أطلقت وزارة الشؤون الاجتماعية بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان في لبنان وبالتعاون مع نقابة العاملين الإجتماعيين في لبنان، المرحلة الثانية من مشروع يهدف إلى تحسين الوصول إلى الخدمات المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية في لبنان. بناءً على نجاح المرحلة الأولى، يؤكّد هذا المشروع، المموّل من حكومة اليابان، التزام الصندوق والوزارة بتحسين حياة النساء والمجتمعات من خلال تلبية الاحتياجات الأساسيّة للصحة الجنسيّة والإنجابيّة وخاصة للفئات الأكثر عرضة، وتلك التي تعاني من صعوبة الوصول الى هذه الخدمات.
خلال كلمته، شدّد وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال الدكتور هكتور حجّار على "أن اتباعنا ديناميكية مختلفة في الإدارة بعيدة عن البيروقراطية والروتين الإداري وإضاعة الوقت الثمين، بالإضافة إلى إشراك كل المعنيين على الأرض، مهّد لنجاح هذا المشروع. فعوضاً عن إصطفاف المستفيدين أمام المراكز وتكبّدهم عناء التنقّل إلى مراكز الوزارة، ذهبنا إلى قراهم وبلداتهم، للوقوف إلى جانب النساء المناضلات في هذا البلد من دون تمييز لتقديم الخدمات المتعلّقة بالصحة الجنسية والإنجابيّة".
يدعم المشروع وحدتين طبيّتين متنقّلتين ستخدمان منطقتي زغرتا وبعبدات، بما في ذلك القرى والبلدات المحيطة بهما. ويعمل في هاتين الوحدتين فريق محترف يضمّ أطباء وممرضات وأخصائيين إجتماعيين، لتقديم رعاية صحيّة إنجابيّة شاملة للنساء، خاصةً في المجتمعات المحرومة.
بدوره، أكّد سفير اليابان في لبنان مازايوكي ماغوشي "أن اليابان تولي اهتمامًا كبيرًا لتمكين المرأة والسلام والأمن. يتيح هذا المشروع لنساء وفتيات المجتمعات المتضرّرة، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة، الاستفادة من حزمة شاملة من الخدمات المتعلقة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي والصحة الجنسيّة والإنجابيّة. كما نأمل أن يدعم المشروع أيضًا النظم الصحيّة والاجتماعية في ظلّ التحديات الإقليمية الراهنة".
إحدى الجوانب البارزة في هذه المبادرة هي مشاركة الأخصائيين الاجتماعيين في تنفيذ جلسات توعوية داخل المجتمعات المستهدفة والتي تهدف إلى رفع مستوى الوعي وتمكين النساء بشأن حقوقهن وخياراتهن في مجال العنف القائم على النوع الاجتماعي والصحة الجنسية والإنجابية، بما في ذلك تنظيم الأسرة، وإحالتهن إلى الوحدات الطبيّة المتنقّلة للحصول على الخدمات المتاحة.
وقالت مديرة مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان في لبنان، السيدة أسما قرداحي "تعكس هذه الشراكة التزامنا الثابت بحماية حقوق ورفاهية النساء والفتيات من خلال ضمان الوصول إلى خدمات عالية الجودة في مجال الصحة الجنسية والإنجابية كما الوقاية من والاستجابة للعنف ضد المرأة وذلك بغية خلق مستقبل أكثر أمانًا ومجتمع اكثر انصافاً وصحة للجميع".
بدورها، إعتبرت رئيسة نقابة الإختصاصيين في العمل الإجتماعي السيدة ناديا بدران "أن هذا المشروع ناجحٌ من ناحية استجابته إلى حاجة أساسيّة ليست بمتناول جميع من يحتاج إليها، ويعدّ مبتكراً من ناحية المبادرة للوصول إلى الأشخاص في مناطق سكنهم إذ أنه قصّر المسافات وحلّ أزمة المواصلات وساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية من ناحية جودة الخدمات ومهنيّة من قدّمها والحصول عليها بطريقةٍ آمنة وفعّالة ومن دون تكلفة، وهي مقبولة ثقافياً".
وفقًا لدراسة سريعة أجراها صندوق الأمم المتحدة للسكان بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والهادفة إلى تقييم التأثير المباشر ومستويات الرضا فيما يتعلّق بالتدخلات المماثلة المقدّمة في نفس المناطق المستهدفة من قبل المشروع عام 2023، وجد 92% من المستفيدات أن المعلومات المقدّمة خلال جلسات التوعية مفيدة. إضافة إلى ذلك، أعرب 79% عن رضاهن عن الخدمات التي تلقينها في الوحدات الطبيّة المتنقّلة، وذكرت 99% أنهن سيوصين بالخدمة لصديقة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :