افتتاحية صحيفة النهار
إسرائيل توسع ميدان الاستنزاف إلى البقاع
احيا لبنان امس احد الشعانين لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي في غالبية مناطقه على نحو طبيعي وحتى في بلدات حدودية جنوبية تحدت الاخطار المحدقة بالمواطنين بحيث لم تغب عنها زياحات الشعانين وزينة الأطفال وشموعهم. ولكن ذلك لم يحجب القلق الذي عاد يتنامى حيال معالم التصعيد الميداني خصوصا بعد تخطيه خطوط الميدان التقليدي وقواعد اشتباكه الامر الذي عكسه توغل الغارات ال#إسرائيلية الى عمق #البقاع الشمالي في بعلبك مرة جديدة ومن ثم استهدافها منطقة البقاع الغربي للمرة الأولى . واذا كانت الوقائع الميدانية غالبا ما تقف وراء اتساع الاستهدافات الجوية الإسرائيلية وردود “الح.زب” عليها بعمليات بعيدة النطاق عن الأهداف الكامنة على خط المواجهة الحدودي ، فان ذلك لا يقلل خطورة وقوف لبنان امام مرحلة شديدة الغموض ومحفوفة بعدم اسقاط أي احتمال من احتمالات التصعيد الواسع الذي في اقل التقديرات قد يوسع حدود الاستنزاف الميداني والدمار اللاحق بأكثر من أربعين بلدة وقرية حدودية جنوبية الى مناطق أخرى جنوبية على ما تخشاه جهات رسمية وسياسية معنية برصد تطورات المجريات الميدانية الجارية . ولا تخفي هذه الجهات اعتقادها بانه اذا كان احتمال انفجار حرب شاملة بين إسرائيل و”الح.زب” لا يزال في طور الاستبعاد الظرفي لأسباب ودوافع عدة مختلفة ، فان ذلك لا يسقط الخشية من الاتجاه الإسرائيلي الى توسيع رقعة الاستهدافات والاستنزاف بحيث غدت أخيرا منطقة بعلبك بمثابة معظم بلدات الحدود الجنوبية كما يجري رصد الخطوط التي تتسع عبر الغارات الجوية الإسرائيلية جنوبا حيث يرصد المراقبون العسكريون توسيعا منهجيا لشريط الدمار بما يكشف الخطة الإسرائيلية المتبعة راهنا بديلا من حرب شاملة .
في هذا السياق جاءت الغارة التي نفذها الطيران الحربي الاسرائيلي على طريق بلدة الصويري قرب معبر المصنع، في البقاع الغربي، وهي المرّة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل هذه المنطقة علما انه بدا ان الغارة ضلت هدفها الحقيقي اذ اصابت الغارة سيارة يقودها عامل سوري في قطاع يدعى محمود رحب الذي اصيب بالغارة ثم قضى متأثرا بجروحه. وأفادت المعلومات بأن السيارة المستهدَفة كان في داخلها مواد غذائيّة، ويملكها أحد الأشخاص من آل صميلي، الذي يملك سوبرماركت في منطقة المصنع. وكان الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ بعيد منتصف ليل السبت الأحد غارةً على مبنى في حيّ العسيرة في بعلبك قالت وسائل إعلام إسرائيلية انها جاءت ردا على إطلاق “الح.زب” مسيرتين على الجليل الأعلى . وهذه المرة الرابعة التي تشنّ فيها إسرائيل هجمات على بعلبك منذ بدء الحرب في #جنوب لبنان.والمبنى المستهدف مؤلّف من أربعة طبقات وأفادت المعلومات عن إصابة ثلاثة أشخاص من المدنيين . وزعم الجيش الإسرائيلي مهاجمة مجمع تابع ل”الح.زب ” يحتوي على أسلحة في منطقة بعلبك.
وبعد وقت قصير، ردّ “الح.زب” بإطلاق صلية صاروخيّة كبيرة باتّجاه الجليل الأعلى والجولان. وأعلن أنّه “رداً على قصف أحد الأماكن في مدينة بعلبك، استهدف صباح الأحد القاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف وثكنة كيلع (مقرّ قيادة الدفاع الجوي والصاروخي) حيث كانت تتدرّب قوّة من لواء غولاني بعد عودتها من قطاع غزة، وذلك بأكثر من 60 صاروخ كاتيوشا”.
وبعد ظهر امس استهدف “الح.زب” موقع جل العلام ثم رويسات العلم في تلال كفرشوبا ثم قوة إسرائيلية داخل موقع المرج .
ونعى الحزب المقاتلين حسين علي أرسلان من بلدة الطيبة وعلي محمد فقيه من بلدة أنصاريه .
في السياق السياسي، نقلت صحيفة “إسرائيل هيوم” أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي يزور واشنطن وهو يعتبر الأكثر تشدداً بين أعضاء كابينيت الحرب بما يتعلق بإبعاد قوات “الح.زب” عن الحدود، “سيسعى إلى الحصول على دعم أميركي واسع لإسرائيل لتوسيع القتال ضد الحزب لإرغامه على سحب مقاتليه من منطقة الحدود شمالاً”.وذكرت الصحيفة أن غالانت “يحضّ الأميركيين على تصعيد الضغط على طهران، من أجل لجم الح.زب، رغم أن احتمالات أن تخاطر إدارة بايدن بمواجهة مع طهران خلال سنة انتخابات ضئيل جدا”.
ولفتت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية الى ان أكثر من 60 ألف مستوطن إسرائيلي يعيشون على طول الحدود الشمالية مع لبنان أُمروا بإخلاء منازلهم في أوّل إخلاءٍ جماعي للمنطقة في تاريخ إسرائيل . وقالت الصحيفة إنّ “الصواريخ المضادة للدبابات التي أطلقت من لبنان، ألحقت أضراراً بعشرات منازل المستوطنين، أما المستوطنون الذين رفضوا الإخلاء فتجنبوا إنارة الأضواء ليلاً حتى لا يصبحوا أهدافاً مرئية”. كما أشارت الصحيفة إلى أنّ “المستوطنات الشمالية أصبحت مهجورة ومحظورة فعلياً، وأيضاً نقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية تمنع الدخول إلى المستوطنات التي تقع على بعد ميل أو أكثر من الحدود”.واشارت الصحيفة إلى أنّ المستوطنين لديهم انتقادات للحكومة الإسرائيلية حول أوامر الإخلاء، ويقول بعضهم إنّ الحكومة “أظهرت ضعفاً ومنحت الح.زب نصراً فعلياً”.
المواقف من الداخل
وسط هذه التطورات لوحظ ان عظة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس #الراعي لم تتضمن مواقفه المتكررة من الوضع في الجنوب والازمة الرئاسية في ما يبدو انه ترك إعلانها الى مناسبة احياء عيد الفصح في نهاية الأسبوع الحالي . واكتفى امس بالقول : “نحن في لبنان نردّد مزمور الشعانين: “إمنحنا الخلاص والنصر يا ربّ” الخلاص من خطايانا المتزايدة، ولا توبة عليها، فتراكمت حتى أصبحنا نعيش في هيكليّة خطيئة ضدّ الله، وضدّ قدسيّة الذات، وضدّ الناس. نحن نعني الخطيئة الروحيّة، والخطيئة الأخلاقيّة، والخطيئة الإجتماعيّة، والخطيئة السياسيّة التي بلغت بالفساد إلى ذروته”.
اما ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة فتناول الأزمة الرئاسية قائلا : “إعادة تكوين السلطات الدستورية وبناء المؤسسات هما المدخل الضروري لأية عملية إنقاذية. كيف تصل سفينة إلى الميناء الأمين في غياب ربان؟ وكيف تدار دولة بلا رئيس؟ الكل يدعي تسهيل العملية الإنتخابية وينادي بضرورة إتمامها فمن يعرقل إذا؟”. وسأل :”اذا كان جميع النواب مقتنعين بذلك فلم لا يذهبون إلى المجلس النيابي وينتخبون رئيسا بحسب مقتضى الدستور، دون شروط وشروط مقابلة، ودون تفسير لمواد الدستور أو تأويل بحسب المصالح. فنحن لسنا بحاجة إلى أعراف جديدة. طبقوا الدستور ولا تدعوا أحدا يعبث بمصير البلد ويلغي دوره ويقوض أساسات ديمقراطيته. المطلوب ليس شعارات بل إرادة عمل وصفاء نية”.
كما كان لمفتي الجمهورية #الشيخ عبد اللطيف دريان موقف بارز جديد من ازمة الفراغ الرئاسي فقال في كلمة له “طال زمن الشغور الرئاسي، وما زلنا نتوسم خيرا بالجهود والمساعي الخيرة لانتخاب رئيس للجمهورية، فالتفاؤل ثمرة الإيمان والعزيمة والإرادة التي توصل في النهاية مع العمل الحثيث إلى نهاية انجاز الاستحقاق الرئاسي، فمن غير الجائز أن تبقى دولتنا من دون رئيس لها، ولا يمكن أن يحصل لبنان على ثقة الأشقاء العرب والأصدقاء ودول العالم، إذا لم نعد الاعتبار إلى الدولة ومؤسساتها، فالتسويف والتأخير في انتخاب رئيس لجمهوريتنا هو مشروع انتحار، بل هو الانتحار بعينه، وهذا مرفوض. مرفوض شرعا وقانونا وسياسة وبكل معايير الوطن والوطنية، ويتحمل مسؤوليته كل من لا يقوم بواجبه الوطني والسياسي، ويتقاعس عن القيام بدوره، ويعرقل سعي غيره في اجتراح الحلول للخروج من نفق الأزمات المظلم الذي طال المكث فيه”.
برس» طالباً عدم كشف هويته أنّ «طائرات إسرائيلية استهدفت سيارة «رابيد» في الصويري فقُتل السائق السوري». ووفق المصدر فإنّ «السيارة لشخص من بلدة الصويري يملك سوبر ماركت ويقودها شخص سوري يبدو أنها كانت تنقل مواد غذائية لمقاتلين موالين لـ»الح.زب» في شبعا».
وليل السبت – الأحد استهدفت خمس ضربات إسرائيلية مركزاً مهجوراً لـ»الح.زب» في منطقة بعلبك، ما أسفر عن إصابة أربعة من سكّان المباني المجاورة، وفق المصدر الأمني.
وبعيد الضربات أعلن «الح.زب» أنه قصف القاعدة الصاروخية والمدفعية في الجولان المحتل حيث كانت «تتدرب قوة من لواء غولاني بعد عودتها من قطاع غزة، وذلك بأكثر من ستين صاروخ كاتيوشا».
وفي الجنوب، أفاد «الح.زب» أنّ الغارات التي استهدفت بلدتي بليدا وميس الجبل مساء أمس أدت إلى تدمير منزل من دون وقوع إصابات.
وفي وقت سابق نعى «الح.زب» سقوط عنصرين في الجنوب هما حسين علي أرسلان من بلدة الطيبة وعلي محمد فقيه من بلدة انصارية.
وعلق نائب الأمين العام لـ»الح.زب» نعيم قاسم على التطورات الميدانية قائلاً: «يحاول العدو اليوم أن يتوسع في الاعتداءات المدنية في بعلبك أو البقاع الغربي أو أي مكان آخر، وكلها ستكون هناك ردود عليها».
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
تفاؤل لبناني حذر بمنع إسرائيل من توسعة الحرب جنوباً
«الح.زب» يتصرف ميدانياً تحت سقف الموقف الإيراني
بيروت: محمد شقير
لن يبدد ارتفاع منسوب المواجهة العسكرية بين «الح.زب» وإسرائيل من الآمال المعقودة على الوسيط الأميركي آموس هوكستين للجم الأخيرة، ومنعها من توسعة الحرب، وإلزامها بأن الهدنة في غزة، في حال جرى التوصل إليها، ستنسحب على جنوب لبنان. وهذا ما يكمن وراء تأكيد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن «الحكومة مستمرة في اتصالاتها الدبلوماسية، دولياً وعربياً، لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وأن نتائجها تبدو حتى اللحظة إيجابية، من دون إغفال مسألة أساسية وهي أنه لا يمكن الرهان على أي موقف إيجابي أو ضمانة تقدّمها إسرائيل».
تفاؤل ميقاتي
فالرئيس ميقاتي، كما تقول مصادر وزارية بارزة لـ«الشرق الأوسط»، لم يكن مضطراً للتفاؤل، ولو بحذر، ما لم يدعم تفاؤله بما لديه من معطيات، خصوصاً أنه على تواصل مع هوكستين، الذي أخذ يتصرف على أن إمكانية اندلاع الحرب بين «الح.زب» وإسرائيل أخذت تتراجع.
وكشفت المصادر الوزارية أن ميقاتي يستمد موقفه من التقاطع القائم بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران برفضهما توسعة الحرب لتشمل جنوب لبنان، وتعاطي الح.زب بواقعية ومسؤولية في ضبطه إيقاعه في مساندته حركة «ح» في حربها ضد إسرائيل، خصوصاً أنه مضى على اجتياحها قطاع غزة أكثر من 170 يوماً من دون أن يبادر الح.زب إلى تعديل جذري في مساندته يفتح الباب أمام توسعة الحرب.
معادلة الجولان ـ بعلبك
ولفتت المصادر إلى أن مساندة الح.زب لـ«حركة ح»، وإن كانت تستهدف، من حين لآخر، مناطق تقع في العمق الإسرائيلي، فإنها تبقى في إطار الرد على تجاوز إسرائيل للخطوط الحمر، وقالت إن الطرفين يخرقان قواعد الاشتباك، وصولاً إلى تثبيت معادلة تقوم على استهداف الح.زب الجولان المحتل، في مقابل قصف إسرائيل لمدينة بعلبك البقاعية.
وقالت المصادر نفسها إن الح.زب لم يكن مضطراً للانتظار أكثر من 170 يوماً على اجتياح إسرائيل غزة ليتخذ قراره بتوسعة الحرب. ورأت أنه يضبط مساندته على إيقاع السقف العسكري الذي توافقت عليه واشنطن مع طهران في مفاوضاتها غير المباشرة التي لم تتوقف في سلطنة عمان.
وتتعامل المصادر الوزارية مع مواصلة إسرائيل التهويل بتوسعة الحرب من زاوية الضغط على لبنان لجره، اليوم قبل الغد، للتوصل إلى اتفاق يسمح بعودة سكان المستوطنات الواقعة في شمال لبنان إلى أماكن سكنهم، وهذا ما يسعى لأجله الوسيط الأميركي، الذي يرى أن عودة الهدوء إلى الجبهة الشمالية مرتبطة بتطبيق القرار 1701 الذي لا يزال تنفيذه عالقاً منذ صدوره عن مجلس الأمن الدولي، وكان وراء وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز (يوليو) 2006.
تدمير ممنهج للقرى الحدودية
وإذ استبعدت المصادر اجتياح إسرائيل جنوب لبنان، على غرار ما حدث في حرب تموز، وطبقاً لاجتياحها غزة، فقد رأت في المقابل أنها عازمة على تدمير ممنهج للمنازل في البلدات الجنوبية الواقعة على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وتحويل معظمها إلى مناطق غير مأهولة، في حال تعذّر على الحكومة توفير المساعدات التي تسمح بإعادة إعمارها، خصوصاً أنها حتى الساعة، ووفق الإحصاءات الرسمية الأولية، بحاجة إلى نحو 700 مليون دولار.
وأكدت المصادر نفسها أن الحكومة تكثف اتصالاتها الدولية على أمل أن تتوصل إلى تدعيم تحركها بشبكة أمان واسعة لكبح جماح إسرائيل، ومنعها من توسعة الحرب لتصفية حسابها مع «الح.زب»، بذريعة أن هناك ضرورة للتخلص من مخزونه من الصواريخ بعيدة المدى وضرب بنيته العسكرية لئلا يجرؤ لاحقاً على اجتياح منطقة الجليل الأعلى، على غرار اجتياح «حركة ح» للمستوطنات الواقعة في غلاف غزة.
وقالت إنها تراهن على تدقيق «الح.زب» حساباته الميدانية من جهة، لقطع الطريق على استدراجه من قبل إسرائيل بتوفير الذرائع لتبرير توسعتها للحرب، وأكدت أن الرئيس ميقاتي على تواصل مع قيادة الح.زب، إضافة إلى تواصله، الذي يكاد يكون يومياً، برئيس المجلس النيابي نبيه بري، لما له من دور ونفوذ لدى الح.زب وهو موضع ثقته التي تتيح له أن يكون شريكاً في المفاوضات التي يتولاها الوسيط الأميركي الذي أعد خريطة الطريق لتطبيق القرار 1701، وهو ينتظر حالياً الظروف السياسية المواتية لمعاودة تحركه ما بين بيروت وتل أبيب.
«الح.زب» يستجيب للنصائح
وفي هذا السياق، تردد أن الح.زب يستجيب للنصائح، سواء تلك التي أُسديت له مباشرة من قبل سفير فرنسا لدى لبنان هرفيه ماغرو، أو بالواسطة، بالإنابة من الوسيط الأميركي بعدم توفير الذرائع لإسرائيل لتوسعة الحرب، وتدقيق حساباته الميدانية لمنع خروج مواجهته مع إسرائيل عن السيطرة، بما يؤدي إلى تفلُّت الوضع على نحو يصعب ضبطه، بخلاف ما كان يخطط له الح.زب عندما قرر الانخراط في مواجهة مباشرة مع إسرائيل على طريق مساندته «حركة ح».
لذلك، فإن استبعاد الحرب، وإن كان يبقى قائماً، لا يسمح بالركون على بياض للضغوط الأميركية والفرنسية والأوروبية، ما لم يتجاوب «الح.زب» معها، ويتناغم ميدانياً مع كل ما يدعم تحرك الحكومة، ويحصّن موقفها بالتفاهم مع بري في مفاوضاتها غير المباشرة مع إسرائيل عبر الوسيط الأميركي، لتطبيق القرار 1701، كونه الناظم الوحيد لترسيم الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، شرط أن يقرر الح.زب التموضع تحت عباءة الدولة، والتحسب لرد فعل إسرائيل في حال لم يحسن تدقيق حساباته التي يُفترض أن تبقى تحت سقف الموقف الإيراني، الذي ينأى بنفسه، حتى إشعار آخر، عن التفريط بفائض القوة الذي يتمتع به، وصرفه في غير مكانه.
الانتظام العام في مؤسسات الدولة اللبنانية.
وفي المواقف، شدَّد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في افطار رمضاني على ان التسويف والتأخير في انتخاب رئيس الجمهورية هو انتحار، والانتحار مرفوض شرعاً وقانوناً وسياسة وبكل معايير الوطن».
أحد الشعانين
وفي وسط بيروت، احتفلت الطوائف المسيحية بأحد الشعانين، فأقيمت زياحات الاطفال، وفعت اغصان الزيتون وأنيرت الشموع في اجواء من الفرح.
وركزت غظات الكهنة على ضرورة اصطحاب الاطفال الى بيوت الله ليس في هذا اليوم فحسب، بل كل احد وعيد، لأن التقرب من الله يكون بالصلاة والايمان وعيش الفضائل.
الوضع الميداني
ميدانياً، قصفت القوات الاسرائيلية مساء امس اطراف بلدة ميس الجبل.. كما اغارت مسيَّرة معادية على سيارة «رابيد» في بلدة الصويري، وادت الى استشهاد سائقها وهو عامل من التابعية السورية كان في طريقه الى المصنع.
وقال ناطق باسم الجيش الاسرائيلي: رصدنا امس اطلاق ثلاثة صواريخ مضادة للدروع على شتولا وجبل المنارة في الجليل، مضيفاً ان الطائرات المعادية قصفت اهدافاً للح.زب في عيتا الشعب والعديسة.
من جانبه، اعلن الاعلام الحربي في الح.زب ان مدفعية الح.زب استهدفت عند التاسعة من ليل امس تجمعاً لجنود الجيش الاسرائيلي في محيط ثكنة برانيت بالاسلحة الصاروخية المناسبة.
اليوم، مشيراً إلى أنه يركز على وقف إطلاق نار إنساني، خاصة في شهر رمضان. وقال في حديث لوكالة أنباء العالم العربي: «هناك مفاوضات جدية من قبل الدول العشر غير دائمة العضوية في مجلس الأمن مع بقية أعضاء مجلس الأمن، بما في ذلك أميركا، ونأمل أن يعتمد القرار، وإذا اعتمد فسيكون أول قرار يعتمد منذ بداية هذا العدوان على أهلنا في غزة، يدعو إلى وقف إطلاق نار فوري».
وردّ منصور على الانتقادات الذي تطول هذا القرار بوصفه مسيساً ومنحازاً بالنفي، قائلاً: «هذا القرار ليس مسيساً ولا منحازاً، الذي كان مسيساً ومنحازاً هو القرار الأميركي الذي فشل، أما القرار الحالي المقدم من قبل الدول العشر غير دائمة العضوية في مجلس الأمن، فيركز بشكل رئيسي على مسألة وقف إطلاق النار».
ورجحت مصادر مواكبة للمفاوضات في اروقة مجلس الامن ان «السير بمشروع هذا القرار قد يكون متعذرا بعد الجو السلبي الذي نُقل عن الطرف الاميركي، ما سيدفعه لاستخدام حق النقض «الفيتو»، بعد ايام من «فيتوين» روسي وصيني بوجه مشروع قرار اميركي مرتبط بوقف النار في غزة». وقالت المصادر:»للاسف بات اهل غزة اسرى صراع دولي كبير في مجلس الامن، ما يجعل اي قرار يوقف اطلاق النار مستبعدا في المرحلة الراهنة».
تصعيد ولكن..
اما في الشأن الميداني اللبناني، فقد عادت الوضع ليحتدم بعد مرحلة من الهدوء. وفيما نعى الح.زب اثنين من مقاتليه، فقد استهدف الطيران الحربي «الإسرائيلي» أحد المباني في حي العسيرة في بعلبك بأربعة صواريخ، عند الساعة الثانية عشرة وتسع دقائق من بعد منتصف ليل السبت – الاحد، ما أدى إلى تدمير المبنى. ورداً على هذا القصف، أعلن الح.زب عن استهداف القاعدة الصاروخية والمدفعية في «يوآف» وثكنة «كيلع» (مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي)، بأكثر من ستين صاروخ كاتيوشا، حيث كانت تتدرب قوة من لواء غولاني بعد عودتها من قطاع غزة. كما استهدفت المقاومة موقع «جل العلام» بقذائف المدفعية وتجهيزات تجسسية في موقع «الراهب»، اضافة لقوة «إسرائيلية» داخل موقع «المرج» بالأسلحة المناسبة، وأوقعوا أفرادها بين ضحية وجريح.
بالمقابل، تعرضت أطراف الناقورة لقصف مدفعي معاد، كما أطراف بلدتي طيرحرفا وعلما الشعب وعيتا الشعب.
واستهدفت غارة سيارة على طريق الصويري في البقاع الغربي، وهي المرة الاولى التي تستهدف فيها «اسرائيل» هذه المنطقة. علما ان السيارة المستهدفة من نوع «رابيد» زرقاء، كان يقودها عامل سوري في قطاع البناء، وبترت يداه وساقاه، ونقل حيا الى احد مشافي المنطقة قبل اعلان وفاته.
العدو اقتنع انه لا يُمكنه استدراج الح.زب الى حرب مُوسّعة
وقالت مصادر واسعة الاطلاع انه «ورغم عودة الحماوة الى الجبهة اللبنانية، الا ان العدو يبدو انه وصل الى قناعة بأن جر الح.زب الى حرب موسعة ليس ممكنا، كذلك جر واشنطن للقتال عنه في لبنان» ، لافتة لـ «الديار» الى ان «الطرفين باتا يلتزمان بقواعد الاشتباك الجديدة، بحيث يقوم الح.زب بعمليات نوعية عند استهداف مدنيين، بالمقابل توسع «اسرائيل» رقعة قصفها لتصل الى بعلبك وغيرها عند كل عملية من هذا النوع».
ويوم امس، قال نائب الأمين العام للح.زب الشيخ نعيم قاسم ان «العدو يحاول أن يتوسّع في الاعتداءات المدنية في بعلبك أو البقاع الغربي أو أي مكان آخر» ، مؤكدا انه « سيكون هناك ردود عليها، وحصل رد على بعلبك بعد ساعة على أماكن استراتيجية موجودة عند العدو الإسرائيلي، ولن نخشى مهما كان الثمن ومهما كانت الصعوبات».
وأضاف: «كل عدوان على مدني وعلى واقع لا يتناسب مع طبيعة المواجهة الحالية، سنرد عليه ونقول له أننا جاهزون ونحن في الميدان، ولا نقبل أن تزيد اعتداءاتك من دون أن تدفع الثمن، ونحن حاضرون مهما كانت التضحيات ومهما كانت الصعوبات». وأكد الشيخ قاسم ان الح.زب ماض بالمواجهة «على الرغم من تكاليفها الكبيرة، لانها أقل كلفة بكثير مما لو انتظرنا العدو ليأتي إلينا، هذا عمل دفاعي بكل ما للكلمة من معنى».
تعمل ولو جزئياً في شمال غزة، ومثل غيره من المرافق كان يؤوي أيضاً بعضاً من نحو مليوني مدني، يمثلون أكثر من 80 في المئة من سكان غزة نزحوا بسبب الحرب.
وقال سكان خان يونس إن الدبابات الإسرائيلية تقدمت أيضاً في حي بغرب المدينة قرب مستشفى ناصر تحت غطاء نيران كثيفة من الجو والبر.
وفي رفح، وهي بلدة تقع في أقصى جنوب قطاع غزة على الحدود المصرية وأصبحت الملاذ الأخير لنصف سكان غزة النازحين، قال مسؤولون بقطاع الصحة إن غارة جوية إسرائيلية على منزل أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص.
وقالت وزارة الصحة في تحديث، الأحد، إن 32226 فلسطينياً في الأقل قتلوا، بينهم 84 خلال ساعات الـ24 الماضية، وأصيب 74518 آخرون في الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي على المنطقة الساحلية ذات الكثافة السكانية العالية منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :