افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاثنين 8 نيسان 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاثنين 8 نيسان 2024

Whats up

Telegram


افتتاحية صحيفة الأخبار:

حزب الله يمهّد لما بعد الحرب: باقون في جنوب الليطاني

 

بعد ستة أشهر من الحرب، واتضاح المؤشرات إلى نتائجها المتوقّعة على كلّ الجبهات، لم يعد الحديث عن فشل الإسرائيلي في تحقيق أهدافه المعلنة مجرد تقدير، بل حقيقة قائمة يقرّ بها الإسرائيلي نفسه. وهذا المفهوم ينسحب على جبهة لبنان وبقية جبهات الإسناد، رغم أن البعض في لبنان يحاول أن ينسب إلى العدو ما لا يدّعيه من انتصارات، مستدلاً بتفوقه التكنولوجي والعملياتي الذي يمكّنه من تحقيق إنجازات تكتيكية غير مفاجئة، ومتجاهلاً النتائج الاستراتيجية للمعركة. وهذا أمر لطالما كرَّره معادو المقاومة في كل المراحل، ولم يحل دون التحرير في عام 2000، ولا الانتصار في عام 2006.

حزب الله، ومعه بقية جبهات الإسناد، بحسب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، انطلقوا في خياراتهم العملياتية إسناداً لغزة من "رؤية نصر واضحة وبيّنة ومشرقة وآتية"، على خلاف حملات التشكيك والتوهين التي شنّها أعداء المقاومة، متغافلين عن أن تقديم الشهداء والتضحيات نتيجة طبيعية ومتوقّعة في مواجهة عدو يتفوق في التكنولوجيا والقدرات التدميرية ويحظى بدعم أميركي مطلق.
رغم ذلك، لم يحقّق الإسرائيلي الإنجازات الاستراتيجية التي كان يتوقعها منه الأميركي في الساحتين اللبنانية والفلسطينية. ولذلك، كان ولا يزال متوقعاً، عاجلاً أم آجلاً، أن يؤدي هذا الفشل إلى انفضاض الإجماع الإسرائيلي حول الحرب وإلى تبدل في موقف واشنطن التي كانت شريكاً تاماً فيها، في ظل تداعياتها على الداخل الأميركي وتقديراته لمخاطر تورط الإسرائيلي في مستنقع غزة على الخطط الأميركية في المنطقة، رغم أن الاعتبارات السياسية والشخصية لنتنياهو وحكومته، فضلاً عن تقديرهما لمخاطر الإقرار بالفشل وبمحدودية قوة الجيش في مواجهة مقاومة محاصرة منذ أكثر من 15 عاماً، ساهمت في تأخير تداعيات الحرب بصورة حادة حتى الآن على الداخل الإسرائيلي.
لذلك فإن الأميركي، لاعتبارات متعددة، أسرع نضوجاً لتبني قرار وقف الحرب، بشكل أو بآخر، كونه لا يستطيع انتظار حصول تحولات سياسية وشعبية واسعة داخل الكيان الإسرائيلي تحتاج إلى مزيد من الوقت. وضمن هذا الإطار، يمكن إدراج موقف السيد نصرالله بالتعبير عن اعتقاده بأن "الأميركي سيصل إلى هذه النقطة، وهو أمر باتت مؤشراته جلية مع المواقف الأخيرة للرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه دونالد ترامب.
أمام هذه التحولات، يصبح مطلب الصمود والثبات آكدَ في مرحلة ما قبل قطف الثمار، كما أكّد الأمين العام لحزب الله. لكن في مثل هذه المحطات التي يكون فيها العدو أمام مفترق حاسم، عادة ما يعلو سقف التهديدات. إلا أن العدو اختار أن يندفع إلى الأمام بهدف تغيير المعادلة من بوابة استهداف القنصلية الإيرانية والتأسيس لمعادلات جديدة، ولذلك وصفه السيد نصرالله بأنه حدث "مفصلي". لكنّ المفاجأة التي يبدو أن قيادة العدو لم تحسب لها حساباً هي قرار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي الخامنئي بصفعة مضادة تدفعه إلى الندم، ما سيدفع بالتطورات في مسار مختلف عما يأمله الإسرائيلي ويراهن عليه.

في موازاة ذلك، يلاحظ أن الصراخ لا يقتصر فقط على الإسرائيلي، بل يشمل أعداء المقاومة في الداخل اللبناني الذين بدأ بعضهم التشكيك في جدوى المقاومة وإنجازاتها. ومن ضمن هذه الإنجازات المتصلة بلبنان ومقاومته، تبديد رهانات العدو على إمكانية إخضاع لبنان ومقاومته بالتهويل على وقع الحرب التدميرية في غزة، ونجاح المقاومة في فرض وقائع ميدانية في شمال فلسطين المحتلة، بكل ما تحمله من أبعاد ومفاعيل ردعية وعملياتية. إضافة إلى نجاحها في ردع العدو عن شن حرب على لبنان حتى الآن، وصولاً إلى فرض معادلة حماية المدنيين، باستثناء حالات محدَّدة ردّ عليها حزب الله. ويكفي استحضار حقيقة أن لبنان يخوض معركة منذ ستة أشهر فيما غالبية المناطق اللبنانية مُحيَّدة، بل إن معظم الجنوب لا يزال سكانه فيه. ويُضاف إلى كل ما تقدّم اكتشاف العدو بشكل ملموس مدى تصميم حزب الله على مواجهة أي عدوان أياً تكن التضحيات.
كل ذلك، سيكون حاضراً لدى العدو في المرحلة التي تلي الحرب، والتي حدَّد السيد نصرالله أبرز معالمها، بأنها ستُعزز "قوة لبنان… وموازين الردع في لبنان…"، مشيراً إلى موضوع النفط والغاز "المبوكل"، ولافتاً إلى أن "هذا الموضوع بحاجة إلى ‏علاج بكل الأحوال" بالاستناد إلى إنجازات المقاومة. وبالاستناد إلى هذه الإنجازات أيضاً، وصف نصرالله ما يطرحه العدو لجنوب الليطاني، بأنه "كلام فارغ" انطلاقاً من أن "الوقائع ‏ونتائج الحرب هي التي ستفرض النتائج ولبنان في موقع القوة"، وهو موقف صريح وحاسم بالحفاظ على حضور المقاومة - بغضّ النظر عن الشكل والصورة - في جنوب الليطاني.
إلى ذلك الحين، استجدّ متغيّر الرد الإيراني الذي من الواضح أنه سيُعيد إنتاج المشهد الإقليمي لتصبح صورته أكثر ملاءمة مع حقيقة الوقائع، ويُبدِّد الكثير من التصورات الخاطئة والمُضلّلة، وهو مستجدّ يفرض بحسب الأمين العام لحزب الله، على الجميع "أن يحضّر نفسه وأن يرتّب أموره وأن يحتاط بالحد الأدنى". إلا أنه كان صريحاً في تفاؤله وكون ما أقدم عليه العدو هو "حماقة" ستفتح "باباً للفرج الكبير، لِحسم هذه المعركة والانتهاء منها قريباً".

***************************


افتتاحية صحيفة البناء:

الاحتلال يعترف بإسقاط المقاومة لطائرته المتطورة… وينسحب من خان يونس
غالانت يلوّح بالحرب على لبنان: أنهينا ترتيبات الانتقال من الدفاع إلى الهجوم
سباق بين الرد الإيراني ومفاوضات القاهرة… وسعي أميركي محموم لإنجاز الاتفاق

 اعترف جيش الاحتلال بأن طائرته المسيَّرة المتطورة من طراز هيرمس 900 قد تم إسقاطها فوق جنوب لبنان بصاروخ دفاع جوي للمقاومة، والطائرة تعتبر أهم طراز متطوّر للطائرات المسيرة لجيش الاحتلال وتحلق على ارتفاع 33 ألف قدم، ما يطرح سؤالاً حول نوعية صاروخ الدفاع الجوي الذي أسقطها وما إذا كان ذلك رسالة تتصل بالقدرة على استهداف الطائرات الحربية من طراز أف 15 واف 16 وربما اف 35، فيما كانت المقاومة ترفع وتيرة التحدّي باستهدافاتها أمس بالصواريخ لمواقع الاحتلال، من مرابض مدفعية وقواعد جوية، ومراكز حرب إلكترونية، كان أبرزها استهداف مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع. والقاعدة ‏الصاروخية والمدفعية في يوآف بعشرات صواريخ الكاتيوشا.
بالتوازي كان جيش الاحتلال ينسحب من مدينة خان يونس التي دمرت فيها خلال أربعة شهور ثلاث فرق إسرائيلية اضافة لكل ألوية النخبة، بينما كانت نيران المقاومة تلاحق وحداته وتسقط بين صفوفه القتلى والجرحى، بما لا يتيح فرصة لمزاعم الانسحاب التكتيكي أو مزاعم الحديث عن إنجاز مهمة، ورغم ذلك كان لدى وزير حرب الكيان يوآف غالانت في سياق الحروب الكلامية ترف الحديث عن إنجاز ترتيبات الانتقال من الدفاع إلى الهجوم على جبهة لبنان، التي يعترف قادة جيش الاحتلال ان ما ينتظرهم في حربها أضعاف ما تكبّدوه في حرب غزة، ولذلك وضع الخبراء العسكريون كلام التهديد الجديد في خانة الرسائل السياسية المتصلة بالرد الإيراني ومحاولة إيجاد مكافئ إسرائيلي يتم التلويح به استباقاً، أملا بالحصول على الدعم الأميركي لمرحلة ما بعد الرد الإيراني.
الأميركيون عازمون على توظيف الضغط الذي يمثله الرد الإيراني على قادة الكيان لصالح تسريع التوصل الى اتفاق ينهي الحرب في غزة ويقدم حلولا للنقاط العالقة، كما تنقل مصادر أميركية رسمية لأكثر من وسيلة إعلامية أبرزها ما نقلته وول ستريت جورنال، التي قالت إن مدير المخابرات الأميركية وليم بيرنز يشرف شخصياً على بلورة مقترحات يمكن لها تدوير الزوايا في قضايا العقد التي حالت دون التوصل إلى اتفاق، وأن الحصول على تفويض واسع لرئيس الموساد من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو كان مطلباً لبيرنز حمله الرئيس الأميركي جو بايدن الى رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو، في المحادثة التي تمّت بينهما، والتي انتهت بتعهد نتنياهو تلبية كل طلبات بايدن، كثمن للدعم الأميركي الذي لا غنى عنه بالنسبة للكيان في مواجهة التحديات المتلاحقة التي تضغط عليه داخلياً وخارجياً.

وبينما استـُؤنفت امس، المحادثات الهادفة الى إبرام هدنة بين «إسرائيل» وحماس، سَحبت «إسرائيل» كل قواتها من جنوب قطاع غزة باستثناء كتيبة واحدة، من دون أن يُعرف ما الذي يخطط له هذا العدو الذي يستعدّ جيشه للانتقال من الدفاع إلى الهجوم في الجبهة الشمالية مع لبنان، بحسب ما أعلن يوم أمس الأحد. وقال إن «قادة الوحدات النظامية ووحدات الاحتياط جاهزون لاستدعاء وتزويد جميع المقاتلين المطلوبين بالمعدات خلال ساعات معدودة فقط، ثم نقلهم إلى خط الجبهة لأداء المهام الدفاعية والهجومية». وكانت الساعات الماضية شهدت تطوّراً مهماً، حيث أسقط «حزب الله» «طائرة ‏مسيرة إسرائيلية مسلحة من نوع (هرمز 900) فوق الأراضي اللبنانية». بعد ساعات من ذلك، نفذ العدو غارات على منطقة البقاع اللبنانية في ساعة متأخرة السبت، وكان طيران العدو الإسرائيلي استهدف امس، اطراف بلدة جنتا، وخراج بلدة السريري في منطقة جزين. وشنّ غارة استهدفت بلدة كفركلا، كما استهدف أيضاً بلدة يارون في قضاء بنت جبيل، ملقياً صاروخين جو – ارض على المنطقة المستهدفة. واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي بقذائف من عيار 175 ملم بلدة مارون الراس وأطراف بلدة عيترون. في المقابل أطلق الحزب صلية صاروخية مكونة من 20 صاروخاً على الأقل نحو الجولان، سقطت في مناطق مفتوحة.
وفيما الترقب سيّد الموقف للكلمة التي يلقيها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم، لجهة المواقف التي سيطلقها من الاحتفال المخصص لشهداء القنصلية الإيرانية في الاعتداء الاسرائيلي الأخير على دمشق، أمل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط أن نجد أفقاً لاختراق جدار الكراهية والوصول الى التسوية المقبولة لتنفيذ القرار 1701 والعودة الى اتفاق الهدنة عام 1949، الذي إذا ما قرأناه بشكل مفصل يملي على الفريقين اللبناني والاسرائيلي منطقة معينة من الحدود فيها حد من التسلح، إذا صح التعبير وهذه قد تكون انطلاقة”.
واعتبرت مصادر سياسية أن هناك مساعي سياسية ناشطة بدأت تحذّر جدياً من اقتراب الحرب على لبنان. وأكدت المصادر أن كلام جنبلاط بمثابة رسالة الى حزب الله بالعودة الى اتفاق الهدنة عام 1949”.
وقال البطريرك الماروني بشارة الراعي إنه لا يمكن اللجوء إلى الحرب بقرار شخص أو حزب أو فئة من المواطنين. إنّه قرار الدولة في الحالات القصوى بعد اعتبار الخسائر البشريّة والماديّة والماليّة والتدميريّة ومصير المواطنين الآمنين. قرار الحرب مسؤوليّة جسيمة عن تبعاتها. قرار الحرب قرار مرّ ومسؤول. وتوجّه الراعي الى من سماهم “أمراء الحروب المتعطّشين للدماء” بالقول: لا تعتقدوا بأنّكم أقوياء بأسلحتكم، بل أنتم أضعف الضعفاء!
وبانتظار إعادة تحريك اللجنة الخماسية للملف الرئاسي بعد عطلة عيد الفطر، فإن الجمود سيد الموقف سياسياً، لكن سيخرقه اليوم وصول الرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس الى بيروت اليوم وليوم واحد لإجراء محادثات ستشمل رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وتتناول بشكل خاص ظاهرة الهجرة غير الشرعية للنازحين السوريين إلى قبرص عبر المياه اللبنانية.
الى ذلك يفترض ان يعقد مجلس النواب جلسة تشريعية قبل نهاية نيسان الحالي لمناقشة وإقرار عدد من مشاريع واقتراحات القوانين، ومنها اقتراح قانون تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية.
وكشف رئيس لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات النائب جهاد الصمد عن “مشروع قانون معجل مكرر يجري التحضير له مع عدد من النواب من مختلف الكتل في المجلس النيابي، ضمن مبدأ تشريع الضرورة، من أجل عقد جلسة تشريعية بعد عطلة عيد الفطر، وسيكون على جدول أعمالها حتى الآن ثلاثة مشاريع قوانين الأول مشروع قانون للبتّ بمصير الانتخابات البلدية والاختيارية، إما أن تجري في موعدها على أن تستثنى من ذلك البلديات التي تقع في مناطق تتعرّض للعدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان منذ قرابة 6 أشهر، أو أن يتم تأجيل هذه الإنتخابات إلى حين توافر الظروف المناسبة، والثاني مشروع قانون المتطوّعين المثبتين في الدفاع المدني والثالث تعديل بعض مواد مشروع قانون موازنة العام 2024”.
الى ذلك سجل حادث أمني خطير مساء امس، حيث أفيد عن خطف منسق منطقة جبيل في حزب القوات اللبنانية باسكال سليمان في بلدة الخاربة في قضاء جبيل.
واشارت معلومات الى ان مجهولين قاموا بخطف سليمان في بلدة حاقل، أثناء توجّهه من بلدة الخاربة حيث كان يقدّم واجب العزاء الى بلدته ميفوق وهو كان بمفرده في سيّارته.
ووفق المعلومات أقدم أربعة اشخاص يستقلون سيارة subaro بيضاء اللون بقوة السلاح على خطف سليمان عند مفترق يربط بلدة لحفظ بطريق ميفوق وحائل، لدى عودته من واجب عزاء.
وتعمل القوى الأمنية على التحقيق في الحادث، وعثرت على هاتف المخطوف مرميّاً في مسقط رأسه ميفوق.
وفيما لم تعرف حتى الآن خلفيات الخطف، أوعز حزب القوات للمحازبين بعدم رمي الاتهامات جزافاً قبل الحصول على كامل المعطيات المتصلة بالحادثة. وكانت المعلومات نقلت عن مصدر أمني تأكيده أنّ التحريات جارية لمعرفة ما إذا كان سليمان خُطف فعلاً أم أنّ فقدان الاتصال به يعود لأسبابٍ أخرى.
وطلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في سلسلة اتصالات مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي وقائد الجيش العماد جوزيف عون ومع القادة الأمنيين تكثيف التحقيقات والتنسيق بين الأجهزة الأمنية لكشف ملابسات القضية في أسرع وقت وإعادة المواطن سالماً الى عائلته.

*********************************

افتتاحية صحيفة النهار


 

اختطاف مسؤول قواتي “صعوبة فوق الصعاب”

في حين كان الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي #وليد جنبلاط يحذر من “فوق الصعاب صعوبة المرحلة، وفوق الضجيج ضجيج الحرب” كأنه يشتم رائحة الحرب، ونذر المواجهات الداخلية المتفاقمة ما بين المكونات اللبنانية، اتجهت الانظار ناحية مدينة جبيل، حيث اختطف منسق حزب”#القوات اللبنانية” في القضاء باسكال سليمان، لدى مروره في بلدة حاقل، عائدا من اداء واجب عزاء. واياً تكن الدوافع، سواء كانت سياسية، ام ربما شخصية، فان تداعياتها، ما لم تظهر الحقيقة سريعا، ستكون وخيمة على مجمل المشهد السياسي والاجتماعي، خصوصا بعد خطب ذهبت الى التصعيد وتوزيع التهم مجددا ردا على مواقف منددة بالحرب وبربط لبنان بغزة، وخصوصا من البطريركية المارونية والاحزاب المسيحية.

 

وفي حين التزمت دوائر حزب “القوات” الصمت حتى ساعة متقدمة من ليل امس، صدرت مواقف كثيرة من مختلف الجهات السياسية والنيابية منددة بالحادث، وتابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عملية الخطف، وطلب في سلسلة اتصالات مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي وقائد الجيش العماد جوزف عون ومع القادة الامنيين تكثيف التحقيقات والتنسيق في ما بين الاجهزة الامنية لكشف ملابسات القضية في اسرع وقت.


 

وفي التفاصيل، ان أربعة اشخاص يستقلون سيارة “سوبارو” بيضاء اللون أقدموا بقوة السلاح على خطف سليمان عند مفترق يربط بلدة لحفد بطريق ميفوق وحائل، فيما كان يتحدث الى صديق له. وقد سمع الاخير عبر الهاتف سليمان يتوسل خاطفيه الا يقتلوه.

 

وتجمع مناصرو “القوات” في مركز الحزب في مستيتا. وحضر رئيس “القوات” سمير جعجع من دون ان يدلي باي تصريح. وحضر معهم عدد كبير من الشخصيات ومنهم نائب “التيار الوطني الحر” سيمون ابي رميا ومنسق “التيار” في القضاء سبع حبيب.

 

صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، بيان دعا “جمعيات تجار جبيل ووجهائها وبلدياتها ومخاتيرها إلى إقفال جميع المحال في جبيل ومنطقة جبيل ساحلاً ووسطاً وجرداً الاثنين استنكاراً لخطف ابن جبيل باسكال سليمان.

 

ويدعو حزب “القوات اللبنانية” الاحزاب والشخصيات الحليفة والمستقلة إلى الوقوف صفاً واحداً استنكاراً وصداً لأي اعتداء على الحريات العامة والخاصة في لبنان”.


 

وليلا اقفل مناصرو “القوات” اوتوستراد جبيل لبعض الوقت، واتخذ الجيش والاجهزة الامنية تدابير احترازية في مناطق عدة.

 

جنبلاط

وكان جنبلاط زار امس الرئيس نبيه بري داعيا الى ايجاد “افق لإختراق جدار الكراهية والوصول الى التسوية المقبولة لتنفيذ #القرار 1701 والعودة الى اتفاق الهدنة عام 1949، الذي اذا ما قرأناه بشكل مفصل يملي على الفريقين اللبناني والاسرائيلي منطقة معينة من الحدود فيها حد من التسلح، إذا صح التعبير وهذه قد تكون انطلاقة”.

 

تهديدات اسرائيل

وترافقت زيارة جنبلاط الى عين التينة، ودعوته الى تنفيذ اتفاق الهدنة وتطبيق الـ 1701، مع ازدياد وتيرة التصعيد الاسرائيلي تجاه لبنان، اذ أعلن الجيش ال#إسرائيلي الأحد أنه استكمل “مرحلة أخرى” في إطار استعداداته “للحرب” عند الحدود مع لبنان.


 

في بيان بعنوان “الاستعداد للانتقال من الدفاع إلى الهجوم” نشره في موقعه الإلكتروني، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه “خلال الأيام الأخيرة تم استكمال مرحلة أخرى من استعدادات قيادة المنطقة الشمالية للحرب”.

 

ولفت بيان الجيش إلى أن “قادة الوحدات النظامية ووحدات الاحتياط جاهزون لاستدعاء وتزويد جميع المقاتلين المطلوبين بالمعدات خلال ساعات معدودة فقط، ثم نقلهم إلى خط الجبهة لأداء المهام الدفاعية والهجومية”.

 

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن الجيش “استكمل استعداداته للرد على أي سيناريو يمكن أن يحدث في مواجهة إيران”. اما رئيس أركان الجيش الإسرائيلي فصرح انه يجب ان يدفع “الحزب” ثمنا متزايدا بسبب مشاركته في الحرب.

 

ونشر موقع “makorrishon” الإسرائيليّ تقريراً تحدث فيه عن سيناريوهات الحرب بين إسرائيل و “الحزب”، مشيراً إلى أن التصعيد “بات وشيكاً”. وتحدث عن حرب في الجنوب لابعاد “قوة الرضوان” لدى “الحزب” الى مسافة بعيدة نسبيا، او تعميق الهجمات في لبنان حتى مسافة 150 كيلومتراً من الحدود الإسرائيلية. ومن شأن مثل هذا الهجوم أن يحرم “الحزب” من ما يقرب من نصف قدرته الهجومية في وقت قصير. لكن هذه الحرب يمكن ان تستمر أكثر من سنة، وستؤدي إلى تدمير معظم قدرات الحزب”.


 

#الانتخابات البلدية

كشف رئيس لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات #النائب جهاد الصمد، عن امكان عقد جلسة تشريعية من ضمن “تشريع الضرورة” بعد عطلة عيد الفطر، وعلى جدول أعمالها حتى الآن ثلاثة مشاريع قوانين: الأول مشروع قانون معجل مكرر يجري التحضير له مع عدد من النواب من الكتل المختلفة لبت مصير الإنتخابات البلدية والإختيارية، فإما أن تجري في موعدها على أن تستثنى من ذلك البلديات التي تقع في مناطق تتعرض للعدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان منذ قرابة 6 أشهر، وإما أن تؤجل إلى حين توافر الظروف المناسبة.

 

وكان الصمد صرح قبل ايم لـ”النهار” ان التأجيل المرتقب سيكون من خلال قانون يقره مجلس النواب. واضاف ان الاتجاه في الاوساط السياسية المعنية هو ان يتم هذا الاجراء (قانون التمديد) بعد انتهاء الاعياد (المسيحية والاسلامية) مباشرة.

 

ورداً على سؤال، اوضح الصمد ان “ثمة ثلاثة دواعٍ تعزز فرضية التأجيل وتسوّغها وهي:


– ان هناك عدوانا اسرائيليا يوميا يطاول كل الجنوب واجزاء من البقاع، وهو عمليا عدوان على كل لبنان.

 

– ان الوقت صار داهما وضاغطا لا يسمح باجراء هذا الاستحقاق في موعده ضمن اجواء وظروف طبيعية مريحة، خصوصا ان وزارة الداخلية تعتبر ان الموعد الفعلي لاجراء الانتخابات هو في منتصف ايار، وبالتالي فان مهلة الشهر ونصف الشهر الفاصلة عن الموعد المبدئي لهذه الانتخابات غير كافية عمليا.

 

– ان فكرة تجزئة اجراء الانتخابات الموعودة على نحو يجعلنا نؤجل هذه الانتخابات في 3 محافظات يطاولها العدوان (الجنوب والنبطية وبعلبك – الهرمل) لم تلقَ قبولا وثمة ما يمنع من اللجوء الى هذا الاجراء”.

 

وهكذا اضاف الصمد “وجدنا انفسنا وجها لوجه امام خيار التأجيل، مع ان الجميع من دون استثناء يتمنى اتمام هذا الاستحقاق في موعده المحدد”.

*******************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

إسرائيل تعلن الانتقال من “الدفاع” إلى “الهجوم” على لبنان

إسقاط “الحزب” للمسيّرة يُسعِّر المواجهة وغارات من الجنوب إلى السلسلة الشرقية

 

أعلن الجيش الإسرائيلي أمس أنه استكمل «مرحلة أخرى» في إطار استعداداته «للحرب» عند الحدود مع لبنان، حيث يتكثف القصف المتبادل مع “الحزب”. ونُشر هذا الاعلان الذي حمل عنوان «الاستعداد للانتقال من الدفاع إلى الهجوم» على موقعه الإلكتروني، بعد ساعات من إسقاط “الحزب” طائرة مسيّرة للدولة العبرية في جنوب لبنان، وهي من طراز «هرمز 900». وشنّت إسرائيل على الأثر غارات جوية على محافظة البقاع، بما في ذلك مناطق في السلسلة الشرقية للبنان. وقال مصدر مقرب من «الحزب» لمراسل وكالة «فرانس برس» في مدينة بعلبك إنّ «غارات إسرائيلية طالت معسكرات الشعرة في جرود جنتا على الحدود الشرقية مع سوريا، إضافة إلى بلدة السفري».ومن البقاع الى الجنوب، حيث أفادت «الوكالة الوطنية للاعلام» أنّ الغارة التي شنّها الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة كفركلا أمس استهدفت حياً سكنياً ما أدى الى تدمير عدد من المنازل.

 

وفي المقابل، أعلن “الحزب” أنه «استهدف بعشرات صواريخ الكاتيوشا مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع والقاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف، رداً على اعتداءات العدو على منطقة البقاع».

 

وحضر التصعيد بين إسرائيل ولبنان على طاولة اجتماع الحكومة الإسرائيلية، فقال رئيسها إنّ «هذه الحرب كشفت للعالم ما كانت إسرائيل تعلنه دائماً، أنّ إيران تقف وراء الهجوم ضدنا بواسطة أذرعها. وهي هجمات كثيرة. ومنذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) نتعرض للهجوم في جبهات كثيرة بواسطة أذرع إيران – «حركة ح»، “الحزب”، «ذراع ايران في اليمن»، ميليشيات في العراق وسوريا وهجمات أخرى أيضاً».

 

وأعلن أنّ «إيران و”الحزب” وأذرعاً أخرى تصعّد التهديدات على إسرائيل. وقد أسقطت طائرة مسيرة تابعة لنا في لبنان، وكان ردّنا في عمق لبنان. في بعلبك في البقاع، (على بعد) 60 كيلومتراً و100 كيلومتر وأكثر».

 

وكان بيان الجيش الإسرائيلي، أعلن أنه «خلال الأيام الأخيرة تم استكمال مرحلة أخرى من استعدادات قيادة المنطقة الشمالية للحرب».

 

وأوضح أنّ التدابير اللوجستية تسمح بـ»التجنيد الفوري لقوات الاحتياط عند الطوارئ ووصولها إلى خط الجبهة خلال فترة وجيزة مع كافة المعدات اللازمة للقتال».

 

ولفت البيان إلى أنّ «قادة الوحدات النظامية ووحدات الاحتياط جاهزون لاستدعاء وتزويد جميع المقاتلين المطلوبين بالمعدات خلال ساعات معدودة فقط، ثم نقلهم إلى خط الجبهة لأداء المهمات الدفاعية والهجومية».

 

ومن جبهة لبنان الى جبهة ايران، فقد أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنّ الجيش «استكمل استعداداته للردّ على أي سيناريو يمكن أن يحدث في مواجهة إيران».

 

وفي المقابل، قال يحيى رحيم صفوي، وهو مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي «إنّ جميع سفارات إسرائيل لم تعد آمنة»، وأنّ طهران تعتبر المواجهة مع إسرائيل «حقاً مشروعاً وقانونياً».

 

وأضاف أنّ «جبهة المقاومة جاهزة: وعلينا أن ننتظر لنعرف كيف سيكون» الردّ، مشدّداً على أنّ «مواجهة هذا النظام الهمجي حقّ شرعي ومشروع». ولفت إلى أنّ سفارات إسرائيلية كثيرة في المنطقة أغلقت أبوابها.

 

ونشرت وكالة «أنباء الطلبة الإيرانية» (إسنا) رسماً توضيحياً يعرض تسعة أنواع مختلفة من الصواريخ الإيرانية القادرة على الوصول إلى إسرائيل.

*******************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

بري لـ«الشرق الأوسط»: إسرائيل تستدرجنا للحرب ونحن لن ننجر إليها

قال إن نصر الله ردَّ على تهديدات نتنياهو للبنان

 

بيروت: محمد شقير

 

يأتي التصعيد العسكري الإٍسرائيلي غير المسبوق ضد لبنان، الذي يتمدد من حين لآخر من الجنوب ليشمل منطقة البقاع الشمالي «في سياق استدراجنا»، كما يقول رئيس المجلس النيابي نبيه بري لـ«الشرق الأوسط»، للدخول في حرب مفتوحة «لن ننجر إليها وسنبقى نمارس ضبط النفس ونعمل على استيعاب العدوان الإسرائيلي الذي بلغ ذروته في اليومين الأخيرين، بتحويل معظم البلدات والقرى الواقعة في جنوب الليطاني إلى أرض محروقة غير مأهولة، وإن الجميع في الداخل والخارج يعلم جيداً أننا لن نوفر لها الذرائع، مهما تمادت في اعتداءاتها وجرائمها التي لم توفر البشر ولا الحجر».

 

وأكد الرئيس بري أن «التصعيد الإسرائيلي، الذي بلغ أكثر من المستطاع، بتدمير ممنهج لعشرات البلدات والقرى الجنوبية، سواء تلك الواقعة على امتداد حدودنا مع فلسطين المحتلة أو في عمق الجنوب، لن يؤدي إلى استفزازنا، وصولاً لاستدراجنا لاتخاذ قرار بتوسعة الحرب».

 

ولفت إلى أن المجتمع الدولي يدرك جيداً، وبلا مواربة، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هو من يهدد بتوسعة الحرب الدائرة في قطاع غزة لتشمل جنوب لبنان، وهذا ما دفع بالموفدين الذين يتنقلون بين بيروت وتل أبيب إلى ممارسة الضغوط عليه لمنعه من توسعتها، وقال: «نحن من جانبنا لن نوفّر له الذرائع، بالرغم من المجازر التي ارتكبها، ولا يزال، بحق المدنيين».

 

وتوقف الرئيس بري أمام قول السيد نصر الله، في خطابه لمناسبة «يوم القدس»، إن «المقاومة في لبنان لا تخشى حرباً، وهي على أتم الجاهزية لأي حرب، وإذا أرادوها نقول لهم يا هلا ويا مرحباً». وقال بري إنه (نصر الله) يرد على تهديد إسرائيل بتوسعة الحرب، ولا يعني، كما يروق للبعض، أنه سيبادر إلى توسعتها.

 

ودعا بري إلى ممارسة الضغوط على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة، لأن وقف إطلاق النار سينسحب على جنوب لبنان، ويفتح الباب أمام الشروع بتطبيق القرار الدولي 1701 الذي لم تلتزم إسرائيل بتطبيقه منذ صدوره، وكان وراء وضع حد لعدوانها في حرب يوليو (تموز) 2006.

 

بري يتفاوض مع هوكستين بتأييد من “الحزب”

وفي هذا السياق، أكد مصدر مقرب من الثنائي الشيعي لـ«الشرق الأوسط» أنه يتعاطى بإيجابية ومرونة مع الوسيط الأميركي آموس هوكستين في سعيه لتوفير الأجواء السياسية لتطبيق القرار 1701، وكشف أن الرئيس بري هو من يتفاوض معه، وكان قد تقدّم بورقة أولى لتحديد الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، قوبلت بعدد من الملاحظات من قبله، ما اضطره للأخذ بعدد منها.

 

وقال المصدر نفسه إن الرئيس بري يتفاوض مع الوسيط الأميركي بتأييد غير مشروط من حليفه “الحزب”، وبمواكبة من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. ورأى أن هوكستين يدعو لاعتماد الحل التدريجي لتطبيق القرار 1701، لكن الأخير ربط عودته بموافقة إسرائيل على الآلية لتطبيقه، وهذا ما لم يحصل حتى الساعة.

 

ورداً على سؤال، أوضح المصدر نفسه أن القرار 1701 غير قابل للتعديل، وأن تصلُّب نتنياهو كان وراء الضغوط الدولية التي استهدفته لمنعه من توسعة الحرب لتشمل جنوب لبنان، بذريعة أن هناك ضرورة لضرب البنية العسكرية لـ”الحزب” لقطع الطريق عليه لتكرار ما أقدمت عليه حركة «ح» باجتياحها للمستوطنات الإسرائيلية الواقعة في غلاف غزة.

 

وأكد المصدر أن الثنائي الشيعي ليس في وارده توفير الذرائع لإسرائيل لتبرير توسعتها للحرب، وقال إن الجديد في الموقف الذي أعلنه نصر الله يكمن في تأكيده أن الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق آتٍ لا محالة، موضحاً أن نصر الله أراد أن يحاكي جمهوره ومحازبيه من دون أن يلتفت إلى مخاطبة معارضيه بهدوء يمهد للحوار معهم من موقع الاختلاف، بدلاً من أن يتهجّم عليهم بكلام يرفع من منسوب الاحتقان ويؤدي إلى تعميق الهوة.

 

تبديد القلق

وعن سبب اختيار نصر الله التوجه إلى بيئته السياسية، والتحدث نيابة عن إيران بقوله إن ردها على استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق آتٍ، وما إذا كان مضطراً لمخاطبة جمهوره على نحو يؤدي إلى رفع معنوياته، وصولاً إلى تعبئته لتبديد ما أخذ يساوره من قلق، يقول المصدر نفسه إن نصر الله كان مضطراً لاستحضار الرد الإيراني، ليس لإلزام طهران بموقف لا تريده ولا تتوخاه، وهي كانت أول من أكد على أنه لا مجال أمامها سوى الرد، وإنما ليؤكد لمحازبيه أنها لن تلوذ بالصمت كما كانت تفعل طوال العمليات التي استهدفت كثيراً من كبار قادة «الحرس الثوري» و«فيلق القدس».

 

فنصر الله أراد هذه المرة أن يحيط جمهوره علماً بأن طهران ما قبل الاعتداء الذي استهدف قنصليتها في دمشق غيرها اليوم، وستكون مضطرة للرد لتبديد ما يساور محور الممانعة من قلق على خلفية الاستقواء عليها والتسليم لإسرائيل، ومن خلفها الولايات المتحدة الأميركية، بإطلاق يديهما في ملاحقة أبرز الرموز القيادية في «الحرس الثوري» و«فيلق القدس».

 

كما أن نصر الله أراد من خلال استعداد الحزب للحرب، رداً على التهديدات الإسرائيلية، رفع معنويات محازبيه وجمهوره بعدم الاستكانة لحملات التهويل التي يتناوب على إطلاقها نتنياهو وفريق حربه، وإن كانت تصبّ حتى الساعة في إطار الحرب النفسية التي تتبعها تل أبيب، برغم أن الحزب يستبعد، بحسب المصدر، لجوء إسرائيل إلى توسعة الحرب على الأقل في المدى المنظور، وهذا ما يفسر مضيها في التدمير الممنهج لهذا الكمّ من البلدات والقرى الحدودية.

*****************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

محادثات سياسية واقتصادية لبنانية-قبرصية اليوم.. وخطف مسؤول “قواتي” يوتر جببيل

توترت الأجواء الأمنية في منطقة جبيل مساء امس على إثر شيوع معلومات عن عملية خطف تعرّض لها منسّق حزب «القوات اللبنانية» في جبيل باسكال سليمان، ولم تعلن اي جهة بعد مسؤوليتها عنها. فيما لم تحمل عطلة نهاية الاسبوع اي جديد على مستوى الملفات المطروحة. فعلى جبهة الاستحقاق الرئاسي يسود انتظار سيمتد الى ما بعد عطلة عيد الفطر، فيما برزت اقليمياً مؤشرات الى احتمال التوصل الى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة عشية العيد في بحر الاسبوع الجاري، في وقت أُعلن انّ الجيش الاسرائيلي انسحب منه، مبقياً على لواء «ناحال» الذي يفصل بين رفح وشمال القطاع، فيما يستقبل لبنان اليوم الرئيس القبرصي الآتي لمحادثات تركّز على تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، وخصوصاً في مجال النفط والغاز في البحر المتوسط، حيث تتجاور البلوكات اللبنانية والقبرصية في مياه البلدين، فضلاً عن البحث في ملف الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط.

يزور الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس لبنان اليوم، فيستقبله رئيس الحكومة عند التاسعة صباحاً في مطار رفيق الحريري الدولي، وينتقلان معاً الى السرايا الحكومية مباشرة حيث تُقام للرئيس الضيف مراسم الاستقبال الرسمية ثم تُعقد محادثات ثنائية وموسّعة تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين والملفات المشتركة، ولا سيما منها تلك التي تتصل بأزمة المهاجرين غير الشرعيين وقضايا اقتصادية وانمائية مشتركة.

ويرافق وفد وزاري كبير الرئيس الضيف، ويضمّ الى رئيس الحكومة وزراء الدفاع والداخلية والخارجية والاشغال العامة والنفط وعدداً من المستشارين الديبلوماسيين والإداريين والأمنيين، وسيشارك في المفاوضات الموسّعة الى جانب رئيس الحكومة، نظراؤهم اللبنانيون، قبل ان تُعقد خلوة بين ميقاتي وخريستودوليدس الذي سينتقل في نهايتها الى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وعشية الزيارة، قالت مصادر ديبلوماسية عبر «الجمهورية»، انّ عنوانها الرئيسي يتوقف عند الشكوى القبرصية من الهجرة غير الشرعية التي لم يشاركها لبنان المعاناة نفسها إن لم تكن معاناته أكبر مما تعانيه الجزيرة الجارة. فلبنان ليس مصدراً وحيداً لمثل هذه الشكوى ولا قبرص هي الدولة الوحيدة الشاكية وليس لبنان مصدراً لمثل هذه المشكلة الناجمة عن الحرب في سوريا وقبلها في العراق وما شهدته الأراضي الفلسطينية المحتلة من هجرة ونزوح كثيف في اتجاه لبنان قبل التوجّه الى دولة ثالثة. ولذلك لم يكن الساحل اللبناني مصدراً وحيداً للهجرة في اتجاهها، بعدما كانت مقصودة ايضاً من سواحل دول شرق المتوسط ومنها سوريا وتركيا وغيرهما من دول شمال افريقيا ايضاً.

ولفتت المصادر، الى انّ قبرص سبق لها ان رفعت شكواها الى الإتحاد الأوروبي الذي يعطي هذه المسألة أهمية قصوى، تلبية لشكاوى قبرصية ويونانية وإيطالية وغيرها من الدول المستهدفة بقوافل المهاجرين المنظمة والعشوائية في آن، سواءً تلك التي انطلقت من دول شرق المتوسط أو جنوبه على خلفية ما سُمّي «تزايد أعداد الوافدين من الشرق الأوسط» الى الدول الاوروبية. وقالت المصادر «إنّ الاستعدادات جارية في الاتحاد الاوروبي لطرح مجموعة من الأفكار ومشاريع الاتفاقيات التي دُشن أولاها مع مصر في 17 آذار الماضي، حيث وقّعه الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الجانب المصري ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن الجانب الاوروبي في حضور رؤساء وزراء 5 دول هي: إيطاليا، بلجيكا، قبرص، اليونان والنمسا، وجاءت مشاركتهم لترتقي بالعلاقة بين الطرفين الى ما هو أبعد من «مكافحة الهجرة غير الشرعية» بما يؤدي الى إطلاق مسار ترفيع العلاقات بينهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة».

وتكتسب زيارة الرئيس القبرصي للبنان اهمية قصوى لأنّها ستكون محطة من جملة محطات اخرى تمهّد للمؤتمر الذي تستعد بروكسل لاستضافته في نهاية ايار المقبل من ضمن مسلسل المؤتمرات الخاصة بالنازحين السوريين، وستليها محطات أخرى يتمّ التحضير لها في اتجاه اكثر من عاصمة اوروبية سبق لوزارة الخارجية اللبانية ان بدأتها مع عدد من العواصم الاوروبية وخصوصاً دول شمال المتوسط، وهي تتواصل حتى تلك اللحظة.

جنبلاط: عم «يغلطوا»

وفي هذه الاجواء، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة امس الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، وعرضا للاوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية.

وبعد اللقاء قال جنبلاط: «فوق الصعاب صعوبة المرحلة وفوق الضجيج ضجيج الحرب، أتيت لزيارة دولة الرئيس نبيه بري لتقديم واجب العزاء بشهداء حركة «امل» وشهداء المقاومة والاهالي وشهداء سائر التنظيمات وتضامناً مع اهل الجنوب».

واضاف: «تحدثنا قليلاً عن الأوضاع الحالية، ونأمل دائماً في أن نجد أفقاً لاختراق جدار الكراهية والوصول الى التسوية المقبولة لتنفيذ القرار 1701 والعودة الى اتفاق الهدنة عام 1949، الذي اذا ما قرأناه في شكل مفصّل يملي على الفريقين اللبناني والاسرائيلي منطقة معينة من الحدود فيها حدّ من التسلّح، إذا صح التعبير، وهذه قد تكون انطلاقة».

ورداً على سؤال عن ارتباط ملف رئاسة الجمهورية بحرب غزة والجنوب، قال جنبلاط: «هذا الأمر لم أسمعه، والملف الرئاسي ملف لبناني، والذين يرفضون الحوار عم «يغلطوا» مش نحنا». وأكّد انّه لم يبحث وبري خلال لقائهما في الملف الرئاسي.

خطف مسؤول «قواتي»

وفي هذه الاجواء الملبّدة والتي يسودها تجميد لكل ما يؤدي الى اي انفراج سياسي، وقعت حادثة لم تكن متوقعة في شكلها وتوقيتها ومسرحها، تمثلت بتعرّض منسق حزب «القوات اللبنانية» في منطقة جبيل باسكال سليمان للخطف بعد ظهر امس، وهو من أبناء بلدة ميفوق الجبيلية.

وقالت مصادر مطلعة على ما توافر من معلومات لـ«الجمهورية»، انّ سليمان خُطف في مكان يقع ما بين بلدتي حاقل وعبيدات في وسط القضاء، بعدما قدّم واجب العزاء في بلدة الخاربة المجاورة الواقعة على بعد كيلومترات من مكان اختطافه عندما كان وحيداً في سيارته.

وتابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الحادثة، وطلب في سلسلة اتصالات مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي وقائد الجيش العماد جوزف عون والقادة الأمنيين، تكثيف التحقيقات والتنسيق في ما بين الاجهزة الامنية لكشف ملابسات القضية في اسرع وقت وإعادة سليمان سالماً الى عائلته.

وفي موازاة التدابير الأمنية التي بوشرت، تداعى «القواتيون» ومناصرون لهم الى التجمع امام المقار الحزبية في المنطقة، ولا سيما منها مقر مستيتا، لمواكبة التدابير المتخذة لمعالجة الحادث.

جعجع في جبيل

وفي الوقت الذي تردّد انّ ثلاثة مسلحين نفّذوا عملية الخطف، وصل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ليلًا الى منسقية «القوات» في مستيتا – جبيل. وكان سبقه الى هناك عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب زياد الحواط ونائب «التيار الوطني الحر» سيمون ابي رميا، الذي اعتبر أنّ وجوده في جبيل تضامناً مع أهلها استنكاراً لما تعرضّ له سليمان «هو وجود طبيعي ولا سيما مع أخوتنا في القوات اللبنانية». ولفت إلى أنّ علاقته «ممتازة بالشخصي مع سليمان وأصلاً لديه وجود اجتماعي وحاضر دائماً في كل المناسبات وشخص محبب على القلوب». وتمنّى «لعائلة سليمان وزوجته أن يعود في سلام وبأسرع وقت ممكن، وأن تقوم الأجهزة الأمنية بالواجب والتنسيق في ما بينها لنصل إلى نتائج سريعة، لأنّه كلما طالت الأمور فإنّ التساؤلات تكبر معها. فالتمنيات أن تكون النتائج سريعة ويعود باسكال إلى منزله سريعاً وألّا تكون هناك أي خلفية خبيثة وجهنمية وراء ما حصل».

تعميم «قواتي»

وكُشف ليلاً عن تعميم داخلي لـ»القوات» على المحازبين دعاهم الى «ضرورة البقاء على جهوزية تامة في انتظار توجيهات القيادة الحزبية». وتمنّى عليهم «عدم التداول بأي معلومات أمنية واتهامات مسبقة حفظًا على أمن المنسق المخطوف حتى اتضاح الصورة».

كما صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب «القوات اللبنانية»، البيان الآتي: «يدعو حزب «القوات اللبنانية» جمعيات تجار جبيل ووجهاءها وبلدياتها ومخاتيرها إلى إقفال جميع المحال في جبيل ومنطقة جبيل ساحلاً ووسطاً وجرداً غداً الاثنين ( اليوم) استنكاراً لخطف ابن جبيل باسكال سليمان، ويدعو الاحزاب والشخصيات الحليفة والمستقلة إلى الوقوف صفاً واحداً استنكاراً وصداً لأي اعتداء على الحريات العامة والخاصة في لبنان».

وقال عضو تكتل «الجمهورية القوية» غياث يزبك تعليقاً على خطف سليمان «إنّها حادثة مستهجنة جداً في هذا الظرف، والمستهجن أكثر ان تحصل في هذه المنطقة التي في خلال الحرب الاهلية لم تحصل ضربة كف فيها». وأكّد «انّ سليمان والد لعائلة ومشهود له بأخلاقه وبعلاقاته الطيبة مع كل الناس». وقال: «لا نريد ان نعلّق في الوقت الحاضر، مفسحين المجال امام الأجهزة الامنية ان تقوم بعملها وتكشف ما حصل. ونتمنى ان تكون الامور سريعة. واذا كان من فعل ذلك معروفاً، فلا ينبغي ان تكون هناك حصانة على أحد». واضاف: «نحن كقوات لبنانية جسمنا مجروح من عين ابل مروراً بكل المناطق التي تعّرض فيها شبابنا لمثل هذه الافعال».

وكتب النائب نعمة افرام الموجود في الخارج عبر منصة «إكس»: «أتابع من الخارج بقلق بالغ تطوّرات قضية خطف باسكال سليمان. واتّصلت بالدكتور جعجع وتوجّه وفد من «مشروع وطن الانسان» الى مستيتا للوقوف على مجريات التحقيق، ونطلب من الأجهزة الأمنية مضاعفة جهودها وتسريعها لكشف سريع للموضوع وجلائه لخطورة انعكاسه على السلم الأهلي في هذا الظرف الدقيق، مع التمني بعودة سليمان سليماً معافى».

الشأن المعيشي

من جهة ثانية ، ومع ترقّب عودة الحركة السياسية الى نشاطها المعهود بعد عيد الفطر، ولا سيما منها الحراك حول الاستحقاق الرئاسي، طغى على الاهتمامات الشأن المعيشي بعد اللغط الذي دار حول مرسوم رفع الحدّ الأدنى للاجور في القطاع الخاص، اضافة الى الاستحقاق الانتخابي البلدي، حيث اعلن رئيس لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات النائب جهاد الصمد عن «مشروع قانون معجّل مكرّر يتمّ تحضيره مع عدد من النواب من مختلف الكتل ضمن مبدأ تشريع الضرورة، من أجل عقد جلسة تشريعية بعد عطلة عيد الفطر، على جدول أعمالها حتى الآن ثلاثة مشاريع قوانين:

ـ الأول، مشروع قانون للبتّ بمصير الإنتخابات البلدية والإختيارية، إما أن تجري في موعدها على أن تُستثنى من ذلك البلديات التي تقع في مناطق تتعرّض للعدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان منذ قرابة 6 أشهر، أو أن يتمّ تأجيل هذه الإنتخابات إلى حين توافر الظروف المناسبة.

ـ الثاني، مشروع قانون المتطوعين المثبتين في الدفاع المدني.

ـ الثالث تعديل بعض مواد مشروع قانون موازنة العام 2024».


وقال النائب الصمد لـ«الجمهورية»: «انّ المشاورات ما زالت قائمة بين الكتل النيابية لتحديد الموقف النهائي، لأنّ المجلس منقسم الى رأيين، رأي يقول بإجراء الانتخابات في المناطق التي يسودها هدوء واستثناء المناطق المتوترة في الجنوب والبقاع، ورأي آخر، وانا معه، يقول بتأجيلها الى حين توافر الظروف المناسبة، فنحن لسنا في اتحاد كونفدرالي كل منطقة فيه تقرّر ما يناسبها، ومن غير المقبول الكلام عن انّ «الذي فتح الحرب يتحمّل مسؤوليتها»، فكلنا أمام عدو واحد يعتدي علينا قبل حرب غزة بسنوات».

وكشف الصمد لـ «الجمهورية»، انّ «اقتراح القانون الذي يتمّ تحضيره هو بمادة وحيدة هي تأجيل الانتخابات البلدية لسنة حداً اقصى الى حين توافر الظروف المناسبة لإجرائها، ما يعني انّ مهلة التأجيل ليست مفتوحة، واذا سمحت الظروف بإجرائها قبل مضي السنة تحصل الانتخابات، واسبابه الموجبة جاهزة وابرزها الوضع الأمني المتوتر في مناطق واسعة من لبنان، وانّه لا تجري اي انتخابات إلّا في اجواء امنية وسياسية طبيعية وهادئة، وهو شبيه باقتراح القانون الذي قدّمته والنائب سجيع عطية منذ سنة، واقتراح نائب رئيس المجلس الياس بوصعب، وتمّ يومها دمج الاقتراحين وتأجّلت الانتخابات». وقال: «اننا ذاهبون حكماً الى جلسة تشريعية للبتّ بموضوع التأجيل اوعدمه، لأننا في حالة التأجيل نحتاج الى قانون، وفي حالة استثناء المناطق التي تجري فيها توترات امنية نحتاج الى قانون ايضاً».

تصحيح او تصعيد

على الصعيد المعيشي، قال رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الاسمر لـ»الجمهورية»، انّ مرسوم تعيين الحدّ الادنى للاجور في القطاع الخاص بمبلغ 18 مليون ليرة شهرياً الذي اقرّه مجلس الوزراء صدر عن الحكومة بعد إلغاء البند الثاني من المرسوم، والمتضمن حسب ما اقرّه مجلس الوزراء زيادة غلاء معيشة بقيمة 9 ملايين ليرة شهرياً». وأضاف: «انّ المرسوم اُعدّ بالتعاون مع وزارة العمل بالبندين: تعيين الحدّ الادنى، واعطاء غلاء معيشة لكافة الموظفين والأجراء العاملين في القطاع الخاص، انطلاقاً من مبدأ العدالة الاجتماعية، بحيث تشمل الزيادة كل الناس العاملين في القطاع الخاص وعددهم نحو 450 الف عامل مسجّلين لدى الضمان الاجتماعي». وتابع: «لقد اقرّ مجلس الوزراء المرسوم بعد موافقة مجلس شورى الدولة، الذي يُفتي بقانونية المراسيم وعدالتها. لكن حصل تدخّل كبير من «بعض صقور» الهيئات الاقتصادية وأُلغيت المادة الثانية من المرسوم بإعطاء 9 ملايين ليرة بدل غلاء معيشة للقطاع الخاص. وقد تحرّكنا فوراً لتصحيح الشوائب في المرسوم إن في الشكل او في المضمون. المضمون مرفوض تماماً، اما في الشكل فهل يحق لمجلس الوزراء ان يلغي بعض الفقرات والمواد من مرسوم صادق عليه مجلس شورى الدولة؟». وقال: «لقد كلّفنا الدائرة القانونية في الاتحاد العمالي إعداد دراسة حول الموضوع، وسنلتقي الثلثاء (غداً) رئيس الحكومة في محاولة لتصحيح الشوائب، وسيكون لنا لقاء مع رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير للغاية نفسها. وكل ذلك يحصل بالتنسيق مع وزير العمل مصطفى بيرم».

واوضح الاسمر انّه «اذا لم يحصل تجاوب فنحن ذاهبون الى مراجعة قانونية لدى مجلس شورى الدولة حول ما حصل، والبتّ في ما اذا كان لدى الحكومة الحق في إلغاء مادة من مرسوم اقرّه مجلس الوزراء، وهل يحق للحكومة ان تضرب مبدأ العدالة الاجتماعية والتراتبية الوظيفية والادارية؟». وختم: «لا بدّ من تحرك قانوني مع المعنيين لإزالة هذه الشوائب، واذا لم يحصل تجاوب فنحن مضطرون الى التصعيد وبأشكال مختلفة ندرسها في الاتحاد العمالي».

التصعيد مستمر جنوباً

على الصعيد العسكري جنوباً، اغار الطيران الحربي الاسرائيلي صباح امس على بلدة العديسة، فيما تعرضت اطراف بلدة حولا ومنطقة وادي الدلافة لقصف مدفعي طاول وادي برغز وخراج بلدة السريرة في منطقة جزين.

وبعد الظهر اغار الطيران الحربي على وادي الدلافة ـ برغز في منطقة حاصبيا. وعلى منزل يقع بين بلدتي جناتا وطورا، ما أدّى إلى تدميره كلياً.

فيما استهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي بقذائف من عيار 175 ملم محيط مجرى نهر الليطاني في منطقة الخردلي وصولاً إلى أسفل قلعة الشقيف لجهة النهر، ما أدّى الى تناثر الحجارة وشظايا القنابل على الطريق، فبادر عناصر الجيش عند نقطة الخردلي الى اقفال الطريق موقتاً قبل ان يعاود فتحه وتعود الحركة عليه إلى طبيعتها.

وعند الثالثة والنصف، تجدّدت الغارات الجوية لتطاول خراج بلدة السريري في منطقة جزين وبلدة كفركلا التي دُمّرت فيها منازل عدة لآل جمعة وشيت والحقت أضراراً جسيمة بمنزل عائلة الشهيد محمد داود شيت الذي شُيّع امس في البلدة، وطاولت الغارات بلدة يارون. فيما اغارت طائرة مسيّرة على بلدة حولا بصاروخين. وافيد عن قصف مدفعي مصدره الجولان السوري استهدف بعض المواقع في جنوب لبنان.

واعلن الجيش الاسرائيلي عصراً في بيان إنّه «قصف مجمعاً عسكرياً لقوات النخبة التابعة ل”الحزب” والمعروفة بـ«كتيبة الرضوان» يضمّ 7 مبانٍ عسكرية في منطقة الخيام، بالإضافة إلى قصف مركز قيادة عسكري تابع للحزب في منطقة طورة». وأشار إلى «إطلاق عدد من الصواريخ صوب منطقة هضبة الجولان والمنارة في وقت سابق من اليوم (امس) أعقبه قصف الجيش الإسرائيلي لمصادر النيران في منطقتي كوكبا وميس الجبل في جنوب لبنان».

وفي بيان لها، اعلنت «المقاومة الاسلامية» انّه «رداً على ‏اعتداءات العدو على منطقة البقاع»، استهدفت قبل ظهر امس مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في «ثكنة كيلع». والقاعدة ‏الصاروخية والمدفعية في يوآف بعشرات صواريخ الكاتيوشا.‏

كذلك استهدفت «مربضاً ‏مُستجداً لمدفعية العدو في محيط موقع المنارة بقذائف المدفعية».‏ وشنّت ‏عصر امس، «هجوماً جوياً على تجمّع ‏مُحدث لجنود العدو وآلياته خلف «موقع السماقة» في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة. كذلك قصفت «ثكنة زبدين» ‏في مزارع شبعا .‏

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية انّه «تمّ رصد 3 صواريخ أُطلقت من جنوب لبنان في اتجاه المنارة ومرغليوت في الجليل الأعلى». فيما تحدثت قناة «الجزيرة» عن «إطلاق 30 صاروخاً من جنوب لبنان في اتجاه إصبع الجليل والجولان السوري المحتل».

الى ذلك افيد عن استشهاد المواطنة عليا عبد الكريم متأثرة بجروحها بعد اصابتها بغارة على بلدة يارين قبيل ايام وتمّ تشييعها الى مثواها الاخير ظهر امس.

من الدفاع إلى الهجوم

والى ذلك، أعلن الجيش لإسرائيلي امس انّه يستعد «للانتقال من الدفاع إلى الهجوم في الجبهة الشمالية مع لبنان»، وكشف أنّه أتمّ مرحلة أخرى من استعداد القيادة الشمالية للحرب».

ونقل مراسل قناة «الحرّة» الاميركية في القدس عن الجيش الاسرائيلي انّه «خلال الأيام الأخيرة، تمّ استكمال مرحلة أخرى من استعدادات قيادة المنطقة الشمالية للحرب، والتي تمحورت حول رفع أهلية مستودعات الطوارئ العملياتية لغرض تجنيد واسع النطاق لقوات الجيش الإسرائيلي عند اللزوم». واضاف: «في هذه المرحلة تتمّ صيانة المعدات والوسائل في المستودعات على يد أفراد الاتصالات والحوسبة وأفراد اللوجستيات والطب التابعين لهيئة التكنولوجيات واللوجستيات، حيث يسمح هؤلاء بالتجنيد الفوري لقوات الاحتياط عند الطوارئ ووصولها إلى خط الجبهة خلال فترة وجيزة مع كافة المعدات اللازمة للقتال».

وقال الجيش الاسرائيلي «إنّ قادة الوحدات النظامية ووحدات الاحتياط جاهزون لاستدعاء جميع المقاتلين المطلوبين وتزويد المعدات خلال ساعات معدودة فقط، ثم نقلهم إلى خط الجبهة لأداء المهمّات الدفاعية والهجومية». وأشار إلى أنّه على مدار الأشهر الأخيرة، «تمّ استخلاص العبر من القتال في المنطقة الجنوبية»، في إشارة إلى العمليات في قطاع غزة.

*********************

افتتاحية صحيفة اللواء

مناورات لجيش الإحتلال اليوم.. وجبهة الجنوب تمتد إلى البقاع والجولان

جنبلاط ينتقد مَنْ رفض الدعوة للحوار.. وتخوُّف من مشروع فتنة في جبيل

 

من المتفق عليه أن سائر الأطراف المشاركة في الحرب الدائرة منذ 7 ت1 (2023)، سواء اسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، وجبهات المقاومة، لا سيما جبهة لبنان (أو جبهة الشمال الاسرائيلي) بين «دولة الاحتلال» و”الحزب”، وفصائل اخرى في المقاومة اللبنانية (من امل الى قوات الفجر في الجماعة الاسلامية)، باتت أقرب الى تقديم تنازلات، والتعاطي بمرونة، للتوصل الى وقف نار أو هدنة تبادل الاسرى بين اسرائيل والفلسطينيين امتدادا الى السماح للمهجرين في غزة من العودة الى مخيماتهم ومنازلهم (حتى المدمرة) في شمال القطاع، من دون إسقاط  مسألة المساعدات الانسانية والغذائية.

ولئن كان الجيش الإسرائيلي يُدرج انسحاب جنوده من معظم جنوب غزة، وخان يونس الى ما وصفه الناطق الاميركي جون كيري بأنه عبارة عن «استراحة محارب»، بأنه استعداد لحرب رفح او لجبهة الجنوب، بالانتقال من الدفاع الى الهجوم، فإن كلمة السيد نصر الله في احتفال تكريم اللواء محمد رضا الزاهدي الذي سقط بغارة اسرائيلية على القنصلية الايرانية بدمشق، من شأنها ان تضيء على بعض جوانب المرحلة المقبلة، ومدى جدية السير بمفاوضات وقف النار او هدنة تبادل الاسرى.

يشار الى ان الجيش الاسرائيلي يبدأ اليوم بمناورات الجليل الغربي والساحل الشمالي.

واعتبرت مصادر سياسية ان ما يجري يدخل في اطار الضغوطات وترتيب اوراق التفاوض، فإذا لم يتم التوصل الى هدنة، تصبح خيارات الحرب اكثر ترجيحاً،  بصرف النظر عن الرد الايراني على هجوم السفارة الايرانية بدمشق قبل ايام.

ونقل عن رئيس الاركان الاسرائيلي قوله: نستعد لاحتمال نشوب  حرب مع لبنان.

الرئيس القبرصي

وسط هذه الانتظارات الثقيلة يجري اليوم في بيروت الرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس محادثات، تتعلق بأوضاع النازحين السوريين، والهجرة غير الشرعية لهؤلاء من الموانئ اللبنانية الى الموانئ القبرصية.

وهو يلتقي لهذا الغرض مع كُلٍّ من الرئيس نجيب ميقاتي، ثم الرئيس نبيه بري، قبل ان يغادر عائداً الى بلاده.

جنبلاط: العودة الى الهدنة

وفي سياق المواقف، حدّد النائب السابق وليد جنبلاط دعوته من عين التينة الى العودة الى اتفاقية الهدنة، الموقعة بين لبنان واسرائيل عام 1949، والتي تتضمن في بعض بنودها تخفيض التسلح بين الفريقين اللبناني والاسرائيلي في مناطق معينة على خريطة الاتفاقية.

ونفى جنبلاط اي ارتباط بين ملف الرئاسة وحرب غزة والجنوب، معتبرا ان الملف الرئاسي ملف لبناني، والذين يرفضون الحوار عم «يغلطوا مش نحنا».

عظة الراعي

في السياسة، توقفت الاوساط السياسية عند مضمون عظة الكاردينال الماروني مار بشارة بطرس الراعي في يوم الاحد، والتي جاء فيها: «أمراء الحروب المتعطشين الى الدمار، لا تعتقدوا بأنكم أقوياء بأسلحتكم، بل أنتم أضعف الضعفاء، والسلاح الإلهي لا يسمح باللجوء الى الحرب بقرار شخص او حزب او فئة من المواطنين».

الشامي: الاتفاق مع الصندوق بات بعيداً

اقتصادياً، اعتبر نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي الابقاء على خطة الظل، بأنه «سيفاقم الازمة، لأنها تستكمل تذويب المزيد من الودائع، وتُبقي على غياب الخدمات العامة، وتهالك البنى التحتية واستمرار هجرة الشباب»، داعياً ان يكون الاقتصاد هو الموحد.. معتبرا ان الاتفاق مع صندوق النقد الدولي ليس قريب المنال.

قضية منسِّق «القوات»

أمنياً، تابع الرئيس ميقاتي اختطاف منسق حزب «القوات اللبنانية» في بلدة الخاربة – جبيل، باسكال سليمان.

وطلب من وزير الداخلية بسام المولوي وقائد الجيش العماد جوزاف عون التنسيق بين الأجهزة ومع القادة الامنيين لكشف ملابسات القضية وإعادة سليمان سالماً الى عائلته.

يذكر ان سليمان اختفى بعد ان قاده مجهولون الى جهة غير معلومة، وهو في طريق العودة من واجب عزاء.

وعلم ان «القوات» ستصدر بيانا حول ما حدث، وتنظر تحقيقات الاجهزة الامنية.

واعتبر النائب الياس حنكش ان سليمان يجب ان يعود الى اهله، معتبرا «ما حصل بيبلش بمطرح وما نعرف كيف بيخلص».

ووسط مخاوف من إحداث فتنة شيعية- مسيحية في جبيل، وصل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى مقر الحزب في مستيتا- جبيل.

الوضع الميداني: الجبهة تتوسَّع إلى البقاع

ميدانياً، اغارت الطائرات المعادية فجر امس على البقاع الشمالي، وسارعت المقاومة للرد بالصواريخ على اهداف عسكرية معادية في الجولان السوري وإصبع الجليل.

وأسقط “الحزب” مسيّرة، من نوع هرميز 900، ذات الاصابات الدقيقة بما تحمل من قنابل، وتستهدف من مواقع (كلفتها 35 مليون دولار) وتعمل بالليرز.

****************************

افتتاحية صحيفة الديار

جيش العدو يُعلن الإستعداد للإنتقال من الدفاع الى الهجوم على جبهة لبنان

 «إسرائيل» تسحب قواتها من جنوب غزة

وضع اللمسات الأخيرة على تمديد ثالث للبلديّات – بولا مراد

 

في سباق متواصل بين التصعيد العسكري والهدنة، تعيش المنطقة التي لا تزال تترقب رد طهران على استهداف العدو الاسرائيلي قنصليتها في دمشق، ليتضح المسار الذي سوف تسلكه الامور في الاسابيع القليلة المقبلة.

 

وفي تطور لافت على الارض في غزة، أُعلن يوم أمس عن سحب جيش العدو الاسرائيلي معظم قواته من جنوبي غزة، وهو ما اعتبرته واشنطن «مجرد استراحة للقوات المقاتلة»، فيما اعتبره البعض استعدادا لمعركة كبيرة مقبلة، اما في رفح او على الجبهة الشمالية مع لبنان.

 

وقالت هيئة البث «الإسرائيلية» امس الأحد، إن الجيش أنهى عملياته البرية في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، وسحب «الفرقة 98» من هناك.

 

وأشارت الى انه تم الابقاء على «الفرقة 162» ولواء «ناحال» على طريق الممر الإنساني الذي يقسم القطاع إلى قسمين، والذي تمنع «إسرائيل» من خلاله أيضاً عودة سكان غزة من الجنوب إلى الشمال.

 

كذلك أعلن متحدث عسكري «إسرائيلي» إن الجيش سحب كل القوات البرية من جنوب قطاع غزة، ما عدا كتيبة واحدة. ولم يقدم جيش العدو تفاصيل أخرى.

 

واعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي أن إعلان «الجيش الاسرائيلي» الانسحاب من جنوب قطاع غزة هو مجرد «استراحة» على الأرجح لقواته. واوضح في حديث لقناة «ايه بي سي»، «بحسب ما فهمنا، واستنادا الى ما أعلنوه، إنها في الواقع فترة استراحة واستعادة لياقة لقواته الموجودة على الأرض منذ أربعة أشهر».واشار كيربي الى أن الانسحاب «الإسرائيلي» ليس «بالضرورة مؤشرا الى عملية جديدة وشيكة لهذه القوات».

 

في هذا الوقت، لفت ما اعلنه جيش الاحتلال بالموازاة، اذ قال إنه «بدأ الاستعداد للانتقال من الدفاع إلى الهجوم في الجبهة الشمالية مع لبنان». وأضاف أنه «استكمل مرحلة أخرى في رفع أهلية مستودعات الطوارئ لغرض التجنيد واسع النطاق لقوات الاحتياط».

 

وقالت مصادر مطلعة لـ «الديار» ان «تل ابيب» تعيد «ترتيب اوراقها بعد فشل ذريع منيت به في غزة بعد ٦ اشهر من القتال الضاري، فهي في وقت واحد تستعد لعملية رفح، كمـا تفــاوض في القاهرة للتوصل لهدنة، وفي نفس الوقت ترفع من وتيرة تهديداتها بوجه لبنان» ، معتبرة ان «اعلانها قبل ساعات عن الاستعداد للانتقال من الدفاع إلى الهجوم، يندرج باطار الضغوط التي تمارسها على “الحزب” لوقف القتال جنوبا، رغم علمها بأن عملية ربط مصير جبهتي غزة وجنوب لبنان، لم يعد يمكن تجاوزها حتى ولو ادى ذلك لتوسيع الحرب على لبنان» .

هدنة بعد الفطر؟

 

في هذا الوقت، أعيد تنشيط المسار التفاوضي للتوصل لهدنة في غزة، وانطلقت جولة جديدة من المفاوضات في القاهرة، بعد تعثّر المفاوضات الاخيرة في قطر. واعلنت وسائل اعلام «إسرائيلية» أن مجلس الحرب أوعز للوفد «الإسرائيلي» بأن يكون مرنا في مفاوضات القاهرة، بهدف العودة بمقترح للصفقة، بعدما كانت الحكومة «الإسرائيلية» قد وافقت على إرسال وفدها التفاوضي للقاهرة للمشاركة في جولة المفاوضات.

 

وقالت مصادر مطلعة على المفاوضات لـ «الديار» ان «احتمال نجاح هذه الجولة قائم ولكنه ليس كبيرا، باعتبار ان الهوة لا تزال كبيرة بين ما تطالب به حركة ح للسير بالهدنة، وما تتمسك به «اسرائيل»، لافتة الى ان «العقدة الاساسية لا تزال تتمثل برفض «اسرائيل» لعودة الاسر الى شمالي غزة واقتصار العائدين على النساء والاطفال». واضافت المصادر: «كان السعي اولا لهدنة خلال رمضان وفشلت المساعي، من ثم كان هناك محاولات لانجاح هدنة خلال عيد الفطر وهذا بات مستبعدا تماما، لذلك فتوقع نجاح هدنة بعد ذلك لا يبدو واقعيا».

 

وصرّح مصدر عربي مطلع على تفاصيل المباحثات غير المباشرة بين حركة ح و»إسرائيل»، بأن المباحثات المقرر استئنافها في القاهرة، ستبحث تفاصيل آليات إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، بما في ذلك مناطق الشمال، وتوزيعها بطريقة جديدة.

 

وأشار المصدر في تصريحات لوكالة «أنباء العالم العربي» إلى أن «هذه هي المرة الأولى التي سيُجرى فيها بحث آليات تنفيذ إدخال المساعدات، حيث كان الحديث سابقاً عن إدخال المساعدات دون الخوض في التفاصيل».

 

ويوم أمس، أكد رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتانياهو إن «إسرائيل» لن توافق على وقف إطلاق النار بعد ستة أشهر من الحرب على حركة  “ح” في غزة، حتى يتم إطلاق سراح الاسرى في القطاع الفلسطيني. وأشار في مستهل الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء الى ان «إسرائيل» لن تذعن للمطالب «المبالغ فيها» من حركة ح، التي تدير قطاع غزة.

 

وشدد على ان «إسرائيل» مستعدة في الدفاع وفي الهجوم، «لمواجهة أي محاولة لضربنا من أي مكان كان».

 

وتابع «نحن على مسافة خطوة واحـدة من تحقـيق النصـر».

ايران تهدّد: سفارات «اسرائيل»

لم تعد آمنة

 

وبالتوازي، تواصلت التهديدات الايرانية التي تمهد للرد على استهداف القنصلية الايرانية في دمشق، اذ قال كبير المستشارين العسكريين للمرشد الإيراني الجنرال رحيم صفوي إن جميع سفارات «إسرائيل» لم تعد آمنة. ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة للحرس الثوري عن صفوي قوله إن «الاستراتيجيات الإقليمية ستشهد تغييرات جذرية»، مضيفاً أن «جبهة المقاومة ستقرر مصير المنطقة بقيادة إيران».

 

بدورها، نقلت إذاعة الجيش «الإسرائيلي» عن وزير الدفاع يوآف غالانت تأكيده ان «المنظومة الدفاعية أنهت الاستعدادات للرد على أي سيناريو يتطور ضد إيران».

 

يذكر ان وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان يزور دمشق اليوم في زيارة رسمية، يلتقي خلالها كبار مسؤوليها. وبحسب صحيفة «الوطن السورية» سيشكل تداعيات الاعتداء «الاسرائيلي» على القنصلية الإيرانية في دمشق محوراً أساسياً في المباحثات التي سيجريها عبد اللهيان مع المسؤولين السوريين، إضافة للعلاقات الثنائية والأوضاع في غزة.

 

وكان الوزير الإيراني وصل امس الاحد إلى العاصمة العمانية مسقط في مستهل جولة إقليمية، لبحث قضايا المنطقة، بحسب بيان للخارجية الإيرانية.

احتدام المعارك جنوبا

 

ميدانيا في لبنان، تواصلت المواجهات جنوبا، واعلن “الحزب” عن تنفيذ هجوم جوي بمسيرة انقضاضية على تجمّع مُستحدث لجنود العدو وآلياته خلف موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة.

 

وردا على استهداف البقاع ليل السبت، اشار الحزب الى انه قصف مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع والقاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف بعشرات صواريخ الكاتيوشا. ( التفاصيل ص 2)

استعدادات لتمديد ثالث

 

سياسيا، كشف رئيس «لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات» النائب جهاد الصمد عن استعدادات لعقد جلسة تشريعية بعد عطلة عيد الفطر، وسيكون على جدول أعمالها حتى الآن ثلاثة مشاريع قوانين: الأول مشروع قانون للبت بمصير الإنتخابات البلدية والإختيارية، فإما أن تجري في موعدها، على أن تستثنى من ذلك البلديات التي تقع في مناطق تتعرض للعدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان منذ قرابة 6 أشهر، أو أن يتم تأجيل هذه الإنتخابات إلى حين توافر الظروف المناسبة، والثاني مشروع قانون المتطوعين المثبتين في الدفاع المدني، والثالث تعديل بعض مواد مشروع قانون موازنة العام 2024.

 

ورجحت مصادر نيابية ان يكون التوجه لتمديد ثالث وتأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية «تحت حجة ان البلد في حالة حرب، ولا ينفع اجراء استحقاق بهذا الحجم وكأن شيئا لم يكن، اضف ان العمليات العسكرية «الإسرائيلية» لم تعد محصورة في منطقة معينة، وباتت تطال مناطق عديدة دون سابق انذار». واضافت المصادر لـ «الديار «: «يبدو واضحا ان «الثنائي الشيعي» وحلفاءه لن يقبلوا بطرح تأجيل الاستحقاق حصرا في مناطقه، وهم يدفعون لتمديد ثالث بات محسوما».

****************************

افتتاحية صحيفة الشرق

محادثات جديدة في القاهرة للتوصل لهدنة قبل العيد.. المقاومة تتمسّك بمطالبها وإسرائيل توعز لوفدها بالمرونة

 

في محاولة، هي الرابعة خلال شهر، تنطلق في العاصمة المصرية القاهرة محادثات جديدة يقودها الوسطاء بين حركة “ح” وحكومة الاحتلال، من أجل التوصل إلى اتفاق تهدئة ينهي الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، قبل حلول عيد الفطر، حيث يضغط الوسطاء هذه المرة من أجل التوصل إلى حلول وسطية لتجاوز نقاط الخلاف الرئيسة التي أفشلت المحادثات السابقة، وأبرزها عودة نازحي الحرب لمناطق سكنهم.

 

ويشرف على المحادثات مدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، ورئيس المخابرات الأميركية وليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وهم أعلى مسؤولين في جهات الوساطة، ما يعني أن هناك اهتماماً كبيراً من الوسطاء لتسوية الخلافات التي أعاقت التوصل إلى التهدئة في المحادثات الأخيرة.

 

وقد دفعت حركة “ح” بأحد كبار مسؤوليها، وهو خليل الحية، عضو المكتب السياسي، لرئاسة الوفد، فيما يدور الحديث عن إرسال إسرائيل وفداً أمنياً رفيعاً.

 

وحسب ما يتردد من معلومات من أطراف مطلعة على المحادثات، فإن أبرز نقاط الخلاف التي لا تزال قائمة، تتمثل في عودة السكان الذين نزحوا من شمال قطاع غزة إلى مناطق الوسط والجنوب، وكذلك تواجد قوات جيش الاحتلال في مناطق قطاع غزة.

 

نقاط الخلاف

 

ولا تزال حكومة تل أبيب ترفض طلب حركة “ح” سحب قواتها من كامل مناطق قطاع غزة، وتريد أن تبقى في المرحلة الحالية تلك القوات في المناطق الحدودية، وفي المنطقة التي تفصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه.

 

وعلم أن حركة “ح”، كما المرة الأخيرة في المحادثات، ترفض العرض الإسرائيلي بعودة محدودة للنازحين، تشمل 2000 شخص يومياً، على أن تستمر العملية لعدة أيام، من فئات محددة هي النساء والأطفال والرجال كبار السن، وتطلب بأن تكون العودة مفتوحة بدون قيود، وبدون نقاط تفتيش من قبل جيش الاحتلال الذي يقسم القطاع إلى جزء في الشمال وآخر في الجنوب.

 

كما تطلب حركة “ح” ضمانات لوقف إطلاق النار لعدم عودة قوات الاحتلال لمهاجمة مناطق غزة والشمال، بعد عودة النازحين، ووقف سياسات جيش الاحتلال، التي عمقت، منذ بداية الحرب، عمليات النزوح القسري للسكان، من خلال طردهم قسراً من أماكن سكنهم إلى مناطق أخرى، خصوصا سكان غزة والشمال.

 

وتتشدد فصائل المقاومة تجاه مطلب “وقف إطلاق النار الدائم”، وأن تكون مرحلة الاتفاق لوقف إطلاق النار لستة أسابيع، هي مرحلة أولى تتبعها مرحلتان، لكن على مبدأ أن يجري الاتفاق على وقف إطلاق النار الدائم من المرحلة الأولى، بوجود ضمانات من عدة أطراف، تلزم إسرائيل بعدم العودة لمهاجمة قطاع غزة من جديد، خصوصا أن إسرائيل رفضت التقيد وقطع التزام حول هذا المطلب، في المحادثات الثلاثة الأخيرة.

 

وينتظر، خلال المحادثات الحالية، أن يقدم الجانب الإسرائيلي اقتراحات جديدة بخصوص ملف النازحين، بعد رفض مقترحه السابق، الذي يشمل عودة 2000 شخص يومياً، ولم يكشف بعد إسرائيلياً عن حدوث أي تعديل في موقف حكومة تل أبيب، بخصوص هذا الملف، لكن هناك توقعات بأن تحدث حلحلة في الملف، بسبب الضغط الأميركي الأخير والدولي على حكومة تل أبيب.

 

ويتردد أن هذا الضغط، ومكالمة الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو، التي وصفت بـ”المشحونة”، هي ما دفع حكومة تل أبيب للعودة إلى طاولة المحادثات، خصوصا أن إسرائيل زعمت، بعد فشل آخر محادثات أجريت قبل أسبوع، أنها قدمت “تنازلات” رفضتها “حركة ح”، وأنها لن تقدم أي “تنازلات” أخرى، محملة “حركة ح” مسؤولية فشل تلك الجولة.

 

ووفق ما كشف، فإن بايدن طلب من نتانياهو توسيع صلاحيات الوفد المفاوض لوقف القتال في غزة، خارج سياق صفقة تبادل الأسرى، بعد أن أنذره بأن الإدارة الأميركية لن تتمكّن من دعمه، ما لم تغيّر إسرائيل مسارها في غزة.

 

وبالفعل اعلنت هيئة البث الاسرائيلية ان تل ابيب امام ايام مصيرية بشأن صفقة التفاوض ولهذا اوعز مجلس الحرب للوفد الاسرائيلي المفاوض ان يكون مرنا بهدف العود بمقترح للصفقة.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram