افتتاحية صحيفة الأخبار:
كاميرون يقترح أبراج مراقبة حدودية لضمان «احترام الجانبيْن» للقرار 1701
بالتزامن مع الضغوط المكثّفة، أميركياً ومصرياً وقطرياً، لإنجاز صفقة تبادل مع هدنة إنسانية طويلة نسبياً في غزة، تحرّكت العواصم الغربية المعنية لتحضير الساحة اللبنانية لخطوة مماثلة، استناداً إلى أن وقف العمليات العسكرية في غزة سيؤدي إلى وقف حزب الله لعمليات الإسناد التي يقوم بها ضد قوات الاحتلال على الحدود.وفيما أُعلن عن زيارة قريبة يقوم بها المستشار الأميركي عاموس هوكشتين إلى تل أبيب الأسبوع المقبل، واحتمال انتقاله بعدها إلى لبنان، نشرت وسائل إعلام العدو أمس معلومات عن أن العدو بعث برسالة إلى الإدارة الأميركية مفادها أن «التوقف الطويل للقتال في غزة، مناسب لاتخاذ القرار في الشمال».
وكانت بيروت أمس على موعد مع مزيد من الأفكار الغربية الهادفة إلى توفير الأمن للعدو. وتمثّل ذلك في ما حمله وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الذي زار بيروت أمس والتقى الرئيسيْن نبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزيف عون.
في التصريحات كان البارز ما عبّر عنه الرئيس بري بأن «لبنان متمسّك بالقرار الـ 1701 وينتظر تطبيقه كاملاً»، رداً على ما حمله المسؤول البريطاني من تحذيرات ودعوة إلى عدم منح إسرائيل ذريعة لتوسيع عملياتها العسكرية.
وفيما أشار بيان للخارجية البريطانية إلى أن كاميرون سيبحث في «كيفية إرساء التهدئة في الجنوب ودور الجيش وتطبيق القرار 1701». وقبل وصوله، أرسل كاميرون إلى بيروت «أفكاراً واقتراحات» تعالج «متطلبات الجانبيْن الإسرائيلي واللبناني» في شأن الوضع على الحدود، وضمان التطبيق الكامل للقرار 1701. وتبيّن من مصادر متابعة أن لندن تقترح تعميم نموذج أبراج ونقاط المراقبة الحدودية التي أقامها الجيش اللبناني، بدعم بريطاني، على طول الحدود مع سوريا، على أن تتولى القوات الدولية إقامة هذه الأبراج على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.
وبحسب المقترح البريطاني، فإن الأمر يتطلب إعلاناً من الجانبين عن وقف لإطلاق النار، وسحب المظاهر العسكرية على جانبَي الحدود، وإعداد خارطة لكل الحدود من رأس الناقورة حتى مزارع شبعا، وإجراء اختبارات من خلال اختيار مقاطع حدودية، على أن يتم نصب أبراج ونقاط مراقبة مجهّزة بأجهزة رصد وتتبّع حديثة، تكون تحت إشراف القوات الدولية، وتعمل على جانبَي الحدود وليس على الجانب البناني فقط. ويشير الاقتراح إلى أن مهمة هذه القوات والأبراج «ضمان عدم حصول خروقات للقرار 1701 من الجانبين، والتثبّت من عدم وجود مظاهر عسكرية في عمق معيّن».
ورغم أن الفكرة بدت غريبة لجهات لبنانية كثيرة، إلا أن البريطانيين تحدّثوا للمرة الأولى عن أن الإجراءات ستكون ملزمة للجانبين اللبناني والإسرائيلي، وطالبوا لبنان بضمان عدم خرق القرار الدولي، على أن يطلبوا من إسرائيل أيضاً ضمان عدم القيام بأي خرق بري أو بحري أو جوي للقرار الدولي.
ويعتقد البريطانيون أن وجود مثل هذه الأبراج، والانتشار الأوسع لقوات الطوارئ الدولية، من شأنهما توفير عناصر الأمن التي تسهّل العودة الأمنية للنازحين عن القرى على طرفَي الحدود.
غير أن مصادر معنية قالت لـ«الأخبار» إن «الملف بارد» حتى الآن، و«كل محاولات ترهيب أو ترغيب المقاومة بوقف العمليات في الجنوب لم تنجح، خاصة أن لا شيء واضحاً بشأن اتفاق الحل في غزة، رغمَ وجود مؤشرات حول اقتراب التسوية التي لا تزال تحتاج إلى خطوات إجرائية قد تتعرقل في اللحظة الأخيرة».
****************************
افتتاحية صحيفة النهار
كاميرون لـ”النهار”: على “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” الابتعاد عن الحدود لا حل بين إسرائيل والفلسطينيين من دون دولتين لشعبين
ديانا سكيني
في زيارته الرابعة الى الشرق الأوسط في غضون شهرين، وبعد نحو 4 أشهر من #حرب غزة الدموية، بات في إمكان اللورد البريطاني المجاهرة بتفاصيل نوايا النظر في الإعتراف بدولة فلسطينية. لا يتوانى وزير الخارجية البريطاني #ديفيد كاميرون عن الإقرار بإخفاقات تطبيق اتفاق أوسلو والعبر منها، وعن التأكيد على ضرورة تغيير الواقع السياسي الذي سبق 7 أكتوبر، ليخلص الى أن لا حل من دون دولتين لشعبين. ويكشف في حديث خاص لـ”النهار” خلال زيارته السريعة امس لبيروت عن ملامح هذه الرؤية وعن الحاجة الى سلطة فلسطينية متجددة في الضفة الغربية وغزة. أما مصير حركة “ح.م.ا.س” فليس واضحاً بعد بشكل عملي في المقاربة المذكورة.
وإذ يبدي كاميرون تفاؤله بنجاح مقترح الهدنة بين اسرائيل و”ح.م.ا.س”، فإنه يشدّد على ضرورة “عدم تضييع الوقت خلال الهدنة” لدفع جهود الرؤية السياسية. أما هدنة غزة أو حتى أي وقف مستدام لإطلاق النار، فليس من شأنيهما أن يلغيا الحاجة، وفق كاميرون، الى إبعاد “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” عناصره عن الحدود إلى شمال الليطاني، واضطلاع الجيش اللبناني بدور أكبر.
في الآتي، نص الحوار:
-هناك سباق بين الحل السياسي والتصعيد بين “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” وإسرائيل، ما الذي تراه؟
أعتقد أننا بحاجة إلى وقف التصعيد والبحث عن البديل.
هناك بديل جيّد يتضمن تطبيق #القرار 1701، وهذا يعني أن ينقِل “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” قواته إلى شمال نهر الليطاني، والترسيم الصحيح للخط الأزرق على الحدود، ورفع مستوى التدريب والاستفادة من الجيش اللبناني للقيام بالمزيد من الدوريات الحدودية.
وأعتقد أننا إذا جمعنا هذه العوامل معاً، بحذر، يمكننا أن نثبت أن هناك طريقاً للسلام والاستقرار بدلاً من الحرب. ولكن علينا أن نتحرك بسرعة.
-هل من فرص للتوصل إلى الحلول الديبلوماسية؟
أعتقد أن هناك فرصة جيدة. لأنني لا أعتقد، بحسب ما قيل لي، أن “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” يريد تصعيد الحرب، ولا حتى إسرائيل تريد التصعيد، لكن ما تسمعونه من الإسرائيليين هو أن ما بين 80 إلى 100 ألف شخص اضطروا إلى النزوح من منازلهم في شمال إسرائيل، وهؤلاء بحاجة إلى العودة لمنازلهم، ولذلك يحتاجون إلى مزيد من الأمن،
وأنا متأكد من أن الناس في لبنان سيقولون الشيء نفسه. لذا هناك حاجة لهذه الديبلوماسية، وهناك حاجة لهذه الحركة من “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” والجيش اللبناني، وتعزيز قوات اليونيفيل. هناك حاجة لكل هذه الأمور، لذلك أعتقد أنه من المهم أن نأتي ونستمع الى الآخرين، كما كنت أفعل اليوم مع رئيس الوزراء ومع قائد الجيش اللبناني، لنستمع إلى ما يعتقدون أنه ضروري ومن ثم ينبغي على أصدقاء لبنان، مثل المملكة المتحدة، المساعدة في حل هذه الأمور.
– وماذا كانت رسالتك المباشرة للمسؤولين اللبنانيين في هذا الشأن؟
حسناً، كانت رسالتي المباشرة إلى المسؤولين اللبنانيين، وإلى رئيس الوزراء، وإلى رئيس مجلس النواب، أن بريطانيا تريد المساعدة، وإذا عدتم 10 سنوات إلى الوراء عندما كنت رئيساً للوزراء، فقد بدأنا البرنامج التدريبي مع الجيش اللبناني، حيث قمنا بتطوير أفواج الحدود، و لقد كانت العملية ناجحة بشكل لا يصدق. لقد قمنا بتدريب 26,500 جندي من الجيش اللبناني، ونحن فخورون بما قمنا به. لقد قاموا بعمل رائع على الحدود مع سوريا، وأوقفوا تهريب المخدرات، وأوقفوا تهريب البشر، وأوقفوا توغل “داعش” الذي كان يمكن أن يحدث بعد تشكيل الخلافة في سوريا والعراق، لذا فقد قاموا بعمل عظيم. وأعتقد أن جزءًا مما هو مطلوب منهم هو أن يلعبوا دورًا أكبر في #جنوب لبنان، مع إبعاد “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” عناصره عن الحدود.
لذا كنت هنا لأسأل: كيف يمكننا المساعدة؟ هل هناك المزيد مما يمكننا القيام به؟ ونحن شريك يرغب في ذلك.
-هل تعتقد أن وقف إطلاق النار في غزة قد يقنع إسرائيل بتجميد طلبها بتراجع “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” بضعة كيلومترات عن الحدود الشمالية؟
أعتقد أن وقف إطلاق النار في غزة سيكون أمراً جيداً جداً إذا كان لدينا هدنة وهو ما نناقشه الآن، حتى نتمكن من إطلاق سراح الرهائن وإدخال المساعدات . نحاول تحويل هذه الهدنة إلى وقف إطلاق نار مستدام، سيكون ذلك أمراً جيداً جداً. هل سيغيّر ذلك تلقائياً كل شيء هنا؟ إنه يوفر فرصة أكبر للديبلوماسية، ولكنني ما زلت أعتقد أنه من أجل الاستقرار والأمن سنحتاج إلى أن يبتعد عناصر “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” عن الحدود، لأنه في الوقت الحالي لا يمكن للعائلات الإسرائيلية العودة إلى ديارها في شمال إسرائيل، كما هو صعب على العائلات اللبنانية في جنوب لبنان العودة الى قراها. لذا ما نحتاج إليه هو حدود أكثر استقراراً مع ابتعاد “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” عن الحدود، وأن يتولى الجيش اللبناني مسؤولية أكبر على الحدود، وأعتقد أن الأمر سيمثّل وضعاً أكثر استقراراً.
– ما هي العوامل التي تؤدي إلى الاعتقاد بأن الحل السياسي لا يزال ممكنًا بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعد سنوات من إخفاقات اتفاق أوسلو؟
إن السؤال في الأساس لا يزال نفسه .كيف يمكن لمجموعتين من الناس تقاسم الأرض في إطار حل دولتين، تعيشان متجاورتين. لا يزال السؤال نفسه. وأعتقد أن السبب في أنه أصبح أكثر إلحاحًا هو أننا نستطيع رؤية أن السنوات الثلاثين الماضية، أي السنوات التي تلت أوسلو، لم تكن سنوات نجاح. لم تكن ناجحة حقاً بالنسبة لإسرائيل. بالطبع نما اقتصادها، وتحسنت سبل العيش، وأنفقت الكثير على الأمن، لكن في الأساس لم تنعم بالأمن الحقيقي الذي يتوفر عند امتلاك دولتك الخاصة، وجيرانك الذين يمتلكون دولتهم الخاصة. ومن الواضح بالنسبة الى الفلسطينيين انهم لم يتمكنوا من تحقيق ما يريدونه وهو كرامة ودولة آمنة.
إن نظرنا إلى الوراء 30 عاماً وسألنا أنفسنا: هل نريد أن تبدو السنوات الثلاثين المقبلة مثل السنوات الثلاثين الماضية؟ الجواب: لا، لا نريد ذلك، لا نريد العودة إلى الوضع الذي كان سائداً قبل 7 أكتوبر، وعلينا محاولة إيجاد طريق جديد للمضي قدمًا لنحصل على سلام واستقرار حقيقيين. لذا فإن السؤال لم يتغيّر، لكن الإجابة عليه أصبحت أكثر إلحاحًا.
– لكن أي شكل للدولة الفلسطينية، وما دور السلطة الفلسطينية؟
أعتقد أننا نحتاج أولاً وقبل كل شيء إلى وقف إطلاق النار المستدام، ثم تأتي بداية الحل. وأعتقد أن جزءًا من ذلك هو أن تتقدم السلطة الفلسطينية بحكومة متجددة، ربما حكومة أكثر تكنوقراطية بشخصيات جديدة ووجوه جديدة قادرة على العمل في غزة والضفة الغربية على حد سواء. يجب أن يتغيّر ذلك.
أما في ما يتعلق بالشكل الذي يجب أن تكون عليه الدولة الفلسطينية، فهذا أمر يجب أن نبدأ في مناقشته، ويجب أن تجتمع الدول العربية، والدول التي تمتلك دوراً فعالاً ويمكنها المساعدة، مثل بريطانيا أو فرنسا والولايات المتحدة وأن تسأل: كيف يمكننا خلق دافع نحو هذا الحل؟ الإسرائيليون سيقولون إنهم يريدون تغيير جوانب من الدولة ولا يريدون أن يكون للدولة الفلسطينية جيش كبير، ولا يريدون أن يكون للدولة الفلسطينية تحالفات مع دول مثل إيران، ولكن يجب أن نركز على الأشياء التي يمكن أن تمتلكها الدولة الفلسطينية وننطلق منها بدلاً من أن نسأل ما الذي لا تستطيع الدولة الفلسطينية امتلاكه.
-هل توقيت مقاربتك مرتبط بمقترح الهدنة المحتملة بين إسرائيل وح.م.ا.س؟
زرت خلال الشهرين الماضيين تسع دول عربية وزرت المنطقة ثلاث مرات على ما أعتقد حتى الآن ولذا فإن مقاربتي مستمرة، وزيارتي ليست مرتبطة بمسألة واحدة أخرى، ولكن تواجدي اليوم (في المنطقة)، آمل أن يسهم في الجهود الى هدنة في القتال، وقد يكون ذلك بعد أيام، وأنا متفائل. وأعتقد أنه كلما اقتربنا من ذلك، أصبح من المهم البدء في محاولة حل القضايا الأخرى. لذا، فإن مسألة الحدود اللبنانية-الإسرائيلية ووجود “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” والحاجة إلى تدريب الجيش اللبناني، والحاجة إلى تسوية النزاع على الحدود، تصبح أكثر أهمية.
ما لا نريده هو أن تحدث هدنة في غزة، ونضيّع الوقت. عندما تحدث الهدنة يجب أن نصب جهودنا في محاولة حل جميع المشاكل، لخلق زخم، وحتى يرى الناس أن هناك سعياً للسلام وليس للحرب.
*****************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
طهران تسحب كبار ضباطها من سوريا و”الحزب” يسدّ الفراغ
كاميرون “رسول تهدئة” أميركية: تزخيم “اليونيفيل” وتطبيق الـ1701
دخول بريطانيا على خط التهدئة في الجنوب يمثل ذروة جديدة في الجهود الديبلوماسية الغربية لمنع توسّع الحرب على هذه الجبهة. وأتت المحادثات التي أجراها وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون في بيروت أمس لبضع ساعات، متزامنة مع موقف أميركي عالي النبرة يحذّر من انزلاق مواجهات الجنوب الى حرب تماثل حرب غزة، وهذا يعني أنّ في جعبة الديبلوماسي الغربي حلاً ديبلوماسياً لنزاع الجنوب بانت ملامحه الرئيسية في محادثاته. وسيتعزز هذا الجهد الديبلوماسي بالزيارة التي سيقوم بها للبنان الثلاثاء المقبل وزير الخارجية الفرنسي الجديد ستيفان سيجورنيه، في زيارته الأولى للبنان، خلفاً لكاترين كولونا.
كما أفادت هيئة البث الإسرائيلية مساء أمس أنّ الموفد الرئاسي الأميركي الخاص آموس هوكشتاين سيصل إلى إسرائيل مطلع الأسبوع المقبل.
ماذا كانت حصيلة محادثات كاميرون التي شملت رئيسي مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون؟
بحسب مصدر ديبلوماسي غربي صرّح لـوكالة «فرانس برس»، أنّ دولاً غربية عدّة بينها بريطانيا تحاول إيجاد حلّ عملي لوقف التصعيد عند الحدود، وتحديداً من خلال «تطبيق كامل للقرار 1701 ومنح زخم لدور «اليونيفيل». وأشار المصدر الى «ازدياد خطر التصعيد الإسرائيلي لاعتبارات سياسية داخلية، في حين «أنّ «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» لا يريد الحرب».
وأفادت مصادر من التقاهم كاميرون لـ»نداء الوطن»، أنه أبدى استعداد بريطانيا للمساهمة الفاعلة في تعزيز انتشار الجيش في الجنوب تطبيقاً للقرار 1701، خصوصاً على صعيد التجهيز والتقنيات اللوجستية حتى يستطيع القيام بالمهمات المنوطة به إلى جانب «اليونيفيل»، وأن تبسط الشرعية اللبنانية وحدها سلطتها في منطقة عمل القوات الدولية. ونبّه كاميرون إلى وجوب أن لا ينتظر لبنان وقف إطلاق النار في غزة لأنّ مسار الأمور يذهب في هذا الاتجاه، وبالتالي على لبنان ان ينظر إلى مصالحه الوطنية، وأن لا يكون أي حل على حساب استقراره. وقال بصريح العبارة: «عليكم وقف النار في الجنوب اليوم قبل الغد تجنباً لتداعيات قد تكون خطرة جداً، لأنه ليس مضموناً لاحقاً إذا توقفت الحرب في غزة أن يوقف الإسرائيلي عملياته العسكرية في لبنان».
ورأى كاميرون أنّ التفاوض وحده يحلّ ما تبقى من خلافات حدودية بين لبنان وإسرائيل تحت سقف القرار1701، وأنّ بلاده تدعم مساعي هوكشتاين في هذا الاتجاه.
وفي الملف الرئاسي، كان كلام وزير الخارجية البريطاني عاماً لجهة تأكيده الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وفق الآليات الدستورية واللجنة الدولية تدعم التوافق اللبناني، وهي ليست بديلاً منه. كما أكد أنّ إجراء إصلاحات جذرية هي المدخل لمساعدة لبنان في عملية التعافي الاقتصادي.
وفي سياق متصل بالمحادثات التي أجراها كاميرون في لبنان، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إنّ البنتاغون «لا يرى صراعاً شاملاً بين إسرائيل و»ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» سيندلع»، لكنه اعتبر أنّ «الوقت الراهن يمثّل لحظة خطرة في الشرق الأوسط، إلّا أنّ واشنطن تعمل على تجنّب اتساع نطاق الصراع»، على حدّ تعبيره. وأعلن أوستن «أنّ إدارة التوترات بين إسرائيل و»ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه « تمّت ببراعة».
وفي موزاة ذلك، ذكرت شبكة «سي.بي.إس نيوز» أمس نقلاً عن مسؤولين أميركيين أنه جرت الموافقة على خطط واشنطن لشنّ هجمات على مدى عدة أيام في العراق وسوريا على عدد من الأهداف، بينها عسكريون إيرانيون ومنشآت إيرانية.
وفي المقابل، استدعى ال.ح.ر.س. ا.ل.ث.و.ر.ي. الإيراني كبار ضباطه من سوريا وسيعتمد الآن على وكلاء إقليميين حسبما ذكرت خمسة مصادر أمنية لوكالة «رويترز». وجاء القرار وسط زيادة الضربات المستهدفة في المنطقة التي ألقي باللوم فيها على إسرائيل. ووفقاً للتقرير، كانت طهران متردّدة بشكل خاص في الإنجرار إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط.
وقال مسؤول أمني إقليمي كبير لـ»رويترز» إنه تم أيضاً سحب عشرات الضباط من الرتب المتوسطة، واصفاً ذلك بأنه «خفض للقوات».
ويقال إن ال.ح.ر.س. ا.ل.ث.و.ر.ي. سيعتمد بشكل أكبر على الميليشيات المتحالفة معه في المنطقة، ويدير العمليات عن بعد، بمساعدة «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه.» في المقام الأول.
ونقلت «رويترز» عن مصدر آخر: «الإيرانيون لن يتخلوا عن سوريا، لكنهم قلّصوا وجودهم وتحركاتهم إلى أقصى حد».
********************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
«الحزب» غير معنيّ بتعليق الميليشيات الإيرانية عملياتها العسكرية
بيروت: يوسف دياب
تسعى إيران إلى إطفاء فتيل التوتر مع الولايات المتحدة الأميركية، وتجنّب ضربة أميركية مؤلمة رداً على الهجوم الذي استهدف برج مراقبة للقوات الأميركية عند الحدود العراقية – الأردنية، وبرز التبدل الإيراني بإعلان كتائب «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» العراقية المسلحة تعليق عملياتها العسكرية والأمنية ضد القوات الأميركية بهدف عدم إحراج الحكومة العراقية.
الليونة الإيرانية، طرحت تساؤلات عمّا إذا كانت التهدئة مع الأميركيين وحلفائهم ستشمل جبهة جنوب لبنان، وما إذا كان «الحزب» اللبناني سيدخل على خطّ الاحتواء، إلا أن الخبير العسكري والاستراتيجي العميد خليل الحلو، استبعد هذا الأمر، ورأى أن «(الحزب) في لبنان يخوض حرباً ضدّ عدوّ آخر هو الإسرائيلي». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح أن خطاب (الحزب) السياسي عالي السقف ضدّ الأميركيين، إلّا أنه لم ينفّذ أي عملية ضدّ القوات الأميركية منذ بداية عملية طوفان الأقصى». وأشار الحلو إلى أن «استهداف برج المراقبة قرب الحدود الأردنية وضع الأميركيين في مأزق، فهم اتخذوا قراراً بالردّ وبالتأكيد سينفذون تهديدهم بغضّ النظر عن حجم الضربات ومكانها، إلّا أن هذا الردّ يعاكس رغبتهم في عدم التصعيد، ولا أحد يعرف ما إذا كانت العملية العسكرية الأميركية قد تستدعي تدخلاً لأذرع إيران في كلّ المنطقة، ما يقلب المشهد رأساً على عقب».
وأسفر الهجوم الذي نفّذته الميليشيات العراقية الموالية لإيران، يوم الأحد، بطائرة مُسيّرة على قاعدة لوجيستية أميركية في الصحراء الأردنية الواقعة على الحدود مع العراق وسوريا، عن مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة العشرات بجروح. وأشار د.رياض قهوجي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري (إنيغما)، إلى أن «إعلان (ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه) العراقي لن يبدّل شيئاً في الخطط العسكرية الأميركية، التي اقتربت من التنفيذ والانتقام لمقتل الجنود الأميركيين قرب الأردن». وأوضح قهوجي لـ«الشرق الأوسط»، أن «وضعية (ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه) في جنوب لبنان باتت مرتبطة بشكل وثيق بحركة (ح.م.ا.س)، ومعركتهما ضد إسرائيل مستمرّة إلى أن تتوقف العمليات القتالية في غزة»، مستبعداً «أي تهدئة في جنوب لبنان قبل أن تتوقف العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة، ضمن حلّ مقبول من كلّ الأطراف».
شعار «وحدة الساحات» الذي سبق أن أعلنه أمين عام «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» في لبنان حسن نصر الله، بدا غير مطابق للواقع منذ انطلاق عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إذ لم يدخل محور الممانعة في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، رغم اجتياح قطاع غزة وتدميره، وبقيت جبهة الجنوب مجرّد «قوّة إسناد وإشغال»، مما يؤشّر إلى أن «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» غير معنيّ بما يحصل في الساحات الأخرى، سواء في سوريا والعراق واليمن.
وشدد الكاتب والباحث السياسي قاسم قصير، المطّلع على أجواء «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، أن «الوضع في لبنان سيكون بمنأى عمّا يحدث في سوريا والعراق». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «قيادة (ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه) توائم ما بين عملها العسكري والردّ على استهداف إسرائيل السيادة اللبنانية، وما بين المصلحة الوطنية اللبنانية»، لافتاً إلى أن «معارك الجنوب (اللبناني) مرتبطة بالحرب على فلسطين، وبالتالي إذا حصلت تهدئة من الأميركي في ميادين أخرى، لن يوقف (ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه) عملياته ما دامت غزة مشتعلة».
وتتوالى زيارات الموفدين الدوليين للمنطقة ولبنان لاحتواء التصعيد وعدم توسيع جبهات القتال، ورأى قاسم قصير أن «الأميركي يروّج للتهدئة وتسويق فكرة حلّ الدولتين لمنع المنطقة من الانزلاق إلى الحرب، إلّا أنه ربط بين هذه المحاولات وبين الردّ الأميركي»، وقال: «إذا حصل تصعيد أميركي سواء ضدّ فصائل المقاومة أو ضدّ إيران فسيشمل المنطقة كلّها بما فيها لبنان».
**************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
هوكشتاين إلى إسرائيل فلبنان.. والدولار 89500 ليرة رسمياً اليوم
فيما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أنّ «إسرائيل وافقت على مقترح وقف إطلاق النار ولدينا تأكيد إيجابي أولي من ح.م.ا.س»، لاحت في الأفق احتمالات دخول الجبهة الجنوبية اللبنانية في حالة من الهدوء على غرار ما حصل ايام الهدنة السابقة، في الوقت الذي تصاعدت الهجمة الديبلوماسية في اتجاه لبنان، مشفوعة بحراك المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية الهادف الى تمكينه من إنجاز استحقاقاته الدستورية والتأسيس لمعالجة أزماته السياسية والاقتصادية والمالية.
على إثر أعلان قطر أنّ «إسرائيل وافقت على مقترح وقف إطلاق النار» وانّ لديها «تأكيداً إيجابياً أولياً من ح.م.ا.س» على هذا الاقتراح، كشفت هيئة البث الإسرائيلية، أنّ «المبعوث الخاص للرئيس الاميركي جو بايدن آموس هوكشتاين سيصل إلى إسرائيل مطلع الأسبوع المقبل».
وفي غضون ذلك، اعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنّ «هدفنا أن نحتوي الأزمة في غزة ونمنعها من التحوّل إلى حرب واسعة، وندعو إيران إلى التوقف عن تزويد الح.و.ث.ي.ي.ن بالأسلحة التي يستخدمونها في مهاجمة السفن»، مشدّداً على «أننا لا نرغب في حدوث نزاع بين إسرائيل و«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» ونتواصل مع الإسرائيليين لضمان عدم توسّع الحرب».
وقالت مصادر سياسية وديبلوماسية كانت على تواصل في الساعات الاخيرة مع بعض اعضاء الوفد النيابي اللبناني الموجود في واشنطن لـ«الجمهورية»، انّ هوكشتاين سيجول في المنطقة، وسيكون في تل ابيب بدايةً ما بين يومي الاثنين والثلثاء المقبلين، وفي حال حققت زيارته لها نتائج ايجابية على مستوى النقاط التي يجري البحث فيها قد يزور بيروت الأربعاء أو الخميس المقبلين.
والى ذلك، تحدثت مصادر ديبلوماسية فرنسية لـ«الجمهورية» عن انّ وزير الخارجية الفرنسية الجديد ستيفان سيجورني سيزور لبنان مطلع الاسبوع المقبل ضمن جولة اقليمية له تشمل عدداً من عواصم المنطقة، ومن المرجح ان يكون في بيروت بين مساء الاثنين وصباح الثلثاء المقبلين، لانّ الموعد يتأثر بالجولة في ظل توقع ان يضطر الى تمديد زيارته لبعض العواصم الاساسية.
كاميرون
وكان الحدث البارز امس في سياق الهجمة الديبلوماسية على لبنان، زيارة وزير الخارجية البريطانية ديفيد كاميرون، الذي استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون كل على حدة.
وأكّد بري، خلال لقائه كاميرون «استهداف إسرائيل المدنيين وللأحياء السكنية في القرى والبلدات الحدودية الجنوبية، متجاوزة منطقة القرار الأممي 1701 ولقواعد الإشتباك»، مشدّدًا على أنّ «لبنان متمسك ومنتظر تطبيق هذا القرار منذ صدوره بكامله».
وفي الإستحقاق الرئاسي، أكّد بري «الحاجة الى التوافق بين اللبنانيين لخصوصية لبنان والنظام اللبناني لإنتخاب رئيس للجمهورية، لإستكمال الإصلاح والنهوض الإقتصادي المطلوب».
وفي السرايا الحكومي افاد بيان لرئاسة مجلس الوزراء انّ البحث بين ميقاتي وكاميرون، تناول العلاقات اللّبنانيّة – البريطانيّة، وسبل إرساء التّهدئة في جنوب لبنان، والحلّ السّياسي والدّيبلوماسي المطلوب. وتطرّق البحث إلى «دور الجيش وسبل دعمه وتقوية قدراته، وسبل تعزيز التّعاون بينه وبين قوّات «اليونيفيل»، والسّبل الكفيلة بتطبيق القرار الدّولي الرّقم 1701».
واكّد ميقاتي خلال اللقاء أنّ «لبنان يؤيّد الحلّ السّلمي في المنطقة، وأنّ الدّور البريطاني في دعم الجيش أساسي في الدّفع بهذا الاتجاه»، مشدّدًا على أنّ «لبنان مع تطبيق القرارات الدّوليّة بحرفيّتها، بخاصّة القرار 1701، واستمرار التّعاون بين الجيش واليونيفيل».
أمّا كاميرون فشدّد على أولويّة وقف إطلاق النّار في غزة، تمهيدًا للانتقال إلى المراحل التّالية للحل.
وخلال اجتماع كاميرون مع قائد الجيش «تناول البحث الوضع العام في لبنان والمنطقة والتطورات على الحدود الجنوبية. وأعرب كاميرون والوفد المرافق عن «دعم بلادهم للجيش في ظلّ الظروف الاستثنائية التي يمر فيها لبنان».
إظهار الحدود
وكان في بيروت ايضاً امس وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو، حيث التقى وزير الخارجية عبد الله بوحبيب الذي قال بعد اللقاء: «إننا نريد إظهار الحدود البرية والانسحاب الإسرائيلي من مزارع شبعا وكفر شوبا ووقف الخروقات، ولا خلافات بين اللبنانيين على ذلك».
وعن زيارة هوكشتاين المنتظرة لبيروت، قال بوحبيب: «إذا أتى هوكشتاين فلديه شيء و«إذا طوّل» فلا شيء لديه بعد». وأوضح أنّ «هناك حوارًا بيننا وبين «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، والحزب دائماً يقول إنّ الدولة هي المسؤولة عن التفاوض»، حول الحدود البرية الجنوبية.
ومن جهته أشار سيارتو إلى «أننا قلقون من تفاقم النزاع المسلح في الشرق الاوسط، وعلى المجتمع الدولي القيام ما بوسعه لوقف تدهوره. لأننا نعرف أنّه في حال ضلوع بلد واحد في هذا النزاع المسلح، فهذا يعني أننا قد نكون امام حرب اقليمية او حتى حرب تتخطّى حدود الاقليم، احتمال يجب تفاديه، وهذا يمثل مصلحة حيوية للمجتمع الدولي من أجل تفادي اندلاع أي نزاع عسكري بين لبنان واسرائيل». ولفت إلى «أننا نعلم جميعًا أنّ لبنان لا يريد اي حرب جنوبًا، وأنّ الشعب اللبناني لا يريد الحرب لأنّ ذكريات الحرب ما زالت راسخة حول تداعيات الحرب عليه، ونعرف أنّ الحكومة لا تريد حربًا أيضاً، وهذا ما سمعته من الوزير بوحبيب». وذكر «أنني أحضّ المجتمع الدولي على مساعدة حكومة لبنان من أجل بذل قصارى جهدها لتفادي النزاع المسلح مع إسرائيل، وآمل أن يتفهم المجتمع الدولي دلالة مثل هذا الموضوع، وان يحشد جهوده لتفادي اي نزاع مسلح في الشرق الاوسط».
وكان سيارتو التقى ايضاً رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي قال في مؤتمر صحافي مع الوزير المجري «أننا نختلف حول موضوع اسرائيل، فهي اولاً بلد عدو للبنان»، مشيراً الى أننا «شعب وبلد عانى كثيراً عبر السنين من الغطرسة والتعدّي الاسرائيلي على ارضنا ومياهنا واجوائنا ومواردنا، ومن الاحتلال الاسرائيلي الذي اغتصب عاصمتنا ولا يزال يسطو على جزء من اراضينا». وأضاف: «نحن في لبنان بلد عربي مشرقي متوسطي نبغي السلام والاستقرار والازدهار، ونريد الانفتاح على الشرق والغرب، حيث اصدقاؤنا كثر ونريد لدولتنا لبنان ان تقوم على الحريات والحق، وان تكون مؤسساتها وعلى رأسها الجيش الوطني ضامناً وضماناً لكل أهلنا. وان تكون الشراكة والميثاقية في اساس حياتنا العامة المشتركة، وعلى رأسها رئيس جمهورية ضامن للوجود المسيحي الحر وحام للدستور ولكل المكونات الأخرى المتعايشة والمتآلفة، ومن هنا اهمية واولوية انتخاب هذا الرئيس على أسس الاصلاح والسيادة والشراكة والتوافق الوطني المطلوب والضامن للجميع».
مجلس الوزراء
من جهة ثانية، وفي خطوة تمهيدية واستباقية، تلقّى الوزراء أمس اشعاراً من الامانة العامة لمجلس الوزراء بنية رئيس الحكومة الرئيس نجيب ميقاتي الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء صباح الخميس المقبل، طالباً منهم الموافقة المسبقة وتأكيد حضورهم في بيروت في الموعد المحدّد لعقد الجلسة بالنصاب القانوني الثابت المكون من 17 وزيراً، وذلك تمهيداً لتوجيه الدعوة رسمياً الى الجلسة الاثنين المقبل في حال تبيّن أنّ النصاب سيكون متوافراً.
وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» انّ جدول اعمال الجلسة سيكون فضفاضاً وسيزيد عن 60 بنداً على الاقل إن أُدرجت البنود المؤجّلة من جلسات سابقة، ولا سيما منها المتعلقة بالحوافز المقترحة لموظفي القطاع العام والعسكريين، كما انّ هناك عدداً من البنود الإدارية والمالية الطارئة التي لا تنتظر اصدار مشروع الموازنة العامة الذي ما زال لدى الامانة العامة لمجلس النواب في انتظار الاطلاع والتثبت من التعديلات التي أُدخلت عليه في الجلسة النيابية الاخيرة، وقد أُدرجت بنحو دقيق تطابقاً مع مضمون المناقشات التي شهدتها تلك الجلسة، ولا سيما منها تلك التي جرت في ظل أجواء الفوضى والهرج والمرج الذي ساد الجلسة وتسببت بخلافات حول مضمون النصوص المقترحة في الصيغة الأولية الموضوعة.
توحيد سعر الصرف
في غضون ذلك، يتجّه مصرف لبنان المركزي اليوم الى إصدار تعميم يوحّد فيه سعر الصرف بـ89 الف و500 ليرة، اي سيصبح «اللولار» في المصارف تلقائياً على هذا السعر، ليسقط عملياً سعر الـ15 الف ليرة نهائياً، بعد صدور الموازنة في «الجريدة الرسمية».
واكّدت مصادر مصرف لبنان لـ«الجمهورية»، انّ المصرف المركزي لا يستطيع ان يفرض «هيركات» على المودعين بقرار منه، بل يحتاج الى تشريع من مجلس النواب. واستغربت المصادر «كيف رُميت الكرة في ملعب المصرف المركزي، لإتخاذ القرار في شأن الدولار المصرفي، واذا كان الامر هكذا، لماذا لا يصدر قانون يجيز لحاكم مصرف لبنان تحديد سعر الدولار المصرفي اذا كانوا لا يريدون تحمّل المسؤولية؟».
واكّدت المصادر انّ «في المصرف المركزي لم يعد هناك سعر للدولار سوى 89 الف و500 ليرة اذا كانت المصارف تريد الكابيتال كونترول لتطرق باب الحكومة ومجلس النواب».
وتابعت المصادر: «من يخشى المواجهة واتخاذ القرار سيصبح امام الامر الواقع، وليتفضّل ويتصرّف لأنّ الاكيد انّ المصارف ستمتنع عن اعطاء المودع دولاره على هذا السعر، وهذا حقها، لأنّ لا قدرة لديها. لذلك على الحكومة التصرّف بسرعة وارسال مشروع قانون يحدّد سقوف السحب، او الذهاب الى المعالجة الجذرية عبرالكابيتال كونترول».
وفي معلومات «الجمهورية»، فإنّ ما هو مرتقب الآتي:
– يُصدر حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري تعميم سحب 150 دولاراً لكل مودع شهرياً.
– يوحّد المصرف المركزي سعر الصرف على اساس السعر الحقيقي في السوق.
– تصدر الحكومة عبر وزير المال تدبيراً يقضي بتحديد سعر صرف السحوبات بالدولار وفق رقم لم يُحدّد بعد.
كل ذلك يجري في إنتظار المعالجة الحقيقية عبر ورشة تشريعية تتضمن سلة قوانين اصلاحية مالية.
الجنوب
على صعيد الوضع الميداني على الجبهة الجنوبية واصل جيش الاحتلال الاسرائيلي بعد ظهر امس، اعتداءاته على المدنيين في قرى الجنوب، فأطلق النار على رئيس بلدية الوزاني السابق حسين الأحمد (ابو عدي) أثناء رعيه الماشية في خراج البلدة ما ادّى إلى إصابته بقدمه. واغار الطيران الحربي على بلدة الجبين واطراف زبقين. وافيد انّ غارة على مثلث الجبين – طيرحرفا استهدفت محلاً تجارياً كان استُهدف منذ أيام. وعمل عناصر الدفاع المدني في كشافة «الرسالة الاسلامية» و»الهيئة الصحية» على رفع الركام من الشارع وفتحه. ولم يفد عن وقوع اصابات. ونقل الصليب الاحمر اللبناني جريحاً من بلدة الوزاني الى مستشفى مرجعيون الحكومي، نتيجة تعرّضه لاطلاق نار اسرائيلي.
كذلك سُجّل سقوط عدد من القذائف المدفعية في سهل مرجعيون بين الخيام و برج الملوك. وطاول القصف بلدة رب ثلاثين والحي الجنوبي للخيام وتلة الرويسة عند اطراف بلدة حولا. واستهدفت دبابة ميركافا احد المنازل في بلدة بليدا بالقذائف المباشرة. فيما سُجّل عصراً قصف لأطراف راشيا الفخار وطيرحرفا ومجدل زون ومزرعة بسطرة في مرتفعات كفرشوبا.
واعلنت المقاومة انّها استهدفت صباح امس «التجهيزات التجسسية في موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة».
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية انّه تمّ إطلاق صاروخين من جنوب لبنان باتجاه موقع للجيش الإسرائيلي في جبل الشيخ. كذلك افادت عن استهداف موقع مستعمرة المطلة بالصواريخ، ودوّت صفارات الإنذار في «كريات شمونه» و»مرغليوت» في اصبع الجليل عند الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية، بعد اطلاق صواريخ نحوها.
واستهدف رجال المقاومة بعد الظهر موقعي السماقة والرمتا في مزارع شبعا المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوهما إصابةً مباشرة.
ورداً على الاعتداءات الاسرائيلية على القرى والمنازل المدنية، وآخرها الغارات على بيت ليف وبليدا ليل امس الاول، استهدف رجال المقاومة مستعمرة المنارة وموقع جل العلام.
وقال الإعلام الحربي في «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، أنّه استهدف مساء امس»انتشاراً لِجنود العدو في محيط ثكنة زرعيت بالأسلحة الصاروخية» وحقق فيه «إصابةً مباشرة».
الأضرار الاسرائيلية
واعلنت وسائل إعلام إسرائيلية إصابة مبنى في مستوطنة «المنارة» ومنزل آخر في مستوطنة المطلة في اصبع الجليل بصاروخين.
واوردت هذه الوسائل امس إحصاءً رسمياً اسرائيلياً للاضرار اظهر تضرّر 512 منزلاً بنيران «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» منذ السابع من تشرين الاول. وترواحت الأضرار بين جزئية وهدم كامل وتوزعت الأرقام وفق الآتي:
131 منزلاً في المطلة، 43 منزلاً في كريات شمونه، 121 منزلاً في المنارة، 9 منازل في المالكيه، 11 منزلاً في أفيفيم، 25 منزلاً في زرعيت، 37 منزلاً في شتولا، 5 منازل في حنيتا، 130 منزلاً في شلومي.
وخلال الأسبوع الماضي فقط، رُصدت زيادة في استخدام «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» للصواريخ الثقيلة مثل «بركان» و«فلق 1»، حيث تضرّر أكثر من 50 منزلاً السبت الماضي في شلومي بسبب القصف الصاروخي.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنّ «المطلة وشلومي والمنارة هي أكثر البلدات تضرّراً من ضربات ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه». واضافت نقلاً عن رئيس مجلس بلدة شلومي، قوله: «سقوط صواريخ بركان على البلدة أصبح أكثر تكراراً ونحن في خطر حقيقي».
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس بلدية كريات شمونة قوله: «صواريخ ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه لم تعد هي نفسها التي نتذكرها من حروب الماضي». وقالت: «تتعرّض المدينة للقصف كل يوم وإذا لم تُقصف المدينة فالمستوطنات المحيطة تتعرّض للقصف». وختمت: «في كريات شمونة، في القطاع الشرقي من الحدود اللبنانية تضرّر 43 مبنى وشقة منذ اندلاع الحرب».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن رئيس مستوطنة «مرجليوت» عند الحدود مع لبنان قوله: «تبلّغنا اليوم (أمس) سحب قوات الجيش الإسرائيلي من داخل المستوطنات عند الحدود مع لبنان، يجب أن يكون الجيش في المقدمة والناس في الخلف لا العكس، في المرّة الأولى وبسبب الخوف من «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» أخلينا المستوطنات واليوم بسبب الخوف من «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، الجيش الإسرائيلي ينسحب من المستوطنات».
ونقل موقع «واينت» الاسرائيلي عن مصادر في الجيش الاسرائيلي امس انّه «قرّر تخفيض عديد قواته على الحدود اللبنانية». وأضاف الموقع: «هدف إخراج الجنود من داخل البلدات الإسرائيلية هو منع «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» من استهداف المنازل التي يكون الجنود فيها أو بالقرب منها».
وختم: «فرق الاستنفار ستتولّى السيطرة على البلدات الإسرائيلية والتعامل مع الأحداث الأمنية حتى وصول الجيش إليها».
**********************
افتتاحية صحيفة اللواء
مجلس الوزراء لإقرار الزيادات بين الاضرابات وإجراءات المركزي
كاميرون يبحث تعزيز وحدات الجيش في الجنوب.. وتضارب أميركي بين الدفاع والخارجية حول ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه
بموازاة الحراك الدولي، والأميركي على وجه الدقة للتوصل الى هدنة طويلة ووقف لاطلاق النار، يؤدي الى ابرام صفقة تبادل للاسرى والمحتجزين بين اسرائيل و«ح.م.ا.س» في غزة، تشهد بيروت حراكاً دبلوماسياً، متواصلاً لإحداث تلازم لوقف النار في الجنوب، والإنصراف الى وضع القرار 1701 موضع التنفيذ.
والحراك الاوروبي- الغربي استهله امس وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون ووزير الخارجية الهنغاري (المجري) بيتر سيارتو، على ان يصل الى بيروت وزير الخارجية الفرنسية في اطار المهمة الغربية نفسها.
كشفت مصادر سياسية ان فحوى زيارة وزير الخارجية البريطانية دافيد كاميرون إلى لبنان،تناولت موضوعين ،الوضع في جنوب لبنان والتأكيد على ضرورة وقف الاشتباكات الدائرة بين ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه وقوات الاحتلال الإسرائيلي، والالتزام بوقف الاعمال العدائية،واخلاء المنطقة من مسلحي ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه، استنادا إلى القرار الدولي رقم١٧٠١، وضرورة نشر الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، لحفظ الامن والاستقرار، والموضوع الثاني انهاء الحرب على قطاع غزة، والموقف البريطاني الداعي لانهاء الصراع على أساس حل الدولتين و الاعتراف بالدولة الفلسطينية مع الحلفاء بأقرب وقت ممكن.
ووصفت المصادر ان يكون الوزير البريطاني قد نقل اي تهديد إسرائيلي إلى لبنان، لكنه اشارت إلى أنه نبه من خطورة استمرار الاشتباكات المسلحة على جانبي الحدود،والخشية من توسع وتيرة الاشتباكات نحو الأسوأ ،إذا لم يتم التوصل إلى تفاهم او اتفاق بين إسرائيل ولبنان ومن خلاله ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه، لوضع حد لما يجري هناك،مع اشارته الواضحة إلى أن التوصل إلى هدنة في غزة،قد ينعكس ايجابا ويساعد في حلحلة الاشتباكات ووقف اطلاق النار جنوب لبنان. كما اكد استعداد بلاده لتقديم الدعم اللازم للقوى المسلحة اللبنانية،لتتمكن من القيام بالمهمات المنوطة بها لحفظ الامن والاستقرار جنوبا.
من جهة ثانية، اشارت المصادر إلى ان زيارة المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين إلى لبنان بعد زيارته المعلنة إلى إسرائيل منتصف الاسبوع المقبل،ليست مؤكدة بعد،وهي مرتبطة بمستوى التقدم الذي يحققه مع الجانب الاسرائيلي، لكي يحمله إلى المسؤولين اللبنانيين.
وتوقعت المصادر ان يحمل وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيغورني في زيارته المرتقبة مساء الاثنين المقبل موقف بلاده من الاوضاع الساخنة جنوب لبنان،ويجدد التأكيد بضرورة بذل جهود الدولة اللبنانية لمنع انزلاق التوتر والاشتباكات المتواصلة إلى حرب واسعة، قد تنعكس ضررا على لبنان وإسرائيل معا.
كما يتناول الوزير الفرنسي موضوع الانتخابات الرئاسية،ويجدد موقف بلاده الداعي لوجوب الاسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
من جهة ثانية أشار مصدر وزاري إلى ان قانون الموازنة العامة ألذي أقر مؤخرا، لم يصل بعد إلى رئاسة مجلس الوزراء، لكي يتم نشره في الجريدة الرسمية حسب الاصول ويصبح نافذا، وكشف إلى ان التأخير باحالة القانون مرده الى تدقيق يجري في بعض التعديلات التي اقرت على المشروع أثناء مناقشته.
الأبرز وفقا للمصادر الدبلوماسية التي اطلقت على بعض ما أثاره كاميرون هو كيفية اعادة الهدوء المستدام الى الوضع في الجنوب من زاوية تعزيز قوة الشرعية اللبنانية ورفع عديد الجيش اللبناني الى 14000 عسكري ينتشرون الى جانب وحدات اليونيفيل جنوبي الليطاني لتطبيق القرار 1701، والحؤول دون استمرار الاعتداءات الاسرائيلية.
وقالت المصادر ان هذا الموضوع بحثه كاميرون مع كل من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون.
وفي خلال الإجتماع في السراي أكد رئيس الحكومة «أن لبنان يؤيد الحل السلمي في المنطقة، وأن الدور البريطاني في دعم الجيش أساسي في الدفع بهذا الإتجاه».وشدد على «أن لبنان مع تطبيق القرارات الدولية بحرفيتها، خاصة القرار 1701، واستمرار التعاون بين الجيش واليونيفيل».
اما وزير خارجية بريطانيا فشدد على اولوية وقف اطلاق النار في غزة تمهيدا للانتقال الى المراحل التالية للحل.
وفي السياق، قال الرئيس ميقاتي في حوار مع «مجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان» عبر زوم أن لبنان «ملتزم بقرارات الامم المتحدة، ومنها ضمنا القرار 1701، والذي يدعو الى وقف اطلاق النار ونشر الجيش اللبناني في الجنوب».
وفي عين التينة، اكد الرئيس بري لوزير الخارجية البريطاني إستهداف اسرائيل المدنيين وللأحياء السكنية في القرى والبلدات الحدودية الجنوبية متجاوزة منطقة القرار الأممي 1701 ولقواعد الإشتباك وأن لبنان متمسك ومنتظر تطبيق هذا القرار منذ صدوره بكامله.
وفي الإستحقاق الرئاسي أكد رئيس المجلس على الحاجة الى التوافق بين اللبنانيين لخصوصية لبنان والنظام اللبناني لإنتخاب رئيس للجمهورية لإستكمال الإصلاح والنهوض الإقتصادي المطلوب.
مجلس الوزراء
على صعيد جلسة مجلس الوزراء المرتقبة، تبلّغ الوزراء في حكومة تصريف الأعمال أنّ الرئيس نجيب ميقاتي بصدد الدعوة لجلسة لمجلس الوزراء صباح يوم الخميس المقبل في 8 شباط الجاري.
وطُلِب إلى الوزراء تأكيد التواجد في لبنان والحضور تمهيداً لتوجيه الدعوة بشكل رسمي في حال تبيّن أنّ النصاب سيكون مؤمّناً.
ومن المقرر ان تبت الجلسة بالزيادة الممكنة على رواتب موظفي القطاع العام والمتقاعدين، على وقع اضراب مستمر الى ما بعد الجلسة اي 9 شباط، وهو يوم عطلة رسمية لمناسبة عيد مار مارون.
المجلس التنسيقي: رفض العطاءات ونعم لسلسلة رواتب
واستبق المجلس التنسيقي للمقاعدين مجلس الوزراء تحذير الحكومة من التسويف الذي تعتمده في تصحيح الاجور ومطالبتها بتأليف لجنة من العاملين والمتقاعدين والحكومة لايجاد الحلول العادلة، مطالباً بتصحيح تدريجي للاجور يعيد لها قيمتها العملية، مسجلاً استمراره رفضه للعطاءات التي تقدمها الحكومة تحت تسميات متعددة.
مالياً، يعقد حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري اجتماعاً اليوم مع المصارف لاقرار التعميم البديل عن التعميم 151 الذي يسمح للمودع بسحب 150 دولاراً بالشهر.
ويأتي اجتماع اليوم بعد سلسلة اجتماعات عقدت في الايام الماضية بين منصوري ورؤساء ومدراء المصارف العاملة على ان يُدفع المبلغ المسحوب مناصفة بين المصرف المركزي وجميعة المصارف.
على صعيد المحروقات والمشتقات النفطية، تمكنت الاتصالات مع الشركات المستوردة للبنزين والديزل والغاز من استئناف تسليم المواد النفطية اليوم كالمعتاد.
وفي التصوّر المقترح للحل حصر سريان ضريبة الـ10٪ على الارباح الاضافية بدعم من مصرف لبنان في عهد حكومة الرئيس حسان ذياب.
الوضع في الجنوب
وعلى صعيد ما يجري في الجنوب من مواجهات بين اسرائيل وح.ز.ب. ا.ل.ل.ه، اعلن وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن: «لا نرى صراعاً شاملاً بين ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه واسرائيل، وان بلاده ستواصل تفادي اتساع نطاق الصراع، لكننا نتخذ الاجراءات اللازمة للدفاع عن انفسنا».
بدورها، قالت مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط بربارا ليف ان بلادها ارسلت رسائل واضحة الى ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه بأنه يسير نحو منحدر خطر.
والثلثاء المقبل، يتحدث الامين العام لح.ز.ب. ا.ل.ل.ه السيد حسن نصر الله لمناسب يوم جريح ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه، ويعلن سلسلة من المواقف تتصل بالوساطات الجارية لوقف العدوان على غزة وتداعيات الوضع على جبهات المساندة، لا سيما الجبهة الجنوبية.
ميدانياً، تحدث ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه عن استهداف موقع الرمتا في مزارع شبعا، وكذلك موقع السماقة.
بالمقابل، استهدفت مدفعية الاحتلال الاسرائيلي بالقذائف اطراف طيرحرفا ووادي حسن ومجدل زون بسطرة في مرتفعات كفرشوبا.
***********************
افتتاحية صحيفة الديار
كاميرون قلق ويستطلع جهوزية لبنان «لليوم التالي» لوقف الحرب في غزة
هوكشتاين الى «اسرائيل» مجددا وخارطة طريق لبنانية ترفض انصاف الحلول
«هلع» في المستوطنات من انفاق ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه وحيرة ازاء صاروخ «الالماس1» – ابراهيم ناصرالدين
«لا صوت كان يعلو على صوت» المسار التفاوضي لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة بالامس، نجاحه او فشله يحدد مسار الاحداث في المنطقة، ويحدد مستقبلها بما فيها الجبهة الجنوبية. وفيما عممت قطر مساء اجواء تفاؤلية بالاعلان عن قبول اسرائيل «خارطة الطريق» الباريسية، خفض وزير الحرب الاسرائيلي من نبرته التهديدية للبنان، واعلن ان اسرائيل تفضل الدبلوماسية بشان الحدود الشمالية على الرغم من الجهوزية العسكرية، فيما جدد وزير الدفاع الاميركي لويد استون التاكيد ان واشنطن تتواصل مع الحكومة الاسرائيلية لمنع توسع الحرب. داخليا وفيما يرتقب انعكاسات ايجابية اذا ما تم تثبيت هدنة غزة، فان كل الملفات جامدة في الداخل على الرغم من تحرك «الخماسية» وسفرائها في بيروت، واية تسوية محتملة فهي مرتبطة بتوقف العدوان الاسرائيلي على القطاع والتي ستنعكس حكما تهدئة في الجنوب، وبعدها يفترض ان تنطلق جديا محادثات الترتيبات والضمانات وترسيم الحدود البرية، وقد باتت «الورقة» اللبنانية جاهزة وتتضمن عقد تسوية غير مباشرة تحت عنوان «لا انصاف حلول بل صفقة شاملة»، وهي قد تكون على طاولة البحث مجددا مع اعلان الاذاعة الاسرائيلية عن عودة عاموس هوكشتاين الى اسرائيل مطلع الاسبوع المقبل، فيما يسود «الهلع» في المستوطنات من انفاق ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه المفترضة.
خفض التوتر
في هذا الوقت،لا احد يرغب في توسع الصراع ليشمل الجبهة اللبنانية،الا ان الجميع قلق من انهيار المحادثات المستمرة على «قدم وساق» لتذليل العقبات من طريق اتفاق باريس الذي يجمد الحرب في غزة ويفتح «الابواب» امام تسوية تمهد «لليوم التالي» لوقف النار، بما يشمل اعادة صياغة جديدة للمنطقة على اسس غير واضحة المعالم حتى الان، الا ان القوى الاقليمية والدولية المؤثرة وفي طليعتها الولايات المتحدة الاميركية وايران، بدات تستشعر ضرورة تخفيض حدة التوتر الحالية بعدما وصلت الامور الى حدود الانفجار.
سيناريو «الجنون»!
هذه الخلاصة لمصادر دبلوماسية غربية في بيروت، تتحدث عن مرحلة شديدة الدقة، راهنا لان تعقيدات المشهد الداخلي الاسرائيلي قد تكون الاكثر خطورة، وهي تهدد بنسف التفاهمات التي يجري صياغتها، ولا احد يعرف طبيعة المشهد في «اليوم التالي» اذا ما نجح اليمين المتطرف في «كابينت الحرب» في اجهاض المساعي الرامية الى التهدئة، وهذه المرة قد لا تكون جبهة غزة وحدها مشتعلة، ولن تكون حدود الجولة العسكرية المقبلة مضبوطة في الزمان والمكان، ويمكن وصفها بسيناريو «الجنون».!
لا للحرب ولا فصل للمسارات
وانطلاقا من هذه المعطيات، انطلق وزير الخارجية البريطانية دايفيد كامرون في محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين، وبات واضحا وجود قناعة بعدم القدرة على فك مسار الحرب في الجنوب عن العدوان على غزة، حيث شدد على أولوية وقف إطلاق النار في القطاع تمهيدا للانتقال إلى المراحل التالية للحل، لكنه حذر ايضا من امكانية تدحرج الامور نحو الاسوأ في حال فشلت الدبلوماسية في ايجاد مخرج لهدنة طويلة بين اسرائيل وحركة ح.م.ا.س. وفي هذا السياق وصف وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن اللحظة الحالية في الشرق الاوسط بانها خطيرة، وجدد التاكيد ان بلاده لا ترغب في حدوث نزاع بين إسرائيل وح.ز.ب. ا.ل.ل.ه، ولفت الى انه يجري التواصل مع الإسرائيليين لضمان عدم توسع الحرب، وقال «لا نرى صراعاً شاملاً بين إسرائيل وح.ز.ب. ا.ل.ل.ه لكن الوقت الراهن يمثّل لحظة خطيرة في الشرق الأوسط، إلّا أن واشنطن ستعمل على تجنب اتساع نطاق الصراع».
ماذا يريد كاميرون؟
وجال وزير الخارجية البريطانية على المسؤولين اللبنانيين في اطار الجهود الدولية لمنع تمدد الحرب الى لبنان، وفقا للمعلومات، حرص على استطلاع جهوزية لبنان «لليوم التالي» ومدى امكانية الاستفادة من الهدنة المفترضة لاجراء ترتيبات جدية على الحدود الجنوبية. في المقابل ابلغ «رسالة» واضحة مفادها ان اي حل لا يتضمن اتفاقا غير مباشر على كامل القضايا العالقة بما فيها مزارع شبعا، لن يجد اي ترجمة فعلية على ارض الواقع.
ماذا في جعبة كاميرون؟
ووفقا لمصادر مطلعة، اعرب كاميرون عن قلق بلاده من التطورات جنوبا محذرا من مخاطر اتساع المواجهات. وكان لافتا تفهمه عدم امكانية التوصل الى تهدئة جنوبا بمعزل عن المواجهات في غزة، الا انه كان قلقا من احتمال فشل المحادثات الحالية في القطاع، ورسم اكثر من علامة استفهام حيال حدود التصعيد المحتملة؟! وفي سياق متصل تحدث عن خطوة متقدمة لبلاده قد تتخذ لاحقا وتتمثل بالاعتراف بدولة فلسطينية كجزء من خطوة دبلوماسية تتجسد لاحقا في الامم المتحدة كمقدمة نحو حل الدولتين ذلك لإعطاء الشعب الفلسطيني أفقاً سياسياً. وبحسب مصادر دبلوماسية فان الاستراتيجية البريطانية جزء من خطة اميركية تروج لها إدارة بايدن وتقوم على إقامة دولة فلسطينية مجردة من السلاح في إطار تطبيع مع السعودية وخطة لإعمار قطاع غزة بقيادة الرياض وأربع دول عربية!
«خارطة الطريق» اللبنانية؟
في هذا الوقت وبعد لقاء عقده مع وزير خارجية هنغاريا بيتر سيارتو، كشف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب عن الخطوط العامة للتفاوض المقبولة لبنانيا، ولفت الى انه لن يكون مقبولا أنصاف الحلول في جنوب لبنان. وقال ان «المشروع الاسرائيلي يقضي بإنسحاب ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه شمالا لتتمكن من اعادة المستوطنين الى منازلهم، وهذا ما رفضناه لاننا نريد حلا كاملا، وهو تبيان الحدود بيننا وبينهم، والتي تم ترسيمها في العام 1923 وتم التأكيد عليها في اتفاقية الهدنة». واضاف «نريد استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وهي لبنانية، وان تتوقف اسرائيل عن خروقاتها الجوية والبحرية والبرية، ونحن مستعدون لبدء التفاوض غير المباشر، ولكن لا يمكن التوقيع على اي اتفاقية قبل انتخاب رئيس للجمهورية وبالانتظار بإمكاننا التفاوض للوصول الى اتفاقية من خلال تفاوض غير مباشر شبيهة باتفاقية الترسيم البحري التي حصلت. نود اظهار الحدود وهذا ما طلبناه من الجميع، لبنان يريد السلام الكامل وليس انصاف الحلول..
تعزيز دور الجيش
واستهل كاميرون نشاطه من السراي حيث التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. تم في خلال الاجتماع البحث في العلاقات اللبنانية- البريطانية . كما تم البحث في سبيل ارساء التهدئة في جنوب لبنان والحل السياسي والديبلوماسي المطلوب. وتطرق البحث الى دور الجيش وسبل دعمه وتقوية قدراته وتعزيز التعاون بينه وبين قوات اليونيفيل، والسبل الكفيلة بتطبيق القرار الدولي الرقم1701. ووفقا للمعلومات، أكد رئيس الحكومة «أن لبنان يؤيد الحل السلمي في المنطقة، وأن الدور البريطاني في دعم الجيش أساسي في الدفع بهذا الإتجاه، وطالب بزيادة هذا الدعم لتتمكن القوى العسكرية من اداء مهامها. وشدد على «أن لبنان مع تطبيق القرارات الدولية بحرفيتها، خاصة القرار 1701، واستمرار التعاون بين الجيش واليونيفيل». اما وزير خارجية بريطانيا فشدد على اولوية وقف اطلاق النار في غزة تمهيدا للانتقال الى المراحل التالية للحل.لاحقا التقى كاميرون رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي استعرض الخروقات الاسرائيلية واستهداف المدنيين. وثم التقى كاميرون قائد الجيش جوزاف عون في اليرزة.
«الهلع» من انفاق ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه
في هذا الوقت تواصلت المواجهات جنوبا، وفيما اعلنت وسائل اعلام اسرائيلية عن تضرر 500 وحدة سكنية في المستوطنات بشكل كامل او جزئي جراء صواريخ ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه، يسود الهلع مجددا من انفاق مفترضة للمقاومة تخترق الحدود وكذلك داخل الاراضي اللبنانية، ووفقا لصحيفة «اسرائيل اليوم» قام الجيش الإسرائيلي بسلسلة اختبارات أرضية للتاكد من عدم وجود نفق يصل من لبنان إلى مستشفى الجليل في مدينة نهاريا الواقعة على الساحل والتي تبعد نحو 10 كلم عن الحدود اللبنانية، بعد شكاوى استلمتها إدارة المركز الطبيّ عن ضجيج ناتج عن اعمال حفر. وكشفت ان الجيش أجرى قبل نحو شهر أكثر من 40 عملية حفر بغرض الاختبار، لكن هذه الاختبارات لم تسفر عن أيّ شيء.
الخوف من اصوات تحت الارض!
ونقلت الصحيفة عن مصدرٍ في المستشفى، قوله: إن جنود الجبهة الداخليّة الذين كانوا نائمين في مساكن العمال داخل أرض المستشفى أفادوا أنّهم سمعوا أصوات حفر ليلًا واشتبهوا في أنّه قد يكون حفر نفقٍ، وبتوجيهٍ من الجيش حُفرت42 حفرة في محاولة لتحديد موقع النفق. ولحسن الحظ، لم يُعثر على شيءٍ، مُوضحةً في الوقت ذاته أنّ الحفر جرى في مناطق، مثل مواقف السيارات وفي مناطق سكنيّة. بدورها، أكّدت أنّ قيادة الهندسة التابعة للمنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيليّ انها عملت لعدّة أسابيع على مسح المسارات بوسائل تكنولوجيّة متقدمة، وبناءً عليه «اُستبعدت الشبهة».
«ارض الانفاق» 45 كلم!
وفي سياق متصل، نشر مركز «ألما» الإسرائيليّ تقريرا زعم فيه ان ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه أنشأ شبكة أنفاق تربط بيروت والبقاع بجنوب لبنان. التقرير الذي حمل عنوان «أرض الأنفاق»اشار الى أن ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه بدأ في مشروع شبكة الأنفاق بعد حرب 2006، بمساعدةٍ من الإيرانيين وشركة من كوريا الشماليّة. وأشار التقرير الإسرائيليّ إلى أنّ مشروع أنفاق ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه هو أكبر بكثير من أنفاق حركة ح.م.ا.س بقطاع غزة، حيث يبلغ طول الشبكة مئات الكيلومترات، من بينها نفق بطول 45 كيلو مترًا بين البقاع وصيدا، يمكن من خلاله نقل المركبات بما يسمح لعناصر ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه بالمناورة من مكان إلى آخر لتعزيز مواقعه الدفاعية أوْ لتنفيذ هجومٍ في مكان آمنٍ ومحميٍّ وبطريقةٍ غيرُ مرئيّة.
ماذا تتضمن الانفاق؟
ووفقا للتقرير فان أنفاق ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه تتضمن، غرف قيادة وتحكم، ومستودعات أسلحة وإمدادات، وعيادات ميدانية، بالإضافة لممرات مخصصة لإطلاق الصواريخ والقذائف المدفعية بجميع أنواعها عبر منافذ مخفية ومموهة تُفتح خلال فترة الإطلاق.
في هذا الوقت، ساد نوع من الحيرة في اسرائيل حيال احتمال استنساخ صاروخ اسرائيلي من قبل ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه وايران، وكشفت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية ان الصاروخ الموجه الذي أطلقه ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه في اتجاه القبة التجسسية في موقع «رأس الناقورة» والذي حقق إصابات ما وراء خط الرؤية استُنسخ عن صاروخ إسرائيلي سقط بيد ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه، فهو يرتفع إلى الأعلى، يبحث عن أهداف مخفية ويطاردها. والألماس، الذي تم الكشف عنه للمرة الأولى في العام 2016، هو نسخة عن أحد صواريخ المضاد للدروع المتطورة في ترسانة الجيش الإسرائيلي وأصل الصاروخ هو عدة صواريخ سبايك إسرائيلية سقطت غنيمة بيد ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه في العام 2006».
والمسألة تقدم نموذجاً عن قدرة إيران على تنفيذ استنساخ لذخيرة غربية – كما فعلت بأنواع كثيرة من الصواريخ. ووفقا للصحيفة، فان «الألماس 1» له مدى يصل إلى 4 كلم، لكن ايران عرضت نماذج تصل أيضاً إلى 8 كلم. وقالت ان تطوير صاروخ من هذا النوع هو مشروع معقد جداً يستغرق سنوات، عملت عليه أفضل الأدمغة.
النزول عن «الشجرة» الرئاسية
وفيما يجري السفير السعودي الوليد البخاري مشاورات في الرياض غداة زيارة «الخماسي» للرئيس نبيه بري، وفي موقف لافت يمهد لنزول كتلة اللقاء الديموقراطي عن شجرة الاعتراض على ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، اذا كانت نتائج زيارة احد اعضاء الكتلة الى السعودية «مثمرة»، أشار النائب مروان حمادة إلى أن زيارة النائبين وائل أبو فاعور وملحم الرياشي الى الرياض، هي بهدف الاطلاع على مستجدات الانباء والانطباعات في المملكة، والاجتماع بالفريق السعودي المعني بالملف اللبناني بعد عودة السعودية الى لعب دور القاطرة في اللجنة الخماسية». وفي ما يتعلق بموقف «اللقاء الديمقراطي» من دعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجيه، قال: إن كلام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط واضح، ولا فيتو على أحد ولكن الكتلة لم تجتمع بعد لدرس الخيارات المقبلة؟!
انفراج نفطي
داخليا، وبعد ساعات من البلبلة، انفرجت الازمة مع الشركات المستوردة للنفط بعدما جرى توضيح نص القانون الذي الذي نص على ان الضريبة ستكون على الايرادات وهو ما كان سيؤدي الى افلاسها، هو نص ملتبس، بينما الضريبة المقترحة ستكون على الارباح، ولهذا صدر بيان عن رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس اكد فيه استئناف توزيع المواد النفطية، وقال «تبين لنا أن الضريبة ستكون على الأرباح لا المبيعات وهذه نقطة ايجابية». اما الموازنة التي دعت بموظفي الادارة العامة الى الاضراب احتجاجا على عدم زيادة رواتبهم، فمن المرتقب ان توضع على طاولة مجلس الوزراء الخميس المقبل اذا تأمن نصاب الجلسة.
التعميم 151 الى اين ؟
ماليا، لم يعقد الاجتماع المرتقب بين حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري مع جمعية المصارف للبحث في تعديل التعميم 151 وفي تحديد آلية الدفع عبر هذا التعميم إن كان بالدولار الأميركي الـ «فريش» أم بالليرة اللبنانية وفق سعر الصرف الذي يحدده «المركزي».
وفيما لا يزال صدور التعميم 151 غير محدد، تحدثت المعلومات عن رفض رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تحديد «الدولار المصرفي» وفق سعر صرف السوق الموازية، لاعتباره غير منطقي في ظل الظروف الراهنة. إذ إن اعتماد سعر صرف الـ89،500 ليرة يستوجب في المقابل تعديل الرواتب والمعاشات والأجور، لا إبقائها على حالها.
ووفقا لمصادر مصرفية، اذا صدر التعميم بإقرار سحب 150 دولاراً «فريش» شهرياً، فسيوقع المصارف كافة في عجز وستكون على طريق الافلاس، لأنها لن تكون قادرة على تطبيقه الا لاشهر قليلة فقط.
*************************
افتتاحية صحيفة الشرق
واشنطن ستضرب في سوريا والعراق.. وإسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار
في اليوم الـ118 للحرب على غزّة، قال مسؤول فلسطيني قريب من المحادثات الخميس إنه من المستبعد أن ترفض حركة “ح.م.ا.س” اقتراح طرحه وسطاء هذا الأسبوع لوقف إطلاق النار، لكنها لن توقع عليه من دون ضمانات بأن إسرائيل ستلتزم بإنهاء الحرب.
وذكر المسؤول الفلسطيني أن نص الاتفاق المقترح يتضمن مرحلة أولى تستمر لمدة 40 يوماً يتوقف خلالها القتال بينما تطلق “ح.م.ا.س” سراح المدنيين المتبقين من بين أكثر من 100 رهينة لا تزال تحتجزهم. وستشهد مراحل أخرى إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين وتسليم جثث الرهائن القتلى.
وستكون هذه الهدنة الطويلة في حال الاتفاق عليها هي الأولى منذ أن شن مقاتلو “ح.م.ا.س” هجوماً على إسرائيل في السابع من تشرين الأول.
وبالتوازي، قال ماجد الانصاري المتحدث باسم الخارجية القطرية إن اسرائيل وافقت على مقترح وقف النار، وأنّ “ح.م.ا.س” اعطت ردا ايجابيا.
وصاحب التقدم الديبلوماسي بعض من أعنف المعارك منذ بداية الحرب، فقد شنت إسرائيل هجوماً برياً ضخماً الأسبوع الماضي للسيطرة على مدينة خان يونس المهمة في الجنوب، والتي تؤوي مئات الآلاف من المدنيين الذين فروا من معارك سابقة في أماكن أخرى. وتصاعدت حدة القتال أيضاً في الأجزاء الشمالية من القطاع، والتي زعمت إسرائيل السيطرة عليها قبل أسابيع.
وقال سكان إن القوات الإسرائيلية قصفت مناطق محيطة بمستشفيات في خان يونس الليلة الماضية وكثفت هجماتها بالقرب من مدينة رفح الصغيرة الواقعة على الطرف الجنوبي للقطاع، حيث يعيش الآن أكثر من نصف سكان غزة، أغلبهم في خيام وداخل منشآت عامة.
وقال أسامة أحمد (49 سنة)، وهو أب لخمسة أطفال من مدينة غزة ونزح إلى غرب خان يونس، إن هناك مقاومة شرسة في المدينة، والقصف الجوي والبري والبحري بلا هوادة مع تقدم الدبابات الإسرائيلية.
وأضاف لـ”رويترز” عبر الهاتف “إنهم لم يدخلوا بعمق إلى المواصي التي نعيش فيها لكنهم يقتربون كل يوم”، وذلك في إشارة إلى المنطقة الواقعة في غرب خان يونس على ساحل البحر المتوسط.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل “عشرات المسلحين” في الساعات الـ24 الماضية بخان يونس، حيث اشتبكت القوات مع مسلحين من “ح.م.ا.س” عن قرب ووجهت ضربات جوية، كما أشار إلى قتال في وسط وشمال غزة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان إن القوات الإسرائيلية اقتحمت مقرها في مستشفى الأمل بخان يونس للمرة الثالثة خلال اليومين الماضيين، وأطلقت النيران بكثافة على مقربة منه قبل أن تنسحب.
وقال مسؤولون فلسطينيون بالقطاع الطبي إن فرقاً طبية انتشلت 14 جثة لفلسطينيين قتلوا قرب وسط خان يونس بعد انسحاب بعض الدبابات من هناك. ولم يتضح متى قتلوا.
وفي النصيرات بوسط غزة، أفاد مسؤولون بالقطاع الطبي بمقتل شخصين ووقوع عدة إصابات جراء ضربة جوية إسرائيلية.
وبعد اعلانه أول من أمس سحب اللواء الخامس من غزة أعلن الجيش الإسرائيلي، عن انسحاب اللواء 55 مظليين في قوات الاحتياط من منطقة خان يونس جنوبي قطاع غزة، زاعمًا أنّ “اللواء 55 أكمل مهامه في المنطقة وتم تبديله بوحدات أخرى”.
وأفادت وكالة “الأناضول”، عن انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من مناطق شمال غرب مدينة غزة وشمال القطاع، لأول مرة منذ بدء عمليته العسكرية البرية في 27 تشرين الأول 2023.
وشمل الانسحاب الإسرائيلي إخلاء مناطق العطاطرة والسلاطين والتوام، بعد أن خلّف دمارا واسعا في هذه المناطق .
كما انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقة المقوسي شمال غرب مدينة غزة بعد تدمير المنطقة بالكامل.
وقالت كتائب القسام التابعة لحركة ح.م.ا.س إنها استهدفت مجموعة من جنود العدو داخل منزل غرب خان يونس بقذيفة مضادة للتحصينات وأوقعتهم بين قتيل وجريح.
وأكدت أنها استهدفت جرافة عسكرية من نوع “دي 9” بقذيفة تاندوم غرب خان يونس جنوب قطاع غزة.
وبدورها، قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها تخوض اشتباكات ضارية مع جنود وآليات العدو في محاور التقدم غرب وجنوب غرب خان يونس.
وأضافت أنها استهدفت بقذيفة مضادة للأفراد مجموعة من جنود الاحتلال داخل شقة في مربع الصناعة غربي مدينة غزة.
وبالتوازي مع ذلك، أقر الجيش الإسرائيلي بحصيلة جديدة لخسائره في المعارك مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وأعلن جيش الاحتلال، في بيان، إصابة 5 ضباط وجنود في غزة خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وأفيد بسقوط 3 شهداء في قصف إسرائيلي على منطقتي الفخاري والشيخ ناصر في خان يونس.
يشار أيضا إلى استشهاد امرأة وإصابة عدد آخر في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة الأمل التي تؤوي نازحين في الحي الياباني غرب خان يونس.
وجرى نقل 4 شهداء من منطقة المواصي غربي خان يونس إلى مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح.
خطط لضرب أهداف سورية والعراق وتشمل الإيرانيين
أوستن: لا نرغب في نزاع بين إسرائيل وح.ز.ب. ا.ل.ل.ه
ونتواصل مع الإسرائيليين لعدم توسع الحرب
أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أن “جنودنا قتلوا من جانب وكلاء إيران والرئيس الأميركي جو بايدن لن يقبل أي هجمات على قوات أميركية”.
ولفت أوستن، الى أننا “سنتخذ كل الإجراءات للدفاع عن المصالح الأميركية والشعب الأميركي وسنرد في المكان والوقت المناسبين، وبايدن لن يتسامح مع من قتل جنودنا من قبل وكلاء إيران المتطرفين”، مضيفاً “سنواصل تجنب توسيع الصراع لكن سنتخذ الإجراءات الضرورية للدفاع عن أنفسنا”.
وكشف أنها “كانت أياما صعبة على وزارة الدفاع الأميركية منذ مقتل 3 من جنودنا في الأردن، وأنا لم أتعامل بشكل صحيح مع موضوع مرضي وكان علي أن أخبر بايدن والأميركيين في حينه”، مؤكداً على أنني “أتحمل المسؤولية كاملة وأؤكد أنه لم تكن هناك ثغرات في القيادة والسيطرة خلال تلك الفترة”.
وذكر أن “هدفنا أن نحتوي هذه الأزمة في غزة ونمنع هذه الأمور من التحول إلى حرب واسعة، وندعو إيران إلى التوقف عن تزويد الح.و.ث.ي.ي.ن. بالأسلحة التي يستخدمونها في مهاجمة السفن”، مشدداً على أننا “لا نرغب في حدوث نزاع بين إسرائيل وح.ز.ب. ا.ل.ل.ه ونتواصل مع الإسرائيليين لضمان عدم توسع الحرب”.
واشنطن تخطط لهجمات في العراق وسوريا
قال أربعة مسؤولين أميركيين إن تقديرات الولايات المتحدة تشير إلى أن إيران هي التي صنعت الطائرة المسيرة التي استهدفت قاعدة أميركية في الأردن مطلع الأسبوع في هجوم أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة أكثر من 40 آخرين.
وحمَلت واشنطن مسؤولية الهجوم لفصائل متحالفة مع إيران لكنها قالت أيضا إن إيران تتحمل المسؤولية في نهاية المطاف نظرا لدعمها هذه الفصائل. وهذا هو الهجوم الأول الذي يسفر عن مقتل جنود أميركيين في الشرق الأوسط منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (ح.م.ا.س) في تشرين الأول.
ولم يكشف المسؤولون، الذين تحدثوا شريطة عدم نشر هويتهم، عن تفاصيل طراز الطائرة المسيرة.
وبالتزامن مع هذا ذكرت شبكة سي.بي.إس نيوز نقلا عن مسؤولين أميركيين أنه جرت الموافقة على خطط واشنطن لشن هجمات على مدى عدة أيام في العراق وسوريا على العديد من الأهداف، منها عسكريون إيرانيون ومنشآت إيرانية.
****************************
افتتاحية صحيفة البناء:
نتنياهو يخشى انهيار الحكومة بقبول صفقة التبادل… وتلقى عرضاً من لبيد
حماس على تمسكها بوقف نهائيّ للعدوان… لكنها تدرس العرض وتراقب الكيان
واشنطن تتحدّث عن ردّ يمتدّ لأسابيع تحت سقف عدم الذهاب إلى مواجهة إيران
رغم استمرار المواجهات العسكرية على كل جبهات الحرب، حيث عمليّات استهداف سفن جديدة في البحر الأحمر، وعمليات نوعيّة وأسلحة دقيقة جديدة للمقاومة على جبهة لبنان، ومزيد من الخسائر البشريّة وتدمير المزيد من الآليات والعتاد الحربي في غزة، واستئناف العمليات ضد القواعد الأميركية في العراق وسورية من جانب المقاومة العراقية، واستهدافها ميناء حيفا بطائرة مسيّرة، تبدو السياسة في الواجهة، رغم حال الترقب التي ترافق انتظار ترجمة ما قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أنه ردّ يمتدّ لأسابيع سوف تنفذه القوات الأميركية، على الاستهداف الذي تعرّضت له وأدّى لمقتل 3 جنود أميركيين وإصابة 40 منهم بجراح، ولكن أوستن كرّر ما قاله الرئيس الأميركي جو بايدن عن أن الرد لن يخرق سقف عدم الذهاب الى حرب، مضيفاً إلى ذلك مزيداً من الوضوح بالقول إن واشنطن ليست لديها الرغبة بمواجهة مع إيران.
في السياسة على الطاولة مقترحات صفقة تبادل الأسرى وهدنة طويلة لـ 45 يوماً قابلة للتمديد شهرين إضافيين مع صفقة تبادل ثانية ثم شهرين وصفقة ثالثة، وبينما ترأس بنيامين نتنياهو اجتماعاً للحكومة وآخر لمجلس الحرب لدراسة مشروع الصفقة واتخاذ القرار النهائيّ بصدده، لم تحسم الحكومة ولا حسم مجلس الحرب هذا القرار. وبدا أن نتنياهو محكوم بالخشية من انفراط عقد حكومته إذا حسم الأمر، وكان لافتاً تلقي نتنياهو عرضاً من زعيم المعارضة يائير لبيد لتشكيل حكومة بدون اليمين المتطرف الذي يعتبر نتنياهو أن تهديده بالخروج من الحكومة كافٍ لسقوطه من رئاسة الحكومة. وعرض لبيد الذي يتضمن الموافقة على صفقة التبادل، يضمن لحكومة الائتلاف البديلة للحكومة الحالية أغلبية راجحة في الكنيست، ويقدم لنتنياهو خشبة خلاص من مواجهة مخاطر قرار قضائيّ يُنهي حياته السياسية والشخصية إذا فقد منصبه كرئيس للحكومة.
حركة حماس المعنيّ الأول بالمقترح، قالت إنها لا تزال متمسكة بموقفها الأصلي الذي يربط كل مسعى لتبادل الأسرى بوقف الحرب بصورة نهائيّة، وضمان تبادل الأسرى بصورة تعني تحرير كامل عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وانسحاب كامل لقوات الاحتلال من كل غزة، وفك الحصار عن القطاع وفتح الباب أمام صيغ إعادة الإعمار بصورة جدية، لكن حماس رغم هذا التمسك المبدئيّ سوف تدرس المقترح وتضع جوابها بيد الوسيطين المصري والقطري. وهذا يعني أن حماس يمكن أن تجيب بشروط تحسّن الصفقة لكنها لا تلغيها.
وفيما ينتظر العالم نتائج المفاوضات المستمرّة في باريس في إطار الجهود الدولية – الإقليمية للتوصل إلى تسوية لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين حركات المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال الإسرائيلي لتفادي انزلاق المنطقة الى حرب كبيرة ومدمرة، بقيت الأنظار شاخصة الى الجبهة الجنوبية التي تعيش سباقاً بين اشتعال كامل للحرب بين «إسرائيل» وحزب الله، وبين الجهود الدبلوماسية لضبط الحدود وتجنب التصعيد، في ظل استمرار توافد المبعوثين الأوروبيين الى لبنان حاملين المزيد من الرسائل للحكومة وللحزب التي تصبّ في هذا الإطار. وبعد مدير المخابرات الخارجية الألمانية ووزير الخارجية الإسباني ورئيس أركان الجيش الفرنسي، وصل أمس، وزيرا خارجية بريطانيا دافيد كاميرون وهنغاريا بيتر سيارتو.
ومقابل التهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب على لبنان، واصلت المقاومة في لبنان توجيه رسائل استباقية ردعية للعدو الإسرائيلي لتحذيره من مغبة ارتكاب حماقة، وذلك باستخدام أنواع مختلفة من السلاح كماً ونوعاً لا سيما بركان وفالق 1 و2. وأشار خبراء عسكريون لـ»البناء» الى أن «كشف حزب الله عن أنواع جديدة من الصواريخ وإصابة أهداف حساسة ودقيقة في شمال فلسطين المحتلة، يهدف الى إظهار جزء من قوته لردع العدو وثنيه عن توسيع الحرب على لبنان في ظل وجود دوافع تدفعه لذلك للهروب من أزماته الداخلية، إذ بدأ الحزب بتوجيه الرسائل الردعية، من استهداف القواعد العسكرية والجوية والاستخبارية الإسرائيلية في جبل الجرمق وصفد واستهداف أحد القبب الحديدية في شمال فلسطين المحتلة، ما يعني أن الحزب يملك قدرات عسكرية واستخبارية وتكنولوجية كبيرة لا سيّما الصواريخ الدقيقة التي يملك عشرات الآلاف منها، ما يمكنه من ردع العدوان الإسرائيلي وإحداث خسائر كبيرة في «إسرائيل»، لكون الصواريخ الدقيقة تمكنه من استهداف مراكز حيوية واقتصادية واستراتيجية حساسة في «إسرائيل» كالمطارات الحربية والمدنية والقواعد العسكرية ومنصات الغاز في حيفا والمرافق الاقتصادية والمالية بشكل دقيق». لذلك يشير الخبراء الى أن «إظهار حزب الله جزءاً من القدرات، عامل أهم في منع «إسرائيل» من توسيع عدوانها علىى لبنان»، لكن الخبراء يلفتون الى أن «الجيش الإسرائيلي لم تعد لديه القدرة على خوض حرب برية في لبنان، لأن أغلب الألوية القتالية من النخبة صرفت من الخدمة بعدما استنزفت في حرب غزة، لكن من المحتمل أن يكتفي الجيش الإسرائيلي بحرب جوية لاستهداف القرى الحدودية وتدميرها للضغط على حزب الله لوقف عملياته العسكرية ضد منطقة الشمال، لكن قوة الردع التي يملكها حزب الله قد تمنع الإسرائيلي من توسيع الحرب الجوية».
وفي سياق ذلك، أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين أن المقاومة اليوم في ذروة قوتها واقتدارها وجهوزيتها بكل اختصاصاتها وتشكيلاتها ومن ضمنها قوة الرضوان، وهي قادرة على أن توجّه ضربات قاتلة للعدو الإسرائيلي إذا فكر بأي مغامرة.
وخلال كلمة له في ذكرى مرور ثلاثة أيام على استشهاد الشهيد علي جمال شكر، في منطقة الأوزاعي قال السيد صفي الدين، إن ما تقوم به المقاومة اليوم باستخدام أسلحة جديدة هو إرسال رسالة فهمها الإسرائيلي، وأكد أن هناك قدرات لدى المقاومة لم تعلن عنها إلى اليوم، وأشار إلى أن العدو كما تفاجأ ببعض الأسلحة المستخدمة سيتفاجأ في المستقبل فيما إذا فكر بأي مغامرة، وهذه رسالة واضحة.
وعن المقاومة في فلسطين المحتلة قال، إن المقاومة في فلسطين وفي غزة سوف تبقى بإذن الله لأنها مقاومة منتصرة في الميدان، معتبرًا أن انكسار العدو واضح، وكل العالم يتحدّث عنه. ولفت السيد صفي الدين إلى أن النتيجة التي وصلت إليها المقاومة الفلسطينية في غزة إلى الآن على المستويين العسكري والميداني وعلى مستوى المواجهة والتحدّي باهرة ومذهلة بشعبها وأبطالها ومجاهديها وصواريخها وكل سلاحها، وبإمكاننا أن نقول إنها انتصرت على العدو الإسرائيلي وأذلّته وهزمته في الميدان.
بدورها أكدت كتلة «الوفاء للمقاومة» إثر اجتماعها الاسبوعي «إن حفظ المصالح الوطنية اللبنانية هو في أساس مهام المقاومة الإسلامية التي تمارس حقها المشروع في الدفاع عن بلدها وشعبها، وعلى الحريصين على عدم توسّع نطاق التوتر أن يدركوا أن سبب التوتر في غزة ولبنان هو العدوانية الصهيونية المدعومة من دول غربية تعيش عقدة ذنب تاريخية لسنا معنيين بأي التزام اتجاهها، إضافة الى الاحتضان والرعاية الأميركية الدائمة للعدوانية والإرهاب الصهيونيين. وأضافت: «إن من لا يضمن وقف العدوان الصهيوني على غزة، كيف له أن يطالب بالوقوف على خاطر المعتدين الإسرائيليين على لبنان؟».
ويتحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في إطلالتين متتاليتين الأولى الثلاثاء في 13 الحالي بمناسبة يوم الجريح، والثانية في 16 شباط في ذكرى الشهداء القادة.
واستهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية، موقعي السماقة والرمتا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وأصابوهما إصابةً مباشرة، بعدما كانوا استهدفوا في وقت سابق التجهيزات التجسّسية في موقع الرادار بمزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابةً مباشرة.
كما قصفوا تجمّعاً لجنود الاحتلال في ثكنة زرعيت.
ونشر الإعلام الحربي في «حزب الله»، مشاهد من «عملية استهداف المقاومة الإسلامية التجهيزات التجسسية في موقع الرادار التابع لجيش العدو الإسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة».
على الصعيد الدبلوماسي، جال وزير الخارجية البريطانية دافيد كاميرون على المسؤولين اللبنانيين في إطار الجهود الدولية لمنع تمدّد الحرب إلى لبنان.
واستهل كاميرون نشاطه من السراي حيث التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، حيث تناول سبيل إرساء التهدئة في جنوب لبنان والحل السياسي والدبلوماسي المطلوب. وتطرق البحث الى دور الجيش وسبل دعمه وتقوية قدراته وتعزيز التعاون بينه وبين قوات اليونيفيل، والسبل الكفيلة بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701.
وأكد رئيس الحكومة «أن لبنان يؤيد الحل السلمي في المنطقة، وأن الدور البريطاني في دعم الجيش أساسي في الدفع بهذا الاتجاه». وشدّد على «أن لبنان مع تطبيق القرارات الدوليّة بحرفيتها، خاصة القرار 1701، واستمرار التعاون بين الجيش واليونيفيل». أما وزير خارجية بريطانيا فشدّد على أولوية وقف إطلاق النار في غزة تمهيداً للانتقال الى المراحل التالية للحل.
كما زار الوزير البريطاني عين التينة والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، بحضور سفير بريطانيا لدى لبنان هاميش كاول وجرى عرض لتطوّرات الأوضاع في لبنان والمنطقة. وأكد الرئيس بري لوزير الخارجية البريطاني استهداف «إسرائيل» المدنيين والأحياء السكنية في القرى والبلدات الحدودية الجنوبية متجاوزة منطقة القرار الأممي 1701 ولقواعد الاشتباك وأن لبنان متمسك ومنتظر تطبيق هذا القرار منذ صدوره بكامله. وفي الاستحقاق الرئاسي أكد رئيس المجلس على الحاجة الى التوافق بين اللبنانيين لخصوصية لبنان والنظام اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية لاستكمال الإصلاح والنهوض الاقتصادي المطلوب.
بدوره، عبر وزير خارجية هنغاريا بيتر سيارتو من الخارجية عن قلقه «من تفاقم النزاع المسلح في الشرق الأوسط وعلى المجتمع الدولي القيام ما بوسعه لوقف تدهوره لأننا نعرف أنه في حال ضلوع بلد واحد في هذا النزاع المسلح فهذا يعني قد نكون أمام حرب إقليمية أو حتى حرب تتخطى حدود الإقليم، احتمال يجب تفاديه، وهذا يمثل مصلحة حيوية للمجتمع الدولي من أجل تفادي اندلاع أي نزاع عسكري بين لبنان و»اسرائيل»». كما حثّ المجتمع الدولي «على مساعدة حكومة لبنان من أجل بذل قصارى جهدها لتفادي النزاع المسلح مع «إسرائيل»»، وأمل ان يتفهم المجتمع الدولي دلالة مثل هذا الموضوع وأن يحشد جهوده لتفادي أي نزاع مسلح في الشرق الاوسط.
كما زار سيارتو والوفد المرافق رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في ميرنا الشالوحي.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب «اننا لسنا مع أنصاف الحلول في جنوب لبنان». وقال في دردشة مع الصحافيين أن «المشروع الاسرائيلي يقضي بانسحاب حزب الله شمالاً لتتمكن من إعادة المستوطنين الى منازلهم، وهذا ما رفضناه لأننا نريد حلاً كاملاً، وهو تبيان الحدود بيننا وبينهم، والتي تم ترسيمها في العام 1923 وتم التأكيد عليها في اتفاقية الهدنة». أضاف «نريد استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وهي لبنانية، وأن تتوقف «إسرائيل» عن خروقها الجوية والبحرية والبرية».
وتابع «نحن مستعدّون لبدء التفاوض غير المباشر، ولكن لا يمكن التوقيع على اي اتفاقية قبل انتخاب رئيس للجمهورية، وبالانتظار بإمكاننا التفاوض للوصول الى اتفاقية من خلال تفاوض غير مباشر شبيهة باتفاقية الترسيم البحري التي حصلت. نودّ إظهار الحدود وهذا ما طلبناه من الجميع، وقد طالبت بذلك خلال وجودي في نيويورك حيث التقيت الامين العام للأمم المتحدة و13 وزير خارجية آخرين وذكرت ذلك في كلمتي التي القيتها في جلسة مجلس الأمن ولاقت ترحيباً من الجميع. لبنان يريد السلام الكامل وليس أنصاف الحلول، وتكلمت في هذا مع الاميركيين، وكذلك مع سفيرتي فرنسا والولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان».
ووفق مصادر «البناء» فإن بعض من التقوا الموفدين الأوروبيين لمسوا منهم خوفاً على «إسرائيل» وليس على لبنان، والسعي لحل أزمتها في الشمال بعد تكثيف حزب الله عملياته النوعية ضد جيش الاحتلال. وحاول بعض الموفدين الأوروبيين وفق المصادر معرفة رؤية حزب الله لوقف الحرب على غزة، وما هو السقف الذي يراه مقبولاً لكي يوقف جبهة جنوب لبنان، لكن الحزب لم يعطِ أية إجابة على هذا السؤال.
وبحسب معلومات «البناء» فإن إحدى الدول الأوروبية أبلغت المسؤولين اللبنانيين خشيتها من تصعيد إسرائيلي غير مسبوق ضد لبنان بحال فشلت مفاوضات إطلاق النار والتبادل في باريس بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مع ضغوط أميركية كبيرة على «إسرائيل» للحؤول دون توسيع الحرب على لبنان.
على صعيد آخر، وبينما يجري السفير السعودي مشاورات في الرياض غداة زيارة «الخماسية» للرئيس بري، أشار النائب مروان حمادة إلى أن «زيارة النائبين وائل أبو فاعور وملحم الرياشي الى السعودية، هي بهدف الاطلاع على مستجدات الأنباء والانطباعات في المملكة، والاجتماع بالفريق السعودي المعني بالملف اللبناني بعد عودة السعودية الى لعب دور القاطرة في اللجنة الخماسية». وفي ما يتعلق بموقف «اللقاء الديمقراطي» من دعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، قال: «إن كلام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط واضح، ولا فيتو على أحد، ولكن الكتلة لم تجتمع بعد لدرس الخيارات المقبلة».
حياتياً، أكد رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس أن «لا أزمة محروقات والحلحلة قريبة». أضاف في حديث إذاعي «تبين لنا أن الضريبة ستكون على الأرباح لا المبيعات وهذه نقطة إيجابية». كما أعلنت الشركات المستوردة للبنزين والديزل والغاز أنها ستستأنف تسليم الموادّ النفطيّة في السّاعات المقبلة.
وتردد أمس، أن الوزراء في حكومة تصريف الأعمال تبلغوا أنّ الرئيس نجيب ميقاتي بصدد الدعوة لجلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل في 8 شباط الحالي. وطُلِب إلى الوزراء تأكيد البقاء في لبنان والحضور تمهيداً لتوجيه الدعوة بشكل رسمي في حال تبيّن أنّ النصاب سيكون مؤمّناً.
نسخ الرابط :