افتتاحية صحيفة الأخبار:
حزب الله يحضر مسرح العمليات! خيار الاستنزاف أشدّ كلفة للعدو
لم يكن جيش العدو والجهات المختصة في الكيان، فضلاً عن وسائل الإعلام، قادرين على تجاهل نجاح حزب الله أول من أمس، في استهداف منظومة المراقبة الجوية والكشف الشاملة لسلاح الجو «طال شمايم»، على عمق نحو 35 كلم داخل الأراضي الفلسطينية. وتنبع خطورة الحدث من طبيعة الهدف وحساسيته، والعمق الجغرافي للعملية، ولكونه أيضاً أتى في سياق الرد على عملية اغتيال. ومن المؤكد أن أبعاده العسكرية والاستخبارية والسياسية ستحضر لدى كل جهة في كيان العدو بحسب اختصاصها، خصوصاً بعدما أظهرت هذه العملية مستوى مرتفعاً من القدرات والتكتيكات العملياتية التي تؤشر إلى إمكانية تكرارها والذهاب إلى ما هو أبعد منها، في حال اقتضت الظروف الميدانية والسياسية.
على مستوى الهدف، تُعتبر منظومة «طال شمايم» أحد أهم مداميك الكشف والإنذار المبكر في منظومة الدفاع الجوي، وتلعب دوراً رئيسياً في بلورة صورة دقيقة وواسعة للنطاق الجوي لإسرائيل ومحيطها، على مديات بعيدة ولمرتفعات منخفضة نسبياً، تتحرك ضمنها الصواريخ الجوّالة والمُسيّرات غير المأهولة. وتمّ تطوير المنظومة بالاشتراك بين الصناعات الأمنية الإسرائيلية ووكالة الدفاع الأميركية ضد الصواريخ (MDA). وفي إشارة إلى ما تتمتع به هذه المنظومة من دور جوهري في منظومة الاعتراض الجوي الإسرائيلي على المستوى الإقليمي، أقيمت مراسم تسلّمها، في 23 آذار 2022، بحضور قائد سلاح الجو اللواء عميكام نوركين ورئيس وكالة الدفاع الأميركية ضد الصواريخ، الأدميرال جون هيل ورئيس مديرية «حوما/ حيتس» موشيه فتال وقائد منظومة الرقابة والإشراف على الطيران العقيد «أ».
ووفق التحقيقات التي أجراها جيش العدو، نجحت مُسيّرة لحزب الله في التملص من أجهزة الرادار والكشف، وحلّقت لعشرات الكيلومترات في سماء الشمال وصولاً إلى هدفها حيث انفجرت داخل موقع منطاد الإنذار التابع لسلاح الجو غرب طبريا.
وفي عمليات التقييم التي تداولها من هم على صلة بالمؤسسة العسكرية، اعتُبر الفشل خطيراً ومركّباً في أبعاده ونتائجه، لجهة العمق الجغرافي والهدف الحساس، ولجهة عدم نجاح الجيش في ردع حزب الله عن هذا المستوى من الضربات. لذلك طُرحت تساؤلات قاسية أمام سلاح الجو حول المرحلة التي نجح فيها حزب الله في تطوير وامتلاك هذا المستوى من المُسيّرات المتنوعة، والتي لم يُستخدم منها حتى الآن المُسيّرات الأكثر تطوراً، وكذلك حول عدم امتلاك الجيش قدرات تتلاءم مع حجم هذا التهديد.
والأبلغ دلالة وخطورة في هذا السياق أن استهداف منظومة الكشف الأكثر تطوراً عزّز التساؤلات والمخاوف في جيش العدو حول وجهة حزب الله وما الذي يستعدّ له، خصوصاً أن العملية تُوّجت سلسلة من الضربات الناجحة لأجهزة الرصد والكشف والكاميرات عند الحدود، وبعد الضربات المتكررة لوحدة الرقابة الجوية في ميرون، وإثر العملية المركّبة التي أدّت إلى ضرب منظومة المنطاد في أدميم. فمن الواضح أن القاسم المشترك بين كل هذه الضربات أنها تهدف إلى إعماء جيش العدو. ولذلك، في أي عملية تقدير وضع، من المُسلَّم به أن هذا المسار سيوضع ضمن إطار تحضير مسرح العمليات لسيناريوهات أكثر خطورة، سواء من موقع المبادرة أو الرد. ولذلك تنطوي العملية على رسائل وأبعاد استراتيجية في هذا الاتجاه.
وليس أقلّ دلالة أن العملية تزامنت أيضاً مع المنعطف الحاسم الذي تدحرجت إليه الحرب، وأصبحت بين خيارين: إما الغرق في حرب استنزاف مفتوحة، أو التكيّف مع النتائج الحالية. وانتقال الانقسام بين المؤسسة الأمنية ممثّلة بوزير الأمن يوآف غالانت ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى العلن حول مستقبل الحرب والخيارات البديلة. في هذا المنعطف تميّزت ضربة حزب الله، وما سيعقبها، بالارتقاء النوعي في طبيعة الهدف والنطاق الجغرافي والوسائل القتالية، وهو ما يدرك العدو رسائله بأن التأسيس لهذا المستوى من الردود يضعه بين حدين: إما الارتداع عن سياسة الاغتيالات التي تعمّق تقييده وترفع من مخاطر الضغوط عليه، أو الإصرار على هذا المسار بما يدفع حزب الله إلى تكرار العمليات ضمن هذا السقف، بل وأعلى كماً ونوعاً. لذلك، من أهم الرسائل والنتائج التي ستحضر على طاولة القرار السياسي والأمني، أن تبنّي خيار الاستنزاف المفتوح كما يُلوّح به نتنياهو سيُقابله مزيد من الضغوط والارتقاء في سقوفها وأدواتها.
المقاومة تزجّ بمُسيّرات مسلّحة في المعركة
أدخَل حزب الله إلى ميدان المواجهة مع العدو الإسرائيلي مُسيّرات هجومية مسلّحة بالصواريخ، في كشْف جديد عن قدرات نوعية في إطار مسار الارتقاء النوعي المتواصل منذ نحو أسبوعين.
وأعلن الحزب، أمس، استهداف موقع المطلة وحاميته وآلياته بمُسيّرة هجوميّة مسلّحة بصاروخي «S5»، مشيراً إلى أنه «عند وصول المُسيّرة إلى النقطة المحدّدة أطلقت أحد صواريخها على إحدى آليات العدو والعناصر حولها، فأوقعتهم بين قتيل وجريح، ثم أكملت انقضاضها على الهدف المحدد وأصابته بدقّة». وذكرت القناة 12 أن «الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في التعامل مع مُسيّرات حزب الله التي تسببت في قدر كبير من الخسائر والأضرار». ولفتت إلى «تحرك مزعج للغاية للحزب الذي يحاول تعمية نظام المراقبة التابع للجيش في الشمال».
ورداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على منطقة البقاع، ليل الأربعاء، شنّ حزب الله هجوماً بأكثر من 60 صاروخ كاتيوشا على قيادة فرقة الجولان 210 في نفح وثكنة الدفاع الجوي في كيلع وثكنة المدفعية لدعم المنطقة الشمالية في يوآف. كما ردّ على قصف العدو منشآت صناعية في منطقة البقاع، بهجوم بمسيّرات انقضاضية على مصنع في شمال كريات شمونة مُتخصص في إنتاج المنظومات الإلكترونية لجيش العدو.
وقصفت المقاومة تجهيزات تجسسية في كل من تلة الطيحات وثكنة زرعيت ومواقع جلّ العلام وراميا وعداثر وجل الدير، فضلاً عن استهداف موقعي المرج والسمّاقة في تلال كفرشوبا، وانتشار لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع جل العلّام.
ونعى حزب الله الشهيدين علي فوزي أيوب من بلدة عين قانا في الجنوب، ومحمد حسن علي فارس من منطقة الغبيري.
****************************
افتتاحية صحيفة البناء:
قمة المنامة: لوقف الحرب ودولة فلسطينية وقوات دولية… والفيتو الأميركي؟ الاحتلال يعترف بأنه لم يحقق أي إنجاز في رفح وأنه يواجه في جباليا تحديات جدية المقاومة تظهر بعض مفاجآتها: طائرة مسيّرة تقصف أهدافاً أرضيّة بالصواريخ
انتهت القمة العربية في المنامة ببيان ختامي وإعلان سياسيّ يحمل اسم إعلان المنامة، وتضمّن البيان والإعلان دعوات لوقف الحرب على غزة، وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية، ومطالبة المجتمع الدولي بإرسال قوات حفظ سلام إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكلّفت القمة وزراء الخارجية العرب بالتوجه إلى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وحثهم على وضع جدول زمني لقيام الدولة الفلسطينية والاستعداد للجوء إلى الفصل السابع لفرض قيام الدولة في نهاية المهلة، لكن القمة التي عرضت حلولاً نظرية للقضية الفلسطينية فشلت في مناقشة السؤال الحقيقيّ الذي يشكل الجواب عليه جوهر القضية: وهو ماذا عن الفيتو الأميركي الذي يضمن لكيان الاحتلال البقاء ظاهرة فوق القانون، وكيف سيستخدم العرب علاقتهم بأميركا لتذليل هذه العقدة، وهل هم مستعدون لربط بقاء المصالح الأميركية المتعددة والمتشعبة في البلاد العربية موضع رعاية وعناية تحظى بامتيازات، إذا لم تُعِدْ أميركا النظر بمواقفها، وهل هناك من هو مستعد للقول لواشنطن إن القواعد الأميركية في البلاد العربية لم تستخدم يوماً لحماية بلد عربي، لكن واشنطن لا تبخل على الكيان بكل ما يحتاجه من حماية بمثل ما حدث يوم الردّ الإيراني الرادع، الذي تصدّت له واشنطن بكل ما لديها، بما في ذلك ما تملكه في البلاد العربية؟
في غزة اعترف جيش الاحتلال بخسائره في رفح، وعجزه عن تحقيق تقدّم يُذكر، بينما اعترف بأنه يواجه تحديات جدية في جباليا، فيما تزايدت العمليات التي نفذتها المقاومة في كل جبهات غزة، مسجلة أرقاماً جديدة في الإصابات في صفوف الجنود والضباط، وأرقام أخرى في الآليات المدمرة.
على الجبهة اللبنانية، تواصل المقاومة كشف المزيد من المفاجآت التسليحيّة، وبعد صاروخ بركان وصاروخ برق المجهز بكاميرا تظهر بلوغه أهدافه، كان إسقاط طائرة هرمس 900 المتطورة والتي تطير على ارتفاعات عالية دليلاً على استخدام سلاح متطور للدفاع الجوي، وكان الجديد أمس، ظهور القصف بالصواريخ نحو أهداف أرضيّة من طائرة مسيّرة للمرة الأولى.
وشنَّت المقاومة الإسلامية، هجومًا جويًّا بمسيّرات انقضاضيّة على منشآت صناعية تابعة لوزارة حرب العدو (شركة إلبيت للصناعات العسكرية) – مصنع ديفيد كوهين في تل حي شمال «كريات شمونة» المُتخصص في إنتاج المنظومات الإلكترونية للجيش الصهيوني وأصابت أهدافها بدقة.
وشنّ مجاهدو المقاومة هجومًا صاروخيًا بـ»أكثر من 60 صاروخ كاتيوشا على قيادة فرقة الجولان 210 في نفح وثكنة الدفاع الجوي في كيلع وثكنة المدفعية لدعم المنطقة الشمالية في يوآف». أيضاً، استهدف حزب الله «ثكنة زرعيت ورافعة التجهيزات والتجهيزات التجسسية المستحدثة في الثكنة بالأسلحة الموجهة وقذائف المدفعية». واستهدف «التجهيزات التجسسية المستحدثة في مواقع جلّ العلام راميا وعداثر بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابات مباشرة».
وتوالت ردود الأفعال في إعلام العدو عقب عملية «المطلّة»، حيث قالت القناة 12 الصهيونية، إنّه «يمكننا أن نرى تحركًا مزعجًا للغاية من جانب حزب الله الذي يحاول تعمية نظام المراقبة التابع للجيش «الإسرائيلي» في الشمال، وكجزء من هذا التحرك، يُطلق حزب الله العديد من الصواريخ الكبيرة على قاعدة وحدة المراقبة الجوية في «ميرون»، وصواريخ مضادة للدروع ونيران قناصة على كاميرات الجيش «الإسرائيلي» على الحدود اللبنانية». وأضافت «ينبغي القول بأن الجيش «الإسرائيلي» يواجه صعوبة في التعامل مع الطائرات بدون طيار التابعة لحزب الله، والتي تسبّبت بالفعل في قدر كبير من الخسائر والأضرار في المعركة الحالية». ولفتت وسائل الإعلام «الإسرائيلية» إلى أنّه «للمرة الأولى يستخدم حزب الله مسيّرة مسلّحة بصاروخ من طراز «أس 5» وهو صاروخ جو – أرض أطلق نحو «المطلة».
في المقابل واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، فبعد أن استهدف بعلبك فجر أمس، شنّت طائرة مسيرة إسرائيلية غارة استهدفت سيارة على طريق يربط بلدتي قانا بالرمادية في قضاء صور، ما أدّى الى وقوع شهيدين. وتعرّض سهل مرجعيون لقصف مدفعي تسبب بجرح راعيي ماشية نقلا على إثرها إلى مستشفى مرجعيون الحكومي للمعالجة.
كما أغار طيران العدو على عيتا الشعب لجهة رامية، في وقت حلق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي بكثافة فوق قرى قضاء صور والساحل البحري، وغارات أخرى على مروج الريحان وضهور سجد. وسجل قصف مدفعي وفوسفوري على منطقة المسلخ في بلدة الخيام ما تسبّب باندلاع حريق وتوجهت فرق الدفاع المدني والإسعاف إلى المكان، وأفيد عن قصف مدفعي على سهل مرجعيون وتلة العويضة باتجاه العديسة.
وتوقّعت أوساط سياسية مطلعة أن «تطول المواجهات على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة مع ترجيح بقاء الحرب في غزة لأشهر بسبب تعنت رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ورفضه وقف الحرب والورقة المصرية التي وافقت عليها حركة حماس، لكون وقف الحرب يضع مستقبله السياسي على المحك ويعاد فتح ملفاته القضائية بعدما يصبح بلا غطاء سياسي وقضائي وشعبي مع تراجع نسبة المؤيدين لاستمرار الحرب في الشارع الاسرائيلي»، ولفتت الأوساط لـ»البناء» الى أن «جبهة الجنوب لن تتوقف طالما الحرب مستمرة على غزة، وبالتالي لا ترتيبات ولا اتفاقات ولا ورقة فرنسية ومبادرات أميركية ستطبق على أرض الواقع بل ستبقى حبراً على ورق حتى تنتهي الحرب»، وتوقعت الأوساط أن «تبقى العمليات العسكرية في الجنوب ضمن قواعد اشتباك معينة إلا بحال ارتكبت حكومة نتنياهو حماقة أو خطأ ما قد يؤدي إلى حرب واسعة النطاق قد تتطور الى إقليمية». لكن وفق ما تشير مصادر دبلوماسية غربية لــ»لبناء» فإن «الجهود الدبلوماسية الفرنسية والأوروبية عموماً مستمرّة على خطي بيروت و»تل أبيب» لمنع التدهور الأمني وتوسّع الحرب، عبر تبادل الأوراق والملاحظات، على أن تعيد فرنسا صياغة الورقة الأخيرة بعد الملاحظات اللبنانية عليها، وايضاً عرضها على الحكومة الاسرائيلية وعندما توافق عليها سترسل مجدداً الى الحكومة اللبنانية للاطلاع عليها». ولفتت المصادر الى أن «القوى الغربية لن تسمح بتدحرج العمليات العسكرية على الحدود الى حرب شاملة لكونها تهدّد الاستقرار الاقليمي لا سيما البحر المتوسط وهذا ليس في مصلحة أحد خاصة الدول الأوروبية».
وحضرت القضايا اللبنانية في القمة العربية التي انعقدت في البحرين، فأكدت مسودة إعلان المنامة دعم الجمهورية اللبنانية وسيادتها واستقرارها ووحدة أراضيها، وجاء فيه «نحث جميع الاطراف اللبنانية على إعطاء الاولوية لانتخاب رئيس للجمهورية، وتعزيز عمل المؤسسات الدستورية، ومعالجة التحديات السياسية والأمنية، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية، وتعزيز قدرات الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، للحفاظ على أمن لبنان واستقراره، وحماية حدوده المعترف بها دولياً، بوجه الاعتداءات الإسرائيلية».
وفي مقرّ إقامته، استقبل ميقاتي الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، قبيل مشاركته في الدورة العادية الثالثة والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي بدأت أعمالها أمس، في البحرين. كما شارك مدير «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) فيليب لازاريني والوفد المرافق لغوتيريش.
وخلال الاجتماع دعا رئيس الحكومة الى الضغط على «إسرائيل» لوقف عدوانها على جنوب لبنان وغزة، والانطلاق في معالجة الوضع في جنوب لبنان. وطالب «باستمرار دعم عمل الأونروا في لبنان وتمويلها، لما يشكله هذا الأمر من أهمية قصوى في الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان». كما شدّد رئيس الحكومة على ضرورة التعاون الكامل للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مع الحكومة اللبنانية في ملف النازحين السوريين، انطلاقاً من أن الحكومة عقدت العزم على استكمال حل هذا الملف جذرياً مهما كانت العوائق والعراقيل.
وفي كلمة ألقاها في قمة البحرين قال ميقاتي: «يأتي لبنانُ إلى قمة البحرين، على متنِ بحرٍ من الأزمات، تَلْطُمُه أمواجُها من كلِّ جانب، لكنه في الوقتِ نفسِه واثقٌ بأن برَّ العروبة هو الرصيفُ الوادعُ الذي يحميه من أخطارِ العواصف». وجدّد «التزام لبنان قرارات الشرعيّة الدوليّة»، وطالب بـ «الضغط على «إسرائيل» للانسحاب من أرضنا المحتلّة ووقف انتهاكاتها واعتداءاتها البريّة والبحريّة والجويّة، والتطبيق الشامل والكامل للقرار 1701، ضمن سلّة مُتكاملة بضمانات دوليّة واضحة ومُعلنة». وأمل في «تفعيل عمل لجنة الاتصال العربية بشأن سورية بما يُساعد على تحقيق رؤية عربيّة مُشتركة مُتّفق عليها، وبلورة آليّة تمويليّة لتأمين الموارد اللازمة لتسهيل وتسريع عودة النازحين السوريين إلى بلدهم». وشدّد على أن «اللبنانيين يعوّلون جدًّا على الدور الفعال للأشقاء العرب، ولا سيما أعضاء اللجنة الخماسية، من أجل مساعدة القوى السياسية اللبنانية على إنجاز الاستحقاق الرئاسي».
وغداة اجتماع سفراء الخماسي في عوكر، استقبل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية اللبنانية وليد بن عبدالله بخاري، سفير جمهورية مصر العربية لدى لبنان علاء موسى.
وعقب جلسة المجلس النيابي أمس الأول، التي رفعت تسع توصيات للحكومة لتنفيذها، وقعها أمس، رئيس مجلس النواب نبيه بري وأحالها على رئاسة الحكومة، لوحظ إدخال تعديل على البند الثامن فيها يتصل «بالتزام الحكومة بالموقف الذي أعلنه رئيسها في الجلسة ونقله للدول والهيئات العاملة بملف النزوح، بأن لبنان لم يعد يحتمل عبء بقاء النازحين، وبكل الأحوال لا يستطيع أن يكون شرطياً حدودياً لأي دولة. وان المطلوب تعاون كل الدول لحل هذه المعضلة وتحويل الدعم نحو تعزيز انتقال النازحين وتأمين استقرارهم.
ولفتت مصادر نيابية مشاركة في اجتماعات لجنة صياغة البنود، لـ«البناء» الى أن التوصيات غير ملزمة للحكومة بالمعنى الدستوري والقانوني، بل ملزمة بالمعنى السياسي والوطني لأن ملف النزوح يمسّ الأمن القومي اللبناني، وبالتالي على الحكومة مسؤولية كبيرة بهذا الشأن ولم يعد لديها أي حجة للتنصل والمماطلة والتسويف بهذا الملف، وبناء عليه، يتوجب على الحكومة التوجّه فوراً الى سورية لفتح حوار حقيقي لمعالجة جدية للأزمة والتنسيق مع دمشق في موضوع مؤتمر بروكسل وتوحيد الموقف، والضغط على المجتمع الدولي لكفّ يده عن عرقلة العودة ورفع حصاره وعقوباته «القيصرية» على سورية وإعادة إعمارها لكي تصبح مؤهلة لإعادة كل النازحين، اضافة الى ضرورة كبح جماح مفوضية شؤون اللاجئين التي تشجع النازحين على البقاء وتعمل على إجهاض أي خطة جدية لحل الملف وتخوف النازحين الذين يريدون العودة».
وفي المواقف، أشارت كتلة الوفاء للمقاومة بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب محمد رعد إلى أن «اللبنانيين الملتزمين والحاضنين للمقاومة وخيارها، مصرّون على دعم ومساندة غزة وفلسطين وشعبهما المنكوب والمظلوم والمضطهد.. وسيواصلون هذا الدعم بكل الوسائل والأساليب الممكنة ليمنعوا العدو من تحقيق أهداف عدوانه، وان الالتفاف الوطني اللبناني المطلوب لإدانة جرائم التوحش الصهيوني والإبادة الجماعيّة لأهل غزة، هو الحد الأدنى للواجب الإنساني والإخلاقي المفترض التزامه من قبل كل المكونات والقوى على اختلاف اتجاهاتها السياسية».
ورأت الكتلة أن «تفاهم اللبنانيين حول المقاربة الوطنية الجامعة لمعالجة ملف النزوح السوري وكيفية التعاطي مع تفاصيله وبلحاظ أي أفق وروحية وأي هدف وطنيّ وقوميّ جامع مع سورية الشعب والدولة، هو بالتأكيد مصلحة وطنية كبرى للبنان وللبنانيين، وخلاف ذلك هو الارتطام بالتعثر والخيبة وتفاقم المشكلات والخضوع لابتزاز القوى والدول التي لا تريد لبنان ولا سورية في مصاف الدول المستقلة والقوية والناهضة، ناهيك أن المدخل الضروري لإنهاء مشكلة النازحين هو في رفع الحصار الظالم على سورية وإبطال العمل بقانون قيصر».
وأطلق الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط سلسلة مواقف لافتة من التطورات المحلية والإقليمية، واعتبر أن «لحظة 7 تشرين الاول هي لحظة كبيرة في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي، والأرض التي تمَ الهجوم عليها هي أرض فلسطين». وسأل جنبلاط في حديث الى قناة «بي بي سي»: «أي نضال في سبيل التحرّر لا يكون فيه ضحايا؟». وقال: «هذا أمر مكلف، ولكن هذا هو الطريق، وليس هناك من طريق آخر في التحرّر من المشروع الاستعماري، استعمار على أرض فلسطين من دون استثناء». ولفت إلى أن «الحملة العسكرية مستمرة»، وقال: «كل التصريحات الخجولة للإدارة الأميركية هي تمويه وكذب بأنهم سيوقفون بعضاً من الذخائر، ولكنهم لن يوقفوا شيئاً. وفي هذه الحملة الانتخابية، فإن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يفكر في أطفال فلسطين، بل يفكر كيف يكسب أصوات اللوبي الصهيوني».
وأضاف: «هناك تدمير منهجي لكل مقومات الحياة في غزة، من مستشفيات ومدارس وجامعات ومبانٍ، فكل شيء يدمّر برضى أميركي. وعندما تأتي أميركا لتبني مرفأ اصطناعياً، فهذا ينذر بأنه قد يكون هناك تهجير آتٍ حتى من الضفة، وقد تأتي اللحظة ويقوم المستوطنون بتهجير فلسطينيي الضفة إلى شرق الأردن».
وعن الحرب في الجنوب، قال جنبلاط: «حزب الله يدافع عن لبنان». أضاف: «ننسى دائماً أن هناك عدواً تاريخياً للبنان استباح الجنوب مرات ومرات من الخمسينيات إلى الستينيات، فيما اليوم بعض من اللبنانيين ينسى هذا الأمر». وأكد بأنه «أفضّل أن تبقى جبهة الجنوب مضبوطة بيد الحزب».
وأوضح أن «القرار 1701 لم يمُت، فيمكن إعادة إحيائه، شرط أن نقوم بترتيبات متوازية من جهتي الحدود اللبنانية، وأن يكون هناك وقف للمسيّرات والطائرات التي تقصف الجنوب وتغتال أهله».
وقال: «لا أوافق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على فتح البحر أمام السوريين، وأرفض هذا الطرح». أضاف: «إن التفاوض السياسي هنا هو أمر دقيق، وعلى الحكومة اللبنانية أن تفاوض الحكومة السورية وترى إذا كان بالإمكان أن يعود قسم من اللاجئين السوريين، لكن مشروط بضمانات أمنية، وألا يُعتقلوا».
**************************
افتتاحية صحيفة النهار
خريطة “الخماسية”… نهاية أيار لانتخاب الرئيس
وسط حماوة تصعيدية فاقت بحدتها وعنفها وعمقها الجغرافي كل المواجهات التي حصلت منذ 8 تشرين الأول الماضي بين إسرائيل و”الحزب” على ساحة الجنوب وعبره، وفيما الأنظار على #قمة البحرين التي شكلت حرب غزة جوهر مقرراتها، جاء البيان “البيان المشترك عقب جولة اجتماعات سفراء دول الخماسية مع الكتل السياسية اللبنانية” الذي وزعته السفارة الأميركية امس غداة الاجتماع الأخير للسفراء الخمسة في عوكر ليخطف الاهتمامات ويثير التساؤلات الواسعة حيال “النبض والزخم ” اللافتين اللذين طبعا هذا البيان حيال الازمة الرئاسية في لبنان. ذلك ان البيان بدا كأنه استعاد النبرة الواضحة والحازمة وكذلك الموحدة لمجموعة الدول الخمس التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر على قاعدة رؤية عملية مشتركة هذه المرة ترسم خريطة طريق تفصيلية لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية ينهي فراغ 18 شهرا حتى الان. ولعل اكثر العوامل المفاجئة واللافتة في البيان الخماسي المشترك انه ذهب الى تحديد “مهلة حث” لانتخاب الرئيس في نهاية أيار الحالي استنادا الى استعدادات “بعض الكتل السياسية” التي اجرى السفراء جولات مشاورات معها. وهو امر غير مسبوق في مسار عمل المجموعة الخماسية وسفرائها بما عكس اتجاها لدى المجموعة الى تبني هذه المهلة وممارسة ضغوط ضمنية قوية ومتقدمة لانهاء الأزمة الرئاسية. كما ان الوجه الاخر البارز لتحديد المهلة جاء عبر تبني السفراء الخمسة آلية تفصيلية تعتمد المشاورات المحدودة بين الكتل توصلا الى مرشح توافقي او لائحة محدودة من المرشحين والذهاب الى جلسة مفتوحة للانتخابات الرئاسية. هذا التطور اكتسب دلالات مهمة وبارزة للغاية الامر الذي اطلق مناخا جديدا “أيقظ” الازمة الرئاسية من سباتها وانتشلها من التهميش والتجميد والمراوحة ولكن من دون الجزم مسبقا بمدى نجاحها او إخفاقها في انتظار بلورة ردود الفعل الداخلية على بيان السفراء أولا ومعرفة مدى استعداد الدول الخمس للمضي بقوة في ممارسة نفوذها لترجمة هذا التطور .
بيان السفراء الخمسة انطلق من الاعتبار انه “لا يمكن لبنان الانتظار شهراً آخر، بل يحتاج ويستحق رئيساً يوحد البلد ويعطي الأولوية لرفاهية مواطنيه ويشكل تحالفاً واسعاً وشاملاً في سبيل استعادة الاستقرار السياسي وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية”. وإذ أشار الى انه خلال الشهر الماضي، اختتم سفراء دول الخماسية اجتماعاتهم مع الكتل السياسية اللبنانية الكبرى لمناقشة الفراغ الرئاسي المستمر اعلن ان “محادثات سفراء الخماسية أظهرت أن هذه الكتل متفقة على الحاجة الملحّة إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وهي مستعدة للمشاركة في جهد متصل لتحقيق هذه النتيجة، وبعضها مستعد لإنجاز ذلك بحلول نهاية شهر أيار 2024”. وبالتالي، رأى السفراء “أن مشاورات، محدودة النطاق والمدة، بين الكتل السياسية ضرورية لإنهاء الجمود السياسي الحالي. وهذه المشاورات يجب أن تهدف فقط إلى تحديد مرشّح متفق عليه على نطاق واسع، أو قائمة قصيرة من المرشحين للرئاسة، وفور اختتام هذه المشاورات، يذهب النواب إلى جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان مع جولات متعددة حتى انتخاب رئيس جديد”. واكدوا أنهم “على استعداد لأن يشهدوا وييسروا المشاورات السياسية المقترحة بالتزامن مع الجهود والمبادرات اللبنانية المستمرّة من قبل جميع الأطراف وأصحاب المصلحة اللبنانيين، بما في ذلك كتلة الاعتدال الوطني”.
لبنان في القمة
وحضر ملف الازمة في لبنان في قمة البحرين العربية التي أكدت عبر إعلان المنامة “دعم الجمهورية اللبنانية وسيادتها واستقرارها ووحدة أراضيها” وحثت “جميع الاطراف اللبنانية على اعطاء الاولوية لانتخاب رئيس للجمهورية، وتعزيز عمل المؤسسات الدستورية، ومعالجة التحديات السياسية والامنية، وتنفيذ الاصلاحات الاقتصادية الضرورية، وتعزيز قدرات الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، للحفاظ على امن لبنان واستقراره، وحماية حدوده المعترف بها دوليا، بوجه الاعتداءات الاسرائيلية”.
والقى رئيس الحكومة #نجيب ميقاتي كلمة لبنان في القمة لافتا الى ان” لبنانُ يأتي إلى قمة البحرين، على متنِ بحرٍ من الأزمات، تَلْطُمُه أمواجُها من كلِّ جانب، لكنه في الوقتِ نفسِه واثقٌ بأن برَّ العروبة هو الرصيفُ الوادعُ الذي يحميه من أخطارِ العواصف”. وجدد “التزام لبنان قرارات الشرعيّة الدوليّة”، وطالب بـ “الضغط على إسرائيل للانسحاب من أرضنا المحتلّة ووقف انتهاكاتها واعتداءاتها البريّة والبحريّة والجويّة، والتطبيق الشامل والكامل للقرار 1701، ضمن سلّة مُتكاملة بضمانات دوليّة واضحة ومُعلنة”. وامل في ” تفعيل عمل لجنة الاتصال العربية بشأن سوريا بما يُساعد على تحقيق رؤية عربيّة مُشتركة مُتّفق عليها، وبلورة آليّة تمويليّة لتأمين الموارد اللازمة لتسهيل وتسريع عودة النازحين السوريين إلى بلدهم”. وشدد على أن “اللبنانيين يعوّلون جدًّا على الدور الفعال للأشقاء العرب، ولا سيما أعضاء اللجنة الخماسية، من أجل مساعدة القوى السياسية اللبنانية على إنجاز الاستحقاق الرئاسي”.
وكانت لميقاتي لقاءات عديدة ابرزها مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة الذي رحب برئيس الحكومة ومشاركته في قمة البحرين، “وعرض معه العلاقات الأخوية الوطيدة وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات التي تخدم مصالح البلدين الشقيقين وأكد ملك متانة العلاقات الثنائية الطيبة التي تجمع بين مملكة البحرين ولبنان والحرص على تطويرها وتنميتها لصالح الشعبين الشقيقين”.
التصعيد الأخطر
اما على صعيد التدهور الميداني الواسع في الجنوب وعبره فيمكن وصف تطورات اليومين الأخيرين بانها كانت الأخطر والاعنف في المواجهات المتبادلة . فبعدما قصف “الحزب” أهدافا تتجاوز الثلاثين كيلومترا في الشمال الإسرائيلي شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات كثيفة على عمق بعلبك والسلسلة الشرقية ثم راحت الأمور تتدهور تباعا . وشنت طائرة مسيرة اسرائيلية بعد الظهر غارة استهدفت سيارة على طريق يربط بلدتي قانا بالرمادية في قضاء صور ، فتسببت بوقوع قتيلين ولاحقاً نعى “الحزب” اثنين من عناصره . كما تعرض سهل مرجعيون لقصف مدفعي وتسبب القصف بجرح راعيي ماشية . وأغار الطيران الاسرائيلي على عيتا الشعب لجهة رامية، ثم استهدف مروج الريحان ، واتبعها بأخرى على ضهور سجد، وألقت الطائرات المغيرة 4 صواريخ على المنطقتين المستهدفتين بمعدل صاروخين في كل غارة. وقصفت المدفعية الاسرائيلية اطراف بلدة شيحين ووادي زبقين وسجل قصف مدفعي وفوسفوري على منطقة المسلخ في بلدة الخيام .
في المقابل، اعلن “الحزب” انه “رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على منطقة البقاع شنّ هجوماً صاروخياً بأكثر من 60 صاروخ كاتيوشا على قيادة فرقة الجولان 210 في نفح وثكنة الدفاع الجوي في كيلع وثكنة المدفعية لدعم المنطقة الشمالية في يوآف”، واستهدف أيضا ثكنة زرعيت ورافعة التجهيزات والتجهيزات التجسسية المستحدثة في الثكنة والتجهيزات التجسسية المستحدثة في موقع جلّ العلام والتجهيزات التجسسية في موقع راميا والتجهيزات التجسسية المستحدثة في موقع عداثر واستهدف ايضا المطلة وحاميته وآلياته “بمسيّرة هجوميّة مسلّحة بصواريخ “S5” عدد 2، وعند وصولها النقطة المحددة لها أطلقت صواريخها على إحدى آلياته والعناصر المجتمعة حولها وأوقعتهم بين قتيل وجريح، وبعدها أكملت انقضاضها على الهدف المحدد لها وأصابته بدقّة” . كما اعلن انه “رد على الاعتداء الإسرائيلي على المنشأت الصناعية في البقاع بشنه هجوما جويا بمسيرات انقضاضية على منشأت صناعية تابعة لوزارة حرب العدو – مصنع ديفيد كوهين في تل حي شمال كريات شمونة المتخصص بإنتاج المنظومات الإلكترونية للجيش الإسرائيلي” .
كيوسك : لبنان في القمة بين أولوية انتخاب الرئيس والتزام #القرار 1701 .
التصعيد الأخطر والأعمق منذ 8 تشرين يتواصل بين إسرائيل و”الحزب”.
*************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
عباس يتّهم “حركة ح” بـ”توفير ذرائع” لإسرائيل… والحركة “تأسف” لخطابه
“مستحيلان” يتمخّضان عن “قمّة البحرين”: قوات دولية ومؤتمر سلام لفلسطين
خرج القادة العرب في ختام القمّة العربية الـ33 في البحرين أمس، بدعوتين أساسيّتَين للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، تتلخّصان بالمطالبة بـ»نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلّة، إلى حين تنفيذ حلّ الدولتين»، وبـ»عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة، لحلّ القضية الفلسطينية على أساس حلّ الدولتين»، فيما رأى مراقبون أن تحقيق هاتين الدعوتين اللتين تمخّضت بهما «قمّة البحرين» مستحيل، إذ إنّ الظروف الدولية الحالية تحول دون ذلك بسبب الخلافات الجيوستراتيجية العميقة بين القوى الفاعلة دوليّاً، خصوصاً الولايات المتحدة وأوروبا، من جهة، والصين وروسيا من جهة أخرى.
وهذان «المستحيلان» البعيدان عن الواقع، يصطدمان بعقد جيوسياسية وبـ»بيئات أمنية» مضطربة، تبدأ بالشرق الأوسط تحديداً وتمرّ بشرق أوروبا وشمالها ولا تنتهي بمنطقة المحيطَين الهندي والهادئ. وتُطرح حول الدعوتين علامات استفهام كثيرة، بينها: هل تقبل إسرائيل أصلاً بإنتشار قوّات دولية في الأراضي الفلسطينية المحتلّة؟ ومَن مِن الدول ستُخاطر بإرسال جنودها إلى منطقة حسّاسة قابلة للإشتعال السريع، وتضعهم فوق «فوهة بركان» الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي؟ وكيف سيُعطي مجلس الأمن الدولي «الضوء الأخضر» لقرار نشر قوات أممية ويؤمّن الغطاء له، بينما «سيف» الفيتو والفيتو المضاد، خصوصاً بين واشنطن وموسكو، يبقى مصلتاً فوق أي مشروع قرار مطروح في هذا الخصوص وسط «كباش» حاد على المصالح والنفوذ؟
وبالفعل، فقد جاء ردّ الأمم المتحدة سريعاً على لسان نائب المتحدّث باسم المنظمة الدولية فرحان حق الذي ربط الأمر بـ»موافقة مجلس الأمن» الدولي، معتبراً أيضاً أنّه «يجب أن تكون هناك شروط على الأرض، بما في ذلك قبول الأطراف لوجود (قوات) الأمم المتحدة، وهذا أيضاً أمر يجب ترسيخه، وهذه ليست أشياء نعتبرها أمراً مفروغاً منه».
وشارك العديد من الزعماء في القمّة، بينهم وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان والملك الأردني عبدالله الثاني، والرؤساء المصري عبد الفتاح السيسي، العراقي عبد اللطيف رشيد، والفلسطيني محمود عباس. وجاء في بيان آخر صادر عن القمّة المطالبة بـ»الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في غزة، ووقف كافة محاولات التهجير القسري وإنهاء كافة صور الحصار والسماح بالنفاذ الكامل والمستدام للمساعدات الإنسانية وإنسحاب إسرائيل الفوري من رفح».
وحضّ «إعلان المنامة»، «كافة الفصائل الفلسطينية للإنضواء تحت مظلّة منظمة التحرير الفلسطينية… الممثّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني»، فيما كان لافتاً اتهام الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه، “حركة ح” ، بتوفير «ذرائع» لإسرائيل لتُهاجم قطاع غزة، وقال إنّ «العملية العسكرية التي نفّذتها “حركة ح” بقرار منفرد في ذلك اليوم، في السابع من تشرين الأوّل، وفّرت لإسرائيل المزيد من الذرائع والمبرّرات كي تُهاجم قطاع غزة وتُمعِن فيه قتلاً وتدميراً وتهجيراً».
كما اعتبر عباس أن موقف «حركة ح» الرافض لإنهاء الإنقسام والعودة إلى مظلّة الشرعية الدولية، جاء «ليصبّ في خدمة هذا المخطّط الإسرائيلي»، بينما أعربت الحركة في بيان عن «أسفنا لما جاء في كلمة رئيس السلطة الفلسطينية… حول عملية طوفان الأقصى البطولية، ومسار المصالحة الداخلية، ونؤكّد أن العدوّ الصهيوني لا ينتظر الذرائع لارتكاب جرائمه بحق شعبنا». ورحّبت «حركة ح» بالبيان الختامي للقمّة العربية.
من جانبه، وصف ضيف القمّة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حرب غزة، بأنها «جرح مفتوح قد يتسبّب بعدوى في جسد المنطقة بأسرها»، داعياً إلى «الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن». وجدّد التأكيد أن «ما من وسيلة دائمة لإنهاء مسلسل العنف والاضطرابات سوى الحلّ القائم على وجود دولتَين».
في سياق متّصل، دان البيان الختامي للقمّة «بشدّة التعرّض للسفن التجارية بما يُهدّد حرّية الملاحة والتجارة الدولية ومصالح دول العالم وشعوبه»، مؤكداً التمسّك بـ»ضمان حرّية الملاحة في البحر الأحمر وبحر العرب وبحر عُمان والخليج العربي».
في الأثناء، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العمليات العسكرية في مدينة رفح حاسمة في الحرب ضدّ «حركة ح
»، وقال بُعيد إعلان إسرائيل مقتل 5 من عسكرييها في غزة بـ»نيران صديقة»، إنّ «المعركة في رفح حاسمة… إنّها معركة تُقرّر أشياء كثيرة في هذه الحملة»، مؤكداً أن «استكمالها يُقرّبنا بمسافة كبيرة من هزيمة العدوّ»، فيما كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن قوات إضافية «ستدخل رفح»، متعهّداً بـ»تكثيف» العمليات في المدينة.
توازياً، أنجزت الولايات المتحدة إرساء ميناء عائم موَقّت قبالة شواطئ غزة، في خطوة طال انتظارها ويؤمل في أن تُساهم بزيادة إيصال المساعدات إلى القطاع، في حين أبدى قائد القوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط الأدميرال براد كوبر في واشنطن اعتقاده أن «حوالى 500 طنّ (من المساعدات) ستصل في اليومَين المقبلَين». وأكد الجيش الإسرائيلي إنجاز أعمال تثبيت الميناء العائم، مؤكداً أنه «خلال الأيام المقبلة، سيبدأ دخول الشاحنات» من المنصّة البحرية إلى القطاع.
قضائيّاً، اتهمت جنوب أفريقيا، إسرائيل، أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، بتصعيد «الإبادة» التي ترتكبها في غزة، داعيةً المحكمة إلى إصدار أمر بوقف الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح. واستمعت المحكمة إلى محامين يُمثّلون بريتوريا تحدّثوا عن مقابر جماعية وتعذيب وعرقلة متعمّدة للمساعدات في القطاع، فيما ستعرض إسرائيل ردّها اليوم.
حصّة لبنان في البحرين دعم “استضافة النازحين” والجيش والقوى الأمنية
“الخُماسية” تُطلق مساراً رئاسياً حتى تموز: مشاورات تفتح البرلمان… أو عقوبات الدوحة
ما تضمّنه بيان اللجنة الخماسية بعد اجتماعها أول من أمس في السفارة الأميركية، أحدث تردّدات سياسية تتصل بالاستحقاق الرئاسي. وتجاوز البيان من حيث الشكل أسلوب التعميم ولجأ الى التعيين في الحديث، مثلاً فكرة إنجاز الانتخابات الرئاسية قبل نهاية أيار الجاري، وتسمية تكتل «الاعتدال» نموذجاً للمبادرات، والاشارة الى بيان الدوحة الصادر في تموز الماضي، الذي تضمّن في ما تضمّن التلويح بعقوبات في حق معرقلي الاستحقاق الرئاسي.
كيف قرأت أوساط بارزة في المعارضة هذا البيان؟ قالت هذه الأوساط لـ»نداء الوطن» أنّ «الخماسية» أكدت في بيانها الجديد، ما سبق أن أكده سابقاً تكتل «الاعتدال» وقوى المعارضة النيابية. وأضافت: «هناك نقطتان أساسيّتان في البيان:
1 – مشاورات محدودة النطاق، أي ليست طاولة حوار رسمية.
2 – التوافق على اسم مرشح أو رزمة أسماء، ثم الانتقال الى جلسة مفتوحة بدورات متتالية».
وأشارت هذه الأوساط الى «الدعوات التي وجهتها قطر الى القيادات اللبنانية لزيارتها وتزامنت مع سقف زمني وضعته «الخماسية» بالتكافل والتضامن بين أعضائها، ما يشير الى أنّ اللجنة تحضّ بقوة على انتخاب رئيس جديد للجمهورية في مهلة تمتد الى حزيران أو تموز المقبلين. وفي حال لم يتم الانتخاب يعني ذلك العودة الى اتفاق الدوحة الذي يتضمّن عقوبات في حق من يعرقل إنجاز الاستحقاق الرئاسي. وهذا يعني أنّ رسالة «الخماسية» الجديدة هي أنها لن تواصل عملها، وكأنها لاعب متفرج على ما يدور في لبنان، بل ستذهب الى النهاية في إنجاز عملها بما يتصل بالاستحقاق الرئاسي».
كذلك، علمت «نداء الوطن» أنّ التواصل بين «الخماسية» وتكتل «الاعتدال الوطني» ما زال مستمراً، «لكن الأجواء حتى الساعة لا تزال ملبدة ولا دخان أبيض». ودعت «الخماسية» التكتل الى الاستمرار في مبادرته على «الرغم من السوداوية القائمة، خصوصاً أنّ المبادرات ستشهد تزخيماً بعد اتضاح المشهد الاقليمي». لكن على رغم تفاؤل «الخماسية»، ليس هناك من «تطور ملموس أدركه تكتل «الاعتدال» بما يوحي بنضوج تسوية رئاسية قريبة».
وفي سياق متصل، أفادت المعلومات أنّ ما صدر عن اللجنة الخماسية هو «خريطة طريق للانتقال الى مرحلة جديدة». ولفتت الى أنّ البيان «يزكي وصول رئيس توافقي الى قصر بعبدا ما ينفي منطق «غالب أو مغلوب ويطمئن من يخشون أن تكون الصفقة الرئاسية نتيجة حسابات خارجية».
ومن لبنان الى البحرين حيث انتهى بيان القمة العربية أمس الى تقاطع مع «الخماسية» في شأن الاستحقاق الرئاسي. وجاء في فقرة «لبنان» في بيان القمة: «أكد المشاركون في القمة الدعم للجمهورية اللبنانية وسيادتها واستقرارها ووحدة أراضيها، وحضوا جميع الأطراف اللبنانية على إعطاء الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية، وتعزيز عمل المؤسسات الدستورية، ومعالجة التحديات السياسية والأمنية، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية وتعزيز قدرات الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي للحفاظ على أمن لبنان واستقراره وحماية حدوده المعترف بها دولياً بوجه الاعتداءات الإسرائيلية».
وفي ما يتصل بالنزوح السوري ليس في لبنان فحسب، بل في سائر الدول المضيفة، جاء في بيان القمة: «ندعم جهود الأمم المتحدة في هذا السياق. ونؤكد ضرورة إيجاد الظروف الكفيلة بتحقيق العودة الكريمة والآمنة والطوعية للاجئين السوريين إلى بلدهم، بما في ذلك رفع التدابير القسرية الأحادية المفروضة على سوريا، وضرورة استمرار المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته إزاءهم ودعم الدول المستضيفة إلى حين تحقيق عودتهم الكريمة والآمنة والطوعية إلى سوريا، وفقاً للمعايير الدولية»، وحذّر من «تداعيات تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين وللدول المستضيفة لهم».
وفي إطار ملف النازحين أيضاً، علمت «نداء الوطن» أنه بعدما انتهت الجلسة النيابية الأخيرة، وبعد الضغط الذي مارسته «القوات اللبنانية» لصدور توصيتها في البرلمان، أدارت محركاتها نحو بروكسل التي تستضيف هذا الشهر مؤتمراً حول سوريا. ويتضمّن تحرك «القوات» إرسال وفود نيابية الى العاصمة البلجيكية، والقيام بتحركات على الأرض هناك والاتصال بالمسؤولين الأوروبيين كي يعلنوا موقفاً من الوجود السوري غير الشرعي في لبنان، والذي لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه حالياً.
*******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
ربط انتخاب رئيس للبنان بغزة يفرمل تحرك سفراء «الخماسية»
يشكون من قلة المرشحين وتبادل الشروط بين النواب
بيروت: محمد شقير
اقتصر اجتماع سفراء «اللجنة الخماسية» في لبنان، بدعوة من سفيرة الولايات المتحدة الأميركية، ليزا جونسون، وحضور سفراء المملكة العربية السعودية، وليد البخاري، وفرنسا، هيرفيه ماغرو، ومصر، علاء موسى، وقطر، عبد الرحمن بن سعود آل ثاني، على تقويمهم لمروحة الاتصالات التي أجروها برؤساء الكتل النيابية لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، لأن شراء الوقت لن يبدل من واقع الحال، وسيرفع منسوب التأزم الذي يؤدي حتماً إلى ترحيل انتخاب الرئيس، ما دام المعنيون بإنجاز الاستحقاق الرئاسي ليسوا في وارد التلاقي في منتصف الطريق والاستجابة للدعوات الإقليمية والدولية التي تحثهم على إنجازه، في مهلة أقصاها نهاية يونيو (حزيران) المقبل، قبل أن تنصرف الإدارة الأميركية الحالية، كما تقول مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط»، للتفرغ لخوض المعركة الانتخابية للرئيس جو بايدن وضمان عودته إلى البيت الأبيض في ولاية رئاسية ثانية.
لا جديد لدى «الخماسية»
وكشفت المصادر الدبلوماسية الغربية أن لا شيء جديداً لدى سفراء «الخماسية» يستدعي معاودة اتصالاتهم على نطاق واسع، أقله في المدى المنظور، ليس بسبب الانقسام بين الكتل النيابية الذي يعطل انتخاب الرئيس فحسب، وإنما لأن «الحزب» يعطي الأولوية لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، الذي يُفترض أن ينسحب على جنوب لبنان، وبالتالي فهو يقفل الأبواب أمام إمكانية الفصل بين الجبهتين، للالتفات إلى انتخاب الرئيس، وهذا ما يدعو السفراء إلى فرملة تحركهم، ريثما تتوضح الصورة على الجبهة الغزاوية.
ولفتت المصادر إلى أن مهمة سفراء «الخماسية» تكمن في دعم الجهود المحلية لتسهيل انتخاب الرئيس؛ كونهم يشكلون مجموعة دعم ومساندة لإخراج انتخابه من دوامة التعطيل. وقالت إن السفراء أكدوا دعمهم للمبادرة التي أطلقتها كتلة «الاعتدال» النيابية، لكنها واجهت صعوبة في تذليل العقبات؛ سواء لجهة التباين في العمق بين المعارضة ومحور الممانعة حول مَنْ يدعو للحوار؟ ومن يرعاه؟ علماً بأن «الحزب» يتمسك بموقفه، ويشترط أن يترأس رئيس المجلس النيابي نبيه بري طاولة الحوار.
ورأت المصادر نفسها أن هناك صعوبة في إحداث اختراق يعبّد الطريق أمام التلاقي والحوار بين الكتل النيابية، رغم أن هذه الكتل تعاطت بإيجابية مع مبادرة كتلة «الاعتدال»، من دون أن تقدم الدعم المطلوب لتفعيلها، وكأنها أرادت أن تعفي نفسها من مسؤولية التعطيل، من دون أن تتجاوب كما يجب.
لماذا لا يعلن الطامحون للرئاسة عن ترشيحهم؟
وسألت المصادر الدبلوماسية عن الأسباب الكامنة وراء عزوف المرشحين، باستثناء رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، والوزير السابق جهاد أزعور، ورئيس حركة «وطن الإنسان» النائب نعمة أفرام، عن إعلان ترشحهم، وقالت إن لجنة السفراء تعكف الآن على إعداد تقريرها تمهيداً لرفعه إلى وزراء خارجية الدول الأعضاء في «الخماسية»، لعلهم يتقدمون بأفكار جديدة تتيح لهم استئناف تحركهم، لئلا يبقى تحت سقف الدوران في حلقة مفرغة، مع أن السفراء يتجنَّبون الدخول في أسماء المرشحين، حتى ولو من باب الاستفسار عنهم.
كما سألت المصادر: هل لدى «الحزب» الجاهزية للدخول في تسوية تؤدي للتفاهم على رئيس توافقي؟ أم أنه وحليفه الرئيس بري لا يزالان يتمسكان بترشيح فرنجية؟ رغم أن الحزب يتعاطى مع انتخاب الرئيس من زاوية إقليمية، لارتباطه الوثيق، بالمفهوم السياسي للكلمة، بإيران التي لن تُفرط مجاناً بالورقة الرئاسية، وتراهن على أن الولايات المتحدة ستتصل بها لسؤالها: ما العمل لوقف الشغور في رئاسة الجمهورية؟ وهذا ما يسمح لها بأن تحجز مقعداً في التسوية الرئاسية.
ونفت المصادر نفسها كل ما يُشاع حول وجود خلاف بين واشنطن وباريس في مقاربتهما للملف الرئاسي، وقالت إنه لا مجال لدخولهما في منافسة، ولا مكان للنفور، بعد الزيارة التي قام بها المستشار الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى العاصمة الأميركية، وأكدت أن موقف باريس حيال لبنان يبقى تحت المظلة الأميركية، وإن كانت الإدارة الأميركية لا تمانع أن تترك لها، من حين لآخر، حرية التحرك، انطلاقاً من علاقتها المميزة بلبنان الذي يعني لها الكثير، ولن تتركه وحيداً في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها.
هل يُرحّل انتخاب الرئيس إلى 2025؟
ومع أن هذه المصادر لا تبرر الدوافع التي أملت على «الحزب» ربط التهدئة في جنوب لبنان بوقف إطلاق النار على الجبهة الغزاوية، فهي ترى أن مساندته لحركة «حركة ح» تأتي في سياق حفظ دور محور الممانعة بقيادة إيران في التسوية، في حال سمحت الظروف بإعادة تعويم الاتصالات لإنجازها.
وأضافت أن إمكانية الفصل بين غزة وجنوب لبنان تكاد تكون شبه مستحيلة، خصوصاً في ضوء تشدد الرئيس بري في ملاحظاته على الورقة الفرنسية بنسختها الثانية. وقالت إن تل أبيب تصطدم برفض أميركي، إذا أقدمت على توسعة الحرب في جنوب لبنان.
وأكدت أن المواجهة بين الحزب وإسرائيل تمر حالياً بتصعيد غير مسبوق يتجاوز قواعد الاشتباك بتبادلهما القصف في العمق، لكنها لن تؤدي إلى توسعة الحرب من جانب تل أبيب بغياب الغطاء الأميركي مع تكرار الرسائل التي يحملها وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ودعت الكتل النيابية لاقتناص الفرصة في حال تم التوصل إلى وقف النار على الجبهة الغزاوية لإعادة تحريك الملف الرئاسي وإخراجه من الدوران في حلقة مفرغة مع مبادرة الوسيط الأميركي أموس هوكستين لتشغيل محركاته لتثبيت وقف إطلاق النار على الجبهة الجنوبية.
ورأت أن هناك ضرورة لالتقاط الفرصة لانتخاب رئيس الجمهورية؛ لئلا يؤدي انشغال الإدارة الأميركية في التجديد لبايدن لولاية ثانية إلى ترحيل انتخابه لعام 2025.
*******************
افتتاحية صحيفة اللواء
غطاء عربي لإعلان الخماسية: رئيس نهاية الشهر عبر مشاورات فجلسة انتخاب
لقاء قريب للسفراء مع بري.. وساحة الجنوب: حرب منشآت بأسلحة نوعية
من «ساحة الحرب» الجنوبية المفتوحة على مخاطر التصعيد، مع توسع الإعتداءات الاسرائيلية جنوباً وبقاعاً، واستهدافات المقاومة المحكمة بمسيرات وأسلحة جديدة، خرج بيان سفراء دول الخماسية الى دق النفير الدبلوماسي والنيابي، لإنجاز انتخاب رئيس للجمهورية، كاشفاً عن أن بعض الكتل مستعد «للمشاركة في جهد متصل لتحقيق هذه النتيجة» وإنجاز ذلك بحلول نهاية شهر أيار 2024.
أمَّا الآلية، فهي – حسب سفراء دول الخماسية- تكون من خلال مشاورات، محدودة النطاق والمدة، بين الكتل السياسية، وهي ضرورية لإنهاء الجمود السياسي الحالي.
ولم يرَ السفراء مانعاً من أن تكون مبادرة كتلة الإعتدال الوطني هي ركيزة المشاورات السياسية، التي تعهد السفراء بأن «يسروا المشاورات السياسية المقترحة بالتزامن مع الجهود والمبادرات اللبنانية.
وغرض المشاورات المقترحة يقتصر فقط ،أو يهدف فقط، إلى تحديد مرشّح متفق عليه على نطاق واسع، أو قائمة قصيرة من المرشحين للرئاسة، وفور اختتام هذه المشاورات، يذهب النواب إلى جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان مع جولات متعددة حتى انتخاب رئيس جديد. ويدعو سفراء دول الخماسيّة النواب اللبنانيين إلى المضي قدماً في المشاورات والوفاء بمسؤوليتهم الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية.
وجاء في بيان الخماسية: لا يمكن للبنان الإنتظار شهراً آخر، فلبنان يستحق رئيساً يوحّد البلد، ويعطي الأولوية لرفاهية مواطنية ويشكل تحالفاً في سبيل استعادة الاستقرار السياسي وتنفيذ الاصلاحات، والانتخاب ضروري لضمان وجود لبنان بفعالية في موقعه على طاولة المناقشات الاقليمية، وكذلك لابرام اتفاق دبلوماسي مستقبلي بشأن حدود لبنان الجنوبية.
وأتى بيان الخماسية، بالتزامن مع إعلان المنامة الذي أقرته القمة العربية العادية التي انهت اعمالها امس بالبحرين،.
وتطرق إعلان البحرين للأزمة السياسية في لبنان وحث جميع الأطراف اللبنانية على «إعطاء الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية، وتعزيز عمل المؤسسات الدستورية، ومعالجة التحديات السياسية والأمنية، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية».
كما عبر الإعلان عن دعم تعزيز قدرات الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي «للحفاظ على أمن لبنان واستقراره وحماية حدوده المعترف بها دوليا بوجه الاعتداءات الإسرائيلية».
وبعد صدور البيان، استقبل سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري السفير المصري علاء موسى، وجرى التباحث بترتيبات الخطوات الاتصالية بعد صدور بيان سفراء الخماسية، وفي مقدمها، موعد مع الرئيس نبيه بري، الذي باتت الكرة في ملعبه، بعد صدور البيان.. لجهة ترتيبات المشاورات وما بعدها.
ميقاتي في القمة: نعوّل على دور الخماسية
وفي كلمة القاها باسم لبنان في قمة البحرين، شدد الرئيس نجيب ميقاتي على الدور الفعال للاشقاء العرب، لا سيما اعضاء اللجنة الخماسية، من اجل مساعدة القوى السياسية اللبنانية على إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
وقال ميقاتي: «يأتي لبنانُ إلى قمة البحرين، على متنِ بحرٍ من الأزمات، تَلْطُمُه أمواجُها من كلِّ جانب، لكنه في الوقتِ نفسِه واثقٌ بأن برَّ العروبة هو الرصيفُ الوادعُ الذي يحميه من أخطارِ العواصف». وجدد «التزام لبنان قرارات الشرعيّة الدوليّة»، وطالب بـ «الضغط على إسرائيل للانسحاب من أرضنا المحتلّة ووقف انتهاكاتها واعتداءاتها البريّة والبحريّة والجويّة، والتطبيق الشامل والكامل للقرار 1701، ضمن سلّة مُتكاملة بضمانات دوليّة واضحة ومُعلنة». وامل في « تفعيل عمل لجنة الاتصال العربية بشأن سوريا بما يُساعد على تحقيق رؤية عربيّة مُشتركة مُتّفق عليها، وبلورة آليّة تمويليّة لتأمين الموارد اللازمة لتسهيل وتسريع عودة النازحين السوريين إلى بلدهم».
واكد ميقاتي في كلمته ان لبنان واثق —— العروبة هو الرصيف الوادع الذي يحميه من أخطار العواصف.
وكان ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، استقبل الرئيس ميقاتي في مقر القمة، وتم البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين والوضع في لبنان والمنطقة.
واكد الملك حمد على دعم لبنان بكل ما يحفظ استقراره وسيادته ووحدة أراضيه، وما يحقق مصلحة شعبه.
باسيل: خيط رفيع بين الحزب والتيار
سياسياً، وفي موقف هو الاول من نوعه أعلن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ان التفاهم بين التيار و”الحزب” لا يزال قائماً لكن بخيط رفيع للغاية.
وسأل: هل كلف احد “الحزب” بتعيين رئيساً بمفرده، من دون موافقة شركائه في الوطن.
ورأى ان على “الحزب” ان يحترم خياراتنا في هذا الموضوع، خاصة اننا نأخذ في الاعتبار مخاوفه الأمنية، ولسنا في موقف يهدف الى مهاجمة المقاومة.
واشار الى انه في ما البلاد بحالة حرب، على “الحزب” ان يكون في وضع يسمح له بأن يقول لشركائه انه يثق بهم، ويتمكن من الاتفاق معهم على رئيس.
بالمواقف، وصف رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الجلسة النيابية المخصصة للهبة الاوروبية بأنها كانت فولكلورية «لم نصل فيها لأي نتيجة».
ودعا لتشكيل جبهة واسعة للمواجهة، لان «بلادنا محتلة من “الحزب”».
الوضع الميداني
ميدانياً، وفي الجنوب، توسعت اهداف الحرب فطالت المنشآت الحيوية، سواء داخل الشمال الاسرائيلي في مناطق الجنوب امتداداً الى البقاع.
واعلنت المقاومة الاسلامية عن شن هجوم بالمسيرات الانقضاضية على منشآت صناعية تابعة لوزارة حرب العدو (شركة البيت للصناعات العسكرية) ومصانع ديفيد كوهين في تل حي (شمال كريات شمونة) المتخصص في انتاج المنظومات الالكترونية للجيش الاسرائيلي واصابة اهدافه بدقة.
كما استهدفت المقاومة التجهيزات التجسسية المرفوعة على ونش في تلة الطيحات بالاسلحة المناسبة واصابها اصابة مباشرة مما ادى الى تدميرها.
وذكرت وسائل الاعلام الاسراذيلية ان مسيرات دخلت من لبنان باتجاه الداخل الاسرائيلي، ودوت صفارات الانذار في قرية الغجر ومحيطها بإصبع الجليل، وفي مستعمرة مارغليوت.
ومساء اغارت الطائرات المعادية على منطقة حرجية ببلدة يارون، مما ادى الى اندلاع حريق كبير بالاحراج.
وفجر امس شن الطيران الحربي الاسرائيلي 10 غارات عنيفة استهدفت اهدافا عدة في محيط مدينة بعلبك كما سجلت 5 غارات استهدفت أطراف بلدة النبي شيت في البقاع.
وطالت الغارات ايضا سلسلة الجبال الشرقية بين بلدتي بريتال والخريبة، و توجهت فرق الاسعاف الى المكان.
*************************
افتتاحية صحيفة الديار
“الحزب” يدشّن أولى غاراته الجوية… ويواصل شلّ منظومة التجسس
ترسيم الحدود مع لبنان ورطة اسرائيلية… و«مقايضة» اميركية في رفح! – ابراهيم ناصرالدين
كما كان متوقعا انتهت القمة العربية في البحرين الى «لا شيء» عمليا، وانضم بيانها الانشائي، سواء في ما يتعلق بلبنان او بالحرب على غزة، الى ما سبق من بيانات القمم السابقة، لا «لون لها ولا طعم»، باستثناء الدعوة «المفخخة» الى نشر قوات دولية في الاراضي الفلسطينية المحتلة والذي ستتكشف خلفياته في الساعات القليلة المقبلة. في هذا الوقت، كانت المعادلات الجدية ترسم في الميدان، حيث اعلن «انصار الله» البدء بالمرحلة الرابعة في معركة حصار موانىء كيان العدو، وفي غزة حيث الغرق الاسرائيلي في «المستنقع» يتعمق يوما بعد يوم في ظل حرب استنزاف لجيش الاحتلال العالق بين افخاخ المقاومة الفلسطينية القاتلة، وانقسامات داخلية وسوء ادارة سياسية للمعركة، اختصرتها صحيفة «معاريف» بوصف «اسرائيل» بـ «جمهورية الموز».
اما على الجبهة الجنوبية، وبعد توسع الاعتداءات الاسرائيلية الى البقاع، فقد ادخل “الحزب” خلال الساعات القليلة الماضية تكتيكات جديدة الى ساحة القتال اصابت بالذهول الاوساط الامنية والعسكرية والاعلامية في «اسرائيل»، مع الاقرار بانه حقق انتصارات استراتيجية غير مسبوقة بعد نجاحه في القيام بعمليات عسكرية معقدة تستند الى معلومات استخبارتية سمحت له بشن عمليات جوية ناجحة في طبريا، على بعد نحو 50 كلم من الحدود، في اطار شل وسائل الاستعلام والتجسس الاسرائيلية. اما الجديد بالامس، فكان نجاح المقاومة في شن اول غارة جوية بصواريخ «اس 5» من طائرة مسيرة على موقع حساس في «المطلة».
سياسيا، كان لافتا البيان الصادر عن سفراء «الخماسية» بالامس، حيث قدم ما يشبه» خارطة الطريق» لاجراء الانتخابات الرئاسية. وبكلمات منتقاة تحدث عن مشاورات وليس حوار، وعن مرشح متفق عليه على نطاق واسع، او قائمة قصيرة من المرشحين… فهل يحرك البيان المياه الراكدة رئاسيا؟ من المبكر الحديث عن ذلك برأي مصادر مطلعة، فلا جديد نوعي يمكن البناء عليه حتى الآن، لان السفراء وضعوا على الطاولة «النقاط على الحروف»، لكن يبقى السؤال: هل هم مستعدون للضغط على الاطراف المعنية لتسهيل الاستحقاق الرئاسي قبل نهاية الجاري؟
المعادلات الميدانية؟
جنوبا، رفع “الحزب” من نسق عملياته العسكرية، راسما معادلات ميدانية جديدة، في سياق الردع المحسوب بدقة، ودون تعديل في استراتيجيته العسكرية القائمة على لجم قوات الاحتلال ومنعها من تجاوز حدود قواعد الاشتباك، ودعم غزة، دون الانزلاق الى حرب شاملة… هكذا اختصرت مصادر مقربة من “الحزب” المشهد العسكري راهنا، دون ان تنفي وجود ربط عملاني بين ادخال تكتيكات جديدة في المواجهة وبدء قوات الاحتلال عملية عسكرية في رفح، وهو امر ترك انعكاساته على مختلف جبهات المساندة.
ضرب الاجهزة التجسسية
ويمكن القول ان يوم امس كان «يوم الاجهاز على الاجهزة التجسسية الاسرائيلية، حيث تم استهداف اجهزة تشويش على المسيرات، واجهزة تنصت. وبحسب وسائل اعلام اسرائيلية، فان “الحزب” يعمل على ضرب أهداف إلكترونية ويسلب من «الجيش» الإسرائيلي قدرات متطورة تمهيداً لمواجهة محتملة، ما دفع برئيس الأركان الإسرائيلي هارتسي هاليفي الى الاعلان ان جيش الاحتلال على جاهزية عالية على الحدود مع لبنان، وقال «علينا القيام بردود أفعال قوية».
لماذا التصعيد جنوبا؟
وفي سياق متصل، ربطت مصادر مطلعة التصعيد على جبهات المساندة وفي غزة، بما يدور ايضا خلف الكواليس السياسية حيث يستعد مستشار الأمن القومي الأميركي، جاك سوليفان، لبدء محادثات مطلع الاسبوع المقبل في السعودية و «إسرائيل»، لصياغة مسار «اليوم التالي» للحرب. ووفقا للتسريبات الاسرائيلية، فان مهمة سوليفان في السعودية، ستكون معرفة مدى استعداد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، للبدء بخطوات أولية للتطبيع مقابل تعهد «إسرائيل» بعدم دخول رفح؟! اي محاولة تغيير الموقف السعودي الذي يطالب مقابل التطبيع بموافقة اسرائيلية على حل الدولتين. وهذا امر خطر جدا، برأي مصادر مطلعة، ترى ان المعركة اليوم تحتاج الى تصعيد ميداني لمنع فرض شروط سياسية على الفلسطينيين ودون التنسيق مع “حركة ح”.
التنازلات الاسرائيلية؟
في هذا الوقت، تزداد الأصوات الإسرائيليّة التي تقر بأنّ “الحزب” حقق نصرا استراتيجيا. وبحسب المحللين والخبراء والمختصين، فإنّ الردع الإسرائيليّ لم يتآكل فحسب، بل اختفى كليًّا عن الوجود. وفي هذا السياق، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤولين امنيين وسياسيين تأكيدهم ان حكومة الاحتلال باتت مستعدة لاجراء تعديلات حدودية مع لبنان. لكن نقاش التفاصيل الدقيقة لن يجري الا بعد التوقيع على اتفاق يؤدي إلى تهدئة في الشمال، بيد ان التقدير ان النقاش على التعديلات الحدودية سيتواصل لعدة أشهر، وقد يتأخر التوقيع على اتفاق تهدئة.
ووفقا لتلك المصادر، فان تأجيل النقاش على مسالة الحدود سببه الخشية من فشل الحكومة في توفير الأغلبية المطلوبة لذلك في الكنيست أو في استفتاء عام في التوقيت الحالي، وفقًا لما يتطلبه القانون. ولفتت الى ان الإدارة الأميركيّة ناقشت في الأشهر الأخيرة مع «إسرائيل» الحاجة إلى عملية تعديل الحدود، في خطوة هي جزء من محاولة لبلورة اتفاق تهدئة. واقر مسؤول إسرائيلي، انه بالامكان الوصول الى تهدئة مع لبنان في حال جرى التوصل إلى تهدئة في قطاع غزّة.
غارة جوية على «المطلة»
واعلنت المقاومة عن استهدافها «موقع المطلة وحاميته وآلياته بمسيّرة هجوميّة مسلّحة بصاروخين من طراز « اس 5». وأفادت المقاومة في بيانها، أنه عند وصول الطائرة إلى النقطة المحددة، أطلقت المسيرة صواريخها على إحدى الآليات، والعناصر المجتمعة حولها، وأوقعتهم بين قتيل وجريح»، قبل أن تستكمل «انقضاضها على الهدف المحدد لها وإصابته بدقّة. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ “الحزب”، وللمرة الأولى، يستخدم مسيرة مزودة بصاروخين. وأقرت مستشفى «زيف» انها استقبلت3 جنود جرحى نتيجة صلية صواريخ قرب المطلة»، أحدهم جراحه بليغة جداً والآخرون جراحهم طفيفة. كما أوردت أنّ صفارات الإنذار في «كريات شمونة» ومحيطها، دوّت «بسبب الاشتباه في اختراق مسيّرة.
صواريخ على الجولان
وكانت المقاومة قد ردت على الغارات الاسرائيلية على البقاع بضربة صاروخية ب60 صاروخا على قيادة الجولان العسكرية، كما استهدفت نفح وثكنة الدفاع الجوي في كيلع، وثكنة المدفعية لدعم المنطقة الشمالية في يوآف. وتبنّت المقاومة أيضاً استهداف ثكنة »زرعيت» ورافعة التجهيزات والتجهيزات التجسسية المستحدثة في الثكنة بالأسلحة الموجّهة وقذائف المدفعية. كما استهدف مجاهدو المقاومة التجهيزات التجسسية المستحدثة في موقع «جلّ العلام» بالأسلحة المناسبة. وفي التوقيت نفسه، استهدفوا التجهيزات التجسسية في موقع راميا بالأسلحة المناسبة، محقّقين في هاتين العمليتين إصابات مباشرة. كذلك، استهدفت المقاومة التجهيزات التجسسية المستحدثة في موقع «عداثر» بالأسلحة المناسبة وحّققت فيه إصابة مباشرة.
حرائق في المستوطنات
وسمع دوي انفجارات في منطقتي حيفا و «الكريوت». وأفادت هيئة الإذاعة الإسرائيلية ، باندلاع حرائق في مواقع عديدة على طول الحدود مع لبنان جراء إطلاق عشرات القذائف الصاروخية، وأكدت صعوبة السيطرة على الحرائق لتعذر الوصول الى المواقع خشية استهداف فرق الإطفاء بصواريخ “الحزب”.
الاعتداءات الاسرائيلية
وكانت غارات اسرائيلية قد استهدفت بعلبك فجر امس، وشنت طائرة مسيرة اسرائيلية سيارة على طريق يربط بلدتي قانا بالرمادية في قضاء صور ، فتسببت بوقوع شهيدين. وتعرض سهل مرجعيون لقصف مدفعي. وتسبب القصف بجرح راعيي ماشية نقلا على أثرها إلى مستشفى مرجعيون الحكومي للمعالجة. وأغار الطيران الاسرائيلي على عيتا الشعب لجهة رامية، في وقت حلق الطيران الاستطلاعي الاسرائيلي بكثافة فوق قرى قضاء صور والساحل البحري. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة مستهدفا مروج الريحان ، واتبعها بأخرى على ضهور بلدة سجد، وألقت الطائرات المغيرة 4 صواريخ على المنطقتين المستهدفتين بمعدل صاروخين في كل غارة . وقصفت المدفعية الاسرائيلية اطراف بلدة شيحين ووادي زبقين بعدد من القذائف من عيار 155 ملم ، تزامنا مع تحليق للطيران المسير فوق اجواء قرى الناقورة، طير حرفا ،علما آلشعب وشيحين وصولا الى ساحل صور القليلة. وسجل قصف مدفعي وفوسفوري على منطقة المسلخ في بلدة الخيام، ما تسبب باندلاع حريق، وأفيد عن قصف مدفعي على سهل مرجعيون وتلة العويضة باتجاه العديسة. . ونعى “الحزب” الشهيد علي فوزي أيوب «أيوب» من بلدة عين قانا الجنوبية والذي ارتقى على طريق القدس، وكذلك الشهيد المجاهد محمد حسن علي فارس «أبو علي شمران» مواليد عام 1990 من منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت.
استهداف المنطاد فشل خطر
في غضون ذلك، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن نجاح “الحزب” في ضرب موقع المنطاد التجسسي الضخم قرب طبريا بطائرة انتحارية، مؤكّدةً أنّه «ألحق به أضراراً جسيمة. وأوضحت الصحيفة أنّ مسيرة تابعة ل”الحزب” أصابت موقع منطاد المراقبة الكبير التابع لسلاح الجو في طال شمايم قرب مفترق غولاني»، وهو «موقع أمني حساس».
وعلّق الإعلام الإسرائيلي على هجوم الحزب قرب طبريا، قائلاً إنّ «تسلل المسيرات إلى عمق إسرائيل هو فشل خطر»، وإنّ «ضرب منشأة عسكرية للجيش الإسرائيلي هو فشل آخر.
تفوق استراتيجي؟!
وتطرقت صحيفة «معاريف» إلى الدلائل القاسية لضرب المسيرة عند مفترق غولاني، مشيرةً إلى أنّ الحديث يجري عن ضربة لموقع استراتيجي تابع لسلاح الجو. وأشارت إلى أنّ منظومة «طال شمايم» جرى تطويرها من جانب شركة «رافائيل» وشركات صناعات عسكرية إسرائيلية وأميركية أخرى، حيث إنّه «كان من المفترض أن يُستخدم المنطاد المستهدف كأداة إنذار لسلاح الجو. ومن الفحص الذي أجري خلال الليل، «تبين أنّه في ظل الهجوم الكثيف الذي شنّه “الحزب” على الشمال، أطلق طائرتين مسيرتين مفخختين رُصدت إحداهما من جانب منظومة الدفاع الجوي وأسقطتها، فيما الأخرى لم يتم رصدها وتملصت وحلقت لفترة طويلة في سماء الشمال عبر اجتيازها عشرات الكيلومترات.
هزيمة معنوية
وأضافت الصحيفة أنّ «مشغلي المسيرة وجهوها نحو منطقة مفترق غولاني في الجليل الأدنى وانفجرت داخل موقع منطاد الإنذار التابع لسلاح الجو المتمركز هناك وتسببت بحريق وبأضرار في المكان. وكانت وزارة «الدفاع» الاسرائيلية قد نشرت صورة للتفاخر بالمنطاد التجسسي «تل شمايم» في قاعدة لسلاح الجو قرب طبريا قبل وقت قصير من استهدافه من جانب “الحزب”، ما يشكل هزيمة معنوية «لاسرائيل».
النجاح الاكبر ل”الحزب”
وقال الخبير الإسرائيلي في الشؤون الأمنية والعسكرية، يوسي ميلمان، إنّ «نجاح طائرة مسيرة في اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية والوصول إلى موقع المنطاد الكبير في تل شمايم، هو إنجاز استراتيجي ل”الحزب”. من جانبه، قال موقع «ميفزاكيم» الإسرائيلي إنّ «تسلل المسيرة يمثل فشلاً خطراً لتشكيل الدفاع الجوي الإسرائيلي، فيما يجري الحديث عن إنجاز استراتيجي ل”الحزب”»، مضيفاً أنّ «الجيش الإسرائيلي فتح تحقيقاً دقيقاً وشاملاً بشأن الشكل الذي نجح به الحزب في ضرب المنظومة المتطورة لسلاح الجو. ووفقا للإعلام الإسرائيلي، فان “الحزب” سجل نجاحه الأكبر منذ بداية الحرب عندما دمّر احدى المنظومات الدفاعية الأغلى والأكثر تطوراً في «إسرائيل». تجدر الاشارة الى ان هذا المنطاد يعمل على اكتشاف التهديدات من مسافات بعيدة وتوفير معلومات دقيقة عن التهديدات الواردة، وإرسال تلك البيانات إلى الخيارات الدفاعية «لإسرائيل»، مثل أنظمة القبة الحديدية أو أنظمة مقلاع داود، حيث تحلق على ارتفاع يصل الـى 4000 متر ولأشهر متواصلة.
بيان سفراء «الخماسية»
في هذا الوقت، وغداة اجتماع سفراء الخماسية في عوكر، اصدر هؤلاء بيانا لخصوا فيه خلاصة تحركهم. وبما يشبه «خارطة الطريق» لاتمام الاستحقاق الرئاسي، لفتوا الى انه لا يمكن للبنان الانتظار شهراً آخر دون رئيس، بل يحتاج ويستحق رئيساً يوحد البلد ويعطي الأولوية لرفاهية مواطنيه ويشكل تحالفاً واسعاً وشاملاً في سبيل استعادة الاستقرار السياسي وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية. كذلك، فإن انتخاب رئيس لهو ضروري أيضاً لضمان وجود لبنان بفعالية في موقعه على طاولة المناقشات الإقليمية، وكذلك لإبرام اتفاق دبلوماسي مستقبلي بشأن حدود لبنان الجنوبية. واكد البيان ان محادثات سفراء الخماسية أظهرت أن الكتل النيابية متفقة على الحاجة الملحّة إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وهي مستعدة للمشاركة في جهد متصل لتحقيق هذه النتيجة، وبعضها مستعد لإنجاز ذلك بحلول نهاية شهر أيار 2024 .
«خارطة الطريق»؟
ورأى سفراء دول الخماسيّة أن مشاورات، محدودة النطاق والمدة، بين الكتل السياسية ضرورية لإنهاء الجمود السياسي الحالي. وهذه المشاورات يجب أن تهدف فقط إلى تحديد مرشّح متفق عليه على نطاق واسع، أو قائمة قصيرة من المرشحين للرئاسة، وفور اختتام هذه المشاورات، يذهب النواب إلى جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان مع جولات متعددة حتى انتخاب رئيس جديد. ويدعو سفراء دول الخماسيّة النواب اللبنانيين إلى المضي قدماً في المشاورات والوفاء بمسؤوليتهم الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية.
ميقاتي في البحرين
وكان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي قد حمل ملف غزة والجنوب والنازحين السوريين إلى القمة العربية، وجدد في كلمة ألقاها “التزام لبنان قرارات الشرعية الدولية”، وطالب «بالضغط على إسرائيل للانسحاب من أرضنا المحتلة ووقف انتهاكاتها واعتداءاتها البرية والبحرية والجوية، والتطبيق الشامل والكامل للقرار 1701، ضمن سلة متكاملة بضمانات دولية واضحة ومعلنة». تجدر الاشارة الى ان القمة العربية الـ 33 لم تخلف في موعدها مع البيانات والكلمات والإدانات، ولم تخرج بموقف عملي يمكن البناء عليه ، وكان لافتا مغادرة أمير قطر القمة بعيد افتتاحها دون أن يلقي كلمة، فيما الابرز كان لقاء الرئيس السوري بشار الاسد وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان على هامش القمة.
*************************
افتتاحية صحيفة الشرق
إسرائيل تقر بمقتل 5 من جنودها في جباليا .. والقمة العربية تُصدر بياناً!
تجددت الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جباليا (شمال) ورفح (جنوب) قطاع غزة بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي عنيفين، وقد خلّف القصف الإسرائيلي عشرات الشهداء والمصابين، بينما أقرت تل أبيب بمقتل 5 من جنودها في جباليا.
وفي شمال القطاع، إصيب مسعفان في قصف مسيّرة إسرائيلية سيارة إسعاف تابعة لمستشفى العودة بمخيم جباليا، وباستشهاد 3 أشخاص بينهم طفل، وبإصابة عدد آخر في قصف استهدف منزلا في شارع الصحابة بمدينة غزة.
ودمر القصف الإسرائيلي سوق مخيم جباليا المركزي، ما أدى إلى احتراق عدد من المنازل في المخيم.
وشهدت أحياء جنوب مدينة غزة، الزيتون والصبرة وتل الهوا، قصفا مدفعيا متواصلا، وهو ما أدى لسقوط شهداء وجرحى.
وأفيد عن استشهاد الصحافي محمد جحجوح وزوجته وأمه وأطفاله، إثر قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلته في منطقة أبو إسكندر بحي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة.
ووفق معطيات صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفع إلى 145 عدد الصحافيين الشهداء في قطاع غزة منذ الـسابع من تشرين الأول الماضي. في المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 5 جنود وإصابة 16 آخرين في تفجير مبنى بمنطقة جباليا الأربعاء. وقال الجيش إن الجنود القتلى والجرحى سقطوا في تبادل لإطلاق النار بالخطأ بين قوتين إسرائيليتين.
وكانت مصادر إسرائيلية قد أكدت في وقت سابق مقتل وجرح نحو 20 جنديا إسرائيليا كانوا داخل مبنى تم تفجيره في جباليا في قطاع غزة.
ونشرت حسابات إسرائيلية صورا لهبوط مروحية عسكرية في مستشفى “شعاري تصيدق” بالقدس لنقل جنود مصابين.
هجمات المقاومة
وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري ل”حركة ح”- قد أعلنت قتل 12 جنديا إسرائيليا في كمين مركب، وبثت صورا لاستهداف مقاتليها قوات خاصة إسرائيلية أثناء دخولها أحد المنازل شرق مخيم جباليا. وقد أعلنت كتائب القسام تدمير ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة الياسين 105 في معسكر جباليا، وإيقاع طاقمها بين قتيل وجريح.
وفي رفح جنوبي قطاع غزة، نشرت القسام مقاطع لاستهداف مقاتليها جنود الاحتلال الإسرائيلي وآلياته في محاور القتال شرق المدينة. ونشرت سرايا القدس مشاهد لاستهداف جرافة إسرائيلية خلال معارك حي الزيتون شرق غزة. وأفادت صحيفة معاريف بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لتعميق وتوسيع العملية العسكرية في رفح.
وأضافت معاريف أنه تم إدخال اللواء 89 من الكوماندوز في الجيش الإسرائيلي إلى القتال في رفح الليلة الماضية. وهو ما يدل على نوايا الاحتلال توسيع الهجوم البري ضد مدينة رفح، وهو امر ينذر بكوارث انسانية خطيرة، كما دفعت اسرائيل بلواء من الدبابات من محيط المقبرة الشرقية ومول العرب وحي السلام شرق المدينة على وقع غارات وقصف مدفعي للمناطق التي تقدم إليها اللواء.
القمة العربية الـ33 تدعو لمؤتمر دولي للسلام ووقف الحرب على غزة
انطلقت امس أعمال القمة العربية الـ33 في العاصمة البحرينية المنامة، في ظل تصاعد الحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ أكثر من 7 أشهر، ودعت البحرين وجامعة الدول العربية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط.
جاء ذلك في كلمتين لعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، في أثناء الجلسة الافتتاحية للقمة العربية.
ودعا ملك البحرين لعقد مؤتمر دولي للسلام في الأوسط، إلى جانب دعم الاعتراف الكامل بدولة فلسطين وقبول عضويتها في الأمم المتحدة.
وبدوره، أكد أبو الغيط دعمه إقامة مؤتمر دولي للسلام بالشرق الأوسط، مطالبا بـ”إسكات أصوات البنادق” في السودان فورا، كما وصف العدوان الإسرائيلي على غزة “بالمتوحش”، وقال إن الشعوب العربية لن تنسى “هذا العنف الأعمى”.
من جانبه، دعا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المجتمع الدولي لدعم جهود وقف إطلاق النار في غزة، وطالب بوقف أي نشاط يؤثر على سلامة الملاحة البحرية في المنطقة، مشددا على أن المملكة تدعو إلى حل جميع النزاعات بالطرق السلمية لتحقيق الأمن والسلام والازدهار في المنطقة.
وقال عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني إن الحرب على غزة وضعت جميع المواثيق والعهود الدولية على المحك، وأضاف أنه يجب على الحرب أن تتوقف، وعلى العالم أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية لينهي صراعا ممتدا منذ أكثر من 7 عقود.
من جهته، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن إسرائيل تحاول استخدام الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري مع بلاده لإحكام الحصار على قطاع غزة.
وتحدث السيسي عن عجز مؤسف من المجتمع الدولي بقواه الفاعلة ومؤسساته الأممية إزاء ما يحدث في غزة، واتهم إسرائيل بالوقوف والتهرب من مسؤولياتها والمراوغة حول الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار.
في حين طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الدول العربية والأصدقاء بمراجعة علاقاتهم مع إسرائيل، وربط استمرارها بوقف حرب تل أبيب على الشعب الفلسطيني وأرضه، والعودة لمسار السلام والشرعية الدولية.
وتابع أن الأولوية الآن هي الوقف الفوري للعدوان، وزيادة وصول المساعدات الإنسانية، ومنع تهجير الشعب الفلسطيني من غزة أو الضفة، والبدء فورا بتنفيذ حل الدولتين المستند للشرعية الدولية.
وتضم جامعة الدول العربية 22 دولة، ومنذ بدء القمم العربية العادية والطارئة في القاهرة عام 1946، تستضيف المنامة للمرة الأولى اجتماع مجلس الجامعة على مستوى القمة (القادة) في دورته العادية الـ33.
وسبق أن عُقدت قمة طارئة في العاصمة السعودية في تشرين الثاني الماضي، لكنها عجزت عن اتخاذ قرارات مباشرة ضد إسرائيل.
وأعلن أمس العراق سيكون المضيف للقمة العربية الـ ٣٤ في جولتها المقبلة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :