افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 23 نيسان 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 23 نيسان 2024

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة الأخبار:

ملف النازحين: الغرب يواصل الكذب
واشنطن وباريس وبرلين أشدّ المعترضين على العودة

 

بعد «شبه الأزمة الدبلوماسية» بين بيروت ونيقوسيا على خلفية تدفّق قوارب الهجرة غير الشرعية للاجئين السوريين إلى الجزيرة، ومعلومات عن وصول أكثر من 2600 من هؤلاء إلى قبرص في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، وعقب حادثة خطف المسؤول القواتي باسكال سليمان وقتله على أيدي عصابة سلب سورية، طفت قضية النازحين على سطح الأحداث لتتقاسم المشهد مع يوميات الحرب في الجنوب، وسط تقاذف للمسؤوليات ونبش للاتهامات حول الجهة الداخلية التي غطّت النزوح وساعدت في تضخّم المشكلة.غير أن غالبية الأطراف تدرك أن حل هذه القضية ليس داخلياً، وسط تعنّت أميركي وأوروبي رافض لأي حل يقضي بمساعدة النازحين في بلادهم، بدل إغداق المساعدات عليهم في لبنان، بما يشجّع على استمرار هذه الدوامة. وهو ما خلصت إليه اجتماعات وزارية وسياسية انتهت بتكليف وزراء بالتواصل مع دمشق والأمن العام ببذل جهود للتشجيع على العودة... لتصطدم هذه الجهود جميعها بقرار غربي يمنع العودة لأسباب سياسية وبذرائع أمنية وإنسانية.

وكان ملف النازحين أحد البنود التي ناقشها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال لقائهما في 19 الجاري، وقالت مصادر إن الأخير «وعد بالمساعدة في تخفيف عبء النازحين السوريين»، علماً أنّ فرنسا وألمانيا هما الأكثر تشدداً في الاعتراض على عودة النازحين إلى بلادهم. وكان لافتاً ما كتبه النائب سيمون أبي رميا عبر منصة «إكس» عن «بداية تلمّس خرق في جدار التصلّب الأوروبي في ملف النزوح السوري»، مشيراً إلى أن الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس «سيزور لبنان للمرة الثانية في 2 أيار المقبل، ترافقه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين للإعلان عن حزمة مساعدات مالية للبنان في موضوع اللجوء السوري، تحضيراً للمؤتمر الذي سيُعقد في بروكسل أواخر شهر أيار». إلا أن مصادر نيابية قريبة من رئيس الحكومة أكّدت أن «الموقف الأوروبي في ملف النازحين السوريين لم يتغيّر، والأصوات المعترضة على عودتهم لا تزال قائمة». وأوضحت أن «إيطاليا وبعض دول شرق أوروبا وحدها ترفع الصوت في شأن هذه الأزمة، وكان هذا الملف أساسياً في البحث بين ميقاتي ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني التي زارت بيروت نهاية الشهر الجاري، وأكّدت الأخيرة على ضرورة «الحد من هذه الظاهرة واستكشاف الحلول التي تساعد على التوصل إلى حل مستدام لقضية النازحين».

وفي السياق، قالت مصادر مطّلعة إن ميلوني «تطرّقت إلى فكرة إعادة النازحين إلى مناطق آمنة أو إنشاء مناطق عازلة داخل سوريا يعود النازحون إليها، وأن ميقاتي تلقّف الفكرة وبدأ يتحدث بها في لقاءاته مع المسؤولين الدوليين». إلا أن المشكلة، بحسب المصادر، تكمن في أن «فرنسا وألمانيا لا تزالان تعارضان بشدة عودة النازحين إلى سوريا، فيما ترفض الولايات المتحدة هذا الأمر قطعاً، باعتبار أن المساعدات التي تصل إلى أيدي السوريين ستساهم في تخفيف أثر العقوبات على سوريا وتعيد تعويم النظام وتريحه في حال أُعطيت لهم في بلادهم».

إلى ذلك، استمعت لجنة الدفاع النيابية أمس إلى المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري الذي دعا إلى «إحياء مذكّرة التفاهم مع مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة عام 2003، ما يسمح لنا بتطبيق القوانين اللبنانية وعدم التنازع مع القوانين الدولية». وأكدت اللجنة في بيان دعم الأجهزة الأمنية في ما تقوم به بالإمكانات المتوافرة والمتاحة، والعمل على إصدار قانون شبيه بمذكّرة التفاهم مع المفوضية بما يتناسب مع حجم النزوح السوري في لبنان، مع مراعاة المتغيّرات التي طرأت بما يسمح للدولة اللبنانية بالمشاركة في تحديد مستحقّي صفة طالب لجوء الذين هم بحاجة فعلية إلى الحماية الدولية المؤقتة في لبنان بانتظار إعادة توطينهم في بلد ثالث»، فضلاً عن «ضرورة إيجاد استراتيجية حكومية شاملة وموحّدة تضم كل الوزارات المعنية والإدارات تحظى بالغطاء السياسي من كل الأطياف، والتواصل والتنسيق مع الدولة السورية للوصول إلى عودة أكبر عدد من النازحين إلى بلدهم».

***************************

افتتاحية صحيفة البناء:

200 يوم على الطوفان والكيان يغرق… والتسونامي الإيراني يجتاح قوة الردع
استقالة رئيس المخابرات العسكرية تنذر بدومينو تفكّك المؤسسة الأمنية والعسكرية
الضفة تشتعل والمقاومة العراقيّة تستأنف ضرب الأميركيين… ومرحلة جديدة

 لم يمر بخيال أحد احتمال أن ندخل في حرب مئتي يوم وأكثر، والعدّاد يسجل المزيد، وتكون قوى المقاومة في غزة قادرة على مواصلة القتال بينما جيش الاحتلال المصنّف بين الأقوى عالمياً، يلهث وراءها ويتهالك، ويعجز عن تحقيق صورة نصر واحدة. ويحدث هذا بعد أن نفذت المقاومة عملاً تاريخياً بحجم طوفان الأقصى الذي أسقط قدرة الدرع وصورة الجيش الذي لا يُقهر. ورغم قسوة المشاهد التي تأتي عن معاناة أهل غزة وما لحق بمساكنهم ومنشآتهم من دمار وما لحقهم من تشريد وقتل وتجويع، وحجم الخسائر البشريّة في صفوفهم خصوصاً من النساء والأطفال، فإن هذه التضحيات التي يقدمها أهل غزة، وهم يفتخرون بها علامة على قرارهم المساند لمقاومتهم حتى تحقيق النصر أو الاستشهاد، كما يصرّحون، فيسقطون خطط الاحتلال لتحويلهم قوة ضغط على المقاومة بفعل الدماء والدمار. لكن هذا الدمار والقتل بقيا الإنجاز الوحيد لجيش الاحتلال، وقد بلغت الآثار المترتبة على صورة جيش الاحتلال بسببها صورة الجيش القاتل المجرم، كما تردّد كل شوارع العالم، وفي مقدمتها الشارع الأميركي. وكان من نتائج هذه الصورة سقوط السرديّة الصهيونية للقضية الفلسطينية وتفوّق السردية الفلسطينية عليها عالمياً.

الطوفان الذي أغرق الكيان ولا يزال دفع بقياداته المتهوّرة إلى التحرش بإيران أملاً بحرب أميركية إيرانية يربطون بها مصير حربهم، فكان التسونامي الإيراني الذي أكمل مفاعيل الطوفان وأطاح بما بقي من قوة الرد، ليس لدى الكيان فقط، بل لدى راعيه الأميركيّ، الذي كان اللاعب المحوريّ في مواجهة الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانيّة التي استهدفت الكيان، ودخلت المنطقة مع التسونامي ومفاعيل الطوفان مرحلة جديدة، معلنة سقوط الزمن الإسرائيلي في المنطقة.

من أول تداعيات الطوفان والتسونامي على داخل الكيان، في ظل الانشقاقات والتشتت والضياع والهجرة المعاكسة وسقوط الثقة بالجيش والأمن، بل بالقدرة على البقاء، جاءت استقالة رئيس المخابرات العسكرية الجنرال أهارون هاليفا، الذي فشل في توقع الطوفان، وتوقّع نجاح عملية استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق دون رد إيراني. وتتحدث وسائل الإعلام في الكيان عن توقعات بتدحرج استقالات في المؤسسة الأمنية والعسكرية، وصولاً الى مطالبة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالاستقالة باعتباره المسؤول الأول، وفقاً لصلاحياته عن كل إخفاق.

في جبهات المواجهة سجّلت تحوّلات توحي ببداية مرحلة جديدة، حيث خرجت الضفة الغربية إلى تصعيد عملياتها وخوض الاشتباك المفتوح مع قطعان المستوطنين، وقدّم مخيم نور شمس نموذجاً معبراً عن هذا التحوّل، فيما أعلنت المقاومة العراقيّة العودة الى عملياتها ضد قوات الاحتلال الأميركي بعدما علقتها لشهرين، إفساحاً في المجال للتفاوض الذي تجريه الحكومة العراقية مع قيادة القوات الأميركية. وفي بيان لكتائب حزب الله إعلان فشل زيارة رئيس الحكومة العراقي الى واشنطن في الحصول على التزام أميركي جدي بالانسحاب، وكانت عمليات أول أمس على القواعد الأميركية في حقل العمر في شرق سورية إشارة إلى وضع القرار موضع التنفيذ.

يفترض أن يجتمع سفراء مجموعة الخماسية قبل ظهر اليوم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة لوضعه في محصلة لقاءاتهم مع القوى السياسية. وتشير أوساط اللجنة إلى أنه لا يمكن الحديث حتى الساعة عن تقدّم في الملف الرئاسي، معتبرة أن اللقاءات تمحورت حول الوضع في البلد وكيفية مقاربة كل مكوّن للاستحقاق الرئاسيّ ربطاً بهواجسه، ولذلك فإن الجهد يجب أن ينصبّ على تبديد الهواجس، والحوار بين المكوّنات السياسية، وإن كان شكل الحوار لا يزال محل جدل.

وفيما الملف الرئاسي لا يزال يدور في حلقة مُفرغة لا تزال زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي محل متابعة سياسية، وتقول مصادر متابعة إن اتفاقاً حصل خلال لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس ميقاتي على أن يرسل الاقتراح الفرنسي الجديد في الأيام المقبلة الى لبنان عبر ورقة فرنسية.

ووفق المعلومات، فإن هذا الورقة سوف تستند أكثر الى اتفاقية الهدنة وتفاهم نيسان والقرار الدولي 1701. وهنا تعتبر أوساط سياسية لـ”البناء” أن فرنسا تحاول كسب تأييد لورقتها الجديدة من مكونات أساسية في البلد لا سيما حزب الله. مع ذلك ترى الاوساط نفسها أن الورقة الفرنسية الجديدة تعتريها ثغرة تتصل بمدى التنسيق مع الإدارة الأميركية في هذا الشأن، لا سيما أن الموفد الأميركي أموس هوكشتاين الذي يحتمل أن يزور لبنان لساعات، لا يزال يمسك بهذا الملف ويعتبر أن معالجة ملف الجنوب تتطلب تسوية كاملة متكاملة ويبدي اقتناعاً أن هذا الملف لا يمكن فصله عن ملف غزة.

وفيما يطرح انتشار الجيش في الجنوب من ضمن تنفيذ القرار الدولي 1701، فإن هذا الأمر يتطلب وفق مصادر متابعة لـ”البناء” انتشاراً لأكثر من 10000 عنصر من الجيش في الجنوب ضمن منطقة جنوب نهر الليطاني. وهذا يعني أن المؤسسة العسكرية تحتاج إلى تجنيد أكثر من 6000 جندي جديد. وهذا يتطلب دعماً من فرنسا والدول الصديقة والمجتمع الدولي وإلا ستبقى الأمور على ما هي عليه.

واجتمع رئيس الحكومة مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب في السراي، وجرى عرض لنتائج الزيارة التي قام بها إلى فرنسا واجتماعه مع الرئيس الفرنسي. كما استقبل الرئيس ميقاتي نائب رئيس هيئة أركان الدفاع البريطانية هارفي سميث، الذي زار عين التينة أيضاً، بحضور السفير البريطاني هاميش كويل الذي يقوم بجولة في المنطقة. وجرى البحث في الوضع في جنوب لبنان وضرورة العمل على خفض التوتر ووقف إطلاق النار… أيضاً، استقبل الرئيس بري في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة قائد الجيش العماد جوزف عون العائد من باريس أيضاً، بحضور رئيس الأركان اللواء حسان عودة حيث جرى عرض للأوضاع العامة لا سيما الأمنية والميدانية منها.

وعشيّة المؤتمر الذي سيُعقد في بروكسل حول النزوح أواخر الشهر المقبل، يزور الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس لبنان للمرة الثانية في 2 أيار المقبل، على أن ترافقه رئيسة المفوضيّة الأوروبية أورسولا فون دير لاين. وجال مفوّض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسّع والجوار أوليفر فارهيلي على رأس وفد، على القيادات اللبنانية فالتقى الرئيس بري، في حضور سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وغادر عين التينة من دون الإدلاء بتصريح متوجهاً إلى اليرزة للقاء قائد الجيش العماد جوزيف عون، كما زار الوفد أيضاً السراي واجتمع مع الرئيس ميقاتي الذي أكد أن “على الاتحاد الأوروبي أن يغيّر سياسته في ما يتعلّق بمساعدة النازحين السوريين في لبنان، وأن تكون المساعدة موجّهة لتحقيق عودتهم الى بلادهم”.

وتؤكد مصادر سياسية لـ”البناء” أن رئيس الحكومة يسعى جاهداً لإحداث خرق في مؤتمر بروكسل الذي سيعقد في أواخر شهر أيار المقبل، مشيرة إلى أن الضغط الأساسي الذي يراهن عليه مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون هو أن تتغير مقاربة الاتحاد الأوروبيّ حول المناطق الآمنة في سورية وان يعلن الاتحاد الأوروبي أن هناك مناطق كبيرة في سورية أصبحت آمنة وفق المعايير التي تعتمد لهذه المناطق، واعتبرت المصادر أن هذا الأمر لو حصل من شأنه ان ينهي تذرع مفوضية اللاجئين بأن لا مناطق آمنة في سورية وأن تقدّم المساعدات المالية للسوريين في بلدهم.

وليس بعيداً، استمعت لجنة الدفاع إلى المدير العام للأمن العام بالإنابة الذي طالب “بإحياء مذكرة التفاهم مع UNHCR عام 2003، ما يسمح لنا بتطبيق القوانين اللبنانية وعدم التنازع مع القوانين الدوليّة. واستمعت الى مدير المخابرات في الجيش ورئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللذين أكدا للجنة “أن الأمن في البلد ما زال ممسوكاً رغم كل الجرائم الخطيرة التي حصلت وستحصل”.

وغادر المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان لبنان إلى الولايات المتحدة الأميركية في زيارة رسمية يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين في الإدارة الأميركية للبحث في سبل تقديم المساعدة لقوى الأمن الداخلي لتعزيز المهام المنوطة بها.

ودعا رئيس مجلس النواب الى جلسة عامة في الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الخميس لدرس اقتراحي القانونين المعجلين المكررين المدرجين على جدول الأعمال: 1- إقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية القائمة حتى تاريخ أقصاه 31/5/2025 المقدّم من النائب جهاد الصمد. 2- اقتراح قانون معجّل مكرّر رامي إلى تحديد القانون الواجب التطبيق على المتطوّعين المثبتين في الدفاع المدني.

وكشف الوزير السابق الياس المر أن “المحكمة الدولية أصدرت قراراً ظنياً بأن أفراداً من حزب الله حاولوا اغتيالي علماً أنني لا أثق بهذه المحكمة”. وأردف “لا أنصح النائب ميشال المر بالتحالف مع رئيس حزب القوات سمير جعجع، ولا أوافق على هذا التحالف كما أنني لا أثق برئيس حزب الكتائب سامي الجميل، أما التيار الوطني الحر فلا مشكلة لديّ معه”.

وأكد أن الوزير الراحل ميشال المر والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد كانا بمثابة إخوة، فلا أعتقد أن إبن حافظ الأسد يقوم بتفجير إبن ميشال المر.

وأوضح بأن مرشحه لرئاسة الجمهورية هو “الزعيم” رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والبلد بحاجة لزعيم وليس لرئيس فقط ومفهوم الزعيم هو الشهامة والجرأة والاستمرار بالتحالف، وهذه الصفات هي صفات سليمان فرنجية الذي يستطيع أن يقول لا حتى لحلفائه، واللواء الياس البيسري هو الأوفى ولديه قدرات عسكرية وأمنية كبيرة، ولكن هناك اتفاق بيننا أنه طالما فرنجية هو المرشّح نحن ندعمه ولن نتخلى عنه.

*********************************

افتتاحية صحيفة النهار

التمديد للبلديات الخميس: “مقتلة” إضافية للنظام!

لم تحل التطورات الكثيفة المتصلة بملفات الوضع المتفجر جنوباً والازمة المتفاقمة للنازحين السوريين والتحرك الديبلوماسي المتصل بأزمة الفراغ الرئاسي وما يدور من معطيات واقعية او مختلقة في شأنها، دون اندفاع استحقاق يبدو ان فئات عدة لم تعد تجد أي حرج في اعتباره “هامشيا” او ثانويا لتبرير “مقتلة” ديموقراطية جديدة ستلحق بالبلاد الخميس المقبل. والمقصود بذلك، انه في زمن تغييب رئاسة الجمهورية منذ سنة ونصف السنة والتساقط المنهجي للمواقع الإدارية والأمنية والمؤسساتية في كل الاتجاهات، ومع العلل والشلل النصفي الذي يتحكم بحكومة تصريف الأعمال، سيأتي الخميس دور الصدمة الإضافية المتصلة باندفاع “تحالف التمديد” لل#مجالس البلدية نحو اسقاط #الانتخابات البلدية وترحيلها لمدة سنة إضافية وطبعا التبرير لا يحتاج إلى قرائح تتعب حالها ما دامت المواجهات في الجنوب افضل التبريرات وممنوع الكلام في أي استثناء او إجراءات تتيح اجراء الانتخابات في كل المناطق الأخرى تحت وطأة اتهام المنادين بذلك بالاتجاهات التقسيمية والانفصالية المزعومة !

 

على رغم تحفز كتل نيابية وقوى سياسية معارضة لخوض معركة اسقاط التمديد للمجالس البلدية وترحيل الانتخابات من أيار المقبل لمدة سنة، يبدو واضحا ان ما كتب قد كتب على ايدي تحالف التمديديين بحيث توافرت لهم الأكثرية العادية المرجحة التي ستكفل تمرير مشروع قانون التمديد في الجلسة التشريعية لمجلس النواب الخميس المقبل. وهو امر ان مرّ كما توحي كل المعطيات سيشكل صدمة حادة نظرا الى ان أنماط الفراغ والتمديد باتت المسبب الأول في سمعة الدولة اللبنانية القاتمة والطبقة السياسية لا سيما منها “الحاكمة” التي تتحمل تبعات الضرب المنهجي للمسار الديموقراطي وإفراغه من كل الأصول بحجج وبلا حجج. ولعل الأسوأ المرتقب هو ان لبنان الموعود حديثا بـ”رزمات” من الدعم والمساعدات سواء للجيش او في ملف النازحين او غيرها من الملفات سيتسبب له مجددا “مدمنو” التمديد بتداعيات سلبية يصعب استباقها ولكنها حكما ستكون إشارة قاتمة جديدة تضاف الى السجل الأسود الحافل بتجارب انتهاكات الديموقراطية والنظام وضرب كل محطات التغيير والإصلاحات.


 

وقد وضعت طبخة التمديد للبلديات على نار حامية مع دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة عامة في الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الخميس 25 نيسان الجاري لدرس إقتراحي القانونين المعجلين المكررين المدرجين وحدهما على جدول الاعمال وهما : إقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى تمديد ولاية المجالس البلدية والإختيارية القائمة حتى تاريخ أقصاه 31/5/2025 المقدم من النائب جهاد الصمد. وإقتراح قانون معجل مكرر رامي الى تحديد القانون الواجب التطبيق على المتطوعين المثبتين في الدفاع المدني .

 

وبطبيعة الحال، لكي تكتمل فصول المهزلة تابع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي اصدار قرارات دعوة الهيئات الانتخابية البلدية، واصدر امس مواعيد الدعوة في كل من محافظة بيروت ومحافظتي البقاع وبعلبك – الهرمل لانتخاب أعضاء المجالس البلدية وتحديد عدد الاعضاء لكل منها، ولانتخاب مختارين ومجالس اختيارية.

 

وعشية هذا الاستحقاق بادرت “كتلة تحالف التغيير” التي رفضت تأجيل الانتخابات البلدية للمرة الثالثة تواليا الى الإعلان عن تشددها برفض التشريع في ظل الشغور في موقع رئاسة الجمهورية وأعلنت انها لن تشارك في جلسة الخميس.


 

في غضون ذلك، تعاود الحركة السياسية والديبلوماسية اليوم من حيث انتهت جولة سفراء المجموعة الخماسية الأسبوع الماضي اذ سيزور السفراء الخمسة ظهر اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ”جوجلة” حصيلة ما افضت اليها جولة السفراء على القيادات السياسية. واما ما تردد عن امكان قيام الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لبيروت هذا الأسبوع فثبت ان لا أساس له من الصحة وليست متوقعة عودته قبل بروز معطيات جدية وحاسمة حيال امكان الخوض في تسوية باتت معالمها معروفة بعد ان تتوقف الحرب في غزة .

 

الدعم الاوروبي

وفي ملف النازحين السوريين بدأت التحضيرات لزيارة الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس لبنان للمرة الثانية في 2 أيار المقبل، على أن ترافقه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين للإعلان عن حزمة مالية من الاتحاد الأوروبي لمساعدة لبنان في موضوع اللجوء السوري، وبهدف منع اللاجئين من الوصول بحراً إلى قبرص وذلك تحضيراً للمؤتمر الذي سيعقد في بروكسل أواخر شهر أيار. وفي هذا السياق جال مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسع والجوار أوليفر فارهيلي على رأس وفد، على المسؤولين الرسميين امس مؤكدا “ان استقرار لبنان وامنه هما أولوية أوروبية، ونريد ونسعى لتعاون اعمق بين لبنان والاتحاد الأوروبي في هذا الشأن”. وقال”اعدت تأكيد الدعم الأوروبي الطويل الأمد والمستمر للبنانيين ليتمكن لبنان من الاعتماد على دعمنا المالي والسياسي خلال السنوات المقبلة على الاقل خلال نهاية هذه الفترة المالية اي حتى 2027 .ومن الواضح أن المجلس الأوروبي لم يوضح فقط بأن الاتحاد الأوروبي مستعد للاستمرار بدعم النازحين السوريين في لبنان والأردن وتركيا، ولكنه أوضح أيضا بشكل كبير أنه علينا الآن مضاعفة جهودنا لمكافحة تهريب الأشخاص والتهريب بشكل عام وتعزيز حماية الحدود وأيضا ضبط الهجرة غير الشرعية”.


 

يشار في هذا السياق الى ان اجتماعا وزاريا وقضائيا سيعقد اليوم في السرايا برئاسة رئيس الحكومة للبحث في إجراءات تسليم السجناء والموقوفين السوريين الى سلطات دمشق كإحدى السبل التي سيتخذها لبنان في ضبط اللجوء السوري.

 

التصعيد جنوباً

على الصعيد الميداني على الجبهة الجنوبية حصل تصعيد واسع مساء امس بعدما تواصل القصف المتبادل بين “الحزب” والجيش ال#إسرائيلي اذ شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة استهدفت منزلا في المنطقة الواقعة ما بين بلدتي صريفا ودردغيا – ارزون. وعلى الفور توجهت فرق الاسعاف الى المكان وأفيد عن سقوط جريحين، ولكن معلومات افادت ان الغارة على بلدة صريفا استهدفت منزل القيادي في “الحزب” علي نجدي وتحدثت عن مقتل شخص وإصابة آخر.

 

وعلى الأثر افيد عن إطلاق رشقة صاروخية من #جنوب لبنان بما لا يقل عن 30 صاروخا. وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية إصابة مباشرة في منطقة صفد إثر سقوط عشرات صواريخ “الكاتيوشا” على المدينة. وأضافت ان صفارات الإنذار دوت في 14 بلدة ومستوطنة إسرائيلية بينها صفد شمال إسرائيل .وأشارت المعلومات إلى أن “الحزب” أطلق صواريخ تجاه مقر القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي في صفد. واعلن #الجيش الإسرائيلي انه تم رصد نحو 35 عملية إطلاق من الأراضي اللبنانية وصولا لمنطقة “عين زيتيم” دون إصابات وقال ان قواته هاجمت مصدر إطلاق النار .

***************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

“الحزب” يعتبر أنّ عودة مستوطني الشمال صارت “مستحيلة”

هوكشتاين آتٍ مصحوباً بالغارات والصواريخ.. وماكرون لنتنياهو: يجب وقف التصعيد

 

وسط تصعيد ميداني على جبهة الجنوب يشير الى تدحرج الأوضاع نحو الأسوأ، أكدت مصادر نيابية بارزة لـ»نداء الوطن» أنّ المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين سيصل الى بيروت في زيارة لم يتم التحضير لها مسبقاً. ويبدو أنها تأتي في سياق الاجتماعات التي شهدها قصر الاليزيه يوم الجمعة الماضي من أجل متابعة الملف اللبناني. كما أنها تأتي على خلفية استمرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مسعاه لتجنيب لبنان الحرب الواسعة.

 

وفي هذا السياق، أكد ماكرون أمس لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنه يريد «تفادي تدهور» الوضع في الشرق الأوسط، مكرراً «عزمه على تشديد الإجراءات لمواجهة أفعال إيران المزعزعة للاستقرار»، وفق ما نقلت الرئاسة الفرنسية.

 

وأورد بيان للإليزيه إثر اتصال هاتفي بين ماكرون ونتنياهو، أنّ الرئيس الفرنسي شدّد «على جهود فرنسا»، بالتنسيق مع شركائها الدوليين، «للعمل على نزع فتيل التصعيد على «الخط الأزرق» بين إسرائيل ولبنان».

 

وبالعودة الى زيارة هوكشتاين المرتقبة، فهي وفق أوساط ديبلوماسية، تأتي متناغمة والمبادرة الفرنسية. وهناك في جعبة الوسيط الأميركي اقتراحات لعلها تفيد في نزع فتيل التوتر الجنوبي، بينها تسوية النقاط العالقة في الترسيم البري بين لبنان وإسرائيل.

 

وأبلغت هذه الأوساط الى «نداء الوطن» أنّ اجتماعات باريس التي عقدها الرئيس الفرنسي مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون هي «لقاءات الفرصة الأخيرة «. وقالت إنّ باريس «تسعى الى تسوية تجنّب لبنان الحرب من خلال «اليونيفيل» والجيش اللبناني، وهذا جزء لا يتجزأ من القرار 1701». وأوضحت أنّ فرنسا لم تكن في وارد القيام بهذه المبادرة «لو لم تصل اليها المعلومات من أن إسرائيل مصممة على الدخول الى رفح، كما أنها مصممة أيضاً على معالجة المشكلة اللبنانية المتعلقة بالمساحة الحدودية حيث سلاح “الحزب”، الذي يجب إبعاده 10 كيلومترات عن الحدود في المرحلة الأولى». وأبدت الأوساط نفسها حذراً في توقعاتها، بسبب ارتباط «التسوية بموقف إيران، وتالياً «الحزب» اللذين يربطان وقف النار في الجنوب بانتهاء حرب غزة «.

 

على المستوى الميداني، أعلن “الحزب” مساء أمس أنه «استهدف مقر قيادة عسكرية في شمال إسرائيل بعشرات صواريخ الكاتيوشا رداً على غارات طالت قرى في جنوب لبنان»، فيما أكد الجيش الإسرائيلي رصده إطلاق نحو 35 صاروخاً من الجانب اللبناني. وتبنّى «الحزب» في بيان قصف «مقر قيادة لواء المشاة الثالث التابع للفرقة 91 في قاعدة عين زيتيم بعشرات صواريخ الكاتيوشا». وقال إنّ القصف جاء «رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية، وآخرها في صريفا والعديسة ورب ثلاثين».

 

وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي ان قواته قصفت مصادر النيران، وأغارت طائرات مقاتلة على «بنية تحتية» تابعة لـ»الحزب» في جنوب لبنان. كما قصفت في وقت سابق «مبنيين عسكريين ينشط فيهما» مقاتلو “الحزب” في العديسة وأرزون.

 

بدوره أعلن «الحزب» ليل الأحد إسقاطه مسيّرة إسرائيلية من نوع هيرمس 450 في جنوب لبنان، في عملية هي الثالثة من نوعها منذ بدء التصعيد عبر الحدود.

 

وأفادت معلومات أنّ الغارة الإسرائيلية على بلدة صريفا استهدفت منزل القيادي في “الحزب” علي نجدي.

 

وفي سياق متصل، واصلت قيادات الصف الأول في “الحزب” الاطلالات الاعلامية. وأعلن نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم أنّ «السلاح باقٍ ومتقدم ويصنع المستقبل، في إطار ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة». بدوره قال رئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي الدين: «العدو بدأ يشعر بالعجز ويسلّم به، ويرى أنّ إعادة المستوطنين الى شمال فلسطين أصبحت بالنسبة إليهم أمراً مستحيلاً أو شبه مستحيل، وهذا ما كنا نطمح اليه» .

*****************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

الشرق الأوسط: باسيل ينهي «اختلافاته» مع بوصعب بإقصائه من «الوطني الحر»

الأزمة بدأت قبل عامين وانفجرت إثر «تباينات» بملف الرئاسة

انتهى «الاختلاف» بين رئيس «التيار الوطني الحر» النائب اللبناني جبران باسيل ونائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، إلى انفصال بوصعب رسمياً عن التيار، بعد عامين من «الخلافات الصامتة» التي توسعت من القيادات الحزبية إلى ممثلي الكتلة البرلمانية؛ وهو ما يعيد الضوء إلى التوترات الداخلية التي أقصت شخصيات معروفة وبارزة من «التيار»، من غير الإشارة إلى أسبابها.

 

وبوصعب، الذي كان خلال السنوات الماضية أحد أبرز صقور الكتلة النيابية لـ«التيار»، ومستشاراً أساسياً لرئيس الجمهورية السابق ميشال عون، «لم يعد موجوداً بـ(التيار)»، حسبما قالت مصادر قيادية في «التيار» لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن بوصعب «منذ أشهر لم يشارك في اجتماعات الكتلة البرلمانية»، وأن العلاقة انتهت «بعد اختلافات عميقة انتهت إلى هذا الانفصال».

 

لم يعد موجوداً

 

وتنفي مصادر أخرى مطلعة على أجواء «التيار» من الداخل، أن تكون التقديرات الإعلامية اللبنانية حول «طرد بوصعب» دقيقة، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن «الطرد غير موجود في (التيار)»، لكن ما جرى أن هناك «بياناً صدر، وتبلغته القيادات، يشير إلى أن بوصعب لم يعد موجوداً في (التيار)»، لافتة إلى أن القرار «يصادق عليه رئيس (التيار)، وهو ما حدث».

 

وأنهى الإعلان الداخلي الأخير، الممهور بتوقيع النائب جبران باسيل، مرحلة من الخلافات بين الطرفين تمتد إلى عامين على أقل تقدير، وكان الطرفان يفضّلان تسميتها «الاختلافات» وليس «الخلافات»، في إشارة إلى «اختلافات بوجهات النظر وبمقاربة ملفات سياسية واستحقاقات داخلية وعلاقات بين المكونات السياسية».

 

عامان من التباين

 

وبدأت تظهر معالم التباين خلال مرحلة الانتخابات النيابية الأخيرة في ربيع 2022، حين اتُهم باسيل بأنه فضّل دعم مرشح آخر على لوائح «التيار» في المتن على حساب بوصعب، وأن أصوات المحازبين في المتن لم تُمنح لبوصعب. وتعمّقت التباينات بعد الانتخابات في الترشيحات لموقع نائب رئيس البرلمان، ولو أنها انتهت بتصويت نواب «التيار» و«أمل» و”الحزب” وحلفاء لهم لبوصعب الذي كان مدعوماً من رئيس البرلمان نبيه بري، وفاز في الدورة الثانية، بفارق صوت واحد.

 

لكن تلك الأزمة التي يُصطلح على تسميتها «الخلافات الصامتة»، لم تفجّر العلاقة مع باسيل، كما لم تنعكس على علاقة بوصعب بالرئيس عون. وكان بوصعب، من خلال تواصله الدائم مع رئيس البرلمان نبيه بري، ومن خلال موقعه كنائب رئيس للبرلمان مع مختلف الكتل النيابية، «صلة الوصل بين التيار وعون من جهة، وبري من جهة أخرى قبل فترة الشغور الرئاسي».

 

كذلك، أهّلته «الميزة بالتواصل» مع المبعوث الرئاسي الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكستين، لأن يكون مشاركاً، من جهة رئاسة الجمهورية، في هندسة اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل في خريف عام 2022. وكان بوصعب، خلال فترة قربه مع باسيل قبل عامين، صلة وصل «التيار» مع الجانب الأميركي الذي يقاطع باسيل، المدرج على قوائم العقوبات.

 

تمايز بالعلاقات

 

في الداخل، لطالما أظهر بوصعب تمايزاً عن «التيار» في العلاقات بين المكونات السياسية. احتفظ بهامش واسع من العلاقة المتينة مع رئيس البرلمان نبيه بري، بينما كانت تتسم علاقة باسيل وبري بالتوتر، ولو أنها من غير أن تنقطع، لكن بوصعب في فترة الشغور الرئاسي، لم يكن صلة الوصل بين الطرفين، بل كان النائبان غسان عطا الله وآلان عون صلة الوصل.

 

بالإضافة إلى ذلك، ساعده موقعه نائباً لرئيس البرلمان ليحتفظ بعلاقة متينة مع سائر المكونات السياسية، وبينها من كانت في ظروف معينة على خصومة مع «التيار». لكن هذا التواصل، لم يكن السبب في تفجر العلاقة بين بوصعب وباسيل، بالنظر إلى أن هناك نواباً آخرين في «التيار»، يحتفظون بهامشٍ وعلاقات مع القوى الأخرى، مثل النائب آلان عون والنائب إبراهيم كنعان، رغم الانتقادات العونية لعلاقتهما مع بري من خلال «العمل البرلماني».

 

فالعلاقة بين بوصعب وباسيل توترت إلى أقصى مستوياتها في الاختلاف بملف انتخابات الرئاسة. وبينما كان نواب «التيار الوطني الحر» يصوّتون بأوراق بيضاء، كان بوصعب يصوت للوزير الأسبق زياد بارود… وفي الجلسة الأخيرة، اتُهم بوصعب بأنه لم يلتزم بالتصويت للوزير الأسبق جهاد أزعور في البرلمان، خلافاً لنواب كتلة «لبنان القوي» إثر اتفاق بين «التيار» و«القوات اللبنانية» و«التقدمي الاشتراكي» على الاقتراح لأزعور في آخر جلسات الانتخابات الرئاسية في البرلمان. وقبل شهرين، قال في مقابلة تلفزيونية إن «الاسم الحقيقي والمتقدم بشكل أكبر بالسباق على الرئاسة، هو رئيس تيار (المردة) سليمان فرنجية»، ولم يستبعد التصويت له «إذا كان في حاجة إلى صوت واحد».

 

مستقبل سياسي

 

اليوم، يجمع العارفون بتطورات العلاقة بين بوصعب و«التيار»، أن الخلاف الأساسي «مع النائب باسيل، وليس مع الرئيس عون»، لكن عون «يغطي قرارات باسيل الذي يُعدّ، في النهاية، رئيس (التيار) الذي يحق له اتخاذ القرارات». وترى مصادر هؤلاء أن الاختلاف في السابق «كان بإمكان باسيل أن يحتويه ويتحمله، لكن في الفترة الأخيرة، بات الاختلاف أكبر من أن يتحمله باسيل؛ مما دفعه بالذهاب نحو هذا الاتجاه لفض العلاقة نهائياً مع بوصعب».

 

ويشكّك مطلعون على أجواء «التيار الوطني الحر» بأن تؤثر الخطوة الأخيرة على مستقبل بوصعب السياسي، ويؤكد هؤلاء أن «حضور بوصعب في النيابة، غير مرتبط بـ(التيار)»، وأنه «كان موجوداً في العمل السياسي قبل (التيار)، وسيبقى مستمراً في أي مرحلة وبمعزل عن أي تطور».

 

أزمة داخل «التيار»

 

بدا التطور الأخير أقرب إلى «إقصاء» لبوصعب، وأعاد فتح ملف الخلافات في داخل «التيار» مع النواب وقيادات حزبية، وذلك إثر الخلافات التي ظهرت إلى العلن في فترة الانتخابات الأخيرة، وعكست تأزماً في داخل «التيار»، وأفضت إلى «استقالة» أو «إقالة» أو «استبعاد» 3 نواب سابقين هم: ماريو عون، وزياد اسود وحكمت ديب. وتلت هذه الموجة، موجة أخرى طالت قيادات في «التيار»، وبدأت تخرج إلى العلن منذ تسلم باسيل موقع رئاسة التيار خلفاً للرئيس ميشال عون في عام 2015.

 

وتضع مصادر قريبة من «التيار» الآن هذه التطورات في إطار «الأمور الحزبية»، وتؤكد أنها «تندرج ضمن إطار الاختلافات وليس محاولة لتطويع القيادات وممثلي (التيار) في البرلمان»، نافية أي معلومات تتحدث عن موجة أخرى من التباعد مع نواب آخرين، بعد قضية بوصعب.

**************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

الحراكات لا تحلّ التعقيدات.. سفراء «الخماسية» للدفع بالحوار .. بري لرئيس عاجلاً

المشهد اللبناني على حاله من المراوحة في مربّع الفراغ على كل المستويات، ولا شيء في الأفق يؤشر إلى إمكان الخروج منه في المدى المنظور. فالملف الرئاسي معلّق على استفاقة سياسية تدفع به الى الحسم الإيجابي وانتخاب رئيس للجمهورية، فيما هذه الإستفاقة مستحيلة في ظلّ عقليات سياسية تتناسل من بعضها البعض تعقيدات محبطة لكلّ محاولات كسر حلقة التعطيل. والملف الاقتصادي والمالي حدّث ولا حرج عن انفلاته وتفاقم أعبائه الحياتية والمعيشية على المواطنين، مع وضع حكومي قاصر على الحدّ الأدنى من المعالجات وحتى المسكنات. واما الملف الأمني فبشقّه الداخلي، يدقّ ناقوس الخطر من فوضى شاملة، يفاقمها ارتفاع معدلات الجريمة على أنواعها، وفلتان النازحين السوريين. وبشقه الجنوبي، يشكّل تصاعد المواجهات على الجبهة الحدودية بين “الحزب” والجيش الاسرائيلي، مبعثاً للقلق والخوف من تدحرج هذه الجبهة الى ما هو أخطر وأدهى.

الى ما بعد غزة

الثابت في هذا المشهد، هو جمود هذه الملفات أمام الأبواب المقفلة، والمسلّم به لدى مختلف الأوساط السياسية والمسؤولة، مرهون على كلمة سرّ تفتح تلك الابواب، فيما كلمة السّر هذه مؤجّلة إلى ما بعد حرب غزّة، وخصوصاً بعد المحاولات الفاشلة لفصل المسارين الرئاسي والأمني عن بعضهما البعض. وكذلك محاولات فصل المواجهات الحدودية عن الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة.

أمام هذه الصورة، وكما يقول مرجع سياسي معني بكلا المسارين الرئاسي والجنوبي لـ«الجمهورية: «شئنا أم أبينا كل الامور باتت مرتبطة بمسار الحرب في غزة، وعلى ما هو واضح فإنّ فترة انتظار انتهاء الحرب ستطول، ربما لأسابيع او لأشهر، ومن الآن وحتى ذلك الحين، جلّ ما يمكن أن نفعله هو اللعب في الوقت الضائع».

ورداً على سؤال حول حراك سفراء دول اللجنة الخماسية في هذه الأجواء، قال: «هم يتحرّكون، ويقولون انّهم يحاولون تضييق الفوارق بين الأطراف السياسية، ولكن حتى الآن، حيث ما زلنا مطرحنا، ولا شيء ملموساً، ولو من حيث الشكل».

ورداً على سؤال آخر، قال: «لست أماشي القائلين بأنّ اللجنة الخماسية على موقف واحد، ولا القائلين بوجود فوارق عميقة بين أعضائها في النظرة الى الملف الرئاسي، فأنا أحاكم النتيجة، فحتى الآن كلّ الحراكات التي حصلت كانت خارج صحن الحلول، بل أقول بكلّ صراحة لم نلمس وجود قاعدة صلبة يُبنى عليها للقول بإمكان حصول اختراقات تلامس الحلول المرجوة للتعقيدات القائمة».

يُشار الى انّ سفراء اللجنة الخماسية سيزورون رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم، لإطلاعه على خلاصة لقاءاتهم مع القوى السياسية، وصورة التحرّك المقبل للجنة، حيث أكّدت معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» انّ سفراء «اللجنة الخماسية» سيستكملون مهمّتهم بزخم أكبر في المرحلة المقبلة، للدفع الى حوار يمهّد لتوافق على رئيس للجمهورية، ورجّحت المصادر صدور بيان مفصّل حول ذلك».

أي حوار؟

على أنّ مهمّة اللجنة في مجملها، وفق ما تقول مصادر مواكبة لحراك الخماسيّة لـ«الجمهورية»، تبقى محفوفة بالفشل المسبق، وخصوصاً انّ هذا الحوار ليس محل إجماع، فثمة تباين عميق حياله، بين قائل بجلوس الأطراف على طاولة الحوار او النقاش او التشاور وفق ما يدعو اليه الرئيس بري، يُصار خلاله إلى التوافق على اسم أو اكثر ومن ثم النزول الى مجلس النواب وانتخاب رئيس الجمهورية. وبين قائل بفتح جلسة انتخابية، وإجراء حوار ثنائي او ثلاثي بين دوراتها، وهكذا دواليك حتى انتخاب الرئيس. وقد سبق لسفراء اللجنة الخماسية أن جرّبوا في حراكاتهم السابقة ردم الهوة بين المنطقين، ولم يتمكنوا من ذلك، فكيف لهم أن يتمكنوا من ذلك مع هذا التصلّب في المواقف، ورفض تقديم تنازلات من هذا الجانب او ذاك؟ الّا اذا كان الحوار الذي ترمي اليه «الخماسية»، حواراً برعايتها وادارتها، فهنا الأمر قد يختلف. وقبل كل ذلك ينبغي الّا نغفل السؤال التالي: هل أن في الإمكان حسم الملف الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، فيما جبهة الجنوب على توترها واشتعالها؟ والجواب بالتأكيد عند “الحزب” وخصومه».

محاولة للفصل عن غزة

وإذا كان الملف الرئاسي في لبنان، واستقراره السياسي والأمني من أولويات الادارة الفرنسية، وفق ما اكّد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الّا انّ باريس حاولت في الأيام الأخيرة قيادة تحرّك واضح لفصل ملف الجنوب اللبناني عن الحرب الدائرة في غزة، ومحاولة تسويق حل سياسي مبني على الورقة الفرنسية التي قدّمها وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه.

وإذا كانت المعلومات من باريس تفيد بأنّ الطرح الفرنسي المتجدد، يلحظ بعض التعديلات، على ان تشهد الفترة المقبلة زيارة جديدة في إطارها، للموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، الّا انّ مصادر سياسية اكّدت لـ«الجمهورية» الرغبة الفرنسية في تبريد جبهة الجنوب اللبناني، وهي تتناغم بذلك مع الموقف الاميركي الذي يشدّ في هذا الاتجاه، (ثمة حديث عن زيارة وشيكة للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت)، إلّا انّ الرغبة لا تكفي، بل ينبغي ان تقترن بإجراءات ملموسة وجدّية تراعي مصلحة لبنان بالدرجة الأولى، وخصوصاً في الجانب المتصل بالقرار 1701 والخروقات الاسرائيلية على امتداد الحدود بدءاً من نقطة الـ«B1» حتى الجزء الشمالي لبلدة الغجر وتلال كفر شوبا ومزارع شبعا التي ينص عليها هذا القرار مرتين.

وقلّلت المصادر من احتمال أن يشقّ الطرح الفرنسي الجديد والمعدّل عن الطرح السابق، طريقه الى السريان الايجابي، وردّت ذلك الى عائقين اساسيين قد يعترضان طريقه، الأول يتجلّى برفض الجانب اللبناني لأيّ طرح يقول بتجزئة تطبيق القرار 1701، او تطبيقه من جانب واحد، ولا يبت نهائياً بمجموعة النقاط على امتداد الحدود. وهذا الرفض أُبلغ مواجهةً إلى هوكشتاين في زيارته الاخيرة. واما العائق الثاني هو انّ “الحزب” اعلن صراحة رفض قبول البحث في حل سياسي للمنطقة الحدودية قبل توقف العدوان الاسرائيلي على غزة ولبنان».

ولفتت المصادر الى انّه بمعزل عن مضمون الطرح الجديد وما إذا كان منسقاً بين الفرنسيين والاميركيين ام لا، وما اذا كان التعديل الجديد لحظ التطبيق الكامل والشامل للقرار 1701، وبت كل النقاط الخلافية، فهذا تطوّر نوعي إن حصل فعلاً. ولكن على الرغم من كل ذلك، فإنّ هذا الطرح لا يحاكي حلاً آنياً، بل ربما الغاية منه أن يشكّل تأسيساً لحل سياسي للمنطقة الجنوبية ما بعد انتهاء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة.

بري

الطرح الفرنسي الجديد، عرضه ماكرون امام رئيس حكومة تصريف الاعمال، وكذلك عرضه الى جانب امور أخرى، في الاتصال الهاتفي الذي اجراه مع رئيس مجلس النواب، ووجّه اليه دعوة لزيارة باريس، الّا أنّ بري اعتذر عن عدم تمكنه من السفر التزاماً منه بعدم السفر الى خارج لبنان قبل انتخاب رئيس للجمهورية، وهو في هذا الإطار اعتذر عن القيام برحلات عديدة الى الخارج، الى دول عربية وغير عربية، وكذلك عن عدم المشاركة في منتديات برلمانية دولية وايضاً اجتماعات الاتحاد البرلماني العربي.

ورداً على سؤال لـ«الجمهورية»، قال بري: «كل الجهود يجب ان تنصّب لإتمام الاستحقاق الرئاسي في اقرب وقت ممكن».

وعندما قيل له انّ ثمة من يتحدث عن مساعٍ جدّية للحسم الرئاسي في مهلة اقصاها شهر ايار المقبل، قال: «المطلوب انتخاب رئيس الجمهورية امس قبل اليوم واليوم قبل الغد».

وعمّا اذا كانت زيارته الى الخارج من شأنها أن تؤسس لحل يفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية، قال: «في هذه الحالة، واذا ما تبدّت امامي جهود وحلول جدّية ونتائج ايجابية أذهب الى اي مكان، حتى سيراً على الاقدام».

تشريعية الخميس

وكان الرئيس بري الذي استقبل، امس قائد الجيش العماد جوزف عون برفقة رئيس الاركان اللواء حسان عودة، قد دعا الى جلسة تشريعية في الحادية عشرة قبل ظهر الخميس المقبل، لدرس اقتراح القانون المعجّل المكرّر الرامي الى تمديد ولاية المجالس البلدية والإختيارية القائمة حتى تاريخ أقصاه 31/5/2025 المقدّم من النائب جهاد الصمد، واقتراح القانون المعجّل المكرّر الرامي الى تحديد القانون الواجب التطبيق على المتطوعين المثبتين في الدفاع المدني سنداً لأحكام القانون رقم 2014 على 289 والقانون 2017 على 59 المقدّم من النواب جهاد الصمد، علي حسن خليل، ابراهيم كنعان، امين شري، طوني فرنجيه وحسن مراد.

 

النزوح

وفيما أُعلن عن اجتماع أمني – قضائي اليوم لبحث موضوع النازحين، والتوقيفات، اعلنت لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات النيابية بعد اجتماعها امس، برئاسة النائب جهاد الصمد، انّها في موضوع النزوح السوري، استمعت الى المدير العام للأمن العام بالإنابة الذي طالب «بإحياء مذكرة التفاهم مع UNHCR عام 2003، ما يسمح لنا بتطبيق القوانين اللبنانية وعدم التنازع مع القوانين الدولية». وقال: «نحن كأمن عام نطالب بقرار سياسي موحّد يتعامل مع موضوع النزوح السوري بخطة وطنية موحّدة تكون لنا غطاء لتنفيذ ما يجب علينا تنفيذه». واوضحت انّ في الموضوع الأمني، استمعت اللجنة الى مدير المخابرات في الجيش ورئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي اللذين أكّدا للجنة «انّ الأمن في البلد ما زال ممسوكاً رغم كل الجرائم الخطيرة التي حصلت وستحصل»، ولفتاً الى انّ «جريمة باسكال سليمان ليست جريمة سياسية بنسبة 99 في المئة، وانّ جريمة محمد سرور هي ببصمة جهاز الموساد الاسرائيلي، كما اوضح رئيس شعبة المعلومات».

الوضع الميداني

من جهة ثانية، أمضت المنطقة الجنوبية، امس يوماً متوتراً على امتداد خط الحدود الدولية، جراء كثافة الاعتداءات الاسرائيلية على المناطق اللبنانية، التي قوبلت بسلسلة عمليات نفّذها “الحزب” ضدّ المواقع الاسرائيلية.

وأفيد أمس عن سلسلة غارات للطيران الحربي الاسرائيلي، طالت اطراف شحور وصريفا وارزون، العديسة، رب ثلاثين، ومرتفعات الجبور (ابو راشد) ومرتفعات الجبل الرفيع في اقليم التفاح، اطراف منطقة المحمودية المحاذية لبلدة العيشية. وترافق ذلك مع قصف مدفعي طال يارون، مجرى نهر الليطاني قرب دير ميماس.

 

في المقابل اعلن “الحزب” انّ المقاومة الاسلامية استهدفت مقر قيادة لواء المشاة الثالث التابع للفرقة 91 في قاعدة ويتيم بعشرات صواريخ الكاتيوشا، وتجمعاً لجنود العدو الاسرائيلي خلف موقع السماقة في تلال كفر شوبا، والتجهيزات التجسسية مقابل قرية الوزاني، وتجمعاً لجنود العدو في محيط موقع حانيتا.

ودوّت صفارات الإنذار في مستوطنات الجليل الغربي: روش هانكارا، ليمان، شلومي، باتز، إيلون، هانيتا، أدميت، المنطقة الصناعية اكزيف ميلوفات، عرب العرامشة، ميتزفاه، يعرا، غورنوت هجليل، خشية تسلّل طائرات مسيّرة. واعلن الجيش الاسرائيلي سقوط صواريخ عدة في صفد.

تحذير

وفيما شدّد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو على جهود فرنسا بالتنسيق مع شركائها الدوليين، للعمل على نزع فتيل التصعيد على الخط الازرق بين اسرائيل ولبنان، أعرب وزير الخارجية الإسبانية مانويل ألباريس بوينو عن قلق بلاده جرّاء «احتمال امتداد الصراع إلى لبنان، لأنّ أبعاده ستتغيّر، ولأنّ لبنان دولة هشة ومتوترة». فيما نُقل عن ضابط غربي كبير يزور بيروت حالياً، اعترافه امام مسؤول لبناني رفيع انّ «الحرب في المنطقة طالت كثيراً، ولا اعتقد انّ احداً من الاطراف، يمتلك القدرة على القتال الطويل الأمد. هذه الحرب باتت تشكّل استنزافاً واضحاً لكل المنخرطين فيها، ومن هنا فإنّ الضغوط قد تنجح في إطفاء نارها في المدى المنظور».

الموقف الاسرائيلي

إلى ذلك، اعتبر الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، أنّ جبهة لبنان تفرض التحدّي الأكبر على «إسرائيل» وتستوجب التعامل العاجل معها. إلّا أنّه ادّعى أنّه يتمّ الاقتراب مما وصفها «بساعة الحسم» في الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان. وبدوره، أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت أننا «نقترب من ساعة الحسم في الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان»، مشدّداً على «أننا لم نحقق كل أهداف الحرب بعد، لكننا لم نتنازل عن أي منها».

نحن في مشكلة

وغداة إعلان “الحزب” عن إسقاط مسيّرة اسرائيلية حديثة من نوع «هيرمز 450»، واعتراف المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي بذلك، ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» انّ “الحزب” استخدم تكتيكات جديدة ضدّ «إسرائيل» الأسبوع الماضي، لكنه لم يُظهر بعد العناصر الأكثر تطوراً في ترسانته». فيما حذّر المراسل العسكري في موقع «والاه» الإسرائيلي أمير بوحبوط من فقدان التفوّق الجوي في الأجواء اللبنانية، مؤكّداً أنّ ذلك سيضر بشكل كبير بقدرات جمع المعلومات الاستخبارية.

وتطرّق المراسل إلى إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية في أجواء منطقة العيشية، وما حصل في «عرب العرامشة» بعد استهداف مسيّرة لـ”الحزب” المقرّ المستحدث لسّرية الاستطلاع التابعة للواء الغربي (الفرقة 146)، قائلاً إنّ “الحزب” ينجح في ضرب «إسرائيل». وحذّر من فقدان التفوق الجوي في المجال اللبناني، معتبراً أنّ ذلك سيضّر بشكلٍ كبير بقدرات جمع المعلومات الاستخبارية. وتابع قائلا: «نحن في مشكلة كبيرة».

وفي تقرير نشرته صحيفة «معاريف» الإسرائيليّة تحدثت فيه عن «خطورة الوضع» عند الحدود بين لبنان وإسرائيل، مشيرة إلى أنّ هناك تلميحات تفيد بأنّ قرار الحرب عند تلك الجبهة قد اتُّخذ. ونقل التقرير عن جيورا زالتس، رئيس المجلس الإقليمي في منطقة الجليل الأعلى المحاذية للبنان، قوله عبر إذاعة الشمال «104.5 إف إم» إنّ هناك إحساساً لدى السكان بأنّ ما تشهده المنطقة هو «فيلم رعب».

وتابع: «على مدى 5 أشهر، “الحزب” يتحرك ونحن نردّ، وفي الشهرين الأخيرين انقلب الوضع. إنهّم ينتظرون ليروا ما سنفعله ثم يردّون. نحن في هذا الحدث منذ 5 أشهر، وعلى الرغم من أننا نحاول إقناع الدولة بتحديد أهداف للقتال في الشمال، لكنها لا تزال لا تفعل ذلك».

************************

افتتاحية صحيفة اللواء

  ماكرون لنتنياهو: لن نقبل بتصعيد في لبنان

عون في عين التينة والخماسية اليوم.. وترحيل المساجين السوريين أولوية

يكاد همّ نزع فتيل التصعيد جنوباً الهاجس الاول بعواصم متعددة، وكذلك للبنان الرسمي والسياسي، وهو ما برز واضحاً في حركة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي يعمل بتنسيق أميركي على إيجاد صيغة تحول حول اتساع المواجهة مع اسرائيل و”الحزب” حيث يشتد أوار التسخين، في ضوء الممارسات العدوانية المتزايدة، واستهداف الطرقات الآمنة ومنازل المواطنين وزرع القلق على طول الحدود الجنوبية.

 

وفي هذا الإطار، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده مصممة على تجنب أي تصعيد للصراع الإقليمي، وسعي فرنسا لنزع فتيل التصعيد بين اسرائيل ولبنان.

 

وفي اطار دعم لبنان، أعلن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي جاسم محمد البريدي خلال مشاركته في منتدى في لوكسمبورغ أن موقف المجلس بالنسبة للبنان ثابت في دعم الاستقرار والسلام الداخلي من خلال حث جميع الاطراف الفاعلين على تجاوز الانقسامات الطائفية والسياسية والتركيز على إعادة البناء والتنمية الاقتصادية.

 

واهتمت الأوساط السياسية بالاتصال الذي أجراه الرئيس ماكرون مع الرئيس نبيه بري، في إطار المتابعة اليومية للوضع في الجنوب خاصة، وعلى المستوى السياسي والرئاسي بصورة عامة.

 

والبارز أمس، كانت زيارة قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى عين التينة، والاجتماع مع الرئيس نبيه بري الذي اطلع منه على أجواء المحادثات التي أجراها مع قادة الجيوش الفرنسية والإيطالية حول المساعدات الممكنة لوجيستياً وتسليحياً ومالياً للجيش اللبناني، فضلاً عن المعطيات المحيطة بالقرار 1701.


 

ورافق قائد الجيش رئيس الأركان اللواء حسان عودة، حيث تمّ استعراض الأوضاع الأمنية والميدانية منها على نحو خاص.

 

واليوم تزور لجنة السفراء الخماسية عين التينة، وتلتقي الرئيس بري، ضمن تحركها الرامي لانضاج الظروف لعقد جلسات الحوار وانتخاب الرئيس العتيد.

 

وفي السياق، ونقل عن الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، الذي التقى بعض نواب المعارضة خلال تواجدهم في واشنطن أنه يتابع التحركات من أجل الرئاسة اللبنانية، لكنه على اقتناع بارتباط هذا الاستحقاق بما يجري في غزة، معتبراً أن الأولية اليوم هي القرار 1701 ، فوضعه موضع التنفيذ.

 

وتحدثت بعض التقارير (غير القاطعة) أن في جدول هوكشتاين، خلال الساعات المقبلة زيارة إلى المنطقة، قد تكون بيروت إحدى محطاتها، حيث أن محطته الاساسية ستكون في عين التينة.

 

وعلى خط الولايات المتحدة يتوجه مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان إلى واشنطن، في زيارة رسمية يلتقي خلالها مسؤولين في الادارة الأميركية، البحث ما يمكن تقديمه من مساعدات لقوى الامن الداخلي لتتمكن من تقديم لمهامها.

 

شد الحبال البلدي

 

وفي الاجندات لهذا الاسبوع أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن شد الحبال بشأن ملف الانتخابات البلدية والاختيارية قد ينتهي إلى التمدبد لهذه المجالس في مجلس النواب، وأشارت إلى أن العمل جار لتأمين خروج التمديد بتوافق الكتل النيابية التي سبق أن مددت لها في العام الفائت ، مشيرة إلى أن وزير الداخلية والبلديات يكرر استعداد وزارته لأجرائها.

 

إلى ذلك، افادت هذه المصادر أن التقارب بين التيار الوطني الحر وحركة امل ليس بألضرورة أن ينسحب على الملف الرئاسي الذي انتقل حكما إلى مرحلة من الجوجلة بين أعضاء اللجنة الخماسية قبل الخطوة الثانية، حيث يتظهر معها أيضا مصير الحوار أو التشاور.

 

وتنعقد بعد غد الخميس عند الحادية عشرة من قبل الظهر جلسة نبابية بدعوة من الرئيس بري لدرس إقتراحي القانونين المعجلين المكررين المدرجين على جدول الاعمال: 1- إقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى تمديد ولاية المجالس البلدية والإختيارية القائمة حتى تاريخ أقصاه 31/5/2025 المقدم من النائب جهاد الصمد.2- إقتراح قانون معجل مكرر رامي الى تحديد القانون الواجب التطبيق على المتطوعين المثبتين في الدفاع المدني سنداً لإحكام القانون رقم 2014 على 289 والقانون 2017 على 59 المقدم من النواب جهاد الصمد ، علي حسن خليل، ابراهيم كنعان ، امين شري ، طوني فرنجيه وحسن مراد.

 

يشار إلى أن وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي وقع قرار دعوة الهيئات الانتخابية البلدية في كل من محافظة بيروت ومحافظتي البقاع وبعلبك – الهرمل لانتخاب أعضاء المجالس البلدية وتحديد عدد الاعضاء لكل منها، ولانتخاب مختارين ومجالس اختيارية وتحديد عدد المختارين والأعضاء الاختياريين لكل منها في دوائر محافظة بيروت ودوائر محافظتي البقاع وبعلبك – الهرمل، وذلك بتاريخ ٢٦ أيّار ٢٠٢٤.

 

الموفد الاوروبي

 

وأجرى الموفد الاوروبي لشؤون التوسع والجوار روليفر فارهيلي مع وفد مرافق محادثات مع كل من الرئيسين بري ونجيب ميقاتي تناولت أوضاع النازحين، قبل أن يلتقي مع العمار عون.

 

وكشف مصدر مطلع أن الزيارة هدفها درس المعطيات المستجدة في ضوء مؤتمر بلجيكا حول النازحين، ولتمهيد الطريق إلى بيروت أمام رئيسة المفوضية الاوروبية كان ديرلاين: بهدف تكثيف النقاش في ملف النازحين السوريين والعودة الطوعية إلى بلادهم.

 

وفي إطار البحث عن معالجات للنزوح السوري، يعقد اليوم اجتماع وزاري أمني موسع في السراي لمعالجة الاكتظاظ في السجون، وأيحال القرار بترحيل المساجين السوريين، (2800 سجين سوري) أي أكثر من 30% من مجمل المساجين.

 

وفي إطار التنسيق اللبناني – القبرصي، يزور الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس لبنان للمرة الثانية في 2 أيار المقبل، على أن ترافقه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين للإعلان عن حزمة مالية من الاتحاد الأوروبي لمساعدة لبنان في موضوع اللجوء السوري، وبهدف منع اللاجئين من الوصول بحراً إلى قبرص وذلك تحضيراً للمؤتمر الذي سيعقد في بروكسل أواخر شهر أيار. على أن تكون المساعدات للنازحين داخل الاراضي السورية.

 

وأمس اندلع، حريق ضخم داخل مخيم للنازحين السوريين في زحلة قرب مجمع الرحاب، حيث توجهت فرق الدفاع المدني من كافة المراكز لتقديم المساندة والدعم لإخماد الحريق.

 

الوضع الميداني

 

وفي تطور بالغ الخطورة، استهدفت غارة اسرائيلية منزلاً بين صريفا وأرزون من الجهة الغربية من طريق ارزون – شحور.

ثم قصفت الخردلي وعيتا الشعب، كما سجلت غارة على كفركلا.

وفي رده، أمطر “الحزب” بعشرات الصواريخ، كما قصف الحزب مقر قيادة لواء المشاة الثالث التابع للفرقة 91 في عين زيتيم بعشرات صواريخ الكاتيوشا.

***********************

افتتاحية صحيفة الديار

  «رشوة» ماليّة أوروربيّة جديدة في ملف النزوح… لا بوادر تغيير جديّة

ضغوط أميركيّة ــ فرنسيّة على المقاومة… وجبهة لبنان مُرتبطة بوقف إطلاق النار في غزة

ردّ صاروخي لمنع كسر «قواعد الإشتباك»… والدمار في الشمال يُهجّر ربع مليون مُستوطن

ترجم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون «قلقه» من نية «اسرائيل» القيام بعملية واسعة في الجنوب، في اتصال هاتفي مع رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو امس، دعا خلاله الى خفض وتيرة التصعيد، مجددا الحديث عن محاولات فرنسية لمنع التدهور الى حرب شاملة. الاعلان عن فحوى هذا الاتصال من مكتب الرئيس الفرنسي، تزامن مع تسريب معلومات مجهولة المصدر عن زيارة محتملة للمبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين الى بيروت هذا الاسبوع، ربطا بتطورات غير محددة سياسيا وميدانيا، رجحت مصادر مطلعة ان يكون جزءا من الضغوط المتجددة على “الحزب”، لجره الى تفاهمات حدودية بعيدا عن جبهة غزة، من خلال ايحاء الفرنسيين بان التصعيد «الاسرائيلي» بات «قاب قوسين» او ادنى، وانه بالامكان كبح جماح حكومة نتانياهو من خلال القبول بالافكار الفرنسية- الاميركية «المنقحة»، والتي تقضي بعودة الهدوء التدريجي الى الحدود.

 

لكن حتى مساء امس، لم يكن قد حصل اي تواصل جدي مع الفرنسيين حول افكارهم، التي سبق وحملها معه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى بيروت، ويبدو انه لا جديد نوعي يمكن ان يغري “الحزب” للموافقة على اي طرح، لا يكون وقف النار في غزة من ضمنه.

 

في هذا الوقت، اقرت دولة الاحتلال بان الجيش «الاسرائيلي» يواجه معضلة حقيقية في المواجهة مع “الحزب”، حيث تزاد الامور صعوبة بعد نجاحه للمرة الرابعة في اسقاط طائرة استطلاع من طراز «هيرمز».

 

وفيما بات التمديد للمجالس البلدية والاختيارية امر واقعا، لم يشهد ملف النزوح السوري ما يمكن اعتباره انه نقطة تحول في موقف المجتمع الدولي ازاء العبء الذي يتحمله لبنان، على الرغم من الاهتمام المستجد بهذا الملف، الذي سيترجم بزيارة ثانية للرئيس القبرصي الى بيروت مطلع الشهر المقبل. وتبقى المفارقة ان دول الاتحاد الاوروربي تتجه الى زيادة المساعدات المالية للبنان لمعالجة تداعيات الازمة، وهو ما يشير برأي مصادر وزارية، الى استمرار التمسك بالنهج القديم الذي يقوم على تقديم «رشوة» مادية، مقابل تحمل العبء عن اوروربا، التي لا تزال ترفض فتح الباب امام عودة النازحين الى مناطق آمنة في سوريا.

 

التحرك الفرنسي؟

 

فعلى وقع أعادة التأكيد على أن فرنسا تعمل على وقف التصعيد بين «إسرائيل» ولبنان، اعلن مكتب ماكرون انه اكد مجددا خلال اتصال هاتفي مع نتنياهو امس، على رغبة فرنسا في تجنب التصعيد في الشرق الأوسط والتصدي لجهود إيران لزعزعة استقرار المنطقة، حسب تعبير الرئاسة الفرنسية التي اشارت الى أن ماكرون أكد لنتنياهو مرة أخرى، أن فرنسا تريد وقفا فوريا ودائما لإطلاق النار في غزة، وأنها تعمل على محاولة تخفيف حدة التوتر الناجم عن الاشتباكات على الحدود بين «إسرائيل» ولبنان.

 

تجدد الضغوط

 

تزامنا، لم يؤكد احد من المسؤولين المعنيين احتمال زيارة قد يقوم بها المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين الى بيروت في الساعات المقبلة، في ظل عدم وجود اي دليل على ان ثمة خرقا ما في المشهد المتفجر. وربطت مصادر مطلعة بين تحرك ماكرون الديبلوماسي، وايحائه بوجود خطة «اسرائيلية» لمهاجمة “الحزب” على نطاق واسع في لبنان، وتسريب هذه المعلومات التي تبقى معلقة في «الهواء»، خصوصا ان الاتصالات الفرنسية – الاميركية التي اجراها الموفد الفرنسي جان ايف لودريان وهوكشتاين، لم تصل الى بلورة صيغة يمكن تسويقها لايجاد تسوية سريعة لاعادة الهدوء، وحتى الساعة فان هذه المساعي لم تحقق الهدف، وما يجري محاولة جديدة للضغط على “الحزب”، من خلال الايحاء بان باريس-وواشنطن مستعدة للتحرك اذا ابدى مرونة. لكن لا شيء جديد حتى الآن، واذا جدد هوكشتاين حراكه في بيروت سيسمع الاجابات ذاتها في «عين التينة».

 

موقف “الحزب”

 

في هذا الوقت، وفيما يتمسك “الحزب” بموقفه، قال نائب الامين العام ل”الحزب” الشيخ نعيم قاسم لسنا «بحاجة الى تبرير عملنا الدفاعي الاستباقي، إنما يحتاج المحبطون أن يستيقظوا من غفلتهم ، ويروا مستوى خطر «إسرائيل». لا تكونوا كالنعامة، فاختاروا رئيسكم بعنوان السلم والسلام وعدم الحرب والحياة. لا يلغي أن «إسرائيل» تقف مفترسة، تريد أن تخوض في لبنان وفي المنطقة في أي لحظة ولا يوقفها إلا السلاح، ولا يوقفها إلا المقاومة، وستبقى المقاومة وسلاحها، وستعمل على زيادته وزيادة قوتها إلى ما شاء الله، كل ما نستطيع أن نفعله لنكون أقوياء سنفعله، وعلى الذين يفكرون بأن يسعوا إلى إضعاف أو البحث عن الضعف كبديل، أن يكفوا لأنهم يصرخون في الهواء، فالسلاح باقٍ ومتقدم ويصنع المستقبل، إما أن تلحقوا بهذا المستقبل، وإما أن تكونوا من المتخلفين الذين لا مكانة لهم ولا دور، لأنه لا مكان في هذا العالم إلا للأقوياء».

 

الرد على خرق «قواعد الاشتباك»

 

في هذا الوقت، نقلت وسائل اعلام العدو عن مسؤولين «اسرائيليين» تأكيدهم ان حجم الدمار الذي الحقه “الحزب” في مستوطنات الشمال تجاوز ب6 اضعاف حرب 2006 ،وهو سبّب نزوح عشرات الآلاف دون افق للعودة.

 

وفي اطار الرد على محاولات جيش الاحتلال التفلت من قواعد الاشتباك، وردا على الغارة الجوية التي استهدفت بلدة صريفا، استهدف “الحزب” قاعدة عين زيتيم العسكرية بنحو 40 صاروخ كاتيوشا وهي تبعد 14 كم عن الحدود، وهي المسافة نفسها التي تبعد عنها بلدة صريفا. وقد دوت صفارات الإنذار في 14 بلدة ومستوطنة «إسرائيلية» بينها صفد.

 

في هذا الوقت، أقرّ المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بسقوط طائرة بدون طيار، بعد إصابتها بصاروخ أرض- جو، كان “الحزب” اعلن عن اسقاطها مساء الاحد.

 

«إسرائيل» في مشكلة كبيرة

 

وقد تطرق المراسل العسكري في موقع «والاه الإسرائيلي» أمير بوحبوط، إلى إسقاط «هيرمز 450» في أجواء منطقة العيشية، وما حصل في «عرب العرامشة» بعد استهداف مسيّرة ل”الحزب” المقر المستحدث لسرية الاستطلاع التابعة للواء الغربي (الفرقة 146)، قائلاً إنّ “الحزب” ينجح في ضرب «إسرائيل». وحذّر من فقدان التفوق الجوي في المجال اللبناني، معتبراً أن ذلك سيضر بشكلٍ كبير بقدرات جمع المعلومات الاستخبارية. وخلص الى القول: «نحن في مشكلة كبيرة».

 

التطورات العسكرية

 

ميدانيا، أعلن الاعلام الحربي في “الحزب” ان عناصر من الحزب استهدفوا تجمعاً ‏لجنود «إسرائيليين» في محيط موقع الضهيرة بالأسلحة الصاروخية. كما استهدافوا تموضعا ‏‏لجنود «اسرائيليين» في محيط موقع حانيتا بالقذائف المدفعية. واستهدفت المقاومة التجهيزات التجسسية مقابل قرية الوزاني بالأسلحة المناسبة وحققت فيها اصابات مباشرة… واعلنت القناة 12 «الإسرائيلية» عن «اعتراض هدف جوي مشبوه فوق إصبع الجليل قرب الحدود مع لبنان».

 

الاعتداءات «الاسرائيلية»

 

وشن الطيران الحربي المعادي غارة جوية بالصواريخ استهدفت «جبل ابو راشد» في منطقة «الجبور» مقابل بلدة ميدون. وشن غارتين جديدتين على مرتفعات الجبور في قضاء جزين بعد الظهر. كما نفذ الطيران عدوانا جويا، حيث شن غارة على منطقة الوازعية عند الاطراف الجنوبية الشرقية لبلدة العيشية، مستهدفا المنطقة التي اسقطت فيها المقاومة الاسلامية ليل امس الاول مسيرة معادية من نوع هارمز. وتعرضت اطراف بلدة مارون الراس لعدوان جوي، حيث اغارت المقاتلات المعادية بصاروخين ، وتزامن ذلك مع قصف مدفعي طاول اطراف مارون الراس، وغارتين معاديتين استهدفتا بلدتي العديسة ورب ثلاثين – قضاء مرجعيون.

 

ماذا استخدم “الحزب” من قوته؟

 

من جهته، نقل الموقع العبريّ التابِع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصدرٍ عسكريٍّ «إسرائيليّ» رفيعٍ قوله ، إنّ “الحزب” استخدم حتى اللحظة، أيْ منذ السابع من تشرين الأوّل من العام المُنصرم، خمسة في المئة من ترسانته فقط ، وحوّل الجيش «الإسرائيليّ» إلى ملعب تدريباتٍ، استعدادًا للمنازلة الكبرى بين الطرفيْن.

 

وأضاف المصدر العسكريّ إنّه في كلّ يومٍ يحاول “الحزب” أنْ يلتّف على منظومات الدفاع «الإسرائيليّة»، واستخلاص العبر والدروس، حيث يعمل على إطلاق الصواريخ من زوايا مختلفةٍ بكميّاتٍ أخرى من الصواريخ، وبكمية المتفجرّات التي تحملها الصواريخ الموجهة نحو شمال «إسرائيل»، بالإضافة إلى عوامل أخرى». وأقرّ المصدر العسكري بأنّه على الرغم من أنّ حجم إطلاق الصواريخ يُعتبر قليلاً مقارنة بالصواريخ التي يملكها “الحزب”، فإنّه حقق نجاحاتٍ وإصاباتٍ دقيقةٍ.

 

خطر صواريخ «البركان»

 

وفي سياق متصل، كشف تقرير لموقع «يو نت» عن مصادر رفيعة في جيش الاحتلال تأكيدها أنّه إلى جانب قيام “الحزب” اللبنانيّ بقصف «إسرائيلي» بمئات الصواريخ الدقيقة المضادّة للدبابات والطائرات دون طيّارٍ، والتي وصلت إلى مسافة 8 حتى 14 كم داخل عمق الكيان، وأصابت مباشرةً جميع المستوطنات الحدوديّة، وسببت أضرارًا للقواعد العسكريّة، وعلى نحوٍ خاصٍّ قاعدة (ميرون) الاستخباراتيّة، فان صواريخ «بركان» التي تحمل كميةً كبيرةً من المتفجرات، هي اكثر من سبب الدمار في شوارع الشمال، وقواعد جيش الاحتلال في المنطقة الحدوديّة.

 

ولفتت المصادر إلى أنّ الحديث لا يدور عن أسلحةٍ دقيقةٍ، بل صواريخ تحمل المواد المتفجرّة بزنة نصف طنٍّ، طوّرها  “الحزب” خلال الحرب السورية، واليوم تستخدم في الشمال.

 

اضرار هائلة في الشمال

 

وشدّدّ مراسِل الشؤون العسكريّة في الموقع يوآف زيتون، على أنّ مصدرًا عسكريا إسرائيليا مطلعًا على مجريات الأمور أكّد أنّه حتى اللحظة استخدم “الحزب” عشرات الصواريخ من طراز «بركان»، وتحديدًا أطلقها باتجاه المُستوطنات في الشمال والقواعد العسكريّة لجيش الاحتلال في المنطقة، مؤكِّدًا أنّ هذه الصواريخ سببت أضرارًا هائلةً للبيوت في مستوطنات الشمال وأيضًا بالقواعد العسكريّة، والأخطر من كلّ ذلك، أنّ هذه الصواريخ تخترق الغرف المُحصنّة.

 

ما هي تكلفة صاروخ «بركان»؟

 

تجدر الاشارة الى ان صاروخ بركان هو صاروخ ثقيل قصير المدى ينتجه “الحزب”، ويمكنه حمل رأس متفجر يبلغ وزنه ما بين 300 – 500 كغم، ويراوح مدى اطلاقه ما بين 300 – 500 متر تقريبًا.

 

الصاروخ مصنوع من أسطوانة مليئة بالمتفجرات يتصل بها محرك صاروخي صغير، يحدث الرأس الحربي الكبير والثقيل حفرةً واضرارًا كبيرة مقارنه بالصواريخ الاخرى من المدى نفسه. وتمكن من توسيع مدى الصاروخ الى 10 كلم.

 

عملية اطلاقه سهلة التنفيذ من خلال منصات منصوبة على شاحنات صغيرة، وأحيانًا من مواقع إطلاق تحت الارض. وبحسب التقديرات «الاسرائيليّة» كان لدى “الحزب” في لبنان خلال عام 2016 مئات صواريخ «بركان»، وتبلغ كلفة صناعة الصاروخ الواحد منها ما بين 300-400 دولار أميركي.

 

«الرشوة» الاوروبية

 

وفيما يتحرك الاستحقاق الرئاسي اليوم عبر الزيارة المرتقبة لسفراء مجموعة «الخماسية» الى عين التينة اليوم، يتقدم ملف النزوح السوري على ما عداه داخليا، حيث يعقد اليوم اجتماع قضائي – وزاري لبحث آلية ترحيل الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية.

 

في هذ الوقت، يزور الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس لبنان للمرة الثانية في 2 أيار المقبل، على أن ترافقه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، للإعلان عن حزمة مالية من الاتحاد الأوروبي لمساعدة لبنان في موضوع اللجوء السوري، وبهدف منع اللاجئين من الوصول بحراً إلى قبرص، وذلك تحضيراً للمؤتمر الذي سيعقد في بروكسل أواخر شهر أيار.

 

هذه الخطوة ترى فيها مصادر وزارية استمرار للنهج الاوروبي في دعم بقاء النازحين في اماكن النزوح، وهو ما ظهرته جولة مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسع والجوار أوليفر فارهيلي على رأس وفد، على القيادات اللبنانية امس، وخلال اللقاء طالب ميقاتي من الاتحاد الاوروبي تغيير سياسته لتمويل العودة، فيما ركز المسؤول الاوروبي على تشديد الاجراءات لمنع الهجرة! وبعد الظهر زار فارهيلي والوفد مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى الرئيس بري، كما التقى قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة.

 

الامن ممسوك!

 

في سياق متصل، عقدت «لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات» النيابية جلسة برئاسة النائب جهاد الصمد. واشارت اللجنة الى ان «في موضوع النزوح السوري، استمعت اللجنة الى المدير العام للامن العام بالانابة الذي طالب «باحياء مذكرة التفاهم مع وكالة غوث اللاجئين عام 2003، ما يسمح بتطبيق القوانين اللبنانية، وعدم التنازع مع القوانين الدولية». وقال: «نحن كأمن عام نطالب بقرار سياسي موحد يتعامل مع موضوع النزوح السوري بخطة وطنية موحدة تكون لنا غطاء لتنفيذ ما يجب علينا تنفيذه».

 

واوضحت اللجنة انه في الموضوع الامني، استمعت الى مدير المخابرات في الجيش ورئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، اللذين أكدا للجنة «ان الامن في البلد ما زال ممسوكا رغم كل الجرائم الخطرة التي حصلت وستحصل»، ولفتا الى ان «جريمة باسكال سليمان ليست جريمة سياسية، وان جريمة محمد سرور هي ببصمة جهاز «الموساد الاسرائيلي»، كما اوضح رئيس شعبة المعلومات.

 

تأجيل الانتخابات البلدية

 

على صعيد آخر، التمديد للبلديات بات بحكم الامر الواقع، بعدما دعا رئيس مجلس النواب الى جلسة عامة في الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الخميس لدرس إقتراحي القانونين المعجلين المكررين المدرجين على جدول الاعمال:

 

1- إقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية القائمة حتى تاريخ أقصاه 31/5/2025 المقدم من النائب جهاد الصمد.

 

2- إقتراح قانون معجل مكرر رامي الى تحديد القانون الواجب التطبيق على المتطوعين المثبتين في الدفاع المدني.

 

في المقابل، وقّع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي قرار دعوة الهيئات الانتخابية البلدية في كل من محافظة بيروت ومحافظتي البقاع وبعلبك – الهرمل لانتخاب أعضاء المجالس البلدية وتحديد عدد الاعضاء لكل منها، ولانتخاب مختارين ومجالس اختيارية وتحديد عدد المختارين والأعضاء الاختياريين لكل منها في دوائر محافظة بيروت ودوائر محافظتي البقاع وبعلبك – الهرمل، وذلك بتاريخ ٢٦ أيّار 2024! وقد اعلنت كتلة تحالف التغيير عدم مشاركتها في الجلسة التشريعية ، تمسكا بالدستور والتزاما بالاستحقاقات ومواعيدها.

************************

افتتاحية صحيفة الشرق

  2000 فلسطيني كانوا بمستشفى ناصر أصبحوا مجهولي المصير

أعلن مكتب الإعلام الحكومي بقطاع غزة، الاثنين، أن مصير نحو 2000 فلسطيني كانوا في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس عند اقتحامه من قوات الاحتلال الإسرائيلي في  شباط “ما زال مجهولا”.

 

وقال رئيس المكتب سلامة معروف في بيان، إنه “يتواصل لليوم الرابع عمل الطواقم الحكومية في انتشال الشهداء من المقبرة الجماعية بمجمع ناصر الطبي في خان يونس (جنوب القطاع)”.

 

وأضاف معروف: “جرى امس انتشال جثامين 73 شهيدا ليصل العدد الإجمالي للجثامين التي تم انتشالها منذ الجمعة الماضي 283 شهيدا”.

 

وتابع: “جرى التعرف وتحديد هوية جثامين 42 شهيدا، فيما لم يتم التعرف على البقية، علما أن جيش الاحتلال تعمد إخفائها ودفنها عميقا بالرمال وإلقاء النفايات عليها”.

 

وأفاد بأنه “وجدت بعض الجثامين لنساء ومسنين وأيضا لجرحى، فيما تم تكبيل أيدي بعضها وتجريدهم من ملابسهم، ما يشير إلى إعدامها بدم بارد”.

 

وذكر أن “مصير نحو 2000 شخص من المواطنين الذين كانوا يتواجدون بالمجمع عند اقتحامه من جيش الاحتلال لا يزال مجهولا ولا يعرف إذا ما تم اعتقالهم أو قتلهم وإخفاء جثامينهم”.

 

واعتبر إن “الجريمة البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال باستباحة مجمع ناصر الطبي واقتحامه مرتين وتدمير بعض أجزائه، توضح مدى همجية هذا الاحتلال ولا أخلاقية جيشه الذي يدمر كل مقومات الحياة وسبل النجاة داخل قطاع غزة”.

 

وطالب معروف، مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية بـ”التحقيق في هذه المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال بمجمع ناصر وأيضا مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة”.

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram