افتتاحية صحيفة الأخبار:
من البوسنة إلى بنت جبيل: كل الميادين تؤدي إلى فلسطين
ليس امراً عادياً ان يبقى اسم قائد كبير عرفه عشرات الآلاف من المقاتلين غير معروف لغالبيتهم حتى لحظة استشهاده. طالب عبد الله (ابو طالب) واحد من ابناء الجيل الاول، بدأ مسيرته مقاتلاً بخبرات محدودة، وتلقّى «أصول الميدان» مع مجموعة تعلّمت الكثير في مسيرة أمضى فيها كل حياته (من السادسة عشرة حتى استشهاده)، مقاتلاً ومخططاً ومدرباً ومعلماً وقائداً. لم يكن في حياته حدث خارج عالم المقاومة وميادينها. هو واحد من حفنة حفظت ذاكرة اربعة عقود من العمل المقاوم بكل اشكاله، من استخدام مسدس فردي، الى ادارة شبكة من احدث الاسلحة والصواريخ، وتعلمت الجمع بين التفكير الامني والعمل العسكري، وتمكنت من قراءة العدو وحفظه عن ظهر قلب. ابو طالب الذي قاد نصف الجبهة اللبنانية المفتوحة مع العدو منذ عملية طوفان الاقصى، لم يكن لحظة بعيداً عن الميدان، وكان ممن يعرفون بأن كل مهمة في هذه المعركة هي عملية استشهادية، ولم يغب عن باله لحظة احتمال القتل على يد العدو ، اغتيالاً او قصفاً او قتلاً في نزال. وهو واحد ممن فرضت ظروف المقاومة عليهم الانتقال بين ميادين كثيرة في مسيرة بدأها منتصف ثمانينات القرن الماضي، قادته من بيروت المدينة الى قرى الجنوب المهملة، ثم الى اوروبا نصيرا للمقهورين في البوسنة قبل العودة الى مطاردة العدو حتى طرده من لبنان، وقيادة معركة منعه من العودة عام 2006، ومدافعا عن ظهر المقاومة وعمقها في الحرب ضد التكفيريين على حدود سوريا، ثم العودة الى المكان الاقرب الى قلبه وعقله، حيث تابع مسيرةً قادته الى استشهاد يحسده عليه جلّ رفاقه الاحياء
بعد دقائق من إسقاط المقاومة مُسيّرة «هيرميس 900»، أوّل من أمس، كان الحاج أبو طالب أوّل المتصلين بالمسؤولين عن عملية الإسقاط للتهنئة والسؤال عن طبيعة العمل. ورغم أن العملية تقع خارج نطاق مسؤوليته، إلا أنه «مجبول بالدقة والاستفسار عن التفاصيل»، كما يقول رفاق درب القائد الشهيد طالب سامي عبدالله .منذ حضر إلى «محور صدّيقين» في جنوب لبنان عام 1987، برزت استثنائيّته. كان المحور قد تعرّض لضربة قاسية بعد فقدان المقاومة عدداً من قادتها على رأسهم القائد رضا حريري. لكن «أبو طالب» ورفاقه سرعان ما أعادوا للمحور زخمه، ففُعّلت الدوريات والكمائن وزرع العبوات، وتحوّل محور صدّيقين من «مصدر قلق» على قشرة الحزام الأمني إلى مصدر خطر تنطلق منه العمليات إلى داخل الشريط.
بعد اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد عباس الموسوي، عام 1992، وانتخاب السيد حسن نصرالله أميناً عاماً للحزب، دخلت المقاومة ورشة هيكلة، شكّلت المحاور فيها عصب العمل المقاوم. تسلم أبو طالب محور صدّيقين. وخلال أيام قليلة، قرّر ورفاقه رفع مستوى التحدّي، وزادوا من جرعة «الإبداع» وصولاً إلى داخل فلسطين المحتلة، فخطّط لـ«عملية بحرية»، بقيت طيّ أسرار المقاومة.
انتدبته قيادة المقاومة مع عدد من رفاقه لمهمّة في البوسنة. ومع أن أفراد المجموعة كانوا قد خضعوا لدورة «القوة الخاصة» التي لم يكن قد خضع لها، إلا أن القرار كان أن يكون معهم نظراً إلى مهاراته، وشخصيّته التي تجعله يتكيّف مع المهمة قبل غيره. وهو، بالفعل، جذب في الأيام الأولى انتباه المتدرّبين في مهارات استخدام المسدس والأسلحة الخفيفة، فضلاً عن قدرته على الاندماج مع المجموعات التي كانت في طور التشكّل. بعد العودة إلى لبنان، أصبح أساسياً في «القوة الخاصة» التي أصبحت تشكيلاً رسمياً، وأوكلت إليها مهام اقتحام المواقع، ولا تكاد تخلو عملية اقتحام من مشاركته فيها بشكل أو بآخر.
جندي التحرير
مع دخول عام 2000، بدأت تلوح في الأفق بشائر اندحار إسرائيلي. كانت العمليات قد تكثّفت، وقُتل قائد قوات الاحتلال في الجنوب إيرز غيرزشتاين. قرّر «المعاون الجهادي» آنذاك، الحاج عماد مغنية، تسليم أبو طالب محور بنت جبيل. وبعد أسابيع، قُتل العميل عقل هاشم، الرجل الأول في «جيش لحد».. بعد أسابيع، أخلى الاحتلال موقع بيت ياحون، وأمرت قيادة المقاومة بنسفه، فتولّى هو المهمّة. كانت تلك مقدّمةً لما سيحصل في أيار من ذلك العام. وعندما وُضعت الخطط للقادم من الأيام، وكيف ستندحر إسرائيل تحت النار، حفظ أبو طالب المهمة، ولم يكن ينتظر سوى لحظة التنفيذ.
مع المسير العفوي للأهالي في 21 أيار 2000 عند بعض بوابات القرى المحتلة، لم تفاجأ المقاومة، ووضعت سريعاً الخطط موضع التنفيذ. كان محور بنت جبيل في قلب ما يحصل نظراً إلى حساسية المواقع فيه، ولا سيما «مركز الـ17»، عند مدخل المدينة. ركّز أبو طالب، حينها، على تنظيم حركة دخول الأهالي الى القرى، ورفع الجهوزية للردّ على أي اعتداء،، وعدم وقوع عمليات ثأر من العملاء، ومواكبة التحضيرات لاحتفال النصر الذي سيقام بعد أيام في المدينة ويلقي فيه الأمين العام لحزب الله خطاب «بيت العنكبوت».
أيام بعد التحرير، دخلت المقاومة ورشة جديدة، مع قناعة قيادة المقاومة بأن إسرائيل لن تسكت عن الهزيمة وستعود لشن حرب جديدة. كان حزب الله قد أصبح على الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة مباشرة، واندلعت «انتفاضة الأقصى». طرح الحاج عماد مغنية سؤاله المركزي حينها: كيف سنواجه إسرائيل وندافع عن لبنان؟
بدأ الجسم العسكري لحزب الله التحضير دفاعياً، وكانت بنت جبيل في قلب هذا الدفاع، ما ألقى عبئاً كبيراً على كاهل المحور الذي أدخله أبو طالب في ورشة من نوع آخر: عزّز التموضع على الحافة الأمامية، وتابع كل تفاصيل الهيكلة والتنظيم، وانتقى كوادره، وبقي كل الوقت في الميدان، درس تفاصيله، وحفظ الجغرافيا بدقة، وبدفتر لم يفارقه، كان يدوّن الأفكار بعد كل جولة، ويجيب كل من يسأله: «بدنا نشدّ الهمة جاي الحرب».
صبيحة 12 تموز 2006، بعد دقائق من عملية الأسر قام بجولة اتصالات لتفقد الجهوزية، وعاين ميدانياً كل ما تم تجهيزه خلال السنوات الماضية، سائلاً عن أدق التفاصيل بما فيها عدد الطلقات في أسلحة المقاومين. في نهاية ذلك النهار، أسرّ إلى من كان معه بأن العدو سيرتكب حماقة يندم عليها.
في الأيام الأولى للعدوان، بقي في بنت جبيل يدير مواجهات قرى الحافة مع فلسطين، ومع اشتداد المعارك في مربع التحرير (مارون الرأس، بنت جبيل، عيناثا، عيترون) تعهّد بأن العدو لن يدخل المدينة. ورغم سقوط عدد من رفاق دربه المقربين إلا أنه لم ينصرف عن المهمة، كان يعلم أن رفع الراية في الملعب سيشكل نصراً معنوياً للاحتلال، وكان همه الأكبر «ما رح تنزل كلمة السيد حسن عالأرض».
نقل غرفة العمليات إلى بلدة أخرى في القضاء، لكن العدو لاحقه بغارات عنيفة، لكنه لم يخل الموقع ولم يتوقف عن جولاته الميدانية لتفقد نقاط الاشتباك. في خضمّ المواجهات، اتصل به الحاج عماد مطمئناً فلخّص له المشهد، واقترح عليه أفكاراً تتعلق ببعض التكتيكات التي يستحيل نظرياً تنفيذها. ولثقة الحاج عماد به ترك القرار له، فكانت هذه التكتيكات هي الأساس في إنزال خسائر في القوات التي حاولت التقدم إلى الملعب، ما أدى الى انسحابها بعد قتل وجرح عدد كبير من ضباطها وجنودها.
من المحور إلى «نصر»
مع انتهاء العدوان في 14 آب 2006، بدأت الورشة الكبرى التي نقلت حزب الله إلى مستوى مختلف. أُعيدت هيكلة الجسم العسكري بشكل جذري، وانتقلت عملية البناء والتطوير والهيكلة من بناء محور إلى بناء منطقة عمليات، وأصبحت لدى المقاومة مناطق عسكرية تقسّمت بين منطقة نصر، ومنطقة بدر، ومنطقة عزيز، وتولّى هو مهام نائب مسؤول منطقة نصر، قبل أن يتولى مسؤوليتها منتصف عام 2016.
رغم كل التحديات التي عصفت بالمنطقة بعد عام 2011، بقي أبو طالب ينظر تجاه فلسطين المحتلة، ضاعف الجهد وكثّف من تطوير القدرات البشرية والعسكرية، وعند كل استحقاق كانت منطقة نصر هي التي تهدد الاحتلال وتوقفه على «إجر ونص»، إذ تولت عمليات الردود على كل عدوان من اغتيال مجموعة القنيطرة عام 2015 إلى عملية أفيفيم 2019 وصولاً إلى عملية شويا عام 2021 وليس انتهاء برفع الجهوزية عند تهديد حزب الله بالحرب في حال لم يحصل الترسيم البحري عام 2022.
بين كل ذلك تضاعف الحضور الميداني للحاج أبو طالب أكثر من كل سنوات خدمته السابقة، وربما لم يمر يوم من دون أن يتفقد الشريط الحدودي ويعمّق معرفته بكل تفاصيل الاحتلال من التشكيلات إلى القدرات إلى المواقع وتجهيزاتها.
صبيحة الثامن من تشرين الأول 2023 جاء أمر الأمين العام لحزب الله بفتح الجبهة، فتولى أبو طالب المهمة شخصياً. كان واضحاً لديه بأن الأمور لن تقف عند هذا النسق، فقسّم ساعات يومه بين جولات تفقدية على امتداد نطاقه الجغرافي، واتصالات مكثّفة يتابع فيها تفاصيل كل العمليات ويتفقد كل من شارك من التخطيط إلى التنفيذ ويحدّد أعمال اليوم التالي.
سكنت فلسطين وجدانه، وحضرت على امتداد عمله، ولا سيما في ذروة التنسيق بين حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية إبان انتفاضة الأقصى. وكان حاضراً في زيارات الكوادر والوفود التي نظّم لها الحاج عماد مغنية جولات ميدانية، مساعداً وناقلاً للتجربة. ومع حلول عام 2022، كان شريكاً في برنامج عمل مشترك بين المقاومة في لبنان ومجموعات تابعة لكتائب عز الدين القسام وسرايا القدس، وقد عملت بعض هذه المجموعات ضمن نطاق مسؤوليته في الأسابيع التالية، بعدما افتتحت مجموعة من الجهاد الإسلامي في الثامن من تشرين الأول العمليات بتسلل مجموعة منها إلى داخل فلسطين المحتلة. ومع انطلاقة الطوفان وفتح جبهة الإسناد بلغ التنسيق والعمل الذروة وكان يتابع شخصياً الوضع مع قادة المقاومة الفلسطينية.
**************************
افتتاحية صحيفة البناء:
بلينكن من تهديد حماس لقبول الصفقة إلى عقلانية التعامل مع ردّ المقاومة بانفتاح
اغتيال القيادي في المقاومة طالب عبدالله يرتب رداً نارياً نوعياً يشعل جبهة الشمال
صفي الدين: إذا كان العدو يئنّ ويصرخ الآن فإنّ عليه الاستعداد للبكاء والعويل
فرضت المقاومة على العنجهية الأميركية الرضوخ للواقعية، والنزول عن شجرة لغة التهديد وفق معادلات وزير خارجيتها أنتوني بلينكن بمخاطبة حركة حماس طوال عشرة أيام بلغة التهديد لقبول الصفقة المفخخة التي عرضها الرئيس الأميركي جو بايدن، لتحل مكانها لغة العقلانية والواقعية بالحديث عن نقاط قابلة للبحث ونقاط غير مقبولة في رد قوى المقاومة على مشروع الصفقة، والتأكيد على التشاور مع الوسيطين القطري والمصري لمواصلة جهود الوساطة سعيا الى التوصل لاتفاق، فسقطت الخطة التي قامت عليها مبادرة بايدن، بدعوة المقاومة لقبول نص خطي لا يتضمن التزاما بإنهاء الحرب وانسحاب قوات الاحتلال الكامل، مقابل كلام شفهي للرئيس بايدن عن أن الاتفاق سوف يحقق هذين الهدفين، برهان أن حماس سوف تقول لا للصفقة وتتحمل مسؤولية استمرار الحرب، رغم عدم إعلان الكيان أي موقف يؤكد صدق الكلام الأميركي عن موافقة حكومة بنيامين نتنياهو على مبادرة بايدن، وبعدما أحسنت المقاومة الصمود والتعامل بذكاء المقاومة مع الذكاء الاصطناعي الذي يقف وراء مبادرة بايدن، تقدم قرار مجلس الأمن الدولي كنص واضح أكثر شمولية من مبادرة بايدن، ليمثل للمقاومة وثيقة دولية يمكن الاستناد إليها في مقاربة ملف التفاوض، والخروج من دائرة الضغوط لتحميلها مسؤولية فشل مساعي الحل واستمرار الحرب، وهكذا تم رد الاعتبار لمسار التفاوض مع وجود نص يرجح كفة مطالب المقاومة يمثله قرار مجلس الأمن الدولي.
على جبهة لبنان تصعيد غير مسبوق مع اغتيال قوات الاحتلال لقيادي في المقاومة طالب عبدالله وثلاثة من رفاقه في الغارة التي استهدفت منزلا في بلدة جويا في قضاء صور، وردود متواصلة للمقاومة بإطلاق عشرات الطائرات المسيرة وأكثر من 170 صاروخا كما قالت وسائل إعلام الكيان، في أعلى رقم من الإطلاقات يسجل في يوم واحد، واستهدفت صواريخ المقاومة مواقع حيوية في شمال فلسطين المحتلة وصولا الى الجولان المحتل، منها مصنع ضخم لصناعة الأسلحة والمعدات العسكرية، وفي تشييع الشهيد طالب عبدالله قال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين، إن «العدو ما زال على حماقته ولم يتعلم من كل التجارب التي مضت»، مشيرًا إلى أنّ «التجربة أثبتت أنه كلما استشهد منّا قائد ازدادت المقاومة قوّة وعزمًا في الميدان». ولفت إلى أنّه «إذا كانت رسالة العدو من شهادة أبو طالب النيل من عزيمتنا في إسناد غزة، فإنّ جوابنا القطعي والحتمي بعد هذه الدماء الزاكية أننا سنزيد من عملياتنا شدّة وبأساً وكماً ونوعاً»، وقال: «سيرى هذا العدو من هم أبناء المقاومة الإسلامية في لبنان». وذكر صفي الدين، أنّه «إذا كان العدو يصرخ ويئن مما أصابه في شمال فلسطين فليجهز نفسه للبكاء والعويل».
ورفع اغتيال القيادي في حزب الله الشهيد طالب سامي عبد الله «أبي طالب» وتيرة التوتر على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة في ظل تصاعد شدة العمليات العسكرية بين الحزب وجيش الاحتلال الإسرائيلي، في ظل مخاوف تسيطر على الكيان من ردة فعل المقاومة التي ستأتي على دفعات ومتعددة الأشكال وفق ما أشارت مصادر معنية لـ»البناء» والتي أكدت بأن محاولة العدو دفع المقاومة للتراجع عن موقفها وعملياتها الإسنادية لغزة لن تنجح، ولا سعيه لتسجيل إنجازات ميدانية وهمية، مشددة على أن المقاومة مستمرة في عملياتها حتى توقف العدوان على غزة وعلى العدو أن ينتظر مفاجآت جديدة أشد قسوة مما شاهده حتى الآن، وأي تصعيد سيقابل بتصعيد مقابل. ما قد يفتح الباب على احتمالات تصعيد مضاعف بحال ارتكبت قيادة الإحتلال حماقة ما.
وذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن «الحدث الذي قد يقلب الطاولة في الشمال هو عملية اغتيال القيادي في حزب الله طالب سامي عبدالله «أبو طالب»، ولفتت الى أن «عملية الاغتيال هي الأكثر دراماتيكية، منذ بداية الحرب وأن رد حزب الله قوي وسيستمر في الساعات المقبلة».
وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، عن سماع «دوي انفجارات متتالية بسبب الاعتراضات الصاروخية في مناطق واسعة بالجليل الأعلى والأدنى». كما افادت إذاعة جيش الإحتلال، بأن «هذه المرة الأولى التي تدوي فيها صفارات الإنذار في طبريا منذ تشرين الاول الماضي». واشارت وسائل إعلام عربية الى «إطلاق 50 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه إصبع الجليل والجليل الأعلى».كما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن «الجيش لا يستبعد إمكانية أن يوجّه حزب الله أسراباً من المسيّرات في مواجهة موسّعة باتجاه أهداف قيمة في عمق «إسرائيل»».
وأعلن حزب الله في بيان، أنّه «وفي إطار الرد على الاغتيال الذي نفذه العدو الصهيوني في بلدة جويا وإصابة مدنيين، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية مصنع »بلاسان» للصناعات العسكرية المتخصصة في تدريع وحماية الاليات والمركبات لصالح جيش العدو في مستوطنة سعسع بالصواريخ الموجهة وأصابها إصابة مباشرة». ايضا قصف مقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم بعشرات صواريخ الكاتيوشا». واعلن انه استهدف «التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابة مباشرة». واعلن «اننا استهدفنا تحركاً لجنود العدو داخل موقع المالكية بقذائف المدفعية وحققنا إصابة مباشرة». وفي السياق ذاته اعلن انه قصف المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي في قاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها في «عميعاد» بعشرات صواريخ الكاتيوشا». كما أفاد الحزب في بيان، أنه «وفي إطار الرد على الاغتيال الذي نفذه العدو الصهيوني في بلدة جويا وإصابة مدنيين، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية مقر وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات الجوية على الاتجاه الشمالي في قاعدة ميرون بعشرات صواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية». واستهدف «موقع رويسة القرن في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية». وكذلك موقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية».
وتصدّت وحدة الدفاع الجوي في المقاومة لطائرة حربية صهيونية انتهكت الأجواء اللبنانية، وأطلقت باتجاهها صاروخ أرض جو، مما أجبرها على التراجع باتجاه فلسطين المحتلة ومغادرة الأجواء اللبنانية على الفور.
وأكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أنه «كلما استشهد قائد ازدادت المقاومة قوة وعزمًا وبأسًا في الميدان».
وفي كلمة له خلال مراسم تشييع الشهيد القائد طالب سامي عبد الله «أبي طالب» في باحة عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت، شدد صفي الدين على «أننا نودع اليوم قائدًا شهيدًا وأخًا عزيزًا جاهد في الله حق الجهاد إلى أن اختاره الله واصطفاه».
ورأى السيد صفي الدين أن العدو ما زال على حماقته وغيّه، ولم يتعلم من كل التجارب التي مضت، حين يعتقد بأن شهادة القادة سيضعف المقاومة، مشددًا على أنه إذا كانت نية الاحتلال من الاغتيالات النيل من عزيمتنا لثنينا عن نصرة المظلومين فالرد أننا سنزيد عملياتنا شدة وبأسًا.
وقال السيد صفي الدين: «إذا كان العدو يصرخ ويئنّ ممّا أصابه في شمال فلسطين فليجهز نفسه للبكاء والعويل».
وكان حزب الله وجمهور المقاومة شيّع، الشهيد القائد طالب سامي عبد الله (الحاج أبو طالب)، في عدشيت في جنوب لبنان، وذلك في حضور شعبي وعلمائي حاشد.
في المقابل شن طيران العدو غارات متتالية على اطراف عدد من القرى والبلدات في القطاع الغربي من قضاء صور. كما استهدف قصف مدفعي وفوسفوري شرق بلدة العديسة. وأغار الطيران الحربي على المنطقة بين دير سريان والطيبة وسجل قصف فوسفوري على بلدة العديسة. كما أغارت مسيرة على أطراف بلدة مركبا – خلة مكنة. وافيد عن إصابة مسعف من «الهيئة الصحية الإسلامية» ونجاة فريق من «كشافة الرسالة الإسلامية» خلال قصف ساحة مركبا.
على الصعيد الدبلوماسي، لفتت أوساط دبلوماسية لـ»البناء» الى أن «حراكاً دبلوماسياً مكثفاً يجري بعيداً عن الأضواء للجم التوتر على الجبهة الجنوبية، ووزير الخارجية الأميركي خلال زيارته الى المنطقة بذل جهوداً في هذا الإطار اضافة الى مستشار الرئيس الأميركي اموس هوكشتاين، كما جرى التطرق الى هذه النقطة في لقاء القمة بين الرئيسين الأميركي والفرنسي، وهناك توافق دولي حول منع تدهور الأوضاع في الجنوب وتطويق أي احتمال لحرب موسعة بين حزب الله وإسرائيل». مرجحة أن تبقى المواجهات ضمن الحدود وقواعد الاشتباك الراهنة حتى التوصل الى وقف الحرب في غزة وانسحابها على الجبهة الجنوبية.
وفي السياق، عقد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات ديبلوماسية في السراي اليوم تناولت الاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة والجهود المبذولة لوقف العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان. وفي هذا الاطار، عقد اجتماعا موسعا مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي خصص الاجتماع للتشاور في المستجدات الامنية في الجنوب وانعكاس الحرب في غزة على الاستقرار في لبنان، وجرى التطرق الى موضوع الإصلاحات الاقتصادية والإدارية في لبنان. وابدى السفراء استعدادهم لمساعدة لبنان في هذا الاطار، كذلك تم البحث في ملف النازحين السوريين وانعكاساته على الوضع اللبناني برمته.
على صعيد الاستحقاق الرئاسي، وفي إطار حراكه الرئاسي المتجدد، زار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط، في كليمنصو. وكتلة الإعتدال الوطني في مكتب النائب نبيل بدر في الصنائع. كما التقي وفد من نواب التيار الوطني الحر النواب الياس جرادة، سينتيا زرازير، عبد الرحمن البرزي، أسامة سعد، شربل مسعد، حليمة قعقور، في مكتب النائب جرادة.
وأفيد أن «الاشتراكي سيلتقي برّي وميقاتي الأسبوع المقبل بعد عيد الاضحى والاشتراكي يعمل على تزامن الدعوة الى الجلسة مع التشاور».
إلا أن مصادر أكثر من كتلة نيابية لفتت لـ»البناء» الى أن «مروحة الحوارات والمبادرات لم تغير في مواقف الأطراف حتى الآن، ولم تحرز تقدماً ملحوظاً، وبالتالي ليست سوى مضيعة للوقت حتى تنضج التسوية الخارجية». واتهمت مصادر نيابية في فريق 8 آذار حزب «القوات اللبنانية» بتعطيل الاستحقاق الرئاسي بناء على توجيهات خارجية أميركية – سعودية تحديداً من خلال تعطيل الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، بذريعة أن الحوار يشكل سابقة ومخالفة للدستور علماً أن «القوات» سبق وشاركت في أكثر من حوار برئاسة الرئيس بري والرئيس ميشال سليمان والرئيس ميشال عون، فهل كانت تخالف الدستور حينها؟ ولفتت المصادر الى أنه وفور إزالة الفيتو الأميركي عن الاستحقاق الرئاسي سيتغير موقف القوات كما تغير موقفها في السابق عندما رفضت وصول الرئيس عون الى بعبدا ثم عادت وعقدت تسوية معه وانتخبته في مجلس النواب.
الى ذلك، أشار سفير روسيا الكسندر روداكوف خلال حفل استقبال لمناسبة العيد الوطني الروسي، في فندق فينيسيا، الى «ان روسيا الحديثة تتحرك بثقة وديناميكية على طريق التنمية. وفي نهاية العام الماضي، حصلنا على المركز الأول من حيث الناتج المحلي الإجمالي بين الدول الأوروبية والرابع على مستوى العالم. وتوقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي للعام الحالي تصل إلى 3.5%. معدل البطالة وصل إلى أدنى مستوياته التاريخية، حيث يشكّل 2.6 %. تقليديا تلعب روسيا دوراً خاصا في تاريخ العالم. 48 دولة في أفريقيا، 17 دولة في أوروبا، 11 دولة في آسيا – في المجموع أكثر من ثلث دول العالم – شكّلت دولتها أو حصلت على استقلالها بفضل روسيا».
ولفت الى ان «لقد ساهمت روسيا بنشاط في عملية إنهاء الاستعمار، فمنذ منتصف القرن الماضي، حصل حوالي ثلث سكان العالم على الاستقلال في أكثر من 80 مستعمرة، وتبقى روسيا في طليعة الكفاح ضد مخلفات الاستعمار وأشكاله الحديثة.تاريخياً، تتولى روسيا حماية السلام والأمن العالميين، على مدى القرنين الماضيين، منحنا الحرية مرتين لأغلب البلدان الأوروبية، وخلصنا الكوكب من الجشع المفرط للقتلة الذين ولدتهم أوروبا ذاتها، والذين كانوا يهدفون إلى استعباد وتدمير البشرية جمعاء.وفي حين كانت روسيا تدافع عن المبادئ العالمية، فإنها كثيراً ما ضحت بمصالحها الخاصة ودفعت في كثير من الأحيان ثمناً باهظاً من حياة أبنائها وبناتها. وأقامت علاقاتها بسهولة مع الدول المحررة. وفي هذا العام، تصل العلاقات الدبلوماسية الروسية اللبنانية إلى الذكرى الثمانين لتأسيسها. وها نحن دائما على استعداد لمد يد العون لأصدقائنا اللبنانيين».
ورأى أن «روسيا ساهمت بشكل حاسم في هزيمة داعش، الأمر الذي منع الإرهابيين بشكل أساسي من السيطرة على دول أخرى في المنطقة، كما قدمَت المساعدة لضحايا الحروب والكوارث إن كانت طبيعية أو من صنع الانسان، كما قدمنا المساعدة في التعليم والتنمية وحل مشاكل اللاجئين والفقر والمرض والتغلب على التحديات العالمية الأخرى».
*************************
افتتاحية صحيفة النهار
الاشتعال الميداني الأخطر … هل تبقى الحرب “ممنوعة”؟
مع أن السبب المباشر لما يمكن وصفه بأنه الاشتعال الأشدّ حدة وخطورة واتساعاً للمواجهات الميدانية على الجبهة اللبنانية منذ الثامن من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، كان تسديد #إسرائيل ضربة قاسية للغاية إلى “الحزب” باغتيالها أحد أكبر قادته الميدانيين مع مجموعة عناصر، فإن المجريات الحربية لليوم الحار المشتعل البارحة رسمت دلالات تتجاوز سبب انفجار “البروفة” الأقرب الى تفجير حرب واسعة وشاملة بين إسرائيل و”الحزب”.
اذ إن الوقائع التي واكبت هذا الاحتدام الواسع بيّنت أن إسرائيل لا تتوانى اطلاقاً عن الإقدام على أية عملية تتجاوز قواعد الاشتباك، خلافاً لكل ما يتردد على نطاق واسع من أنها لا تزال تتجنب التسبّب باشعال حرب على الجبهة اللبنانية.
بل إن اغتيال القائد الميداني الأكبر لدى “الحزب” مع العناصر الثلاثة في نهاية اليوم نفسه الذي كانت اغتالت فيه أيضاً على أقصى الحدود الشرقية ستة عناصر للحزب، ثلاثة منهم لبنانيون، يكشف أن ثمة قراراً بتصعيد الوتيرة الاستنفزازية لـ”الحزب”، سواءً بهدف استدراجه إلى استعمال المزيد من ترسانة صواريخه ومسيّراته لكشفها أو لهدف مضمر لم تعد إسرائيل بعيدة معه عن مغامرة كبيرة في لبنان.
وتبعاً لذلك بدا من البديهي أن ترصد بدقة ردة فعل “الحزب” أمس، غداة الضربة الموجعة التي تلقاها، وبدا الرد بمثابة مزيج من تصعيد غير تقليدي لجهة كثافة النار الصاروخية التي ألهبت شمال إسرائيل ونوعية بعض الأهداف من مثل مصنع للصناعات الحربية وتوسيع بقعة الاستهداف، ولكن الرد لم يبلغ حدود اسقاط آخر سقوف قواعد الاشتباك بما يصعب بعده الرجوع إلى واقع المواجهات من دون الانزلاق الى حرب شاملة. ومع ذلك يمكن القول إن مواجهات البارحة رسمت الخط البياني الأكثر خطورة لجهة بلوغ التعبئة المتبادلة في العمليات وحدّتها ذروة قياسية أقله منذ تحركت هذه الجبهة قبل أكثر من ثمانية أشهر.
تزامن هذا الاشتعال مع بلوغ التحرك الديبلوماسي الأميركي ذروته في المنطقة سعياً إلى وقف حرب غزة، وذلك من خلال الجولة الثامنة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الشرق الأوسط منذ اندلاع حرب غزة. وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في الدوحة تطرّق بلينكن إلى الوضع في جنوب لبنان، فقال: “الاتفاق حول غزة سيكون تأثيره هائلاً في خفض التوتر بين إسرائيل ولبنان، ونحاول منع التصعيد في جنوب لبنان ولا أحد يرغب في حرب جديدة هناك، إذ إن 60 ألف إسرائيلي لا يستطيعون العودة إلى منازلهم بسبب صواريخ الحزب”.
الاحتدام الكبير
وكانت اسرائيل إغتالت ليل الثلاثاء الماضي القائد الميداني #طالب سامي عبدالله الذي وُصف بأنه أكبر مسؤول ميداني في “الحزب” يتم اغتياله منذ بداية الحرب، مع ثلاثة عناصر آخرين، من الوحدة العسكرية المسؤولة عن نشاط الحزب في المنطقة الشرقية من #بنت جبيل وحتى منطقة #مزارع شبعا، وذلك في بلدة جويا قضاء صور. واعلن الجيش الإسرائيلي أن “القيادي في “الحزب” طالب عبدالله قام بالتخطيط وتنفيذ العديد من الأعمال ضدّ مواطني دولة إسرائيل”.
وجاء الرد الكثيف للحزب على الاغتيال بمجموعة عمليات قصف تجاوز عددها الـ15 عملية وطاولت من أبرز أهدافها كما ورد في سلسلة بيانات الحزب: استهداف مصنع ”بلاسان” للصناعات العسكرية المتخصصة في تدريع وحماية الآليات والمركبات لصالح الجيش الإسرائيلي في مستوطنة سعسع بالصواريخ الموجهة، قصف مقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم بعشرات صواريخ الكاتيوشا، استهداف التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا، قصف المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي في قاعدة تمركز إحتياط فرقة الجليل ومخازنها في عميعاد بعشرات صواريخ الكاتيوشا، قصف مقر وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات الجوية على الاتجاه الشمالي في قاعدة ميرون بعشرات صواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية”.
وفيما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن نحو 215 صاروخاً وقذيفة أطلقها “الحزب” منذ صباح أمس في اتجاه شمال إسرائيل، شنّ الطيران الإسرائيلي #غارات متعاقبة على أطراف عدد من القرى والبلدات في القطاع الغربي من قضاء صور، فيما إستهدف قصف مدفعي وفوسفوري شرق بلدة العديسة. وأغار الطيران الحربي على المنطقة بين دير سريان والطيبة. كما أغارت مسيّرة على أطراف بلدة مركبا- خلة مكنة. وأفيد عن إصابة مسعف من “الهيئة الصحية الإسلامية” ونجاة فريق من “كشافة الرسالة الإسلامية” خلال قصف ساحة مركبا. ومساء أطلق الحزب دفعة جديدة من الصواريخ على مواقع عسكرية إسرائيلية في الجليل الغربي.
وتوعّد رئيس المجلس التنفيذي في “الحزب “السيد هاشم صفي الدين في كلمة خلال #تشييع القيادي في “الحزب” طالب سامي عبدالله في #الضاحية الجنوبية، الجيش الإسرائيلي بمزيد من “البكاء والعويل”، وقال إنّه “إذا كانت رسالة الجيش الإسرائيلي من شهادة أبو طالب النيل من عزيمتنا في إسناد غزة، فإنّ جوابنا القطعي والحتمي بعد هذه الدماء الزكية أننا سنزيد من عملياتنا شدّة وبأساً وكماً ونوعا”. وأضاف: سيرى هذا الجيش الإسرائيلي من هم أبناء المقاومة الإسلامية في لبنان”. وذكر أنّه “إذا كان الجيش الإسرائيلي يصرخ ويئنّ مما أصابه في شمال فلسطين فليجهز نفسه للبكاء والعويل”.
واستدعى التصعيد الميداني الواسع تحركاً حكومياً، إذ عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال #نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات ديبلوماسية في السرايا تناولت الجهود المبذولة لوقف التصعيد. وفي هذا الاطار، عقد اجتماعاً موسعاً مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي خُصص للتشاور في المستجدات الأمنية في الجنوب وانعكاس الحرب في غزة على الاستقرار في لبنان، وجرى التطرق الى موضوع الإصلاحات الاقتصادية والإدارية في لبنان. وأفيد أن السفراء أبدوا استعدادهم لمساعدة لبنان في هذا الاطار، كذلك تم البحث في ملف النازحين السوريين وانعكاساته على الوضع اللبناني برمته.
التحركات السياسية
في المشهد السياسي الداخلي تواصلت التحركات المتصلة بالأزمة الرئاسية، وفي إطار حركته الاخيرة زار رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط، ثم زار “كتلة الإعتدال الوطني”. والتقى مساءً وفداً من النواب التغييريين. ويختم باسيل تحركه بمؤتمر صحافي يعقده الخامسة عصر اليوم في مقر “التيار” في ميرنا الشالوحي للحديث عن نتائج هذا التحرك.
وفي إطار المواقف من هذه التحركات وتردداتها كتب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على حسابه عبر منصة “إكس”: “دولة الرئيس بري: نحنا مبسوطين فيك إنك ما بتخفش من التهديدات، وعلى هذا الأساس بما إنك ما بتخفش من التهديدات، وما بتخفش من شي، فيك تدعي لجلسة انتخابات رئاسية جدية بدورات متتالية تا ننتخب رئيس للجمهورية تنفرج مع انتخابه قلوب اللبنانيين ولو من هالناحية”.
بدوره، كتب النائب سامي الجميّل على منصّة “أكس”: “لا يبدو أن “الحزب” مستعد، رغم كل المبادرات الناشطة، لانتخاب رئيس طالما هو في خضم حرب مع إسرائيل؛ لأن وجود رئيس في قصر بعبدا يربكه، خصوصاً أنه سيكون على الرئيس عندها تولي التفاوض بما يحفظ مصلحة لبنان. أما اليوم، فالحزب يخوض معركة إيران في الجنوب ويستعد للتفاوض بما يحقق مصلحتها”.
*************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
“الحزب” يتوعّد بالثأر لمقتل “القائد الأرفع” منذ بداية المواجهات
خلاصة المبادرات: فرنجية في بعبدا أو بري رئيس جمهورية المفاوضات
على مشارف عطلة عيد الأضحى، بدأ أصحاب المبادرات الداخلية من أجل الاستحقاق الرئاسي يجمعون أوراقهم لجوجلتها الأسبوع المقبل. لكن الأوساط الديبلوماسية والسياسية التي تواكب الاتصالات، تكوّنت لديها حصيلة «غير مشجّعة»، على حد تعبير مصدر بارز في المعارضة تحدثت إليه «نداء الوطن». ويأتي هذا التوصيف السلبي بعد معلومات تجمعت لدى هذه الأوساط، وتتلخص بالآتي:
«أولاً- ما زال الهدف الرئيسي لثنائي حركة «أمل» و»الحزب» الإمساك بمفاصل السلطة لتغطية الدور الراهن على الحدود الجنوبية. ويسعى الثنائي الى المفاوضات بعد أن تضع المواجهات العسكرية أوزارها، واضعاً نصب عينيه عدم تكرار تجربتين غير مشجّعتين، هما: حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عام 2006، ومجيء رئيس للجمهورية على غرار ميشال سليمان عام 2008 .
ثانياً- يطمح الثنائي الى وصول رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية الى قصر بعبدا، واذا ما تعذّر تحقيق هذا الهدف، فاستمرار العمل على الفراغ الرئاسي، ما يعني قيام رئيس مجلس النواب نبيه بري بدور من يفاوض المجتمع الدولي على التسوية المفترضة على الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل.
ثالثاً- يسعى بري بكل ما أوتي من جهود الى شراء الوقت من أجل إيهام المجتمع الدولي بأنه ليس هو من يعطّل إجراء الانتخابات الرئاسية. وهو لهذه الغاية، يحوّل الأنظار الى البحث في آلية إجراء الانتخابات الرئاسية، بينما المشكلة في مكان آخر حيث تُعطّل قصداً الآلية الدستورية المنصوص عليها من أجل إنجاز هذا الاستحقاق.
رابعاً- في موازاة ما سبق، تحاول قطر وفرنسا الوصول الى حل للأزمة الرئاسية انطلاقاً من البيان الأخير للجنة الخماسية الذي كتب بحبر سعودي، وهو ما «طيّر» صواب بري لجهة استناد البيان الى النصوص الدستورية المتصلة بإجراء الانتخابات الرئاسية.
خامساً- ظهر رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل في مبادرته الأخيرة أكثر التصاقاً ببري بعد توتر العلاقات بينهما، بهدف بعث رسالة الى «الحزب» مفادها أنه يعمل مع حليفه في الثنائي الشيعي لعله يصل الى تسوية تقضي بالذهاب الى خيار رئاسي ثالث، ولو كان من صنع الثنائي نفسه».
وفي سياق متصل، أبلغت مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي قناة mtv التلفزيونية مساء أمس «أنّ اللياقة كانت تقتضي أن ينتظر باسيل نهاية جولتنا ليبدأ حراكه، ولكنه يبدو متحمساً لعزل «القوات» وإجراء حوار من دونها، فيكون محاوراً مارونياً أوحد على طاولة العهد المقبل». وذكرت هذه الأوساط أنّ وفد الاشتراكي سيلتقي الرئيسين برّي وميقاتي الأسبوع المقبل بعد عيد الأضحى للعمل على تزامن الدعوة الى جلسة الانتخاب الرئاسي مع إطلاق التشاور بين الكتل النيابية.
وصرّح النائب بلال عبدالله عضو «اللقاء الديموقراطي»: «جديدنا، أننا نتطلع اليوم الى تحقيق تسوية داخلية تلاقيها أخرى خارجية، بمعنى: اتفاق فرقاء الداخل على لائحة مرشحين رئاسيين ضيقة أو صغيرة لا تتعدى الثلاثة أسماء، حتى اذا تم ذلك نطرح الأمر على الخارج لتوفير التغطية أو القبول بأحدهم».
ومن ميدان السياسة الداخلية الى ميدان الجبهة الجنوبية. فقد توعّد «الحزب» أمس بزيادة عملياته ضد إسرائيل غداة غارة إسرائيلية على بلدة جويا أودت بقائد يُعد الأبرز بين من قُتلوا بنيران إسرائيلية منذ بدء القصف عبر الحدود. ومن ناحيته، أكد الجيش الإسرائيلي أنه شنّ الضربة على جويا التي أسفرت عن مقتل طالب سامي عبدالله مع ثلاثة آخرين، واصفاً إياه بأنه «أحد كبار قادة «الحزب» في جنوب لبنان». وقال مصدر عسكري لبناني لـ»وكالة الصحافة الفرنسية» إنّ عبدالله هو «القيادي الأبرز» في صفوف «الحزب» الذي يقتل بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد قبل أكثر من ثمانية أشهر. وشيّع «الحزب» عبدالله في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس بمشاركة من مناصريه.
وقال رئيس المجلس التنفيذي لـ»الحزب» هاشم صفي الدين في كلمة مقتضبة خلال التشييع: «إذا كانت رسالة العدو النيل من عزيمتنا لنتراجع عن موقفنا في إسناد المظلومين والمجاهدين والمقاومين في غزة الأبية، فعليه أن يعلم أن جوابنا القطعي سنزيد من عملياتنا شدة وبأساً وكماً ونوعاً» .
وردّ «الحزب» على مقتل عبدالله بوابل من الصواريخ التي أطلقها على مواقع عدة في شمال إسرائيل، ورصد الجيش الإسرائيلي عبور أكثر من 150 قذيفة صاروخية من الجنوب. ونشر الإعلام الحربي التابع لـ «الحزب» صوراً لعبدالله الذي قال صفي الدين إنه كان من «أبطال» الحرب التي خاضها «الحزب» ضد إسرائيل صيف 2006 .
ويظهر عبدالله في إحدى الصور وهو يقبّل رأس قائد «فيلق القدس» اللواء قاسم سليماني الذي اغتيل بضربة جوية أميركية في بغداد مطلع 2020. ويبدو في صورة أخرى الى جانب القائد العسكري في «الحزب» وسام الطويل الذي قتل بضربة إسرائيلية في 8 كانون الثاني الماضي، وكان يعدّ حينها أرفع قيادي في «الحزب» يقتل منذ بدء التصعيد عبر الحدود.
على صعيد آخر، جدّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من الدوحة دعواته إلى حل ديبلوماسي بين إسرائيل ولبنان. وقال في مؤتمر صحافي: «ليس لديّ شك في أنّ أفضل طريقة للتوصل إلى حل ديبلوماسي في الشمال، هو حل الصراع في غزة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وهذا سيخفف قدراً هائلاً من الضغط».
****************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
حراكات التوافق لا تُقنع الرافضين… وتصعــيد عنيف لـ”الحزب” ضد الإسرائيليين
كل المنطقة مضبوطة على إيقاع المحاولات الرامية الى فَرض هدنة في حرب غزة، يعوّل على أن تتولّد عنها أو ترافقها تلقائيّاً هدنة غير معلنة على جبهة لبنان تفتح المجال لبلورة حل سياسي يرسّخ الأمن والاستقرار في المنطقة. ولكن على ما هو واضح، فإنّ الهدنة في مخاض صعب يَشي بأنّ المسار المؤدي اليها تشوبه تعقيدات تُبقيها في دائرة الاحتمالات السلبية حتى يثبت العكس.
وفي انتظار ما ستؤول اليه هذه المحاولات – التي تُجمع التقديرات على انّ نتائجها الملموسة ستتبلور خلال ايام قليلة، أكان نحو الاتفاق على هدنة مؤقتة تشكل مرتكزاً لوقف اطلاق النار او نحو مزيد من التصعيد – يبقى حبس الانفاس هو السائد على الجبهة الجنوبية، مع الرفع المُتتالي لوتيرة المواجهات والتهديدات في آنٍ معاً.
تفاؤل حَذِر
الى ذلك، أعربت مصادر ديبلوماسية عن تفاؤل حذر إزاء سريان المشروع الأميركي لفرض هدنة في قطاع غزة، وأبلغت الى «الجمهورية» قولها «إنّ الاميركيين، وبعد اشهر الحرب الطويلة، وصلوا الى قناعة بأنها باتت حرباً عبثية، وتأثيراتها ستكون شديدة السلبية على حليفهم الأقرب اسرائيل. وتَداركاً لهذه التأثيرات صاغت «الدولة العميقة» في الولايات المتحدة مشروع الهدنة، وتعبيراً عن مدى الاولوية التي توليها واشنطن لمشروع يُحاكي في جوهره مصلحة كبرى لإسرائيل، أُنيطت مهمة طرحه عبر الرئيس الاميركي جو بايدن شخصياً».
وتشير المصادر الى «انّ الثقل الأميركي واضح في هذا المشروع، ما يعطيه دفعا كبيرا للسَرَيان، الا أن ما يبعث على الحذر هو الخشية من شياطين العناوين والتفاصيل في آنٍ معاً، لا سيما من الموقف الاسرائيلي المُتذبذب حيال المشروع برغم اعلان واشنطن انّ اسرائيل موافقة عليه، اضافة الى موقف حركة ح، التي سلّمت وحركة الجهاد الاسلامي الى الوسطاء المصريين والقطريين ردا مشتركا، ضَمّنتاه تعديلات تؤكد من خلالها على وقف لإطلاق النار وانسحاب الجيش الاسرائيلي من كامل غزة وفتح معبري رفح وفيلادلفيا، وهي تعديلات وصفتها اسرائيل بأنها تغير المعالم الرئيسية للاقتراح الاميركي.
ورداً على سؤال، قالت المصادر: «كل الاطراف في حاجة الى الهدنة، والاميركيون مستعجلون عليها. والإسرائيليون، مهما صدرت عنهم مواقف اعتراضية، لا يستطيعون في نهاية الأمر ان يخرجوا على الارادة الاميركية، لأن الحرب المستمرة منذ تسعة اشهر وصلت الى افق مسدود، لم يتحقق خلالها الهدف الرئيسي في الإفراج عن الاسرى الاسرائيليين، وتَكوّنت لدى الاميركيين وحلفائهم قناعة بأنّ هذا الهدف لا يتحقق الا بالحل الديبلوماسي المنصوص عليه في متن المشروع الذي طرحه الرئيس بايدن، الذي يفتح بدوره بابا واسعا لحلّ ديبلوماسي على جبهة لبنان».
ثمّة تحوّل حصل
ما عَبّرت عنه المصادر الديبلوماسية يَتقاطع مع تقديرات خبير في الشؤون الأميركية، حيث قدّم عبر «الجمهورية» قراءة لمشروع الحل الأميركي، سجّل فيها مجموعة ملاحظات:
اولاً، منذ تشرين الاول من العام الماضي، دخلت «حرب غزة» الى مجلس الامن الدولى مرات عديدة آخرها بالامس القريب حينما تبنّى مجلس الامن قراراً بوقف اطلاق النار. يعني انّ ما بين المرات السابقة والمرة الاخيرة حصل تحول كبير جدا، وهو انّ مَن كان يواجه بـ»الفيتو» كل المشاريع لوقف النار في غزة، اي الاميركي، صار هو الذي يطرح وقف النار.
ثانياً، إنّ مواقف القوى الدولية على اختلافها، التي اجتمعت جميعها على دعم اسرائيل وغطّت حربها على قطاع غزة، صارت محكومة برغبة وقف الحرب بأي ثمن، ما يعكس تعبا دولياً حقيقياً منها.
ثالثاً، إنّ مشروع الحل الاميركي يفترض انه يحمل قوته التنفيذية، ولكن قد تحاول الاطراف المعنية به ان تتشاطَر في محاولات طبيعية لتحسين شروطها، وهو امر سيتولى حسمه الوسطاء، وقد تدخل المسألة لبعض الوقت في حالٍ من المد والجزر، ولكن في النهاية سيُصار الى هدنة واتفاق على تبادل الاسرى.
رابعاً، الأميركيون، يبدو انهم في تمرير مشروعهم ضامنون لتجاوب اسرائيل، وتركيزهم كما يبدو مُنصَب على «حركة ح»، التي يتوقع ان تتعرض لضغوط كبرى لكي تقبل بالاقتراح الاميركي. وينبغي هنا التمعّن ملياً في «نصف القبول، ونصف الرفض الاميركي لرد “حركة ح” على المشروع الذي سُلّم الى المصريين والقطريين، حيث قال: إنّ “حركة ح” تريد اجراء كثير من التغييرات، وبعض الاقتراحات التي قدمتها مقبولة، وبعضها الآخر لا يمكن القبول به. مضيفاً: ان الصفقة المطروحة على الطاولة تتطابَق مع الصفقة التي اقترحتها “حركة ح” في 6 ايار. وسنتابع العمل مع شركائنا في قطر ومصر لمحاولة التوصّل لاتفاق بشأن الصفقة الجديدة. مشيراً الى ان اسرائيل قبلت المقترح كما هو عليه الآن، لكنّ “حركة ح” رفضته، وهي تتحمل عبء عدم التوصل الى صفقة، وعبء الحرب التي بدأتها».
خامساً، بناء على ما تقدم، يمكن التأكيد أنّ الصفقة الأميركية ما زالت على نار حامية، وسريانها في غزة، وكما توحي الاندفاعة الى ذلك، مُرتبط بأيام وليس اسابيع، وتلقائياً سيكون لهذا السريان صدى سريعاً على جبهة لبنان، ترجمته الأولى مُسارعة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت لاستئناف االبحث في الحل السياسي لمنطقة الحدود.
واشنطن وجبهة لبنان
يُشار في هذا السياق الى أنّ حركة الإتصالات الأميركية ما زالت متواصلة لاحتواء التصعيد في جبهة الجنوب. وفي هذا الإطار كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية» ان «القنوات الديبلوماسية شهدت زحمة ملحوظة في الايام الاخيرة، وحملت الى لبنان، إشارات ورسائل مباشرة وغير مباشرة من مستويات دولية متعددة، لا سيما من الاميركيين والفرنسيين بالدرجة الاولى، تحثّ الجانب اللبناني على العمل على خفض التصعيد والضغط على «الحزب» لتجنّب الانزلاق الى حرب، وفي الوقت نفسه تمارس واشنطن ضغطا متزايدا على اسرائيل، ويبدو انها نجحت في فرملة الاندفاعة الاسرائيلية الى الحرب».
ويندرج في هذا السياق انّ البنتاغون اعلن انّ وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن ناقشَ، في اتصال مع نظيره الاسرائيلي يوآف غالانت، الجهود المبذولة لتهدئة التوترات على الحدود الاسرائيلية اللبنانية، مشيراً الى انّ «اوستن عبّر عن مخاوف من التوتر على حدود لبنان». كما يندرج في السياق ذاته ما اعلنه وزير الخارجية الاميركية من الدوحة بلينكن، رداً على سؤال حول جبهة لبنان: هناك 60 الف اسرائيلي لا يستطيعون العودة الى منازلهم بسبب صواريخ «الحزب»، ونحاول منع التصعيد في جنوب لبنان ولا أحد يرغب في حرب جديدة». وتابع قائلاً: «ليس هناك شك لديّ بأن أفضل طريقة لتمكين التوصّل الى حل ديبلوماسي للشمال (مع لبنان) هو حل الصراع في غزة، والتوصّل الى وقف لإطلاق النار، وهذا سيخفف قدراً هائلاً من الضغط».
نادي الفاشلين
رئاسياً، السؤال الذي يطرح نفسه في موازاة تزايد الحراكات حول الملف الرئاسي في هذه الفترة: ماذا بعد أن دارت هذه الحراكات دورتها على الاطراف السياسية وانتهت الى النتيجة المعلومة سلفاً، اي الفشل في فتح الطريق الرئاسي؟ هل سيُكتفى بهذا القدر، أم أنّ حراكاً غير منظور سيبرز من مكان ما، ليجرّب حظّه ويدور الدورة ذاتها، ويسمع اسطوانة المواقف ذاتها، وتكرار العناوين والمفردات والاشتراطات ذاتها، والهرطقات ذاتها، والمزايدات ذاتها، قبل أن يلتحق في نهاية الأمر بنادي الفاشلين في فتح الطريق الى انتخابات رئاسة الجمهورية؟
مصدر سياسي مسؤول يوَصّف المشهد الرئاسي بـ«الساقط سياسياً»، ويقدم لـ«الجمهورية» ما بَدا انه «قراءة مقفلة» لهذا المشهد، حيث يقول: كلّ الحراكات استنفدت؛ الخارج أدى قسطه للعلى، واعترف بكل صراحة ووضوح ان ليس في إمكانه ان يفرض رئيساً على اللبنانيين، كما ليس في امكان احد أن ينوب عنهم في اختيار رئيسهم، ليوصي في نهاية حراكه بأنّه لا يرى رئيساً للبنان الّا ثمرة للتوافق بين الاطراف السياسية، وهو ما أكدت عليه اللجنة الخماسية، وكذلك فعلَ جان ايف لودريان في زيارته الاخيرة، من دون ان تلقى الخماسية او لودريان اي تجاوب حقيقي مع مسعاهم».
أما الداخل، يضيف المصدر المسؤول عينه، فيُصاب بين الحين والآخر بنوبات حراكية محدودة القدرة والمفعول، يدرك القائمون بها مسبقاً انّهم مهما اندفعوا وتحمّسوا وجاهدوا لفتح ثغرة في الجدار الرئاسي، لن يقدروا على ما لم تقدر عليه الدول في بناء مساحة مشتركة ضمن خريطة توازنات سياسية ونيابية قائمة تتحكّم ببعض زواياها نزعة التحكم والالغاء والاستعلاء، وكَسر كل ما يمكن أن يفتح سكة التلاقي والتوافق، حتى ولو كان هذا التوافق يشكل الوصفة الوحيدة لمعالجة ازمة الفراغ واستعادة هيبة رئاسة الجمهورية ومكانتها وموقعها.
ويخلص المصدر في قراءته الى القول: الأمل في انتخاب رئيس للجمهورية في المدى المنظور مقطوع نهائياً، والعلّة الاساسية تكمن في الذهنيات السياسية التي باتت مُعتاشة من التعطيل، وترفع شعار «الحوار ممنوع والتوافق مرفوض»، ومع إرادة التعطيل لأجل التعطيل التي تأسرها، صارت الحلبة الرئاسية أشبَه بمقبرة للحراكات والمبادرات والوساطات. علماً ان الطريق الاقرب الى انتخاب رئيس للجمهورية حَدّده رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو سلوك طريق التوافق، عبر حوار او تشاور قصير الامد، لتوفير غطاء سياسي لنصاب جلسة الانتخاب، وكذلك للانتخاب، ومن دون ذلك تطويل في عمر الازمة والفراغ.
وعندما يُسأل المصدر: ماذا بعد؟ والى أين يحاول المعطلون ان يأخذوا البلد؟ وعلامَ يراهنون؟ يُسارع الى القول: لا أعرف. إسألهم… إنهم يخرّبون البلد.
حراكان
الى ذلك، وفي سياق الحراكات الرئاسية، تابع اللقاء الديموقراطي لقاءاته مع الاطراف السياسية، برئاسة رئيسه النائب تيمور جنبلاط. فالتقى امين عام حزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان، واكد الجانبان على اهمية التسوية واللقاءات والحوار بما يساعد على انتخاب رئيس للجمهورية.
وفي سياق حراك آخر، التقى وفد من تكتل لبنان القوي برئاسة رئيسه النائب جبران باسيل وفد اللقاء الديموقراطي برئاسة النائب جنبلاط، حيث بحث التكتل في امكانية تشكيل قوة ضغط داخلية لتذليل العقبات التي تواجه الحوار.
أوساط «التيار»
وتشير أوساط «التيار» لـ«الجمهورية» إلى أن أبرز نتائج اللقاء بين «التيار» و«الإشتراكي» هو التحوّل من التقاطع الإيجابي إلى إيجاد آلية عملية للتنسيق بين الطرفين وتفعيل الجهود نحو الوصول إلى حل للأزمة الرئاسية، عبر جلسة انتخاب تتّفق عليها القوى اللبنانية.
فإضافة إلى الجو المريح الذي ساد الإجتماع بين كل من رئيس «التيار» جبران باسيل ورئيس «الإشتراكي» تيمور جنبلاط، اتفق الطرفان على التنسيق الدائم والمفتوح، بما في ذلك التلاقي الدائم مع كتلة «الإعتدال» على تفعيل الجهود واللقاءات في شكلٍ دوري، لتشكيل قوة الضغط المطلوبة لإنجاز الحل الرئاسي، وبأيادٍ لبنانية، تسعى إلى تحويل المخاطر المحدقة بلبنان إلى فرصة لإنتاج كل الحمايات السياسية الممكنة، وأوّلها انتخاب رئيس وعدم إبقاء قصر بعبدا ورأس الجمهورية والدولة فارغاً.
وقد علمت «الجمهورية» أنَّ الجانب الآخر من محادثات «التيار» – «الإشتراكي» يتمثل في ما وصفته أوساط «التيار» بتكامل الأدوار، لجهة بَذل كل طرف الجهود حيثما يجب وبحسب التموضع الذي يُمكّنه من التواصل مع القوى الأخرى والتحاور معها لاستكشاف فرص المساحات المشتركة، وتضييق هوة الخلافات.
وكشفت المصادر أنه حصل اتفاق على لقاءٍ ثان بعد عطلة عيد الأضحى، على مستوى النواب، تأكيداً لتواصل التنسيق وبحث المستجدات.
ومن المقرر أن تكون نتائج جولة رئيس «التيار» وآفاق المرحلة المقبلة وكيفية استكمال التحركات، محور المؤتمر الصحافي الذي يتحدث فيه باسيل اليوم الساعة 5 عصراً في مقر عام «التيار» في ميرنا الشالوحي.
عون في واشنطن
على صعيد آخر، التقى قائد الجيش العماد جوزف عون، في الولايات المتحدة الاميركية، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي السيناتور جيك ريد، ورئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية المشتركة الجنرال تشارلز براون، وفريق العمل الاميركي من اجل لبنان. وبحسب بيان للجيش فإنّ البحث تناول الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وسبل دعم الجيش اللبناني خلال المرحلة الاستثنائية الراهنة».
الوضع الميداني
ميدانياً، عاشت المنطقة الجنوبية يوماً من المواجهات العنيفة، وسط غارات اسرائيلية متتالية على العديد من المناطق والبلدات اللبنانية، تركّزت بشكل خاص على خلّة مكنة عند اطراف بلدة مركبا، وقد أفيد عن اصابة مسعفين بجروح. كما تركزت على المنطقة الواقعة بين بليدا وعيترون، اطراف زبقين وشيحين وحانين، طلوسة واطراف مركبا وحولا، وياطر.
وفي موازاة ذلك، استهدف الجيش الاسرائيلي بالقصف المدفعي والفوسفوري المنطقة الحرجية في حلتا، اطراف طير حرفا، الجبين، زبقين، بيت ليف، العديسة، يارون، مارون الراس، مدينة بنت جبيل، الطيري، الناقورة، المنطقة الواقعة بين حانين وعين ابل، حولا، ميس الجبل، طلوسة.
في المقابل، نفذ «الحزب» أمس سلسلة عمليات وصفت بأنها الأعنف منذ بدء الحرب، حيث أعلن الحزب في بيانات متتالية ان المقاومة الاسلامية استهدفت موقع الرمثا وموقع السماقة والتجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية، وموقع رويسة القرن في مزارع شبعا المحتلة بالاسلحة الصاروخية، وثكنة زرعيت بالاسلحة الصاروخية، وموقع راميا وموقع الراهب بالقذائف المدفعية.
كما اعلن الحزب ان المقاومة الاسلامية، ورداً على الاغتيال الذي نفّذه العدو الصهيوني في بلدة جويا وإصابة مدنيين، استهدف مجاهدوها مصنع »بلاسان» للصناعات العسكرية المتخصصة في تدريع وحماية الاليات والمركبات لصالح جيش العدو في مستوطنة سعسع بالصواريخ الموجهة، وأصابوه إصابة مباشرة. وقصفت مقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم، والمقر الاحتياطي للفيلق الشمالي في قاعدة تمركز إحتياط فرقة الجليل ومخازنها في «عميعاد»، ومقر وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات الجوية على الاتجاه الشمالي في قاعدة ميرون بعشرات صواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية. ومرابض مدفعية العدو في خربة ماعر وانتشاراً لجنوده في محيطها بصواريخ الكاتيوشا، وموقع حدب يارين بصواريخ بركان.
وبحسب الاعلام الاسرائيلي فإنّ أكثر من 200 صاروخ أطلقت من جنوب لبنان باتجاه مناطق الجليل وشمالي غور الأردن والجولان ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا المحتلتين، وهو أكبر عدد من الصواريخ يطلقها «الحزب» في يوم واحد منذ 8 تشرين الأول الماضي، وذلك بعد يوم من مقتل أحد قادة «الحزب».
واشار الاعلام الاسرائيلي الى اندلاع حرائق في اماكن عدة جراء سقوط صواريخ وطائرة مسيّرة، وان 21 فريق اطفاء و8 طائرات تحاول إخماد الحرائق الناجمة عن صواريخ «الحزب».
ونعى «الحزب» اربعة شهداء قَضوا في الاستهداف الاسرائيلي لأحد المنازل في بلدة جويا ليل امس الاول، وهم: القيادي طالب سامي عبد الله «الحاج أبو طالب»، مواليد عام 1969، من بلدة عدشيت. محمد حسين صبرا «باقر»، من مواليد عام 1973، من بلدة حدّاثا الجنوبية. علي سليم صوفان «كميل»، مواليد عام 1971، من بلدة جويّا. وحسين قاسم حميّد «ساجد»، مواليد عام 1980، من مدينة بنت جبيل. كذلك نعى الشهيد بهيج محمد حجازي «هادي» مواليد 1981 من بلدة حاريص، الذي قضى متأثراً بجروح كان قد أصيب بها قبل ايام.
وأعلن رئيس المجلس التنفيذي في «الحزب» السيد هاشم صفي الدين، خلال تشييع الشهيد طالب عبدالله، انّ «العدو ما زال على حماقته ولم يتعلم من كل التجارب التي مضت حينما يعتقد انّ اغتيال القادة يُضعف المقاومة، لكن التجربة اثبتت انه كلما استشهد من القادة ازدادت المقاومة ثباتاً ورسوخاً. وجوابنا القطعي والحتمي بعد هذه الدماء الزكيّة اننا سنزيد من عملياتنا شدة وبأساً وكمّا ونوعاً، وسيرى العدو من هم اخوة وابناء «ابي طالب». واذا كان العدو يصرخ ويئنّ مما أصابه في شمال فلسطين، فليجهّز نفسه للبكاء والعويل».
وذكرت صحيفة معاريف الاسرائيلية ان اغتيال القيادي طالب سامي عبدالله، هو الاكثر دراماتيكية منذ بداية الحرب، مشيرة الى انّ رد «الحزب» قوي، وسيستمر في الساعات المقبلة».
نقاش في إسرائيل
وسط ذلك، يستمر النقاش في اسرائيل حول ما يسمّونها «جبهة الشمال»، وركّز على ما سَمّاها «مخاطر اندلاع حرب اوسع في الشمال». وتحدث عن سيناريو «ضرب «الحزب» لتشكيل الدفاع الجوي، ضمن مخاطر هذه الحرب»، مشيرا الى «ان المئات من الصواريخ الدقيقة وأسراب الطائرات المسيّرة ستُصيب القبّة الحديدية أيضاً».
وبحسب الاعلام الاسرائيلي فإنّ «القدرات التي يُظهرها «الحزب»، والتي تفاقمت في الأسابيع الأخيرة، لا تزال تُشكّل نسبة صغيرة من الترسانة الجوية التي يمتلكها». ولفتَ الى أنّ «الجيش يدرك أنّ فتح معركة مع «الحزب» سيؤدي إلى تدمير أماكن وإصابة مواقع استراتيجية بأرجحية عالية جداً، فالحزب لم يستخدم خلال الأشهر الثمانية الأخيرة مئات صواريخه الدقيقة، إذ إنّ كل واحد منها يمكن أن يحمل حتى زنِة طنّ من المواد المتفجّرة».
وتحدّثت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن تقديرات في الجيش تُفيد بأنّ «الحزب» من شأنه أن يتحدّى المنظومات الدفاعية الجوية وإطلاق أسراب من المسيّرات». وقالت: «في الجيش يعترفون أنّ «الحزب» يحاول إيجاد نقاط ضعف منظومات الاستشعار، وهو يعمل على تقليص مدى طيران القطع الجويّة لمنع تشخيصها واعتراضها، كما يقدّرون أنّ جزءاً من عمليات إطلاق المسيّرات من لبنان إلى إسرائيل خُصّصت لدراسة «الحزب» لقدرات تَسَلّله وقدراته على استهداف منشآت إسرائيلية عند تكثيف القتال».
الى ذلك، نشر موقع «ميدل إيست مونيتور» البريطاني تقريراً اشار فيه الى أن اسرائيل تعلم أنّ مغامرة واسعة النطاق ضد لبنان ستكلفها ثمناً باهظاً من خسائر بشرية واقتصادية، في كارثة لوجود إسرائيل، التي أثبتت بالفعل عجزها عن شن حرب واسعة النطاق ضد عدو أقوى من “حركة ح”، يتمتع بقدرة عسكرية كبيرة».
مليون صاروخ
وفي السياق، نقلت مجلة «فورين بوليسي» عن مسؤول في «فيلق القدس» الايراني انّ «الحزب» يمتلك الآن أكثر من مليون صاروخ من انواع مختلفة، بما في ذلك صواريخ موجّهة معدّلة لزيادة الدقة بالاضافة الى صواريخ مضادة للدبابات».
وذكرت المجلة ان «ترسانة «الحزب» كما تم الكشف عنها خلال حرب الاستنزاف الطويلة، تشمل طائرات من دون طيار انتحارية، وطائرات اخرى مزودة بصواريخ روسية الصنع تُتيح شن هجمات جوية، الى جانب نوع من الصواريخ الايرانية يسمّى «الماس» مزود بكاميرا، مُستوحى من صاروخ «سبايك» الاسرائيلي، وهو من نوع «اطلق وانس»، حيث يُغيّر هذا العتاد قواعد اللعبة لأنه يجعل المقاتلين أقل عرضة للهجمات الاسرائيلية على مواقع الاطلاق».
********************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
حراك أميركي يسابق تهديد «الحزب» بالردّ على اغتيال قيادي ميداني بارز
أوسع مروحة نيران أطلقها «الحزب»… وإسرائيل تكشف عن معادلة «بيروت – حيفا»
تتسابق الجهود الدبلوماسية لتطويق التصعيد في جنوب لبنان، مع أوسع مروحة نيران أطلقها «الحزب» باتجاه شمال إسرائيل الأربعاء، رداً على اغتيال قيادي بارز فيه باستهداف منزل ببلدة جويا الواقعة شرق مدينة صور ليل الثلاثاء، وأسفر عن مقتل 5 أشخاص نعاهم «الحزب»؛ بينهم طالب عبد الله، وهو أرفع قيادي تغتاله إسرائيل في جنوب لبنان منذ بدء الحرب.
وجدد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأربعاء، دعواته إلى حل دبلوماسي بين إسرائيل ولبنان، وقال إن اتفاقاً لوقف إطلاق النار في غزة سيكون له تأثير كبير في تخفيف التوترات. وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي في الدوحة إنه «ليس هناك شك لديّ في أن أفضل طريقة أيضاً للتمكن من التوصل إلى حل دبلوماسي للشمال مع لبنان، هو حل الصراع في غزة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وهذا سيخفف قدراً هائلاً من الضغط».
لكن «الحزب»، في المقابل، توعّد بزيادة عملياته ضد إسرائيل. وقال رئيس المجلس التنفيذي لـ«الحزب»، هاشم صفي الدين، في كلمة مقتضبة خلال تشييع القيادي طالب عبد الله في الضاحية الجنوبية ببيروت: «العدو ما زال على حماقته ولم يتعلم من كل التجارب التي مضت حينما يعتقد أن اغتيال القادة يضعف المقاومة، لكن التجربة أثبتت أنه كلما استشهد من القادة ازدادت المقاومة ثباتاً ورسوخاً». وتابع: «جوابنا القطعي والحتمي بعد هذه الدماء الزاكية أننا سنزيد من عملياتنا شدة وبأساً وكماً ونوعاً، وسيرى العدو من هم إخوة وأبناء (أبي طالب)». وأضاف: «إذا كان العدو يصرخ ويئن مما أصابه في شمال فلسطين، فليجهز نفسه للبكاء والعويل».
أحد كبار قادة «الحزب»
وأكد الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أنه شنّ الضربة على بلدة جويا التي أسفرت عن مقتل طالب عبد الله مع 3 آخرين، واصفاً إياه بأنه «أحد كبار قادة (الحزب) في جنوب لبنان»، وأضاف الجيش الإسرائيلي أن اغتيال القيادي عبد الله نُفذ بواسطة طائرة مقاتلة ألقت قنبلة على غرفة القيادة التي كان عبد الله فيها إلى جانب مدير مكتبه وناشطين آخرين، وأنهم قُتلوا جميعهم. بينما نعى «الحزب» بعد منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء «الشهيد المجاهد القائد طالب سامي عبد الله» مع 3 مقاتلين آخرين، قبل أن ينعى مقاتلاً خامساً توفي متأثراً بجراحه بعد ظهر الأربعاء.
وقضى الخمسة؛ وفق مصدر عسكري لبناني، في غارة إسرائيلية على منزل ببلدة جويا الواقعة على بُعد نحو 15 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل. وقال المصدر إن عبد الله هو «القيادي الأبرز» في صفوف «الحزب» الذي يقتل بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد قبل أكثر من 8 أشهر.
ورد «الحزب» على مقتل عبد الله بوابل من الصواريخ أطلقها على مواقع عدة في شمال إسرائيل. وأعلن في بيانات متلاحقة قصف 3 قواعد عسكرية، موضحاً أنه قصف «مقر وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات الجوية على الاتجاه الشمالي في قاعدة ميرون، بعشرات صواريخ (الكاتيوشا) وقذائف المدفعية»، كما قصف مقاتلوه مصنع «بلاسان» للصناعات العسكرية المختص في «تدريع وحماية الآليات والمركبات لصالح جيش العدو في مستوطنة سعسع بالصواريخ الموجهة، وأصابوه إصابة مباشرة»، كما قصفوا «مقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم بعشرات صواريخ (الكاتيوشا)»؛ وفق ما جاء في بيانات من «الحزب».
وأعلن «الصندوق الدائم لإسرائيل (كيرين كييمت)»، الأربعاء، أنه اندلعت 4 مراكز حرائق في أحراش مختلفة في الجليل إثر سقوط صواريخ عدة أطلقها «الحزب». ورصد الجيش الإسرائيلي من جهته عبور أكثر من 150 قذيفة صاروخية من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل. وأعلن في بيانات عدة اعتراضه عدداً منها بينما سقطت غالبيتها في أراض مفتوحة وأدت إلى اشتعال حرائق. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مروحة النيران التي أطلقها «الحزب» هي «الكبرى في يوم واحد منذ بدء الحرب»، وشملت مناطق حيوية في القطاعين الشرقي والغربي.
معادلة بيروت – حيفا
غير أن تلك النيران لم تصل إلى حيفا، وفق ما قال الجيش الإسرائيلي؛ الذي كشف عن معادلة غير معلنة، تتمثل في قصف حيفا في حال قصفت بيروت. وقال الجيش إنه لا يتوقع أن يرد «الحزب» على الاغتيال بإطلاق النار على منطقة حيفا؛ «لأن الاغتيال وقع في مدينة صور وليس في بيروت أو في مكان استراتيجي أو مركزي آخر في الدولة».
وشنّ الجيش الإسرائيلي إثر ذلك ضربات على جنوب لبنان، طالت منصتي إطلاق في يارون وحانين، و«بنى تحتية» في 4 مواقع تابعة لـ«الحزب» استُهدف شمال إسرائيل منها، وفق البيان. وأفادت خدمة الإسعاف الإسرائيلية بعدم الإبلاغ عن وقوع إصابات في شمال البلاد. وبعد الظهر، استُهدفت بلدات ياطر وطلوسة ومركبا وحولا بغارات جوية.
************************
افتتاحية صحيفة اللواء
«قذائف جهنم» على مواقع الاحتلال وراء الحدود.. والمخاوف مرتفعة من التصعيد
توافق عوني – جنبلاطي على «لوبي ضاغط».. وورقة النزوح أمام مجلس الوزراء غداً
عشية عيد الأضحى المبارك الأسبوع المقبل وجلسة مجلس الوزراء غداً، بدا الوضع الميداني مفتوحاً على التصعيد، أما الوضع الرئاسي، فهو يتأرجح بين الانتظار وانشغال الكتل المتحركة على مستوى الاتصالات بتكوين لوبي نيابي ضاغط لإبعاد شبح الركود،والتقاط أي فرصة سانحة، للتوجه الى المجلس، وإنهاء الشغور الرئاسي.
واعتبرت أوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن خلاصة الحراك الذي قام به اللقاء الديمقراطي أظهر أن المسافات لا تزال بعيدة بين الأفرقاء، وأن الخرق المطلوب لم يتحقق، على أن اللقاء لا يرغب في نعي حراكه أو مسعاه بسبب الحاجة إليه كخطوة داخلية تحرك الجمود فيه.
ورأت هذه الأوساط أن إطلالات عدد من نواب اللقاء على الإعلام من شأنها أن تشرح ما تحقق حتى الآن، مع العلم أن النائب السابق وليد جنبلاط بدوره ستكون له سلسلة اتصالات.
اما بالنسبة إلى مبادرة التيار الوطني الحر التشاورية، فهي وفق المصادر نفسها تواجه مطبات عديدة،وتبين لدى البعض أن المقصود منها إرضاء الرئيس بري لثمن معين ، مشيرة إلى أنه في كل الأحوال أتاه الجواب الواضح من المعارضة برفض الالتفاف على الدستور وتكريس سوابق معينة.
ووصفت مصادر من المعارضة تحرك رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل او ما اطلق عليه بالمبادرة،لإخراج موضوع الانتخابات الرئاسية من الجمود الذي يدور فيه، بأنه مبتذل، وليس مبنيا على أسس مقبولة، تؤهله لكي يستقطب القوى السياسية المعارضة حوله، ويشكل قوة دفع سياسية فاعلة لعملية انتخاب رئيس للجمهورية، لاسيما وانه ظهر بوضوح أنه يسعى للقوطبة على تحرك اللقاء الديموقراطي الذي سبقه بتحركه، وهو يحاول ان يحشر نفسه حشرا بمساعي اخراج ملف الانتخابات الرئاسية من الجمود.
وقالت : ان باسيل يحاول ان يستقطب بعض المعارضين من حوله،ليشكل قوة نيابية ناشطة، يكون له الدور المؤثر فيها، لاختيار رئيس الجمهورية المقبل. الا ان تحقيق هذا الهدف دونه العديد من العقبات والعراقيل، اولها ان تحرك باسيل يحصل لهدف خاص، له علاقة باعادة الحرارة الى علاقاته التي تضررت مؤخرا مع الثنائي الشيعي وتحديدا الحزب بعد سلسلة من الاهتزاز والتصدع، وهو ما ظهر بسرعة بعد لقائه مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي وصف باسيل أنه احسن من غيره، في إشارة غير مباشرة لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع .
واعتبرت المصادر ان باسيل الذي سلف بري تأييده عقد الحوار قبل الانتخابات الرئاسية، لا يتمتع بالحد الادنى من الثقة، لكي يتم التعاطي معه بجدية وعلى المدى البعيد. واصبح معلوما وواضحا أنه بتحركه، يحاول ان يكون له الدور المسيحي الاساس في الانتخابات الرئاسية، بمواجهة سمير جعجع، الا انه وفي خلاصة تحركه ، لم يحقق ما يسعى اليه، بعدما ووجه بردود سلبية وعدم تجاوب مع اكثر الذين التقاهم، في حين فضل البعض الآخر، اللقاء به من باب اللياقة، وليس للتلاقي والاتفاق.
انشغلت الاوساط السياسية اللبنانية بمتابعة ما بعد تعثُّر المفاوضات الجارية على صعيد صفقة تبادل الاسرى التي من شأنها ان توقف الحرب في غزة، لينسحب الامر على لبنان، او بحسب وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن فإن «افضل طريقة للتوصل الى حل دبلوماسي مع لبنان التوصل الى وقف النار في غزة، وهذا سيخفف قدراً هائلاً من الضغط».
وتتخوف هذه الاوساط من تصاعد الموقف الميداني، في ضوء ما اعلنه رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين لمناسبة تشييع القائد في المقاومة طالب سامي عبد الله، اذ قال: «اذا كان العدو يصرخ ويئن مما اصابه في شمال فلسطين فليجهز نفسه للبكاء والعويل».
واشار صفي الدين: اذا كانت رسالة العدو النيل من عزيمتنا لنتراجع عن اسناد المظلومين والمجاهدين في غزة، فجوابنا: سنزيد من عملياتنا شدة وبأساً ونوعاً.
وبدا الجانب الاميركي مشغولاً بالتطورات الخطيرة على جبهة الجنوب، اذ اعلن من الدوحة ان هناك 60 الف اسرائيلي لا يستطيعون العودة الى منازلهم بسبب صواريخ الحزب، مستطرداً: نعمل لمنع التصعيد في جنوب لبنان، ولا احد يرغب بحرب جديدة هناك.
وكانت وسائل الاعلام الاسرائيلية تحدثت عن سقوط اكثر من 170 صاروخاً في نحو ساعة واحدة، واصابت مواقع عسكرية، ومنشآت صناعية، في عكا وصفد وطبريا للمرة الاولى منذ بدء الحرب،وأدت القذائف التي يمكن النظر اليها من جانب الاحتلال الاسرائيلي بأنها اشبه بقذائف جهنم لجهة اشعال الحرائق وقطع التيار الكهربائي، مما حوّل حياة المستوطنين الى جحيم، فهم يرتجفون من الخوف والقلق، وكأنهم في دولة غير «دولة اسرائيل»..
ونقل عن مسؤول اسرائيلي إننا نخشى مهاجمة البنية التحتية في لبنان لئلا يقصف اللبنانيون أهدافاً بعيدة المدى في «اسرائيل».
مجلس الوزراء
وسط هذه التداعيات الآخذة في التزايد، يعقد مجلس الوزراء جلسة عند التاسعة والنصف من قبل ظهر غد الجمعة في السراي الكبير، وعلى جدول الاعمال 29 بنداً ابرزها عرض الدراسة التي اعدها البنك الدولي، والمتعلقة بأثر النزوح السوري على لبنان، وعرض وزير البيئة لموضوع المواد الكيميائية الموجودة في معمل الذوق واصدار مشاريع مراسيم تتعلق بترقيات الضباط من مختلف الرتب.
قوة ضغط
رئاسياً، وفي اطار تحركه باتجاه الكتل النيابية، زار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، وجرى البحث في إمكان تشكيل قوة ضغط داخلية من اجل تذليل العقبات التي تواجه الحوار، وانتخاب رئيس للجمهورية.
كما التقى وفد من التيار الوطني الحر كتلة الاعتدال الوطني، ثم عدداً من النواب المستقلين، في مكتب النائب الياس جرادة.
وحسب المعلومات العونية، فإن تزخيماً للقاءات تم الاتفاق عليه، بعد عيد الاضحى وكذلك استمرار التعاون والتنسيق مع كتلة الاعتدال.
ويكشف النائب باسيل في مؤتمر صحفي عند الخامسة من بعد ظهر اليوم حصيلة ما آلت اليه المشاورات التي اجراها مع الكتل النيابية، ونظرته الى الحوار الذي يعزم الرئيس نبيه بري الدعوة اليه، او المضي في التريث بانتظار ما اذا كان بالامكان، تأمين حضور 86 نائباً الحوار ثم جلسات الانتخاب.
واعتبر عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور ان المشكلة اليوم ليست بالحوار، بل بأن البعض يريد معرفة اسم الرئيس قبل الحوار، متسائلاً: لماذا شيطنة الحوار بهذا الشكل، ألم نقم بجولات سابقة لحوار الدوحة الذي ادى الى الاتفاق على البيان الوزاري وانتخاب الرئيس ميشال سليمان.
وكشف في حوار مع الـ«L.B.C.I» ان النائب السابق وليد جنبلاط نصح لودريان بعدم المجيء الى لبنان في حال عدم نضوج الامور في الملف الرئاسي. معتبراً ان مسعى اللقاء الديمقراطي اطلق لتحريك المياه الراكدة في الملف الرئاسي.
لقاءات عون في واشنطن
وفي واشنطن، بحث قائد الجيش اللبناني جوزاف عون وسائل دعم الجيش في هذه المرحلة الاستثنائية، من رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي السناتور جاك ريد، ورئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية المشتركة الجنرال شارل براون، وفريق العمل الاميركي من اجل لبنان.
الوضع الميداني
ميدانياً، ردت المقاومة الاسلامية على استشهاد القائد طالب سامي عبد الله (شيع امس) بضربات قوية، ما لا يقل عن 215 صاروخاً، بعضها طال مقر وحدة المراقبة الجوية وادارة العمليات في ميرون الى مصنع «بلاسال» للصناعات العسكرية في سعسع، وارتفعت دخان النيران في مقر وحدة الجليل ومخازنها في «عميعاد» وغيرها من المستعمرات.
وذكرت القناة 12 الاسرائيلية أن حريقاً حصل في أفيفيم بالجليل الاعلى بعد سقوط صاروخ مضاد للدروع اطلق من لبنان، ونقل عن وزير التربية الاسرائيلي انه في حال عدم تغيير الوضع في الشمال بحلول اول آب سيعد فشلاً وسيمنع بدء الدراسة.
وليلاً ذكرت القناة 13 الاسرائيلية ان وزير الدفاع الاميركي اوستن ابلغ وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت ان الادارة الاميركية غير معنية بتصعيد المواجهة في الشمال.
************************
افتتاحية صحيفة الديار
الحراك الرئاسي «رماد وملح» وهوكشتاين: ساعة الصفر في غزة تشمل الجنوب – رضوان الذيب
صفي الدين في وداع القائد طالب عبدالله: لينتظرنا العدو في الميدان
الاشتراكي: لنحافظ على الموقع المسيحي الرئاسي الوحيد في الشرق الاوسط
وصف رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين “الشهيد القائد طالب سامي عبدالله «ابو طالب» بأنه بطل من أبطال حرب تموز، ومن الطبيعي ان يكون هدفا دائما للعدو، وجوابنا على استشهاد القائد ابو طالب ورفاقه ّ زيادة عملياتنا شدة وباسا وكما ونوعا، ولينتظرنا في الميدان” وتابع «اذا كان العدو يصرخ ويئن مما اصابه في شمال فلسطين فليجهز نفسه للبكاء والعويل وأضاف: «العدو ما زال على حماقته ولم يتعلم من التجارب الماضية حين يعتقد ان اغتيال القادة يضعف المقاومة» وتابع : «اذا كانت رسالة العدو النيل من عزيمتا في اسناد غزة فعليه ان يعلم أن جوابنا الحتمي هو زيادة عملياتنا كما ونوعا “.
كلام صفي الدين جاء خلال تشييع القائد الشهيد طالب عبدالله «ابو طالب” في باحة عاشوراء في الضاحية الجنوبية بحضور حشود شعبية، وكان الشهيد سقط مع ٣ من المقاومين بغارة جوية اسرائيلية على احد المنازل في بلدة جويا ليل امس الاول، والشهداء هم: علي سليم صوفان، محمد حسين صبرا، حسين قاسم حميد.
وردت المقاومة على عملية الاغتيال بمئات الصواريخ التي وصلت إلى حدود صفد وبحيرة طبريا في الجولان السوري المحتل، بالإضافة إلى اشتعال النيران في عشرات المستوطنات ومحاصرة عشرات المستوطنين، وشملت عمليات المقاومة، قصف مقر وحدة المراقبة الجوية وادارة العمليات الجوية على الاتجاه الشمالي في قاعدة ميرون بعشرات صوايخ الكاتيوشا والقذائف المدفعية، كما تم قصف المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي في قاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخارجها في عميعاد بعشرات صواريخ الكاتيوشا، كما تم قصف الفيلق الشمالي في قاعدة عين رنيم بعشرات صواريخ الكاتيوشا، ومصنع بلاسات للصناعات العسكرية المتخصصة في تدريع وحماية الآليات والمراكز لصالح جيش العدو في مستوطنة سعسع بالصواريخ الموجهة، بالإضافة إلى مواقع الرمثا في تلال كفرشوبا المحتلة، ورويسات القرن في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، والتجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة وثكنة زرعيت ومواقع الراهب ورامية والسماقة.
وفي المعلومات، ان الرد الكبير والنوعي لم يات بعد وسيكون بحجم عملية الاغتيال، واشار اعلام العدو، ان الحزب يهدد بتوسيع النار، والساعات الـ ٢٤ القادمة حاسمة.
بلينكن : وقف النار في غزة يخفف التوترات في الشمال
اما وزير الخارجية الاميركي طوني بلينكن، فاتهم”حركة ح ” بافشال وقف النار بعد ان طلبت تعديلات وضمانات، وجدد دعوته الى حل دبلوماسي بين لبنان واسرائيل.
وقال : ان اتفاقا لوقف النار في غزة سيكون له تاثير على تخفيف التوترات في الشمال، وليس هناك شك لدي، بان افضل طريقة ايضا لتمكين التوصل الى حل دبلوماسي للشمال، هو حل الصراع في غزة والتوصل الى وقف لاطلاق النار.
الوضع الداخلي والانتخابات الرئاسية
كل المبادرات الجنبلاطية والعونية والاعتدال، والموشحات الخطابية من مختلف العيارات، لن تبدل المعادلة الداخلية : الرئاسة بعيدة والاسم يحدده شكل التسوية الكبرى في المنطقة، شرط ان يكون جامعا بين القدرة على ضمانة الاتفاقات في الجنوب مع الحزب وهذا هو الأساس والمعبر الاساسي للرئاسة، بالاضافة الى تثبيت الاوضاع الداخلية ورعاية التوافق بين الاطراف ومعالجة الازمة الاقتصادية والنازحين وغيرها من الملفات، هذه المواصفات للرئيس المقبل لم تتوافر حتى الان بالمرشحين الحاليين مما جعل علاماتهم دون العشرة عند تقييم سفراء الخماسية لجولاتهم على القوى السياسية، هذا الاستنتاج لسفراء الخماسية جعل الذهاب للخيار الثالث امرا حتميا وصولا الى التوافق على اسم ربما كان من غير المتداول حاليا.
وفي المعلومات، ان ادارة بعض المرشحين الحاليين والبارزين للمعركة الرئاسية شابها اخطاء قاتلة وتصرفات افقدتهم غطاء التوافق الداخلي والدعم الدولي في معركة السباق الى بعبدا، فيما البعض الاخر يفتقدون الى التمثيل المسيحي، والبعض الاخر ناجحون في الاقتصاد لكنهم لايملكون الحنكة السياسية ويحتاجون الى رؤساءحكومات قادرين على تعبئة الفراغ السياسي، وهناك مرشحون يعرفون اللعبة السياسية دون اي معرفة بالأمور الاقتصادية والتوازنات.
لوحة الاتصالات الحالية
اما ا لوحة الاتصالات الحالية فيمكن تلخيصها حسب مرجع رفيع متابع للاستحقاق على الشكل الاتي : التنافس الرئاسي ما زال محصورا بين قائد الجيش العماد جوزف عون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لكن لا جبران باسيل والاعتدال وجنبلاط استطاعوا سحب فرنجية من الثنائي الشيعي والقبول بالخيار الثالث، ولا الاخير استطاع ازالة الاعتراضات من امام سليمان فرنجية للوصول الى بعبدا، وبالتالي استمرار المازق الذي لايمكن الخروج منه الا بتسوية خارجية وتوافق داخلي عبر الحوار في المجلس النيابي برئاسة بري، وربما تفضي هذه التسوية الى استبعاد اسمي قائد الجيش ورئيس تيار المردة، وعندها تصبح حظوظ كل المرشحين الاخرين متساوية من اللواء الياس البيسري الى زياد بارود وناجي البستاني الى غيرهم من الأسماء غير المتداولة.
هوكشتاين ولقاء الفاعليات اللبنانية في ميشغان
ويكشف المرجع المتابع، ان هوكشتاين التقى منذ ايام فاعليات لبنانية واقتصادية واعلامية في ميشغان للمرةالثالثة لدواع انتخابية رئاسية اميركية، ولم يتطرق معهم من قريب او بعيد الى الرئاسة، وكشف لهم انه ليس مكلفا في هذا الملف وهو محط متابعة السفيرة الاميركية في بيروت حتى الان، لكنه اوحى لهم، انه ليس في سلم الاولويات الاميركية والاهتمامات الحالية، والتركيز الاول من قبل الإدارة الأميركية على غزة وجنوب لبنان، وانه بمجرد وقف النار في غزة فان ذلك يشمل جنوب لبنان فورا، وساعة الصفر في غزة تسري على الجنوب وتعود الامور الى ما كانت عليه قبل ٧ تشرين الاول فورا، يتبعها استئناف المفاوضات حول النقاط الخلافية ال ٦، وصولا الى البحث في تعديل قواعد الاشتباك واعادة الاعمار في اسرائيل ولبنان، والاتصالات ستجري عبر لجنة الناقورة بين لبنان وإسرائيل واليونيفيل بعد انضمام اميركا اليها، وانه سيعود الى لبنان قريبا، ويتابع الوضع عن كثب عبر السفارة وبعض الاصدقاء، كاشفا على التواصل الدائم مع الرئيس بري عبر الاصدقاء، ويضيف المرجع البارز، ان الاجتماعات بين هوكشتاين وممثلون عن المغتربين اللبنانيين والجاليات العربية والمسلمة في ميشغان لم تصل الى نتيجة في حسم خياراتهم الانتخابية بعد بسبب دعم بايدن لاسرائيل ويلمحون الى دعم الخيار الثالث،
وفي المعلومات ان العديد من الفاعليات الجنوبية يضعون الرئيس بري في اجواء الاتصالات وكل ما يدور في ميشغان، مع العلم ان اغلبية المغتربين من جنوب لبنان.
التعثر الرئاسي ليس داخليا
ويضيف المرجع البارز، انه لايمكن حصر التعثر الرئاسي بالخلافات الداخلية فقط، بل يعود في قسم كبير واساسي منه الى التباينات بين دول الخماسية، ولودريان في زيارته الاخيرة طلب من سليمان فرنجية الانسحاب من معركة رئاسة الجمهورية بشكل مباشر “وفض» وهذا ما اثار رئيس تيار المردة الذي رد بالرفض المطلق والاستمرار بالترشيح، مخاطبا المندوب الفرنسي «ماكرون كان الداعم الاول لترشيحي”، وانتهى الاجتماع بشكل متوتر.
انتقل لودريان الى الاجتماع بالحزب وسالهم : هل ما زلتم على دعمكم لسليمان فرنجية ؟ فرد محمد رعد» اكثر من اي وقت مضى «وانتقل الى عين التينة وسمع الموقف ذاته من بري لكن بشكل دبلوماسي، فيما سمع لودريان من جعجع رفضا لفرنجية ودعوات بري الحوارية والتشاورية وهذا ما اطفى على الاجتماع نوعا من التوتر، اما باسيل الذي يعرف ان طريق بعبدا مستحيلة امامه، هدفه ان يكون صانع الرؤساء، لذلك أبدى ليونة بقبول الحوار في المجلس النيابي برئاسة بري والسعي لتشكيل حلف ثلاثي مع رئيس المجلس وجنبلاط ومعظم الكتل بهدف ابعاد فرنجية وعزل جعجع والتوافق على الخيار الثالث الذي يعتبره باسيل من دون لون ورائحة وبالتالي التحكم بالحصة المسيحية في العهد الجديد، من هنا، تجاوز باسيل كل الملاحظات والاتهامات على رئيس المجلس وانتقاداته للحزب من باب حماية بري والتحالف معه على حساب عهد ميشال عون ومحاربة الفساد، لكن محاولات باسيل لسحب فرنجية من الثنائي مستحيلة لابل من رابع المستحيلات “وسلة باسيل ستخرج من المولد بلا حمص”.
رد جعجع
هذا التوجه لباسيل والغزل مع عين التينة والمختارة والعديد من الكتل، ادخل النقزة الى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي وجه كلاما تهكميا لرئيس المجلس وخاطبه قائلا: “نحن مبسوطين فيك انك ما بتخفش من التهديدات، وعلى هذا الأساس، وبما انك ما بتخفش من التهديدات، وما بتخفش من شي، فيك تدعي لجلسة انتخابات رئاسية جديدة بدورات متتالية لننتخب رئيس للجمهورية» واللافت ان هجمات مسؤولي القوات اللبنانية ضد الرئيس بري لم تصل الى هذا المستوى من الحدة حتى في اوج الخلافات السابقة بينهما.
جنبلاط
اما الوحيد الذي غرد خارج السرب حسب المرجع البارز، كان وليد جنبلاط الذي قدم كل التسهيلات لانتخاب رئيس للجمهورية باسرع وقت وبشكل توافقي، واستقبل تيمور جنبلاط امس باسيل في كليمنصو، وقال النائب الاشتراكي هادي ابو الحسن كلاما لافتا بعد اللقاء ردا على سؤال عن رفض البعض للحوار : بقي في هذا الشرق، هذا الموقع المسيحي الوحيد رئاسة الجمهورية، ومدعوون جميعا للمحافظة عليه والتمسك فيه «ودعا الى الحفاظ على اتفاق الطائف”، وحسب مصادر الطرفين، فان اللقاء بين الاشتراكي والتيار كان جيدا جدا ويؤسس لمرحلة جديدة من التفاهمات.
مواقف الخماسية
وبالنسبة لمواقف الخماسية، يشير المرجع البارز، ان الرياض تقف وراءالرفض القاطع لفرنجية، والفيتو على رئيس المردة تقوده الرياض، والبخاري قاطع زيارة الخماسية الى فرنجية بقرار من دولته وليس بسبب الوضع الصحي، وفي المعلومات، ان سعد الحريري عندما عاد الى بيروت في ١٤ شباط بموافقة من الرياض التي تجاوزت كل «فولاته» في بيروت، الا دعوته سليمان فرنجية الى العشاء في بيت الوسط، لكن المرجع البارز يقول: للامانة لم يسمع فرنجية بشكل مباشر من اي مسؤول سعودي اي رفض لشخصه لرئاسة الجمهورية، وما وصله بقي في اطار نقل كلام “الصالونات السياسية”، الذي كشفت عن استمرار دعم الرياض لقائد الجيش العماد جوزف عون حتى هذه اللحظة، والرياض ابلغت موقفها للفاتيكان.
ويضيف المتابع البارز على اجواء الاتصالات، ان الاميركيين رغم اعلاناتهم الخجولة بدعم قائد الجيش لكنهم لم يحسموا خياراتهم النهائية بعد، لان الاولوية للجنوب، ويبقى التطور البارز المستجد، اعجاب السفيرة الاميركية جونسون برئيس تيار المردة سليمان فرنجية بعد اجتماعهمــا في بنشعي، وترجمت هذا الاعجاب امام زوار السفارة بكتاب الى الدوائر المعنية بلبنان في وزارة الخارجية الاميركية، وعندما خاطبها احد قادة ١٤ اذار، بان فرنجية حليف للحزب وسوريا كان ردها «ميشال عون كان ايضا حليفا للحزب وسوريا” وتم التوافق عليه في معراب، اما قطر ما زالت على دعمها لمديرعام الأمن العام بالوكالة الياس البيسري واعتباره المخرج التوافقي الذي يرضي الجميع في النهاية، وتبقى مصر الوحيدة خارج التداول بالاسماء مع الحرص على انتخاب الرئيس باسرع وقت.
هذه هي اللوحة الرئاسية والســياسية المعلقــة حتى الان، والخرق يبدو مستحيلا ، والحسم فقط على ســاعة غزة.
**************************
افتتاحية صحيفة الشرق
“حركة ح ” تطلب ضمانات أميركية .. و «الحزب » يمطر إسرائيل بالصواريخ
الشرق – تصاعدت في الساعات الاخيرة وتيرة الاستهدافات الميدانية الاسرائيلية في الجنوب، وحجم رد المقاومة عليها، بعدما اغتالت اسرائيل مجموعة حزبية مؤلّفة من قائد ميداني هو طالب سامي عبدالله، وهو اكبر مسؤول في المقاومة يتم اغتياله منذ بداية الحرب. وثلاثة عناصر آخرين، من الوحدة العسكرية للحزب في المنطقة الشرقية من بنت جبيل وحتى منطقة مزارع شبعا/ هاردوف، وذلك في بلدة جويا قضاء صور، في العمق الجنوبي مساء اول من امس. ما استدعى ردا من الحزب الذي استهدف بدوره العمق الاسرائيلي ومقرات قيادية بصليات من الصواريخ.
وظهراً، شن الطيران الاسرائيلي غارات متتالية على اطراف عدد من القرى والبلدات في القطاع الغربي من قضاء صور. كما استهدف قصف مدفعي وفوسفوري شرق بلدة العديسة.
كما أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على المنطقة بين دير سريان والطيبة وسجل قصف فوسفوري على بلدة العديسة، وشن العدو غارة جوية على بلدة ياطر استهدفت منزل في حي الكسارة وتوجهت على اثرها سيارات الاسعاف لتفقده. وعملت الجهات المعنية على رفع الاضرار، وادت الغارة الى تدمير المنزل تدميرا كامل وأصيب صاحبه وهو من آل قدوح. فيما افيد لاحقا عن إصابة اربعة مواطنين جراء الغارة.
كما أغارت مسيرة على أطراف بلدة مركبا -خلة مكنة، وقد افيد عن اصابة مسعف من «الهيئة الصحية الإسلامية» ونجاة فريق من «كشافة الرسالة الإسلامية» خلال قصف ساحة مركبا، وشن الطيران الحربي الاسرائيلي بعد الظهر غارة جديدة على بلدة مركبا.
وكانت المقاومة قد أعلنت في بيان، أنّه «دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، وفي إطار الرد على الاغتيال الذي نفذه العدو الصهيوني في بلدة جويا وإصابة مدنيين، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية مصنع «بلاسان» للصناعات العسكرية المتخصصة في تدريع وحماية الاليات والمركبات لصالح جيش العدو في مستوطنة سعسع بالصواريخ الموجهة وأصابوه إصابة مباشرة».
وفي بيان آخر، أعلنت المقاومة، عن قصف مقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم بعشرات صواريخ الكاتيوشا».
واعلنت عن استهداف «التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابة مباشرة». واعلن «اننا استهدفنا تحركاً لجنود العدو داخل موقع المالكية بقذائف المدفعية وحققنا إصابة مباشرة».
ولاحقا، صدر عن «المقاومة الإسلاميّة»: وفي إطار الرد على الاغتيال الذي نفذه العدو الصهيوني في بلدة جويا وإصابة مدنيين، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي في قاعدة تمركز إحتياط فرقة الجليل ومخازنها في «عميعاد» بعشرات صواريخ الكاتيوشا. كما أعلنت المقاومة في بيان، وفي إطار الرد على الاغتيال الذي نفذه العدو الصهيوني في بلدة جويا وإصابة مدنيين، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية مقر وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات الجوية على الاتجاه الشمالي في قاعدة ميرون بعشرات صواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية»، وصدر عن «المقاومة الإسلاميّة» البيان التالي: استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 09:30 من صباح يوم الاربعاء 12-6-2024 موقع رويسة القرن في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة.
وفي بيان ثان، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 09:30 من صباح يوم الاربعاء 12-6-2024 موقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة، وافيد عصرا عن اطلاق الحزب رشقة صاروخية جديدة على مواقع إسرائيلية في الجليل الغربي.
من جهتها، اعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، عن سماع «دوي انفجارات متتالية بسبب الاعتراضات الصاروخية في مناطق واسعة بالجليل الأعلى والأدنى».
كما افادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، بأن «هذه المرة الأولى التي تدوي فيها صفارات الإنذار في طبريا منذ تشرين الاول الماضي». كما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن «الجيش لا يستبعد إمكانية أن يوجّه الحزب أسراباً من المسيّرات في مواجهة موسّعة باتجاه أهداف قيمة في عمق إسرائيل»، ونشر الإعلام الإسرائيلي فيديو يوثق سقوط صواريخ في قاعدة عسكرية في طبريا للمرة الأولى، وفي عملية إطلاق صلية صواريخ أخرى من لبنان، تجاه قاعدة ميرون الجوية الإسرائيلية بالجليل الأعلى، دوت صفارات الإنذار في محيطها وفي سعسع وزيفون ودوفيف على الحدود مع لبنان.
ولاحقا نعى الحزب: الشهيد القائد طالب سامي عبدالله «الحاج أبو طالب»، مواليد عام 1969، من بلدة عدشيت في جنوب لبنان. الشهيد محمد حسين صبرا «باقر»، مواليد عام 1973، من بلدة حدّاثا في جنوب لبنان. الشهيد المجاهد علي سليم صوفان «كميل»، مواليد عام 1971، من بلدة جويّا في جنوب لبنان. الشهيد حسين قاسم حميّد «ساجد» مواليد عام 1980 من مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان. الجريح بهيج محمد حجازي «هادي» مواليد عام 1981 من بلدة حاريص في جنوب لبنان، والذي توفي متأثرًا بجراحه التي أصيب بها منذ أيام.
قطر تدعو لجسر الهوة بين “حركة ح ” وإسرائيل
واشنطن: لن نسمح لها بتقرير مصير المنطقة ووقت الجدل انتهى وحان وقف النار
وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الدوحة إنهما ناقشا في لقائهما الأربعاء رد “حركة ح ” بشأن مقترح اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى. وأضاف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أن هناك العديد من الفجوات بين مواقف الأطراف وأنه يتعين التغلب عليها في أسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أن “قلقنا الأكبر هو أن الأمر يأخذ كثيرا من الوقت لجسر الهوة”.
وأكد التزام دولة قطر بجسر الهوة والتقريب بين الفرقاء من أجل التوصل إلى وقف الحرب، موجها رسالة للجميع بأن “كل يوم نخسره هو خسارة في الأرواح”.
وقال إن وجود 3 دول ضامنة -قطر ومصر والولايات المتحدة- يضمن استمرار المفاوضات حتى التوصل لوقف دائم لإطلاق النار.
كما أعرب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري عن ترحيب بلاده ودعمها قرار مجلس الأمن الدولي -الصادر الاثنين- الذي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة. وشدد على أن الحل الدائم هو الحل العادل لإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
من جانبه، قال بلينكن إن العمل جار لتهيئة مسار يهدف إلى وضع نهاية لهذه الحرب؛ ومن ثم إعادة إعمار غزة. وأكد في تصريحاته أهمية العمل المشترك مع قطر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، كما أشار إلى أن الدوحة قدمت أكثر من 400 ألف طن من المساعدات لقطاع غزة.
وصرح الوزير الأميركي بأن “حركة ح ” اقترحت عددا من التعديلات، وأنه ناقشها في لقائه مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري. وأوضح أن واشنطن لا تريد أن ترى “تغييرات أساسية على الصفقة المطروحة، ولكننا نريد جسر الهوة بين الطرفين”. وأضاف أنه “يمكن العمل على بعض التعديلات التي اقترحتها “حركة ح “، بينما لا يمكن قبول بعضها الآخر”.
وفي هذا الاتجاه ذهب مستشار الامن القومي الاميركي جيك سوليفان مؤكدا ان “حركة ح ” تريد تعديلات لكن وقت الجدل انتهى وحان وقف النار.
وقدمت “حركة ح “، الثلاثاء، إلى الوسطاء ردها على المقترح الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية أيار الماضي استنادا إلى خطة مجلس الحرب الإسرائيلي، ويشمل 3 مراحل لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وقالت الولايات المتحدة إن إسرائيل قبلت المقترح، لكن تل أبيب لم تعلن ذلك رسميا.
وكرر بلينكن الاتهامات الأميركية ل”حركة ح “، قائلا إنها تتحمل عبء عدم التوصل إلى صفقة حتى الآن، وعبء الحرب التي بدأتها، حسب تعبيره.
وأضاف أن “الأمر استغرق 12 يوما للحصول على رد “حركة ح ” على المقترح، وكلما طال الوقت زادت معاناة الناس”. وأكد وزير الخارجية الأميركي أن بلاده لن تسمح ل”حركة ح ” بتقرير مصير هذه المنطقة ومستقبلها، وفق تعبيره. وقال إن واشنطن ستطرح خلال الأسابيع المقبلة أفكارا بشأن “كيفية الحكم في غزة بعد انتهاء الحرب”.
ضمانات مكتوبة
من جهة أخرى، نقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين مصريين أن “حركة ح ” تريد ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة من أجل التوقيع على الصفقة المقترحة لأن المقترح الحالي لا يقدم ضمانات صريحة بشأن الانتقال من المرحلة الأولى من الخطة -التي تشمل هدنة لـ6 أسابيع وإطلاق سراح بعض الأسرى- إلى المرحلة الثانية، التي تتضمن وقفا دائما لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي.
وذكر مصدر الثالث “تريد “حركة ح ” تطمينات بشأن الانتقال التلقائي من المرحلة الأولى لما بعدها وفقا للاتفاق الذي أعلنه الرئيس بايدن”.
وقالت “حركة ح ” اول من أمس الثلاثاء إن ردها يتسم بالجدية والإيجابية، و”يفتح الطريق واسعا للتوصل لاتفاق”. وحذرت الحركة من أن “تحريض الإعلام الإسرائيلي على رد “حركة ح “، مؤشر على محاولات التهرب من استحقاقات الاتفاق”.
في المقابل، قال مسؤول إسرائيلي لرويترز إن “حركة ح ““غيرت كل المعايير الرئيسية والأكثر أهمية”، ووصف رد الحركة بأنه رفض للمقترح.
“حركة ح “: ردنا لا ينحصر في نعم أو لا
ويُمثل التزامنا تجاه شعبنا
من جهته، قال عضو المكتب السياسي في “حركة ح ” باسم نعيم إن رد الحركة على مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن قطاع غرة لم يكن منحصرا في القبول أو الرفض، لكنه يتعلق بمشروع متكامل من عدة عناصر تتضمن وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين، وتبادل الأسرى، وغيرها من النقاط التي تضمنتها المبادرة التي تمت مناقشتها.
ومساء الثلاثاء سلمت المقاومة الفلسطينية ردها على المقترح، الذي قال بايدن إنه مقترح إسرائيلي أصلا، إلى الوسطاء في كل من قطر ومصر. وأضاف نعيم، في تصريحات ، أن الجواب، في عمومه، يتضمن توضيحا لموقف الحركة من كل نقطة على حدة، وما هو المقبول منها، و”بالتالي فإن رد الحركة يمثل هدفها الأساسي حول كيفية الوصول إلى وقف العدوان والمجزرة في حق شعبنا”، من دون التنازل عن مطالبنا الأساسية “المتعلقة بالوقف التام لإطلاق النار، والانسحاب الكامل للقوات الصهيونية، وعودة النازحين إلى كل المناطق، وإطلاق عملية الإعمار”.
وفي ما يتعلق بالخطوة التالية بعد رد “حركة ح “، شدد عضو المكتب السياسي بالحركة على أن “الكرة الآن في ملعب العدو الصهيوني والإدارة الأميركية، التي يجب أن تلتزم بما أعلنته مرارا بأن يصل هذا الاتفاق إلى وقف شامل لإطلاق النار، وانسحاب كامل القوات، وعدم إحداث أي تغييرات جوهرية جغرافية أو ديموغرافية في قطاع غزة، وعودة النازحين، وانطلاق عملية الإعمار في كل قطاع غزة، وهذا هو جوهر قرار مجلس الأمن الأخير الذي رحّبت به الحركة”. وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى الأحد الماضي قرارا قدمته واشنطن يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويشدد على أهمية جهود الوساطة القطرية والمصرية والأميركية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :