العمليات "الإعلامية" ضدّ المـقـاومة مستمرة..

العمليات

Whats up

Telegram

*العمليات "الإعلامية" ضدّ المـقـاومة مستمرة..*

 

ليلى عماشا

 

المعركة مستمرّة، وبموازاتها تتكثّف العمليّات الإعلامية التي تستهدف المـقـاومة، ليس فقط، في السـلـاح والعديد والبيئة الولّادة، بل أيضًا كونها مفهومًا يُسقط كلّ مفاهيم الإنهزامية والخضوع تحت مسمّى "الواقعية". في كلّ يوم تقريبًا، نشهد صولات وجولات إعلامية تحاول النّيل من المـقـاومة بطرائقَ شتّى. وإن ثبت فشل هذه المحاولات، بالرغم من تراكمها وإدخال بعض التغييرات في أساليبها ولغتها، فهي لم تزل تُعدّ سـلـاحًا في الحرب على المـقـاومة.

 

عشية ذكرى المولد المبارك للإمام الحسن المجتبى (ع)، وفي خلال استقباله مجموعة من الشعراء والشخصيات الثقافية والأدبية، أكّد آية الله العظمى الإمام السـ.ـيـ.ـد علي الخامنئي أنّ التحديات والصراعات اليوم في العالم هي تحديات إعلامية، وأنّ الإعلام أكثر فعالية من الصوا ريخ والطائرات المسيّرة والطائرات في فرض التراجع على الـ.ـعـ.ـدو والتأثير في القلوب والعقول، وأنّ من يملك إعلامًا أقوى يكون أكثر نجاحًا في تحقيق أهدافه".

 

وانطلاقًا من أهمية الإعلام المـقـاوم في مواجهة الإعلام المعادي الذي لا يكفّ عن مهاجمة المـقـاومة باعتماد التضليل والكذب والافتراءات من جهة، وعن التسويق لرواية الـ.ـعـ.ـدوّ ومفرداته من جهة أخرى، يصبح التنبّه لكلّ شاردة وواردة إعلامية أمرًا واجبًا، ولا سيّما حين تتضمّن إشارات واضحة ضد المـقـاومة وثقافتها وحكمًا خطوطها الحمراء في السياسة.

 

وعلى ذكر الخطوط الحمراء هذه، أكد الأمين السيّد حسن نصــ.ـرالله مرارًا، ومنذ اندلاع معركة طـ.ـوفان الأقصى، أن لا سبيل لوقف عمليات المـقـاومة على الجبهة المساندة في جنوب لبنان إلّا بوقف الـ.ـعـ.ـدوان على غزّة. وبالتالي كلّ حديث إعلامي يتمحور حول أي شروط أو عروض يقدّمها حـ.ـزب الله لوقف العمليات هي مجرّد خيالات صحفية غير بريئة على الإطلاق، وتهدف إلى خلق بلبلة أو تشكيك بخلفية المـقـاومة في لبنان وقوّتها.

 

على سبيل المثال، أوردت صحيفة الشرق الأوسط، بالأمس، سيلًا من الأوهام حول زيارة مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حـ.ـزب الله الحاج وفيق صفا مؤخّرًا إلى الإمارات. كمّ الأكاذيب الهائل الوارد في الصحيفة المنشورة لا يمكن أن يكون مجرّد "مصادر كاذبة" بقدر ما هو خيال تعمّد دسّ أوهامه تحت مسمّى المعلومات ليخلق جوًّا يعكس رغبتين أميركيتين صهيـ.ـونيتين صريحتين: الأولى هي أن حـ.ـزب الله في لبنان يعرض تقديم تنازلات وتوقيف عملياته ضد الـ.ـعـ.ـدو بمعزل عن الحرب على غزَة، وبالتالي يرضى بفصل الجبهة الجنوبية عن جبهة غزّة. والثانية أن الحـ.ـزب "خائف" ويقدّم التنازلات؛ لكنّ الإمارات، بما تمثّل، ترفض وتشترط، وحتى تهدّد بأن لينان سوف يُدمّر ما لم تسلّم المـقـاومة سـلـاحها إلى الجيش.

 

منذ سنين والإعلام المتأمرك يستهدف المـقـاومة بسـلـاح الكذب والتضليل، حتى أصبح الجمهور، سواء المناصر أو المناهض للمـقـاومة، يعرف جيّدًا كيف يميّز الكذب من الحقيقة، على الأقل بمعيار الثقة بمصداقية حـ.ـزب الله. هذه المصداقية التي تتعدّى الجمهور "العربي" وتفرض حتى على المستوطنين متابعة خطاب الحـ.ـزب وبياناته الرسمية اليومية، لمعرفة حقيقة ما يجري.

 

فات صحيفة "الشرق الأوسط" أن تحترم عقول قرائها الذين سمعوا مرارًا ما يقوله السـ.ـيـ.ـد نصــ.ـرالله عن ارتباط جبهة جنوب لبنان بغزّة، فأوردت ما أوردت وصوّرت موقف حـ.ـزب الله موقفًا "ضعيفًا"، في الوقت الذي يمثّل فيه هذا الحـ.ـزب قوّة يقرّ بها مرغمًا العالم كلّه، ولا سيّما من تحاول الصحيفة محاباتهم بسيناريو خيالي كهذا. مع ذلك، استراتيجية الكذب مستمرّة، ما يعني أنّ قدرتها على التأثير، وإن كانت منخفضة، إلّا أنّها تبقى مهمّة جدًا بالنسبة إلى الـ.ـعـ.ـدو.

 

هذا المثال هو مثال واضح عن الكيفية التي يخوض بها الإعلام المعادي حربه على المـقـاومة، ومثال يؤكَد وجوب تنبّهنا إلى كلّ التفاصيل الاعلامية التي تستهدفنا، وتستوجب أن نخوض ضدّها معارك إعلامية توصل حقيقتنا الجلية، وتدكّ حصون الـ.ـعـ.ـدو الإعلامية، وبالتالي تضعف تأثيرها وخططها.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram