افتتاحية صحيفة الأخبار:
مبادرة لـ«الديموقراطي» بطلب من لودريان؟
في الوقت الضائع بانتظار نتائج آخر محاولات التوصل إلى اتفاق على إنهاء الحرب على غزة، وبالتالي ما ستقوم به الولايات المتحدة عبر المبعوث الرئاسي عاموس هوكشتين للوصول الى اتفاق بين لبنان وإسرائيل، تشير الوقائع منذ أسابيع إلى حركة سياسية ناشطة، ولكن من دون أيّ مفاعيل. وما إن غادر الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بيروت، حاملاً خيبته معه، حتى أُعلِن عن توجّه رئيس كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط، للقيام بجولةٍ خلال هذا الأسبوع تشمل رؤساء الأحزاب والكتل النيابية، لإعادة طرح الملف الرئاسي من باب العودة إلى الحوار أو التشاور للتوصل إلى نقاط مشتركة. فيما يتقاطع أطراف الوسط السياسي المنقسم على التشاؤم حيال أيّ نتائج قد تسفر عنها مبادرة اللقاء الديموقراطي التي «ستكون شبيهة بتلك التي قام بها تكتّل الاعتدال ولم تصِل إلى نتيجة». ويعود هذا التشاؤم إلى حصيلة جولات المشاورات التي قام بها «الاعتدال» ثم لودريان، وما بينهما من اجتماعات اللجنة «الخماسية» مع القوى السياسية، إذ بات الاقتناع سائداً بعدم إمكانية التوصل الى توافق على الانتخابات الرئاسية، وحتى على الوجهة السياسية التي سيسلكها الوضع عموماً في ضوء الأحداث في غزة والمنطقة.
وفي مرحلة الانتظار هذه، قالت مصادر مطّلعة إن «فكرة المبادرة انطلقت بعدما طلب لودريان خلال لقائه الرئيس السابق للحزب الاشتراكي وليد جنبلاط العمل على المساعدة لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية من منطلق الموقع الوسط الذي يأخذه في الملف السياسي الداخلي»، علماً أن المتداول اليوم في بعض الكواليس السياسية أن «جنبلاط كان أوّل الناصحين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعدم زيارة لبنان (كانت الفكرة مطروحة قبل مجيء لودريان) بما أن لا معطيات أو وقائع من شأنها أن تعينه في مهمته، إن كان على الصعيد الداخلي أو الخارجي، وهو جوّ سمعه جنبلاط خلال زيارته الدوحة منذ أسبوعين. وبالمعنى العملي، فإن تخفيض حظوظ المبادرة يبدو منطقياً».
وقالت مصادر مطّلعة إن المبادرة لا تحمِل طروحات محددة بقدر ما هي عناوين عامة تؤكّد على الحوار والتشاور بينَ جميع الأفرقاء، بعدما طوِيت احتمالات عقد حوار جامع في مجلس النواب بسبب الرفض أو الشروط التي وضعتها قوى المعارضة والبحث عن مساحات مشتركة بين القوى السياسية. بينما يتمثّل العائق الأكبر في موقف رئيس حزب «القوات» اللبنانية سمير جعجع، الذي يبدو أنه ملتزم «مشروعاً تخريبياً» وفق المصادر التي لمحّت إلى دور ضمنيّ يقوم به السفير السعودي في بيروت وليد البخاري في هذا السياق، إذ تؤكد أكثر من جهة على «سلبية» هذا الدور، ما دفع بعض الجهات إلى توجيه «نصيحة» إلى لودريان بضرورة التنسيق مع الرياض لدفع حلفائها في لبنان إلى تليين مواقفهم وخفض سقوفهم.
وفيما تبدو مبادرة «الديموقراطي» محور متابعة، وإن كانت آفاقها تبدو مقفلة وسطَ تمسّك كل طرف بموقفه إن كان لجهة المرشحين أو موضوع الحوار والتشاور، غادر وفد من القوات اللبنانية يضمّ النائبين: بيار أبو عاصي وملحم الرياشي، وعضو الهيئة التنفيذية في القوات جوزيف جبيلي إلى الدوحة، أمس، للقاء المسؤولين القطريين، بعدما رفض جعجع تلبية الدعوة لأسباب «غير معروفة».
***************************
افتتاحية صحيفة البناء:
مجلس حرب الكيان يتلعثم في رفض أو قبول مبادرة بايدن… وتسريبات عن مرونة
استطلاعات الرأي: ثلث الكيان لا يعلم… والثلثان: 60 مع صفقة بايدن و40 ضد
جيش الاحتلال يتحدث عن 2000 عملية لحزب الله منذ الطوفان ونهاريا تحت النار
بعدما تبرأ نتنياهو من أبوة العرض التفاوضي الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن بصفته عرضاً إسرائيلياً، وصار اسمه صفقة بايدن، انعقد مجلس الحرب في الكيان لمناقشة مشروع الصفقة، وبدا أن التلعثم سيد الموقف حيث لا جرأة على إعلان القبول ولا جرأة على إعلان الرفض. فالحرب فشلت فشلاً ذريعاً، وكشف هجوم رفح حجم العجز العسكري لجيش الاحتلال عن تحقيق إنجاز، بينما أظهرت معارك جباليا تهالك الجيش وعجزه عن الصمود، وبدت صفقة بايدن حبل نجاة يُقدَّم للكيان للخروج من الفشل بمحاولة مقايضة مطالبة المقاومة بتضمين الاتفاق بإعلان صريح لوقف الحرب بصورة نهائيّة بضمانة أميركية. وهو ما يفسّر التسريبات التي أعقبت اجتماع مجلس الحرب عن مرونة سوف تظهر بانفتاح على البحث بشروط وقف الحرب والانسحاب من غزة، بينما تتساءل أوساط مقربة من قيادة المقاومة عن معنى الضمانات التي يقدمها رئيس أميركي يواجه انتخابات قد يخسرها بعد شهور وقد يأتي منافسه رئيساً ويحدث ما حدث مع ما هو أهم من الضمانات يوم أعلن الرئيس دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق الموقع مع إيران حول ملفها النووي وإعادة العمل بنظام العقوبات.
استطلاعات الرأي التي أجرتها هيئة البث الاسرائيلية قدمت صورة عن اتجاهات الرأي العام في الكيان، وقد كشفت الاستطلاعات أن ثلث المستطلعين بلا رأي وموقف من كل القضايا، وأن الثلثين الآخرين منقسمان بنسبة 60% مع صفقة بايدن و40% ضدها، و55% واثقون من الاتفاق إذا تم سوف يكون نهاية الحرب و45% يرون أن الحرب سوف تستأنف، و60% يرون أن تقويض قدرات المقاومة فوق طاقة الجيش مقابل 40% يثقون بأن الجيش سوف يحقق الهدف. وعلى الصعيد السياسي أظهر استطلاع هيئة البث أن مشروع حكومة بدون بنيامين نتنياهو سوف يحصد 69 مقعداً من أصل 120 في اي انتخابات مقبلة مقابل 51 لمعسكر نتنياهو وحلفائه، وأن بني غانتس يحوز 38 من ترشيح المستطلعين مقابل 30% لنتنياهو و32% لا يرون أن أياً منهما كفؤ ليتولى القيادة.
على جبهة لبنان وزعت المقاومة الإسلامية عبر إعلامها الحربي معلومات عن عملية استهداف المواقع العسكرية في كريات شمونة بالصواريخ بصفتها العملية رقم 2000 منذ الطوفان، بينما كان إعلام الكيان منشغلاً بما تحدثت عنه المعلومات حول طائرة مسيّرة استهدفت نهاريا وأشعلت النيران داخلها.
وفيما تتجه الأنظار إلى موقف حركة حماس من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي جو بايدن ومدى التزام «إسرائيل» به على أرض الواقع بعد موافقة مجلس الحرب الإسرائيلي على الاتفاق بعد تهديد وزراء التيار الديني المتشدد بفرط الحكومة إذا سار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بهذا الاتفاق، تترقب الأوساط السياسية انعكاس وقف إطلاق النار في غزة على الجبهة الجنوبية، في ظل التهديدات الإسرائيلية المستمرة التي توحي عكس ذلك، وأن «إسرائيل» ستشنّ عملية عسكرية برية على الجنوب بعد الانتهاء من غزة لإبعاد حزب الله عن الحدود 7 كلم لاستعادة أمن الشمال والمستوطنين المهجرين إليه.
وكشف استطلاع أجرته هيئة البث الإسرائيلية، أن “55% من الإسرائيليين يؤيدون توسيع المواجهة مع حزب الله بعد إبرام صفقة التبادل”.
غير أن أوساطاً سياسية لفتت لـ”البناء” إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سينسحب بطبيعة الحال على الجبهة الجنوبية، بالتوازي مع إطلاق مفاوضات غير مباشرة بين “إسرائيل” ولبنان عبر الوسيط الأميركي والأمم المتحدة على ترتيبات أمنية على الحدود لوقف العمليات العسكرية وتسوية النقاط المتنازع عليها. مشيرة الى أن الوسيط الأميركي سيزور لبنان فور الإعلان الرسمي عن وقف إطلاق النار في غزة ودخول الاتفاق حيز التنفيذ، وذلك للتوصل الى اتفاق بين لبنان و”إسرائيل”.
ونقلت شخصيات نيابية التقت مسؤولين أميركيين ومنهم كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة أموس هوكشتاين عنه لـ”البناء” تأكيده أنه يمتلك خطة لتطبيق القرار 1701 من بنود عدة تبدأ بوقف العمليات العسكرية من الجانبين اللبناني والإسرائيلي ثم إعادة المهجرين الجنوبيين الى مناطقهم، وعودة المهجرين الإسرائيليين من شمال فلسطين المحتلة اليها، ثم تثبيت وقف إطلاق النار وتعزيز عديد الجيش اللبناني وتوسيع نطاق انتشاره مع قوات الأمم المتحدة، وبعدها إطلاق مفاوضات على النقاط المتنازع عنها ومن ضمنها النقاط الـ13 والغجر باستثناء مزارع شبعا التي قال هوكشتاين إن هناك إثباتات على أنها سورية وليست لبنانية، وبالتالي لن يشملها أي اتفاق مرتقب ومتوقع.
لكن مصادر نيابية معنية جددت التأكيد بأن مزارع شبعا لبنانية وجميع البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة تتضمن التأكيد على لبنانية المزارع والتمسك بتحريرها بالوسائل المتاحة ومن ضمنها المقاومة. ولفتت المصادر لـ”البناء” بأن هناك الكثير من الإثباتات والوثائق تؤكد لبنانية مزارع شبعا اضافة الى رسالة صادرة عن وزارة الخارجية السورية الى الأمم المتحدة تؤكد أن المزارع لبنانية.
ورحبت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية “بتصريحات رئيس الولايات المتحدة الأميركية جو بايدن حول ضرورة وقف الحرب في غزة، وانسحاب “إسرائيل” من القطاع، وتبادل الأسرى، وترى فيها فرصة ونافذة لتطبيق حل الدولتين المبني على قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية الصادرة عن قمة بيروت لعام 2002. كما شجعت الوزارة كافة مبادرات السلام المرتكزة الى العناصر المذكورة أعلاه”.
ودعت الوزارة في بيان، “الى أهمية أن تتضمن كافة المبادرات المتعلقة بإعادة الهدوء الى الحدود الجنوبية اللبنانية التطبيق الشامل لقرار مجلس الأمن ١٧٠١. فلقد عانى اللبنانيون كثيراً، ودفعوا أثماناً غالية بسبب تطبيق أنصاف الحلول، بدل البحث عن حلول دائمة تحفظ السلم والأمن الإقليميين. كذلك، حان الوقت لانسحاب “إسرائيل” من ما تبقى من أراضٍ لبنانية محتلة بما فيها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وانسحابها الى الحدود اللبنانية المعترف بها دولياً، ووقف خروقاتها البرية، والبحرية، والجوية، من أجل الوصول الى مرحلة استقرار مستدام في جنوب لبنان”.
ميدانياً، شهدت الجبهة الجنوبية خلال اليومين الماضيين تصعيداً لافتاً بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث نفذت المقاومة سلسلة عمليات نوعية ومكثفة ضد مواقع وتجمّعات جيش الاحتلال، وصفها خبراء عسكريون بـ”الأشد إيلاماً” لجيش الاحتلال والتي ستترك تداعيات كبيرة على الداخل الإسرائيلي وتعمق مأزقه في الشمال. ولفت الخبراء لـ”البناء” الى أن جبهة الجنوب تشهد حرباً استخبارية وتكنولوجية وجوية حقيقية تمكن فيها حزب الله من فرض قواعد اشتباك معينة على “إسرائيل” ومعادلة ردع طيلة الأشهر الثمانية الماضية، ونجح في إدارته للحرب واللعب على نقاط ضعف العدو الميدانية والتكنولوجية والنفسية والمجتمعية والسياسية وتمكن من اختراق كل شيء حتى شبكة الاتصالات الهاتفية الإسرائيلية في الشمال.
وأسقطت المقاومة طائرة مُسيرة إسرائيلية فوق منطقة ديركيفا – جنوب لبنان. وأعلن حزب الله في بيان، أن “مجاهدي المقاومة الإسلامية كَمَنَوا لمسيرة من نوع هرمز 900 واستهدفوها بالأسلحة المناسبة فوق الأراضي اللبنانية حيث تم إسقاطها”. ونشر الاعلام الحربي للمقاومة مقطع فيديو يظهر بطاقة هدف الطائرة المسيّرة الإسرائيلية «Hermes 900 – كوخاف”.
وفي سياق متصل، أفادت اذاعة جيش الاحتلال أن المسيرة التي أسقطت واحدة من أكبر وأغلى الطائرات التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي. وأشار إلى أن “هذه المرة الرابعة التي يتمكن فيها حزب الله من إسقاط مسيّرة هجوميّة منذ بداية الحرب”.
من جهة أخرى، أعلن الاعلام الحربي في حزب الله أن “عناصر الحزب استهدفوا موقع البغدادي بالأسلحة الصاروخية وشنوا هجوماً جوياً بمسيرات انقضاضيّة على التموضع المستحدث للفصيل المدرع شمال ثكنة يفتاح استهدفت أماكن تموضع واستقرار ضباط العدو وجنوده وأوقعت فيهم إصابات مؤكدة”. وأضاف في سلسلة بيانات استهداف التجهيزات التجسسية المستحدثة في موقع المرج بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة ما أدى إلى تدميرها. ومقر قيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة بصواريخ بركان ثقيلة وأصابوه إصابة مباشرة مما أدى إلى اندلاع النيران فيه وتدمير جزء منه، بالاضافة الى استهداف مبنى يتموضع فيه جنود العدو في مستعمرة نطوعة بالأسلحة الصاروخية. كما استهدف مرابض مدفعية العدو في خربة ماعر وانتشارًا لجنوده في محيطها بالأسلحة الصاروخية وأصابوهم إصابة مباشرة.
واندلع حريق كبير داخل مقر قيادة اللواء الشرقي 769 (معسكر جيبور) في مستوطنة كريات شمونة المحاذية للحدود اللبنانية – الإسرائيلية، بعد سقوط صاروخ ثقيل تمّ إطلاقه من جنوب لبنان. ووصفت تقارير إسرائيليّة الأضرار داخل المقر المُستهدف بـ”الجسيمة”. وأفادت القناة 12 الإسرائيلية عن سقوط قذيفة صاروخية دون وقوع إصابات أو أضرار في محيط يفتاح وحرمون في الجليل الأعلى، وانفجرت صواريخ اعتراضية فوق ميس الجبل.
كما شنت المقاومة سلسلة هجمات جهادية موفقة استهدفت ثكنات ومقار لقوات العدو الصهيوني في الجولان السوري، وشمال فلسطين المحتلين كان أبرزها هجوم جوي بِسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر كتيبة الجمع الحربي في ثكنة يردن في الجولان المحتل، استهدفت رادار القبة الحديدية فيها وأماكن استقرار وتموضع ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة.
واستهدفت موقع “المرج” في الشمال الفلسطيني المحتل بقذائف المدفعية، وأصابته إصابةً مباشرة. وموقع حدب يارون وانتشار جنود العدو في محيطه. وقصفت مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح بعشرات صواريخ الكاتيوشا على دفعتين، وآلية عسكرية في كمين مُحكم عند بوابة موقع العباد بالأسلحة الصاروخية ما أدى إلى تدميرها واحتراقها بِمن فيها. وقصفت مستوطنتي “كريات شمونة” (مدينة الخالصة) و”المطلة” بعشرات صواريخ الكاتيوشا، وموقعي الرمثا والسماقة في تلال كفر شوبا وموقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وحققت إصابات مباشرة في المواقع المستهدفة.
وليل أمس أعلن جيش الاحتلال عن محاولات لاعتراض مسيرة في نهاريا فشلت ما تسبب باندلاع حريق في المنطقة. وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن الجيش الإسرائيلي اعترف بسقوط مسيّرة تابعة لحزب الله في نهاريا للمرة الأولى منذ بداية الحرب.
وأحيت قيادتا حزب الله وحركة أمل ذكرى أسبوع المرحومة السيدة نهدية صفي الدين “أم حسن”، والدة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وذلك باحتفال تكريمي حاشد أقيم في مجمع أبي عبد الله الحسين (ع) الثقافي في بلدة البازورية الجنوبية.
وأكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، أن جبهات المساندة أثبتت رغم كل الضغوط العسكرية الميدانية والضغوط السياسية، أنها مستمرة في نصرتها لغزة، شاء من شاء وأبى من أبى، وهذا قرار متفق عليه في لبنان والعراق واليمن، أنه من الممنوع الاستفراد بغزة. وجدّد قاووق تأكيده أن تصعيد الاعتداءات والاغتيالات لن يغيّر حقيقة الفشل “الإسرائيلي” في الميدان، ولن يوقف جبهة الإسناد، ولن يعيد المستوطنين إلى مستوطناتهم، وردنا على الاغتيالات والاعتداءات يكون بالجبهات، لا بالخطابات ولا بالتصريحات.
ولفت الشيخ قاووق إلى أنه بعد ثمانية أشهر من المواجهات المتواصلة مع العدو، المقاومة اليوم أكثر قوة مما كانت في 8 تشرين الأول، وهي ازدادت قوة كمًّا ونوعًا وعدة وعددًا.
وختم الشيخ قاووق بالقول: “إن مسيرات المقاومة فضحت هشاشة منظومات الدفاع الجوي “الإسرائيلية”، وأثبتت أنها تصل إلى حيث تريد أن تصل”.
بدوره رأى النائب أيوب حميّد أنه “إزاء العجز عن استحقاق الانتخابات الرئاسية رغم الجلسات الكثيرة، كان الخيار بالحوار والتشاور تحت قُبة البرلمان، والتي بُحّ صوت الرئيس نبيه بري وهو يدعو إليه ويكرره دون أن يجد آذانًا صاغية وقلوبًا تعي، بل كانت ذريعة الرفض دائمًا أن ذلك يخالف الدستور وآلياته، وهنا نسأل، أي مخالفة للدستور أن يلتقي نواب الأمة ليتشاوروا ويتحاوروا، واختاروا ما تشاؤون من التعابير، وهل هذا اللقاء والحوار والتشاور يلزم فريقاً ما بأن يأخذ رأي الفريق الآخر قسرًا وعنوة؟ وهل هذا الأمر كما يدّعي البعض هو مخالفة للأعراف فيما يتعلق بالانتخابات لاستحقاق الرئاسة الأولى؟”.
وعلمت البناء ان اللقاء الديمقراطي سيبدأ جولته السياسية لتسويق مبادرته الرئاسية في محاولة لإحداث خرق في جدار الازمة الرئاسية لا سيما بعد استشعر بأن الجهود الفرنسية ومبادرة اللجنة الخماسية لم تحقق نتائج ملموسة.
كما أفادت أوساط التيار الوطني الحر “البناء” أنّه ستكون لرئيس التيار النائب جبران باسيل في مقابلته على شاشة LBC مبادرة في الملف الرئاسي، تتطرق أيضاً لمقترحات في الملف الإصلاحي وذلك لوضع ركائز لنجاح الرئيس المقبل في ولايته.
على صعيد آخر، لوّح وزير المهجرين عصام شرف الدّين بورقة الاعتكاف وتسليم المهام إلى وزير الصّناعة، معلناً أنه تواصل معه ووضعه في الأجواء لكنّه ينتظر اجتماع الحكومة المقبل ومصير قوافل العودة.
ووصف في حديث تلفزيوني الحكومة بحكومة عرقلة الأعمال وليس تصريف الأعمال من أزمة الطوابع المالية الى النافعة والميكانيك الى الدوائر العقارية والأملاك البحرية.
وأوضح ان لا خطّة لإعادة النّازحين إلى بلادهم و”ما تقدّم به الوزير عبد الله بو حبيب في مؤتمر بروكسيل وتم عرضه في خلال الجلسة الاخيرة هو سلسلة مطالب تقدم بها لبنان فقط، ولم يتم التوافق عليها مع المفوضية على عكس ما قال الرّئيس نجيب ميقاتي، فيما الاتحاد الأوروبي ما زال متمسكاً بموقفه الرّافض عودة النّازحين الى بلادهم”. وأكّد أنّ “الداتا التّي تقدمت بها المفوضية منقوصة”، وقال: “هناك إضاعة للوقت، والمفوضية أصبحت المشكلة بدلاً من ان تكون مفتاح الحل”. ووصف المليار يورو بانها رشوة لإبقاء النازحين وتحويلنا الى حرس حدود”.
بدوره، أشار وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض في تصريح تلفزيوني عن زيارة سورية، الى انها “تأتي بإطار دعوة رسمية لاجتماع اللجنة التي تنسق في ملف المياه المشتركة، كما أنها نوع من التقدير لعدد كبير من الملفات المشتركة وتدل على رغبة لإعادة توطيد العلاقات بيننا”.
*****************************
افتتاحية صحيفة النهار
لبنان وإسرائيل على مشارف التصعيد الحربي الأخطر
اتخذت مؤشرات التصعيد المتدحرج على #جبهة الجنوب اللبناني وشمال #إسرائيل في الأيام الثلاثة الأخيرة دلالات بالغة الخطورة لعلها الأولى بهذا المستوى منذ اندلاع المواجهات الميدانية بين “الحزب” وإسرائيل في الثامن من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي على هذه الجبهة الرديفة للحرب في غزة. ومع ان أياً من الجهات اللبنانية الرسمية والأمنية لم تتفاعل علناً مع تزايد اخطار اتساع المواجهات والعمليات الحربية في أعماق جديدة على جانبي الجبهة بما ينذر بالأسوأ، فإن المعطيات العسكرية والميدانية التي عكستها التطورات الميدانية في الساعات الـ48 الأخيرة دلت بوضوح على أن الفريقين يُعدان العدة لكل الاحتمالات وتحديداً لانفجار حربي واسع من دون أن يعني ذلك حكماً أن انفجاراً كهذا بات حتمياً وصار من المتعذر تجنبه. فنوعية الصواريخ التي زج بها “الحزب” وكثافة تركيزها التدميري على المستوطنات في الشمال فاقت كل قواعد الاشتباك منذ اندلاع المواجهات، كما أن إسرائيل التي ضاعفت عدد الطلعات و#الغارات بالطيران المسيّر أو الحربي وأعلنت جهاراً أن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أعطى التوجيهات إلى الجيش الإسرائيلي لتوسيع الضربات على لبنان بدت عبر ذلك كما عبر تركيز أعلامها على الأسلحة الجديدة التي ادخلها “الحزب” الى المعركة كأنها تهيّئ الأجواء لذروة الاحتمالات التصعيدية.
غير أن أوساطاً ديبلوماسية مراقبة عن كثب لهذه التطورات بدت كأنها تربط الهبوب الحار “للعاصفة الموسمية” الجديدة على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية بتموجات الاقتراح التجريبي الذي طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف حرب غزة انطلاقاً من الربط الواضح بين الجبهتين بما يعني أن مرحلة الغموض التي تفصل عن بت مصير مقترح الرئيس الأميركي تترجم ميدانياً بتزايد التصعيد في حرب غزة كما على الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية. ولكن الأوساط نفسها حذرت بقوة من أي استهانة بخطورة تفلت الحسابات الميدانية في أي لحظة خصوصاً في ظل تحفز كل من إسرائيل و”الحزب” لأن يكون الآخر يعد لضربة مفاجئة او مباغتة ربما تؤدي الى انفجار غير محسوب. ولذا توقعت الأوساط نفسها أن يتضح المسار الجدي للتطورات الميدانية في الأيام الطالعة علماً أنها كشفت عن ضغوط ديبلوماسية كبيرة للغاية بدأت تمارس في كل الاتجاهات الإقليمية لمنع انزلاق لبنان الى السقوط في حرب كبيرة. وفي اطار التحركات الديبلوماسية ذات الصلة يقوم اليوم وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري كني بزيارته الأولى لبيروت بعد تعيينه ويلتقي رئيسي المجلس والحكومة ووزير الخارجية والسيد نصرالله.
الوقائع الميدانية
وفي ابرز الوقائع الميدانية خلال الساعات الأربع والعشرين الاخيرة أفاد مراسل “النهار” عن سقوط إصابات إثر غارتين إسرائيليتين استهدفتا ميس الجبل، وذلك بعدما استهدف الجيش الإسرائيلي صباحاً منزلاً في بلدة حولا، حيث سقط مدنيان مزارعان فيه هما الشقيقان علي مصطفى ومحمد مصطفى قاسم.
وقد اعتبرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن “تصعيد “الحزب” يتزامن مع الوقت الذي توعّدت فيه “حركة ح ” بحرب استنزاف في غزة. ويبدو أن الحزب يسعى إلى زيادة هجماته في الوقت نفسه الذي تزيد فيه “حركة ح ” أيضاً هجماتها على الجيش الإسرائيلي في غزة. ويبدو أن هذا هو جزء من حملة ضغط شاملة لإظهار لإسرائيل أن محور المقاومة الإيراني يحقق النجاح بعد ما يقرب من ثمانية أشهر من الحرب”.
وكان “الحزب” قد أسقط مسيّرة متطورة للجيش الإسرائيلي يوم السبت الماضي. وبحسب الإعلام العبري، فإن “الحزب” بدأ باستخدام صواريخ كروز، ويُعد استخدام هذا الصاروخ تصعيداً خطيراً. وهذا يوضح كيف تقوم إيران بتصدير تكنولوجيتها إلى مجموعات مختلفة في المنطقة، وفق المصدر نفسه. وبرأي “جيروزاليم بوست”، فإن “الحزب” على استعداد “لتوسيع الصراع”.
وأعلن “الحزب” أمس الأحد تنفيذ هجوم جوي بمسيّرات انقضاضية على ثكنة يردن في الجولان، واستهداف رادار القبة الحديدية وأماكن الضباط والجنود ما أدى إلى تدمير الرادار وإيقاع قتلى وجرحى. وقال الحزب إنه شن هجوماً جوياً بِسرب من المسيّرات الإنقضاضية على مقر كتيبة الجمع الحربي في ثكنة يردن في الجولان المحتل، حيث استهدفت رادار القبة الحديدية فيها وأماكن استقرار وتموضع ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة، ما أدى إلى تدمير الرادار وتعطيله وإيقاع الضباط والجنود بين قتيلٍ وجريح”.
من جهتها، أفادت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن 4 مسيّرات اقتحمت أجواء إسرائيل من جهة لبنان، وقد تم إسقاط إحداها بمنطقة المطلة والأخريات بالجولان. وكان “الحزب” أعلن السبت الماضي تنفيذ 10 عمليات هجومية ضد القوات الإسرائيلية، أبرزها استهداف مقر قيادة “اللواء 769” في ثكنة كريات شمونة، وإسقاط مسيرة من نوع “هرمز 900”. واعلن الحزب أمس تنفيذ سلسلة عمليات منها أنه قصف برمايتين متتاليتين مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح بعشرات صواريخ الكاتيوشا. كما قصف آليات إسرائيلية في موقع العباد ودمر احداها ثم قصف كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا كما مستوطنة المطلة.
المشهد الداخلي
وسط هذه التطورات الميدانية غابت معالم التحركات السياسية الداخلية فيما ينتظر أن يشرع تكتل “اللقاء الديموقراطي” برئاسة النائب تيمور جنبلاط بتحرك سياسي واسع جديد يشمل جميع الافرقاء السياسيين والكتل النيابية. وسيتبلور مضمون هذا التحرك قبيل انطلاق التكتل في جولته علماً أنه يهدف الى محاولة حضّ الجميع على توافق سياسي عريض يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية.
وفي سياق الدور الذي تضطلع به قطر بين الافرقاء اللبنانيين، وبعد زيارة الزعيم الدرزي #وليد جنبلاط ونجله تيمور الاسبوع الماضي للدوحة، وصل أمس الى الدوحة وفد من حزب “##القوات اللبنانية” يضم النائبين بيار ابو عاصي وملحم الرياشي والدكتور جوزف جبيلي عضو الهيئة التنفيذية في “القوات” لتمثيل الحزب ورئيسه سمير جعجع في لقاءات عدة سيعقدها مع كبار المسؤولين القطريين تتركز على الأزمة الرئاسية وستستمر الزيارة إلى يوم الخميس المقبل.
وفي الإطار الرئاسي أيضاً توقّع النائب سيمون أبي رميا أمس عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت قبل آب (أغسطس) المقبل لافتاً الى أنه “غادر مع نفحة إيجابية بعد ما سمعه عن الفصل بين الرئاسة وغزة وقبول بعض المعارضة بالتشاور”. وقال إن لودريان يعول على الحراك الجنبلاطي وكتلة الاعتدال .
اما في المواقف البارزة، فتناول أمس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كعادته الأزمة الرئاسية وقال: “كم نتمنّى لو أنّ المؤمنين السياسيّين يشعرون بموهبة الروح القدس، وبقيمتها في حياتهم، لفتحوا أذهانهم وعقولهم لقبوله، ولقراءة علامات الأزمنة في حياتهم على ضوئه… فكيف يستطيع أي سياسيّ القيام بوظيفته الخطيرة من دون العودة إلى الروح القدس. لو فعلوا ذلك لكانوا انتخبوا رئيسًا للجمهوريّة، وقبل نهاية خدمة الرئيس العماد ميشال عون وفقًا للدستور ولكانوا اختاروا منذ ذاك الحين رئيسًا يغيّر ويخلق بيئة وطنيّة جديدة نظيفة، وسلوكًا أخلاقيًّا، والتزامًا بالثوابت التاريخيّة. فلنصلِّ، كي يلهم الله السياسيّين استلهام الروح القدس، لكي يصحّحوا مسيرتهم وقراراتهم لخير لبنان واللبنانيّين”.
بدوره حذر متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة من أن “بعد استغلال النفوذ لسنوات، والتلطي وراء المراكز من أجل استنفاد خيرات البلد وتخطي قوانينه، واتخاذ القرارات التي تناسب المصالح ولو على حساب المصلحة العامة، ها نحن أمام تعطيل مشبوه لانتخاب رئيس، يساهم في تفكك السلطة وتحلل الدولة. وما يفاقم الوضع تقاعس السلطة عن البحث الجدي عن حل للمشاكل العديدة التي تنغص حياة اللبنانيين وأولها انهيار الاقتصاد وكيفية إعادة أموال المواطنين، والحرب التي يتحمل نتائجها اللبنانيون من دون موافقتهم عليها، وتردي الأخلاق، والفوضى التي تعم قطاع التربية، وضياع الطلاب نتيجة القرارات العشوائية التي تساهم في تدني مستوى التعليم… اللبنانيون، مسؤولين ومواطنين، ارتكبوا ويرتكبون أخطاء كثيرة في حق وطنهم، لكن الوضع لم يعد يحتمل وعلى الجميع تدارك الأمر. أما النواب، فعلى عاتقهم مسؤولية تاريخية في تطبيق الدستور دون مواربة، وانتخاب رئيس في أسرع وقت لكي تعود المؤسسات إلى العمل المنتظم المنتج المبني على الصدق والأمانة وابتغاء الخير العام”.
************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
وفد “القوات” إلى قطر والمبادرة الجنبلاطية تبدأ غداً بـ”الحزب”
جبهة الجنوب تتوسّع… وإلى التهاب وباقري آتٍ ليصُبَّ الزيت على النار
تصاعدت المواجهات على الجبهة الجنوبية منذ إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الجمعة الماضي مبادرة للتهدئة تشمل حرب غزة والجنوب معاً. وشهدت مختلف مناطق الجنوب البعيدة نسبياً عن الحدود توسعاً لهذه المواجهات بشكل غير مسبوق أدى الى سقوط ضحايا وتدمير ممتلكات. وفي المقابل، شنّ «الحزب» سلسلة عمليات شملت مناطق عدة في الشمال الإسرائيلي والجولان المحتل ترافقت مع اندلاع حرائق أجّجتها موجة الحر الراهنة. وأفاد استطلاع لهيئة البث الإسرائيلية أنّ 55% من الإسرائيليين يؤيدون توسيع المواجهة مع «الحزب» بعد إبرام صفقة التبادل مع “حركة ح “. وتزامن التطور الميداني مع وصول القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري كني اليوم الى بيروت، في أول تحرك خارجي له بعد مقتل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان. ويحفل برنامج المسؤول الايراني بلقاءات مع المسؤولين وقادة محور الممانعة، وفي مقدمهم «الحزب».
وكان باقري أعلن أول من أمس أن جولته الإقليمية إلى سوريا ولبنان في إطار التشاور من أجل «تضافر جدي في مواجهة جدية وفعالة لمحاربة جرائم الصهاينة»، كما أفادت وكالة «مهر» الايرانية للأنباء.
وبالتزامن، أجرى الجيش الإسرائيلي «تدريبات على القيادة العسكرية في القيادة الشمالية، كجزء من التحضير للمعركة في الساحة الشمالية»، وفق القناة 13 العبرية، التي أضافت: «حضر التمرين ضباط نظاميون واحتياطيون في مقر قوات الدفاع الشعبي من أسلحة وأجنحة، وتدربوا على سيناريوات تحاكي توسع الحرب في الساحة، فضلاً عن حرب متعددة الساحات. ومن بين أمور أخرى، مارست الفرقة 36 القتال في الساحة». وأشارت الى زيارة رئيس الأركان اللواء هارتسي هاليفي قيادة الشمال كجزء من التمرين.
ومن أحوال الميدان الى التطورات السياسية، بدأ أمس وفد من حزب «القوات اللبنانية» زيارة لقطر تستمر الى الخميس المقبل لتمثيل رئيس «الحزب» سمير جعجع في لقاء كبار المسؤولين القطريين، وضمّ الوفد النائبين بيار ابو عاصي وملحم الرياشي وجوزيف جبيلي عضو الهيئة التنفيذية.
وقالت مصادر المعارضة لـ»نداء الوطن» أنّ قطر تسعى الى إخراج لبنان من مرحلة الشغور الرئاسي، كما تفعل فرنسا ضمن اللجنة الخماسية.
وفي سياق متصل، يبدأ غداً رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد، جولة اتصالات تهدف الى طرح مبادرة لمقاربة الأزمات الداخلية. وستكون المحطة الأولى عند «الحزب».
وذكرت أوساط «اللقاء» أنّ المبادرة تتناول «فصل الرئاسة عن غزة والجنوب والتزام اتفاق الطائف والقواعد الدستورية والتسليم بواقعِ التوازنات في المجلس النيابي».
******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
الاستهداف الإسرائيلي للمدنيين يثير مخاوف لبنانية
مسيّرات لـ«الحزب» في عكا ونهاريا والجولان
بيروت: نذير رضا
أثار التركيز الإسرائيلي خلال الأسبوع الأخير على استهداف المدنيين في جنوب لبنان، مخاوف لبنانية من مساعٍ إسرائيلية لإفراغ المنطقة الحدودية بالكامل من سكانها، وتحويلها إلى منطقة عسكرية، وذلك إثر مقتل 10 مدنيين خلال 8 أيام، باستهداف دراجات نارية ومستشفى، وأخيراً فلاحين اثنين قُتلا، الأحد.
وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية أن «شهيدين مدنيّين سقطا في غارة جوية» على بلدة حولا «استهدفت منزلهما». وقال مسؤول محلي من جهته لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن القتيلين هما «شقيقان يعملان في رعي الأغنام»، مضيفاً أن الغارة «أدت إلى تدمير المنزل» الذي يقطنان فيه «بالكامل».
وقالت مصادر ميدانية في الجنوب لـ«الشرق الأوسط» إن منطقة الشريط الحدودي التي تمتد مسافة نحو 100 كيلومتر، «لم يبقَ فيها إلا المئات من سكانها المدنيين»، وسط نزوح نحو 100 ألف مدني، وإحجام نحو 200 ألف آخرين عن ارتياد المنطقة، وهم ممن يمتلكون منازل كانوا يرتادونها في عطلة نهاية الأسبوع أو في المناسبات. ولفتت المصادر إلى أن المدنيين الباقين في القرى والبلدات الحدودية «هم من الفلاحين والعجائز الذين لا يمتلكون قدرات مالية تمكنهم من استئجار المنازل خارج المنطقة، ويرفضون أن يقطنوا في المدارس والمجمعات».
منطقة عسكرية
ركز الجيش الإسرائيلي خلال الأسبوع الفائت على استهداف المدنيين ممن يزورون المنطقة، أو يقيمون فيها، وأدى الاستهداف المباشر إلى مقتل 10 مدنيين، هم 4 في مطلع الأسبوع الماضي في حولا وعيتا الشعب، ثم اثنان أمام مستشفى غندور في بنت جبيل، ومدنية في عدلون، ومسعف، واثنان آخران في حولا، الأحد.
وقالت المصادر إن هذه الاستهدافات المباشرة «تثير المخاوف من أن إسرائيل تسعى لتحويل المنطقة إلى منطقة عسكرية بالكامل، وتستهدف كل من يقيم فيها بذريعة ملاحقة المقاتلين، وتمنع أي وجود لمظاهر الحياة المدنية في تلك البلدات»، مضيفة: «ذلك واضح من الملاحقات والتدمير الممنهج للمنازل والمنشآت حتى الفارغة منها».
وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، أنه نفذ خلال 72 ساعة 40 استهدافاً في جنوب لبنان، بينها مقرات قيادية لـ«الحزب»، وذلك في أوسع موجة تصعيد بين الطرفين طالت أهدافاً أكثر عمقاً على ضفتي الحدود، وأعلن «الحزب» خلالها عن إسقاط مسيّرة إسرائيلية، وقصْف أهداف في الجولان، بينما استهدفت الغارات الإسرائيلية منطقتي عدلون وحومين القريبتين من ثيدا، فضلاً عن تنفيذ غارات في بعلبك شرق لبنان.
مسيّرات على الجولان
تَوَاصَلَ التصعيد يوم الأحد، حيث أعلن «الحزب» في بيان عن «هجوم جوي بِسرب من المسيّرات الانقضاضية» شنّه «على مقر كتيبة الجمع الحربي في ثكنة (يردن) في الجولان المحتل، حيث استهدفت رادار القبة الحديدية فيها وأماكن استقرار وتموضع ضباطها وجنودها، وأصابت أهدافها بدقة؛ ما أدى إلى تدمير الرادار، وتعطيله، وإيقاع الضباط والجنود بين قتيل وجريح»، وذلك غداة قصف الجيش الإسرائيلي مواقع لـ«الحزب» في منطقة بعلبك شرق لبنان.
وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي في حولا وبنت جبيل وميس الجبل، بينما سقطت قذائف مدفعية في أكثر من موقع في القطاعين الشرقي والغربي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، صباح الأحد، أنه رداً على إسقاط طائرة دون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي كانت تعمل في سماء لبنان بصاروخ أرض – جو أطلقه «الحزب»، «هاجمت طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو مجمعاً عسكرياً يستخدمه (الحزب) في منطقة البقاع (شرق لبنان)». وأضاف البيان: «قصفت طائرات مقاتلة ليلاً، مقراً عسكرياً آخر للتنظيم في منطقة بنت جبيل بجنوب لبنان، إلى جانب مقر التنظيم في منطقة قانا».
وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن إطلاق أكثر من 15 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى. وشهدت موشاف مرجليوت انفجارات عنيفة عقب إطلاق رشقة صاروخية من لبنان، وأشارت إلى أن الحريق اندلع جراء إطلاق الصواريخ من لبنان في كيبوتس يفتاح، كما انفجرت صواريخ اعتراضية عدة فوق ميس الجبل وحولا والعديسة.
الساحل الشمالي
وبعد الظهر، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بدويِّ صافرات إنذار في جديدة المكر وعكا وشمال حيفا على الساحل الشمالي الحدودي مع لبنان، كما في الجولان، وتحدثت عن نزول نحو 100 ألف إسرائيلي إلى الملاجئ. وأفادت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية بأن 4 مسيّرات اقتحمت أجواء إسرائيل من جهة لبنان، وقد جرى إسقاط إحداها بمنطقة المطلة والأخريات بالجولان.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن طائرتين مسيّرتين حلقتا فوق عكا ونهاريا، و«لم يجرِ اعتراضهما، إنما انفجرتا على الأرض». كما سقطت صواريخ في كسترين بجنوب هضبة الجولان، حيث اندلعت الحرائق في القاعدة العسكرية في كسترين نتيجة صواريخ الحزب.
***********************
افتتاحية صحيفة اللواء
رهان لبناني على مبادرة بايدن.. لكبح الحرب المتوسِّعة
حراك جنبلاطي رئاسي غداً.. وسقوط مسيَّرة في نهاريا وفرار جماعي من مستوطنات الشمال
حفِلت نهاية الاسبوع، على جبهة المساندة في الجنوب، بجنوح اسرائيلي خطير الى استهداف المدنيين الآمنين في منازلهم في المدن والقرى الجنوبية.. ورمت الغارات المعادية على مدينة بنت جبيل، الى إلحاق الخراب الهائل، وهذا ما حدث في ساحة عاصمة القضاء الذي يضم عشرات القرى من الحدود الى خط مجرى نهر الليطاني.
وإزاء هذا التمادي الاسرائيلي الخطير، في التوسع باستهداف قرى وحقول وطرقات، ليس فقط في اقضية الجنوب، بل امتد العدوان الى بعلبك وقراها ومؤسساتها، لجأت المقاومة الى تشديد خط الردع، عبر ارسال عشرات المسيرات الانقضاضية الى مستعمرات الجليل الغربي، وصولاً الى مقر قيادة جيش الاحتلال في الجولان السوري المحتل.
ومع المساعي الجارية للتوصل الى ترتيبات وطرح مقترح الرئيس الاميركي جو بايدن موضع التنفيذ في ما خصَّ انهاء الحرب في غزة، تراها مصادر لبنانية متابعة على انعكاس ذلك تبريداً لجبهة الجنوب، وبالتالي الانتقال الى حراك باتجاه اعادة الاعمار ومعالجة النقاط التي تحتلها اسرائيل عند الخط الازرق، في اطار ترتيبات لوقف نار مستديم عند الحدود الجنوبية- الاسرائيلية، يسمح باعادة المواطنين الى منازلهم.
وعكس وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب موقف الترحيب اللبناني بتصريحات الرئيس الاميركي حول انهاء الحرب في غزة، وشمول المقترح معالجة الوضع في جنوب لبنان، وتطبيق القرار 1701.
قمة باريس
وستجري محادثات بين الرئيس ايمانويل ماكرون مع الرئيس بايدن في باريس، حيث سيحضر الملف الرئاسي بقوة في القمة، خلال زيارة الدولة لبايدن الى العاصمة الفرنسية.
وربطت مصادر فرنسية بين الكلام عن «ايجابيات لمسها الموفد الرئاسي لودريان مبنية على ما سمعه من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، ان لا ربط بين حرب غزة وانتخابات رئاسة الجمهورية، وسمع، وحسبما ذكر ان النائب رعد لم يأتِ خلال الاجتماع مع لدوريان على ذكر اسم المرشح سليمان فرنجية، وانه مع الاتفاق.
اللقاء الديمقراطي وإبقاء الملف حياً
رئاسياً، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن تحرك اللقاء الديمقراطي في الملف الرئاسي يشكل فرصة لإمكانية وضع هذا الملف في سُلَّم أولويات البحث من أجل نقله من حال المراوحة هو حراك يعقب زيارة الوزير الفرنسي جان ايف لودربان ومن شأنه أن يشغل الساحة المحلية ولن يبتعد عن مناخ دعوة الحوار أو التشاور، مشيرة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها هذا اللقاء بحراك، فهو كان سبَّاقاً في المبادرات أو المساعي لاسيما بالنسبة إلى لائحة الأسماء.
وقالت هذه المصادر إلى أن الهدف الأساسي هو تخفيف الاحتقان وليس الترويج لأسماء محددة، معلنة أنه إذا لم يخدم أو يحقق نتيجة فليس له أن يحدث أي ضرر، ورأت أن هناك لقاءات متعددة للقاء الديمقراطي ولا يمكن الحديث عن نجاحها أو فشلها منذ الآن، لأن مسعى الديمقراطي مضبوط بسلسلة عوامل ومعطيات محددة لا تنفصل عن نشاط الديبلوماسية الخارجية بشأن الأوضاع في غزة والجنوب.
ويباشر رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط لقاءاته غداً الثلثاء مع رؤساء الكتل والنواب، بحثاً عن لقاء عند منتصف الطريق لاعادة احياء جهود ملء الفراغ في الرئاسة الأولى.
وفد «القوات» إلى قطر
وعشية توجُّه وفد من «القوات اللبنانية» الى قطر، بدعوة رسمية في اطار الدعوات للكتل والاحزاب اللبنانية للتشاور، في ما يمكن القيام به لإنهاء الشغور الرئاسي، اوضح عضو «كتلة الجمهورية القوية» (حزب القوات) النائب غسان حاصباني، والذي سيكون في عداد الوفد، ان ملفات كثيرة ستبحث خلال الزيارة، ومن ضمنها رئاسة الجمهورية واصفاً اتفاق الدوحة، الذي أدى الى اجراء انتخاب رئاسية في الـ2008، بالاتفاق على انتخاب الرئيس ميشال سليمان، بأنه كان حالة استثنائية، وقال: نحن نطرح تشاوراً في مجلس النواب، خلال الجلسات أو بينها وليس «جلسة تشاور».
باقركني في بيروت
دبلوماسياً، وفي اول زيارة من نوعها،يصل القائم بأعمال الخارجية الايرانية علي باقركني الى بيروت اليوم، في اول تحرك خارجي له، على ان يلتقي الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، ويزور السيد نصر الله، ويلتقي قيادات من المقاومة الفلسطينية.
واعتبرت مصادر سياسية قيام وزير الخارجية الايراني الجديد علي باقركني الى لبنان في أول زيارة يقوم بها إلى خارج ايران بعد تعيينه في منصبه، خلفا للوزير عبد اللهيان الذي قتل في حادث سقوط طائرة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي مؤخرا، بمبادرة منه ومن دون أي دعوة رسمية من قبل وزارة الخارجية اللبنانية، مؤشر لافت على مدى استخفاف النظام الايراني بسيادة الدولة اللبنانية، وتجاهل اللياقات والاصول الديبلوماسية التي تحكم التعاطي السياسي بين الدول.
وشددت المصادر على ان زيارة وزير الخارجية الايراني الجديد الى لبنان على وجه السرعة وفي غمرة تصاعد المواجهة العسكرية التي يخوضها الحزب وقوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية والمناطق المتقابلة، مؤشر على اهتمام النظام الايراني وتدخله المباشر ومتابعته الحثيثة لمجريات هذه المواجهات، والخشية من ان تتحول إلى حرب واسعة بين الطرفين بعد توقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، اذا لم تنجح المساعي والجهود الديبلوماسية المبذولة لوقفها والتوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار بين الحزب وإسرائيل.
واشارت المصادر إلى أن من مؤشرات زيارة الوزير كني في بداية مهماته، استغلاله لبنان كمنصة سياسية واعلامية في المنطقة والعالم، لتقديم نفسه وتظهير الخطوط العريضة للديبلوماسية الايرانية بعد مقتل الوزير اللهيان، ولاعطاء انطباع باستمرار السياسة الخارجية نفسها من دون أي تغيير.
فياض في دمشق
وفي اطار التحرك على خط سوريا، يتوجه اليوم وزير المياه والطاقة وليد فياض، لاجراء محادثات حول اتفاقيات تقاسم مياه العاصي ونهر ابو علي (النهر الكبير).
ويشارك في الاجتماعات مع وزير الموارد المائية حسين مخلوف الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني- السوري نصري خوري على ان يزور فياض لاحقا وزير الكهرباء غسان الزامل.
الوزير المشاكس
وسط ذلك، يزور وزير المهجرين عصام شرف الدين كوزير مشاكس في حكومة تصريف الاعمال، التي وصفها بـ «حكومة عرقلة الاعمال»، وقال» لا نية لاعادة المهجرين، ولا خطة، وما تقدم به بوحبيب في بروكسيل، بعد سلسلة مطالب لم يتم التوافق عليها مع المفوضية، وان الداتا التي تقدمت بها المفوضية منقوصة، واشار الى انه يدرس الاعتكاف وتسليم مهامه الى وزير الصناعة.
الوضع الميداني
ميدانياً، تمكنت دفاعات المقاومة الجوية من اسقاط مسيرة اسرائيلية من نوع «هرمس 900» يوم السبت الفائت.
وامس، استهدف “الحزب” بصواريخ الكاتيوشا مستعمرة المطلة بالاسلحة الصاروخية المباشرة، كما استهدف مستوطنة المطلة بصواريخ مضادة للدروع.
وعند السابعة من مساء امس، استهدف “الحزب” موقع الرمثا في تلال كفرشوبا، بالاسلحة الصاروخية، كذلك استهدف موقع زبدين في مزارع شبعا.
وليلاً، اعترف الجيش الاسرائيلي بسقوط مسيرة في نهاريا للمرة الاولى منذ بداية الحرب.
وأدت استهدافات “الحزب” للمستوطنات في الشمال الى هروب المستوطنين الاسرائيليين، باتجاه الداخل الاسرائيلي من مناطق الشمال.
واوردت القناة 14 الاسرائيلية، خلال اجتماع رؤساء البلديات في الشمال مع القائد العام لمنطقة الشمال اوري غوراين اثار العجز عن اعتراض صواريخ “الحزب”، وبدل ان يجيب المسؤول العسكري عن الاسئلة، وجه انتقادات الى اميحاي شيزان رئيس بلدية كريات شمونة.
وواصلت الطائرات المعادية الغارات على بلدات عيتا الشعب، حولا، حيث سقط شهيدان مدنيان، وبنت جبيل، كما استهدف العدو الاسرائيلي اعالي القمة في شبعا بالقذائف الفوسفورية.
**********************
افتتاحية صحيفة الديار
هجوم رئاسي مضاد من «الثنائي»… أسبوع حاسم في غزة – بولا مراد
لا يزال التصعيد سيّد الموقف على جبهة جنوب لبنان منذ اكثر من 48 ساعة، فبمقابل تكثيف العدو الاسرائيلي قصفه للقرى والبلدات اللبنانية صعّد “الحزب” عملياته العسكرية باتجاه الاراضي المحتلة كمًّا ونوعا.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع ان «رفع الحزب وتيرة عملياته يأتي ردا على تصعيد اسرائيلي مقابل وللقول بأنه ممنوع تجاوز الخطوط الحمراء وبخاصة لجهة استهداف المدنيين»، لافتة في تصريح لـ»الديار» الى ان «التصعيد يندرج ايضا في سياق الضغوط العسكرية المتزايدة بهدف وقف الحرب في غزة خاصة مع استشعار محور المقاومة انه بات قاب قوسين او ادنى من فرض وقف العدوان بشروط المقاومة».
عمليات مكثفة للحزب
فأفيد عن شنه هجوماً جوياً بِسرب من المسيرات الإنقضاضية على مقر كتيبة الجمع الحربي في ثكنة يردن في الجولان المحتل، حيث استهدفت رادار القبة الحديدية فيها وأماكن استقرار وتموضع ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة، مما أدى إلى تدمير الرادار وتعطيله وإيقاع الضباط والجنود بين قتيلٍ وجريح». كما أَعدَّ مجاهدو «المقاومة الإسلامية» كميناً مُحكماً لِحركة آليات العدو الإسرائيلي في موقع العباد وعند وصول الآليات إلى بوابة الموقع استهدفوا إحداها بالأسلحة الصاروخية المباشرة، مما أدى إلى تدميرها واحتراقها بِمن فيها. وطالت عمليات المقاومة موقع حدب يارون وانتشار جنود العدو الإسرائيلي في محيطه، كما مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح بعشرات صواريخ الكاتيوشا وكريات شمونة (مدينة الخالصة) ومستعمرة المطلة.
وبعد ظهر الاحد، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بدويِّ صافرات إنذار في جديدة المكر وعكا وشمال حيفا على الساحل الشمالي الحدودي مع لبنان، كما في الجولان، وتحدثت عن نزول نحو 100 ألف إسرائيلي إلى الملاجئ. وأفادت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية بأن 4 مسيّرات اقتحمت أجواء إسرائيل من جهة لبنان، وقد جرى إسقاط إحداها بمنطقة المطلة والأخريات بالجولان.
“الحزب” استخدم 5% من اسلحته
بالمقابل، قصف العدو اطراف الناقورة والضهيرة ويارين وبلدة حولا وسقطت عدة قذائف مدفعية على تلة العويضة لجهة الطيبة، كما انفجرت عدة صواريخ اعتراضية فوق ميس الجبل وحولا والعديسة. هذا واستهدف القصف المدفعي والفوسفوري بلدة الخيام.
ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن تقديرات للجيش الاسرائيلي وأجهزة الأمن بان “الحزب” استخدم 5% فقط من أسلحته خلال الأشهر الماضية. كما قالت ان “الحزب” استخدم أسلحته اختبارا للجيش واستعدادا لحرب واسعة.
هدنة قريبة؟
في هذا الوقت، يفترض ان يكون هذا الاسبوع حاسما بما يتعلق بموضوع هدنة غزة بعد الخطة التي طرحها الرئيس الاميركي جو بايدن لوقف الحرب.
وتعتبر مصادر معنية بالملف ان «رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بات محشورا اكثر من اي وقت مضى وهو محاصر من كل الاتجاهات، فلا هو قادر على رفض المقترح الاميركي ما يؤدي لشرخ كبير مع الادارة الاميركية لا يمكنه ان يواصل القتال في ظله كما انه لا يستطيع ان يسد اذنيه عن الضجيج والانقسامات الداخلية التي تهدد حكومته كما مستقبله السياسي». وتضيف المصادر لـ»الديار»:»لكن يمكن القول اليوم اننا بتنا اقرب من اي وقت مضى من هدنة في القطاع قد لا تنسحب على لبنان اذا شعر نتنياهو ان وقف القتال على كل الجبهات سيؤثر سلبا عليه في الداخل».
وبالامس، اعتبر أوفير فولك، كبير مستشاري نتنياهو، إن الصفقة التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن ليست جيدة، مؤكدا في الوقت ذاته رغبة إسرائيل الشديدة في إطلاق سراح الرهائن.وأوضح فولك أن تل أبيب لم ترفض مقترحات بايدن، مشيرا إلى أن إسرائيل بحاجة لدراستها.
من جهته، تعهد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بدعم نتانياهو لإتمام صفقة للإفراج عن الاسرى، في إطار مقترح بايدن، للوصول إلى وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة.
ويأتي تعهد هرتسوغ بدعم نتانياهو بعد أن هدد وزيران إسرائيليان من اليمين المتطرف، يوم السبت، بالانسحاب من حكومة رئيس الوزراء الائتلافية إذا مضى قدما في مقترح الهدنة الذي أعلنه بايدن.
ولوح وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بأن حزبه سيحل الحكومة إذا تمت الصفقة، وانتقد المقترح، فيما قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إنه «لن يكون جزءا من حكومة توافق على الإطار المقترح».
من جهته، اعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل لن تقبل باستمرار “حركة ح ” في حكم غزة في أي مرحلة خلال عملية إنهاء الحرب، وقال انهم يدرسون بدائل للحركة.
وأضاف في بيان:»بينما ننفذ عملياتنا العسكرية المهمة، تعمل مؤسسة الدفاع في الوقت نفسه على دراسة بديل ل”حركة ح ” في حكم غزة».
هجوم مضاد
اما في الداخل اللبناني، لفت ما أعلنه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان يوم أمس لجهة ان «ما يربحه لبنان على الجبهة الجنوبية لن يخسره بأية تسوية رئاسية»، وقال: «لا بدّ من حوار رئاسي عاجل يأخذ معطيات البلد السيادية بعين الإعتبار، وكل حراك داخلي مطلوب بأهمية، وسقفه سيادة القرار الوطني والتوافق الميثاقي. واليوم لبنان وبحمد الله قوي ومتمكن، وقدراته فائقة وسيادته القتالية والسياسية لا تنفصلان، وبالتالي أي تسوية رئاسية أو مساعدة دولية يجب أن تكون من منطلق القوة السيادية».
اما النائب محمد رعد، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة»، فقال في احتفال تأبيني في بلدة البابلية بجنوب لبنان، الأحد، «نحن نريد رئيساً لكل اللبنانيين تحت سقف الوفاق الوطني، وهم يريدون رئيساً تحت سقف الغالب والمغلوب»، لافتاً إلى أن «تعطيلهم الحوار يعطل النصاب الوفاقي».
واعتبرت مصادر معنية بالملف الرئاسي ان ما يحصل منذ ايام هو هجوم مضاد من «الثنائي الشيعي» على خصومه السياسيين، لافتة الى «تفاهم غير معلن على التصويب على كون المعارضة ترفض الوفاق الوطني وتدفع للكسر والمواجهة». واشارت المصادر الى انه «يفترض التوقف عند دخول السيد نصرالله مباشرة على خط الرئاسة للتأكيد الا ربط بين الرئاسة والحرب وأن سبب تعطيل الاستحقاق الرئاسي هو خلافات داخلية وفيتوات خارجية، انما يؤكد ان هناك نهجا جديدا من التعاطي مع الملف من قبل «الثنائي» اكثر تشددا وتمسكا بمرشحه رئيس «المردة» سليمان فرنجية».
***********************
افتتاحية صحيفة الشرق
مصر تتمسّك بإخلاء إسرائيل لمعبر رفح والوسطاء يدعون لإبرام اتفاق
تصاعد الجدل في إسرائيل بشأن مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، حيث نُقل عن مستشار رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قوله إن المقترح يمثل “صفقة غير مجزية”، بينما حذرت شخصيات إسرائيلية عدة من مغبة عرقلة هذا المسار. وقال أوفير فولك كبير مستشاري نتانياهو للسياسة الخارجية في مقابلة مع صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية إن هناك تفاصيل ينبغي التعمق فيها، ومنها أنه لا وقف دائما لإطلاق النار حتى تحقيق أهداف الحرب، وفق تعبيره.
ووصف فولك خطاب الرئيس الأميركي – الجمعة- بأنه “سياسي، لا تبدو دواعيه مفهومة”. وأضاف أن ما عرضه بايدن يعد “صفقة غير مجزية” لكن إسرائيل قبلتها، مع أن شروطها لم تتغير وهي الإفراج عن الرهائن وتدمير “حركة ح “، وفق تعبيره. في غضون ذلك، قالت وزيرة الاستيطان الإسرائيلية أوريت ستروك إن “أي مقترح يعارض أهداف الحرب غير قانوني”.
وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش قد هددا السبت بإسقاط الحكومة الائتلافية إذا أبرم نتانياهو صفقة تتضمن إنهاء الحرب من دون القضاء على “حركة ح “.
ومن جهته، قال وزير الدفاع يوآف غالانت ان اسرائيل لن تقبل “حركة ح ” في حكم غزّة في أي مرحلة بعد انتهاء الحرب، ونحن ندرس بدائل لها.
وقد تحدث الرئيس الأميركي في خطابه، الجمعة، عن مقترح للتوصل لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وطالب تل أبيب بالمضي قدما في هذا الاتجاه. وقال بايدن إن المقترح الذي أقرته إسرائيل قُدم إلى “حركة ح ” الخميس عبر دولة قطر، ورأى أنه يمثل فرصة ينبغي عدم تفويتها. من جانبه، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد -الأحد- إن كلام مستشار نتانياهو يثبت أن إسرائيل قد أبدت بالفعل قبولها بالصفقة المقترحة.
وأضاف أنه إذا تراجعت إسرائيل عن الصفقة التي عرضها بايدن فسيعني ذلك “الحكم بالإعدام على المختطفين، وأزمة ثقة مع الولايات المتحدة والوسطاء”.
وهاجم لبيد رئيس الوزراء قائلا “لا تستطيع تضليل الناس طيلة الوقت وأن يكون نهجك الوحيد هو خداع الجميع”.
“حركة ح ” ترحب ولكن..
وقالت “حركة ح “، إنها تنظر إلى الاقتراح بإيجابية، وأضافت أنها تؤكد موقفها بشأن الاستعداد للتعامل بشكل إيجابي وبنّاء مع أيّ مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين إلى جميع أماكن سكناهم، وإنجاز صفقة تبادُل جادة للأسرى، إذا ما أعلنت إسرائيل التزامها الصريح بذلك.
ولاحقا، رأى مستشار اتصالات الامن القومي بالبيت الابيض جون كيربي انه يتوقع موافقة اسرائيل على اقتراح بايدن اذا قبلت “حركة ح “.
وروّج وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المقترح، في مكالمات هاتفية متتالية، مع كلٍّ من وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي. وشدد بلينكن على أن المقترح يصبّ في مصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين. وكانت ردة فعل زعماء دوليين آخرين إيجابية على المقترح. وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باللغتين العبرية والعربية في وسائل التواصل الاجتماعي أن على الحرب في غزة أن تتوقف. كما أيّد المقترح الذي أعلنه بايدن، والذي وصفه بأنه يؤدي إلى إطلاق المخطوفين، ووقف إطلاق نار مستدام، بغية العمل من أجل السلام والتقدم نحو حل الدولتين.
ورحبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بالاقتراح، قائلةً إنه يقدم بصيصاً من الأمل، ومساراً محتملاً للخروج من مأزق الحرب.
كما أعربت رئيسة الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين عن دعمها للاقتراح.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :