افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الإثنين 22 نيسان 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الإثنين 22 نيسان 2024

Whats up

Telegram

افتتاحية صحيفة الأخبار:

باريس «تتشاطر» على واشنطن: ورقة فرنسية «منقّحة» لتسوية في الجنوب والداخل

حملت الأيام الماضية محاولة فرنسية لفرض باريس نفسها شريكاً أساسياً في أي تسوية محتملة، بدءاً من ملف الانتخابات الرئاسية وقضية النازحين السوريين، وصولاً إلى الاتفاق حول الوضع في الجنوب، وهو ما ظهر خلال استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون للبحث معهما في هذه الملفات.في الملف الرئاسي، تسعى باريس إلى الايحاء بأن دورها لا يختصره سفيرها في بيروت، وأن الملف اللبناني موضع متابعة من ماكرون شخصياً، وأن لها حراكها المستقل عن بقية العواصم، بعدما لمست أن الولايات المتحدة تسعى إلى التفرد بإدارة الملف اللبناني على مختلف المستويات، انطلاقاً من قناعة بأن «الاستقرار على مختلف الصعد مرهون بالوضع في غزة، على عكس مبدأ الفصل الذي يتحدث عنه السفراء في اللجنة الخماسية».

وعلى وقع التقدير الأميركي بأن العمل الجدي يقوم به المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين مباشرة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، أتت زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان لواشنطن أخيراً، واجتماعه مع هوكشتين بهدف التوصل إلى ورقة مشتركة حول لبنان. لكن الفرنسيين اصطدموا مجدداً بموقف أميركي حاسم مفاده أن هوكشتين هو المكلّف بإدارة الملف والقيام الدور الأساسي في لجم التصعيد وتسوية النزاع البري وتطبيق القرار 1701 وتطويره، على أن يأتي استحقاق الانتخابات الرئاسية لاحقاً، وذلك ضمن سلة متكاملة تُفضي إلى استقرار أمني وسياسي واقتصادي في لبنان.

وبناءً عليه، تحاول باريس التشاطر عبر إعادة صياغة «مبادرتها» الخاصة بالوضع في الجنوب، فقدّمت إلى ميقاتي مقترحاً جديداً تضمّن تعديلات على الورقة الفرنسية التي حملها وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه إلى بيروت في شباط الماضي، وتبنّت المطالب الاسرائيلية تماماً، ما أثار ريبة القوى السياسية اللبنانية. وعُلم أن التعديلات تتمحور حول تنفيذ القرار 1701 على ثلاث مراحل، وأن لبنان سيرد على المقترح الجديد خلال أيام.

وعلى عكس ما يقوم به الجانب الأميركي، تسعى باريس إلى تعويم أفكار بديلة وتتحرك في اتجاه معاكس تماماً، ينطلق من الفصل بين الجبهات وتعزيز حضور الجيش وقوات اليونيفل في الجنوب وعلى الحدود، وضمان أن يكون الاتفاق المحتمل أقرب إلى تفاهم نيسان 1996 التي كانت باريس شريكة فيه إلى جانب الأميركيين.

ويأتي الدور الفرنسي في ظل انطباع كبير بأن «الاتفاق ناجز» مع الأميركيين في ما يتعلق بمجمل الوضع اللبناني، لكنّ تطبيقه لن يتحقق قبلَ وقف النار في غزة، وقوامه وقف العمليات العسكرية وتعزيز وجود الجيش، ومحاولة لزيادة عديد قوات الطوارئ الدولية، ثم بدء التفاوض على الحدود البرية بالتزامن مع ترتيب الاستقرار السياسي بانتخاب رئيس للجمهورية، علماً أن «الأميركيين وعلى عكس الفرنسيين، لم يتطرقوا إلى فكرة انسحاب حزب الله من جنوب نهر الليطاني».

يشار أيضاً، إلى أن البحث الفرنسي مع ميقاتي وعون تطرّق إلى وضع المؤسسة العسكرية وإعادة مناقشة حاجات الجيش اللوجستية والمادية التي تسمح له بتعزيز دوره في الجنوب، لناحية زيادة عديد أفراده هناك، أو تزويده بتجهيزات وآليات تساعده على القيام بدوره.

إلى ذلك، ورغم مرور نحو سبعة أشهر على اندلاع المواجهة بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، لا يزال القادة السياسيون والعسكريون الإسرائيليون يتبعون النهج ذاته في التهديد المتواصل حيال لبنان. وبرزت أمس تهديدات عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بني غانتس بـ«أننا نقترب من ساعة الحسم في الجبهة الشمالية»، ووعد نازحي الشمال بإعادتهم إليه قبل بدء العام الدراسي. فيما تستمر المعركة انطلاقاً من جنوب لبنان بالزخم ذاته، بل تشهد نسقاً متزايداً من التصعيد المضبوط، بما يشكل نوعاً من قواعد اشتباك خاصة يحرص حزب الله على التحكم بها وتوجيهها بما يجبر العدو على الانصياع لحسابات كثيرة، أبرزها قدرة الحزب على التصعيد الكبير إذا حكمت المواجهة بذلك.

اصطدم الفرنسيون بموقف أميركي حاسم مفاده أن هوكشتين مكلف ملف لبنان

واستهدف مقاومو حزب الله أمس التجهيزات التجسسية في موقع المالكية، و‏التجهيزات المستحدثة في محيط ثكنة دوفيف ما أدى إلى تدميرها. ‏وبعد استبدال التجهيزات التجسسية المُستهدفة في موقع مسكاف عام، استهدف المقاومون تلك الجديدة بـ«الأسلحة ‏المناسبة ما أدى إلى تدميرها مجدداً». كما هاجموا نقاط ‏انتشار جنود العدو جنوب موقع جل العلام بصواريخ بركان ومبنى يستخدمه ‏جنود العدو في مستعمرة شوميرا (بلدة طربيخا اللبنانية المحتلة)، وتموضعاً للجنود في موقع العاصي. ‏ ‏

وأعلنت «كتائب القسام» أنها قصفت من جنوب لبنان ثكنة شوميرا العسكرية في القاطع الغربي من الجليل الأعلى بـ20 صاروخ غراد، رداً على مجازر العدو في غزة والضفة الغربية.

ونعت حركة أمل الشهيد وسيم موسى موسى من بلدة كفركلا.

واعترف المتحدث باسم جيش الاحتلال بمقتل ضابط إسرائيلي متأثراً بجراح أُصيب بها جراء عملية حزب الله في عرب العرامشة قبل أيام. وتحت بند «سمح بالنشر»، كشف أن القتيل هو الرائد في الاحتياط دور زيمل نائب قائد سرية في الكتيبة «8103» التابعة للواء «عتسيوني 6».

*************************

افتتاحية صحيفة البناء:

نتنياهو يعلن فشل المفاوضات حول غزة ويهدّد بمزيد من الضغوط العسكرية
ماكرون يحمل وساطة مع لبنان بتخلّي نتنياهو عن شرط سحب المقاومة للتهدئة
المقاومة في الضفة الغربية لعمليات نوعية.. وفي لبنان تمسك زمام المبادرة

مع تثبيت معادلات الردع بين إيران وأميركا، و”إسرائيل” ضمناً، كجزء من حلف عسكري قادته أميركا في مواجهة الردّ الإيراني الذي أنتج معادلات جديدة في المنطقة، سقط رهان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، على جرّ المنطقة الى حرب كبرى تكون إيران وأميركا طرفين مباشرين فيها. واستعادت ساحات المواجهة المفتوحة من غزة الى جبهات الإسناد، المكانة التي كانت تحتلها قبل الغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، وما اعقبها من رد إيراني حاسم ورد إسرائيلي هزيل، وما عاد ممكناً الحديث عن استراتيجية الهروب إلى الأمام عبر طريق الحروب المتهوّرة، لكن نتنياهو بدلاً من أن يدرك ان الطريق بات مغلقاً أمام رهاناته العسكرية ومغامراته ذهب الى نعي المسار التفاوضي متحدّثا بلغة التهديد عن مزيد من التصعيد في جبهة غزة..

استحقاقات جبهة غزة وجبهات الإسناد، تضع المأزق الذي تعيشه حكومة نتنياهو على المحك، حيث الفشل العسكري لم يعد قابلاً للإخفاء، مع تصاعد العمليات النوعية في غزة وجبهة لبنان. ومع إمساك المقاومة اللبنانية بزمام المبادرة بصورة دفعت عضو مجلس الحرب في حكومة نتنياهو بني غانتس، للحديث عن اقتراب لحظة الحسم في جبهة لبنان، بينما كان نتنياهو يطلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما قالت وسائل الإعلام الفرنسية، إحياء الوساطة مع لبنان طلباً لإعادة صياغة المبادرة الفرنسية، بدون شروط المطالبة بسحب قوات الرضوان التابعة لحزب الله الى خلف نهر الليطاني، والقبول بصيغة التهدئة مقابل التهدئة، وهي صيغة لا تلقى قبولاً لبنانياً لا على مستوى الحكومة، وخصوصا على مستوى المقاومة، حيث شرط ربط التهدئة في جبهة الجنوب بالتهدئة في جبهة غزة لا يزال قائماً. وبينما كانت المقاومة في غزة تواصل عملياتها النوعية وتنقل أداءها المتميز إلى الضفة الغربية بعمليات نوعية كان أبرزها كميناً ثلاثياً نصبته قوات القسام في منطقة طولكرم لقوات الاحتلال.

وعلى الرغم من تهديدات المسؤولين الإسرائيليين لا سيما وزير الحرب الإسرائيلي بني غانتس الذي زعم أن جيشه يقترب من الحسم على الجبهة الجنوبية، واصلت المقاومة في لبنان ضرباتها النوعية ضد مواقع وتجمعات العدو. وأعلن حزب الله في سلسلة بيانات، استهداف مبنى يستخدمه ‏جنود العدو في مستعمرة شوميرا (بلدة طربيخا اللبنانية المحتلة) بالأسلحة المناسبة، والتجهيزات التجسسية المستحدثة التي تمّ رفعها في محيط ثكنة دوفيف بالأسلحة المناسبة وتمّت إصابتها ‏إصابةً مباشرة مما أدى إلى تدميرها. كما أعلن الحزب قصف نقاط ‏انتشار جنود العدو الإسرائيلي جنوب موقع جل العلام بصواريخ بركان، و‏التجهيزات التجسسية في موقع «مسكاف عام» بالأسلحة ‏المناسبة مما أدى إلى تدميرها، و‏التجهيزات التجسسيّة في موقع «المالكية» بالأسلحة المناسبة وتمت إصابتها إصابةً مباشرة.

في المقابل واصل العدو اعتداءاته على القرى الجنوبية، وشنّ عدواناً جوياً ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص في غارة استهدفت بلدة الجبين.

وزفت حركة أمل الشهيد المجاهد وسيم موسى موسى (طاهر) من بلدة كفركلا مواليد عام 1974، أثناء قيامه بواجبه الوطني والجهادي دفاعاً عن لبنان والجنوب.

ولفت خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ”البناء” الى أن المقاومة وجهت ضربات نوعية وقوية لجيش الاحتلال شكلت رسائل تحذيرية وردعية، لا سيما ضربة “عرب العرامشة” ومواقع الاحتلال بصواريخ البركان، وهذا ما سيردع العدو عن توسيع عدوانه على لبنان، لأن حزب الله لم يستخدم إلا جزءاً يسيراً من قدراته وإمكاناته، وإن توسيع العدو لنطاق العمليات سيدفع الحزب تلقائياً الى توسيع رده كماً ونوعاً ونطاقاً جغرافياً، وحينها لن تبقى قواعد اشتباك ولا خطوط حمر وتصبح كل الأهداف في “إسرائيل” تحت مرمى استهداف المقاومة. ورجح الخبراء أن يطول أمد المواجهة في الجبهة الجنوبية مع جولة تصعيد أكثر عنفاً من السابق، لكنها ستبقى ضمن قواعد وخطوط معينة ليس من مصلحة أي طرف تخطيها لأسباب وحسابات مختلفة. كما رجح الخبراء أن تمتدّ الحرب في غزة لأشهر إضافية قبل التوصل الى هدنة لأن كيان الاحتلال يخوض حرباً مصيرية ووجودية ولن يقبل الهزيمة وسيحاول جاهداً تغيير المعادلة الميدانية، وبالتالي فرض شروطه السياسية في التفاوض. وشدّد الخبراء على أن حركة حماس لا تزال تملك أرجحية في الميدان ويمكنها الصمود لفترة طويلة.

وفي سياق ذلك، أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، السيد هاشم صفي الدين، أن المقاومة في غزة رغم المعاناة ما زالت قوية ومقتدرة، ورغم أن الأعداء يمتلكون الصواريخ والطائرات لكنهم لا يمتلكون القدرة بأن ينهوا معركة لصالحهم، والمعركة المفتوحة حققت أمراً عظيماً للمستقبل والمسألة مسألة وقت فقط، وعلى الأميركي والإسرائيلي أن ينتظرا حتى زوال هذا الكيان.

ولفت صفي الدين خلال حفل تأبيني في بعلبك، الى أن كل سلاح نملكه ليس للاستعراض، وكل سلاح تملكه جبهة المقاومة من الجمهورية الإسلامية في إيران إلى حزب الله في لبنان مروراً بالعراق واليمن وسورية هو للجبهة والقتال والدفاع عن المظلومين في فلسطين وغزة. وأوضح أن “الإيراني لم يستخدم السلاح الأمضى والإمكانيات الأكبر، هناك سلاح أمضى وإمكانيات أكبر، ففي تموز 2006 قال بعض الإسرائيليين “كنا نعرف أن حزب الله يمتلك سلاحاً يصل إلى حيفا لكنه لن يستخدمه”، وأن يقصف حزب الله حيفا فهذا جديد، قلنا إن كل سلاح نملكه ليس للاستعراض، كل سلاح تمتلكه جبهة المقاومة من الجمهورية الإسلامية في إيران هو للقتال والدفاع عن المظلومين”.

في سياق ذلك، أشار مسؤول ملف الموارد والحدود في “حزب الله” نواف الموسوي، إلى أنّ جهة دولية طلبت من أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله التوسّط لدى إيران لعدم الردّ (على إسرائيل)، إلّا أنّ السيّد شرح الموقف بأنه من الضروري أن تردّ إيران”، مضيفًا “للحقيقة لم نرَ ردًا إسرائيليًا”.

 

ورأى، في حديث تلفزيونيّ أنّه “لولا الولايات المتحدة لما استطاعت “إسرائيل” حتى قصف غزة والقرار بتصفية حماس هو أميركيّ”.

وأشار الموسوي إلى أنّ “الإسرائيلي لم يتطرق في أي وقت أو بأي طروحات إلى مزارع شبعا، بل أقصى حد وصل إليه هو الحديث عن الغجر والـ13 نقطة”، موضحًا أنّه “عندما تقف المقتلة في غزة سننتقل لمرحلة جديدة في جنوب لبنان”.

وأوضح الموسوي أنّ “شركة “توتال” قامت بأعمال التنقيب في البلوك رقم 4 و9، لكننا نشكك في صحة ما تقوله وتفضلوا اعطونا التقرير”، كاشفًا أنّ “في المرحلة المقبلة هدفنا هو تحرير الثورة البتروليّة من الحصار الأميركي”.

بدوره، لفت المعاون السياسيّ لرئيس مجلس النواب، النائب علي حسن خليل الى أننا “حريصون على السيادة والاستقلال كما حرصنا على الوحدة الوطنية وعدم الانجرار الى حرب يريدها هذا العدو وفقاً لقواعده، فمقاومتنا له ولمشروعه لم تكن ترفاً انما هي التزام بالدفاع عن الوطن وحدوده وسيادته. فالجنوب ليس حدوداً لمجموعة بشرية أو لطائفة. فالدفاع عن تلك الحدود دفاع عن لبنان وعن كل اللبنانيين”.

وجدّد التأكيد على الالتزام بالقرار ١٧٠١ الذي شارك لبنان في صياغته والذي انتهكته “إسرائيل” عشرات آلاف المرات، وقال: “نحن جاهزون لتطبيق هذا القرار الذي فيه من بنود ما يردع “إسرائيل” عن عدوانها وفيه ما يعيد ويؤكد على حقوقنا السيادية، فنحن اول المطالبين بدعم الجيش عديداً وعدة وتوسيع دوره على كل لبنان وضمناً الجنوب والذي بالأساس الجيش متواجد في المناطق الحدودية مع فلسطين المحتلة”.

وفي الملف الرئاسي، لفت خليل الى أننا نتطلع بإيجابية الى دعم الخارج للبنان لإنجاز هذا الاستحقاق لا سيما اللجنة الخماسية، لكن هذا على أهميته يبقى رهناً بتوافر النيات والإرادة الداخلية الصادقة التي يجب أن تتوفر لدى جميع الأطراف والتي نعود ونؤكد ونجدّد الدعوة الى عدم ربط ما يجري في غزة او في الجنوب بالملف الرئاسيّ. ونقول للبعض الذي يراهن أو ينتظر تحوّلات في المنطقة لا تنتظروا هذه التحولات فهي لا تصنع رئيساً.

وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوفد الرافق اختتم زيارته إلى فرنسا بسلسلة اجتماعات مع المسؤولين الفرنسيين، حيث كان الملف الرئاسي حاضراً في النقاشات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومستشاره جان إيف لودريان الذي سيغادر الى الولايات المتحدة الأميركية للبحث بملفات عدة. وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري تلقّى اتصالاً من الرئيس الفرنسي بعد اجتماعه الجمعة الماضي في باريس مع الرئيس ميقاتي حيث دار النقاش حول نقطتين أساسيتين: الانتخاباتُ الرئاسية وملف عودة النازحين. ولفتت مصادر إعلامية الى أن ماكرون وجّه دعوة لبرّي لزيارة باريس فقبِلها مُحتفظاً بتلبيتها بعد انتخاب رئيس للجمهورية، وهو أبلغَ الرئيسَ الفرنسي أنّ هذا الملف محورُ متابعة حثيثة منه وخصوصاً من خلال الدور الذي تلعبه اللجنة الخماسية. وذكرت المصادر أنها ليست الدعوة الفرنسية الأولى من ماكرون لبري الذي تلقّى قبل ذلك دعوات مماثلة من دول عربية صديقة لزيارتها والتباحث في بعض الملفات ومنها الملف الرئاسي إلا أنّه آثَرَ تأجيلَ تلبيتها الى ما بعدَ انتخابِ رئيس.

ولفتت مصادر مطلعة لـ”البناء” الى أن هناك محاولة جدية من اللقاء الخماسيّ لإنضاج طبخة رئاسية وانتخاب رئئيس للجمهورية، بالتعاون مع أطراف داخلية أساسية في المعادلة الرئاسية كالرئيس بري، لكن الأمر يعتمد على مرونة كافة القوى السياسية لا سيما الأساسية منها، لأن أي تسوية يجب أن تحظى بأغلبية نيابية لانتخاب رئيس وتغطية إقليمية – دولية. ولفتت المصادر الى أن الجهود منصبة على توفير الظروف المناسبة و”البنية التحتية” للتسوية تمهيداً للدفع بها قدماً فور الإعلان عن هدنة في غزة وعلى الجبهة الجنوبية.

وعلمت “البناء” أن ملف النازحين السوريين والهجرة غير الشرعية الى أوروبا والمساعدات للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية هي السبب وراء زيارة ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون الى فرنسا، حيث أن الجيش لن يستطيع الصمود في ظل الواقع المالي الحالي، وهناك حاجة ماسّة لدعم دولي للجيش للحفاظ على استمراريّة عمل الجيش والأجهزة الأمنية، لأن الضائقة المعيشيّة تضغط بقوة على عناصر وضباط الأجهزة الأمنيّة ما يؤثر على المهام الموكلة للجيش اللبناني لا سيما ضبط الأمن الداخلي وعلى الحدود الشمالية والشرقية، وكذلك الأمر على الحدود الجنوبية. في حين أن أزمة النزوح باتت تشكل تهديداً أمنياً واقتصادياً كبيراً للبنان.

وكشف وزير المهجّرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين الى ان دول الاتحاد الأوروبي عرقلت عملية عودة النازحين السوريين والملف سُحب من وزارة المهجّرين قبل أن يتوقف العمل عليه. وأوضح بأن موقف أميركا والإتحاد الأوروبي المتعلّق ببقاء النازحين وصمة عار، ونحن طالبنا بـ”لوبي عربي” لمساعدتنا في هذا الملف وفور تلقينا موافقة من الأمن الوطني السوري نبدأ بتسيير القوافل. ولفت شرف الدين في تصريح تلفزيوني، الى ان الحلّ الخارجي بشأن ملف عودة النازحين السوريين مهم جداً لأن المعرقلين هم من الخارج، وذكر بأنه بموضوع النزوح السوريّ هناك عدد كبير من المسلحين وربما يتجاوز الـ 20000 وهم على استعداد تام للقتال، وهذا ما يستدعي التجهيز لخطة وقائية.

على صعيد آخر أشار مصدر نيابي لـ”البناء” الى أن جلسة تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية والتمديد للمجالس الحالية باتت شبه منجزة وجاهزة، وقد تمكن الرئيس بري من تأمين الأغلبية النيابية لإقرار قانون التمديد لسنة كاملة، بحضور كتلة التيار الوطني الحر، إضافة الى كتل الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير والاعتدال الوطني واللقاء الديمقراطي ونواب فريق 8 آذار وبعض المستقلين والتغييريين، وأشار عضو تكتل «لبنان القوي” النائب ألان عون الى ان تساؤلاتنا كثيرة لوزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي بشأن الجهوزية الإدارية والتنظيمية والشعبية، ولا نشكّ في نيّته بإجراء الانتخابات البلدية لكن إذا تأكد انطباعنا فسنشارك بالجلسة التشريعية ونمدّد. واعتبر عون في حديث تلفزيوني، بأن كل تمديد سيّئ لكن لا يمكننا ترك مصير الناس للفراغ ومشكلة البلديات ليست فقط بالتجديد بل بتعزيز الإمكانات وهذا ما يجب العمل عليه.

******************************

افتتاحية صحيفة النهار


محادثات الإليزيه بالوقائع: السباق مع الانفجار

حملت معالم عودة التصعيد الميداني على جبهة الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل في الساعات الـ 48 الأخيرة تفسيرات أساسية للحركة الاستثنائية المتجددة التي اضطلعت بها #فرنسا في الأيام السابقة، اذ عزز هذا التصعيد المخاوف المتعاظمة لدى فرنسا كما لدى سواها من دول معنية من اتساع رقعة التصعيد الحربي بما يتهدد لبنان بحرب شاملة. ومع ان الاستحقاق الرئاسي تحركت وتيرته في الأسبوع الماضي ان عبر جولات واجتماعات لجنة السفراء لدول المجموعة الخماسية وان عبر المحادثات اللبنانية الفرنسية التي أجريت في قصر الاليزيه الجمعة الماضي، فان هذا التحريك بدا بدوره نتيجة توافق أميركي فرنسي ضمني على الضغط المزدوج لإخراج لبنان من اسر الخوف من الحرب، كما من الآثار العميقة للفراغ الرئاسي على مجمل استقرار لبنان اذ اتضح ان محادثات الاليزيه لم تنفصل اطلاقا عن التنسيق المتجدد بين فرنسا والإدارة الأميركية ومعالم تشديد التنسيق بينهما على المضي قدما في منع انزلاقه نحو حرب كارثية. ولم يكن أدل على المناخ المثير لتصاعد هذه المخاوف من اعلان الوزير في #حكومة الحرب الإسرائيلية #بيني غانتس امس أن “الحدود الشمالية هي ساحة التحدي الأكبر ونقترب من نقطة الحسم في لبنان”، فيما اتسمت علائم التصعيد الميداني جنوبا بعودة “حركة ح” الى اعلان مسؤوليتها عن اطلاق زخات صواريخ من الجنوب اللبناني في اتجاه إسرائيل.

 

وفي تقرير جديد لمراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين عن خلاصات المحادثات التي اجراها الرئيس الفرنسي ايمانويل #ماكرون مع كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب #ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون ان فرنسا قلقة جدا من توسيع إسرائيل للحرب على غزة الى لبنان. اذ ان بعض الطبقة الفرنسية المسؤولة يتوقع هجوما إسرائيليا على لبنان على غرار ما تقوم به الدولة العبرية في غزة وجزءا آخر يرى ان إسرائيل ستستمر في ما تقوم به في الجنوب اللبناني من عمليات. وسعى ماكرون في دعوته للوفد اللبناني الى مناقشة الخطة الفرنسية لوقف اطلاق النار في الجنوب وتهدئة الوضع على هذه الجبهة فطلب من ميقاتي بصفته رئيس حكومة مسؤولا ان يدفع “الحزب” الى عدم الاستمرار في ربط القصف على اسرائيل بحرب غزة، كما عمل مع الاميركيين على تهدئة الجيش الإسرائيلي على هذه الجبهة. وطالب ميقاتي ماكرون ببعض التعديلات على الورقة الفرنسية التي تمت الموافقة عليها سابقا من الجانبين اللبناني والإسرائيلي دون ان تنفذ. فطالب بإزالة بعض التعابير منها مثل الترتيبات الأمنية بين إسرائيل ولبنان لأن الجانب اللبناني لا يوافق عليها. كما ان الجانب اللبناني يرى انه من غير المفيد الإشارة الى انسحاب “الحزب” لعشرة كيلومترات من الخط الأزرق بل الحديث عن إعادة تموضع الجميع من “الحزب” الى الجيش اللبناني الى “اليونيفيل” وتنفيذ #القرار 1701 من الجميع. ووعد الجانب الفرنسي باجراء تعديلات على الورقة وتوجيهها مجددا الى اللبنانيين على ان يجري ميقاتي اتصالاته بـ”الحزب” في شأن هذه التهدئة كما التزم ميقاتي لماكرون ان يطلعه على الرد في الأيام المقبلة بعد استشارات سيجريها حول الموضوع. واراد ماكرون تحميل ميقاتي كرئيس لحكومة لبنان مسؤولية افهام “الحزب” بخطورة الوضع وفي الوقت نفسه تقوم فرنسا بالاتصالات مع الجانب الإسرائيلي بهدف التهدئة بالتنسيق الكامل مع الاميركيين ومع مجموعة الدول الخمس التي يشارك فيها جان ايف لودريان المبعوث الرئاسي الى لبنان وهي المجموعة الدولية الموكلة تسهيل الاستقرار في لبنان والتوصل الى حل لازمة الانتخاب الرئاسي في لبنان. اما في موضوع الرئاسة، فالرئيس ماكرون مهتم جدا بأن يتم انتخاب رئيس وان تشكل حكومة فيما يرى الجانب اللبناني ان انتخاب رئيس حاليا بمثابة معجزة لعدم الاتفاق بين “الحزب” والأحزاب المسيحية وايضا بين المسيحيين انفسهم، لكنه وعد ميقاتي ببذل المزيد من الجهود على هذا الصعيد. تجدر الإشارة الى ان ماكرون اتصل هاتفيا برئيس #مجلس النواب #نبيه بري بعد لقائه ميقاتي وقائد الجيش من اجل دفعه الى حل مشكلة الرئاسة والانتخاب الرئاسي. وهناك تساؤل لدى بعض الأوساط الفرنسية المعنية بالملف اللبناني حول سبب عدم قيام البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بجمع كل الاطراف المسيحيين وان يطلب من كل رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ورئيس “المردة” سليمان فرنجية ان يلتزموا بأنهم ليسوا مرشحين للرئاسة وان ينتقلوا الى الاتفاق على اسم. وزيارة الموفد الرئاسي لودريان الى لبنان ما زالت مؤجلة الى ان يطرأ جديد على الموضوع الرئاسي، اذ ليس من تغيير في ما سمعه حتى الآن من الأطراف اللبنانيين رغم ان المجموعة الخماسية أصبحت موحدة في موقفها من ضرورة انتخاب رئيس بعد ان وافق الجانب الأميركي على التنسيق مع المجموعة.


 

بالنسبة الى قائد الجيش كانت زيارته ايجابية لرئيس الأركان الفرنسي تييري بوركارد بانضمام رئيس الأركان الإيطالي الذي ترأس بلده اليونيفيل و تقدم مساعدات للجيش اللبناني، كما كان لقاؤه بالرئيس الفرنسي مثمرا اذ ان العماد عون قدم خطة لتحسين أداء الجيش اللبناني وتمكينه من الانتشار في الجنوب على ان يحصل على مساعدات مالية تمكنه من زيادة عدد المتطوعين وتحسين رواتب الجنود وحصوله على المزيد من التجهيزات. ووعد الرئيس ماكرون قائد الجيش ببذل الجهود على الصعيد الدولي مع الشركاء منهم إيطاليا لتقديم المساعدات التي يحتاج اليها الجيش. ووعد ماكرون ميقاتي بانه سيعمل لزيادة الدعم للسلطات اللبنانية لمساعدتها على تحمل عبء قضية اللاجئين السوريين والعمل على عودتهم الى بلدهم بالشروط الدولية أي على أساس طوعي وانساني مقبول. لكن فرنسا مدركة ان الكثير من اللاجئين الذين يغادرون لبنان يعودون في اليوم التالي اليه لأن الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في سوريا مزرية وهي أسوأ من لبنان. الى ذلك اكد الاتحاد الأوروبي انه ينتظر من لبنان إصلاحات اقتصادية ضرورية من اجل تقديم المساعدات وستزور رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين ستزور لبنان قريبا لتوضيح هذه الأمور.

 

يشار في السياق الى ان معلومات “النهار” تفيد بان رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اتصل به الرئيس ماكرون الجمعة لن يقوم حاليا بزيارة لباريس كما تردد. ومن المقرر ان يلتقي بري غدا الثلثاء مجددا سفراء مجموعة الدول الخمس بعد جولتهم الأخيرة على القيادات السياسية .


 

الوضع الميداني

 

على ارض “الميدان” تواصل القصف المتبادل عنيفا على الجبهة الجنوبية، وبرز امس أعلان “كتائب القسام – لبنان” قصف ثكنة شوميرا العسكرية في القطاع الغربي من الجليل الأعلى من #جنوب لبنان بـ 20 صاروخ غراد؛ “رداً على مجازر العدو الصهيوني في غزة الصابرة والضفة الثائرة”.

 

في المقابل أغار الطيران الاسرائيلي على خراج بلدة السريرة في منطقة جزين في ما يسمى جبل ابو راشد. كما استهدف بلدة عيتا الشعب بصاروخين من نوع جو -ارض، ثم شن عليها غارة ثانية في اقل من ساعة، بصاروخين من نوع جو -ارض. وشن الطيران الاسرائيلي ظهرا غارة عنيفة على بلدة الناقورة.

 

وأعلن “الحزب” في سلسلة بيانات، انه ‏”استهدف ‌‌‏مبنى يستخدمه ‏جنود الجيش الاسرائيلي في مستعمرة شوميرا والتجهيزات التجسسية المستحدثة التي تمّ رفعها في محيط ثكنة دوفيف بالأسلحة المناسبة فأصابها إصابةً مباشرة مما أدى إلى تدميرها ونقاط انتشار الجنود الإسرائيليين جنوب موقع جل العلام بصواريخ بركان ، وبعد قيام العدو الإسرائيلي باستبدال التجهيزات التجسسية المُستهدفة في موقع مسكاف عام، ‏قام ‏باستهدافها بالأسلحة المناسبة، مما أدى إلى تدميرها مُجدداً” .كذلك اعلن استهدافه التجهيزات التجسسية في موقع المالكية.

كيوسك : ميقاتي طلب تعديلات على الورقة الفرنسية ويجري مشاورات بعد عودته تشمل “الحزب”.

 

غانتس يهدد “باقتراب الحسم” مع لبنان و”حركة ح” تستأنف القصف الصاروخي من الجنوب .

*****************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

صواريخ “حركة ح” من الجنوب مجدّداً وسقوط عناصر لـ”أمل”

“الحزب” يرفض مطالب ماكرون وإسرائيل تُهدّد بحسم قريب مع لبنان

 

عودة التصعيد في التهديدات بين إسرائيل و”الحزب” أمس، بدت معاكسة للمحادثات الفرنسية اللبنانية الجمعة الماضي خصوصاً أنه كان من المنتظر أن ينطلق تحرك داخلي على خلفية ما انتهت اليه زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون . والأهم في هذا التحرك الذي كان متوقعاً، هو مطالبة “الحزب” بالانكفاء عن الحدود تحاشياً للأخطار الإسرائيلية التي بدأت تلوح.

 

وفي موازاة ذلك، السعي الى ترجمة محادثات قائد الجيش مع نظيريه الفرنسي والايطالي على صعيد تعزيز امكانات الجيش تحضيراً لتنفيذ القرار 1701. لكن رياح التصعيد جرت بما لا تشتهي مساعي الاستقرار على جبهة الجنوب. ما يعني أنّ «الحزب» قال كلمته، وهي «لا» لما طلبه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من ميقاتي كي ينقله الى الضاحية الجنوبية.

 

ووسط هذا التصعيد في المواقف، تجدّد الظهور الميداني لحركة «ح» على الجبهة الجنوبية. فقد أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ”حركة ح” في بيان أنها قصفت أمس «من جنوب لبنان ثكنة شوميرا العسكرية في القاطع الغربي من الجليل الأعلى شمال فلسطين المحتلة بـ 20 صاروخ غراد».

 

وفي موازاة ذلك، وفي مقدمة نشرتها المسائية، قالت قناة «المنار» لـ»الإسرائيلي الذي يراهن على الوقت وعلى الحرب وعلى الحلول السياسية مع لبنان، إنّ المقاومة التي أعدمت الحياة في مستوطناته الشمالية عليه أن يحسب حساباً حينما تتمكن المقاومة من إعدام الحياة في كل الاراضي المحتلة». وأعلن رئيس المجلس التنفيذي في “الحزب” هاشم صفي الدين في هذا السياق: «نحن لم نستخدم كل أسلحتنا ونحن جاهزون لصدّ أي عدوان». كما كرر نائب الأمين العام لـ”الحزب”  في مقابلة مع قناة NBC News الأميركية القول: «ليس لدينا نقاش في أي حل يوقف المواجهة في الجنوب، فيما هي مستمرة في غزة».

 

في المقابل، أعلن الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس، في كلمة أمام الكنيست أمس: «في الجبهة الشمالية، نحن نقترب من نقطة الحسم (مع لبنان) في كيفية المضي قدماً في نهجنا العسكري. وهذه هي جبهة العمليات التي تواجه التحدي الأكبر والأكثر إلحاحاً، ويجب أن نتعامل معها على هذا الأساس. أناشد من هنا المواطنين الذين أُجلوا، والذين سيحتفلون أيضاً بليلة عيد الفصح خارج منازلهم، وأعدكم. إننا نراكم، وندرك الصعوبة الهائلة التي تواجهونها وشجاعتكم الكبيرة. سنعمل على إعادتكم إلى منازلكم بأمان، حتى قبل بدء العام الدراسي المقبل».

 

من ناحيته، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بالقرب من الحدود الإسرائيلية السورية بعد اجتماع مع قيادات عسكرية: «نحن نمنع قيام قوات “الحزب” والقوات الإيرانية التي تحاول الوصول إلى حدود هضبة الجولان».

 

ومن التصعيد في المواقف الى المواجهات الميدانية. وفي المستجدات مساء أمس، غارة شنّها الطيران الاسرائيلي على وسط بلدة كفركلا. وذكرت معلومات أن عناصر من حركة «أمل» سقطوا في الغارة.

 

وعلى الجانب الإسرائيلي، أعلن الجيش مساء أمس وفاة ضابط برتبة رائد، شغل منصب نائب قائد السرية 8103 التابعة لـ»لواء عتصيوني» (اللواء السادس)، وجرح في الهجوم على عرب العرامشة. ويدعى دور زيميل.

 

وكان “الحزب” قد تبنّى الهجوم في 17 نيسان الجاري، وقال إنه «هجوم مركب بصواريخ ‏ومسيّرات على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في عرب العرامشة» .

********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

واشنطن تدعو اللبنانيين للذهاب إلى الخيار الرئاسي الثالث

طمأنت المعارضة بأن «لا مقايضة بين انتخاب الرئيس والقرار 1701»

بيروت: محمد شقير

 

يكمن التلازم بين لقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي شارك في جزء منه قائد الجيش جوزف عون، وبين الاجتماعات التي عقدها الوفد النيابي لقوى المعارضة في البرلمان في زيارته غير المسبوقة إلى واشنطن، في أن الجانبين توافقا على طرح مجموعة من العناوين التي تحاصر لبنان، وتبقي عليه في أزمة مفتوحة بغياب الحلول.

 

وأبرز هذه العناوين إخراج انتخاب رئيس الجمهورية من الحلقة المفرغة التي يدور فيها، وقطع الطريق على إسرائيل لمنعها من توسعة الحرب لتشمل جنوب لبنان بتطبيق القرار 1701، وإيجاد حل للنزوح السوري إلى أراضيه والأعباء المترتبة عليه، والتي تفوق قدرة الحكومة على استيعابها والتعايش معها.

 

ومع أن النتائج المرجوة من لقاء ميقاتي – ماكرون متروكة للميدان، فإن وفد المعارضة، الذي يضم النواب ميشال معوض، وجورج عقيص، ومارك ضو، ووضاح الصادق ونديم الجميل، أجرى مروحة واسعة من اللقاءات، شملت المستشار الرئاسي الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكستين، ونواباً في الكونغرس، ومسؤولين في الإدارة الأميركية والبيت الأبيض والخارجية وصندوق النقد والبنك الدوليين.

 

لا منافسة بين واشنطن وباريس

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر في المعارضة أن الوفد النيابي تطرّق في اجتماعه بهوكستين إلى لقاء الأخير بالموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، وتبين أنه يأتي في إطار التنسيق بين واشنطن وباريس حيال أبرز العناوين التي تتصدّر الأزمة اللبنانية، من منطلق خفض منسوب النفور بينهما على خلفية أن لا صحة لما يقال عن التنافس بينهما في مقاربتهما للملف الرئاسي في لبنان.

 

ولفتت المصادر في المعارضة، انطلاقاً مما سمعته على لسان هوكستين، إلى أن المنافسة ليست موجودة، وأن مهمته محصورة بخلق المناخ المؤاتي لتطبيق القرار 1701، لمنع إسرائيل من توسعة الحرب نحو جنوب لبنان، خصوصاً أن المخاوف ما زالت قائمة، و«نحن نعمل لاستيعاب الضغوط لتجنيب لبنان الانجرار إلى توسعتها، ونأخذ بعين الاعتبار توفير الدعم للجيش اللبناني لزيادة إمكاناته، لتمكينه بالتعاون مع قوات (يونيفيل) من تهيئة الأرضية لتعزيز انتشاره في الجنوب».

 

الإسراع بانتخاب الرئيس

وأكدت المصادر نفسها أن واشنطن ليست في وارد الربط بين تطبيق القرار 1701 وانتخاب رئيس للجمهورية، وأن لا مجال للمقايضة، وهذا ما سمعته المعارضة من معظم المسؤولين الأميركيين الذين كانوا في عداد المشمولين باللقاءات التي عقدها وفدها النيابي، وقالت إن انتخاب الرئيس متروك للجنة «الخماسية» التي تشكل مجموعة دعم ومساندة للكتل النيابية لتسهيل انتخابه. وجرى عقد اجتماع مطول تناول العلاقات اللبنانية الفرنسية والأوضاع الراهنة في الأسماء.

 

وكشفت هذه المصادر أن المسؤولين الأميركيين شددوا على ضرورة الإسراع بانتخاب الرئيس، لأنه من غير الجائز التمديد للشغور الرئاسي، خصوصاً في حال الانصراف لإيجاد تسوية للنزاعات في الشرق الأوسط بغياب الرئيس، ما يُفقد لبنان فرصة الجلوس إلى طاولة المفاوضات للتمسك بحقوقه ومنع التفريط بها، وقالت إنهم يشجعون الكتل النيابية على التواصل والتلاقي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي اليوم قبل الغد.

 

أسئلة حول الخيار الرئاسي الثالث

وأكدت مصادر المعارضة أن أعضاء الوفد النيابي أصروا في لقاءاتهم على التحدث بلغة سياسية واحدة في عرضهم مواقفهم والدفاع عنها، وأنهم سُئلوا أكثر من مرة عن رأيهم في الذهاب إلى خيار رئاسي جديد بالتوافق بين الكتل النيابية، وهذا يستدعي البحث في صيغة تفاهم مع ما قد وصل إليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لأن هناك صعوبة في التوصل إليها من خارج التوافق معه.

 

ورد الوفد النيابي، وفق مصادره، بأن السباق كان في الحفاظ على المسار الدستوري لانتخاب الرئيس، وأيضاً بالدعوة إلى التلاقي للتوافق على رئيس يتمتع بالمواصفات التي حددتها اللجنة «الخماسية»، ولديه القدرة على التواصل مع الجميع، ويُنتخب من خارج الاصطفافات والانقسامات النيابية، ويكون على مسافة واحدة من الجميع، ولمصلحة الانتقال بلبنان من التأزم إلى التعافي.

 

وأكد الوفد، كما تقول مصادره، أن عدم تلبيته دعوة الرئيس بري للحوار لم تكن العائق الذي يعطل انتخاب الرئيس، ونقلت عنه قوله في اللقاءات إنه بادر إلى ترشيح النائب معوض لرئاسة الجمهورية، واصطدم بموقف رافض من «الممانعة»، التي تذرعت بأن ترشيحه يشكل تحدياً لها، واقترع نوابها بورقة بيضاء في دورة الانتخاب الأولى، ليبادروا إلى تعطيل النصاب في دورته الثانية، رغم أن بري كان قد بادر إلى ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، وهذا ما انسحب لاحقاً على السيد  نصر الله بإعلانه تبنيه ترشيح فرنجية.

 

ومع أن الوفد النيابي قدّم عرضاً تفصيلياً للمشهد السياسي الذي انتهت إليه جلسات الانتخاب ليتوقف أمام ترشيح المعارضة للوزير السابق جهاد أزعور، بعد أن تقاطعت على ترشيحه مع «التيار الوطني الحر»، في مقابل ترشيح محور الممانعة لفرنجية وبدعم أساسي من الثنائي الشيعي، فإن جلسة الانتخاب اقتصرت على دورة أولى، بعد أن عطّل الفريق الآخر انعقاد دورة الانتخاب الحكومية.

 

خارج الاصطفافات

ولفت الوفد النيابي إلى أن المعارضة رشّحت أزعور كونه يصنّف في خانة المرشحين الوسطيين، في مقابل تمسك محور الممانعة بترشيح فرنجية، وقال، وفق مصادره، إن المشكلة ليست في عدم الاستجابة لدعوة بري للحوار، وإنما في عدم جدواه ما دام الفريق الآخر باقياً على موقفه، ويغلق الأبواب أمام التفاهم على مرشح توافقي.

 

وأكد الوفد أنه لا مشكلة لديه في التوافق على رئيس من خارج الاصطفافات السياسية، وإنما تقع المسؤولية على عاتق محور «الممانعة» بإصراره على ترشيح فرنجية، وسأل عما إذا كان محور «الممانعة»، وعلى رأسه “الحزب” ، على أتم الجاهزية لانتخاب الرئيس، وسأل أيضاً أثناء استقباله وفداً يمثل كتلة «الاعتدال»، للوقوف على رأيه حيال مبادرتها، عما إذا كان الوقت يسمح بانتخابه في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة، بدءاً بالحرب الإسرائيلية على غزة.

 

واشنطن لتسهيل عودة النازحين

وبالنسبة إلى النزوح السوري، أكدت مصادر المعارضة أن واشنطن تعهدت بالتواصل مع دول الاتحاد الأوروبي لحثها على تسهيل العودة الطوعية للنازحين إلى سوريا، آخذة بعين الاعتبار الأعباء الملقاة على عاتق لبنان، والمخاوف من تفلُّت الوضع الأمني فيه، على خلفية أن النزوح ما هو إلا مجموعة من القنابل الموقوتة، بالمفهوم السياسي للكلمة، يمكن أن تنفجر في أي لحظة وتهدد الاستقرار، خصوصاً أن الألوف من النازحين عبروا من سوريا إلى الأراضي اللبنانية عبر المعابر غير الشرعية.

 

ويبقى السؤال: كيف ستتصرف «الخماسية» مع معاودة اجتماعها ببري وبكتلة «الاعتدال» التي كانت تقدمت بمبادرة للخروج من المأزق الرئاسي؟

************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

أسبوع لحراك “خماسي” جديد.. وفرنسا تعدّل خطتها للقرار 1701

يُفترض أن ينطلق هذا الاسبوع حراك جديد لسفراء المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية بعد لقاء يعقدونه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لإطلاعه على نتائج لقاءاتهم الاخيرة مع رؤساء الكتل النيابية والسياسية، التي كانوا قد بدأوها قبل عطلة عيدي الفصح والفطر واستكملوها الاسبوع الماضي، ومن المتوقع ان يباشر السفراء جولة اتصالات جديدة لمناقشة مزيد من الافكار المتعلقة بالدعوة الى حوار للتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، وذلك بالتوازي مع حراك مماثل لتكتل «الاعتدال الوطني» في اتجاه الكتل النيابية ايضاً لمواصلة النقاش في آليّات المبادرة الني كان قد أطلقها حول انتخاب رئيس الجمهورية للخروج بصيغة مقبولة لدى جميع الاطراف.

تترقّب الاوساط السياسية والحزبية والنيابية الخطوة المقبلة لسفراء المجموعة الخماسية بعد جولتهم على المسؤولين ورؤساء الكتل النيابية والسياسية المعنية بالاستحقاق الرئاسي وما انتهوا إليه من خلاصات.

 

وفي وقت لم يعلن بعد عن طبيعة الخطوة المقبلة للمجموعة الخماسية، قالت مصادر متابعة لـ«الجمهورية» انه لم يحدد حتى نهاية أسبوع أمس أي موعد للقاء سفرائها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بعدما أبلغوا الى معظم الذين التقوهم انهم، وبعد التقييم الذي سيجرونه فيما بينهم، سيلتقون الرجل لإجراء التقييم الثاني لنتيجة جولتهم قبل الكشف عن الخلاصات التي يمكن تسويقها في المرحلة المقبلة بغية إتمام المهمة التي انتدبوا من أجلها.

 

واضافت المصادر انّ السفراء الذين التقوا منتصف الاسبوع الماضي قبل لقائهم الاخير مع تكتل «الاعتدال الوطني» شكّلوا لجنة لتقييم نتائج جولتهم الاخيرة التي استجمعوا خلالها مجموعة الملاحظات الجديدة التي تلقّوها من المعنيين.

 

ولفتت انّ مهمة اللجنة التي ستضمّ كبار الموظفين الديبلوماسيين الذين واكبوا حركة سفرائهم إجراء جدول مقارنة بين تلك التي كانت تشكّل نقاط إجماع قبل الجولة الاخيرة الواسعة ولو شكلية، والملاحظات الجديدة التي أنتجتها الجولة الاخيرة المباشرة من اجل صوغ ورقة عمل تشكّل منطلقاً للمناقشات التي ستطرحها في المرحلة المقبلة.

 

وقالت المصادر انه لن يكون هناك موعد للقاء مع بري قبل تجميع هذه الافكار وانتهاء اللجنة من وضع ورقتها في الصيغة النهائية التي يمكن تسويقها، وتردد انّ السفراء الخمسة سيلتقون كتلة «الاعتدال الوطني» قبل ان يلتقوا بري، في ظل فكرة تقول انه من الافضل ان يكون اللقاء مع الكتلة ان كانت ستُكمل مهمتها بعد الاجتماع مع رئيس المجلس، وإلّا يمكن ان تعترف بفشلها فتوقف نشاطها الرئاسي كما قال بعض اعضائها…

بري وميقاتي

وفي غضون ذلك، ومع عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من باريس يتوقّع ان تنشط الاتصالات في ضوء نتائج هذه الزيارة بشقّيها الرئاسي والجنوبي، والتعديلات التي أعلنت باريس انها أدخَلتها على مبادرتها في شأن تنفيذ القرار الدولي 1701 وإنهاء التصعيد العسكري السائد على حدود لبنان الجنوبية.

 

وتوقعت مصادر مطلعة ان يلتقي ميقاتي رئيس مجلس النواب نبيه بري، خصوصاً انه كان قد اتصل برئيس المجلس من العاصمة الفرنسية، وقبل ذلك تلقّى بري اتصالا من الرئيس الفرنسي إثر اجتماعه مع ميقاتي في الاليزيه. وكان محور الاتصال بين ماكرون وبري حول نقطتين أساسيتين هما: الإنتخابات الرئاسية وملف عودة النازحين.

 

وعُلم انّ ماكرون وجّه دعوة لبرّي لزيارة باريس فوعد بتلبيتها بعد انتخاب رئيس للجمهورية، وأبلغَ الى الرئيس الفرنسي أنّ هذا الملف هو محور متابعة حثيثة منه، خصوصاً من خلال الدور الذي تؤدّيه اللجنة الخماسية. وقد شجّع ماكرون الرئيس برّي على المضيّ في جهوده ومساعيه لعَقد الحوار بين المعنيين في شأن الاستحقاق الرئاسي.

وتردّد انّ ماكرون طلبَ من موفده الى لبنان جان ايف لودريان التحرك مجدداً في اتجاه هذا البلد.

 

والجدير ذكره أن دعوة ماكرون لبري ليست الأولى، اذ كان الاخير تلقّى دعوات مماثلة من دول عربية صديقة لزيارتها والبحث في بعض الملفات ومنها الملف الرئاسي، إلا أنّه ارتأى تأجيل تلبيتها الى ما بعد انتخاب رئيس.

 

المبادرة الفرنسية

الى ذلك، بثّت قناة «الميادين» أمس «انّ تعديلاً أساسياً طرأ على المبادرة الفرنسية لوَقف التوتّر في جنوب لبنان أسقطَ مَطلب إبعاد المقاومة عن الحدود مع فلسطين المحتلة، ونقلت عن مصادر قصر الاليزيه انّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلبَ من باريس التحرّك لتهدئة الجبهة اللبنانية.

 

وفي سياق متصل نقل موقع «العربية نت» عن مصدر ديبلوماسي فرنسي قوله ان ماكرون ناقشَ مع ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون، ‏اللذين التقاهما في قصر الاليزيه الجمعة الماضي، «الخطة التي قدمتها فرنسا قبل أسابيع إلى الجانبين اللبناني والإسرائيلي وإلى الولايات المتحدة الاميركية وأطراف أخرى»، مؤكداً انّ «فرنسا يمكنها تأدية دور لتحقيق هدف خفض التصعيد عند الحدود بين لبنان وإسرائيل». وقال المصدر نفسه: «إن المقترحات الفرنسية تقوم على تحقيق خطوات عدة، أولاها قيام “الحزب” بسحب بعض قدراته ووسائله العسكرية من المنطقة الحدودية، وأن تتوقف إسرائيل عن التحليق في الأجواء اللبنانية وتَمتنع عن القيام بأنشطة عسكرية، بمعنى أن يحترم كل طرف الجانب المتعلق به في القرار الدولي 1701». وأضاف: ‏«انّ رئيس الوزراء اللبناني تعهد خلال اللقاء مع ماكرون بأن يعود إليه بجواب حول كل ذلك في الأيام القليلة المقبلة». وأوضح المصدر أنّ باريس ستواصل المشاورات التي تجريها مع الإسرائيليين بالتنسيق مع الولايات المتحدة ومع الدول الأعضاء في اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان.

 

وذكر المصدر الفرنسي انّ «الحكومة اللبنانية كانت قد قدّمت جواباً عاماً إيجابياً على المقترحات الفرنسية، لكننا ننتظر من شركائنا اللبنانيين أجوبة محددة أكثر على مقترحاتنا لخفض التصعيد عند الحدود». وربطَ المصدر مواصلة باريس مساعيها لخفض التصعيد بالأجوبة التي ستحصل عليها من لبنان.

 

وفي سياق متصل، كشف المصدر الفرنسي أن نتنياهو عبّر لماكرون عن رغبته في أن تواصِل باريس تحرّكها على أساس المقترحات التي قدمتها. وأوضح أن وفداً من موظفين فرنسيين رفيعي المستوى تَوجّه إلى إسرائيل أخيراً، كما أن الإسرائيليين استقبلوا مرات عدة وفوداً فرنسية بناء على طلبٍ منهم.

 

وقال المصدر انّ «فرنسا ترى أنه من المهم فصل المسألة المتعلقة بالاستقرار وخفض التصعيد عند الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل عما يحصل في قطاع غزة»، مشيراً إلى «أنّ لدى باريس إمكانية الحوار مع الجميع في لبنان، بمَن فيهم “الحزب” ».

 

المواجهات على حالها

عسكرياً، وبعد ليل ساخن على الجبهة الجنوبية اللبنانية، أغار الطيران الاسرايلي فجر أمس على حي «وادي العصافير» في مدينة الخيام. كذلك أغار على الناقورة ومجدل زون ومرتفعات «الجبّور» قرب القطراني واطراف عيتا الشعب، وعلى خراج السريرة ـ جبل ابو راشد في منطقة جزين. فيما سقطت قذائف عند أطراف بلدة حولا.

 

واعلنت «المقاومة الاسلامية» لاحقاً، انها ردّت على هذه الاعتداءات ب‏استهداف ‌‌مبنى يستخدمه ‏جنود العدو في مستعمرة «شوميرا» (بلدة طربيخا اللبنانية المحتلة).

 

كلك اعلنت «كتائب القسام» في لبنان أمس «انها قصفت من جنوب لبنان ثكنة شوميرا العسكرية في القطاع الغربي من الجليل الأعلى بـ 20 صاروخ غراد».

 

وقصفت «المقاومة الاسلامية» ‏التجهيزات التجسسية المُحدثة في محيط «ثكنة دوفيف» واستهدفت نقاط ‏انتشار جنود العدو الإسرائيلي جنوب موقع جل العلام بصواريخ «بركان».‏ كذلك استهدفت التجهيزات التجسسية في موقعي مسكاف عام والمالكية. ‏

 

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ انفجارات عنيفة هزّت الجليل الغربي بعد سقوط صاروخي «بركان» قرب «شلومي»، وانّ جريحاً سقط بالقرب من «روش هانيكرا» جرّاء صاروخ أطلق من لبنان.

 

الى ذلك، اعلنت وسائل إعلام عبرية مساء امس مقتل الرائد دور زيمل، الذي أُصيب الأسبوع الماضي بطائرة مسيّرة في موقع عرب العرامشة بالجليل الغربي، وهو نائب قائد سرية في الكتيبة 8103 اللواء السادس.

 

وذكر موقع «والاه» العبري «انّ المزارعين في الجليل يصرخون: نعيش وكأننا في فيلم رعب، البلد ليس طبيعيًا، لو تم إطلاق صاروخ واحد فقط على منزل نتنياهو لكانت الحرب قد توقفت، لكن لا أحد يهتم بالمستوطنين في الشمال».

 

وفيما قال رئيس بلدية مستوطنة «المطلة» الإسرائيلية ديفيد أزولاي امس انّ “الحزب” يسيطر على مناطق الشمال منذ 6 أشهر كاملة»، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عنه، قوله انه «رغم ذلك لا يوجد رد من حكومة بنيامين نتنياهو»، مضيفاً أن «مستوطنات الشمال الإسرائيلي تقع تحت سيطرة “الحزب” اللبناني، فيما تم تدمير أكثر من 140 منزلا في المستوطنة فقط».

 

واشار عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس الى «اننا نقترب من ساعة الحسم في الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان، وجبهة لبنان تفرض التحدي الأكبر علينا وتستوجِب التعامل العاجل معها»، لافتاً الى «اننا لم نحقّق كل أهداف الحرب بعد لكننا لم نتنازل عن أيّ منها».

 

النازحون

من جهة ثانية، وبعد ايام على المناقشات الجارية حول ملف النازحين السوريين على اكثر من مستوى اقليمي ودولي، يحضر الملف اليوم في وزارة الخارجية عندما سيلتقي الوزير عبد الله بو حبيب بالمفوض الاوروبي المكلّف سياسة الجوار والتوسّع في الاتحاد الاوروبي أوليفر فاريلي الذي وصل الى لبنان من ضمن اهتمامات هذه الدول، بما يسمّيه ملف «الهجرة غير الشرعية» التي تعاني منها دول الاتحاد الاوروبي وقد بدأت بمواجهتها باتفاقيات تعقدها مع دول البحر المتوسط.

 

الى ذلك يحضر ملف النازحين والاوضاع الامنية في البلاد في ساحة النجمة في جلسة للجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات النيابية برئاسة رئيسها النائب جهاد الصمد في حضور وزيري الدفاع والداخلية.

 

ورقة التقدمي لإعادة النازحين

وعلى خط آخر، استمر الاهتمام السياسي بموضوع عودة النازحين السوريين، وأعلن الحزب التقدمي الاشتراكي امس الاول عن ورقة تم اعدادها لإعادة النازحين، وتتم اعادة النظر فيها ويُعاد تطويرها على خلفية نقاشات يجريها الحزب مع عدد من القوى السياسية، ومع رئيس مجلس الوزراء، ومع عدد من المؤسسات التي تعتني بهذا الأمر، وتهتم بها وزارة الداخلية والأمن العام، والجيش اللبناني وغيرها من الجهات».

 

واوضح عضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب هادي ابو الحسن لـ«الجمهورية»، انّ موقف الحزب من اعادة النازحين يعود الى العام 2012، وكانت لدينا مقترحات واضحة لم يأخذوا بها نتيجة التجاذبات والخلافات الداخلية»، وقال: «اليوم وصلنا الى ما وصلنا اليه. لذلك أعدّ الحزب ورقة عمل عام 2023 نعيد درسها وتعديل بعض بنودها، وستكون جاهزة خلال اليومين المقبلين، ونتشاور في بنودها مع كل القوى السياسية بدءاً من الحكومة وسيكون لنا لقاء كنواب «اللقاء الديموقراطي» الاثنين (اليوم) مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لمناقشة كل مندرجات الورقة».

واضاف: «هذه الورقة تتضمن اموراً عدة، منها اهمية ان يتحمّل المجتمع الدولي والامم المتحدة والسلطات السورية وكل الاطراف المعنية مسؤولية معالجة معضلة النازحين وتوفير العودة الآمنة لهم، والى ان تَتوافر ظروف العودة الآمنة لا بد من اقامة مخيمات عل الحدود السورية – اللبناية ولا بد من البحث في امكانية مساعدة النازحين ضمن المناطق السورية بغضّ النظر عن مكان الاقامة السابق، ووفق الشروط الآمنة».

 

وتابع ابو الحسن: «هذا الامر يتطلب ايضاً من الحكومة اللبنانية ان تحاور الجميع، ومشكور الرئيس ميقاتي حيث قام بجهد خلال زيارته لفرنسا وتناول موضوع النازحين مع الرئيس ماكرون وسنطلع خلال اللقاء به على ما تم الاتفاق عليه. ولا بد من ان تتولى الحكومة اللبنانية النقاش في هذا الامر مع الجميع حتى مع السلطات السورية لنصِل الى حل لهذا الموضوع». واوضح «ان هناك ضرورة قصوى ايضاً ان تتولى الدولة اللبنانية وحدها تنفيذ القرارات والتعاميم التي صدرت عن وزارة الداخلية من خلال الاجهزة المختصة في الوزارة والبلديات، بحيث نقطع الطريق على اي فكرة لتحقيق الامن الذاتي، وذلك الى حين ايجاد الحل المناسب لهذه الازمة».

 

وعن التعديلات التي سيتم إدخالها على الورقة قال ابو الحسن: «لم تنتهِ بعد ولا زلنا نناقش التعديلات ونصوغها، لكن العناوين العامة هي كما ذكرتها».

*******************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

تصاعد التهديدات بين اسرائيل و”الحزب” . وقصف القسّام رسالة واضحة

ماكرون يدعو برّي الى الإليزيه.. ومشاغل الأسبوع بين لقاء الخماسية والجلسة والمؤتمر الاقتصادي

 

بعد ساعات قليلة على المحادثات التي أجراها الرئيس ايمانويل ماكرون مع الرئيس نجيب ميقاتي والعماد جوزاف عون،  منفردين ومجتمعين، كان الحدث الملفت للإشتباه امس، الكشف عن أن الرئيس نبيه بري تلقى دعوة من الرئيس الفرنسي  لزيارة فرنسا.

وبالتزامن مع هذا التطور، اندفع الوضع الجنوبي الى حافة التهديدات المتبادلة، باتجاه التصعيد بين اسرائيل و”الحزب” ، مع دخول عنصر اضافي على خط المواجهة، تمثل بمعاودة حركة «ح» القصف من الجنوب باتجاه المستعمرات الشمالية في الجليل الأعلى، في رسالة واضحة، لجهة أن استمرار الضغط على غزة، والمغامرة بالحرب على رفح، سيجعل الجبهة الجنوبية، ومنطقة شمال اسرائيل ساحة حرب حقيقية.

وفي سياق، محاولة  لرفع معنويات جنوده في الجولان،  قال وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت ان نقطة الحسم في الشمال (جبهة جنوب لبنان) بدأت تقترب.

وفي اسرائيل، تتحسب المؤسسات العسكرية والأمنية لضربات صاروخية من “الحزب” في عيد الفصح اليهودي.

لكن رئيس الجلس التنفيذي في “الحزب” السيد هاشم صفي الدين، قال من البقاع امس: من يعتقد ان بإمكانه ان يهزم المقاومة في لبنان فهو واهم ومخطئ، نحن لم نستخدم كل اسلحتنا ونحن جاهزون لصد اي عدوان.

وفي الواجهة السياسية.. بقي استقبال ماكرون لكل من ميقاتي وعون، لجهة  الالتزام بمنع تصاعد العنف بين لبنان واسرائيل وفقا لقرار مجلس الامن الرقم  1701، حسب بيان الاليزيه.

والاهم ان الاستقبالات الجمعة الماضي في الاليزيه، انتهت باتصال اجراه ماكرون مع الرئيس نبيه بري.

ويعتقد ان الدعوة جاءت عبر الاتصال الهاتفي، فضلا عن ابلاغ بري ان المبعوث الشخصي جان ايف لودريان سيواصل جهوده لايجاد مخرج لانتخابات الرئاسة في لبنان، بالتنسيق مع شركاء لبنان الدوليين، وبالتعاون مع المجتمع المدني والمسؤولين اللبنانيين.

ولم يعرف ماذا اذا كان الرئيس بري سيلبي الدعوة لزيارة الاليزيه ام ان المشاغل الراهنة، ستؤخر الاجابة عن الدعوة، وصولاً الى تحديد موعد الزيارة اذا ما تقرر حصول الزيارة.

أجندة الاسبوع

وعلى أجندة الرئيس بري للأسبوع الطالع اجتماع مع سفراء الخماسية، تقرر عقده بعد جولة السفراء على غالبية الكتل النيابية ولقاء رؤسائها، لاسيما النائب السابق سليمان فرنجية وكل من النائبين جبران باسيل ومحمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة.

والاستحقاق الثاني، عقد الجلسة النيابية المخصصة للتمديد للمجالس البلدية والاختيارية، وقانون يتعلق بالدفاع المدني.

وعاد الرئيس ميقاتي الى بيروت ليل امس، على ان يستقبل اليوم مفوض الاتحاد الاوروبي لشؤون التوسع والجوار اوليفير فاريلي في السرايا الحكومي.

المؤتمر الاقتصادي العربي

ويحفل الاسبوع الاخير من نيسان، بحدث اقتصادي، غاية في الاهمية، لجهة توقيته ودلالاته.

فيوم الخميس في 25 الجاري، ينعقد مؤتمر «الأمن الاقتصادي العربي في ظل المتغيرات الجيوسياسية» بحضور 400 شخصية لبنانية وعربية من رجال المال والمصرفيين والمستثمرين في فندق فينيسيا.

ويفتتح المؤتمر الرئيس ميقاتي، ويستمر ليومين، وينظمه اتحاد المصارف العربية بالتعاون مع الاتحاد الدولي للمصرفيين، وبمشاركة حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري ورئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب، والامين العام للمصارف العربية وسام فتوح، ورئيس الهيئات الاقتصادية في لبنان الوزير السباق  محمد شقير.

ومن ابرز موضوعات المؤتمر: الواقع الاقتصادي في لبنان بعد اربع سنوات ونيف من اندلاع الازمة.

القبرصي الى بيروت

وفي محاولة للمساهمة في الحد من النزوح السوري باتجاه قبرص، كشف الرئيس القبرصي ينكوس خريستو دوليديس الذي زار لبنان قبل اسابيع، انه يتجه الى زيارة بيروت برفقة رئيسة المفوضية الأوروبية  اورسولا فول دير لاين في اول الشهر المقبل لاطلاق مبادرة تتضمن دفعات مالية مغرية للنازحين الراغبين بالتوجه الى قبرص للبقاء حيث هم،  فضلا عن تعزيز وضعية الجيش اللبناني.

باسيل: لا للتقسيم

ومن الجنوب، كانت رسالة وحدة لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من جزين، حيث اكد على الجمع وليس التقسيم والتجزئة، فلا يوجد مكان في لبنان الا وهو متداخل، فكيف نفكرّ بتقسيمه.

الوضع الميداني

ميدانياً، توسعت جغرافيا الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب ومناطقه،  باتجاه قضائي جزين والبقاع الغربي كمرتفعات الريحان والجبور، كما استهدفت غارة اسرائيلية الجبل بين ميدون والسريرة، بعد قصف عيتا الشعب.

واعلن الجيش الاسرائيلي عن موت ضابط من اللواء السادس، اصيب بالضربة التي وجهها “الحزب” قبل ايام لوحدة معادية ف عملية عرب العرامشة.

واعلن “الحزب” استهداف تجهيزات تجسسية عصر امس في موقع المالكية بالاسلحة المناسبة، وحقق اصابات مباشرة.

وبعد ظهر امس، اعلنت كتائب القسام انها قصفت من جنوب لبنان ثكنة شوميرا العسكرية، في الجليل الاعلى (القاطع الغربي) بـ 20 صاروخ غراد.

***********************

افتتاحية صحيفة الديار

 

“الحزب” رداً على المقترحات الفرنسيّة الجديدة: لا نقاش قبل وقف النار في غزة

 عين التينة تحسم مصير مُبادرة «الخماسيّة» و«الإعتدال» هذا الأسبوع

غانتس: نقترب من ساعة الحسم على الحدود مع لبنان – بولا مراد

 

مع تراجع سيناريو الحرب المباشرة «الاسرائيلية»- الايرانية، بعد الضربة المحدودة للداخل الايراني، والتي وصفتها ايران بـ «لعب الاطفال»، عادت الخشية من اقتراب موعد عملية اجتياح رفح، بالتوازي مع الخشية من توسيع المواجهات على الجبهات في لبنان.

 

ويبدو من مواقف المسؤولين «الاسرائيليين»، ان هناك من يفضل منهم حسم مصير “حركة ح” قبل التفرغ ل”الحزب” على جبهة الجنوب اللبناني، فيما يعتبر آخرون ان اقفال جبهة لبنان سيسهل وسيسرع انهاء “حركة ح”.

ساعة الحسم!

 

ولفت يوم أمس ما أعلنه عضو مجلس الحرب «الإسرائيلي» بيني غانتس عن «اننا نقترب من ساعة الحسم في الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان»، مشيرا الى ان «جبهة لبنان تفرض التحدي الأكبر علينا، وتستوجب التعامل العاجل معها».

 

والارجح ان فرنسا عادت تحرك وساطتها بملف الجنوب بضغوط من «اسرائيل»، لذلك اقترحت على رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، بحسب مصادر ديبلوماسية فرنسية، سحب “الحزب” « لبعض قدراته العسكريّة من الحدود، مقابل توقّف «إسرائيل» عن التّحليق في أجواء لبنان والامتناع عن العمليّات العسكريّة».

 

وبحسب معلومات «الديار»، لا يجد “الحزب” نفسه معنيا بالرد على هذا الاقتراح او سواه طالما الحرب مستمرة في غزة، بحيث ان كل الضغوط التي مورست ولا تزال تمارس للفصل بين الجبهتين لن تجدي نفعا. ولعل هذا ما عبّر عنه نائب الأمين العام ل”الحزب” نعيم قاسم يوم أمس بصراحة حين قال:»لا يمكن إيجاد حلول ميدانية بعودة المهجرين الآن في الجنوب الا اذا توقفت الحرب، وبالتالي نحن نربط بين المواجهة في الجنوب وما يجري في غزة، عندما تتوقف الحرب في غزة تتوقف بشكل آلي في الجنوب، وعندها يستطيع الناس أن يعودوا إلى بيوتهم، لكن ليس لدينا نقاش بأي حل يوقف المواجهة في الجنوب، وهي مستمرة في غزة».

 

وأكد قاسم ان “الحزب”  لا يريد حرباً كبرى ولا حرباً شاملة، لكن لن نقبل أن يتجاوز «الإسرائيلي» حدود المواجهة الموجودة حالياً في الجنوب، فإذا زاد «الإسرائيلي» من جرعة اعتداءاته زدنا في ردنا، وإذا أوصل الأمور إلى الأقصى أوصلناها إلى الأقصى وزيادة. “الحزب” لا يمكن أن يسكت على توسيع العدوان الإسرائيلي ضده، ونحن جاهزون للمواجهة إذا قرَّر «الإسرائيلي» ذلك».

مساعدات عسكرية جديدة لـ «إسرائيل»

 

وتشير مصادر مطلعة لـ «الديار» الى انه «وبعد تجاوز مطب الانفجار الكبير في المنطقة، بعد الردود العسكرية المتبادلة بين ايران و»اسرائيل»، اعاد العدو ترتيب اولوياته، وهو على الارجح يستعد لاجتياح رفح، على ان يعود للحسم العسكري على جبهته الشمالية في حال فشلت الضغوط الدولية على “الحزب” بتحقيق اهدافه، وابرزها ازالة المظاهر العسكرية جنوبي الليطاني، بعدما بات دفعه الى الشمال خيارا غير مطروح نتيجة الاجوبة الحاسمة الرافضة لهكذا سيناريو، والتي وصلت من الحزب عبر اكثر من قناة». وتعتبر المصادر ان موافقة مجلس النواب الاميركي على تقديم مساعدات عسكرية جديدة «لاسرائيل» بمليارات الدولارات، «تدحض كل الادعاءات بأن واشنطن تسعى لوقف القتل في غزة، وهي على الارجح اعطت «لاسرائيل» الضوء الاخضر لاجتياح رفح، وليست المواقف الاميركية الملتبسة بهذا الخصوص الا محاولة لذر الرماد في العيون».

 

ودانت “حركة ح” أمس موافقة مجلس النواب الأميركي على تقديم مساعدات عسكرية جديدة «لإسرائيل» بمليارات الدولارات، واعتبرتها بمثابة «ضوء أخضر للعدوان» على الفلسطينيين. واعتبرت الحركة في بيان، إن هذا الدعم الذي تمّ إقراره يوم السبت «مخالف للقانون الدولي»، معتبرة أنه «رخصة وضوء أخضر لحكومة المتطرفين الصهاينة للمضي في العدوان الوحشي على شعبنا».

“حركة ح” لبنان مجدداً على الخط!

 

ميدانيا، دخلت كتائب القسام في لبنان مجددا على خط المواجهات الدائرة جنوبا، وأعلنت انها قصفت من جنوب لبنان «ثكنة شوميرا العسكرية» في القاطع الغربي من الجليل الأعلى شمال فلسطين المحتلة بـ 20 صاروخ غراد، رداً على مجازر العدو الصهيوني في غزة الصابرة والضفة الثائرة.

 

في الوقت الذي أعلن فيه “الحزب” استهداف التجهيزات التجسسية المستحدثة التي تمّ رفعها في محيط ثكنة دوفيف ما أدى إلى تدميرها، كما استهداف نقاط انتشار جنود العدو الإسرائيلي جنوب موقع جل العلام بصواريخ بركان. وقالت المقاومة انه «بعد قيام العدو الإسرائيلي باستبدال التجهيزات التجسسية المُستهدفة في موقع مسكاف عام، قام ‌‌مجاهدو المقاومة الإسلامية بعد ظهر يوم الأحد باستهدافها بالأسلحة المناسبة مما أدى إلى تدميرها مُجدداً» .

 

بالمقابل، أغار الطيران المعادي «الاسرائيلي» بشكل عنيف أمس على بلدة الناقورة كما على بلدة عيتا الشعب، مستخدما صاروخين من نوع جو – ارض .كما أغار على خراج بلدة السريرة في منطقة جزين في ما يسمى جبل ابو راشد، وعلى مرتفعات الجبور قرب القطراني – البقاع الغربي، ملقيا عددا من صورايخ جو- ارض، أحدث انفجارها دويا قويا تردد صداه في منطقتي النبطية واقليم التفاح، وتعالت جراءه سحب الدخان الكثيف ( التفاصيل ص 2).

أسبوع حاسم

 

أما بالسياسة الداخلية اللبنانية، يفترض أن يكون هذا الاسبوع حاسما بما يتعلق بمصير حراك «اللجنة الخماسية الدولية» ومبادرة تكتل «الاعتدال الوطني»، اذ يلتقي الطرفان رئيس المجلس النيابي نبيه بري في الساعات المقبلة، لتحديد الخطوات المقبلة.

 

وكشفت مصادر معنية ان نواب «الاعتدال» سيحاولون خلال الايام المقبلة ، من خلال جولة سريعة على بعض القيادات التأكد من مواقفها السابقة المرتبطة بالدعوة للتشاور، لافتة في تصريح لـ «الديار» الى ان موقف «القوات» سيكون حاسما في هذا المجال، باعتبار ان حزب «الكتائب» لا يبدو منذ البداية متحمسا للمرحلة الثانية من المبادرة». واضافت المصادر:»لكن العقدة الاساسية تبقى باصرار “الحزب” على ترؤس رئيس المجلس النيابي نبيه بري اي جلسة حوار، مقابل رفض المعارضة مبدأ الحوار والرئيس، فكيف اذا كان المطروح للرئاسة نبيه بري!»

 

وأقرت المصادر «ان تقدم الامور يبدو صعبا جدا، لافتة الى انه وبعكس ما يؤكد كل الفرقاء، فمعظمهم يربط بين التسوية الكبرى بالمنطقة والملف الرئاسي اللبناني، بحيث سيكون ورقة يتم التفاوض عليها»!

موقف لافت لباسيل

 

ولفت يوم امس قول رئيس التيار «الوطني الحر» النائب جبران باسيل خلال جولة له في منطقة جزين:» يوجد في التيار أياد بيضاء واياد خشنة، وعندما يوسخ احد ما يديه داخل التيار يصبح خارجه». وفيما ربط البعض بين هذا الموقف والخصومة المتمادية مع النائب السابق زياد أسود، رجح آخرون ان المقصود اليوم نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب. ولا يبدو مستبعدا ان يكون باسيل بهذا الموقف ضرب ٣ عصافير بحجر واحد، اي قصد أسود وبو صعب، ووجه بالوقت عينه رسالة للعونيين المتمردين داخل الحزب.

***********************

افتتاحية صحيفة الشرق

ماكرون اتصل ببري ويوفد لودريان

الاليزيه: نعمل لحماية لبنان من المخاطر

في عطلة نهاية الاسبوع، استكانت الحركة السياسية وانحسرت المواقف. وبعيد لقاءات باريس الرئاسية والعسكرية والآمال المعقودة على امكان انتاج جديد، ان على مستوى دعم المؤسسة العسكرية، لا سيما عينياً لتمكينها من الاضطلاع بكامل المهام الموكلة اليها، خصوصا على الحدود الجنوبية، او في ما يتصل بالملف الرئاسي العالق في شباك الشروط المحلية.

 

وقد جدد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اول من امس في بيان صادر عن قصر الاليزيه التزام بلاده دعم لبنان والتزامها بذل الممكن لمنع تصاعد العنف مع اسرائيل وتزويد القوات المسلحة بالدعم، وهو عهد الى مبعوثه الشخصي جان ايف لودريان مواصلة جهوده لتحقيق هذه الغاية، بالتعاون مع المجتمع المدني والمسؤولين اللبنانيين، وبالتنسيق مع شركاء لبنان الدوليين. وسيضمن ماكرون متابعة هذه النقاط المختلفة.

 

بيان الأليزيه

 

وقد صدر عن قصر الاليزيه بيان حول زيارة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي جاء فيه: مخلصاً للصداقة التاريخية التي تربط فرنسا بلبنان وكذلك الالتزامات التي قطعها تجاه اللبنانيين يواصل رئيس الجمهورية ايمانويل ماكرون العمل من اجل استقرار لبنان بطريقة تحميه من المخاطر المرتبطة بتصعيد التوترات في الشرق الاوسط. في هذا السياق استقبل رئيس الجمهورية رئيس مجلس وزراء لبنان السيد نجيب ميقاتي يوم الجمعة ١٩ نيسان في قصر الاليزيه بعد اجتماع رؤساء الاركان اللبنانيين والفرنسيين والايطاليين في باريس. واستقبل ايضا القائد العام للقوات المسلحة اللبنانية الجنرال جوزاف عون، كما تحدث عبر الهاتف مع رئيس مجلس النواب السيد نبيه بري.

 

اكد ماكرون من جديد التزام فرنسا ببذل كل ما في وسعها لمنع تصاعد العنف بين لبنان واسرائيل وفقا لقرار مجلس الامن الدولي رقم ١٧٠١. وفي هذا السياق اشار الى الالتزام الفرنسي بقوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان وشدد على مسؤولية الجميع تجاهها حتى تتمكن من ممارسة مسؤوليتها بالكامل. ما اعلن عن تصميمه الاستمرار في تزويد القوات المسلحة اللبنانية بالدعم الذي تحتاجه. وستعمل فرنسا في هذا الاتجاه مع جميع اولئك المستعدين لتقديم المزيد من الالتزام، ولا سيما شركائها الاوروبيين بعد استنتاجات المجلس الاوروبي الاستثنائي في ١٧ و ١٨ نيسان الحالي. كما دعا الرئيس ماكرون السياسيين اللبنانيين الى ايجاد مخرج للازمة المؤسساتية التي تعصف بلبنان. وعهد الرئيس الى مبعوثه الشخصي جان ايف لودريان لمواصلة جهوده لتحقيق هذه الغاية، بالتعاون مع المجتمع المدني والمسؤولين اللبنانيين، وبالتنسيق مع شركاء لبنان الدوليين. وسيضمن ماكرون متابعة هذه النقاط المختلفة.

 

ايجابيات

 

سياسياً، اكد السفير المصري علاء موسى ان “منطلق تحركنا كان الاشارات الايجابية التي تلقيناها من مختلف الفرقاء حول القبول بفكرة الحوار والمرحلة الثانية هي الدخول بالبحث بآلية هذا الحوار وغيرها من التفاصيل”. وأوضح انه “في لقائنا مع الوفاء للمقاومة استمعنا منها لنفس مهم وايجابي وهناك رغبة بالتعاون واستعداد للحوار ورئيس الكتلة النائب محمد رعد لم يتحدث انه مستعد للتنازل عن ترؤس رئيس المجلس النيابي نبيه بري للحوار والتركيز كان على فكرة الحوار وهذا الاهم”. وقال موسى: “سعدت بوجود السفير السعودي في اللقاء مع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل لان وجود المملكة بأي مكان هو رسالة مهمة اما غيابه عن بنشعي فسببه انه كان قد ابلغني صراحة انه متوعك بعض الشيء صحيا ولا خلفيات اخرى لغيابه”. وختم: “سنطلع الرئيس بري في منتصف الاسبوع على ما استمعنا اليه بلقاءاتنا مع الكتل وسنطرح بعض الاجابات عليه”.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram