افتتاحيات الصحف ليوم الثلاثاء 2 تموز 2024

افتتاحيات الصحف ليوم الثلاثاء 2 تموز 2024

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة الأخبار:

المخابرات الألمانية في حارة حريك مجدّداً: زيارة استطلاع لتفادي الحرب الشاملة

بعد نحو نصف عام على اللقاء الأوّل بين نائب مدير المخابرات الألمانية أولي ديال ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم (راجع «الأخبار» السبت 27 كانون الثاني 2024)، عاد ديال إلى بيروت لاستكمال ما بدأه ولقاء قاسم مجدداً مساء السبت الماضي، وأمضى في لبنان بضع ساعات مع فريقه قبل أن يغادر صباح الأحد عائداً إلى برلين من دون أن يلتقي أياً من المسؤولين اللبنانيين.وفيما رفض الطرفان التعليق على اللقاء أو تأكيد صحّته، نشر موقع «ليبانون برايفت جيتز» خبراً على حسابه على منصة X، بعد ظهر الأحد، أن طائرة تُستخدم غطاء للمخابرات الفدرالية الألمانية (BND) حطّت في مطار بيروت الدولي لبضع ساعات ليل السبت – الأحد، قبل أن تعود إلى ألمانيا.

وتؤكّد مصادر اطّلعت على أجواء لقاء ديال وقاسم في حضور مدير محطة بيروت في المخابرات الألمانية، أن «أجواء الجلسة إيجابيّة»، وعرض خلالها الطرفان وجهتَيْ نظرهما من الأحداث الجارية في المنطقة والمعركة في غزة وجنوب لبنان. وأكّدت المصادر أن ديال لم يحمل أي رسائل تهديدية كما درجت عادة الموفدين الغربيين في لقاءاتهم مع المسؤولين اللبنانيين، كما لم يحمل أي مبادرة متكاملة، بل جاء ليستكمل اللقاء الأول مباشرةً، وما بدأته وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في زيارتها الأخيرة لبيروت مع المسؤولين اللبنانيين، بـ«الواسطة».

وبحسب المعلومات، فإن زيارة الموفد الألماني استطلاعية تُكَمِّل أسئلة بيربوك حول الفكرة الأساس عمّا يمكن فعله في جنوب لبنان لتفادي الحرب الشاملة. وعرض الألمان لوجهة النظر القائلة إن العدو الإسرائيلي يريد إعادة المستوطنين الذين نزحوا من شمال فلسطين المحتلة بسبب ضربات المقاومة، وهو يهدّد بالحرب الشاملة لتحقيق هذا الهدف، وإن أي خطأ غير مقصود من الطرفين خلال التبادل العنيف لإطلاق النار قد يؤدي إلى اندلاع مواجهة شاملة، سائلين عن كيفية تفادي التدحرج الكبير. ولم يكن ردّ قاسم مغايراً لموقف المقاومة المعلن أو لموقفه في اللقاء السابق في كانون الثاني الماضي، إذ كرّر أن أي بحث في وقف إطلاق النار في الجنوب مرتبط بوقف إطلاق للنار تقبل به المقاومة الفلسطينية في غزّة، وأن على الدول الغربية إذا كانت تخشى اندلاع حرب كبرى، أن تمارس الضغوط على إسرائيل لتوقف حربها على غزة، وعندها يمكن الحديث عن جبهة الإسناد في الجنوب. وبحسب المصادر، أكّد قاسم أمام الموفد الألماني أن تهويل العدو بالحرب الشاملة لا يخيف المقاومة، وهي قوية ومستعدّة، وما أظهرته من بأس هو ما يمنع الحرب على لبنان. وسأل قاسم الألمان حول المواطنين اللبنانيين الذين تمّ اعتقالهم في ألمانيا بتهم تتعلّق بالانتماء أو العمل لحزب الله، فأكّد ديال أن موضوع الموقوفين في عهدة القضاء وليس من ضمن ملفات المخابرات الألمانية.

ومع أن حزب الله ينفي ارتباط أي من الموقوفين اللبنانيين الذين تمّ اعتقالهم خلال الحملات ضد الجمعيات الدينية بعد قرار حظر أنشطة حزب الله على الأراضي الألمانية بالعمل لصالحه، يمكن أن يُفهم من قرار القضاء الألماني بإصدار حكمين حتى الآن على موقوفين تتهمهما برلين بالعمل لحساب حزب الله، بأنه جزء من تفكيك الملفّ بين برلين وحارة وحريك، إذ إن الأحكام تعني أن الإفراج عن الموقوفين قريب بعدما أمضيا جزءاً من محكوميتهما.

ويُظهر حرص الألمان على محاولة تهدئة الجبهة الجنوبية وتفادي الحرب الشاملة بالتواصل المباشر مع المقاومة، أن الدول الغربية الكبرى، بما فيها تلك المنخرطة في الدعم الأعمى لإسرائيل مثل ألمانيا، باتت تعي خطورة وجديّة اندلاع حربٍ من هذا النوع، والقدرات التي تملكها المقاومة على المواجهة وتوسيع رقعة النار، بعد أشهر من التهويل والضغط على لبنان وتبنّي التهديد الإسرائيلي.يُظهر حرص الألمان على التواصل المباشر لتفادي الحرب الشاملة أن الدول الغربية تعي قدرات المقاومة على المواجهة

كما يدلّ الإصرار الألماني على رفع مستوى التواصل مع حزب الله، على اقتناع برلين بأن لعب دور فاعلٍ على الضّفة الشرقية للمتوسط يتطلّب مقارباتٍ مختلفة في السياسة الخارجية عن تلك التي تبنّتها خلال العقد الأخير، ولا سيّما في إطار السعي نحو دور الوسيط السابق الذي يتواصل مع أصحاب الشأن جميعهم ومباشرةً من دون قطع الجسور والمواقف العاطفية.

وما يُؤَكِّد سياسة الانفتاح الألمانية الجديدة، تطوّر التواصل الألماني مع حزب الله من القنوات الأمنية حصراً، إلى التواصل السياسي، إن من خلال اللقاءَين الأخيرين بين ديال وقاسم، أو من خلال اللقاءات التي تحصل بين حين وآخر بين ممثّلين عن السفارة الألمانية في بيروت وممثلين عن حزب الله، بما يصبّ أيضاً في إطار التواصل السياسي وتبادل الآراء لتقريب وجهات النظر.

ورغم أن برلين لا تزال تعلن مواقف متشدّدة تجاه الحكومة السورية، إلّا أن اكتمال دائرة التأثير بالنسبة إلى برلين، خصوصاً مع التوتّر غير المسبوق في العلاقة الألمانية – الإيرانية، تنقصه عودة التواصل المباشر مع دمشق التي ترفض حصر التواصل بالشق الأمني، من دون رفع الاتصالات إلى المستوى السياسي. ومع تأكُّد الألمان يوماً تلو آخر بأن سياسة «الإنكار» تجاه سوريا لا تحلّ الأزمات المشتركة، فإن توقّع نزول برلين عن شجرة الأزمة السورية (راجع «الأخبار» الخميس 11 أيار 2023) قد لا يطول، بعد أن تكسّرت العزلة العربية عن دمشق وباتت دول الجنوب الأوروبي بأكملها تطالب بعودة العلاقات مع سوريا.

************************

افتتاحية صحيفة البناء:

خيار أردوغان نحو سورية يفجّر علاقته بالميليشيات… وحرق أعلام وبيوت
نتنياهو يعلن الاستعداد لمرحلة انسحاب في غزة أملاً بتخفيض التصعيد شمالاً
اليمن يعلن عمليّات نوعيّة باستهداف سفن تجارية وحربيّة في الأحمر والهندي

انفجر الوضع في شمال سورية وجنوب تركيا، بين الجيش التركي والميليشيات التي تعمل بدعم ورعاية من تركيا، والتي طالما تسبّبت حمايتها ورعايتها بالأزمات مع روسيا وإيران واستمرار تعقيد العلاقة مع سورية، بمواصلة الرفض التركي لشرط الالتزام بالانسحاب من سورية، الذي لا يوفر لتركيا أمناً بل يوفر للميليشيات الإرهابية الملاذ والحماية والرعاية. وعندما دقت ساعة القرار بالانعطاف التركي نحو المصالح العليا التي تمليها على أنقرة متغيرات دولية وإقليمية، في ضوء التبدلات الأوروبية التي حملت اليمين إلى موقع القرار وما يحمله من عداء عنصري نحو المهاجرين والمسلمين منهم خصوصاً، والتحولات التي تشهدها حرب أوكرانيا لصالح روسيا، وتقدّم محور المقاومة في حروب المنطقة، تكتشف تركيا أنها عندما تتخذ قراراً يلبي مصالحها العليا فإن هؤلاء ليسوا إلا ألغاماً موقوتة جاهزة للانفجار. وبالمقابل انفجرت العنصرية التركية بوجه اللاجئين السوريين بحرق بيوت العمال السوريين وتهجيرهم قسراً عبر الحدود في الكثير من مناطق الجنوب التركي، بينما كان شمال سورية يشهد حرق أعلام تركية ومهاجمة نقاط تمركز الجيش التركي.
على جبهة الحرب في غزة وجنوب لبنان، مزيد من الخسائر في جيش الاحتلال وفقدان زمام المبادرة في جبهات القتال، ومساء أمس، أعلنت حكومة بنيامين نتنياهو أنها سوف تبدأ بتنفيذ ما يُسمّى بالمرحلة الثالثة في غزة، وتحدث مسؤولون حكوميون وعسكريون في كيان الاحتلال أن الرهان على هذا القرار يتعدّى جبهة غزة وتفادي المزيد من المواجهات فيها، على أمل أن يؤدي ذلك إلى تخفيض التصعيد على جبهة لبنان.
عسكرياً، أعلنت القوات اليمنية التنفيذ الناجح لمجموعة عمليات نوعية، أبرزها استهداف سفينة ( MSC Unific ) الإسرائيليةَ في البحرِ العربيِّ بصواريخ مجنحة وكانتِ الإصابةُ دقيقةً ومباشرة. أما العمليةُ الثانيةُ فقد نفذت بعددٍ من الصواريخِ الباليستيةِ والمجنحةِ، واستهدفتْ سفينةَ ( Delonix ) النفطيةَ الأميركيةَ في البحرِ الأحمرِ للمرةِ الثانيةِ خلالَ هذا الأسبوعِ. والعمليةُ الثالثة استهدفت بصواريخ مجنحة، سفينةَ الإنزالِ ( Anvil Point ) البريطانيةَ في المحيطِ الهنديِّ وكانتِ الإصابةُ دقيقةً ومباشرةً. أما العمليةُ الرابعةُ فاستهدفتْ سفينة ( Lucky Sailor ) في البحرِ الأبيضِ المتوسطِ، بسبب انتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة، حيث كانتِ الإصابةُ دقيقةً ومباشرة.

مع تراجع وتيرة التهديدات الإسرائيلية بشن عدوان واسع على لبنان لصالح تقدم الحلول الدبلوماسية، استبعدت مصادر سياسية معنية بالملف الحدودي توسع دائرة الحرب بين حزب الله و»إسرائيل»، مشيرة لـ»البناء» إلى أن الجهود الأميركية تتركز على إنهاء الحرب في غزة لإنقاذ «إسرائيل» من مأزقها ولتفادي الحرب الإقليمية ودخول الإدارة الأميركية مرتاحة الى الانتخابات الرئاسية، وانطلاقاً من ذلك من غير المنطقي السماح لـ»إسرائيل» فتح جبهة جديدة قد تفتح الباب أمام حرب إقليمية تهدّد أمن «إسرائيل» والمصالح الأميركية في المنطقة». ولفتت المصادر الى أن «الجهود الأميركية والدولية نجحت باحتواء التصعيد على الحدود الجنوبية وعدم الانزلاق الى حرب واسعة النطاق بعد تحذير الحكومة الإسرائيلية من تداعيات هذه الخطوة، ودعوة الحكومة اللبنانية لضبط الحدود قدر الإمكان لتمرير المرحلة الفاصلة عن خفض العمليات العسكرية في غزة والانتقال للمرحلة الثالثة». وأكدت المصادر أن الأميركيين لن يسمحوا للحكومة الإسرائيلية بشن عدوان شامل على لبنان، إضافة الى أن الجيش الإسرائيلي لن يسير بأي خيار يعرف تداعياته الكارثية على الجيش وعلى الكيان الإسرائيلي بخاصة بعد تحذيرات كبار الجنرالات الأميركيين لـ»إسرائيل».
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن “لا أحد من اللاعبين الكبار في المنطقة يريد حرباً أخرى، فلا إسرائيل وحزب الله ولبنان وإيران يريدون الحرب”. ولفت الى أن “طهران لا تريد حرباً لأنها لا تريد رؤية حزب الله مدمّراً، وتفقد ورقة أخرى في المنطقة، بالمقابل “إسرائيل” لا تريد الحرب في لبنان، لكنها مستعدة لذلك”. ورأى بأن “الهدنة في غزة في مصلحة “إسرائيل” الاستراتيجية”.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت أن “اندلاع حرب شاملة مع “حزب الله” ستكون فكرة سيئة لأن “إسرائيل” ستعاني من ألم لم تشهده في تاريخها”. وفي مقابلة مع شبكة “سي ان ان” الاميركية لفت الى انه “إذا اندلعت حرب شاملة في الشمال من المرجح أن يختفي لبنان، سيكون هناك دمار شامل، لدينا القدرة على القيام بذلك، لكن في الوقت نفسه إذا استخدم حزب الله كل القوة، وهو سيستخدمها، ستعاني “إسرائيل” من ألم أكبر من أي وقت مضى في تاريخ مواجهاتنا مع الدول العربية”.
ووفق معلومات “البناء” فإن حكومة الاحتلال بدأت المرحلة التمهيدية للمرحلة الثالثة التي ستبدأ خلال أسابيع قليلة وتقضي بخفض العمليات الحربية لإراحة الجيش المنهك خلال تسعة شهور على جبهات عدة، وتراجع الجيش خلف خطوط الاشتباك مع المقاومة الفلسطينية لتخفيف الخسائر والانتقال الى مرحلة إطباق الحصار على غزة وسدّ كل منافذ تمرير المساعدات والأسلحة والمؤن والقيام بأعمال أمنية موضعية وضرب أهداف تضعف من قدرات المقاومة وقيادتها وتحميلها مسؤولية الأوضاع الكارثيّة لسكان غزة والاستثمار على هذا العامل لتأليب الرأي العام في غزة على المقاومة”.
وشدّد القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري، “أن على “إسرائيل” أن تدرك عجزها عن إعادة الوضع إلى ما قبل 7 تشرين الأول وأن الجرائم والقتل لن يعوّضا هزيمتها الاستراتيجية”. وقال: “المقاومة في لبنان ستكبد إسرائيل ثمناً غالياً رداً على أي اعتداء”. وقال لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان: “المقاومة في لبنان على أهبة الاستعداد للردّ على تهديدات إسرائيل”.
إلى ذلك، أظهرت معطيات معهد الأبحاث “علما” لأبحاث التحديات الأمنية على الجبهة الشمالية في كيان العدو، أنه خلال شهر حزيران الأخير نفّذ 288 هجومًا على الساحة الشمالية، بمعدّل 9.6 هجوم في اليوم، وذلك مقابل 320 هجومًا في شهر أيار بمعدّل 10 هجمات في اليوم.
وبحسب معهد “علما”، بحلول منتصف الشهر، بدا واضحًا أن كثافة نيران حزب الله كانت مُرتفعة، خاصة في ظل اغتيال قائد وحدة نصر في حزب الله طالب سامي عبد الله في 11 حزيران. واستمرّت الهجمات ردًا على اغتيال مسؤول كبير في حزب الله ثلاثة أيام، وكان عددها مرتفعًا بشكل خاص.
وأضاف المعهد: “بمقارنة جميع البيانات الشهرية، يمكن ملاحظة أن شهر حزيران يقترب بشدّته من شهر أيار، والذي كان حتى الآن أعنف شهر من هجمات حزب الله ضد “إسرائيل” منذ تشرين الأول 2023”، وأكد أن “شهر حزيران 2024 هو في الواقع ثالث أقوى شهر – بينما كانون الأول 2023 – هو ثاني أقوى شهر”.
وواصلت المقاومة عمليّاتها ضد مواقع الاحتلال فاستهدفت موقع ‏السماقة في تلال كفرشوبا بقذائف المدفعية وأصابوه إصابةً مباشرة، ‏كما، ‏استهدفوا مبنيين يستخدمهما جنود العدوّ في مستعمرة “دوفيف” ردًا على اعتداء العدو على بلدة كفركلا، ‏وفي مستعمرة “راموت ‏نفتالي” ردًا على اعتداء العدو على بلدة حولا، وأصابوهما إصابة مباشرة.
كما استهدفت ‌‏المقاومة موقع ‌‏”معيان باروخ” بقذائف المدفعية وأصابوه إصابةً مباشرة مما أدّى إلى اندلاع النيران بداخله، ومبنى يستخدمه جنود العدو “الإسرائيلي” في مستعمرة ‌‏المطلّة بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة.‏
وأشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى أنه “مُطمئن للأيام المقبلة بأننا سنصل إلى حل”، وأضاف خلال حفل إطلاق حملة “مشوار رايحين مشوار” للموسم الصيفي 2024 من واجهة بيروت البحرية: “نسمع بعض الدعوات من دول لرعاياها بعدم المجيء الى لبنان، وأؤكد أنه حتى بعض من اتخذ هذا القرار ففي قرارة نفسه يريد المجيء الى لبنان. المواطنون العرب والأجانب يحبون لبنان ونحن نحبهم، وانا مطمئن باذن الله اننا سنصل الى حل في الايام المقبلة”.
الى ذلك، أدلى مساعد أمين عام الجامعة العربية السفير حسام زكي بتصريحات عكست تراجعاً عن تصريحاته السابقة لجهة إزالة تصنيف الجامعة العربية لحزب الله بالإرهاب، وفي تصريح لفت زكي إلى أن “تصريحاته السابقة عن حزب الله فُسّرت في غير سياقها الصحيح وهي لا تعني بأي حال زوال التحفظات والاعتراضات العديدة على سلوك وسياسات وأفعال ومواقف حزب الله، ليس فقط داخلياً وإنما إقليمياً أيضاً”. ولفت زكي الى أن “قرارات الجامعة العربية تمنع تقديم أي شكل من الدعم للإرهابيين والكيانات الإرهابية”.
وكان زكي أعلن أن “الجامعة لم تعد تصنف حزب الله كمنظمة إرهابية”.
بدوره أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الأمانة العامة “تلتزم دوماً بالتنفيذ الكامل لقرارات الدول في كافة الموضوعات”. وأضاف: “التكليف الصادر للأمين العام المساعد السفير حسام زكي بزيارة لبنان، موفداً شخصياً من جانبه، للتواصل مع القوى السياسية اللبنانية، هو تنفيذ لقرارات مجلس الجامعة في شأن التضامن مع لبنان وتكليفها للأمين العام في هذا الشأن”.
وأكد المسؤول الإعلامي في بكركي وليد غياض أن “لا نية باستهداف حزب الله ولا بوصفه بالإرهابي والبطريرك لم يقصد حزب الله ولا المقاومة في الجنوب التي نقدر كل تضحياتها وما أنجزته من انتصارات كانت محقة وتحية الى كل الشهداء الذين يسقطون في الجنوب.” وشدّد في حديث تلفزيوني على أن التواصل بين بكركي وحزب الله مستمرّ، مضيفاً: “لو كان البطريرك اعتبر حزب الله إرهابياً لأوقف التواصل معه لأنه لا يحاور ارهابيين”. وكشف غياض: ان “سفراء طلبوا من البطريرك وصف حزب الله بالإرهابي وقد رفض هذا الأمر رفضاً قاطعاً مؤكداً ان الحزب فريق لبناني”.

**************************

افتتاحية صحيفة النهار


تصاعد التعبئة لمنع الحرب: تسليم الجيش فوراً

 

في حين تتمادى الإستباحة الميدانية و#الديبلوماسية والدعائية للمواجهات الجارية في الجنوب بين تصعيد إسرائيلي لنبرة التهويل والتهديد، وتوظيف إيراني متكرر تُنصّب فيه طهران نفسها متحدثاً وراعياً ومحركاً لأذرعتها وفي مقدمهم “الحزب”، اتخذ تصعيد صوت الاعتراض الداخلي ال#لبناني على الحرب دلالات بارزة بدا معها هذا التصعيد بمثابة مؤشر مهم من جملة مؤشرات تتركز على تظهير الاعتراض الواسع والشامل لإعادة توريط لبنان في جحيم حربي يتهدده بأخطر وأوخم العواقب الكارثية.

 

والواقع أن الساعات الأخيرة شهدت ما يشبه اطلاق تعبئة سياسية وإعلامية واسعة من جانب #قوى المعارضة الأساسية في مؤشر قالت مصادر نيابية معارضة لـ”النهار” إنه يعكس الخطورة الكبيرة للمعطيات المتجمعة لدى قوى المعارضة وكتلها النيابية لجهة الوقائع المتصلة باقتراب خطر اندلاع حرب كبيرة على لبنان وعبره، ولا بد من تحرك داخلي فعال ومؤثر لمواجهتها قبل فوات الأوان.

 

ولفتت هذه المصادر إلى أن اطلاق قوى المعارضة نفير التحذير من حرب كبيرة ودق ناقوس الخطر حيالها وطرح خريطة طريق مفصلة لتجنبها جاء بناء على مشاورات معمقة وتجميع للمعطيات لدى جميع القوى المعارضة، ناهيك عن رؤية “عقلانية ومسؤولية وطنية” كما ورد في البيان – الموقف لقوى المعارضة حيال الآتي الخطير ما لم يستدركه لبنان برفع الصوت بقوة واقتران ذلك بإجراءات عاجلة عدّدتها المعارضة وكان جوهرها إعادة حصر الأمن بالدولة والشرعية من خلال انتشار متجدّد فعال للجيش اللبناني ينزع فتيل الحرب وخطر اندلاعها على نحو واسع وشامل.


 

وأشارت إلى أن قوى المعارضة تدرك سلفاً أنها تخاطب “حكومة صماء” ودولة تكاد تكون معدومة لكون السلطة بين أيدي الفريق الأحادي الذي اتخذ قرار الحرب ضارباً بعرض الحائط إرادة ووجود الدولة وجميع اللبنانيين، ولكن كان لا بد من تحمّل المسؤولية في دق ناقوس الخطر المتعاظم “ولنر ماذا سيكون عليه موقف المستهترين بدمار لبنان إذا لم تحصل مبادرات عاجلة لوقف الإستباحة المتعددة الوجوه والجهات التي أدت اليها عملية ربط لبنان بحرب غزة قسرا”.

 

وفي ظل هذه الدلالات أعلن نواب قوى المعارضة أمس في مؤتمر صحافي تلا خلاله النائب اشرف ريفي بيان المعارضة وطرح رؤية “عبر خارطة طريق تسحب فتيل التصعيد وتجنّب لبنان حرباً مدمرة”. وتلحظ هذه الرؤية عدداً من النقاط ابرزها، “ضرورة عدم ربط المسارين اللبناني والفلسطيني لجهة ما يحصل في غزة وضرورة الفصل بينهما. فلن نرضى اليوم أن نُجرّ إلى حرب شاملة لا تفيد القضية الفلسطينية، وتدمّر لبنان، ولن نسلم، بأن تقوم مجموعات مسلحة، تعمل على الأراضي اللبنانية، محلية كانت أم أجنبية، بفرض منطق وحدة الساحات، المرفوض من قبل غالبية اللبنانيين، خدمة لمشروع الممانعة الإقليمي”.

 

وجددت “تأكيد أهمية وضرورة تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، من قبل جميع الأطراف، وعلى دعم الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية، لضبط الحدود الدولية جنوباً، شرقاً وشمالاً، وعلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية 1559، و1680 وغيرها من المعاهدات الدولية ذات الصلة”.


 

وشددت على “أن تفادي حرب أوسع من تلك الدائرة حالياً ما زال ممكناً، وذلك يتطلب من حكومة تصريف الأعمال تحمل مسؤولياتها التي تخلت عنها منذ اليوم الأول للحرب، عبر المبادرة فوراً إلى وضع حد لكل الأعمال العسكرية خارج إطار الدولة اللبنانية وأجهزتها، والتي تنطلق من الأراضي اللبنانية ومن أي جهة وإعلان حالة الطوارئ في الجنوب وتسليم الجيش اللبناني زمام الأمور فيه وتكليفه بالتصدي لأي اعتداء على الأراضي اللبنانية والتحرك على الصعيد الديبلوماسي من أجل العودة إلى اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949 وتطبيق القرار 1701 كاملاً”. ودعت إلى عقد جلسة مناقشة نيابية لموضوع الحرب الدائرة في الجنوب ومخاطر توسّعها، ولتبني نواب الأمة هذه النقاط كخارطة طريق لنزع فتيل التصعيد وتجنيب لبنان حرباً.

 

وليس بعيداً من هذه التعبئة الاعتراضية، حمل”لقاء سيدة الجبل” بعنف على قرار الجامعة العربية نزع صفة الإرهاب عن “الحزب” وسلاحه “الذي هو تحت الإمرة الإيرانية المباشرة” وأعلن أنه “لا يمكن أن نقبل في لحظة، يهدد فيها وكلاء إيران في المنطقة الأمن في البحر الأحمر وفي البحر الأبيض المتوسط، بأن يأتي الأستاذ حسام زكي ليرفع من بيروت صفة الإرهاب عن “الحزب”، ولن نقبل، نحن الذين يدافعون عن لبنان وسيادته واستقلاله وحريته، بأن يأتي أيّ كان باسم أيّ كيان ويسلّم رؤوسنا إلى إيران وميليشياتها في المنطقة”.

 

#رحلات الطيران…


وسط هذه الأجواء تواصلت ترددات التحذيرات من احتمال اندلاع حرب في لبنان إذ كان جديدها إعلان شركة الطيران الألمانية “لوفتهانزا” تعليق رحلاتها الليلية من بيروت وإليها حتى نهاية تموز (يوليو) بسبب الوضع في #الشرق الأوسط.

 

ولكن المدير العامّ للطيران المدنيّ في #مطار بيروت #فادي الحسن، أكد لـ”النهار” أنّ #شركة “لوفتهانزا” لم توقف رحلاتها إلى بيروت، بل تمّ تحويل الرحلات الليليّة إلى نهاريّة.

 

وفي وقت لاحق أعلنت السفارة الأميركية في بيروت انها أخذت علماً بتعديل رحلات الخطوط الجوية السويسرية ما أدى الى الغاء عدد من الحجوزات في وقت قصير. وبناء عليه دعت السفارة الأميركية رعاياها الى مراجعة مواعيد رحلاتهم التي قد تتغير من دون انذار، وأعادت السفارة تذكير مواطنيها بتجنّب السفر الى لبنان بسبب الأوضاع الأمنية التي قد تتبدل بسرعة.

 

التهديدات


أما في سياق الحرب الكلامية المتصلة بالمواجهات الميدانية بين إسرائيل و”الحزب”، فكرّر أمس القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري اقحام بلاده في الوضع في لبنان، وقال “إن على إسرائيل أن تدرك عجزها عن إعادة الوضع إلى ما قبل 7 تشرين الأول (أكتوبر) وأن الجرائم والقتل لن يعوّضا هزيمتها الاستراتيجية”. وأضاف: “المقاومة في لبنان ستكبد إسرائيل ثمناً غالياً رداً على أي اعتداء”. وأكد أن “المقاومة في لبنان على أهبة الاستعداد للرد على تهديدات إسرائيل”.

 

في المقابل، اعتبر عضو مجلس الحرب الإسرائيلي #بيني غانتس أمس أن عدم التسوية على حدود إسرائيل الشمالية “يعني أن الدولة اللبنانية ستدفع ثمن إرهاب الحزب”، وقال إن “على “الحزب” أن يقرر ما إذا كان إيرانياً أم لبنانياً وإلا سيدفع الثمن”، مشددًا على أن “لبنان سيدفع الثمن إذا استمر الوضع كما هو في حدودنا الشمالية”.

 

ونقلت القناة 7 الإسرائيلية عن وزير المالية الإسرائيلي #بتسلئيل سموتريتش، أن “الاتفاق مع “الحزب” لا يساوي قيمة الورق الذي كتب عليه وإذا أجّلنا قرار الحرب وتقويض قدرة “الحزب” سنتكبد ثمناً باهظاً وآلاف القتلى”.

 

على الصعيد الميداني أسفرت #غارات #اسرائيلية على #حولا عن مقتل 3 عناصر من “الحزب”. واغار الطيران الحربي على #كفركلا لمرتين متتاليتين وأفيد عن استهداف مسيّرة اسرائيلية منزلاً في بلدة مركبا. ونفذت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارة على عيتا آلشعب واستهدفت أحد المنازل في الحي الغربي.


 

وفي المقابل، أعلن “الحزب” استهداف موقع السماقة في #تلال كفرشوبا ومبنى يستخدمه الجنود في مستعمرة دوفيف ومبنى آخر في مستعمرة راموت نفتالي وموقع ‏معيان باروخ.

*****************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

اليمين والمعارضة في إسرائيل يلتقيان على توسعة الحرب بجنوب لبنان

إيران تدعم موقف «الحزب» بالرد

 

يدفع كل من اليمين والمعارضة في إسرائيل، الحكومة باتجاه توسعة الحرب في لبنان، في موجة جديدة من التهديد يلتقي عليها الطرفان، ويقابلها «الحزب» أيضاً بالتهديد بالرد على أي حرب إسرائيلية إلى العمق اللبنانية، وذلك على إيقاع عمليات عسكرية، وتبادل متواصل للقصف على حدود لبنان الجنوبية.


 

وقال زعيم المعارضة في إسرائيل والوزير المنسحب من الحكومة بيني غانتس: «لبنان سيدفع الثمن إذا استمر الوضع كما هو في حدودنا الشمالية»، مضيفاً: «على (الحزب) أن يقرر ما إذا كان لبنانياً أم إيرانياً، أو سيدفع الثمن». ورأى غانتس أن «عدم التسوية على حدودنا الشمالية يعني أن الدولة اللبنانية ستدفع ثمن إرهاب (الحزب)».

 

وفي موازاة هذا الدفع المعارض، يتبنى اليمين الإسرائيلي الموقف نفسه، وعبّر عنه وزير المال في الحكومة الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش بقوله: «يجب شن حرب وإقامة منطقة عازلة بجنوب لبنان بدلاً من إبقاء هذه المنطقة في أرضنا». ونقلت عنه «القناة 7» قوله: «الاتفاق مع (الحزب) لا يساوي قيمة الورق الذي كُتب عليه»، مضيفاً: «إذا أجّلنا قرار الحرب وتقويض قدرة (الحزب) فسنتكبد ثمناً باهظاً وآلاف القتلى».

 

 

وعملت الولايات المتحدة ودول أخرى مثل فرنسا وألمانيا خلال الأسابيع الماضية، على محاولة منع تمدد الحرب، وسحب الذرائع من إسرائيل لتوسعة القتال، وذلك من خلال موفدين وصلوا إلى بيروت وتل أبيب، لكن تلك المبادرات فشلت في إقناع «الحزب» بالانسحاب من المنطقة الحدودية إلى عمق 10 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، أو بإيقاف القتال الذي يربطه الحزب بإنهاء الحرب في غزة. وحذرت واشنطن من أنها لن تستطيع إيقاف أي خطط إسرائيلية في هذا السياق.

 

وفي مقابل التهديدات الإسرائيلية، يردّ «الحزب» بالتهديد أيضاً. وقال النائب حسين الحاج حسن في تصريح مخاطباً إسرائيل: «إذا فكرت أيها العدو في أي خطوة حمقاء، أو ارتكبت أي خطوة حمقاء، فلن تجد أمامك إلا البأس الشديد الذي سيزيد عجزك عجزاً، والذي سيعمق مشكلة الردع عندك، والذي سيزيد من أزماتك، وقد خبرت بعض ما عند المقاومة».

 

من جهته، قال النائب في كتلة الحزب البرلمانية (الوفاء للمقاومة) علي فياض إن «كل المواقف التي يعلنها العدو، لم تتمكن من التغطية على الحقيقة الواضحة التي لا يمكن نكرانها على الإطلاق، وهي أن هذا العدو إلى مزيد من التخبط والإنهاك والهزيمة»، مشيراً إلى أن «المقاومة في لبنان مستمرة في عملياتها لمؤازرة غزة ما دام هذا العدوان قائماً عليها». وتابع: «أمام كل هذا التهديد والوعيد الذي يطلقه العدو، فإننا ماضون في هذه المواجهة مهما غلت التضحيات».

 

ويتناغم موقف «الحزب»، مع تهديد إيراني كان قد أطلقه وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري الأحد، بقوله إن «المقاومة في لبنان على استعداد تام لمواجهة تهديدات الكيان الصهيوني، وقوة المقاومة في لبنان منقطعة النظير ستجعل أي اعتداء للمحتلين المعتدين مكلفاً بالنسبة لهم».

 

الوضع الميداني

ترافقت التهديدات مع تبادل متواصل للقصف، حيث نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة جوية على بلدة عيتا الشعب، واستهدفت أحد المنازل في الحي الغربي للبلدة، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أن «طائراتنا قصفت مبنى عسكرياً لـ«الحزب» في بليدا جنوب لبنان»، إلى جانب قصف آخر استهدف مركبا وكفركلا، بعدما شن الطيران الحربي الإسرائيلي فجراً غارة استهدفت منزلاً في بلدة البياضة – قضاء صور للمرة الأولى.

 

وأطلق «الحزب» صواريخ باتجاه المطلة، كما أعلن عن استهداف مبنى يتموضع فيه جنود إسرائيليون في راموت ‏نفتالي، وذلك بعد مسيرات أطلقها، الأحد، باتجاه الجولان. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة 18 جندياً بعد هجوم بطائرة مسيّرة، الأحد، استهدف موقعهم في هضبة الجولان المحتلة على الحدود اللبنانية، حالة أحدهم خطيرة. وأوضح الجيش في بيان أن الغارة وقعت في وقت سابق من الأحد، مضيفاً أنه قصف منذ ذلك الحين أهدافاً لـ«الحزب» جنوب لبنان بالطائرات الحربية والمدفعية.

 

«يونيفيل»

وفي خضم التهديدات والعمليات العسكرية، أعلنت قوات حفظ السلام العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل»، أنها عقدت اجتماعاً مع الوكالات والمنظمات الدولية والوطنية «لمناقشة الأمن والدعم للمجتمعات المتضررة من النزاع في جنوب لبنان»، في إطار «دعم (اليونيفيل) المجتمعات المحلية بأفضل ما تستطيع، فإن الاحتياجات كبيرة وتتطلب نهجاً شاملاً».

 

وقالت «اليونيفيل» في بيان: «بينما تواصل (اليونيفيل) تقديم الدعم للمجتمعات المحلية في حدود إمكاناتها وقدراتها، بما في ذلك من خلال المشاريع والتدخلات السريعة والتبرعات المقدمة من البلدان المساهمة بجنود حفظ سلام، فإن الاحتياجات المتنامية تتطلب نهجاً متماسكاً من جميع الجهات الفاعلة المشاركة في الاستجابة للأزمات».

**************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 الملف الرئاسي: تجميد ولا تحريك.. واشنطن تُبعد الحرب وتدفع لـ”حلّ العودتين”

على المقلب السياسي، حديث في بعض الكواليس السياسية، لم يؤكّده أحد، عن حراك مكثف متوقّع خلال شهر تموز الجاري، محوره الأساس الملف الرئاسي. واما على المقلب الأمني، فخطّ ناري يزنّر منطقة الحدود الجنوبية، بمواجهات بين «الحزب» والجيش الاسرائيلي، ما زالت على الإيقاع نفسه من الصعود والهبوط، دون ان تتخطّى نطاقها المحصور على خط الحدود، او ترتفع فوق سقف قواعد الاشتباك الحاكمة للمواجهات منذ 8 تشرين الاول من العام الماضي. في انتظار تطورات تحدّد وجهتها، اما في اتجاه التصعيد اكثر، او في اتجاه حل سياسي يبدّد الاحتمالات الحربية، ويعيد الأمن والاستقرار لتلك المنطقة.

 

وقد برز في هذا السياق، التأكيد الأميركي المتجدّد على لسان وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن امس، من انّ لا احد من اللاعبين الكبار في المنطقة يريد الحرب، فلا اسرائيل و»الحزب» ولبنان وإيران تريد الحرب. وفي موازاة ذلك، برز التحذير الذي اطلقته ايران امس، على لسان القائم بأعمال وزير الخارجية الايراني علي باقري كني، لإسرائيل «من تهديد لبنان»، مؤكّداً «جاهزية المقاومة اللبنانية لمواجهة تهديدات اسرائيل، وانّ إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً لخطأ ارتكاب عمل عدواني، نظراً لقوة المقاومة التي لا مثيل لها في لبنان، ولأنّ المقاومة اللبنانية مستعدة تماماً للردّ».

لا جديد رئاسياً

سياسياً، وعلى ما يؤكّد مرجع سياسي لـ»الجمهورية»، أن «لا جديد على صعيد الملف الرئاسي، «ما زلنا مطرحنا، حصلت حراكات في الفترة الماضية وانتهت كما بدأت، ولم يتحقق منها ما يمكن أن يشجع او يُبنى عليه».

 

وعندما سُئل عن تحّرك ما ستشهده الايام المقبلة، قال: «مين بدو يتحرّك، سمعت متلي متلكم عن حراك جديد، لكن حقيقة انا ما عندي علم بشي، وما حدا بلّغنا شي، ولا نحن طلبنا من حدا».

 

وعمّا تردّد عن تحرّك جديد للجنة الخماسية، قال: «لحد علمي ما في شي لا حراكات ولا من يحزنون، لا خماسية ولا سداسية، ولا حتى أحادية. وفي مطلق الاحوال اي تحرّك مرحّب به إن كان هادفاً الى تحقيق توافق بين الاطراف على انتخاب رئيس للجمهورية».

 

ورداً على سؤال عن مصير مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، قال المرجع: «الرئيس بري متمسك بمبادرته لأنّها تحدّد المخرج التوافقي اللازم للأزمة الرئاسية. وهي تحظى بإجماع دولي عليها، وقد عبّرت عن ذلك اللجنة الخماسية، كما انّها تحظى بشبه إجماع داخلي ما خلا بعض الاطراف التي تصرّ على التغريد خارج سرب التوافق. في اي حال، مبادرة بري قائمة، وفي نهاية المطاف كل الاطراف سيعودون اليها».

 

بكركي و”الحزب”

 

وعلى المقلب السياسي الآخر، أكّدت مجريات الأيام الاخيرة وما حملته من رسائل متبادلة وموفدين بين البطريركية المارونية والمجلس الشيعي، بدّدت الالتباسات التي شابت العلاقة بينهما على خلفية ما ورد في عظة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي قبل ايام. واكّدت حرص الطرفين على كل ما يجمع بينهما لمصلحة لبنان. كما اكّدت في السياق ذاته على تنقية العلاقة بين البطريركية و»الحزب».

 

وبرز في هذا الإطار ما قاله المسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض، أمس، بأنّ «لا نية باستهداف «الحزب» ولا بوصفه بالإرهابي، والبطريرك الراعي لم يقصد «الحزب» ولا المقاومة في الجنوب التي نقدّر كل تضحياتها وما أنجزته من انتصارات كانت محقة»، موجّهاً التحية «الى كل الشهداء الذين يسقطون في الجنوب».

 

وكشف غياض، انّ «التواصل بين بكركي و»الحزب» مستمر، ولو كان البطريرك الراعي يعتبر «الحزب» ارهابياً لأوقف التواصل معه، لأنّه لا يحاور ارهابيين»، كاشفاً انّ «سفراء طلبوا من البطريرك الراعي وصف «الحزب» بالإرهابي، وقد رفض هذا الأمر رفضاً قاطعاً، مؤكّداً انّ الحزب فريق لبناني».

 

جبهتا غزة والجنوب

 

في المقلب الآخر، فإنّ المتابع لمجرى الحرب الدائرة في قطاع غزة والمواجهات المتسارعة على جبهة جنوب لبنان، ينتابه شعور بأنّ كلّ الوساطات ومحاولات احتواء التصعيد قد استنفدت، وباتت الكلمة للميدان العسكري. الّا انّ السؤال الذي يطرح نفسه في موازاة التهديدات الاسرائيلية التي تنذر بحرب طويلة الأمد: هل ستتمكن اسرائيل من تحقيق أيّ من اهدافها التي رفعتها لتحرير الأسرى الاسرائيليين والقضاء على حركة «ح»، وتتفرّغ بالتالي لجبهة جنوب لبنان. أم أنّ الميدان سيشهد تطورات ما تفرض صفقة تبادل للأسرى بين اسرائيل و»حركة ح»، قائمة على وقف لاطلاق النار، ينسحب تلقائياً على جبهة لبنان، ويفتح الباب على حل سياسي تعتبره الولايات المتحدة الاميركية السبيل الوحيد لعودة سكان جنوب لبنان ومستوطنات الشمال الى منازلهم في جوّ آمن؟

 

فيما ما زالت واشنطن تعوّل على مبادرة الحل التي أطلقها الرئيس الاميركي جو بايدن، وإن كانت معوقات كبرى تعترضها، سواء من الجانب الاسرائيلي الذي اعلن رفض إدخال تعديلات عليها، او من حركة «ح» التي تضع اشتراطات اساسية لقبول المبادرة، ولاسيما تعهّد اسرائيل بوقف نهائي لاطلاق النار والتزامها بالانسحاب من قطاع غزة.

 

طبول الحرب

 

الّا انّ هذا البطء أو التعثر في مسار مبادرة الحلّ الاميركية، تُضاف اليه طبول الحرب الواسعة التي تقرعها حكومة بنيامين نتنياهو، والتي ضجّت بشكل مكثف بالتزامن مع مواجهات محتدمة في شهر حزيران الفائت، الذي اجمعت التقارير العسكرية على انّه كان الأعنف منذ بداية الحرب، وخصوصاً على جبهة جنوب لبنان، أحدثت مساحة واسعة من الاعتقاد بأنّ الميدان العسكري من غزة الى لبنان على شفير التدرّج نحو الحرب. وعززت هذا الاعتقاد التهديدات الاسرائيلية المتواصلة بتطويل أمد الحرب، وتكرار سيناريوهات التدمير والإبادة الجماعيّة ضدّ ما تبقّى من قطاع غزة، وشن عملية عسكرية ضدّ لبنان.

 

على انّ المتمعن في عمق الصورة، يتبدّى له أنّ منحى التصعيد والتهديد الذي تسلكه حكومة نتنياهو، تعترضه موانع كبرى، حيث أنّ كلّ التقديرات سواء الأميركية او الدولية أو تلك الصادرة من داخل اسرائيل من مستويات سياسية وعسكرية، ومن معلّقين ومحللّين، باتت تجمع على انّ خيار الاستمرار في الحرب في غزة ليس صائباً، وعلى التحذير من انّ الحرب على لبنان تنطوي على مخاطر وأكلاف عالية ومدمّرة. وكلا الحربين، لن يمكنا نتنياهو من تحقيق الانتصار الذي يريده. بل انّ خيار الحل الاميركي هو الذي يعيد ما تبقّى من أسرى اسرائيليين لدى حركة «ح» سالمين. وخيار الحل السياسي الذي تدفع اليه واشنطن، هو الذي يمكّن سكان مستوطنات الشمال من العودة الى بيوتهم.

 

«حل العودتين»

 

على أنّ ما يُقال في الغرف الديبلوماسية، لا يغلب فرضية التصعيد، ولاسيما انّ قنوات الاتصال المفتوحة مع الوسطاء، وفق ما تكشف مصادر رسميّة لـ»الجمهورية»، ما انفكّت ترسل اشارات معاكسة للجو الحربي، وترجّح خيار الحل السياسي في المدى القريب المنظور على جبهتي غزة وجنوب لبنان. وخصوصاً انّ الاميركيين مصمّمون على إنجاح مبادرة الرئيس جو بايدن، بل انّهم باتوا عازمين أكثر من ذي قبل على تهدئة في غزة توازيها او تواكبها تهدئة على جبهة لبنان. ولهذه الغاية لن يطول الوقت وسيعود آموس هوكشتاين في زيارة جديدة الى المنطقة.

 

ولا تفصّل المصادر الرسمية في مضمون تلك الإشارات، بل تكتفي بالقول: «إنّ ما نسمعه يؤكّد في جوهره توجّه الادارة الاميركية الى بلوغ ما يبدو انّه «حل العودتين»؛ اي عودة الاسرى الاسرائيليين في غزة، وعودة سكان الجنوب ومستوطنات الشمال الى بيوتهم».

 

وتضيف المصادر عينها: «يقولون إنّ الاسبوعين او الثلاثة المقبلة حاسمة للدفع بالحلول إلى الامام، ومن شأن هذا الامر أن يقلّل منسوب القلق من تصعيد واسع. ولكن هذا لا يعني الركون لكل ما يُقال، قبل ان نلمس بوادر الحل على الارض، ونتائج ما يُقال عن ضغوط اميركية قوية تُمارس على اسرائيل للسير بالحل، ومن هنا فإنّ من الواجب الحفاظ على قدر عالٍ من الحذر من الغدر الاسرائيلي».

 

المتاهة

 

إلى ذلك، ووفق معلومات موثوقة لـ»الجمهورية»، أنّ مسؤولاً أمنياً رفيعاً في دولة اوروبية اجرى في الآونة الأخيرة، سلسلة لقاءات مع مستويات لبنانية سياسية وغير سياسية، تمحورت حول مستجدات الوضع على الحدود الجنوبيّة، وخصوصاً مع تصاعد العمليات العسكرية والقصف العنيف المتبادل بين «الحزب» والجيش الاسرائيلي، وارتفاع وتيرة التهديدات بعمل عسكري اسرائيلي واسع ضدّ لبنان.

 

وبحسب المعلومات، كما نقلتها مصادر موثوقة، فإنّ المسؤول الأمني المذكور بدا في كلامه وكأنّه يشدّد على إبقاء الوضع على الجبهة الجنوبية تحت سقف مواجهات منخفضة الحدّة، وعكس ذلك في تحذيره من انّ رفع سقف المواجهات الى وتيرة عالية من التصعيد من شأنه أن يخرج الامور عن السيطرة، ويحبط الجهود الرامية الى خفض التصعيد كمقدمة لبلورة حل سياسي يؤدي الى وقف نهائي لاطلاق النار».

 

ونقلت المصادر عن المسؤول الأمني قوله ما حرفيته: «إنّ الوضع كما نراه، لا يبعث على الاطمئنان، وخصوصاً انّه مع التصعيد المتواصل من الجانبين بات اكثر قرباً من السقوط في صراع واسع لا نرى فيه مصلحة لأي من الاطراف، وخصوصاً انّه يضع كل المنطقة امام منزلقات ومخاطر كبرى يستحيل تقدير حجمها إن خرجت الامور عن السيطرة، وهو ما يوجب قدراً عالياً من ضبط النفس. وقد ابلغنا ذلك الى الجانب الاسرائيلي، وهو ما نريد أن نراه من الجانب اللبناني الذي في إمكانه منع «الحزب» من القيام بأي مغامرة عسكرية تتسبب بإشعال الحرب».

 

وعندما سُئل المسؤول الامني عمّا اذا كان يرجح خيار الحرب الواسعة، بدا من ناحية، حذراً من «الحزب»، حيث اعتبر انّ التصعيد الذي يمارسه لا يخدم الجهود الرامية الى حل سياسي، بل من شأنه أن يفاقم الامور اكثر، حيث انّ الاعلانات التي تصدر عن الحزب وتقول بأنّه لا يريد الحرب، يناقضها تصعيد كبير على الحدود. ومن ناحية ثانية اشار إلى خلاصة «تقييم عسكري غربي للحرب ونتائجها»، يقلّل من احتمالات الحرب الواسعة، لاسباب متعددة، ابرزها الضغط الاميركي لعدم توسّعها، يُضاف الى ذلك، أنّ اسرائيل بعد 9 اشهر من الحرب، باتت عالقة في ما يشبه المتاهة المقفلة، ووضعها الداخلي تشوبه موانع كثيرة، وعدم جهوزية لحرب واسعة او طويلة الأمد، ما يعني انّها في حاجة الى حل سياسي».

 

الوضع الاسرائيلي

 

وفي سياق الوضع الاسرائيلي الداخلي غير المستقر، ذكر موقع «والا» الإسرائيلي «أنّ الجيش يعاني من نقص في الجنود». فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ المئات من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي يغادرون شهرياً إلى الخارج من دون إبلاغ قادتهم». وفي السياق، قالت القناة 12 الإسرائيلية إنّ نحو 900 ضابط برتب متفاوتة طلبوا بحث إمكانية تحريرهم من عقود الخدمة العسكرية خلال العام الأخير، فيما كشفت صحيفة «هآرتس» انّ عشرات جنود الاحتياط يعلنون أنّهم لن يعودوا للخدمة العسكرية في غزة حتى لو تعرّضوا للعقاب».

 

الى ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت لشبكة «سي ان ان»، إنّ اندلاع حرب شاملة مع “الحزب” ستكون فكرة سيئة، لأنّ إسرائيل ستعاني من ألم لم تشهده في تاريخها».

 

واضاف: «ليس هناك مصلحة لإسرائيل وليس هناك مصلحة للحزب في الدخول في حرب شاملة، يمكننا التوصل إلى اتفاق، فذلك يتطلّب الحكمة والصبر والمثابرة وضبط النفس»، مشيراً إلى أنّ «كلا الجانبين لا يملكان الكثير منها في الوقت الحالي».

 

وكانت الجبهة الحدودية الممتدة من الناقورة الى جبل الشيخ، قد حافظت امس على وتيرة عالية من التصعيد، حيث نفّذ الطيران الحربي الاسرائيلي سلسلة غارات جوية على العديد من البلدات والمناطق اللبنانية، حيث شملت المنطقة الواقعة بين وادي جيلو وجويا في قضاء صور، وكفر كلا بغارتين متتاليتين، وعيترون، ومركبا، وتزامن ذلك مع قصف مدفعي اسرائيلي طال معظم القرى المحاذية لخط الحدود.

وفي مقابل ذلك، اعلن “الحزب” انّ المقاومة الاسلامية استهدفت موقع معيان باروخ بقذائف المدفعية، ومبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة المطلة، ومبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة راموت نفتالي، ومبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة دوفيف وموقع السماقة في تلال كفر شوبا، ومباني يستخدمها جنود العدو في مستعمرةغرانوت هجليل..

********************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

«هدف سياحي» في مرمى التوتر.. وتناقض أميركي بين رفض الحرب وعدم السفر إلى لبنان

زكي يتراجع والمعارضة لإعلان الطوارئ في الجنوب.. و«موعد ألماني» للهجوم العسكري

 

في الوقت الذي بقي فيه الوضع الميداني، على متغيراته الميدانية، وعنتريات جنرالات «الحرب القذرة» ضد المدنيين الآمنين في قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، من وزير الدفاع الاسرائيلي، الى قادة وضباط العمليات الدائرة في الجنوب (غزة) او المفترضة ان تتصاعد في الشمال (اي عند الحدود اللبنانية – الاسرائيلية) في هذا الوقت سجل لبنان الرسمي السياحي نقطة كبرى في مرمى العازفين على وتر تهريب الرعايا والسياح، وحتى المواطنين اللبنانيين من المجيء لقضاء اسبوع او اكثر في الربوع اللبنانية للاستمتاع بأجواء الصيف من المهرجانات الى البحر والجبل، ورؤية الأهل والاصحاب والاصدقاء.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن تحرك المعارضة أمس في المطالبة بجلسة نيابية تناقش مخاطر الحرب، كان  مخططا لها،  مع العلم أنه في أكثر من مناسبة توقفت المعارضة عند رفض جر لبنان إليها.

وقالت إن الطابة في مجلس النواب لجهة الاستجابة لعقد هذه الجلسة ام لا، وهناك توقعات بعدم وجود سيناريو للدعوة إليها بسبب التباينات بشأن موضوعها الأساسي،  مشيرة إلى أن أمام المعارضة خيارات عدة قد تلجأ إليها في هذا المجال.

إلى ذلك،  افيد أن تزخيم مسعى الاعتدال الوطني  بات قريبا جدا، لكنه ينتظر بعض الإشارات.

«مشوار رايحين»

فعند الواجهة البحرية لبيروت، تحدّى لبنان التقارير الداعية لمغادرة البلد، باطلاق الموسم الصيفي عام 2024، باحتفال شارك فيه الرئيس نجيب ميقاتي ووزراء السياحة (وليد نصار) والاعلام (زياد مكاري) والصناعة (جورج بوشكيان) ووزير الدولة لشؤون الادارة نجلا الرياشي، ومدعوون من هيئات سياحية واقتصادية واعلامية.

وقال ميقاتي خلال حفل اطلاق حملة «مشوار رايحين مشوار»: نسمع بعض الدعوات من دول لرعاياها بعدم المجيء الى بنان، وأؤكد انه حتى بعض من اتخذ هذا القرار ففي قرارة نفسه يريد المجيء الى لبنان، المواطنون العرب والاجانب يحبون لبنان، ونحن نحبهم، وانا مطمئن اننا سنصل الى حل في الايام المقبلة.

وقال: «مطمئن للايام المقبلة للوصول الى حلّ وارادة اللبناني اكبر من اي مشكلة ومصر على الحياة ووزارة السياحة خير برهان».

يشار الى ان الرئيس ميقاتي، بعث برسالة الى امير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، شكره خلالها على تقديم قطر الهبة المالية لدعم رواتب العسكريين، وقيمتها عشرون مليون دولار.

وكان ميقاتي التقى في السراي الكبير سفير قطر لدى لبنان سعود بن عبد الرحمن بن فيصل الثاني آل ثاني في السراي الحكومية، وطلب اليه ايضاً نقل رسالة شكر الى نظيره رئيس الحكومة القطرية الشيخ حمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني.

ما بعد حرب غزة؟

ومع المعلومات المتوافرة عن ان دولة الاحتلال تدرس الانتقال الى المرحلة الاخيرة من الحرب في غزة، مع الابقاء على قواتها هناك، تحت اعتبارين: الاول مرتبط بالمفاوضات غير المباشرة المرتبطة بصفقة التبادل في ما خص الاسرى الاسرائيليين والاميركيين لدى “حركة ح” وحركات المقاومة والاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والثاني يتعلق بما يجري على جبهة الشمال (الحدود اللبنانية – الاسرائيلية) حسب البيانات الاسرائيلية.

مع هذه المعلومات، يتقدم الوضع في الجنوب، على غير مستوى، محلي واقليمي ودولي.

وانضم الى الرافضين للحرب الواسعة وزير خارجية الولايات المتحدة انطوني بلينكن، الذي قال: ان لا احد من اللاعبين الكبار في المنطقة يريد حربا، فلا اسرائيل و”الحزب” ولبنان وايران يريدون الحرب.

واشارت الخارجية الاميركية في بيان لها: ما زلنا نشعر بالقلق ازاء مستوى العنف بين اسرائيل و”الحزب” واعادة الهدوء اولوية لدينا.

وحددت صحيف «بيلد» الالمانية نقلاً عن مصادر اسرائيلية ان «اسرائيل قد تشن عملية عسكرية ضد “الحزب” بالجنوب في النصف الثاني من تموز».

وقررت شركة «لوفتهانزا»الالمانية تعليق رحلاتها الليلة من بيروت واليها من 29 حزيران حتى 31 تموز واوضحت ان هذا القرار بسبب الوضع في الشرق الاوسط.

ونقل عن القائم باعمال الخارجية الايرانية علي باقري قوله لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان : المقاومة في لبنان على اهبة الاستعداد للرد على تهديدات اسرائيل.

المعارضة تطالب الحكومة بالطوارئ في الجنوب

وفي سياق المواقف، دق نواب قوى «المعارضة» ناقوس الخطر من خلال خارطة طريق تجنب لبنان حربا مدمرة، وذلك من خلال «لفصل المسار اللبناني عما يحصل في غزة وتطبيق القرار 1701 كاملا، كما طالب النواب  بعقد جلسة مناقشة نيابية تخصص لموضوع الحرب في الجنوب ومخاطر توسعها، واكدوا رفضهم لتوريط لبنان في اي معادلات جديدة والسعي بكل الوسائل لتجنيب لبنان الانزلاق الى حرب شاملة.

كما طالبت القوى النيابية المعارضة الحكومة باعلان حالة الطوارئ في الجنوب، وتسليم الجيش اللبناني زمام الامور، وتكليف الجيش اللبناني بالتصدي لأي اعتداء على الاراضي اللبنانية، والتحرك الدبلوماسي من اجل العودة الى اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949، وتنفيذ القرار 1701 كاملاً.

وكانت السفارة الاميركية جددت امس التحذيرات لرعاياها من السفر الى لبنان، مشيرة الى انهاء تحث المواطنين الاميركيين المسافرين من لبنان واليه، على مراقبة حالة رحلاتهم عن كثب، مع امكانية وضع خطط بديلة.

زكي يتراجع

عربياً، وحول اللغط المتعلق بتصريحات الامين العام المساعد للسفير حسام زكي بزيارة لبنان بشأن ان “الحزب” ليس منظمة ارهابية، بعد اجتماعه مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، قال الامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط ان الامانة العامة تلتزم دوماً بالتنفيذ الكامل لقرارات الدول في كافة الموضوعات.

واعتبر ان تكليف زكي زيارة لبنان، موفداً شخصياً، هو للتواصل مع القوى السياسية اللبنانية هو تنفيذ لقرارات مجلس الجامعة في شأن التضامن مع لبنان.

واوضح زكي في مقر الجامعة ان تصريحاته «فسرت في غير سياقها الصحيح»، مشيراً الى ان هذا «لا يعني بأي حال زوال التحفظات والاعتراضات الكثيرة على سلوك وسياسات وافعال ومواقف “الحزب” ليس فقط داخلياً وانما اقليمياً ايضاً».

تمديد العروض للشركات النفطية

نفطياً، ذكرت هيئة ادارة قطاع البترول امس ان وزارة الطاقة قررت تمديد الموعد النهائي للشركات لتقديم عروضها للحصول على حقول التنقيب عن النفط والغاز في حقول بحرية ضمن جولة التراخيص الثالثة.

وعليه يصبح الموعد النهائي في 7 آذار 2025 بدلاً من الثالث من تموز الحالي.

واشارت الوزارة في قرارها الى ان هذا الامر سيعطي وقتاً كافياً، لمراقبة «التطورات الاقليمية والدولية والعمل على ايجاد حلول لتعزيز جذب الشركات».

الوضع الميداني

ميدانياً، استهدف “الحزب” مبنيين يستخدمهما جنود الجيش الاسرائيلي في مستعمرتي دوفيف وراموت.

كما هاجم “الحزب” مستعمرة غرانوت هجليل للمرة الاولى، مستهدفاً مبانيٍ يستخدمها جنود العدو الاسرائيلي في هذه المستعمرة.

واستهدفت مدفعية العدو عيتا الشعب، وكذلك اطراف بلدة كفركلا، كما اغار الطيران المعادي على المنطقة ما بين جويا ووادي جيلو.

*************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

بكركي ترفض تحريض السفراء على “الحزب”: مقاومة وليس إرهابيا

 الجيش الاسرائيلي في أزمة… نقص في العديد والعتاد ومئات الاستقالات – ابراهيم ناصرالدين

 

في لبنان، ثبت لكل المشككين المغرضين، انه لا تعارض بين مقاومة تدافع عن الحدود دون هوادة، وتساند الشعب الفلسطيني في غزة، وبين ارادة العيش وتحدّي كل الظروف الصعبة. التهويل بالحرب الشاملة لم يمنع الحكومة من اطلاق حملة «مشوار رايحين مشوار» بالامس. وفيما اعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي خلال اطلاق الحملة انه «مُطمئن للأيام المقبلة بأنه سيتم التوصل إلى حل»، اظهرت الارقام في مطار بيروت الدولي ارتفاعا في عدد الوافدين الذي وصل في شهر ايار الى  276 الف وافد، والى  405 الاف في حزيران، اما في «اسرائيل» فانخفض عدد الوافدين الى النصف مقارنة بالعام الماضي.

«فقاعات اعلامية»

 

وتزامنا مع حملة التهويل الخارجية، المتراجعة نسبيا، والمنذرة بحرب شاملة ضد لبنان، تظّهر الارباك الخارجي، وعقم تفكيره، وقلة حيلته، بابهى صوره في تحريك عناصر داخلية، اثبتت فشلها سابقا، ولا تعدو كونها «فقاعات» اعلامية لا حيلة لها في مواجهة «معضلة» “الحزب”. فعاد فجاة الى بيروت وفي توقيت مثير للريبة، بهاء الحريري في محاولة لاعادة شد العصب السني بعيدا عن “الحزب”، فاكتشف الخارج خلال ساعات ان لا مكان له في هذه الساحة وانه مجددا ورقة خاسرة لا يمكن الرهان عليها لا الآن ولا في المستقبل.

حركة انفصام عن الواقع!

 

وفي هذا السياق، تداعى نواب قوى المعارضة بالامس الى مجلس النواب وخرجوا بما اسموها «خارطة طريق» لانقاذ البلاد من الحرب، تتضمن طبعا تملقا للخارج من خلال التمسك بالقرارات الدولية الآيلة الى التخلص من سلاح المقاومة. وهذا الحراك يدل على ان ثمة انفصاما هائلا عن الواقع لدى هذه القوى التي اذا كانت تنفذ اجندة خارجية فهي تتورط بما لا طاقة لها على تحمل تداعياته، واذا كانت تستدرج عروضا، فانها بالطبع لن تجد من يشتري بضاعتها غير القابلة للتسويق. وحدها بكركي وجدت نفسها معنية بالامس بمعالجة سوء الفهم في عظة البطريرك بشارة الراعي التي ادت الى مقاطعة مع المجلس الشيعي الاعلى، فجزمت انه لا يوجد في ادبياتها توصيف “الحزب” بالارهابي، كاشفة عن رفض البطريرك لمطالب سفراء غربيين بتصنيف الحزب ارهابيا.

الانقسامات في «اسرائيل»

 

وعشية لقاء مفترض بين الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان والمبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين يوم غد في فرنسا، ارتفعت حدة الانقسامات الداخلية في كيان العدو حول كيفية التعامل مع الجبهة الشمالية، وفيما عاد وزير الحرب يوآف غالانت اكثر «عقلانية» من واشنطن مقدما الحل الديبلوماسي، تزامنا مع عودة الحديث عن تعديلات على خطة بايدن لوقف الحرب على غزة، زايد عليه بعض وزراء اليمين وطالبوا بمعركة حاسمة وسريعة، سخرت منها وسائل اعلام اسرائيلية، وردت عليها طهران بتصريح للقائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري، الذي اكد ان المقاومة في لبنان ستكبد «إسرائيل» ثمناً غالياً رداً على أي اعتداء، وهي على أهبة الاستعداد للرد على التهديدات.

   ماذا ينتظر الحزب؟

 

وربطا بالجبهة في الجنوب، اكدت مصادر ديبلوماسية، ان السيناريو المطروح والذي بحثه وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت في واشنطن مع المسؤولين الأميركيين، يقوم على اعلان انتهاء العمليات العسكرية في رفح في الايام المقبلة وانطلاق المرحلة الثالثة، وهي لا تشمل حربا واسعة بل عمليات أمنية محدودة ضد “حركة ح” وقياداتها، على ان تتزامن مع البدء بعودة المدنيين الى غزة وادخال المساعدات بكثافة اليهم… وهو المخرج الذي يحاول الاميركيون بضغط من «الوسطاء» العرب اقناع “حركة ح” به وتاليا الحصول على التهدئة على الجبهة الشمالية، فيما لا يزال موقف “الحزب” واضحا: ما يقبله الفلسطينيون وخصوصا “حركة ح” نقبله، ولا كلام قبل موافقتهم على انتهاء الحرب.

العجز الاسرائيلي

 

ومنذ أن عاد وزير الحرب الاسرائيلي يوآف غالانت من زيارته للولايات المتحدة توالت تلميحاته بأن «إسرائيل» غير معنية بحرب مع “الحزب” الآن، وأنها تفضّل الاتفاق والتسوية، بعد سلسلة تصريحات عن «إعادة لبنان للعصر الحجري». ووفقا لمصادر ديبلوماسية،  فان نتنياهو يؤيد موقف غالانت، بعدما ادرك تبعات وأثمان الحرب الكبرى، رغم رغبته الشخصية بإطالة أمد الحرب، بخاصة أنه يسمع تقديرات مراقبين وجنرالات في الاحتياط يعتبرون حرباً واسعة في الشمال الآن مغامرة خطرة جداً، تنطوي على تهديد وجودي لـ «إسرائيل»، فهي منهكة وعاجزة عن إدارة حرب على جبهتين.

السخرية من سموتريتش!

 

في المقابل؛ دعا وزير المالية باتسلئيل سموتريتش الى حرب حادة وسريعة في لبنان.

 

وعكست الإذاعة العبرية العامة، صباح امس،  موقف أوساط إسرائيلية وازنة، بقولها إن سموتريتش منفصمٌ عن الواقع، ولا يدرك معاني وتبعات الحرب مع “الحزب”.  وكشفت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية امس أن مسؤولين إسرائيليين اقترحوا على نظرائهم الأميركيين توجيه ضربة عسكرية في لبنان تضطر “الحزب” الى التراجع لشمال الليطاني، لكن واشنطن رفضت ذلك، لانها تخشى اندلاع حرب واسعة.

اين هو الجيش؟

 

وحذرت الصحيفة نفسها من مغبة مثل هذه الحرب، ورأت أن الحل يكمن في وقف الحرب على غزة، استعادة الرهائن، وترتيب الأمور مع لبنان، والتعاون مع الولايات المتحدة ضمن صفقة سياسية كبيرة تشمل تحالفاً مع السعودية، وبناء محور مناهض لإيران. وتساءلت الصحيفة عن أي جيش يتحدث سموتريتش وغيره لخوض حرب في الشمال، وقالت ان عليه ان يسأل عددا كبيرا من الجنود المصوتين له: ما هو مستوى التآكل في الوحدات النظامية التي تحارب “حركة ح” منذ أكثر من ثمانية أشهر؟ وكيف يشعر جندي الاحتياط الذي استدعي للمرة الثالثة للخدمة بالأمر 8 ويترك وراءه عائلة مشتاقة ومصلحة تجارية متعثرة أو سنة دراسية ضائعة؟ وما حجم التسليح الدقيق لدى سلاح الجو إزاء قرار الإدارة الأميركية تأخير الإرسالية التي تشمل 3500 قنبلة ثقيلة؟ وما هو العلاج المطلوب للدبابات وناقلات الجنود بعد ساعات التشغيل الكثيرة؟ ومن هم العسكريون الذين يقدرون على القيام بعملية خاطفة وسريعة، التي ستهزم “الحزب”؟ وما مدى استعداد الجبهة الداخلية في «إسرائيل» للتعامل مع إطلاق يومي لآلاف الصواريخ والقذائف والمسيرات من لبنان ؟

تضليل الجمهور

 

ولفتت الصحيفة الى ان سموتريتش يضلل الجمهور حين يصف الحرب ضد “الحزب” بأنها «حاسمة وسريعة» وذلك لأنها ستتطور إلى حرب إقليمية، ومشكوك في أن الجيش الإسرائيلي جاهز لها، وربما تمس بالجبهة الداخلية مساً شديداً وتكلف آلاف الإسرائيليين حياتهم.

  النقص في عديد الجيش

 

ووسط حملة التهويل بالحرب، كشف وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، امس، عن حاجة الجيش إلى 10 آلاف جندي إضافي فورا، فيما أفادت قناة عبرية بوجود زيادة كبيرة في عدد الضابط الذي يطلبون التقاعد من الخدمة العسكرية. ونقلت إذاعة الجيش عن غالانت قوله للجنة الخارجية والأمن في الكنيست: نحتاج إلى 10 آلاف جندي فورا. ويمكننا تجنيد 4 آلاف و800 من اليهود المتدينين (الحريديم).

طلبات التقاعد تتزايد

 

وضمن أزمة نقص جنود وضباط الجيش الإسرائيلي، كشفت القناة «12» الاسرائيلية عن وجود زيادة كبيرة في عدد الضباط الذين يسعون إلى التقاعد من الخدمة. واشارت الى انه منذ بداية الحرب، طلب حوالى 900 ضابط برتبة نقيب ورائد إنهاء عقودهم، بينما في المتوسط، يتقاعد ما بين 100 و120 ضابطا في هذه الرتب سنويا. وأوضحت القناة أن الضباط تحدثوا عن شعورهم بعدم التقدير وأن الشعب وبعض السياسيين ينزعون الشرعية عن الجيش، في إشارة إلى المسؤولية عن الإخفاقات في مواجهة “حركة ح”، واعتبرت أن التحدي أمام الجيش الآن هو إبقاء هؤلاء الضباط في الخدمة.

يديعوت صواريخ

 

وفي سياق متصل بجهوزية المقاومة، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية ان إيران زودت مؤخرا “الحزب” باسلحة نوعية، ومن بينها أنظمة دفاع جوي بالغة الأهمية، يحتاج اليها الحزب لمواجهة ضربات القوات الجوية الإسرائيلية في جنوب لبنان. ولفتت الصحيفة الى ان هذه الشحنات كانت السبب الحقيقي وراء تمكن “الحزب” من اعتراض خمس طائرات دون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي، وإطلاقه النار بانتظام على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، بالإضافة إلى أنه نجح مؤخرا في إسقاط طائرة «هيرمس 900» باستخدام صاروخ أرض جو. وبحسب الصحيفة، زادت طهران ايضا من كميات صواريخ الماس المضادة للدبابات.

  وتيرة هجمات الحزب؟

 

في هذا الوقت، أكد تقرير أجراه معهد «علما» الإسرائيلي أنّ وتيرة الهجمات، التي شنّها “الحزب” خلال شهر حزيران الماضي، تقترب من تلك التي شهدها أيار ، والذي يمثّل حتى الآن الشهر الاعنف في المواجهات التي نفّذتها المقاومة منذ تشرين الأول. وفي التفاصيل التي أوردها المعهد، نفّذ “الحزب”، خلال الشهر الماضي، 288 هجوماً ضدّ إسرائيل، متوسطها ​​9.6 هجمات يومياً، في مقابل 320 هجوماً في أيار، معدلها 10 هجمات يومياً. وبحلول منتصف الشهر، كانت كثافة نيران “الحزب” عالية، ولا سيما في أعقاب اغتيال الشهيد طالب سامي عبدالله، «أبي طالب»، في الـ11 من حزيران. وأضاف المعهد أن الهجمات استمرت رداً على اغتيال الشهيد عبدالله مدة 3 أيام، و»كان عددها مرتفعاً جداً». أما بعد ذلك، وتحديداً في الـ15 من الشهر، والذي تزامن مع عيد الأضحى، فأبطأ “الحزب” هجماته. أما في ما يتعلق بالوسائل المستخدمة، فكانت الصواريخ المنحنية المسار هي السلاح الأكثر استخداماً. ووفقاً لتحليل «علما»، بلغ عدد عمليات قصف الصواريخ منحنية المسار 144 في حزيران، وهو أعلى قليلاً من الرقم المسجّل في أيار. في المقابل شنّ “الحزب”، خلال الشهر الماضي، 6 هجمات، استخدم فيها صواريخ «أرض – جو»، بما في ذلك إسقاط طائرة مسيّرة من طراز هيرمز 900 .

المسيرات الانتحارية

 

أما الهجمات الصاروخية المضادة للدبابات، فانخفض عددها بصورة ملحوظة خلال الشهر الماضي، بحسب ما أورده المعهد، بحيث وقع 57 هجوماً، تم فيه استخدام الصواريخ المضادة للدبابات، مقارنةً بـ95 في أيار. في ما خصّ الهجمات التي تمّت عبر الطائرات المسيّرة، أورد «علما» أنّ ثمة انخفاضاً عاماً من ناحية العدد، إلا أنّه كان هناك ارتفاع في عدد المسيّرات الانتحارية التي أطلقها “الحزب”. وبهذا، يبلغ عدد الهجمات التي نُفِّذت ضدّ «إسرائيل» من لبنان، 2295، منذ اندلاع المواجهات عند الحدود الفلسطينية – اللبنانية، في الـ8 من تشرين الأول.

  بكركي: الحزب ليس ارهابيا

 

في هذا الوقت، وعلى خط معالجة العلاقة بين بكركي و «الثنائي الشيعي» والمجلس الشيعي الاعلى، وبعد وساطات عبر «وسطاء» بين الجانبين، اعلن المسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض أن «لا نية باستهداف “الحزب” ولا بوصفه بالارهابي، والبطريرك لم يقصد “الحزب” ولا المقاومة في الجنوب التي نقدر كل تضحياتها وما انجزته من انتصارات كانت محقة وتحية الى كل الشهداء الذين يسقطون في الجنوب. وشدد على أن التواصل بين بكركي و”الحزب” مستمر، وقال «لو كان البطريرك اعتبر “الحزب” ارهابيا لأوقف التواصل معه لأنه لا يحاور ارهابيين. وكشف غياض ان «سفراء طلبوا من البطريرك وصف “الحزب” بالارهابي، وقد رفض هذا الأمر رفضاً قاطعاً مؤكداً ان الحزب فريق لبناني».

«خارطة طريق» مريبة!

 

وفي خطوة  «مريبة»، تحمل اكثر من علامة استفهام في توقيتها ومضمونها، تداعى نواب المعارضة الى اجتماع في مجلس النواب تحت عنوان» رفضا لجر لبنان الى الحرب». وطرحوا ما اسموه  رؤيتهم عبر خريطة طريق من اربع نقاط تسحب فتيل التصعيد وتجنب لبنان حرباً مدمرة وهي تختصر، بعدم ربط المسارين اللبناني والفلسطيني لجهة ما يحصل في غزة وضرورة الفصل بينهما. تأكيد أهمية وضرورة تطبيق القرار 1701 بمندرجاته كافة، وتطبيق قراري الشرعية الدولية 1559، و1680. ودعا البيان حكومة تصريف الأعمال الى ممارسة مسؤولياتها عبر المبادرة فوراً إلى وضع حد لكل الأعمال العسكرية خارج إطار الدولة اللبنانية وأجهزتها والتي تنطلق من الأراضي اللبنانية ومن أي جهة كانت وإعلان حالة الطوارئ في الجنوب وتسليم الجيش اللبناني زمام الأمور.عقد جلسة مناقشة نيابية لموضوع الحرب الدائرة في الجنوب ومخاطر توسعها، وتبني نواب الأمة النقاط الأربع، كخارطة طريق لنزع فتيل التصعيد وتجنيب لبنان حرباً، لا يريدها اللبنانيون، ولم تتخذ المؤسسات الشرعية الرسمية اللبنانية قراراً بخوضها.

ماذا وارء البيان «المعارض»؟

 

وفيما اعتبرت مصادر نيابية الخطاب المستخدم بانه حمل مفردات «سيئة»، وهو يزيد الشقاق الداخلي دون اي مفاعيل على الارض يمكن صرفها، ومجرد تقديم «اوراق اعتماد» للخارج في توقيت دقيق وحساس جدا، لم تخف مصادر معارضة ان موقفها «رسالة» الى الخارج بوجود اصوات مغايرة لا توافق على استراتيجية “الحزب”. ولفتت الى ان هذا البيان مجرد بداية لتحرك مقبل. من جهتها، اعتبرت اوساط الحزب التقدمي الاشتراكي انها مع الدعوة للمناقشة في ملف الحرب الدائرة في الجنوب، ولكنها اكدت ان الحزب يقف دون اي التباس مع ابن الجنوب ضد «اسرائيل». بدورها اعتبر التيار الوطني الحر انه يجب معرفة الهدف الحقيقي من وراء الدعوة الى النقاش، لان البلاد تحتاج الى المزيد من الوحدة لا زيادة الشرخ.

***************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

قادة الاحتلال يتبادلون الاتهامات وبلينكن: لا أحد يريد الحرب

 

نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير قوله إن العملية العسكرية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة تهدف لمنع “حركة ح” من إعادة تنظيم صفوفها هناك.وأضاف المسؤول أن “حركة ح” تهاجم جنود الجيش الإسرائيلي من فوق الأرض وتحتها، وفق تعبيره.

وقالت الصحيفة إن المعارك في الشجاعية أظهرت مدى الصعوبة التي باتت إسرائيل تواجهها في تحقيق أحد أهدافها المعلنة من الحرب، وهو القضاء على “حركة ح” في قطاع غزة.

وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” قد أكدت أن “حركة ح” تمكنت من إعادة تأهيل نفسها عسكريا وماليا في الشجاعية بعد العملية السابقة للجيش الإسرائيلي في المنطقة. ونقلت عن مصدر عسكري في الجيش قوله ان حرب الشجاعية كشفت ان “حركة ح” اعادت التموضع في عشرات المواقع التي كانت احتلتها في الشجاعية.

وفي الفترة الأخيرة، تغيرت نبرة عدد من المسؤولين العسكريين والسياسيين الإسرائيليين بشأن واقعية هدف تدمير “حركة ح” ومقدراتها.

فقد قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري في 19 يحزيران الماضي إن الحديث عن تدمير “حركة ح” “ذر للرماد، وطالما لم تجد الحكومة بديلا ل”حركة ح” فالحركة ستبقى، قبل أن يسارع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي للرد على ذلك.

ولفت هاغاري -في مقابلة مع القناة الـ13 الإسرائيلية- إلى أن “حركة ح” فكرة وحزب، وأنها مغروسة في قلوب الناس، ومن يعتقد أن بإمكاننا إخفاءها فهو مخطئ، وأكمل قائلا “هي فكرة لا يمكن القضاء عليها، فالإخوان المسلمون موجودون في المنطقة”.

كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن رئيس الأركان الأسبق غادي آيزنكوت قوله إن “حركة ح” “فكرة ستقاتلها إسرائيل لسنوات عديدة قادمة”.

وأضاف الوزير السابق في مجلس الحرب -الذي حله رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بعد استقالة بيني غانتس وآيزنكوت- أنه “لا يمكننا أن نعد بتحقيق نصر قريب على “حركة ح” ثم نلوم الجيش على عدم إنجاز ذلك”، مشددا على أن هدف الحرب ليس إنهاء “حركة ح” تماما، بل تدمير قدراتها العسكرية والحكومية.

 

من جانبه اكد وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن أنه “المقترح الذي قدمه الرئيس جو بايدن بشأن غزة يمكن تحقيقه، و”حركة ح” الوحيدة هي التي رفضت عرض الرئيس بايدن، ونحن نعمل عبر حلفائنا القطريين والمصريين من اجل غلق الفراغات بشأن اتفاق الهدنة مع غزة”.

 

واشار بلينكن في تصريح له، الى اننا “ما زلنا ننتظر لنرى ما إذا كان الاسرائيليون سينهون اجزاء واسعة من العملية العسكرية في غزة”، واكد أنه “لا يمكن ترك غزة بلا حكم ونعمل مع حلفائنا العرب خلال الشهر الماضي لوضع خطط لمستقبل غزة”. وشدد على ان “الفراغ في غزة يعني اما استمرار الاحتلال الاسرائيلي او استمرار سيطرة “حركة ح” او الفوضى، وهذا امر غير مقبول”. وتابع “لم نر ما يكفي من اسرائيل بشأن مستقبل قطاع غزة، ولا احد من اللاعبين الكبار في المنطقة يريد حربا اخرى فلا اسرائيل و”الحزب” ولبنان وايران يريدون الحرب”. ولفت الى ان “طهران لا تريد حربا لأنها لا تريد رؤية “الحزب” مدمرا، وتفقد ورقة اخرى في المنطقة، بالمقابل اسرائيل لا تريد الحرب في لبنان لكنها مستعدة لذلك”. واكد أن الهدنة في غزة في مصلحة اسرائيل الإستراتيجية.

 

وحول الوضع في اوكرانيا، اعتبر بلينكن باننا “امام نجاح هائل بالأخذ بالنظر ما لم يستطع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تنفيذه في أوكرانيا، وهناك نحو ثلاثين دولة تعمل على اتفاقيات أمنية طويلة الأمد مع أوكرانيا لجعلها رادعة لبوتين”.

 

واشار وزير الخارجية الاميركي الى ان مستويات التصدير من موانئ أوكرانيا عادت لتكون قريبة من مستويات ما قبل الحرب، وهذا يعني ان الاقتصاد الاوكراني يملك آفاقا كبيرة مستقبلا. واكد أن الهدف الرئيسي الان هو التركيز على مستقبل تحالف الناتو، ويجب تذكر قوة الدفاع الجماعي لأنه كان رادعا لقيام الحرب. وسأل “من كان يتخيل ان تكون فنلندا والسويد جزءا من الناتو قبل عامين”.

 

ولفت بلينكن الى ان “مشاركة دول شرقي اسيا في قمة الناتو يؤكد كيف يرى الاوربيون ارتباط القضايا مع الدول الآسيوية، وكما قال رئيس الوزراء الياباني فان ما يحدث في أوروبا اليوم سيحدث في اسيا غدا”. ورأى بان الصين تريد ان تقود العالم عسكريا وسياسيا واقتصاديا والقوة المهيمنة، ولكن رؤيتهم للمستقبل مختلفة عنا وسننافسهم بقوة لإعادة تشكيل ذلك المستقبل.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram