افتتاحية صحيفة الأخبار:
المقاومة تعرض على العدو بنك أهدافها مسبقاً: قادرون على ضرب بُناكم المدنية والصناعية والعسكرية والتجارية
لم يكد الموفد الأميركي عاموس هوكشتين يغادر بيروت، حتى نشرت المقاومة الإسلامية شريط فيديو «هو الأكثر خطورة» بحسب وسائل إعلام العدو. وعلى مدى عشر دقائق، عرضت المقاومة مقاطع مختارة من صور جوية «حديثة جداً» جمعتها طائرات من نوع «الهدهد» الاستطلاعية، التي يمكنها العمل براحة لوقت طويل ضمن مساحة واسعة، وهي مزوّدة بكاميرات متطورة قادرة على التقاط صور ثابتة وأخرى متحركة، وبثّها مباشرة إلى غرفة الإدارة والتحكّم الخاصة بها.واختارت المقاومة عرض جزء يخص منطقة حيفا، وقدّمت شرحاً مفصلاً لما تحويه من تجمعات سكنية ومراكز صناعية وتجارية وعسكرية، إلى جانب منطقة الميناء التي تضم المرفأ المدني وقاعدة عسكرية لوحدة «شيطيت» التي تدير زوارق قتالية متطورة، وتوجد قاعدة مماثلة لها في ميناء أسدود جنوب تل أبيب. وقدّمت المقاومة في العرض شروحات حول عدد السكان وفصّلت المراكز الصناعية والتجارية، إضافة إلى أماكن تموضع منظومات الدفاع الجوي الخاصة بالقبة الحديدية ومقلاع داوود، وأماكن تموضع الرادارات الخاصة برصد المقذوفات الآتية من الجهات المعادية، إضافة إلى مواقع سريّة، منها المنطقة الصناعية العسكرية التابعة لشركة «رفائيل» ويجري فيها تصنيع وتجميع مكوّنات أنظمة الدفاع الجوي خصوصاً القبة الحديدية. كما وثّق الفيديو سفناً حربية تابعة لجيش العدو منها «ساعر» 4.5 و 5 و 6، وسفينة دعم لوجستي «باتيام»، وزوارق «ديفورا»، إضافة إلى منطقة ميناء حيفا: رصيف الكرمل – رصيف مزراحي – محطة كهرباء حيفا – خزانات مواد كيميائية، منشآت بتروكيميائية، وقاعدة حيفا العسكرية المسؤولة عن الساحة البحرية الشمالية وهي القاعدة البحرية الأساسية في جيش العدو، ومطار حيفا حيث رصدت مخازن القبة الحديدية ومنصاتها وخزانات النفط. كما أظهرت اللقطات مدن وأحياء «الكريوت» الذي تبلغ مساحته نحو 20 كلم مربّعاً ويبعد عن الحدود اللبنانية 28 كلم.
صدمة العدو لم تقتصر على عدم توقف عمل المقاومة الاستطلاعي، وهو أمر خبره في الشهرين الماضيين، عندما وثّقت المقاومة بالصور أماكن انتشار قوات الاحتلال، خصوصاً المواقع المستحدثة. وصوّرت هذه المواقع قبل استهدافها وبعده، وإنما في الرسائل التي وصلت إلى المستويات السياسية والعسكرية والأمنية وإلى الجمهور في كيان الاحتلال. وهي رسائل يمكن اختصارها بالآتي:
– تقول المقاومة لجمهور العدو إن حكومتكم مسؤولة عن وقوع أي مواجهة كبرى، وعليكم الاستعداد منذ اللحظة لتقدير نوع الضربات التي تنوي المقاومة توجيهها في حال لجأ العدو إلى شن عمليات واسعة ضد لبنان، سواء من خلال حملة جوية أو عملية برية.
– تقول المقاومة لجمهور العدو إنه بعد الخلل الهائل في قدرة حكومتكم على التعامل مع نزوح نحو مئة ألف مستوطن من قرى في الشمال، سيكون من المستحيل بالنسبة إليها إدارة عملية تهجير لربع مليون شخص (عدد السكان في المقطع الذي عرضته المقاومة)، علماً أن عدد السكان في كل المنطقة الشمالية يتجاوز مليوناً ونصف مليون شخص. وهي نقطة بالغة الحساسية لدى جمهور العدو الذي لمس فشل الجبهة الداخلية في توفير أعباء عملية إيواء النازحين من المستوطنات الشمالية.
-رسالة المقاومة إلى قيادة العدو العسكرية والأمنية هي أن بنك الأهداف الذي يفترض أنه موجود منذ وقت طويل لدى المقاومة تمّ تحديثه، لجهة تثبيت ما هو موجود وإضافة ما استجدّ، خصوصاً على صعيد منظومات الدفاع الجوي، كما أن بنك الأهداف هذا واضح ومحدّد نقطوياً، والمقاومة تملك الأسلحة المناسبة لضربها، سواء من خلال المُسيّرات أو الصواريخ الموجّهة التي استُخدمت أو تلك التي لم تظهر إلى العلن بعد، والتي بيّنت تطورات الأسابيع الماضية عدم قدرة العدو على إحباط أي عملية أو تعطيلها.
– تؤكد المقاومة للقيادة السياسية أن فكرة الهروب من مأزق غزة إلى حرب واسعة مع لبنان ليست في مكانها، وفي حال كان بنيامين نتنياهو يعتقد بأن حرباً كبيرة مع لبنان يمكن أن تشكّل طوق نجاة له بعد فضيحة 7 أكتوبر وفشل الحملة على غزة، فإن المقاومة تعدّ له حبل المشنقة التي ستقضي عليه تماماً.
– تقول المقاومة لقيادات العدو ولجمهوره، وكذلك للجهات الدولية الراعية له، مسبقاً وعلناً، بأن لديها بنك أهداف واضحاً سيكون عرضة لضربات غير مسبوقة في حال لجأ العدو إلى حرب واسعة، أو حتى إلى توسيع نطاق اعتداءاته على مدنيين في لبنان. كما تؤكد المقاومة لجمهورها بأنها على استعداد تام لأي مواجهة واسعة محتملة مع العدو، وأن بمقدورها توجيه ضربات موجعة له متى تطلّب الأمر.
ولم يمض وقت طويل على مطالبة قيادات إسرائيلية للجمهور بعدم تداول فيديو الإعلام الحربي، حتى كانت وسائل الإعلام الرئيسية تعرض مقاطع وتنشر تعليقات لمسؤولين عسكريين سابقين ومحللين، ركّزت على «خطورة ما يملكه حزب الله وما يمكنه القيام به في حالة الحرب الواسعة»، وتصرّف الجميع على أن «ما يجري هو جزء من حرب نفسية قاسية». لكن أبرز التعليقات جاء على لسان المرجع الأمني – العسكري السابق غيورا ايلاند الذي قال إن «حزب الله أثبت أنه جيش متطوّر لا مثيل له». وتحدّث البروفيسور أميتسيا بارام لـ«معاريف» واصفاً «المشكلة الاستراتيجية الواسعة التي تضطر إسرائيل الآن إلى مواجهتها والتي لم نفكر بها من قبل». وأضاف: «يوضحون في الفيديو أنهم يعرفون كل نقطة مهمة في الشمال. والرسالة الكبيرة هي أنهم يحاولون تحذيرنا من بدء حرب شاملة لأنهم يعرفون أين توجد المنشآت الاستراتيجية الإسرائيلية التي يمكن تدميرها بسهولة». واضاف: «الآن فقط، مع بداية القتال في الشمال، أضاءت كل الأضواء الحمراء».
المُسيّرات تلاحق دبابات العدو ومواقعه
حلّ الهدوء النسبي على الجبهة الممتدة من جنوب لبنان نحو شمال فلسطين المحتلة، منذ السبت الماضي، مع قرار حزب الله تجميد عملياته لتمرير مناسبة عيد الأضحى.
وهكذا كان، إذ ملأت الحشود البلدات الحدودية، وأدّى مئات الأهالي صلاة العيد في مساجد بلداتهم، ما أثار غضب المستوطنين الإسرائيليين الفارين من المستوطنات الشمالية، والذين حمّلوا حكومتهم وجيشهم مسؤولية الفشل في السيطرة على المشهد العام وفرض عودة آمنة لهم. وعبّر المراسل العسكري للقناة 14 العبرية عن ذلك بأن حزب الله «أثبت أنه هو من يفرض الأجندة في المنطقة، وهو الذي سيحدد متى تشتعل ومتى لا تشتعل».
وامس، استأنفت المقاومة الإسلامية عملياتها، واستهدفت دبابة ميركافا داخل موقع حدب يارين بمُسيّرة انقضاضية، كما استهدفت موقع الرمثا في تلال كفرشوبا وثكنة زبدين في مزارع شبعا.
ورداً على عملية الاغتيال التي نفّذها العدو في بلدة الشهابية، شنّ حزب الله هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضيّة على مربض مدفعيّة تابع للكتيبة 411 (تابعة للواء النار 288) في نافه زيف، مستهدفةً نقاط تجمّع ضبّاط العدو وجنوده، و«أصابت أهدافها بدقّة وأوقعت فيهم إصابات مؤكدة، إضافة إلى اندلاع حرائق في الموقع». ورداً على الاعتداء الإسرائيلي الذي طاول بلدة البرغلية، وبعد رصد مجموعة جنود في ميدان الرماية، استهدفهم مقاتلو حزب الله بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية «محقّقين إصابات مؤكدة».
*************************
افتتاحية صحيفة البناء:
هوكشتاين وفرص التهدئة تنتظر التزام الاحتلال بالضوابط ووقف الحرب بعد غزة
فيديو «الهدهد» حلقة 1: حيفا ومجمعاتها العسكرية والاقتصادية والسكانية أهدافاً
نتنياهو يلوّح بالحرب الأهلية بوجه المعارضة إذا هدّدت سلطته وحربه دستورياً
سمع المبعوث الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين في بيروت ما كان يتوقع سماعه مرة جديدة، وما كان مهيأ لسماعه، بل لتقبله بعدما قالت وزارة الخارجية الأميركية مؤخراً تعليقاً على تهديدات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بـ «عملية عسكرية قوية» على لبنان، أن أي عمل عسكري كبير يمثل خطراً على أمن «إسرائيل» ومستقبلها، وأن وقف النار في غزة يتكفل بوقف النار على جبهة لبنان، وفيما شارك هوكشتاين محدّثيه، وخصوصاً رئيس مجلس النواب نبيه بري القناعة بعبثية ولا جدوى البحث بوقف النار على جبهة لبنان، إلا بعد وقفها على جبهة غزة، حاول استكشاف إمكانية تخفيض التصعيد، خصوصاً أن مراحل التفاوض على مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن تبدو قريبة برأيه رغم كل مناخات الحرب المخيّمة على غزة، مشيراً إلى قرب نهاية عملية رفح، فسمع كلاماً أعاده الى تل أبيب، ومضمونه أن المقاومة لم تذهب الى التصعيد بقرار يتصل بفهمها لدور جبهة الإسناد الذي اختارته لجبهة الجنوب، فخطتها كانت ولا تزال بحصر المواجهة في المدى الجغرافي الأمامي الممتد من 5-10 كلم، وتصعيدها كان دائماً موضعياً رداً على انتهاك جيش الاحتلال لهذا المدى، لتنفيذ عمليات اغتيال أو لقصف المدنيين، كمثل اغتيال الشيخ صالح العاروري واغتيال القيادي أبو طالب أو القيادي وسام الطويل، أو غاراته على بعلبك او الغازية او سواها، وأن المقاومة لا تمانع بالالتزام بالمدى الجغرافي المقرّر من طرفها، ما لم يقم جيش الاحتلال بانتهاك هذا المدى. وعندما يفعل لن تكتفي المقاومة بالذهاب الى عمق الجغرافيا بل الى أنواع متناسبة من السلاح مع وظيفة الردع لعمليات العمق وطبيعة الأهداف التي تحددها لمهمة الردع.
المقاومة من جهتها لم تعلق على زيارة هوكشتاين، لكنها واكبتها على طريقتها فنشرت تسجيلاً مصوراً لجولة طائرة أو طائرات مسيّرة سمّته الهدهد الحلقة – 1 -، حمل رسائل ردع عالية السقف، ففيه منطقة حيفا، وضمنها مصانع رافاييل للأسلحة والمعدات الحربية والعديد من مواقع القبة الحديدية، وميناء تجاري أول ومطار ومجمعات سكنية ومقار الغواصات والقوات البحرية الخاصة والمدمرات ساعر، وخزانات النفط والمواد الكيميائية ومحطة توليد الكهرباء. وفي التسجيل ما يوحي عبر رسم صاروخ مجنّح أن الأهداف الواردة في التسجيل هي مشاريع استهداف بالصواريخ الدقيقة.
داخل كيان الاحتلال ارتفعت مجدداً التحذيرات من خطر الحرب الأهلية، لكن هذه المرة على لسان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي اتهم المتظاهرين باللجوء الى العنف الذي يهدد بالحرب الأهلية، وهو ما رآه متابعون عن كثب لشؤون الكيان بداية تمهيد من نتنياهو إلى استخدام ميليشيات اليمين المتطرف لمواجهة المتظاهرين، منعاً لتدحرج كرة ثلج معارضة بدت تتعاظم، ما لم يمنع تعاظمها بالقوة، مستعيناً بما فعله وما يقوله صديقه وشبيهه دونالد ترامب، اللجوء إلى السلاح والمسلحين لمحاولة اغتصاب السلطة ورفض المسار الانتخابي، والتلويح بالحرب الأهلية إذا تمّ تهديد وصوله أو بقائه في السلطة.
لم تكن زيارة الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين الى لبنان على غرار زياراته السابقة، فهي حملت تحذيراً للبنان من احتمال «إسرائيل» شنّ حرب على لبنان بعد انتهاء عملياتها في رفح، وأن لا بدّ من العمل من أجل عودة الأمور الى ما كانت عليه في الايام الاولى للمواجهات بين حزب الله و»إسرائيل» والتي كانت الى حد كبير منضبطة ولم تتجاوز الخطوط الحمراء. في حين تبلّغ هوكشتاين من لبنان، بحسب مصادر مطلعة، لـ»البناء» أن الكرة بملعب «إسرائيل» لتجنب الحرب، في حين أن الوسيط الاميركي دعا القوى السياسية الى الضغط على حزب الله لتجنب التصعيد والالتزام بقواعد الاشتباك وأن لا تزال هناك إمكانية للتهدئة.
وكان هوكشتاين الذي غادر لبنان مساء أمس، انتقل مجددا الى تل ابيب حيث التقى رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقالت هيئة البثّ الإسرائيليّة في هذا الإطار، إنّ هوكشتاين قال لنتنياهو إنّ “حزب الله غير مستعدّ لوقف إطلاق النار في الشمال قبل وقف حرب غزة”.
وبحسب ما أشار البنتاغون فإن لا أحد يريد أن يرى حرباً إقليمية أوسع. ونحن نعمل مع شركائنا في الشرق الأوسط للتوصل إلى حل دبلوماسي بشأن الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، إنّ الأوضاع على الحدود بين لبنان و”إسرائيل” متقلبة للغاية بشكل مثير للقلق.
وأضافت ليف أنّ وقف إطلاق النار في غزة سيُمثّل اختراقاً من أجل الوصول إلى حلّ على الحدود بين لبنان و”إسرائيل”. وتابعت: “نضغط على الشركاء الرئيسيين لفعل ما بوسعهم لحث حماس على قبول مقترح وقف إطلاق النار”.
وأكد هوكشتاين “أننا نريد تجنب مزيد من التصعيد بين “إسرائيل” ولبنان بدلاً من حرب مفتوحة”، مشيراً إلى أن “الوضع على الحدود بين لبنان و”إسرائيل” في غاية الخطورة، ونسعى لوقف التصعيد تفادياً لحرب كبيرة”، معتبراً من عين التينة أن “الاتفاق الذي حدده الرئيس بايدن في 31 أيار 2024 والذي يتضمن إطلاقاً للرهائن ووقفاً دائماً لإطلاق النار وصولاً لإنهاء الحرب على غزة، هذا الاقتراح قُبِل من الجانب الاسرائيلي ويحظى بموافقة قطر، ومصر ومجموعة السبع، ومجلس الأمن الدولي. إن هذا الاتفاق يُنهي الحرب على غزة ويضع برنامج انسحاب للقوات الاسرائيلية، فاذا كان هذا ما تريده حماس عليهم القبول به”. وأضاف “إن وقف إطلاق النار في غزة ينهي الحرب، أو حل سياسي آخر ينهي الصراع على جانبي الخط الأزرق”.
والتقى هوكشتاين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي أكد “أن لبنان لا يسعى الى التصعيد، والمطلوب وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان والعودة الى الهدوء والاستقرار عند الحدود الجنوبية”. وقال: “إننا نواصل، السعي لوقف التصعيد واستتباب الأمن والاستقرار ووقف الخروق المستمرة للسيادة اللبنانية وأعمال القتل والتدمير الممنهج التي ترتكبها “إسرائيل””. وشدّد على “أن التهديدات الإسرائيلية المستمرة للبنان، لن تثنينا عن مواصلة البحث لإرساء التهدئة، وهو الأمر الذي يشكل أولوية لدينا ولدى كل أصدقاء لبنان”.
وأشارت أوساط حكوميّة شاركت في اجتماع هوكشتاين مع الرئيس ميقاتي، إلى أن الوضع قابل للتهدئة على الرغم من التصعيد الأخير بين حزب الله و”إسرائيل”… وأفيد أن الموفد الأميركي التقى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب قبل مغادرته بيروت.
ومع ذلك واصلت “إسرائيل” تهديداتها للبنان. وقال وزير الخارجية العدو يسرائيل كاتس “نقترب جدّاً من لحظة اتّخاذ القرار بشأن تغيير قواعد اللعبة ضدّ “حزب الله” ولبنان”، في حين أصدر وزير الحرب يوآف غالانت تعليماته للجيش برفع درجة الاستعداد لحرب في لبنان.
الى ذلك ردّ حزب الله على زيارة المبعوث الأميركي، والتحذيرات التي نقلها باحتمال شن “إسرائيل” حرباً على لبنان حيث نشر الإعلام الحربي لحزب الله مشاهد مصورة بطائرة مسيّرة، تتضمن مسحاً دقيقاً لمناطق في مدينة حيفا وشمالي فلسطين المحتلة. وكشف الفيديو، الذي تجاوزت مدته 9 دقائق، صوراً عالية الدقة لميناء ومطار حيفا بالكامل، ومستوطنة الكريوت، ومواقع عسكرية ومنشآت بتروكيميائية حساسة.
**********************
افتتاحية صحيفة النهار
إنذار هوكشتاين: حلٌّ ديبلوماسي أو حربٌ مفتوحة
لم يفاجئ أحداً الردّ السلبي السريع لـ”الحزب” على زيارة الموفد الأميركي الى بيروت بعد إسرائيل آموس هوكشتاين عبر عرضه شريط فيديو يكشف توغل مسيّرات الحزب الى مرفأ حيفا، كما لم يكن مفاجئاً لأحد “تثقيل” إسرائيل لمهمة هوكشتاين بالتهديدات للبنان. وبرز تطور مفاجئ مساءً تمثل في عودة الموفد الأميركي إلى تل أبيب حيث اجتمع برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بما عكس وجود معطيات سمحت لهوكشتاين باستكمال مهمته بين بيروت وتل أبيب.
ولكن لا مبررات “الحزب” ولا مبررات إسرائيل خففت أو قللت من خطورة المهمة والكلام الحاسم التحذيري الذي أطلقه الموفد الأميركي إلى حدود اجماع الانطباعات والمعطيات والمعلومات على أنه نقل ما يعتبر التحذير الأخطر وربما الأخير من تداعيات الوضع المتفجر على #الخط الأزرق الحدودي بين لبنان وإسرائيل. ففي حين كان هوكشتاين حذّر إسرائيل تكراراً من أن أي مغامرة حربية محدودة أو كبيرة في لبنان ستعني إقحام #إيران في المواجهة والتسبّب بحرب إقليمية واسعة، لم يتوان في بيروت عن اطلاق تحذيره الحازم من أن عدم الاحتكام الى حلّ ديبلوماسي يخفض وينهي الصراع من شأنه أن يتسبّب بحرب كبيرة مفتوحة.
لم ينقل هوكشتاين تهديدات بل عرض صورة قاتمة لتدحرج الأمور ما لم يبدأ خفض التوتر والبدء بالتفاوض على إجراءات تبريد الجبهة بإجراءات تتولى #الولايات المتحدة التوسط للاتفاق عليها. بدت المعادلة الواضحة التي طرحها تتلخص بالآتي: إما الذهاب الى حل ديبلوماسي، وإما خطر الانزلاق إلى حرب مفتوحة، الأمر الذي فهم منه المسؤولون اللبنانيون أن هوكشتاين سمع في تل أبيب “إجماعا” لدى حكومة نتنياهو ومعارضيه على المواجهة مع “الحزب”.
والحال أن هوكشتاين “غادر” تحفظه المعتاد هذه المرة وقال بوضوح حازم “أننا نريد تجنب مزيد من التصعيد بين إسرائيل ولبنان بدلاً من حرب مفتوحة”، مشيراً إلى أن “الوضع على الحدود بين لبنان وإسرائيل في غاية الخطورة، ونسعى لوقف التصعيد تفادياً لحرب كبيرة”، لافتاً إلى أن “النزاع المستمرّ حول جانبي الخطّ الأزرق استمرّ طويلاً، ومن مصلحة الجميع أن ينتهي”، مشدداً على أن “الوضع دقيق جدا في لبنان”.
ولكن قبل أن يغادر لبنان بعد زيارته الخاطفة تعمّد “الحزب” عبر إعلامه الحربي عرض مقطع فيديو تبلغ مدته 9 دقائق ونصف دقيقة، التقطه “سلاحه الجوي” من شمال إسرائيل تحت عنوان: “هذا ما رجع به الهدهد” ويظهر صوراً عالية الدقة لميناء حيفا بالكامل ومستوطنة الكريوت وما تحتويه من منشآت عسكرية حساسة وضخمة، في مؤشر إلى مدى قدرته العسكرية على رصد العمق الإسرائيلي. وجرى الترويج للفيديو بأنه “رد على رسالة التحذير الأميركية”. كما أن معلومات أشارت إلى أن هوكشتاين تبلّغ في لبنان أن “الحزب” يعلم بقرار إسرائيل شنّ الحرب وأن الكرة في ملعب إسرائيل لتجنب الحرب”.
في المقابل، حمّل المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية “الحزب”، “بتوجيهات إيرانية والحكومة اللبنانية مسؤولية ما يجري على الحدود”، قائلاً، “سيعود مواطنو شمال إسرائيل الى منازلهم سواء بالطرق العسكرية أو الديبلوماسية”. وتبعه وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بتهديد مماثل إذ قال: “إننا نقترب من لحظة اتخاذ قرار تغيير قواعد اللعبة ضد “الحزب” ولبنان”، معتبراً أنه “في حرب شاملة سيتم تدمير “الحزب” وسيتعرض لبنان لضربة قاصمة”.
“في وقت صعب”
جولة هوكشتاين في بيروت ترافقه السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون شملت تباعاً، قائد الجيش العماد جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب. وفي عين التينة تلا هوكشتاين بياناً مكتوباً لفت فيه إلى “أن هذه العطلة تأتي في وقت صعب. إنها لحظة حرجة في الوقت المناسب. ولهذا السبب طلب مني الرئيس جو بايدن الحضور إلى لبنان اليوم.
لقد أجريت أنا والرئيس بري نقاشاً جيداً جداً. لقد ناقشنا الوضع الأمني والسياسي الحالي في لبنان، بالإضافة إلى الصفقة المطروحة على الطاولة الآن في ما يتعلق ب#غزة، والتي توفر أيضًا فرصة لإنهاء الصراع عبر الخط الأزرق”. وأضاف: “الاتفاق الذي حدده الرئيس بايدن في 31 ايار (مايو) الماضي سينص على إطلاق سراح الرهائن، ووقف فوري لإطلاق النار، وفي نهاية المطاف، نهاية الصراع في غزة. وقد قبلت إسرائيل هذا الاقتراح، وأيدته قطر ومصر والوسطاء ومجموعة السبع ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. الاتفاق يوقف الحرب في غزة. ويحدّد الجدول الزمني لانسحاب القوات. إذا كان هذا ما تريده “حركة ح”، فعليها فقط أن تقول نعم وتقبل ذلك”.
وقال: “من الممكن أن يؤدي وقف إطلاق النار في غزة إلى التوصل إلى حل ديبلوماسي بديل لإنهاء الصراع عبر الخط الأزرق. تهيئة الظروف للمدنيين اللبنانيين النازحين للعودة إلى ديارهم في الجنوب، وللمدنيين الإسرائيليين للعودة إلى ديارهم في الشمال. ولكن دعوني أكون واضحاً. لقد استمر الصراع على طول الخط الأزرق بين إسرائيل و”الحزب” لفترة طويلة بما فيه الكفاية. الأبرياء يموتون. الملكية تالفة. العائلات مشتتة، والاقتصاد اللبناني مستمر في التدهور. البلاد تعاني بلا سبب وجيه. ومن مصلحة الجميع حل هذه المشكلة سريعًا وديبلوماسيًا. وهذا أمر يمكن تحقيقه. وهو أمر عاجل”.
ولدى سؤاله: هل نحن على شفا حرب تندلع؟ وهل هناك أي رسالة إسرائيلية حملتموها للمسؤولين اللبنانيين؟ أجاب: “المحادثات التي أجريتها هنا اليوم في بيروت وتلك التي أجريتها بالأمس في إسرائيل، تجري على حد سواء لأن الوضع خطير. لقد شهدنا تصعيداً خلال الأسابيع القليلة الماضية، وما يريد الرئيس بايدن فعله هو تجنب المزيد من التصعيد إلى حرب أكبر. هذا هو الجهد هنا. وسوف يتطلب الأمر مصلحة الجميع في إنهاء هذا الصراع الآن. ونعتقد أن هناك طريقاً ديبلوماسياً للقيام بذلك. إذا وافق الطرفان على ذلك. ولكن هذا الوضع خطير للغاية الذي نحن فيه”.
وأفاد مكتب الرئيس ميقاتي انه اكد للموفد الأميركي “أن لبنان لا يسعى الى التصعيد، والمطلوب وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان والعودة الى الهدوء والاستقرار عند الحدود الجنوبية”. وقال: “إننا نواصل، السعي لوقف التصعيد واستتباب الامن والاستقرار ووقف الخروق المستمرة للسيادة اللبنانية وأعمال القتل والتدمير الممنهج التي ترتكبها #اسرائيل”. وشدد “على أن التهديدات الإسرائيلية المستمرة للبنان، لن تثنينا عن مواصلة البحث لارساء التهدئة، وهو الامر الذي يشكل اولوية لدينا ولدى كل اصدقاء لبنان”.
وأوضح هوكشتاين “كالعادة أجريت مناقشات جيدة مع رئيس الوزراء. نمر بأوقات خطيرة ولحظات حرجة ونحن نعمل سوياً لنحاول أن نجد الطرق للوصول الى مكان نمنع فيه المزيد من التصعيد”.
ونُقل عن أوساط حكومية بعد الاجتماع أن الوضع قابل للتهدئة على الرغم من التصعيد الأخير بين “الحزب” وإسرائيل.
وكان الإعلام الإسرائيلي افاد أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال خلال لقائه المبعوث الأميركي: “ستنقلون رسالة واحدة إلى رئيس وزراء لبنان، إما عودة “الحزب” إلى ما وراء الليطاني الآن أو الحرب”. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن هوكشتاين أبلغ المسؤولين الإسرائيليين أنه من دون خطة لليوم التالي للحرب في غزة من الصعب التوصل الى اتفاق بشأن الجبهة مع لبنان.
كما أن عضو مجلس الحرب الإسرائيلي السابق بيني غانتس حذر خلال لقائه هوكشتاين من أنّ “وقت التوصّل إلى اتّفاق بشأن الحدود الشمالية مع لبنان بدأ ينفد”. وقال غانتس إنه سيدعم “أي تحرّك فعّال بشأن الجبهة الشمالية من خارج الحكومة الحالية”، مؤكداً “إلتزامه بإزالة تهديدات “الحزب” عن السكان الإسرائيليين على الحدود الشمالية بغض النظر عن تطورات الحرب في غزة”.
عودة التصعيد
وعادت السخونة تطبع الوضع الميداني إذ استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة على طريق بلدة البرغلية- صور ما أدى الى سقوط قتيل وإصابة ٨ مدنيين بجروح طفيفة، كما سجل قصف إسرائيلي على أطراف الخيام، العديسة، وأطراف بلدة الطيبة. وشنّت المسيرات الإسرائيليّة أيضاً أكثر من غارة على منطقة البرغلية. فبعد تجمهر الاهالي لتفقد السيارة الأولى التي أغارت عليها إحدى المسيرات، باغت الجيش الإسرائيلي الأهالي واستهدف سيارة أخرى.
وبعد يومين من هدنة غير معلنة لم ينفذ فيها أي عمليات تذكر، أعلن “الحزب” أنه استهدف دبابة ميركافا داخل موقع حدب يارين بمسيّرة انقضاضية، كما أعلن انه “شن هجومًا جويًا بسرب من المسيّرات الإنقضاضيّة على مربض مدفعيّة تابع للكتيبة 411 (تابعة للواء النار 288) في نافه زيف، مستهدفاً نقاط تجمّع ضبّاط العدو وجنوده”، كما استهدف موقع الرمثا في #تلال كفرشوبا .
******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
عودة «الحماوة» إلى جبهة جنوب لبنان تنهي «هدنة العيد»
«الحزب» ينشر صوراً جوية قال إنه التقطها لمنشآت مدنية وعسكرية في حيفا
نشر «الحزب»، الثلاثاء، مقطعاً مصوراً يتضمن موانئ بحرية ومطارات في مدينة حيفا، جمعته طائرة مراقبة تابعة له أطلق عليها اسم «طائر الهدهد»؛ غداة تهديدات إسرائيلية بالتصعيد في حال فشل التوصل إلى حل سياسي تقوده الولايات المتحدة الأميركية لإنهاء الحرب في جنوب لبنان.
وفي مقطع مدته 9 دقائق و31 ثانية، وثقت طائرة المراقبة التابعة له؛ التي أطلق عليها اسم «الهدهد»، مشاهد لمنشأة صناعات عسكرية تابعة لشركة «رافايال» لتطوير أنظمة الدفاع الجوي، ومرفأ حيفا المدني والعسكري، ولمنشآت لوجيستية تابعة للمرفأ، وحاويات نفط ومواد كيميائية، كما تضمن صوراً لسفن عسكرية وتجارية، فضلاً عن مجمعات تجارية ومجمعات سكنية في منطقة الكريوت التي قال إنها تضم 260 ألف نسمة، تقع جميعها في محيط مدينة حيفا التي تقع على بعد 27 كيلومتراً من الحدود اللبنانية.
وقال «الحزب»، في الفيديو الذي نشره «الإعلام الحربي»، إن هذه اللقطات هي الأولى، وستُستتبع بلقطات أخرى التقطتها الطائرة التابعة له، وهي المرة الأولى التي ينشر فيها صوراً جوية تظهر مسحاً لمناطق واسعة في العمق، علماً بأنه كان ينشر لقطات جوية لمواقع محددة يستهدفها.
ويحمل المقطع دلالات على أن طائرة «الحزب» إن صح التسجيل، «تجاوزت منظومات الدفاع الجوي»، وفق ما أفاد به الإعلام الإسرائيلي، قائلاً إن التسجيل «استثنائي لطائرة من دون طيار تصوّر الشمال؛ بما في ذلك خليج حيفا»، في وقت قال فيه إعلام قريب من «الحزب» إن ما عُرض يعدّ «رسالة ردع».
استئناف القتال
وبعد تجميده العمليات العسكرية منذ ليل السبت الماضي، استأنف «الحزب» هجماته ضد مواقع عسكرية إسرائيلية الثلاثاء. وقال الحزب في بيانين منفصلين إن مقاتليه استهدفوا دبابة «ميركافا» داخل موقع حدب يارين بمسيّرة انقضاضية «وأصابوها إصابة مباشرة»، كما قال في بيان لاحق إن مقاتليه شنوا هجوماً جوياً «بسرب من المسيّرات الانقضاضية على مربض مدفعية تابع لـ(الكتيبة 411 – التابعة للواء النار 288) في نافه زيف، مستهدفةً نقاط تجمّع ضبّاط العدو وجنوده، وأصابت أهدافها بدقّة وأوقعت فيهم إصابات مؤكدة، إضافة إلى اندلاع حرائق في الموقع» وفق ما قال في بيان، مشيراً إلى أن الهجوم جاء رداً على الاغتيال الذي نفذه الجيش الإسرائيلي في بلدة الشهابية الاثنين.
وأفاد الإعلام الإسرائيلي باعتراض 3 مسيّرات في الشمال، وبأن الدفاعات الجوية الإسرائيلية أطلقت صواريخ اعتراضية في محاولة للتصدي لـ«أهداف جوية معادية»، وسط أنباء عن اندلاع حرائق وسقوط شظايا صاروخية في «نافي زيف» غرب معليا في الجليل الغربي.
في المقابل، استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة في منطقة البرغلية على الخط الساحلي شمال مدينة صور، وأسفر الاستهداف عن وقوع 7 جرحى، بينهم مدنيون، نقلوا إلى المستشفيات، دون تعريف بهوية من كان في السيارة. كما نفذت الطائرات الحربية غارات في كفركلا والطيبة، واستهدفت المدفعية الإسرائيلية مناطق أخرى.
وأعلنت إسرائيل، الاثنين، على لسان المتحدث باسم حكومتها، ديفيد منسر، أنّ «الحزب» أطلق أكثر من 5 آلاف قذيفة وصواريخ مضادة للدبابات ومسيّرات مفخخة باتجاه الأراضي الإسرائيلية منذ بدء الحرب.
جاء ذلك بعدما كان «الحزب» قال الأسبوع الماضي إنه نفذ أكثر من 2100 عملية عسكرية ضد إسرائيل منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
**************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
هوكشتاين نقل رسالة و”الهدهد” يردّ.. وتهديدات إسرائيلية بالحرب يسقطها توازن الردع
توزّعت الاهتمامات أمس بين زيارة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين للبنان باحثاً في تهدئة الوضع على الجبهة الجنوبية اللبنانية مُسلّماً بأن تحقيق وقف اطلاق النار في غزة من شأنه أن يحقق هذه التهدئة، وبين «هدهد» «الحزب» المسيّر الذي قضّ مضاجع إسرائيل السياسية والأمنية والاستخباراتية لخطورة ما عاد به من صور لمواقع حساسة عسكرية ومدنية وأمنية في حيفا وضواحيها والمنطقة الشمالية المحاذية للبنان، والتي يمكن أن تكون بنك أهداف للحزب في حال وسّعت إسرائيل نطاق الحرب في اتجاه لبنان.
مع وصول الموفد الاميركي أموس هوكشتاين إلى بيروت آتياً من تل ابيب، ثم مغادرته مساء، ارتفعت وتيرة التهديدات الاسرائيلية بشن حرب واسعة على لبنان، بدأت مع ما توعّد به وزير الخارجية الاسرائيلي من حرب شاملة والقضاء على «الحزب» وضرب لبنان بشدة.
وانتهت بالتأكيد انّ قائد القيادة الشمالية ورئيس هيئة العمليات عَقدا جلسة للمصادقة على الخطط العملياتية للهجوم على لبنان، بحسب ما نقل أفيخاي أدرعي. هذه التهديدات أدرجتها مصادر بأنها استمرار في الضغط على «الحزب» وعلى الحكومة وليس هناك اي معطيات جديدة تغيّر من واقع الحرب الدائرة منذ تسعة اشهر…
وفي معلومات لـ«الجمهورية» انّ الموفد الاميركي ركّز في لقاءاته في بيروت، والتي كان أبرزها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، على ضرورة خفض التصعيد والتوتر جنوباً في انتظار نتيجة المفاوضات حول غزة، والتي أرسل اكثر من إشارة على أنها ستحسم قريباً وعلى لبنان ان يكون مستعداً لعقد صفقة جنوباً تُتيح بداية تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، وهي وقف العمليات العسكرية وعودة النازحين والمستوطنين. امّا عن تراجع «الحزب» إلى الوراء بضعة كيلومترات، فلم يأخذ هوكشتاين جوابا حول هذا الأمر، ومرة جديدة سمع انّ مفتاح الحل في غزة ولا كلام قبل وقف الحرب عليها. وعن الأسباب التي دفعت هوكشتاين للقدوم إلى بيروت قبل حصول وقف إطلاق النار في غزة بحسب ما تم الاتفاق عليه في الزيارة السابقة، قالت مصادر تابعت أجواء اللقاءات لـ«الجمهورية» انّ جانباً من تحرك المبعوث الرئاسي مرتبط بالانتخابات الرئاسية الاميركية وبضرورة عدم ترك الأرض والاستمرار في التحرك سعياً للتهدئة…
وقَلّلت المصادر من ارتفاع وتيرة التهديدات المستمرة، وقالت: «كل هذه التواريخ تسقط أمام سياسة الردع التي فرضتها المواجهات على جبهة الجنوب، والاميركي يحاول قدر الإمكان لَملمة الوضع، وتحرّك هوكشتاين جيد في الشكل ولكن في المضمون هو لزوم ما لا يلزم لأن لا حلول من عندنا وجبهة الإسناد مستمرة في مهمتها، والشغل «مش عنّا» بل على طاولة المفاوضات وفي الضغط على اسرائيل لوقف مجازرها وحربها الهمجية».
وعلمت «الجمهورية» من مسؤول حكومي انّ هوكشتاين يحاول تسويق المبادرة التي أطلقها الرئيس الاميركي جو بايدن لوقف اطلاق النار وانهاء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، وتمنّى ان تسير حركة «ح» في هذه المبادرة ليتوقف إطلاق النار، ويمكن عندئذ استئناف البحث في تنفيذ القرار الدولي 1701 في الجنوب اللبناني.
وكان هوكشتاين قد أمضى ساعات في بيروت امس، آتياً من اسرائيل، أجرى خلالها محادثات مع كل من رئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزيرالخارجية عبدالله بوحبيب وقائد الجيش العماد جوزف عون. وقالت مصادر مطلعة على جوانب من حركته لـ«الجمهورية» انه سينقل مقترحاته الى «الحزب» عبر الرئيس نبيه بري، والفكرة الاساسية فيها هي العودة الى ما كان عليه الوضع قبل دخول الحزب في معركة إسناد غزة ودعمها في 8 تشرين الاول الماضي، وخَلق نوع من المنطقة الآمنة على الحدود، وربما نقل بعض ما سمعه من اسرائيل من تهديدات وتلويح بالحرب كما سبق وفعل سابقاً.
واضافت المصادر انّ هوكشتاين سيحاول عبر برّي إقناع «الحزب» بالتأثيرعلى حركة «ح» لكي تتجاوَب اكثر مع مشروع الحل الذي طرحه الرئيس الاميركي لغزة لوقف اطلاق النار، ولو مؤقتاً، بما ينعكس تهدئة في جبهة الجنوب اللبناني.
وأوضحت أوساط حكومية شاركت في اجتماع ميقاتي مع هوكشتاين: «أنّ الوضع قابل للتهدئة على رغم من التصعيد الميداني الظاهر».
في متناول اليد
وبعد لقائه مع بري وصف هوكشتاين المحادثات بأنها «كانت جيدة، فقد ناقشنا الاوضاع الامنية والسياسية في لبنان وكذلك الاتفاق المقترح على الطاولة بخصوص غزة، والذي يعطي فرصة لإنهاء النزاع على جانبي الخط الأزرق». وقال: انّ الاتفاق الذي حدده الرئيس بايدن في 31 ايار 2024، والذي يتضمن إطلاقاً للرهائن ووقفاً دائماً لإطلاق النار وصولاً لإنهاء الحرب على غزة، قُبِل من الجانب الاسرائيلي ويحظى بموافقة قطر ومصر ومجموعة السبع، ومجلس الأمن الدولي. انّ هذا الإتفاق يُنهي الحرب على غزة ويضع برنامج انسحاب للقوات الاسرائيلية، فإذا كان هذا ما تريده حركة ح عليهم القبول به». واعتبر انّ «وقف إطلاق النار في غزة ينهي الحرب، وأي حل سياسي آخر ينهي النزاع على جانبي الخط الأزرق سوف يخلق ظروفاً لعودة النازحين الى منازلهم في الجنوب، وكذلك الأمر للمدنيين على الجانب الآخر». ورأى انّ «النزاع على جانبي الخط الأزرق بين «الحزب» وإسرائيل طال بما فيه الكفاية، (…) لذلك لمصلحة الجميع حل النزاع بسرعة وسياسياً وهذا ممكن وضروري وفي متناول اليد». وقال: «إننا نريد تجنب مزيد من التصعيد بين إسرائيل ولبنان بدلاً من حرب مفتوحة. والوضع على الحدود بين لبنان وإسرائيل في غاية الخطورة، ونسعى لوقف التصعيد تفادياً لحرب كبيرة».
الى ذلك، أكد ميقاتي خلال لقائه مع هوكشتاين «أنّ لبنان لا يسعى الى التصعيد، والمطلوب وقف العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان، والعودة الى الهدوء والاستقرار عند الحدود الجنوبية». وشدد على انّ «التهديدات الاسرائيلية المستمرة للبنان لن تثنينا عن مواصلة البحث لإرساء التهدئة، وهو الامر الذي يشكل اولوية لدينا ولدى كل اصدقاء لبنان».
امّا بوحبيب فقال لـ«الجمهروية»: «إلتقينا هوكشتاين وعرضنا للوضع في الجنوب وغزة وموضوع رئاسة الجمهورية، وانني أكتفي بما قاله رئيس الحكومة عمّا يطالب به لبنان».
وقد انتقل هوكشتاين مساء امس من لبنان الى تل ابيب حيث استقبله رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أنه «أبلغ الى الإسرائيليين أنه لا يفهم خطتهم العسكرية وأنّ «الحزب» ملتزم بالتصعيد طالما أن ساحة غزة نشطة». وأشارت إلى أن «الأميركيين يحاولون فعل كل شيء لمنع الحرب الشاملة مع لبنان».
في إسرائيل
وكان هوكشتاين قد زار امس الاول اسرائيل والتقى نتنياهو، الذي طلب منه «نقل رسالة محددة الى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي مفادها إمّا انسحاب «الحزب» الى ما وراء الليطاني الآن وإمّا الحرب».
والتقى هوكشتاين الوزير المستقيل من «حكومة الحرب» المنحلّة بيني غانتس، الذي قال: «إننا ملتزمون بإزالة تهديد «الحزب» عن السكان الإسرائيليين على الحدود الشمالية». وأكد «أننا سندعم أي تحرك فعّال بشأن الجبهة الشمالية من خارج الحكومة الحالية»، معتبراً أنّ «وقت التوصّل إلى اتفاق في شأن الحدود الشمالية بدأ ينفد».
والتقى هوكشتاين ايضاً زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الذي قال: «على سكان الشمال العودة إلى منازلهم»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل منطقة بكاملها تتعرّض لإطلاق النار منذ ثمانية أشهر». وأضاف: «تحتاج إسرائيل إلى إبعاد «الحزب» عن الحدود، سواء من خلال تسوية سياسية أو من خلال العمل العسكري، ويجب أن تتوقف الفوضى في الشمال».
إلى ذلك، قال متحدث باسم السفارة الأميركية في اسرائيل، انّ «هوكشتاين موجود في إسرائيل كجزء من جهود إدارة بايدن لمواصلة منع التصعيد على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية»، بحسب ما نقلت عنه «تايمز أوف إسرائيل».
وذكر المتحدث بإسم البيت الأبيض جون كيربي أن «الحزب» ينفذ هجمات متزايدة لكننا لم نر بعد مؤشرات الى شَنّه حرباً كاملة على إسرائيل».
في حين أشارت الخارجية الأميركية إلى أن «هناك إطاراً ديبلوماسياً نعتقد أنه يمكن التوصّل إليه بين «الحزب» واسرائيل لتفادي حرب واسعة».
واكدت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، خلال جلسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، انّ «الاوضاع على الحدود بين لبنان واسرائيل متقلبة جدا في شكل مثير للقلق».
وكشفت انّ هوكشتاين يواصل العمل على تهدئة الأمور بين «الحزب» وإسرائيل.
وقبَيل وصول هوكشتاين الى لبنان أفادت القناة 12 الإسرائيلية أن اسرائيل أبلغت إليه «أنّ العمليات في رفح شارفت على الانتهاء»، لافتة الى انّ «هوكشتاين تبلّغ أن انتهاء العمليات في رفح سيؤثّر على المنطقة وعلى جبهة لبنان».
في هذه الاثناء قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيان صدر عن مكتبه أمس: «نحن قريبون جدا من اللحظة التي سنقرر فيها تغيير قواعد اللعبة ضد «الحزب» ولبنان. في حرب شاملة، سيتم القضاء على «الحزب» وسيُضرب لبنان بشدة».
في المقابل، حذّر هوكشتاين، الإسرائيليين من «احتمال أن تؤدي الحرب مع «الحزب» إلى هجوم إيراني واسع يصعب على إسرائيل التصدي له»، بحسب ما نقلت صحيفة «هآرتس».
«الهدهد» يهزّ إسرائيل
وتزامنت زيارة هوكشتاين مع نشر الإعلام الحربي لـ«الحزب»، مقطع فيديو صوّرته مسيّرة «هدهد 3» التي يملكها الحزب، يكتسب أهمية كبيرة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، تحت عنوان «هذا ما رجع به الهدهد». وفي مقطع طويل تجاوزت مدته 9 دقائق ونصف الدقيقة، عرض مشاهد من استطلاع جوي لمناطق في شمال «كريات شمونة» و«نهاريا» و«صفد» و«كرميئيل» و«العفولة» وصولاً إلى حيفا ومينائها. وتضمّنت معلومات استخبارية لمواقع «إسرائيلية» داخل الاراضي المحتلة، وأظهَرت وصول المسيّرة إلى ميناء حيفا وما رصدته من مواقع حساسة في حيفا من الميناء إلى مصافي النفط ومصانع عسكرية، بالإضافة إلى مواقع تمركز البوارج الحربية، وأماكن اقتصادية مهمّة في ميناء حيفا. ومن بين المواقع التي أظهرتها المشاهد مجمّع الصناعات العسكرية وهو منطقة صناعية عسكرية لشركة «رافاييل»، ويضم عدداً كبيراً من المصانع والمخازن وحقول التجارب، ويجري فيها تصنيع وتجميع مكوّنات أنظمة الدفاع الجوي الفعّال، خصوصاً «القبة الحديد» و»مقلاع داود». ويُعدّ هذا المجمّع بالغ الحساسية والسرية، وتبلغ مساحته الإجمالية 6.5 كلم2 ويبعد عن الحدود اللبنانية 24 كلم. وبالإضافة إلى مشهد كامل وعالي الدقة للمجمّع، أظهرت المشاهد بشكلٍ واضح: منصات للقبة الحديدية، نفق اختبار محركات صاروخية، مخازن محركات صاروخية، مخازن صواريخ الدفاع الجوي، منشآت تصنيع المكوّنات الصاروخية، منصات مقلاع داود، مصانع أنظمة التحكّم والتوجيه، المباني الإدارية الخاصة بالشركة، بالإضافة إلى رادارات التجارب الصاروخية.
وظهرت في الحلقة الثانية من الفيديو «منطقة الكريوت» شمال حيفا، وفيها مشهد كامل عالي الدقة للتكتل السكاني مع تفصيل يتضمن المناطق والأحياء والسكان والمساحة والبعد عن الحدود اللبنانية: شارع يتسحاق بن تسفي، ميدان كارتي، مساكن السلك النظامي، مجمعات تجارية مجمع سافيونائي يام، أبراج حدائق أبراهام.
اما في الجزء الثالث فظهرَ، وبدقة عالية، الميناء كله والمنطقة المحيطة به: هنغارات صيانة السفن، ومبنى وحدة الحوسبة 3800، وقاعدة حيفا البحرية، والمستودع الرئيسي وقسم التموين في حوض قاعدة حيفا، ومبنى وحدة مهمات الأعماق ـ يلتام. إضافة الى مبانٍ تابعة لوحدة الغواصات. ورصيف ومرسى الغواصات ومبنى قيادة وحدة الغواصات «شييطيت 7». وتمّ رصد السفن الحربية في الميناء: سفينة الدعم اللوجستي باتيام، وسفن «ساعر 4.5»، زوارق «ديفورا» – سفن «ساعر 6»، ورصيف الكرمل، وسفن الحاويات والعمل في الميناء، ورصيف «مزراحي».
على انّ كمية المعلومات التي تم الكشف عنها في فيديو الدقائق التسع صُنّفت بعنوان «الحلقة الاولى»، ممّا يعني ان هناك حلقة ثانية على الأقل تتضمن كمية معلومات ـ أهداف مكثفة جداً ليس من عادة «الحزب» الاعلان عنها دفعة واحدة.
ورجّح مُحلّل قناة «الميادين» للشؤون الامنية والعسكرية العميد شارل أبي نادر أنّ «الحزب» استخدم مسيرة «هدهد 3» إيرانية الصنع، وهي طائرة كهربائية بلا بصمة حرارية أو صوتية. وأوضح انّ هذه المسيرة «لديها القدرة على أن تحمل مجموعة متنوعة من الكاميرات وصوتها منخفض. السرعة القصوى لمسيرة «هدهد 3» تبلغ 70 كيلومتراً في الساعة وبإمكانها التحليق لأكثر من ساعة».
وبعد انتشار الفيديو على نطاق واسع، طالبَ رئيس بلدية حيفا الحكومة الاسرائيلية «بوضع خطة دفاعية واسعة النطاق عن حيفا وإيجاد الحل العسكري لإزالة التهديد».
فيما علّقت وسائل إعلام إسرائيلية، على الفيديو «قائلة: «تابعنا فيديو المقاومة وهو يُظهر في شكلٍ واضح مرفأ حيفا الذي تم تصويره من مسيرة تابعة للحزب». وأضافت: «وفق «الحزب» فإنّ طائرات بلا طيار دخلت إلى إسرائيل وجمعت معلومات في شمال البلاد وهذا خطير جداً، وللتذكير أنه تم إطلاق إنذار كاذب في منطقة ميناء حيفا قبل أسبوع»، قالت: «ماذا؟ ميناء حيفا صُوّر من الجو من قبل «الحزب» من دون أدنى إزعاج». وختمت: «الحزب ينشر توثيقاً واسعاً بحسب الظاهر من طائرة مُسيّرة اخترقت أجواء إسرائيل وصوّرت وعادت سالمة».
وقال المراسل العسكري لموقع «والاه» العبري: «على سلاح الجو الإسرائيلي أن يجيب وزارة الحرب الإسرائيلية عن السؤال الآتي: كيف تمكّن «الحزب» من الوصول والتحليق فوق بوارج الجيش الإسرائيلي في خليج حيفا؟
وتهَكّمَ المراسل العسكري للقناة 14 العبرية على الجيش فقال: «إتّضح أن الإنذارات الكاذبة هي التي صوّرت خليج حيفا ومناطق استراتيجية حساسة أخرى في الشمال».
واضاف: «الحزب ينشر وثائق غير عادية من عمق «الأراضي الإسرائيلية» ويعرض الأهداف الإسرائيلية وحتى من ميناء حيفا والقاعدة البحرية، لقد تركت القدرة التي أظهرتها منظمة «الحزب» فجوة واسعة بين العسكريين والأمنيين».
امّا مراسل إذاعة الجنوب يودي بن ديفيد فقال: «انّ الحزب ينشر واحداً من أصعب التسجيلات في الحرب، ليس فيديو قتلى أو جرحى، بل يكشف قدراته الاستخباراتية».
وكتب عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب ايراهيم الموسوي عبر منصة «إكس»: «هذا ما أعلنه الحزب ورأيتم، ولكن ما خُفِي أعظم وأعظم وأعظم! حيفا وما بعد، ما بعد، ما بعد حيفا!».
الوضع العسكري
وعلى الصعيد العسكري واصَل العدو الاسرائيلي اعتداءاته على قرى الجنوب خلال ايام عيد الاضحى المبارك، اذ قصفت مدفعيته الاطراف الغربية لمدينة الخيام ووادي شبعا في قضاء حاصبيا ممّا أدى إلى اشتعال نيران أخمدتها فرق الدفاع المدني. كذلك استهدف اطراف كفرشوبا وراشيا الفخار. وأفيد انّ مركز العرقوب للرعاية الصحية الأولية التابع لمؤسسة «عامل» الدولية تعرّض للقصف ما خلّف أضراراً كبيرة.
وبعد ظهر أمس تعرّض وادي شبعا مجدداً لقصف بالقذائف الثقيلة. فيما أغارت طائرة مسيّرة على سيارة عند مفترق البرغلية قرب صور ما ادى الى احتراقها. وبعد تَجمهر الاهالي لتفقّد السيارة الاولى إستهدفت سيارة أخرى في المكان ما أدى الى سقوط شهيدين و8 جرحى نقلوا الى مستشفيات صور.
وأغار الطيران المسّير بعد ظهر امس على أطراف بلدة الطيبة ومحيط «البانوراما» عند المدخل الشرقي لبلدة العديسة، فيما سجّل قصف مدفعي على أطراف بلدة طيرحرفا.
وبعد يومين من استراحة لم تنفذ فيها اي عمليات، أعلنت «المقاومة الإسلامية» انها استهدفت ظهر أمس دبابة «ميركافا» داخل موقع حدب يارين بمسيّرة انقضاضية، وأصابتها مباشرة.
وردًا على عملية الاغتيال في بلدة الشهابية، هاجمت «المقاومة الإسلامية» بسرب من المسيّرات الإنقضاضيّة مربض مدفعيّة تابع للكتيبة 411 (تابعة للواء النار 288) في «نافه زيف»، مُستهدفةً نقاط تجمّع الضبّاط والجنود «وأصابت أهدافها بدقّة وأوقعت فيهم إصابات مؤكدة، إضافة إلى اندلاع حرائق في الموقع».
وأفيد مساء امس انّ المقاومة أطلقت رشقات صاروخية في اتجاه ثكنة زبدين وموقع الرمثا، في مزارع شبعا المحتلة.
الى ذلك اكد موقع «حدشوت بزمان» العبري «أنّ هناك آلية مدرعة تضررت جرّاء سقوط طائرة بلا طيار في الجليل الغربي. فيما تحدثت القناة 14 العبرية عن سقوط إصابات شرق «كابري» في الجليل الغربي واندلاع حريق كبير في المنطقة.
كذلك اعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن إطلاق صاروخ مضاد للدروع في اتجاه مستوطنة «المنارة» في الجليل الأعلى، فيما أفيد عن اندلاع حريق كبير جنوب مستعمرة المطلة بعد سقوط صاروخ في منطقة مفتوحة.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إجراء مناورة عسكرية شاملة وسريعة في كريات شمونة تمتد لثلاث ساعات اليوم.
غالانت
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية مساء امس أنّ وزير الدفاع يوآف غالانت أصدر تعليماته للجيش برفع درجة الاستعداد لحرب في لبنان. وقال خلال مؤتمر صحافي انّ «الحرب الصعبة التي نخوضها جاءت مفاجئة ودفعنا ثمناً باهظاً لم نر له مثيلاً». واعتبر انّ «الفشل الموجِع سيجري البحث فيه والتعلّم منه، وهذه الدروس ستؤثر على مستقبلنا على هذه الأرض». وأكد انّ «قوات الجيش والموساد وأجهزة الأمن تقاتل في 7 جبهات منذ 8 أشهر، وهي حرب لم نعهد لها مثيلاً». وختم : «على الأمن والقيادة السياسية التحقيق لفهم كيف استطاع العدو بناء قدرات دفاعية وهجومية أدت إلى 7 تشرين الاول».
إستعدادات
الى ذلك، أعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أنّ «قائد القيادة الشمالية ورئيس هيئة العمليات يبحثان في الاستعدادات لمواصلة القتال على الجبهة الشمالية». وقال: «أجرى قائد المنطقة الشمالية الميجر جنرال أوري غوردين ورئيس هيئة العمليات الميجر جنرال عوديد بيسوك اليوم جلسة للمصادقة على الخطط ولتقويم الوضع، حيث تمّت المصادقة وإقرار خطط عملياتية للهجوم في لبنان، وتمّ اتخاذ قرارات بخصوص مواصلة تسريع استعدادات القوات في الميدان».
********************
افتتاحية صحيفة اللواء
هوكشتاين لـ نتنياهو: نصرالله غير مستعد لوقف النار قبل وقف حرب غزة
البنتاغون: نعمل لحل دبلوماسي عند الحدود اللبنانية – الإسرائيلية .. و«فيديو حيفا» رسالة ردع
بين اليوم وغداً، تتبلور أكثر فأكثر صورة الموقف في جبهة المساندة: الجنوب، التي تقدّم الوضع العسكري الخطير فيها على ما عداه، لدرجة ان ارتباطه بالمواجهة العسكرية في رفح جنوب قطاع غزة، كانت الحاضر الابرز في لقاءات الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، الذي بدأ لقاءاته في بيروت، بلقاء قائد الجيش العماد جوزاف عون العائد حديثاً من زيارة الى الولايات المتحدة الاميركية، حيث التقى قائد المنطقة الوسطى في الجيش الاميركي، ضمن لقاءات متعددة تناولت التجهيزات والمساعدة الممكنة للقوات المسلحة اللبنانية، ثم التقى مدير المخابرات العميد جوزيف قهوجي، قبل ان ينتقل الى عين التينة، ويلتقي مع الرئيس نبيه بري، ثم التقى الرئيس نجيب ميقاتي في دارته، والذي طالب بـ«وقف العدوان الاسرائيلي المستمر، والعودة الى الهدوء والاستقرار عند الحدود الجنوبية».
وقبل مغادرته بيروت الى تل ابيب حيث كان ينتظره رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التقى وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب.
وفور وصوله الى تل ابيب التقى هوكشتاين نتنياهو، وابلغه ان السيد نصر الله غير مستعد لوقف اطلاق النار في الشمال قبل وقف حرب غزة.
وطالب وزير الخارجية الاسرائيلية يسرائيل كآس بضربة تدميرية للبنان، وقال: نقترب من لحظة اتخاذ قرار تغيير قواعد اللعبة مع الحزب.
وعلقت وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» عن هجوم اسرائيلي محتمل في لبنان، مشيراً الى ان «لا احد يرغب في رؤية حرب اقليمية اوسع نطاقاً»، مشيراً الى «اننا نعمل مع شركائنا في الشرق الاوسط للتوصل الى حل دبلوماسي بشأن الحدود اللبنانية – الاسرائيلية».
وفي حين وصف البيت الابيض مباحثات هوكشتاين بأنها تهدف الى حل دبلوماسي على طول الخط الازرق، ذكرت المعلومات ان الجيش الاسرائيلي وافق على الخطط العملياتية للهجوم، مشيراً الى ضرورة استمرار الاستعداد للحرب ضد لبنان.
ونقل عن وسائل اعلان اسرائيلية ان الاميركيين يحاولون فعل كل شيء لمنع الحرب الشاملة مع لبنان.
يذكر ان هوكشتاين «طرح هدنة» بعدها يجري البحث بالحلول.
وكشف مصدر دبلوماسي لـ«اللواء» ان لبنان لا يريد الحرب، وان «مسيَّرة الهدهد» التي وجهها “الحزب” الى حيفا، هي عبارة عن رسالة ردع لاسرائيل بأن الحرب ليست بالعملية الهينة.
وقال المصدر ان «مسيَّرة الهدهد» تذكير بالمسيَّرات الثلاث التي اطلقها “الحزب” فوق حقل كاريش قبل البدء بعملية ترسيم الحدود البحرية.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن زيارة المسؤول الأميركي آموس هوكشتاين خرقت مشهد عيد الأضحى وأعادت ما كانت قد ركزت عليه عندما تمت في فترة سابقة لجهة الخشية من التصعيد في الجنوب، لكن هذه المرة بدا هوكشتاين أكثر توجسا مما اسماها حرب مفتوحة بين لبنان وإسرائيل.
وقالت هذه المصادر أن المساعي الأميركية متواصلة إنما تتطلب جهودا من جميع الأطراف، ورأت أن المسؤول الأميركي حمل تحذيرا من تطور الأمور خصوصا أن التطورات في الجبهة الجنوبية تأخذ منحى خطيرا.
إلى ذلك أشارت إلى أن الملف الرئاسي لا يزال يدور في دائرة المساعي المبذولة من أجل نقل الملف إلى موقع متقدم من البحث تحت عنوان التشاور، في حين ان حراك بعض الكتل يتواصل وهناك خطوة يقوم بها تكتل الاعتدال الوطني من جديد، اما بالنسبة إلى المعارصة فإن مطالبتها بسلسلة ضمانات في ملف التشاور على حالها.
وحسب ما ذكرت «الجديد» فإن هوكشتاين التقى مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي، وقيل انه قال له إن «الوقت يضيق، ونحن امام فرصة يجب استغلالها لإنهاء الحرب».
وسمع هوكشتاين موقفاً واحداً من المسؤولين الذين التقاهم حرص لبنان على العودة، الى قواعد الاشتباك السابقة، والتمسك بالقرار 1701، وضرورة خفض التصعيد.
وفي عين التينة، اجتمع هوكشتاين مع الرئيس بري، واستغرق اللقاء ساعة وربع الساعة.
وصرح هوكشتاين بأن «حل الصراع سياسياً وبسرعة ممكن وضروري، وفي متناول اليد، وهو لمصلحة الجميع».
وابلغ هوكشتاين من التقاهم حرص بلاده على منع توسيع الحرب، لكنه تخوف من تفاقم الأمور في المرحلة المقبلة، مشيراً الى ان الولايات المتحدة تسعى مع كافة الاطراف لإحتواء التصعيد ومنع التدهور، مؤكداً السعي لاستكشاف مزيد من الخيارات لمنع الحرب.
اضاف: «إننا نمر بأوقات خطيرة، ولحظات حرجة، ونحن نعمل معاً لنحاول ان نجد الطرق للوصول الى مكان نمنع فيه المزيد من التصعيد».
اذاً بين كلام السيد نصر الله اليوم، في ذكرى اسبوع القيادي الشهيد طالب عبد الله، والذي استبقه باطلاق مسيَّرة الهدهد الى كل الشمال الاسرائيلي، في مهمة جمع معلومات لتحديد اهداف الرد على اية مغامرة اسرائيلية تجاه لبنان من بوابة الجنوب وموقف نتنياهو مما نقله هوكشتاين من لبنان لجهة اعتبار ان انهاء الحرب في غزة هو المفتاح لانهاء الحرب في جنوب لبنان، وهي اقصر الطرق لعودة الامن والاستقرار الى شمال اسرائيل لحل ازمة المستوطنين.
تتبلور صورة الوضع في الجنوب في الايام الاخيرة من شهر حزيران الجاري.
تزامناً مع زيارة هوكشتاين الى بيروت، والرسالة عالية اللهجة التي حملها من اسرائيل، نشر الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان – “الحزب”، مقطع فيديو في غاية الأهمية من الأراضي الفلسطينية المحتلة، تحت عنوان «هذا ما رجع به الهدهد».
وفي مقطع مطول تجاوزت مدته 9 دقائق ونصف، عرض الإعلام الحربي ل”الحزب” مشاهد من استطلاع جوي لمناطق في شمالي «كريات شمونة» و«نهاريا» و«صفد كرميئيل» و«العفولة» وصولاً إلى حيفا ومينائها.
وتضمنت المشاهد معلومات استخبارية لمواقع إسرائيلية داخل فلسطين المحتلة، وأظهرت المشاهد وصول المسيّرة إلى ميناء حيفا وما رصدته من مواقع حساسة في حيفا من الميناء إلى مصافي النفط ومصانع عسكرية.
وتعليقا على الفيديو، ولفت الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ “الحزب” أوصل رسالةً أنّه في حال بادرت إسرائيل إلى خطوة ضد لبنان، فإنّ بنك الأهداف ضدها لن يكون صغيراً.
وحسب المصادر الاعلامية القريبة من “الحزب”، فإن مسيَّرة الهدهد وثّقت منطقة المجمع العسكري الصناعي التابع لشركة «رافاييل» ومنطقة الكربون وميناء حيفا.
القوات لجلسات انتخاب
رئاسياً، وبانتظار استئناف النشاط السياسي والرسمي طالبت «القوات اللبنانية» الرئيس بري بالدعوة الى عقد جلسات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية يتمتع بمواصفات انقاذية اصلاحية.
وقال النائب زياد حواط بعد لقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مع وفد قواتي انه «لا توجد اولوية تعلو على ضرورة ان يكون للبنان رئيس بحجم هذه المخاطر».
الوضع الميداني
ميدانياً، ردّ “الحزب” على اعتداء اسرائيل على بلدة البرغلية، وقال في بيان له: بعد مراقبة دقيقة لقواته في موقع المنارة، وعند رصد مجموعة جنوب في ميدان الرماية، استهدف مجاهدو المقاومة هذا الموقع بالاسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية.
وذكرت القناة 12 الاسرائيلية ان 3 صواريخ، سقطت في المنارة، وهي اطلقت من لبنان، كما استهدف “الحزب” دبابة ميركافا داخل موقع حدب يارين بمسيَّرة انقضاضية.
**********************
افتتاحية صحيفة الديار
هوكشتاين في مهمة تحذيرية: الوضع خطير
“الحزب” يوجه رسالة قاسية لإسرائيل: بنك أهدافنا كبير جداً في حال اندلعت الحرب – بولا مراد
رسائل تحذيرية عالية النبرة حملها المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الى المسؤولين اللبنانيين من تل ابيب، مفادها انه في حال عدم المسارعة للعودة بالوضع جنوب لبنان الى ما كان عليه قبل السابع من أكتوبر فان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سينفذ تهديداته بشن حرب واسعة ضد “الحزب” في لبنان.
جواب «ناري» من “الحزب”
والملفت ان الحزب لم ينتظر مغادرته ليبعث بجوابه عن استعداده للعودة لتطبيق الـ1701 قبل انتهاء الحرب في غزة، اذ سارع وبعد اكثر من 48 ساعة على وقف العمليات العسكرية باتجاه الاراضي المحتلة تزامنا مع عيد الفطر، لاستئناف هذه العمليات مستهدفا دبابة ميركافا داخل موقع حدب يارين بمسيّرة انقضاضية. كما شن بعد الظهر هجومًا جويًا بسرب من المسيّرات الإنقضاضيّة على مربض مدفعيّة تابع للكتيبة 411 (تابعة للواء النار 288) في نافه زيف، مستهدفا نقاط تجمّع ضبّاط العدو وجنوده.
اما الصفعة الكبيرة التي وجهتها المقاومة للكيان فكانت بنشرها مشاهد استطلاع جوي، لمناطق شمال الكيان المحتل، عادت بها طائرات القوة الجوية في المقاومة الإسلامية. وشملت المشاهد التي جاءت بها مسيرة “الهدهد” الكثير من النقاط التي تشكل بنكا للاهداف في شمال الكيان المؤقت، بينها: ميناء حيفا وحاويات المواد الكيميائية في محيطه، مطار حيفا ومهبط الطائرات فيه، مراكز تصنيع صواريخ ونقاط للدفاع الجوي الاسرائيلي، مراكز تجارية، مراكز سكنية لعسكريين او لعاملين في مراكز محيطة في الشمال.
وبحسب “الاعلام الحربي” لـ””الحزب”” فان ابرز الاستنتاجات التي يمكن الخروج بها من المشاهد المصورة: اولا، مسيّرة تجسسية ل”الحزب” مسحت الشمال وعادت لتثبت عجز الرادارات الإسرائيلية.ثانيا، لدى المقاومة بنك أهداف كبير جداً في حال اندلعت الحرب.ثالثا، أكثر من نصف مليون مستوطن لا يوجد من يحميهم من المسيرات الانقضاضية. ورابعا، نصف الاقتصاد الإسرائيلي تحت مرمى النار.
وقالت مصادر مطلعة على جو “الحزب” لـ”الديار” ان “العدو اعتقد انه هو في موقع قوة اليوم ليطلق التحذيرات ويهدد ويتوعد محملا المبعوث الاميركي رسالة قيل انها قد تكون الاخيرة قبل الحرب الموسعة. فجاءته المفاجأة مدوية لتؤكد المقاومة مرة جديدة انها هي التي ترسم المعادلات وتثبتها وابرزها معادلة الردع التي رسختها في الاشهر القليلة الماضية وجعلت العدو يُعد للالف قبل المغامرة في لبنان. وهي معادلة يتم تعزيزها مع مرور الايام”.
رسالة تحذيرية أخيرة!
وكان هوكشتاين بدأ لقاءاته أمس من اليرزة بلقاء قائد الجيش العماد جوزيف عون. وكشفت مصادر مطلعة لـ”الديار” أن “المبعوث الاميركي تحدث خلال لقاءاته عن مخاطر حقيقية من تصعيد إسرائيلي كبير وعن رسالة تحذيرية قد تكون الاخيرة قبل توسعة الحرب، في حال لم تحصل ترتيبات معينة سريعة من قبل الجانب اللبناني سواء لجهة انسحاب “الحزب” الى منطقة شمالي الليطاني او لجهة نشر الجيش اللبناني وعناصر اليونيفل على طول الحدود اللبنانية- الاسرائيلية”. واضافت المصادر: “نتنياهو الذي يدرك انه مأزوم في رفح قد يعلن قريبا انتهاء العمليات الكبرى هناك ليتفرغ لجبهة الشمال ومن هنا الخشية الاميركية من تفرد اسرائيل بهكذا قرار رغم الخطوط الحمراء التي كانت قد ابلغت بها واشنطن نتنياهو لعلمها بأن اي مغامرة من هذا النوع قد تجر المنطقة كلها الى الحرب”.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن “إسرائيل أبلغت المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين بأن العمليات في رفح شارفت على الانتهاء”، لافتة الى ان “هوكشتاين تبلغ بأن انتهاء العمليات في رفح سيؤثر على المنطقة وعلى جبهة لبنان”.
وعقد هوكشتاين مؤتمرا صحافيا بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري قال فيه “ان الصراع على جانبي الخط الأزرق بين “الحزب” وإسرائيل طال بما فيه الكفاية وهناك أبرياء يموتون وممتلكات تدمر وعائلات تتشتت والإقتصاد اللبناني يُكمل إنحداره والبلاد تعاني ليس لسبب جيد” معتبرا انه “لمصلحة الجميع حل الصراع بسرعة وسياسياً وهذا ممكن وضروري وبمتناول اليد”.
وبعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قال هوكشتاين: “نمر بأوقات خطيرة ولحظات حرجة ونحن نعمل سويا لنحاول ان نجد الطرق للوصول الى مكان نمنع فيه المزيد من التصعيد”.
من جهته، أكد ميقاتي أن “لبنان لا يسعى الى التصعيد، والمطلوب وقف العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان والعودة الى الهدوء والاستقرار عند الحدود الجنوبية”.
وقال: “إننا نواصل، السعي لوقف التصعيد واستتباب الامن والاستقرار ووقف الخروقات المستمرة للسيادة اللبنانية واعمال القتل والتدمير الممنهج التي ترتكبها اسرائيل”.
وشدد على ان “التهديدات الاسرائيلية المستمرة للبنان، لن تثنينا عن مواصلة البحث لارساء التهدئة، وهو الامر الذي يشكل اولوية لدينا ولدى كل اصدقاء لبنان”.
حل لمسيرات “الحزب”؟!
أما جنوب لبنان، ومع تفعيل “الحزب” عملياته العسكرية مجددا، واصل العدو الاسرائيلي، قصفه القرى والبلدات اللبنانية فاستهدف وادي بلدة شبعا قضاء حاصبيا، مما أدى إلى اشتعال النيران. كما استهدف بلدة راشيا الفخار وأطراف بلدة الخيام والطيبة والعديسة وكفركلا. وبعد الظهر، استهدفت مسيرة معادية سيارة، في داخلها شخص واحد، عند مفترق البرغلية شمال مدينة صور، وبعد تجمهر الاهالي لتفقد السيارة الاولى التي أغارت عليها المسيرات، باغت العدو الاهالي واستهدف سيارة أخرى ما ادى، بحسب “الوكالة الوطنية للاعلام” الى اصابة 8 مدنيين، وصفت إصابتهم بالطفيفة، نقلوا الى مستشفيات صور للمعالجة.
ولفت ما تحدّثت عنه صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة، عن تقديرات أمنيّة بالتّوصّل خلال 3 أشهر إلى حلّ تكنولوجي لاعتراض مسيّرات “الحزب”، مشيرةً إلى أنّ وزارة الدفاع الإسرائيلية منحت شيكًا مفتوحًا للصّناعات الدّفاعيّة لحلّ مشكلة مسيّرات الحزب. وأوضحت الصّحيفة أنّ الجيش سيعيد نشر مدافع “فولكان” القديمة، وسيجري تحسينات على منظومة القبة الحديدية للتّعامل مع الجبهة الشّماليّة، لافتةً إلى أنّ المنظومة الأمنيّة تؤكّد أنّها لن تتمكّن من اعتراض مسيّرات “الحزب” بشكل تام، رغم العمل على أيّ تحسينات.
*********************
افتتاحية صحيفة الشرق
إسرائيل تهدّد لبنان و «الحزب » يرد بهدهد يهز كيانها
الشرق – ليست زيارة المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين الى بيروت امس كمثيلاتها ولا كسابقاتها حينما كان يتنقل بين بيروت وواشنطن وتل ابيب مزهواً بنجاحاته في حقل الديبلوماسية بعدما انتزع انجاز ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل. فالزيارة اتسمت هذه المرة بحسم وجدية عكسا قلقا متزايدا، لا بل خوفا غير مسبوق من خروج بنيامين نتانياهو عن طوره وفتح معركة لبنان الواسعة متجاوزا النصائح الدولية وقافزا فوق الضغط الاميركي لمنع مغامرته الكارثية. هوكشتاين ابلغ رسائله للمسؤولين السياسيين والعسكريين، «الوضع على الحدود بين لبنان وإسرائيل دقيق جدا لا بل في غاية الخطورة»، ويبقى رصد رد فعل “الحزب” ومدى تلقفه للرسالة بوقف حرب المساندة وتجنيب لبنان ثمن مغامراته الايرانية او بتوفير الذريعة لاسرائيل لتدميره وهذه المرة «هو يعلم». استنادا الى ما نشره إعلامه الحربي ابان زيارة هوكشتاين لبيروت، لا يبدو الحزب خائفا فقد عرض مقطع فيديو تبلغ مدته 9 دقائق ونصف، من الأراضي الفلسطينية المحتلة، تحت عنوان: هذا ما رجع به الهدهد، يظهر صور عالية الدقة لميناء حيفا بالكامل ومستوطنة الكريوت وما تحتويه من منشآت عسكرية حساسة وضخمة، في مؤشر الى مدى قدرته العسكرية على رصد العمق الاسرائيلي، وبمثابة رد على رسالة التحذير الاميركية.
وتوازيا، حمّل المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية “الحزب” بتوجيهات إيرانية والحكومة اللبنانية مسؤولية ما يجري على الحدود قائلا «سيعود مواطنو شمال إسرائيل لمنازلهم سواء بالطرق العسكرية أو الديبلوماسية».
في غاية الخطورة
زيارة هوكشتاين الخاطفة لكن المفصلية، كسرت الجمود المسيطر على الساحة المحلية بفعل عطلة عيد الاضحى. ففيما التلويح بالحرب الاسرائيلية الكبرى ضد لبنان، يزداد، أكد هوكشتاين «أننا نريد تجنب مزيد من التصعيد بين إسرائيل ولبنان بدلا من حرب مفتوحة»، مشيراً إلى أن «الوضع على الحدود بين لبنان وإسرائيل في غاية الخطورة، ونسعى لوقف التصعيد تفادياً لحرب كبيرة»، معتبراً أن «وقف إطلاق النار في غزة ينهي الحرب ويسمح للنازحين في الجنوب اللبناني بالعودة إلى بيوتهم»، لافتاً إلى ان «النزاع المستمرّ حول جانبي الخطّ الأزرق استمرّ طويلاً، ومن مصلحة الجميع أن ينتهي»، مشددا على أن «الوضع دقيق جدا في لبنان». هوكشتاين وصل الى بيروت قرابة العاشرة من صباح امس ومحطته الاولى كانت في اليرزة. فقد استقبله قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه، في حضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات على الحدود الجنوبية.
عند بري
بعدها انتقل هوكشتاين والسفيرة الاميركية الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة حيث كان في استقبالهما رئيس مجلس النواب نبيه بري، وجرى عرض للاوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة في ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على لبنان وقطاع غزة. اللقاء الذي إستمر زهاء ساعة وعشر دقائق أدلى بعده هوكشتاين بتصريح جاء فيه: «اضحى مبارك والذي حل في ظروف صعبة ولهذه الاسباب أوفدني الرئيس جو بايدن للحضور الى لبنان، وكان لي اجتماع ومحادثات جيدة مع الرئيس نبيه بري ناقشنا خلالها الاوضاع الامنية والسياسية في لبنان وكذلك الاتفاق المقترح على الطاولة الآن بخصوص غزة والذي يعطي فرصة لإنهاء الصراع على جانبي الخط الأزرق». وتابع «ان الاتفاق الذي حدده الرئيس بايدن في 31 ايار 2024 والذي يتضمن إطلاقاً للرهائن ووقفا دائماً لاطلاق النار وصولاً لإنهاء الحرب على غزة، هذا الإقتراح قُبِل من الجانب الاسرائيلي ويحظى بموافقة قطر، ومصر ومجموعة السبع، ومجلس الأمن الدولي، ان هذا الإتفاق ينهي الحرب على غزة ويضع برنامج انسحاب للقوات الاسرائيلية، فاذا كان هذا ما تريده “حركة ح” عليهم القبول به». وأضاف «ان وقف إطلاق النار في غزة ينهي الحرب، أو أي حل سياسي اخر ينهي الصراع على جانبي الخط الأزرق سوف يخلق ظروفاً لعودة النازحين الى منازلهم في الجنوب وكذلك الأمر للمدنيين على الجانب الآخر، ان الصراع على جانبي الخط الأزرق بين “الحزب” وإسرائيل طال بما فيه الكفاية وهناك أبرياء يموتون وممتلكات تدمر وعائلات تتشتت والإقتصاد اللبناني يُكمل إنحداره والبلاد تعاني ليس لسبب جيد، لمصلحة الجميع يجب حل الصراع بسرعة سياسياً وهذا ممكن وضروري وبمتناول اليد».
لا نريد التصعيد
وظهراً، التقى هوكشتاين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في دارته في بيروت. شارك في اللقاء سفيرة الولايات المتحدة والوفد المرافق لهوكشتاين. وفي خلال الاجتماع أكد رئيس الحكومة «أن لبنان لا يسعى الى التصعيد، والمطلوب وقف العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان والعودة الى الهدوء والاستقرار عند الحدود الجنوبية». وقال: «إننا نواصل، السعي لوقف التصعيد واستتباب الامن والاستقرار ووقف الخروقات المستمرة للسيادة اللبنانية واعمال القتل والتدمير الممنهج التي ترتكبها اسرائيل». وشدد «على ان التهديدات الاسرائيلية المستمرة للبنان، لن تثنينا عن مواصلة البحث لارساء التهدئة، وهو الامر الذي يشكل اولوية لدينا ولدى كل اصدقاء لبنان». وأدلى هوكشتاين بعد اللقاء بتصريح مقتضب قال فيه: «كالعادة اجريت مناقشات جيدة مع رئيس الوزراء. نمر بأوقات خطيرة ولحظات حرجة ونحن نعمل سويا لنحاول ان نجد الطرق للوصول الى مكان نمنع فيه المزيد من التصعيد كما ذكرت في تصريحي السابق»…
قابل للتهدئة؟
من جانبها اشارت أوساط حكومية شاركت في اجتماع هوكشتاين مع الرئيس ميقاتي، الى ان الوضع قابل للتهدئة على الرغم من التصعيد الاخير بين “الحزب” وإسرائيل… وافيد ان الموفد الاميركي التقى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب قبل مغادرته بيروت.
الوقت ينفد
وكان عضو مجلس الحرب الإسرائيلي السابق بيني غانتس قد حذر خلال لقائه مبعوث بايدن للبنان من أنّ «وقت التوصّل إلى اتّفاق بشأن الحدود الشمالية مع لبنان بدأ ينفد». وقال غانتس أنه سيدعم «أي تحرّك فعّال بشأن الجبهة الشمالية من خارج الحكومة الحالية»، مؤكداً «إلتزامه بإزالة تهديدات “الحزب” عن السكان الإسرائيليين على الحدود الشمالية بغض النظر عن تطورات الحرب في غزة». ووجّه غانتس رسالة قوية لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بشأن المستوطنات الشمالية: «على إسرائيل أن تقرر، الوضع لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل عاماً آخر. يجب عودة سكان الشمال إلى منازلهم بحلول الأول من أيلول إما باتفاق أو بالتصعيد». ورأى غانتس أنّ أمن إسرائيل يتطلب تجنيد مزيد من الجنود من كل شرائح المجتمع.
وضعية دفاعية
ايضا، كشف مسؤول عسكري إسرائيلي كبير في حديث صحافي أنّ المعركة في الجبهة الشمالية دفاعية في الكثير من الأحيان. ورأى أنّ «اغتيال مسؤولين في “الحزب” يسبب ارتباكا وضررا مباشرا عليه»، مؤكداً أنّ «إمكانيات “الحزب” العسكرية على الحدود متواضعة وليست كما قبل 7 تشرين الأول». وأشار إلى أنّ الحزب اضطر إلى سحب قواته لمسافة 8 كلم داخل الأراضي اللبنانية، لافتاً إلى نجاح المنظومة العسكرية الإسرائيلية بإبعاد «خطر اجتياح “الحزب” لمناطق واسعة بالجليل».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :