افتتاحية صحيفة البناء
محكمة لاهاي تأمر جيش الاحتلال بوقف عملياته في رفح… وصمت أميركي/ بيرنز يجتمع برئيس الموساد ورئيس حكومة قطر في باريس لترتيبات التفاوض/ نصرالله: محور المقاومة صانع المفاجآت من الطوفان إلى لبنان واليمن وإيران
السيد نصرالله متحدثاً في الحفل التأبيني لشهداء إيران والمقاومة أمس (موقع العهد)
تتسارع ولادة المعادلات الجديدة التي أطلق لها العنان طوفان الأقصى، بعدما أصاب صورة مهابة جيش الاحتلال إصابة قاتلة غير قابلة للترميم، وتكفلت جرائم الاحتلال ووحشيّته في غزة بتوفير الأسباب اللازمة لانطلاق طوفان عالمي يحاصر الكيان وقادته. وهكذا بعد طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات توقيف بحق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت، وقرارات ثلاث دول أوروبية هي إسبانيا والنرويج وأيرلندا الاعتراف بدولة فلسطين، جاء قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي الذي أمر حكومة الكيان بوقف عملياتها في رفح فوراً، ضربة ثالثة على رأس الكيان. وكما قيل في الأمثال الشعبية، إن ضربتين على الرأس تسببان العمى وثلاث ضربات تسبب الجنون، ظهر الكيان في حال هستيرية غير قادر على استيعاب الدرك الذي انحدرت إليه حالته، وما أصاب مهابته وهالته، وقد اعتاد حتى قبل شهور قليلة أنه استثناء فوق كل قانون وأن الغرب كله لا يجرؤ أحد فيه على مساءلة قادة الكيان عن أفعالهم أو التدخل بما يفعلون للقول بصيغة سياسيّة أو قانونيّة ما يجب وما لا يجب فعله، وما يحقّ لهم وما لا يحق لهم القيام به، وكان لافتاً رغم مرور ساعات على قرار المحكمة الصمت الأميركي، بخلاف رد الفعل القوي ضد طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية ملاحقة نتنياهو وغالانت، وربما يكون لرد الفعل الأوروبي المتجاوب مع دعوة المدعي العام والمتمسك بقرار محكمة لاهاي سبباً لتخفيف الغلواء الأميركية.
في مسار موازٍ، تركز واشنطن جهودها لإنقاذ المسار التفاوضي، طلباً لاتفاق يبدأ بتبادل جزئي للأسرى بين قوى المقاومة وجيش الاحتلال وينتهي بإقفال ملف الأسرى وإنهاء الحرب، كما تشترط المقاومة وكما تضمّن العرض التفاوضيّ الذي قدّمه الوسطاء بمباركة أميركية، ورفضه نتنياهو، وبعدما غادر مدير المخابرات الأميركية وليام بيرنز المنطقة بعدما رفض نتنياهو مشروعه التفاوضي، واتهمه بالخيانة والغدر والخداع، يعود بيرنز الى المنطقة لرعاية جولة تفاوضية جديدة، انطلاقاً من لقاء تشاوريّ يعقده في باريس مع رئيس الموساد ورئيس حكومة قطر لاستكشاف فرص التوصل مجدداً إلى اتفاق، تقبله المقاومة ولا يعطّله نتنياهو. وهو ما قالت مصادر متابعة لمسار التفاوض إنه غير متاح ما لم توظف واشنطن كل المناخات الدولية الجديدة وحال الانقسام الداخليّ في الكيان داخل الحكومة وخارجها لاستخدام أدوات ضغط فعّالة لفرض المسار التفاوضيّ على نتنياهو.
في مواكبة مشهد المنطقة والحرب، وبمناسبة مخصصة لتكريم شهادة كل من الرئيس الايراني السيد إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية الدكتور حسين أمير عبد اللهيان ورفاقهما، تناول الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله معادلات الحرب، مشيراً إلى أن اليد العليا هي لقوى المقاومة، ساخراً من أكاذيب نتنياهو في خداعه لشعبه، مضيفاً أن من يصنع المفاجآت هو محور المقاومة، في رد على كلام نتنياهو أنه لن يقول لعدوه، أي حزب الله كيف سوف يرد لأن الأمر مفاجأة، وقال السيد نصرالله إن المقاومة هي صانع المفاجآت، من الطوفان الذي فاجأهم، إلى فتح جبهة لبنان التي جاءت عكس توقعاتكم، إلى ما قام به أنصار الله في البحر الأحمر، وما فعلته المقاومة العراقية ولا تزال، وصولاً إلى الردّ الإيراني الرادع بعد استهداف قنصليتها في دمشق وقد كانت توقعاتكم باستحالة أن تقوم بالردّ.
وأكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن «موضوع دعم المقاومة قاعدة ثابتة لدى الجمهورية الإسلامية وجزءاً من هويتها وطبيعتها وجزءاً أصيلاً من دينها ولا يتبدل مع تبدل المسؤولين»، مشددًا على أن إيران كانت وستبقى السند الأقوى في هذا العالم إلى جانب فلسطين وحركات المقاومة.
في كلمة له خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهداء الأبرار، الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ورفاقهما، في مجمع سيد الشهداء (ع) بالضاحية الجنوبية لبيروت. وتوجّه السيد نصرالله لكل الأعداء الذين ينتظرون ضَعف إيران وتراجعها وتخلّيها عن فلسطين وعن المقاومة، بالقول: “أنتم تعيشون أوهامًا وسرابًا وخيالات، والجمهورية الإسلامية كانت وستبقى السند الأقوى في هذا العالم إلى جانب فلسطين وحركات المقاومة”.
وأضاف “لم يستطع العدو تحقيق أي هدف من أهدافه، واعترف بذلك رئيس المجلس الأمن القومي في الكيان، ومن أهم ما يعاني منه المسؤولون في الكيان اعتراف بعض الدول الأوروبيّة بفلسطين. وهذا الاعتراف هو خسارة استراتيجية للكيان الصهيوني. وهذا من نتائج طوفان الأقصى وما بعد طوفان الأقصى”. وتابع: “الدولة الفلسطينية التي يرفضها المسؤولون في كيان العدو يرون فيها تهديدًا وجوديًا لهذا الكيان، ومن نتائج طوفان الأقصى وثبات المقاومة وصمودها أن “إسرائيل” اليوم أمام المحكمة الجنائيّة بعد طلبها إصدار مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت”.
وفي سياق متّصل، توجّه السيد نصر الله بالشكر إلى أساتذة وطلاب الجامعات في كل أنحاء العالم، معتبراً أن ما يحركهم هو المشاعر الإنسانية، مضيفًا: “المظاهرات في جامعات العالم وأمس أمام الكونغرس الأميركي تبيّن حجم المشاعر الإنسانية التي استنهضها طوفان الأقصى في كل العالم”. وسأل “مَن كان يصدّق أنّه سيأتي الوقت الذي تطلب فيه المحكمة الجنائيّة الدوليّة إصدار مذكرات توقيف بحق مسؤولين صهاينة؟ وهذا من نتائج طوفان الأقصى”، لافتًا إلى أن “”إسرائيل” لم تحترم يومًا قرارًا دوليًا، فقد شنّت أعنف الغارات على رفح بعد قرار محكمة العدل الدولية”.
وردًّا على نتنياهو، حول قوله عن “خطط مهمة ومفصلة بالنسبة لإعادة الأمن إلى الشمال”، قال “فاجأتكم غزة. هناك فرقة انهارت بكاملها، وجيش النخبة انهار أيضاً”، مضيفًا “فاجأتكم المقاومة في لبنان في 8 تشرين، حينما بادر حزب الله إلى فتح الجبهة، وفاجأكم اليمن، وعندما قصفتم القنصلية الإيرانية في دمشق فاجأتكم الجمهورية الإسلامية بوعدها الصادق.. ونحن مَن يحق له أن يتحدث عن مفاجآت”. ولفت الى أنه “يجب أن ينتظر العدو من مقاومتنا المفاجآت، دائمًا كنا واضحين بأننا عندما نذهب إلى معركة نذهب بعناوين وأهداف واضحة، وقلنا إن الهدف الأول مساندة غزة، والهدف الثاني منع أي عدوان استباقي للعدو على لبنان”، مضيفاً: “يجب على العدو أن ينتظر منا المفاجآت، وندرس كل سيناريوهاتكم، وخداعكم لا ينطلي علينا، ولا ضغوط أسيادكم في العالم تنفع، وهذه المقاومة ستستمر”.
في غضون ذلك، شهدت الجبهة الجنوبية سلسلة عمليات مكثفة ونوعية للمقاومة ضد مواقع وقواعد وتجمّعات العدو الإسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة، واستهدفت تجمعًا لجنود العدوّ “الإسرائيلي” عند مثّلث السروات مقابل بلدة يارون الحدودية بالأسلحة الصاروخية المناسبة، والتجهيزات التجسسية في موقع بياض بليدا بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابةً مباشرة، كما قصفت مقرّ قيادة كتيبة السهل التابعة للواء 769 في قاعدة بيت هلل بصواريخ فلق، وأصابتها إصابة مباشرة.
وردًا على الاعتداء الإسرائيلي على بلدة حناويه، “شنّ مجاهدو المقاومة هجومًا بمسيرة انقضاضيّة على مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف مستهدفة مكان تموضع واستقرار ضباط وجنود العدو وأصابت هدفها بدقة”. و”قصفوا مقر السرية الحدودية في ثكنة دوفيف، وموقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وصواريخ الفلق وأصابوا الأهداف إصابة مباشرة”.
كذلك أعلن مجاهدو حزب الله “قصف مبنى تتموضع فيه قوة من الاستخبارات العسكرية في مستعمرة المنارة ويحتوي على تجهيزات تجسسية فنية بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة ما أدى إلى تدمير التجهيزات التجسسية”.
ونشر إعلام العدوّ صورًا ومشاهد لجانب من الأضرار في مستوطنتي “دوفيف” و”كريات شمونة” شمال فلسطين المحتلة جراء عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان الجمعة 24 أيار/مايو 2024.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية بأن “مسيّرات حزب الله الانتحارية أحدثت أضراراً جسيمة في بلدات الشمال وتسببت بوقوع عدد من القتلى”، مشيرة الى ان “مسيّرات الحزب تمر فوق كريات شمونة وتنفجر دون اعتراضها ثم يتم تفعيل صفارات الإنذار”.
في المقابل شنت طائرة مسيّرة إسرائيلية غارة استهدفت سيارة رابيد كانت متوقفة عند مدخل بلدة حناويه في قضاء صور، اشتعلت بكاملها وعملت فرق الدفاع المدني على إخماد النيران، ولم يصب أحد بأذى. ونفذ طيران العدو الحربي عدواناً جوياً حيث شنّ غارة على بلدة مارون الراس في قضاء بنت جبيل.
إلى ذلك، نشر الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية مقطعًا من كلمة الشهيد الرئيس السيد إبراهيم رئيسي خلال زيارته لأحد المواقع العسكرية التابعة للمقاومة الإسلامية في جنوب لبنان.
وتوجّه إلى مجاهدي المقاومة الإسلامية بالقول: “أنتم جاهدتم 33 يومًا، ولم تكن في حوزتكم الإمكانات العسكرية لسِتّ دول عربية، لكن كان يوجد لديكم ما يكفي للتفوّق على جيوش العالم وهو الإيمان بالله والاتكال على الله”، مضيفًا: “هذا الرعب الذي أدخلتموه في قلوب الجنود “الإسرائيليين” سيبقى دائمًا، وبعد هذه التجربة “إسرائيل” مندحرة ومهزومة”. وأضاف الشهيد السيد رئيسي: “نحن اليوم نشاهد تشكيل نواة المقاومة في البلدان الإسلامية ونشاهد اليوم جبهة دوليّة للمقاومة، وهم في الحقيقة أدخلوا الرعب في قلوب العدو الأميركي والبريطاني والصهيوني حتى صاروا هم أنفسهم يرون الانتصار بين أياديكم المقتدرة”.
ويحيي لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته عيد المقاومة والتحرير، وجدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري في رسالة وجّهها الى اللبنانيين بالمناسبة “الشكر والتقدير لكل المساعي الإقليمية والدولية التي تبذل لاسيما جهود اللجنة الخماسية الرامية لمساعدة لبنان على إنجاز استحقاقه الرئاسي وهو جهد مقدر لكنه يبقى من دون طائل إذا لم نبادر جميعاً كقوى سياسية وكتل برلمانية لملاقاته في منتصف الطريق بالاحتكام لمنطق الحوار أو التوافق أو التشاور كلغة وحيدة فيما بيننا دون إلغاء أو إقصاء لأي طرف أو تهميش لأي مؤسسة، وخاصة المجلس النيابي ودائماً تحت سقف الدستور، فلنسارع إلى التقاط اللحظة الراهنة غداً قبل بعد الغد إنقاذاً للبنان وصوناً لعظيم ما بذله الشهداء من تضحيات في سبيل أن يبقى وطناً واحداً موحداً لجميع أبنائه”.
ودعا الرئيس بري “المجتمع الدولي لمقاربة ملف النزوح السوري مقاربة إنسانية بعيداً عن أي استثمار لأغراض تهدد وحدة وسيادة الشقيقة سورية كما ندعو الحكومة اللبنانية الى الإسراع في فتح قنوات التواصل مع الحكومة السورية وتشكيل لجان مشتركة تحقق العودة الآمنة للنازحين الى وطنهم الام”.
وقال إننا “نجدد التزامنا وتمسكنا بالقرار الأممي رقم 1701 بكافة بنوده ومندرجاته وإن المسؤولية عن خرق هذا القرار منذ لحظة صدوره هي “إسرائيل” بأكثر من 30 الف خرق براً وبحراً وجواً، وبالتوازي فإن لبنان متمسك بحقه بالدفاع عن أرضه بكافة الوسائل المتاحة في مواجهة العدوانية الإسرائيلية ولاستكمال تحرير ما تبقى من أرضه المحتلة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة والشطر الشمالي من قرية الغجر والنقاط الحدودية المتحفّظ عليها مع فلسطين المحتلة وصولاً الى النقطة b1 عند رأس الناقورة”.
واكد الرئيس بري “أن لبنان منفتح للتعاون الإيجابي مع أي جهد دولي يهدف الى لجم العدوانية الاسرائيلية وإطماعها تجاه لبنان وثرواته وكيانه وحدوده البرية والبحرية والجوية، وهو غير مستعد للتفريط بأي حق من حقوقه السيادية. وفي الإطار نفسه نشدد على ضرورة تكثيف الجهود والمساعي الدولية والاقليمية لوقف حرب الإبادة التي تشنها “إسرائيل” على قطاع غزة كمدخل اساس للحفاظ على الامن والاستقرار في المنطقة بأسرها”. وشدد على “أن لبنان سيقاوم أي محاولة من أي جهة لفرض أي شكل من إشكال التوطين سواء للنازحين السوريين أو اللاجئين الفلسطينيين”.
بدوره، دعا رئيس الحزب التقدمي سابقاً وليد جنبلاط الأحزاب اللبنانية لبدء حوار وملء الفراغ في مؤسسات الدولة، لأن الحرب في غزة وجنوب لبنان تبدو طويلة وقد تستمر الى الانتخابات الاميركية مشككاً بنيات الأميركيين وربما يكونون العنصر المعطل والمعرقل لكل شيء. وشدّد على أهمية التوافق والحوار بين اللبنانيين للخروج من أزمة الفراغ في رئاسة الجمهورية، مؤكداً أن التسوية الداخلية هي الأساس بين الأطراف اللبنانية، محذراً من بقاء لبنان بدون رئيس جمهورية، داعياً إلى التوافق بين اللبنانيين تحت شعار التعددية، رغم اختلاف البعض مع حزب الله، لأن لبنان في خطر.
وفي مقاربته للحرب في الجنوب اعتبر ان حزب الله جزء من منظومة إقليمية ترعاها إيران لكنه يدافع عن لبنان، مؤكداً ان الذين يملكون القوة والسلاح ليسوا جسماً غريباً، إنهم يمثلون شريحة من اللبنانيين والدعم الإيراني لا ينزع الانتماء اللبناني عن حزب الله. وتوقع أن تطول أزمة المنطقة لأن “إسرائيل” لن تعترف بالهوية الفلسطينية، لافتاً الى أننا سنشهد أكبر عملية تهجير للشعب الفلسطيني منذ عام 48.
ولم يُسجل الملف الرئاسي أي جديد بانتظار زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان الثلاثاء المقبل، وأفادت مصادر إعلامية بأن “لودريان سيستطلع في جولته المقبلة إمكانية الدعوة إلى حوار لبناني – لبناني في العاصمة الفرنسية باريس”. إلا أن أوساطاً واسعة الإطلاع أكدت لـ”البناء” أن الحراك الرئاسي الخارجي باتجاه لبنان ومساعي الخماسية لن تأتي بنتيجة في الوقت الراهن لأسباب عدة أبرزها عدم وجود ظروف دولية وإقليمية لإنتاج تسوية للملف اللبناني في ظل انشغال اللاعبين الدوليين والإقليميين بشؤونهم الداخلية كإيران والولايات المتحدة وبالملفات المتفجّرة لا سيما الحرب في غزة ورفح، اضافة الى غياب التوافق الداخلي اللبناني والتباعد بين القوى السياسية”. ولفتت الأوساط الى أن “أقصى ما يمكن أن تقوم به المساعي الخارجية والخماسية هو تمهيد الأرضية الرئاسية ريثما تنضج الظروف الإقليمية والدولية والمحلية للتسوية الرئاسية”، مستبعدة إنجاز تسوية رئاسية قبل انتهاء الحرب في الجنوب المرتبطة بالحرب في غزة.
وعاد نواب زاروا واشنطن مؤخراً وفق ما علمت “البناء” بأجواء سلبية حيال الوضع في لبنان على كافة المستويات، ناقلين للمعنيين في لبنان بأن لا انتخابات رئاسية في حزيران ولا حتى في الصيف كما يشيع البعض، بل إن الاهتمام الأميركي والغربي بلبنان واستحقاقاته لا يرقى لمستوى الضغط على حلفاء واشنطن في لبنان لإنجاز تسوية رئاسية تفتح باب الانفراج السياسي والاقتصادي، إضافة الى أن الأميركيين باتوا مقتنعين بأن الملف الرئاسي مرتبط بالجبهة الجنوبية المرتبطة بدورها بالجبهة الغزاوية، ما يعني أن الملف الرئاسي مؤجل حتى إنجاز اتفاق للنزاع على الحدود بين لبنان و”إسرائيل”، كما أكد الدبلوماسي الأميركي عاموس هوكشتاين للنواب بأن انتخاب الرئيس اللبناني قرار بيد القوى والمكوّنات السياسية اللبنانية وليس بيد الأميركيين.
*****************************
افتتاحية صحيفة النهار
صرخة اعتصام ووقائع مخيفة أمام مؤتمر بروكسيل
وسط انتظار ما ستحمله زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان الأسبوع المقبل من جديد، راوح المشهد الداخلي في جمود ورتابة فيما غابت معالم أحياء “عيد المقاومة والتحرير” وحلت مكانها بيانات وخطب. ولكن الحدث البارز الذي يبدو أنه يثير اهتماماً واسعاً هذه المرة يتمثل في “الحيز اللبناني” من مؤتمر بروكسيل الخاص بأزمة النازحين السوريين الذي سينعقد مطلع الأسبوع المقبل في العاصمة البلجيكية. إذ إن “القوات اللبنانية” أطلقت حملة واسعة لتنظيم اعتصام أمام مقر المؤتمر لإسماع المؤتمرين صوت الاعتراض اللبناني، وفي الجانب الحكومي اللبناني الرسمي سيكون للبنان مشاركته من خلال وزير الخارجية عبد الله بو حبيب .
والبارز في هذا السياق ما أعدّه مستشار رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية سمير ضاهر في ورقة حول ملف النزوح السوري، سيتم عرضها في المؤتمر والتي تتناول كل أوجه الكارثة التي يرزح تحتها لبنان بفعل العبء المخيف الذي “لا مثيل له، وذو عواقب خطيرة”. وتشير الدراسة الى أنه “على مدى الاثني عشر سنة الماضية، كان لحرب سوريا وقع هائل على لبنان، خاصةً نتيجة التدفقّات العارمة للنازحين التي لم يَتُم تقاسمها بشكلٍ متساوٍ بين الدول، بما فيها العربية. إن لبنان، الذي يتحمَّل عبئاً غير مسبوق، يُعتَبر، مقارنةً بصغرِ مساحته وعدد سكّانه، الأول في العالم بين البلدان التي يتواجد فيها نازحون”. وتورد الدراسة الأرقام والواقع الديموغرافي “لكثافة سكّانية عالية تشكل خطراً على تذويب للهوية الوطنية” اذ تُفيد المديرية العامة للأمن العام، المؤسسة المسؤولة عن دخول الأجانب ومراقبة إقامتهم على الأراضي اللبنانية، عن وجود مليونين وثمانين ألف (٢،٠٨٠،٠٠٠) مواطن سوري في لبنان، أي ما يزيد عن نصف عدد المواطنين المقيمين الذي تدَنّى حالياً إلى ما دون الأربعة ملايين. وتخلص الدراسة الطويلة الى أنه “وإن تأخر الأوان، فلقد ظهر إجماع وطني راسخ لمقاربة مشكلة النازحين واحتوائها بهدفٍ واحد لا لُبْسَ فيه، وهو عودتهم إلى وطنهم. ويرتكز هذا على حقيقة بديهية مفادها أنه في لبنان، حيث تجاوز عدد السوريين نصفَ عددِ المواطنين المقيمين، لا يمكن أن يكون دمج النازحين في النسيج الوطني خياراً لأن نتيجته الحتمية ستكون تذويب الأقلِّية اللبنانية التي تتقلَّص يوماً بعد يوم ضمن أغلبية سورية تزداد دون هوادة. لِذا على لبنان المثابرة في مناشدة المجتمع الدولي متابعة تقديم المساعدات للعائدين داخل سوريا لفترةٍ من الزمن، رغم أن مناشدته لم تَجِد صدىً حتى الآن. وفي حين يجاهر المجتمع الدولي بحرصِه على كيان لبنان واستقراره وأمنه، فإن موقفه الفعلي – الذي تمليه من جهة علاقتُه المتأزّمة مع الحكومة السورية وعدم الثقة بها لحماية العائدين، ومن جهة أُخرى مصلحتُه في إبقاء النازحين في بلاد الجوار بعيداً عن حدوده وشواطئه – يتجاهل كلّياً ما قد يكون لاستمرار الوجود السوري الكثيف من ارتدادات وعواقب على لبنان، من وقعٍ على اقتصاده، وتأثيرٍ على بيئته، وتقويضٍ لاستقراره وتماسكِه الاجتماعي وسلمِه الأهلي، وفي المدى المنظور، تذويبٍ لهويَّته الوطنية”.
وعشية اجتماع بروكسيل حول مستقبل سوريا دعت “الحملة الوطنية لإعادة النازحين السوريين”، مؤيديها واللبنانيين المغتربين وأصدقاء لبنان إلى “المشاركة الكثيفة في الاعتصام الذي سيقام أمام قصر العدل في بروكسيل، الإثنين 27 الجاري، من الساعة 12:00 ظهراً حتى الساعة 2:00 بعد الظهر، لحث قادة الاتحاد الأوروبي على تغيير موقفهم لجهة إعادة النازحين السوريين الى المناطق الآمنة في سوريا والى استدراك مخاطر النزوح السوري في لبنان”. وقالت: “إن هذا الاعتصام يأتي في ظل المخاطر الجمة التي يشكلها هذا النزوح على أمن لبنان واستقراره ووجوده، بالإضافة إلى تأثيراته السلبية على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في البلاد”.
في غضون ذلك وجه رئيس مجلس النواب نبيه بري رسالة الى اللبنانيين بمناسبة “عيد المقاومة والتحرير”، جدد فيها “الشكر والتقدير لكل المساعي الإقليمية والدولية التي تبذل لاسيما جهود اللجنة الخماسية الرامية لمساعدة لبنان على إنجاز استحقاقه الرئاسي وهو جهد مقدر لكنه يبقى من دون طائل إذا لم نبادر جميعاً كقوى سياسية وكتل برلمانية لملاقاته في منتصف الطريق بالاحتكام لمنطق الحوار أو التوافق أو التشاور كلغة وحيدة فيما بيننا دون إلغاء أو إقصاء لأي طرف أو تهميش لأي مؤسسة وخاصة المجلس النيابي ودائماً تحت سقف الدستور، فلنسارع إلى التقاط اللحظة الراهنة غداً قبل بعد الغد إنقاداً للبنان وصونا لعظيم ما بذله الشهداء من تضحيات في سبيل ان يبقى وطنا واحدا موحدا لجميع ابنائه “. ودعا المجتمع الدولي لمقاربة ملف النزوح السوري مقاربة إنسانية بعيداً عن أي استثمار لأغراض تهدد وحدة وسيادة الشقيقة سوريا كما ندعو الحكومة اللبنانية الى الإسراع في فتح قنوات التواصل مع الحكومة السورية وتشكيل لجان مشتركة تحقق العودة الامنة للنازحين الى وطنهم الأم”.
وقال “إننا نجدد التزامنا وتمسكنا بالقرار الأممي رقم 1701 بكافة بنوده ومندرجاته وأن المسؤولية عن خرق هذا القرار منذ لحظة صدوره هي إسرائيل بأكثر من 30 الف خرق براً وبحراً وجواً وبالتوازي فإن لبنان متمسك بحقه بالدفاع عن أرضه بكافة الوسائل المتاحة في مواجهة العدوانية الاسرائيلية ولاستكمال تحرير ما تبقى من أرضه المحتلة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة والشطر الشمالي من قرية الغجر”. وأكد “إن لبنان منفتح للتعاون الإيجابي مع أي جهد دولي يهدف الى لجم العدوانية الاسرائيلية وإطماعها تجاه لبنان وثرواته وكيانه وحدوده البرية والبحرية والجوية وهو غير مستعد للتفريط بأي حق من حقوقه السيادية “.
ولم يتطرق السيد نصرالله في الاحتفال التأبيني الذي أقامه الحزب للرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ورفاقه الى الملفات الداخلية ولكنه تناول ملف الحرب وقال: “نتمنى أن تتوقف الحرب، ولكن لو أصر نتنياهو على الحرب فهو يأخذ هذا الكيان إلى الكارثة والمقاومة إلى النصر المؤزر”. ورد على تهديدات نتانياهو من الجبهة الشمالية مع لبنان، وقال: ” يجب أن تنتظر من مقاومتنا المفاجآت، وأنا لا أبالغ بذلك، وأود أن أقول لا خداعكم ينطلي علينا ولا ضغوط أسيادكم تنفع، وهذه المقاومة سوف تستمر”. وجدد التأكيد أن “هدف فتح الجبهة هو اسناد غزة وأهدافنا وشعاراتنا واضحة، والهدف الثاني لفتح الجبهة في الجنوب منع اي عملية استباقية للعدو باتجاه لبنان، ودائماً كنا واضحين بأننا عندما نذهب إلى معركة نذهب بعناوين وأهداف محددة وواضحة”.
*************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
قتيلان في غارة إسرائيلية… ونصرالله لنتنياهو: “إنتظر مفاجآت”
الخُماسية “تُحرِّر” الرئاسة من غزة وبروكسل محطة “تَحرُّر” من النزوح
ما أن ينقضي الأسبوع حتى ينطلق الأسبوع المقبل في اتجاهين: تحريك الملف الرئاسي بزخم جديد معززاً بزيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان للبنان يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين.
وسيتحرّك حزب «القوات اللبنانية» بدءاً من الاثنين المقبل في بروكسل عشية استضافة العاصمة البلجيكية مؤتمراً حول سوريا، وسيكون ملف النزوح السوري الى لبنان في صلب التحرك.
ما هو المتوقع من زيارة لودريان، ومن حركة الاتصالات الناشطة للجنة الخماسية التي تنضوي فرنسا في عضويتها؟
تردّد أنّ لودريان سيسعى لطرح فكرة استضافة لقاء لبناني من أجل إخراج ملف الرئاسة من عنق زجاجة التعطيل.
وفي معلومات أوساط ديبلوماسية لـ»نداء الوطن» أنّ هناك قراراً اتخذته دول «الخماسية» بتفعيل الوساطة لتحضير جلسة نيابية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وتقوم قطر بجهد خاص على هذا الصعيد.
وعندما سيصل لودريان الى بيروت سيكون جدول لقاءاته قد اكتمل. وفي آخر معطيات هذا الجدول أنّ المبعوث الفرنسي سيزور في الخامسة والنصف بعد ظهر الأربعاء المقبل معراب للقاء رئيس حزب «القوات» سمير جعجع.
وتعترف هذه الأوساط أنّ المشكلة الأساسية ما زالت عند فريق الممانعة الذي يربط إنجاز الاستحقاق الرئاسي بشروطه، وفي مقدمها التمسك بمرشحه رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجية. كما يتمسك بطاولة حوار إلزامية تسبق الانتخابات الرئاسية بما يخالف الدستور بتحويل رئاسة مجلس النواب سلطة وصاية على الاستحقاق الرئاسي من الآن فصاعداً.
ورأت الأوساط أنّ الخروج من هذه الدوامة الرئاسية يكون، إما بالذهاب الى خيار ثالث، أو بعقد جلسة نيابية مفتوحة لانتخاب الرئيس الجديد.
وأشارت الى أنّ «الخماسية» شغّلت محركاتها لانتزاع الورقة الرئاسية قبل أن تدخل الولايات المتحدة في فَلَكها الانتخابي. وتسعى اللجنة الى فصل الرئاسة عن حرب غزة بعدما فشل المجتمع الدولي بفصل لبنان عن هذه الحرب بسبب ربط «الحزب» بينهما.
وأبدت الأوساط نفسها خشية من أنه اذا لم تنجح مساعي «الخماسية» الحالية فلن تكون هناك انتخابات رئاسية جديدة هذه السنة وبعدها.
ومن بيروت الى بروكسل التي ستكون في الاسبوع المقبل محطة أساسية من أجل تغيير الموقفين الأوروبي والدولي من دفع المساعدات للنازحين السوريين في لبنان، ليكون في سوريا نفسها.
وبعد كل الضغط الذي مورس في لبنان على المستويات الرسمية والشعبية والديبلوماسية، سينتقل الضغط الى العاصمة البلجيكية التي وصل اليها النائبان بيار بوعاصي والياس اسطفان عضوا كتلة «الجمهورية القوية»، إضافة الى مسؤولي «القوات» في أوروبا تحضيراً لتظاهرات شعبية هناك تتزامن مع مؤتمر بروكسل. وتقول أوساط نيابية مواكبة لهذا التحرك، «إنّ لبنان أدى قسطه للعلى. ولم يعد قادراً على تحمل عبء النازحين السوريين الثقيل والمستمر منذ 13 عاماً». وتوقعت هذه الأوساط «أن ينصب الجهد على ألّا يبقى في لبنان وجود سوري غير شرعي من الآن وحتى نهاية السنة». ورأت أنّ ذلك «ممكن إما بوقف تقديم المساعدات في لبنان ما سيؤدي تلقائياً الى عودة الكثير من النازحين السوريين الى بلدهم، وإما أن يتخذ الأوروبيون والأميركيون قراراً بتجاوز «قانون قيصر» لتوفير المساعدات للنازحين مباشرة في سوريا».
ومن الديبلوماسية الى التطورات الأمنية. فقد تصاعدت مساء حدّة المواجهات بين «الحزب» وإسرائيل. ونعى «الحزب» سقوط أحد عناصره. وقبل ذلك انتشل عناصر الدفاع المدني جثماني قتيلين سقطا جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت وسط بلدة ميس الجبل.
وتعرضت في المقابل، مواقع الجيش الإسرائيلي عند الحدود مع لبنان للرشقات الصاروخية، ودوّت صفارات الإنذار مراراً في بلدات في الجليل الأعلى تزامناً مع إطلاق قذائف من الأراضي اللبنانية.
وأتى التصعيد بعد إطلالة السيد نصرالله لمناسبة تأبين الرئيس الإيراني الراحل ابراهيم رئيسي ورفاقه. وتوعّد نصرالله في هذه المناسبة إسرائيل بـ»مفاجآت»، رداً على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال فيها إنّ هناك «خططاً مفاجئة» تتعلق بالجبهة مع «الحزب» في الجنوب. وقال نصرالله: «نحن من يحق له أن يتحدث عن المفاجآت… يجب أن تنتظر منا ومن مقاومتنا المفاجآت».
وكرّر نصرالله التأكيد أنّ الجبهة في لبنان هي جبهة «إسناد لغزة»، مضيفاً «نحن نتمنى أن تقف الحرب في أي لحظة، لكن لو أصرّ (نتنياهو) على الحرب فهو يأخذ هذا الكيان الى الكارثة ويأخذ الجبهة المقابلة… إلى نصر تاريخي كبير».
***************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
أسئلة تسبق لودريان.. بري للاحتكام للحوار.. نصرالله للاسرائيليين: إنتظروا المفاجآت
الوضع في لبنان على مفترق تحرّكين: في الأول، يلوح في أفق المنطقة وميض أمل في إمكان بلوغ هدنة مؤقتة في قطاع غزة لستة اسابيع مبدئياً، تؤكد كل المؤشرات أنها ستنسحب تلقائياً على جبهة لبنان. امّا في التحرّك الثاني فيتبدى في الافق اللبناني المسدود مسعى فرنسياً متجدداً عبر إيفاد الوسيط الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت الاسبوع المقبل لإحداث خرق في الملف الرئاسي.
أسئلة تسبق لودريان في الوقت الذي بدأ فيه لودريان بطلب مواعيد من الشخصيات التي سيلتقي بها في لبنان، غرقت الاجواء اللبنانية ببحر من الاسئلة حول الجولة الجدية التي قرر القيام بها في بيروت، وما الغاية المتوخّاة منها؟
واذا كان مسؤولون لبنانيون كبار قد اكدوا انهم لم يكونوا على اطلاع أكيد بزيارة الوسيط الفرنسي، أبلغ مسؤول كبير الى «الجمهورية» قوله اننا لا نعرف ماذا يحمل في جعبته، واكثر ما نعرفه عن هذه الزيارة هو انّ لودريان طلب مواعيد للقاءاته بين يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين، وتم تحديدها. ولا جواب للمسؤول عينه عن سبب الزيارة في هذا التوقيت، إلا أنه اعتبرها مثيرة للاهتمام، خصوصا انها تأتي في ظل حراك اللجنة الخماسية، وبيانها الاخير الذي اكدت فيه على الحوار.
زيارة رافدة للخماسية ووفق معلومات لـ«الجمهورية» من مصادر مطلعة على الاجواء الفرنسية، فإنّ زيارة لودريان الى بيروت مقررة منذ فترة طويلة، وكانت باريس تنتظر التوقيت الملائم لإتمامها، فضلاً عن أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لَمّح اليها في لقاءاته مع بعض الشخصيات اللبنانية في الآونة الأخيرة. والغاية منها الدفع في اتجاه التعجيل في حسم الملف الرئاسي إن أمكن قبل الصيف المقبل. ونسبت المصادر الى الفرنسيين تأكيدهم انّ زيارة لودريان لا تندرج في سياق منافسة اللجنة الخماسية في مهمتها المساعدة على توافق اللبنانيين، بل هي زيارة ليست متناغمة مع مهمة اللجنة الخماسية فحسب، بل هي مكملة لها، ورافدة لتوجّه اللجنة الذي عبّرت عنه في بيانها الاخير، حول ضرورة توافق الأطراف في لبنان على رئيس للجمهورية، عبر مشاورات عاجلة فيما بينهم، ضمن فترة زمنية محدودة.
الدعوة للحوار محتملة الى ذلك، استوضحت «الجمهورية» مصادر ديبلوماسية من العاصمة الفرنسية حول ما تردّد عن احتمال أن ترعى فرنسا حوارا رئاسيا لبنانيا في باريس، فاكتفت بالقول ان هذه الفكرة محتملة من حيث المبدأ، ولكنها ليست جاهزة. حيث ان إنضاج الدعوة الى الحوار سواء في باريس او في بيروت إن أمكَن ذلك، مرتبط بمسار المحادثات التي ستجري، وتبعاً لمواقف الاطراف من قبول فكرة الحوار او عدمه تتقرر الخطوة التالية. ورداً على سؤال قالت المصادر: الرئيس ماكرون يقارب الملف الرئاسي في لبنان كأولوية لديه، ويعمل في اتجاه الدفع به الى الامام، انطلاقاً من قناعة قوية لديه بأنّ الظرف مؤات لإحداث خرق رئاسي في لبنان، يؤدي الى انتخاب رئيس، يضع لبنان على سكة الحلول والاصلاحات المنتظرة منه، ويكون له دوره وحضوره الاساس في مفاوضات الحل السياسي التي تعني لبنان بالنسبة الى ما يتعلق بمنطقة حدوده الجنوبية. والمعلوم في هذا السياق، انّ مبدأ عقد حوار رئاسي لا يحظى بإجماع لبناني عليه، حيث يتبدّى حياله الرفض الصريح له من قبل البطريركية المارونية، وكذاك من جهات سياسية وازنة في الشرع المسيحي مثل حزب «القوات اللبنانية» وكذلك التيار الوطني الحر الذي يرهن مشاركته في حوار رئاسي بإبعاد مرشحين معيّنين خارج النقاش على مائدة البحث. واذا كانت غاية باريس عقد حوار رئاسي ورعايته سواء في فرنسا او في قصر الصنوبر، فإنّ السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق: هل أن الاطراف التي رفضت الحوار الرئاسي من حيث المبدأ، وأكدت انّ جُل ما تريده هو حوار ونقاش بين الكتل النيابية خلال جلسة انتخاب رئاسية، يمكن لها أن تشارك في مثل هذا الحوار الذي يقال ان الفرنسيين يحضّرون له؟ ثم إن قرر هؤلاء المشاركة في الحوار الفرنسي، فبماذا يبررون الخروج على موقفهم الرافض مبدئياً لفكرة الحوار، وتعطيلهم لمبادرات الحوارات التي توالت على مدى أشهر التعطيل الرئاسي الـ18؟
الخيار الثالث! الى ذلك، ضمن هذه الأجواء، كشفت مصادر واسعة الاطلاع عن إشارات مرتبطة بزيارة لودريان توحي انّ زيارة الوسيط الفرنسي ليست للاستطلاع، بل الغاية الاساس الارتكاز على ما قررته اللجنة الخماسية في بيان سفرائها حول اولوية الحوار، ومحاولة الدفع في الاتجاه الذي سبق للودريان ان دفع اليه في زيارته الاخيرة قبل اشهر، اي العودة الى ما سُمّي «الخيار الرئاسي الثالث». علماً ان لودريان نفسه سبق له ان اكّد صراحة في جولاته السابقة على هذا الخيار، على اعتبار أن جلسة الانتخاب الرئاسية التي عقدت في حزيران الماضي، والتي انتهت الى نيل جهاد أزعور 59 صوتا وسليمان فرنجية 51 صوتا، أكدت ان لا حظوظ لديهما وانّ أيّاً منهما لم يحقق الاكثرية المطلوبة، وبالتالي فإنه من الطبيعي أن يصار الى التوافق على خيار ثالث.
مفاوضات الهدنة امّا على الضفة الجنوبية، واحتمال أن تلفحها البرودة وتنقلها خارج مدار المواجهات اليومية المتواصلة بين «الحزب» والجيش الاسرائيلي، فذلك مرهون على تأكيد نجاح مفاوضات الهدنة التي تقرر استئنافها بدفع مباشر من الولايات المتحدة الاميركية التي أوفَدَت مدير وكالة المخابرات المركزية (سي آي إي) ويليام بيرنز للقاء رئيس «الموساد» الاسرائيلي دايفيد برنياع ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وما يعزّز الأمل في بلوغ تسوية، هو ما رافق الاعلان عن اعادة احياء المفاوضات بعد نحو اسبوعين من انهيارها، من تسريبات تلمّح الى استعداد اسرائيل وحركة «حماس» تقديم تنازلات تُعجّل في إتمام الصفقة بينهما، الا ان العبرة تكمن في النتائج، خصوصاً انّ جولات المفاوضات السابقة عطّلتها الشياطين التي استوطنت في التفاصيل، والشروط المتصادمة بين الجانبين، والقراءات المتناقضة لصفقة تتوخّى اسرائيل من خلالها وقفا مؤقتا لإطلاق النار، يتخلله إطلاق رهائن اسرائيلييين، خلافاً لموقف حماس التي تتوخى من هذه الصفقة وقفاً دائماً لإطلاق النار.
جبهة لبنان وفي انتظار ما قد يَستجد على هذا الخط، كشفت معلومات من مصادر ديبلوماسية ان الحركة الاميركية المتجددة لصياغة هدنة على جبهة غزة، مدفوعة بزخم اكبر هذه المرة، خصوصاً انّ واشنطن باتت على قناعة بأن أفق الحرب القائمة بات مسدودا، وكل السبل استنفدت لتحرير الرهائن الاسرائيليين. وبالتالي، فإنّ السبيل الناجع لتحقيق هذا الهدف، هو الوصول الى صفقة مع حركة حماس. وبحسب المعلومات، فإنّ الحركة الاميركية الراهنة تدفع الى صياغة تسوية في غضون الايام القليلة المقبلة، يليها بشكل تلقائي التركيز على جبهة لبنان عبر جولة جديدة يقوم بها الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى المنطقة، لاستئناف وساطته بين بيروت وتل ابيب، التي سبق له أن ركّز أُسُسها في زيارته السابقة في شهر آذار الماضي، واكد خلالها سعيه الى حل ديبلوماسي يقوم على وقفٍ دائم لإطلاق النار على الحدود الجنوبية للبنان، ومحذّراً من ان استمرار المواجهات قد يجعلها غير قابلة للاحتواء».
وقالت مصادر رسمية لبنانية لـ«الجمهورية» ان الطرح الذي قدّمه الوسيط الاميركي يتضمّن ما لا يستطيع لبنان القبول به، كالتطبيق المُجتزأ للقرار 1701، ولكنه في الوقت ذاته يتضمن من يُبنى عليه ايجاباً. امّا الآن فمن السابق لأوانه الحديث عن هذا الامر، قبل ان تتبلور معالم الحركة المتجددة لإحياء مفاوضات الهدنة في غزة، واي هدنة سيتم التوصّل اليها سواء أكانت مؤقتة او دائمة، وبعد ذلك يمكن الحديث عن الملف اللبناني. الا أن المصادر لفتت الى مسألة وصفتها الاساسية، والوسطاء، وفي مقدمهم هوكشتاين يُدركون ان الهدنة المؤقتة في قطاع غزة لن تنسحب حلاً سياسياً بصورة تلقائية على جبهة لبنان، بل قد يُخيّم الهدوء فيها فقط، كَون المؤقت يستبطن احتمال اعادة التفجير والتصعيد، ومن هنا فإن الحل السياسي يمكن البحث به جدياً في حال الهدنة الدائمة ووقف اطلاق النار في غزة. امّا على اي اساس سيُبنى هذا الحل، فهذا متروك للمفاوضات مع الوسطاء. ولفتت المصادر الى انّ التقارير المتصلة بالمسعى الاميركي للحل السياسي تفيد بأنّ واشنطن تؤكد على أن الحل السياسي في جنوب لبنان يجب بلوغه بأيّ ثمن، ويقوم هذا الحل على اجراءات تُطمئِن جميع الاطراف وتُمكّن السكان من العودة الى بيوتهم على جانبي الحدود. وهذا ما تم ابلاغه الى الاسرائيليين. الا ان العقدة الاساس التي ترى المصادر عينها انها لا تخدم جهود الحل، بل قد تهددها، تتمثّل في رفض اسرائيل الالتزام بمندرجات القرار 1701، وفي الشروط العالية السقف التي تطرحها. حيث انها، وكما كشف الاعلام الاسرائيلي نقلاً عن المسؤولين الاسرائيليين أن اسرائيل ابلغت واشنطن بأنها على استعداد لمناقشة تعديلات حدودية محتملة مع لبنان في اطار التفاهم الذي تسعى واشنطن الى بلورته لمنع تفاقم التصعيد على الجبهة الشمالية، الا انها لم تُشِر الى تَخلّيها عن مطلبها بأن ينسحب «الحزب» لبضعة كيلومترات عن الخط الحدودي. مع الاشارة هنا الى أن هذا الأمر غير قابل لمجرد النقاش به من قبل الحزب.
بري على صعيد آخر، وفي رسالة الى اللبنانيين بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري انه «اذا لم تكن اللحظة التي تستعيد فيها الامم والاوطان والشعوب سيادتها وتحرير ترابها وانسانها عيداً وطنياً فمتى تكون الاعياد؟». كما اكد بري «التزامنا وتمسّكنا بالقرار الأممي رقم 1701 بكافة بنوده ومندرجاته. وتمسّك لبنان بحقه في الدفاع عن أرضه بكافة الوسائل المتاحة في مواجهه العدوانية الاسرائيلية ولاستكمال تحرير ما تبقى من أرضه المحتلة»، لافتاً الى انّ لبنان منفتح للتعاون الإيجابي مع أي جهد دولي يهدف الى لجم العدوانية الاسرائيلية وأطماعها تجاه لبنان وثرواته وكيانه وحدوده البرية والبحرية والجوية، وهو غير مستعد للتفريط بأي حق من حقوقه السيادية». وشدد بري على انّ لبنان سيقاوم أي محاولة لفرض أي شكل من أشكال التوطين، سواء للنازحين السوريين أو اللاجئين الفلسطينيين. وقدّر جهود اللجنة الخماسية الرامية لمساعدة لبنان على إنجاز استحقاقه الرئاسي، لكنها جهود تبقى من دون طائل إذا لم نبادر جميعاً كقوى سياسية وكتل برلمانية لملاقاتها في منتصف الطريق بالإحتكام لمنطق الحوار أو التوافق أو التشاور كلغة وحيدة فيما بيننا من دون إلغاء أو إقصاء لأيّ طرف أو تهميش لأي مؤسسة، وخاصة المجلس النيابي ودائماً تحت سقف الدستور. فلنُسارع إلى التقاط اللحظة الراهنة غداً قبل بعد غد، إنقاداً للبنان وصَوناً لعظيم ما بذله الشهداء من تضحيات في سبيل ان يبقى وطنا واحدا موحدا لجميع أبنائه».
ميقاتي وخلال افتتاحه فعاليات «طرابلس عاصمة الثقافة العربية للعام 2024» في معرض الرئيس رشيد كرامي الدولي في المدينة امس، أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «استمرار العمل بعزم وإرادة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان، والتخفيف قدر المُستطاع من آلام اللبنانيين ووضع الأمور على سكّة التعافي». اضاف: «لو طَبّقنا قاعدة تجديد التاريخ على صعيد السياسة العامة في لبنان لَما تكررت في حياتِنا الوطنية الأزمات ذاتها. حالة التعطيل التي نعيشُها اليوم ليست سوى تاريخٍ يعيد نفسَه مررنا بها سابقًا ونمرُّ بها اليوم». وتابع: «بعض أهل السياسة عندنا لا يتّعظون من أخطاءِ الماضي بل يكررونَها مُلحقين بالوطن والمواطنين أضرارًا كبيرة في ظلِّ ظروف دقيقة وخطيرة». وسأل رئيس الحكومة: «لماذا يصرّ البعض على استعادةِ الماضي بدلاً من تجديده؟ ولماذا لا نبادر إلى إلغاء حالة التعطيل لكي تتمكن المؤسسات الدستورية من ممارسة دورِها بدءًا من انتخاب رئيس جديد للجمهورية وصولًا إلى تفعيل آخر إدارةٍ من إدارات الدولة؟ السؤال الأهم لماذا الإصرار على السلبية والتهديم ووضع العراقيل امام الحكومة التي تجهد للحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها في انتظار ان يكتمل عقد المؤسسات؟».
البيسري وفي نشرة توجيهية الى عسكريي المديرية العامة للامن العام، بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، قال المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري: «في هذه المناسبة، لا يَسع ايّ لبناني الا أن ينحني للذكرى التي أعطت ولا تزال درساً في مغزى استعادة السيادة، والحفاظ على الكرامة الوطنية بالوسائل التي يقررها اللبنانيون بأنفسهم». اضاف: «في ٢٥ ايار إستعدنا السيادة، وعلينا الإستمرار في مواجهة الصعوبات والتحديات لاستكمال بناء مؤسسات الدولة».
الوضع الميداني ميدانياً، حافظَ الوضع في منطقة الحدود الجنوبية على وتيرة عالية من التصعيد والمواجهات بين «الحزب» والجيش الاسرائيلي، حيث سجلت سلسلة من الغارات الجوية التي نفذها الطيران الحربي والمسيّر الاسرائيلي على العديد من المناطق والبلدات اللبنانية، لا سيما على ميس الجبل، حانين، مارون الراس، وحناويه، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف طال معظم البلدت المحاذية لخط الحدود، لا سيما القوزح، بيت ليف، راميا، عيتا الشعب، كفر حمام، راشيا الفخار، وحولا. فيما اعلن «الحزب» أنه نفّذت سلسلة من العمليات والهجمات ضد المستوطنات ومواقع الجيش الاسرائيلي في مستعمرة مرغليوت، وموقع المالكية، والتجهيزات التجسسية في موقع بياض بليدا، وكريات شمونة حيث أفاد الاعلام الاسرائيلي عن اصابة شركة «albyt systems»، وهي شركة امنية. كما استهدفت المقاومة الاسلامية تجمعاً لجنود العدو عند مثلث السروات مقابل بلدة يارون، وتدمير دبابة ميركافا في حرش شتولا، وموقع الرمثا في تلال كفر شوبا، ومبنى تَتموضع فيه قوة من الاستخبارات العسكرية في مستوطنة المنارة، ويحتوي على تجهيزات تجسسية، ومقر السرية الحدودية في ثكنة دوفيف
ونعى «الحزب» الشهيد حسن عادل الشعبي «جواد علي» مواليد العام 2000، من بلدة طير حرفا وسكان بلدة القليلة.
نصرالله وقال السيد نصرالله في احتفال تكريمي للرئيس الايراني ورفاقه أمس: «إننا نتمنى أن تتوقف الحرب، ولكن لو أصرّ نتنياهو على الحرب فهو يأخد هذا الكيان إلى الكارثة والمقاومة إلى النصر المؤزر». وردًا على تهديدات نتنياهو الأخيرة من الجبهة الشمالية مع لبنان حول تحضيره لمفاجآت، أوضح نصرالله أنّه «يجب ان تنتظر من مقاومتنا المفاجآت، وأنا لا أبالغ بذلك، وأودّ أن أقول لنتنياهو وحكومة العدو: نحن في المقاومة درسنا كل الفرضيات والسيناريوهات التي يمكن أن تلجأوا إليها وكل خطواتكم، فلا خداعكم ينطلي علينا ولا ضغوط أسيادكم تنفع، وهذه المقاومة سوف تستمر». الى ذلك، اكدت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية ان مسيّرات «الحزب» الانتحارية احدثت اضراراً جسيمة في بلدات الشمال، وتسبّبت في وقوع عدد من القتلى، وقالت ان مسيّرات الحزب تمر فوق كريات شمونة وتنفجر من دون اعتراضها، ثم يتم تفعيل صفارات الانذار».
ونقل الاعلام الاسرائيلي عن الرئيس موشاف مرغليوت عند الحدود مع لبنان قوله: «عندما يقرر «الحزب» ان يقتل، سوف يقتل، المسألة ليست مسألة قرار، وليست نقصاً في الامكانات». الى ذلك، نقلت صحيفة «فورين بوليسي» الأميركية عن رئيسة مركز «ألما» الإسرائيلي للأبحاث ساريت زهافي، قولها إنّ «هجمات «الحزب» أصبحت أكثر تعقيداً في الأسابيع الأخيرة، وصارت تصِل إلى عمق إسرائيل». وأضافت: «لا أعرف حقاً إلى أين يتجه هذا الأمر».
******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
حرب جنوب لبنان بوتيرة «مستقرة» رغم التهديدات المتبادلة
بري: متمسكون بالقرار 1701 ومنفتحون على أي جهد لوقف العدوان
بيروت: كارولين عاكوم
أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري «تمسك لبنان بالقرار الأممي 1701 الذي أنهى حرب عام 2006 مع إسرائيل، وانفتاحه على التعاون الإيجابي مع أي جهد دولي لوقف العدوانية الإسرائيلية»، في وقت تستمر فيه المواجهات في جبهة جنوب لبنان بالوتيرة نفسها التي تتراوح بين التصعيد حيناً، والهدوء الحذِر أحياناً أخرى، بحيث بات الخبراء يرجّحون بقاء الوضع على ما هو عليه في المرحلة المقبلة بانتظار ما ستؤول إليه مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وقال بري، في «ذكرى المقاومة والتحرير»؛ أي ذكرى الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، إن لبنان «متمسك بحقه في الدفاع عن أرضه بكل الوسائل المتاحة في مواجهة العدوانية الإسرائيلية، ولاستكمال تحرير ما تبقّى من أرضه المحتلّة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلّة والشطر الشمالي من قرية الغجر، والنقاط الحدودية المتحفظ عليها مع فلسطين المحتلة، وصولاً إلى النقطة (ب 1) عند رأس الناقورة».
ورغم المواقف التهديدية التي يطلقها المسؤولون الإسرائيليون؛ وآخِرها ما صدر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، معلناً أن لدى إسرائيل «خططاً مفصلة ومهمة، وحتى مفاجئة للتعامل مع (الحزب)، لا تزال المواجهات بين الطرفين تسير (بوتيرة مستقرة)، ووفق قواعد اشتباك محددة».
ويرجّح العميد المتقاعد، الخبير العسكري، خليل الحلو، بقاء الوضع على ما هو عليه، خلال الفترة الحالية، في جبهة الجنوب، في ظل تعثر مفاوضات غزة، لجهة استمرار العمليات المتبادلة ضمن إطار قواعد الاشتباك، حيث يرتكز القصف الإسرائيلي على اغتيال قياديي وعناصر «الحزب»، واستهداف المواقع العسكرية مع ما يرافقها من قصف للبلدات ومزيد من الدمار.
لكن في المقابل، ومع التهديدات المستمرة من المسؤولين الإسرائيليين، التي يضعها الحلو في خانة الضغوط الإسرائيلية، يتحدث، لـ«الشرق الأوسط»، عن احتمالات وخيارات قد تقوم بها تل أبيب؛ وهي أولاً «الضغط لتحقيق انسحاب (الحزب)، عبر المفاوضات، على مساحة معينة لإقامة منطقة آمنة تحمي إسرائيل من عملية مماثلة لطوفان الأقصى، وتأتي التصريحات الإسرائيلية في سياق الضغوط عبر التهديدات لتحقيق هذا الهدف».
أما الخيارات العسكرية فهي، وفق الحلو، أولاً «اجتياح الجنوب في حدود عمق معين، وتدمير البنى التحتية والبلدات التي تشكل النسيج الاجتماعي لـ(الحزب)، والتي ينحدر عناصره منها، وهذا سيكون له ثمن أيضاً، في المقابل، بالنسبة إلى تل أبيب».
والخيار الثالث هو الاجتياح الأوسع من الجنوب، والذي تكون ظروفه مرتبطة بالخيار الثاني، وفق الحلو، «ولا سيما أن (الحزب) سيواجه عندها إسرائيل مستخدماً صواريخه البعيدة المدى من الهرمل وبعلبك»، مؤكداً، في المقابل، أن «مسار تنفيذ خطط الحروب يتوقف دائماً على رد الفعل».
لكن، ومع الظروف والأوضاع الحالية، يرجّح الحلو استمرار المواجهات بالوتيرة نفسها، عبر استهداف إسرائيل لـ«الحزب» في كل المناطق التي يوجد فيها، وهو ما لا يرتب عليها خسائر أو ضغوط دبلوماسية، ولا سيما أن أي قرار بتوسعة الحرب سيكون له ثمن مكلف بالنسبة لإسرائيل.
وفي الإطار نفسه، قال رئيس الحكومة السابق، فؤاد السنيورة، في حديث تلفزيوني، إن تهديدات المسؤولين الإسرائيليين، وآخِرها ما أطلقه نتنياهو تأتي نتيجة الوضع المأزوم الذي يعيشونه، ويبحثون، بالتالي، عن إنجاز يحققونه في لبنان، بما يضمن لهم أيضاً أن يعيدوا المستوطنين الإسرائيليين في الشمال.
وفي حين رأى السنيورة «أن إسرائيل لن تلجأ إلى القيام بعملية عسكرية كبيرة في لبنان؛ أي عبر اجتياح بري واسع للبنان»، تخوَّف من «عدم جدية الوعود والضغوط التي يمكن أن تمارسها الولايات المتحدة على إسرائيل، وهي الضغوط التي لم تؤدّ إلى أي نتيجة أساسية»، مذكّراً: «ضغطت الولايات المتحدة على إسرائيل حتى لا تقوم باجتياح رفح، وها هي إسرائيل تجتاح رفح الآن».
وميدانياً، تواصلت العمليات العسكرية بين «الحزب» وإسرائيل في جبهة جنوب لبنان، حيث أعلن «الحزب»، في بيانات متفرقة، استهدافه «تجمعاً لجنود إسرائيليين عند مثلث السروات، مقابل بلدة يارون بالأسلحة الصاروخية»، ومن ثم استهداف التجهيزات التجسسية في موقع بياض بليدا، مؤكداً أنه «أصابها إصابة مباشرة، ما أدى إلى تدميرها».
في المقابل، استهدفت طائرة مُسيّرة إسرائيلية سيارة كانت متوقفة عند مدخل بلدة حناويه في قضاء صور، دون أن يسجّل وقوع إصابات، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام».
وفي حين أطلق الجيش الإسرائيلي صواريخ اعتراضية فوق قرى القطاع الغربي، شنّ الطيران الإسرائيلي غارة على ميس الجبل وبلدة مارون الراس في قضاء بنت جبيل، بعدما كان قد قصف ليلاً بالمدفعية الثقيلة أطراف بلدتي علما الشعب ورامية.
**************************
افتتاحية صحيفة اللواء
جبهة الجنوب في دائرة المفاجآت: صواريخ جديدة للحزب
حراك الخماسيَّة من بيروت إلى باريس .. وبرّي لملاقاتها عند منتصف الطريق
بقيت حرب غزة في الواجهة، ومعها جبهة المساندة في الجنوب، في ضوء ردّ الحزب، على لسان السيد نصر الله على تهديدات رئيس مجلس الحرب في اسرائيل بنيامين نتنياهو الذي يعيش مع أركان حربه من وزراء ومسؤولين عسكريين وأمنيين أسوأ ساعات الارتباك والشك في جدوى حربه المدمرة ضد قطاع غزة وجنوب لبنان، بعد ان اضافت محكمة العدل الدولية صفعة قوية عندما امرته وأمرت جيشه بوقف الحرب على رفح، واستطراداً وقف الحرب على الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقال السيد نصر الله في رده بتذكير نتنياهو بمفاجآت غزة في 7 ت1 ولبنان في 8 ت1، ومشاركة اليمن والعراق وايران في المساندات الجارية.
واكد ان على «العدو ان ينتظر منّا الكثير من المفاجآت، فنحن ندرس كل السيناريوهات، ولا خداعكم ينطلي ولا ضغوط اسيادكم في العالم تنفع، وهذه المقاومة ستستمر».
وفي اليوميات الجنائية، بقي الشأن الرئاسي في الواجهة ايضاً مع العودة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي، والتحضيرات الجارية للمؤتمر المتعلق «بمستقبل سوريا» حول النازحين في بروكسيل مطلع الاسبوع المقبل.
ويواكب مجلس الوزراء هذا الحدث بالتأكيد على عودة النازحين في جلسته الثلثاء المقبل.
عودة لودريان
ففي المقلب الرئاسي، عاد اللبنانيون لترقُّب ما يمكن ان يحمله معه الى بيروت الموفد الرئاسي الفرنسي جان- إيف لودريان، حيث من المتوقع مجيئه الثلثاء في 28 الجاري، وسط معلومات عن اقتراح بعقد حوار لبناني- لبناني في فرنسا بدعوة من الرئيس ايمانويل ماكرون، الذي يُجري مروحة من الاتصالات مع عواصم اللجنة الخماسي من أجل ذلك.
وتشمل لقاءات لودريان الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وقيادات اخرى، يجري تراتيب مواعيد اللقاء معها.
وقالت أوساط سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان تعد محاولة فرنسية جديدة لنقل الملف الرئاسي من الجمود إلى الحركة الدائمة، ولفتت إلى أن المشاورات التي يجريها المسؤول الفرنسي متعددة ولن يخوض في المعطيات السابقة التي سبق له أن اطّلع عليها، إنما قد تكون في حوزته أفكار منبثقة من الفكرة الاساسية أي الحوار، مؤكدة أن لا معلومات ما إذا كان سيقول للقوى السياسية التي يلقيها بأن أمامهم فرصة من أجل إنجاز الانتخابات، على أن دعوتهم إلى حوار تستضيفه بلاده لهذه الغاية، فهي فكرة لكن ليس معروفا ما إذا كانت ستتبلور أو تطبق.
واوضحت الأوساط نفسها أن هذه الدعوة يُنتظر التأكد منها من لودريان نفسه الذي يحمل حضاً فرنسياً من أجل عدم التأخير في إنهاء الشغور، وليس معروفا ما إذا كان يضع سقفا زمنيا لهذه الغاية أم لا.
ويتمسك قيادي في «الثنائي الشيعي» برئاسة الرئيس نبيه بري للحوار، معتبرا ان «تجاوز دور المجلس ورئيسه يعد من المحرمات والخطوط الحمر، ولا تهاون في صلاحيات المجلس ورئيسه»، داعياً الاطراف الاخرى للقبول بالحوار من دون شروط.
ولاحظ ان هناك حركة دبلوماسية ناشطة لجمع الافرقاء اللبنانيين على طاولة حوار واحدة داخل لبنان لانتخاب رئيس للجمهورية لمواكبة اليوم التالي بعد وقف الحرب على غزة ولبنان، كاشفا لاول مرة عن ان حراك الخماسية جدي جدا وهناك اجتماعات ستحصل داخل وخارج لبنان في الاسبوعين المقبلين للتوصل الى تفاهم شامل وكامل حول الحوار والملف الرئاسي.
مشيراً الى ان الفرصة اليوم متاحة وجدية جدا في انتخاب رئيس للجمهورية، وفشل القوى اللبنانية في الاستجابة للحوار يعني اننا قد نبقى بلا رئيس لأشهر طويلة جدا.
ولمناسبة عيد المقاومة والتحرير، جدد الرئيس نبيه بري شكره لجهود اللجنة الخماسية الرامية «لمساعدة لبنان على إنجاز استحقاقه الرئاسي وهو جهد مُقدَّر لكنه يبقى من دون طائل إذا لم نبادر جميعاً كقوى سياسية وكتل برلمانية لملاقاته في منتصف الطريق بالإحتكام لمنطق الحوار أو التوافق أو التشاور كلغة وحيدة فيما بيننا دون إلغاء أو إقصاء لأي طرف أو تهميش لأي مؤسسة وخاصة المجلس النيابي، ودائماً تحت سقف الدستور، فلنسارع إلى التقاط اللحظة الراهنة غداً قبل بعد الغد إنقاذاً للبنان وصوناً لعظيم ما بذله الشهداء من تضحيات في سبيل ان يبقى وطناً واحداً موحداً لجميع ابنائه».
ميقاتي والرئاسة وطرابلس عاصمة للثقافة العربية
ومن طرابلس، وخلال اعلان المدينة عاصمة للثقافة العربية، اعلن الرئيس نجيب ميقاتي «اننا لن نقبل بحل لأزمة النازحين على حساب لبنان وسيادته»، مؤكداً ان العدو لن يستطيع تدمير الجنوب، ومشددا على انهاء التعطيل وانتخاب رئيس للجمهورية.
وكان حفل اطلاق فاعليات «طرابلس عاصمة للثقافة العربية» اقيم امس في معرض رشيد كرامي الدولي في الفيحاء، متسائلاً: «لماذا يصرُّ البعض على استعادة الماضي بدلا من تجديده.. والسؤال الاهم: لماذا الاصرار على السلبي والتهديم ووضع العراقيل امام الحكومة، التي تجهد للحفاظ على كيان الدولة والمؤسسات بانتظار ان يكتمل عقد المؤسسات».
«القوات» في عوكر
وعشية مؤتمر بروكسيل، التقى وفد من حزب «القوات اللبنانية» برئاسة الوزير السابق ريشار قيومجيان في عوكر، نائب السفيرة اماندا بيليز والمستشار السياسي جايمي اوماليا وميغال سوللر، لابلاغ السفيرة موقف «القوات» من مسألة الوجود السوري غير الشرعي في لبنان وانعكاساته، ومن زاوية انه آن الأوان لعودة السوريين الى بلادهم.
وفي المواقف، اعتبر رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل اننا في قلب صراع كبير، مشيرا الى ان “الحزب” هو الذي فتح النار هذه المرة، من دون تشاور مع اللبنانيين.
الوضع الميداني
وفي الوقت، الذي تحدثت فيه صحيفة يديعوت احرنوت» من ان مسيَّرات “الحزب” احدثت اضرارا جسيمة في مستعمرات الشمال، واوقعت قتلى، تحدثت معلومات عن ان “الحزب” ادخل الى الميدان منظومة جديدة من الصواريخ.
وكان الوضع انفجر ليلا بعد خطاب السيد نصر الله في حفل تأبين الرئيس الايراني الراحل ابراهيم رئيسي والشخصيات التي كانت برفقته.
واستهدف الطيران المعادي ليلا وسط بلدة ميس الجبل، وتحدثت المعلومات عن اصابات، كما استهدفت مسيَّرة اسرائيلية «بيك آب» في بلدة حناوية (قضاء صور).
كما القى الجيش الاسرائيلي قنابل فوسفورية حارقة على بلدة حولا، كما اغارت مسيَّرة معادية على بلدة حانين.
واعلن “الحزب” عن قصف مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف بمسيَّرة انقضاضية، كما استهدف الحزب موقع الرمتا في تلال كفرشوبا بالاسلحة الصاروخية.
كما قصف الحزب مستعمرة غليوت بالاسلحة الصاروخية وطالت الصواريخ دبابة ميركافا في حرش شتولا.
************************
افتتاحية صحيفة الديار
محكمة العدل الدوليّة تلاحق «إسرائيل»: لوقف العدوان على رفح
واشنطن غير مُهتمة بانتخاب رئيس… وباريس تسعى لإنجازه في الصيف – نور نعمة
اصدرت محكمة العدل الدولية قرارا يلزم «اسرائيل» بوقف الحرب على رفح جنوبي القطاع، في وقت احيا لبنان عيد تحريرالجنوب من العدو الاسرائيلي عام 2000، حيث اصبحت هذه الذكرى محطة تاريخية لشعب اعتنق الكرامة ورفض الذل، ومناسبة لنحيي شهداءنا الابرار الذين اثمرت دماؤهم عزة واجلالا ووعدا صادقا، بدحر جيش الاحتلال من ارضنا.
هذا، ويستمر “الحزب” بمقاومته الباسلة في ضرب جيش العدو اسنادا لغزة، مكبدا اياه الخسائر الفادحة، ومجبرا المستوطنين على اخلاء مناطقهم، اضافة الى انه في 16 من ايار الجاري قصفت المقاومة جويا من طائرة مسيرة قاعدة عسكرية للاحتلال قرب طبريا ومنشآت حساسة له. وهذا الامر ليس بحدث عابر، بل يوم مفصلي اذ اصبح لبنان اول دولة عربية تقصف «اسرائيل» جويا من خلال مقاومته، لتكون الغارة الاولى ضد الدولة العبرية منذ عام 1973.
حركة ديبلوماسية مكثفة
في غضون ذلك، برزت حركة ديبلوماسية مكثفة في المنطقة بعد حادثة المروحية ومقتل الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية امير حسين عبد اللهيان ومرافقيهما، وذهاب وفود من دول عديدة للتعزية.
ومن جانبه، التقى الرئيس نبيه بري امير قطر في طهران، وتباحثا في الشان الرئاسي اللبناني. وتعقيبا على اللقاء، تسربت معلومات عن امكانية انعقاد البرلمان لجلسة انتخابية، غير ان تشخيص الوضع النيابي اللبناني يظهر ان الانقسام كبير في صفوف الكتل، وبالتالي لن تعطي اي جلسة نيابية لانتخاب رئيس اي نتيجة . من هنا، لا يمكن البناء على هذه الفكرة بدعوة مجلس النواب لجلسة انتخاب واحدة.
وفي سياق متصل، من البديهي ان يصرح الوزير السابق وليد جنبلاط ان اميركا تعطي الاولوية حاليا لغزة وللقضاء على “حركة ح”، على غرار هدف المشروع الصهيوني. اما اللافت وفقا لمصادر مطلعة، فهو الاتصال الذي حصل بين ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تلاه اعلان عن زيارتين للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، الاولى الى واشنطن للاجتماع مع مستشار الرئيس الاميركي اموس هوكشتاين، والثانية لبيروت للقاء المسؤولين وبحث الملف الرئاسي والتصعيد في الجنوب.
الاكيد ان المجهود الديبلوماسي المثلث متكامل مع بعضه، بحسب اوساط سياسية رفيعة المستوى، وهو دور «اللجنة الخماسية» التي تقوم به، الى جانب الجهود القطرية، فضلا عن المهمة الخاصة للموفد الفرنسي للرئيس ايمانيول ماكرون. هذه الجهود الثلاثية تسعى الى انهاء الشغور الرئاسي، قبل ان تدخل الولايات المتحدة الاميركية في عطلتها الانتخابية في شهر آب المقبل. وبمعنى اخر، يحاول ماكرون عبر موفده لودريان اقناع واشنطن بعدم البقاء على الحياد حول انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية، بل حثها على المشاركة فيها. فهل ينجح ماكرون في تغيير موقف واشنطن حيال الملف اللبناني؟
اوساط غربية تحذر من خطورة إبقاء لبنان دون رأس
وفي هذا النطاق، تحذر اوساط غربية من خطورة ابقاء لبنان دون رأس وعدم اعادة ترتيب مؤسساته، فالتفكك في اكبر المؤسسات الى اصغرها يتفاقم يوما بعد يوما والانهيار الحاصل سيزداد حدة، وهنا الشعب اللبناني سيتعرض لظلم اكبر من الذي يشهده اليوم.
مصادر ديبلوماسية: نتنياهو يناور
وبموازاة ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية لـ «الديار» ان الادارة الاميركية الحالية تحاول انتزاع ورقة هدنة في غزة بين “حركة ح” و «اسرائيل»، غير ان هذا الامر متعذر نتيجة قرار رئيس حكومة الحرب بنيامين نتنياهو بمواصلة الحرب على “حركة ح”. وعلى رغم المعلومات التي تقول ان المفاوضات ستستأنف في القاهرة نتيجة الضغط الدولي، وضغط اهالي الاسرى لدى كتائب القسام، الا ان نتنياهو لا يؤمن بالمفاوضات، وعليه سيناور بقبوله لاظهار بعض المرونة امام المجتمع الدولي، ولكن سرعان ما سيتجدد العدوان الاسرائيلي على رفح وعلى مناطق عديدة في قطاع غزة.
عبد الله لـ «الديار»: فلسطين قضية جوهرية
الى ذلك، اعرب عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب بلال عبدالله عن اسفه لعدم تلقف الجهات اللبنانية مبادرة الرئيس نبيه بري للحوار، بما ان المعارضة والممانعة لم يتمكنا من ايصال مرشحيهما الى الرئاسة. ولكن اليوم، بات واضحا ان انتخاب رئيس للجمهورية لن يحدث في المدى القريب، وستكون المساعي مجمدة بدخول الولايات المتحدة الاميركية مرحلة الانتخابات الرئاسية. ورأى ان هناك حربا مفتوحة على فلسطين، وهذه الحرب فرضت على لبنان لان الصراع وجودي وليس عسكريا، وبالتالي لا يمكن تجاهل قضية فلسطين التي هي اساسية وجوهرية، وهنا شدد على ضرورة العمل على ايجاد تسوية داخلية، لتحصين لبنان في ظل هذه الظروف المشتعلة.
وتعليقا على ما قاله الرئيس «الاسرائيلي» عن انه في حال حصل التطبيع بين السعودية وبلاده فهذا الامر سيغير قواعد اللعبة في المنطقة، اعتبر عبدالله ان هذا الكلام لا قيمة له، مشيرا الى ان مصر وقعت على اتفاقية تطبيع مع «اسرائيل»، ورغم ذلك لم يؤد هذا الامر الى دفن القضية الفلسطينية.
واضاف ان الحل الاساسي يكمن في اعطاء الشعب الفلسطيني حقه، اي حصوله على دولة فلسطينية وليس التطبيع مع دول عربية، وفي حال الاستمرار في حرمان الفلسطينيين من اقامة دولة لهم، فستظل المنطقة على فوهة بركان، وسيبقى الجرح نازفا لان هناك شعبا مظلوما سلبت ارضه. وعليه، اذا كانت الولايات المتحدة مصممة على تصفية “حركة ح”، فهذا لا يعني انتهاء القضية الفلسطينية، لان فلسطين قبل “حركة ح” ولا يمكن حصرها فقط بكتائب القسام. وتابع عبدالله ان الشعب الفلسطيني سيبقى يناضل بوجه الاحتلال حتى الرمق الاخير، سواء عبر”حركة ح” او غيرها، لان فلسطين قضية لا تموت.
«القوات»: نعمل على التعبئة الكاملة بمؤتمر بروكسل
اعرب مسؤول بارز في «القوات اللبنانية»عن حسن سير الحملة الامنية في البلاد، مشددا في الوقت ذاته على ان تكون هذه الحملات نهجا امنيا متواصلا وبسياق مستمر، لضبط المخالفات وابقاء الامور تحت السيطرة ومنع التفلت الامني والفوضى، وليس ان تحصل فقط لفترة محدودة. ولفت الى ان هذه الحملة تركت مساحة اطمئنان لدى الشعب اللبناني، في ظل الوضع الاقتصادي والمالي والاجتماعي الصعب الذي يعيشه.
وحول الوجود السوري غير الشرعي، رأى المسؤول انه لا شك في ان الضغط الذي مارسته، سواء البلديات او الاجهزة الامنية او الزيارات للمسؤولين الدوليين، اعطى فعله على ارض الواقع. واعتبر ان الانظار تتجه حاليا الى «مؤتمر بروكسل» الذي سينعقد الاثنين المقبل، حيث سيكون لـ «القوات» وفد يمثلها الى جانب النائبين بيار بو عاصي والياس اسطفان وكل المسؤولين «القواتيين» الموجودين في اوروبا، فضلا عن دعوات للتظاهر من اجل مواكبة المساعي اللبنانية، لوضع حد للنازحين السوريين غير الشرعيين في لبنان.
وأشار الى ان النازحين السوريين غير الشرعين الموجودين في لبنان هم امام خيارين لا ثالث لهما: الخيار الاول اعادتهم الى سوريا، سواء الى المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام السوري او الى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. والخيار الثاني ترحيلهم الى بلاد اخرى. اما خيار ابقاء النازحين السوريين غير الشرعيين في لبنان، فقد اصبح امرا مستحيلا في ظل الاوضاع البائسة التي يمر بها اللبنانيون. وانطلاقا من ذلك، تعمل «القوات» بكل قوتها للتعبئة لمؤتمر بروكسل، لحث هذه الدول على عدم القاء عبء النازحين على لبنان، ولتتحمل مسؤوليتها تجاههم.
*************************
افتتاحية صحيفة الشرق
محكمة العدل الدولية تأمر «إسرائيل » بوقف هجومها على رفح
أمرت محكمة العدل الدولية، الجمعة، إسرائيل بوقف الهجوم العسكري على رفح، وبالإبقاء على معبر رفح مفتوحا أمام المساعدات الإنسانية.
وقرأ نواف سلام رئيس محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، الحكم الصادر بشأن التماس قدمته جنوب أفريقيا لتوجيه أمر لإسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف أن “الحكم يتألف من 3 نقاط، وهي وقف إسرائيل عملياتها العسكرية برفح، وحفاظها على فتح معبر رفح لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وتقديمها تقريرا للمحكمة خلال شهر عن الخطوات التي ستتخذها”.
وقالت المحكمة إنه يتعين على إسرائيل “أن توقف فورا هجومها العسكري وأي أعمال أخرى في محافظة رفح قد تفرض على السكان الفلسطينيين في غزة ظروفا معيشية يمكن أن تؤدي إلى تدميرهم جسدياً كمجموعة أو على نحو جزئي”.
وأمر المحكمة ملزم لكل أعضاء الأمم المتحدة بما فيها إسرائيل، ومجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة هو الجهة الضامنة لتنفيذ أمر المحكمة. ومع ذلك، لا تملك المحكمة الوسائل لفرض الامتثال لأحكامها، لكن يمكنها أن تدعو مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراء.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو ووزير جيشها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية”، ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا.
وتعليقا على القرار قال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية إن السلطة الفلسطينية ترحب بقرار محكمة العدل الدولية لانه يمثل “إجماعا دوليا على مطلب وقف الحرب الشاملة على غزة”.
في المقابل، تشاور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في الخامسة بعد الظهر مع عدد من وزراء حكومته خلال اجتماع عقد عبر الهاتف حول قرار محكمة العدل الدولية، وفق ما أعلن مكتبه الجمعة.
وأعرب وزراء إسرائيليون عن رفضهم الشديد، الجمعة، لقرار محكمة العدل الدولية، فيما طالب أحدهم بأن يكون “احتلال رفح” هو الرد على قرار المحكمة. وأعرب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عن رفضه لقرار المحكمة التي وصفها بأنها “معادية للسامية”.
وقال عبر منصة إكس إن الرد على قرار المحكمة “يجب أن يكون له إجابة واحدة فقط وهو احتلال رفح وزيادة الضغط العسكري والهزيمة الكاملة ل”حركة ح” حتى يتم تحقيق النصر الكامل في الحرب”.
وتابع: “مستقبلنا ليس منوطا بما يقوله الأغيار بل بما نفعله نحن اليهود”.
ورحبت وزارة العلاقات الخارجية بجنوب أفريقيا بالقرار وقالت: هذا الأمر ملزم ويتعين على إسرائيل الامتثال له.
ورحبت “حركة ح” باعتزام المحكمة ارسال لجنة تحقيق الى غزة ووعدت بالتعاون ودعت مجلس الامن لتنفيذ قرار المحكمة.
ورحب الاردن بالقرار ودعا الى وضع حد لافلات اسرائيل من العقاب والمعايير المزدوجة في تطبيق القانون الدولي.
وطالبت بلجيكا بوقف الابادة الجماعية في غزة.
ورأى المرصد الاوروالمتوسطي ان قرار محكمة العدل لا يحتاج الى مصادقة مجلس الامن ولا يلغي قرار المحكمة إلا قرار المحكمة. ورأت
“هيومن رايتس واتش” ان الوضع في غزة الآن ان لا مكان آمن فيها. كما رحب بالقرار الرئيس الكولومبي.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :