أخبار
هاربٌ من أحكام قضائيّة... توقيف فنان معروف وهذا ما عُثِرَ بحوزته (صورة) بالصورة- كان ينتحل صفة طبيب.. تعميم صورة موقوف هل وقعتم ضحيته؟ "صنع مجد تلفزيون لبنان! بعد غيابه عن الساحة الفنية .... وزير الاعلام يكرّمه! عن توقعات ليلى عبد اللطيف "المخيفة"..؟! إقرأوا هذا الخبر أثناء تنفيذ دورية للجيش اللبناني في منطقة وادي الأسود-راشيا عند الحدود اللبنانية - السورية، أطلق مسلحون مجهولون من الجانب السوري النار على الدورية فردّ عناصر الدورية على مصادر النيران، ووقع اشتباك أصيب خلاله أحد العسكريين، ونُقل إلى أحد المستشفيات للمعالجة "كلمة سرّ لـ بري"...وزيارة منتظرة مطلع العام! آليات الاحتلال الإسرائيلي تجرف الطريق الرئيسية في وادي الحجير وتنفذ تفجيرات في بلدة القنطرة تراجع القوة الاسرائيلية المعادية التي توغلت بإتجاه وادي الحجير بإتجاه وادي السلوقي خدماتٌ معطلة وأبواب مغلقة... النبطية تحت تأثير العدوان! "قد نضطر لاتخاذ إجراءات قاسية"... رئيس بلدية يناشد القوى الامنية!

 

 

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 20 حزيران 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 20 حزيران 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

نصرالله يرسم السقف: لدينا كامل عدّة الحرب الشاملة

 

وسط إجماع بأن خطابه أمس كان الأكثر قوة ووضوحاً منذ إطلاق جبهة المساندة في لبنان، صارح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كيان الاحتلال، مستوطنين وجيشاً وسياسيين، بأن التهويل على لبنان بشن حرب لا يعكس حقيقة الوقائع القائمة على الأرض، متوجهاً إلى العدو بأن «عليكم أنتم أن تخافوا من الحرب معنا».وعلى طريقته في شرح الوضع وعرض الوقائع، أسهب نصرالله في شرح أهمية الأسباب التي دفعت المقاومة في لبنان واليمن والعراق إلى الانخراط في مهمة الإسناد للمقاومة في غزة، مشيراً إلى أن العدو يواجه مأزقاً كبيراً، واعتبر أن محاولة توسيع دائرة المواجهات الشاملة مع قوى المقاومة قد تشكل فرصة لضرب أسس الكيان المحتل. كما صارح جمهور المقاومة من جهة، وجمهور العدو من جهة أخرى، بأن المعركة مع العدو إن توسعت نحو مواجهة شاملة، ستكون بشكل لم يعهده أحد، مكرراً أنها ستكون بلا سقوف وبلا ضوابط وبلا قواعد، في إشارة مباشرة إلى أن الضوابط التي عملت وفقها المقاومة في كل حروبها السابقة مع العدو ستختفي هذه المرة. وهو كلام يفترض بالعدو أن يفهم مقاصده، لجهة أنه في حالة الحرب الشاملة، فإن لا حرمة تتقدم على حرمة الدم العربي، وإنه ممنوع على العدو تكرار مجازر غزة في لبنان أو أي مكان آخر.

وإذ أكّد السيد نصرالله أن المقاومة أتمت استعداداتها لأي احتمال، كشف، في تطور غير مسبوق، عن تلقي المقاومة أسلحة جديدة في هذه الفترة، إضافة إلى تطوير بعض الأسلحة التي استُخدمت في المعارك الدائرة منذ 8 أشهر، في رد واضح على كل عمليات القصف التي تقوم بها قوات الاحتلال وتستهدف فيها ما تعتبره «مراكز تصنيع خاصة بالمقاومة» أو اغتيال «بعض كوادر المقاومة العاملين في مجال التصنيع العسكري».

وفي كلام هو الأول من نوعه منذ أكثر من ثلاثين سنة، وجّه نصرالله تهديداً صريحاً إلى دولة أجنبية يمكن للعدو أن يستفيد من أراضيها في أي حرب مع لبنان. وتوجّه مباشرة إلى جمهورية قبرص، محذراً حكومتها من مغبة منح العدو الإذن باستخدام أراضي ومطارات الجزيرة للاعتداء على لبنان. وهو موقف سيفتح الباب أمام مستويات جديدة من القلق الأوروبي الذي كان محصوراً حتى الأمس بالكيان الإسرائيلي، بعدما فتح نصرالله الباب على تهديد يطاول دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي، وتُعتبر أحد معابر القارة على ساحل المتوسط.

وللمرة الأولى، علّق نصرالله على المفاوضات التي تجريها المقاومة الفلسطينية حول غزة، بعدما تقصّد تجنب الإشارة إليها طوال الفترة السابقة، لكن من زاوية أراد من خلالها إقفال الأبواب على محاولات تقوم بها جهات إقليمية ودولية لممارسة الضغط على حركة حماس. وقال نصرالله إن التفاوض يجري مع حماس مباشرة، والمقاومة في لبنان ليست بريداً لأحد، مقدّماً جرعة دعم كبيرة لفصائل المقاومة الفلسطينية التي تتعرّض لضغوط كبيرة من الجانب العربي والغربي لإجبارها على السير في صفقة تخدم إسرائيل. وجاء موقفه رداً على رسائل أميركية، بينها ما نقله الموفد عاموس هوكشتين الذي استفسر عما إذا كان بمقدور حزب الله المساعدة في إقناع حماس بالموافقة على مقترح بايدن. وهو ما دفع نصرالله الذي يلتزم سياسة عدم إعطاء موقف من أوراق المفاوضات الجارية إلى القول صراحة بأن ما هو معروض على المقاومة في فلسطين لا يخدم قضيتها بقدر ما يخدم العدو ولا يضمن وقف الحرب، مقفلاً الأبواب أمام أي محاولة ربما تقوم بها الولايات المتحدة أو أطراف أخرى لممارسة الضغوط على فصائل المقاومة في غزة.

يبقى أن حديث السيد عن تفاصيل ما يجري على الجبهة الجنوبية، وعن قدرات المقاومة، شكّل مفاجأة إضافية لناحية القول إن المقاومة في لبنان لا تحتاج إلى أي دعم في أي مواجهة شاملة مع العدو، وإن ما تحتاج إليه المعركة من عديد وعتاد متوفّر لديها. لكنه أعطى إشارة عن احتمال توسع المواجهة أكثر، عندما تحدّث عن استعدادات قوى في محور المقاومة لإرسال عشرات آلاف المقاتلين إلى لبنان، علماً أنه لم يسمّ كل الدول والقوى التي بعثت برسائل إلى قيادة حزب الله في الأسابيع الأخيرة.

*******************************

افتتاحية صحيفة البناء:

حذّر قبرص من تقديم تسهيلات لجيش الاحتلال في حال نشوب حرب مع لبنان
نصرالله: لا نخشى الحرب الكبرى وقد أعددنا لها عدتها وكل الكيان في المرمى
فائض بشري وأسلحة نوعية وبنك أهداف شامل أمام جيش متهالك وكيان مفكك

اختار الأمين العام لحزب الله مناسبة تكريم الشهيد القيادي في المقاومة «أبو طالب» ومناسبة نشر التسجيل المصور للإعلام الحربي عن حصاد طائرات الهدهد التي صالت وجالت في الأجواء الفلسطينية المحتلة فوق حيفا وما بعد حيفا وما بعد ما بعد حيفا، كما قال السيد نصرالله، ليقدّم ما يمكن وصفه الانتقال إلى المرحلة الثانية من حرب الإسناد عبر جبهة لبنان، انطلاقاً من التخلي عن الحذر من خطر الانزلاق أو التدحرج نحو الحرب الكبرى، والإعلان عن إكمال الجهوزية اللازمة لخوض غمارها إذا ارتكب الاحتلال الحماقة الكبرى بالذهاب اليها، مؤكداً أن كل جغرافيا فلسطين المحتلة ستكون مسرحاً لنيران المقاومة بأسلحتها الدقيقة، وأن كل منشآت الكيان التي تهدّمت أسس بقائه سوف تكون ضمن بنك أهداف مليء ومحسوب بعناية لتحقيق الهدف، وهو سقوط الكيان.
حذر السيد نصرالله الحكومة القبرصية من مواصلة تقديم التسهيلات لجيش الاحتلال والمتمثلة باقامة مناورات وتدريبات في قبرص لمحاكاة حرب على لبنان، معتبراً أن منح التسهيلات لجيش الاحتلال باستخدام القواعد والمطارات القبرصية خلال حرب يشنها الكيان على لبنان يعني أن المقاومة سوف تتعامل مع قبرص كشريك في الحرب على لبنان.
شرح السيد نصرالله عائدات الشهور الماضية من الحرب وكيف أثبتت نجاح المقاومة بالإمساك بزمام المبادرة، وفرض معادلاتها على جيش الاحتلال، والتسبب بأزمات بنيوية ووجودية للكيان، مشيراً إلى ما قامت به قوى محور المقاومة في اليمن والعراق، مشيداً ببسالة المقاومة في غزة والضفة الغربية، ليكون الحاصل أن الكيان خسر الحرب بالنقاط، وأن محور المقاومة يفرض إرادته على الاحتلال، وان حال الإنكار أمام شروط المقاومة لوقف الحرب، ليس تعبيراً عن قوة الكيان بل عن مأزقه الوجودي، وأنه إذا فكر بالخروج من هذا المأزق بالذهاب الى الحرب الكبرى، فسوف تكون حماقته الكبرى، لأن المقاومة جاهزة للمنازلة وقد أعدّت لها عدّتها، وقد بات لديها فائض بشري منظم ومسلح ومدرب وجاهز للقتال، بما لا تتسع له الجبهات، وهو أكثر بكثير مما سبق وقاله السيد نصرالله عن رقم الـ 100 ألف مقاتل تحت السلاح، كما قال أمس، أما تسليحياً فإن لدى المقاومة الكثير من الأسلحة النوعية التي لم تكشف النقاب عنها، وأنها طورت اسلحة موجودة لديها وفق معطيات استخدامها في الحرب وأنها حصلت على أسلحة نوعية جديدة سوف تظهرها المعارك المقبلة، خصوصاً إذا وقعت الحرب، من دون أن يشير الى شبكات الدفاع الجوي التي يعتقد الكثيرون أنها موضوع حديثه عن الحصول على أسلحة نوعية جديدة، بينما أشار الى نتائج حصاد هدهد المقاومة بالقول إن لدى المقاومة بنك أهداف واسعاً وشاملاً ودقيقاً، وهو لأهداف من نوع يهدد استهدافه بتقويض الكيان، لأن القضية ليست قضية إسقاط أبنية، بل إصابة نقاط ذات أهمية استراتيجية يعرف قادة الكيان المقصود بالإشارة اليها، كما قال السيد نصرالله، وهو ما قال عدد من المتابعين انها اشارة ربما لأسرار عسكرية حساسة كشفتها رحلات هدهد المقاومة في أجواء فلسطين المحتلة.
وأكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن المقاومة في لبنان ستقاتل بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا أسقف إذا شنّ العدو الإسرائيلي عدواناً كبيراً على لبنان، متوعّداً بقصف أهداف حيوية ستزعزع أسس الكيان الإسرائيلي.
وخلال كلمة له بالاحتفال التأبيني الذي أقامه الحزب تكريمًا للشهيد القائد طالب عبد الله «أبو طالب»، أوضح السيد نصر الله أنه «لا توجد حدود عليها تقنيات إلكترونية وفنية كالتي على الحدود مع لبنان وغزّة ولذلك خلال 4 أشهر عملت المقاومة في لبنان على إعماء العدوّ وإغلاق أذانه وبات بمقدورنا ضرب قاعدة «ميرون» ساعة نشاء»، وشدّد على أن «كلّ ما تصل إليه أيدينا لن نوفّره ولن نوفّره ولدينا كمّ كبير جدًا جدًا من المعلومات وما نُشر أمس (أمس الأول) الثلاثاء 19 حزيران هو وقت مُنتخب من دقائق من حيفا بينما المُسيّرة حلَّقت لساعات».
وبيّن السيد نصر الله أن البعض في كيان العدوّ قال إن حزب الله لديه «جواسيس» في حيفا ليحصل على المشاهد، ولكن ماذا سيقولون عندما تنشر المقاومة لاحقًا حلقات من المدينة الثانية والثالثة والرابعة، مؤكدًا أن لدى المقاومة في لبنان ساعات طويلة عن تصوير حيفا وجوار حيفا وما قبل حيفا وما بعد ما بعد حيفا، مشددًا على أن مقاومتنا تقاتل وفق رؤية ومعلومات.
وتابع السيد نصر الله قائلًا قاتلنا بجزء من سلاحنا حتّى الآن وحصلنا على أسلحة جديدة ستظهر في الميدان وطوّرنا أسلحتنا واستخدمنا أسلحة جديدة في هذه المعركة ولدينا عدد كبير ووفير من المُسيّرات لأننا نصنعها، مؤكدًا أن لدينا القدرة البشرية الكافية والمتحفّزة ونحن نعاني مع الإخوان الذين يريديون الالتحاق بالجبهات ونحن نمنعهم وفقَا لما تحتاجه الجبهة.
وأوضح الأمين العام لحزب الله أن قادة حركات مقاومة في المنطقة اتصلوا بنا قالوا نريد أن نرسل مقاتلين قلنا لهم إن ما لدينا يكفي لا بل يزيد بالنسبة للمعركة، مؤكدًا أن عدد المقاتلين في المقاومة تجاوز الـ100 ألف مقاتل بكثير، مشددًا على أن في لبنان لدينا فوق حاجة الجبهة حتّى في أسوأ ظروف الحرب.
من ناحية أخرى تتطرّق السيد نصر الله للقائه مع القائد أبو طالب وقال: التقيت مع الحاج أبو طالب قبل شهادته وشرح لي بالتفصيل المملّ حول المواقع الأمامية التي نملك تفاصيل كبيرة عنها والعدو يعلم ذلك وقام بإخلائها ولكن ليس بشكل كامل لخشيته من أي سيطرة عليها. وأضاف: ضرب المواقع يوقع قتلى بجنود العدوّ وجرحى ما دفعهم للانتشار حول المواقع ما يعني جمع معلومات جديدة وكانت المقاومة قادرة على جمعها حتّى صرنا نعلم مكان الخيمة أين، مؤكدًا أن العدوّ اضطرّ لإخلاء قواعده وذهب لإنشاء قواعد مستحدثة خلف الجبال ولم يحسبوا حسابًا للمسيرات وبفضل الله «هُدهدنا» يأتينا بالمعلومات ونستهدفها بـ»الطيور الصافات».
وعن البيئة الحاضنة للمقاومة قال السيد نصر الله إن البيئة الحاضنة هي من أهم عناصر القوّة في تجربة المقاومة وهي بيئة صامدة وصابرة قدّمت بيوتها وأموالها وأرزاقها خلال المعركة، لافتًا إلى أن هذه البيئة ما زالت صامدة وهي مدعاة للافتخار والاعتزاز.
وقال التهديد بالحرب على مدى 8 أشهر لا يُخيفنا وهناك أناسٌ يقيّمون هذا الاحتمال على أنه جدّي. نحن كمقاومة حضّرنا أنفسنا لأسوأ الأيام والعدو يعلم ما ينتظره ولذلك بقي مرتدعًا. وأضاف: العدوّ يعلم أنه لن يبقى مكان في الكيان سالمًا من صواريخنا ومُسيّراتنا وليس عشوائيًا ولدينا بنك أهداف حقيقي وكبير ولدينا القدرة على الوصول لهذه الأهداف بما يزعزع أُسس الكيان، لافتًا إلى أن العدوّ يعرف أيضًا أن ما ينتظره في البحر المتوسط كبير جدًا وكلّ سواحله وبواخره وسفنه ستُستهدف.
وبيّن السيد نصر الله أن العدوّ يعلم أنه ليس قادرًا على الدفاع عن كيانه والدليل عملية الوعد الصادق من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران، ورغم الدعم الدولي وصلت الصواريخ والمسيرات إلى الكيان فكيف إذا كانت المعركة معنا على بُعد كيلومترات. وأوضح أن العدوّ يعلم أنّ عليه أن ينتظرنا برًا وبحرًا وجوًا وإذا فُرضت الحرب على لبنان فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا أسقف، مؤكدًا أنه يعلم وسيده الأميركي أن شنّ الحرب على لبنان ستحمل تداعيات في المنطقة والإقليم.
تطرق السيد نصر الله إلى المناورات الصهيونية في قبرص وقال: ألفت نظر الحكومة القبرصية بأن لدينا معلومات بأن جيش العدوّ يُجري مناورات استعدادًا لحرب لبنان هناك، ومطارات قبرص مفتوحة للطائرات «الإسرائيلية». وبكلمة واحدة أقول إن على الحكومة القبرصية أن تحذر، مؤكدًا أن فتح المطارات للعدو لضرب لبنان يعني أن قبرص جزء من الحرب وسنتعاطى معها على أنّها جزء من الحرب. وقال: «لمن يهوّل علينا بالحرب لديّ قناعة أن أميركا خائفة على كيان العدوّ وعلى العدوّ أن يخاف أيضًا، أما نحن فسنواصل تضامننا وإسنادنا لغزّة وسنكون جاهزين وحاضرين لكل الاحتمالات ولن يوقفنا شيء عن أداء واجبنا والحل بسيط هو بوقف الحرب في غزّة وعلى أهلنا في غزّة».
وفيما وصف إعلام العدو خطاب السيد نصرالله بأنه الخطاب الأقوى. وصف خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية الخطاب بالاستراتيجي والردعي والقاسي على كيان الاحتلال، مشيرين لـ«البناء» الى أن المعادلات التي كشفها السيد نصرالله على صعيد القدرات البشرية والتكنولوجية والاستخباراتية والتسليحية في البر والجو والبحر، ستدفع الإسرائيلي ومن خلفه الأميركي للعد للألف قبل اتخاذ قرار توسيع الحرب على لبنان، لأنها ستلحق خسائر هائلة في بنية الكيان الاستراتيجية والحيوية على كافة الصعد العسكرية والاقتصادية والنفطية والسكانية. ولفت الخبراء الى أن الغطرسة الإسرائيلية والجنون الذي يحكم أداء حكومة نتنياهو أعمى أبصارها عما يقدمه الميدان على الجبهة الجنوبية، ولذلك يفكرون بالحرب حتى لو كانت النتيجة قاسية على كيانهم، ما دفع السيد نصرالله الى توجيه رسائل قاسية مقدماً بعض الأدلة وأوراق القوة لإيقاظ قادة الكيان وإفهامهم خطورة ما يفكرون به ويبحثونه ويحضرون له في خلواتهم».
وردّ رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي على كلام السيد نصرالله، وزعم أن «قدراتنا القوية لا يعرف العدو إلا القليل عنها ونعد حلولا للتعامل مع قدرات حزب الله الذي سيواجه قدراتنا القوية في الوقت المناسب».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول سياسي كبير قوله إنه «إذا واصل حزب الله مهاجمتنا فإن جنوب لبنان سيبدو مثل غزة ولا حصانة لبيروت»، معتبراً أن «العد التنازلي لردنا القوي بدأ ولن يوقفه إلا قبول حزب الله عرض المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين». فيما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن وزير الحرب في حكومة الاحتلال الاسرائيلي يوآف غالانت قوله إن «حزب الله بدأ الحرب وواجبنا تغيير الوضع».
ووضع الخبراء تصريح هاليفي وغيره من تهديدات المسؤولين الاسرائيليين في إطار تطمين المستوطنين لا سيما في شمال فلسطين المحتلة واحتواء خوفهم وقلقهم وغضبهم مما كشفه السيد نصرالله من حقائق تتعلق بقادة الكيان وهشاشته ونقاط ضعفه، أو بما يرتبط بقدرات المقاومة وما تعدّ له من بنك أهداف كشف «الهدهد» عن بعضه، وأخفى الأعظم».
ووفق مصادر معنية فإن الكشف عما عادت به مسيرة «الهدهد» كان مقصوداً تزامناً مع ثلاثة أمور: الأول مصادقة المجلس الوزاري المصغر في كيان الاحتلال على خطط عملياتية ضد لبنان، وزيارة مبعوث الرئيس الأميركي أموس هوكشتاين الى لبنان، وخطاب السيد نصرالله لكي يمتلك حقائق حية وعملية لكي تكون أدلة لإثبات تهديداته للعدو لكي يصرف النظر عن أي مغامرة غير محسوبة في لبنان.
وبعيد نشر الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية فيديو «الهدهد»، تفاعل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي لا سيّما «إكس» مع الحدث، وجاءت التعليقات مؤيّدة للمقاومة ومستهزئة بكيان العدوّ وقدراته الاستخباراتية التي سقطت أمام قدرات المقاومة. وقد جاء وقع مسيرة «هدهد» قاسياً ومؤلماً على قيادة الاحتلال وسكان المستعمرات في آن معاً، بالتوازي مع صدمات نفسية يتعرض لها جيش الاحتلال كشف عنها الإعلام الإسرائيلي. فقد حذّرت ما تسمّى «عيادة المركز الوطني للصدمة والمنعة» في جامعة «تل أبيب» من ظاهرة وصفتها بـ»المُقلقة» و«الفريدة» من نوعها بالنسبة لـ«إسرائيل»، إذ استُدعي في الفترة الأخيرة العديد من جنود الاحتياط الذين خدموا في غزة وتم تشخيص إصابتهم بأعراض ما بعد الصدمة للخدمة الاحتياطية الإضافية، على الرغم من أنهم لم يكملوا بعد إجراءات العلاج المطلوبة.
وبحسب ما نشر موقع القناة السابعة «الإسرائيلية»، أكد مسؤولون في العيادة المذكورة أنه في ظلّ تجدد الاستدعاء، يتوقف بعض جنود الاحتياط عن العلاج ويعودون إلى الخدمة، مما يعرّضهم لخطر تفاقم حالتهم الصحية، وكذلك زملاؤهم من أعضاء الوحدة لكونهم من الناحية النفسية غير مؤهّلين بنسبة 100% للخدمة الفعلية.
ونقل الموقع عن رئيس «المركز الوطني للصدمات والمنعة» في جامعة «تل أبيب» البروفيسور يائير بار حاييم قوله: «منذ تشرين الأول/أكتوبر، فإن معدل المرضى الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة والذي يتطلب العلاج يتزايد كل شهر. في كثير من الأحيان يعود جنود الاحتياط إلى منازلهم، على ما يبدو إلى «الحياة الطبيعية»، ويستغرق الأمر بعض الوقت حتى يلاحظوا أنهم يواجهون صعوبة في الأداء في العمل أو الاندماج في الأعمال المنزلية والحياة الروتينية».
في غضون ذلك، واصلت المقاومة ضرباتها لمواقع العدو في شمال فلسطين المحتلة، وأعلن «حزب الله» في سلسلة بيانات تنفيذ هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية استهدف تموضعات جنود العدو وانتشارهم داخل مستعمرة المطلة وحققوا فيهم إصابات مؤكدة، وقصف مقرّ قيادة اللواء الشرقي 769 ‌‏(التابع للفرقة 91) في ثكنة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية». ونقلت هآرتس عن جيش الاحتلال حديثه عن «أضرار في البنية التحتية والممتلكات جراء إطلاق نحو 10 صواريخ باتجاه كريات شمونة».
ونعى «حزب الله» كلاً من حسن محمد علي صعب «صادق» مواليد عام 1970 من بلدة يارون في جنوب لبنان، وجهاد أحمد حايك «حيدر» مواليد عام 1999 من بلدة عدشيت في جنوب لبنان. وحسن المجتبى يوسف أحمد من بلدة رشاف.
الى ذلك، لا تزال أصداء زيارة هوكشتاين الى لبنان، في صدارة المشهد السياسي الداخلي، وأشارت معلومات صحافية الى أن «هوكشتاين طمأن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى أن الأجواء إيجابية في ما يخصّ مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن والتي تتعلق بوقف إطلاق النار في غزة وأن دولة قطر تسعى بكل جهدها لإتمام الأمر». ولفتت المعطيات الى أن «هوكشتاين أكد أن الأمور تحت السيطرة وأن الأجواء ما زالت إيجابية في ما يخصّ الحرب بين لبنان و«إسرائيل»».
إلا أن هوكشتاين، كشف وفق «سكاي نيوز»، أن «محاولات تسوية الوضع في شمال «إسرائيل» باءت بالفشل».
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن «الخلاف الجديد بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإدارة الرئيس الاميركي جو بايدن يعرقل جهود التهدئة على الحدود اللبنانية».
أوساط مواكبة للزيارة لفتت لـ«البناء» الى أن هوكشتاين لم يهدّد لبنان كما أشيع بل نقل أجواء الحكومة الإسرائيلية بأنها لم تعد تحتمل بقاء الوضع على حاله في جبهة الشمال وستتحرّك في وقت قريب إذا فشلت الوسائل الدبلوماسية، ولذلك طلب من المسؤولين الذين التقاهم إقناع حزب الله بتخفيف ضرباته ضد مواقع العدو لتمرير المرحلة الفاصلة لإنضاج الحل في غزة ووقف إطلاق النار الذي سينسحب على الحدود مع لبنان. وسمع هوكشتاين الموقف الذي سمعه سابقاً من المسؤولين بأن على هوكشتاين الضغط على «إسرائيل» لوقف العدوان على غزة لكي تقف الجبهة الجنوبية، ولا يمكن فصل الجبهتين في الوقت الراهن.
على صعيد آخر، رأس الرئيس ميقاتي اجتماعاً لبحث موضوع النازحين السوريين في السراي، شارك فيه وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، المدير العام للأمن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا وممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ايفو فرايسن. وتمّ خلال الاجتماع البحث في الخطة التي وضعتها المديرية العامة للأمن العام لمعالجة ملف النازحين السوريين بما يتوافق مع الانظمة اللبنانية والقوانين الدولية ومذكرة التفاهم بين المديرية العامة للامن العام والمكتب الاقليمي لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين الموقعة عام 2003. وقال اللواء الياس البيسري بعد الاجتماع «طلبنا مجدداً من المفوضية تزويدنا بالداتا كاملة تحت طائلة تطبيق «الخطة ب» التي أصبحت جاهزة وتحصيل الداتا بأنفسنا».
وقالت أوساط حكوميّة شاركت في اجتماع السراي: إذا لم تتوافر الداتا كاملة مع المعلومات المطلوبة عن النازحين فلبنان سيعتبر كل سوريّ وكأنه مقيم غير شرعي.

**************************

افتتاحية صحيفة النهار


هوكشتاين “لم يفشل”… وساعة الحقيقة بعد رفح!

طغى المشهد الميداني عند الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل أمس على المشهد الديبلوماسي الذي ردّد أصداء مهمة كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة وموفده إلى لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين غداة مهمته المكوكية الأخيرة بين تل ابيب وبيروت. ذلك أن السخونة التصعيدية العالية التي استعادتها الجبهة لم تقتصر على المواجهات الميدانية بل انسحبت على الحرب الكلامية التي دارت رحاها مباشرة بين الجيش والمسؤولين في إسرائيل من جهة والسيد نصرالله الذي بدا واضحاً أنه شاء توظيف الأثر القوي الذي تركته “صدمة” الشريط المصور “هدهد” فوق #حيفا بالمضي في تهديد إسرائيل من مغبة شنها حربا شاملة على لبنان ملوحا باقتحام #الجليل وبقتال “بلا سقوف او ضوابط”. كما أن إسرائيل في المقابل بدت كأنها أدرجت مقتل أربعة من مقاتلي ” الحزب” أمس في يوم واحد في اطار انتقامها من “الوحدة الجوية” للحزب.

 

مع ذلك، فان ضجيج التهديدات المتبادلة على وقع عودة السخونة إلى الواقع الميداني لم يحجب معطيات اكتسبت دلالات دقيقة حول الضغط الأميركي الكبير الذي تمارسه الولايات المتحدة الأميركية مدعومة من كثير من الدول ذات الأدوار الإقليمية النافذة لمنع تفلت الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية بما يترجم التحذير الذي نقله هوكشتاين الى بيروت أول من امس. وبحسب أوساط ديبلوماسية واكبت الأجواء اللبنانية المتصلة بتحرك هوكشتاين، فإن المراجع الرسمية وتحديداً رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة كانا أمس في حال ترقب لاتصالات من هوكشتاين ليضع الجانب اللبناني في أجواء محادثاته “الاستلحاقية” التي أجراها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو مساء الثلاثاء بعدما عاد الى تل ابيب عقب زيارته لبيروت. وتشير هذه الأوساط إلى أن سخونة الوقائع الميدانية لا تعني أبداً أن مهمة هوكشتاين توقفت أو فرملت بل إن المعطيات تؤكد أنه ماضٍ فيها بلا تراجع بما يعكس ضمناً أنه وإن لم يحقق اختراقاً لجهة وقف النار والمواجهات على الجبهة اللبنانية، إلا أنه “لم يفشل” في مسعى إعادة ضبط الوضع الميداني على وقع “قواعد اشتباك” تمنع الحرب الكبيرة المفتوحة من الانفجار.


 

علماً أن الموفد الأميركي يمارس سياسة توزيع التحذيرات المتوازنة على إسرائيل في خطورة استدراجها لإيران في أي حرب محدودة او واسعة، وعلى لبنان في خطورة ترك ” الحزب” ينزلق به إلى حرب مدمرة. وقالت إن التقديرات الأكثر جدية بعد مهمة هوكشتاين الأخيرة تشير إلى أن “ساعة الحقيقة” بالنسبة إلى مصير الجبهة اللبنانية يرتبط بنهاية العملية الإسرائيلية الجارية في رفح التي أبلغت إسرائيل إلى هوكشتاين أنها اقتربت من نهايتها، إذ عندها ستتكشف حقيقة النيات والخطط لا سيما منها الإسرائيلية حيال وضع “الجبهة الشمالية” أي مع لبنان.

 

وكانت معلومات وزعت أمس، أشارت إلى أن هوكشتاين طمأن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى أن الأجواء إيجابية في ما يخص مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن والتي تتعلق بوقف إطلاق النار في غزة وأن دولة قطر تسعى بكل جهدها لإتمام الأمر. ولفتت المعطيات إلى أن هوكشتاين أكد أن الأمور تحت السيطرة وأن الأجواء ما زالت إيجابية في ما يخصّ الحرب بين لبنان وإسرائيل.

 

نصرالله


أما نصرالله، فأسهب في كلمته أمس في شرح طبيعة المواجهة، مهدداً إسرائيل ببنك أهداف يشملها كلها. واعتبر أن “المقاومة خلال 8 أشهر لم تكن تضرب عواميد بل تتبع استراتيجية الإعماء لا بل تصمّ أذنيّ العدو أيضاً”، وأكد أن “ما نشرناه البارحة من فيديو هو مقتطفات قصيرة ومُنتخبة من ساعات طويلة فوق حيفا ولدينا ساعات طويلة عن تصوير حيفا وما قبل حيفا وما بعد حيفا وما بعد بعد حيفا”.

 

وقال: “نحن قاتلنا بجزء من سلاحنا حتى الآن وحصلنا على #أسلحة جديدة لن أقول ما هي وستظهر في الميدان ونحن نصنّع مسيّراتنا ولدينا عدد وفير منها، كما نصنّع في لبنان بعض أنواع ال#صواريخ التي نحتاج إليها”. وأضاف أن “لدينا القدرة البشرية الكافية والمتحفّزة والجاهزة، وهناك قوة بشرية للمقاومة لم يسبق لها مثيل، قطّعنا الـ100 ألف كثيراً”.

 

واكد نصرالله أن “العدو يعرف جيّداً أننا حضرنا أنفسنا لأصعب الأيام وهو يعرف جيداً ما ينتظره ولذلك كان مردوعاً من 9 أشهر ما حققناه في جبهتنا غير مسبوق في تاريخ الكيان، وهو يعرف أنه لن يكون هناك مكان في الكيان بمنأى عن مسيراتنا وصواريخنا، ليس قصفاً عشوائياً والدليل الهدهد. لدينا بنك أهداف حقيقي والقدرة على الوصول إلى الأهداف في الكيان … على العدو أن ينتظرنا جواً وبراً وبحراً وإذا فرضت الحرب على لبنان، فإن المقاومة ستقاتل بلا قواعد أو ضوابط أو أسقف”.


 

وأضاف “لدينا معلومات أن العدو يجري مناورات في #قبرص في مناطق و#مطارات قبرصية، وهو يعتبر أنّه في حال استهداف مطاراته سيستخدم المطارات والمرافق القبرصية، لذلك يجب أن تعلم الحكومة القبرصية أن فتح المطارات والقواعد القبرصية للحرب على لبنان، سنتعامل مع قبرص كأنها جزء من الحرب”.وأكد أن “الحل واضح، وقف النار في اليمن والعراق ولبنان حلّه وقف النار في غزة وفق الشروط الملائمة للمقاومة الفلسطينية”.

 

ورد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي على كلام نصرالله، وقال: “قدراتنا القوية لا يعرف العدو إلا القليل عنها ونعد حلولاً للتعامل مع قدرات الحزب”. وأضاف: ” الحزب سيواجه قدراتنا القوية في الوقت المناسب”.

 

غارات

في غضون ذلك، تواصلت العمليات العسكرية جنوباً. وسجلت غارة بمسيرة على سيارة في بلدة الوزاني، ونجا السائق من الموت، بعدما رمى بنفسه خارجها. واستهدفت مسيّرة إسرائيلية بصاروخين ساحة بلدة ميس الجبل. وشن الطيران الحربي غـارة جوية استهدفت بلدة الطيبة وأخرى على بلدة العديسة. وأعلن الجيش الإسرائيلي “أننا قصفنا أهدافا عسكرية لـ” الحزب” في منطقتي صور والخيام جنوب لبنان”.


 

وافادت القناة 12 الإسرائيلية أن “الهجوم على صور استهدف مستودع ذخيرة تابعاً للوحدة الجوية في ” الحزب” التي صوّرت حيفا”. وأغار الطيران الحربي على بلدة يارون في قضاء بنت جبيل، وأفادت المعلومات عن سقوط 3 قتلى من “الحزب” في الغارة. ونعى ” الحزب” كلاً من حسن محمد علي صعب “صادق” من بلدة يارون في جنوب لبنان، وجهاد أحمد حايك “حيدر” من بلدة عدشيت في جنوب لبنان، وحسن المجتبى يوسف أحمد من بلدة رشاف. كما نعى الحزب وهبي محمد إبراهيم “هادي” من بلدة كفركلا، ليرتفع عدد قتلاه أمس إلى 4 في الضربات الإسرائيلية على جنوب لبنان.

******************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

غيوم حرب «بلا ضوابط» تتكثف فوق لبنان

الموفد الأميركي يسعى إلى اتفاق «مسبق» لبناني – إسرائيلي على أن يطبَّق بعد وقف النار في غزة


بيروت: محمد شقير

 

الحصار المفروض على الأجواء التي سادت المحادثات التي أجراها الوسيط الأميركي آموس هوكستين، مع كبار المسؤولين في الدولة اللبنانية، وعلى رأسهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بالإنابة عن حليفه الاستراتيجي « الحزب»، لم يحجب الأنظار عن المهمة الطارئة التي استدعت زيارته بيروت، آتياً من تل أبيب، قبل أن يتوجه إليها ثانيةً للقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لإطلاعه على الأفكار التي طرحها في محادثاته اللبنانية. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر لبنانية رفيعة، أن الأفكار لا تتعلق بخفض التوتر على امتداد الجبهة الشمالية الإسرائيلية، وإنما تمحورت حول إمكانية التوصل إلى اتفاق مسبق بين لبنان وإسرائيل، يصار إلى تطبيقه فور التوصل إلى وقف للنار على الجبهة الغزاوية.

 

مخاوف هوكستين

وعلمت «الشرق الأوسط» أن هوكستين لم يحمل معه إلى بيروت تهديداً إسرائيلياً بمقدار ما أنه بادر إلى رفع سقف مخاوفه من توسعة الحرب في جنوب لبنان، بتحذيره الحازم من أن الوضع على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية في غاية الخطورة، وأن الاحتكام إلى الحل الدبلوماسي من شأنه أن يؤدي إلى خفض منسوب التوتر ونزع فتيل الانفجار الشامل.

 

فالوسيط الأميركي عرض صورة سياسية قاتمة لتدحرج الوضع في الجنوب نحو الحرب، ما لم يبدأ خفض التوتر تمهيداً للتفاوض حول الإجراءات المؤدية إلى تبريد الأجواء على الجبهة الجنوبية، وهذا ما ينطوي عليه سؤاله حول إمكانية الحد من وتيرة التصعيد العسكري، أقله إلى حين التوصل إلى وقف النار في غزة، على أن يتلازم مع التفاوض غير المباشر بين لبنان وإسرائيل لإبرام اتفاق مسبق يسري مفعوله فور عودة الهدوء إلى غزة.

 

حقوق لبنان

ورغم أن الوسيط الأميركي يربط بين وقف النار في غزة وانسحابه على جبهة الجنوب اللبناني، وهذا ما أكدته مُساعِدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، بقولها إن الاختراق على الجبهة الغزاوية سيؤدي إلى تهدئة الوضع في جنوب لبنان… فإن هوكستين، كما علمت «الشرق الأوسط»، ركز في تفاوضه مع بري، بالإنابة عن « الحزب»، على أن تكون العودة بالوضع جنوباً إلى ما كان عليه قبل 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، يوم اتخذ « الحزب» قراره بمساندة حركة «ح» في غزة، بمثابة القاعدة للالتزام بما نص عليه خط الانسحاب المعروف بالخط الأزرق، بالتلازم مع إيجاد حل للنقاط الحدودية المتداخلة التي سبق للبنان أن تحفّظ عليها وطالب إسرائيل بإخلائها كونها تتبع السيادة اللبنانية.

 

وفي هذا السياق، قالت المصادر اللبنانية المواكبة للأجواء التي سادت لقاء هوكستين مع بري، إن الأخير لا ينظر إلى الخط الأزرق على أنه خط الانسحاب الشامل الذي يعيد للبنان سيادته على أراضيه كافة، بسيطرته على حدوده المعترف بها دولياً بموجب اتفاقية الهدنة، وأكدت أنه أثار أيضاً مسألة استمرار الخروق الإسرائيلية للأجواء اللبنانية، جواً وبراً وبحراً.

 

ورأت المصادر نفسها أن « الحزب» ليس في وارد الانزلاق نحو توسعة الحرب، وهو يمارس أقصى درجات ضبط النفس، ويضطر إلى الرد في العمق الإسرائيلي في رده على استهداف إسرائيل للعمق اللبناني، وأن الوسيط الأميركي باقتراحه العودة بالوضع في جنوب لبنان إلى ما كان عليه قبل 8 أكتوبر الماضي، يتطلع للتوصل إلى حلٍّ مرحلي، بسحب الحزب سلاحه الثقيل من منطقة جنوب الليطاني لضمان عودة المستوطنين، على أن يتبعه لاحقاً التفاوض لتطبيق القرار الدولي 1701.

 

مفاوضات لخفض التوتر

لذلك، لم يحمل الوسيط الأميركي إلى تل أبيب أجوبة قاطعة ونهائية من بري، الذي ربطها بحصوله على أجوبة حيال التساؤلات والاستيضاحات التي أبلغه إياها بعد تواصله مع قيادة « الحزب» بواسطة معاونه السياسي النائب علي حسن خليل، للوقوف على رأيها، كونها المعنية مباشرةً بالتفاوض، رغم أن معظم الذين التقاهم هوكستين تجنّبوا الإشارة إلى ربط التهدئة في الجنوب بوقف النار في غزة، وركّزوا على وقف الاعتداءات والخروق الإسرائيلية، مما يعني أنهم نأوا بأنفسهم عن التدخل، وأوكلوا إلى بري التفاوض على غرار ما فعله « الحزب»، ظناً من بعضهم أن موقفهم هذا يخفّف من إحراجهم خارجياً، وربما عربياً.

 

وعليه، فإن اجتماع هوكستين بقائد الجيش العماد جوزف عون، بعدما كان قد التقاه في واشنطن، واجتماعه لاحقاً بمدير المخابرات العميد طوني قهوجي، يأتي في سياق إطلاعه على احتياجات المؤسسة العسكرية ومدى استعدادها، بالتعاون مع القوات الدولية (يونيفيل)، لإعادة الهدوء إلى جنوب الليطاني، رغم أن وحدات الجيش المنتشرة فيه بقيت في نقاط تمركزها ولم تغادرها منذ أن اندلعت المواجهة بين الحزب وإسرائيل، فيما اتسم اجتماعه بكل من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، بطابع تشاوري، ما دام الجميع أوكلوا مهمة التفاوض إلى بري.

 

وإلى أن يتقرر مصير وقف النار في غزة، فإن هوكستين ركّز مع بري على ضرورة خفض التوتر لضمان بقاء المواجهة بين الحزب وإسرائيل تحت السيطرة، ومنع تفلُّت الوضع نحو توسعة الحرب، مع الإشارة، حسب معلومات «الشرق الأوسط»، إلى أن تطبيق القرار 1701 مؤجَّل إلى ما بعد انتخاب رئيس للجمهورية، على أن يُدرج بنداً أساسياً على جدول أعماله.

**************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 مهمّة هوكشتاين: للبحث صلة .. واشنطن: وقف الحرب أولوية .. نصرالله: التهديد لا يخيفنا

من يتتبّع مجريات الميدان العسكري على الجبهة الجنوبية، ويرصد احتدام التصعيد وكثافة العمليات الحربية كمّاً ونوعاً واتساعاً، وارتفاع وتيرة التهديدات الاسرائيلية، التي اقترنت في الساعات الاخيرة مع إعلان الجيش الاسرائيلي عن انّه صادق على خطة عملياتية لهجوم على لبنان، وحجم وصدى التهديدات الاسرائيلية بشنّ حرب على لبنان، ينتابه شعورٌ قلقٌ بأنّ العدّ التنازلي لهذه الحرب قد بدأ، وأنّ اشتعالها بات قاب قوسين او أدنى. ولكن على الرغم من كل ذلك، فإنّ الحركة الديبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية لاحتواء الوضع، تؤشر إلى أنّ قرار منع الحرب، لا يزال حتى الآن، أقوى وأكبر من قرار إشعالها.

خير .. حتى اشعار آخر!

التنجيمات السياسية والاعلامية العلنية، أرخت أجواءً تشاؤمية على المحادثات التي اجراها كبير مستشاري البيت الابيض آموس هوكشتاين في بيروت، الّا انّ مطلعين على تفاصيل ما حمله الوسيط الاميركي، وما تمّ طرحه في الغرف المغلقة، يعاكسون هذه الاجواء، ويؤكّدون لـ«الجمهورية»، انّ من المبكر وضع المحادثات مع هوكشتاين في ميزان التفاؤل او التشاؤم، فلا التسرّع في إشاعة التفاؤل يفيد، كما انّ التسرّع في إشاعة التشاؤم من شأنه أن يحدث حالاً من الإرباك والتخويف».

 

وربطاً بما سمعه هؤلاء المطلعون بصورة مباشرة من هوكشتاين، وبما قيل له رداً على بعض الطروحات التي قدّمها، يرفضون الدخول في ما يسمّونها «لعبة التكهن بمآل الامور، فهذا امر شديد الصعوبة» ولا يشاركون القائلين بأنّ الأمور مقفلة، «ذلك أنّ لا نتائج محسومة لا سلباً ولا ايجاباً حتى الآن»، بل يفضّلون التموضع في دائرة الحذر «كون الوضع دقيق جداً، والمباحثات بدورها لم تنته بعد، وقنوات التواصل المباشر وغير المباشر أُبقيت مفتوحة بصورة دائمة ومكثفة. وما يمكن قوله في معرض تقييم المحادثات إنّ المقاربات كانت هادئة وصريحة، وهناك فجوات كبرى، ولكنّ بعضاً مما جرى طرحه يمكن ان يُبنى عليه لحلّ مستدام بعد الحرب، وفي الخلاصة لا نقول إننا متفائلون او متشائمون، بل خير .. حتى إشعار آخر».

 

ماذا طرح هوكشتاين؟

 

مصادر موثوقة عرضت لـ«الجمهورية» الخلاصات التالية:

 

اولاً، المحادثات مع هوكشتاين، كانت شاملة كل المشهد من غزة الى جنوب لبنان.

ثانياً، جرى حديث متجدّد وبصورة مستفيضة في كل الطروحات التي سبق أن طرحها هوكشتاين في زيارته السابقة.

 

ثالثاً، قدّم هوكشتاين عرضاً لتطورات الوضع على الجبهة الجنوبية، وأبدى تخوفاً في تسارع وتيرة العمليات العسكرية. مفترضاً انّ الحرب دخلت في أخطر مراحلها. وركّز على عامل الوقت، حيث بات من الضروري والملحّ وقف هذه الحرب، التي كلما مرّ الوقت وتصاعد الصراع، زادت فرص اندلاع الحرب، محذّراً من أنّ تأثيراتها كبيرة جداً على اطرافها.

 

رابعاً، بيّن النقاش أنّ الفوارق ما زالت عميقة بين ما يطرحه الوسيط الاميركي الذي لا يخفي ميله للموقف الاسرائيلي، وبين موقف الجانب اللبناني منها، وخصوصاً في ما يتعلق بالموضوع غير القابل للنقاش والمتمثل بانسحاب «الحزب» إلى ما بعد الليطاني.

خامساً، خلافاً لما تمّ ترويجه، فإنّ هوكشتاين لم ينقل تهديداً مباشراً بالحرب، بل انّ نبرته اتسمّت بالتحذير، موحياً في هذا السياق انّ التهديدات الاسرائيلية جدّية، ومشيراً في الوقت ذاته الى أنّ الولايات المتحدة الاميركية جادة في السعي لاحتوائها ومنع تدرّج الصراع القائم الى حرب تخرج عن السيطرة.

 

سادساً، لم يركّز هوكشتاين على حل سياسي آني للمنطقة الحدودية، حيث انّه أقرّ بشكل واضح انّ هذا الحل مؤجّل بلوغه الى ما بعد انتهاء الحرب في غزة. وهو ما عبّر عنه صراحة في تصريحه العلني بأنّ وقف اطلاق النار في غزة ينهي الحرب ويعطي فرصة للحلول الديبلوماسية وإنهاء الصراع على طول الخط الازرق، وعودة السكان إلى منازلهم على جانبي الحدود. مكرّراً بذلك ما سبق واعلنه وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن، من أنّ التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة سيعزّز فرص التوصّل إلى حلّ دبلوماسي على الجبهة اللبنانية وهو الحل الأسرع.

 

سابعاً، تأكّد من خلال ما طرحه هوكشتاين أنّ الهدف الأساس من زيارته هو محاولة إنجاح مبادرة الرئيس الاميركي جو بايدن، التي قال انّها تحظى بإجماع دولي عليها كفرصة لتحقيق هدنة في قطاع غزة، تؤسس بدورها لوقف إطلاق نار مستدام، يمهّد لحل سياسي على جبهة لبنان. وبدا من خلال حديثه انّ بلوغ هذا الهدف يقتضي تحقيق امرين:

 

الأول، وقف حرب الاستنزاف الذي جرّ «الحزب» إسرائيل اليها، حيث كرّر اكثر من مرّة انّ الوضع القائم على الحدود لا بدّ من نهاية له، وانّ الضرورة تقتضي مبادرة الجانب اللبناني إلى خطوات تساهم في خفض التصعيد، وتلاقي المسعى الاميركي لاحتواء الوضع وتجنّب الحرب. لقد بدا في مقاربته لهذا الامر مدركاً انّ وقف اطلاق النار من الجانب اللبناني مرتبط بوقف اطلاق النار في غزة، ولذلك بدا يدفع إلى خفض التصعيد من الجانب اللبناني إلى حدود دنيا. وكان لافتاً في هذا السياق انّه لم يشر إلى اي خطوات مطلوبة من الجانب الإسرائيلي.

 

اما الامر الثاني، فهو معالجة العائق الأساس والوحيد من امام هذه المبادرة، الذي يتجلّى بعدم موافقة حركة «ح» عليها. لقد بدا هوكشتاين في هذا الطرح وكأنّه يطلب المساعدة في تليين موقف حركة «ح»، على اعتبار انّ «الحزب» إن اراد، يستطيع ان يليّن موقف حركة «ح» والسنوار على وجه التحديد.

 

ثامناً، الموقف اللبناني، في موازاة طروحات هوكشتاين، أعاد تأكيد الالتزام الكلي بمندرجات القرار 1701، وعدم الرغبة بالحرب وكذلك عدم السعي اليها، برغم الدفع الاسرائيلي اليها، وبمعنى أوضح «الحزب» اكّد على لسان مستوياته كلها انّه لا يسعى إلى الحرب، ولم يخرج عمّا تسمّى قواعد الإشتباك، وما تقوم به المقاومة، هو ردّ على توسيع إسرائيل لدائرة اعتداءاتها واستهدافاتها المتعمّدة للبلدات اللبنانية والمدنيين والمؤسسات المدنية والاجتماعية والاعلاميين. اما في الشق المتعلق بعدم موافقة حركة «ح» على مبادرة بايدن، فقد قيل على مسمع هوكشتاين ما مفاده: لم نرَ لا في الإعلام، ولا في غير الإعلام، ما يؤكّد انّ اسرائيل وافقت على خطة بايدن. انتم (الاميركيون) اعلنتم انّ اسرائيل موافقة على المبادرة، ولم نسمع من اي مستوياتها السياسية او العسكرية ما يؤكّد قبولها بمبادرة الرئيس بايدن، بل على العكس، سمعنا اعتراضاً عليها، والإعلام الاسرائيلي نقل ذلك.

 

تاسعاً، خلاصتان انتهى اليهما تقييم زيارة هوكشتاين، الاولى، وهي انّ ما يبحث عنه هوكشتاين لإنجاح مبادرة بادين، لفرض هدنة تمهّد لوقف دائم لاطلاق النار، يمهّد بدوره لحل سياسي على جبهة لبنان بعد انتهاء حرب غزة، ليس موجودًا في لبنان، بل هو موجود اولاً، على خط الوساطة القطرية والمصرية وقدرتها على تليين موقف حركة «ح» من هذه المبادرة، وموجود ثانياً، انما بشكل معقّد اكثر، في إسرائيل وقدرة الولايات المتحدة على تمرير مبادرتها لدى حكومة نتنياهو ووزرائه المتطرّفين الذين يدفعون إلى الاستمرار في الحرب وتوسيعها.

 

واما الخلاصة الثانية للزيارة من الجانب اللبناني، فهي «للبحث صلة». برغم انّ النتائج الجوهرية لما طرحه هوكشتاين، تبدّت سريعاً في الرفض القاطع للمطلب الإسرائيلي بسحب «الحزب» الى ما بعد الليطاني، ولأي بحث في حل سياسي قبل وقف العدوان الاسرائيلي على غزة. وتبدّت ايضاً في تأكيد الحزب على انّ جبهة الإسناد الجنوبية ستبقى مشتعلة ضدّ اسرائيل طالما انّ عدوانها مستمر على قطاع غزة. واما في موضوع التهديدات، فمستويات الحزب على اختلافها تؤكّد جهوزية المقاومة لمواجهة وكسر ما يصفونها أي مغامرة حمقاء قد يُقدم عليها نتنياهو وحكومته المتطرفة.

إسرائيل: هوكشتاين قلق

 

إلى ذلك، ذكرت «القناة الـ 12» الإسرائيلية، انّ هوكشتاين أبلغ الى نتنياهو بالرسائل التي سمعها من المحادثات التي أجراها في لبنان، وانّه اوضح للمسؤولين الاسرائيليين انّ «الحزب» ببساطة غير قادر على الفصل بين الساحات، لأنّ السيد نصرالله متمسك بالتزامه منذ 8 تشرين الاول الماضي بمواصلة اطلاق النار والتصعيد طالما انّ الساحة الجنوبية نشطة».

 

وكنتيجة، قال هوكشتاين، إنّ باستطاعته «القيام بترتيب في الشمال»، مشيراً إلى أنّ لديه «خطة من 13 نقطة يستطيع أن يجعل «الحزب» ينفّذها، وقد يجري عليها تعديلات، لكنّ ترتيباً كهذا سيكون مرتبطاً بالتهدئة في الجنوب».

 

واشارت القناة إلى انّ هوكشتاين اجتمع قبل سفره إلى لبنان، ليس فقط مع نتنياهو في المرّة الأولى، بل مع وزير الأمن يوآف غالانت، ورئيس هيئة أركان الجيش هرتسي هاليفي، ومع بني غانتس ويائير لابيد وإسحاق هرتسوغ، ومع مجموعة من المسؤولين الإسرائيليين. وقالت انّ هوكشتاين قال للمسؤولين الذين تحدث معهم إنّه «قلق تحديداً من المحادثات التي أجراها مع رئيس الأركان»، إذ إنّه «لم يفهم ما هي الخطة العسكرية لإسرائيل، وما هي الخطوة التالية».

 

واشنطن: المساعي مستمرة

 

وكانت واشنطن قد اكّدت عبر البيت الابيض والبنتاغون ووزارة الخارجية الاميركية استمرار السعي إلى حل ديبلوماسي على طول الخط الازرق ومواصلة العمل الجاد لاستعادة الهدوء على الحدود، بما يسمح بعودة المدنيين الى منازلهم. واقترن ذلك مع اعلان وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن بأنّه لا يعتقد أنّ إسرائيل و»الحزب» ولبنان وإيران تريد توسيع نطاق الصراع».

نصرالله

 

إلى ذلك، اعلن السيد نصرالله، في كلمة القاها بعد ظهر امس في احتفال تأبين الشهيد طالب سامي عبدالله «الحاج ابو طالب» في الضاحية الجنوبية، انّ فيديو التسع دقائق هو جزء صغير مختار من ساعات أمضاها «الهدهد» في اجواء حيفا وما بعد حيفا وما بعد بعد بعد حيفا».

 

وإذ اشار الى اننا قاتلنا بجزء من سلاحنا، وحصلنا على اسلحة جديدة، وطورنا أسلحتنا، ونصنّع مسيّراتنا وصواريخنا ونحتفظ بأسلحة اخرى لقابل الأيام للدفاع عن بلدنا. ولدينا القدرة البشرية الجاهزة والمستعدة التي زادت عن المئة الف بكثير، قال: «بالتوكل على الله، والثقة بنصره، واستناداً الى ما لدينا في لبنان من عناصر القوة، والى وضعية المقاومة وقدراتها وبالنظر الى واقع العدو، فإنّ ما يقوله العدو من تهديد وتحذير، وما يُقال عن حرب على لبنان لا يخيفنا ويجب الّا يخيفنا».

 

أضاف: «في ناس تعتبر انّ احتمال الحرب جدّي، ونحن نتعاطى دائماً مع أسوأ الاحتمالات، ومن هنا نقول انّ العدو يعرف جيداً اننا حضّرنا أنفسنا لأصعب الايام، ويعرف جيداً ما ينتظره، ولذلك كان مردوعاً على مدى 9 اشهر، وهو يعرف انّه لن يكون مكان في الكيان بمنأى عن صواريخنا ومسيّراتنا، وليس قصفاً عشوائياً، بل لكل صاروخ ومسيّرة هدف والدليل الهدهد. هو يعرف انّ لدينا بنك اهداف كاملاً وحقيقياً، ولدينا القدرة على الوصول إلى هذه الاهداف بما يزعزع الكيان. وهو يعرف انّ ما ينتظره ايضاً في البحر الابيض المتوسط كبير جداً، هو يعرف انّ عليه ان ينتظرنا براً وبحراً وجواً، وإذا فُرضت الحرب على لبنان فإنّ المقاومة ستقاتل بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا أسقف».

 

واشار نصرالله الى معلومات تفيد بأنّ قبرص ستفتح مطاراتها للطائرات الاسرائيلية فيما لو استهدفت المقاومة المطارات الاسرائيلية، وقال: «ألفت نظر الحكومة القبرصية اننا نملك هذه المعلومات، والاسرائيليون كشفوا عن ذلك، واقول بكلمة واحدة في هذا المناخ، يجب ان تحذر الحكومة القبرصية انّ فتح المطارات والقواعد للعدو الاسرائيلي، يعني انّ قبرص اصبحت جزءاً من الحرب وستتعاطى معها المقاومة على انّها جزء من الحرب».

 

وقال: «لمن يهوّل علينا بالحرب، فإنّ الذي يجب ان يخاف هو العدو إسرائيل، ونحن سنواصل تضامننا ومساندتنا ودعمنا لغزة، وفي نفس الوقت سنكون حاضرين لكل الاحتمالات».

 

واشار الى انّ السبيل لوقف النار من لبنان واليمن وكل الساحات، سبيله واحد هو وقف العدوان في غزة وعلى اهلنا في غزة. ومن يريد ان يقوم بوساطه فليعمل هناك. اما بالنسبة الى «حركة ح»، فقال ساخراً: «يطلبون منا ان نحكي مع «حركة ح» و«الجهاد» لكي يقبلوا بحلّ يجّردهم من اوراق القوة».

 

وخلص إلى القول: «هذه اعظم معركة تخوضها الأمّة منذ 1948، معركة لها افق، معركة ستغيّر وجه المنطقة وتاريخ المنطقة وستصنع وجه المنطقة وتوفّر على لبنان وشعوب المنطقة المجازر الاسرائيلية لو بقيت اسرائيل بقوتها».

 

الوضع الميداني

 

وكانت أجواء التوتر الشديد قد سيطرت امس، على طول خط الحدود، مع تزايد الاعتداءات الاسرائيلية على المناطق اللبنانية، والتي شملت بالغارات الجوية مدخل صور الجنوبي، بساتين الشبريحا والبرغلية في منطقة صور، الطيبة، يارون، وسط بلدة الخيام، والوزاني، عيتا الشعب، العديسة، ميس الجبل، وبالقصف المدفعي اطراف حلتا وكفر شوبا وشبعا، اطراف الخيام، وكفر كلا، الناقورة، اطراف كفر حمام، الخريبة، اطراف راشيا الفخار، اطراف طلوسة، حولا، الطيبة، وتلة العويضة.

 

في المقابل، اعلن «الحزب» انّ المقاومة الاسلامية استهدفت التجهيزات التجسسية في موقع المطلة، ورداً على اعتداءات العدو على بلدتي يارون والخيام، قصفت المقاومة مقر قيادة اللواء الشرقي 769 التابع للفرقة 91 في ثكنة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا، كما هاجمت بسرب من المسّيرات تموضعات جنود العدو وانتشارهم داخل مستعمرة المطلة.

 

ونعى «الحزب» الشهداء وهبي محمد ابراهيم من بلدة كفر كلا، وحسن المجتبى يوسف احمد من بلدة رشاف، وجهاد احمد حايك من بلدة عدشيت، وحسن محمد علي صعب من بلدة يارون.

 

إرباك وتهديدات

 

إلى ذلك، وفي وقت استمر فيه النقاش داخل اسرائيل حول «هدهد الحزب»، بالتوازي مع تصاعد الانتقادات للمؤسستين الامنية والعسكرية ازاء هذا الخرق الذي حققه «الحزب»، والذي قال الإعلام الاسرائيلي انّه «خطير جداً» ويحمل رسائل أمنية وسياسية وعسكرية واقتصادية، وتسبّب بإرباك سياسي وعسكري، وبأضرار نفسية خطيرة، تواصلت التهديدات الاسرائيلية بعمل عسكري واسع ضدّ لبنان، وفي هذا السياق نُقل عن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله: «نحن في حالة حرب على جبهات عدة، ونتخذ قرارات صعبة»، فيما قال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي دانيال هاغاري في حديث لـ«العربية» انّ امين عام «الحزب» يأخذ لبنان الى طريق محفوف بالمخاطر. اضاف: «انّ اولويتنا استهداف قيادات وعناصر «الحزب». لا نريد أن نحارب الشعب اللبناني بل نقاتل «الحزب».

 

واشار الى اننا «مستعدون لكل السيناريوهات لمواجهة «الحزب»، وجيشنا قوي، وسيضمن أمن الحدود مع لبنان».

 

وبرز تقرير نشره موقع «تايمز اوف اسرائيل» تحت عنوان «شمال اسرائيل يحترق، لكن اجتياح لبنان لن يحلّ شيئاً»، قال فيه: «في إسرائيل يتحدثون أكثر وأكثر عن اجتياح بري للبنان. وهناك إقرار واسع النطاق بأنّ مثل هذا القرار لن يتمّ التوصل إليه باستخفاف. فمن أجل هزيمة «الحزب»، نحتاج إلى حرب طويلة ومعقّدة للغاية. ولكن ليس فقط أنّها ستكون حرباً طويلة ومعقّدة، بل إنّها حرب لن تكون إسرائيل مستعدة للانتصار فيها».

 

ونقل الموقع عن المنظّر العسكري الاسرائيلي عيران وارطال قوله: «إذا كنت لا تعتقد أنّه من الصواب خوض حرب ضدّ «الحزب» في الثامن من أكتوبر، فإنّ الأمر يصبح أقل منطقية اليوم».

 

واشار الى تمركز قوات الجيش الإسرائيلي حالياً خلف الدفاعات وعلى المنحدرات الخلفية بعيداً من صواريخ «الحزب». وقال: «الاجتياح من شأنه أن يعرّض هذه القوات للخطر في حين لن يحلّ حتى المشكلة التي من المفترض أن يعالجها اي نيران «الحزب» على المدنيين الإسرائيليين. وبإمكان الجيش الإسرائيلي أن يستولي على كل شبر مربع من الأراضي على بعد 10 كيلومترات ـ بل وحتى 20 كيلومتراً ـ من الحدود، ولكن سوف يظل «الحزب» قادراً على إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وسوف تتحول المعركة إلى حرب مناورات مكلفة، إلى جانب قيام إسرائيل بإلحاق أضرار جسيمة بلبنان، في حين سيفعل «الحزب» الشيء نفسه بالجبهة الداخلية الإسرائيلية».

 

في السياق ذاته، علّقت مجلة «فورين بوليسي» الاميركية على تهديد وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس، بأنّ اسرائيل ستدمّر «الحزب» وسيتعرّض لبنان إلى ضربات قوية في حال اندلاع حرب شاملة. وقالت: «إسرائيل أيضاً سيلحقها الدمار إذا اشتعلت الحرب»، ناقلة عن مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية في واشنطن اعتقاده أنّ «الحزب» أشدّ بأساً من حركة «ح»، وأنّه أكثر الأطراف الفاعلة غير الحكومية تسليحاً في العالم، حيث بنى ترسانة متطورة بمساعدة إيران وسوريا وروسيا.

 

واستشهدت في ذلك بتصريح للديبلوماسي مايكل أورين، الذي عمل سفيراً لإسرائيل لدى واشنطن قال فيه إنّ «حركة ح تشكّل تهديداً تكتيكياً لدولة إسرائيل، بينما «الحزب» يمثل تهديداً إستراتيجياً لها. فالتقديرات تشير الى أنّ لدى الحزب نحو 130 ألف صاروخ وقذيفة قادرة على اكتساح أنظمة الدفاع الجوي المتطورة في إسرائيل وإصابة أكبر مدنها. وهي تقديرات «مرعبة» وتوحي بما يمكن أن «يفعله الحزب بنا في 3 أيام».

************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

استعراض قوة بين الحزب وإسرائيل من الحدود إلى قبرص!

لجنة لضبط التهرُّب الجمركي.. والأمن العام للمفوضية: «الداتا» أو الخطة «ب»

 

بعد مهمة الوسيط الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين التي لا يمكن وصفها بالفاشلة او الناجحة، والتي انتهت الى نقل النصائح والمعطيات من مصادرها لكلا طرفي الحرب الدائرة في الجنوب كجهة اسناد للمقاومة الفلسطينية في حرب غزة، والمرشحة لان تتسع لتشمل ساحة الشرق الاوسط ككل، بعدما كشف الامين العام للحزب عن تدريبات يجريها الجيش الاسرائيلي في مناطق جبلية شبيهة بوديان وتلال وأودية جنوب لبنان تحضيراً لحرب مقبلة، يربطها البعض بوقف العمليات العسكرية في رفح، والبعض الآخر يربطها بتوافر عنصر المفاجأة، والضربة الاولى..

السيد نصر الله رسم سيناريوهات الحرب المقبلة، التي لا يرغب بها الحزب، ولكن لا يخشاها حسب قيادييه الاساسيين، سواء في ما خص الاسلحة الجديدة التي يمكن ان تدخلها او الاطار الجغرافي الذي يشمل البر والبحر والجو، بما في ذلك البحر المتوسط من يافا وعكا الى قبرص، بما في ذلك احتمال اقتحام المستعمرات الشمالية في الجليل.

 

وقال السيد نصر الله في مناسبة مرور اسبوع على استشهاد القيادي في المقاومة طالب عبد الله: قاتلنا بجزء من اسحلتنا الآن، وحصلنا على اسلحة جديدة وطورنا اخرى كانت موجودة لدينا، مضيفاً: اذا فرضت علينا الحرب فإن المقاومة ستقاتل بلا قواعد ولا ضوابط ولا اسقف.

وفي رسالة يكشف النقاب عنها للمرة الاولى، طالب السيد نصر الله الحكومة القبرصية ان تحذر من ان فتح مطاراتها وقواعدها لاسرائيل، يعني انها اصبحت طرفاً في الحرب، وستتعاطى معها المقاومة على هذا الاساس، ويعلم العدو سيده الاميركي ان تداعيات اي حرب من هذا النوع ستكون على المنطقة، ومن يجب ان يخاف من الحرب هو العدو وسادته ورعاته، اما نحن سنواصل اسنادنا وتضامننا مع غزة واهلها وسنكون جاهزين لكل الاحتمالات.

 

وعلى الطريق نفسها، اعلن رئيس الاركان الاسرائيلي هرتسي هليفي من الحدود الشمالية مع لبنان: لدينا قدرات لا يعرف العدو الا القليل منها، وسيواجه الحزب قدراتنا القوية في الوقت المناسب.

 

ما نقل عن هوكشتاين ان بلاده لا تدعم توسع الحرب، لكن ليس بمقدورها ان تمنعها.. بقي في دائرة المتابعة، وسط تقارير من ان الايام الثلاثة الاولى من اية حرب جديدة، ستكون كارثية وحتمية في مسار الحرب المفتوحة.

‎وشددت مصادر ديبلوماسية على ان توصيف زيارة هوكشتاين إلى لبنان، بانها حملت انذارا إسرائيليا، بمهاجمة الحزب على نطاق واسع، ليس دقيقا، ولكنه واصل مهمته المكلف بها، لتطويق مضاعفات التصعيد الحاصل بين الحزب وإسرائيل، ومحذرا من مخاطر وتداعيات استمرار المواجهة العسكرية المحتدمة جنوبا، على مساعي وقف التدهور، والتوصل إلى تفاهم يؤدي إلى عودة الامن والاستقرار إلى المنطقة.

‎واشارت المصادر إلى ان هوكشتاين، أعاد التأكيد على اصرار الولايات المتحدةالأمريكية على الحل الديبلوماسي للمواجهة بين الحزب وإسرائيل، وهي ترفض توسعة الحرب الإسرائيلية على لبنان بحجة إزالة خطر الحزب على المستوطنات الإسرائيلية المقابلة للحدود اللبنانية، مستعرضا نقاط التفاهم التي تم التوصل اليها في المفاوضات خلال المرحلة الماضية، ومؤكدا على استمرار التفاوض على ثلاث مشاكل اساسية، مازالت تعترض التوصل إلى الاتفاق النهائي بين لبنان وإسرائيل.

 

‎وكرر المستشار الرئاسي الاميركي امام من التقاهم، بأن المواجهة العسكرية بين الحزب وإسرائيل، ماتزال ضمن الضوابط التي سارت عليها منذ انفجار الوضع جنوبا، بالرغم من تصاعد التهديدات المتبادلة وان بلاده مازالت تشدد على تهدئة الاوضاع ومنع التصعيد العسكري، ولكنه حذر بالمقابل من تخطي الحزب لهذه الضوابط، لئلا يؤدي ذلك تلقائيا الى ردة فعل قوية من إسرائيل.

وحسبما نقلت مجلة «فورين بوليس» الاميركية عن وجود اعتقاد بأن الحزب بنى شبكة انفاق تحت الارض في لبنان، فقد استشهدت المجلة بموقف لمايكل اورين الذي عمل سفيراً لاسرائيل في واشنطن ايام حكومة باراك اوباما، قال فيه: لدى الحزب نحو 130 الف صاروخ وقذيفة قادرة على اكتساح انظمة الدفاع الجوي المتطورة في اسرائيل واصابة اكبر مدنها.

وحسب اورين فهذه تقديرات مرعبة، وتطرح السؤال المثير: ماذا يمكن للحزب ان يفعل بنا في 3 ايام، من ضرب كل بنيتنا التحتية الاساسية، ومصافي النفط، والقواعد الجوية، وصولاً الى ديمونا.

بالمقابل، نقلت «يديعوت احرنوت» عن مسؤول سياسي كبير: اذا واصل الحزب مهاجمتنا فإن جنوب لبنان سيبدو مثل غزة ولا حصانة لبيروت.

ونقل موقع «اكسيوس» عن مسؤولين اميركيين ان الخلاف الجديد بين نتنياهو وادارة بايدن يعيق الجهود الدبلوماسية الاميركية – الاسرائيلية لتهدئة التوترات على الحدود بين لبنان واسرائيل. وهذا ما اكده هوكشتاين نفسه، من ان محاولات تسوية الوضع في شمال اسرائيل باءت بالفشل.

النشاط الرسمي

في النشاط الرسمي، استقبل الرئيس نجيب ميقاتي سفير قطر في لبنان سعود بن عبد الرحمن بن فيصل الثاني آل ثاني، وتناول البحث العلاقات بين البلدين، ومساعي اللجنة الخماسية حول الملف الرئاسي.

وكان ميقاتي ترأس ظهر امس في السراي الكبير، اجتماعاً لبحث موضوع النازحين السوريين، بحضور وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، المدير العام للأمن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا وممثل المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ايفو فرايسن. وتم خلال الاجتماع البحث في الخطة التي وضعتها المديرية العامة للامن العام لمعالجة ملف النازحين السوريين بما يتوافق مع الانظمة اللبنانية والقوانين الدولية ومذكرة التفاهم بين المديرية العامة للامن العام والمكتب الاقليمي لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين الموقعة عام 2003. وقال اللواء الياس البيسري بعد الاجتماع:«طلبنا مجدداً من المفوضية تزويدنا بالداتا كاملة تحت طائلة تطبيق «الخطة ب» التي أصبحت جاهزة وتحصيل الداتا بأنفسنا».

ميقاتي وبستاني

مالياً، ناقش رئيس لجنة الاقتصاد النيابية النائب فريد البستاني مع الرئيس نجيب ميقاتي موضوع التهرب الجمركي عبر المرافئ غير الشرعية، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة لمعالجة هذا الموضوع، كما اثير موضوع موظفي النافعة، وضرورة اعادتهم الى عملهم لان لا احكام قضائية ضدهم، ولا يستقيم وضع المؤسسة بدون خبراتهم.

الوضع الميداني

ميدانياً، ارتفعت وتيرة التصعيد الاسرائيلي المعادي على الجنوب فشن الطيران الحربي والمسيرات غارات على عدد من البلدات اسفرت عن سقوط 3 شهداء نعاهم الحزب الذي رد على الغارات بسلسلة عمليات اوقعت العديد من الاصابات في صفوف العدو.

واستهدفت مسيرة اسرائيلية معادية  بصاروخين ساحة بلدة ميس الجبل. كما استهدف القصف تلة العويضة لجهة الطيبة وبلدة حولا، كما تعرضت الخيام الى القصف قرب مركز لمؤسسة عامل.

وشن الطيران الحربي غـارة جوية استهدفت بلدة الطيبة واخرى على بلدة العديسة. وتعرضت بلدة عيتا الشعب بعد ظهر أمس لقصف مدفعي متقطع مصدره مرابض الجيش الإسرائيلي المنصوبة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة.

ونفذ الطيران المسير الاسرائيلي قرابة الثالثة وعشرة دقائق  بعد ظهر أمس عدوانا جويا على حرج الراهب غرب بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل.

وجدد الطيران  الاسرائيلي اعتداءاته الجوية لليوم الثاني على البرغلية، فأغار طيرانه الحربي والمسير  المعادي عليها، كما على المنطقة الواقعة لجهة البحر بين البرغلية والشبريحا. وافيد ان احدى الغارات التي شنت على البرغلية استهدفت فيلا تعود للوزير الاسبق علي عرب في المنطقة.

واعلن الحزب مساء امس تنفيذ 3 عمليات جديدة استهدفت مواقع اسرائيلية عند الحدود، الاولى طالت موقع جل العلام بقذائف صاروخية، والثانية، طاولت تجمعاً لجنود العدو داخل موقع الراهب، والثالثة استهدفت موقع البغدادي بمسيرة انقضاضية.

وبعد الثامنة، استهدف الحزب موقع الرمثا في تلال كفرشوبا وموقع زبدين في مزارع شبعا، فضلاً عن استهداف موقع السماقة في تلال كفرشوبا.

قبرص ترد: نحن جزء من الحل وليس المشكلة

لم يتأخر ردّ قبرص على ما أعلنه السيد نصر الله عن تدريب عسكريين اسرائيليين فيها استعداداً للهجوم على لبنان، فقال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس: «قبرص لا تشارك في نزاعات، وهي جزء من الحل وليست جزءاً من المشكلة».

**********************

افتتاحية صحيفة الديار

 

نصرالله للاسرائيليين : تهديداتكم لا تخيفنا وهزيمتكم حتمية… وما ينتظركم أقسى وأصعب نحذر قبرص من استخدام مطاراتها…

الحكومة خضعت للمفوضية وقرارات العودة تبخرت والداتا لم تسلم – رضوان الذيب

 

وجه السيد نصرالله، رسائل في مختلف الاتجاهات تناولت الاميركيين والاسرائيليين والاوروبيين والقبرصيين تحديدا ووصلت الى العالم كله، من ان اي اعتداء على لبنان سنواجهه برا وبحرا وجوا، وسنقاتله بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا اسقف، مؤكدا،» ان المقاومة قاتلت بجزء من سلاحها وحصلنا على اسلحة جديدة، كما جربنا اسلحة جديدة، كاشفا ان المقاومة تصنع مسيراتها، كما نصنع في لبنان بعض انواع الصواريخ « ونقول للاسرائيلي « كل ما كان يجب ان يصل الى لبنان قد وصل» كما لدينا قوة بشرية لم يسبق لها مثيل… قطعنا الـ 100 الف بكثير وخاطب سماحته سكان الجليل بالقول: اقتحام الجليل امر يبقى مطروحا في حال تطور المواجهة.

 

وحذر السيد نصرالله الحكومة القبرصية من فتح مطاراتها وقواعدها للعدو لاستهداف لبنان، لان ذلك يعني انها أصبحت جزءا من الحرب. واضاف: ان العدو في حال قرر الحرب يعرف ما ينتظره في البحر المتوسط ايضا.

 

وحسم السيد نصرالله الموقف: مستمرون في دعم واسناد غزة، والحل بسيط على كل الجبهات «وقف الحرب على اهلنا في غزة، ودون ذلك لا تفتشوا عن الحل «.

 

العالم كله تابع خطاب السيد ودرس قادة الدول الرسائل الواردة فيه، والسفارات ارسلته سريعا الى حكوماتها، ومن الطبيعي ان تكون التطورات في المنطقة بعد الخطاب مغايرة لما قبله، في حين وصف اعلام العدو الخطاب بأنه من اقوى خطابات نصرالله حتى الان.

 

السيد نصرالله ادخل الرعب في خطابه الى قلوب الاسرائيليين ورد على تهديداتهم بالحرب، ومارس حربا نفسية عليهم من خلال التذكير الدائم « بهدهد» وما حملته من معلومات عن حيفا وجوارها، وما بعد بعد حيفا، ولذلك، نحن نقاتل بناء غلى رؤية ومعلومات دقيقة. وأظهر السيد في خطابه، ان «إسرائيل» دولة من كرتون واوهن من خيط العنكبوت رغم كل الامكانات الهائلة التكنولوجية التي تملكها حيث لا يوجد حدود عليها تقنيات إلكترونية وفنية كما هو موجود على حدود لبنان وغزة.

 

خطاب الامين العام للحزب، يشبه الخطاب الذي القاه عشية حرب تموز 2006 قائلا للاسرائيليين: لاتخطئوا الحسابات، وعاد وكرر السيد نصرالله الموقف نفسه للاسرائيليين امس قائلا لهم «لاتخطئوا في الحسابات مجددا».

 

رسائل السيد وصلت، والاعلام الاسرائيلي اكد ان تهديدات نصرالله في هذا التوقيت تظهر بوضوح عدم نجاح اي تسوية او اي مبعوث لبايدن بفرض شيء إذا لم تتوقف الحرب في غزة، فان التصعيد في الشمال سيستمر.

« الهدهد هد اسرائيل»

 

لاول مرة منذ قيام الكيان الصهيوني، تقوم الطائرات العربية بالتحليق فوق فلسطين المحتلة وتصوير كل المواقع الاستراتيجية وسط ارباك اسرائيلي لم تشهده منذ عام 1948 انعكس على مواطني هذا الكيان المؤقت الذين يخشون قيام الحزب بتوجيه ضربة استباقية اذا اكتشفوا اي استعدادات لهجوم من «اسرائيل».

 

الفيديو الذي نشره الحزب لمدينة حيفا والمواقع الاسرائيلية احدث زلزالا في كل المؤسسات «وهد» كيان العدو، وارتبط نشر الفيديو حكما بزيارة المبعوث الاميركي هوكشتاين الى لبنان في اطار مهمة طبيعتها اسرائيلية حتى لو كان شكلها الوساطة.

 

الفيديو يظهر تحليقا فوق اكثر المنشآت حساسية، وليس المقصود فقط قاعدة حيفا العسكرية وانما ايضا منطقة المجمع العسكري الصناعي التابع لشركة رفاييل، وهي منطقة شديدة الحساسية وتمتنع الشركات والمواقع المخصصة بالصور الجوية وبالصور الصناعية عن نشر اي صور محدثة لها بطلب من الحكومة الاسرائيلية نظرا لحساسيتها.

 

الفيديو يتضمن ثلاثة انواع من الاهداف المحتملة، عسكري « جمع الصناعات العسكرية وقاعدة حيفا العسكرية»، مدني «منطقة الكريوت» و«استراتيجي> ميناء حيفا والمنشآت الموجودة فيه « هذه الانواع الثلاثة من الاهداف من شأنها ان تخلق توازن ردع ثلاثي الابعاد تجاه اسرائيل، يتعلق كل بعد منها بالنوع الخاص من الاهداف الذي يمكن لاسرائيل ان تستهدفها في اي مواجهة مع لبنان، واراد الحزب القول « المدني بالمدني والعسكري بالعسكري والاستراتيجي بالاستراتيجي».

 

الصاروخ المرسوم الى جانب بطاقة الهدف له زعانف توجيه في مقدمته، وهذا دلالة على كونه يرمز الى صاروخ دقيق، هذه رسالة اراد الحزب ايصالها ايضا في الفيديو. اما الصاروخ المرسوم الى جانب بطاقة التعريف بميناء حيفا، فلونه احمر، في دلالة ان الحزب يتعاطى معه بمستوى اعلى من الجدية في الاستهداف.

 

الفيديو هو حلقة اولى في سلسلة حلقات، ولا بد من انتظار بقية الحلقات لنرى الى اين وصلت طائرات الاستطلاع الخاصة بالمقاومة. هذا ما اوحته ايضا العبارة الاخيرة التي ختم بها الفيديو: والطير صافات، في ما يوحي ان طائرات الحزب لا تزال تحلق في سماء فلسطين وتنفذ مهام الاستطلاع منها.

ماذا حمل هوكشتاين؟

 

على عكس كل التسريبات، فان هوكشتاين لم يحمل تهديدا مباشرا بشن عملية عسكرية واسعة بتدمير لبنان، بل حرصا اميركيا على منع تدحرج الامور نحو حرب شاملة في ظل ضغط 60 الف مستوطن على نتنياهو للعودة، متمنيا على الرئيس بري، ان يخفف الحزب من عملياته ويقوم بتبريد الجبهات، فرد رئيس المجلس باتهام الاسرائيليين بتوسيع عمليات الاغتيال بعيدا عن الجبهة وقصف المنازل والمدنيين وسيارات الاسعاف، وان الحزب يرد على عمليات القصف ولا يستهدف المدنيين، وسمع مجددا بان المعادلة هي ذاتها لم تتغير « وقف الحرب في غزة يعني وقف الحرب في الجنوب « وطلب بري من هوكشتاين الضغط على «اسرائيل» لوقف عملياتها وقصفها وقتل المدنيين وتدمير المنازل.

الملف الرئاسي

 

الملف الرئاسي لم يتطرق اليه هوكشتاين ولو بكلمة واحدة مع الرئيسين بري وميقاتي، ومن المتوقع ان تعود الحرارة الى الاتصالات الرئاسية بين بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل خلال الأيام المقبلة واستكمال المباحثات التي بدأت بشان عقد طاولة الحوار برئاسة الرئيس بري، علما ان رئيس التيار تراجع عن مواقفه المعارضة لرئاسة بري لطاولة الحوار واصفا الامر بالطبيعي، كما تطرقت النقاشات بين الرجلين الى سلبيات وايجابيات المرحلة الماضية، هذه الاجواء الايجابية بين امل والتيار شملت اللقاء الديموقراطي وكتلة الاعتدال والعديد من النواب المستقلين.

 

وفي المعلومات، ان الرئيس بري ما زال مصرا على مشاركة القوات في الحوار وعدم استبعاد اي طرف، وافيد عن اتصالات جرت بين نواب امل والقوات لتخفيف التراشق الاعلامي والابتعاد عن المواقف العنيفة، لكن القوات ما زالت متمسكة بانجاز الاستحقاق الرئاسي اولا ثم الحوار.

الاجتماع الحكومي الاوروبي بشان النازحين

 

القرارات الحكومية المتعلقة بعودة وتنظيم اوضاع النازحين السوريين في لبنان، تبخرت بفعل الضغط الاوروبي وخضوع الحكومة لتهديدات مفوضية اللاجئين بقطع العلاقات مع لبنان ووقف كل اشكال التعاون معه اذا واصل اجراءاته ضد النازحين السوريين، هذا الضغط ادى الى عدم تسليم الداتا الكاملة الى الوزارات المعنية والامن العام حتى الان نتيجة رفض المفوضية لهذا الامر، وكانت المفوضية سلمت الداتا المتعلقة بالنازحين حتى 2015 وفيها معلومات عن 870 الف سوري فقط، وعادت المفوضية وابلغت الدولة بان اعداد النازحين السوريين ارتفعت الى مليون و800 الف سوري حتى 2019 دون اعطاء اي معلومات عن اوضاعهم واماكن انتشارهم، ثم عادت وابلغت الحكومة ان عدد النازحين وصل الى مليونين و400 الف حتى اوائل 2024، ولذلك كان الاجتماع في السراي امس بين ميقاتي والمنسق المقيم للامم المتحدة في لبنان عمران زيرا وممثل المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ايفو فرايس، بالإضافة إلى وزير الخارجية عبدالله بو حبيب ومدير عام الامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري للصورة فقط، واكتفى البيسري بالقول: طلبنا من المفوضية تزويدنا بالداتا كاملة تحت طائلة تطبيق الخطة «ب « التي اصبحت جاهزة، وتم النقاش في الاجتماع بالخطة التي وضعها الامن العام لمعالجة ملف النازحين بما يتوافق مع الانظمة اللبنانية والقوانين الدولية ومذكرة التفاهم بين الامن العام ومفوضية اللاجئين الموقعة 2003.

 

وفي المعلومات، ان ممثلي الاتحاد الاوروبي ابلغوا الجانب اللبناني بكل وضوح، ان ابواب اوروبا وتحديدا قبرص مقفلة امام النازحين السوريين، والدول الاوروبية لا تستطيع تحمل موجات جديدة من الهجرة من سوريا وليبيا ودول افريقيا في ظل الاولوية للنازحين من اوكرانيا.

 

وفي المعلومات ايضا، انه جرى التوافق على استمرارالمعالجات بكل هدوء، بعيدا عن الشعبوية ومواقع التواصل الاجتماعي والتصاريح الاعلامية والتحريض. بالمقابل، فان الاجراءات ضد المحلات التجارية التي يديرها سوريون تراجعت وتمت « قوننتها «، كذلك الاجراءات البلدية لجهة تسجيل اماكن العمل والاقامة ودفع رسومات الماء والكهرباء، كما تم التوافق على تسجيل كل الطلاب السوريين العام المقبل في المدارس الرسمية وقبول كل الطلاب الشرعيين وغير الشرعيين، والابقاء على دوامات بعد الظهر خلال الصيف رغم الاختلافات على سعر الساعة وتمسك رابطة التعليم الرسمي بـ7 دولارات، على ان تتولى مفوضية اللاجئين التمويل.

 

وعلم، ان الحكومة تراجعت عن زيارة دمشق للنقاش في هذا الملف، ولا زيارة لمدير عام الامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري الى دمشق في القريب العاجل كما اعلن مجلس الوزراء مسبقا، وهذا ما سيؤدي الى غياب لبنان عن الاجتماع المصري الاردني العراقي المتعلق ببحث اعباء النزوح السوري.

 

وفي المعلومات، ان سوريا ابلغت وزارة الخارجية رفضها معالجة الملف من الناحية الامنية واقتصار الاتصالات مع اللواء البيسري المرحب به في دمشق في اي وقت، لكن ليس للبحث في ملف النازحين الذي يقتضي معالجته مع الحكومة اللبنانية.

 

وفي المعلومات، ان القرار السوري ليس متعلقا بلبنان فقط، ودمشق رفضت كل الواسطات بشان اطلاق الصحافي الاميركي اوستن تايسن المعتقل في دمشق عبر طرف ثالث، واصرت على التفاوض المباشر، وهذا ما ادى الى زيارة وفد اميركي الى دمشق منذ فترة قريبة واجراء مفاوضات مباشرة، والامر عينه، حصل مع السعوديين والقطريين بشأن بعض المعتقلين في سوريا منذ الاحداث، وهو ما يحصل اليوم مع الاتراك خلال الاجتماع الذي عقد بين الجانبين السوري والتركي منذ ايام في قاعدة حميميم الروسية، فالحوار المباشر تريده دمشق ولا تراجع عن هذا الشرط، لكن الرئيس ميقاتي ما زال مصرا على ان يكون اخر الواصلين الى دمشق.

هوكشتاين ابدى دهشته باجواء العيد

 

نقلت معلومات ان الموفد الاميركي هوكشتاين ابدى دهشته واعجابه بأجواء العيد في بيروت والسهرات والحفلات وزحمة السير وتمسك اللبنانيين بالعيش رغم اجواء الحرب وعمليات القصف، موحيا، ان الصورة عن لبنان في الخارج لا تعكس مطلقا واقع البلد الحقيقي رغم ظروفه الصعبة، وهذا ما يفرض على المجتمع الدولي مساعدة اللبنانيين للخروج من ازماتهم.

 

ولذلك فان التهويل الاسرائيلي الحالي بتدمير لبنان هدفه ضرب القطاع السياحي ومنع عودة المغتربين والمصطافين الى لبنان وتحسين ظروفه الاقتصادية.

 

وفي المعلومات، ان المناطق الشمالية في فلسطين المحتلة التي تعتبر المناطق السياحية الاولى ويدخل اليها سنويا اكثر من مليون سائح، تعطلت كليا هذه السنة بسبب الحرب وقصف الحزب مما ادى الى خسائر كبيرة على الاقتصاد الاسرائيلي، والمستوطنون المهجرون من هذه المناطق كلهم يعملون في القطاع السياحي ويمارسون اقصى الضغوط على الحكومة للحسم او تعطيل الموسم السياحي في لبنان.

 

ورغم كل التهديدات الاسرائيلية بتدمير لبنان وجسوره واعادته الى العصر الحجري، فان اعداد اللبنانيين العائدين بارتفاع يومي، واعلن وزير الاشغال العامة علي حمية ان عدد القادمين الى مطار بيروت يصل يوميا الى 14 الف مغترب، وتوقع العاملون في القطاع السياحي، ان تستمر حركة العائدين حتى اواخر تموز ومنتصف اب وبالوتيرة نفسها، ويصل اجمالي العائدين الى 700الف وما فوق.

 

واللافت حسب العاملين في القطاع السياحي، ان حركة العيد كانت جيدة جدا هذه السنة في كل المناطق اللبنانية باستثناء الجنوب، وفاقت نسبة الحجوزات في المطاعم والفنادق الـ 90%، وحضر حفل عمرو دياب اكثر من 22الف شخص، كما شهدت السياحة الداخلية حركة لافتة وصلت الى القرى النائية مع انتشار ظاهرة «الشاليهات الجبلية» «وبيوت الايجار والمسابح الشعبية» ودخل الى احدى القرى في الجبل اكثر من 25 الف مواطن من مختلف المناطق.

 

هذا الاجواء، ستنعكس حتما على الوضع الاقتصادي رغم المشهدين المختلفين جذريا في لبنان، مشهد مقاوم في الجنوب يدافع عن كرامة البلد واستقلاله الحقيقي ومشهد داخلي يعبر عن تعلق اللبنانيين بوطنهم وأرضهم وتأمين افضل السبل لحياة كريمة وهادئة.

***********************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

إسرائيل غارقة في غزة ونصرالله يتحدّى: اقتحام الجليل وارد

 

في اليوم الـ257 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أعلن جيش الاحتلال إصابة 12 جنديا بغزة خلال يوم واحد، وقال إن عدد قتلاه منذ بداية الحرب بلغ 662 ضابطا وجنديا، وعدد المصابين 3860.

 

في حين قال قائد لواء غيفعاتي إن قواته دفعت ثمنا باهظا، وإنها تواجه تحديا كبيرا لهزيمة مقاتلي “حركة ح” برفح، وأكد قائد لواء ناحال أن كمائن القسام تشكل أكبر تهديد لقوات الاحتلال.

 

وشنت إسرائيل صباح الأربعاء قصفا مكثفا على وسط وشمال قطاع غزة، ما أدى لسقوط شهداء وجرحى، في حين تفاقمت الأزمة الإنسانية وسط تحذيرات من الجوع وشدة العطش.

 

وقد أفاد مراسلون عن استشهاد شخصين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. ونقل أن شمال مخيم النصيرات يشهد حركة نشطة لآليات الاحتلال تزامنا مع قصف مدفعي عنيف وقذائف دخانية.

 

وأضاف المراسلون أن زوارق الاحتلال تطلق النار بشكل مكثف بإتجاه شواطئ النصيرات والزهراء شمال غرب المحافظة الوسطى.

 

ونشب حريق في منزل بمنطقة المخيم الجديد جراء استمرار القصف شمال النصيرات، وأطلقت طائرات مسيرة النار بشكل مكثف باتجاه منازل المواطنين.

 

وأفادوا في وقت سابق عن استشهاد 6 فلسطينيين بينهم أطفال ونساء وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية داخل منزل في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة فجر أمس.

 

في المقابل، دوت صفارات الإنذار في عدة بلدات في غلاف غزة.

 

وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق جسم جوي مشبوه من قطاع غزة وسقوطه في مناطق الغلاف.

 

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية أنه بعد نحو 40 يوما من القتال لا يزال الجيش بعيدا عن تحقيق المهام التي أنيطت به في رفح.

 

في موازاة ذلك قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن معبر رفح (جنوبي قطاع غزة) لم يعد صالحا للاستخدام بعد تدمير الجانب الفلسطيني منه بالكامل.

 

وأظهر مقطع فيديو نشرته الإذاعة -عبر منصة إكس- الدمار الهائل الذي خلّفه جيش الاحتلال الإسرائيلي في المعبر، حيث تظهر القاعة الرئيسية وقد سُويت بالأرض، إلى جانب تدمير المباني المحيطة.

 

وعلقت الإذاعة بالقول: “هكذا يبدو معبر رفح اليوم، لقد دُمر بالكامل، وبات غير صالح للاستخدام، بعدما استولى عليه اللواء 401 في ليلة واحدة”.

 

نصرالله

 

وفي لبنان، لفت  «السيد نصرالله في كلمة في الاحتفال التأبيني الذي أقامه الحزب تكريما للشهيد القائد «أبو طالب» الى  المناورات الصهيونية في قبرص، متوجها الى الحكومة القبرصية بـ»أن لدينا معلومات بأن جيش العدوّ يُجري مناورات استعدادًا لحرب لبنان هناك ومطارات قبرص مفتوحة للطائرات الإسرائيلية وبكلمة واحدة أقول إن على الحكومة القبرصية أن تحذر، مؤكدا أن فتح المطارات للعدو لضرب لبنان يعني أن قبرص جزء من الحرب وسنتعاطى معها على أنها جزء من الحرب».

 

وتوجه الى «من يهول علينا بالحرب»: «لدي قناعة أن أميركا خائفة على كيان العدوّ وعلى العدوّ أن يخاف أيضا. أما نحن فسنواصل تضامننا وإسنادنا لغزّة وسنكون جاهزين وحاضرين لكل الاحتمالات ولن يوقفنا شيء عن أداء واجبنا والحل بسيط هو بوقف الحرب في غزّة وعلى أهلنا في غزّة.

 

وأكد ان «احتمال اقتحام الجليل يبقى قائما وواردا في اطار اي حرب قد تفرض على لبنان». وقال: «إن الشهادة عندنا انتصار وفوز وليست هزيمة وأخطر ما يواجهه الكيان الصهيوني أن من يواجهه في ساحة المعركة يحمل هذا الفكر، ومسيرتنا تملك هذه القدرة على التحمل في المقاومة وبيئتها وجمهورها فلا تسقط لنا راية ولا يتسلل إلينا ضعف (…)».

 

أضاف: «بحسب قادة العدو جبهة لبنان أشغلت أكثر من 100 ألف جندي في قوات العدو وعدة فرق ولولاها لكانت قد توفرت القوات الكافية لهزيمة غزة، ان جبهة لبنان حجبت قوات العدو عن المشاركة في غزة وجزء منها قوات نخبة لأن هناك خوفاً لدى العدو من دخول المقاومة إلى الجليل الأمر الذي يبقى مطروحا في حال تطور المواجهة (…)». واضاف: «ان كل ما تصل إليه أيدينا لن نوفره ولدينا كم كبير جدا جدا من المعلومات وما نُشر أمس (ما عاد به هدهد) هو وقت مُنتخب من دقائق من حيفا بينما المُسيّرة حلَّقت لساعات، ولدينا ساعات طويلة عن تصوير حيفا وجوار حيفا وما قبل حيفا وما بعد ما بعد حيفا، فمقاومتنا تقاتل وفق رؤية ومعلومات»، معتبرا ان «البعض في كيان العدو قال إن الحزب لديه جواسيس في حيفا ليحصل على المشاهد، ولكن ماذا سيقولون عندما تنشر المقاومة لاحقًا حلقات من المدينة الثانية والثالثة والرابعة». وقال: «قاتلنا بجزء من سلاحنا حتى الآن وحصلنا على أسلحة جديدة ستظهر في الميدان وطورنا أسلحتنا واستخدمنا أسلحة جديدة في هذه المعركة ولدينا عدد كبير ووفير من المسيرات لأننا نصنعها».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram