افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 31 أيار 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 31 أيار 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

ابتزاز مزدوج للنازحين واللبنانيين: قلة التمـويل الدولي ستقود إلى فوضى أمنية

 

 في الاستعراض السنوي للاحتياجات الإنسانية المتوقّعة في لبنان عام 2024، قدّرت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات العاملة معها أنّها ستحتاج إلى مليارين و700 مليون دولار لتمويل عمليات الاستجابة. إلا أنّه حتى أواخر آذار الفائت لم ترصد الجهات المانحة للبنان أكثر من 240 مليون دولار، تغطّي 10% فقط من حجم الاحتياجات بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA). يحيل ذلك، إلى فضيحة المليار يورو التي أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين مطلع أيار أن الاتحاد الأوروبي سيقدّمها للبنان على أربع سنوات، في وقت يدرك الاتحاد أن حجم الاحتياجات لهذا العام وحدَه يتخطى الملياري دولار. يأتي نقص التمويل غير المسبوق هذا، ليزيد الواقع تعقيداً بعد عام 2023 الذي شهد تراجعاً قياسياً على مستوى الاستجابة، بعدما رصد المانحون للبنان 700 مليون دولار، من أصل مجمل الاحتياجات التي قُدّرت بـ 3 مليارات و600 مليون. وفيما تحلّ الولايات المتحدة في مقدّم الدول التي قلّصت تمويلها للبنان، تُظهر الأرقام تصدّرها بين الجهات الداعمة لأوكرانيا منذ نشوب الحرب الروسية الأوكرانية، وحالياً للعدو الإسرائيلي في حربه على غزة. ويأكل الدعم الحربي والإغاثي الأميركي اللامحدود لكل من أوكرانيا وإسرائيل من حصّة 12 دولة تعاني أزمات اقتصادية، ولا تصل نسبة تمويل الاحتياجات فيها عبر وكالات الأمم المتحدة إلى 50%، من بينها لبنان. وبمعزل عن الأسباب الفعلية لتراجع التمويل الدولي والعربي لحاجات لبنان، ومن بينها إيواء النازحين السوريين، فان واقع المواجهة القائمة اليوم يتجاوز الحاجة إلى تمويل إعادتهم إلى بلادهم، إلى نقاش حول انعكاسات عدم توفير متطلبات الإيواء التي تتجاوز قدرة الحكومة والشعب اللبناني على حد سواء. والخطير في الأمر ان الجهات والمنظمات والجمعيات العاملة في حقل الإغاثة والإيواء التي تخشى على حصتها من التمويل، وبدل ان تهتم بتوجيه ما هو متوفر لديها الى قنوات الانفاق الصحيحة والضغط على المانحين لزيادة الدعم، تستخدم الصراعات والتوترات الامنية بطريقة مريبة، كالقول إن شرط الامن في مجتمعات وتجمعات النازحين رهن توفير التمويل لهم، وكأن السوريين عبارة عن مجرمين وُضعوا في سجون ترعاها الدول الكبرى، واذا لم تُؤمن للسجانين كلفة إيواء سجنائهم، ستحتل الفوضى المشهد.
أسباب مختلفة تفسّر أزمة تراجع التمويل لعمليات الاستجابة للاحتياجات الإنسانية والتنموية عالمياً، من بينها تداعيات "كورونا" والأزمات الاقتصادية لبعض الدول الغربية. غير أن الحرب الروسية - الأوكرانية أدّت إلى استفحال الأزمة، مع نزوح أعداد كبيرة من الأوكرانيين داخل أوكرانيا وإلى بلدان مجاورة، مجتذبين اهتمام العالم وأموال وكالاته وهيئاته وحكوماته لتغيث "اللاجئ الأبيض". وقفز التمويل لأوكرانيا التي كانت تحصل بين عامَي 2016 و2021 على 250 مليون دولار سنوياً مساعدات من هيئات الأمم المتحدة، إلى 4 مليارات و600 مليون دولار عام 2022، إضافة إلى تمويل المجهود الحربي الذي أنهك الحكومات الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة (خصّص الكونغرس حتى تشرين الثاني 2023، حوالي 113 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا عسكرياً، وفق صحيفة "واشنطن بوست").
وعليه، أخذت الفجوة بالاتساع بين احتياجات التمويل في معظم هيئات الأمم المتحدة والأموال المقدّمة من المانحين. ولم تثمر نداءات الأمم المتحدة المتكررة للمانحين إلا عن جولات متتالية من التخفيضات، ما ترك تداعيات وصفتها الأمم المتحدة نفسها بـ"الخطيرة على المحتاجين في 12 دولة تعاني من نقصٍ مزمن في التمويل"، من بينها لبنان الذي تراجع حجم التمويل المرصود له بـ 600 مليون دولار بين عامي 2022 و2023، من مليار و300 مليون دولار لبتّ 35% من احتياجات عام 2022، إلى 700 مليون دولار غطّت 26% من احتياجات عام 2023.
بعدها، دخل التمويل مرحلة أكثر تأزماً مع انطلاق معركة "طوفان الأقصى"، وفتح واشنطن جسر دعمٍ لا محدود لإسرائيل، على صعيد الأسلحة والأموال والمساعدات الإغاثية. ورغم تراجع اهتمام الكونغرس بتمويل الحليف الأوكراني إلى أقل مستوى، إلا أنّ ذلك لا يغيّر من واقع أن إسرائيل وأوكرانيا تقضمان من حصّة التمويل الأميركي لبقية الدولة، وهو عادة التمويل الأكبر حجماً (إلى جانب الاتحاد الأوروبي) الذي تتلقاه هيئات الأمم المتحدة المعنية بالاستجابة للاحتياجات الإنسانية والتنموية.
على صعيد لبنان، تُرجم ذلك، بتراجع التمويل الأميركي لبرامج المساعدة والدعم في لبنان من 243 مليون دولار عام 2023 إلى 23 مليون دولار حتى نهاية آذار 2024، أي من تغطية أميركية لـ 36.2% من احتياجات لبنان الإنسانية في عام 2023 إلى تغطية 9.7% فقط من احتياجات عام 2024. كما تراجع ما رصده جميع المانحين عبر الأمم المتحدة للبنان من 700 مليون دولار في عام 2023 إلى 240 مليون دولار في عام 2024 تغطي 10% فقط من الاحتياجات. وفيما تصدّرت المفوضية الأوروبية لائحة المموّلين لهذا العام (88 مليون دولار تغطي 36.7%)، تلتها الحكومة الألمانية (34 مليوناً، 14.2%)، حلّت الولايات المتحدة في المرتبة الثالثة (23 مليوناً، 9.7%) بخلاف غالبية السنوات السابقة حين كانت تتصدّر لائحة مموّلي لبنان.
في لبنان المشهد مركّب. فإلى جانب العوامل المتّصلة بالمجهود العسكري في أوكرانيا وإسرائيل، تحضر الاعتبارات السياسية التي تدفع الأميركيين إلى تقليص تمويلهم. وفي السياق عينه، تتراجع مساعدات الاتحاد الأوروبي كواحدٍ من سبل الضغط الاقتصادي داخلياً. وما إحجام المانحين عن تخصيص تمويل لإغاثة النازحين بفعل الحرب الدائرة على الجبهة الجنوبية للبنان، إلا دليل على استخدام المساعدات الإنسانية أداة ابتزاز سياسية للحكومة اللبنانية وللبيئة الحاضنة للمقاومة.
إلا أن الأخطر في تراجع التمويل هو ما تخوّف به المنظمات الأممية من توترات أمنية في كل المناطق التي ينتشر فيها النازحون السوريون في لبنان، في وقت يشكل ملف النزوح السوري قضية إشكالية في هذا البلد الذي يمر بأزمة اقتصادية ومالية منذ أربع سنوات، وتزداد مشاعر التوتر والعنصرية ضد النازحين وتحميلهم مسؤولية مفاقمة تداعيات الانهيار. ففي دراسة تعدّها منظمة الـ"اليونيسف"، اطّلعت عليها "الأخبار"، حول المخاطر التي ستترتب عن نقص التمويل المخصص لقطاع المياه في مخيمات النزوح السورية مثلاً، ومع تراجع تمويل حصّة المياه للنازح من 20 ليتراً إلى 12 ليتراً يومياً، وتراجع الإنفاق على مشاريع الصرف الصحي ومعالجة المياه من 70% إلى 40%، تتوقع "اليونيسف" ازدياداً في عدد نقاط "التوتر العالي" من 25 إلى 112 نقطة، وتراجع مستوى "التوتر المتوسط" من 158 إلى 142 نقطة، ومستوى "التوتر المنخفض" من 166 إلى 95 نقطة. وتتركز نقاط "التوتر العالي"، وفق اليونيسيف، في المناطق حيث الثقل الأكبر للنازحين السوريين في عكار ووادي خالد ومناطق البقاع الغربي والأوسط والشمالي، كما حدث أخيراً في منطقة عرسال مع تحميل النازحين مسؤولية تلوث المياه الذي أدى إلى إصابات بأمراض وأوبئة داخل المدينة وفي مخيمات النازحين فيها. علماً أن المجتمعات المضيفة في هذه المناطق هي بين الأكثر هشاشة وفقراً، ما يجعل منها بيئة خصبة للتوترات التي تتوقع اليونيسف أن تتمظهر بمستويات مختلفة، بين النازحين السوريين والدولة اللبنانية، وبينهم وبين المجتمعات المضيفة، وبينهم وبين المنظمات، وفي ما بينهم، ما يعني أنّ لبنان قد يكون أمام مستوى جديد من الانفلات الأمني بسبب شح التمويل الدولي، وسط إدراكٍ تام من المانحين لخطورة نقص التمويل، سواء أكان على صعيد النازحين السوريين المعتمدين على المساعدات الأممية، والذين وُصفت أوضاعهم العام الفائت بـ"السيئة" إنسانياً، أم على صعيد استقرار لبنان.
الأمن الغذائي يستحوذ على التمويل
تشير الأرقام بشكل لافت إلى استحواذ الأمن الغذائي على أكثر من 40% من حجم التمويل المخصص للبنان في السنوات الأخيرة. ففيما كان يستحوذ على 0.3% من التمويل عام 2016، وعلى 0.2% عام 2017، قفز إلى 7% عامي 2018 و2019، و9% عام 2020. وسجّل مستوى قياسياً بلغ 36.6% عام 2021، و44% عام 2022، و48.4% عام 2023، و40% في الربع الأول من عام 2024.
المستشار في قضايا الفقر والتنمية الدكتور أديب نعمة يقرأ في هذه الأرقام "انعكاساً لمستوى حرمانٍ مُرتفع بات يؤثّر على الغذاء، وسط ارتفاع معدلات تضخّم أسعار المواد الغذائية بنسبٍ أعلى من تضخّم أسعار المواد الأخرى، ما يزيد العبء على الفقراء". ويوضح أنّ "لبنان لم يعد على قائمة الدولة المُحتاجة إلى مساعدات إغاثية إنما تنموية، وكان من البلدان ذات فئات الدخل الوسطى العليا، إلى أن بدأ توافد اللاجئين السوريين عام 2012، فأخذت المساعدات الإغاثية بالتزايد، سيّما بعد انهيار 2019 وانفجار مرفأ بيروت في عام 2020".
على الصعيد العالمي، يلفت نعمة إلى تحول في نمط المساعدات، "من المفهوم السابق القائم على تقديم الدول الغنية مساعدات تنموية لقطاعاتٍ في الدول الفقيرة تساعد على نهوضها، إلى مفهوم المساعدات الإغاثية". يُضاف إليه تحوّل آخر، على صعيد "ارتفاع حجم التمويل المشروط والمُحدد بوجهة إنفاق معيّنة من قبل المانحين، ما أضعف تدخل الأمم المتحدة في توجيه التمويل". كما أنّ "المانحين أصبحوا يعتبرون المُساعدات العسكرية لأجهزة الأمن والجيش من ضمن حزم المساعدات التي تُقدّم للبلدان المعنية".
تقليص موظفين ومشاريع
في أروقة وكالات الأمم المتحدة في لبنان، والمنظمات الدولية والمحلية العاملة معها، يدور همس منذ 7 تشرين الثاني الفائت حول مستويات التمويل في عام 2024. وتفيد مصادر معنية بأنّ "الدول المانحة مرّرت بطرق غير مباشرة أنّها غير قادرة على تمويل المشاريع في لبنان كما في السابق"، وأن "بعض المموّلين اشترطوا على المنظمات تغطية أكثر من قطاعٍ بالمبلغ عينه". وقد بدأت تلوح آثار ذلك على صعيد عمل المنظمات. فـ"جزءٌ منها سيذهب حكماً إلى تقليص الموظفين، وبعضها يدرس تقليص الرواتب. فيما الجميع يُفاضل بين المشاريع التي سيوصل تنفيذها، وتلك التي ستُلغى أو تتقلّص".
وقف تمويل جمعيات دانت الحرب على غزة
أوقفت ألمانيا وسويسرا تمويل عددٍ من الجمعيات العربية - من بينها جمعيات فلسطينية - على خلفية خطابها السياسي، الذي اعتبرته الدولتان أنّه غير محايد ويدعم الفلسطينيين في الحرب الدائرة في غزّة. كما تلقّت جمعيات أخرى إنذارات حول ما اعتبره المانحون "خرقاً لقوانين الحياد".
السعودية تغيب
حلّت السعودية عام 2023 في المرتبة السادسة بين الدول المانحة للبنان، بـ28 مليون دولار فقط، فيما غابت من بين المانحين العشرة الأوائل عام 2024.

*************************

افتتاحية صحيفة البناء:

بعد إدانته قضائياً بتهم تزوير وتهرّب ضريبي… ترامب: الحكم يوم الانتخابات
نتنياهو يُمعن باستفزاز القاهرة والدوحة… والمقاومة تلقّن الاحتلال دروساً قاسية
لودريان يهدّد لبنان بالزوال السياسي… وهوكشتاين يعِد اللبنانيين بالكهرباء والحدود

في واشنطن لم تعد المنافسة الرئاسية تدور حول الشؤون الأميركية الداخلية، ولا حول السياسات الأميركية الخارجية، سواء في حرب أوكرانيا أو حرب غزة، بل صارت حلبتها الرئيسية ساحات المحاكم ومنصات المحلفين، وفي جولة أولى سجلت محكمة نيويورك أوّل إدانة قضائية للرئيس السابق دونالد ترامب بتهم جنائية في 34 ملفاً مُثاراً أمام المحكمة تحت عنوان التزوير والتهرّب الضريبي، وبعد الحكم علق ترامب بالقول إنّ الأمر كناية عن استغلال للقضاء في المعركة الرئاسية، وإنّ الحكم النهائي يصدر يوم الانتخابات.
في المنطقة يواصل بنيامين نتنياهو حفلة الجنون التي تجلّت بالجرائم الوحشية بحق النازحين الذين أحرقتهم القنابل الأميركية على أيدي جنود جيش الاحتلال وهم نيام في خيامهم في رفح، فيوزع الاستفزازات يميناً ويساراً، وكان لافتاً ظهور عدد من الشخصيات المؤيدة له على قنوات عبرية وعربية لمهاجمة مصر وقطر، ما يضع استهداف الجيش المصري والتقدّم نحو محور فيلادلفيا من قبل جيش الاحتلال في إطار قرار بمواصلة الاستفزاز بما يبدو أنه محاولة للضغط للحصول على موقف داعم لطروحات نتنياهو التفاوضية، بينما المقاومة تؤكد أنّ الخط الفاصل في تقرير مصير المسار التفاوضي، لا يزال إنهاء العدوان، وبدون هذا البند لا مكان لصفقة تبادل، وحتى يقتنع الاحتلال بذلك فالمقاومة تواصل قتالها وتلقّن الاحتلال كلّ يوم دروساً جديدة، وقد اعترف بالأمس بعدد جديد من الجنود القتلى وعشرات الجرحى، بينما على جبهات اليمن والعراق ولبنان مزيد من الفعالية والإنجازات.
لبنانياً تزامن الكلام المنسوب للمبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان عن خطر زوال لبنان السياسي، مع كلام معاكس للمبعوث الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين عن مستقبل واعد للبنان، حيث قال «إنّ شبكة الكهرباء في لبنان، على سبيل المثال، تعمل لبضع ساعات فقط» في اليوم، وقال «لدينا حلّ لذلك، لقد وضعنا حزمة يمكن أن تخلق حلاً من شأنه أن يوفر لهم الكهرباء لمدة 12 ساعة في فترة زمنية قصيرة». ولفت إلى أنّ المرحلة الأخيرة ستكون اتفاق الحدود البرية بين لبنان و»إسرائيل».

يطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عصر اليوم خلال الاحتفال التأبيني الذي يقيمه الحزب لمناسبة رحيل فقيد العلم والجهاد العلامة الشيخ حسين كوراني، في مجمع الإمام المجتبى بالضاحية الجنوبية لبيروت. ويتطرّق السيد نصرالله وفق معلومات «البناء» إلى التطورات الأخيرة في غزة ورفح والموقف الأميركي والمجتمع الدولي من المجازر الإسرائيلية. كما يتحدّث عن الجبهة الجنوبية ويرد على التهديدات الإسرائيلية الأخيرة بتوسيع العدوان على لبنان. كما يعيد السيد نصرالله التذكير في سياق عيد المقاومة والتحرير، بأهمية المقاومة وسلاحها في الدفاع عن لبنان وقوة ردع العدو في ظل صمت المجتمع الدولي وضرب العدو الإسرائيلي بعرض الحائط كل القرارات والمواثيق والقوانين الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية من دون رادع. وقد يعرج السيد نصرالله في ما تبقى من وقت الى الملف الرئاسي اللبناني في ضوء زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان ولقاءاته مع القيادات السياسية.
ونقل زوار مراجع مطلعة على موقف المقاومة الميداني والسياسي لـ»البناء» تأكيدها بأن «حزب الله وفصائل المقاومة اللبنانية لن توقف عملياتها العسكرية ضد مواقع العدو وتجمعاته على طول الحدود والعمق الذي تحدده قيادة المقاومة، وكل تجمع لجنود وضباط العدو وآلياته ومشاركة مسيراته وطائراته سيكونان هدفاً لنيران وصواريخ وعبوات وكمائن المقاومة التي لن تأبه لا بتهديد ولا وعيد ولا أصوات من هنا وهناك. فالمقاومة لا يمكن لها أن توقف الحرب لتريح حكومة الاحتلال، فيما جيش العدو الإسرائيلي يتمادى بجرائمه ضد الفلسطينيين، لذلك المقاومة أعدت لكافة السيناريوات وستردّ على أي حماقة للعدو ضد لبنان من دون تردد وبوقت قصير وبضربات مؤلمة، وأي حرب مقبلة مع لبنان ستعمق أزمة وهزيمة العدو وستسرّع في انهياره وزواله». وترى المراجع بأن «الحرب في غزة ورفح قد تطول لأشهر إضافية وكذلك جبهات الإسناد إلا إذا توقف العدوان على غزة، ولا مؤشرات على موافقة إسرائيلية على وقف إطلاق النار ووقف الحرب لأسباب عدة، ولذلك فإن جبهات الإسناد مستمرة وسترفع من وتيرة عملياتها ضد المواقع والمصالح الإسرائيلية والأميركية في المنطقة ولن يسمح محور المقاومة لأميركا و»إسرائيل» تغيير المعادلة لصالح العدو».
وفي سياق ذلك، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم استمرار المقاومة في لبنان بمساندة غزّة إلى أن يتوقف إطلاق النار بالكامل في قطاع غزّة، مؤكداً أن «لا شيء يوقف هذه الجبهة إلّا بتوقف إطلاق النار هناك». وقال: «لقد مرّت ثمانية أشهر على هذه المواجهة، وقام حزب الله مع المقاومين في حركة أمل وكلّ المقاومين الآخرين على إيقاع قرار حرب يحقق نموذجاً مميزاً في تحقيق الأهداف بإيقاع فرضته المقاومة على العدوّ الصهيوني».
وأشار قاسم إلى أنه «على الرغم من كلّ محاولات «إسرائيل» وتهديداتها بتوسعة دائرة الحرب، مع ذلك فقد بقيت طوال الأشهر الثمانية مجبورة على أن تخضع لهذا الأداء»، مشدّداً على أن المقاومة مستعدّة للأسوأ إذا تصرّفت «إسرائيل» بطريقة مختلفة. أضاف: «نحن هنا في لبنان على الرغم من انشغالنا بهذه المعركة فقد عملنا بدقّة متناهية لنبقي وتيرة حياة اللبنانيين على ما هي عليه، وهذه أرقى تضحية يمكن أن تكون، بدل أن يسأل بعضهم: لماذا تفتحون الجبهة يجب أن يشكرنا مئات المرات لأننا فتحناها بمقدار أبقى حياته وحياة أولاده وحياة اللبنانيين كما هي من دون أن تتزعزع على كلّ المستويات التربوية والثقافية والتجارية والاقتصادية والحياة اليومية الاجتماعية».
وسيطر نوع من الهدوء النسبي على الجبهة الجنوبية. وأعلن حزب الله انه استهدف «انتشاراً ‏لجنود العدو في محيط موقع عداثر ‏بالقذائف المدفعيّة وأصابه إصابة مباشرة».‏ في المقابل، شن طيران العدو الاسرائيلي غارتين على أطراف بلدة حانين. أيضاً، سمع في بعلبك صوت انفجارين ناجمين عن خرق الطيران الحربي الإسرائيلي جدار الصوت.
على صعيد الدبلوماسية والجهود الفرنسية الرامية لضبط الحدود والتوصل الى وقف إطلاق النار بين حزب الله و»إسرائيل»، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان أن «إسرائيل لم تردّ بعد على مقترحات باريس لخفض التوتر في جنوب لبنان». وأوضح لوموان في إفادة صحافية يومية، «تلقينا رداً إيجابياً نسبياً من اللبنانيين لكنني أعتقد أننا لم نتلق أي رد من «إسرائيل» حتى الآن».
وكانت فرنسا تقدمت بمقترحات مكتوبة للجانبين تتضمّن انسحاب حزب الله مسافة عشرة كيلومترات من الحدود مع فلسطين المحتلة بينما توقف الأخيرة غاراتها على جنوب لبنان.
وفي حادث يعكس حجم القلق والإرباك في جيش الاحتلال والخوف من عمليات المقاومة، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن «الجيش الإسرائيلي أسقط بالخطأ طائرة إسرائيلية موجّهة عن بُعد من طراز «هرمز 900» قرب منطقة «شلومي» قرب الحدود مع لبنان».
رئاسياً، غادر الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بيروت، من دون أن تثمر جهوده في إقناع هؤلاء بالتوافق حول انتخاب رئيس للجمهورية، وفق ما نقل مصدر ديبلوماسي فرنسي لوكالة «فرانس برس». وقال المصدر إنّ لودريان «لم يُحقّق أي خرق يُذكر» في الملف الرئاسي، بعد لقائه قوى سياسية رئيسية في لبنان بينها «حزب الله».
وأضاف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أنّ «كل فريق متشبّث بمواقفه، ممّا دفع لودريان الى تحذير المسؤولين الذين التقاهم من أنّ وجود لبنان السياسي نفسه بخطر»، مع استمرار الشرخ في البلاد. وحذّر لودريان خلال لقاءاته في بيروت من «مخاطر إطالة أمد الأزمة» وسط السياق الإقليمي المتوتّر، مشدّداً على «الضرورة الملحّة لانتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير»، وفق المصدر الديبلوماسي.
وكان السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفي ماغرو زار دارة رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل فور عودته من إيطاليا وعقد معه لقاء مطولاً، في حضور النائبة ندى البستاني ومسؤولي العلاقات الدبلوماسية في «التيار» طارق صادق وبشير حداد.
ووضع ماغرو النائب باسيل في أجواء الزيارة الأخيرة للموفد الفرنسي جان ايف لودريان إلى لبنان، كما تطرق إلى الملف الرئاسي وسبل تنشيطه من أجل التوصل لانتخاب رئيس.
وفيما أكد لـ»البناء» أكثر من مصدر التقى لودريان بأنه لم يذكر أسماء مرشحين ولا خيار «المرشح الثالث» ولم يضع فيتو على أحد، كما لم يُزكّ أحداً، ولم يطلب من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية سحب ترشيحه ولا من الثنائي حركة أمل وحزب الله دعم مرشح آخر، أشارت المصادر الى أن لودريان تحدث في العموميات وناقش العقد والعقبات التي تحول دون الاتفاق على إجراء تشاور بين الأطراف السياسية حول مواصفات الرئيس وفرص المرشحين وخريطة انتخابه الدستورية، بما يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن، كما حذر القيادات من التأخير في إنجاز الملف الرئاسي وتداعيات ذلك على كافة المستويات.
ووفق معلومات «البناء» فإن «لودريان سمع في لقاءاته في عين التينة والضاحية الجنوبية الكلام نفسه، استعداد «الثنائي» للحوار لكن دون شروط مسبقة مثل التراجع عن دعم فرنجية، وأي حوار أو تشاور يجب أن يعقد برئاسة الرئيس نبيه بري أو من ينتدبه لهذه المهمة، ووضع جدول أعمال للحوار يقارب الملفات الخلافية في البلد لتسهيل الانتخاب ومهمة الرئيس المقبل، كما تبلغ لودريان بأن رفض البعض للحوار ووضع عراقيل وذرائع لتبرير رفضه لا تنطلي على أحد، وربط الدعوة الى جلسات انتخابية بعقد دورات مفتوحة يبغي تعطيل الحياة التشريعية والملفات الحياتية للمواطنين التي تتطلب تشريعات دائمة بالتعاون مع الحكومة».
وأفادت مصادر إعلامية بأنّ الرئيس بري مستعدّ للدعوة الى التشاور وفق آليته إذا قررت الكتل الرافضة المشاركة واذا لم تقبل فلا شيء سيتغيّر. وكشف المصدر، بأن «لودريان لم يأت على ذكر الخيار الثالث أمام الرئيس نبيه بري والنائب محمد رعد ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية»، مضيفةً «إنّ لودريان بحث في آلية التشاور فقط متبنياً رؤية رئيس حزب القوات سمير جعجع برفض صيغة الحوار والإصرار على التشاور». وذكرت أن «بري كان مستعداً للتنازل عن ترؤس الحوار وتلزيمه لنائبه الياس بوصعب بناء على وعد قطعته الخماسية له بإقناع رافضي الحوار بالمشاركة إنما سلبية جعجع أعادته لقواعده وإصراره على ترؤس الحوار».
كما علمت «البناء» أن لودريان لم ينجح بإقناع جعجع بالسير بعقد طاولة «تشاور رئاسية» لأيام برئاسة بري، رغم ضمانته له بأن يدعو رئيس المجلس بعد نهاية التشاور بالدعوة الى جلسات انتخابية متتالية. ما أدّى الى سقوط مقترح لودريان وبطبيعة الحال إجهاض جهود اللجنة الخماسية ما يفتح الباب أمام أزمة رئاسية طويلة الأمد قد تمتد للعام المقبل.
وأعلن عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم أن «رئيس مجلس النواب نبيه بري يتعاطى من ضمن صلاحياته ولا ينتظر أحداً لمنحه صلاحيات فوق صلاحياته ولا إمكان لإنتاج رئيس للجمهورية من دون حوار». وأكد في حديث تلفزيوني أن «مطلوب آلية للتفاهم وإيجاد مخرج في الملف الرئاسي وكلّ ما يُطرح اليوم يعود بالأساس إلى مُقترح برّي الذي أعلن عنه منذ البداية». وأشار إلى أن «خلال اللقاء بين برّي والموفد الفرنسي جان ايف لودريان لم يُطرح الخيار الثالث كما لم يُطرح خيار سحب رئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة».
بدوره، اعتبر عضو كتلة «الاعتدال الوطني» النائب وليد البعريني أن لم يعُد هناك وجود لأيّ مبادرة ويجب الدخول بطرح أو أسلوب جديد لتحريك المياه الراكدة في لبنان. وأكد البعريني في حديث إذاعي أننا لا نزال في معسكرين، وإذا لم يقرّرا التقدم خطوة للالتقاء على طريق إيجابية، إذاً لن يكون هناك أي جديد في موضوع الاستحقاق الرئاسي. وشدّد على أن الموفد الفرنسي جان إيف لودريان لم يذكر موضوع الخيار الثالث ولكنه اعتبر أن المرشحَين غير قادريَن على حصد الأصوات اللازمة للنجاح، فيما هو لم يدخل في تسمية أي مرشح ثالث باعتباره أن الموفد الفرنسي واللجنة الخماسية يقوم دورهما على تقريب وجهات النظر.
ورأى البعريني أن الدعوة إلى الحوار وترؤس الرئيس نبيه بري المشاورات في حال تمت الدعوة نقطتان تواجهان صعوبات، قائلاً: طلبنا من اللجنة الخماسية والموفد الفرنسي التعاون معنا في هاتين النقطتين لإيجاد مخرج واستكمال مبادرة تكتل «الاعتدال الوطني». وقال: «لا توقع إيجابياً من القمّة الفرنسية – الأميركية، والمنطقة على «فوهة بركان» والوضع صعب، لذا لن يحصل انتخاب رئيس في المرحلة المقبلة لأنّه لا نوايا مبطّنة تريد ذلك، على عكس الظاهر».

**********************

افتتاحية صحيفة النهار

 

ما بعد لودريان كما قبله… فرنسا متوجّسة على النظام

لعل معادلة ما بعد الزيارة السادسة للموفد الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان قد يكون أسوأ مما قبلها، تنطبق هذه المرة على الأجواء الملبدة التي عادت تخيّم على المشهد السياسي الداخلي بعد يومين من اللقاءات “العقيمة” التي أجراها لودريان مع المسؤولين والقادة السياسيين في لبنان من دون تسجيل أي تطور يُذكر في مسار الانسداد الذي يطبع الأزمة الرئاسية. وحتى لو أن لودريان كان اتخذ قراراً منذ فترة طويلة بالامتناع عن الإدلاء باي تصريحات أو اصدار أي بيانات في شأن مهمته في لبنان، فإن الغريب اللافت أن ما سمعه منه معظم الذين قابلوه من تحذير وتخوّف على لبنان السياسي، لم يلقَ مجرد تعليق أو رد سياسي وكأن المسؤولين والسياسيين لا يعنيهم كلام بهذه الخطورة يطلقه ممثل دولة كبرى أياً تكن ظروف تكراره لمثل هذه التحذيرات.

 

ذلك أن لودريان الذي اشتهر بأنه اطلق قبل سنوات التحذير التوصيفي للبنان من أنه عرضة لغرق مماثل لغرق سفينة التايتانيك، لم يطلق تحذيره الأخير المتخوّف على لبنان السياسي إلا من منطلق ما علم أنه خشية فرنسية جدّية من “انفجار” النظام الدستوري والسياسي اللبناني في نهاية المطاف إذا لم تنح الأزمة بسرعة إلى بدء إعادة الانتظام العام انطلاقا من انتخاب رئيس للجمهورية وقبل أن تدهم لبنان تطورات شديدة الخطورة في الجنوب وعبره الى كل لبنان.


 

ولعل هذا ما فسّر مسارعة الخارجية الفرنسية أمس، بعد ساعات من مغادرة لودريان لبيروت، إلى التصويب على #إسرائيل لجهة عدم ردها بعد على المقترحات الفرنسية لتخفيف التصعيد على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية. وفي أي حال بات في حكم المؤكد أن مجمل الملف اللبناني، بشقيه الرئاسي والحدودي، سيطرح في قمة الرئيسين الفرنسي والأميركي في الثامن من حزيران (يونيو) المقبل، الامر الذي يستدعي انتظار موقف مشترك سينطوي على قدر بارز من الأهمية كما توحي المؤشرات.

 

ووسط هذه الأجواء غادر الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بيروت أمس من دون أن تثمر جهوده في إقناع القوى السياسية على التوافق حول انتخاب رئيس للجمهورية، وفق ما نقل مصدر ديبلوماسي فرنسي لوكالة الصحافة الفرنسية.

 

وقال المصدر إنّ لودريان “لم يُحقّق أي خرق يذكر” في الملف الرئاسي، بعد لقائه قوى سياسية رئيسية في لبنان بينها “الحزب”. وأضاف المصدر الديبلوماسي الفرنسي، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أنّ “كل فريق متشبّث بمواقفه، ما دفع لودريان إلى تحذير المسؤولين الذين التقاهم من أنّ وجود لبنان السياسي نفسه بخطر مع استمرار الشرخ في البلاد”. وحذّر لودريان خلال لقاءاته في بيروت من “مخاطر إطالة أمد الأزمة” وسط السياق الإقليمي المتوتّر، مشدّداً على “الضرورة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير”، وفق المصدر الديبلوماسي.


 

وجاءت زيارة الموفد الفرنسي الى بيروت في إطار التحضير لزيارة الرئيس الأميركي #جو بايدن إلى #فرنسا والتي يمكن أن يتطرق خلالها الطرفان إلى الملف اللبناني.

 

يشار الى ان السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو زار مساء أمس رئيس “#التيار الوطني الحر”النائب جبران باسيل فور عودته من إيطاليا، وعقد معه لقاءً مطولاً وضعه خلاله في “أجواء الزيارة الأخيرة للموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان، كما تطرق إلى الملف الرئاسي وسبل تنشيطه من أجل التوصل لانتخاب رئيس”، بحسب بيان للجنة الاعلامية في “التيار”. ولم يقابل باسيل وأي من مسؤولي تياره لودريان لدى زيارته الأخيرة إلى بيروت.

 

ومن المقرر أن يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأميركي جو بايدن في 8 حزيران (يونيو) في باريس خلال زيارة الدولة الأولى الى فرنسا حسبما أعلن “الاليزيه” أمس. وسيسبق هذه الزيارة مراسم إحياء الذكرى الثمانين لإنزال الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، في 6 حزيران (يونيو) في النورماندي والتي سيحضرها الرئيس الأميركي وزوجته جيل بايدن.


بدوره أعلن البيت الأبيض في بيان أن بايدن سيكون في فرنسا في الفترة بين 5 و9 حزيران (يونيو). وقال البيت الأبيض أمس إن بايدن سيسافر إلى نورماندي وباريس من الخامس إلى التاسع من حزيران (يونيو) للاحتفال بالذكرى الثمانين لعملية إنزال قوات الحلفاء في نورماندي خلال الحرب العالمية الثانية. وأضاف في بيان أن بايدن سيلقي كلمة في هذه المناسبة في السادس من حزيران (يونيو) وسيلتقي بماكرون في باريس في الثامن من الشهر نفسه في إطار زيارة رسمية.

 

وبعد ساعات من مغادرة لودريان لبنان أمس أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان، أنّ “اسرائيل لم ترد بعد على مقترحات باريس لخفض التوتر مع الحزب”. ومعلوم أن فرنسا تقدمت بمقترحات مكتوبة لكل من لبنان وإسرائيل تتضمن انسحاب “الحزب” مسافة عشرة كيلومترات من الحدود مع إسرائيل بينما توقف إسرائيل غاراتها على #جنوب لبنان.

 

وزار وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه لبنان وإسرائيل في نيسان (أبريل) الماضي في إطار الجهود التي تبذلها فرنسا. كما زار وزير الخارجية الإسرائيلي باريس في وقت سابق من هذا الشهر. ووصل وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب إلى باريس أمس الأول لإجراء محادثات مع نظيره الفرنسي. وقال لوموان في إفادة صحافية يومية: “تلقّينا ردّاً إيجابيّاً نسبيّاً من اللبنانيين، لكنّني أعتقد أنّنا لم نتلق أي رد من إسرائيل حتى الآن”.


 

وتتناول المقترحات المكتوبة أيضاً مشكلات الحدود المستمرة منذ فترة طويلة والتي نوقشت مع الشركاء، ومن بينهم الولايات المتحدة التي تبذل جهودها الخاصة لتخفيف التوترات وتمارس أكبر قدر من التأثير على إسرائيل.

 

ملف التهريب والنازحين

عقب مغادرة لودريان عادت الى الواجهة تداعيات ملف النازحين السوريين في ظل تقارير إعلامية جديدة عن عمليات تهريب للسوريين إلى لبنان تتم عبر معابر تسيطر عليها عصابات مقربة من “الحزب”. وتحدثت هذه التقارير عن أن ضابطاً في الأمن اللبناني يتقاضى 10 آلاف دولار عن كل عملية تهريب لتأمين الطريق.

 

وفي هذا السياق أكد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي في حديث لقناة “الحدث”، “أننا حريصون على أن تكون قوى الأمن الداخلي منضبطة”. وشدد على “أننا سنحقق في التقارير عن عمليات تهريب السوريين عبر المعابر غير الشرعية”. وجزم “بأننا لن نقبل بأي تجاوزات من قبل قوى الأمن الداخلي”. وأشار إلى “أن المعابر البرية بيد قوى الأمن العام وما يتبقى من الحدود هو مسؤولية الجيش”.

 

وبدوره كشف وزير المهجرين عصام شرف الدين، أن وزارة المهجرين “قامت بتصنيف الوجود السوري في لبنان إلى ثلاث فئات، وهم فئة العمال التي تضم الحرفيين وأصحاب المؤسسات وهؤلاء يشرّعون وجودهم بسهولة من خلال الحصول على إجازة عمل وتصل أعدادهم إلى 400 ألف ولبنان بحاجة ماسة إليهم، أما الفئة الثانية، فهم النازحون من الحرب والنازحون الاقتصاديون، والفئة الثالثة هم اللاجئون السياسيون، ويجب أن يُطبق على هاتين الفئتين اتفاقية المفوضية السامية التي تم توقيعها عام 2003، بحيث يستطيع النازحون الذهاب إلى دولة ثالثة إذا رغبوا في ذلك”. واضاف: “يقوم اللاجئون السياسيون بتقديم طلب لجوء إلى دولة ثالثة، ومن المفترض أن تقوم المفوضية بترحيلهم إلى دولة ثالثة على أساس عدالة التوزيع التي نادى بها وزير الخارجية”. وقال إن “الدولة اللبنانية تحمّلت ما لا يقل عن 50 مليار دولار بسبب دعم النازحين السوريين في آخر 15 عاما”. وأكد أن “لنا الحق في المطالبة بتعويضات، ونحن نمر في الأساس بوضع اقتصادي سيّئ جداً، وجاء موضوع النزوح ليزيد من هذه الأزمة ويسبّب تداعيات خطيرة جداً، مجتمعية وأمنية وغير ذلك”.

***************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

“الثنائي” يعرض تهدئة في الجنوب تعويضاً عن إفشاله المبادرة الرئاسية

إخفاق لودريان يُبحث في قمّة بايدن – ماكرون وسابقة القرار 1559 تلوح في النورماندي

 

لم ينجح الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان مجدداً في مهمته الأخيرة في لبنان، فغادره أمس من دون أن تثمر جهوده إحداث خرق في جدار أزمة الانتخابات الرئاسية المستمرة منذ عام ونصف العام. فهل من تداعيات للفشل الجديد على المستوى الفرنسي؟ تجيب مصادر ديبلوماسية عبر «نداء الوطن» على هذا السؤال بالآتي:

 

1- «لا أحد كان يتوقع خرقاً نتيجة زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي الأخيرة. فالمواقف ما زالت على حالها، لكن زيارة لودريان كانت في إطار المساعي لحل القضايا الكبرى والنزاعات، توصلاً الى توقيت لدفع الحل الى الأمام. وما زيارة لودريان إلا جزء من سعي دولي حثيث توصلاً الى مخرج. ولودريان قال إنه أتى كي يسرّع الوصول الى حل كجزء لا يتجزأ من عمل اللجنة الخماسية.

 

2- أتى توقيت زيارة لودريان، كما قال شخصياً، من أجل أن يرفع تقريره قبل لقاء الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي ماكرون في فرنسا في 6 حزيران المقبل لمناسبة الذكرى الثمانين لإنزال النورماندي. وسيكون تقرير لودريان حاضراً في صوغ الموقف المشترك الذي سيصدر عن القمة. ومن الاحتمالات الواردة، إصدار إعلان بأنّ كل من لا يريد ان يتعاون في ملف الرئاسة اللبنانية يستدعي عقوبات في حقه. وهذا ما يعيد الى الأذهان لقاء الرئيسين جورج بوش الابن وجاك شيراك عام 2004، الذي أسفر عن القرار 1559 ما أدى الى انسحاب الجيش السوري من لبنان في العام التالي. وقد يصدر موقف تاريخي عن القمة المرتقبة.

 

3- أصبح ظهر الممانعة الى الحائط في الاستحقاق الرئاسي. وما بين بيان اللجنة الخماسية الأخير وحركة لودريان، صار واضحاً من هو الفريق الذي يعطّل آليات التشاور ويصرّ على حوار غير دستوري. كما صار واضحاً من هو الفريق الذي يرفض الجلسة النيابية المفتوحة بدورات متتالية ويتمسك بخياره الرئاسي ويرفض البحث في الخيار الثالث. إذاً، هناك تطور دولي على هذا المستوى انطلاقاً من قناعة «الخماسية» ونتائج زيارة لودريان الأخيرة بأن الفريق المعطّل للاستحقاق الرئاسي هو الفريق الممانع الذي يقول شيئاً في الغرف المغلقة ويمارس في الواقع شيئاً آخر».

 

وفي سياق متصل، قال مصدر ديبلوماسي فرنسي لوكالة «فرانس برس» إنّ لودريان،»لم يحقق أي خرق يذكر» في الملف الرئاسي.

 

وأضاف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته أنّ «كل فريق متشبّث بمواقفه»، ما دفع لودريان الى تحذير المسؤولين الذين التقاهم من أن «وجود لبنان السياسي نفسه في خطر»، مع استمرار الشرخ في البلاد. وكان حذّر خلال لقاءاته في بيروت من «مخاطر إطالة أمد الأزمة» وسط السياق الإقليمي المتوتر. وشدّد على «الضرورة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير».

 

وفي باريس، قال المتحدّث باسم الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان إنّ وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه التقى أول من أمس نظيره اللبناني عبدالله بو حبيب. وذكّر سيجورنيه «بالتزام فرنسا دعم سيادة لبنان واستقراره»، و»بالجهود التي تبذلها للمساهمة في خفض التصعيد، ولا سيما عبر التواصل مع كل الأطراف المؤيدة لحل ديبلوماسي». كما قال لوموان. وأضاف أنّ الوزيرين تطرقا أيضاً إلى زيارة لودريان للبنان في وقت «هناك حاجة ملحة لإيجاد حلّ للأزمة المؤسساتية، وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة قادرة على الاستجابة لتطلعات اللبنانيين وحاجاتهم».

 

وحول مقترحات فرنسا لخفض التصعيد بين اسرائيل ولبنان، قال لوموان إنه «كان هناك رد إيجابي نوعاً ما» من الجانب اللبناني، لكن اسرائيل لم تردّ بعد رسمياً على باريس.

 

في كانون الثاني، حملت باريس إلى الطرفين مبادرة لنزع فتيل التصعيد الحدودي خشية توسّعه، من دون إحراز تقدّم. وتمّ مطلع أيار تعديلها بطلب من لبنان الذي رأى أن النسخة الأولى تتماهى والطروحات الإسرائيلية.

 

وتقترح المبادرة المعدّلة وقف الأعمال العدائية من الطرفين، وانسحاب مقاتلي «الحزب» وحلفائه مسافة عشرة كيلومترات من الحدود، وفق مسؤولين لبنانيين.

 

وبحسب مراقبين، فإنّ الإعلان الفرنسي عن «رد إيجابي» من لبنان على مبادرة باريس أتى في غمرة موقف سلبي لفريق الممانعة من مبادرة لودريان. ولا يمكن أن يمر هذا الردّ الا بموافقة الثنائي الشيعي.

 

وفي المقابل، قال نائب الأمين العام لـ»الحزب» الشيخ نعيم قاسم مساءً «لا ربط للاستحقاق الرئاسي بما يجري على جبهة الجنوب». وأضاف: «إذا تمَّ الحوار برئاسة رئيس المجلس النيابي، فنحن حاضرون أن نستمر فيه ولو أنجز الاستحقاق الرئاسي خلال أيام».

*******************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

ما خطة الاتفاق الحدودي بين إسرائيل ولبنان التي يريد مستشار بايدن طرحها؟

 

قال مستشار كبير للرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الخميس، إن اتفاقاً للحدود البرية بين إسرائيل ولبنان يتم تنفيذه على مراحل قد يخفف من الصراع المحتدم والدامي بين البلدين.

 

أثارت الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وجماعة «الحزب» اللبنانية القلق بشأن اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط.

ويتبادل الطرفان القصف الصاروخي والغارات الجوية منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

 

وقال كبير المستشارين لشؤون الطاقة والاستثمار، آموس هوكستين، في مقابلة مع مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: «لا أتوقع السلام… السلام الدائم… بين (الحزب) وإسرائيل»

 

وأضاف، وفقاً لوكالة «رويترز»: «لكن إذا تمكنا من التوصل إلى مجموعة من التفاهمات… والتخلص من بعض الدوافع للصراع، وإقامة حدود معترف بها لأول مرة على الإطلاق بين البلدين، فأعتقد أن ذلك سيقطع شوطاً طويلاً».

 

توسط هوكستين في اتفاقية الحدود البحرية الإسرائيلية اللبنانية في أواخر 2022، بعد عامين من المحادثات، التي فتحت الطريق أمام البلدين لتنمية موارد الغاز الطبيعي وموارد أخرى في المنطقة. ويعمل هوكستين على ترسيم الحدود البرية بين البلدين، وهو ما يمكن أن يكون على عدة مراحل.

 

المرحلة الأولى

وقال هوكستين إن البداية ستكون السماح لسكان المجتمعات الشمالية في إسرائيل بالعودة إلى منازلهم ولسكان المجتمعات الجنوبية في لبنان بالعودة إلى منازلهم.

 

وأضاف أن جزءاً من ذلك سيتطلب تعزيز القوات المسلحة اللبنانية، بما في ذلك التجنيد وتدريب وتجهيز القوات، دون أن يوضح كيف سيتم ذلك.

 

المرحلة الثانية

أما المرحلة الثانية فستشمل حزمة اقتصادية للبنان «والتأكد من أن المجتمع الدولي يظهر للشعب اللبناني أننا نستثمر فيه».

 

وأوضح أن شبكة الكهرباء في لبنان، على سبيل المثال، تعمل لبضع ساعات فقط في اليوم، ما يلحق ضرراً جسيماً باقتصادها. وقال هوكستين: «لدينا حل لذلك، لقد وضعنا حزمة يمكن أن تخلق حلاً من شأنه أن يوفر لهم الكهرباء لمدة 12 ساعة في فترة زمنية قصيرة».

 

المرحلة الثالثة

ولفت النظر إلى أن المرحلة الأخيرة ستكون اتفاق الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل. وقال إنه إذا استقر الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان، فقد يساعد ذلك في تقليص نفوذ إيران هناك.

 

وأكد هوكستين أن «قدرة القوى الخارجية على التأثير على لبنان، مهما كانت العواقب، سوف تتضاءل بشكل كبير».

***************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

  “الخماسية” أنجزت حراكها والعين على بري .. ولودريان يحذر

 

بمغادرة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لبنان خالي الوفاض في ختام جولته الأخيرة، أسدلت الأوساط السياسية الستار على حراك اللجنة الخماسية التي قد لا تجتمع مجدداً لكن ذلك لن يمنع أياً من سفرائها من زيارة هذا المسؤول أو تلك الكتلة السياسية. فالرجل، الذي كان ينتظر كثيرون منه أن يحمل جديداً يدفع إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي، أبدَى، بحسب معلومات لـ»الجمهورية»، تشجيعاً ودعماً لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوارية من جهة وأسمَعَ فريق المعارضة، من جهة أخرى، ما يحلو له سماعه من حديث عن «خيار ثالث» على رغم من أنه (أي لودريان) لمس جدياً أن هذا الخيار غير مُتاح، خصوصاً في ضوء ما سمعه من الفريق الآخر من تمسّك بدعم مرشحه والذهاب الى خوض الانتخابات بتنافس ديموقراطي بين مجموعة خيارات.

قال أحد الذين شاركوا في لقاءات لودريان لـ«الجمهورية» ان النتيجة التي انتهت اليها مهمته اكدت ان لا خيار لإنجاز الاستحقاق الرئاسي الّا بالحوار، الذي كان بري هو من دعا اليه منذ بزوغ فجر هذا الاستحقاق الدستوري، وانه بعد كل ما جرى ثبتَ انه لا يمكن التوصّل الى انتخاب رئيس الّا بعد حوار، وهذا الحوار يفضّل ان ينعقد في لبنان وليس في اي مكان آخر خصوصاً انّ الظروف الان هي غير تلك التي فرضت حوار الدوحة عام 2008.

وكان لودريان قد غادر بيروت عصر امس من دون أن تثمر جهوده في إقناع القوى السياسية على التوافق حول انتخاب رئيس للجمهورية، وفق ما نقل عنه مصدر ديبلوماسي فرنسي لوكالة «فرانس برس»، مضيفاً انّ الرجل «لم يُحقّق أي خرق يُذكر» في الملف الرئاسي في ضوء لقاءاته مع قوى سياسية رئيسية في لبنان بينها «الحزب». وأضاف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أنّ «كل فريق متشبّث بمواقفه، ممّا دفع لودريان الى تحذير المسؤولين الذين التقاهم من أنّ وجود لبنان السياسي نفسه بخطر»، مع استمرار الشرخ في البلاد.

 

وقد حذّر لودريان خلال لقاءاته في بيروت من «مخاطر إطالة أمد الأزمة» وسط السياق الإقليمي المتوتّر، مشدّداً على «الضرورة الملحّة لانتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير»، وفق المصدر الديبلوماسي.

 

وجاءت زيارته في إطار «التحضير لزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى فرنسا، والتي يمكن أن يتطرق خلالها الطرفان إلى الملف اللبناني». اذ من المقرّر أن يزور بايدن فرنسا في 6 حزيران المقبل لمناسبة الذكرى الثمانين لإنزال النورماندي ايام الحرب العالمية الثانية.

 

واصطدمت المساعي الدولية تجاه لبنان وتلك التي يضطلع بها لودريان حتى الآن بحائط مسدود، فيما يفاقم الشغور الرئاسي منذ العام 2022 الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة.

وكانت الدول الخمس المهتمة بالملف اللبناني (السعودية ومصر وفرنسا والولايات المتحدة وقطر) قد قالت، في بيان مشترك لسفرائها في لبنان الذين اجتمعوا اخيراً في مقر السفارة الاميركية إلى «مشاورات محدودة النطاق والمدة بين الكتل السياسية»، إنّها «ضرورية لإنهاء الجمود السياسي الحالي».

 

تَفهّم للموقف الفرنسي

 

وتعليقاً على هذه الأجواء، قالت مصادر سياسية وديبلوماسية لبنانية لـ«الجمهورية» ان المصدر الفرنسي لم يكشف أيّ جديد، فكل ما انتهت اليه الزيارة كان متوقعاً قبل ان يقصد لودريان بيروت، ذلك انه لم يحمل اي مبادرة مُكتفياً باستقصاء المواقف كأنها الزيارة الاولى له، وقد لا يكون على علم بطريقة توزّع المواقف على تناقضاتها الكبيرة، وفي المقابل لم يكن هناك أي تقدم في المواقف الداخلية فجميع الاطراف ما زالت عند تناقضاتها على جميع المستويات.

 

واضافت هذه المصادر انه «كان فاضحاً ان تمتنع السفارة الفرنسية للمرة الاولى عن اصدار اي بيان رسمي يتحدث عن الزيارة وما انتهت اليه، وهو أمر كان ثابتاً في الزيارات السابقة. والإثبات الثاني كان في صمت لودريان المُطبق اذ إنه لم يتحدث عقب اي لقاء له مع المسؤولين اللبنانيين، ذلك أنه لم يكن مبرراً أن لا يطلق موقفاً ما بعد لقائه رئيس مجلس النواب ولا بعد زيارته رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وكان منطقياً ان يتحدث من بكركي نظراً الى العلاقات المميزة بين الإدارات الفرنسية المتعاقبة والصرح البطريركي الماروني.

 

تكتل الاعتدال

 

في غضون ذلك أشار عضو تكتل «الاعتدال الوطني» النائب أحمد الخير الى أنّ «الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان شدّد خلال اللقاء مع التكتل على 3 نقاط: الأولى، ضرورة أن يكون التشاور ضمن مهلة محددة تأكيداً لما ورد في بيان اللجنة الخماسية. الثانية، ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية ضمن الخيار الثالث في ظل عدم قدرة أي من الفريقين على إيصال مرشحه. والثالثة، ضرورة ان يتم ذلك قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية». وقال بكل وضوح ان «الكيان اللبناني في خطر في حال تمدد الشغور الرئاسي أكثر».

 

ولفت الخير، في مداخلة متلفزة، الى أن «لودريان أكد أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لاقاه بإيجابية واضحة، وأن «الحزب» أوضح له أنه يفصل المسار الرئاسي عن مسار الحرب في غزة وجنوب لبنان، وأن الحوار مدخل أساسي للانتخاب، على أن يترأس بري أي حوار». واضاف: «إن «الحزب» اعتمد كلمة حوار، على عكس الرئيس بري الذي كان واضحاً في حديثه عن التشاور في بيانه الأخير عن لقائه بلودريان». وإذ شدد على ان «مبادرة «الاعتدال»، مبادرة لبنانية نابعة من إرادة أعضاء التكتل، ونقوم من خلالها بواجبنا الوطني، مُتّكلين على ما نتحلى به من صبر وطني للاستمرار بها حتى آخر نفس»، أكد أن «المبادرة ترتكز الى مبدأ التشاور والتعاون مع الجميع، وأن الرئيس بري كان أوّل من تشاورنا معه فيها، وشجّعنا على المضي بها، ثم وضع نقاطاً أساسية في ورقة واضحة، ليتبيّن وجود نقطتين خلافيتين، لجهة من يدعو إلى التشاور ومن يرأسه، وهذا الأمر كان محل بحث مستفيض مع لودريان عن الخيارات التي يمكن الذهاب اليها من أجل تأمين توافق كل الأطراف على حل وسطي لهاتين النقطتين، وعمّا إذا كان هناك إمكانية لذلك بالتعاون والتكامل مع اللجنة الخماسية ولودريان، وعما اذا كان الافرقاء في الداخل اللبناني على استعداد للتجاوب وتحضير المناخات الوطنية المناسبة لاقتناص أي فرصة قد تكون مؤاتية لانتخاب الرئيس، ومنع تمدّد الفراغ الذي قد يأخذنا في حال استمر في المرحلة المقبلة الى مكان لا تحمد عقباه».

 

«الحزب»

 

وفي هذه الاثناء قال نائب الأمين العام لـ«الحزب» الشيخ نعيم قاسم، خلال احتفال تأبيني أقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت لمجموعة شهداء للحزب من بلدة بنت جبيل في «مجمع الامام الكاظم» في الضاحية الجنوبية: «نحن مستمرون في لبنان في مساندة غزّة إلى أن يتوقف إطلاق النار بالكامل فيها، ولا شيء يوقف هذه الجبهة إلا بتوقف إطلاق النار هناك».

 

وتطرّق قاسم الى موضوع رئاسة الجمهورية فقال: «منذ اليوم الأول ونحن نقول اننا جاهزون لانتخاب الرئيس، وعملنا على كل التسهيلات المناسبة وتبيَّن من خلال توزيع الكتل أنَّنا نشكل مع عدد من الكتل النيابية العدد الأكبر من الأصوات، ومع ذلك نرى تجمعات صغيرة تقول انَّها تريد أن تفرض شروطها. لا، ليس مسموحاً لأيّ تجمع نيابي ولا لأيّ تكتل سياسي أن يفرض شروطه على لبنان وعلى اللبنانيين وعلينا. ليكن معلوماً إذا تمَّ الحوار برئاسة رئيس المجلس النيابي نحن حاضرون أن نستمر به ولو أنجز الاستحقاق الرئاسي خلال أيام، إذ لا ربط للاستحقاق الرئاسي بما يجري على جبهة الجنوب».

الجنوب

 

وعلى الجبهة الجنوبية شن الطيران الحربي والمسيّر غارتين على بلدتي حانين وحولا أدّتا الى سقوط شهيدين. كذلك اغار على بلدة مارون الراس وتسبب بسقوط عدد من الجرحى.

 

وفيما سُجّلَ تحليق لمسيّرات إسرائيليّة في أجواء مدينة صور وضواحيها، تبيّن ان لا صحة لما أُشيع عن غارة جوية اسرائيلية استهدفت البقاع، وان دوي الانفجارات الذي سمع في المنطقة كان ناجماً عن اختراق الطائرات الحربية لجدار الصوت فوق منطقة بعلبك.

 

وردت المقاومة على الاعتداءات الاسرائيلية فقالت في بيان انها استهدفت «انتشاراً ‏لجنود العدو في محيط موقع «عداثر» ‏بالقذائف المدفعيّة». كذلك استهدفت انتشارا آخر في محيط موقع «جل العلام». وقصفت بالصواريخ موقعي «الرمثا» في مرتفعات كفرشوبا المحتلة، وزبدين في مزارع شبعا المحتلة.

 

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن «قصف صاروخي على موقع للجيش الإسرائيلي في «متات». وسماع دوي انفجار في «مرغليوت» عقب دوي صفارات الإنذار». وكان الجديد المهم أمس اعلان «هيئة البث الإسرائيلية» الرسمية «ان الجيش الإسرائيلي أسقط بالخطأ مسيّرة إسرائيلية من طراز «هيرمز 900» قرب مستوطنة «شلومي» على الحدود مع لبنان.

 

وحول المسعى الفرنسي لتهدئة جبهة الجنوب، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان في إفادة صحفية يومية: انّ إسرائيل لم ترد بعد على مقترحات باريس لخفض التوتر في جنوب لبنان، وتلقّينا رداً إيجابياً نسبياً من لبنان بشأن مقترحات خفض التصعيد مع إسرائيل.


وتقدمت فرنسا بمقترحات مكتوبة للجانبين تتضمن انسحاب «الحزب» مسافة عشرة كيلومترات من الحدود مع إسرائيل، بينما توقف الأخيرة غاراتها على جنوب لبنان.

 

إتفاق حدودي

 

في هذا السياق كشف كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة والاستثمار آموس هوكشتاين، أمس، أنّ اتفاقاً للحدود البرية بين إسرائيل ولبنان «يتم تنفيذه على مراحل قد يخفف من النزاع المحتدم والدامي بين البلدين».

 

وقال هوكشتاين في مقابلة مع مؤسسة «كارنيغي» للسلام الدولي: «لا أتوقّع السلام.. السلام الدائم.. بين «الحزب» وإسرائيل». وأضاف: «لكن إذا تمكنّا من التوصل إلى مجموعة من التفاهمات… والتخلّص من بعض الدوافع للنزاع وإقامة حدود معترف بها لأول مرة على الإطلاق بين البلدين، فأعتقد أنّ ذلك سيقطع شوطاً طويلاً».

 

وأضاف: «إن البداية ستكون السماح لسكان المجتمعات الشمالية في إسرائيل بالعودة إلى منازلهم ولسكان المجتمعات الجنوبية في لبنان بالعودة إلى منازلهم… وانّ جزءا من ذلك سيتطلب تعزيز القوات المسلحة اللبنانية، بما في ذلك التجنيد وتدريب وتجهيز القوات»، من دون أن يوضح كيف سيتم ذلك.

 

أما المرحلة الثانية فستشمل حزمة اقتصادية للبنان «والتأكد من أن المجتمع الدولي يظهر للشعب اللبناني أننا نستثمر فيه». وأوضح أن شبكة الكهرباء في لبنان، على سبيل المثال، تعمل لبضع ساعات فقط في اليوم، مما يلحق ضرراً جسيماً باقتصاده». وقال: «لدينا حل لذلك، لقد وضعنا حزمة يمكن أن تخلق حلاً من شأنه أن يوفّر لهم الكهرباء لمدة 12 ساعة في فترة زمنية قصيرة». ولفت إلى أن المرحلة الأخيرة ستكون اتفاق الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل. وقال إنه «إذا استقرّ الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان، فقد يساعد ذلك في تقليص نفوذ إيران هناك». وختم حديثه بالقول انّ «قدرة القوى الخارجية على التأثير في لبنان، مهما كانت العواقب، ستتضاءل بمقدار كبير».

**********************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

خيبة فرنسية مفتوحة على إجراءات.. ورفض إسرائيلي لمقترحات التهدئة

«نكايات سياسية» بعد مغادرة لودريان.. وكهرباء بعلبك بعهدة الجيش

 

مع مغادرة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان بيروت، في طريق العودة الى بلاده، خالي الوفاض، على جبهتي طرفي الأزمة، الثنائي الشيعي الذي يتمسك بالحوار او التشاور على طريقته، وعدم القبول بالمرشح الثالث، والفريق المسيحي، المتفق فقط على رفض المرشح سليمان فرنجية، وهو بين متنصل من الاتصالات الجارية وفريق آخر يرفض رعاية الرئيس نبيه بري للحوار او حتى التشاور، على حد تعبير الاوساط القريبة من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

ومع هذه النتيجة، وصلت مهمة لودريان الى الحائط المسدود، فحسب مصدر مقرَّب من الوسيط، فكل فريق متشبث بمواقفه، مما حمل الموفد الفرنسي الى تحذير مَنْ التقاهم: «مع استمرار الشرخ، الازمة مرشحة لان تطول، ووجود لبنان السياسي بخطر».

واعتبرت مصادر سياسية ان مغادرة لودريان للبنان بعد سلسلة اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين والسياسيين على اختلافهم، للتباحث في كيفية  ايجاد حل لأزمة الانتخابات الرئاسية، من دون الإدلاء بأي تصريح او بيان عن السفارة الفرنسية يلخص ولو بكلمات معدودة، كما درجت  العادة عليه، نتائج زيارته ولقاءاته، يؤشر بوضوح إلى النتائج غير المرجوة منها، وأن مواقف الاطراف على حالها من الانقسام، والابواب ما تزال موصدة امام اجراء الانتخابات الرئاسية.

إذاً، انطوت صفحة مهمة لودريان، بانتظار مسار ردة الفعل، في قمة النورماندي في السادس من حزيران المقبل، حيث سيبحث الرئيس ايمانويل ماكرون ما حدث مع موفده مع الرئيس الاميركي جو بايدن، وكلاهما من رؤساء الدول المشاركة في اللجنة الخماسية الدولية- العربية، حول ملف الرئاسة في لبنان.

ونُقل عن الرئيس نبيه بري انه على استعداد للدعوة الى التشاور وفق آلية مقبولة اذا قررت الكتل الرافضة المشاركة، واذا لم تقبل فلا مشكلة، فالأمور على حالها.

وفي المعلومات التي نقلت عن بري انه كان وعد اللجنة الخماسية بالتنازل عن ترؤس الحوار او التشاور، وترك الامر لنائبه الياس بوصعب، لكن سلبية رئيس حزب القوات سمير جعجع، برفض الحوار اعادت بري الى قواعده واصراره على ترؤس الجلسات.

الرهان المسيحي على بكركي

وفي الملف الرئاسي، مسيحياً، يجد رؤساء الاحزاب المسيحية المناهضة لانتخاب النائب السابق سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، في الوثيقة المشتركة التي اسفرت عنها اجتماعات بكركي، والتي ستعلن بدءاً من الاسبوع المقبل،غطاءً للرفض قبل بيان مجلس المطارنة او بعده.

وبعد ان اعتذر عن الاجتماع مع الموفد الفرنسي (بذريعة السفر) استقبل امس رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل السفير الفرنسي في لبنان هيرفه ماغرو، وجرى الاستفسار عن سبب مقاطعة التيار لمهمة لودريان التي ا نتهت امس بالنتائج المعروفة.

تتحدث بعض المعلومات عن منحى لبحث عقوبات، مع العلم ان طرفي الازمة لا يرغبان في التفاهم، حتى على لقاء بينهما او على مستوى الكتل.

مجلس المفتين: للخروج من المأزق الرئاسي

وحث مجس المفتين، الذي اجتمع برئاسة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان المسؤولين في الدولة الى الاحتكام الى الضمير الوطني والمصالح الوطنية العليا، معتبرا ان أسوأ ما في تعطيل انتخاب رئيس للدولة يمثل بمعالجة التعطيل بالتعطيل، معرباً عن قلقه من تعثر محاولات التوافق الوطني. وأعرب المجلس عن أمله في ان تستمر دول الخماسية، ودعا الى عقد جلسة او جلسات متوالية للحوار والتشاور للخروج من المأزق الدستوري وانتخاب رئيس للجمهورية.

اضطراب داخلي

واذا خلت المساعي لانهاء الفراغ الرئاسي من اي مبادرة حاليا، بقيت الانظار مشدودة الى الوضع المتفاقم في الجنوب، مع الاشارة الى اضطراب في الاداء الوزاري والنقابي الداخلي، في ضوء السجال بين وزيري الطاقة والاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال، واعتراض فريق من السائقين العموميين على تعرفة النقل التي توصل اليها وزير الاشغال علي حمية مع نقابات اخرى.

تحرك المودعين

وما إن غادرت بعثة صندوق النقد الدولي، حتى تحرك المودعون، ونظمت جمعية صرخة المودعين، وفقة احتجاجية امام مكتب البعثة لايصال صوت المودعين، واعتراضهم على شطب الودائع.. ثم انتقل هؤلاء الى منزل الوزير السابق نقولا نحاس، بوصفه مهندساً في الملف المتعلق بالمودعين للاعتراض على خطة شطب الودائع او تقسيمها الى مؤهلة وغير مؤهلة، كما هاجم المودعون «بنك سرادار» في الاشرفية متوعدين بتحطيمه في المرة المقبلة.

بالمقابل، اتخذت غرفة التجارة في بيروت بالتنسيق مع وزارة المال، اجراءات لإطلاق التسويق المعفى من الضريبة.

فياض: لا معمل ولا هبة

كهربائياً، خرج وزير الطاقة والمياه وليد فياض عن صمته ازاء ما كشفه وزير الاقتصاد امين سلام عن عرض قطري لبناء 3 محطات للكهرباء، من دون اية تكلفة، وان العرض نام في الادراج.

وقال فياض في مؤتمر صحفي انه يرفض المزايدة علينا من الجميع، وانه مهتم بزيادة التغذية الكهربائية من الطاقة الشمسية.

واضاف فياض: ما عرضه الجانب القطري معمل واحد للكهرباء، وليس ثلاثة، وبسعة 100 ميغاواط،وليس 150 ميغاواط، وهو عبارة عن عرض على طريق BOT اي عقد شركة بين القطاع العام والخاص يسمح للقطاع الخاص بالاستثمار لمدة 25 سنة لشركة كهرباء لبنان، ولس هبة او بكلفة صفر فلا شيء مجانياً، والمعمل يحتاج الى ارض مساحتها مليون متر لبنائه.. كاشفا عن لجنة لدراسة وتنفيذ هذا المشروع الحيوي، لجهة المتطلبات القانونية والتمويلية.

وطار الوزير فياض، على نحو مفاجئ الى بعلبك لتسليم الجيش اللبنانية مهمة تحويل الكهرباء في المناطق البقاعية، بعد تزايد الشكاوى من موظفي الشركة المكلفة، بعد تهديد مطلوبين للعدالة الموظفين لتحويل الكهرباء الى اماكن عائدة لهم.

خلاف على تعرفة النقل

وفي مجال حياتي آخر، اعترض سائقو السيارات العمومية على تعرفة اجرة السيارات العمومية، ونفذوا اعتصاماً عند تقاطع الصيفي – الجميزة، مطالبين بلجنة لاعادة النظر بالتعرفة، التي اعتبروها مجحفة بحقهم، وتشكيل لجنة لدراستها.

بالمقابل، اشاد بسام طليس رئيس اتحاد نقابات النقل الذي بما وصفه «انجاز تحديد التعرفة من قبل وزارة الاشغال».

وكان وزير الاشغال علي حمية اعلن التوصل الى تعرفة موحدة التسعيرة في كل المناطق ولجميع المركبات.

إسرائيل لا تجيب على الاقترحات الفرنسية

جنوباً، قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان ان فرنسا تقدمت بمقترحات مكتوبة للجانبين اللبناني والاسرائيلي تتضمن:

1 – انسحاب الحزب مسافة عشرة كيلومترات من الحدود مع اسرائيل.

2 – مقابل ذلك، توقف اسرائيل غاراتها على جنوب لبنان.

وحسب المتحدث، فإن اسرائيل لم ترد على المقترحات الفرنسية، في حين نقل عن مصدر فرنسي، ان الجانب اللبناني ابدى سلاسة وايجابية على هذا الصعيد.

الوضع الميداني

ميدانياً، استهدفت المقاومة الاسلامية ثكنة زرعيت بقذائف المدفعية، وادت الغارة الاسرائيلية على محل تجاري وسط بلدة حولا الى سقوط عدد من الجرحى، كما استهدفت مروحية الاحتلال بلدة علما الشعب.

واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت، ان جيشه سيواصل استهداف الحزب عند الحدود وفي العمق.

واسقط نظام القبة الحديدية عن طريق الخطأ طائرة بدون طيارمن طراز «سكاي رايدر SkiRider» تابعة له في مستعمرة شلومي مقابل الحدود اللبنانية – الاسرائيلية.

*********************

افتتاحية صحيفة الديار

 

لودريان محبط: في لبنان ينتظرون واشنطن ولا يتعاملون معنا بجدية!

 ايجابية لبنانية مع «وقف التنفيذ» ازاء الورقة الفرنسية ولا رد إسرائيلي

 سجال «كهربائي» عقيم ولا كهرباء… و«اسرائيل» تخشى مفاجآت نصرالله – ابراهيم ناصرالدين

 

انتهت زيارة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان بالاعلان عن النعي الرسمي للاستحقاق الرئاسي، واتضح ان حضوره شخصيا الى بيروت كان فقط للمشاركة في مراسم «الدفن» التي لم يعرف بعد اسباب اصرار باريس على المشاركة فيها بهذا المستوى الرفيع. ولعلمه المسبق ان ثقل بلاده يعادل «الصفر» ولا وزن لها داخليا وخارجيا، لم يفاجأ لودريان من عدم وجود من يصغي اليه على الرغم من تحذيره من تبعات الفراغ القاتل، وغادر»محبطا» دون ان يتمكن من فك طلاسم احجية الخلاف على «جنس الملائكة» حيث قضى جل وقته في شرح الفرق بين «التشاور والتحاور»، وفي النتيجة لم يعقد هذا ولا ذلك، واكتشف ان المعنيين لا يتعاملون مع بلاده بجدية وينتظرون الاميركيين، كما نقل عنه احد الاصدقاء اللبنانيين! في هذا الوقت، خيبة امل ثانية اصيبت بها الدبلوماسية الفرنسية بعد حديث الخارجية الفرنسية عن رد ايجابي نسبي من لبنان بشان مقترح خفض التصعيد جنوبا، لكن «اسرائيل» امتنعت عن الرد حتى الآن، اي ان النتيجة ايضا «صفر».

 

داخليا، اندلع سجال عقيم بين وزيري الطاقة والاقتصاد حول المشروع القطري لانشاء معمل على الطاقة الشمسية، انتهى بعدم معرفة اللبنانيين الاسباب الحقيقية لعدم تعامل مجلس الوزراء بجدية وايجابية مع العرض بعد 7 اشهر على اقتراح يمنح البلاد الكهرباء دون تكلفة تذكر. هذا الفشل البنيوي في الدولة الفاسدة، يقابله على الحدود فشل اسرائيلي مماثل وارباك يتظهر يوميا في المواجهة مع الحزب، وكان ابرزه بالامس اسقاط طائرة استطلاع مسلحة من نوع «هرمز900» المتطورة بنيران القبة الحديدة، فيما اقر الطيارون الاسرائيليون بصعوبة المهمة في الشمال في مواجهة مسيرات الحزب.

لودريان محبط

 

في هذا الوقت غادر المبعوث الفرنسي جان لودريان بيروت «محبطا» من نتائج محادثاته، بعدما شعر ان من التقاهم في لبنان لا يتعاملون بجدية مع الجهد الفرنسي. ووفقا لمصادر صديقة التقت المبعوث الفرنسي، فهو لمس ان معظم من التقاهم ينتظر «كلمة السر» الاميركية، ولا يقيم وزنا للجهد الفرنسي، باعتبار ان باريس بالنسبة اليهم لا تملك وزنا دبلوماسيا في الداخل والخارج، ولمس ضعف  موقف بلاده التي لا تملك «العصا» «والجزرة».

لا خرق فرنسي

 

ووفقا لمصدر ديبلوماسي فرنسي، فإنّ لودريان «لم يحقّق أي خرق يذكر» في الملف الرئاسي، بعد لقائه قوى سياسية رئيسية في لبنان بينها «الحزب». وأضاف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أنّ كل فريق متشبّث بمواقفه، ممّا دفع لودريان الى تحذير المسؤولين الذين التقاهم من أنّ وجود لبنان السياسي نفسه بخطر»، مع استمرار الشرخ في البلاد. وقال ان لودريان حذر خلال لقاءاته في بيروت من «مخاطر إطالة أمد الأزمة» وسط السياق الإقليمي المتوتّر، مشدّداً على «الضرورة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير».

 بري وافق ثم تراجع…؟

 

ووفقا لمصادر مقربة من عين التينة، لم يقدم لودريان اي طرح او رؤية ولم يعرض على الثنائي ولا على فرنجية مسألة «الخيار الثالث». ولفتت الى ان بري رفض المس بآلية الجلسة على الرغم من موافقته على تسمية «الحوار» «بالتشاور» ورفض اي كلام حول «الاسم الثالث» قبل انعقاد الجلسة التشاورية. وكشفت تلك المصادر،ان بري كان مستعدا للقبول بان يترأس جلسات الحوار نائب رئيس المجلس الياس بوصعب، شرط الحصول على ضمانة من «الخماسية» بحضور جميع القوى السياسية، الا ان سلبية مواقف المعارضة، وفي مقدمتها موقف رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع دفعته الى التراجع خطوة الى الوراء، والتمسك بترؤس الحوار.

الخلاف على «جنس الملائكة»؟

 

وفي هذا السياق، لفتت اوساط مطلعة الى ان العبرة ليست في خارطة الطريق التي رسمها البيان الاخير للجنة الخماسية وسفرائها في لبنان لملء الشغور الرئاسي، انما هي في تمكنهم من ترجمة مضمون البيان الى افعال في ظل الخلافات السياسية والنيابية القائمة التي تستدعي حراكا وضغطا اوسع واكبر من قبل واشنطن والسعودية. ولهذا فان الخلاف على «جنس الملائكة» استمر وتعمق في تعبير واضح عن عدم نضوج التسوية الخارجية ، فالهوة بين اطراف الانقسام الداخلي حول النظرة الى الحوار الرئاسي بين من يرفضه بالمطلق باعتباره خارج الاصول الدستورية وبين من يؤكد عليه كونه يندرج في سياق الحوارات التي تسبق كل استحقاقات الرئاسة وبين من يريده فقط للتوافق على مرشحه، مجرد شعارات «مضحكة» لتمرير الوقت.

 الخلاف على الجلسات

 

اما الاكثر اثارة للسخرية، فهو الخلاف على جلسات الانتخاب. فثمة اطراف تريدها مفتوحة لانتخاب الرئيس بدورات متتالية يتخللها تشاور بين النواب وبين من يريدها جلسات متتالية وصولا الى الجلسة التي يصار فيها الى انتخاب رئيس وليس جلسة مفتوحة كالتي يطالب بها البعض وتؤدي الى شل عمل المجلس نهائيا حيث انه في حال ابقاء جلسة الانتخاب مفتوحة يتعطل دور المجلس التشريعي ولا يعود في امكانه مقاربة اي اقتراح او مشروع تشريعي، وبهذه الحال تصبح البلاد من دون رئيس وحكومة شرعية ومجلس نيابي عامل.

 نعي مبادرة «الاعتدال»

 

وفي نعي واضح للمبادرة، اعتبر عضو كتلة «الاعتدال الوطني» النائب وليد البعريني أن لم يعد هناك وجود لأي مبادرة ويجب الدخول بطرح أو أسلوب جديد لتحريك المياه الراكدة في لبنان. وشدد على أن الموفد الفرنسي جان إيف لودريان لم يذكر موضوع الخيار الثالث ولكنه اعتبر أن المرشحَين غير قادريَن على حصد الأصوات اللازمة للنجاح.

ماذا دار عند بري؟

 

من جهته، أعلن عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم أن «رئيس مجلس النواب نبيه بري يتعاطى من ضمن صلاحياته ولا ينتظر أحدًا لمنحه صلاحيات فوق صلاحياته ولا إمكان لإنتاج رئيس للجمهورية من دون حوار»… وأشار إلى أن «خلال اللقاء بين برّي والموفد الفرنسي جان ايف لودريان لم يُطرح الخيار الثالث كما لم يُطرح خيار سحب رئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة».

حراك فرنسي في «الوقت الضائع»

 

جنوبا، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان أن «إسرائيل» لم ترد بعد على مقترحات باريس لخفض التوتر في جنوب لبنان، وتلقينا ردا إيجابيا نسبيا من لبنان بشأن مقترحات خفض التصعيد مع «إسرائيل». وقال لوموان ان باريس لم تتلق أي رد من «إسرائيل» حتى الآن!  تجدر الاشارة الى ان المقترح الفرنسي المكتوب  يتضمن انسحاب الحزب مسافة عشرة كيلومترات من الحدود مع «إسرائيل» بينما توقف الأخيرة غاراتها على الجنوب. وفي هذا السياق، اكدت مصادر مطلعة ان ما اسماه المتحدث الفرنسي بالرد الـ «نسبي» اللبناني، يعني عمليا استعداد لبنان لمناقشة المسوّدة ايجابيا، لكن دون القبول بتفاصيلها حول مسافة انسحاب الحزب التي تبقى «مبهمة»، فضلا عن عدم الدخول في اي محادثات غير مباشرة قبل وقف الحرب على غزة، وهما نقتطان مفصليتان يتولى مهمة بلورتهما المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين، لا الجانب الفرنسي الذي يتحرك في «الوقت الضائع».

مفاجآت نصرالله؟

 

ميدانيا، نفذ الحزب 4 عمليات ضد مواقع قوات الاحتلال، وبعد ساعات من الهدوء النسبي شن الطيران الاسرائيلي غارات على بلدة حولا حيث سقط شهيدان، كما اغار الطيران الحربي على بلدة عيتا الشعب، فيما تظهر الارباك الاسرائيلي باقرار وسائل الاعلام الاسرائيلية باسقاط «القبة الحديدة» لطائرة استطلاع متطورة من نوع «هيرمز 900» بعد الاشتباه في انها تابعة للمقاومة. وفي هذا السياق، اكّدت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ الحزب نجح طوال الحرب في مفاجأة «اسرائيل» من خلال استخدام سلاحٍ مُتقدّم، ولفتت الى ان، السيد  نصر الله يخطط لخطوات مفاجئة على مستويين: الأول استخدام سلاح لم يُستخدم من قبل في هذه المعركة بما في ذلك صواريخ دقيقة بعيدة المدى، والثاني استخدام صواريخ أرض- جو، ستطلق باتجاه طائرات سلاح الجو الإسرائيلي.

 عجز امام المسيرات

 

بدورها، قالت الباحثة الإسرائيلية في معهد أبحاث «الأمن القومي» الإسرائيلي والتي تُدير برنامج «تكنولوجيا متقدمة، وضمنه الذكاء الاصطناعي»، ليران عنتبي إنّ الحزب كثّف خلال الأسابيع الأخيرة من استخدام الطائرات المسيرة المتفجرة، وقام أيضاً، باستخدام طائرة مُسيّرة تُطلق صواريخ ضمن ساحة المعركة، الأمر الذي يُلحق أضراراً وخسائر في الأرواح بين الجنود والمستوطنين، وأيضاً خسائر مادية. كذلك، لفتت إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبةً مستمرة في تحديد واعتراض تلك الطائرات المسيّرة، والتي من المتوقّع أنّ يتمّ استخدامها بشكلٍ مكثّف من قبل الحزب في اي حرب شاملة، وهو امر اقر به طيارون في الخدمة في تصريحات لوسائل الاعلام بالامس حين اقروا بالعجز عن اسقاط تلك المسيرات من خلال استخدام أنظمة الدفاع الجوي التقليدية، وكذلك الحرب الإلكترونية.

 «الردع» لم يتآكل بل انتهى!

 

وقد اقر مصدر عسكري اسرائيلي ان الردع لم يتآكل فقط، بل انتهى، واوضح ان الحزب يستخدم الصواريخ الدقيقة ضدّ الدبابات والمقذوفات الأخرى، والتي تنجح جميعها في اجتياز منظومات الدفاع الإسرائيليّة وإصابة الأهداف بدقّةٍ، وحتى اللحظة لا توجد لدى الدفاعات الأرضيّة والجويّة امكانية صدّ مُسيرّات الحزب. ووفقا للاعلام الاسرائيلي، فإنّ اعتراض المسيّرات اللبنانيّة بات مستحيلاً، لأنّها تطير على ارتفاعٍ منخفضٍ جدًا، وتتمكّن بذلك من اجتياز منظومة الرادارات، وعندما تكشفها الرادارات تكون المسيرات قد ضربت الهدف المُحدّد مسبقًا ودمرته. بالمقابل، فإنّ ما يقُضّ مضاجع صُنّاع القرار من المستويين الأمنيّ والسياسيّ في تل أبيب هو السؤال هل الحزب، وفي إطار المفاجآت التي وعد بها ، السيّد نصر الله، هل يملك دفاعاتٍ جويّةٍ لاعتراض الطائرات الحربيّة الإسرائيليّة في حال اندلاع المنازلة الكبرى بين الطرفيْن.

 الجيش الاسرائيلي «مهترىء»

 

وفي هذا السياق، اكد الجنرال السابق في جيش الاحتلال اسحاق بريك إن الجيش ينشر الأوهام ولا يقول الحقيقة بشأن الحرب في قطاع غزة، مؤكدا أن الجيش مهترئ وغير قادر على القضاء على “حركة ح”، فكيف اذا اندلعت الحرب مع الحزب؟ وقال «الجيش الإسرائيلي ينشر الأوهام، ويذر الرماد في عيون الجمهور، ولا يقول الحقيقة، أننا جيش صغير غير قادر على القضاء على “حركة ح”، فمن المؤكد أننا سنواجه مشكلة إذا بدأنا حرباً شاملة على الحدود الشمالية مع لبنان. ونصح بقبول اتفاق لوقف إطلاق النار لان الوضع يزداد سوءا، وانهيار الدولة ليس سوى مسألة وقت، لأننا عرضة لفقدانها عندما تندلع حرب إقليمية شاملة»،»عندئذ لن يكون لدينا أمل في البقاء على قيد الحياة»، يقول بريك.

فوضى التجنيد

 

بدورها وتحت عنوان «عبء أكثر ومساواة أقل»، قالت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية ان الحرب في غزة وعلى الحدود مع لبنان ترتدي صورة حرب الاستنزاف، وتتضح تأثيراتها الكبيرة في المجتمع وفي الاقتصاد، في ظل فوضى استدعاء مئات الرجال والفتيات الى التجنيد مجددا. وبعد أن تم إلغاء جزء من هذه الأوامر، نشأ وضع خدمت فيه كتائب من قبل لأشهر كثيرة في غزة ومنطقة الشمال، وينتظرها تشغيل عملي آخر صيفاً، ثم حصلت الآن على أمر الامتثال للخدمة.

النقص في المعدات

 

ما خلق واقعا تتأرجح فيه وحدات عسكرية بدون تخطيط من مكان إلى آخر. وهذا العبء تتحمله الآن وحدات قليلة نسبياً، وضغوط كثيرة وتخطيط سيئ يفقد أي توزيع متساو، ويضر بدافعية الجنود في الخدمة. ويضاف إلى ذلك شكاوى متجددة، وحتى متزايدة، على نقص المعدات المناسبة لجنود الاحتياط. فالقادة يبحثون لوحداتهم عن مئات الخوذات التكتيكية والستر الواقية والزي المضاد للحريق لطواقم الدبابات والحوامات، وهي غير متوافرة اليوم.

الهجرة المعاكسة من «اسرائيل»؟

 

وفي تسليط للضوء على حركة الهجرة المعاكسة من «اسرائيل»، لفتت «هآرتس» الى إن عدم الثقة بات امرا واقعا بالدولة.  قالت «لن نصدق ما وعدنا به الآباء والمعلمون والقادة والزعماء الذين قالوا إننا أذكياء وأقوياء. لقد تبين أننا ضعفاء ونعتمد على الآخرين. لن نصدق أيضاً أنه لا مكان لنذهب إليه. بالتأكيد لنا: الأماكن التي لا يقتل فيها اليهود، ولا يكون دين معين شرطا للعيش فيها. ستتفاجؤون، فهذه الدول موجودة!»

فضيحة الكهرباء؟!

 

في غضون ذلك، سجال كهربائي بين وزير الطاقة وليد فياض ووزير الاقتصاد امين سلام انتهى بعدم وضوح الصورة حول اهمال الحكومة عرضا من قطر لبناء ثلاثة معامل لانتاج الطاقة الكهربائية بدون تكلفة على الدولة، تقدمت به منذ ٧ أشهر. وفي هذا الاطار، تمنى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فيّاض من الجميع عدم المزايدة ، مؤكّدًا أنّه «مهتم جدًّا بزيادة التغذية الكهربائيّة خصوصاً من خلال الطاقة الشمسيّة». وانتقد ما اسماه الشعارات الشعبويّة الرخيصة وقال إنّنا «نتكلم على معمل واحد للكهرباء وليس ثلاثة وبمئة ميغاوات ويتضمن عقد شِرْكة بين القطاع العام والقطاع الخاص عبر عقد طويل الامد وليس هبة كما يُزعم». وشدّد فيّاض على أنّ «العرض بإنشاء معمل لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية ليس هبة وكلفته ليست «صفرا» كما أُشيع، مشيرًا الى أنّه «بحاجة إلى أرض وقد وصل أوّلًا إلى ميقاتي قبل أن تصله رسالة ثانية منذ شهر لإعادة إحياء المشروع»!

 تضييع الفرصة؟

 

من جهته، اتهم وزير الاقتصاد امين سلام الدولة بتضييع الفرصة وقال إن «البوصلة هي أن نأتي بالكهرباء التي نسمع بها منذ أعوام، والعرض اليوم جدي فالقيادة القطرية تريد مساعدة لبنان، وعلينا نحن أن نتجاوب ونعطي النتيجة المرجوة، لان ما يهم هو اضاءة البلد، وهناك مبادرة قدمت الى لبنان ويجب وضعها في اطارها الاستثماري لمدة 25 سنة، ما يعني أن قطر تقدم هذا العمل تبنيه وتشغله من دون أن ندفع فلسًا واحدا، أي بتكلفة صفر الى حين ينطلق المشروع».

************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

مقاومة ضارية في غزة والضفة وغانتس يقترح حل الكنيست  

 

في اليوم الـ237 من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ارتكب الاحتلال 5 مجازر خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع عدد الشهداء منذ بداية العدوان إلى 36 ألفا و224 شهيدا، و81 ألفا و777 مصابا.

 

في المقابل، أعلنت كتائب القسام استهداف 8 جنود للاحتلال وإيقاعهم بين قتيل وجريح في عمليتين في رفح، كما قصفت غلاف غزة. واستهدفت سرايا القدس عدة آليات للاحتلال وقصفت تجمعات لجنوده بقذائف الهاون. فيما اعترف جيش الاحتلال بقتيل وانسحب من بعض محاور مخيم جباليا.  واعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 14 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الأخيرة.

 

ووفقا لوسائل إعلام عبرية، فقد هبطت مروحية إسعاف في مستشفى برزيلاي بعسقلان تنقل إصابات خطيرة من القتال في القطاع. كما افيد عن اصابة مسيرة اسرائيلية عن طريق الخطأ برصاص الجيش. وقال مراسلون  إن جيش الاحتلال أطلق النار على نازحين أثناء محاولتهم العودة إلى منازلهم، كما استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في غارة استهدفت مركزا للإيواء داخل المخيم في جباليا.

 

وفي “اللحظات الأولى لانسحاب جيش الاحتلال من المخيم أظهرت فيديوات على منصات التواصل الاجتماعي تظهر حجم الدمار المروع الذي ضرب قلب المخيم، فقد طال الدمار كل شيء من منازل وممتلكات وبنى تحتية ومساجد ومدارس، وقد انبرت مجموعات من المواطنين للبحث عن مفقودين أسفل الأنقاض.

 

واعترف لواء احتياط في جيش الاحتلال بأن إسرائيل خسرت الحرب خلال الهزيمة المهينة التي منيت بها في 7 تشرين الأول الماضي، قائلا إن الجيش الإسرائيلي صغير ومهترئ، وليس لديه فائض في القوات، وكل يوم تتواصل فيه الحرب يزداد وضعه سوءا. وفي الضفة الغربية، أصيب 6 فلسطينيين برصاص الاحتلال أثناء اقتحامه لجنين ومخيمها، وأعلنت المقاومة أنها اشتبكت مع القوات المقتحمة.

 

وبازدياد عمليات المقاومة واتساع رقعتها بالضفة أعلن جيش الاحتلال توزيع مزيد من الأسلحة على المستوطنين، فيما هدد وزير المالية بتحويل طولكرم إلى “خراب كما في قطاع غزة”.

 

حزب غانتس يتقدم باقتراح  لحل الكنيست الإسرائيلي

 

بموازاة ذلك، تقدمت رئيسة كتلة معسكر الدولة، عضو الكنيست بانينا تمنو شيتا، الخميس، بمشروع قانون لحل الكنيست، وذلك استمرارا للتحرك الذي يقوده زعيم الحزب بيني غانتس للوصول إلى انتخابات بتوافق واسع، بحلول شهر تشرين الأ”ول المقبل. واعتبرت أن “ما حصل في تشرين الأول 2023 كارثة تتطلب منا العودة وكسب ثقة الشعب لتشكيل حكومة وحدة واسعة ومستقرة يمكنها أن تقودنا بأمان في مواجهة التحديات الهائلة في الأمن والاقتصاد”، بحسب ما نقلت وكالة معا الفلسطينية. في الوقت الحالي، لا يبدو أن المعسكر الوطني لديه الأغلبية لحل الكنيست؛ في ضوء حقيقة أن ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يضم 64 عضوًا. لكن هذا التحرك يشير إلى التصدع الكبير في الائتلاف، بعد الخطابات التي وجه فيها غانتس إنذارًا لنتانياهو، وانتقاد الوزير غادي آيزنكوت لرئيس الوزراء بشدة.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram