افتتاحية صحيفة الأخبار:
هاجس أميركا وفرنسا وبريطانيا على جبهة لبنان: كيف ننتزع مكاسبَ لإسرائيل في حال وقف الحرب؟
تبسيط المعادلة جنوباً ممكن بصورة كبيرة. نفّذت حركة “حماس” هجوماً نوعياً وغير مسبوق ضد قوات الاحتلال. وشنّت إسرائيل على إثره حرباً تدميرية غير مسبوقة أيضاً، ما أوجب على قوى محور المقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران، وضع خطة للتعامل مع التطور النوعي. وكان القرار بأن تقوم كل جهة بالدور الذي يتناسب مع واقعها العسكري والميداني والاقتصادي والشعبي والسياسي. وهو ما تُرجم أشكالاً مختلفة من أنواع الإسناد التي انطلقت في اليوم التالي لعملية طوفان الأقصى وما زالت مستمرة. خلال الأشهر التسعة الماضية، حصلت تطورات ميدانية كثيرة، فرضت نفسها على جبهات الإسناد. في العراق، اضطرت فصائل المقاومة إلى وقف العمليات ضد القواعد الأميركية في العراق وسوريا نتيجة عدم نضوج الوضع السياسي داخل العراق. لكنها واصلت قصف الداخل المحتل. وفي سوريا، اتُّفق منذ اليوم الأول، على أنها “ساحة إسناد” وليست “جبهة إسناد”، والمقصود، أن قوى المحور لا ترى حاجة إلى مشاركة القوات السورية مباشرة في العمل الإسنادي، لكن دمشق، أبقت على ساحتها مكاناً يتيح لقوى المقاومة، ومن جنسيات مختلفة، التحرك بما يتناسب مع ظروف المعركة. ولم تعترض القيادة السورية على ضرب قواعد الاحتلال الأميركي الموجودة على أراضيها.
في اليمن، حصل اختبار جديد لكل العالم، وليس لمحور المقاومة فقط. كان تنظيم أنصار الله، يعيش فترة هدوء بعد تسوية وقف إطلاق النار مع السعودية ومرتزقتها في اليمن، لكنّ التنظيم الفتيّ، تفرّغ لتعزيز قوته العسكرية. وأدار برامج عمل مكثّفة أنتجت خلال أقل من عامين الكثير من النتائج المبهرة بحسب المتعاونين معهم من قيادات بقية محور المقاومة. وكان قرار أنصار الله حاسماً، بالعمل فوراً على دعم غزة بكل الإمكانات الممكنة. والذي لا يعرفه العالم عن هذه المجموعة، نتيجة جهله من جهة، واستعلائه من جهة أخرى، أن قرار “أنصار الله” يتجاوز كل أنواع الحسابات التي ربما يتم العثور عليها عند آخرين من قوى محور المقاومة. ولذلك، رفع “أنصار الله” شعاراً واضحاً وطموحاً، وهو القيام بكل الأعمال العسكرية الهادفة إلى وقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها، وأطلق برنامج عمل، أذهل العالم، وجعل الولايات المتحدة الأميركية تقف عاجزة أمام من قرّر كسر سيطرتها على عالم البحار.
حزب الله لن يقرر خطواته قبل الوقف التام للحرب على غزة، ولا يجد ما يفرض إدخال أي تغييرات عمّا كانت عليه الأمور قبل 7 أكتوبر
في لبنان، التحدي له شكله المختلف. هناك كمية كبيرة جداً من الحسابات التي يجب على قيادة المقاومة الأخذ بها. تبدأ بالفعل الميداني المناسب لخدمة المقاومة والناس في غزة، وتشمل آليات وبرامج وأنواع العمليات العسكرية، وتصل إلى سقف ومساحة المعركة المفترض الدخول فيها. وكل ذلك، يتم وفق حسابات تراعي قدرات وحاجات المقاومة من جهة، وواقع لبنان السياسي والاقتصادي من جهة ثانية. وهو ما أنتج برنامج عمل، بدأ تنفيذه على عجل، وحصل بعض الارتباك الناجم عن كون معركة الاستنزاف لم تكن واردة في حسابات المقاومة.
مرت الأشهر التسعة في لبنان، واختلفت فيها الأوضاع الميدانية. وحصلت تطورات فرضت إدخال أسلحة وتكتيكات جديدة، والكشف عن أسلحة نوعية والتلويح بضربات أكثر نوعية وصولاً إلى تهديد العدو، بأنه في حال قرّر المغامرة بحرب واسعة ضد لبنان، فإن المقاومة تعدّ له العدة التي تعمل وفق قاعدة جديدة، ليس فيها من ضوابط وسقوف. وهو ما مثّل التحدي الأكثر قساوة للعدو وحلفائه، خصوصاً أن المقاومة أعطت إشارة إلى المدى الذي يمكن أن تذهب إليه في حالة الحرب الواسعة، عندما وجّهت تحذيراً مباشرةً إلى حكومة قبرص من مغبة إتاحة أراضيها للاستخدام من قبل العدو. وهو تحذير وُجّه مباشرة إلى قبرص، لكن صداه وصل إلى عدد غير قليل من الدول الأوروبية وغير الأوروبية التي تتعاون تقليدياً مع الأميركيين والإسرائيليين.
الجديد اليوم، هو المتصل بكون الحرب الإسرائيلية على غزة فشلت في تحقيق هدفيها المركزييْن، إن لناحية سحق المقاومة واستعادة الأسرى، أو لجهة فرض حكم بديل قائم على ترتيبات أمنية خاصة مع العدو. وكل المكابرة التي نراها في سلوك قادة العدو العسكريين والأمنيين والسياسيين، سرعان ما تظهر على شكل انقسامات عند مقاربة أي مشروع اتّفق أن يعرضه الأميركيون لوقف الحرب. ويعرف أهل الكيان، أن أميركا نفسها، التي لم توفر دعماً إلا وقدّمته إلى العدو، باتت مقتنعة بأن إسرائيل عاجزة عن تحقيق أهدافها، وباتت أميركا تخشى ليس فقط على خسارة استراتيجية لإسرائيل، بل على أن تخسر أميركا نفسها نفوذاً استراتيجياً أتاح لها التحكم بكل المنطقة أو غالبية دولها وثرواتها. وهو ما أوجب تدخلاً مختلفاً في الآونة الأخيرة، حيث تعمل إدارة الرئيس جو بايدن على خطة تتيح وقفاً للحرب بما يتناسب مع طلبات إسرائيل “الواقعية” وبما يخدم برنامج بايدن الانتخابي أيضاً، دون إهمال هواجس حلفاء أميركا من العرب الذين يريدون التخلص من “حماس” ومن كل المقاومة في المنطقة.
صحيح أنه يجري التداول اليوم في صيغة أميركية جديدة لمشروع تسوية توقف إطلاق النار في غزة. وواضح من التسريبات التي وردت من الأطراف المعنية، أن واشنطن التي تراعي دوماً هواجس الاحتلال، أدركت أن المقاومة في غزة ليست بوارد أي تنازلات بعد، ما أوجب على مدير الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز إعداد صياغة جديدة، من شأنها مساعدة قطر ومصر وتركيا على إقناع حماس بالقبول بالمقترح المعدّل. وهو ما يمثّل اليوم جوهر الاتصالات الجارية منذ أربعة أيام دون توقف، وحيث بزر عامل جديد، تمثّل في بدء جيش الاحتلال والمؤسسات الأمنية التصريح علناً، بحاجتهم إلى اتفاق الآن، خشية أن تؤدي إطالة الحرب إلى خسائر أكبر لإسرائيل دون القدرة على تحصيل اتفاق أفضل لاحقاً. وهذا هو بالضبط ما يفسر “التفاؤل” الإضافي بإمكانية التوصل إلى حل، ولو أن الجميع، من داخل الكيان إلى الإدارة الأميركية إلى مصر وتركيا وقطر وحتى المقاومة، ينتظرون المناورة الأخيرة لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الذي يظهر الوحيد غير الراغب بوقف الحرب.
**************************
افتتاحية صحيفة البناء:
حزب العمال يعود إلى حكم بريطانيا… ومشاركة كثيفة في الانتخابات الإيرانية
الأسبوع المقبل تبدأ المفاوضات حول اتفاق غزة رسمياً بعدما أربكت حماس نتنياهو
لقاء نصرالله ووفد حماس لتقييم فرص الاتفاق… ولبنان يمنح غزة التفوّق التفاوضيّ
بضربة حمقاء من رئيس حكومة بريطانيا وزعيم حزب المحافظين ريشي سوناك تشبه الضربة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالدعوة لانتخابات مبكرة، وصل حزب العمال إلى الحكم بعد عقدين من الغياب، كما حقق اليمين الفرنسيّ نجاحاً استثنائياً يحلم بتتويجه الأحد بتولي رئاسة الحكومة والإمساك الأغلبية النيابية، وكما قفز اليمين الفرنسيّ إلى ضعف الحجم الذي كان يشغله، وخسر حزب ماكرون ثلثي حجمه النيابي، قفز حزب العمال البريطاني الى ضعف وزنه النيابي وخسر المحافظون ثلثي مقاعدهم.
كلّف الملك تشارلز زعيم حزب العمال كير ستارمر بتشكيل الحكومة بعد الإعلان الرسميّ عن نتائج مكّنته من حصاد 410 مقاعد مقابل 131 للمحافظين فقط. وأعلن ستارمر فوراً تشكيل حكومته حيث عين ديفيد لامي وزيرًا للخارجية وجون هيلي وزيرًا للدفاع، وعيّن ريتشل ريفز وزيرة للمالية.
في إيران انتهت الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية منتصف ليل أمس، وبدأ فرز الأصوات، وسط تقديرات متضاربة للنتائج في ضوء ارتفاع نسبة المشاركة في الانتخابات بصورة قالت بعض التقديرات إنها لامست الـ 50% وربما تكون تجاوزتها وفق تقديرات أخرى، والارتفاع يرفع من حظوظ المرشحين المتنافسين الإصلاحي مسعود بزكشيان والمحافظ سعيد جليلي وفقاً لمؤيدي كل منهما. فالإصلاحيون يعتقدون أن جمهورهم الكامن تحرّك للمشاركة لأنه لمس فرص حقيقية للفوز، بينما يعتقد مؤيّدو جليلي أن المشاركة جاءت من المحافظين الذين قالت لهم الدورة الأولى إن عليهم أن لا يناموا على حرير الاطمئنان للفوز لأن المنافسة حرجة وعليهم أن يتحركوا لضمان فوز مرشحهم.
على جبهة التفاوض حول اتفاق غزة، أعلنت الدوحة عن استئناف المفاوضات غير المباشرة بين وفد من حركة حماس ووفد كيان الاحتلال الأسبوع المقبل، بعدما أصبح واضحاً أن التفاوض يدور حول ملفين، مبدئي يتصل بمرحلة تستحدث بين المرحلتين الأولى والثانية، هي مرحلة التفاوض في ظل وقف إطلاق النار، بعدما تضمنت مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن هذا التلازم بين التفاوض ووقف النار. وجاء تمسك حركة حماس بهذا التلازم محرجاً لواشنطن التي لا تستطيع التراجع، ومربكة لتل أبيب التي يصير عليها الاختيار بين التوصل الى اتفاق ينهي الحرب كي تدخل المرحلة الثانية لتبادل الجنود والضباط حيز التنفيذ، وبين أن تنتهي الحرب بوقف إطلاق نار بلا سقف زمني ولا استكمال التبادل، وجاء طلب تل أبيب لعدم ترك المهلة مفتوحة إرباكاً جديداً لوضع الأمور بين خيارين، العودة للحرب بعكس مبادرة الرئيس الأميركي، أو تحديد سقف زمني يجب أن ينتهي حكماً بالاتفاق على إنهاء الحرب. وظهر أن المقاومة أحسنت استخدام التوقيت بعد فشل معركة رفح وتصاعد عمليات المقاومة وظهور التعب على جيش الاحتلال وتصريحات قادته بالاستعداد لوقف الحرب بأيّ ثمن والتباينات بين حكومة بنيامين نتنياهو والجيش، فوجّهت ضربتها الموفقة وربحت بالنقاط مجدداً، سواء انتهى التفاوض باتفاق أم لم ينته.
في لبنان، وبينما تواصل المقاومة ضرباتها القاسية لمواقع الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة استقبل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وفداً قيادياً من حركة حماس وضعه في أجواء ما يجري على المسار التفاوضي ورسالة حركة حماس للوسطاء، وتم تقييم الموقف بصورة مشتركة. وقالت مصادر متابعة للقاء إن المقاومة الإسلامية في لبنان أكدت أن بمستطاع المقاومة في غزة أن تستثمر على ما يجري على جبهة الإسناد اللبنانيّة لتعزيز موقعها التفاوضي، باعتبار أن قرار وقف النار على جبهة لبنان بيد المقاومة في غزة، لأن المقاومة في لبنان ملتزمة بأنها لن تفاوض على وقف النار وأنّها ستقوم بالتوقف عن إطلاق النار بمجرد التوصل الى اتفاق يوقف الحرب على غزة.
وفيما تتجه الأنظار الى انطلاق المرحلة الثالثة للعدوان الإسرائيلي على غزة التي أعلنت عنها حكومة العدو، بقيت العيون شاخصة على الجبهة الجنوبية في ظل العمليات النوعية المكثفة للمقاومة التي طاولت معظم شمال فلسطين المحتلة والمستمرة، وفق ما تؤكد مصادر ميدانية لـ»البناء» كدفعات متتالية للرد على اغتيال القيادي في حزب الله «أبو نعمة». وأكدت المصادر أن خسائر العدو خلال اليومين الماضيين كبيرة جداً ولذلك يخفيها كي لا تؤثر على معنويات قواته وجبهته الداخلية، موضحة أن العدو قام بإجراءات مشددة على طول الحدود وبعمق 10 كلم تحسباً لضربات المقاومة وعمد الى إخفاء قواته وحظر التنقل إلا للحالات الطارئة. ومن المتوقع أن يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ليل الأحد – الاثنين في الأول من محرم كما يطلّ الأسبوع المقبل في ذكرى أسبوع على استشهاد الشهيد أبو نعمة ومرافقه الشهيد حسن خشاب.
والتقى السيد نصرالله أمس الأول، وفداً قيادياً من حركة حماس برئاسة خليل الحيّة وجرى استعراض التطورات الأمنية والسياسية في فلسطين عموماً وغزة خصوصاً وأوضاع جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق. إضافة الى مستجدات المفاوضات القائمة هذه الأيام وأجوائها والاقتراحات المطروحة للتوصل إلى وقف العدوان الغادر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وأكد الطرفان على مواصلة التنسيق الميداني والسياسي وعلى كل صعيد بما يُحقّق الأهداف المنشودة.
وكان المقاومة واصلت قصف مواقع العدو، واستهدفت موقع «الرمثا» في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية. واستهدفت موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وموقع راميا بقذائف المدفعية وأصابته إصابة مباشرة.
وردًا على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، استهدفت مبنى يستخدمه جنود العدو في مستوطنة «شلومي» بالأسلحة المناسبة.
وردًا على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصًا في بلدتي يحمر شقيف وكفرتبنيت، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية مقر قيادة اللواء 769 في ثكنة «كريات شمونة» بصلية من صواريخ الكاتيوشا.
وأشعل حزب الله النيران في مستوطنتي «كريات شمونة» و»شلومي» في شمال فلسطين المحتلة بعد استهدافهما بصواريخ الكاتيوشا.
ووثقت المشاهد التي نشرتها وسائل إعلام العدو الأضرار والحرائق التي لحقت بعدد من المنازل بشكل مباشر.
وفيما تتكثّف الاتصالات الدبلوماسية الأميركيّة – الفرنسيّة ومع الحكومة اللبنانية للتوصل الى ترتيبات على الحدود استباقاً لاحتمال الانتقال الى المرحلة الثالثة من العدوان على غزة، والسؤال المحوري الذي تتمحور حوله المفاوضات وفق معلومات «البناء» هو هل المرحلة الثالثة التي سيذهب اليها جيش الاحتلال كافية لكي يوافق حزب الله على تهدئة الجبهة الجنوبية او تخفيضها بالحد الأدنى؟ إلا أن الحزب لم يعط أي موقف وأبقى على الغموض البناء واكتفى بإبلاغ المعنيين انه يترقب الوضع الميداني والتفاوضي في غزة وسيحدّد موقفه. لكن مصادر مطلعة على موقف المقاومة أوضحت لـ «البناء» أن خفض العمليات العسكرية في عزة من دون وقف كامل لإطلاق النار لا يكفي لكي توقف المقاومة في لبنان الجبهة الجنوبية وأي توسيع للحرب من قبل العدو سيقابل برد قاس ومن دون ضوابط وقواعد.
ورأى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنَّ احتمالات توسعة الحرب غير متوفرة في المدى القريب، ولكن حزب الله مستعدّ لأسوأ الاحتمالات، فالحزب لا يبني موقفه العسكريّ بحسب التحليلات السياسية، بل بحسب المعلومات وبنتائج الميدان.
ولفت قاسم في حديث صحافي الى أنّ «الموفدين الأجانب لا سيما من الجانبين الأميركي والفرنسي يريدان مناقشة القرار ويرغبان بفصل جبهة جنوب لبنان عن جبهة غزة، ويحاولان إجراء ترتيبات ترضي «إسرائيل» لتتمكن من إعادة المستوطنين إلى أماكنهم، ولكن جواب المقاومة لجميع الموفدين كان موحّدًا، لا نقاش دون وقف إطلاق النار، ليصار بعدها إلى النقاش السياسي الضروري وعرض آخر التطورات».
ولفت قاسم الى أن إعلان الجيش «الإسرائيلي» عن بدء المرحلة الثالثة من العملية العسكرية في رفح دليل على فشله في تحقيق أهدافه، مضيفًا: «فبعد وصوله إلى طريق مسدود سيعتبر العدو أنّ هذا هو التوقيت المناسب لإبرام اتفاقية، وحينها سيعلن أّنّه انتهى من غزة ونجح في ضرب البنية العسكرية لحماس وذهب مجددًا إلى المفاوضات، ويكون خلالها خفّض من مستوى مطالبه ويظهر أمام شعبه على أنه حقق إنجازًا في هذه الحرب».
وقال: «لا خيار أمام «إسرائيل» سوى الموافقة على شروط حماس لأنّها لن تتوقف عن المقاومة إن لم يتوقف إطلاق النار والعدوان على المدنيين».
على صعيد الاستحقاق الرئاسي أعلن قاسم، أنّ «فريقه أعلن عن مرشحه لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية الذي يحقق الأهداف الوطنية لجميع الأفرقاء ومقبول من قبل الدول العربية»، معتبرًا أنّ الخلاف على «رئاسة الجمهورية كبير جدًا لا سيما بوجود التشرذم الكبير بين الكتل النيابية اللبنانية، إضافة إلى تركيبة مجلس النواب اللبناني التي جعلت من كل الأفرقاء سواسية في المجلس حيث لا يستطيع أي فريق فرض مرشحه وبالتالي يبقى الحل الوحيد هو الحوار لتبديد هواجس الأفرقاء، ونحن نقدم بالدليل».
**************************
افتتاحية صحيفة النهار
الأنباء “الإيجابية” تعكرت و”الحزب” “يتموضع” مع “حركة ح”
رغم أن المعلومات والتقارير الصحافية الإسرائيلية التي بدأت ترد في ساعات المساء مع عودة الوفد الاستخباراتي الإسرائيلي الذي أوفده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الى مفاوضات الدوحة بدأت تنذر بتخفيض التوقعات المتفائلة في امكان التوصل الى تسوية لاطلاق الاسرى ووقف النار في غزة، بدا لافتاً التطور الذي تمثل باستعداد “الحزب” لإمكان وقف المواجهات في الجنوب في اللحظة نفسها التي تعلن فيها التسوية المنتظرة.
ويمكن القول إنه غداة اليوم المتفجر الذي صب فيه الحزب جام انتقامه على شمال إسرائيل والجولان لاغتيال القيادي البارز فيه محمد ناصر، بدأ مناخ التفاؤل الحذر الذي ساد بقوة حيال التوصل الى تسوية بين إسرائيل و”حركة ح” بوساطة أميركية قطرية مصرية يلفح استعدادات “الحزب” في لبنان وبتنسيق علني ومباشر بينه وبين “حركة ح” التي سارعت الى إرسال وفد قيادي منها الى السيد نصرالله لكي تبلغه تفاصيل مجريات المفاوضات والتنسيق حيال المرتقب من التطورات. وبدا واضحاً أن “حركة ح” كانت تتوقع اختراقاً إيجابياً في المفاوضات بعدما قدمت تصوراً حاز تشجيع الدول الوسيطة ولا سيما منها الولايات المتحدة وقطر وتضمن ما حمل على التفاؤل لأكثر مرة بإمكان تحقيق اختراق إيجابي. وإذ انتظرت الجهات المعنية الجواب الحاسم لإسرائيل على طرح “حركة ح” شرعت الأخيرة في التهيؤ لاحتمال حصول التسوية فكان اللقاء الأبرز بين وفدها والسيد نصرالله دليلاً علنياً على بداية إعادة تموضع “الحزب” والتهيؤ لمرحلة توقف المواجهات في الجنوب حال إعلان التسوية.
واستتبع ذلك توقعات بأن تتحرك المفاوضات المكوكية التي يتولاها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بين لبنان وإسرائيل لخفض التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية أولاً ومن ثم إطلاق المفاوضات مجدداً في شأن التوصل الى اتفاق حول الحدود البرية. ولكن مجمل هذه المعطيات والاستعدادات بدت مرهونة بالجواب الإسرائيلي الحاسم على طرح “حركة ح” والمفاوضين الوسطاء والذي سيتبلور بوضوح في الساعات المقبلة.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين مطلعين أمس أنّ “حركة ح” أبلغت “الحزب” بأنها وافقت على مقترح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأضافا أن الأمين العام السيّد نصر الله رحب بهذه الخطوة. وأوضح المصدران أن وفداً من “حركة ح” بقيادة خليل الحية نائب رئيس الحركة أطلع نصر الله على أحدث التطورات خلال اجتماع في بيروت.
وقال “الحزب” في بيان إن نصر الله ناقش مع الحية أحدث مستجدات المفاوضات الرامية إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وكشف أحد المصدرين، وهو قيادي في “الحزب”، لرويترز إن الحزب سيوقف إطلاق النار بمجرد سريان أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مكرراً تصريحات سابقة للحزب. وأضاف “إذا صار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة فحتماً سيكون في لبنان وقف إطلاق نار من الساعة صفر نفسها”.
وجاء في بيان الحزب أن نصر الله استقبل وفداً من “حركة ح” بقيادة الحية و”جرى استعراض آخر التطورات الأمنية والسياسية في فلسطين عموماً وغزة خصوصاً”.
وأضاف البيان “كما جرى التباحث حول آخر مستجدات المفاوضات القائمة هذه الأيام وأجوائها والاقتراحات المطروحة للتوصل إلى وقف العدوان الغادر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
ولكن المعلومات المسائية أفادت ان فريق التفاوض الإسرائيلي عاد إلى تل أبيب بعد إنتهاء جولة التفاوض بشأن صفقة التبادل في قطر وان رئيس الموساد أكد في الدوحة أن إسرائيل لا تقبل طلب “حركة ح” تقديم التزام مكتوب من الوسطاء بأن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الإتفاق ستستمر بدون حد زمني.
وكان الرجل الثاني في الحزب الشيخ نعيم قاسم أعلن أنّ ” احتمالات توسعة الحرب غير متوفرة في المدى القريب، ولكن “الحزب” مستعد لأسوأ الاحتمالات”. ووجّه “رسالة إلى الداخل اللبناني”، فقال: “الحالمون في الداخل اللبناني بحرب لإزعاج أو إضعاف “الحزب”، أعتقد أنهم سيرون أحلاما مزعجة لأن الواقع لا يتأثر بتصوراتهم وليس لديهم أيّ فعالية على أرض الواقع، هناك “مقاومة” قويّة تواجه العدو الاسرائيلي وستنتصر وسينزعجون أكثر”.
وفي الملف الرئاسي أكّد نائب الأمين العام لـ “الحزب”، أنّ “فريقه أعلن عن مرشحه لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية الذي يحقق الأهداف الوطنية لجميع الأفرقاء ومقبول من قبل الدول العربية”، معتبرًا أنّ “الخلاف على رئاسة الجمهورية كبير جدًا لا سيما بوجود التشرذم الكبير بين الكتل النيابية اللبنانية، إضافة إلى تركيبة مجلس النواب اللبناني التي جعلت من كل الافرقاء سواسية في المجلس حيث لا يستطيع اي فريق فرض مرشحه وبالتالي يبقى الحل الوحيد هو الحوار لتبديد هواجس الافرقاء، ونحن نقدم بالدليل”.
وفي السياق كان للوكيل السابق لوزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل حديث حول لبنان اعتبر فيه “أن الضابط الرئيسي لما يحصل على الجبهة في لبنان لا يوجد في بيروت إنما في طهران”. وأضاف هيل أن “إيران كصانع قرار رئيسي لا أعتقد أنها تريد وضع الحزب في موقع خطر”. وتابع: “يجب أن توجد مقاربة للتعامل مع المشكلة الإيرانية، الإيرانيون نفسهم سيدفعون تبعات إن لم يغيروا من سياستهم”. وأشار إلى أن “مستوى التعقيد فيما يتعلق بقوة إطلاق النار بعد عام 2006 زاد أكثر وبالتالي سيكون الصراع إن حصل اليوم أكبر” وشدّد على أنه “ليس من مصلحة أحد أن يكون هناك حرب غير مسيطر عليها في هذه المرحلة”.
*******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
استراتيجية «الحزب» الانتقامية: تصعيد مدروس بخسائر محدودة
تراجع المواجهات في الجنوب بعد توتّر كبير على خلفية اغتيال قيادي في الحزب
كارولين عاكوم
تراجعت المواجهات على جبهة الجنوب بشكل ملحوظ، الجمعة، بعد يوم تصعيدي غير مسبوق، إثر اغتيال القيادي في «الحزب» نعمة ناصر، الذي أدى إلى تكثيف عمليات الحزب انتقاماً وتنفيذ عمليات إطلاق الصواريخ والمسيّرات.
وتعكس عودة الهدوء الحذر إلى الجبهة، وفق خبراء القرار الإيراني عدم الانزلاق إلى الحرب، وهو يأتي ضمن سياق الاستراتيجية التي يتّبعها الحزب بعد كل عملية اغتيال تطال عناصر أو قياديين له بحيث يأتي الرد بحسب مستوى الشخصية، لكن ضمن إطار قواعد الاشتباك بخسائر محدودة في الجانب الآخر لا تعطي الذريعة لإسرائيل بتوسيع الحرب.
وهذا الأمر يتحدث عنه رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري – أنيجما» رياض قهوجي، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «(الحزب) وضع نفسه في مأزق حين فتح جبهة الجنوب ضمن استراتيجية وحدة الساحات التي وضعتها إيران وربط وقف إطلاق النار في هذه الجبهة بوقف إطلاق النار في غزة، حيث لا تريد الحكومة الإسرائيلية وقف الحرب لأسباب خاصة برئيسها، وبالتالي الحرب التي ستدخل الشهر العاشر في لبنان ستبقى مستمرة إلى حين التوصل إلى اتفاق في غزة». ويضيف: «الحزب لا يريد الدخول في حرب كبيرة بناءً على القرار الإيراني، وهو بالتالي محكوم بقواعد اشتباك مدروسة وضعها لنفسه، في حين أن الإسرائيلي لا يتقيد بقواعد اشتباك معينة وينتهز الفرصة لاستنزاف الحزب، لا سيما عبر اغتيال قياداته»، معتبراً أن «المقاومة» تقوم برد استعراضي بعد كل عملية اغتيال، و«المائتي صاروخ وقصف معسكرات وقواعد عسكرية تطلق من دون نتائج تذكر باستثناء سقوط جريح هنا وآخر هناك، وإصابة مبنى أو اثنين في حين معظم الصواريخ تدمّر في الهواء أو تسقط في أحراج، وبالتالي لا يوازي ردّ الحزب مستوى الشخصية التي يتم اغتيالها». من هنا، يرى قهوجي أن «هذه الاستراتيجية سنراها في كل مرة يتم اغتيال شخصية في (“الحزب”)، والمرجح استمرارها لأشهر مقبلة، في موازاة استمرار التحذيرات من الانزلاق إلى حرب».
والقرار الإيراني بالحرب تحدث عنه، الخميس، وكيل وزارة الخارجية الأميركية السفير ديفيد هيل قائلاً لقناة «سكاي نيوز»: «الضابط الرئيسي لما يحصل على جبهة في لبنان ليس في بيروت إنما في طهران»، مشدداً على أنه «ليس من مصلحة أحد أن يكون هناك حرب غير مسيطر عليها في هذه المرحلة».
وسُجّل صباح الجمعة قصف متقطع طال بلدات جنوبية وأدى إلى سقوط جريح بعدما كان أُعلن عن إصابة سيدة مساء الخميس، في وقت لم تؤكد فيه رسمياً إسرائيل المعلومات التي نقلتها «سكاي نيوز عربية» عن الجيش الإسرائيلي، مساء الخميس، متحدثة عن مقتل ضابط إسرائيلي شمالاً في ضربة لـ«الحزب».
ولفتت إلى أن الضابط قُتل بصاروخ أطلقه «الحزب»، في خضم هجوم كبير شنّه الحزب من الأراضي اللبنانية»، وهو برتبة رائد احتياط يدعى إيتاي جاليا (38 عاماً)، وهو نائب قائد سرية في الوحدة 8679 التابعة للواء المدرع الاحتياطي «يفتاح».
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن الطيـران الإسـرائيلي المسيّر قصف محيط ساحة بلدة مركبا، مشيرة إلى سقوط جريح، بعد ساعات على إصابة المواطنة نيفين غانم، إثر استهداف قوات العدو منزلها في بلدة شبعا، حيث نُقلت إلى المستشفى للعلاج.
كما شنّ الطيران الإسرائيلي غارة مستهدفاً مرتفعات كسارة العروش في منطقة إقليم التفاح وغارة على الجبل الرفيع في جبل الريحان بمنطقة جزين، التي سبق أن استهدفها القصف الإسرائيلي مرات عدّة.
في المقابل، أعلنت «المقاومة الإسلامية» في بيانات متتالية عن استهدافها موقعي السماقة والرمثا في تلال كفرشوبا وموقع راميا.
*************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
لبنان يترقّب الصفقة.. والحل السياسي للجنوب مبهم .. وواشنطن تحذّر من الحرب
رياح الهدنة التي بدأت تلفح سماء المنطقة، والايام القليلة المقبلة ستحدّد مسار الميدان الحربي، إما في اتجاه استمرار حرب الابادة الجماعية التي تشنّها اسرائيل على قطاع غزة، وابقاء جبهة جنوب لبنان على خط النار، خاضعة لاحتمالات تفجّرها على نطاق واسع، او في اتجاه عقد صفقة تبادل للاسرى بين اسرائيل و”حركة ح” ارتكازا على اتفاق لوقف إطلاق النار او وقف للعمليات الحربية في غزة، يتمدّد تلقائياً الى جبهة لبنان.
مطبات واحتمالات
وإذا كانت الترويجات المتتالية، وخصوصا من الجانب الاسرائيلي، التي سبقت بدء المفاوضات التي بدأت برعاية اميركية، ووصفت بأنها الاكثر ليونة وجدّية هذه المرة، قد رجّحت بلوغ صفقة تبادل للأسرى في غضون أسبوعين على الأكثر، إلّا أن الطريق الى هذه الصفقة ما زالت تعتريه مطبات اسرائيلية، واحتمالات مجهولة.
وتجلّت تلك المطبات في ما يبدو انّه تخبّط داخل اسرائيل وتشكيك عكسه الاعلام الاسرائيلي في الساعات الاخيرة، بجدّية رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لعقد هذه الصفقة. حيث اشار الى ان ردّ “حركة ح” أثار خلافاً شديداً بين نتنياهو وقادة جهاز الأمن، الذين يرصدون وجود فرصة للتقدّم في المفاوضات، بينما نتنياهو لا يتفق معهم، ويعتزم إحباط الصفقة كي يحافظ على بقائه السياسي لأنّه يخشى تفكيك تحالفه مع اليمين المتطرّف، الذي يفرض عليه اجراء انتخابات مبكرة.
يشار هنا الى ان ابرز علامات التخبط تجلّت في منع نتنياهو لوزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت من عقد لقاء بشأن صفقة الأسرى مع رئيسي الموساد والمخابرات، وفق ما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية التي نقلت عن غالانت قوله إنّ «عدم لقائه رئيسي الشاباك والموساد يصعّب على الجهاز الأمني التحضير لاجتماعات حول الصفقة». فيما ذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية أن وزير الامن القومي الاسرائيلي ايتمار بن غفير هدّد نتنياهو بإسقاط الحكومة إن اتخذ القرارات بمفرده في قضية صفقة التبادل.
ونقلت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية عن مسؤولين أمنيين وعسكريين اسرائيليين «ان نتيجة احباط الصفقة قد تكون فرصةً ضائعةً ستكلّف حياة أسرى إضافيين، واستمرار القتال في قطاع غزة، وربما المزيد من التصعيد مع «الحزب»، فيما انّ الطريقة الوحيدة لإقناع نصرالله بوقف اطلاق النار هي من خلال وقف اطلاق النار في غزة وابرام صفقة تبادل للاسرى».
ترقب لبناني
ما استجدّ على خط مفاوضات الصفقة، ادخل لبنان في حال من الترقّب لما ستؤول اليه، ويعوّل على ابرامها في القريب العاجل، وارتداداتها الفورية على خاصرته الجنوبية حيث تتقاطع تقديرات الاميركيين، و«الحزب»، ومستويات لبنانية مختلفة، وسياسيين وامنيين ومعلقين ومحللين اسرائيليين، على أن بلوغ هذه الصفقة ووقف الحرب في غزة، يُخرجان جبهة لبنان من دائرة التصعيد والاحتمالات الحربية بين «الحزب» والجيش الاسرائيلي.
وتؤكّد مصادر رسمية مسؤولة لـ«الجمهورية» انّ «من السابق لأوانه الحديث عن حلّ سياسي للمنطقة الجنوبية طالما أنّ اسرائيل لم توقف عدوانها على قطاع غزة، فضلا عن ان معالم الصفقة التي يُعمَل عليها لم تتوضح بعد، اولاً لناحية حجمها، وثانياً وهنا الاساس لناحية مرتكزها أكان على هدنة موقتة او وقف للعمليات الحربية او وقف نهائي لاطلاق النار. وكما هو واضح حتى الآن لا يبدو ان نتنياهو في وارد الالتزام بوقف نهائي لاطلاق النار، ناهيك عن امور اخرى، مثل الالتزام بانسحاب الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة».
وتلفت المصادر عينها الى «أن كل تلك الحالات، سواء الهدنة الموقتة او وقف العمليات الحربية او وقف نهائي لاطلاق النار، ستنعكس كل بحجمها ومفاعيلها تلقائياً على لبنان، الّا انّ الحل السياسي النهائي لجبهة الجنوب، مرتبط بإنهاء الحرب، وهو ما بات يؤكّد عليه الاميركيون، حيث صدر كلام مباشر بهذا المعنى من البيت الابيض والبنتاغون ووزارة الخارجية الاميركية وصولاً الى الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين. وتبعاً لذلك، فإنّ الصفقة التي يُعمل عليها إن كانت ضمن سياق يؤدي الى انهاء الحرب، فإنّها بالتأكيد تعزز فرص بلوغ الحل السياسي في جنوب لبنان.
وفي هذا السياق، قال مرجع مسؤول لـ«الجمهورية»، ان الاتفاق على هدنة او على وقف لاطلاق النار في غزة سينعكس فوراً على لبنان، والمحادثات التي لم تنقطع مع هوكشتاين، عكست جهوزيته للسفر الى المنطقة في اللحظة التي يتمّ فيها التوصل الى اتفاق بين اسرائيل و”حركة ح”، وبمعنى أدق، لنفرض أنه تمّ التوصل الى الاتفاق اليوم، فغداً يكون هوكشتاين في المنطقة، ولكن إنْ لم يتمّ التوصل الى الإتفاق، فحتى ولو حضر هوكشتاين مرّات ومرّات الى لبنان واسرائيل فلن يتمكن من أن يحقق شيئاً وهو يعلم ذلك.
ايّ حلّ سياسي؟
على أنّ السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال: ما هو مستقبل الجبهة الجنوبية، وعلى اي اساس سيبنى الحل السياسي إن كان ثمة اجماع على هذا الحل؟
مصادر مطلعة على طروحات الحل المقترح سواء التي حملتها الورقتان الفرنسيتان، او التي حملها آموس هوكشتاين، تؤكّد لـ«الجمهورية» أنّ مسار هذا الحلّ ستعتريه صعوبات كبرى، ومدى التفاوض حوله لن يكون قصيراً بل طويلاً جدًا ومن دون افق، إن تمّ التمسك بتلك الطروحات التي تصبّ في معظمها في مصلحة اسرائيل ولا تلزمها بأي إجراءات او خطوات من جانبها، ما يعني انّ الحل السياسي ليجد طريقه الى التفاهم عليه، ينبغي أن يقوم على افكار جديدة متوازنة تحاكي الواقع غير تلك الافكار التي تحاكي مصلحة اسرائيل فقط، والتي رفضها لبنان بشكل قاطع.
ولفتت المصادر الى انّ المطلب الاسرائيلي بانسحاب «الحزب» الى ما بعد نهر الليطاني او بضعة كيلومترات عن الحدود يستحيل القبول به من الجانب اللبناني. كونه من جهة يمكّن اسرائيل بالسياسة من تحقيق انتصار على «الحزب» لم تتمكن من تحقيقه في الميدان العسكري. ومن جهة اخرى لأنّ افراد «الحزب» هم ابناء تلك المنطقة، فكيف يمكن الركون لطلب سحب لبنانيين من قراهم وبلداتهم. ومعلوم أن «الحزب» ابلغ كل الوسطاء برفضه اي بحث في اي ترتيبات متصلة بجبهة الجنوب قبل وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة. واما بالنسبة الى الطلب الاسرائيلي بانسحاب «الحزب»، فهو طلب غير قابل للبحث في اي زمان ومكان».
وتؤكّد ذلك قراءة لمسؤول كبير اممي غير مدني، حيث ابلغ الى مجموعة من النواب اللبنانيين زاروا مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة في الساعات الاخيرة، انّ الوضع بالغ الدقة والحساسية واحتمالات تصاعده الى مخاطر اكبر قائمة، رغم اننا حتى الآن نلحظ محاذرة الجانبين (اسرائيل و«الحزب») من الدخول في حرب واسعة، وتجنّب استهداف المدنيين وعدم توسيع نطاق المواجهات. مشيراً الى انّ قيادة «اليونيفيل» تقوم بواجبها في التواصل مع جميع الاطراف لخفض التصعيد ومنع تفاقمه. ومؤكّدا انّ اساس الحل هو احترام القرار 1701.
وبحسب ما نقل هؤلاء النواب فإنّ المسؤول الاممي غير المدني وصل في ختام قراءته الى تأكيد ضرورة بلوغ حل سياسي يحسم نقاط الخلاف، ولاسيما النقاط الـ13 المختلف عليها، الّا انّه اشار في هذا الصدد الى أنّ مطلب سحب «الحزب» من المنطقة الى ما بعد الليطاني او الى اي مكان آخر، هو مطلب صعب جداً وغير منطقي».
وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية قد ذكرت انّ «المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين يقترح نزع سلاح «الحزب» في جنوب لبنان ودفع قوات «الرضوان» إلى الخلف مسافة 10 كلم عن الحدود».
ولفتت الصحيفة إلى أنّ «هوكشتاين يعتبر أنّ رفض «الحزب» لمقترحه سيضفي الشرعية على الهجوم الإسرائيلي لإعادة الأمن إلى الشمال». ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم انّ « السيد نصر الله سيرفض مقترح المبعوث الأميركي».
وكان نائب الامين العام لـ«الحزب» الشيخ نعيم قاسم قد اعلن في حديث اذاعي أمس «انّ احتمالات توسعة الحرب غير متوفرة في المدى القريب، ولكن «الحزب» مستعد لأسوأ الاحتمالات».
الامم المتحدة
الى ذلك، اعربت الأمم المتحدة في بيان امس، عن قلقها العميق إزاء تزايد حدّة تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل، معتبرة أن هذا الأمر يزيد من خطر اندلاع حرب شاملة.
ودعت إلى «تجنب التصعيد»، مؤكدة أنَّ «خطر سوء التقدير الذي قد يؤدي إلى اندلاع حرب مفاجئة وأوسع نطاقاً هو خطر حقيقي»، مشددة على أنَّ «الحل السياسي والدبلوماسي هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق للمضي قدماً».
وأشار البيان إلى أن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب اللبناني زارت قوات «اليونيفيل» للتعبير عن دعمها للأخيرة وللقرار 1701، وأضاف: «كذلك، التقى منسقة الأمم المتحدة الخاص بلبنان جينين هينيس-بلاسخارت بالأمس أيضاً بمسؤولين لبنانيين، بما في ذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقد شدّدت أمامهم على ضرورة خفض التصعيد عبر الخط الأزرق». وختم البيان: «نحنُ نردّد نداءات مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان وقوات اليونيفيل التي تحث الطرفين على العودة فوراً إلى وقف الأعمال العدائية وإعادة الالتزام بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 1701.
الحل ليس مستحيلاً!
الّا انّ الصعوبة الماثلة في طريق الحل السياسي، لا تعني في رأي المشاركين بالمحادثات على خط الوساطات، استحالة الوصول اليه، حيث يؤكّد هؤلاء لـ»الجمهورية» انّه كما انّ لبنان في حاجة الى الحل السياسي فإنّ اسرائيل وكما أسرّ لنا الموفدون، بذات الحاجة وربما اكثر لهذا الحل، جراء الضغوطات التي تتعرّض لها من قبل المستوطنين الذي تهجّروا من مستوطنات الشمال. ومن هنا فإنّ السقف العالي للمطالب التي طُرحت في بدايات المواجهات في جبهة الجنوب، لن يبقى بالتأكيد على ارتفاعه.
وبحسب هؤلاء، فإنّ الحل السياسي ربما يكون اسهل مما يُعتقد، وثمة ثلاث صور لهذا الحل:
الاولى: وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة. وهذا سيصاحبه فوراً وقف نهائي لعمليات «الحزب» ضدّ مواقع الجيش الاسرائيلي والمستوطنات. وقد ابلغ «الحزب» ذلك الى الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، واكّد على ما مفاده يتوقف العدوان على غزة، تتوقف العمليات هنا، وقد لا تكون هناك حاجة للتفاوض لكي تتوقف.
الثانية، التزام كل الاطراف قولاً وفعلاً بمندرجات القرار 1701 ومنع الخروقات البرية والبحرية والجوية. ولبنان اعلن عبر كل مستوياته التزامه الكلي بهذا القرار، والمطلوب الزام اسرائيل به.
الثالثة، وربما تكون الأكثر ترجيحاً، هي العودة بالوضع الى ما كان عليه قبل الثامن من تشرين الأول من العام الماضي أي عودة السكان اللبنانيين الى قراهم، وكذلك عودة المستوطنين الى مستوطناتهم، وبالتالي استئناف التعايش مع الوضع الذي كان سائداً دون اي استفزازات تُذكر على امتداد الحدود في تلك المنطقة، منذ العام 2006. اي منذ انتهاء عدوان تموز والوصول الى القرار 1701 قبل 18 عاماً.
الوضع الميداني
ميدانياً، واصل الجيش الاسرائيلي اعتداءاته على المناطق والبلدات الجنوبية، حيث نفّذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة جوية استهدفت بلدة مركبا، وافيد عن سقوط جريح، وغارة على كسارة العروش في اقليم التفاح ومرتفعات جبل الريحان في منطقة جزين.
ترافق ذلك مع قصف مدفعي اسرائيلي طال مدينة الخيام، واطراف بلدة بلاط في قضاء مرجعيون، والهبارية، واطراف راشيا الفخار، وبلدة يحمر الشقيف ودير سريان ومحمية ارنون وكفر تبنيت بالقذائف الفوسفورية، وحي الدير في النبطية الفوقا، واطراف جبل بلاط، وراميا وبلدة الطيبة ودير سريان، وعين الزرقا ومحيط بلدة علما الشعب والناقورة.
في المقابل اعلن «الحزب» انّ المقاومة الاسلامية استهدفت موقع راميا بقذائف المدفعية، وموقع الرمثا في تلال كفر شوبا، وموقع السماقة في تلال كفر شوبا بالاسلحة الصاروخية، ومبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة شلومي. كما افيد عن استهداف مستعمرة كريات شمونة وبيت هلل في اصبع الجليل بصواريخ فلق. واعلن الاعلام الاسرائيلي عن سقوط عدد من الصواريخ في كريات شمونة.
لا مصلحة بالحرب
الى ذلك، أكّد وكيل وزارة الخارجية الأميركية السفير ديفيد هيل «أنّ الضابط الرئيسي لما يحصل على جبهة في لبنان لا يوجد في بيروت إنما في طهران». وقال في حديث لـ «سكاي نيوز عربية»: «إن إيران كصانع قرار رئيسي لا أعتقد أنها تريد وضع الحزب في موقع خطر».
وتابع: «يجب أن توجد مقاربة للتعامل مع المشكلة الإيرانية، الإيرانيون أنفسهم سيدفعون تبعات إن لم يغيروا من سياستهم». واشار الى «أنّ مستوى التعقيد في ما يتعلق بقوة إطلاق النار بعد عام 2006 زاد أكثر، وبالتالي سيكون الصراع إن حصل اليوم أكبر». وخلص الى القول: «ليس من مصلحة أحد أن تكون هناك حرب غير مسيطر عليها في هذه المرحلة».
في اسرائيل
في الداخل الاسرائيلي، اعترف الاعلام العبري بأنّ «الحزب» حقق منذ بداية الحرب انجازاً استراتيجياً مهمّاً في تحويل منطقة الشمال الى حزام امني مهجور، مؤكّدًا انّ هذا الإنجاز في حدّ ذاته يضرّ بصورة قوة إسرائيل».
وسألت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عن «جدوى عمليات الاغتيال في جنوب لبنان، فقد شهدنا أنّ «الحزب» لم يتأثر بغياب (الشهيد القائد) أبو نعمة، ويمكن استبداله بقائد آخر».
وقال رئيس مجلس مستوطنة «مرغليوت» إيتان دافيدي: «إنّ قوة الردع الإسرائيلية سُحقت تماماً خلال الأشهر التسعة الأخيرة أمام «الحزب». واعتبر أنّ ما يحصل في الشمال هو «حرب لا قتال»، مشيراً إلى أنّ «الـ80 ألف مستوطن الذين تمّ إجلاؤهم من المنطقة يشعرون بذلك». (الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن أكثر من 250 ألف مستوطن تمّ إجلاؤهم من الشمال).
ولفت دافيدي أنّ «بقية إسرائيل لا تعير أهمية لما يحدث في الشمال»، واشار إلى أنّ الموقف الذي أعلنه «الحزب» مراراً بشأن وقف إطلاق النار في جبهة جنوبي لبنان، ومفاده أنّ «الهدوء في الجنوب (قطاع غزة) سيؤدي إلى هدوء في الشمال».
وبرز في هذا السياق، تحذير مجلة «ايكونوميست» البريطانية من حرب واسعة، فيما اوردت شبكة «MSNBC» الأميركية تقريراً عن سيناريو كارثي ينتظر اسرائيل التي «سوف تواجه خصماً لا يعدّ أقوى جهة غير حكومية في الشرق الأوسط فقط، بل يعدّ خصماً يُقاتل بصورة أكثر فعاليةً من معظم الجيوش النظامية في المنطقة».
********************
افتتاحية صحيفة اللواء
انتظار ثقيل لصمت الميدان: هدنة الجنوب متلازمة مع هدنة غزة
المفتي دريان: الرئيس أو الدمار .. بكركي: سوء التفاهم إنتهى مع المجلس الشيعي
بينما تؤدي الانتخابات التي تجري أو جرت أو ستجري في بلدان أوروبية واقليمية الى إحداث تبدُّل في الشخصيات أو الأحزاب التي تتناوب على الحكم، ببرامج متفقة أو متغيرة، وتغيب الانتخابات الرئاسية عن لبنان، على الرغم من كل المحاولات التي بذلت، سواء على مستوى الدول الخمس التي تابع سفراؤها النشاطات لتحضير أرضية التوافق، يشهد الوضع الميداني من غزة الى جبهات المساندة، لا سيما منها الجبهة الجنوبية حالة كبرى من الترقب والانتظار على وقع الصواريخ والمسيَّرات والكمائن والقذائف، لرؤية ما اذا كانت الفرصة الجديدة الماثلة الآن، يمكن أن تؤدي الى صفقة توقف النار لستة اسابيع في المرحلة الأولى، والباقي يأتي عبر استمرار التفاوض.
وحضر هذا الملف خلال الاجتماع ما قبل الليلة الماضية بين السيد نصر الله، ووفد قيادي رفيع من “حركة ح” برئاسة القيادي في الحركة خليل الحيّة..
وفي حين أيَّد السيد نصر الله ما تراه “حركة ح” والمقاومة الفلسطينية في المصلحة الفلسطينية العليا، اعتبرت مصادر قيادية في المقاومة، أنه حالما تدخل هدنة غزة، حيِّز التنفيذ، فإن ساعة الصفر للهدنة على الجبهة الجنوبية تصبح سارية المفعول.
وحسب ما توافر من معلومات لـ «اللواء» فإن الموفد الالماني راؤول ديل سيكون السبَّاق في العودة لبحث المقترح الالماني في ما خصَّ التسوية المتعلقة بالابتعاد عن الحدود، وتهدئة الجبهة، ريثما تنتهي المفاوضات الدبلوماسية.
وقبيل الاجتماع الذي عقد في باريس الاربعاء الماضي بين الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين والموفد الشخصي للرئيس ايمانويل ماكرون، حول الجنوب والرئاسة، انطلاقاً من صيغة بحث مطروحة، طلب السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو من الحزب، عبر لقاء سبق اجتماعات باريس مع وفد قيادي من الحزب رداً عليه.
ولاحظ نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ان احتمالات توسعة الحرب غير متوافرة في المدى القريب، لكن «الحزب» مستعد لأسوأ الاحتمالات.
قلق أممي
وأعربت الامم المتحدة امس عن قلقها العميق من تزايد حدة تبادل اطلاق النار عبر الخط الأزرق بين لبنان واسرائيل، متخوفة من خطر اندلاع حرب شاملة، وكشفت عن ان المنسقة للامم المتحدة الخاصة بلبنان جنيني هينيس- بلاسخارت طلبت من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي السعي لخفض التصعيد الميداني.
لا موعد للحراك الرئاسي
رئاسياً، أعلنت أوساط سياسية مراقبة لـ «اللواء» أنه عندما تقرر المعارضة التحرك باتجاه اللجنة الخماسية في الملف الرئاسي فسيكون ذلك معلنا. ورأت أن لا موعد محددا لذلك وإن التزامها بجلسات الانتخاب مطلقة وما من داعٍ للحديث عن حوار بمن حضر وفي كل الأحوال فإن المشهد برمته قد يتأجل خصوصا في ظل اتصالات ومفاوضات تتصل بجبهة الجنوب.
ولفتت هذه الأوساط إلى أن الرئيس بري لن يدعو إلى جلسة انتخاب قريبا ولا إلى حوار بمن حضر، ولذلك فإن الحراك الذي يقوم به رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط يقوم على حل وسطي مع تأكيد أهمية التوافق.
المفتي دريان يحذر: رئيس أو دمار
سياسياً، في رسالة حلول عام هجري جديد، اكد المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان «ما لم ينجز المعنيون الاستحقاق الرئاسي، عبر التحاور والتشاور وتقديم التنازلات لمصلحة وطنهم والنهوض بالدولة ومؤسساتها، فإن الدمار والخراب سيقضي على ما تبقَّى من هيكل الدولة.
وقال: إن صمود الشعب اللبناني حتى هذه اللحظة، في وجه العدوان اليومي الذي يمارسه العدو الصهيوني، منتهكا القرار الدولي 1701 الذي خرق من قبل هذا العدو منذ صدوره، هذا الانتهاك، أعطى البرهان على خطأ الحسابات التي راهن عليها الكيان الصهيوني، بانهيار التماسك الوطني، وشكل أيضا مزيدا من الوحدة والتضامن بين اللبنانيين، لمواجهة هذا الاعتداء السافر على لبنان وشعبه. كما إننا ننبه من أبعاد هذا العدوان، الذي يستهدف هذه الوحدة، لاستدراج لبنان والمنطقة العربية كلها، إلى فتنة لا تُبقي ولا تذر. فالوحدة الوطنية، كانت وستبقى القاعدة الأساس في مقاومة الاحتلال والعدوان الصهيوني.
بكركي: سوء التفاهم مع المجلس الشيعي انتهى
ومن الديمان، المقر الصيفي للبطريركية المارونية، نقل زوار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ان سوء التفاهم مع المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى انتهى واصبح وراءنا.
وقال النائب اديب عبد المسيح، بعد لقاء الراعي: خيار الدولة، ولن نقبل بأن يقرر أحد مصيرنا او يجرنا الى حروب لا علاقة لنا بها، ونحن متضامنون مع بكركي، ومع البطريرك والمؤسسة الكنسية.
مجلس الوزراء
ويعقد مجلس الوزراء جلسة بعد ظهر الثلثاء المقبل، على جدول اعمالها 30 بنداً، من البنود العادية، ابرزها بت طلب وزارة العمل تحديد القيمة الشهرية للتقديمات العائلية وطريقة توزيعها، واعتبار شهداء الصحافة ضمن لائحة الشهداء الذين سوف يحصل ورثتهم على تعويضات من خلال مجلس الجنوب.
الوضع الميداني
ميدانياً، اعلن الحزب عن تنفيذ عمليتين جديدتين ضد مواقع للجيش الاسرائيلي، فقصف مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة شلومي، كما استهدف ايضا مقر قيادة اللواء في ثكنة كريات شمونة بصواريخ الكاتيوشا.
واندلع حريق في مستودع بمستوطنة كريات شمونة بسبب الصاروخ الذي سقط هناك.
من جهة الاحتلال، قصف القوات الاسرائيلية أطراف الهبارية وراشيا الفخار في قضاء حاصبيا واطراف بلدة راميا بقصف مدفعي اسرائيلي من الاعيرة الثقيلة. وقرابة الثانية الا عشر دقائق من بعد الظهر، نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي عدوانا جويا حيث شن غارة مستهدفا مرتفعات كسارة العروش في منطقة اقليم التفاح. وشن غارة أيضاً على الجبل الرفيع في جبل الريحان في منطقة جزين. وفي وقت سابق، شنّت مسيّرة إسرائيلية غارة على بلدة مركبا قُرب مركز لإسعاف «كشافة الرسالة الإسلامية». وأفادت المعلومات عن إصابة أحد المسعفين جرّاء الغارة.وكان الطيران الحربي الاسرائيلي أغار قرابة الأولى والنصف من بعد منتصف الليل، على أطراف بلدة طيرحرفا، ما ادى الى وقوع اضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية.
كما تعرضت اطراف بلدة يحمر الى القصف وكذلك النبطية الفوقا.
ونجت بلدة بلاط الجنوبية من مجزرة كاد يسببها قصف اسرائيلي، تعرضت له، فقد سقطت قذيفة اسرائيلية على بعد حوالي 100 متر بالقرب من ملعب كرة القدم في البلدة حيث كان يلعب 25 طفلاً.
**********************
افتتاحية صحيفة الديار
الجيش «الاسرائيلي» يضغط على الحكومة لقبول الصفقة… ونتنياهو يعتبر رد «حركة ح» مليئا بالألغام
“الحزب” لـ«الديار»: ما تقبله «حركة ح» نقبله ونترقب المفاوضات في الدوحة – نور نعمة
مع الحسم المبكر للانتخابات الاميركية وميل الدفة للمرشح دونالد ترامب ليكون على الارجح الرئيس المقبل للولايات المتحدة الاميركية، اصبحت كل دولة تقوم بحساباتها وكل فريق سياسي يجري الامر ذاته اما «اسرائيل» بقيادة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو فقد ابدت ارتياحا للصورة الكبرى على مستوى المنطقة كما اصبح «الاسرائيلي» متفلتا من ضوابط الادارة الاميركية الحالية. وعليه، ستبذل ادارة بايدن كل الجهود لتنفيذ خططها من بينها العمل على حل لوقف الحرب في غزة.
وانطلاقا من المعطيات المذكورة اعلاه، تقول مصادر ديبلوماسية ان نتنياهو لن يقدم اوراقا جدية حول غزة لادارة اميركية سترحل في غضون اشهر كما ان الجمهورية الايرانية الاسلامية والمملكة العربية السعودية لن تتعاملا او تتفاوضا مع ادارة بايدن التي ستخرج من الحكم على الارجح في تشرين الثاني المقبل. وبالتالي، تمر المنطقة حاليا في اجواء ضبابية يصعب تقدير المسارات التي ستذهب اليها.
فهل الامور تذهب باتجاه تسوية في المنطقة في هذا الوضع ام ان المواجهة ستكون سيدة الموقف؟ وفي ظل هذه الاجواء، لبنان يرزخ في جو سياسي دون افق في ظل المعادلة التي ارستها الحرب الناشبة بين “الحزب” والعدو الاسرائيلي.
اما الاكيد اليوم ان المشهد اصبح مرتبطا بالانتخابات الاميركية فضلا عن ان الانظار شاخصة على ما سيقوله رئيس الوزراء «الاسرائيلي» في الكونغرس الاميركي في 24 تموز اي الشهر الحالي. باختصار، تكثر الاسئلة في ظل الظروف الراهنة ولكن لا اجوبة شافية لكل التساؤلات حول مصير منطقة الشرق الاوسط وتحديدا قطاع غزة وجنوب لبنان.
المفاوضات في الدوحة تتراوح بين تفاؤل حذر وبين انفراجة لوقف اطلاق النار في غزة
الى ذلك، تتراوح الاجواء بين تفاؤل حذر وميل الى انفراجة على صعيد الحرب في غزة بعد استئناف المفاوضات في الدوحة وتكثيف الجهود الديبلوماسية للوصول الى اتفاق من خلال المفاوضات بين «حركة ح» واميركا و»اسرائيل» والوسطاء القطريين والمصريين. وهذا الامر يعني الدخول في المرحلة الثالثة اي وقف اطلاق النار في غزة ذلك ان المؤسسة الامنية «الاسرائيلية» تدرك ان مكاسب مواصلة القتال ضئيلة للغاية وقد تكون سلبية وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال اضافة الى اعلان مسؤول في الجيش «الاسرائيلي» ان قيادة الجيش تعرب عن استعدادها لقبول اي صفقة مع «حركة ح» بأي ثمن. علاوة على ذلك، هدد مسؤول ملف الرهائن بالجيش «الاسرائيلي» بالاستقالة اذا افسد نتنياهو الجهود الحالية حسب مصادر امنية «اسرائيلية». وفي هذا السياق، يقول مصدر عسكري مطلع ان الجيش يمارس ضغوطا على حكومة نتنياهو لقبول الصفقة ووقف اطلاق النار في غزة لان الجيش غير حساباته واضحى مرهقا ومنهكا بعد قتال دام لمدة تسعة اشهر حتى هذا التاريخ.
من جهة اخرى، ابلغ رئيس الموساد الوسطاء في الدوحة رفض طلب «حركة ح» الزاما خطيا باستمرار مفاوضات المرحلة الثانية بلا قيد زمني. وبدوره، يرى رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو ان «حركة ح» وضعت الغاما في بنود الاتفاق لا يمكن تخطيها كما انه اكد للرئيس الاميركي جو بايدن خلال المباحثة الهاتفية التزام بلاده بانهاء الحرب فقط بعد تحقيق جميع اهدافها وابرزها القضاء على «حركة ح». ويعتبر نتنياهو ان الضغط العسكري الذي مارسه في رفح ضد مقاتلي «حركة ح» واغتيال عدد كبير منهم هو السبب الذي دفع بالحركة الى تقديم اقتراح ذات شروط اكثر ليونة من الماضي وفقا له وعليه يؤمن نتنياهو انه لا يجب مهادنة «حركة ح» لان هذا الامر يتعارض مع مصلحة «اسرائيل».
وامام هذه المعادلة الداخلية الاسرائيلية بين الجيش والحكومة الى جانب الضغط الذي يمارسه اهالي الاسرى الاسرائيليين، هل ترضخ حكومة نتياهو لمطالب الجيش «الاسرائيلي» واهالي الاسرى وتقبل بالاقتراح المعدل الذي قدمته «حركة ح»؟
رفض اسرائيلي
وقد ذكرت القناة 13 «الإسرائيلية» ليلا: بان إسرائيل» ترفض شرط «حركة ح» أن تختار الحركة أسماء الأسرى الفلسطينيين الكبار الذين سيفرج عنهم. وانها تريد التأكد من قدرتها على استئناف الحرب إن لم تنفذ «حركة ح» التزاماتها.
ما هي التعديلات التي قدمتها «حركة ح» في اقتراحها الاخير؟
خلال اللقاء الذي جمع السيد نصرالله مع وفد قيادي من «حركة ح» برئاسة الدكتور خليل الحية، جرى استعراض اخر التطورات الامنية والسياسية في فلسطين عموما وغزة خصوصا كما تم التداول في الاقتراح المعدل من «حركة ح» والذي ينص على عدة مراحل. المرحلة الاولى تدعو «حركة ح» لوقف اطلاق للنار في غزة لمدة ستة اسابيع مع تبادل محدود للاسرى من جانب كتائب القسام والجانب «الاسرائيلي». وفي المرحلة الثانية، يتم مواصلة المفاوضات برعاية اميركية وبالتالي يجب ان يترافق ذلك مع استمرار الهدنة الى حين الوصول الى اتفاق ينهي الحرب على غزة وتحرير الاسرى من الجانب الفلسطيني و»الاسرائيلي».
وكان جواب “الحزب” بعد لقائه الدكتور خليل الحية بان المقاومة تقبل بما تقبله «حركة ح» وترفض ما ترفضه «حركة ح».
مسؤول في “الحزب”: ننتظر نتائج المفاوضات في الدوحة وامكانية دخول غزة في المرحلة الثالثة
اما على صعيد جبهة الجنوب اللبناني، نفى مسؤول رفيع المستوى في “الحزب” في اتصال مع «الديار» المعلومات التي تكلمت عنها صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية عن ان الموفد الاميركي اموس هوكشتاين طلب من المقاومة تراجع قوة الرضوان الى مسافة 10كلم من الحدود الجنوبية اللبنانية-»الاسرائيلية» اضافة الى دعوته لنزع سلاح الحزب في هذه المسافة مؤكدا ان هذه المعلومات عارية كليا من الصحة ولا اساس لها. وكشف المسؤول في “الحزب” ان هوكشتاين قال للرئيس نبيه بري انه عند حصول وقف اطلاق النار في غزة ويليه وقف العمليات القتالية في جنوب لبنان، سيزور هوكشتاين بيروت لبحث اوضاع الجنوب اللبناني.
ولفت المسؤول الى ان وزير الدفاع «الاسرائيلي» يؤاف غالانت صرح انه يسعى للحل الديبلوماسي في ما يتعلق بالحرب الدائرة في جنوب لبنان وشمال «اسرائيل» اي فلسطين المحتلة الا ان بعض القادة الاسرائيليين وهم اصوات باهتة يحبذون التهويل من حين الى اخر بان «اسرائيل» ستشن حربا شاملة على لبنان ولكن الواقع على الارض لا يتماشى مع هذه التهويلات.
وشدد المسؤول الرفيع المستوى في المقاومة ان الاخيرة تترقب المفاوضات الحاصلة في الدوحة وما سينتج عنها من الدخول الى المرحلة الثالثة في قطاع غزة.
*********************
افتتاحية صحيفة الشرق
جيش الاحتلال يواصل المجازر ويمحو عائلات من السجل المدني والمقاومة تقتل 10 جنود إسرائيليين بعملية مركّبة في الشجاعية
تزداد الأوضاع الإنسانية والحياتية في قطاع غزة صعوبة، مع استمرار
هجمات جيش الاحتلال البرية والجوية على العديد من المناطق، مخلفة عشرات الضحايا ودمارا كبيرا في المنازل والمنشآت الحيوية.
وميدانيا، فقد استمر الهجوم البري العنيف الذي تنفذه قوات جيش الاحتلال، على حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وعلى الأحياء المجاورة.
كما هاجمت قوات الاحتلال من جديد مناطق تقع في وسط حي الشجاعية الذي يتعرض لهجوم بري، من خلال قصف منازل سكنية غير مأهولة، واستمرارها في حصار مناطق أخرى في الحي يقطنها مواطنون، لم يتمكنوا من النزوح.
وترافق ذلك مع قيام طائرات مروحية بإطلاق النار من أسلحة رشاشة ثقيلة على المناطق الشرقية للحي، فيما قامت طائرات مسيرة من نوع “كواد كابتر” بإطلاق النار على منطقة السوق الشعبي في الحي والمناطق المحيطة به.
إلى ذلك فقد استمرت هجمات جيش الاحتلال على العديد من مناطق مدينة غزة، وتركز القصف المدفعي العنيف على حي الزيتون جنوب شرق المدينة، وعلى أحياء تل الهوا جنوب المدينة والدرج وسط.
واستهدفت غارة جوية إسرائيلية منطقة عسقولة بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، وذكرت مصادر محلية أن المدفعية الإسرائيلية استهدفت المناطق الشرقية لحي الزيتون، ومناطق أخرى تقع في محيط الكلية الجامعية.
وقد أحدثت الهجمات الجديدة على مدينة غزة، حالة من الذعر والخوف في أوساط السكان، بسبب الهجوم البري على حي الشجاعية، وخشيتهم من تمدد التوغل إلى مناطق أخرى في المدينة، على غرار مرات سابقة شهدت فيها المدينة عمليات توغل برية.
وفي السياق، فقد تعرضت مناطق أخرى تقع في شمال قطاع غزة إلى غارات مماثلة، حيث استهدفت مدفعية الاحتلال بالعديد من القذائف المناطق الشمالية والغربية لبلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
كما تعرضت أطراف بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا لهجمات أخرى بالقذائف المدفعية، وإطلاق نار كثيف من الرشاشات الثقيلة لجيش الاحتلال المتمركز على طول الحدود.
وتواصلت أيضا الهجمات على مناطق عدة وسط قطاع غزة، وكالعادة طال القصف المدفعي المناطق الشمالية لمخيم النصيرات، فيما تعرضت مناطق المخيم الغربية من جهة البحر لإطلاق نار من قبل الزوارق الحربية الإسرائيلية.
كما استهدفت قوات الاحتلال مناطق مخيم البريج الشرقية القريبة من الحدود، ومناطق أخرى شرق مخيم المغازي، وقد حالت الغارات دون قدرة المواطنين على الوصول إلى تلك المناطق.
كذلك أبقت قوات الاحتلال على هجماتها على العديد من مناطق مدينة خان يونس، وأسفرت غارة جوية استهدفت حي الشيخ ناصر بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، عن استشهاد مواطنين، كانت يستقلان دراجة هوائية.
وقد تواصلت هجمات جيش الاحتلال البرية على مدينة رفح، وشنت قوات الاحتلال غارات عنيفة على المناطق الشرقية، وكذلك على مخيم الشابورة في الوسط.
كما تعرض حي البرازيل إلى هجوم إسرائيلي عنيف، تخلله قيام جيش الاحتلال بنسف العديد من المنازل هناك.
وترافق ذلك مع قصف عنيف أيضا على حيي تل السلطان والسعودي غرب المدينة.
وذكرت مصادر أن الدبابات الإسرائيلية المتمركزة على الشريط الحدودي مع مصر، في القطاع الغربي لمدينة رفح، أطلقت النار من رشاشاتها الثقيلة على المناطق المجاورة، حيث هددت تلك الهجمات النازحين الذين يقيمون في مناطق على أطراف مدينتي خان يونس ورفح.
إلى ذلك، فقد استمرت عمليات المقاومة النوعية، التي تصدت فيها قوات “القسام” واعلنت قتل 10 جنود إسرائيليين بعملية مركّبة في الشجاعية.
وأعلنت “كتائب القسام” الجناح المسلح لحركة “ح”، الجمعة، قتل 10 جنود إسرائيليين في عملية مركبة نفذها مقاتلوها الخميس بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وتابعت: “استهدف المجاهدون مبنى تحصنت بداخله قوة صهيونية بقذيفة TBG ثم تقدموا صوب المبنى المستهدف وأجهزوا على بقية أفراد القوة من مسافة الصفر، وخلال انسحابهم فجروا عبوة ناسفة داخل المبنى”.
وأشارت القسام إلى “تدخل الطيران المروحي (الإسرائيلي) لإخلاء الجنود القتلى والمصابين”.
واغارعدد كبير من مجاهدي القسام على مقر عمليات العدو قرب حي تل السلطان وأوقعوا قتلى وجرحى
وفي رفح جنوب القطاع، أعلنت “كتائب القسام” في بيان آخر، قنص جندي إسرائيلي في محيط “تل زعرب” غرب المدينة.
أما “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، فقالت في بيانات منفصلة، إن عناصرها “قصفوا بوابل من قذائف الهاون النظامي والثقيل جنودا وآليات الجيش الإسرائيلي المتوغلين في حي الشجاعية”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :