خاص "icon news"
كتب رشيد حاطوم
الحياة السياسية اللبنانية المعقدة لم تمنع الشاب الخمسيني، ابن البترون، من خرق ذاك الصفيح الصلب واللعب على أوتار التقليد المتحكم ببراثن البلاد وحياتها، كيف استطاع الخرق والوصول والسقوط ومن ثم النهوض؟.
إذ أن عقدين من الحرب الأهلية اللبنانية لم تسجل خرقاً يُذكر بالنسبة للطبقة الحاكمة وبقيت الأسماء ذاتها تقريباً، باستثناء الطائفة الشيعية، ولكن بعد العام 2005 برز الى الساحة اسم جبران باسيل، فمن أين يستمد ذاك المهندس قوته؟
استهداف باسيل شخصيا
في هذه العجالة لا يمكن تأريخ الحياة السياسية ولكن يكفي أن نستعيد حراك تشرين 2019 والتي استهدفت بشكل اساسي جبران باسيل بالشخصي، الى حدود توليف الأغاني التي تشتم والدته بأبشع العبارات الخارجة عن مألوف مجتمعنا المحافظ.
يومها كان الإجماع العام أن باسيل قد انتهى من الحياة العامة وبالكاد يتمكن من العيش كمواطن لبناني عادي في هذه البلاد، ثم جاءت العقوبات الاميركية من خارج السياق لتزيد الطين بلةً في استهدافه بالشخصي بطريقة غريبة وغير مبررة، وعلى اساس ذلك بُنيت سيناريوهات هوليودية ضخمة لنكتشف بعد عامين أن الرجل في مكانٍ آخر كلياً، دائماً يسبق الجميع بأكثر من خطوة، هو من يضرب بيد من حديد داخل التيار وخارجه ويطوع الظروف لخياره السياسي ولا يأبه لومة لائم ليفاجئ الجميع بحركته السياسية.
حضور لافت للتيار في السفارة
منذ أيام أقامت السفارة الاميركية حفل استقبال لمناسة عيدها الوطني وكان بين الحضور ما يزيد عن 12 قيادياً من نواب التيار الوطني الحر ومسؤوليه، لتزيد مفاجأة المتابع أن لهؤلاء أفضلية كبيرة في خدمات السفارة وتأشيراتها ما يعني عمق العلاقة بين التيار والسفارة الأميركية وهي في نمو مضطرد وربما تصل الى رفع العقوبات.
اقلية ملتزمة افضل من تيار متفلت
بالتوازي مع معاركه الخارجية الموسعة لا ينسى رئيس التيار وضع تياره الداخلي، ويبدو أنه ينطلق من قاعدة "أقلية متماسكة خير من جمع مشتت"، وانطلق الى ورشة داخلية صعبة، قرارات حاسمة بالفصل ولتجميد والإبعاد لعدد من الشخصيات العامة المنتمية للتيار او حليفة معه، وبدأت الوشة تحت عنوان ضبط قواعد العمل تحت قيادة موحدة مستقرة ولا داعي لتكتل ذات جسم ضخم مشتت وتخترقه كل القوى المحلية والخارجية ويفتقد الحسم، ومثال أحد نواب التيار اسعد درغام حاضراً في نقاشات التيار، اذ انه يعد المعارضة التيارية بالذهاب معهم ويلتم امام رئيس التيار بالعمل معه....
عمل جبران على حسم الخيارات الداخلية في التيار ولم يأبه لما تجره عليه من صعوبات، هو يرى أن العمل الجراحي رغم آلامه الآنية ولكنه سيعافي الجسم لاحقاً.
حتى منتصف العام 2016 كان طرح اسم ميشال عون رئيساً للجمهورية ضرباً من الخيال، وبعدها تدحرجت العقبات، وبعد ثورة تشرين في 2019 والحملة عليه قدم باسيل معمودية النار الخاصة ببناء الشخصية العامة ونهض كالفينيق من تحت رماد المعارك الضخمة ضده، فهل يكون ضرباً من الخيال ان قلنا جبران باسيل رئيساً للجمهورية في المرحلة القادمة؟
نسخ الرابط :