افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 29 أيار 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 29 أيار 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

لجنة وزارية سياسية – تقنية للتنسيق مع دمشق: خطة عربية للتواصل مع سوريا حول النازحين؟

 

بين ملف النازحين السوريين والجبهة الجنوبية المشتعلة إسناداً لغزة والأزمة الرئاسية، لا أفق مفتوحاً للحلول أمام أيّ من هذه القضايا التي بات بعضُها مرتبطاً ببعض.على منبر مؤتمر بروكسيل الثامن لـ«دعم مستقبل سوريا والمنطقة»، أكّد وزير الخارجية عبدالله بو حبيب الموقف الرسمي بأن لبنان لم يعد قادراً على تحمّل عبء «كارثة» استضافة أكثر من مليونيْ نازح يشكلون نصف عدد المقيمين على أراضيه، وأن بيروت ستمضي بالتشدّد في تطبيق القوانين على النازحين غير الشرعيين على غرار ما تطبّقه بلدان الاتحاد الأوروبي. غير أن الاتحاد الأوروبي الذي تعهّد في المؤتمر بأكثر من ملياري يورو (2.17 مليار دولار) لدعم اللاجئين السوريين في المنطقة، رفض أي حديث عن عودة محتملة للاجئين «لأن ظروف العودة الطوعية والآمنة ليست مهيّأة»، فيما لم تُعرف حصّة لبنان من هذه المساعدة.
وفي بيروت، أخذ هذا الملف الحيز الأكبر من جلسة الحكومة التي انعقدت في السراي الحكومي أمس. وقالت مصادر وزارية إن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «أثنى على جهود وزير الخارجية»، وأكّد أن «الموقف الموحّد للبنان بناءً على توصية مجلس النواب، هو عدم ربط أي مساعدة مالية ببقاء النازحين أو المقايضة بين الأمرين، وكان هناك إصرار على إدراج هذا الطلب في المحضر». كما جرى التأكيد على ترحيل النازحين المخالفين للقانون كخطوة أولى، ثم العودة إلى المسجّلين في قوائم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والعمل على غربلة الأسماء وإجراء التصنيفات لتحديد اللاجئين الذين يحق لهم البقاء في لبنان ومن ينبغي ترحيلهم إلى سوريا. واقترح ميقاتي تشكيل لجنة سياسية – تقنية برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء للتواصل مع الحكومة السورية، على أن تتقرّر عضوية بعض الوزراء في جلسة مجلس الوزراء المقبلة.
وفيما يستكمل بو حبيب لقاءاته مع المسؤولين الأوروبيين، إلا أن الأبرز هو ما كشفه ميقاتي عن «اتفاق مع مصر والأردن والعراق على خطة موحّدة للتواصل مع سوريا بشأن النازحين». ويُعدّ ذلك، وفقاً لمصادر متابعة، «نقلة في المقاربة العربية للعلاقة مع سوريا وملف النازحين، ولا سيما من قبل الأردن ومصر، وهما دولتان عضوان في «لجنة الاتصال الوزارية العربية» التي شكّلتها القمة العربية الاستثنائية الـ 32 التي عُقدت في الرياض في أيار 2023 لترتيب عودة سوريا إلى محيطها العربي وملف النازحين السوريين في دول الجوار السوري، والتي فشلت في عقد لقاء كان مقرراً في 8 أيار الماضي، وترافق هذا التأجيل مع تعديل إيجابي في الموقف الأردني من سوريا وملف النازحين».
إلى ذلك، وصل إلى بيروت أمس الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في ظل أجواء إقليمية مشتعلة رسّخت قناعة متزايدة لدى القوى السياسية بعدم وجود أي مجال للحلول الداخلية، ما جعل التوقعات المحيطة بزيارة لودريان تميل إلى السلبية، مبدئياً على الأقل. وترافق ذلك مع أسئلة كثيرة عن توقيت الزيارة، خصوصاً مع اتخاذ التطورات الخارجية منحى أكثر تعقيداً بسبب تعنّت العدو ومضيه في حرب الإبادة بما يجعل الهدنة بعيدة في غزة، وتالياً في جنوب لبنان.
أما داخلياً، فإن الأجواء التي وصلت إلى باريس قبل مجيء لودريان أفرغت الزيارة من مضمونها عملياً، وهي انقسمت بين فريق يؤكد على حوار في بيروت يرأسه رئيس مجلس النواب نبيه بري قاطعاً الطريق على أي اقتراح لعقد لقاء في العاصمة الفرنسية يجمع القوى السياسية، وآخر يربط الحوار بشرط انعقاد جلسة انتخاب، وثالث يرفض الحوار من أساسه. وعليه، فإن الاجتماعات التي سيعقدها لودريان لن تُفضي إلى نتيجة على الأغلب، ما دفع القوى السياسية إلى اعتبار الزيارة مجرد إثبات للدور الفرنسي، إذ ليست في حوزة لودريان معطيات جدية لإدراجها في تقريره إلى الرئيس إيمانويل ماكرون الذي بحث في الملف اللبناني هاتفياً مع وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان الأسبوع الماضي، وسيستكمل هذا البحث مع الرئيس الأميركي جو بايدن في فرنسا بعد نحو 10 أيام.
وقالت مصادر متابعة للقاء ميقاتي – لودريان إن «الأخير لم يتحدث عن أي دعوة للحوار في فرنسا، واكتفى بمناقشة المداولات بين سفراء اللجنة الخماسية في اجتماعهم الأخير في السفارة الأميركية في عوكر وإمكانية جمع القوى السياسية في مساحة مشتركة تتيح فتح باب للحل». ويفترض أن يلتقي لودريان اليوم رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، ونواباً من كتلتي «الاعتدال الوطني» و«لبنان الجديد».
البيطار عائد في توقيت مشبوه؟
بينما يتجه أهالي شهداء انفجار مرفأ بيروت للتصعيد اليوم الأربعاء «كي يعمل القضاء على حلّ القضية»، علمت «الأخبار» أن المحقّق العدلي طارق البيطار يتحضّر للعودة إلى العمل في مكتبه في «العدلية». ووفق مصادر مطّلعة، عُقد قبل يومين لقاء في السراي الحكومي ضمّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير العدل هنري خوري ورئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود ومدّعي عام التمييز القاضي جمال حجار لمناقشة ما يمكن أن ينتج عن العودة. وسبق هذا الاجتماع، لقاء عقِد الأسبوع الماضي بين البيطار وعبود في «العدلية» تمهيداً لهذه الخطوة. والأهم هو ما وصل إلى جهات سياسية عن نية البيطار إصدار قراره الظني في قضية المرفأ، ما أثار تساؤلات عن خلفية هذه العودة وتوقيتها في ذروة الانقسام السياسي والطائفي، وعمّن يحرّض البيطار على التحرك والتمسّك بالاجتهاد الذي استند إليه سابقاً للعودة إلى الملف، والذي يعتبر أنّ آلية إزاحة المحقّق العدلي عن الملف هي نفسها آلية تعيينه، أي من خلال مجلس الوزراء بناءً على اقتراح مشترك من وزير العدل ومجلس القضاء الأعلى.

****************************

افتتاحية صحيفة البناء:

بدء سريان الاعترافات الأوروبية بدولة فلسطين… وبايدن قلق من خسارة الكيان
الاحتلال يكرر مجازر رفح وواشنطن مصرّة على الإنكار… والجنائية الدولية تتلكأ
نصرالله: لبنان على صورة حي شرشبوك… وتوحّش جرائم الاحتلال درس للبنانيين

بدأت إسبانيا وايرلندا والنرويج إجراءات العلاقات الدبلوماسية على خلفية اعترافها بدولة فلسطين، ولم تخف الدول الثلاث سعيها لانضمام دول أوروبية أخرى لمسار الاعتراف بدولة فلسطين، والتحرّر من قيد ربط الاعتراف بنتائج التفاوض الفلسطيني الإسرائيلي، الذي رأت هذه الدول أنه سوف يفرض نفسه على قادة الكيان بتعاظم موجة الاعترافات بدولة فلسطين، وإلا فلا أمل بصحوة إسرائيلية للبحث عن تسوية تعترف بالحقوق الفلسطينية ولو بحدها الأدنى. وتحدّث رؤساء الحكومات ووزراء الخارجية في الدول الثلاث عن القدس الشرقية المحتلة كعاصمة لدولة فلسطين وعن حتمية إزالة الاستيطان من الضفة الغربية والقدس الشرقية على قاعدة لا شرعية لكل ما نشأ خلافاً للقانون الدولي بعد حرب العام 67، وكان لافتاً أن البيت الأبيض أبدى قلقه من اتساع نطاق عزلة الكيان، أكثر مما أبدى من قلق تجاه المجازر الإسرائيلية المتتالية.
في رفح مجزرة جديدة يرتكبها جيش الاحتلال، وواشنطن منشغلة بالبحث عن الذرائع، بالحديث عن ملاحقة مشروعة لقادة وعناصر حركة حماس والدعوة لتوخي الحذر من سقوط ضحايا مدنيين. وحالة الإنكار الأميركية بلغت الذروة مع التهديدات التي تبلّغها قضاة المحكمة الجنائية الدولية بتعرضهم للعقوبات الأميركية إذا أصدروا مذكرات توقيف بحق قادة الكيان وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو.
في جبهات القتال مزيد من الحيوية في عمليات قوى المقاومة، من غرق سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر بصواريخ يمنية، الى قصف مكرّر لأم الرشراش (ايلات) من قبل المقاومة الإسلامية في العراق، بينما في جبهتي لبنان وغزة نيران لا تهدأ من جانب المقاومة على كل ما يتحرك من أهداف في ضفة جيش الاحتلال، حيث عشرات العمليات توزعت بين غزة وشمال فلسطين المحتلة.
عن مجزرة رفح وعن ثبات المقاومة تحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في ختام التعازي بوفاة والدته، معتبراً أن المجزرة وما تضمنته من توحش وإجرام هي حجة على المطبّعين العرب ليعرفوا مع أي وحش يبحثون عن علاقات طبيعية، ودرس للبنانيين ليتحققوا من درجة تفلت الكيان من كل ضوابط ولا جدوى الرهان على المجتمع الدولي، وكيف أن المقاومة وحدها تحمي. والتفاتة من السيد نصرالله نحو الحي الذي نشأ فيه وهو حي شرشبوك على مدخل بيروت الشرقيّ، حيث تعايشت طوائف وأعراق ومذاهب بسلام وودّ، نموذجٌ يدعو اللبنانيين استعادته لبلدهم.
بدأت الساحة الداخلية بسلسلة لقاءات عنوانها رئاسة الجمهورية مع وصول الموفد الفرنسي الخاص جان ايف لودريان الى بيروت بعد ظهر أمس، على رأس وفد فرنسي في زيارة رسمية يجري خلالها محادثات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين، ستكون تطورات الساعة سياسياً وعسكرياً حاضرة في صلبها. وزار عصر أمس، الرئيس نجيب ميقاتي في السراي الحكومي بحضور السفير الفرنسي ايرفيه ماغرو والوفد المرافق. كما حضر مستشارا رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس والسفير بطرس عساكر. خلال الاجتماع تمّ البحث في المساعي التي تبذلها فرنسا لحل أزمة الرئاسة في لبنان والجهود التي تقوم بها «اللجنة الخماسية» في هذا الإطار. لودريان شدّد خلال لقائه ميقاتي على ضرورة تفعيل دور اللجنة الخماسية.
واستقبل النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، في كليمنصو، الموفد الفرنسي، بحضور السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو. وجرى خلال اللقاء البحث في آخر المستجدات، والمساعي الفرنسية على خط الملفات والأزمة اللبنانية. كذلك، استقبل رئيس “تيار المرده” سليمان فرنجية لودريان في منزل نجله النائب طوني فرنجية في بيروت، بحضور السفير الفرنسي والوفد المرافق. كما حضر النائبان فريد هيكل الخازن وطوني فرنجية. وناقش الاجتماع الذي طغت عليه “أجواء صريحة وإيجابية، آخر المستجدات السياسية في المنطقة، بما فيها فلسطين ولبنان، كما تم التباحث في الجهود التي تبذلها فرنسا في ما يتعلق بالملف الرئاسي اللبناني”، بحسب بيان للمكتب الاعلامي لـ “تيار المرده”، فيما يحط لودريان في عين التينة في العاشرة قبل ظهر اليوم، ويلتقي في معراب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في الخامسة والنصف عصرا.
وتقول مصادر مطلعة لـ “البناء” أن لودريان لا يحمل معه أي طرح جديد وأن زيارته استطلاعية وناقش مع المعنيين عمل الخماسية وأهمية انتخاب رئيس للجمهورية.
أشار عضو تكتل “الاعتدال الوطني” النائب أحمد الخير، الى أن “زيارة الموفد الفرنسي بالتنسيق مع أصدقاء لبنان في اللجنة الخماسية، هي محاولة لمساعدة لبنان على الخروج من حالة إدمان الفراغ، والمزيد من حث الأفرقاء اللبنانيين على بذل ما يلزم من جهود لاقتناص الفرص التي قد تكون مواتية لإنهاء أزمة الفراغ الرئاسي».
وفي انتظار ما سيرشح عن هذه المشاورات، بقي ملف النزوح السوري في الواجهة غداة كلمة وزير الخارجية عبدالله بوحبيب العالية السقف في بروكسيل. في السياق، وعقب انتهاء الجلسة الوزارية في السراي، لفت وزير الإعلام بالوكالة عباس الحلبي الى ان موضوع النزوح السوري يجمع عليه اللبنانيون بصيغة واحدة وتجلى ذلك من خلال التوصيات التي أصدرها المجلس النيابي، مشيراً الى ان المساعدات الأوروبية ليست سوى تأكيد للمساعدات الدولية وليست مرتبطة بأي شرط. وأكد تشكيل لجنة برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء للتواصل مع الحكومة السورية وعضوية بعض الوزراء سيقرّرها المجلس في جلسته المقبلة.
وفي مداخلته في مستهلّ الجلسة، قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي: قدّم لبنان في بروكسل للمرة الأولى عرضاً لخطة عمل واضحة ومحددة لتنظيم ملف النازحين السوريين في لبنان. وهذه الخطة تبنتها الحكومة ودعمها المجلس النيابي بالتوصيات التي أصدرها، وقوامها التنسيق بين مختلف الوزارات والأجهزة المعنية ضمن مهل زمنية محددة. خلال المحادثات أكد وزير الخارجية، الذي كنت على تواصل دائم معه، طلب لبنان وهو البدء بخطة التعافي المبكر في سورية وفصل مسألة النازحين عن الاعتبارات السياسية وإيجاد مناطق آمنة في سورية للبدء بالعودة. وأجرى اتصالات مع وزير الخارجية السوري والوزراء العرب الذين تستضيف بلادهم نازحين سوريين وهم الأردن والعراق ومصر، وتم الاتفاق على خطة موحّدة للاتصال بالجانب السوري ودعم التعافي المبكر في سورية. وخلال المؤتمر، أكد لبنان ضرورة أن يكون الدعم والمساعدات لتشجيع السوريين على العودة الى بلادهم. لقد قدّم الوزير بو حبيب خلال المؤتمر خطاباً واضحاً عبّر فيه عن استمرار لبنان في التعاون، لا التصادم، مع المنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة، وبالفعل فقد حصل توافق مع “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” على كل النقاط التي طرحها لبنان ومن أبرزها تسليم كل المعطيات التي في حوزة المفوضية في ما يتعلق بالنازحين السوريين. أضاف: بالنسبة الى واقعنا السياسي في لبنان، فنحن أمام “أغلبيات” و”اقليات” سياسية، لديها ثوابت ورؤى مختلفة، ولكن المستغرب هو غياب صوت “الأكثريات الصامتة والمستقيلة من دورها”. نحن لا نريد أن نختصر أحداً ولا أن نغيِّبَ أحداً، بل إننا ندعو إلى سماع صوت كل وطني مخلص، لأننا نتكامل مع بعضنا، ونغتني بتنوعاتنا.
على خط آخر أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأن مجزرة رفح تؤكد وحشية هذا العدو وغدره وخيانته، والعدو الإسرائيلي بلا ضمير أو ضوابط وأسوأ من النازيين.
ولفت نصرالله في ختام تقبّل التعازي بوالدته الحاجة أمّ حسن نصرالله في مجمّع سيّد الشهداء في الرويس – الضاحية الجنوبية، إلى أن “مجازر رفح يجب أن توقظ الساكتين والغافلين في العالم، كما أن مجزرة رفح أزالت كل مساحيق التجميل الكاذبة التي كان الهدف منها تقديم الكيان الإسرائيلي “كياناً مؤدباً”، ونقول للمطبّعين كيف ستطبّعون مع أشخاص لا حدود لوحشيتهم؟”.
وشدد على أنه تجب إدانة المجازر المروّعة التي ينبغي أن تكون سبباً قوياً يدفع العالم إلى الضغط من أجل وقف العدوان، وأكد بأن “إسرائيل تتحدّى إرادة العالم والمجتمع الدولي ومحكمة العدل الدولية التي أمرت بوقف الهجوم على رفح، والنفاق الأميركي بخصوص رفح أدّى دوراً كبيراً في الأسابيع الماضية”.
واعتبر بأن المجازر الإسرائيلية يجب أن تكون عبرة لنا ولمن يراهن على المجتمع الدولي والقوانين الدولية من أجل حماية لبنان.
على الصعيد الميداني العسكري جنوباً، أعلن حزب الله أنه شن صباح أمس، “هجوماً نارياً مركزاً ومن ‏مسافة قصيرة بالصواريخ الموجهة وقذائف المدفعية والأسلحة المباشرة استهدف موقع راميا وحاميته وتجهيزاته وتموضعات جنوده وحقق فيه إصابات مباشرة”.‏ وبعد الظهر، أعلن “استهداف انتشار لجنود إسرائيليين في محيط موقع السماقة بتلال كفرشوبا وتحقيق إصابة مباشرة”. في المقابل، استهدفت قذيفة مدفعية إسرائيلية المزارعين في سهل مرجعيون. كما استهدفت وادي حامول وأطراف بلدة الناقورة بالقذائف المدفعية الثقيلة. وطال قصف مدفعي أطراف كفرحمام. وسجل قصف إسرائيلي لأطراف راشيا الفخار مع تحليق للطيران الحربي فوق مزارع شبعا والعرقوب. وشن الطيران الحربي غارة استهدفت بلدة مارون الراس. واستهدف الجيش الإسرائيلي ليلاً، بالقذائف المدفعية الثقيلة أطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب وطيرحرفا.
ليس بعيداً، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة القائد العام لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) اللواء آرلدو لاثارو والوفد المرافق، حيث تناول اللقاء الأوضاع العامة لا سيما الميدانية منها في الجنوب في ضوء مواصلة “إسرائيل” لعدوانها على المناطق والقرى والبلدات الحدودية اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة.
هذا وحجز الجيش اللبناني عدداً من آليات عسكرية تابعة للكتيبة الاندونيسية العاملة في إطار قوات الطوارئ الدولية اليونيفيل في الجنوب، لأنها خرجت من مرفأ بيروت دون القيام بالإجراءات القانونية اللازمة وقد حضر وكيلها وتعهد بترقيمها”.
قرّر المجلس الدستوري في جلسة عقدها صباحاً في مقره في الحدث، برئاسة رئيسه القاضي طنوس مشلب وحضور نائب الرئيس القاضي عمر حمزة والأعضاء القضاة: عوني رمضان، أكرم بعاصيري، البرت سرحان، رياض أبو غيدا، ميشال طرزي، فوزات فرحات، الياس مشرقاني وميراي نجم، قبول الطعون الثلاثة في التمديد للبلديات شكلاً وردّ المراجعات أساساً وتحصين القانون المطعون فيه بتفسيره بأنه خلال فترة التمديد وعند زوال الظرف الاستثنائيّ، يسنّ المجلس النيابي قانوناً جديداً يحدّد فيه موعد الانتخابات. على أن يبلغ هذا القرار من رئاسة الجمهورية، رئاسة مجلس النواب، رئاسة مجلس الوزراء ونشره في الجريدة الرسمية. وقد خالف القرار القضاة ميشال طرزي والياس مشرقاني والبرت سرحان.

************************

افتتاحية صحيفة النهار


مليارات الفاتورة الأولى للحرب… بلا مساءلة!

مع أن رصد المساعدات المالية لمناطق الجنوب المدمرة وذوي الضحايا والنازحين نتيجة المواجهات الميدانية المتواصلة منذ 8 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي كان متوقعاً وليس بالتطور المفاجئ، لكن تمرير الفاتورة الأولى للكلفة الباهظة من دون أن تقترن باي مساءلة أو محاسبة أو مجرد تلويح بكلمة من “الدولة” التي لم تسأل ولم تعط مجرد “خبر” يوم أعلن “الحزب” الحرب بقرار متفرد أحادي، شكل بذاته الصدمة السلبية المواكبة لرصد الدفعة الأولى من المساعدات. ولو أن أحداً لن يتصور ألا تنفق الدولة من موازنة ولو متعبة وشبه مفلسة مليارات تلو المليارات على الجنوب المدمر، فإن طريقة تسلل وإقرار الدفعة الأولى من طلبات مجلس الجنوب أثارت الكثير من الاستغراب لأن إقرارها جرى تلقائياً ولم يرتفع صوت وزير في #مجلس الوزراء بمجرد السؤال “الشجاع”، لماذا على الدولة والمواطنين والمكلفين دفع أكلاف القرار الأحادي المتفرد لفريق لا يعترف إلا لنفسه بل ويستأثر بقرار السلم والحرب عنوة ولا أحد يحق له مساءلته وممنوع المحاسبة ولو من باب التذكير بان لبنان المفلس المنهار سيحتاج الى ما يتجاوز المليارات من الدولارات وليس الليرات اذا مضت هذه السياسات المتفردة في نهجها ولن يجد لبنان من يمد يد الدعم اليه هذه المرة.

 

اذاً، من دون أي نقاش او مساءلة او أي تعليق، مرّر مجلس الوزراء أمس “طلب مجلس الجنوب الموافقة على تأمين اعتماد بقيمة 93 مليار و600 مليون ليرة لبنانية لدفع المساعدات لذوي الشهداء والنازحين من قراهم وبيوتهم نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية بعد 7 تشرين الاول (أكتوبر) 2023”.

 


اما في ملف النزوح السوري وغداة الكلمة التي القاها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب في مؤتمر بروكسيل، فتبنت الحكومة بطبيعة الحال الكلمة واعتبرت “أن موضوع النزوح السوري يجمع عليه اللبنانيون بصيغة واحدة، وتجلّى ذلك من خلال التوصيات التي أصدرها مجلس النواب”، واكدت أن المساعدات الأوروبية ليست سوى تأكيد للمساعدات الدولية وليست مرتبطة بأي شرط. وأعلنت تشكيل لجنة برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء “للتواصل مع الحكومة السورية وعضوية بعض الوزراء سيقررها المجلس في جلسته المقبلة”.

 

واعتبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أن “لبنان قدم للمرة الاولى عرضاً لخطة عمل واضحة ومحددة لتنظيم ملف النازحين السوريين في لبنان، وهذه الخطة تبنتها الحكومة ودعمها مجلس النواب بالتوصيات التي اصدرها، وقوامها التنسيق بين مختلف الوزارات والاجهزة المعنية ضمن مهل زمنية محددة”. وكشف أنه خلال المحادثات في بروكسيل أكد وزير الخارجية، طلب لبنان البدء بخطة التعافي المبكر في سوريا وفصل مسألة النازحين عن الاعتبارات السياسية وايجاد مناطق آمنة في سوريا للبدء بالعودة. وأجرى اتصالات مع الوزراء العرب الذين تستضيف بلادهم نازحين سوريين وهم الاردن والعراق ومصر وسوريا، وتم الاتفاق على خطة موحّدة للاتصال بالجانب السوري ودعم التعافي المبكر في سوريا”. كما كشف أنه “حصل توافق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على كل النقاط التي طرحها لبنان ومن ابرزها تسليم كل المعطيات التي في حوزة المفوضية في ما يتعلق بالنازحين السوريين”.

 

جولة #لودريان

 

في المقلب الاخر من المشهد الداخلي شرع الموفد الفرنسي الخاص جان إيف لودريان في جولته الجديدة على المسؤولين والقيادات ورؤساء الكتل النيابية بعد وصوله الى بيروت بعد ظهر امس وسط تلاشي أي آمال جدية في امكان أن تحدث زيارته السادسة لبيروت، منذ بداية الأزمة الرئاسية، أي اختراق جديد في جدار العقبات التي حالت دون نجاح #المبادرة الفرنسية وسواها في انتخاب رئيس للجمهورية.

 

وبدأ لودريان جولته بلقاء الرئيس ميقاتي في السرايا الحكومية وبعدها التقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق #وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط، ثم التقى رئيس تيار المردة #سليمان فرنجية ونجله النائب طوني فرنجية. ويلتقي صباح اليوم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ثم يزور عين التينة للقاء الرئيس نبيه بري ويلتقي لاحقاً النائب سامي الجميل، كما يلتقي كتلة الاعتدال الوطني وتكتل اللقاء المستقل وكتلة تجدد ونواباً مستقلين، ويزور معراب في الخامسة والنصف عصراً.

 

في غضون ذلك أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “أننا نقبل بحوار في لبنان لا في الدوحة ولا في باريس، شرط أن يكون حول تطبيق القرار الدولي الرقم 1701 انطلاقاً من المخاطر المحيطة بالجنوب وبلبنان ككل”. و شدد على “أن هذا الحوار ضروري لان محور الممانعة أخذ قراراً بالحرب من دون أن يعود إلى الحكومة ولا إلى أكثرية الكتل النيابية، واستطراداً إلى أكثرية الشعب اللبناني، وبالتالي هو خرج عن الدستور والاعراف والميثاق الوطني، لذلك نحن نريد طاولة الحوار في الداخل حول كيفية تصويب المسار”.

 

اما في الملف الرئاسي، فجزم جعجع “أنه لا يحتاج الى أي حوار أو طاولة حوار، لان انتخابات #رئاسة الجمهورية هي اجراء دستوري أي مسار نصّ عليه الدستور، وما علينا الا الذهاب الى مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية”. واعتبر ان “طاولة الحوار الرسمية التي يدعو اليها الرئيس بري بشأن انتخابات رئاسة الجمهورية، تنطوي على تعديل دستوري، وكأن هناك من هو غير راضٍ عن الاجراءات التي ينص عليها الدستور، مشدداً على ضرورة تطبيق النصوص كما طبقناها في انتخابات رئاسة المجلس وفي تسمية رئيس الحكومة وفي الكثير من الاستحقاقات الأخرى”.

 

وغابت الملفات الداخلية عن كلمة القاها مساء أمس   السيد نصر الله في مناسبة انتهاء تقديم التعازي بوالدته. لكنه تناول التطورات الأخيرة في رفح، فأعلن “أننا أمام عدو بلا قيم أو أخلاق يتجاوز النازيين”، معتبراً أن “مجزرة رفح المهولة يجب أن توقظ كل الغافلين والساكتين في هذا العالم وهي أزالت كل مساحيق التجميل الكاذبة التي كان الهدف منها تقديم الكيان الإسرائيلي كياناً مؤدباً”. وسأل “الدول المطبعة مع الاحتلال: هل ستطبعون مع هؤلاء الغدارين الخونة الذين لا حدود لوحشيتهم؟”. واعتبر ان “النفاق الأميركي بخصوص رفح أدّى دوراً كبيراً في الأسابيع الماضية وإسرائيل تتحدى إرادة العالم والمجتمع الدولي ومحكمة العدل الدولية التي أمرت بوقف الهجوم على رفح” ودعا الى “إدانة المجازر المروعة التي ينبغي أن تكون سبباً قوياً يدفع العالم إلى الضغط من أجل وقف العدوان”. وقال: “المجازر الإسرائيلية يجب أن تكون عبرة لنا ولمن يراهن على المجتمع الدولي والقوانين الدولية من أجل حماية لبنان”.

 

رد الطعون

 

بعيداً من هذه الأجواء قرر المجلس الدستوري في جلسة عقدها أمس برئاسة رئيسه القاضي طنوس مشلب وحضور نائب الرئيس القاضي عمر حمزه والأعضاء القضاة: عوني رمضان، أكرم بعاصيري، البرت سرحان، رياض أبو غيدا، ميشال طرزي، فوزات فرحات، الياس مشرقاني وميراي نجم، قبول الطعون الثلاثة في التمديد للبلديات شكلاً وردّ المراجعات أساساً وتحصين القانون المطعون فيه بتفسيره بأنه خلال فترة التمديد وعند زوال الظرف الاستثنائي، يسنّ مجلس النواب قانوناً جديداً يحدد فيه موعد الانتخابات. على أن يبلغ هذا القرار من رئاسة الجمهورية، رئاسة مجلس النواب، رئاسة مجلس الوزراء ونشره في الجريدة الرسمية. وقد خالف القرار القضاة ميشال طرزي والياس مشرقاني والبرت سرحان.

***************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

نصرالله أكثر تمسّكاً بالسلاح ونتنياهو يتوعّد بـ”جدار حديدي”

لودريان يَطرح آلية تنفيذية للرئاسة… وبري “يقَوْطب”: أنا الحوار والحوار أنا

 

48 ساعة يمضيها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في لبنان لعله يتبيّن خلالها الخيط الأبيض من الخيط الأسود في ما يتصل بمهمته. فهو أتى مجدداً الى حلبة الأزمة الرئاسية، مصحوباً بتوقّعات آخرها البحث في سبل الخروج من «الحلقة المفرغة» التي تحول دون انتخاب رئيس منذ أكثر من عام ونصف العام، وفق ما أفاد مصدر ديبلوماسي وكالة «فرانس برس». فهل هناك أفق فعلي للخروج من «الحلقة المفرغة» رئاسياً؟

 

ما صدر عن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يستقبل لودريان اليوم لا يبشّر. إذ تولت قناته التلفزيونية «أن بي أن» تظهير موقفه من مهمة لودريان، فأوردت في مقدمة نشرتها المسائية أمس: «في انتظار أن يتكشف ما يحمله معه لودريان، كرّر رئيس مجلس النواب أنّ الحوار هو مفتاح الرئاسة، وسأل: لماذا يعقد هذا الحوار في باريس؟ مؤكداً أنّ الأفضل أن ينعقد هنا في بيروت، وقال إنه هو من يدعو بنفسه إلى أي حوار أو تشاور أو نقاش على قاعدة أن يرأسه رئيس مجلس النواب، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر ثابت بالنسبة إليه».

 

وكان لودريان زار بعد وصوله بعد ظهر أمس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. ثم زار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في حضور نجله تيمور رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» و»اللقاء الديموقراطي». كما زار رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية في منزل نجله النائب طوني في بيروت.

 

وأمضى لودريان امسية اليوم الأول في عشاء أقامه في قصر الصنوبر على شرف أعضاء اللجنة الخماسية.

 

ويستعد المبعوث الفرنسي لمروحة واسعة من اللقاءات التي تتضمّن رئيس مجلس النواب نبيه بري وقادة الأحزاب والكتل البرلمانية قبل ان يكشف ما انتهت اليه زيارته الحالية، وما اذا كانت «قمحة أو شعيرة».

 

وفي انتظار نهاية اليوم الثاني، قال المصدر الديبلوماسي الفرنسي إنّ لودريان سيحاول الدفع في اتجاه «الخروج من الحلقة المفرغة» التي دخلتها البلاد مع عجز القوى السياسية عن انتخاب رئيس للجمهورية.

 

وأوضح، متحفظاً عن ذكر هويته، أنّ لودريان يريد تشجيع «المشاورات الداخلية بين مختلف الفرقاء، بما يؤدي إلى اتفاق تمهيداً لانتخاب رئيس».

 

وأعادت وكالة «فرانس برس» التذكير ببيان اللجنة الخماسية الصادر في 16 أيار الجاري بعد اجتماعها في السفارة الأميركية، حيث دعا الى «مشاورات، محدودة النطاق والمدة، بين الكتل السياسية»، وقال إنها «ضرورية لإنهاء الجمود السياسي الحالي».

 

وأوضحت: «هذه المشاورات يجب أن تهدف فقط إلى تحديد مرشّح متفق عليه على نطاق واسع، أو قائمة قصيرة من المرشحين للرئاسة»، على أن يذهب النواب فور اختتام المشاورات إلى «جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان مع جولات متعددة حتى انتخاب رئيس جديد».

 

توازياً مع زيارة لودريان، ما زالت تطورات الجنوب عنواناً متصدراً. وترافقت المواجهات أمس مع اطلالتين متزامنتين للسيد نصرالله ولرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو. ظهر نصرالله في كلمة متلفزة بثت من الضاحية الجنوبية في ختام تقبل التعازي بوالدته، وقال: «يجب أن نأخذ العبرة، كل ‏شعوب المنطقة، وخصوصاً عندنا هنا الشعب اللبناني. من سيحمي لبنان؟ القرارات الدولية؟ فقط علينا نحن ‏أن نُصغي للمجتمع الدولي يطلب منا أن ننسحب فلننسحب، أن نُسلّم سلاحنا فلنُسلّم سلاحنا والباقي يتكفّل به ‏المجتمع الدولي. لكل الغافلين والجاهلين- في حال كانوا غافلين وجاهلين- ولكل المنفصلين عن الواقع ‏ولكل المتنكرين للحقائق اليومية تصرخ في آذانكم أطفال غزة ونساء غزة وتقول لكم: تحميكم قوتكم، وحدتكم، سلاحكم، مقاومتكم…».

 

أما نتنياهو فظهر على الحدود الشمالية مع لبنان، ووفقاً للقناة 13 العبرية، فإنه خلال جولته على قاعدة شعبة الاستخبارات في المنطقة الشمالية، أعلن «التزامه إعادة سكان الشمال إلى منازلهم.» وقال: «نحن ملزمون على المستويين المدني والعسكري بإعادة السكان بأمان إلى مستوطناتهم ومنازلهم».

 

وأضاف: «هذا الالتزام هو أحد أهداف الحرب، ونحن لا نتخلى عنه. أريد أن أقول لكم إنني هنا معكم، أسمعكم، أرى تصميمكم، أرى النار في عيونكم، أود أن أقول لمواطني إسرائيل: هذا هو الجدار الحديدي لدولة إسرائيل».

*************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

لودريان.. لا مبادرة حوارية وتشديد على عمل اللجنة الخماسية

قطع الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، فور وصوله الى لبنان، الشك باليقين، واكد ان لا مبادرة حوارية بين يديه لا في بيروت ولا في فرنسا ولا في اي دولة أخرى. وفي لقاءاته التي استهلّها في السرايا الحكومية كان واضحاً انه يبحث عن مخرج او عن مضمون للتقرير الذي سيرفعه الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي سيحمله الى لقائه مع الرئيس الاميركي جو بايدن على هامش الاحتفال السنوي بذكرى إنزال النورماندي.

طَغت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان على المشهد السياسي امس، حيث باشَر لقاءاته مع المسؤولين الرسميين والكتل النيابية في زيارة تنتهي عصر اليوم. وقد استهَلّها بزيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يرافقه السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو. وحضر اللقاء مستشارا رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس والسفير بطرس عساكر. وجرى خلال الاجتماع، بحسب المعلومات الرسمية، «البحث في المساعي التي تبذلها فرنسا لحل ازمة الرئاسة في لبنان والجهود التي تقوم بها اللجنة الخماسية في هذا الاطار».

 

وفيما ذكرت المعلومات أنّ لودريان شدد خلال لقائه ميقاتي على ضرورة تفعيل دور اللجنة الخماسية ولم يحمل أي طرح جديد أو مبادرة حوارية، قالت مصادر السرايا الحكومية لـ«الجمهورية» انّ لودريان تحدث عن ضرورة ايجاد حلول، وسأل عن الامكانات المتوافرة لإيجاد مخارج. واكد دعمه لدور المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية واستمرار عملها، مشدداً على ان لا خلافات بين اركانها. وقال انه «لا بد من ان نصل في مرحلة ما الى فتح الابواب امام الحل»، مشدداً على «ضرورة تفعيل دور المجموعة الخماسية وايجاد المخارج للوضع الراهن ولملاقاة الحلول في ظروف وتوقيت معينين».

 

وأشارت معلومات المتابعين للزيارة الى أن لا جديد في جعبة لودريان وان الزيارة لا تتخطى كونها زيارة استطلاعية وسريعة، وهو ناقشَ عمل المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية في لبنان والطروحات التي تقدمها وأثنى على عملها، وناقشَ سبل التوصّل الى حلول في الملف الرئاسي.

 

وقد انتقل لودريان من السرايا الحكومية الى كليمنصو حيث استقبله الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الحالي النائب تيمور جنبلاط. وجرى خلال اللقاء «البحث في آخر المستجدات، والمساعي الفرنسية على خط الملفات والأزمة اللبنانية»، بحسب بيان للحزب التقدمي.

 

كما التقى الموفد الفرنسي رئيس تيار»المردة» سليمان فرنجية في حضور النائبين طوني سليمان فرنجية وفريد هيكل الخازن. وبحسب بيان للمكتب الاعلامي لـ«تيار المردة»، «ناقش الاجتماع الذي طغت عليه أجواء صريحة وإيجابية، آخر المستجدات السياسية في المنطقة، بما فيها فلسطين ولبنان، كما تم البحث في الجهود التي تبذلها فرنسا في ما يتعلق بالملف الرئاسي اللبناني».

 

وسيزور لودريان اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، على ان يلتقي عدداً من الكتل النيابية لا سيما منها تكتل «اللقاء النيابي المستقل» الذي يضم كتلة «الاعتدال الوطني» وكتلة «لبنان الجديد». كذلك سيلتقي ايضاً سفراء المجموعة الخماسية للبحث في الخطوات التي حققتها. واعتذر رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل عن استقبال لودريان لوجوده خارج لبنان.

 

وعشيّة لقاء لودريان مع تكتل «الاعتدال الوطني»، قال عضو التكتل النائب أحمد الخير: «زيارة جان ايف لودريان محاولة فرنسية متجددة ومشكورة، بالتنسيق مع أصدقاء لبنان في اللجنة الخماسية، لمساعدة لبنان على الخروج من حالة إدمان الفراغ، ولمزيد من حَض الأفرقاء اللبنانيين على بذل ما يلزم من جهود لاقتناص الفرص التي قد تكون مواتية لإنهاء أزمة الفراغ الرئاسي».

جونسون الى واشنطن

من جهة ثانية، وفي جولتها التي تسبق مغادرتها لبنان الى الولايات المتحدة الاميركية للمشاركة في اجتماع موسع لسفراء بلادها في المنطقة والعالم مطلع حزيران المقبل، زارت السفيرة الأميركية ليزا جونسون كلّاً من قائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، وتناولت بالبحث معهما الأوضاع العامة في لبنان وتحديدا ما يتصل بالمساعدات التي يتلقاها الجيش والقوى الامنية الاخرى من الادارة الاميركية وفق البرامج المرسومة، وتطرّق البحث الى التطورات الامنية في لبنان والأحداث الجارية في المنطقة.

 

وكانت جونسون قد زارت الاثنين الفائت رئيس مجلس النواب نبيه بري حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، كذلك التقت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب.

 

ملف النازحين

وعلى صعيد ملف النازحين إستبقَ مفوض الشؤون السياسية والخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل انتهاء مؤتمر بروكسل الخاص «بدعم سوريا والمنطقة»، بإعلان رفض الاتحاد اعادة النازحين السوريين من لبنان وسواه من دول مضيفة الى سوريا، وتأكيد دعم هذه الدول بمبالغ شبه رمزية لا تُغني ولا تُسمن من جوع. ثم أعلن امس الإتحاد الأوروبي «تمديد أنظمة العقوبات ضد سوريا إلى مطلع حزيران 2025»، ما يعني عدم تجاوب اوروبا مع خطة لبنان لإعادة النازحين.

الموقف الاوروبي متوقع ومحسوب، لكن السؤال كيف سيتعاطى لبنان معه؟ وهل يستمر بتطبيق الاجراءات المقررة لترحيل اللاجئين والنازحين غير الشرعيين؟

 

لم يتطرق مجلس الوزراء في جلسته امس الى سبل مواجهة قرار الاتحاد الاوروبي، لكن وزير التربية وزير الاعلام بالوكالة عباس الحلبي قال لـ«الجمهورية» بعد الجلسة: «ان الحكومة قررت تشكيل لجنة وزارية برئاسة نائب رئيس الحكومة للتواصل مع الحكومة السورية، وسيسمّي مجلس الوزراء اعضاءها في جلسته المقبلة، وستكون مهمتها التنسيق مع سوريا من اجل إعادة النازحين، وباتت لدينا معايير موحدة لترحيل النازحين غير المسجلين رسمياً وغير الحاصلين على إقامات شرعية والموجودين لأسباب اقتصادية والمحكومين بجرائم مختلفة. لكن بالطبع الدولة عاجزة عن ترحيل مليوني نازح دفعة واحدة ولن يصدّق احد انه يمكننا ذلك، لكننا نعمل على تخفيف وجود غير الشرعيين منهم قدر المستطاع».

 

واضاف الحلبي: «لدى لبنان قرار سياسي سيادي وسينفذه ولا نريد إذن الاوروبي وغير الاوروبي لتنفيذه، والاجراءات التي قررتها الحكومة والجهات المعنية ستستمر».

 

وفي سياق الحركة حول الموضوع، وبعد عرضه خطة عمل الحكومة التي تمّ عرضها امام مؤتمر بروكسل الاوروبي، يستأنف الوزير عبد الله بوحبيب اليوم لقاءاته في العاصمة البلجيكية بلقاء وزيرة خارجية بلجيكا ووزيرة التعاون الدولي، ومسؤولين آخرين، على أن ينتقل بعدها الى باريس لإجراء لقاءات ومواعيد «مقررة سابقاً» تتعلق بمسألة النزوح السوري وقضايا أخرى تهمّ الطرفين اللبناني والفرنسي.

 

الجنوب

على صعيد الوضع الميداني في الجنوب، تراجعت نسبياً حدة المواجهات من الجانبين على ما كانت عليه من يوم السبت الماضي من حِديّة، وقد استهدفت المدفعية الاسرائيلية المزارعين في سهل مرجعيون، كما استهدفت وادي حامول واطراف بلدة الناقورة. وطاول القصف أطراف كفرحمام وراشيا الفخار فيما حلّق الطيران الحربي الاسرائيلي فوق مزارع شبعا والعرقوب واغار على بلدة مارون الراس.

 

واعلن «الحزب» انه شن صباح امس «هجوما ناريا مركزا ومن ‏مسافة قصيرة بالصواريخ الموجهة وقذائف المدفعية والأسلحة المباشرة، استهدفَ موقع رامية وحاميته وتجهيزاته وتموضوعات جنوده وحقق فيه إصابات مباشرة».‏

 

واعلن بعد الظهر «استهداف انتشار لجنود إسرائيليين في محيط موقع السماقة بتلال كفرشوبا وتحقيق إصابة مباشرة». ثم استهدف عند الغروب موقع السماقة مجدداً بالاسلحة المناسبة.

 

واعلنت وسائل إعلام إسرائيلية «تقريراً أولياً عن انفجار طائرة بلا طيار انتحارية في «هاردوف» (مزارع شبعا اللبنانية المحتلة)، وإطلاق صواريخ من لبنان في اتجاه منطقة «أفيفيم»، فيما دوّت صفارات الإنذار في مستعمرتي مسكفعام والمطلة في إصبع الجليل.

 

ولاحقاً، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريح له من منطقة الحدود مع لبنان: «اننا ملتزمون بإعادة السكان سالمين إلى منازلهم».

 

وقالت القناة 12 العبرية انه «بعد 8 أشهر من الحرب، حددت وزارة الحرب الإسرائيلية 930 حالة ضرر بالمباني في 86 مستوطنة في الجليل الأعلى والغربي، ويقدّر عدد من المسؤولين في وزارة الحرب أنه في المجتمعات التي عانت أكبر الأضرار، لن يتمكن السكان من العودة إلى منازلهم إلا بعد مرور عام على انتهاء القتال».

وبحسب وزارة الحرب الإسرائيلية، توزعت الأضرار الـ930 في المستوطنات الشمالية بين المنازل والمباني العامة والبنى التحتية، وتمّ تصنيف 318 ضرراً على أنه ضرر جسيم. وبعد كيبوتس المنارة ( 130 تقريرًا عن الأضرار)، فإنّ المستوطنات التي تعرضت لأكبر الأضرار هي: كريات شمونة (124 تقريرًا عن الأضرار)، شلومي (113 تقريرًا عن الأضرار)، عرب العرامشة (99 تقريرًا عن الأضرار) وشتولا (62 تقريرًا عن الأضرار). والسبب في الضرر الأكبر الذي لحق بهذه المستوطنات هو قربها من الحدود، وخطوط الرؤية الملائمة لـ«الحزب»، ووجود قوات الجيش الإسرائيلي في داخلها.

 

وقال رئيس مجلس الجليل الأعلى الإقليمي: «هناك مجتمعات بكاملها لن تتمكن من العودة إلى ديارها في نهاية الحرب، ونحن في المجلس نقدّر أن العدد يتراوح بين 2 إلى 4 مستوطنات، وبدأنا نحاول تقديم الحلول لهم داخل أراضي المجلس، الواقع هنا لا يُطاق، أجهزة إنذار وصواريخ وصواريخ مضادة للدروع ونيران».

 

اما رئيس منتدى خط النزاع عند الحدود الشمالية مع لبنان فقال: «هناك بالفعل عدد لا بأس به من العائلات على طول خط النزاع لن تعود إلى منازلها حتى لو أُعيد بناء المستوطنات، رفع الناس أيديهم وقرروا الانتقال من هذا المكان، إنه أمر مؤلم».

وقال مراسل القناة 12 العبرية في الشمال: «من لا ينظر إلى ما يحدث في الجليل الآن، قد يُصدم بنهاية الحرب عندما تنهار المنطقة بأكملها اجتماعياً واقتصادياً».

واضاف: «في كل يوم يمر، يغادر مزيد من العائلات من الشمال في شكل دائم، إن ترميم هذه الأرض لا يقتصر على بناء المنازل أو الأعمال التجارية فحسب، بل يشمل مجتمعات بكاملها تم تفكيكها وستستغرق عملية إعادة البناء أجيالاً».

 

قرار «سياسي بامتياز»

من جهة ثانية وفي خطوة لافتة في توقيتها وشكلها والمضمون، قرر المجلس الدستوري في جلسة عقدها صباح أمس بكامل اعضائه العشرة «قبول الطعون الثلاثة في قانون التمديد للبلديات شكلاً، ورد المراجعات أساساً»، بعدما نال سبعة أصوات من عشرة.

 

وبرر المجلس قراره بـ«تحصين القانون المطعون فيه بتفسيره بأنه خلال فترة التمديد وعند زوال الظرف الاستثنائي، يسنّ المجلس النيابي قانونا جديدا يحدد فيه موعد الانتخابات». وهو ما عَدّته مراجع قانونية ودستورية عبر «الجمهورية» بأنه قرار «سياسي بامتياز». فالطعون حملت ملاحظات أساسية ومتينة تمسّ القانون في شكله وجوهره ما يؤدي الى الطعن به»، لكنّ المجلس على ما يبدو برّر قراره بالعودة الى «منطق المصلحة العامة» لاستحالة العودة الى اجراء الانتخابات في ظل الظروف الراهنة التي تمنع اجراءها على مساحة لبنان دفعة واحدة». كما ان الاقرار بشل البلديات سيؤدي الى معضلة تتعدى ما هو اخطر مما تعانيه اليوم من صعوبات مادية وادارية.

 

وكان المجلس قد التأم بجميع اعضائه، برئاسة رئيسه القاضي طنوس مشلب وحضور نائب الرئيس القاضي عمر حمزة والأعضاء القضاة: عوني رمضان، أكرم بعاصيري، البرت سرحان، رياض أبو غيدا، ميشال طرزي، فوزات فرحات، الياس مشرقاني وميراي نجم. وقد خالف القرار ثلاثة من اعضائه هم: طرزي ومشرقاني وسرحان.

 

ولفت القرار في خاتمته الى ما تقتضيه الأصول، فهو قرار غير قابل لأي شكل من اشكال المراجعة، وقد وجبَ أن «يبلّغ الى رئاسة الجمهورية، رئاسة مجلس النواب، رئاسة مجلس الوزراء وأن يُنشَر في الجريدة الرسمية».

*******************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

«الحزب» يطلق حملة تبرّعات لشراء صواريخ ومسيّرات

تقديرات بـ«أزمة مالية وسياسية» يعاني منها

بيروت: يوسف دياب

 

لم يكتف «الحزب» بإشراك مجموعات وتنظيمات مسلحة في حرب «مساندة غزّة» التي فتحها في جنوب لبنان منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بل انتقل إلى مرحلة إشراك المدنيين فيها، عبر حملة إعلامية أطلقها، تطالب المواطنين بالمشاركة بالمعركة والتبرع له لشراء صواريخ ومسيّرات لاستكمال المعركة.

 

الحملة الإعلامية جاءت تحت عنوان «مسيرة – ميسرة»، تطالب الناس بأن يكونوا جزءاً من المعركة لمواجهة إسرائيل، وغرّد أحد الناشطين المحسوبين على «الحزب» قائلاً: «أجمل ما في الأمر أن المقاومة فتحت باب المشاركة في صناعة مسيّرة… ساهموا بمشروع ثمن مسيّرة… ارفع رأسك مسيّرة ــ ميسرة وعين الله ترعاك». وذيلت الحملة بعبارة «هيئة دعم المقاومة»، وهي هيئة رسمية لـ«الحزب» مع أرقام هاتف ليتصل بها المتبرعون.

 


وتباينت التفسيرات حول الحملة؛ إذ اعتبر البعض أنها «تعبّر عن ضعف من ادعى امتلاك قوّة عسكرية قادرة على تغيير المعادلات وإزالة إسرائيل من الوجود»، وبين من قرأ فيها «حملة تعبئة لاختبار تأييد البيئة الشيعية لخياراته». واللافت أن الحملة، تزامنت مع إعلان رئيس مجلس النواب نبيه برّي، أنه فتح قنوات اتصال مع البنك الدولي ومع الدول الصديقة والشقيقة، لـ«المساهمة بإعادة إعمار جنوب لبنان وما دمرته إسرائيل خلال هذه الحرب». واستغرب رئيس «لقاء سيّدة الجبل» النائب السابق فارس سعيد هذه «الازدواجية بين ما يطلبه (الحزب)، وبين ما يتطلّع إليه نبيه برّي»، مؤكداً أن «هذه الازدواجية مزعجة جداً؛ لأن هناك من يستجدي العالم لإعمار الجنوب، وبين من يطلب تبرّعات للاستمرار بالحرب، والمضيّ بعملية الهدم».

 

ورأى سعيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحزب» «يعبّر بشكل غير مباشر أنه في أزمة مالية وسياسية عميقة، أزمة مالية وأزمة سياسية، بما يؤشر إلى أن إيران اتخذت قراراً بعدم تمويل الحرب في الجنوب اللبناني».

 

قوة أم ضعف؟

 

المواجهة التي اختارها «الحزب» لم تحقق أياً من الأهداف التي وضعها، أبرزها الضغط لمنع إسرائيل من اجتياح قطاع غزّة، وثنيها عن تقويض قدرات حركة «ح»، بينما حقق مكسباً وحيداً هو تهجير سكان شمال إسرائيل من المستوطنات المتاخمة للحدود اللبنانية، في حين تسببت هذه الحرب بإلحاق دمار هائل بأكثر من 40 بلدة في جنوب لبنان، وتهجير سكانها، وسقوط ما يقرب من الـ500 قتيل لبناني بين مدنيين ومقاتلين لـ«الحزب».

 

ورأى فارس سعيد أن حملة تبرعات «تطرح أسئلة كبرى عند أبناء الجنوب، عمّا إذا كان ذلك يدلّ على قوّة (الحزب) أو ضعفه». وسأل: «هل يُعقل أن من يخوض حرباً بهذا الحجم، ويتحدّى الإرادة الدولية، ويدعي أنه قادر على تغيير المعادلات، وإزالة إسرائيل من الوجود يستجدي تبرعات من أبناء الجنوب ليتمكن من الاستمرار في حربه؟»، مشيراً إلى أن أبناء الجنوب «قد يعيدون النظر بكلّ خطاب (الحزب) الذي تعهّد بحمايتهم، ويسألون أنفسهم: هل الأموال التي سندفعها للتسلّح ستكون سبباً في تدمير منازلنا وقصورنا التي بنيناها في الجنوب؟».

 

وكان السيد نصرالله، قد أعلن في خطاب ألقاه في شهر فبراير (شباط) 2022، أن الحزب «بدأ تصنيع الطائرات المسيّرة في لبنان، وباتت لديه قدرة على تحويل صواريخه الموجودة بالآلاف إلى صواريخ دقيقة». وقال يومها: «من أراد شراء المسيّرات فليقدّم طلباً لذلك».

 

تعبئة إعلامية

 

من جهته، قال الكاتب والباحث السياسي قاسم قصير المقرب من الحزب لـ«الشرق الأوسط»، إن الحملة «جزء من تعبئة إعلامية لإشراك الناس بالمجهود الحربي»، وإذ استبعد «تراجع قدرات الحزب أو الحاجة إلى مساعدة، أو تراجع الدعم الإيراني له في هذه المواجهة»، قال قصير: «ربما تكون محاولة لإشعار المواطنين بأنهم معنيون بالمواجهة، وأنهم يؤيدون خيارات الحزب، وإثبات الدعم الشعبي له في هذه المرحلة».

************************

افتتاحية صحيفة اللواء

جولة التقرير الأخير.. لودريان يسأل: لماذا لا تُنفذ خارطة الخماسية الرئاسية؟

برّي المشكلة عند «القوات» وميقاتي: لا للصدام مع المنظمات الدولية.. واشتداد المواجهة جنوباً

 

شرع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، فور وصوله عصر امس الى بيروت (كانت «اللواء» سبقت الى نشر خبر زيارة لودريان قبل أيام) بالبدء بمحادثات، تردّد ان الاوساط السياسية، لا تعوّل عليها، وترى انها تندرج خارج سياق الوقائع السياسية اللبنانية، ومع ذلك فالوسيط يتحرك ضمن مهمة محددة، ربطها البعض بتحضير ملف واضح، ووضعه بتصرف الرئيس ايمانويل ماكرون، الذي سيلتقي بالرئيس جو بايدن في قمة النورماندي، لمناقشة مسائل دولية وشرق اوسطية مشتركة، ومن بينها الوضع في لبنان.

وتأتي الزيارة على ضوء التباسات في الموقف من الوضع في غزة، فضلاً عن التباين الحاصل في موضوع النازحين السوريين، بعد مؤتمر بروكسيل وموقف لبنان، الذي اكد عليه مجلس الوزراء امس لجهة تبنّي التوصية النيابية بترحيل تدريجي وطوعي للنازحين السوريين واخضاع غير الشرعيين للقوانين اللبنانية.

والديبلوماسي المخضرم، لم يحمل معه الى بيروت الا كلمات، باحثاً عن اجابات لاسئلة يحملها حول الصعوبات التي تمنع تنفيذ خارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الخماسية، على مستوى بيان السفراء الاخير.

‎وكشفت مصادر سياسية ان اللقاءات التي عقدها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان مع عدد من القيادات السياسية والنواب، تناولت بشكل اساسي الاستفسار عن موقف هؤلاء من بيان الخماسية الاخير، واذا كان بالإمكان ان يساهم في تلاقي الاطراف السياسيين على قواسم مشتركة، تؤدي بالنهاية الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

‎ونفت المصادر ان يكون لودريان قد حمل في جعبته اي مبادرة او طرح فرنسي جديد لحل ازمة الانتخابات الرئاسية، ولكنه حاول تكوين صورة واقعية عن مواقف جميع الاطراف من بيان الخماسية الاخير على حقيقتها، والاطلاع على رؤيتهم لكيفية الخروج من الازمة الحالية ، ضمن تصور شامل، سينقله إلى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ليعرضه بدوره مع الرئيس الاميركي جو بايدن والفريق الرئاسي المكلف بالملف اللبناني خلال لقائهما المرتقب على هامش الاحتفال السنوي الذي سيقام في منطقة النورماندي الفرنسية مطلع شهر حزيران المقبل.

ويمكن القول ان اليوم الثاني من لقاءات لودريان، سيكون الحاسم، فهو يلتقي الرئيس نبيه بري ثم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.

وبعد ذلك، يزور معراب، ويلتقي رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، كما سيجمع غداء لودريان مع نواب من تكتل اللقاء النيابي المستقل (يضم نواب الاعتدال الوطني وكتلة لبنان الجديد).

ولم يُخفِ الرئيس نبيه بري انه ينتظر ما يحمله الموفد لودريان من مقترحات بعد وصوله الى بيروت.

وتساءل الرئيس بري: لماذا يعقد مؤتمر في باريس ومجلس النواب موجود؟

وحمَّل بري القوات اللبنانية مسؤولية التعطيل، واوضح ان اللجنة الخماسية الدولية طرحت مهلة لإنتخاب رئيس دون التواصل معه.

واكد بري: انا من يدعو ويرأس اي حوار، وان اي حل جدي للازمة سيكون بالذهاب الى عقد جلسات حوار.

وكان لودريان شرع فور وصوله الى بيروت، في لقاءاته، ضمن برنامج أعده السفير الفرنسي الذي يشارك في كل الاجتماعات هيرفيه ماغرو فاستقبله في السراي الكبير الرئيس نجيب ميقاتي، وجرى البحث في المساعي الفرنسية لحل الازمة الرئاسية، فضلاً عن جهود اللجنة الخماسية.

كما اجتمع لودريان في كليمنصو، مع النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، بحضور السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، وجرى البحث بما وصلت اليه مباحثات جنبلاط في قطر، وما المفيد ان تفعله فرنسا في ضوء بيان اللجنة الخماسية.

وكان جنبلاط قدَّم برفقة تيمور والنائب السابق غازي العريضي، واجب العزاء بوالدة  السيد نصر الله في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية.

كما استقبل المرشح الرئاسي النائب السابق سليمان فرنجية، في منزل نجله النائب طوني فرنجية في بيروت لودريان، بحضور النائبين فرنجية وفريد هيكل الخازن.

ميقاتي: لا تصادم مع المنظمات الدولية

وحضر ملف النازحين مع قرارات استثنائية في جلسة مجلس الوزراء، امس، وأكد الرئيس ميقاتي على تمسك لبنان بثوابته، معتبراً ان لبنان قدَّم عبر خطة وزير الخارجية في بروكسيل، رافضاً التصادم مع المنظمات الدولية، منوهاً بموقف قبرص و8 دول اوروبية من ضرورة وجود مناطق آمنة في اجزاء من سوريا.

وفي الشأن السياسي، قال ميقاتي لا نريد ان نختصر احدا ولا ان نغيِّب احدا ، بل اننا ندعو إلى سماع اصوات كل وطني مخلص، لأننا نتكامل مع بعضنا ونغتني بتنوعاتنا. رغم كل المواقف الاعتراضية التي يقوم بها بعض القوى السياسية، فاننا نتفهم ذلك ونتطلع اليه من منظار ديموقراطي والحق بإبداء الرأي. ودائما نؤكد ان الحل يبدأ بانتخاب رئيس الجمهورية واكتمال عقد المؤسسات الدستورية. التوظيف السياسي للأزمات ، يجب ألا يتحول إلى نزاعات، مع تقديرنا للنقد الايجابي.

وحول النازحين، قرر مجلس الوزراء التأكيد على موقف الحكومة الذي عبر عنه وزير الخارجية في مؤتمر بروكسيل، كما قرر التأكيد على قراراته المتعلقة بموضوع النازحين السوريين، ومتابعة اتخاذ الاجراءات اللازمة كافة لتنفيذ مندرجات تلك القرارات.

كما قرر تشكيل لجنة وزارية للتواصل مع الحكومة السورية، في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، برئاسة نائب رئيس الحكومة سعادة شامي.

وحول الجنوب، قرر المجلس الموافقة على طلب مجلس الجنوب الموافقة على تأمين اعتماد بقيمة 93 مليار و600 مليون ل.ل. لدفع المساعدات لذوي الشهداء والنازحين من قراهم ومنازلهم نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية بعد 7 ت1 2023.

كما وافق المجلس على مشروع مرسوم يرمي الى انشاء صندوق احتياط في المديرية العامة لامن الدولة للمساعدة في تغطية فروقات نفقات طبابة واستشفاء لعناصر المديرية.

كما إطلع المجلس على اقتراح وزيري الصناعة والبيئة بشأن تنظيم المقالع والكسارات. وبعد المداولة، قرر المجلس السماح بشكل استثنائي لشركات الترابة (شركة الترابة الوطنية- اسمنت السبع، شركة هولسيم، شركة سبيلن وشركة مصانع الكلس والجفصين) استخراج المواد الاولية اللازمة لصناعة الترابة تلبية لحاجات السوق المحلي وفقاً للآلية المتبعة في قرار  مجلس الوزراء رقم 5 تاريخ 15/2/2022، وذلك لحين إقرار التعديلات على المرسوم رقم 8803 تاريخ 4/10/2002، وذلك ضمن مدة لا تتخطى سنة كحد اقصى.

الدستوري: تثبيت التمديد للبلديات

دستورياً، قرر المجلس الدستوري في جلسة عقدها صباح أمس في مقره في الحدث، برئاسة رئيسه القاضي طنوس مشلب وحضور نائب الرئيس القاضي عمر حمزه والأعضاء القضاة: عوني رمضان، أكرم بعاصيري، البرت سرحان، رياض أبو غيدا، ميشال طرزي، فوزات فرحات، الياس مشرقاني وميراي نجم ،قبول الطعون الثلاثة في التمديد للبلديات شكلا ورد المراجعات أساسا وتحصين القانون المطعون فيه بتفسيره بأنه خلال فترة التمديد وعند زوال الظرف الاستثنائي، يسن المجلس النيابي قانونا جديدا يحدد فيه موعد الانتخابات. على ان يبلغ هذا القرار من رئاسة الجمهورية، رئاسة مجلس النواب، رئاسة مجلس الوزراء ونشره في الجريدة الرسمية. وقد خالف القرار القضاة ميشال طرزي والياس مشرقاني والبرت سرحان.

الوضع الميداني

ميدانياً، اعلن الحزب انه استهدف بعد رصد مجموعة من الجنود قرب الجدار الفاصل في محيط الراهب، بقذائف المدفعية واوقع اصابات مؤكدة في صفوفهم.

ومساءً، اعلن الجيش الاسرائيلي عن اعتراض طائرة مسيَّرة عبرت من لبنان باتجاه المستعمرات الاسرائيلية في الجليل الغربي.

وسجّل مساء اسم قصف اسرائيلي على اطراف راميا، فضلاً عن قصف الناقورة بغارتين.

***********************

افتتاحية صحيفة الديار

لا جديد لدى لودريان و«تطمينات» أميركية فرنسية بشأن الجنوب – ادارة التحرير

 

من الواضح أن زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي، جان ايف لودريان، الى لبنان لن تثمر أي معطيات تفيد بإمكان إحداث خرق في الجدار الرئاسي وتحقيق تقدم. فقد فشل سفراء «اللجنة الخماسية» بعد حراكٍ شمل كل الأطراف السياسية والحزبية، حيث إن أكثر من طرف كان قد استبق وصول لودريان والمواقف المنقولة عنه بعد ساعات على بدء لقاءاته، بالحديث عن استقرار في المعادلة الرئاسية القائمة على الشغور حتى إشعارٍ آخر. بهذه المقاربة تختصر أوساط سياسية ، عملية استشراف الواقع السياسي التي يقوم بها لودريان في زيارته لبيروت، وخصوصاً أن الهدف منها هو نقل الصورة إلى الإليزيه عشية لقاء القمة بين الرئيسين إيمانويل ماكرون وجو بايدن في النورماندي في بداية شهر حزيران المقبل. وتؤكد الأوساط لـ «الديار»، أن لودريان لم يحمل أي جديد وفق لقاءاته الأولية، حيث شدّد على وجوب دعم الحراك الذي يقوم به سفراء «الخماسية» على المستوى الرئاسي.

 لقاءات لودريان

 

هذا وكان بدأ لودريان جولته من السرايا الحكومية حيث التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، عصر أمس، وجرى البحث في المساعي التي تبذلها فرنسا لحل أزمة الرئاسة في لبنان والجهود التي تقوم بها «اللجنة الخماسية» في هذا الاطار. ثم انتقل لودريان الى لقاء الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والنائب تيمور جنبلاط، في كليمنصو حيث تطرق النقاش الى الملف الرئاسي والأوضاع في لبنان والمنطقة. هذا وأنهى لودريان يومه الأول بلقاء مع رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجيه وفي حضور نجله النائب طوني فرنجيه في منزل الأخير في بيروت، في حضور السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو والوفد المرافق. كما حضر النائب فريد هيكل الخازن. وناقش الاجتماع الذي طغت عليه «أجواء صريحة وإيجابية، آخر المستجدات السياسية في المنطقة، بما فيها فلسطين ولبنان، كما تم التباحث في الجهود التي تبذلها فرنسا في ما يتعلق بالملف الرئاسي اللبناني»، بحسب بيان للمكتب الاعلامي لـ «تيار المرده».

 

هذا وقالت مصادر مطلعة على أجواء لقاءات لودريان أن لا جديداً في جعبته والزيارة لا تتخطى كونها زيارة استطلاعية وسريعة، وهو ناقش عمل الخماسية في لبنان والطروحات التي تقدمها وناقش كيفية التوصل الى حلول في الملف الرئاسي. كما علم أن غداء سيجمع اليوم لودريان ونوّاباً من تكتل اللقاء النيابي المستقل الذي يضم كتلة الاعتدال الوطني وكتلة لبنان الجديد.

 جلسة مجلس الوزراء

 

وكان ترأس أمس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء تناولت عدة مواضيع، أبرزها قضية اللاجئين السوريين في لبنان حيث تم اطلاع المجلس على ما يأتي: في بروكسل، توصلت الحكومة اللبنانية إلى توافق مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على جميع النقاط المطروحة. قدم لبنان خطة عمل واضحة لتنظيم ملف اللاجئين السوريين، مدعومة من الحكومة والمجلس النيابي، تتضمن التنسيق بين مختلف الوزارات والأجهزة المعنية ضمن جداول زمنية محددة. كما تم تشكيل لجنة برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء وبعض الوزراء للتواصل مع الحكومة السورية لتسهيل عودة اللاجئين إلى سوريا.

 

هذا وأكد وزير الإعلام بالوكالة عباس الحلبي أن المساعدات الأوروبية المقدمة للبنان ليست مشروطة بأي شروط إضافية، وهي استمرار للمساعدات الدولية الدورية.

 القرارات الوزارية

 

ووافق مجلس الوزراء على عدة طلبات وزارية:

الموافقة على الاستراتيجية البحرية المتكاملة للبنان.

الموافقة على مشروع مرسوم بشأن شروط استبقاء الضباط والرتباء والأفراد في الخدمة الفعلية.

إنشاء صندوق احتياط لتغطية فروقات نفقات الطبابة والاستشفاء لعناصر وضباط المديرية العامة لأمن الدولة.

تأمين اعتماد لدفع المساعدات لذوي الشهداء والنازحين نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية.

تعليق العمل بإجراء الامتحان الموحد لتلامذة الصف الأساسي التاسع.

 زوار ميقاتي

 

وفي سياق آخر، ينقل زوار الرئيس ميقاتي عن ارتياحه لمستقبل لبنان وأنه تلقى تأكيدات وتطمينات من الجانبين الأميركي والفرنسي بشأن وقف إطلاق النار في جنوب لبنان بالتزامن مع وقف إطلاق النار في غزة عند حصوله، وأن الجهود الدولية الرامية الى عدم توسعة الحرب في جنوب لبنان لا تزال فاعلة وضاغطة على الاسرائيليين لمنعهم من ذلك، معتبراً أنه لن يكون هنالك حرب اسرائيلية شاملة على لبنان.

 الوضع الميداني في جنوب لبنان

 

تواصلت العمليات العسكرية في جنوب لبنان حيث أعلن الحزب أمس عن تنفيذ هجوم ناري مركز على موقع راميا الإسرائيلي، مستخدمًا الصواريخ الموجهة وقذائف المدفعية والأسلحة المباشرة. وأسفر الهجوم عن إصابات مباشرة في حامية الموقع وتجهيزاته.

 

في هذا السياق، حلق الطيران الحربي الإسرائيلي على علو منخفض فوق مدينة صور، ونفذ غارات وهمية في أجواء الجنوب، خصوصًا فوق مدينة صيدا، مما أثار حالة من الهلع بين المواطنين. كما خرقت الطائرات الحربية الإسرائيلية جدار الصوت مرتين فوق منطقتي النبطية وإقليم التفاح، محدثة دويًا هائلًا أثار الذعر بين السكان.

 

وفي تطور لاحق، أعلن الحزب عن استهداف انتشار لجنود إسرائيليين في محيط موقع السماقة في تلال كفرشوبا، محققًا إصابات مباشرة. وردًا على ذلك، استهدفت المدفعية الإسرائيلية المزارعين في سهل مرجعيون، كما قصفت مناطق وادي حامول وأطراف بلدة الناقورة وكفرحمام. وبلغ القصف الإسرائيلي أطراف راشيا الفخار، مع تحليق مكثف للطيران الحربي فوق مزارع شبعا والعرقوب، حيث تم استهداف بلدة مارون الراس بقذائف فوسفورية تسببت بإشعال حرائق.

 

واستمر الجيش الإسرائيلي في قصف مناطق جنوبية أخرى بالقذائف المدفعية الثقيلة، حيث استهدفت بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب وطيرحرفا. كما أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على محيط بلدتي عيتا الشعب ورامية، ما أدى إلى أضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والمنازل غير المأهولة.

**************************

افتتاحية صحيفة الشرق

8 أشهر وإسرائيل لم توقف الإبادة .. ومجزرة جديدة في رفح

 

في اليوم الـ235 من الحرب الإسرائيلية على غزة، واصلت قوات الاحتلال قصفها مناطق عدة، في حين أفادت وزارة الصحة بغزة ولجنة الطوارئ في رفح عن ارتكاب الاحتلال مجزرة جديدة بحق نازحين في مواصي رفح، راح ضحيتها أكثر من 72 شهيدا وعشرات الجرحى، بعد يوم من “مجزرة الخيام” في المدينة. في حين استشهد آخرون بقصف على جباليا ومحيط مستشفى كمال عدوان.

 

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن نحو مليون شخص فروا من مدينة رفح خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.

 

وقالت لجنة الطوارئ في رفح في بيان أن ما جرى جريمة حرب إبادة جماعية جديدة تضاف إلى سجل “الإرهابي النازي”للجيش الاسرائيلي، حيث ضرب بسلوكه كافة القرارات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية.

 

ودعت لجنة الطوارئ الدول والمؤسسات الدولية والأممية إلى وقف حرب الإبادة الجماعية فورا على قطاع غزة وحماية المدنيين والنازحين، كما دعت الشعوب العربية والإسلامية للتحرك الجماهيري الحاشد، وسبق أن حدد الجيش الإسرائيلي منطقة المواصي على أنها “آمنة” ولم يطلب من النازحين إخلاءها.

 

وحسب مصادر محلية فلسطينية، فإن الخيام المستهدفة تقع على بعد نحو 100 متر من المستشفى الميداني الأميركي غرب رفح. وهذا هو ثالث استهداف لخيام النازحين في المدينة خلال 48 ساعة.

 

ورغم موجة الاستياء العارمة التي سببها استهداف تل أبيب خيام النازحين، إلا أن الجيش الإسرائيلي جدد استهدافه للمنطقة نفسها فجر الثلاثاء.

 

وزعم المتحدث الإسرائيلي أن الجيش كان يستهدف مقاوما فلسطينيا برفح، لكن الهجمة أودت عن “غير قصد” بحياة فلسطينيين كانوا بالمنطقة.

 

وقد تواصلت الهجمات الحربية على العديد من مناطق القطاع، وأطلقت آليات الاحتلال المتمركزة في محور “نتساريم”، الذي يقسم القطاع إلى قسمين، الكثير من القذائف المدفعية باتجاه أحياء تل الهوا، والشيخ عجلين، والزيتون، والصبرة، ومنطقة جحر الديك بمدينة غزة.

 

كما شن الطيران الحربي غارات على مناطق المغراقة ووادي غزة والزهراء، القريبة من الممر الأمني الذي يقسم قطاع غزة إلى قسمين شمالي وآخر جنوبي.

 

وشنت أيضا طائرات حربية إسرائيلية غارة جوية على مخيم البريج وسط القطاع، والذي تعرضت أيضا أطرافه الشرقية إضافة إلى أطراف مخيم النصيرات الشمالية إلى قصف مدفعي.

 

وفي شمالي القطاع، واصلت قوات الاحتلال عملية التوغل البري الكبيرة في مخيم جباليا، والتي تخللها قصف جوي ومدفعي عنيف، دمر الكثير من المباني فوق رؤوس قاطنيها.

 

وقام الطيران الحربي بقصف مجموعة من المواطنين، خلال محاولتهم العودة إلى منطقة الفالوجا، ما أدى إلى وقوع اصابات في صفوفهم، وصفت مصادر طبية بعضها بالخطيرة.

 

من جهتها، قالت كتائب القسام إن مقاتليها فجّروا منزلا مفخخا بقوة إسرائيلية في جنوب مدينة رفح وأوقعوا أفرادها “بين قتيل وجريح”، فيما أعلنت سرايا القدس أنها قصفت بقذائف هاون عيار “60” جنود وآليات الاحتلال المتوغلة في محيط بوابة صلاح الدين جنوب رفح.  وأكد شهود عيان، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي التي توغلت قرب مسجد العودة في مدينة رفح، تعرضت لاشتباكات قوية من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية. وأعلنت إسرائيل انها للتوسع في رفح دفعت بلواء رابع الى جانب الالوية “401 والناحل و12”.

 

وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة ح، إن ناشطيها أطلقوا وابلا من قذائف الهاون على حشد لقوات الاحتلال في موقع الإدارة المدنية شرق جباليا.

 

وكانت القسام قد أعلنت عن تمكن ناشطيها من الاستيلاء على طائرة مسيّرة استخباراتية شرق مدينة جباليا شمال قطاع غزة.

 

وكشفت معطيات نشرها الجيش الإسرائيلي على موقعه الإلكتروني، الثلاثاء، إصابة 13 عسكريا من عناصره بينهم 9 في قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram