افتتاحية صحيفة الأخبار:
كتاب من بو حبيب للمقداد: نطالب بدعوة سوريا للمشاركة في مؤتمر النازحين
لبنان يخفّض تمثيله في بروكسيل تضامناً مع دمشق
قبل انعقاد الجلسة النيابية غداً لبحث مسألة النازحين السوريين، ردّ وزير الخارجية عبدالله بو حبيب برسالة رسميّة على رسالة نظيره السوري فيصل المقداد الذي اعتبر فيها أن «مؤتمر بروكسيل منصة للهجوم على سوريا».وأكّد بو حبيب، في جوابه حول الهواجس السورية من التغييب المتعمّد لممثلي دمشق عن المؤتمر، أن «مشاركة لبنان في المؤتمر تنطلق من قناعة بعدم جواز تغييب الدول المعنية بالأزمات أو تلك المتأثّرة بها عن المؤتمرات والاجتماعات والمبادرات المخصّصة لهذه الأزمات»، و«انطلاقاً من هذه القناعة يرى لبنان أهمية دعوة الجمهورية العربية السورية للمشاركة في مؤتمر بروكسيل باعتبارها الدولة الأولى المعنية بأهداف المؤتمر ومخرجاته، لذلك طالب لبنان وسيطالب مرة أخرى بدعوة سوريا إلى المشاركة».
وأضاف بو حبيب «يؤكد لبنان على ضرورة مساعدة النازحين ودعمهم في بلدهم خصوصاً أن الأوضاع الأمنية في سوريا تسمح بعودتهم، من خلال تقديم المساعدات المادية والعينية لهم في وطنهم الأم، بدل تحفيزهم على البقاء في بلدان أخرى، وإطلاق عجلة مشاريع نموذجية بعد تعثّر عملية التعافي المبكر الأممية في تحقيق أهدافها المرجوّة».
وحول إشارة المقداد إلى الموقف السياسي لمنظّمي المؤتمر، قال بو حبيب إن «لبنان الحريص على استقرار سوريا وأمنها ورفاه شعبها الشقيق، يؤكد دائماً على حق الشعب السوري في تقرير مصيره وعلى رفضه وإصراره على عدم التدخل في شؤون سوريا الداخلية. ومن هنا فإن مشاركة لبنان في مؤتمر بروكسيل تشكل فرصة لإعلاء الصوت ومحاولة تغيير المقاربة الدولية للأزمة السورية من خلال فصل موضوع النزوح عن السياسة، وذلك تسهيلاً لاستعادة سوريا عافيتها وعودة النازحين السوريين إلى وطنهم. فالعقوبات المفروضة على سوريا هي سياسية بامتياز وسبب أساسي للأزمة الاقتصادية الحادّة وتزيد من معاناة الشعب السوري».
وفي ختام الرسالة حاول بو حبيب تبديد الهواجس السورية مؤكّداً أن «لبنان الذي بادر إلى التحاور مع الحكومة السورية في مسألة النزوح السوري إلى أراضيه، حيث لاقى تجاوبكم لحلّ هذه المسألة خلال زيارتنا الأخيرة لدمشق، سيحاول بالتنسيق معكم ومع المجتمع الدولي وضع خطة شاملة وإجراءات عملية تكون كفيلة بتأمين عودة النازحين إلى ديارهم بكرامة وأمان».
تأتي رسالة وزير الخارجية في ظلّ النقاش الرسمي حول مشاركة لبنان في المؤتمر، إذ سُجّل تطوّر لافت مساء السبت الماضي، حيث حُسمت مسألة عدم مشاركة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في المؤتمر، بعد اتصال الرئيس نبيه بري برئيس الحكومة وحصول نقاش بينهما حول تمثيل لبنان، واقتراح بري بأن يرأس الوفد وزير الخارجية، كتعبير ضمني عن رفض غياب سوريا عن المؤتمر وموقف الاتحاد الأوروبي تجاه مسألة النازحين في لبنان. وتبلور الموقف مع وضوح الموقف السوري، بعد نقاش بين بري وميقاتي وحزب الله الذي يعتبر التنسيق مع الحكومة السورية في أي خطوة تجاه مسألة النازحين أمراً أساسياً ولا يمكن تجاوزه، وبات واضحاً أن الخطوط العامة للموقف الرسمي اللبناني تؤكد على أمرين أساسيين: التنسيق الكامل مع الحكومة السورية واستفادة السوريين من الأموال المخصّصة لهم في مبادرة الاتحاد الأوروبي الجديدة في سوريا وليس في لبنان.
وأعلن ميقاتي أمس أن بو حبيب هو من سيرأس الوفد، خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال التي أطلعته على التحضيرات لانعقاد المؤتمر، وأبلغها رئيس الحكومة بتفاصيل الوفد اللبناني.
وفيما من المنتظر أن تشهد جلسة الغد النيابية، حفلة مزايدات شعبوية وانتخابية من نواب وكتل نيابية، بعضها كان حتى الأمس القريب يأخذ اتجاهات مختلفة، من المُفترض أن تُعقد جلسة تنسيقية اليوم بين ممثّلي الكتل للاتفاق على الحد الأدنى من الإجماع قبل جلسة الغد، بهدف تظهير موقف لبناني موحّد طالما أن جميع الكتل متفقة على معالجة أزمة النزوح وانكشاف مقاربة الاتحاد الأوروبي.
بين الجلسة النيابية وبروكسيل 8 في 27 أيار، هناك نافذة مهمّة أخرى في سياق التنسيق اللبناني - السوري حيال المسائل المشتركة وعلى رأسها مسألة النازحين في حال كانت المساعي الرسمية جادّة، خلال القمة العربية في البحرين. حيث من المؤكّد أن الوفد اللبناني سيرأسه رئيس الحكومة، فيما سيرأس الوفد السوري الرئيس بشار الأسد. احتمالات انعقاد لقاء بين الوفدين على مستوى وزراء الخارجية أمر شبه حتمي، لكنّ المعلومات قليلة حتى الآن عن احتمال حصول لقاء بين الأسد وميقاتي، خصوصاً أن الأخير حتى الآن لم يكلّف رسمياً أياً من الوزراء المعنيين بالتنسيق مع السلطات السورية حيال مسألة النازحين، بل يكتفي بالتعليمات الشفهية.
****************************
افتتاحية صحيفة البناء:
بعد تدمير المقاومة 18 آلية… نتنياهو: نتكبد أثماناً باهظة لكن الحرب وجودية
نصرالله: بيد المقاومة نصران… إحياء القضية وإسقاط ردع المحتل والوقت معنا
_ الكيان عالق بين هزيمتين _ حلّ النزوح بسيط.. افتحوا البحر تأتِ أوروبا للتفاوض
فيما كان رئيس حكومة الاحتلال يجهد للحؤول دون مقاطعة أهالي الضباط والجنود القتلى في حرب غزة والطوفان لكلمته أمام نصب تكريميّ للجنود، بينما كان وزراؤه يتلقون الشتائم من الأهالي، كانت المقاومة تستهدف قوات الاحتلال وآلياته في مناطق مختلفة من قطاع غزة جنوباً وشمالاً، بلغ عددها 18 آلية حتى المساء. وكان نتنياهو الذي يتحدّث عن الأثمان الباهظة للحرب وهو يتحدث عن الألم، يعترف بتراجع موارد القوة التي توافرت بداية الحرب من تأييد داخلي وخارجي وكفاءة الجيش وذخائره، لكنه يقول إن النصر بات قضية وجودية بالنسبة للكيان حيث لا مجال للتراجع.
في وقت لاحق لكلمة نتنياهو كانت كلمة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى القائد المقاوم مصطفى بدر الدين، حيث قدّم نصرالله قراءة مفصلة في مسار الحرب، متحدثاً عن نصرين للمقاومة، نصر سياسي استراتيجي تمثل بإحياء القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، ونصر عسكري استراتيجي تمثل بتوجيه ضربة قاصمة لقدرة الردع لدى جيش الاحتلال من يوم الطوفان، ويجري تثبيتها في كل ما بعده. وبالمقابل تحدث عن حال الكيان العالق بين هزيمتين يخشاهما، هزيمة التسليم بشروط المقاومة والتراجع عن الحرب، وهزيمة التقدّم والبقاء في مستنقع حرب استنزاف لا نصر فيها، وتملك قوى المقاومة المزيد من مصادر القوة والساحات والخيارات التي لم تستخدمها بعد، بينما تنفد من يد الكيان مصادر قوته كما يقول الخط البياني لحالته خلال شهور الحرب داخلياً وخارجياً، سياسياً وعسكرياً، والوقت يعمل لصالح المقاومة ومحورها.
في الشأن الداخلي تناول السيد نصرالله قضية النزوح السوري، معتبراً أنها ثمرة قرار غربي بتجويع الشعب السوري، عبر العقوبات والحصار وقانون قيصر، وسرقة الأميركي للنفط والغاز في شرق سورية، وبالمقابل تحويل لبنان إلى خزان للنزوح لحماية الأمن الأوروبي من ضغوط هجرة النازحين، وذلك عبر توفير تمويل النازحين لبقائهم في لبنان وضمان التزام لبنان بمنع هجرتهم بحراً إلى أوروبا، معتبراً أن إجبار الأوروبي على التراجع والمساهمة في عودة النازحين، يعني إجباره على وقف حرب التجويع ضد السوريين، ولا طريق لذلك الا بتخلي لبنان عن قبول لعب دور خط الدفاع عن الأمن الأوروبي على حساب أمنه، عبر فتح البحر أمام النازحين للهجرة بطرق آمنة، وهذا يحتاج إلى وطنية حقيقية وبعض الشجاعة، وسوف يتكفل بجلب الأوروبيين للتفاوض.
وخلال المهرجان التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد «السيد ذو الفقار» بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاده، أكد السيد نصرالله أن العدوّ الإسرائيلي لم يستطع تحقيق أهدافه المُعلنة بالحق الأدنى فما زالت الصواريخ حتّى اليوم تسقط في بئر السبع ومستوطنات غلاف غزّة، معتبرًا أن «المسألة ليست فقط بفشل تحقيق الأهداف بل هي مسألة خسائر استراتيجية».
وقال: “إن “إسرائيل” أثبتت أنها “دولة” عاجزة وفاشلة وغير جديرة بالثقة والتأثير الاستراتيجي يظهر عند مستوطني الكيان الذين وُعدوا بالأمن والأمان ولكن ما يرونه في استطلاعات الرأي هو غياب صورة النصر ويطالبون برحيل نتنياهو ومن معه”.
وأضاف: “اليوم “إسرائيل” بلا ردع ولم تنجح في ردع المقاومة من كلّ دول المحور وأصبحت صورتها متآكلة، ونتنياهو يعتبر أنَّه في مأزق كبير فهو غير قادر على الانسحاب من غزّة، لأنه سيواجه التمرد ولا يستطيع الاستمرار لأن هزيمته حتمية، وكبار جنرالات الحرب يقولون إن إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب يجر الكيان نحو الهاوية”. وأوضح أن “الحرب اليوم على غزّة هي أكبر معركة يخوضها الشعب الفلسطيني مع دولة العدوّ التي ستخرج مأزومةً من الحرب. فالمقاومة اليوم باتت تملك جرأة أكبر في المفاوضات”. وبين السيد نصر الله أن العدوّ يواصل هجومه على رفح لتحقيق صورة النصر، ولكن ذلك يُعبّر عن الوهن السياسي والعسكري داخل كيان العدوّ لأنه يبحث عن مخرج لهزيمته”.
وأشار إلى أن “أميركا إذا جمَّدت صفقة سلاح فستعود وتُرسلها، وهذا خداع أميركي ومجرد خلاف تكتيكي بين الولايات المتحدة و”إسرائيل”. وقال: “قُدّمت ورقة مصرية قطرية وافقت عليها أميركا و”إسرائيل” وفاجأتهم حماس بموافقتها وحتّى نتنياهو صُدم لأن الورقة تعني هزيمة كيان العدو.. أميركا سكتت عن رفض نتنياهو وحكومته للورقة التي وافقت عليها بنفسها في حين لو أنَّ حماس هي من رفضت لرأينا تصرفًا مختلفًا من الإدارة الأميركية”.
واعتبر السيد نصرالله أن أمام العدوّ خيارين فقط، إما العودة لورقة الوسطاء وذلك يعني الهزيمة أو الاستمرار في الاستنزاف، وقال: “مهما كانت المعاناة، فمعركة اليوم معركة تاريخية في المحور بأكمله وتصنع إنجازًا حقيقيًا”.
وأعلن السيد نصر الله أن “الربط بين جبهة الإسناد اللبنانية والفلسطينية هو أمر قطعي ولا نقاش فيه والعالم كلّه سلّم بهذه الحقيقة، ولذلك أبلغ الأميركيون نتنياهو بأن لا حلّ في الشمال من دون وقف إطلاق النار في غزّة”. وخاطب المستوطنين الصهاينة الذين يستعجلون العودة إلى الشمال قائلًا: “اذهبوا إلى حكومتكم حتّى توقف العدوان على غزّة”. وسخر السيد نصر الله من وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت الذي زعم أنه قضى على نصف مقاتلي حزب الله، قائلًا: “ أنا كنت أقول عنه “مسطّل” ولكن اليوم أقول إنه “مستهبل ومكتّر»”.
وتطرّق السيد نصرالله الى ملف النزوح السوري في لبنان، وشدد على أن “أميركا وأوروبا والمجتمع الدولي يتحملون مسؤولية عودة النازحين فهم من يقدمون الأموال حتّى لا يعود النازحون إلى سورية، ومجلس النواب يستطيع تشكيل لجنة تذهب إلى الدول التي تعارض عودة النازحين لتحميلها المسؤولية”، مشددًا على وجوب التواصل مع الحكومة السورية بشكل رسمي من قبل الحكومة اللبنانية لفتح الأبواب أمام عودة النازحين. وتابع: “تجب مساعدة سورية لتهيئة الوضع أمام عودة النازحين، وأول خطوات المساعدة هي إزالة العقوبات عنها، وإذا كان مجلس النواب حقًا يريد إعادة النازحين فعليه مطالبة الولايات المتحدة الأميركية بإلغاء قانون “قيصر” ومطالبة أوروبا بإلغاء العقوبات. سورية لديها من العقول والخبرات والإمكانات ما يكفي للتعافي خلال سنوات، في حال أُزيلت العقوبات عنها”. وأردف: “يجب أن نحصل على إجماع لبناني يقول، فلنفتح البحر أمام النازحين السوريين بإرادتهم بدلًا عن تعريضهم للخطر عبر الرحيل عبر طرق غير شرعية، وهذا يحتاج لغطاء وطني”. واعتبر أن قرار فتح البحر أمام النازحين يحتاج إلى شجاعة وإذا اتّخذناه فسيأتي الأميركي والأوروبي إلى الحكومة سعيًا لإيجاد حل فعلي، وقال: “الحل برأينا هو بالضغط على الأميركي الذي يمنع عودة النازحين والحديث بشكل جدي مع الحكومة السورية وإلا فنحن نُتعب أنفسنا بحلول جزئية لن توصلنا للنتيجة المطلوبة”.
الى ذلك، أبرق رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان إلى رئيس الجمهورية العربية السورية ـــ الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور بشار الأسد، مهنئاً بانتخابات “حزب البعث” وتجديد الثقة به أميناً عاماً للحزب.
ومما جاء في برقية حردان: “قد عكست نتائج انتخابات حزب البعث العربي الاشتراكي – الذي تجمعنا به علاقة تحالفية ثابتة معمّدة بالدماء – كل مضامين الشفافية والحرية. وهذه محطة إضافيّة تغني محطات عديدة جسّد من خلالها أبناء شعبنا، على اختلاف مجالات عملهم ونضالهم، صحة الانتماء ومضاء العزيمة وثبات الموقف، في الالتفاف حول قيادتكم الشجاعة وجيشنا الباسل، في أصعب الظروف وأشدها خطورة”. وتوجّه حردان إلى الرئيس الأسد بالقول: “نثمن عالياً ما ورد في خطابكم، والذي يشكل خريطة طريق حول مفهوم علاقة الحزب بالسلطة، ودور القيادة واللجان كافة. ويؤكد أن التطوير الجاري ليس استجابة لظروف خارجية أو ضغوط بل إنه حاجة حسية ووطنية وقومية”.
وختم بالقول: “نؤكد لسيادتكم عن عمق العلاقة التي تجمع حزبينا والتي تقوم على ثابت الخيارات الوطنية والقومية التي تضع في أولوياتها مصلحة شعبنا وبلادنا، والدفاع عن أرضنا في مواجهة الاحتلال والإرهاب والحصار. وبأننا عازمون على إنجاز استحقاقنا الانتخابي في المواعيد الدستورية لحزبنا، لنرسخ فكرة إنجاز الاستحقاقات الحزبية كافة، إيماناً منّا بأهمية تفعيل دور الأحزاب في بلادنا من أجل مصلحة سورية التي هي فوق كل مصلحة”.
وكانت منفذية عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي أحيت ذكرى شهداء مجزرة حلبا باحتفال حاشد في باحة مكتبها، بحضور شخصيات سياسية وحزبية.
ولفت عميد الثقافة والفنون الجميلة في “القومي” الدكتور كلود عطية في كلمته الى أن “محاكمة مرتكبي المجزرة وإنزال العقوبة الأشد بحقهم، أولوية الأولويات، ولنا ملء الثقة بالقضاء لتحقيق العدالة، وإحباط أي محاولة فصل المجزرة عن سياقها الإرهابي، إنقاذاً للبنان من هذا الإرهاب المتوحش عدو الانسان والانسانية”.
بالعودة الى الشأن الميداني على الحدود، واصلت المقاومة الإسلامية تسديد ضرباتها للعدو الإسرائيلي، وأعلنت عبر سلسلة بيانات أن مجاهديها شنوا هجومًا جويًا بسرب من المسيرات الانقضاضية على خيم استقرار ومنامة ضباط وجنود العدو في الموقع المستحدث لكتيبة المدفعية الاحتياطية 403 التابعة للفرقة 91 جنوب “بيت هلل”. وتمكنت المقاومة من تدمير دبابة ميركافا وقتل وجرح طاقمها، بعد استهدافها بصاروخ موجّه لدى خروجها من مخبئها وتحرّكها في ثكنة “يفتاح”. كما استهدفت المقاومة عددًا من جنود العدو بعد رصد تحركاتهم داخل موقع “بركة ريشا”، بقذائف المدفعية. ونصبت كميناً ناريًا لقوة من جنود العدو، ولدى وصولها الى نقطة المكمن غرب ثكنة برانيت، استهدفها المجاهدون بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة. وضربت غرفة مجهزة بالمعدات التجسسية جانب موقع “الجرداح” بعد أن دخلها عدد من جنود العدو، ما أدى إلى تدميرها وإيقاع من فيها بين قتيل وجريح. ودكت موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة.
في المقابل أعلن جيش العدو الإسرائيلي سقوط طائرة مسيّرة عن بُعد في منطقة “زرعيت” تسللت من لبنان من دون وقوع إصابات. وشنت مسيرة غارة على بلدة شيحين اثناء تفقد بعض الأهالي منازلهم، والعمل على نقل بعض حاجاتهم، بعد التنسيق مع قوات “اليونيفيل” وبمؤازرة من دورية للجيش اللبناني، ومن دون وقوع إصابات.
على صعيد آخر، وعشية الجلسة النيابية المتوقعة لبحث ملف النازحين السوريين، تابع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الأوضاع العامة والمستجدات السياسية وشؤوناً تشريعية خلال لقائه نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الذي أكد في دردشة مع الإعلاميين “أهمية الجلسة النيابية للخروج بموقف وطني جامع حيال ملف النازحين السوريين”، مجدداً دعوته كافة الاطراف السياسية والكتل النيابية الى “وجوب الحوار والتوافق من أجل انتخاب رئيس للجمهورية”، معرباً عن خشيته من أن “الاستمرار بالمكابرة والنكد ورفض الحوار والتلاقي لن يوصلا الى حل على الإطلاق إنما على العكس تماماً”، مؤكداً ان “المنطق الرافض لقواعد الحوار والتوافق في ملف انتخابات رئاسة الجمهورية سيطيل أمد الفراغ وقد تنتهي ولاية المجلس الحالي من دون رئيس للجمهورية والنتيجة الخاسر الأكبر هو لبنان واللبنانيين”.
من جهته، قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يتوجّه الى القمة العربية في البحرين بعيد جلسة الأربعاء: “ينعقد لقاؤنا على وقع استمرار الحملات على الحكومة في ملف النازحين السوريين، في نهج بات واضحاً أنه يتقصد التعمية على الحقيقة لأهداف شعبوية والى شل عمل الحكومة وإلهائها بالمناكفات والسجالات التي لا طائل منها. لكننا نجدد اليوم التأكيد أننا ماضون في عملنا وفي تنفيذ ما اتخذناه من قرارات بضمير حي وشعور بالمسؤولية”.
وأكدت أوساط السراي الحكومية لـ”البناء” أن “الرئيس ميقاتي سيؤكد في كلمته في الجلسة النيابية التعاون مع المجلس وكافة الأطراف السياسية لمعالجة أزمة النزوح، وأنه سيلتزم هو والحكومة بالتوصيات الصادرة عن المجلس النيابي، لأن الهدف مد اليد لجميع الأطراف والقوى النيابية والسياسية لمعالجة هذه الأزمة الوطنية بعيداً عن المزايدات السياسية والشعوبية وليس لإثارة المزيد من الخلافات، ومن هذا المنطلق تمنى الرئيس ميقاتي على الرئيس بري الدعوة لعقد جلسة نيابية وتجاوب رئيس المجلس ودعا الى جلسة الغد”.
وعما إذا كانت الحكومة سترفض الهبة بحال لم يوافق عليها المجلس النيابي، أوضحت الأوساط أن “موضوع الهبة الأوروبية منفصلة عن ملف النازحين السوريين، لكون الاتحاد الأوروبي يدفع الهبة سنوياً ومنذ عشر سنوات وبعلم الجميع ولم يعترض أحد! فلماذا لم ترفض في السابق؟ لكن ما حصل أن الاتحاد الأوروبي قرر دمج الهبات المخصصة للسنوات الثلاثة المقبلة، فلماذا هذه المزايدات وإثارة الغبار حولها لمصالح شخصية وسياسية؟ وشددت الأوساط على أن الهبات غير مشروطة ولا تُرتب على لبنان أي التزامات مالية أو سياسية، وهي مبرمجة ضمن ثلاث سنوات وآليات قانونية معينة، لتعزيز البنية التحتية اللبنانية التي أرهِقت وأنهِكت جراء عبء النزوح، وبالتالي بحسب الأوساط إن كل من يقول خلاف ذلك يجافي الحقيقة ويندرج في اطار المزايدات، وبكافة الأحوال فإن رئيس الحكومة سيشرح باستفاضة موقفه في الجلسة وسيشدد على التعاون مع جميع الأطراف بمعزل عن مواقفها”.
وعن الحل الذي اقترحه السيد نصرالله بفتح البحر امام النازحين لفتت الأوساط الى ان الحكومة أعدت خطة تتطلب تعاون كافة الاطراف الداخلية ومساعدة المجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي وأيضاً التنسيق مع الحكومة السورية. لكن الحكومة لن تتوانى عن اتخاذ أي خطوة تساعد بحل أزمة النزوح وعودة النازحين الى سورية.
وكانت المديرية العامة للأمن العام أعلنت عن تأمينها العودة الطوعية لنازحين سوريين من لبنان إلى سورية عبر مركز القاع الحدودي، وعرسال عبر معبر الزمراني على الحدود السورية اليوم اعتباراً من الخامسة صباحاً.
ويغادر الرئيس ميقاتي الى البحرين الأربعاء المقبل للمشاركة بأعمال القمة العربية، وأشارت أوساط السراي الحكومية لـ”البناء” الى أن “الرئيس ميقاتي يُعدّ كلمته التي سيلقيها في مؤتمر القمة العربية وتتركز حول العناوين التالية:
*القضية الفلسطينية والوضع في غزة والتداعيات على الجبهة الجنوبية، ومطالبة الدول العربية بالضغط لوقف العدوان الإسرائيلي على الجنوب وعلى غزة وتطبيق قرارات القمة العربية في بيروت عام 2002 التي تتضمن إنشاء دولة فلسطينية تضمن جميع حقوق الفلسطينيين.
*ملف النزوح وطلب مساعدة الدول العربية للبنان لإعادة النازحين السوريين الى بلدهم.
وعلمت “البناء” أن ميقاتي سيغادر الى البحرين بعد انتهاء الجلسة النيابية المخصصة لملف النزوح، أما جدول لقاءات رئيس الحكومة على هامش القمة العربية في المنامة فلم يُحدّد بعد، حيث غادر مدير البروتوكول في السراي الى المنامة لوضع الجدول النهائي للقاءات والتي لن تكون كثيرة لكون الزيارة قصيرة ومرتبطة بالمشاركة بفعاليات القمة وعقد بعض اللقاءات السريعة على أن يعود يوم الخميس المقبل الى بيروت.
وعلمت “البناء” أن جدول استقبالات رئيس الحكومة لم يلحظ زيارات لمسؤولين غربيين باستثناء زيارة لوزيرة خارجية كندا ميلاني جولي.
وفيما تجتمع مجموعة سفراء الخماسية في السفارة الأميركية غداً، استقبل السفير السعودي لدى لبنان وليد بن عبد الله بخاري، في مقر السفارة في بيروت عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب محمد سليمان.
******************************
افتتاحية صحيفة النهار
لبنان الرسمي يتخبط… بين البحرين وبروكسيل
عكس تخصيص السيد نصرالله حيزا بارزا من خطابه امس لملف النازحين السوريين، عقب الحيز الأكبر عن تطورات حرب غزة و”جبهة الإسناد” في الجنوب، مدى تقدم هذا الملف واحتلاله أولوية لم يكن في امكان قيادة “الحزب” المتورط تورطاً كاسحاً في الحرب السورية، الا ان ينخرط في مقاربته عشية ارتسام موقف توافقي عام من ازمة النزوح في #الجلسة النيابية المقرر انعقادها غدا. ذلك ان لوحة المواقف الداخلية من هذا الملف ترجح عشية الجلسة ان يتم التوصل الى صياغة وصفت بانها مشجعة حيال توقع توصية – موقف ستتسم بطابع عاكس تماما للمناخ الداخلي الصاعد بقوة حيال تداعيات وتأثيرات الوجود المتفلت للنازحين السوريين. ولكن منسوب هذا “التفاؤل” بدا عرضة للتشكيك بعض الشيء لدى تصاعد مؤشرات تثير مسالة التواصل الرسمي وحجمه ومداه مع سلطات النظام السوري، وما اذا كان بعض الافرقاء سيعمدون الى اختراق الأجواء الإيجابية بالمزايدات والتضخيم لهذا الجانب بما يتجاوز اطار السعي الى اجماع او شبه اجماع نيابي حول التوصية التي ستصدر في شان ملف النازحين. وما يستدعي الحذر و”النقزة” في هذا السياق هو “اقحام” موضوع المشاركة اللبنانية الرسمية في موتمر القمة العربية في #البحرين الخميس المقبل ومؤتمر ب#روكسيل المخصص لازمة النازحين في السابع والعشرين من الحالي. وفيما لم تتوافر معطيات دقيقة عن سبب قرار رئيس الحكومة نجيب #ميقاتي عدم المشاركة في مؤتمر بروكسيل بعدما كان يتجه سابقا الى هذه المشاركة، برزت في المقابل المعلومات التي تحدثت عن تحضيرات لاجتماع لبناني – سوري على هامش القمة العربية في البحرين.
وأفادت المعلومات ان تواصلا مباشرا حصل للمرة الأولى بين ميقاتي والحكومة السوريّة، بعد أن كان يتولّى هذا التواصل وزراء ورؤساء أجهزة أمنيّة. وكشفت المستشارة الخاصّة للرئيس السوري لونا الشبل عن اتصالات تلقّاها رئيس الحكومة السوريّة حسين عرنوس من رئيس الحكومة اللبنانيّة نجيب ميقاتي. وشهد هذا التواصل الهاتفي اتفاقاً على عقد لقاءٍ يجمعه مع الوفد المرافق للرئيس بشار الأسد الى القمّة العربيّة التي ستقام في العاصمة البحرينيّة المنامة، والتي ستُعقَد على مستوى القادة يوم الخميس المقبل، “للبحث في أمور تخصّ شعبَي البلدين”، وفق تعبير الشبل. واعتبر هذا الاجتماع تطوّراً مهمّاً على صعيد العلاقات اللبنانيّة السوريّة على المستوى الرسمي، في وقتٍ قفز ملف النازحين السوريّين إلى صدارة الاهتمامات اللبنانيّة، علماً أنّه كان لافتاً أنّ رئاسة الحكومة اللبنانيّة لم تعلن عن الاتصالات مع رئاسة الحكومة السوريّة.
رد ميقاتي
وفي مؤتمر حول محاربة الفساد عقد امس في السرايا، قال الرئيس ميقاتي الذي يتوجه الى القمة العربية في البحرين بعيد جلسة الأربعاء النيابية “ينعقد لقاؤنا على وقع استمرار الحملات على الحكومة في ملف النازحين السوريين، في نهج بات واضحا أنه يتقصد التعمية على الحقيقة لاهداف شعبوية والى شل عمل الحكومة والهائها بالمناكفات والسجالات التي لا طائل منها. لكننا نجدد اليوم التأكيد أننا ماضون في عملنا وفي تنفيذ ما اتخذناه من قرارات بضمير حي وشعور بالمسؤولية، وسيكون لنا كلام تفصيلي في هذا الاطار في جلسة مجلس النواب الاربعاء باذن الله”. وإستقبل ميقاتي سفيرة الاتحاد الاوروبي ساندرا دو وال التي اطلعته على التحضيرات لانعقاد مؤتمر بروكسيل الثامن بشأن “دعم مستقبل سوريا والمنطقة”. وقد ابلغها ميقاتي ان الوفد اللبناني الى المؤتمر سيكون برئاسة وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب الذي غادر بعد ظهر امس بيروت متوجها الى البحرين للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري لاعمال القمة العربية .
في سياق عربي متصل التقى قائد الجيش العماد جوزف عون في إطار زيارته إلى دولة قطر امس رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني الذي أكد “مواصلة بلاده تقديم الدعم للمؤسسة العسكرية كي تستطيع متابعة دورها الأساسي في الحفاظ على أمن لبنان واستقراره”. وبحسب الخارجية القطرية، ان الطرفين استعرضا علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، وأكد وزير الخارجية القطرية دعم بلاده للجيش ومؤسسات الدولة في لبنان، و”وقوفها باستمرار إلى جانب شعبه الشقيق”.
نصرالله
في غضون ذلك تضمنت كلمة السيد نصرالله تمسكا “قاطعا” بربط الجنوب بغزة وقال ان “جبهة الإسناد اللبنانية مستمرة كماً ونوعاً وتفرض معادلات، والربط مع جبهة غزة هو أمر قاطع. ومهما كانت التضحيات اليوم، فإن هذه المعركة تاريخية وتصنع الإنجاز التاريخي والحقيقي. نحن في تقديرنا ان لدى العدو خيارين: العودة لورقة الوسطاء وذلك يعني الهزيمة، أو الاستمرار في الاستنزاف.” وقال: “إسألوا سكان الشمال لكي تعرفوا ما يجري في جبهة لبنان، وهذه الجبهة هدفها الضغط لوقف الحرب في غزة”. واعتبر ان “ما جرى في الأمم المتحدة والمحكمة الدولية يؤكد الدعم الأميركي لإسرائيل وعدم تغير موقفها”.
وتناول ملف النازحين السوريين مشددا على ان “لا مناص من التواصل مع الحكومة السورية لعودة النازحين ولا بد من تشكيل وفد لزيارة دول مثل أميركا لإقناعها بعودتهم. الكل يريد عودة النازحين السوريين باستثناء بعض الجمعيات وعليه فإن العقبة هي من الأوروبيين والأميركيين”. واعتبر ان “اجتماع مجلس النواب الأربعاء المُقبل هو فرصة لتقديم طروحات عملية لملف النازحين السوريين، وهناك إجماع على معالجة ملف النازحين السوريين في لبنان” . ودعا الى “اتخاذ موقف وطني لبناني لفتح البحر أمام المغادرة الطوعية للنازحين السوريين نحو أوروبا، وعندما يتخذ قرار كهذا كل الغرب والأوروبيين سيأتون إلى لبنان ويدفعون بدل المليار 20 مليارا”.
وكان “الحزب” اعلن امس انه ” شن هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على خيم إستقرار ومنامة ضباط وجنود العدو في الموقع المستحدث لكتيبة المدفعية الاحتياطية 403 التابعة للفرقة 91 جنوب بيت هلل وأصابت أهدافها بشكل مباشر، وأوقعت ضباط وجنود العدو بين قتيل وجريح”. كما اعلن استهداف ثكنة يفتاح عند خروج دبابة ميركافا من مخبئها”. واعلن انه “نصب كمينا ناريا لقوة من جنود العدو، ولدى وصولها الى نقطة المكمن غرب ثكنة برانيت، 2024 استهدفها بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية وأوقع فيها إصابات مؤكدة”.
في المقابل، اعلن الجيش الإسرائيلي سقوط طائرة مسيّرة عن بُعد في منطقة زرعيت تسللت من لبنان من دون وقوع إصابات. واشار الى رصد إطلاق 3 صواريخ من جنوب لبنان نحو منطقة برانيت الحدودية. وشنت مسيرة غارة على بلدة شيحين اثناء تفقد بعض الاهالي منازلهم، والعمل على نقل بعض حاجاتهم، بعد التنسيق مع قوات اليونيفيل وبمؤازرة من دورية للجيش اللبناني .وافيد بان لا اصابات جراء الغارة. ايضا، استهدفت المدفعية الاسرائيلية اطراف بلدة ميس الجبل، وشن الطيران الحربي مساء غارة على العديسة خلفت دمارا واسعا .
*************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
«الخماسية» لآلية تحرّك جديد .. تواصل لبناني – سوري حول النازحين
لا يوجد ايّ حراك جدّي يعوّل عليه حتى الآن، يمنح اللبنانيين فسحة أمل، ولو ضيّقة، في عودة انتظام الحياة السياسية في هذا البلد بالشكل الذي يفتح أفقاً لانفراج رئاسي وحكومي يؤسس بخطوات علاجية وإنقاذية، لاستعادة الدولة وجودها وهيبتها، وليعود هذا البلد ليحتل موقعه وحضوره على الخريطة الدولية.
مراوحة مفتوحة
عنوان الداخل، شكلاً ومضموناً، هو المراوحة السلبية على كل الصعد، وسقفها مفتوح الى ما شاء الله، ضمن خريطة سياسية متعادية، ولّدت تناقضاتها وحساباتها وارتهاناتها واستقواؤها على البلد، ما يُسمّى «توازن التعطيل» القاتل للحياة السياسية في هذا البلد، وليس من أطراف الانقسام الداخلي، المشحونة ضدّ بعضها البعض، من هو مستعدٌ بصدق، لأن يتنازل ويتواضع ويتخلّى عن إقفال التعقيد والتخريب، ويشارك، ولو من حيث الشكل، في ردم حفر العداوات التي تتعمق أكثر فأكثر، وباتت تهدّد حاضر ومستقبل هذا البلد واهله.
الملف الرئاسي، وبعدما استنفدت كلّ محاولات كسر حلقة، أو بمعنى أدق، حلقات التعقيد التي تقيّده منذ ما يقرب من 19 شهراً، أُخرج راهناً من أجندة الأولويات الداخلية، بحيث لم يعد له وجود سوى بعض المواقف والتصريحات، او في المقاربات التذكيرية به، التي تتبدّى في الحراكات المتقطعة لسفراء دول اللجنة الخماسية، وكذلك في لقاءاتهم الدورية التي بدأت في شباط الماضي في دارة السفير السعودي وليد البخاري، ثم في مقر السفارة الفرنسية، ثم في منزل السفير المصري علاء موسى، وصولاً الى لقاء السفراء في السفارة الاميركية غداً الاربعاء، في ضيافة سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون.
المعلومات السابقة للقاء السفراء الخمسة غداً، تفيد بأنّ لقاءهم مناسبة لجوجلة الأفكار والطروحات التي وقفوا عليها في تحرّكهم الأخير، والبناء عليها لرسم آليات تحرّك جديد يزمعون القيام به خلال فترة قريبة، في محاولة جديدة لخلق مناخ ايجابي يغلّب منطق الحوار بين الاطراف اللبنانيين، ويقود بهم الى التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية.
ورجحت معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» من مصادر واسعة الاطلاع أن يستهل الحراك الجديد لسفراء الخماسية، بزيارة تسبقه إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يؤكّد انّ المعبر الإلزامي والوحيد لإتمام الانتخابات الرئاسية، هو جلوس الأطراف على طاولة الحوار او النقاش وبناء اوسع مساحة توافقية على رئيس الجمهورية العتيد.
واكّدت مصادر على اطلاع مباشر على تفاصيل حراكات السفراء لـ«الجمهورية» أن لا نتيجة ترجى من أيّ حراك للسفراء، إن كان سيكرّر مجريات حراكاتهم السابقة، وإن لم يكن معززاً بتصوّر جديد، نبرته جدّية، ويتسم بقدرة حقيقية وفاعلة على إقناع الاطراف الرافضة لمنطق الحوار بالخضوع له والسير في المنحى التوافقي والحواري الذي يؤكّد عليه سفراء الخماسية. وخصوصاً انّ باب التدخّل الخارجي لفرض رئيس للجمهورية مقفل تماماً. فالفرنسيون يؤكّدون أنّهم يمارسون ضغوطاً لتوافق اللبنانيين على رئيس، وبالتالي لا أحد في الخارج في امكانه ان ينوب عن اللبنانيين في اختيار رئيسهم والتوافق عليه. كذلك الأمر بالنسبة الى الاميركيين، وآخر ما قيل في هذا السياق جاء على لسان الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، حيث أبلغ نواب المعارضة ما حرفيته: «لا تتأملوا أن نأتي إليكم ونقول انتخبوا هذا الرئيس أو ذاك، فالرئاسة مشكلة لبنانية تخصكم وتخصّ اللبنانيين».
تشاؤم
على أنّ اللافت للانتباه في هذا السياق، هو التشاؤم الكلي الذي يبديه مرجع سياسي حيال الملف الرئاسي، حيث قال لـ«الجمهورية» رداً على سؤال حول ما يتردّد عن احتمالات جدّية لحسم الملف الرئاسي خلال الشهرين المقبلين: «لا اساس لكل ما يُقال، ما نتمناه أن يُحسم الملف الرئاسي اليوم قبل الغد، ولكن الامر ليس كذلك، لأنّ شرط الحسم، أي الحوار والتوافق، ليس متوفراً حتى الآن، وبالتالي فإنّ المواعيد التي نسمعها من هنا وهناك، لا تعدو أكثر من مجرّد تسلية وكلام فارغ».
وعمّا إذا كانت بعض الأطراف في وارد تليين مواقفها من الملف الرئاسي، سارع الى القول: «كل الناس تعتبر نفسها فوق البلد واقوى من البلد، وانّها المتحكمة بزمام الامور فيه. خلاصة الكلام، في الجو القائم حاليّاً، وبالشروط التي لا تنتهي، ينبغي أن نتوقّع عمراً مديداً للشلل والتعطيل».
ورداً على سؤال عن ربط الملف الرئاسي بملف الحرب الدائرة في الجنوب، قال: «أنا لا اتفق مع القائلين بهذا الأمر، أنا على يقين من أنّ في استطاعتنا ان ننتخب رئيساً خلال ايام إن سرنا في طريق التوافق. فكلما عجّلنا بذلك كان افضل للبلد، هناك من يعتقد أنّ تأجيل الحسم الرئاسي الى ما بعد الحرب هو الخيار الأسلم لديه، حيث انّ ظروفاً قد تطرأ وتفرض خياره الرئاسي على سائر الخيارات، ولكن هذا البعض تناسى او غاب عنه أنّ السياسة لا ترحم احداً، ومصالح الدول قد تفرض الظروف تقاطعها، ومن هنا قد تحمل مرحلة ما بعد الحرب، مفاجآت قد تقلب الواقع رأساً على عقب، وحينها من يرفض ويشترط يصبح ما يرفضه اليوم، هو أكثر ما ينادي به بعد الحرب. لذلك فإنّ الأسلم للجميع ان نعجّل في انتخاب الرئيس، ونستطيع ذلك إن اردنا».
جلسة المليار
وفي الجانب الآخر، من جدول أعمال الاسبوع الجاري، يتربّع ملف النازحين السوريين، الذي ارتفع في الفترة الاخيرة الى رأس قائمة المتابعات على غير صعيد سياسي وامني وشعبي. وفيما توالت الاجراءات الأمنية التي تسارعت خلال الايام الاخيرة، لضبط الإقامات غير الشرعية للنازحين، والحدّ من تفلّت المخالفين منهم، وقمع المخالفات التي يديرونها إمّا مباشرة او وكالة عن لبنانيين في مختلف المناطق، تتسارع التحضيرات للجلسة العامة التي يعقدها المجلس النيابي غداً الاربعاء لمناقشة ملف النازحين، وما يتصل بهبة المليار يورو التي أشعلت السجال حولها في الايام الاخيرة.
وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ اجتماعاً نيابيّاً سيعقد اليوم في مجلس النواب يحضره نواب من كتل نيابية مختلفة، لعرض الافكار والطروحات التي قدّمتها الكتل النيابية لحل أزمة النازحين، وبناءً عليها يُصاغ موقف إجماعي يصدر عن المجلس، يتضمن مجموعة مبادئ ومسلّمات تؤكّد على الحسم السريع لملف النازحين واعادتهم الى بلدهم، ورفض بقائهم في لبنان تحت أي اطار او عنوان، وكذلك رفض أي توجّه دولي، وخصوصاً من دول الاتحاد الاوروبي، لإبقائهم في لبنان وضمّهم إلى النسيج اللبناني، وايضاً مطالبة الحكومة اللبنانية بتنظيم دقيق لوضع السوريين في لبنان، والضبط الكلي للمعابر وخصوصاً المعابر غير الشرعية مع توفير الدعم الكامل للأجهزة الامنية، وكذلك للجيش اللبناني في حماية وضبط الحدود. وكذلك قيام الحكومة اللبنانية بأوسع حملة دولية لرفع ثقل النازحين السوريين عن لبنان، والسعي الجدّي والفاعل والسريع من قبل الحكومة مع الحكومة السورية لتأمين عودتهم من دون اي إبطاء او مماطلة.
ورداً على سؤال، قالت مصادر نيابية لـ«الجمهورية»: «ما سيصدر عن المجلس النيابي هو توصية وليس قراراً، والأجواء بشكل عام ايجابية، والكل متفقون على أنّ هذه المسألة باتت تشكّل خطراً كبيراً على لبنان. والمجلس النيابي يقوم بواجبه، ويطرح توصية الى الحكومة التي عليها ان تتحمّل مسؤولياتها وتقوم بما يجب لحل هذه المسألة، واتخاذ الإجراءات والخطوات التي توجب المجتمع الدولي مساعدة لبنان في الانتهاء من هذه الأزمة».
واستغربت المصادر الإثارة غير المبرّرة لهبة المليار يورو، واعتبرت انّ وصفها بالرشوة هو الظلم بعينه. وسألت: لنفرض انّ هذه الهبة لم تتقّرر للبنان، فهل سيعود النازحون، وكذلك، ومع انّها تقرّرت، هل هي كافية لإعادتهم؟ علماً اننا لو دققنا في هذه الهبة سنرى حقيقة انّ لبنان أُخذ منه ولم يُعطى، فالهبة مقرّرة على 4 سنوات اي بمعدل 250 مليون يورو كل سنة. بينما كان مخصصاً له قبل الهبة نحو 265 مليوناً، بتخفيض 15 مليوناً، وبمعزل عن كل شيء، هل هذا المبلغ يصلح اولاً لأن نسمّيه هبة؟ وهل يصلح ثانياً لأن نسمّيه رشوة؟
بري: موقف موحّد
واكّد الرئيس بري حرصه على أن تخرج الجلسة بموقف موحّد وجامع، وتوجّهه السابق لهذه الجلسة هو إبعادها عن المطولات، وعدم تحوّلها الى حلبة مهاترات ومزايدات ومحاولات لتسجيل نقاط على هذا الطرف او ذاك.
وإذا كانت ازمة النازحين تشكّل ثقلاً على كل اللبنانيين من دون استثناء، فإنّ منطق المزايدة هو السائد لدى بعض الاطراف، وهو ما أكّدت مصادر نيابية لـ«الجمهورية» أنّه لن يغيب عن جلسة الاربعاء، وخصوصاً بين اطراف درجت في الفترة الاخيرة على زخّ سلسلة مواقف اعتراضية على وجود النازحين، تناقض مواقفها السابقة التي تصدّرت فيها المرحّبين بهم من باب تضامنها مع الشعب السوري ضدّ نظام بشار الاسد. وبين اطراف أخرى اعترضت على تدفق النازحين ودعت الى ضبط وجودهم ومنع تفشيهم في الداخل اللبناني، وإقامة مخيمات لهم قريبة من الحدود.
تواصل لبناني- سوري
في سياق متصل، كشفت المستشارة الخاصّة للرئيس السوري لونا الشبل عن اتصالات تلقّاها رئيس الحكومة السوريّة حسين عرنوس من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.
وشهد هذا التواصل الهاتفي اتفاقاً على عقد لقاءٍ يجمعه مع الوفد المرافق للرئيس بشار الأسد الى القمّة العربيّة التي ستقام في العاصمة البحرينيّة المنامة، يوم الخميس المقبل، «للبحث في أمور تخصّ شعبَي البلدين»، وفق تعبير الشبل.
ويشكّل هذا الاجتماع تطوّراً مهمّاً على صعيد العلاقات اللبنانيّة- السوريّة على المستوى الرسمي، في وقتٍ قفز ملف النازحين السوريّين إلى صدارة الاهتمامات اللبنانيّة.
وكان ميقاتي قد رعى في السرايا الحكومية امس، حفل اطلاق «التقرير الثاني بشأن تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد»، ولفت في كلمة القاها في المناسبة الى «استمرار الحملات على الحكومة في ملف النازحين السوريين، في نهج بات واضحاً أنّه يتقصّد التعمية على الحقيقة لأهداف شعبوية والى شل عمل الحكومة والهائها بالمناكفات والسجالات التي لا طائل منها. لكننا نجدد اليوم التأكيد أننا ماضون في عملنا وفي تنفيذ ما اتخذناه من قرارات بضمير حي وشعور بالمسؤولية، وسيكون لنا كلام تفصيلي في هذا الاطار في جلسة مجلس النواب الاربعاء».
عودة طوعية
الى ذلك، علمت «الجمهورية» من مصادر وزارة المهجرين انّ نحو 200 سيارة باتت جاهزة لتقلّ الدفعة الجديدة من قوافل عودة النازحين السوريين المقرّرة اليوم الثلاثاء، وقد رفعت الوزارة لائحة بنحو 2000 اسم قرّروا العودة الطوعية. ولكن لم يُعرف كم هو العدد الممكن تسييره فعلياً، هل الجميع ام يتّم توزيعهم على دفعات وفق الاستعدادات السورية اللوجستية لإستقبالهم.
وقد اعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيان امس، عن «تأمينها العودة الطوعية لنازحين سوريين من لبنان إلى سوريا عبر مركز القاع الحدودي، وعرسال عبر معبر الزمراني على الحدود السورية، يوم الثلاثاء إعتباراً من الخامسة صباحاً، واوضح البيان: انّ نقاط التجمّع هي: مركز القاع الحدودي (بعلبك – الهرمل) وعرسال – وادي حميّد (بعلبك – الهرمل).
عون في الدوحة
على صعيد آخر، التقى قائد الجيش العماد جوزاف عون في إطار زيارته إلى دولة قطر رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، الذي أكّد بحسب بيان لقيادة الجيش، «مواصلة بلاده تقديم الدعم للمؤسسة العسكرية كي تستطيع متابعة دورها الأساسي في الحفاظ على أمن لبنان واستقراره».
وأعرب العماد عون عن شكره وتقديره لرئيس مجلس الوزراء ومن خلاله إلى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على المبادرات القطرية المتعددة والهادفة إلى دعم العسكريين وتعزيز قدرات الجيش في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان.
وبحسب الخارجية القطرية، فإنّ الطرفين استعرضا علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، وأكّد وزير الخارجية القطرية «دعم بلاده للجيش ومؤسسات الدولة في لبنان، ووقوفها باستمرار إلى جانب شعبه الشقيق».
كما التقى قائد الجيش العماد عون، في إطار زيارته إلى دولة قطر، وزير الدولة لشؤون الدفاع نائب رئيس مجلس الوزراء القطري الدكتور خالد بن محمد العطية، بحضور رئيس أركان القوات المسلحة القطرية الفريق الركن طيار سالم بن حمد بن عقيل النابت، وتناول البحث سبل دعم الجيش لمواجهة التحدّيات، وأهمية ذلك للحفاظ على جهوزية المؤسسة العسكرية. وعرض العماد عون الصعوبات التي تواجهها المؤسسة العسكرية وحاجاتها الضرورية في سياق التزامها بواجبها الوطني.
الوضع الميداني
جنوباً، يوم جديد من المواجهات على امتداد الحدود الجنوبية، في ظل كثافة ملحوظة في الاعتداءات الاسرائيلية على المناطق اللبنانية وعمليات «الحزب» ضدّ الجيش الاسرائيلي والمستوطنات. وسجّلت امس، غارة من مُسيّرة معادية على بلدة شيحين، وقصف مدفعي مع تمشيط عنيف تجاه ميس الجبل وعيترون. وغارة على بلدة عيتا الشعب. وإلقاء قنابل حارقة على أطراف الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب. وغارة على بلدة العديسة، وافيد عن وقوع اصابات.
وفي المقابل أعلن «الحزب» انّ المقاومة الاسلامية نفّذت هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على خيم إستقرار ومنامة ضباط وجنود العدو في الموقع المستحدث لكتيبة المدفعية الاحتياطية 403 التابعة للفرقة 91 جنوب قاعدة بيت هيلل وأصابت أهدافها بشكل مباشر، وأوقعت ضباط وجنود العدو بين قتيل وجريح.
وافادت المعلومات الميدانية عن تعرّض مرابض المدفعية الاسرائيلية التي تقع جنوبي بيت هيلل لهجوم المسيّرات. واكّد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي «اندلاع حريق في منطقة بيت هيلل بعد انفجار طائرتين مسيّرتين وقال: يجري التحقيق في الحادث». وكشف موقع «حدشوت بزمان» العبري عن إصابة خيمة لجنود الجيش الإسرائيلي بطائرة مسيّرة انتحارية في بيت هيلل بعد فشل الطائرات الحربية باعتراضها. وتحدثت القناة 12 العبرية عن انفجار طائرتين مسيّرتين في بيت هيلل في الجليل الأعلى دون دوي صفارات الإنذار.
كذلك اعلن الحزب انّ المقاومة الاسلامية استهدفت عددًا من الجنود داخل موقع «بركة ريشا»، ونصبت كميناً نارياً لقوة من جنود العدو غرب «ثكنة برانيت»، وعدداً من جنود العدو من طاقم الجمع الحربي إلى غرفة مجهزة بالمعدات التجسسية جانب «موقع الجرداح» وموقع السماقة في تلال كفر شوبا، ودبابة ميركافا لدى خروجها من مخبئها في ثكنة يفتاح وأصابوها بشكل مباشر وتمّ تدميرها وقتل وجرح طاقمها».
وكشفت القناة 12 العبرية عن إصابة 4 جنود إسرائيليين جراء إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان على «يفتاح». فيما اعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن انفجار طائرة مسيّرة في مستعمرة «زرعيت». وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية «أنّ القيادة العسكرية الشمالية للإحتلال ناقشت إمكانية إخلاء المستوطنات في محيط «قاعدة ميرون» الجوية خوفًا من التصعيد».
***************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
دمشق ضغطت فألغى ميقاتي سفره إلى مؤتمر بروكسل
“توصية” نصرالله تُحبِط جلسة بري: إفتحوا البحر واحكوا مع الأسد
كانت الأنظار متجهة الى ساحة النجمة كي يصدر مجلس النواب غداً توصية في شأن هبة المليار، لكن التوصية وبشكل مفاجئ صدرت أمس من الضاحية الجنوبية، وتمثّلت في ما أعلنه السيد نصرالله حول ملف النازحين السوريين، فبدا على طرف نقيض من عناوين الجلسة النيابية غداً. فهو دعا الى فتح البحر اللبناني أمام مغادرة جماعية للنازحين الى أوروبا. كما دعا السلطات اللبنانية الى التنسيق مع سوريا والعمل معاً على رفع العقوبات الأميركية والأوروبية عن نظام الرئيس بشار الأسد.
في المقابل، كان المشهد النيابي عشية الجلسة يقارب هبة المليار يورو من زاوية دعم المؤسسات الأمنية، وعلى رأسها الجيش، كي تضطلع بمسؤولياتها لجهة ضبط الحدود البحرية والبرية والشروع في إعادة النازحين غير الشرعيين الى سوريا.
وفي السياق نفسه، أتت مواقف نصرالله مسبوقة بموقف مفاجئ لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي أعلن التراجع عن قرار سفره الى مؤتمر بروكسل في نهاية الجاري، والمخصص للملف السوري وضمناً قضية النازحين.
فهل من تفسير لهذا «الانقلاب» في ملف النازحين لبنانياً؟
في قراءة لأوساط نيابية مواكبة، أنّ التحضير لهذا «الانقلاب» جرى بالتنسيق بين دمشق والضاحية الجنوبية. فبعد زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس لبيروت في الثاني من الجاري، تحركت الاتصالات بين دوائر الرئيس السوري و»الحزب» لوضع اليد على ورقة النازحين. وكانت أولى البوادر مسارعة ميقاتي الى الاتصال بالرئيس نبيه بري من أجل إيجاد مخرج كي يتراجع رئيس الحكومة عن اندفاعته بعد زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس جمهورية قبرص، فكان أن قرّر بري عاجلاً الدعوة الى عقد جلسة التشاور النيابية غداً الأربعاء. وفي الوقت نفسه، حرصت أوساط بري تكراراً على نفي علمها مسبقاً بهبة المليار. ووفقاً للوقائع، كان بري على علم بالهبة مثل ميقاتي وتبلّغ ذلك رسمياً خلال استقباله الضيفين الأوروبيين.
وفي سياق متصل، كانت لافتة الحملة المفاجئة التي شنّتها أوساط في الممانعة على زيارة قائد الجيش العماد جوزاف عون الى قطر. وجاءت الحملة تمهيداً لما قاله نصرالله أمس حيث دعا الى إبعاد الجيش عن مهمة إقفال البحر أمام هجرة النازحين.
وهنا بعض ما قاله نصر الله، في الكلمة التي ألقاها عبر الشاشة في الذكرى الثامنة لاغتيال القيادي في «الحزب» مصطفى بدر الدين: «يجب التواصل مع الحكومة السورية بشكل رسمي من قبل الحكومة اللبنانية لفتح الأبواب أمام عودة النازحين. ويجب مساعدة سوريا على تهيئة الوضع أمام عودة النازحين، وأولى خطوات المساعدة هي إزالة العقوبات عنها، وإذا كان مجلس النواب حقاً يريد إعادة النازحين فعليه مطالبة الولايات المتحدة بإلغاء قانون «قيصر» ومطالبة أوروبا بإلغاء العقوبات. فلنفتح البحر أمام النازحين السوريين بإرادتهم. وعندما يتخذ قرار كهذا كل الغرب وكل الأوروبيين سيأتون إلى لبنان ويدفعون بدل المليار 20 ملياراً».
ماذا عن تراجع ميقاتي عن قرار سفره الى مؤتمر بروكسل المقبل؟ لقد استقبل أمس سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال وأبلغها «أنّ الوفد اللبناني الى المؤتمر سيكون برئاسة وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب».
وكان الموقع الالكتروني «لبنان 24» التابع لميقاتي أورد في 7 الجاري أنه من المقرّر أن يرأس رئيس الحكومة وفد لبنان الى «مؤتمر بروكسل الثامن لدعم مستقبل سوريا ودول المنطقة»، الذي يُنظّمه الإتحاد الأوروبي ويُعقد في 27 أيّار الجاري في العاصمة البلجيكية. وأوضح الموقع أنّ ميقاتي سيلقي كلمة أمام المؤتمر يشرح فيها «كل الوقائع المرتبطة بهذا الملف، مطالباً الدول الأوروبية ودول العالم بدعم عودة النازحين الى سوريا وتقديم الدعم اللازم لهم في بلادهم لتشجيعهم على العودة».
وسبق لـ»نداء الوطن» أن أشارت أمس الى الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قبل أيام الى وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، ودعاه فيها الى عدم تقديم «تعهّدات» في مؤتمر بروكسل. وذكرت أنّ ميقاتي تراجع عن المشاركة في مؤتمر بروكسل مفضلاً تجنب «وجع الراس».
بعد كل ما سبق، ألا يزال هناك من داعٍ لانعقاد الجلسة النيابية غداً؟ وإذا ما انعقدت، هل تصدر توصية غير التي طرحها نصرالله؟
***************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لبنان… «الحزب» يصعّد تكتيكياً تحت سقف «قواعد الاشتباك»
يرى أن «جبهة الجنوب لا تقلّ أهمية عن المقاومة في فلسطين»
بيروت: كارولين عاكوم
تشهد جبهة جنوب لبنان احتداماً في المواجهات بين إسرائيل و«الحزب» الذي يصعّد في الفترة الأخيرة من عملياته، كمّاً ونوعاً، بعدما كانت تل أبيب هي التي تدفع باتجاه التصعيد عسكرياً عبر القصف والعمليات، وسياسياً عبر المواقف التهديدية.
وفي حين يسود الترقب إزاء ما ستؤول إليه المفاوضات الجارية حول التهدئة في غزة، كان لبنان قد تقدم برفض دبلوماسي لـ«المبادرة الفرنسية»، الأسبوع الماضي، بينما تبقى الجهود، لا سيما الأميركية منها، مستمرة للعمل على تطبيق القرار 1701.
ويُجْمع المراقبون على أن هذا التصعيد الذي تشهده الجبهة الجنوبية «لا يزال ضمن قواعد الاشتباك» التي تحرك المواجهات بين الطرفين منذ بدء الحرب.
ولا يرى سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة تبدلاً استراتيجياً في مواجهات الطرفين، بل «تبدلاً تكتيكياً»، تبعاً لتمسُّك الطرفين: «الحزب» وإسرائيل بتلك القواعد. ويقلل طبارة في حديث لـ«الشرق الأوسط» من تأثير التهديد الإسرائيلي الذي يعد مرة بـ«صيف ساخن»، ومرة أخرى بـ«محو لبنان»، قائلاً: «حتى الآن ليست هناك بوادر للتصعيد أو الذهاب إلى هجوم كامل. هذه التهديدات ليست جدية ما دام ليس هناك ضوء أخضر من أميركا التي ستتولى مهمة الدعم العسكري لتل أبيب»، مؤكداً أنه «حتى لو جاء الضوء الأخضر فسيكون لتوسع محدود في الحرب، أي فقط في الجنوب وليس أكثر».
وعن ربط جبهتي غزة والجنوب، في ظل تعثّر المفاوضات بين تل أبيب و«حركة ح»، يقول طبارة: «(الحزب) من يربطهما، لكن في التفاوض ليس هناك موقف نهائي، وكل شيء ممكن، والأهم يبقى في الثمن الذي يمكن أن يحصل عليه (الحزب)».
ويرى القيادي السابق في «تيار المستقبل»، مصطفى علوش أن وتيرة المواجهات تتصل بمسار المفاوضات، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «يصعّد (الحزب) في الأيام الأخيرة من وتيرة عملياته كي يؤكد على أهميته ودوره في أي مفاوضات تحصل أو ستحصل معه، وإن بشكل غير مباشر، عبر الحكومة اللبنانية. ولا يتجاوز هذا التصعيد قواعد اللعبة المعتمدة بين الطرفين، لكن السؤال يبقى: هل (الحزب) يخاطر بفتح حرب واسعة، الجواب يكون لدى إيران التي تمسك بالقرار، وهي التي اتخذت قرار مشاغلة إسرائيل عبر (الحزب) وذراع ايران في اليمن والحشد الشعبي بحجة الحرب على غزة، إنما في الحقيقة، كل ذلك كان للضغط، وإيجاد باب للمفاوضات مع أميركا… ما يعني أن مسار الأمور يرتبط بماذا تريد طهران من المنطقة، لا سيما أن غزة سقطت منذ اليوم الأول للحرب».
وميدانياً، تتواصل العمليات بين إسرائيل و«الحزب» الذي أعلن عن تنفيذه عدداً منها ضد تجمعات ومراكز عسكرية إسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن مسيَّرتين تسللتا من لبنان انفجرتا قرب «بيت هيلل»؛ ما أدى إلى اندلاع حريق، وأعلن عن إصابة 4 من جنوده بجروح وُصفت حالة أحدهم بالمتوسطة جراء سقوط صاروخين مضادين للدروع في «يفتاح»، مشيراً كذلك إلى أن طائرة مسيّرة أُطلقت من الأراضي اللبنانية، وسقطت في «زرعيت»، دون إصابات.
ومن جهته، أعلن «الحزب» في بيانات متفرقة عن «تنفيذ هجوم جوي بسرب من المسيَّرات الانقضاضية على خيم استقرار ومنامة ضباط وجنود إسرائيليين في الموقع المستحدث لكتيبة المدفعية الاحتياطية (403) التابعة للفرقة (91) جنوب «بيت هيلل». واستهدف كذلك، بصاروخ موجه، دبابة «ميركافا» بعد خروجها من مخبئها وتحركها، إثر رصد دقيق لتحركات الجنود في ثكنة «يفتاح»، وفق بيان له.
وقال في بيان آخر إنه «بعد رصد دقيق لتحركات العدو داخل موقع بركة ريشا، وعند تحرك عدد من الجنود، جرى استهدافهم ظهراً بقذائف المدفعية، وإصابتهم بشكل مباشر».
كذلك ذكر «الحزب» أن «مقاتليه نصبوا كميناً نارياً لقوة من جنود الاحتلال، ولدى وصولها إلى نقطة المكمن غرب ثكنة برانيت، جرى استهدافها بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية»، وفي عملية أخرى، لفت إلى أنه «عند دخول عدد من جنود العدو من طاقم الجمع الحربي، إلى غرفة مجهزة بالمعدات التجسسية بجانب موقع الجرداح، جرى استهدافها بالأسلحة الموجهة وتدميرها».
وفي غضون ذلك، لا يزال المسؤولون في الحزب يتمسكون بمواقفهم، ورأى أحد نوابه، حسن عز الدين، أن «جبهة الجنوب، جبهة الإسناد في شمال فلسطين لا تقلّ أهمية عما يجري من قبل المقاومة في فلسطين، في مواجهة العدوّ الإسرائيلي»، مشيراً إلى أن «إرهاق وإتعاب وإذلال العدوّ من هذه الجبهة، كان أمراً مهماً وكبيراً… لذلك الآن سلاح الجوّ الذي يفتخر به العدوّ في حسم المعارك، فَشِل وعجز عن صدّ مُسيَّرات المقاومة في لبنان التي تصيب أهدافها بشكلٍ دقيق».
*********************
افتتاحية صحيفة اللواء
«توصية الهبة» غداً بين البرّ البلجيكي وبحر نصر الله
ردّ مفصل من ميقاتي قبل التوجُّه إلى القمة.. وقطر تجدِّد استمرار الدعم للجيش
يتجه مجلس النواب اللبناني غداً الى اصدار توصية نيابية جامعة، بصدد هبة المليار يورو من الاتحاد الاوروبي، وربطها ببقاء النازحين السوريين في لبنان حتى العام 2027.
وتنطلق التوصية من ان اللبنانيين على اختلاف كتلهم ومناطقهم يتمسكون بعودة النازحين السوريين الى بلادهم، وانه لا بد للمجتمع الدولي من اخذ رغبة الشعب اللبناني بعين الاعتبار.
وبقيت المشاورات مستمرة على مستويات عدة من عين التينة الى السراي الكبير.
وافادت اوساط نيابية لـ«اللواء» أن جلسة مجلس النواب المخصَّصة للهبة الأوروبية تُعقد بكامل النصاب، لاسيما أن النواب سيقدمون ملاحظاتهم، ورئيس الحكومة سيرد ويقدم وثائق إذا كان المجال متاحا، وأشارت إلى أنه يعمل على أن تعكس الجلسة موقفا موحدا من ملف النازحين، على أن القوى التي تدعو إلى عودة النازحين وتحركت على الأرض تنبري إلى سرد وقائع في هذا الملف وتدافع عن موقفها وتنفي أي كلام عن رغبتها بأبقاء النازحين.
وتردد أن موقف الحكومة من الهبة لجهة السير بها أو عدم السير بها قد يتظّهر في المجلس، كما أنه ليس مستبعدا أن يتم التطرق إلى ما اتخذ من قرارات لمواجهة انعكاسات النزوح وكيف كان الموقف الدولي.
أما بالنسبة إلى ما قد يصدر عن البرلمان فذاك متروك لسير النقاس على أن هناك توصية ما يفترض بها أن تصدر وفق النظام الداخلي لهذا المجلس.
ففي عين التينة اكد نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب بعد لقاء الرئيس نبيه بري ان الجلسة النيابية غداً بالغة الاهمية.
ومن السراي الحكومي، اعلن الرئيس نجيب ميقاتي انه سيتحدث تفصيلاً في موضوع ملف النازحين، وقال في مؤتمر حول محاربة الفساد عقد امس في السراي، ينعقد اللقاء على وقع استمرار الحملات على الحكومة في ملف النازحين، في نهج يتقصَّد التعمية على الحقيقة لأهداف شعبوية ولشل عمل الحكومة وإلهائها بالمخالفات، داعياً للأمل والعمل بمؤازرة شركائنا في الداخل والمجتمعين العربي والدولي.
ويتوجه الرئيس ميقاتي بعد جلسة الاربعاء الى البحرين لتمثيل لبنان في القمة العربية، التي تنعقد هناك، ومن المؤكد حسب المعطيات انها ستتطرق الى الاوضاع العربية، ومن ضمنها وضع النازحين السوريين.
وفي السياق، ابلغ ميقاتي سفيرة الاتحاد الاوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال ان الوفد اللبناني الى بروكسيل بعنوان «دعم مستقبل سوريا والمنطقة» سيكون برئاسة وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، الذي غادر امس الى المنامة للمشاركة في الاجتماع التحضيري للقمة الـ33 على مستوى وزراء الخارجية، حيث تبدأ القمة بعد غد الخميس.
تصور نصر الله وفتح البحر
في خطوة استبقاقية، وضع السيد نصر الله اجندة مغاضبة على الجلسة النيابية المخصصة لمناقشة هبة المليار يورو والمخصص جزء منها لابقاء النازحين في لبنان حتى العام 2027.
وفي دعوة هي الاولى من نوعها، طالب السيد نصر الله «بالضغط على اميركا واوروبا في ملف النازحين السوريين» وذلك من خلال فتح البحر لهؤلاء والسماح لهم بالمغادرة عبر سفن جيدة.
وتنطلق الاجندة هذه من نقطة ارتكاز هي ان هناك ما يشبه الاجماع اللبناني على الموقف من عدم بقاء النازحين السوريين في لبنان، وعودتهم الى بلادهم.
كما طالب نصر الله من الدولة اللبنانية بأن تطلب من واشنطن إلغاء قانون قيصر اي رفع العقوبات عن سوريا، مشيراً الى ان مشكلة النازحين ليست في سوريا بل لدى اللبنانيين.
وحسم السيد نصرالله الموقف بالنسبة للجنوب، فأشار الى ان جبهة الاسناد اللبنانية مستمرة كمًّا ونوعاً، وتفرض معادلات والربط مع جبهة غزة هو امر قاطع، والاميركي والفرنسي سلّما بهذه الحقيقة.
الخماسية غداً
ويعقد سفراء اللجنة الخماسية العربية – الدولية حول انتخابات الرئاسة لقاءً تقييمياً في السفارة الاميركية في عوكر، للتباحث في ما يتعين القيام به.
يشار الى ان سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري استقبل عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب محمد سلمان.
الاصلاحات أولاً
وكما بدا واضحاً فإن كلمة السر المالية دولياً، هي الاصلاحات.
وهذا ما سمعه نواب من المعارضة، نظم لهم النائب فؤاد مخزومي اجتماعاً مع مسؤولين في البنك الدولي.
ومن زاوية الصعوبات شرح الوفد تداعيات ما يجري على الاوضاع المالية والاقتصادية، وحذر المسؤولون في البنك الدولي من خطورة عدم تنفيذ الاصلاحات، وارتدادها السلبي على المساعدات للبنان.
استمرار الدعم القطري للجيش
وفي الدوحة، بحث قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون مع قائد الجيش في قطر نائب رئيس مجلس الوزراء، خالد بن محمد العطية، بحضور رئيس اركان القوات المسلحة القطرية الفريق الركن طيار سالم بن حمد بن عقيل النابتوت دعم الجيش.
واعاد عون شرح الصعوبات التي يواجهها الجيش والحاجات الضرورية للالتزام بواجبه الوطني.
كما زار العماد عون رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، الذي اكد مواصلة بلاده تقديم الدعم اللازم للمؤسسة العسكرية.
عودة طوعية
وفي خطوة ستكون موضع متابعة، من الممكن البناء عليها، تؤمِّن المديرية العامة للأمن العام اليوم العودة الطوعية لنازحين سوريين من لبنان إلى سوريا عبر مركز القاع الحدودي، وعرسال عبر معبر الزمراني على الحدود السورية.
استهداف الاشتراكي
وفي تطور، يثير اكثر من علامة استفهام، تعرض مدير فرع كركول الدروز في الحزب التقدمي الاشتراكي مع اثنين آخرين الى اطلاق النار من جهة مجهولة.
وتعليقاً على الحادث، اكد الحزب في بيان له «تمسكه اكثر من اي وقت مضى بالدولة ومؤسساتها، ويدعو الأجهزة الأمنية والقضائية لاتخاذ كافة الإجراءات وتوقيف المعتدين ومحاسبتهم».
وأضاف البيان: «اذ يؤكد الحـزب متابعته لمجريات الحادثة، يجدد في الوقت نفسه ثقته بالأجهزة الأمنية وبالقضاء ويدعو لانتظار نتائج التحقيق ليبنى على الشيء مقتضاه».
الوضع الميداني
ميدانياً، استهدفت المقاومة الاسلامية موقع السماقة بالاسلحة الصاروخية، كما استهدفت مجموعة من الجنود لدى دخولهم الى غرفة مجهزة بالمعدات التجسّسية في موقع الجرداح.
كما اعلن “الحزب” عن استهداف قوة من جنود الاحتلال غرب ثكنة برانيت.
يشار الى ان الجيش الإسرائيلي اعلن سقوط طائرة مسيّرة عن بُعد في منطقة «زرعيت» جاءت من لبنان. واشار الى رصد إطلاق 3 صواريخ من جنوب لبنان نحو منطقة «برانيت» الحدودية. ايضا، وشنت مسيّرة غارة على بلدة شيحين اثناء تفقد بعض الاهالي منازلهم، والعمل على نقل بعض حاجاتهم، بعد التنسيق مع قوات» اليونيفيل «وبمؤازرة من دورية للجيش اللبناني.وافيد بأن لا اصابات جراء الغارة. ايضا، استهدفت المدفعية الاسرائيلية اطراف بلدة ميس الجبل، كما عملت على تمشيط المنطقة بالاسلحة الرشاشة.
كما استهدفت طائرة اسرائيلية منزلاً في العديسة ودمرته بصورة كلية.
*************************
افتتاحية صحيفة الديار
نصرالله يُحرج المزايدين باختبار «السيادة» : إفتحوا البحر للنازحين!
خطة أمنيّة في بيروت الكبرى… و«الخماسيّة» في عوكر «مكانك راوح»
جبهات المساندة تنسّق للتصعيد… وإخلاء مُستوطنات جديدة في الشمال – ابراهيم ناصرالدين
بانتظار نتيجة السباق المحموم بين المحاولات المستميتة لاعادة احياء المفاوضات في القاهرة، واصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الغرق في «وحول» غزة، وانعكاس هذه التطورات على جبهة المساندة في الجنوب، حيث اتخذ القرار برفع نسق المواجهة على جبهات المساندة، تزامنا مع ارتفاع الهجوم «الاسرائيلي» على رفح، وضع السيد نصرالله، الدولة اللبنانية ومعها القوى السياسية،عشية الجلسة النيابية المخصصة لبحث ملف النزوح السوري، والقمة العربية في البحرين، وقمة بروكسل، امام اختبار جدي للنوايا، بعيدا عن السجالات العقيمة والحلول الواهمة، ودعاهم الى موقف سيادي حقيقي ، يتحدى ضغوط الولايات المتحدة الاميركية والدول الاوروبية بالمطالبة برفع قانون «قيصر» عن سوريا، والاعلان عن السماح للنازحين السوريين، لا اجبارهم، على مغادرة لبنان بحرا الى اوروبا، لان فتح البحار برأيه، وحده يشكل وسيلة الضغط الجدية على تلك الدول، لايجاد حل جدي لمشكلة النزوح في عالم لا يحترم الا «الاقوياء».
وفيما لا يزال «العقم» عنوان السياسة الداخلية، تتجهز القوى الامنية لاطلاق خطة امنية في بيروت الكبرى ، عبر حملة مفاجئة ومشددة هدفها استعادة ثقة المواطنين بالدولة، بعد تفلت خطير بات يهدد الامن في البلاد. ووفقا لمصادر امنية ستنطلق الحملة بمداهمات وحواجز ثابتة وغير ثابتة، تستهدف مشبوهين ومطلوبين في ملفات امنية وجنائية، وسيتم التشدد في اجراءات السير، وخصوصا مخالفات الدراجات النارية التي تستخدم في عمليات السرقة، التي تجاوزت «الخطوط الحمراء» في اكثر من منطقة. ولن يعلن عن بدء الخطة، وقد تم فرز عديد فاعل للقيام بعمليات مفاجأة لمطاردة المطلوبين.
حل مشكلة النزوح؟
تطرق السيد نصرالله الى ملف النازحين السوريين، ولفت الى ان الامر الجيد هو وجود اجماع لبناني على ان النزوح مشكلة، وهذا يعني ان من كان يقول لن يعودوا الا على جثتنا تراجع، وهذا جيد. ودعا الى الاستفادة من الاجماع الوطني للذهاب الى معالجة المشكلة. وقال ان جلسة الاربعاء النيابية يجب ان تكون فرصة لتقديم حلول عملية، ولا يجب ان تتحول الجلسة الى سجالات. وعلينا ان نشخص اسباب المشكلة، فالمجتمع الدولي يتحمل المسؤولية.
وقال السيد نصرالله «ذهبت الى الرئيس بشارالاسد لتنسيق عودة نازحي القصير، وبعد الاتصال بهم تبين ان الجمعيات الاوروبية زادت المعونات المالية لهم لكي لا يترجعوا، ومنعوهم من العودة. الدولة السورية تريد عودتهم،واليوم كل القوى السياسية اللبنانية تريد اعادتهم بمن فيهم 14 آذار. ولهذا علينا تشكيل وفد موحد الى الدول التي تمنع عودتهم. ولا مناص من الحديث مع الدولة السورية، واليوم القوى اللبنانية التي كانت منذ اشهر تمانع باتت توافق على ذلك».
فتح البحر..والغاء «قيصر»
ودعا نصرالله الى رفع العقوبات عن سوريا، عبر مطالبة واشنطن بالغاء قانون قيصر، والغاء العقوبات الاوروبية. اذا لم ترفع العقوبات عن سوريا لن يعود النازحون. وفي اختبار جدي لنوايا البعض، دعا نصرالله الى استخدام الضغط الجدي على هذه الدول من خلال موقف رسمي وشعبي يقول»علينا ان نفتح البحر»، ليس عبر اجبار النازحين، بل عبر السماح لهم بالهجرة، ونقول لهم من يريد منكم المغادرة فليذهب الى اوروبا».
وقال نصرالله» نحتاج الى قرار شجاع وجريء وارادة سياسية لمواجهة الضغوط المفترضة من قبل الاميركيين والاوروبيين، ولا حل الا «بفتح البحار»، واذا كنا سياديين حقيقيين واحرار، لا يجب ان يتراجع احد امام ضغط السفارات، لان العالم لا يفهم الا «لغة القوة».
«رسالة» الى المستوطنين؟
من جهة ثانية،اشار السيد نصرالله الى ان ثمة «إجماع في الكيان الاسرائيلي بعد 8 أشهر حول الفشل، فلا حديث عن النصر، وإن تحدث نتنياهو عن اقتراب النصر يسخر منه الشارع»، وتوجّه لنتنياهو بالقول «أمامك خياران: إما العودة لورقة الوسطاء، وذلك يعني الهزيمة أو الاستمرار بالاستنزاف».
وأعلن نصرالله «أن جبهة لبنان تفرض معادلات في الميدان والربط بين جبهة الإسناد اللبنانية وغزة قاطع ونهائي، وقد سلّم الأميركي والفرنسي بهذه الحقيقة ، وكذلك سلّم بها جزء كبير من «الإسرائيليين». وتوجه للمستوطنين في الشمال الذين يستعجلون على العودة قبل 1 أيلول موعد التسجيل في المدارس بالقول:» إن الحل اذهبوا إلى حكومتكم وقولوا لها أوقفوا الحرب على غزة».
التهويل لا ينفع
وختم السيد نصرالله قائلا: «كل الضغوط الداخلية والخارجية لم تعط نتيجة، وكل التهويل ومواعيد الحرب الشاملة على لبنان التي روّج لها الصهاينة وبعض اللبنانيين لم تعط ثمارها، ساخراً من كلام وزير الحرب «الإسرائيلي» يوآف غالانت الذي قال «قضينا على نصف مقاتلي “الحزب” والنصف الآخر مختبىء»، ووصفه بأنه «مستهبل ومكتّر».
نتانياهو «وفخ» السنوار
وما قاله السيد نصرالله حول النتائج الكارثية للحرب على «اسرائيل»، لخصته صحيفة «هآرتس الاسرائيلية» بالقول: ان نتانياهو وبعينين مفتوحتين ذهب إلى الفخ الذي أعده له زعيم “حركة ح” في غزة يحيى السنوار، في «مذبحة 7 أكتوبر». من اللحظة التي نشبت فيها الحرب، ركز نتنياهو على بقائه السياسي كهدف أعلى ، واستعبد الدولة واقتصادها ومكانتها الدولية، فأخذت بالانهيار. وهو يمتنع عن تحمل مسؤولية التقصير، ويواصل شقاق الجمهور وانقسامه، ويحث الانقلاب النظامي، ويقود «إسرائيل» إلى مواجهة محملة بالمصيبة مع الولايات المتحدة، برفضه كل تسوية سياسية لـ «اليوم التالي» وبإصراره على العمل في رفح.
جردة بالفشل «الاسرائيلي»
ولفتت الصحيفة الى إن النتائج القاسية لتسيب نتنياهو واضحة في كل الجبهات. الـ 132 مخطوفاً يجتازون معاناة لا توصف في أنفاق “حركة ح”. بلدات الغلاف وحدود لبنان هجرت، ولا أحد يعرف متى سيعود إليها «الإسرائيليون». مسار الملاحة الحيوي إلى إيلات سُد، وشركات الطيران الدولية كفت عن الطيران إلى مطار بن غوريون، وتصنيف «إسرائيل» الائتماني هبط، والعجز والتضخم المالي يوشكان على التفجر. بات لدى إيران شعور بما يكفي لتطلق مئات الصواريخ والمسيرات إلى «إسرائيل»، التي لم تتمكن من الدفاع عن نفسها وحدها. «إسرائيل» تُتهم بالإبادة الجماعية، ونتنياهو مرشح لأمر اعتقال دولي. رئيس الولايات المتحدة جو بايدن أوقف إرساليات السلاح إلى الجيش «الإسرائيلي»، وإدارته قضت بأن «إسرائيل» خرقت «باحتمالية عالية» القانون الدولي في غزة. والمستوطنون، بتشجيع الحكومة، انطلقوا إلى حملة هدم وثأر بالفلسطينيين في الضفة الغربية.
دعوة لاستقالة نتانياهو
لكن قبل لحظة من مواصلة «إسرائيل» اندفاعها نحو تجسيد تحذير نتنياهو إبقاءها على قيد الحياة اكثر من 80 عاما، يبقى أمام رئيس الوزراء إمكانية القيام بخطوة حيوية لإنقاذها، وبحسب الصحيفة، عليه أن يستقيل ويتحمل المسؤولية عن كارثة 7 أكتوبر وإخفاقات الحرب، ويحرر «إسرائيل» من أذى حكومة الفظائع التي أقامها. هكذا يكون هناك احتمال لوقف الحرب وترميم الدولة وعلاقاتها الخارجية، كي تحظى بحق الاحتفال بيوبيل المئة العام؟
اخلاء المزيد من المستوطنات؟
وفيما تشهد الجبهة الجنوبية ارتفاعا في نسق العمليات النوعية عبر سلاح المسيرات، وفيما تحدثت وسائل إعلام «إسرائيلية» عن مناقشة القيادة الشمالية إمكانية إخلاء المستوطنات محيط قاعدة ميرون الجوية خوفًا من التصعيد، اكدت اوساط مطلعة، ان فصائل المقاومة الفلسطينية اجرت خلال الايام القليلة الماضية، مع الشركاء في غرفة العمليات المشتركة في محور المقاومة، نقاشات معمقة حول طبيعة التعامل مع المرحلة المقبلة، في ضوء بدء قوات الاحتلال العمليات العسكرية في مدينة رفح، وعلى الاجندة احتمال تعليق التفاوض، وإعلان عدم إرسال أي وفد مفاوض ردا على هذه التطورات.
تعليق التفاوض؟
وفي هذا السياق، تشير المعلومات الى ان الوسيط المصري يبذل راهنا جهدا كبيرا بعيدا عن الاضواء مع الأميركيين، الذي يتحدثون عن جهد كبير يبذل للضغط على الحكومة «الاسرائيلية» لاعادة إرسال وفد مفاوض يتمتع بصلاحيات الموافقة على المقترح المصري. ووفقا لتلك المصادر، لا يعرف بعد إذا كانت المحاولة الأميركية المصرية ستنجح، لكن قادة المقاومة ابلغوا الوسطاء انهم يتجهون الى اعلان تعليق التفاوض، اذا لم تظهر مؤشرات ايجابية قريبا.
جولة اخيرة وحاسمة
ووفقا لمصادر ديبلوماسية، فان جولة المفاوضات المقبلة «في حال تمت»، ستكون الأخيرة والحاسمة، خاصة أن مصر «الغاضبة» بشدة من نتنياهو، هددت بانها قد ترفع يدها عن الوساطة بملف غزة، في ظل الإخفاقات المستمرة، والرفض «الإسرائيلي « في التجاوب مع تحركاتها والمبادرات التي تطرحها. وكذلك هددت قطر بذلك، والتي تشعر انها تحت ضغوط كبيرة.
زيادة الدعم من جبهات المساندة
ووفقا لمصدر مطلع، اذا اعلنت “حركة ح” عن تغيير استراتيجيتها في التفاوض، من خلال وضع شروط جديدة على «الطاولة»، فان ذلك سيترافق مع تغيير تكتيكي في العمليات العسكرية في غزة، وكذلك على جبهات الاسناد في لبنان واليمن والعراق. ولدى غرفة العمليات المشتركة في القطاع سيناريوهات تكتيكية تعتمد على إعاقة تقدّم جيش الاحتلال وإرباكه، وليس انتظاره واستدراجه فقط، بينما سيتولى محور المقاومة برفع نسق التدخل وفقا لمقياس تم الاتفاق عليها، لتوفير غطاء هجومي وناري لدعم المقاومة، كلما توغّلت القوات «الإسرائيلية» أكثر في رفح وجنوب القطاع.
لن تترك رفح وحدها؟
ووفقا لتلك الاوساط، فان القرار اتّخذ على مستوى غرف عمليات محور المقاومة، بأن لا تُترك المقاومة وحدها في معركة رفح، وعلى هذا الأساس صيغت معادلة مدروسة بعناية على المستوى العملياتي، وفكرتها ان اطراف المقاومة خارج فلسطين المحتلة ستضاعف اطلاق النار من جهتها، وفقا لكثافة نارية مرتبطة بتوغل وتقدم محاور العدو في محيط مدينة رفح، وهو الأمر الذي يحصل بمنظومة عملياتية لأول مرة منذ إجتياح «إسرائيل» لقطاع غزة.
المسار هجومي
والمقصود في الاستراتيجية المتبعة اتباع مسار تكتيكي عملياتي هجومي، تم الكشف عن بعضه عمليا خلال الايام القليلة الماضية من قبل الحزب، دون الافصاح عنه علنا، مقابل اعلان أنصار الله في اليمن عن خطة متدرجة علنية ستبلغ ذروتها، باقفال كامل الموانىء «الاسرائيلية».
الوضع الميداني
في غضون ذلك، كثف الحزب عملياته، واعلن شن هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على خيم استقرار ومنامة ضباط وجنود العدو، في الموقع المستحدث لكتيبة المدفعية الاحتياطية 403 التابعة للفرقة 91 جنوب بيت هلل، وأصابت أهدافها بشكل مباشر، وأوقعت ضباط وجنود العدو بين قتيل وجريح».
كما أعلن الحزب أنه «بعد رصد دقيق لتحركات العدو في ثكنة يفتاح وعند خروج دبابة ميركافا من مخبئها وتحركها، هاجمها الحزب بصاروخ موجه وأصابها بشكل مباشر، وتم تدميرها وقتل وجرح طاقمها»، وأضاف في بيان آخر «بعد رصد دقيق لتحركات العدو داخل موقع بركة ريشا، وعند تحرك عدد من الجنود، استهدف بقذائف المدفعية». ولفت إلى أنه «نصب كميناً نارياً لقوة من جنود العدو، ولدى وصولها إلى نقطة المكمن غرب ثكنة برانيت استهدفها بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية وأوقع فيها إصابات مؤكدة». كما استهدف «جنوداً جانب موقع الجرداح».
في المقابل، شنت مسيرة غارة على بلدة شيحين أثناء تفقد بعض الأهالي منازلهم، والعمل على نقل بعض حاجاتهم، بعد التنسيق مع قوات» اليونيفيل»وبمؤازرة من دورية للجيش اللبناني. ولم يتم تسجيل وقوع أي إصابات. كما أغار الطيران المعادي على بلدة عيتا الشعب، والعديسة. واستهدفت المدفعية «الإسرائيلية» أطراف بلدة ميس الجبل، كما عملت على تمشيط المنطقة بالأسلحة الرشاشة.
لا انتخابات رئاسية؟
داخليا، وفيما اكد رئيس حكومة تصرف الاعمال نجيب ميقاتي ان الحملات التي تستهدف حكومته هي نهج واضح ، أنه يتقصد التعمية على الحقيقة لاهداف شعبوية والى شل عمل الحكومة والهائها بالمناكفات والسجالات التي لا طائل منها، تابع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الأوضاع العامة والمستجدات السياسية وشؤوناً تشريعية، خلال لقائه نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب ،الذي دعا في دردشة مع الإعلاميين كافة الاطراف السياسية والكتل النيابية الى «وجوب الحوار والتوافق من أجل إنتخاب رئيس للجمهورية»، مؤكداً ان «المنطق الرافض لقواعد الحوار والتوافق في ملف إنتخابات رئاسة الجمهورية سيطيل أمد الفراغ، وقد تنتهي ولاية المجلس الحالي من دون رئيس للجمهورية، والنتيجة الخاسر الأكبر هو لبنان واللبنانيين.
«الخماسية» و»العقم»؟
علما ان مجموعة سفراء «الخماسية» تجتمع في عوكر يوم الاربعاء لتقييم عملها، والاطلاع على نتائج الجهود المبذولة في هذا الاتجاه. ووفقا لمصادر مطلعة، فان الاجتماع روتيني ولا جديد في الطروحات لدى اي من السفراء في الملف الرئاسي، الذي بات اسير «العقم» الخارجي والداخلي، وسيلمس السفراء مرة جديدة من السفيرة الاميركية عدم وجود اولوية لدى ادارتها حول هذا الملف، حيث تنصب الجهود حاليا للجم اي تصعيد على الحدود الجنوبية.
عصابة «التيك توك»
وفي ملف اغتصاب القصر، اعطت نقابة المحامين في الشمال الإذن بملاحقة المحامي خالد مرعب المشتبه به بقضيّة عصابة «التيك توك»، وأشار مجلس النقابة في بيان انها تعاملت مع الطلب الذي ورد إليها بأقصى ما يُدرِكه الاستعجال، من دون الإخلال بسلامة الإجراءات وانتظامها، فأجرت تحقيقا داخليا ومنحت الاذن بملاحقة المحامي ، ولم تستغرق في ذلك سوى أيامٍ قليلة من مهلة الشهر التي يتيحها لنا القانون.
وكان مجلس نقابة المحامين في الشمال التأم برئاسة النقيب سامي الحسن للبحث في ملف رفع الحصانة عن مرعب. وقد وصل مرعب إلى النقابة لحضور التحقيق معه في مجلس النقابة، ويرافقة فتى عرّف عنه بأنّه «مساعده»!.
*********************
افتتاحية صحيفة الشرق
إسرائيل عاجزة في جباليا .. والشعب يشتم الوزراء
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن إسرائيل تتكبد “ثمنا باهظا ومؤلما”، وتخوض ما سماها “حرب وجود”، متعهدا باستمرار الحرب حتى تحقيق الانتصار.
وحسب قوله، فإن الجيش الإسرائيلي يواجه تحديات لم يواجهها أي جيش حديث، مؤكدا أنه يجب القضاء على “حركة ح” أولا، قبل الحديث عن اليوم التالي للحرب.
واعتبر نتانياهو أن الجيش الإسرائيلي يجب أن يدافع عن نفسه، وألا يطلب ذلك من الأميركيين أو غيرهم.
كما أشار إلى أنه سيدمر “حركة ح” وسيعيد الأسرى المحتجزين، وهو ما اعتبره الهدف من وراء ممارسة الضغط العسكري، حسب تعبيره.
من جانبه، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الحرب على غزة بأنها حرب لا خيار فيها وستبلور حياة الإسرائيليين لعقود قادمة.
وأكد غالانت أن الحرب ستستمر حتى إعادة من سماهم “الرهائن في غزة” وتفكيك سلطة وقدرات حركة ح العسكرية.
وجاءت كلمة نتانياهو خلال مراسم احياء ذكرى الجنود القتلى منذ عام 1948. وذكرت صحيفة “هآرتس” ان عددا من المشاركين في المراسم في المقبرة العسكرية بـ”جبل هرتسل” قاطعوا كلمة نتانياهو وغادروا الاحتفال بعد شتمه.
وذكرت الصحيفة ان صيحات وشتائم من أهالي الاسرى والقتلى تعالت عند دخول وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي وصف بـ”يساري خائن”. وقد اندلعت اشتباكات بالأيدي بين انصاره والاهالي.
من جهته، اعلن وزير المالية المتطرف بسلئيل سموتريش في الاحتفال “فشلنا وأنا أتحمل المسؤولية عما كان وعما سيكون”، في اشارة الى معركة “طوفان الأقصى”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :