افتتاحية صحيفة الأخبار:
الراعي وجعجع يُفْشِلان لقاء بكركي
مندوب البابا: المسيحيون ينتحرون بخلافاتهم
بين عظة البطريرك بشارة الراعي الأحد الماضي واللقاء الذي كان يُفترض أن يكون جامعاً أمس في بكركي، بدا أن ثمة قراراً بإفشال زيارة أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين الذي رغب بأن يخرج اللقاء الموسّع ببيان موحّد يشكّل وثيقة وطنية جامعة يتبناها البابا فرنسيس ويصل صداها إلى الغرب، خصوصاً أن النقاش تمحور حول أوضاع غزة والجنوب اللبناني والخطر الإسرائيلي الداهم على لبنان، ولا سيّما مسيحيّيه لناحية تهجيرهم.تولّى الراعي بنفسه شقاً من «عملية الإفشال» بعد اتهامه «حزب الله»، في عظة الأحد الماضي، بالإرهاب، مطالباً بنزع السلاح وتحييد الجنوب ولبنان واستقدام رعاية دولية لتطبيق القرارات الدولية، وهو ما فُسّر محاولة لإجهاض المساعي الفاتيكانية بجمع مختلف الأفرقاء والوصول إلى خارطة طريق تحمي لبنان، خصوصاً أن الراعي لم يأت على ذكر جرائم العدو الإسرائيلي في لبنان وغزة ولا من يسقطون شهداء في الجنوب، بل دعا عملياً إلى احتلال لبنان من قبل قوات دولية. وبالتالي تقع على عاتق الراعي مسؤولية تغييب المكوّن الشيعي رغم معرفته بأهمية حضوره هذا الحوار، ورغم تركيز الرجل الثاني في الفاتيكان على ضرورة تطبيق رسالة الكنيسة بالعيش معاً. وبدلاً من أن يستغل رأس الكنيسة المارونية المناسبة للتفاوض مع الحزب وربما «جرّه» إلى الموافقة على مواقف يتوافق عليها الحاضرون، عمل على «تطفيش» كل الشيعة بعدما غاب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب عن اللقاء، فيما تغافل البطريرك عن سبب هذا الغياب، مشيراً إلى «عدم علمه» بالدافع وراء غياب المجلس.
أما الشقّ الآخر من عملية إفشال مبادرة بارولين فتولّاه رئيسا حزبَي القوات اللبنانية سمير جعجع والكتائب سامي الجميل، إذ لم يجد جعجع أهمية لحضور لقاء على هذا المستوى، فأرسل موفداً ليمثّله في الحوار هو النائب بيار بو عاصي الذي يبرع في صبّ الزيت على نار الخلافات. وقد أصرّ أمس على رفض أي حوار وضرورة الخروج ببيان تأنيبي ضد حزب الله والدعوة إلى دقّ النفير لسحب سلاحه. وبو عاصي هنا لا يمثّل نفسه، بل يعكس نهج معراب برفض كل شيء وأيّ حوار، لضمان عدم الوصول إلى اتفاق بين الأفرقاء من دون رعاية خارجية. والواضح أن أجندة جعجع ورعاته حالت دون حضوره أمس، طالما أن قرع طبول الحرب هو المطلوب الآن، كما يأتي في سياق رفضه كل المبادرات ومحاولات الحوار على مدى الأعوام الماضية: الحوار الوطني، الحوار المسيحي - المسيحي، الحوار المسيحي - الإسلامي، دعوة بكركي والفاتيكان للقاء جامع، دعوة بارولين لجمع القيادات السياسية المارونية الأربعة لفرض ورقة مشتركة حول مطالب المسيحيين في ما خصّ رئاسة الجمهورية ووضع خارطة طريق لحماية الوجود المسيحي في لبنان، وما يمكن للفاتيكان أن يقدّمه من مساعدات في هذا الإطار. كذلك نجح جعجع مرة جديدة في إظهار الجميل ملحقاً به. فبعدما كان الأخير عازماً على تلبية الدعوة، اعتذر عن عدم الحضور وأوفد ابن عمه النائب نديم الجميل ممثّلاً له. وهي ليست المرة الأولى التي يبدّل فيها فتى الكتائب قراره نتيجة رغبته بالمزايدة على جعجع، وفي كل مرة كان ينتهي الأمر باستغلال رئيس القوات ضعف الجميل وإثبات قيادة معراب للمعارضة.
وفي مقابل الغياب القواتي والكتائبي، حضر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية المتهمان بتعطيل الحوار والحلول. وجمعت الرجلين خلوةٌ تحدّثا فيها عن المخاطر الإسرائيلية وأهمية زيارة بارولين والدعم الفاتيكاني للبنان. فيما تعمّد بارولين في ختام اللقاء القول إن «عدم حصول حوار وتفاهم بين المسيحيين انتحار لهم وللبنان». وتمحور كلام بارولين حول «هاجس أساسي» هو الخوف على وجود المسيحيين والنقاش في آلية تضمن بقاءهم في أرضهم والحفاظ على الوحدة الوطنية انطلاقاً من موقف الفاتيكان.
وحضر لقاء بكركي مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز سامي أبو المنى، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي قدور إلى جانب بطاركة الروم الكاثوليك والأرمن الأرثوذكس والأرمن الكاثوليك وممثّلين عن بطريرك السريان الأرثوذكس والروم الأرثوذكس. كما حضر السفير البابوي المونسينيور باولو بورجيا والنائب الرسولي للاتين ورئيس طائفة اللاتين وعدد من المطارنة.
***********************
افتتاحية صحيفة البناء:
بعد ترامب ونتنياهو… ماكرون يحذّر من حرب أهلية في فرنسا إذا خسر الانتخابات
واشنطن تمسك الثور «الإسرائيلي» الهائج من قرنيه حرصاً على عدم تكسيرهما شمالاً
تراجع مبادرة بايدن يتزامن مع تراجع قرع طبول الحرب… والفضل لتهدئة العجز
على مسافة يومين من الانتخابات البرلمانية المبكرة التي دعا إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على خلفية التقدم الذي أظهرته انتخابات البرلمان الأوروبي لصالح اليمين، قال ماكرون إن فرنسا تواجه خطر حرب أهلية، إذا بقي الاستقطاب القائم بين اليمن واليسار، بعدما أظهرت استطلاعات الرأي تراجع حظوظ حزبه إلى أدنى الدرجات، بتأييد 20% مقابل 27% لليسار ممثلاً بالجبهة الشعبية الجديدة و36% لليمين ممثلاً بحزب التجمّع الوطني، واللافت أن كلام ماكرون وأركان حزبه عن خطر الحرب الأهلية إذا فشل حزبهم بالفوز، يشبه ويلحق بكلام كل من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ، الذي حذّر من خطر حرب أهليّة في أميركا إذا لم يربح السباق الرئاسي، ومثله فعل بنيامين نتنياهو الذي قال إن زعزعة بقاء حكومته سوف يذهب بكيان الاحتلال إلى الحرب الأهلية.
هكذا دون أن يرفّ لهم جفن يتحوّل دعاة الديمقراطية التي يقدّمونها قيمة تفوّق حضاري يميّزهم، إلى اعتبار الاحتكام لصناديق الاقتراع سبباً للحرب الأهلية وليس طريقاً لتجنبها، لمجرد أن نتائج هذه الصناديق قد تفضي لابعادهم عن كراسي الحكم ومغانم السلطة.
على مستوى تطورات المنطقة التي عاشت صدى صيحات الحرب الإسرائيلية عبر تهديدات قادة كيان الاحتلال، خصوصاً احتمال شن حرب واسعة على لبنان، تبدو هذه الصيحات في حال تراجع، بعدما أمسكت واشنطن بقرني الثور الإسرائيلي الهائج وهي تملك الحسابات الدقيقة لما سوف ينتج عن هذه الحرب من خطر على أمن كيان الاحتلال ومستقبله، ومن موقع حرصها على أن تبقى هذه القرون سليمة، قالت واشنطن الكلمة الفصل، أنتم عاجزون وحدكم عن خوض هذه الحرب، وأميركا لا تستطيع ان تقدم لكم المساعدة التي قدّمتها في مواجهة العمل الإيراني العسكري الذي هدّد أمن الكيان في منتصف نيسان، فخرج وزير حرب الكيان يوآف غالانت ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي يقولان إن الأولوية هي للمساعي الدبلوماسية والضغط على حزب الله لتخفيض التصعيد، وإن لا مانع من رؤية ما يعتقد الأميركيون أنه ممكن الحدوث، بحيث يتراجع التصعيد على جبهة لبنان اذا تمّ تنفيذ الانسحاب من أغلب مناطق غزة وتراجع العمليات فيها.
وهذه العقلانية الناجمة عن العجز، لا تتضمن فتح الطريق لتهدئة ينتجها اتفاق ينهي الحرب، حيث لا يزال الموقف الذي يجمع عليه قادة الكيان هو اعتبار مبادرة بايدن بتهدئة مترابطة المراحل لأربعة شهور حتى لو لم تنص صراحة على إنهاء الحرب، غير مناسبة، وهم يكتفون منها بالمرحلة الأولى، وإبقاء خيار الحرب على الطاولة حاضراً.
وبقيت موجة التهديدات بشنّ حرب إسرائيلية واسعة على لبنان طاغية على المشهد الداخلي في ظل تناقض في الموقف الإسرائيلي بين متحمّس لشن الحرب وبين متريث بانتظار نتيجة الجهود الدبلوماسية لضبط الحدود وإجبار حزب الله على وقف العمليات العسكرية في شمال فلسطين المحتلة.
وأشار موقع «أكسيوس» الى أن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا واشنطن أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو غير مهتمّ بحرب مع حزب الله ويفضل الحل الدبلوماسي. أضاف: الولايات المتحدة تؤكد أنها لن تكون قادرة على كبح جماح «إسرائيل» إذا استمرّ الوضع على الحدود في التصاعد.
في المقابل، أكد وزير الحرب في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت في تصريح له بعد لقائه نظيره الأميركي في البنتاغون بعد حفل استقبال أقيم له في واشنطن، إلى أن الوقت ينفد أمام الخيار الدبلوماسي في التعامل مع حزب الله. وأردف «جاهزون لأيّ سيناريو في مواجهة حزب الله، ونحن مصمّمون على تغيير الواقع في الجبهة الشمالية».
وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن الولايات المتحدة تسعى بشكل عاجل للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى منازلهم على جانبي الحدود، محذراً من أن اندلاع حرب بين جماعة حزب الله اللبنانية وإسرائيل سيكون أمراً مدمراً. وشدّد على أن أميركا تسعى للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي يمنع نشوب مثل هذه الحرب.
وأوردت مصادر إعلامية ان الوزيرة الالمانية أنالينا بيربوك القادمة من تل ابيب ابلغت ميقاتي «ألا أجواء حرب على لبنان في «إسرائيل»». فيما علمت «البناء» أن مستشار الرئيس الأميركي عاموس هوكشتاين ابلغ مسؤولين لبنانيين رسميين بأن أجواء اللقاءات الأميركية الإسرائيلية تتجه نحو الحل الدبلوماسي أكثر من الحل العسكري في الجبهة الجنوبية. ونفت المعلومات أن يكون هوكشتاين قد أبلغ الرئيس بري بمهلة ٣ أسابيع للبنان لتهدئة الجبهة قبل بدء العدوان على لبنان. كما كشفت المعلومات لـ «البناء» عن اتفاق بين بري وهوكشتاين على ترتيبات حدودية لن يكشف عنها وسيبدأ تنفيذها فور وقف الحرب على غزة.
وفيما نفت مصادر ميدانية عبر «البناء» وجود تحركات غير اعتيادية على الحدود توحي بتحضيرات عسكرية لحرب على لبنان، أجرى قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار تقييماً للوضع مع قائد القيادة الشمالية أوري غوردين، مؤكداً زيادة الاستعداد لأي هجوم على لبنان، بحسب «روسيا اليوم». وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي «إن بار وقادة كباراً في سلاح الجو أجروا نقاشاً مشتركاً مع قادة الألوية الإقليمية في القيادة الشمالية العسكرية».
وأعلن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي أن «إسرائيل» ستقضي الأسابيع المقبلة في محاولة حل الصراع مع جماعة حزب الله اللبنانية وأنّها تفضل حلًا دبلوماسيًا. وأشار إلى أن «إسرائيل» تناقش مع واشنطن جهودًا مشتركة محتملة من جانب الولايات المتحدة وأوروبا وبعض الدول العربية لإيجاد بديل لحكم حماس في قطاع غزة.
واستبعد خبراء عسكريون توسيع الحرب على لبنان الى شاملة لأسباب عدة تتعلق بالوضع الأميركي والدولي وأخرى بالوضع الداخلي العسكري والسياسي والجبهة الداخلية في «إسرائيل»، مشيرين لـ «البناء» الى ان اي حرب واسعة ستزيد الوضع سوءاً في شمال فلسطين المحتلة ولن يتمكّن من حل معضلة الشلل والوضع الكارثي في الشمال.
وأفادت صحيفة «إسرائيل هيوم»، بأن «حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ستمدّد إقامة الإسرائيليين الذين تمّ إخلاؤهم من الشمال في الفنادق، وذلك حتى نهاية آب».
دبلوماسياً، أشار الرئيس ميقاتي خلال استقباله وزيرة الخارجية الألمانية أن «المدخل الأساسي لعودة الهدوء الى جنوب لبنان يتمثل في وقف العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أشهر، وتطبيق القرار الدولي 1701 كاملاً».
وشدّد على «أن لبنان يثمن المشاركة الألمانية الفاعلة في عداد قوات اليونيفيل والتعاون المستمر بينها وبين الجيش والعمل الإنمائي الذي تقوم به وحدات اليونيفيل في عدد من المناطق الجنوبية».
كذلك شدد رئيس الحكومة على «ضرورة وقف العدوان الاسرائيلي على غزة وإعلان وقف اطلاق النار بشكل شامل والعودة الى حل الدولتين وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه، ودعوة المجتمع الدولي الى اتخاذ خطوات ملموسة من اجل التوصل الى حل سياسي للصراع في الشرق الأوسط. كما نتمنى الاستمرار في تمويل وكالة الأونروا ودعمها».
بدورها قالت الوزيرة الألمانية «إن الوضع على الخط الأزرق دقيق والمخاطر قائمة، من هنا ينبغي التعاون بين كل الأطراف لخفض التصعيد والتوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة بما ينعكس حكماً وقفاً لإطلاق النار في الجنوب».
وفيما لن يلتقي الرئيس بري الوزيرة الألمانية لتضارب المواعيد ورفض دوائر الرئاسة الثانية تحديد موعد عاجل للوزيرة الألمانية التي أبلغت بأنها ستزور لبنان لمدة ثلاث ساعات فقط ولا تريد المبيت في لبنان لليوم التالي. ونفت مصادر مطلعة لـ «البناء» أن تكون الوزيرة الألمانية مكلفة بنقل تهديدات اسرائيلية الى لبنان.
وترددت معلومات بأن هدف زيارة الوزيرة الألمانية هو لقاء مسؤولين في حزب الله تمهيداً لدور وساطة بين الحزب و»إسرائيل». وتردّدت أيضاً معلومات غير مؤكدة بأن الوزيرة الالمانية اصطحبت معها ضابطاً ألمانياً لهذه الغاية.
وأكَّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنَّ الحل هو وقف إطلاق النار في غزّة، متعجبًا من أنَّ «الإسرائيلي» والأميركي يرون أنَّ هناك طريقة ثانية لإيقاف الحرب، لافتًا إلى أنَّ «جبهة الإسناد في لبنان ستبقى حتّى تتوقف في غزّة ولن تتوقف قبل ذلك، ولتقم «إسرائيل» بما تريد وبإمكاننا أن نقوم بما نريد».
ولفت الشيخ قاسم خلال حفل تأبيني إلى أنَّ «هناك جهات في لبنان لا تؤمن بالمقاومة ولا تؤمن بالتحرير ولهم آراؤهم، لكن نحن نقول لهم عندما تكون الحرب قائمة ولو بهذه الحدود الموجودة في جنوب لبنان»، سائلًا: «هل يصحّ أن تطلقوا شعارات تشبه الشعارات «الإسرائيلية»؟! كأن تطالبوا بتجريد المقاومة من سلاحها! أو أن تتحدّثوا عن أنَّ المقاومة هي السبب أو أن تقولوا بأنكم تشجعون على أن تفشل المقاومة من أجل أن تبنوا لبنان الذي تطمعون به؟!».
وأكَّد أنَّ كلام هؤلاء سواء كان عن جهل أو عن علم يصب في خدمة المشروع «الإسرائيلي»، متوجهًا لهم بالقول: «على الأقل انتظروا أسوة ببعض اللبنانيين الذين قالوا إننا نختلف مع حزب الله، ولكن في أثناء المعركة نحن لا نتكلم بخلافاتنا حتّى يبقى ظهر المقاومة محميًا. هؤلاء نشكرهم على موقفهم وهذا هو الموقف الوطني، موضحًا أن أولئك الذين يتابعون الإشاعات والأشياء المغرضة ويكبّرونها يتحملون مسؤولية ما قد يحصل على لبنان».
ميدانياً، اعلنت نائبة مدير مكتب اليونيفيل الإعلامي كانديس ارديل «إصابة ثلاثة متعهدين يعملون مع اليونيفيل أثناء عودتهم إلى منازلهم من مقرّنا في القطاع الغربي في بلدة شمع بإطلاق نار على سيارتهم. ولحسن الحظ، لم تكن هناك إصابات خطيرة».
وأودعت وزارة الخارجية والمغتربين بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك رسالة موجهة من الوزير عبدالله بوحبيب إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تتضمّن طلب لبنان تجديد ولاية اليونيفيل لسنة إضافية. وأكدت الرسالة على تقدير لبنان للدور الذي تضطلع به قوات حفظ السلام في الجنوب، كما تمسكه بتطبيق القرار ١٧٠١ (٢٠٠٦) كاملاً.
الى ذلك عقد لقاء سياسي – روحي مع أمين سر الفاتيكان في الصرح البطريركي بحضور البطريرك الراعي في ظل مقاطعة «شيعية» بسبب مواقف الراعي الأخيرة من المقاومة وشبه مقاطعة قواتية وكتائبية. وشدّد بارولين على أن «النموذج اللبناني تجب المحافظة عليه في هذه المنطقة التي تشهد اكثر من صراع»، وأمل «بتعاون الجميع للوصول الى مخارج من الأزمة وإيجاد حلول تحمل الأمل للبنان وشعبه».
وشارك في اللقاء رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، اللذين سجّلت مصافحة وكلام بينهما، والنائب بيار بو عاصي ممثلاً رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، النائب نديم الجميل ممثلاً رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» سامي الجميل.
وعلمت «البناء» أن دوائر بكركي تفاجأت بغياب رئيس القوات سمير جعجع والنائب سامي الجميل وإرسال ممثلين عنهما، وهذا ما أزعج البطريرك كصاحب الدعوة.
في بداية اللقاء، توجّه البطريرك الراعي للكاردينال بارولين قائلاً: «نتمنى أن تكون زيارتكم مناسبة لإحلال السلام في لبنان، ونوجّه لقداسة البابا فرنسيس من خلالكم، كل الاحترام والصلوات، هو الذي لا يكفّ عن ذكر لبنان والصلاة له، وهذا يعطينا أملاً نحن بأمسّ الحاجة له، فنحن أبناء الأمل والرجاء».
بدوره ثم قال الكاردينال بارولين: «أحمل لكم تحيات قداسة البابا فرنسيس الذي يتابع بدقة تطورات الوضع في لبنان، لبنان الذي لطالما حظي باهتمام الفاتيكان باعتباره وطن الرسالة من خلال تمكّن جميع مكونّاته من العيش سوياً والعمل من أجل خير لبنان. اليوم يجب أن يبقى لبنان نموذج تعايش ووحدة في ظل الأزمات والحروب الحاصلة. وأنا هنا اليوم في محاولة للمساعدة في التوصّل إلى حلّ لأزمة لبنان المتمثّلة بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، من خلال محاولة التوصل الى حلول تناسب الجميع، وأتمنى أن نتمكن جميعنا اليوم من التوصّل الى حل للأزمة الحاصلة».
وأقام البطريرك الراعي مأدبة غداء على شرف الكاردينال بارولين والحضور، قبل أن يعلن في ختام اللقاء «اننا نوجه نداء لكل المسيحيين كي يكون الأحد المقبل يوم صلاة من أجل إحلال السلام في جنوب لبنان وغزة».
ولفتت مصادر الثنائي الشيعي لـ «البناء» أن اتصالاً جرى بين الشيخ الخطيب والبطريرك الراعي منذ أسبوع وأعرب الخطيب عن سروره لحضور الغداء الذي دعا اليه الراعي وترحيبه بزيارة بارولين. لكن مواقف الراعي الأخيرة حالت دون حضور الشيخ الخطيب.
وأوضحت المصادر أن قيادتي حركة امل وحزب الله والرئيس بري تحديداً ترك للشيخ الخطيب اتخاذ القرار المناسب من الحضور، مشيرة إلى أنه من حق الراعي ان يطلق المواقف التي يريدها، لكن لا يحق له اتهام ووصف أطراف داخلية بالإرهاب تقوم بدور وطني مشرف وكبير وتقدم قافلة من الشهداء للدفاع عن الوطن وسيادته. وتوقعت المصادر أن تؤدي مواقف الراعي وردة فعل الشيخ الخطيب إلى قطيعة بين حزب الله والراعي.
وكان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان وجّه نداء إلى أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين جاء فيه: إنا نحبّ المسيح وأهله، ونبذل أرواحنا من أجل الكنيسة وقسطاس ربها، إلا أننا لا نقبل بتوظيف الكنيسة بمواقف تخدم الإرهاب الصهيوني والإجرام العالمي، وليست المقاومة إلا قربان الكنيسة بميزان الرب، وليس من شيم المقاومة الانتقام أو التنكّر للحق أو السكوت عن طاغية مجرم أو ترك مستضعف مضطهد، وهي منذ الصوت الأول للإمام موسى الصدر الإبن الروحي للمسجد والكنيسة ورأس معمودية تحرير الأرض ووريد غوث المظلوم وإسناد الضعيف المعذب، ولديها من قوة الحق وحق القوة ما تهابه تل أبيب وكل شركائها، ولسنا ممن يحمل سيفاً على كنيسة أو يمقت صوتاً للرب، أو يعادي على الطائفة، لكننا لن نقبل بتوظيف الكنيسة في غير ما للرب فيها، ولنا فيكم خالص الثقة، فأصلحوا وامنعوا الصوت إلا بحقه، واحفظوا الكنيسة بقسطاسها، فإن الإصلاح وإحقاق الحق وغوث المظلوم وحماية المعذب دين المسيح ومحمد». أضاف في خصوص انتخاب رئيس جمهورية للبنان أقول لحضرتكم الكريمة، إننا نريد رئيساً مسيحياً للمسلمين بمقدار لهفة المقاومة المسلمة وتضحياتها في سبيل كنائس المسيحيين، وهذا لا يكون إلا بالتوافق الضامن لوطن المسلمين والمسيحيين».
وأفيد أن «لقاء حصل بين بارولين وفرنجية الاثنين الماضي بعيداً من الإعلام في السفارة البابوية استمر لساعة ونصف وتم بحث في الوضع المسيحي ورئاسة الجمهورية».
وبرز اللقاء الصدفة بين النائب باسيل والوزير السابق سليمان فرنجية في بكركي وكشفت أوساط نيابية في التيار الوطني الحر لـ «البناء» أن اللقاء كان إيجابياً ما يؤكد بأن العلاقة الشخصية بينهما ليست السبب الأساسي لعدم التوافق على رئاسة الجمهورية ورفض التيار دعم ترشيح فرنجية.
**************************
افتتاحية صحيفة النهار
رسالة “المقاومة” للفاتيكان: الهجوم الأعنف على بكركي!
إذا كانت “المقاطعة الشيعية” للقاء حمل الطابع الميثاقي الجامع لرؤساء الطوائف في بكركي شكّلت بذاتها الاختراق السلبي لمسعى جامع تحت رعاية الموفد الفاتيكاني الأرفع الى #لبنان، أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، فإن التطور الأشد سلبية وربما المفاجئ إلى حدود بعيدة تمثّل في إعداد مسبق لـ”هجوم منظم”، بنمطية انقسامية كأنها مستقاة من نمطية الكمائن شنّه رموز “المكوّن” المقاطع للقاء بكركي على خلفية مذهبية لم تنجح “تلوينة” ما يسمى “تجمع العلماء” في حجبها أو التمويه عليها.
فجأة قفز الحدث الذي اخترق #المشهد الداخلي استحضار تشويش كبير ومتعمد على لقاء بكركي وزيارة الموفد البابوي للبنان من خلال ما سبق مقاطعة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب لقاء بكركي، وتالياً مقاطعة المكوّن الشيعي للقاء، وما سبق وواكب وأعقب المقاطعة عبر هجوم مقذع غير مسبوق في هجمة شنها المفتي الجعفري الممتاز #الشيخ أحمد قبلان “المتخصص” في الحملات المتمادية على بكركي، ولكن هذه المرة مع تجاوز كل الخطوط الحمر بتماديه في النبرة التحريضية عبر اتهام البطريرك الماروني بأنه يكاد يكون تغطية لمذابح الصهيونية!
هذا التطور بدأ يثير مناخ افتعالات طائفية مسيحية – شيعية مع بدء صدور ردود على قبلان والمتحاملين على بكركي فيما تردد أن “الحزب” الذي برزت بصماته المباشرة في “رسائل” كل من قبلان و”تجمع العلماء المسلمين” إلى الكاردينال بارولين باسم “المقاومة”، يزمع الإعلان مباشرة عن مقاطعته بكركي بحجة أن البطريرك تحدث في عظته الأحد الماضي في معرض مناداته الدائمة بتنفيذ القرارات الدولية عن توقف “الأعمال الإرهابية ” من لبنان. وذكر أن توضيحات أبلغتها بكركي لمراجعين في هذا الصدد نفت أن يكون البطريرك قصد عمليات “الحزب” في مواجهة إسرائيل ولم توقف التمادي في التطاول والتهجم.
لقاء روحي – سياسي
وسط ذلك، شدد الكاردينال بارولين على أن “النموذج اللبناني يجب المحافظة عليه في هذه المنطقة التي تشهد أكثر من صراع”، وأمل “بتعاون الجميع للوصول الى مخارج من الأزمة وايجاد حلول تحمل الأمل للبنان وشعبه”. وانعقد لقاء رؤساء الطوائف الذي دعا إليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، بمشاركة سياسية محدودة تمثلت بحضور رئيس “#التيار الوطني الحر” النائب #جبران باسيل ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية والنائب بيار بو عاصي ممثلاً رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع والنائب نديم الجميل ممثلاً رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل. ولوحظ “التصاق” فرنجية وباسيل وتبادلهما الأحاديث بمظهر ودي طوال مكوثهما في لقاء بكركي وعلى الغداء.
وخاطب البطريرك الراعي الحاضرين قائلاً: “نحن سعداء بهذا اللقاء، بوجود هذه العائلة اللبنانية التي تعيش اليوم مرحلة صعبة جداً، وأتمنى أن نطلق تذكيراً بأهمية الصلاة من أجل السلام وانتهاء الحروب التي لم تعد المنطقة ولا لبنان قادرين على تحملها. كما نتمنى أن تكون زيارتكم مناسبة لإحلال السلام في لبنان، ونوجّه لقداسة البابا فرنسيس من خلالكم، كل الاحترام والصلوات، هو الذي لا يكفّ عن ذكر لبنان والصلاة له وهذا يعطينا أملاً نحن بأمسّ الحاجة اليه، فنحن أبناء الأمل والرجاء”.
ثم ألقى الكاردينال بارولين كلمة نقل عبرها تحيات البابا فرنسيس “الذي يتابع بدقة تطورات الوضع في لبنان، لبنان الذي لطالما حظي بإهتمام الفاتيكان باعتباره وطن الرسالة من خلال تمكّن جميع مكونّاته من العيش سوياً والعمل من أجل خير لبنان”. وأضاف: “اليوم يجب أن يبقى لبنان نموذج تعايش ووحدة في ظل الأزمات والحروب الحاصلة، وأنا هنا اليوم في محاولة للمساعدة في التوصّل الى حلّ لأزمة لبنان المتمثّلة بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، من خلال محاولة التوصل الى حلول تناسب الجميع، وأتمنى أن نتمكن جميعناً اليوم من التوصّل الى حل للأزمة الحاصلة”.
بعدها، أقام البطريرك الراعي مأدبة غداء على شرف الكاردينال بارولين والحضور، قبل أن يعلن في ختام اللقاء “أننا نوجه نداءً لكل المسيحيين كي يكون الأحد المقبل يوم صلاة من أجل إحلال السلام في جنوب لبنان و#غزة”، مضيفاً أن “اللقاء اليوم في بكركي كان مهمًّا ونأمل بأن تكون ثماره جيّدة”.
في المقابل، شن المفتي قبلان هجوماً عنيفاً على الراعي من خلال “رسالة” علنية للكاردينال بارولين اعتبر فيها: “أن بعض الرؤساء الروحيين في بلدي يرون ما تقوم به طائفة الفداء الأكبر وجماعة مقاوميها إرهاباً ممقوتاً لا بد من ردعه ومنعه، ولا يفتأ هذا الصوت يطالب بتطبيق قرارات دولية عملياً تلزم لبنان دون إسرائيل بقرارات أممية مطبوخة بسمّ الظروف، وأكبر الممكن لتمنع فدائيي هذا البلد وقديسي هذا الوطن من القيام بواجب منع الفظاعات والمذابح ، وقد تعلمنا من المسيح ومحمد أن صوت الحق لا يصب إلا بأهله، لا عند جنازير الدبابات الصهيونية، وأن المطوب بالحق لا يدعو لموقف ينتفع منه الجلاد ويقوم به المجرم القاتل، ولا يرفع شعار الحياد فوق ركام مخيف من المذابح الصهيونية التي تلتهم صوت الأنبياء وتبالغ بافتراس أشلاء الأطفال والنساء من دون انقطاع”. كما أن “تجمع العلماء المسلمين” عقد مؤتمراً صحافياً ليعلن “رسالة” أخرى” نعتبر فيها أن ما صدر عن البطريرك بشارة الراعي حول وصف المقاومة اللبنانية بالإرهاب، أمر مرفوض من غالبية اللبنانيين، وعليه وبصفته ممثلاً لرأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم أن يصحح هذا الموقف ويحد من تداعياته”.
واثار كلام قبلان ردوداً حادة، فاعتبر المكتب السياسي في حزب الكتائب أن في كلامه “تحريضاً واضحا على دور بكركي وفيه من الطائفية البغيضة ما لم نسمع مثيلاً له في عز الحرب اللبنانية. وان هذا الكلام مرفوض ومردود ويؤكد مرة جديدة أن أسلوب كم الأفواه وإخضاع الآراء المعارضة هو سيد الموقف”.
كما حمل النائب في كتلة الجمهورية القوية غياث يزبك على قبلان وقال: “ما كنا نتصور أن طحشته من أجل اعتلاء موقع ديني شَغله في الماضي حكيمان، الإمامان الصدر وشمس الدين، يمكن أن تقود المفتي قبلان، وريث رجل التقوى والاعتدال، إلى خطاب موتور يعتمد اغواء المتطرفين عبر رجم الموارنة وبطريركهم بأقذع الكلام ولو مغلّفاً باحترام المسيح. مَن يصحِّح من يَنصح، مَن يعقلِن من يعتذر؟”
#المواقف الدولية
على صعيد المخاوف من اندلاع حرب في لبنان جددت كندا أمس دعوتها لمواطنيها إلى مغادرة لبنان، قائلة إن “الوضع الأمني في البلاد أصبح مضطرباً بشكل متزايد ولا يمكن التنبؤ به بسبب الصراع بين إسرائيل وجماعة “الحزب” اللبنانية المدعومة من إيران”. وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في بيان: “رسالتي للكنديين كانت واضحة منذ بداية الأزمة في الشرق الأوسط: هذا ليس الوقت المناسب للسفر إلى لبنان. وبالنسبة للكنديين الموجودين حالياً في لبنان، فقد حان الوقت للمغادرة، بينما تظل الرحلات الجوية التجارية متاحة”.
ووصلت وزيرة الخارجية الالمانية #أنالينا بيربوك بعد ظهر أمس إلى بيروت في زيارة سريعة وعقدت لقاءها الأول في السرايا مع رئيس الحكومة #نجيب ميقاتي ومن ثم التقت وزير الخارجية عبد الله بو حبيب . وبدا لافتاً أن عين التينة أعلنت مسبقاً أن الرئيس نبيه بري لن يلتقي الوزيرة الألمانية بذريعة تضارب المواعيد!.
وأكدت الوزيرة الألمانية خلال لقائها مع ميقاتي أن “الوضع على الخط الازرق دقيق والمخاطر قائمة”، لافتة إلى أنه “من هنا ينبغي التعاون بين كل الاطراف لخفض التصعيد والتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة بما ينعكس حكماً وقفاً لاطلاق النار في الجنوب”.
أما في المواقف الأميركية البارزة من الوضع في لبنان، فأكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن واشنطن تولي أهمية للحل الديبلوماسي لوقف التصعيد على جانبي الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، لافتاً إلى أن حرباً أخرى بين إسرائيل و”الحزب” قد تتحول بسهولة إلى حرب إقليمية. وشدد إثر لقائه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على أن “استفزازات “الحزب” تهدّد بجرّ إسرائيل ولبنان إلى حرب”.
وأشار الوزير المستقيل من حكومة الحرب الاسرائيلية بيني غانتس إلى أن “الوضع على الجبهة الشمالية لا يمكن أن يستمر كما هو، ويجب الضغط على “الحزب” لمنع التصعيد أو مواجهة حرب مفتوحة”. وأعلن أن “سكان شمال إسرائيل سيعودون إلى منازلهم بداية من ايلول (سبتمبر) المقبل، ونحن لا نقبل بقاء خطر “الحزب” في الجبهة الشمالية”. وشدد غانتس على أن “إسرائيل قادرة على تدمير قدرات “الحزب” وإبقاء لبنان في الظلام”.
*****************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
واشنطن توكل لباريس التواصل مع طهران لمنع التصعيد في جنوب لبنان
مصدر شيعي يؤكد أن إيران لن تترك «الحزب» وحيداً
بيروت: محمد شقير
ينتظر اللبنانيون بفارغ الصبر ما ستؤول إليه معاودة الولايات المتحدة الأميركية تحركها على خطين لمنع مزيد من التصعيد بين «الحزب» وإسرائيل، والإبقاء عليه تحت السيطرة، لقطع الطريق على تفلّت المواجهة العسكرية في جنوب لبنان وتدحرجها نحو توسعة الحرب التي يمكن أن تمتد إلى الإقليم، في ضوء تهديد إيران بالتدخّل، وإعلانها أنها لن تقف مكتوفة اليدين، على حد تأكيد مصدر بارز في الثنائي الشيعي («الحزب» و«حركة أمل»)، كاشفاً لـ«الشرق الأوسط» أن طهران أحاطتهم علماً بأنها أبلغت واشنطن أنها لن تسمح بالاستفراد بحليفها، أي الحزب، وسيكون لها الرد المناسب في الميدان.
ويتضمن التحرك الأميركي خطين، الأول منهما هو مواصلة واشنطن الضغط المباشر على إسرائيل، الذي احتل حيزاً واسعاً في اللقاءات التي عقدها وزير دفاعها يوآف غالانت في زيارته لواشنطن، التي شملت كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، وأبرزهم نظيره الأميركي لويد أوستن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الرئيس جو بايدن لشؤون الطاقة أموس هوكستين، المكلف رسمياً بتهدئة الوضع على الجبهة بين لبنان وإسرائيل.
واشنطن تطلب مساعدة باريس
يأتي تحرك واشنطن بإيفادها هوكستين إلى باريس استكمالاً لتحركها باتجاه تل أبيب، على حد تأكيد مصدر دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط»، بقوله إن اختيار هوكستين لهذه المهمة ينطلق من أن العاصمة الفرنسية هي الأقدر على التواصل مع طهران، الذي لم ينقطع أبداً، لإشراكها في جهود التهدئة من جهة، وأيضاً مع «الحزب» من جهة ثانية، من خلال سفيرها في بيروت هيرفيه ماغرو، أو من ينوب عنه، سعياً وراء تهدئة الوضع بخفض منسوب التصعيد لمنع توسعة الحرب.
ولفت المصدر الدبلوماسي الغربي إلى أن واشنطن، بلسان هوكستين، ستوكل إلى باريس مهمة التواصل مع القيادة الإيرانية، لعلها تسهم في خفض منسوب التوتر في جنوب لبنان بحكم تحالفها الاستراتيجي مع «الحزب»، وقال إنها تولي أهمية لدور باريس للبحث في ما يمكن القيام به في اليوم التالي في حال تم التوصل إلى وقف النار على الجبهة الغزاوية.
طهران مضطرة للتدخل المباشر
ورأى المصدر نفسه أن تعاطي طهران مع المواجهة المشتعلة بين «الحزب» وإسرائيل في جنوب لبنان لن يكون في مطلق الأحوال نسخة طبق الأصل عن مساندتها حركة «حركة ح» في تصديها للاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة، الذي يقتصر على قيام أذرعها في المنطقة بتشغيل المسيّرات لإرباك إسرائيل، من دون أن يحدث ذلك تبدُّلاً في المسار العام للمواجهة.
وبكلام آخر، فإن طهران ستضطر للتدخل المباشر في حال بادرت إسرائيل إلى توسعة الحرب في جنوب لبنان، في ظل رفعها لسقوف التهديدات، التي يقابلها الحزب بالمثل، وإن كانت لا تحبّذ توسعتها، وهذا ما تبين من خلال ردّها على استهداف تل أبيب قنصليتها في دمشق، الذي بقي محدوداً وتحت السيطرة، ولم يفعل فعله ولم يتسبب بردود فعل، وتحديداً من واشنطن التي كانت أُعلمت مسبقاً بطبيعة ردها من خلال قنوات التفاوض غير المباشر، التي ما زالت مفتوحة من دون أن تتوقف ولو للحظة.
وفي هذا السياق، يقول مصدر سياسي لبناني إن واشنطن، وإن كانت على قناعة بأن عودة التهدئة إلى الجنوب ترتبط أولاً وأخيراً بوقف النار في غزة، تدرك أن الحزب يرهن موقفه من تهدئة الوضع بمضامين الاتفاق في حال حصوله، وما إذا كان سيؤدي إلى وقف إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع، وامتناعها عن مطاردة «حركة ح»، وعدم التعامل مع وقف النار على أنه مؤقت، خصوصاً أن رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو يؤكد باستمرار أنه لن يوقف النار إلا بعد القضاء على «حركة ح» والتخلص منها نهائياً.
ويؤكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن مصير الجبهة الجنوبية بات معلقاً على وقف النار في غزة بلا شروط، وأنه لا خيار أمام إيران سوى التدخل جنوباً في حال أقدمت إسرائيل على توسعة الحرب، وأن طرفي المواجهة، مع أنهما يصران على رفع منسوب استعدادهما للحرب، فإنهما في المقابل يسعيان لاستقدام التدخلات التي تفتح الباب أمام إمكانية إنضاج تسوية تعيد الحرارة للوساطة التي يتولاها هوكستين. ويقول المصدر إن تبادلهما التهديدات لا يعني بالضرورة ارتياحهما لأوضاعهما في الداخل على نحو لا يدعوهما للقلق.
واشنطن والتهديد الإيراني
في الجنوب، الذي يقف على مشارف دخول «الحزب» في مواجهة شاملة مع إسرائيل، لا يريدها لكنه يستعد لها، يبقى السباق على أشده بين التهدئة وبين توسعة الحرب، وهذا ما يضع إيران أمام ضرورة التدقيق في حساباتها، لأنه لا خيار أمامها سوى الوقوف إلى جانب حليفها.
فهل تنجح الضغوط المتنقلة بين عواصم الدول المعنية في إبعاد شبح الحرب، أم أن الذي كتب قد كتب، ما يضع إيران في الصفوف الأمامية للمواجهة لمنع إسرائيل من إضعاف الحزب الذي كان له دور في حجز مقعد لإيران في عداد الدول ذات الصلة بأزمة الشرق الأوسط، بما لديها من مصالح تسعى لتوفير الحماية لها؟
وإلى أن يتضح مصير المواجهة للتأكد ممّا إذا كانت الغلبة للتهدئة جنوباً، فإن واشنطن ربما تأخذ التهديد الإيراني بعين الاعتبار، لأنها لا تحبذ اشتعال المواجهة التي من شأنها أن تهدد الاستقرار في المنطقة، وهذا ما لا تريده مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، خصوصاً أن محور الممانعة يراهن على تدخل إيران في تصديها لمحاولات إضعاف حليفها «الحزب»، ما ينعكس سلباً على نفوذها في المنطقة، كون الحزب هو من أمّن لها التموضع سياسياً على مرمى حجر من فلسطين المحتلة.
***************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
هذه أسباب “الشهر المصيري”.. وعودة التموضع الى ما قبل “الهدهد”
تراجع مستوى التهديد بشن حرب كبرى على لبنان في ظل التخبّط الأميركي ـ الإسرائيلي والإسرائيلي ـ الإسرائيلي في المواقف، والهوة التي أحدثها الخلاف والانقسام حول نية التهور والإقدام على هكذا ضربة. ونسبياً عادت الأمور إلى ما قبل فيديو «الهدهد» وملحقاته في قواعد الاشتباك، والتي كانت قد تطورت إلى حرب بنوك أهداف طاولت المطارات، الّا انّ إعادة التموضع لم تُسقط خطورة الوضع ودقّة الشهر الذي وصفه رئيس مجلس النواب نبيه بري بالمصيري، حيث تفاعل في مختلف الأوساط لمعرفة المعطيات التي دفعت إلى هذا التوصيف.
وقال مصدر بارز في «الثنائي الشيعي» لـ«الجمهورية»، إنّ الرئيس بري استند في حديثه إلى قناة «آر . تي» الروسية عن «الشهر المصيري»، إلى تدهور الوضع في لبنان، واعتبار انّ الأخطار لا تنحصر بالحرب بل بالنزوح وأزمة الرئاسة، وهذه الأخطار الثلاثة تتعاظم ويجب ان تكون هناك مهلة حضّ تنخرط في خلالها القوى السياسية في مرحلة الإنقاذ، ولأنّ بعد هذا الشهر سيكون من الصعب جداً إحداث إختراق خصوصاً انّ الاميركيين يدخلون رسمياً في زمن الانتخابات بعد انطلاق أول مناظرة رئاسية بين بايدن وترامب، اضافة إلى بدء ظهور نتائج انتخابات فرنسا وانكلترا، فيما أوروبا أصبحت في مكان آخر، ما يزيد المخاوف من ان يصبح لبنان خارج دائرة الاهتمام، عدا عن اننا دخلنا في موسم الصيف ولاحقاً العطل الرسمية… ووضعنا ليس مريحاً، يقول المصدر، منبّهاً إلى «انّ الحرب أصلاً قائمة وهناك حرب من نوع آخر هي حرب نفسية مبنية على حدّة المواقف وازدياد الضغط».
وزيرة خارجية المانيا
في هذه الأثناء، استقبل لبنان وزيرة خارجية المانيا انالينا بيربوك، حيث التقاها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب.
وقالت مصادر رسمية لـ«الجمهورية»، انّ بيربوك لم تحمل معها اي اقتراح او مشروع الماني او اوروبي او اي موقف جديد، بل كرّرت ما سبق واعلنته سابقاً وما يقوله جميع الموفدين والمسؤولين الدوليين في الخارج، حول ضرورة تلافي الحرب بين لبنان وإسرائيل وخفض مستوى التوتر. وأبدت رغبة بلادها في تقديم أي مساعدة ممكنة في هذا الصدد. وأوضحت المصادر، انّ بيربوك تستجمع في جولتها على دول المنطقة كل المعطيات الممكنة للتوصل إلى حلول للتوتر.
لكن المصادر لاحظت انّ لهجة التصعيد تراجعت نسبياً خلال الأيام الماضية، حتى لدى قادة الكيان الإسرائيلي، خصوصاً انّ المسؤولين الأميركيين الكبار من الرئيس الاميركي بايدن الى وزير الخارجية بلينكن ووزير الدفاع اوستن، يركّزون في لقاءاتهم مع قادة إسرائيل على تلافي الحرب واعتماد الديبلوماسية. وقد ظهر ذلك خلال اليومين الماضيين في لقاءاتهم مع وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت الموجود في واشنطن. وقبل ذلك في مواقف نتنياهو ومسؤولين آخرين.
وخلال اللقاء ثمّن ميقاتي «الحرص الألماني على لبنان»، معتبراً «أنّ المدخل الأساسي لعودة الهدوء الى جنوب لبنان يتمثل في وقف العدوان الاسرائيلي المستمر منذ اشهر، وتطبيق القرار الدولي 1701 كاملاً». وشدّد على «انّ لبنان يثمّن المشاركة الالمانية الفاعلة في عداد قوات «اليونيفيل» والتعاون المستمر بينها وبين الجيش والعمل الانمائي الذي تقوم به وحدات «اليونيفيل» في عدد من المناطق الجنوبية».
وبدورها بيربوك قالت «إنّ الوضع على الخط الازرق دقيق والمخاطر قائمة، من هنا ينبغي التعاون بين كل الاطراف لخفض التصعيد والتوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة بما ينعكس حكماً وقفاً لاطلاق النار في الجنوب».
وخلال لقائها مع بوحبيب أعربت بيربوك عن «قلق ألمانيا من التوتر الراهن في المنطقة»، وحذّرت من «خطر الوصول إلى طريق مسدود، خصوصاً في حال رفض الأطراف لوقف اطلاق النار».
ومن المقرّر ان يلتقي ميقاتي اليوم أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، وسيلي الاجتماع لقاء صحافي مشترك بينهما، وكذلك سيلتقي بارولين ايضاً رئيس مجلس النواب.
ونقل بارولين في لقاء سياسي وديني جامع في بكركي أمس دعا اليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي «تحيات قداسة البابا فرنسيس الذي يتابع بدقة تطورات الوضع في لبنان، لبنان الذي لطالما حظي بإهتمام الفاتيكان بإعتباره وطن الرسالة من خلال تمكّن جميع مكونّاته من العيش معاً والعمل من أجل خير لبنان». وقال: «اليوم يجب أن يبقى لبنان نموذج تعايش ووحدة في ظل الأزمات والحروب الحاصلة، وأنا هنا اليوم في محاولة للمساعدة في التوصّل الى حلّ لأزمة لبنان المتمثّلة بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، من خلال محاولة التوصل الى حلول تناسب الجميع، وأتمنى أن نتمكن جميعنا اليوم من التوصّل الى حل للأزمة الحاصلة».
هل من مبادرة عربية
وكذلك سيلتقي ميقاتي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، والذي وصل الى لبنان امس فجأة وبلا مقدمات، وذلك في مهمّة ليومين بتكليف شخصي من الامين العام للجامعة احمد ابو الغيط لتقصّي المواقف اللبنانية من التطورات المستجدة على اكثر من مستوى داخلي وإقليمي وسياسي وأمني.
وقالت مصادر ديبلوماسية عربية لـ«الجمهورية»، انّ زكي سيبدأ اليوم جولته على المسؤولين وفي مقدّمهم رئيسا مجلس النواب والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي قبل ان يجول على رؤساء الأحزاب والكتل النيابية المعنية بالاستحقاق الرئاسي. واضافت انّ زكي الذي كُلّف سابقاً بمهمّة مماثلة، إذ كان زار لبنان قبل حصول عملية «طوفان الأقصى» التي قلبت الأوضاع رأساً على عقب في المنطقة. وقد توقف في نهاية زيارته عند «صعوبة التقريب بين وجهات نظر اللبنانيين». واكتشف وجود «تباين كبير في وجهات النظر بين الزعماء السياسيين، فضلاً عن ضعف قنوات التواصل في ما بينهم، الأمر الذي قد يُدخل البلاد في وضع شديد الصعوبة، خصوصاً في ضوء حالة الانشغال الدولي بالأزمة الأوكرانية- الروسية. وعليه فقد انتهت مهمّته عام 2022 من دون ان يصدر عن الجامعة اي موقف او مبادرة محدّدة، وانتهت الجولة كما بدأت». واكّدت المصادر انّ زكي ما زال مكلفاً هذا الملف، وهو سيرفع تقريره إلى الامانة العامة للجامعة العربية في نهاية جولته المقدرة غداً الخميس.
الوضع جنوباً
على الصعيد الميداني، تواصلت الاعتداءات الاسرائيلية على قرى الجنوب وردود المقاومة عليها، حيث أطلق الجيش الاسرائيلي صباحاً النار من أسلحة رشاشة على سيارة «بيك أب» في منطقة الوزاني وقد نجا سائقها وهو من التابعية السورية.
وانفجرت طائرة «درون» مفخخة في ساحة بلدة الطيبة من دون تسجيل إصابات. ثم ألقت «درون» أخرى قنبلة يدوية قرب سنترال «اوجيرو» في البلدة ولم تقع اصابات. فيما تعرّضت اطراف بلدة الخيام لقصف مدفعي طاول بعد الظهر الناقورة ومنطقة «القلع» والوادي في بلدة بليدا، وأحدث حريقًا في المنطقة، وأغار الطيران الحربي على الحي الشرقي بين بلدتي كفركلا والعديسة وعلى منطقة سردى في مدينة الخيام.
إلى ذلك اصيبت سيارة احد الموظفين المدنيين اللبنانيين العاملين لدى قوات «اليونيفيل» برصاص اطلقه جنود اسرائيليون على طريق عام بلدة رامية، وذلك أثناء عودته من مكان عمله في مقر قيادة اللواء الغربي في شمع الى منزله في بلدة رميش.
ورداً على الاعتداء الإسرائيلي على منطقة البقاع امس الاول، شنّت «المقاومة الاسلامية »هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على مقر اللواء التابع للفرقة 91 في منطقة «ناحل غيرشوم»، مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباط وجنود العدو، ما أدّى إلى إيقاع عدد من الإصابات بينهم واندلاع النيران داخل المقر».
واستهدفت المقاومة بالقذائف المدفعية موقعي بياض بليدا وبركة ريشا «وأصابتهما اصابة مباشرة». كذلك قصفت موقع الرمثا في تلال كفرشوبا وموقع زبدين في مزارع شبعا.
ورداً على الاعتداءات الاسرائيلية ليل الاثنين ـ الثلثاء على قرى بليدا ومارون وعيترون، استهدفت المقاومة مبنًى يستخدمه الجنود في مستعمرة «يرؤون» ممّا أدّى إلى اشتعال النيران فيه ووقوع من في داخله بين قتيل وجريح. واكّد «مجلس الجليل الأعلى» حصول إصابة مباشرة داخل المستوطنة..
واكّدت وسائل إعلام إسرائيلية وقوع أضرار كبيرة في مستوطنة المنارة عقب إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان. كذلك افادت عن اندلاع حريق كبير في مستعمرة «ديشون» عقب دوي صفارات الإنذار خشية تسلّل طائرات مسيّرة.
زيادة الاستعداد وتقييم
في المواقف الاسرائيلية، أجرى قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار «تقييماً للوضع» مع قائد القيادة الشمالية أوري غوردين، مؤكّداً «زيادة الاستعداد لأي هجوم على لبنان»، حسب قناة «روسيا اليوم». وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: «إنّ بار وقادة كبار في سلاح الجو أجروا نقاشاً مشتركاً مع قادة الألوية الإقليمية في القيادة الشمالية العسكرية. كذلك عقد القادة جلسة لتقييم الوضع مع قائد القيادة الشمالية، حيث تابعوا مواصلة حماية البلدات الشمالية إلى جانب عملية رفع الجهوزية لهجوم في لبنان والتعاون بين القيادة الشمالية وسلاح الجو».
خراب الهيكل
وحذّر اللواء احتياط الإسرائيلي إسحاق بريك من أنّه إذا قرّرت القيادة الحرب في الشمال (ضدّ «الحزب»)، فذلك سيكون «خراب الهيكل الثالث». واتهم بريك، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي التقاه 6 مرات خلال الحرب، والوزراء، بأنّهم «قد يخوضون الحرب في الشمال لأسباب سياسية».
كذلك اتهم قيادة إسرائيل بأنّها «متهورة للغاية»، مضيفاً: «الثلاثة – نتنياهو وغالانت (وزير الدفاع يوآف غالانت) وهيرتسي هاليفي (رئيس الأركان) قادرون على اتخاذ مثل هذا القرار للموت مع شعب إسرائيل بكامله، لأنّهم يدركون أنّه بعد الحرب لن يكون لديهم مكان يعودون إليه.. ولهذا السبب فإنّهم قادرون على المراهنة على البلاد».
وقال بريك: «نصح غالانت وهاليفي، نتنياهو بالهجوم في الشمال منذ 8 أشهر في نفس وقت الهجوم على «حركة ح»، وتمكنت من إقناعه بعدم الموافقة على ذلك. إذاً ما هي المشكلة في قيام غالانت وهاليفي بالضغط على نتنياهو مرّة أخرى، وهو اليوم مستعد بالفعل للذهاب إلى النهاية المريرة».
وتجدر الاشارة الى انّ بريك معروف بانتقاداته لعدم جاهزية الجيش الإسرائيلي، وذكر أنّه نصح نتنياهو في بداية الحرب بعدم التحرّك شمالاً. وخلال هذه الفترة، نصح رئيس الوزراء بناءً على طلبه، كما حذّر من الدخول البري إلى غزة، قبل أن يبدأ الجيش الإسرائيلي في المناورة، وحذّر من وقوع كارثة.
واشار الوزير المستقيل من حكومة الحرب بيني غانتس الى» انّ الوضع على الجبهة الشمالية لا يمكن أن يستمر كما هو، ويجب الضغط على «الحزب» لمنع التصعيد أو مواجهة حرب مفتوحة». وقال انّ سكان شمال إسرائيل سيعودون إلى منازلهم بدءاً ايلول المقبل، ونحن لا نقبل بقاء خطر «الحزب» في الجبهة الشمالية». وشدّد على «انّ إسرائيل قادرة على تدمير قدرات «حزب الل» وإبقاء لبنان في الظلام».
واشنطن وتل ابيب
وفي هذه الأجواء، تواصلت اللقاءات الاميركية ـ الاسرائيلية في واشنطن حول الاوضاع في غزة وجنوب لبنان والمطالب الاسرائيلية من الادارة الاميركية على الصعيدين السياسي والعسكري.
وقد التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، ودعا إلى ضرورة التوصل إلى حل ديبلوماسي لوقف الاشتباكات مع «الحزب». ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية، أكّد بلينكن «أهمية تجنّب المزيد من تصعيد النزاع مع لبنان والتوصل إلى حل ديبلوماسي يسمح للعائلات الإسرائيلية واللبنانية بالعودة إلى منازلها». وكرّر تأكيد «التزام الولايات المتحدة الصارم بأمن إسرائيل». وشدّد على «الجهود المتواصلة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة بما يضمن إطلاق سراح جميع الأسرى».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلرامس إنّ «وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوم الاثنين إنّ إسرائيل تفضّل حلاً ديبلوماسياً للصراع مع الحزب». وأضاف: «نعتقد أنّه لا يزال من الممكن التوصل لحل ديبلوماسي للوضع على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية». وقال: «نجري مراجعاتنا الخاصة بشأن جرائم حرب محتملة بغزة وهي منفصلة عمّا تقوم به إسرائيل من مراجعات».
حرب أخرى
وإلى ذلك، حذّر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال لقائه مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من مخاطر اندلاع حرب إقليمية في منطقة الشرق الأوسط إذا تدهورت الأمور بين إسرائيل و«الحزب» اللبناني. وقال: «حرب أخرى بين إسرائيل و«الحزب» قد تتحول بسهولة حرباً إقليمية، نولي أهمية للحل الديبلوماسي لوقف التصعيد على جانبي الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية». وشدّد على أنّ «دعمنا لأمن إسرائيل ثابت ولا يتزحزح».
ومن جانبه، قال غالانت: «لن ننسى وقفة واشنطن معنا منذ اليوم الأول لهجوم السابع من تشرين، ونحن عازمون على إرساء الأمن وتغيير الواقع على الأرض والوقت ينفد».
وذكر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، أنّه «يوجد إجماع في المجتمع الإسرائيلي على شأن تغيير الواقع قرب الحدود مع لبنان». ولفت إلى أنّ «المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين متفائل، ويرى أنّ المرحلة الثالثة من القتال في غزة ستدفع «الحزب» لخفض حالة الإسناد المعلنة»، مضيفاً «نحن والإدارة الأميركية نؤمن بالمسار الديبلوماسي، ولكن إذا لم نتوصل لتسوية سنلجأ للتغيير بوسائل أخرى». وشدّد على «أننا حالياً نفضّل أن نركّز اهتمامنا على المسار الديبلوماسي»، مؤكّداً انّه «لا يمكن القضاء على «حركة ح» كفكرة، لذلك نحتاج إلى بديل محلي لها».
وفي تصريح آخر أعلن هنغبي «أنّ إسرائيل ستقضي الأسابيع المقبلة في محاولة حل النزاع مع جماعة «الحزب» اللبنانية، وأنّها تفضّل حلًا ديبلوماسيًا». وأشار إلى «أنّ إسرائيل تناقش مع واشنطن جهودًا مشتركة محتملة من جانب الولايات المتحدة وأوروبا وبعض الدول العربية لإيجاد بديل لحكم «حركة ح» في قطاع غزة».
الى ذلك، اشار موقع «أكسيوس» الى انّ مسؤولين إسرائيليين أبلغوا الى واشنطن أنّ رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو «غير مهتم بحرب مع «الحزب» ويفضّل الحل الديبلوماسي». واضاف الموقع: «الولايات المتحدة تؤكّد أنّها لن تكون قادرة على كبح جماح إسرائيل إذا استمر الوضع على الحدود في التصاعد».
ونقل «أكسيوس» عن المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين تأكيده انّ «الحزب في حاجة إلى التفاوض بنحو غير مباشر مع إسرائيل بدلاً من تصعيد التوترات».
ترحيل الكنديين
من جهة ثانية، وفي ظل التحذيرات الديبلوماسية من مستقبل التطورات الامنية في لبنان وبعد تدابير الكويت ودول اخرى اوروبية وآسيوية لترحيل مواطنيها من لبنان، جدّدت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في بيان أمس دعوتها مواطنيها إلى مغادرة لبنان، قائلةً «إنّ الوضع الأمني في البلاد أصبح مضطرباً بنحو متزايد، ولا يمكن التنبؤ به بسبب النزاع بين إسرائيل وجماعة «الحزب» اللبنانية المدعومة من إيران».
وقالت جولي التي زارت بيروت قبل أسابيع والتقت المسؤولين الكبار وقيادات حزبية وسياسية: «رسالتي للكنديين كانت واضحة منذ بداية الأزمة في الشرق الأوسط: هذا ليس الوقت المناسب للسفر إلى لبنان. وبالنسبة الى الكنديين الموجودين حالياً فيه، فقد حان الوقت للمغادرة، بينما تظل الرحلات الجوية التجارية متاحة».
التجديد لليونيفيل
من جهة ثانية، في ساعة متقدّمة من ليل امس، كُشف النقاب عن رسالة وجّهها وزير الخارجية عبد الله بو حبيب إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تتضمن طلب لبنان تجديد ولاية قوات حفظ السلام الدولية («اليونيفيل) العاملة في الجنوب لسنة إضافية، وقد اودعها لدى بعثة لبنان في الامم المتحدة. ونوّهت الرسالة بالدور الذي تضطلع به قوات «اليونيفيل» في الجنوب وما يقدّره لبنان معطوفة على تمسكه بتطبيق القرار 1701 كاملاً.
***********************
افتتاحية صحيفة اللواء
واشنطن تنصح غالانت بتجنُّب الحرب مع الحزب.. ونتنياهو يعد جنود الشمال «بالنصر»!
بكركي لا ترغب بقطيعة مع المجلس الشيعي.. ولبنان يطلب التمديد لليونيفيل
انشغل الوسط السياسي والدبلوماسي بانفجار الخلاف على نطاق واسع وعلني بين بكركي والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، على خلفية مقاطعة نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب للقاء الروحي – السياسي – النيابي الذي دعا اليه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، على خلفية ما سبق وقاله الراعي في عظة الاحد الماضي من ان المقاومة «إرهاب»، بالتزامن كانت حرب غزة، وامتدادها لجبهة الجنوب، باعتبارها جبهة مساندة تحضر في لقاءات واشنطن بين وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت، وكل من وزير الدفاع لويد اوستن، ووزير الخارجية انطوني بلينكن، من زاوية عدم تحمل اسرائيل لاستمرار نزوح 60 الف من سكان المستوطنات، وضرورة عودتهم سلماً او حرباً الى منازلهم قبل موسم بدء المدارس في ايلول المقبل، كما حضرت في لقاءات وزيرة الخارجية الألمانية أنا لينابير بون مع كل من الرئيس نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب، بعد مقاطعة الرئيس نبيه بري لها، لاسباب لم يشكف النقاب عنها بعد، وإن كان الاعتبار الذي طرحه رئيس المجلس ان عدم تحديد موعد لها، يعود الى تضارب المواعيد.
وسط ذلك أعربت مصادر سياسية عن اعتقادها لـ«اللواء» أن ما من صدام بين حراكي الإشتراكي والإعتدال الوطني في ملف رئاسة الجمهورية،وافادت ان كلا منهما يعملان على إحداث خرق في الجمود الحاصل، وليس هناك من نية لدى أي من الفريقين في ان يجعلا من حراكهما محور أي خلاف طالما أن ما من تناقضات في سعيهما إلى عملية انتخاب رئيس البلاد ، كما أن هناك نقاطا مشتركة بينهما.
إلى ذلك، أوضحت أنهما يستكملان ما يسعيان إليه من دون خطة بديلة ، في حين ليس هناك من مبادرة جديدة من بكركي إنما ضغط متواصل من خلال المواقف والتصريحات، وهذا ما بدا واضحا في أكثر من مناسبة، أما الخشية من اندلاع الحرب فعبر عنها البطريرك الراعي أيضا حتى في المحادثات مع امين سر دولة الفاتيكان.
النقطة المشتركة في اللقاءات هي ان الاعتبار الاول هو للحل الدبلوماسي او السياسي في جبهة الجنوب، نظراً للأكلاف المرهقة لحرب، لن تقتصر على لبنان، بل ستشمل الشرق الاوسط كله، وتعود بالدمار الهائل على اسرائيل ولبنان.
وربطت الوزيرة الالمانية عودتها الى بيروت بالوضع القلق من تزايد العنف على الحدود الشمالية، الامر الذي يهدد بخطر نشوب صراع اوسع في المنطقة.
وقالت الوزير الالمانية ان «الوضع على الخط الازرق دقيق والمخاطر قائمة، من هنا ينبغي التعاون بين كل الاطراف لخفض التصعيد والتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة، بما ينعكس حكماً وقفاً لاطلاق النار في الجنوب».
وابلغ الرئيس نجيب ميقاتي وزيرة الخارجية الالمانية انا لينا بيربوك خلال لقائه معها في السراي الكبير ان «المدخل الاساسي لعودة الهدوء الى جنوب لبنان يتمثل في وقف العدوان الاسرائيلي المستمر منذ اشهر، وتطبيق القرار 1701 كاملاً».
وشدد على «ان لبنان يثمن المشاركة الالمانية الفاعلة في عداد قوات اليونيفيل والتعاون المستمر بينها وبين الجيش والعمل الانمائي الذي تقوم به وحدات اليونيفيل في عدد من المناطق الجنوبية».
ومع الوزير بو حبيب، تركز الحديث على الوضع في غزة والجنوب.
وقال بو حبيب للوزيرة الالمانية: لبنان يسعى دائماً الى الحلول السلمية، وخاصة في ظل التحديات التي يواجهها حالياً، داعياً الى ضرورة حشد الدعم الدولي للبنان، وضرورة تعزيز قواته المسلحة.
واستمر على الجانب الاسرائيلي توزيع الادوار، بل داعٍ للحرب الخاطفة او الواسعة، والداعي «للحل الدبلوماسي»، مع العلم ان خارطة الطريق واضحة لجهة وقف الحرب في غزة، وابرام صفقة لتبادل الاسرى مع «حركة ح».
فمن واشنطن، ذكرت الخارجية الاميركية ان غالانت اكد لبلينكن ان اسرائيل تريد حلاً دبلوماسياً للتوترات في الشمال مع الحزب.
واستمع غالانت من نظيره الاميركي الى ضرورة تجنب الحرب في الشمال.
وزار نتنياهو الحدود مع لبنان، ونقل عنه قوله: «سنحقق كل اهدافنا حتى النصر».
ونقل موقع «اكسيوس» ان الموفد الاميركي الى المنطقة آموس هوكشتاين ابلغ المسؤولين الذين التقاهم في بيروت ان «الحزب مخطئ في الاعتقاد بأن الولايات المتحدة ستكون قادرة على منع اسرائيل من غزو لبنان اذا استمرت الهجمات، وعليه اعتبرت الخارجية الاميركية أن الوقت حان لإنهاء هجمات الحزب».
احتواء الأزمة بين بكركي والمجلس الشيعي
محلياً، نشطت الاتصالات لإحتواء التأزم الذي خرج الى العلن بين بكركي والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى.
وحفلت ساعات بعد الظهر ومساء برسائل واضحة بأن وحدة الرؤية بين المكونات اللبنانية متقاربة، لا سيما لجهة اعلان كل من المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان ان دار الاوقاف الاسلامية ستعمم على خطباء الجمعة تخصيص الخطبة للدعاء بالرحمة الى اهل غزة والشهداء فيها، وفي جنوب لبنان، ومختلف مناطق نصرة المظلومين في فلسطين ولبنان ولوقف الحرب.
كما وجَّه البطريرك الراعي نداءً الى «كل المسيحيين لتخصيص الصلاة يومي السبت والاحد المقبلين من أجل السلام في غزة وجنوب لبنان وإنهاء الحرب، لأن الله قادر على مس الضمائر».
وفي رده على أسئلة الإعلاميين، وصف البطريرك الراعي اللقاء بـ«العظيم»، وقال:«لقد كان لقاء رائعاً وسهلاً ومهماً بين المسلمين والمسيحيين والسياسيين، نأمل أن يؤدي إلى ثمار إيجابية قريبا، وخرج الكاردينال بارولين بانطباع جيد.
وعن مقاطعة «المكون الشيعي» اللقاء، قال الراعي : لا اعلم لماذا غابوا مع العلم انهم كانوا اكدوا حضورهم».
واوفد الراعي مدير المركز الكاثوليكي للاعلام المونسنيور عبدو ابو كسم الى المشاركة في احتفال بمقر المجلس لمناسبة اطلاق كتاب الغدير والإمامة والذي كشف ان الراعي اصر على تمثيله واجراء لقاء مصالحة، مضيفاً انها غيمة وستمر.
وكان الكاردينال بيترو بارولين امين سر دولة الفاتيكان قال: أنا هنا اليوم في محاولة للمساعدة في التوصل الى حل لأزمة لبنان المتمثلة بعدم انتخاب رئيس للجمهورية من خلال محاولة التوصل الى حلول تناسب الجميع.
كلام بارولين جاء، خلال اللقاء الجامع مع رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية الذي دعا اليه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في بكركي، وشارك فيه كاثوليكوس الارمن الأرثوذكس آرام الأول كيشيشيان، بطريرك الارمن الكاثوليك رافاييل ميناسيان، بطريرك الروم الكاثوليك يوسف الاول العبسي، بطريرك السريان الارثوذوكس ممثلا بالمطران مار سويريوس روجيه اخرس، بطريرك الروم الارثوذكس ممثلا بالمطران الياس عودة، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابو المنى، رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ علي قدور، السفير البابوي المونسينيور باولو بورجيا ، النائب الرسولي للاتين المطران سيزار اسيان، رئيس طائفة اللاتين المطران ميشال قصارجي، والمطارنة سمير مظلوم، حنا علوان، بولس الصياح، انطوان عوكر. ولم يحضر ممثل عن الطائفة الشيعية بالرغم من دعوة المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وفق ما اعلنت بكركي.
وشارك في اللقاء رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، اللذان سجلت مصافحة وكلام بينهما، والنائب بيار بو عاصي ممثلا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، النائب نديم الجميل ممثلا رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» سامي الجميل.
بداية، رحب الراعي بالحضور، معرباً عن سعادته «بوجود هذه العائلة اللبنانية التي تعيش اليوم مرحلة صعبة جداً».
يذكر ان بكركي اقامت غداء على شرف الحاضرين.
يشار الى ان النائب السابق فرنجية التقى امين سر دولة الفاتيكان مساء الاثنين الماضي في السفارة البابوية، لمدة تجاوزت الساعة.
وفي بيان له اعلن المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان: «اذا كانت حماية الكنيسة والمسجد وتحرير هذا البلد، واغاثة مسيحيي سوريا ولبنان وفلسطين وطحن انياب الجيش الاسرائيلي إرهاباً، فنحن أهل الارهاب واسياده».
من ناحية ثانية طلب لبنان تجديد ولاية اليونيفل في جنوب لبنان لسنة اضافية، نظراً لدورها في حفظ السلام في الجنوب.
وجاء في الرسالة الموجهة من وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب الى الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريتس ان لبنان متمسك بالسلام وتطبيق القرار 1701.
عون يخرج عن صمته
وخرج قائد الجيش العماد جوزاف عون عن صمته بخصوص مسألة تأخير اعلان نتائج امتحانات الكلية الحربية، واعلن انه يفترض بالقيمين الحرص على انتظام العمل في الكلية الحربية لتجنب الفراغ وضخ دم جديد في المؤسسة.
الوضع الميداني
ميدانياً، شنت المقاومة الاسلامية هجوماً بمسيرات انقضاضية على مقر لواء تابع للفرقة 91 في منطقة ناجل غير شوم، ورد العدو بقصف طاولة البقاع.
وكان الطيران الحربي الاسرائيلي شن غارة استهدفت الحي الشرقي بين العديسة وكفركلا. ونفذ ايضا غارة مستهدفا بلدة الخيام. واطلق الجيش الاسرائيلي بعد ظهر أمس النار من الأسلحة الرشاشة باتجاه بيك اب في منطقة الوزاني ، وقد نجا السائق وهو من التابعية السورية. ايضا، وانفجرت درون مفخخة في ساحة بلدة الطيبة من دون تسجيل إصابات. والقت درون اسرائيلية ثانية قنبلة قرب سنترال اوجيرو في الطيبة، في وقت استهدف القصف المدفعي اطراف بلدتي الخيام، وبليدا. والقى الجيش الاسرائيلي قذائف محمولة عبر محلقات ترسلها من مستعمرة مسكافعام خمس مرات أمس على الطيبة. واستهدف القصف المدفعي أطراف بلدة الناقورة في القطاع الغربي.
*********************
افتتاحية صحيفة الديار
الفاتيكان يؤكد على اهمية انتخاب الرئيس من بكركي والمرجعية الشيعية غابت عن اللقاء
أبو كسم لـ «الديار»: زرنا الخطيب وقلنا له «قلبنا كبير وأتينا للمصالحة» – ادارة التحرير
اتجهت الأنظار أمس نحو الصرح البطريركي في بكركي، حيث لبت كل الطوائف، على تنوع مذاهبها، باستثناء المكون الشيعي، دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للقاء امين سر الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين. وتكشف اوساط «المجلس الشيعي» لـ «الديار» ان التوجه كان في مشاركة الشيخ الخطيب وأكدنا لبكركي المشاركة ولكن فوجئنا بمواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي الاحد والتي وصف فيها عمليات المقاومة بالارهاب.
ومن بين المشاهد البارزة في الصرح البطريركي أمس، كان اللقاء الذي جمع بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ما دفع المراقبين الى التساؤل عما اذا سوف يكون لها ملحق فيما بعد ام انها مجرد صدفة لن تغير شيئا بالأحوال. وفي هذا الاطار يقول مصدر مطلع على اجواء «الوطني الحر» للديار ان موقف باسيل من انتخاب فرنجية لرئاسة الجمهورية لا يزال على حاله ولن يتغير.
وأشارت مصادر مطلعة على الاجتماعات التي عقدت بين الضيف الفاتيكاني وسيد بكركي ومعاونيه، إلى أن الصرح البطريركي اكتفى بدعوة رؤساء الطوائف الروحية إلى مأدبة غذاء جامعة، لتجنب المزيد من التوترات. حيث كانت بكركي تفضل عقد قمة روحية بمناسبة زيارة الرجل الثاني في الفاتيكان إلى لبنان، نظرًا لما يتمتع به من سلطة سياسية ومعنوية في العالم. إلا أنها كانت تدرك جيدًا أن أي بيان لن يصدر عن هذه القمة بسبب الخلافات القائمة منذ مدة حول مجموعة من الملفات، لذلك تم اتخاذ قرار بصرف النظر عن عقد القمة.
على خط الثنائي الشيعي، تضيف الاوساط ان المجلس كان يتوقع صدور بيان توضيحي من البطريرك الراعي ولكنه لم يصدر، لذلك كان العزوف عن المشاركة بسبب الموقف من المقاومة، وهو مرفوض جملة وتفصيلاً.
وتؤكد الاوساط ان المجلس الشيعي حريص جداً على تطوير العلاقة مع الفاتيكان ويقدر مواقفه من القضية الفلسطينية.
وعن العلاقة مع بكركي بعد مواقف الاحد، تكشف الاوساط ان لا قطيعة معها والعلاقة مستمرة وعصر امس شارك الاب عبدو ابو كسم ممثلاً البطريرك في ندوة» عن كتاب الغدير والإمامة» وبمناسبة عيد الغدير نظمت في المجلس الشيعي ورعاها الشيخ الخطيب. وبالاضافة الى حضور ابو كسم والذي يعبر عن ان العلاقة غير مقطوعة مع بكركي، بالاضافة الى الصورة الجامعة في الندوة التي ضمت ممثلي مختلف الطوائف والمرجعيات.
بكركي مع المصارحة والمصالحة
المونسنيور عبدو أبو كسم الذي مثل البطريرك الراعي في احتفال بمقرّ المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى لإطلاق كتاب «الغدير والإمامة»، أكد أن البطريرك الراعي قد أصرّ على المشاركة في هذا الاحتفال ونقل رسالة مصارحة ومصالحة لنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب في مسعى لتأمين تواصل بين بكركي والمجلس الشيعي، وذلك في إطار التلاقي وتبديد أي أجواء سلبية نتيجة مقاطعة المجلس لمأدبة الغداء التكريمية للكاردينال بيترو بارولين.
وقال المونسنيور أبو كسم لـ «الديار»: «نزلنا وقلنا له للشيخ علي الخطيب قلبنا كبير وأتينا للمصالحة، والموضوع لا يتحمل هذا القدر من ردة الفعل، وإن كان هناك من سوء فهم في هذا الإطار، فمن الأجدى أن نتواصل اليوم وأن تشارك في مأدبة الغداء وألا تحصل هذه المقاطعة، أجابني بأن الجو مشحون، فقلت له إن هدف الزيارة هو إزالة هذه الأجواء المشحونة، لأن الخبرية لا تتحمل ما حصل، فنحن نكن الاحترام للجميع ونسامح الكل ولبنان هو أكبر منا جميعاً وعلينا الحفاظ على وحدته، فبكركي لا تخاصم أحداً وبكركي قلبها مفتوح وبكركي تريد الحفاظ على وحدتنا مع بعضنا».
من جهتها اعتبرت مصادر معنية، أن هذا الواقع يقود إلى طرح سؤال بديهي حول الحملة التي تعرّضت لها بكركي والبطريرك الراعي، فهل من الممكن أن يقول البطريرك الراعي عن فريق سياسي يحاوره ويعقد مندوبوه جلسات نقاش دورية معه بأنه فريق «إرهابي»؟
لقاء بكركي
وكانت كل الطوائف المسيحية والاسلامية، على تنوع مذاهبها، باستثناء المكون الشيعي، لبت دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للقاء امين سر الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين.
وشدد بارولين على ان «النموذج اللبناني يجب المحافظة عليه في هذه المنطقة التي تشهد اكثر من صراع»، وأمل «بتعاون الجميع للوصول الى مخارج من الأزمة وايجاد حلول تحمل الامل للبنان وشعبه».
وشارك في اللقاء رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، اللذان سجلت مصافحة وكلام بينهما، والنائب بيار بو عاصي ممثلا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، النائب نديم الجميل ممثلا رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» سامي الجميل.
الراعي
ورحّب البطريرك الراعي بجميع الحاضرين، وتوجه للكاردينال بارولين قائلاً: «نحن سعداء بهذا اللقاء، بوجود هذه العائلة اللبنانية التي تعيش اليوم مرحلة صعبة جداً، وأتمنى أن نطلق تذكيرا بأهمية الصلاة من أجل السلام وانتهاء الحروب التي لم تعد المنطقة ولا لبنان قادرين على تحملها. كما نتمنى أن تكون زيارتكم مناسبة لإحلال السلام في لبنان، ونوجّه لقداسة البابا فرنسيس من خلالكم، كل الاحترام والصلوات، هو الذي لا يكفّ عن ذكر لبنان والصلاة له وهذا يعطينا أملا نحن بأمسّ الحاجة اليه، فنحن أبناء الأمل والرجاء».
بارولين
ثم ألقى الكاردينال بارولين كلمة قال فيها «أنا سعيد بالدعوة التي وجهها لي صاحب الغبطة وسعيد بوجودي معكم اليوم، وأحيّي جميع الحضور من مقامات روحية ودينية ورؤساء أحزاب وطوائف، كما أحمل لكم تحيات قداسة البابا فرنسيس الذي يتابع بدقة تطورات الوضع في لبنان، لبنان الذي لطالما حظي باهتمام الفاتيكان باعتباره وطن الرسالة من خلال تمكّن جميع مكونّاته من العيش معاً والعمل من أجل خير لبنان. اليوم يجب أن يبقى لبنان نموذج تعايش ووحدة في ظل الأزمات والحروب الحاصلة، وأنا هنا اليوم في محاولة للمساعدة في التوصّل الى حلّ لأزمة لبنان المتمثّلة بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، من خلال محاولة التوصل الى حلول تناسب الجميع، وأتمنى أن نتمكن جميعنا اليوم من التوصّل الى حل للأزمة الحاصلة».
لقاء مهم
بعدها، أقام البطريرك الراعي مأدبة غداء تكريما للكاردينال بارولين والحضور، قبل ان يعلن في ختام اللقاء «اننا نوجه نداء لكل المسيحيين كي يكون الاحد المقبل يوم صلاة من أجل إحلال السلام في جنوب لبنان وغزة»، مضيفا «اللقاء اليوم في بكركي كان مهمًّا ونأمل في أن تكون ثماره جيّدة».
نداء لبارولين
وكان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان وجه نداء إلى أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين جاء فيه: إنا نحب المسيح وأهله، ونبذل أرواحنا من أجل الكنيسة وقسطاس ربها، إلا أننا لا نقبل توظيف الكنيسة بمواقف تخدم الإرهاب الصهيوني والإجرام العالمي، وليست المقاومة إلا قربان الكنيسة بميزان الرب، وليس من شيم المقاومة الانتقام أو التنكر للحق أو السكوت عن طاغية مجرم أو ترك مستضعف مضطهد، وهي منذ الصوت الأول للإمام موسى الصدر الابن الروحي للمسجد والكنيسة ورأس معمودية تحرير الأرض ووريد غوث المظلوم وإسناد الضعيف المعذب، ولديها من قوة الحق وحق القوة ما تهابه تل أبيب وكل شركائها، ولسنا ممن يحمل سيفا على كنيسة أو يمقت صوتا للرب، أو يعادي على الطائفة لكننا لن نقبل توظيف الكنيسة في غير ما للرب فيها، ولنا فيكم خالص الثقة، فأصلحوا وامنعوا الصوت إلا بحقه، واحفظوا الكنيسة بقسطاسها، فإن الإصلاح وإحقاق الحق وغوث المظلوم وحماية المعذب دين المسيح ومحمد».
قائد الجيش
واستقبل رئيس الحكومة قائد الجيش العماد جوزف عون وعرض معه الوضع الامني في البلاد ونتائج زيارته الى الولايات المتحدة الاميركية.
وكان قائد الجيش اكد»ان المؤسسة العسكرية ماضية في العمل بواجبها رغم كل محاولات تشويه صورتها وعرقلة عملها»، وقال خلال لقائه في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان ضباط دورة الأركان الثامنة والثلاثين ودورة الأركان الأولى باللغة الإنكليزية قبَيل تخرجهم ، «ان كيان بلدنا ودولتنا لا يزال قائمًا فلا تعبؤوا بالشائعات. أرى في عيونكم العزيمة والإصرار للحفاظ على المؤسسة في ظل الوضع المتأزم بخاصة في الجنوب نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، على أمل أن تنجلي الصعوبات قريبًا وتنجح محاولات التوصل إلى التهدئة».
شكوى لبنانية ضد صحيفة «تيلغراف»؟
على ضفةٍ أخرى، ما زال صدى تقرير تلغراف الذي يزعم تخزين أسلحة تابعة للحزب في مطار بيروت يصدح في الأرجاء، حيث كشف سفير لبنان لدى بريطانيا رامي مرتضى أن العمل جارٍ مع مجموعة من المحامين لدراسة شروط تقديم دعوة ضد صحيفة «تيلغراف» البريطانية وفقاً للقوانين المعمول بها ضمن المملكة المتحدة، وبتوجيه من السلطات اللبنانية، والعقوبات حسب السفير مرتضى، تتراوح بين إلزام الصحيفة اعادة المنشورة او «دفع تعويض»، متحدثاً عن ان موقف لبنان قوي، لان ما جاء في التحقيق يستهدف مرفأً حيوياً في لبنان.
جبهة الجنوب
على الجبهة الجنوبية، يواصل العدو الاسرائيلي اعتداءاته على القرى الجنوبية، حيث أغار طيران العدو مستهدفاً بلدة الخيام والحي الشرقي بين العديسة وكفركلا.
كما أفيد بأنّ قوات العدو الاسرائيلي تلقي قذائف معادية محمولة عبر محلّقات ترسلها من مستعمرة مسكافعام للمرة الخامسة اليوم على بلدة الطيبة.
وقصفت مدفعية العدو الصهيوني، أطراف مدينة الخيام وبلدتي بليدا والناقورة، ما أدى الى اشتعال حرائق في منطقتي «القلع» و «الوادي» في بلدة بليدا.
في المقابل، ورداً على اعتداء العدو الإسرائيلي الذي استهدف منطقة البقاع، شنت المقاومة هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر لوائي التابع للفرقة 91 في منطقة ناحل غيرشوم، مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباط وجنود العدو، مما أدى إلى إيقاع عدد من الإصابات بينهم واندلاع النيران داخل المقر».
وفي غزة، صعّدت قوات الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة التي تشنها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في يومها الـ263 توالياً بسلسلة مجازر وحشية راح ضحيتها عشرات الشهداء والمصابين من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء في مناطق متفرقة من القطاع، فقد تابعت طائرات الاحتلال الحربية غاراتها الجوية العنيفة على الأحياء السكنية في مختلف مناطق قطاع غزة، فشنت منذ الفجر، سلسلة غارات استهدفت منازل مأهولة ومراكز إيواء للنازحين، مرتكبة عدة مجازر جديدة ضد عدد من العائلات الفلسطينية.
*************************
افتتاحية صحيفة الشرق
وزيرة خارجية ألمانيا: وقف النار في غزة ينعكس حكماً على جبهة لبنان
قاطع المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للقاء امين سر الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين المتمسك بنموذج التعايش بين الاديان في لبنان والآتي للمساعدة في التوصل الى حل لأزمة لبنان الرئاسية، ردا على ما ورد في عظة الراعي الاحد الماضي عن “الجماعات الارهابية التي تستخدم ارض الجنوب” .
وذهب المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الى توجيه اتهامات للكنيسة بخدمة الارهاب والاجرام، اذ قال في نداء وجهه إلى أمين سر دولة الفاتيكان “أننا لا نقبل بتوظيف الكنيسة بمواقف تخدم الإرهاب الصهيوني والإجرام العالمي”، داعيا الى اصلاحها ومنع توظيفها.
من جهته، قال الراعي وعن مقاطعة “المكون الشيعي”: لا اعلم لماذا غابوا مع العلم انهم كانوا قد اكدوا حضورهم”.
زيادة الاستعداد
في المواقف الاسرائيلية، أجرى قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار تقييما للوضع مع قائد القيادة الشمالية أوري غوردين، مؤكدا زيادة الاستعداد لأي هجوم على لبنان، بحسب “روسيا اليوم”. وقال المتحدث باسم جيش الإحتلال الإسرائيلي “إن بار وقادة كبار في سلاح الجو أجروا نقاشا مشتركا مع قادة الألوية الإقليمية في القيادة الشمالية العسكرية”. أضاف “كما عقد القادة جلسة لتقييم الوضع مع قائد القيادة الشمالية حيث تابع القادة مواصلة حماية البلدات الشمالية إلى جانب عملية رفع الجاهزية لهجوم في لبنان والتعاون بين القيادة الشمالية وسلاح الجو”.
يفضل الديبلوماسية
في الغضون، أعلن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي أن إسرائيل ستقضي الأسابيع المقبلة في محاولة حل الصراع مع جماعة الحزب اللبنانية وأنها تفضل حلًا ديبلوماسيًا. وأشار إلى أن إسرائيل تناقش مع واشنطن جهودًا مشتركة محتملة من جانب الولايات المتحدة وأوروبا وبعض الدول العربية لإيجاد بديل لحكم “حركة ح” في قطاع غزة. الى ذلك، اشار موقع “أكسيوس” الى ان مسؤولين إسرائيليين أبلغوا واشنطن أن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو غير مهتم بحرب مع الحزب ويفضل الحل الديبلوماسي. اضاف: الولايات المتحدة تؤكد أنها لن تكون قادرة على كبح جماح إسرائيل إذا استمر الوضع على الحدود في التصاعد.
الحزب مخطئ
كما كشف “أكسيوس” أنّ الموفد الأميركي آموس هوكشتاين أبلغ المسؤولين اللبنانيين أن “الحزب مخطئ في الاعتقاد بأن الولايات المتحدة ستكون قادرة على منع إسرائيل من غزو لبنان إذا استمرت الهجمات”. من جانبه، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، عن اجتماع وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يوم الإثنين إن بلينكن شدد على ضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية العاملين في المجال الإنساني في قطاع غزة. ووفق الخارجية الأميركية فقد أطلع بلينكن غالانت على الجهود الديبلوماسية الجارية لتعزيز الأمن والحكم وإعادة الإعمار في غزة بعد الحرب. وبحث الجانبان الجهود المتواصلة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة بما يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن. وأشارت الخارجية الأميركية إلى أن بلينكن أكد أهمية تجنب التصعيد والتوصل لحل ديبلوماسي يسمح للعائلات الإسرائيلية واللبنانية بالعودة لمنازلها. والتقى غالانت رئيس وكالة الاستخبارات المركزية بيل بيرنز، المسؤول الأميركي الرئيسي في المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن، ثم أجرى محادثات مع بلينكن في لقاء دام نحو ساعتين. وقال غالانت قبل أن يبدأ اجتماعاته “أود أن أؤكد أن التزام إسرائيل الأساسي هو إعادة الرهائن، من دون استثناء، إلى عائلاتهم ومنازلهم”، مضيفا: “سنواصل بذل كل جهد ممكن لإعادتهم”.
المانيا
وأمس استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك، في السراي الكبيرة، في مستهل زيارة رسمية للبنان.
شارك في اللقاء سفير ألمانيا كورت جورج شتوكل – شتيلفريد والوفد المرافق ومستشارا رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس والسفير بطرس عساكر.
خلال الاجتماع، رحب ميقاتي بالوزيرة الألمانية، وقال: “إن زيارتها الثالثة للبنان في غضون أشهر تعبر عن اهتمام ألمانيا الشديد بلبنان وبالاستقرار فيه وعدم تعريضه للمخاطر”.
أضاف: “إننا نثمن دور ألمانيا الفاعل على الصعيدين الأوروبي والدولي، ونقدر الحرص الألماني على لبنان، ونعتبر أن المدخل الأساسي لعودة الهدوء إلى جنوب لبنان يتمثل في وقف العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أشهر، وتطبيق القرار الدولي 1701 كاملا”.
وشدد على “أن لبنان يثمن المشاركة الألمانية الفاعلة في عداد قوات اليونيفيل والتعاون المستمر بينها وبين الجيش والعمل الإنمائي الذي تقوم به وحدات اليونيفيل في عدد من المناطق الجنوبية”.
كذلك، أكد “ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإعلان وقف إطلاق النار بشكل شامل والعودة الى حل الدولتين وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه، ودعوة المجتمع الدولي الى اتخاذ خطوات ملموسة من أجل التوصل إلى حل سياسي للصراع في الشرق الأوسط”، متمنيا “الاستمرار في تمويل وكالة الأونروا ودعمها”.
بدورها، قالت الوزيرة الالمانية: “إن الوضع على الخط الازرق دقيق والمخاطر قائمة. من هنا، ينبغي التعاون بين كل الاطراف لخفض التصعيد والتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة بما ينعكس حكما وقفا لإطلاق النار في الجنوب”.
كما التقت بيربوك وزير الخارجية عبد الله بوحبيب.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :