممانعة وخداعها وريائها، ولكن هذا القناع سقط الآن كلياً. إن من يريد حواراً فعلياً، عليه أن يتلقف اقتراحات المعارضة فوراً ومن دون إبطاء، خصوصاً وأن هذه الاقتراحات حوارية بامتياز ودستورية بامتياز”.
التصعيد ونصرالله
المناخ السياسي الداخلي لم يحجب تصاعد المواجهات على الجبهة الحدودية إذ استمرّ تبادل الغارات والقصف الصاروخيّ بين إسرائيل و”الحزب”.
وبدا لافتاً ما نقلته قناة “العربية” عن مصدر أمني إسرائيلي من أن 3 فرق إضافية من القوات البرية الإسرائيلية جاهزة في القيادة الشمالية، كما أن الأركان العامة الإسرائيلية جاهزة مع الأذرع الجوية والبحرية. وأوضح المصدر الأمني أن الجيش الإسرائيلي جاهز لعملية برية على جهات عدّة، مضيفاً: “إسرائيل رصدت الآلاف من عناصر ميليشيات محسوبة على إيران في أراضي سوريا، ونتوقع أياما قتالية صعبة في جبهتي لبنان وسوريا”.
وكشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس أن نحو 30 إسرائيلياً قتلوا منذ بداية الحرب على غزة جراء عمليات القصف التي ينفذها “الحزب” عبر الحدود. وأوضحت أن 28 إسرائيلياً قتلوا بنيران “الحزب” في الشمال منذ بداية عمليات تبادل القصف، مشيرة إلى أن بينهم 11 مدنيا و17 جندياً.
وفي مكان اخر، كان قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي يؤكد “أننا ندعم جبهات المقاومة، وإذا لزم الأمر سندخل ميادين الحرب”.
وتحدث السيد نصر الله عصراً في احتفال تأبيني للقائد الميداني في الحزب #محمد نعمة ناصر الذي اغتالته إسرائيل الأسبوع الماضي في الجنوب، ولفت إلى أن “اليوم هناك اصوات كثيرة في العالم، خارج الكيان أو داخله، تعرف أن وقف العمليات في شمال الكيان يتطلب وقف العدوان على غزة، في خارج الكيان الجميع يعرف أنه إذا أردتم ايقاف العمليات في الجنوب عليكم وقف العدوان على غزة، وهذا ما باتوا يتكلمون به مع العدو”.
وقال إن “العمليات في الجنوب باتت تحجز أعداداً كبيرة من عناصر جيش العدو المنتشرة من البحر إلى الجليل خوفاً سواء من اقتحام الجليل أو دخول مجموعات صغيرة بين المناطق”. وأكد أن “كل هذه العمليات تزيد من استنزاف العدو وأن من يهددنا باجتياح جنوب الليطاني فلينظر إلى ما يجري في رفح بمساحتها الضيقة حيث فشل في تحقيق نصر” .
كما اعتبر نصرالله أن ابعاد ” الحزب” 8 أو 10 كيلومترات عن الحدود “كما يقول الاحتلال لن يحل مشكلته”. وأعلن أنه “إذا حصل اتفاق على وقف اطلاق النار في غزة ستتوقف جبهتنا بمعزل عن أي اتفاق أو آليات أو مفاوضات”.
ورد على تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي #يوآف غالانت قائلاً “عندما تطل دباباتك على حدودنا تعرف من ينتظرها فرماتنا ماهرون وقبضاتنا كثيرة وصواريخنا أكثر”. كما اعتبر أنه إذا “تمسّك نتنياهو بمواصلة المعركة على الحدود اللبنانية فهو يأخذ كيانه الى الخراب”.
***************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
نصر الله : إذا حصل اتفاق في غزة سنلتزم بوقف النار بمعزل عن المفاوضات
هجمات متبادلة بين إسرائيل و«الحزب» في الجولان
جدّد السيد نصر الله التأكيد على ربط جبهة جنوب لبنان بمصير الهدنة في غزة بمعزل عن المفاوضات في لبنان، محملاً إسرائيل مسؤولية استمرار الحرب على الجنوب. هذا في وقت سجّل فيه عمليات متبادلة بين الحزب وإسرائيل في الجولان بعد اغتيال مُرافق نصر الله السابق يوم الثلاثاء.
وقال نصر الله، الأربعاء، في احتفال تأبيني للقيادي نعمة ناصر الذي اغتالته إسرائيل في 3 يونيو (حزيران) الحالي: «إذا حصل اتفاق على وقف إطلاق النار في غزة، فجبهتنا ملتزمة بإيقاف إطلاق النار بمعزل عن أي اتفاق أو آليات أو مفاوضات لأننا جبهة إسناد»، مؤكداً: «إذا تمسك نتنياهو (رئيس حكومة إسرائيل) بمواصلة المعركة على الحدود اللبنانية فهو يأخذ إسرائيل إلى الخراب».
وبينما اعتبر أن «أحد أهم المكاسب اللبنانية من صمود المقاومة الفلسطينية هو أنه لو حقق العدو نصراً سريعاً في غزة لكان لبنان أول المُهدَدين»، وقال: «العدو تحدث في البداية عن إبعاد (الحزب) عن الحدود 3 كيلومترات فكشفنا عن سلاح (كورنت) بمدى 8 كيلومترات، فصار العدو يريد إبعادنا 8 كيلومترات، فكشفنا عن صاروخ (ألماس) بمدى 10 كيلومترات، فصار يريد إبعادنا 10 كيلومترات عن الحدود». وأتى موقف نصر الله بعد ساعات على قول نائبه نعيم قاسم قد قال: «إذا توقف إطلاق النار في غزة سنوقفه في لبنان وإن أكملوا سنكمل».
في المقابل، اعتبر الوزير المستقيل من مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، أن الوقت قد حان لتحديد الأهداف العسكرية والبنية التحتية في لبنان والتي يعدّ «الحزب» جزءاً منها، مشدداً على «ضرورة مطالبة الدولة اللبنانية بتحمل المسؤولية».
ردود متبادلة في الجولان
ميدانياً، تواصلت المواجهات بين الطرفين، عبر الردود المتبادلة إثر اغتيال مسؤول في «الحزب» على طريق دمشق – بيروت، كان مرافقاً لنصر الله، الثلاثاء؛ ما استدعى رداً من الحزب، معلناً أنه «قصف على دفعات مقر قيادة فرقة الجولان 210 في قاعدة نفح بعشرات صواريخ الكاتيوشا رداً على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو على طريق دمشق – بيروت»؛ وهو ما أدى إلى مقتل إسرائيليين اثنين في الجولان.
وردّ الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، على مقتل الشخصين بقصفه أهدافاً سورية. وقال في بيان له: «إن الدبابات والمدفعية الإسرائيلية قصفت أهدافاً للجيش السوري انتهكت اتفاق نزع السلاح الموقّع عام 1974 في منطقة هضبة الجولان»، مضيفاً: «بعد يوم من مقتل زوجين إسرائيليين بصاروخ أطلقته جماعة (الحزب) اللبنانية على الجولان يرى جيش الدفاع الإسرائيلي الجيش السوري مسؤولاً عن أي شيء يحدث على أراضيه، ولن يسمح بمحاولات انتهاك اتفاق نزع السلاح».
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الثلاثاء، عن مقتل اثنين إثر إطلاق «الحزب» عشرات الصواريخ على هضبة الجولان رداً على مقتل حارس شخصي سابق لأمينها العام نصر الله في غارة جوية إسرائيلية. وقال: «إن صاروخاً ضرب سيارة في الجولان؛ مما أسفر على الفور عن مقتل رجل وامرأة». وكانت خدمة الإسعاف الإسرائيلية قالت في بادئ الأمر في بيان إن الأطقم الطبية أبلغت أن شخصين «في حالة حرجة» بعد أن دوّت صفارات إنذار في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.
واستكملت الردود والردود المتبادلة، بحيث ردّ «الحزب» الأربعاء باستهدافه مرابض إسرائيلية في الجولان، رداً على القصف على البقاع. وبعدما اعتاد «الحزب» أن يرد على قصف البقاع باستهداف الجولان، قال في بيان له، الأربعاء، إنه «رداً على الاعتداء الذي طال منطقة البقاع ليلا، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية مرابض مدفعية العدو الإسرائيلي في الزاعورة في الجولان السوري المحتل بعشرات صواريخ الكاتيوشا».
وكانت «الوكالة الوطنية للإعلام» أفادت، بأن الطيران الإسرائيلي، شنّ عند منتصف الليل غارة على أطراف بلدة جنتا البقاعية على مرتفعات السلسلة الشرقية، مستهدفاً المنطقة بثلاثة صواريخ جو – أرض، ولم تقع إصابات، كما شنّت غارة مستهدفة سيارة على طريق بلدتي حداثا – رشاف في قضاء بنت جبيل، وقد نجا سائق السيارة، بعد إخفاق الصاروخ في إصابتها، بحسب «الوطنية».
«الحزب»: مسيّرات الحزب الانقضاضية كسرت شوكة تل أبيب
من جهة أخرى، اعتبر «الحزب» على لسان عضو المجلس المركزي في الحزب، نبيل قاووق، أن «مسيّرات الحزب الانقضاضية كسرت شوكة العدو الإسرائيلي، وباتت عنوان انكسار التفوق الإسرائيلي».
وتحدث عن استهداف الحزب مركز الاستطلاع في جبل حرمون في الجولان، لافتاً إلى أن «عدداً من هذه المسيّرات انقض بالأمس على أهم وأعلى مرصد استراتيجي، وأكثره تحصيناً على امتداد الكيان، وكان هذا المرصد هدفاً سهلاً لتلك المسيّرات، وشاهد العالم أن إسرائيل عاجزة عن حماية أهم مراصدها، فكيف تحمي ما هو أقل حماية؟!».
وكان الحزب أعلن الأحد، استهداف مركز استطلاع «بأسراب متتالية من المسيّرات الانقضاضية على مركز الاستطلاع الفني والإلكتروني بعيد المدى على الاتجاه الشرقي (مرصد التزلج الشرقي) في جبل حرمون في الجولان السوري المحتل»، واصفاً إياها بأنها «أكبر عملية للقوات الجوية بالحزب» منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وذلك «رداً على الاعتداء والاغتيال اللذين نفذهما العدو الإسرائيلي السبت في منطقة البقاع» بشرق لبنان.
ومرصد جبل حرمون (معروف باسم مرصد جبل الشيخ)، الذي سيطر عليه الجيش السوري في «حرب تشرين» (أكتوبر) 1973 واستعادته إسرائيل في وقت لاحق، هو أعلى قمم جنوب سوريا، علماً أن إسرائيل «تمتلك منشآت مراقبة وتجسس ودفاع جوي رئيسية على جبل الشيخ»، بحسب وكالة «رويترز».
*********************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الطروحات الخلافية لتسخين السجال وشَل المجلس… نصرالله: جاهزون للأسوأ
لا حدّ مرسوماً لدوران عقارب الساعة الرئاسية، حتى الآن قطعت مسافة عشرين شهرا من الفراغ في رئاسة الجمهورية، وها هي توشِك أن تتجاوز نصف مسافة الشهر الحادي والعشرين، تدور وتدور على حريّتها، بلا لجام او زمام، وتُراكم ايّاماً ميّتة في عداد التعطيل، مستمدة قوّتها وحيويتها من حلبة خاوية من السياسة، وطافحة بمجموعة عقارب سياسية تلسع كل جهد او مبادرة او محاولة او وساطة تسعى الى رسم خط النهاية لهذا الدوران العبثي، وقرع جرس الانتخاب.
عقارب الساعة مستمرة في دورانها في حلقة التعطيل، وليس من يوقفها؛ تجاوزت حتى الآن سنتين وشهرين من عمر المجلس النيابي، وكلّ يوم إضافي يموت يعزّز اكثر فأكثر المقولة التي تردّدت وما زالت تتردد بأنّ هذا المجلس بخريطته السياسية الأكثر صدامية والأقلّ انتاجية من بين كلّ المجالس النيابية السابقة له، ليس مقدّراً له أن يحظى بشرف انتخاب رئيس للجمهورية.
واذا كانت أشهر التعطيل الـ21 قد أكدت بما لا يقبل أدنى شك استحالة استخراج الترياق الرئاسي من سمّ العقارب السياسية، إلا أنّ مفعول هذا السمّ ليس دائماً بل هو مؤقت مهما طال أمده. وبالتالي، فإنّ الرهان يبقى على الزمن لينطق بكلمته السحرية أمام مغارة التعطيل؛ إما في لحظة استفاقة مفاجئة للنائمين على حرير التعطيل تفتح الباب الرئاسي، وإما في لحظة تفرضها ظروف يصبح فيها طابخ السمّ آكله، ولا تنفع فيها لا عراضات ولا مزايدات ولا شعبويات ولا استعراضات ولا اصطفافات ولا خداع الناس بعناوين وشعارات فارغة.
ملهاة
والى أن تحين تلك اللحظة، تتوالى فصول الملهاة على المسرح الرئاسي، ووقت اضافي يهدر بتكرار اسطوانة مهترئة بمفرداتها وعناوينها وشعاراتها الفارغة، مَلّ اللبنانيون سماعها، بل لا تعدو اكثر من محاولة تذكيرية بوجود مكرّرها لا اكثر ولا أقل.
اللجنة الخماسية، وكما يؤكّد كل العاملين على خطّ المبادرات والوساطات، أزاحَت الحمل عن كاهلها، وما يسمّى مسعاها اصطدم بعائق اساسي تجلّى في الخلافات العميقة في وجهات النظر بين اطرافها ومفاضلات متناقضة لبعض اسماء المرشحين، وفيتوات معلنة وغير معلنة على بعض الاسماء. ما جَعلها عاجزة عن تسويق مهمتها بين التناقضات السياسية.
وعلى ما هو مؤكد للمراجع المسؤولة فإنّ اللجنة الخماسية انكفأت بشكل نهائي الى خلف المشهد الرئاسي بعد اجتماعها الأخير في السفارة الاميركية منتصف ايار الماضي، وخَلصت فيه إلى بيان ختامي ألقت فيه مسؤولية اتمام الاستحقاق الرئاسي على اللبنانيين. ومنذ ذلك الحين صار الشغل بالمفرّق يُعبَّر عنه في مقاربات خجولة لهذا الملف من قبل بعض اطرافها. حتى أن هذه المقاربات قد تدخل في استراحة لبعض الوقت، خصوصاً أنّ لا شيء لا آنياً ولا لاحقاً في يد الخماسية لتقدّمه، وأجندتها للمرحلة المقبلة تلحظ سفرات واجازات صيفية خاصة لبعض سفرائها في بلدانهم.
تسخين السجال
وإذا كانت كلّ الحراكات الداخلية بدءاً بما سُمّيت مبادرة الاعتدال، ثم مبادرة اللقاء الديموقراطي، ثم مبادرة التيار الوطني الحر، ثم ما سُمّيت بخريطة المعارضة بالامس، قد انتهت الى مصير واحد هو الفشل في إحراز اي تقدم يذكر على الخط الرئاسي، الا انّ الفارق بينها، على ما يقول مسؤول كبير لـ«الجمهورية»، هو ان الحراكات السابقة رغم انها فشلت الا انها طرحت بسلاسة وانتهت بسلاسة، خلافاً لـ»خريطة المعارضة» التي قدمت في اليومين الماضيين، ولم يتأخر الوقت حتى واكَبها خطاب ساخن واتهامات لفريق الممانعة تصدرها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.
وبحسب المسؤول عينه انّ ما سمّيت «خريطة المعارضة» لم تكن اكثر من محاولة للتذاكي على القوى السياسية لتسويق طرح «القوات اللبنانية» التي تُدرك قبل غيرها انه طرح خلافي مع سائر القوى السياسية. وبالتالي، فإنّ القصد من طرح هذه الخريطة الخلافية، ليس فتح المعبر الرئاسي، بل إبقاء السجال حول الملف الرئاسي ساخناً ومعلقاً على خطّ التوتر العالي، كغطاء واضح للهروب من التوافق الذي لا مفر منه في نهاية المطاف لإتمام الاستحقاق الرئاسي».
عُرف جديد: شلّ المجلس
وربطاً بطرح «القوات» المسمّى «خريطة المعارضة»، لاحظت مصادر مجلسية مسؤولة انه اذا كانت هذه الخريطة قد لحظت اعتراضا واضحا على فرض اعراف جديدة مثل الحوار او التشاور السابق للانتخابات الرئاسية على نحو ما يدعو إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، الا انها في جوهرها تقود الى فَرض عرف جديد غير مألوف في الانتخابات الرئاسية السابقة، أي عقد جلسة انتخاب مفتوحة الى حين انتخاب رئيس الجمهورية. ولنسلّم معهم بإجراء مشاورات مفتوحة على هامش الجلسة، فهذه المشاورات يمكن ان تصل الى توافق سريعاً، ويمكن ايضا الّا تصل الى توافق لا في يوم ولا في اسبوع ولا في شهر وربما اكثر من ذلك، ونتيجة كلّ ذلك هي شلّ المجلس النيابي وتعطيل دوره التشريعي، خصوصاً ان المجلس الملتئم لانتخاب رئيس الجمهورية، وفقاً للمادة 75 من الدستور، يفقد صفته التسريعية ويصبح هيئة ناخبة «يترتب عليها انتخاب الرئيس من دون مناقشة او اي عمل آخر».
لا جديد فيها
وكانت مجموعة نواب المعارضة قد أجرت سلسلة لقاءات في مجلس النواب مع عدد من الكتل النيابية ونواب مستقلين وتغييريين، وكان اللافت في غضون تلك اللقاءات التقييم الذي قدمه عضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل ابو فاعور لـ«خريطة المعارضة»، حيث قال بعد لقاء نواب المعارضة وفدَ نواب اللقاء الديموقراطي في المجلس أمس: «إستمعنا إلى الطرح الجديد الذي يحملونه. الأمر الإيجابي أن هناك تحركا داخليا، ولكن في ما يتعلق بالطرح فللأسف لم نر أن هناك عناصر وأفكاراً سياسية جديدة ممكن أن تقود الاستحقاق السياسي قُدماً».
وقال: «لنعد إلى تاريخنا اللبناني القريب ولنر كم من المرات عقدت جلسات حوار وأدّت إلى نتائج إيجابية. لا يصحّ أن نقول اليوم إنّ الحوار يثير الكثير من الهواجس بينما شاركنا في حوارات سابقة، ولم نسجّل أي سوابق ولم نُمأسِس هذا الحوار ولم نخلق سوابق دستورية أو مؤسسات جديدة تنازع المؤسسات الدستورية، لذلك موقفنا كلقاء ديمقراطي أننا نرى في الحوار معبرا جيدا يجب أن يقتنع فيه الجميع للوصول إلى تفاهم حول انتخاب رئيس، لأنّ توازنات المجلس هي هكذا وتوازنات الوطن هي هكذا، ويجب عدم استسهال استمرار الفراغ الدستوري في رئاسة الجمهورية وتأثيراته السلبية على حاضر لبنان ومستقبله.
التيار يتجاوَب
واعلن التيار الوطني الحر تجاوبه مع اقتراحي نوّاب المعارضة في سبيل التشاور لانتخاب الرئيس. وقال: يمكن للبعض اعتبار ما تمّ تقديمه من نواب المعارضة من نصٍّ مكتوب للاقتراحين كعُرف جديد يتمّ ادخاله على الدستور، فيما نحن لا نعتبره كذلك طالما كلّنا متفقون وملتزمون، كلاماً وكتابةً، على عدم اعتبار اي صيغة تشاور عرفًا دستوريًا جديدًا، بل هي حالة استثنائية تستدعي القيام بمحاولة للتفاهم على الرئيس والاّ انتخابه بالتنافس الديمقراطي».
وناشَد التيار «الجانبين المتنازعين على هذه الشكليّات، المعارضة والممانعة، وجوب تَخطّيها كما يبدي استعداده لتقديم الحلول المناسبة لها، طالما انّه اصبح متوافقاً عليه ان الاساس هو التشاور في محاولة للتفاهم على رئيس توافقي، وفي حال فشل ذلك، فإنّ الالتزام من الجميع هو تأمين النصاب اللازم لعقد جلسات ودورات متتالية تضمن انتخاب الرئيس كما هو منصوص عنه في الدستور».
ترقّب المفاوضات
امّا على المقلب الجنوبي، فالوضع على حاله من الغليان على امتداد المنطقة الحدودية، فيما توجّهت الانظار امس الى الدوحة رصداً للمفاوضات الرامية الى إنضاج صفقة لإنهاء الحرب بين اسرائيل وحركة «ح»، تتمدّد تلقائياً الى جبهة لبنان.
وعلى ما يُجمع كل المراقبين فإنّ مفاوضات الصفقة باتت في مرحلة الحسم، والساعات القليلة المقبلة كفيلة بأن تحدّد المسار إمّا في اتجاه توسيع مساحة الامل في انتهاء الحرب الممتدة من غزة الى جنوب لبنان، او في اتجاه توسيع مساحة القلق من انفجار واسع يُدخل المنطقة برمّتها في أتون حرب لا احد يعرف كيف تبدأ ولا كيف ستنتهي واي تداعيات او متغيرات او تحولات ستنتج عنها.
وحتى ساعات ما قبل انعقاد المفاوضات، كان الغموض مُتسيّداً كل تقديرات المعلّقين والمحللين، خصوصا انها تقاطعت على إثارة شكوك في جديّة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في بلوغ هذه الصفقة. الا انها برغم ذلك، وكذلك برغم تصعيد التهديدات من مستويات اسرائيلية مختلفة، لا تلغي احتمال بلوغ ايجابيات تؤسس لاتفاق خلال الايام القليلة المقبلة.
الى ذلك، وفيما ركّز الاعلام الاسرائيلي على اهمية الصفقة، مشدداً على العمل لإنجاز صفقة تبادل للاسرى ووقف اطلاق النار، مُنبّهاً الى ان الصفقة امر سيئ لكن البديل اسوأ بكثير»، قال زعيم المعارضة الاسرائيلية انه لا يمكن استمرار الحرب إلى الأبد ولا يمكن تجنيد الاحتياط طويلاً واقتصادنا لا يتحمّل. ونقلت صحيفة معاريف عنه قوله: أعتقد أن «حركة ح» اتخذت خطوات لجعل صفقة إعادة المختطفين ممكنة.
نصرالله: وقف العدوان
الى ذلك، اعلن السيد نصرالله أن «”حركة ح” تفاوِض عن نفسها وعن كل محور المقاومة، وما توافق عليه نقبل به جميعاً». ولفت الى ان «الاطراف الدولية تدرك أن وقف إطلاق النار في شمالي إسرائيل مرتبط بوقف العدوان على غزة».
واكد نصرالله في كلمة له في الاحتفال التأبيني الذي أقامه «الحزب» للقيادي محمد نعمة ناصر «الحاج أبو نعمة» في مجمع الإمام المجتبى في الضاحية الجنوبية أمس «ان العدو سيضطر الى وقف الحرب».
واشار الى أن مساحة رفح 64 كلم2 والمدينة الادارية 27 كلم2. وفي هذه المساحة الضيقة هناك عدة فرق اسرائيلية متمركزة وكانوا قد أعلنوا عن 3 اسابيع للحسم، اليوم لقد مر شهران و4 ايام من دون حسم، ومَن يهددنا باجتياح جنوب الليطاني فلينظر إلى ما يجري في رفح حيث فشل في تحقيق نصر».
واكد أن «إبعاد الحزب 8 أو 10 كيلومترات عن الحدود كما يقول العدو لن يحلّ مشكلته»، وتوجّهَ الى الجيش الاسرائيلي بالقول: «عندما تطلّ دباباتك تعرف من ينتظرها.. رُماتنا ماهرون». وقال: «اذا حصل وقف لإطلاق نار في غزة سنوقف اطلاق النار في الجنوب من دون اي مفاوضات، ولكن اذا اعتدى علينا الاسرائيلي فنحن جاهزون للرد، ويجب ان نبقى حذرين والبناء على أسوأ الاحتمالات، ونحن نستعد بشكل دائم، واذا اراد نتنياهو الاستمرار بالمعركة فإنه سيأخذ كيانه الى الخراب».
الوضع الميداني
ميدانياً، الاعتداءات الاسرائيلية على وتيرتها العالية، وترجمت بغارات جوية عنيفة وقصف مدفعي وفوسفوري على العديد من البلدات، ولقد ترافقَ ذلك مع تحليق مكثف للطيران الحربي الذي وصل في طلعاته الى اجواء العاصمة بيروت وخرق جدار الصوت.
وشملت الغارت الجوية بلدة الطيبة على أربع دفعات متتالية، ومنزلاً في ساحة بلدة طير حرفا. وطال القصف المدفعي والفوسفوري احراج الهبارية ما أدى الى اندلاع حرائق.
في المقابل اعلن «الحزب» ان المقاومة الاسلامية استهدفت امس مرابض مدفعية العدو في الزاعورة في الجولان السوري المحتل.
اسرائيل تتوعّد
الى ذلك، دعا وزير المالية الاسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الى «ضرب «الحزب ولبنان بلا رحمة»، فيما نقلت شبكة «سي ان ان» عن رئيس المجلس الإقليمي للجولان أوري كالنر قوله: «لقد فقدنا أرواح سكان من مجتمع الجولان، لذلك ندعو حكومة إسرائيل والجيش الإسرائيلي إلى حماية سكان الجولان، ووقف سياسة ضبط النفس، ومهاجمة أعدائنا بالقوة، واستعادة الأمن لسكان الشمال والجولان. يجب ان ينتقل الهجوم إلى الجانب الآخر من الحدود، إلى أراضي العدو».
الا انّ معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيليّ «INSS» نشر تقريراً عن الأضرار المحتملة للجبهة الداخلية في حالة اندلاع حرب واسعة النطاق مع «الحزب». وقال التقرير: من المرجّح أن تكون الحرب التي تهدف إلى إزالة تهديد «الحزب» طويلة، ولها عواقب وخيمة على سكان إسرائيل والبنية التحتية الحيوية». مشيراً الى أنّ لدى الحزب القدرات العسكرية اللازمة لشن حرب طويلة الأمد للغاية، وربما تستمر لعدة أشهر، وتسبّب أضراراً جسيمة لإسرائيل».
واشار التقرير الى انه في أي قرار يتخذ في إسرائيل بشأن توسيع نطاق الحرب في الشمال، ينبغي إيلاء اعتبار جدي للمناخ العام الحالي في إسرائيل، والنقاش العام والسياسي العام، بما في ذلك حول مستقبل الحرب في غزة، والتراجع الواضح في قدرة إسرائيل على الصمود. ومن الضروري مراعاة الرأي العام الإسرائيلي ومستوى موافقة الجمهور على هذه الحرب وأهدافها. ما دامت الحرب في غزة مستمرة، يجب على إسرائيل تجنّب الانجرار إلى حرب متعددة الجبهات وشديدة ويجب أن تنظر بعناية في التوقيت المناسب لمثل هذا الاحتمال الخطير. بطبيعة الحال، إذا بدأ «الحزب» تصعيداً كبيراً أو تَسبّب فيه بوضوح، فيجب على إسرائيل الرد بطريقة محسوبة ومتناسبة»، واذا اندلعت حرب شاملة مع «الحزب»، فيجب على إسرائيل أن تسعى جاهدة لتشكيل هذه الحرب لتكون قصيرة المدّة ومحصورة إقليمياً قدر الإمكان، بهدف إلحاق أقل قدر ممكن من الأضرار المادية والمعنوية بالجبهة الداخلية الإسرائيلية».
الى ذلك، اشار الاعلام الاسرائيلي الى أنّ «الحزب» هو من يضع قواعد اللعبة في الشمال، ويحتجز منطقة كاملة من الأرض كرهينة، ومن أجل استعادة صورة إسرائيل، خاصة في نظر الجمهور الإسرائيلي داخلياً، ينفذ الجيش الإسرائيلي اغتيالات ضد أشخاص في «الحزب» أو «حركة ح» والذين يحلّ مكانهم أشخاص بشكل أسرع من استبدال مخزن السلاح. وفي النهاية، إسرائيل تتعثر وتتعثر وتتعثر من دون استراتيجية، والحكومة لا تقدم حلاً حقيقياً وطويل الأمد، وفي هذه الفوضى، من يدفع الثمن هم الجنود الذين يسقطون».
************************
افتتاحية صحيفة اللواء
جبهة الجنوب تنتظر «هدنة غزَّة»… وعقبات تواجه حراك المعارضة الرئاسي
قلق مصري من العدوان الإسرائيلي على لبنان.. ونصر الله: نقبل ما تقبله «حركة ح»
لم تحجب الضربات المتبادلة والمتسارعة بين اسرائيل والحزب على ارض الميدان الممتد من الناقورة في الجنوب الى داخل الحدود السورية، ومن ضمنها الجولان السوري المحتل، رصد حركة المفاوضات الجارية حول «صفقة تبادل» الاسرى، ووقف النار في قطاع غزة، على الرغم من اشتداد أوار المواجهات هناك بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية مما يستدعي تهدئة على الساحة الجنوبية كساحة اسناد للفلسطينيين في معركة «طوفان الاقصى».
بالموازاة، وفي حين انشغلت السراي بالبحث في مشروع موازنة العام 2025، والموضوع الذي فرض نفسه، والمتعلق بسلسلة جديدة للرتب والرواتب في القطاع العام، كانت الحركة النيابية في ضوء مبادرة نواب المعارضة لجلسات تشاور وانتخاب لإنهاء الفراغ الرئاسي.
على ان الملاحظ، ان المبادرة الحالية تلقت في اليوم الاول للاتصالات سلسلة لكمات، خففت من قدرتها على إحداث خرق في الجدار الرئاسي المسدود.
وابرز المواقف، غير الايجابية ما اعلنه عضو اللقاء الديمقراطي وائل ابو فاعور بعد لقاء وفد من المعارضة مع اللقاء الديمقراطي من ان: ما طرح اليوم لا يقود الى انجاز الاستحقاق الرئاسي.
وصرح عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم، ان ما طرح من افكار تأخذنا للخوار لا للحوار، لان عناوينها خارج الاصول، وبعضها بدع تتجاوز القانون والدستور.
وكان نواب المعارضة افتتحوا لقاءاتهم في مكتبة مجلس النواب، بدءاً من قبل ظهر امس، فالتقوا نواب اللقاء الديمقراطي والاعتدال الوطني، ولبنان القوي، ونواب التغييريين والمستقلين.
وكشف النائب نعمة افرام عضو اللقاء النيابي المستقل، انه لمس تأكيد اقدام موقع رئيس مجلس النواب ودوره في انتخاب رئيس.
جعجع لزيادة الضغط
ورأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان من يريد حواراً فعلياً، عليه ان يتلقف اقتراحات المعارضة فوراً ومن دون ابطاء، خصوصاً ان هذه الاقتراحات حوارية ودستورية.
اضاف جعجع: ان ما أرادوه من خلال الحوار الذي يدعون إليه والصيغة التي يطرحونها هو أمران:
اولا، وضع يد رئاسة مجلس النواب على انتخابات رئاسة الجمهورية، وهذا امر مرفوض قطعا وكليا.
ثانيا، إيجاد غطاء سياسي أشمل لتعطيلهم الانتخابات الرئاسية. ودعا لزيادة الضغط لعقد جلسة بدورات متتالية، تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية.
قلق مصري – أردني
وفي اطار المتابعة العربية للوضع في الجنوب، اعرب وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي من القاهرة بعد لقاء نظيره الاردني ايمن الصفدي عن قلقه من التصعيد في الجنوب، متهماً الجانب الاسرائيلي بالقيام به على الجبهة الشمالية والعدوان على لبنان، مؤكداً ان مصر تدعم بشكل واضح ومطلق امن واستقرار لبنان وضرورة صون سيادته خاصة في ظل التحديات التي تواجه الشعب اللبناني.
واشار الى ان جذور التصعيد هي العدوان الاسرائيلي على غزة، وبالتالي فإن عودة الهدوء الى المنطقة، سواء البحر الاحمر او لبنان لن يتحقق سوى بايقاف اسرائيل لعدوانها على غزة.
نصر الله: “حركة ح” تفاوض عن المحور
وفي السياق عينه، كشف السيد نصر الله ما سبق وذكرته «اللواء» في اعدادها خلال الايام الماضية من ان ما تقبل به «حركة ح» يقبل به الحزب، وسائر جبهات المساندة.
وقال: وقف اطلاق النار في غزة سيؤدي الى وقف اطلاق النار في الجبهة الجنوبية، مشدداً على ان ما جرى في غزة أدّب الجيش الاسرائيلي.
وقال في كلمة له خلال احتفال تأبيني للشهيد محمد نعمة ناصر، موجهاً كلامه للجيش الاسرائيلي : «إن إبعاد الحزب لمسافة 8 او 10 كيلومترات لن يحل مشكلتك، وعندما تطل دباباتك تعرف من ينتظرها، رماتنا ماهرون».
وفي الاطر عينه، اعلن قائد الحرس الثوري الاسلامي اللواء حسين سلامي ان ايران تدعم جبهات المقاومة كلها، وانها ستدخل ميادين الحرب بقوتها اذا لزم الامر.
عون في الديمان
في اليوميات المحلية، حضر في الديمان موضوع الخلاف حول امتحانات المدرسة الحربية بين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وقائد الجيش العماد جوزاف عون، في لقاء جمعهما في الديمان، التي وصلها عون على متن مروحية تابعة للجيش.
لا جلسة لجمعية المصارف
مصرفياً، لم تلتئم الجمعية العمومية غير العادية لجمعية مصارف لبنان التي كانت مقرّرة في الثانية عشرة والنصف بعد ظهر اليوم، وذلك لعدم اكتمال النصاب. وقال مصدر أن مجلس إدارة الجمعية الحالي لم تنتهِ ولايته بعد، وبالتالي سيستمر في ممارسة مهامه في انتظار تحديد موعد آخر للجمعية العمومية الاستثنائية. يُذكَر أن الجمعية العمومية التي كانت مقرّرة، أدرجت على جدول أعمالها بنداً وحيداً هو تعديل المادة 13 من النظام الأساسي للجمعية، بما يسمح بالتجديد لمجلس الإدارة الحالي للجمعية لسنتين إضافيتين.
الكهرباء
وفي اطار متابعة خطة الكهربا، اجرى الرئيس ميقاتي اتصالاً مع نظيره العراقي محمد شياع السوداني، وجرى البحث بتزويد لبنان بالنفط العراقي والالتزامات المالية المترتبة على ذلك.
ودعا السوداني ميقاتي لزيارة العراق، بعد انتهاء مراسم عاشوراء.
الوضع الميداني
وشن الطيران المعادي غارتين بعد ظهر امس على بلدة الطيبة كما نفذ غارة على بلدة عيتا الشعب.
وطالت اعتداءات العدو بلدة جنتا البقاعية.
واستهدف الاحتلال المناطق الحرجية عند اطراف عدد من القرى والبلدات الجنوبية، في راشيا الفخار وكفر حمام والهبارية، مما تسبب باندلاع حرائق سعت فرق الاطفاء لاخمادها.
واعلن الحزب امس عن عملية استهدفت مرابض مدفعية العدو الاسرائيلي في الزعورة بالجولان السوري بعشرات صواريخ الكاتيوشا.
كما استهدف الحزب مباني يتموضع فيها جنود العدو في مستعمرة شتولا، رداً على استهداف القرى الجنوبية (بلدتي طيرحرفا والطيبة).
وتحدثت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن انفجار مسيرات الحزب على هضبة الجولان، واصابة امرأة بجروح.
*********************
افتتاحية صحيفة الديار
نصرالله يؤيد «حركة ح» في قراراتها ويوكلها التفاوض باسم «المحور»
بري والاشتراكي نعيا تحرك المعارضة وشرف الدين يدعو لمحاكمة ميقاتي ومولوي – رضوان الذيب
حدد السيد نصرالله معالم المرحلة المقبلة موجها الرسائل المختلفة الى الاسرائيليين مؤكدا جهوزية المقاومة لاسوأ الاحتمالات وان كنا نتطلع الى عكس ذلك، لكن اذا قرر الاسرائيلي الاعتداء على جنوب لبنان بعد وقف النار في غزة سندافع عن لبنان ولن نتسامح مع الاحتلال. وخاطب نصرالله وزير حرب العدو قائلا: دباباتك على حدودنا تعلم ما ينتظرها، رماتنا ماهرون وقبضاتنا كثيرة وصواريخنا اكثر، والمقاومة لاتخشى الحرب ولا تهابها.
وتابع: اذا حصل اتفاق على وقف لاطلاق النار جبهتنا ستتوقف بلا نقاش، واذا فشلت نتحدث لاحقا، لكننا نقول للاحتلال، المقاومة جاهزة ومستعدة وقوية والدليل هو ردود فعلها على الاغتيالات.
ورد على تهديدات الاسرائيليين بالقول: الدبابة الاسرائيلية في رفح فشلت في تحقيق تقدم على مساحة ضيقة فهل يجوز التهديد بها لاجتياح جنوب لبنان؟ وقال ،ابعاد الحزب، ٨ او ١٠ كيلومترات عن الحدود كما يدعي الاحتلال لن يحل مشكلته.
وقال: ما جرى في غزة ادب الاسرائيلي، وصمودها حمى كل الجبهات من اي هجوم اسرائيلي، وصمود غزة خفض سقف الاهداف الاسرائيلية المعلنة تجاه الجبهات الاخرى ولا سيما لبنان، ولذلك فان الاسرائيلي لم يعد يهدد بالقضاء على المقاومة في لبنان والحرب الشاملة عليه، ولم يعد يهدد ايضا بالقضاء على الحزب بسبب ما حدث له في غزة حيث لم يستطع القضاء على “حركة ح”.
وعن المفاوضات الجارية في الدوحة قال: لم نطلب ان تنسق معنا “حركة ح” بشان المفاوضات ونؤيدها بكل قراراتها ومعها الى اخر الخط.
وتابع: يجب ان نسجل لقيادة المقاومة هذا العزم والثبات في ملف المفاوضات ونحن نعلم حجم الضغوط من الاحتلال والصديق، واشار الى ان “حركة ح” تفاوض باسمها واسم فصائل المقاومة وكل محور المقاومة وما ترضى به “حركة ح” نرضى به جميعا، وتابع: ننتظر نتيجة المفاوضات، والعالم كله سلم ان اسرائيل غير قادرة على الحسم العسكري ويجب وقف اطلاق النار.
واشار الى فشل الحرب الاسرائيلية في الشهر العاشر حيث لم يحقق جيش الاحتلال اي من اهداف العملية.
واضاف: نتنياهو رفض وقف العمليات العسكرية قبل الهجوم على رفح بحجة اجبار المقاومة على الهزيمة، لكنه لم يحقق اي نصر، ومن يهددنا باجتياح جنوب الليطاني فلينظر الى ما يجري في رفح بمساحتها الضيقة.
المفاوضات في الدوحة
رغم الاجواء التفاؤلية التي يشيعها البعض عن محادثات الدوحة واستئنافها وتضييق فجوة الخلافات واطلاق الرهائن واعلان وقف لاطلاق النار، لكنه لا يمكن الرهان على نجاح الاتصالات المعقدة في ظل سياسات نتنياهو المراوغة وتنصله من مواقفه، لذلك ستبقى الكلمة للميدان حتى اشعار اخر، ونتنياهو غير جاهز لوقف اطلاق النار خلافا لكل التسريبات التي سادت خلال اليومين الماضيين قبل الحصول على صورة النصر التي يفتش عنها منذ ٧ تشرين الاول ولم يحصل عليها والا مصيره الموت او الاعتقال، هذه المعادلة الجديدة بعد طوفان الاقصى تفرض نفسها على مجرى الصراع في غزة وبالتالي فان نتنياهو متمسك باستمرار الحرب « يا قاتل يا مقتول « رغم تاكيده خلال لقائه مع المبعوث الاميركي الخاص للشرق الاوسط التزامه باتفاق وقف النار المحتمل شرط الحفاظ على الخطوط الحمراء الاسرائيلية، هذه المعادلة الاسرائيلية التي يقودها نتنياهو تعرفها قيادات “حركة ح” وتحديدا القيادي خليل الحية المفاوض باسم الحركة في القاهرة الذي لمس مدى الارباك الاسرائيلي نتيجة عدم القدرة على الحسم السريع في الميدان بعد ٩ اشهر وتاثير ذلك على الاوضاع الداخلية للكيان ودور اسرائيل المحوري في الشرق الاوسط، وهناك من بدا يطرح ويسرب في الدوائر الغربية الى نهاية هذا الدور لصالح المشروع الأميركي البريطاني الفرنسي الألماني الجديد باقامة «كردستان الكبرى» بين سوريا والعراق وتركيا وايران، وتضم ٤٠ مليون كردي وكل خيرات المنطقة، وتكون قادرة على حماية المصالح الاميركية والوقوف بوجه محور المقاومة وروسيا، هذا المشروع الأميركي عرض على العديد من المسؤولين العرب، وشكل السبب الأساسي والمركزي للتقارب السوري التركي العراقي الإيراني، وستشهد العلاقات السورية التركية خطوات وفاقية بشكل متسارع خلال الاسابيع القادمة، هذه التحولات الكبرى فرضها طوفان الاقصى، وما بعد ٧ تشرين الاول ليس كما قبله، ولا خيار امام نتنياهو الا العثور على صورة النصر والتفوق والهيبة، والا على كيانه السلام، وبالتالي فان كل الهدن مكتوب لها الفشل قبل الانتخابات الاميركية وبعدها حديث اخر، ويبقى اللافت ما قاله قائد الحرس الثوري الايراني اللواء سلامي نحن ندعم جبهات المقاومة واذا لزم الامر سندخل ميادين الحرب».
وفي المعلومات، ان وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار خلال زيارته الاخيرة لفرنسا سمع من مسؤول فرنسي كبير مدى الاستخفاف الاوروبي في الموقف اللبناني من موضوع اللاجئين السوريين وضبط الحدود اللبنانية ـ السورية، وقال المسؤول الفرنسي «عن اي حدود تتحدثون، الحدود التي رسمت عامي ١٩١٨ و١٩٢٠ واعلان دولة لبنان الكبير ستتغير والحدود ستتبدل» هذا الكلام سمعه ايضا وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، وجاء في وثيقة الى وزارة الخارجية.
وفي المعلومات، ان البطريركية المارونية بدات التحضير لاحياء مناسبة اعلان دولة لبنان الكبير في الاول من اب على درج المتحف الوطني بحضور المرجعيات الروحية والسياسية واعلان موقف موحد يعبر عن توجهات كل اللبنانيين بالحفاظ على وحدة بلدهم، وقد قوبلت الفكرة بموافقة المرجعيات الروحية واولها المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى.
انقطاع الكهرباء
رغم الظروف الاستثنائية والحرب الاسرائيلية على لبنان وقتل الناس وتدمير البيوت، فان الطبقة السياسية في عالم اخر، وتقود المرحلة بشعار «التكاذب المشترك» بين المكونات السياسية والطائفية، وهذا ما يؤدي الى العجز عن حل المشاكل الحياتية والتعامل على القطعة مع الملفات، وهل يعقل ان تنفجر ازمة الكهرباء مع فصل الصيف وعودة المصطافين؟ وعلى وزير الطاقة وليد فياض ان يصارح اللبنانيين، كيف يدار هذا القطاع؟ وان يرد على اللغط الدائر حول المناقصة على شراء الفيول مع الشركة النيجيرية، ومن اين تامنت الاموال مقابل الاستدانة من العراق؟ وعليه ان يصارح الناس ايضا عن مستوى الجباية وشركات الجباية والمعامل والشبكات؟ وليس بتهديد الناس بانقطاع التيار الكهربائي في عز فصل الصيف؟
وقد ادى انقطاع الكهرباء في اليومين الماضيين الى الشلل الكامل في كل مؤسسات الدولة، وكان لافتا ان قاضي التحقيق الاول في جبل لبنان نقولا منصور اجرى تحقيقاته في ملف قضية «تيكتو كرز». على الشموع واضواء الهواتف لـ٦ ساعات مع القاصرين السوري محمد حمالي والتركي محمد سراج اتاتورك والمدعى عليها غدير غنوي الملقبة جيجي، كما عمت العتمة معظم المؤسسات الرسمية.
مجلس الوزراء وترحيل الملفات الخلافية
لم ينجح مجلس الوزراء في حل الخلاف بين وزير الدفاع وقائد الجيش وبقيت نتائج المدرسة الحربية معلقة وكذلك التعينات والترقيات في سابقة لم تشهدها مؤسسة الجيش في تاريخها، مما ينعكس على صورتها كضامن للسلم الاهلي، وحسب مصادر وزارية شاركت في جلسة مجلس الوزراء فان الخلاف عميق بين الرجلين والثقة مفقودة بينهما، وجوهر الخلاف رئاسي وان صبغ بعناوين قانونية ،والحل صعب اذا لم يتنازل الرجلان رغم «التململ» الحاصل في صفوف كبار الضباط مما يجري، في مرحلة هي الاخطر في تاريخ لبنان.
وتعود مصادر سياسية الى مرحلة اتفاق الطائف، وتروي، ان وزير الخارجية السعودي يومها سعود الفيصل حضر الى دمشق وعرض على الرئيس الراحل حافظ الاسد المسودة النهائية لاتفاق الطائف، وزاد عليه الاسد بخط يده فقرة «لايحق لحاكم مصرف لبنان وقائد الجيش خوض غمار الاستحقاق الرئاسي اذا لم يقدما استقالتهما من منصبهما قبل سنتين من موعد اجراء الانتخابات الرئاسية حرصا على الاستقرار الامني والمالي».
اعتكاف الوزير شرف الدين
اعلن وزير شؤون المهجرين عصام شرف الدين لـ «الديار» اعتكافه عن حضور اجتماعات مجلس الوزراء بسبب تلكؤ الحكومة في تنفيذ القرارات التي اتخذتها لجهة تشكيل لجنة وزارية لمتابعة ملف النازحين السوريين مع الحكومة السورية بالاضافة الى عرقلة تسيير قوافل العودة الطوعية وسحب هذا الملف منه بحجة تشكيل لجنة وزارية لم تبصر النور بعد، مما ادى الى وقف قوافل العودة باستثناء واحدة خجولة اليوم.
واتهم شرف الدين رئيس الحكومة ونائبه ووزير الداخلية بعرقلة اي حوار رسمي مع سوريا ورفض اقامة علاقات رسمية معها او اي تفاهم. مطالبا محاكمة لجنة عودة النازحين امام المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.
الملف الرئاسي
لا جديد رئاسيا، واجتماع الخماسية مع وفد المعارضة لم يتضمن اي مخرج او اقتراح، كما تبين لاعضاء الخماسية ان الفجوات ما زالت كبيرة وشاسعة والمواقف على حالها بين الكتل النيابية، وهذا ما ترك استياء لدى السفراء الذين يستعدون للمغادرة وقضاء اجازة الصيف في بلدانهم، وعلم ان السفير السعودي سيغادر الى بلاده خلال اليومين المقبلين للبحث مع المسؤولين بالاستحقاق الرئاسي، وفي المعلومات، ان السفيرة الاميركية حضت على اجراء الانتخابات الرئاسية قبل ١٥ ايلول ودخول الولايات المتحدة الاميركية حماوة الانتخابات الرئاسية اوائل تشرين الثاني، والا فان الاستحقاق الرئاسي قد يؤجل الى ما بعد ربيع الـ٢٠٢٥، وحضت المعارضين على قرع ابواب عين التينة للوصول الى حلحلة رئاسية عبر الحوار، ونقلت مصادر نيابية، ان الرئيس بري نعى تحرك المعارضة بقوله «تمخض الجبل فولد فارا» ولفتت المصادر، الى ان الكتل النيابية لاتتحرك باوامر من جعجع ولا تنتظر منه خريطة طريق للالتزام بها، وكان بالحري الاكتفاء ببيان جعجع بدلا من تكبيد المعارضة نفسها عناء اعلان المبادرة، كما نعى وائل ابو فاعور تحرك المعارضة ايضا مشيرا الى ان ما طرحته لا يؤدي الى انجاز الاستحقاق الرئاسي، فيما اعلن التيار الوطني الحر دعمه للتحرك.
كما لمس نواب المعارضة عدم “حركة ح ” سعودي بانتظار جلاء الامور في بعض ملفات المنطقة، حيث اكد مرجع كبير امام زواره «ان الرياض تفضل العودة الى لبنان على الحصان السوري» وهي تشجع التقارب بين انقرة ودمشق، وكسرت قانون قيصر عبر تقديم المساعدات واخرها عودة الرحلات الجوية بين البلدين بشكل طبيعي.
***********************
افتتاحية صحيفة الشرق
عمليات نوعية في غزة.. ونصرالله: أوقفوا إطلاق النار نتوقف
قال السيد نصرالله «في ذكرى الشهيدين الحاج محمد نعمة ناصر ومحمد خشاب اللذين اغتالتهما اسرائيل: هناك اصوات كثيرة في العالم، خارج الكيان او داخله، تعرف ان وقف العمليات في شمال الكيان يتطلب وقف العدوان على غزة، في خارج الكيان الجميع يعرف انه اذا اردتم ايقاف العمليات في الجنوب عليكم وقف العدوان على غزة، وهذا ما باتوا يتكلمون به مع العدو»، واوضح ان «العمليات في الجنوب باتت تحجز اعدادا كبيرة من عناصر جيش العدو المنتشرة من البحر الى الجليل خوفا سواء من اقتحام الجليل او دخول مجموعات صغيرة بين المناطق»، واكد ان «كل هذه العمليات تزيد من استنزاف العدو الذي بات يصرخ من نقص العديد في الجيش ما يعمق المأزق داخل المجتمع الاسرائيلي». وشدد نصرالله على ان «ما ترضى به “حركة ح” نرضى به جميعا فيما يتعلق بالمفاوضات حول وقع العدوان الصهيوني على قطاع غزة، فالاخوة في “حركة ح” هم أدرى ونحن لا نطلب من أحد يأخذ رأينا ونحن نردد لهم إننا معكم وخلفكم في اي موقف او قرار تتخذونه ومعكم حتى النهاية». واشار نصرالله الى ان «العدو غير القادر على انهاء العمليات في رفح وتحقيق اي مكاسب، هل بإمكانه اجتياح جنوب نهر الليطاني؟»، وتابع «من الواضح نزول سقف الادلة الصهيونية بمواجهة لبنان، ونحن في ذكرى حرب تموز حيث كانت سقوف العدو تتحدث عن القضاء عن الحزب وفشل، ونحن اليوم منذ 10 أشهر نقوم بعلميات ونضرب المواقع والمستعمرات والعمق والجولان والشمال وكل المنطقة مهددة، هل نسمع من العدو لغة القضاء على الحزب؟»، وتابع «نتانياهو لم يتعلم من حرب لبنان ومازال يواصل العدوان في غزة، والصهاينة اليوم يتحدثون عن التسوية وحتى غالانت عندما تحدث بات يتحدث عن عمليات محدودة وغير قادر ان يتحدث عن القضاء على الحزب او إبعاده عن الحدود»، ولفت الى ان «مطالبات العدو بابعاد الحزب 5 او 10 كلم عن الحدود هل يحل المأزق الذي يعيشه العدو في الشمال؟».
وقال إنه «اذا حصل اتفاق على وقف إطلاق النار في غزة، جبهتنا ستوقف إطلاق النار بلا أي نقاش لانها جبهة إسناد وهذا لا يحتاج الى سؤال»، وتابع «اذا ما حصل اتفاق وبقية الامور مستمرة او ذهبت الى أشكال اخرى سنتكلم حينها»، واضاف «سمعنا كلام من غالانت انه ليس بالضرورة ان تقف في جنوب لبنان اذا وقفت في غزة، وهنا نقول انه من باب اولى اذا فتحنا الجبهة اسنادا لغزة ان نفتحها دفاعا عن لبنان وجنوبه واهلنا وناسنا، وان كان هذا الامر مستبعد ان يوقف العدو العدوان في غزة ويواصل في جنوب لبنان ولكن يجب ان نبقى حذرين وعلى جهوزيتنا لأسوأ الاحتمالات وإن كنا نتطلع لكل الايجابيات»، واكد انه «اذا اصر نتنياهو على هذه الحرب فهوي اخذه كيانه الى نهايته».
المقاومة تنفذ عمليات بتل الهوى ورفح وخان يونس
عشرات الشهداء والاحتلال يبدأ حملة تهجير جديدة ويندحر عن الشجاعية مخلفاً دماراً هائلاً
وفي اليوم الـ278 من العدوان على قطاع غزة، استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي على وسط القطاع وجنوبه، بينما ألقى الجيش الإسرائيلي مناشير تأمر جميع سكان مدينة غزة بإخلائها.وزعم الجيش أنه يدعو الفلسطينيين للخروج نحو مناطق وصفها بالآمنة، قائلا إن “مدينة غزة سوف تبقى منطقة قتال خطيرة”.
في التطورات الميدانية، وفي معارك تل الهوى جنوبي مدينة غزة، أعلنت كتائب القسام عن قتل وجرح أفراد قوة إسرائيلية راجلة في كمين محكم فجرت خلاله عبوتين مضادتين للأفراد قرب مسجد الأمين بتل الهوى.
بدورها وخلال معارك حي تل الهوى أيضا، أعلنت سرايا القدس أن مقاتليها فجروا 3 آليات عسكرية إسرائيلية بعبوات أرضية مزروعة مسبقا.
وفي معارك حي الشجاعية شرقي مدينة غزة أعلنت سرايا القدس قصفها بقذائف الهاون تجمعًا لجنود الجيش الإسرائيلي وآلياته في محيط منطقة المنطار.
وأكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إصابة جنديين إسرائيليين من لواء الكسندروني بجروح خطيرة بانفجار عبوة ناسفة خلال معارك في حي الصبرة بمدينة غزة.
ونشرت كتائب القسام مشاهد من الإغارة على مقر قيادة عمليات جيش الاحتلال المتحصنة في محيط منطقة تل زعرب جنوب شرق حي تل السلطان بمدينة رفح.
قال المراسلون إن مدفعية الاحتلال الإسرائيلي جددت قصفها العنيف على أحياء تل الهوى والصبرة والرمال ومنطقة الصناعة جنوبي مدينة غزة.
المعركة في غزة
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت عمليات تدمير ونسف واسعة للمنازل في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، ونبشت المقابر وجرّفتها قبل انسحابهابعد توغل دام لاسبوعين لكنه لم يعط اي نتيجة جراء المقاومة الشديدة للفصائل الفلسطينية.
وأفادت مصادر طبية باستشهاد 14 فلسطينيا -منذ فجرامس- في غارات إسرائيلية على مناطق عدة وسط وجنوبي قطاع غزة.
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن 8 فلسطينيين بينهم 6 أطفال استشهدوا في مخيم النصيرات، بينما أصيب 10 آخرون بينهم نساء في قصف إسرائيلي استهدف منازل في مخيم النصيرات وسط غزة.
كما استهدفت طائرات الاحتلال محال تجارية، ونسفت مباني سكنية في منطقة المغراقة في المحافظة الوسطى بالقطاع.
وفي خان يونس جنوبي القطاع، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا في بلدة بني سهيلا شرقي المدينة.
وكانت غارت الاحتلال أسفرت أمس الاول عن استشهاد 50 فلسطينيا، وتسببت إحداها بمجزرة راح ضحيتها 17 شخصا من عائلة واحدة غرب مخيم النصيرات وسط القطاع.
كما قصفت قوات الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين في مدرسة العودة ببلدة عبسان شرق مدينة خان يونس، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع إن عدد شهداء المجزرة بحق النازحين ارتفع إلى قرابة 30 شهيدا وعشرات المصابين. وقد ادانت الخارجية الفرنسية استهداف المدارس وقتل الطلاب.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :