افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الإثنين 5 شباط 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة  اليوم الإثنين 5 شباط 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

الضمان يخرج من دائرة «الإنكار»: الدولار بسعر السوق

 

 قرّر مجلس إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، في جلسة عُقدت في 25 كانون الثاني الماضي، تحصيل الاشتراكات المترتبة على الأجور المدفوعة بالدولار وفقاً لسعر الصرف الفعلي، أي "السعر الأعلى المعتمد من مصرف لبنان والبالغ 89500 ليرة". بموجب القرار، ستصبح الاشتراكات المترتبة على كل راتب مدفوع بالدولار محتسبة وفقاً لسعر الدولار الفعلي بدلاً من سعر الـ15 ألف ليرة.يعدّ هذا القرار آلية تصحيحية، جزئياً، في إيرادات صندوق الضمان، بالتوازي مع تصحيح جزئي في تعويضات العمال أيضاً. أهمية التصحيح، أنّ الإيرادات التي تموّل التغطية الصحية للمضمونين وللمسجّلين على اسمهم، قد انهارت ممّا نسبته 90% من فواتير الاستشفاء و85% من قيمة الفواتير الطبية، إلى أقلّ من 10% للاثنين معاً. وبالتالي كان المضمون يدفع الفرق من جيبه الخاص. كما أدّى الانهيار في قيمة الليرة إلى ذوبان خسارة حادة في القوّة الشرائية لتعويضات نهاية الخدمة بما يتجاوز 95%. ونتيجة هذا الوضع، امتنع غالبية المضمونين عن تقديم فواتير صحية إلى الضمان، بل عزف عدد كبير منهم عن الاستشفاء ربطاً بانعدام قدرتهم المادية على تسديد الفروقات المالية بين فاتورة المستشفى الباهظة وتغطية الضمان المتدنية. أما مبالغ التعويضات التي يسحبها العمّال، سواء بعد صرفهم من العمل أو بسبب استقالتهم، فقد أصبحت غير ذات قيمة. عملياً، موارد الضمان انخفضت إلى مستويات متدنية جداً، وذاب ما لديه من مخزون مجمّع لتعويضات العمال.

119 مليون ليرة
هي قيمة التعويض الوسطي لعام 2023 بحسب أرقام مصدرها الضمان الاجتماعي، أي ما يعادل 1329 دولاراً مقارنة مع 28 مليون ليرة أو 18600 دولار في عام 2018 و33.5 مليون ليرة أو ما يعادل 22500 دولار في 2019، أي أن التعويض الوسطي خسر بفعل تدهور قيمة الليرة نحو 21171 دولاراً
ورغم الأهمية القصوى التي يفترض أن يوليها الضمان لهذه المسألة، إلّا أنّ مجلس إدارته وإدارته تعاملا مع الموضوع بشكل سطحي عشوائي واستنسابي من باب ما أُنزل عليهما من السلطتين السياسية والنقدية. فعلى مدى السنوات الخمسة الماضية طبّق الصندوق القرارات التي اعتبرت أن سعر الصرف بلغ 8 آلاف ليرة ثم 15 ألف ليرة، وأهمل قيام الحكومة ووزارة المال بتعديل تدريجي لسعر الدولار الجمركي. فالصندوق استمرّ حتى 31/12/2021 باحتساب الرواتب المدفوعة بالدولار للأجراء على سعر صرف يبلغ 1500 ليرة مقابل الدولار، ثم تقرّر في آب 2023 أن تُحتسب هذه الرواتب وفقاً للمادة 35 من الموازنة والقرارات المتممة لها والتي تفرض أن تُدفع الضرائب على الأجور بالقيمة الفعلية التي يحدّدها وزير المالية وحاكم مصرف لبنان. والقرارات حدّدت سعر الصرف للأجور المدفوعة نقداً بـ8 آلاف اعتباراً من 1/1/2022 حتى 14/112022 ثم بـ15 ألف ليرة اعتباراً من 15/11/2022. وتبيّن أنه في حال تسديد الرواتب بالشيكات المصرفية فإنها تحتسب ضمن شطرين: 8000 ليرة مقابل الدولار حتى 3000 دولار، و1507.5 عن باقي المبلغ.
هذه الفوضى تبنّاها مجلس إدارة الضمان وإدارته، واستمرّ الجدل حول سعر الصرف الذي يجب اعتماده للرواتب المدفوعة بالدولار. بين المجلس والإدارة برز جدال واضح، إذ عمل الجميع على إدخال تعقيدات لتطبيق قرار يتعلق بتحديد السعر الذي يجب اعتماده. وبرزت اتهامات تشير إلى أنه ليس من ضمن اختصاص المجلس تحديد سعر الصرف، وأنه يجب تطبيق قانون الموازنة والطلب من وزير المال تحديد سعر الصرف...
استمرّ "الجدل البيزنطي" حتى وصول اللجنة الفنية التي عيّنها وزير العمل مصطفى بيرم. وبحسب مصادر مطلعة، فإنه لولا ضغوط بيرم، وجهود اللجنة الفنية، لما صدر قرار واضح في هذه المسألة، بل بقيَ المجلس والإدارة يتقاذفان المسؤوليات ويركّزان في رميها على الآخر.
عندها أجرت اللجنة الفنية دراسة أشارت إلى أن تطبيق أسعار الصرف المتعدّدة أدّى إلى الآتي:
o باتت الأجور المدفوعة بالدولار الأميركي أقلّ من الحدّ الأدنى للأجور. فعلى سبيل المثال، الأجر المدفوع فعلياً بقيمة 600 دولار يحتسب بقيمة 9 ملايين ليرة (أي ما يساوي تقريباً 100 دولار بسعر السوق)، أي ما يساوي الحدّ الأدنى المعتمد للأجر منذ 26/4/2023، وبالتالي أصبحت كل الأجور التي تقلّ عن 600 دولار هي وفقاً لحسابات الصندوق أدنى من الحدّ الأدنى.
o خلل في المساواة والعدالة. فالمؤسسات التي تسدّد الاشتراكات على أجور مدفوعة بالليرة اللبنانية تدفع أكثر من تلك التي تسدّد الاشتراكات على أجور مدفوعة بالدولار، علماً أنّ الأولى تدفع أجور من الثانية. أما الأجير الذي يتقاضى أجره بالليرة، فقد أصبح يدفع اشتراكات أكثر من الأجير الذي يقبض أجره بالدولار أو بأي عملة أجنبية أخرى، علماً أنّ أجر الأول يكون فعلياً أقلّ من أجر الثاني.
o بما أن موارد الصندوق تتكون بصورة رئيسية من الاشتراكات المبنية على الأجور، فإن اعتماد سعر صرف نظري لتحديد الأجور المدفوعة بالدولار أدنى بكثير من السعر الفعلي، يعيق بشكل أساسي تمويل الصندوق. فضلاً عن أنّ الصندوق يدفع نفقاته بالدولار ويحصّل اشتراكاته على سعر أدنى بستة أضعاف.
إزاء هذا الرأي من اللجنة الفنية، راسل وزير العمل مصطفى بيرم، رئيس مجلس إدارة الصندوق وأبلغه بأن "الصلاحية القانونية في موضوع احتساب سعر الصرف يعود للسلطة التقريرية وهي مجلسكم الموقّر"، وطلب منهم "اتخاذ الموقف والقرار المناسبين تبعاً للمقتضيات القانونية والمصلحة العامة".
في إطار مراسلات بيرم ودراسة اللجنة الفنية، صدر القرار الذي يحاول البعض ربطه بالسياق الذي صدرت فيه موازنة 2024 ومحاولات الحاكم بالإنابة وسيم منصوري المتصلة برمي مسؤولية تثبيت سعر صرف في الموازنة يساوي سعر السوق، على عاتق مجلس النواب. فالواقع، هو أن هذا القرار اتُّخذ بعد نقاشات متواصلة امتدّت على أربعة أشهر، بينما كان يُفترض إقراره مع بداية الأزمة حتى لا يتم تهريب إيرادات مستحقة للضمان، وحتى لا تتراكم هذه الإيرادات على أصحاب العمل والعمال. أهمية التصحيح أنه يُخرج الضمان جزئياً من دائرة "الإنكار" بعد انهيار سعر الصرف وإفلاس الضمان. صحيح أن القرار أثار استياء أصحاب العمل الذين تنعّموا بتسديد اشتراكات متدنية على ظهر العمال، سواء بتدني تغطيتهم الصحية أو بتعويضات نهاية خدمتهم، ولكن القرار يمثّل فرصة للعودة إلى بعض من الانتظام. من أبرز أوجه هذا التهرّب هو أن وزارة العمل كانت تفرض على أصحاب العمل احتساب الرواتب المدفوعة بالدولار بقيم أعلى من تلك التي يحتسبها الضمان.

متوسط الأجور لا يعبّر عن الواقع
في تقريرها حول مشروع موازنة صندوق الضمان لعام 2024، انتقدت اللجنة الفنية تقدير متوسط الأجور بمبلغ 15 مليون ليرة، رغم صحة تحديده "حسابياً"، إلا أنّه لا يعبّر عن الواقع لثلاثة أسباب:
o إن الحدّ الأدنى الرسمي للأجور المحدد بـ 9 ملايين ليرة لم يعد له أيّ واقع فعلي إلّا في تصاريح ضريبة الدخل والضمان، ولا سيما أنه لا يؤمن نفقات المأكل لاستمرار العامل بوظيفته.
o يشكّل الحدّ الأقصى للكسب المحدّد بمبلغ 18 مليون ليرة لفرع ضمان المرض والأمومة ضعفَي الحدّ الأدنى الرسمي، ما يدفع بمتوسط الأجور الى ما دونه.
o إن اعتماد سعر صرف بـ 15 ألف ليرة لبنانية للأجور المسدّدة بالدولار، يؤدي الى متوسّط أجور منخفض، فضلاً عن انعدام العدالة بين فئات الخاضعين، لتصبح القاعدة: "من يتقاضى راتباً (بالدولار) أكبر، يدفع اشتراكات (بالليرة) أقل".
لذا، توصي اللجنة الفنية باعتماد سعر الصرف الفعلي لتقويم الأجور المدفوعة بالعملة الأجنبية عند احتساب الاشتراكات أو العمل على آلية لتقاضي هذه الاشتراكات بالعملة التي يدفع بها الأجر.

*****************************

افتتاحية صحيفة النهار

 

اشتعال ميداني… والرئاسة إلى شلل مستعاد!

لم يكن تطورا عابرا ان تشهد الجبهة الجنوبية للحدود اللبنانية الإسرائيلية احتداما بمنسوب مرتفع جدا في اليومين الأخيرين على وقع خلفيتين تضعان هذه الجبهة في عين العاصفة ربما اكثر من جبهات غزة نفسها: الخلفية الأولى تتمثل في تهديد إسرائيل بانها ستمضي في المواجهات على الجبهة الشمالية مع ” ح.ز.ب. الله” حتى لو توقفت الحرب في غزة، الامر الذي يعد تطورا متقدما للغاية في رسم نيات الدولة العبرية حيال لبنان ووضع عودة المستوطنين الى الشمال وإبعاد “ح.ز.ب. الله” عن الحدود شرطا جوهريا لوقف المواجهات. وهو الأمر الذي يبدو انه السبب الأول والاساسي في الرد العنيف المزدوج ميدانيا الذي تولاه “ح.ز.ب. الله” وكذلك #حركة “أمل” امس اذ تعتبر كثافة الهجمات التي شنها كل منهما على طول خطوط المواجهة الحدودية مع إسرائيل قياسية منذ تاريخ اندلاع المواجهات في الثامن من تشرين الأول الماضي.

 

اما الخلفية الثانية فتتصل بربط هذا الاحتدام بأسبوع ديبلوماسي محموم أيضا تنشد معه الأنظار الى رصد الحركة الديبلوماسية الجديدة التي انطلقت في اتجاه المنطقة والتي يشكل لبنان جزءا اساسياً منها، اذ يبدو لافتا انه بعد جولة وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في المنطقة تتزامن جولات جديدة لكل من وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن الذي بدأ جولته الخامسة منذ اندلاع #حرب غزة، ووزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في اول جولة له في المنطقة بعد تعيينه في منصبه، وكذلك كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون امن الطاقة آموس #هوكشتاين الذي يتوقع ان يكون له تحرك مكوكي جديد بين إسرائيل ولبنان. واذا كان لبنان ليس مشمولا بجولة بلينكن فيما ستشمله جولة سيجورنيه غدا الثلثاء، فان تحرك هوكشتاين يشكل الدلالة الحاسمة على ان عودة الاستقرار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية يشكل واقعيا أولوية أميركية لا لبس فيها.

 

وبإزاء تقدم العامل الميداني، بدا واضحا ان الازمة الرئاسية استعادت الشلل والمراوحة في انتظار ما قد يطرأ من جديد في مسار المجموعة الخماسية. وانعكست استعادة المراوحة في تصريح مساء امس لرئيس مجلس النواب نبيه بري لمحطة “الجديد” اقفل عبره الباب تكرارا على عقد الجلسات المتعاقبة لانتخاب رئيس الجمهورية الامر الذي يثير الشكوك في جدوى أي تحرك جديد خارجي او داخلي حيال الازمة. قال بري “لا جلسات متتالية من دون تشاور او حوار واذا كان لديهم أي طريقة أخرى يأمنولي اياها وأنا حاضر”. وأضاف :”لو عقدت خمسون جلسة متتالية لن نصل الى رئيس لذلك طرحت الحوار لمدة أقصاها سبعة أيام “يفترضوا أني عم ببلفهم ويجوا يحرجوني”. واشار الى انه “سمع من كل السفراء أن لا فيتو على أي اسم ومن ضمنها السعودية، وتوافقنا أن انتخاب الرئيس يتطلب توافقا، وتمنوا تسميتها تشاورا، لا حوارا، وكنت متجاوبا مع كل ما يخدم الملف الرئاسي، وقلت انه اذا اقتضى الأمر فليترأس نائب رئيس المجلس الحوار ولا مشكلة لدي”.

 

وعشية ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، قال بري لرئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري “أهلا وسهلا بعودتك للعمل السياسي عندما تقرر فقد أثبتت الانتخابات الاخيرة أن سعد الحريري هو الناجح الأكبر على الرغم من اعتكافه، فمن النهر الكبير الى الناقورة حصد 24% من الطائفة السنية من غير أن يشارك في الانتخابات”.

 

ولم يقف تصاعد الاحتدام جنوبا عند الجانب الميداني وحده بل رد نائب الأمين العام لـ”ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” الشيخ نعيم قاسم على تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بالاستمرار في اطلاق النار على الجبهة الشمالية حتى لو تم التوصل الى تسوية في غزة فقال : “نسمع بعض الإسرائيليين المسؤولين يقولون إنَّهم لن يتوقفوا عن الحرب حتى لو توقفت في غزة! وعلى مهلكم، من قال أنَّنا ننتظر منكم أن تتوقفوا أو لا تتوقفوا؟ نحن في الميدان إن اعتديتم ردينا عليكم، وإن وقفتم جانباً ندرس كيف نتصرف مع هذا الوجود بالطريقة المناسبة، وإذا فكرتم بإعادة المستوطنين بتصعيد الحرب، فهذا يعني أنَّكم تفقدونهم أي أمل بالعودة، لأنَّه كلما ازدادت الحرب يعني أنَّ إمكانية عودة المستوطنين ستصبح أعسر”.

 

كما ان “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” وعقب توزيع الجيش الإسرائيلي إحصاءات عن عدد عملياته ضد مواقع الحزب في #سوريا ولبنان منذ بدء المواجهات في تشرين الأول الماضي عمد في المقابل إلى توزيع رسم بياني مفصل يبين ان حصيلة عملياته ضد المواقع والمستوطنات الإسرائيلية في 120 يوما بلغت 961 عملية .

 

وفي المقابل هدد عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس بان “إسرائيل ستوسع نشاطها العسكري لإزالة تهديد “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” ما لم يعمل المجتمع الدولي ولبنان على إزالته” . وقال غانتس عقب لقائه الموفد الأميركي آموس هوكشتاين : “أبلغت المبعوث الأميركي أن لبنان مسؤول عن ال.إ.ر.ه.ا.ب الذي ينطلق من أراضيه”.

 

التصعيد ميدانياً

 

واكب هذه الأجواء تصعيد ميداني عنيف اذ استهدف القصف المدفعي الاسرائيلي منزلاً في بلدة بليدا، تحت جبانة البلدة، خلال مراسم تشييع عنصري حركة “أمل” مصطفى عباس ضاهر وعلي خليل محمد، اللذين سقطا بالقصف الاسرائيلي لمنزل في بليدا يوم الجمعة الماضي ولاحقا قام الجيش الاسرائيلي بعملية تمشيط على محيط الجبانة. وسجل قصف مدفعي على أطراف بلدات مروحين وطير حرفا الشمالية وشيحين ووادي حسن ومجدل زون.

 

وافيد عن غارة إسرائيلية على بليدا وعلى ميس الجبل وانفجار صواريخ اعتراضية فوق حولا، وتوازيا سجل قصف مدفعي إسرائيلي على محيط بلدتي كفركلا والعديسة وغارة اسرائيلية استهدفت بلدة ميس الجبل منطقة طوفا عند الاطراف الجنوبية الشرقية للبلدة . وأفيد أن القصف المدفعي الاسرائيلي استهدف مطل الجبل في الخيام كما أطراف طير حرفا والجبين والضهيره وسجل ايضا قصف مدفعي طاول أطراف بلدة حولا ووادي البياض ووادي السلوقي.

 

وفي المقابل، اعلن “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” عن سلسلة عمليات كثيفة استهدف عبرها موقع المرج بالأسلحة المناسبة وتم تحقيق إصابة مباشرة كما اعلن الحزب انه “رداً على ‏الاعتداءات الإسرائيلية التي طاولت القرى والمنازل المدنية وآخرها في بليدا وميس الجبل إستهدفنا مبنيين ‏في مستعمرة المنارة بالأسلحة المناسبة فأصبناهما إصابةً مباشرة”. واستهدف ايضا تجمعاً للجنود الاسرائيليين جنوب موقع العباد ثم موقع رويسات العلم وموقع زبدين في مزارع شبعا ورويسات العلم للمرة الثانية .

 

ومع ان حركة “امل” لم تصدر بيانا رسميا عن عملياتها فان معلومات مستقاة من أوساط قريبة منها أفادت ان الحركة شنت مجموعة عمليات صاروخية ضد المواقع الإسرائيلية استهدفت ثكنة ادميت بركة ريشا – مستوطنة مارغيليوت وموقع حانيتا وموقع عرب العرامشا ومستوطنة ايلون بالأسلحة الصاروخية وحقّقت فيها إصابات مباشرة رداً على استهداف اثنين من عناصرها في #جنوب لبنان.

 

الراعي

 

الواقع المتفجر في الجنوب والمنذر بمزيد من اخطار الحرب دفع بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي امس الى التذكير بانه “منذ بداية حرب إسرئيل على غزّة بالشكّل الوحشيّ الذي رأيناه ونراه، اعتبرنا إنّها حرب إبادةٍ للشعب الفلسطينيّ، وتصفيةٍ لقضيّتهم. وأدنّاها تكرارًا. ودعونا إلى التقيّيد بالقرار 1701 من الجانبين الإسرائيلي واللبنانيّ، حمايةً لبلدات الجنوب الحدوديّة من القصف والقتل والتهجير والتدمير. وإنّا لم نتوقّف يومًا عن المطالبة بوقف النار نهائيًّا والذهاب إلى التفاوض والحلول السياسيّة والديبلوماسيّة بهدف تثبيت حلّ الدولتين”. وقال “ربّما لا يتذكّر الجميع أو لا يعرفون أنّ قرار إنشاء دولة خاصّة بالفلسطينيّين إلى جانب دولة إسرائيل يرقى إلى القرار 181 الصادر عن جمعيّة الأمم المتّحدة العامّة في 29 تشرين الثاني 1947… لم تتكوّن الدولة الخاصّة بالفلسطينيّين حتى يومنا هذا. غير أنّ المساعي الدوليّة تطالب بإنشائها في ما يُعرف “بحلّ الدولتين”. والكلّ يعلم أنّه شرط أساسيّ لإنهاء الحرب الدائرة على أرض فلسطين. هنا ينتظر من لبنان أن يقوم بدور الوسيط سياسيًّا وديبلوماسيًّا وفقًا لرسالته. فلا يستطيع القيام بهذا الواجب طالما أنّه محروم من رئيس للدولة، وأنّه فقد الحياد بإقحامه في حروب ونزاعات إقليميّة لا يريدها”. وأضاف “بحرمان لبنان من رئيس انكشفت النوايا من خلال نتائج الفراغ : كتحويل لبنان في الممارسة من دولة تفصل الدين عن الدولة إلى دولة دينيّة طائفيّة مذهبيّة، كما نشهد في التعيينات عامّة والقضائيّة خاصّة، حيث أصحاب السلطة يتجاوزونها ويتدخّلون سياسيًّا، ويلغون فصل السلطات خلافًا للدستور، ويعطّلون مسيرة القضاء. فنقول لهم: إرفعوا أيديكم عن القضاء، لكي تسلم العدالة التي هي أساس الملك”.

****************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

برّي يُعلن رسمياً مشاركة “أمل” عسكرياً في مواجهات الجنوب

هوكشتاين يُحرّك انسحاب “الحزب” و”أفواج حدود” الجيش لملء الفراغ

 

عاشت الحدود الجنوبية أمس تصعيداً لافتاً ترافق مع تطورات ديبلوماسية أعطت هذا التصعيد معنى خاصاً. ففي ظل انهمار الصواريخ والقذائف على جانبي الحدود، تحدّث الإعلام الإسرائيلي عن بدء الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين جولة جديدة من المحادثات مع قادة الدولة العبرية تتعلق باقتراحات تتصل بإنهاء التوتر بين لبنان وإسرائيل.

 

وفي هذا السياق، قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن هوكشتاين سيلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والوزير في مجلس الحرب بيني غانتس، والرئيس إسحق هيرتسوغ، وذلك في «محاولة للتوصل إلى ترتيب مع جماعة «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» في لبنان». وليلاً، أفادت الأنباء، أنّ غانتس أبلغ هوكشتاين «أنّ لبنان مسؤول عن ال.إ.ر.ه.ا.ب الذي ينطلق من أراضيه». وقال: «إن إسرائيل ستوسع عملياتها العسكرية وتعمّقها».

 

بدورها، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيليّة إنّ إسرائيل «ستوافق على انسحاب جزئي لـ»ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» من الحدود إلى مسافة تتراوح بين 8 و12 كيلومتراً، وذلك في جزء كبيرٍ من جنوب لبنان». وفي تقريرها، كشفت الصحيفة عن «أنَّ «الحزب» سحب حوالى 2000 عنصر من قوة النخبة التابعة له (قوات الرضوان) من خطّ التماس إلى نطاقات بعيدة تتراوح بين 4 إلى 6 كيلومترات تقريباً خلف الحدود».

 

وفي الإطار نفسه، وفي معلومات لـ»نداء الوطن» من مصدر واسع الاطلاع أنّ كل الموفدين الدوليين، وأبرزهم وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، ركّزوا على نقطة محورية تتمثل بتنفيذ القرار الدولي 1701 بكامل بنوده، وخصوصاً البند المتعلق بنشر الجيش في منطقة جنوب الليطاني «باهتمام استثنائي، من زاوية إبداء الاستعداد لدعم الجيش على اختلاف ما يحتاج اليه لرفع عديده في هذه المنطقة الى 15 ألف جندي، ليكون انتشاره كاملاً وشاملاً كل البقعة الجغرافية المعنية بالقرار الدولي 1701».

 

وأوضح المصدر أنّ «القاسم المشترك بين كل الموفدين هو وجوب تطبيق القرار 1701 وتعزيز قدرات الجيش في جنوب الليطاني، وفي هذه النقطة بالتحديد كان لوزير الخارجية البريطاني رأي واضح، إذ قال: «لقد ساعدنا الجيش ودعمناه لوجستياً وتدريبياً في إنشاء أفواج الحدود على طول الحدود الشرقية والشمالية، فلماذا لا يُطبّق الأمر ذاته على الحدود الجنوبية؟ وأضاف: «نحن جاهزون لدعم الجيش ومساعدته بكل ما يطلبه لإنشاء أفواج حدود مهمتها الانتشار على طول الحدود الجنوبية»، ولم يتحدث عن إنشاء أبراج مراقبة، كما هو حاصل عند الحدود الشرقية – الشمالية، كونه يعلم مسبقاً «ان هذه الأبراج قد لا توافق إسرائيل على تشييدها من قبل أي طرف في لبنان».

 

وكشف المصدر أنّ «كاميرون أشار بوضوح الى أنّ ما يؤخّر إعلان الصفقة بين إسرائيل و»ح.م.ا.س» هو نقطة وحيدة، كون كل التفاصيل الأخرى شبه منجزة، وهذه النقطة تتمثل في أنّ الإسرائيلي يريد هدنة بينما «ح.م.ا.س» تريد وقفاً لاطلاق النار»، وحذّر المصدر من أنّ «هذه المعضلة تعني أنّ إسرائيل تريد أن تبقي زمام المبادرة العسكرية والأمنية في يدها، من هنا خطورة الوضع على الجبهة الجنوبية، إذ ليس بالضرورة أنّ ما سيسري في غزة سينفّذ في لبنان، والإسرائيلي قد يمضي في عملياته العسكرية والأمنية».

 

وعلى المستوى السياسي، وفي أول موقف من نوعه بعد اندلاع مواجهات الجنوب، صرّح رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس أنّ «حركة «أمل» هي أمام «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» في الدفاع عن كل حبة تراب من لبنان. ولكن في هذه المعركة حركة «أمل» تقاوم ضمن امكاناتها العسكرية، فهي لا تمتلك قدرات «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه». وقال: «لا أخاف على دوري الديبلوماسي، لأنّ المقاومة الديبلوماسية هي جزء أساسي في المقاومة».

 

وفي إسرائيل أوردت صحيفة «هآرتس» نقلاً عن «تقارير في لبنان، أنّ منظمة «أمل» مسؤولة عن الصواريخ الأخيرة التي أطلقت على شمال إسرائيل». وأوردت قناة» i24 « الإسرائيلية عن أحد الضباط الإسرائيليين قوله: «إنّ الحكومة الإسرائيلية إذا أرادت أن توسّع الحرب مع الجنوب اللبناني فعليها أن تدرك أنها لن تواجه «الحزب» فحسب، بل «أمل» أيضاً».

 

في المقابل، حذّر وزير الدفاع يوآف غالانت «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» من «أنّ إسرائيل لديها العديد من الأدوات الهجومية التي يمكن أن تستخدمها في لبنان». وقال خلال جولة في قاعدة تل نوف الجوية في وسط إسرائيل: «لم نبدأ بعد في تفعيل جميع وحداتنا وجميع قدراتنا الخاصة. لدينا العديد من العناصر جاهزة. التعليمات الواضحة التي أعطيتها للقوات الجوية هي توجيه أنوف طائراتنا شمالاً. نحن مستعدون».

*****************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

نصائح أوروبية لـ«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» بإطلاق يد الحكومة اللبنانية لتطبيق الـ1701

الهم الجنوبي يتصدر اهتمام المجتمع الدولي لمنع توسعة الحرب

بيروت: محمد شقير

لا يُحسد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على الموقع الذي يشغله على رأس حكومة تصريف الأعمال، التي يتعذر عليها الانعقاد بصورة دائمة، ما يضطره في غالب الأحيان لاتباع سياسة تدوير الزوايا لتأمين النصاب المطلوب لعقد جلسة لمجلس الوزراء، في ظل الظروف المأزومة التي يمر بها لبنان، سواء أكان في الداخل أو على الجبهة الجنوبية مع إسرائيل، التي تتطلب من الحكومة عقد جلسات متواصلة لمواكبة الحدث الاستثنائي في الجنوب، بالتلازم مع رهانه على الجهود الدولية والعربية الرامية إلى هدنة توقف مؤقتاً الحرب في قطاع غزة، لعلها تمتد إلى الجبهة الجنوبية المشتعلة، لأنه من غير الجائز ألا تتدخل الحكومة لقطع الطريق على اتهامها من قبل المعارضة بأنها تترك للحزب أن يتصرف انطلاقاً من حساباته، التي قد لا تكون متطابقة مع توجهات الحكومة.

 

قد يكون من الظلم «معاقبة» الرئيس ميقاتي، كما يقول مصدر سياسي لـ«الشرق الأوسط»، بتحميله المسؤولية حيال تعذر انتخاب رئيس للجمهورية، بذريعة أنه يصادر صلاحيات الرئيس في غيابه، ويتصرف كأن الأمور تسير في البلد في ظل الفراغ الرئاسي، مع أنه أنهى كلمته في رده على النواب في الجلسات التي خُصّصت لإقرار الموازنة للعام الحالي بقوله لهم: «انتخبوا الرئيس وحلوا عنا».

 

وقال المصدر السياسي إن ميقاتي ليس مسؤولاً عن التمديد للشغور في رئاسة الجمهورية، الذي يعود انتخابه للبرلمان، خصوصاً أنه كان عزف عن الترشّح للانتخابات النيابية، ولا يملك الكتلة النيابية القادرة على تحريك الملف الرئاسي وصولاً لإخراجه من التأزّم الذي لا يزال يحاصره.

 

ولفت إلى أن ميقاتي يتمتع بصداقات عربية ودولية، وهو لم ينفك يشغل محركاته باتجاه المجتمع الدولي لإعادة الهدوء إلى الجنوب الذي اشتعل بإعلان «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» مساندته لـ«ح.م.ا.س»، وقال إن ميقاتي يحرص على التنسيق مع الحزب على خلفية عدم إقحام البلد في اشتباك سياسي، برغم أن الحزب تفرّد بقراره من دون الرجوع إلى الدولة والتنسيق معها، كونها المرجعية المعترف بها دولياً وعربياً.

 

قطار الموفدين

وأكد المصدر أن قطار الموفدين الأوروبيين إلى لبنان لم يتوقف، وفي جعبتهم موقف موحد بالحؤول دون استدراجه من قبل إسرائيل لتوسعة الحرب. وقال إن تل أبيب تضغط على لبنان، بلسان فريق الحرب الذي يتزعمه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بالضغط على لبنان لدفع «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» للتراجع إلى شمال الليطاني لضمان عودة المستوطنين الذين نزحوا من المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للحدود اللبنانية.

 

ورأى المصدر السياسي أن إصرار الولايات المتحدة الأميركية على استهداف أذرع إيران في سوريا والعراق واليمن، على خلفية الهجوم على القاعدة الأميركية الواقعة على تخوم المثلث الحدودي لسوريا والعراق والأردن في منطقة التنف، وإن كان لا يشمل لبنان، فإنه في المقابل يوفر الذرائع لإسرائيل للاستقواء بالموقف الأميركي في مواجهتها مع «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، الذي تصنفه واشنطن على أنه من أهم أذرعها لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وهذا ما يستدعي من الجميع التحصُّن وراء موقف الدولة اللبنانية في مفاوضاتها غير المباشرة مع تل أبيب، سواء تحت إشراف قوات الطوارئ الدولية «يونيفيل» في جنوب لبنان، أو بوساطة أميركية يتولاها مستشار الرئيس الأميركي آموس هوكستين في تنقلاته ما بين لبنان وإسرائيل.

 

وفي هذا السياق، اعتبر مصدر دبلوماسي غربي أن المخاوف من توسعة الحرب نحو جنوب لبنان ما زالت قائمة، وأن إسرائيل تضغط لإعادة ترتيب الوضع على جبهتها الشمالية، بما يضمن عودة المستوطنين إلى المستوطنات. وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه يتوجب على «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» الوقوف خلف الدولة في مفاوضاتها غير المباشرة، على غرار ما فعله يوم قرر الوقوف خلفها في مفاوضاتها غير المباشرة مع إسرائيل، التي أدت إلى ترسيم الحدود البحرية بين البلدين بوساطة أميركية تولاها هوكستين.

 

وضع دقيق

وأكد المصدر الدبلوماسي أن جنوب لبنان يمر حالياً بوضع دقيق للغاية، وأن التهدئة على جبهة غزة، في حال حصولها، لا تعني بالضرورة أنها قد تتوسع لتشمل الجبهة الشمالية، ما لم توظّف لتطبيق القرار 1701. وقال إن تطبيقه يشترط على إسرائيل إخلاء المواقع التي تحفّظ عليها لبنان، ووقْف خرقها لأجوائه البرية والبحرية والجوية، شرط أن تبادر الحكومة إلى تعزيز وجود الجيش إلى جانب «يونيفيل» في منطقة جنوب الليطاني، وحصر السلاح بيد الدولة.

 

ورأى أن «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، وإن كان من المكونات السياسية والطائفية في لبنان، فإنه من غير الجائز أن يتفرّد بقرار السلم والحرب. وقال إن معظم الدول الأوروبية تتفهم حساسية الوضع الداخلي في لبنان، وحرص الحكومة على عدم الدخول في نزاع سياسي مع الحزب يهدد الاستقرار، لكنها ستواجه إحراجاً في حال قررت التخلي عن صلاحياتها، خصوصاً أن مراعاتها له لا يمكن أن تدفعه للتصرف كأنه البديل عن الدولة، وبالتالي لم يعد أمامه سوى أن يوكل إليها مهمة التفاوض للضغط على إسرائيل لتطبيق القرار 1701؛ كونه يحظى بتأييد دولي ويشكل الناظم الوحيد لتحديد الحدود البرية بين البلدين.

 

ولفت إلى أن الهمّ الجنوبي يجب أن يبقى محط اهتمام المجتمع الدولي، ويتصدر حالياً ما عداه من ملفات عالقة، وإن كنا لا نزال نراهن على الدور الموكل إلى اللجنة الخماسية لتوفير كل الدعم والمساندة للنواب لانتخاب رئيس للجمهورية، لأنه ليس هناك من جهة تنوب عنها في إخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم.

 

وكشف المصدر نفسه أن معظم الدول الأوروبية، ومعها الولايات المتحدة، تبدي استعدادها لتوفير الدعم المادي والعسكري واللوجيستي للجيش اللبناني، ليكون في وسع قيادته فتح باب التطوع لتجنيد عسكريين لصالح المؤسسة العسكرية، لتعزيز حضورها في الجنوب، وتحصين مواقعها بالتعاون مع «يونيفيل» في مؤازرتها للجيش لتطبيق القرار 1701.

 

لذلك، يبقى على «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، كما تقول مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط»، أن يبادر للانفتاح على شركائه في الوطن، ومن بينهم قوى المعارضة، بدلاً من أن يدير ظهره لغير المنتمين لمحور الممانعة، ويتصرف وكأنه وحده يمسك بورقة الجنوب من دون الرجوع للحكومة، وصولاً للتموضع خلفها؛ كونها توفّر له الحماية السياسية في ظل انقطاعه عن تواصله مع المعارضة.

************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

برّي: لا فيتو لدى “الخماسية”.. ولبنان ينتظر سيجورني ولودريان وهوكشتاين تباعاً

 

بين مغادرة موفد دولي ووصول آخر ما تزال البلاد تنتظر الترياق لأزماتها المستعصية الرئاسية والسياسية والامنية الحدودية، على أمل ان تُسفر زيارة وزير الخارجية الفرنسية سيباستيان سيجورني عن جديد قد يُغني ويُثمن من جوع، بعد جولته على مصر والاردن وتل ابيب ورام الله، معطوفة على زيارة الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين لتل أبيب، حيث سيبحث كما الوزير الفرنسي في تهدئة الجبهات ولا سيما الجبهة الجنوبية وتطبيق القرار 1701 الى جانب جديد الملف الرئاسي. وفي الانتظار ايضاً، يترقّب لبنان زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان لمعرفة جديد الأفكار او المقترحات حول تحريك الملف الرئاسي، فيما الداخل يكتفي بتسجيل المواقف من دون مبادرات او اقتراحات.

 

بري والخماسية

في انتظار تَبلور ما لدى الخماسية العربية ـ الدولية وما سيحمله سيجورني وهوكشتاين ولودريان سواء حول الوضع على الجبهة الجنوبية وفي شأن الاستحقاق الرئاسي، برزت امس مواقف لافتة لرئيس مجلس النواب نبيه بري أدلى بها الى تلفزيون «الجديد» اكد فيها انه سمع من كل سفراء الخماسية الذين التقاهم الاسبوع الماضي «أن لا «فيتو» لديها على أيّ اسم ومن ضمنها السعودية»، وقال: «توافقنا على أنّ انتخاب الرئيس يتطلب توافقاً، وتمنّوا تسميته بالتشاور، لا حوار، وكنت متجاوباً مع كل ما يخدم الملف الرئاسي، وقلت انه اذا اقتضى الأمر فليترأس نائب رئيس المجلس الحوار ولا مشكلة لدي».

واضاف بري: «لا جلسات (انتخابية) متتالية من دون تشاور أو حوار وإذا كان لديهم أي طريقة أخرى «يأمّنولي ياها وأنا حاضر»، فمن دون تشاور نكرّر الجلسات من غير القدرة على انتخاب الرئيس، فلا استطيع أن أمنع مقاطعة أي فريق لأيّ جلسة لأنه حق دستوري، ولا يستطيع المجلس أن يؤمّن نصاب الـ٨٦ الا بالتوافقات والتفاهمات، وانا لا أطالب بالإجماع، أنا أتكلم عن التوافق لتأمين نصاب الـ86، فلو عقدتُ 50 جلسة متتالية لن نصل الى رئيس، لذلك طرحت الحوار لمدة أقصاها ٧ ايام، «يفترضوا إنّي عَم بِبلفهُن ويجوا يحرجوني».

واضاف: «إتفقتُ مع الخماسية على أن يساعدونا على انتخاب من نسمّيه نحن كلبنانيين، لا من يسمّونه هم، (سفراء) الخماسية هذه المرة موحدون وقالوا لي «ما عنّا مرشح على الاطلاق ولا عنّا «فيتو» على اي اسم، ونحنا مستعدين نساعدكن باللي بدكن ياه».

وعشيّة ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، قال بري لرئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري: «أهلا وسهلا بعودتك للعمل السياسي عندما تقرر. فقد أثبتت الانتخابات الاخيرة أنّ سعد الحريري هو الناجح الأكبر على رغم من اعتكافه، فمن النهر الكبير الى الناقورة حصدَ 24% من الطائفة السنية من غير أن يشارك في الانتخابات».

وخَصّ بري جمهور حركة «أمل» برسالة قائلاً: «حركة «أمل» هي أمام «الحزب» في الدفاع عن كل حبة تراب من لبنان، ولكن في هذه المعركة حركة «أمل» تقاوم ضمن إمكاناتها العسكرية، فهي لا تمتلك قدرات «الحزب»… ولا أخاف على دوري الديبلوماسي لأنّ المقاومة الديبلوماسية هي جزء أساسي في المقاومة».

التغييريّون

في سياق متصل، قال مصدر في مجموعة النواب التغييريين لـ«الجمهورية» انّ «التغييريين كانوا أوّل مَن بادر الى تقديم الاقتراحات والمبادرات في شأن الاستحقاق الرئاسي، لكن لاحظنا انّ مبادرات الاطراف الاخرى كانت تنطلق من حسابات شخصية لا وطنية، ولا تقدم حلولاً لجميع المواطنين. عدا عن تعقيدات في الوضع الاقليمي تجعل الامور تتأزم أكثر. لذلك لن تلقى المبادرات اي نتائج في ظل هذا الوضع المعقّد لانتخاب رئيس خارج الاصطفافات الحزبية والسياسية».

واشار المصدر الى انّ هناك لقاءات ستعقد مع كتل ومجموعات نيابية اخرى لمحاولة تنسيق المواقف والتوصّل الى توافقات معينة. لكن الانطباع لدى الجميع ان الانتظار ما زال سيّد الموقف بسبب استمرار الحرب في غزة والمنطقة، خصوصاً انّ المبادرات الخارجية جاءت لتملأ فراغا لبنانيا هو مِن صنع اللبنانيين أنفسهم، على أمل ان تنتج هذه المبادرات حلولاً مقبولة.

مزيد من الموفدين

الى ذلك، وفي خضم التحضير لعقد جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل للنظر في قضايا مالية وادارية مختلفة، تستعد البلاد لاستقبال مزيد من الموفدين الدوليين وفي مقدمهم هذا الاسبوع وزير الخارجية الفرنسية الجديد ستيفان سيجورني الذي ينتظر وصوله بين مساء اليوم وصباح غد، مُنهياً جولة في المنطقة بدأها الجمعة الماضي.

وقالت مصادر ديبلوماسية تواكب هذه الزيارة لـ«الجمهورية» انّ جدول لقاءات سيجورني سيكون للمسؤولين الكبار، على عكس زيارة نظيره البريطاني ديفيد كاميرون التي استثنَت وزير الخارجية عبدالله بوحبيب في خطوةٍ عدّت سلبية للديبلوماسية البريطانية التي يتهمها اللبنانيون برفض كل الافكار والطروحات اللبنانية الخاصة بأزمة النازحين السوريين في لبنان. لكنّ سيجورني سيحمل الرسالة الديبلوماسية والعسكرية عينها، وهو سيجدّد ما دأبت عليه الديبلوماسية الاوروبية، أي الدعوة الى أهمية تبريد الجو الامني جنوباً وتحاشي الانسياق الى حرب شاملة وعدم الانجرار وراء اي استفزازات من شأنها أن تطيح الاستقرار الموجود بالحد الادنى، على رغم من حجم الأضرار التي لحقت بعشرات القرى اللبنانية وتدمير مئات المنازل وما لحقَ بالثروة الحرجية والمحاصيل الزراعية من أضرار قُدّرت بمئات ملايين الدولارات، وحرمان الجنوبيين من الأمن الذي كان متوافراً بنسبة عالية.

لا موعد للودريان

وتأتي زيارة سيجورني إلى بيروت وسط تردّد أي مرجع سياسي او ديبلوماسي في تحديد أي موعد لعودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في جولته الخامسة إلى لبنان، في ظل فقدان المعلومات التي تؤدي الى تحديد هذا الموعد ما لم يحمل جديداً. فنتائج زيارته الأخيرة للرياض والدوحة وحصيلة مشاورات سفراء اللقاء الخماسي لم تختمر بعد، ولم تعكس أي تقدّم من شأنه ان يقود لودريان الى بيروت ما لم تكن لديه اي أسرار لم تصل بعد إلى ايّ من المراجع اللبنانية بعدما تَعدّدت التجارب السابقة التي وصفت بالاستطلاعية أكثر من مرة، ولم تُفض بعد الى أي خطوة إيجابية.

هوكشتاين في لبنان؟

وفي انتظار أن تعبر زيارة رأس الديبلوماسية الفرنسية لبيروت، ليس مضموناً أن يستقبل لبنان هوكشتاين ما لم تنته زيارته لتل أبيب، التي بدأت في الساعات الماضية، الى جديد يَنقله الى المسؤولين اللبنانيين حول سعيه الى ترتيبات على الحدود الجنوبية بُغية إظهار الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة كما أبلغ الى نواب من اعضاء الوفد النيابي الذي يزور واشنطن منذ منتصف الأسبوع الماضي، معبّراً عن اعتقاده بضرورة الافادة من اي تقدّم على مستوى التهدئة في قطاع غزة ليس على الوضع الأمني في الجنوب، بل انّ من المهم التوصّل الى ما يؤدي الى الفصل بين المسارَين الأمني المتفجّر في المنطقة والاستحقاق الرئاسي في لبنان، وهو أمر غير محسوم في ظل فقدان أيّ تفاهم يمكن التوصّل إليه للسير في الخطوات الواضحة والمُلزمة للانتهاء من مسألة تطبيق القرار 1701، وأوّلها معالجة النقاط الـ 13 التي تخترقها اسرائيل على طول الحدود الدولية والاستغناء عن الخط الازرق.

بين الجنوب وغزة؟

وعبّرت مراجع تتابع هذا الملف لـ«الجمهورية» عن مخاوف جدية من عدم قبول اسرائيل هذه المرة استمرار الوضع على ما هو عليه ما لم تنته الجهود الديبلوماسية المبذولة للفصل بين ما يجري على الجبهة الجنوبية والحرب على غزة، وهي تفصل تماماً بين الجبهتين بما يؤدي الى احتمال شن عمليات عسكرية في لبنان بمعزل عن التهدئة في غزة لئلّا يصبّ ما يجري لمصلحة «الحزب» والمحور الايراني الذي يعتقد انه يمتلك ما يكفي من قواعد رَدع إسرائيل، إن أرادت المضي في خططها في الشمال فور التهدئة في غزة والتفرّغ لما يمكن القيام به من عمليات عسكرية وامنية تخطط لها ولا تنتظر «اليوم التالي» في غزة، والذي قد يطول انتظاره كثيرا بسبب الطروحات المتناقضة والمتباعدة التي لا تبشّر بالحل القريب.

ولا بين الجنوب والرئيس؟

وعليه، تستبعد المراجع عينها ان تنجح الديبلوماسية الغربية والاميركية والفرنسية تحديداً في إرضاء اسرائيل بالفصل بين جبهتَي غزة والجنوب في موازاة الفشل المبين في الفصل بين أزمتي الجنوب والاستحقاق الرئاسي بحيث يمكن الافادة من أي هدنة للنفاذ بالاستحقاق إذا أمكن، مع العلم انّ دون ذلك عقبات كبيرة لمجرد إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على الدعوة الى حوار مسبق في موازاة تمسّك «الثنائي الشيعي» بترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية واستعدادات المعارضة لإحياء التقاطع على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور، وهو ما يعني أنّ شيئاً لم يتغير بعد، وأنّ الجمود ما زال سِمة المرحلة وفق «ستاتيكو» قديم يخضع للتجديد في كل محطة تفرضها المواقف المتصلبة والمتباعدة.

مؤشرات إسرائيلية

وتستند المخاوف الديبلوماسية الى ما يعزّزها من مواقف اسرائيلية تصعيدية، آخرها المواقف المنسوبة الى عدد كبير من اركان حكومة الحرب الاسرائيلية والتي ترجمها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، الذي قال في مؤتمر صحافي من تل أبيب: «انّ القوات النظامية والاحتياطية تجري تدريبات برًا وبحرًا وجوًا تحسّبًا لأي حرب في الشمال». وأضاف «أنّ «الحزب» أخطأ عندما قرّر أن يهاجم إسرائيل بلا سبب». ولفت إلى أنّ «الأذرع الإيرانية تشكل تهديدا كبيرا»، مُدعياً مهاجمة «أكثر من 50 هدفًا لـ«الحزب» في سوريا منذ بدء الحرب في غزة».

مجلس الأمن

وفي هذه الاجواء التصعيدية التي لفّت معظم ساحات المواجهة في المنطقة، تتجه الانظار الى جلسة مجلس الأمن الدولي التي ستعقد عصر اليوم بدعوة من روسيا العضو الدائم فيه، والمخصّصة للبحث في تداعيات الضربات التي شَنّتها الولايات المتحدة الاميركية في سوريا والعراق رداً على مقتل ثلاثة من جنودها في الهجوم الذي استهدف قاعدة التنف في مثلث الحدود السورية ـ العراقية ـ الاردنية الاسبوع الماضي، والتي استهدفت مواقع لفصائل موالية لإيران تتّهمها واشنطن بمهاجمة قواتها في المنطقة.

جبهة الجنوب

وعلى صعيد الجبهة الجنوبية، أغار الطيران الحربي الاسرائيلي بعد ظهر امس على أحد منازل حي «الطرّاش» في بلدة ميس الجبل. كذلك اغار على بليدا تزامناً مع قصف مدفعي استهدفَ بلدة كفركلا وأطراف العديسة ومطلّ الجبل في مدينة الخيام وتلة الحمامص ومروحين وأطراف راشيا الفخار وكفرحمام، وطالَ لاحقاً أطراف الجبين وطيرحرفا وشيحين ومجدل زون.

وسجّل بعد الرابعة عصراً سقوط قذيفتين على تلة العويضة من جهة الطيبة، وقذيفة بين حولا ومركبا وحرج راشيا الفخار وحولا.

وفي بلدة بليدا كما عيتا الشعب وعيترون وكفركلا وغيرها من القرى الحدودية، حاول العدو الاسرائيلي تَرهيب مُشيّعين شهيدَي حركة «امل» علي خليل ومصطفى ضاهر، حيث قصف احد المنازل القريبة من جبانة البلدة بقذيفتي مدفعية، فكانت ردة فعل المشيّعين أن هتفوا: «لَبّيك يا حسين».

ورداً على الاعتداءات، استهدفت ‌‌‌‌‌‌‏‌‏‌‌‌‏«المقاومة الإسلامية» عصراً ‏موقع المرج ومبنيين ‏في مستعمرة المنارة.‏ وردت المقاومة على ‏الاعتداءات الإسرائيلية التي طاولت القرى والمنازل المدنية وآخرها في بليدا وميس الجبل، باستهداف ‌‌‌‌‌‌‏‌‏‌‌‌‏تجمّع للجنود الاسرائيليين في خلة المزرعاني جنوب موقع العباد.‏ وقصف المقاومون موقع ‏«رويسات العلم» في مرتفعات كفرشوبا المحتلة، وموقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. ‏

وردّت حركة «أمل» ايضاً على الاعتداءات التي أسفرت عن استشهاد اثنين من عناصرها، باستهداف ثكنة ادميت بركة ريشا ومستوطنة مارغيليوت وموقعي حانيتا وعرب العرامشة ومستوطنة ايلون.

وذكرت معلومات اخرى انّ الاسرائيليين تلقّوا عصراً ضربة موجعة جداً في موقع حانيتا.

وتحدثت قناة 12 العبرية عن رصد عدد من عمليات إطلاق الصواريخ من لبنان في اتجاه الجليل الأعلى، وألحقَ صاروخ مضاد للدروع أضراراً بمرآب سيارات في مستعمرة يارؤون. فيما تحدثت وسائل إعلام اخرى عن إطلاق 3 صواريخ من لبنان تجاه مرغليوت. وإطلاق صواريخ من لبنان تجاه منطقة «هار دوف» (مزارع شبعا اللبنانية المحتلة).

وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية: «اليوم (امس) كان من أصعب الأيام التي عرفها الشمال خلال الحرب. تم تفعيل 21 صافرة إنذار في الجليل الأعلى، خلال ساعتين فقط».

وكانت قد بلغت حصيلة شهداء الغارة الاسرائيلية على بلدة الطيبة ليل امس الاول سقوط شهيدين وجريحين، فيما واصَل الجيش الإسرائيلي القصف بمدفعيته الثقيلة أطراف بلدات الناقورة ويارين ورميش وعلما الشعب والضهيرة وبيت ليف وجبلي اللبونة والعلام في القطاعين الغربي والاوسط.

وفي الداخل الاسرائيلي قال الرئيس السابق لوحدة «أمان» الإسرائيلية: «انه من المناسب عدم الانجرار إلى حرب شاملة مع «الحزب»، بالتزامن مع الحرب في غزة، وذلك لأسباب عدة، ذلك أنّ الجمهور الإسرائيلي لا يعلم الثمن الباهظ، ليس فقط بالنسبة الى المستوطنات الشمالية، بل الى العمق الإسرائيلي بكامله، ومن الممكن أن يؤدي حتى إلى إشعال حرب «يأجوج ومأجوج» في المنطقة بكاملها».

ومن جهته المحلل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت» قال: «الحرب ضد «الحزب» تعني صواريخ ثقيلة على تل أبيب وجنوبها، كان يجب تحضير الجمهور الإسرائيلي لهذه الحقائق من قبل، لكن هناك من أراد عدم إثارة الخوف في المجتمع الإسرائيلي».

امّا رئيس مجلس مستوطنة «شلومي» عند الحدود مع لبنان غابي نعمان، فقال: «شعوري هو أنّ كل المؤتمرات التي جَرت، سواء مؤتمر وزير الحرب أو المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ليست موجّهة لسكان الشمال، بل موجّهة للمبعوث الأميركي. أنا حقاً أعتذر، لكنني لا أثق في الجيش الإسرائيلي، لقد فشل في الجنوب، وأنا خائف جدًا من أنه سيفشل مرة أخرى في الشمال، خصوصاً مع وجود منظمة كبيرة جدًا عند الحدود».

************************

افتتاحية صحيفة اللواء

«هدنة رمضان» في الواجهة الجنوبية أو التعايش مع حرب مفتوحة!

بري يحسم المسار الرئاسي: لا جلسات بلا حوار مسبق وتعاميم الـ150 دولاراً في ملعب المصارف

 

مع دخول الحرب العدوانية- الاسرائيلية شهرها الخامس اليوم على غزة وأهلها، والامعان بالقتل «الدمار الشامل» على الصعد كافة، وثبات رجال المقاومة الفلسطينية على أرض الوغى بإنزال الخسائر المباشرة بجنود الاحتلال وآلياته ودباباته ومسيَّراته، بقيت جبهات المساندة، وأبرزها جبهة الجنوب اللبناني مفتوحة على كل الخيارات، في وضعية مستجدة طرحت الخيارات والاحتمالات للمرحلة المقبلة في ضوء المخاض الصعب على جبهة اسرائيل على مستوياتها كافة..

ومع وصول وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن الى الشرق الاوسط، كأرض للصراعات ورسم سياسات الدول الكبرى بصرف النظر عن الحرب او الحروب الدائرة نتائجها، قفزت سلسلة من الاسئلة الى الواجهة:

1- هل تتعايش اسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية لوقت غير قصير في دوامة حرب لا ترحم، والى متى؟

2 – هل يتمكن رأس الدبلوماسية الاميركية، المتعاطف مع اسرائيل من وضع خارطة طريق مع شركائه للخروج من وحول الحرب ومستنقعاتها؟

3 – هل تدخل المنطقة في هدنة شهر رمضان المبارك، خلال الشهر الفاصل عن بدء الصيام في نهاية الثلث الاول من آذار المقبل.

وفي سياق الاجابات،أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن زيارة وزير الخارجية الفرنسية الى لبنان، تندرج ضمن الزيارات التي يقوم بها عدد من وزراء خارجية الدول الاوروبية والموفدون الدوليون، لتطويق ذيول  الاشتباكات المسلحة بين ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود الجنوبية اللبنانية، والعمل على منع توسع هذه الاشتباكات الى حرب واسعة النطاق،  والتوسط بين الطرفين، لانهاء الاشتباكات والتفاهم على ارساء ترتيبات امنية استنادا للقرار الدولي رقم١٧٠١.

ونفت المصادر علمها باي مبادرة فرنسية خاصة يحملها الوزير الفرنسي في جعبته، الا انها لم تستبعد ان يحمل افكارا محددة، يطرحها خلال مباحثاته مع المسؤولين، انطلاقا من العلاقات الجيدة التي تربط فرنسا بلبنان وإسرائيل، ومن خلالها لتذليل الصعوبات وتقريب وجهات النظر، لوضع حد للتصعيد الحاصل بين ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه وإسرائيل، وإن كان تحقيق مثل هذا الهدف يبدو صعبا مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة.

ولاحظت المصادر ان تركيز وزراء الخارجية الاجانب  يركزون في مناقشاتهم على وجوب تطويق الاشتباكات الدائرة في الجنوب وتطبيق القرار الدولي رقم١٧٠١، بينما يطرح ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية جانبيا، ما يدل بوضوح على ان الاولوية التي يركز عليها هؤلاء الزوار والموفدين، هي لانهاء التصعيد جنوبا، وليس انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وفصلت المصادر بين زيارة وزير الخارجية الفرنسية  الى لبنان، وهي الاولى  له منذ تسلمه مهام وزارة الخارجية، وبين مهمة الموفد الفرنسي ايف لودريان المكلف بمتابعة وتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية حصرا، واشارت إلى ان اي موعد لم يحدد لزيارة لودريان إلى لبنان بعد، ما يؤشر ان ملف الانتخابات الرئاسية، ما يزال معلقا بانتظار انتهاء حرب غزّة على الاقل.

وتطرقت المصادر الديبلوماسية إلى مهمة المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين، واشارت إلى ان زيارته للمنطقة محددة بزيارة إسرائيل حتى الان، بينما زيارته إلى لبنان لم تطرح بعد، الا اذا حمل مقترحات وافكار إسرائيلية مفيدة، تتطلب طرحها على المسؤولين اللبنانيين، ولكن حتى الساعة لم تتبلغ وزارة الخارجية شيئا بهذا الخصوص.

ولكن مهما يكن من امر ما يجري، فإن لبنان يمضي ليومه السياسي والحكومي والمعيشي، ليس على سبيل التعايش وحسب، بل على سبيل معالجة، ما يمكن علاجه بما هو متوافر.

فبعد ان انجز حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري وعده باصدار تعميم الـ150 دولاراً يمكن لاصحاب الحسابات المودعين المكونة بعد 31ت1 (2019) من المصارف العاملة كلها تتجه الانظار الى كيفية التطبيق بدءا من اليوم، فالكرة الآن في ملعب المصارف، التي تعقد اجتماعات عمل الرؤية ماذا ستفعل.

فقد أصدر مصرف لبنان تعميمين يتيح التعميم الأول (166) لأصحاب الحسابات الدولارية التي تم فتحها بعد تاريخ 31 تشرين الأول من العام 2019 سحب 150 دولاراً شهرياً وفق شروط محددة (مرفقة ربطاً) ويُعد هذا التعميم بديلاً عن التعميم رقم 151 منتهي الصلاحية نهاية 2023. ويُعمل بالتعميم المذكور حتى نهاية شهر حزيران من العام 2024 قابل للتجديد.

بري: يجوا يحرجوني!

رئاسياً، كشف الرئيس نبيه بري، مع بداية الاسبوع، عن سلسلة من المواقف او المحطات من شأنها ان تزيل الغموض، وتفتح الطريق امام خريطة وضوح في المسار الرئاسي،:

1 – قال بري عن اجتماعه مع سفراء الخماسية: اتفقت معهم على أن يساعدونا على انتخاب من نسميه نحن كلبنانيين، لا من يسمونه هم، الخماسية هذه المرة موحدون وقالوا لي: «ما عنا مرشح على الاطلاق ولا عنا فيتو على اي اسم ونحنا مستعدين نساعدكن باللي بدكن ياه».

2- اشار بري الى انه سمع من كل السفراء أن لا فيتو على أي اسم ومن ضمنها السعودية، وتوافقنا أن انتخاب الرئيس يتطلب توافقا، وتمنوا تسميتها تشاور، لا حوار، وكنت متجاوبا مع كل ما يخدم الملف الرئاسي، وقلت انه اذا اقتضى الأمر فليترأس نائب رئيس المجلس الحوار ولا مشكلة لدي.

3 – شدد بري على ان لا انتخاب من دون تشاور او حوار، وبالتالي لا جلسات متتالية.. واذا كان لديهم أي طريقة أخرى «يأمنولي ياها وأنا حاضر»، فمن دون تشاور نكرر الجلسات من غير القدرة على انتخاب الرئيس، فلا استطيع أن أمنع مقاطعة أي فريق لأي جلسة لأنه حق دستوري، ولا يستطيع المجلس أن يؤمن نصاب ال٨٦ الا بالتوافقات والتفاهمات، وانا لا أطالب بالإجماع، أنا أتكلم عن التوافق لتأمين نصاب ال86، فلو عقدتُ خمسين جلسة متتالية لن نصل الى رئيس، لذلك طرحت الحوار لمدة اقصاها ٧ ايام، «يفترضوا اني عم ببلفهن ويجوا يحرجوني».

وفي التفاتة تجاه مجيء الرئيس سعد الحريري للمشاركة في احياء الذكرى 19 لاستشهاد والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحب بري بالرئيس الحريري، وقال: «أهلا وسهلا بعودتك للعمل السياسي عندما تقرر»، فقد أثبتت الانتخابات الاخيرة أن سعد الحريري هو الناجح الأكبر على الرغم من اعتكافه، فمن النهر الكبير الى الناقورة حصد 24% من الطائفة السنية من غير أن يشارك في الانتخابات».

ولاحظت مصادر نيابية معارضة  لـ«اللواء» أن  رفض الرئيس بري الدعوة لجلسات انتخاب متتالية قبل إجراء الحوار بهدف التوافق كما يقول يدفع إلى وضع الاستحقاق الرئاسي في مهب الريح، ورأت أن تمسك رئيس المجلس بهذا المبدأ يخالف العملية الدستورية بشأن الانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى أنه بتكرار هذا الموقف يعرقل الاستحقاق وإن إجراء الحوار قبل الدعوة لجلسة الانتخاب مرفوض من قبل قوى المعارضة.

إلى ذلك اعتبرت أوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن جهود اللجنة الخماسية لن تتوقف في هذا الملف وإي تعليق لهذه الجهود لم يتخذ، وأوضحت أن ما قاله رئيس المجلس بشأن الحوار يندرج في إطار محاولة جديدة منه لانجاح هذه الدعوة واختبار مواقف القوى منه مجددا لاسيما أنه يعتبر ان هناك حاجة إلى مسعى محلي.

الراعي: لبنان تحوَّل إلى دولة دينية

وبعد ان هدأت الحملة ضد تصريحه في ما خص «ثقافة الموت»، ذكَّر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بموقفه من حرب غزة، وقال: منذ بداية حرب اسرائيل على غزة، بالشكل الوحشي الذي رأيناه، اعتبرناها حرب ابادة للشعب الفلسطيني وتصفية لقضيته، وأدناها تكرار..

وفي ما خص لبنان، اضاف: دعونا الى التقيد بالقرار 1701 من الجانبين الاسرائيلي واللبناني حماية لبلدات الجنوب الحدودية من القصف والقتل والتهجير والتدمير.

واستطرد: بحرمان لبنان من الرئيس انكشفت النيات من خلال نتائج الفراغ، كتحويل لبنان الى دولة دينية، طائفية، مذهبية، بعدما كان دولة تفصل الدين عن السياسية، كما نشهد اليوم في التعيينات عامة، والقضائية خاصة.

استهداف المشيِّعين

وفي حماقة غير مسبوقة، تمادى جيش الاحتلال الاسرائيلي باستهداف المشيِّعين لشهيدي حركة امل في قرية بليدا، بعد ان قصف محيط البلدة، وبلدات اخرى امتدت من تلة العويضة الى حولا ومركبا ومروحين ومجدل زون وطيرحرفا الشمالية والجبين..

ووضعت المقاومة معادلة المبنى مقابل المبنى، بالمقابل، قصفت المقاومة الاسلامية موقع زبدين في مزارع شبعا بالاسلحة الصاروخية، وكذلك استهدفت مبنيين في مستعمرة المنارة، وكان ضربت السبت الماضي ثكنة برانيت بصاورخي «قلق1» واصابتهما اصابة مباشرة.

********************

افتتاحية صحيفة الديار

المعارك تحتدم في خان يونس… «تل أبيب» تضغط على ح.م.ا.س بالنار للسير بشروطها

وزير الخارجيّة الفرنسيّة في بيروت غداً تحضيراً لـ«اليوم التالي»

 واشنطن ستواصل ضربات «ردّ الاعتبار» من دون تجاوز الخطوط الحمراء – بولا مراد

 

بمسعى للضغط على حركة ح.م.ا.س ومجموعات المقاومة الفلسطينية للسير سريعا بمقترح الهدنة الذي خرج به اجتماع باريس قبل نحو اسبوع، كثف العدو الاسرائيلي قصفه لمناطق عديدة في قطاع غزة، فيما احتدمت المعارك في خان يونس جنوبي القطاع، ما ادى الى تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء العدوان 27 ألفا و365، والمصابين 66 ألفا و630. من جانبه أقر جيش العدو الإسرائيلي باصابة 5 من عسكرييه خلال الساعات الـ24 الماضية. وقالت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاتليها أوقعوا «قوة إسرائيلية» في كمين محكم بخان يونس، وقتلوا جنديين وأصابوا آخرين. وأضافت أنها خاضت اشتباكات ضارية مع جنود وآليات الاحتلال بمحاور التقدم غرب وجنوب غرب المدينة.

رد ح.م.ا.س جاهز

 

سياسيا، يفترض ان يتضح خلال الساعات الـ24 المقبلة رد ح.م.ا.س على مقترح الهدنة، الذي بات محسوما انه سيلحظ ملاحظات عديدة يفترض تضمينها فيه كي توافق الحركة على السير فيه.

 

وقالت مصادر مطلعة لـ «الديار» ان ح.م.ا.س ستسلّم القطريين خلال ساعات ردها الذي بات جاهزا على المقترح، لافتة الى انه «يميل الى الإيجابية مع بعض الاستفسارات وطلبات التوضيح.

 

وفي حديث لشبكة «سي بي إس» التلفزيونية الأميركية امس الأحد، اعتبر مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، أن «الكرة في ملعب ح.م.ا.س» في ما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق للتهدئة في غزة. وقال إن «الولايات المتحدة تعتقد أنه من الضروري التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين احتجزتهم ح.م.ا.س خلال هجومها، ومنهم أميركيون، خلال هدنة إنسانية في قطاع غزة». وأضاف: «هذا يصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة، وسنضغط من أجل ذلك دون كلل، فهذه أولوية قصوى بالنسبة لنا».

 

هذا، وواصلت واشنطن قصفها اهدافا للحوثيين في اليمن. فأفيد يوم السبت عن تعرض 6 محافظات يمنية لعشرات الغارات التي نفذتها مقاتلات أميركية وبريطانية، وقالت القيادة المركزية الأميركية إنها ركّزت على أهداف يستخدمها الحوثيون لمهاجمة السفن التجارية. وذكر بيان مشترك أن «الولايات المتحدة وبريطانيا نفذتا ضربات يوم السبت على 36 هدفا مرتبطا بجماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن».

 

من جهتها، اشارت مصادر مطلعة لـ «الديار» الى ان «واشنطن لن تكتفي بالضربات التي وجهتها في سوريا والعراق ردا على استهداف جنودها في الاردن، انما هي ستجدد هذه الضربات قريبا، ولكنها ستبقى في اطار «رد الاعتبار» من دون تجاوز الخطوط الحمراء».

 عقبات تعرقل «اليوم التالي»

 

لبنانيا، تواصلت غارات العدو الإسرائيلي على اكثر من منطقة. فقد اغار الطيران الحربي المعادي بالصواريخ مستهدفا بلدة ‫ميس الجبل، كما قصف دبابة ميركافا على الاطراف الشرقية لبلدة بليدا مع اطلاق رشقات رشاشة على المنطقة نفسها، واطلقت رشقات رشاشة غزيرة من مواقع العدو المقابلة للضهيرة والبستان، وسقط عدد من القذائف المعادية في أطراف بلدة مركبا وتلة العويضة لجهة بلدة ‫الطيبة. كما قصف العدو على اطراف طيرحرفا والضهيرة ومجدل زون، وانفجرت صواريخ اعتراضية في أجواء القطاع الشرقي.

 

كذلك، نفذ الطيران الحربي المعادي غارة جوية استهدفت بلدة ‫بليدا الحدودية، وقصف بمدافع الهاون بلدة ‫كفركلا وأطراف العديسة ومطلّ الجبل في مدينة ‫الخيام وتلة الحمامص، وأطراف ‫راشيا الفخار و‫كفرحمام وكفركلا، وأطراف ‫الجبين، وطيرحرفا.

 

بالمقابل، استهدف ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌مجاهدو المقاومة الإسلامية موقع «المرج» في وادي ‫هونين.

 

‏كما استهدفوا مبنيين في مستعمرة «المنارة» وتجمعاً لجنود العدو جنوب موقع «‫العباد»، وموقع «رويسات العلم» في مرتفعات ‫كفرشوبا اللبنانية، موقع ‫»زبدين» في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. (التفاصيل ص 2).

 

ولم يتضح حتى الساعة ما صحة المعلومات التي تم تداولها «اسرائيليا» عن ان نفاذ الهدنة في غزة لن يطبق على جنوب لبنان. ورجحت مصادر مطلعة ان تكون هذه المعلومات «تندرج في اطار الضغوط التي تمارسها «تل ابيب» للضغط على ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه، سواء بالميدان او بالديبلوماسية للتراجع الى منطقة شمالي الليطاني». واضافت المصادر لـ» الديار»: «يحط وزير خارجية فرنسا يوم غد في بيروت بعد جولة له في المنطقة لحث الحزب على التراجع، بالتزامن مع دخول الهدنة في غزة حيز التنفيذ. لكن جواب الحزب سيكون حاسما لجهة انه لن يعطي اي اجوبة او يدخل في اي نقاش، قبل بدء الهدنة والاطلاع على كل تفاصيلها. فهو لن يتراجع قيد أنملة قبل اعلان الوقف النهائي لاطلاق النار، وان كان سيلتزم بالهدنة متى بدأت في غزة، وفي حال لم يواصل العدو اعتداءاته جنوبا».

 

واشارت المصادر الى ان «وزير خارجية فرنسا كما غيره من الديبلوماسيين يعملون على تصور لليوم الثاني سواء في غزة او لبنان، الا ان هناك عقبتين اساسيتين يواجهونهما:

 

– الاولى: في «تل ابيب»، حيث يرفض نتنياهو الحديث عن وقف نهائي لاطلاق النار وانتهاء الحرب، قبل القضاء على ح.م.ا.س.

***********************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

أميركا تردّ على إيران بطائرات B1 وغزة صامدة للشهر الخامس  

 

شهد اليوم الـ121 من الحرب الإسرائيلية على غزة احتدام المعارك في قلب مدينة غزة وفي خان يونس جنوبي القطاع، بينما وجَّهت فصائل المقاومة الفلسطينية ضربات جديدة لقوات الاحتلال.

 

ونفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات جوية على مناطق متفرقة من قطاع غزة، في حين تستمر الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في عدد من المحاور بالقطاع.

 

واستهدفت الغارات مناطق متفرقة في دير البلح، ووسط وغرب مدينة خان يونس، وجميع أنحاء مدينة غزة، بالإضافة إلى المناطق الواقعة جنوب منطقة جحر الديك حيث سمعت انفجارات ضخمة.

 

وخلف القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي على خان يونس  10 شهداء منذ صباح الاجد، و14 شهيدا وعددا من الجرحى في دير البلح.

 

وتعرضت المنطقة الفاصلة بين خان يونس ومدينة رفح  لقصف عنيف منذ يومين من الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية.

 

وقالت قناة الأقصى الفضائية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي شنت قصفا مدفعيا عنيفا على حي الأمل ومخيم خان يونس ووسط المدينة، وأضافت أن وحدات الهندسة في جيش الاحتلال قامت بنسف منازل قرب الحي النمساوي غربي خان يونس، جنوب قطاع غزة.

 

من جهته، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن هناك مؤشرات تنذر بكارثة إنسانية في مستشفى الأمل المحاصر لليوم الـ14 على التوالي، في خان يونس جنوبي قطاع غزة، وأضاف أن المستشفى لا يزال يتعرض لإطلاق نار كثيف، ومنع لحركة المسعفين والنازحين.

 

وفي وقت سابق من يوم الاحد، أعلنت وزارة الصحة بغزة استشهاد 127 فلسطينيا في 14 مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الـ24 ساعة الماضية، وتزامن ذلك مع اشتباكات مع المقاومة الفلسطينية في عدد من المحاور بالقطاع، أسفرت عن خسائر في صفوف قوات الاحتلال.

 

وأوضحت وزارة الصحة أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي ارتفع إلى 27 ألفا و365 شهيدا و66 ألفا و630 مصابا منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

 

اشتباكات ومعارك

 

وجرت اشتباكات  بالرشاشات الثقيلة في أحياء مختلفة من مدينة غزة، واشتباكات أخرى وسط وغرب مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

 

وأعلنت سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي – أن مقاتليها أوقعوا قوة إسرائيلية في كمين محكم بخان يونس جنوبي قطاع غزة وقتلوا جنديين وأصابوا آخرين.

 

كما استهدفت، في وقت سابق، جرافة لقوات الاحتلال في حي الأمل، وأكدت أن عناصرها اشتبكوا مع قوات الاحتلال، وأوقعوا قتلى وجرحى في صفوفها، وبثت سرايا القدس صورا لمسيرة إسرائيلية، قالت إنها أسقطتها خلال قيامها بمهام استخباراتيه جنوب غرب خان يونس.

 

من جانبها، قالت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة ح.م.ا.س- إنها دكت بقذائف الهاون تجمعا لقوات الاحتلال المتوغلة في منطقة الجامعات، غربي مدينة غزة.

 

وأكدت الكتائب في وقت سابق استهداف دبابة إسرائيلية من نوع “ميركافا” غرب مدينة خان يونس بقذيفة من نوع “الياسين 105”.

 

ابو عبيدة

 

وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام: تمكنا خلال الأيام الماضية من تدمير 43 آلية عسكرية كليا أو جزئيا.

 

وأجهزنا على 15 جنديا إسرائيليا من نقطة الصفر، وقنصنا ضابطا وجنديا وأوقعنا عشرات بين قتيل وجريح. و فجرنا مدخل نفق في عدد من جنود العدو.

 

وقال ان مجاهدينا استولوا على 4 طائرات من دون طيار ودكوا حشودا عسكرية بقذائف الهاون في كافة محاور القتال. ولفت الى ان المجاهدين وجهوا رشقة صاروخية مكثفة نحو تل أبيب ومحيطها.

 

ضربات أميركية جديدة في البحر الأحمر وسوريا والعراق

 

إيران تندّد واجتماع في مجلس الأمن بطلب من موسكو اليوم

 

أعلنت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) تنفيذ ضربة جديدة، صباح الأحد، ضد صاروخ مضاد للسفن تابع للحوثيين، غداة قصف أميركي وبريطاني طال عشرات الأهداف في اليمن.

 

وأفادت “سنتكوم” بأن قواتها نفذت الضربة ضد الصاروخ الذي كان “معداً للإطلاق ضد سفن في البحر الأحمر” بعد أن اعتبرت أنه “يمثل خطراً وشيكاً” على السفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

 

ولمحاولة ردعهم، شنت القوات الأميركية والبريطانية في 12 و22  (كانون الثاني) سلسلة ضربات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن. وينفذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات على صواريخ يقول إنها معدة للإطلاق.

 

وفي وقت مبكر من  الأحد، كتب المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع على منصة “إكس”، “شن طيران العدوان الأميركي – البريطاني 48 غارة جوية خلال الساعات الماضية توزعت كالتالي: 13 غارة على أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء. تسعة على محافظة الحديدة. 11 على محافظة تعز. سبعة على محافظة البيضاء. سبعة على محافظة حجة.

 

وأضاف أن “هذه الاعتداءات لن تثنينا عن موقفنا الأخلاقي والديني والإنساني المساند للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة ولن تمر من دون رد وعقاب”.

 

ودانت الحكومتان العراقية والسورية الضربات الأميركية على أرضيهما، في حين قالت طهران إنها “لن تكون لها أي نتيجة سوى مفاقمة التوتر وعدم الاستقرار”، منددة بـ”انتهاك سيادة سوريا والعراق”، بحسب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، كما اعتبرت حركة “ح.م.ا.س.” الفلسطينية أن واشنطن تقوم بـ”صب الزيت على النار” في الشرق الأوسط.

 

وطالب فالح القباص رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي خلال تشييع ضحايا القصف الاميركي بانسحاب القوات الاميركية من العراق، داعيا رئيس الوزراء العراقي بالقيام بما عليه لأجل سيادة البلاد.

 

ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً، اليوم الإثنين، حول الضربات الأميركية في سوريا والعراق، بناء على طلب موسكو التي اتهمت واشنطن، السبت، بـ”زرع الفوضى والدمار” في الشرق الأوسط.

*************************

افتتاحية صحيفة البناء:

غارات اميركية على اليمن… وصنعاء: ماضون في إجراءاتنا في البحر الأحمر
المقاومة متمسكة بشرطَيْ وقف الحرب وتحرير كل الأسرى للسير بأي صفقة
بري: لا جلسات دون توافق… والخماسية التزمت الحياد… وأهلاً بعودة الحريري

 واصلت واشنطن عملياتها الاستعراضية العدوانية على المنطقة دعماً لكيان الاحتلال الذي يعيش حال الفشل السياسي والعسكري والتفكك الاجتماعي، فقصفت طائراتها عدة محافظات يمنية، لكن مثلما سارعت المقاومة العراقية الى الردّ إثباتا أن الغارات الأميركية لن تبدل شيئاً في الموازين، أعلنت صنعاء أنها ماضية في إجراءاتها في البحر الأحمر.
على جبهة غزة ومشروع صفقة تبادل الأسرى والهدنة، قالت مصادر قريبة من مداولات قوى المقاومة، إن فصائل المقاومة متفقة على أن السير بأي صفقة تبادل يجب أن يضمن وضوحاً في إنهاء الحرب وتحرير كل الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال.
على جبهة جنوب لبنان تواصلت عمليات المقاومة التي سجلت تصعيداً ملحوظاً يوم أمس، كماً ونوعاً، بينما تحدث رئيس المجلس النيابي عن الشأن الرئاسي فقال، إنه لن يدعو لجلسات متتالية دون توقف قبل الحوار والتوافق الذي يضمن نصاب الـ 86 صوتاً، وليس مطلوباً الاتفاق على مرشح واحد، لكن على الأقل على صيغة تضمن عدم تعطيل النصاب، وقال بري إنه حصل من اللجنة الخماسية على تعهّد بعدم ترشيح أحد وعدم وضع فيتو على أحد، وجعل مهمة اللجنة بدلاً من إنتاج اسم الرئيس مساندة اللبنانيين ومساعدتهم ليختاروا هم الرئيس. وعن عودة الرئيس سعد الحريري الى العمل السياسي قال بري: أهلا وسهلا بعودة الحريري متى شاء، فقد أثبتت مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية أنه لا يزال الزعيم الأقوى في طائفته.

لا يزال الوضع على الجبهة الجنوبية في واجهة المشهد الداخلي، وسط ترقب لنتائج المفاوضات الدائرة في باريس بشأن الوضع في غزة، حيث كان من المتوقع أن تسلم حركة حماس الوسطاء ردها على مسودة اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. فيما تشخص الأنظار الى تداعيات أي اتفاق في غزة وانعكاسه على الجنوب، في ظل إعلان مسؤولين في قيادة الاحتلال بأن العدوان على لبنان سيستمر حتى بعد توقف الحرب في غزة. وفي سياق ذلك، قال المتحدث باسم جيش الإحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، إلى أنّ «القوات النظامية والاحتياطية تجري تدريبات برًا وبحرًا وجوًا تحسبًا لأي حرب في الشمال»، زاعمًا أنّ «حزب الله أخطأ عندما قرر أن يهاجم «إسرائيل» بلا سبب»، وفق تعبيره. وادعى في مؤتمر صحافي من «تل أبيب»، مهاجمة «أكثر من 50 هدفًا لحزب الله في سورية منذ بدء الحرب في غزة»، كما زعم مهاجمة «أكثر من 3400 هدف لحزب الله في جنوب لبنان».
إلا أن خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية أوضحوا لـ”البناء” الى أن هذه التهديدات الاسرائيلية تندرج في إطار رفع معنويات جيش الاحتلال وتطمين المستوطنين بإطلاق وعود كاذبة بأن حكومة الاحتلال ستقوم بإجراءات عسكرية على الحدود لإبعاد حزب الله وفرقة الرضوان خصوصاً الى شمال الليطاني وإعادة المستوطنين الى الشمال”. وأشار الخبراء الى أن “التهديدات الإسرائيلية لن تغيّر في المعادلة العسكرية في غزة ولا في المعادلة على الحدود مع لبنان في ظل فرض المقاومة معادلات صعبة على الاحتلال الذي جنّد كل عواصم العالم للضغط لتوفير الأمن للمستوطنين”.
ولفت الخبراء الى أن “الجيش الإسرائيلي لم يعد باستطاعته خوض جبهة جديدة ومعركة برية على الحدود مع لبنان بعد حجم الخسائر الفادحة التي تعرّض لها في غزة، وبالتأكيد أخذت قيادة الاحتلال العبر من حرب غزة وتفهّم أبعاد ومخاطر الحرب على لبنان”، لكن الخبراء لا يستبعدون تصعيداً إسرائيلياً جوياً واستهداف المدنيين والقرى الجنوبية الحدودية للقول للمستوطنين إننا نسعى من أجل توفير أمنكم، لكن بالتأكيد لن يؤدي التصعيد الجوي الى نتيجة ولن ينجح بإبعاد حزب الله عن الحدود.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن “اليوم (أمس) كان يوم قتال غير عادي نسبيًا في الشمال، تمّ تنفيذ حوالي 15 عملية إطلاق من الأراضي اللبنانية، وتم إطلاق صفارات الإنذار 18 مرة في مستوطنات الشمال”.
لكن حال المستوطنات في الشمال يعبر عن حقيقة الواقع والتشكيك بوعود المسؤولين الاسرائيليين، إذ أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إلى أن رؤساء المجالس في شمال الكيان الصهيوني لم يقتنعوا بتصريح المتحدث باسم “الجيش الإسرائيلي” العميد دانييل هاغاري، السبت، والذي تناول القتال في الشمال ضدّ حزب الله.
أما رئيس مستوطنة مرغليوت، إيتان دافيدي، الذي تلقى تهديدات مباشرة من حزب الله، فقال لموقع “يديعوت أحرونوت”: “أشعر أنني في حالة من الارتباك منذ أربعة أشهر، دانيال هاغاري لم يأتِ بشيء جديد، اعتقدت أنه سيقول إنهم سيخرجون من غزّة ويدخلون لبنان، إن حقيقة قوله إنهم لن يتهاونوا أمام لبنان أمر يبعث على السرور، لكنني توقعت أن تكون الحدة أعلى من ذلك بكثير.. لم نسمع 1701 وشمال الليطاني، وقال إن واقع 6 تشرين الأول لن يعود”.
من جهته، رئيس مجلس شلومي، غابي نعمان، قال “شعوري هو أن كلّ الحديث الذي حصل بالأمس، سواء من قبل وزير الأمن أو من قبل المتحدث باسم “الجيش الإسرائيلي”، لا يستهدف سكان الشمال، بل يستهدف المبعوث الأميركي.. عملياً سكاننا منذ أربعة أشهر خارج منازلهم.. ليس هناك من مواطن في الجليل يثق بحزب الله في أي اتفاق مكتوب أو غيره، وهذا يقلقني كثيراً.. “الجيش الإسرائيلي” يقوم بتوجيه ضربة ويكرّر.. على بعد أربعة كيلومترات من شلومي، كلّ شيء يعمل، شهر آذار سيكون مصيريًا لسكان خط المواجهة – هل هناك نيات للجيش الإسرائيلي للقضاء على حزب الله أو إبقاء التهديد في السنوات العشرين المقبلة؟”.
وكانت المقاومة واصلت عملياتها في إطار دعمها للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناد مقاومته الباسلة، وردًا على الاعتداءات الصهيونية، استهدفت مستوطنة “المنارة” الصهيونية، ومواقع: المرج والعباد ورويسات العلم وثكنة زبدين.
وفي وقت لاحق عاودت المقاومة الإسلامية استهداف موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة للمرة الثانية، بالأسلحة الصاروخية محققة فيه إصابات مباشرة.
وأشار عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض، الى ان “ما يجري في الجنوب من مواجهة مع العدو الإسرائيلي لم يؤازر غزة فقط، إنما ساعد على حماية البلد وقلل من احتمالات استهدافه على نطاق واسع كما وأسهم في إنهاك واستنزاف قوات العدو على النحو الذي جعلها أقل قدرة وجاهزية لخوض حرب واسعة والأهم أنّه فتح مع هذه المواجهة ملف الحدود مجدداً والأراضي اللبنانية المحتلة والانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية والقرارات الدولية”.
وخلال حفل تأبيني في حاروف، لفت فياض إلى أنّ ثمة خطأ خطيراً يقع به كثيرون عندما يتعاطون مع الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا وخروقاته لسيادتنا كأمر واقع وحقيقة طبيعية ومُعطى أبدي يجب التعايش معه والتسليم به”.
وأضاف: “إن من يهمه الاستقرار وتجنُّب التوسع في الحروب عليه أن يضغط على المعتدي وليس على الضحية، و”إسرائيل” هي المعتدي المتوحش ونحن الضحايا الذين ندافع عن أرضنا وأنفسنا”. وأشار فياض إلى ان “المبادرة المطروحة على إخواننا في المقاومة الفلسطينية في غزة، بمعزل عن تفاصيلها وشروطها ومراحلها ومداها الزمني، إنما تعكس حقيقة لا لبس فيها، وهي أن الإسرائيلي أخفق واصطدم بحائط مسدود، وانه سيُرغم صاغراً، بعد عجزه عسكرياً عن تحقيق أهدافه، على الرضوخ لشروط المقاومة”.
الى ذلك، دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في عظته خلال قداس الأحد في بكركي “إلى التقيّد بالقرار 1701 من الجانبين الإسرائيلي واللبنانيّ، حمايةً لبلدات الجنوب الحدوديّة من القصف والقتل والتهجير والتدمير. وإنّا لم نتوقّف يومًا عن المطالبة بوقف النار نهائيًّا والذهاب إلى التفاوض والحلول السياسيّة والديبلوماسيّة بهدف تثبيت حلّ الدولتين. ربّما لا يتذكّر الجميع أو لا يعرفون أنّ قرار إنشاء دولة خاصّة بالفلسطينيّين إلى جانب دولة إسرائيل يرقى إلى القرار 181 الصادر عن جمعيّة الأمم المتّحدة العامّة في 29 تشرين الثاني 1947، وقد قسم هذا القرار فلسطين إلى دولتين: دولة عبريّة ودولة عربيّة، ورسم حدود كلّ من هاتين الدولتين. واعتبر القرار مدينة القدس مع عشرات الكيلومترات “جسمًا منفصلًا « (corpus separarum)، خاضعًا لنظام دوليّ برعاية الأمم المتّحدة. وسارعت دولة إسرائيل إلى إقرارها عضوًا في منظّمة الأمم المتّحدة”.
وأعربت وزارة الخارجية والمغتربين عن “عميق قلقها من القصف الذي تعرضت له كل من سورية والعراق، وأسفها لما نتج عنه من سقوط عدد من القتلى والجرحى، وما يشكله أيضاً من انتهاك لأمن وسيادة البلدين الشقيقين”. وذكرت الوزارة بأن “موقفها هذا مبدئي لدى الاعتداء على أي دولة عربية، وقد سبق أن عبرت عن موقف مماثل لدى انتهاك سيادة وأمن الأردن الشقيق، واستهداف أفراد أميركيين متواجدين على أراضيه”. ودعت الوزارة الى “ضبط النفس، واحترام أمن وسيادة وسلامة كافة الدول، وتذكر بأن لبنان سبق أن حذّر مراراً الجميع من خطر تمدد الحرب وتوسع الصراع”.
وأدان الحزب السوري القومي الاجتماعي بشدة، القصف الأميركي على عدة مناطق في سورية والعراق، والقصف الأميركي ـ البريطاني على اليمن، ويُدرج الحزب هذا القصف في سياق النهج العدواني المتواصل، الذي ازداد غطرسة وإجراماً منذ احتلال العراق مروراً بالحرب الإرهابية على سورية، وصولاً إلى حرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني بالشراكة مع الإدارة الأميركية ضد أهلنا في غزة وفلسطين، والاعتداءات المتواصلة على لبنان.
ورأى الحزب، أن الإدارة الأميركية ومن خلال سياساتها وعملياتها العدوانية، إنّما تذهب نحو تصعيد المواجهة، غير عابئة بالتداعيات، خصوصاً في ظل وجود قواعد ومواقع أميركية سرية وغير شرعية في المنطقة، ومضائق بحرية لن تعبر من خلالها السفن المتجهة الى كيان العدو الصهيوني.
وأكد أن هؤلاء الشهداء ومَن سبقهم على طريق فلسطين، وفي مواجهة الإرهاب والاحتلال والعدوان والغطرسة، هم طليعة انتصارات أمتنا في معاركها المصيرية والوجودية، كما يحيي أرواح شهداء اليمن الذين ينتصرون لفلسطين في مواجهة حرب الإبادة الصهيونية.
على صعيد ملف رئاسة الجمهورية، لم يسجل أي جديد بانتظار عودة السفير السعودي وليد بخاري من السعودية الذي غادر إليها بعد لقاء سفراء دول الخامسية رئيس مجلس النواب نبيه بري الأسبوع الماضي، وسط انتظار أيضاً للقاء اللجنة الخماسية في السعودية وتقييم الوضع في لبنان وتكليف الموفد الفرنسي جان ايف لودريان بزيارة لبنان لاستكمال مشاوراته مع القيادات اللبنانية. إلا أن أوساطاً سياسية لفتت لـ”البناء” الى أن “الظروف الداخلية والإقليمية والدولية غير مؤاتية ومناسبة لانتخاب رئيس في المدى المنظور”، مشيرة الى أن الملف الرئاسي بات مرتبطاً بتطورات المنطقة لا سيما بالحرب في غزة، وأي تسوية هناك ستنعكس على المنطقة برمّتها وعلى لبنان بطبيعة الحال، ويمكن أن تفتح ملف الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة وبالتالي حلحلة للملف الرئاسي.
وأطلق الرئيس بري سلسلة مواقف بارزة من آخر التطورات وخاصة الملف الرئاسي، وكشف أنه “سمع من كل السفراء أن لا فيتو على أي اسم ومن ضمنها السعودية، وتوافقنا أن انتخاب الرئيس يتطلب توافقاً، وتمنوا تسميته تشاوراً، لا حواراً، وكنت متجاوباً مع كل ما يخدم الملف الرئاسي، وقلت إنه اذا اقتضى الأمر فليترأس نائب رئيس المجلس الحوار ولا مشكلة لديّ”.
وحسم بري في حديث صحافي بأن “لا جلسات متتالية من دون تشاور أو حوار وإذا كان لديهم أي طريقة أخرى “يأمنولي ياها وأنا حاضر”، فمن دون تشاور نكرّر الجلسات من غير القدرة على انتخاب الرئيس، فلا أستطيع أن أمنع مقاطعة أي فريق لأي جلسة لأنه حق دستوري، ولا يستطيع المجلس أن يؤمن نصاب الـ ٨٦ إلا بالتوافقات والتفاهمات، وانا لا أطالب بالإجماع، أنا أتكلم عن التوافق لتأمين نصاب الـ 86، فلو عقدتُ خمسين جلسة متتالية لن نصل الى رئيس، لذلك طرحت الحوار لمدة أقصاها ٧ أيام، “يفترضوا أني عم ببلفهن ويجوا يحرجوني.»
وتابع بري: “اتفقت مع الخماسية على أن يساعدونا على انتخاب من نسمّيه نحن كلبنانيين، لا من يسمونه هم، الخماسية هذه المرة موحدون. وقالوا لي “ما عنا مرشح على الإطلاق ولا عنا فيتو على اي اسم ونحنا مستعدين نساعدكن باللي بدكن ياه””.
أما عشية ذكرى اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، قال بري لرئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري “أهلا وسهلا بعودتك للعمل السياسي عندما تقرر”، فقد أثبتت الانتخابات الأخيرة أن سعد الحريري هو الناجح الأكبر على الرغم من اعتكافه، فمن النهر الكبير الى الناقورة حصد 24% من الطائفة السنيّة من غير أن يشارك في الانتخابات”.
والى جمهور المقاومة اللبنانية أمل خصهم بري برسالة قائلاً: “حركة أمل هي أمام حزب الله في الدفاع عن كل حبة تراب من لبنان، ولكن في هذه المعركة حركة أمل تقاوم ضمن إمكانياتها العسكرية، فهي لا تمتلك قدرات حزب الله… ولا أخاف على دوري الدبلوماسي لأن المقاومة الدبلوماسية هي جزء أساسي في المقاومة”.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram