بعد انتهاء دور ال١٦ من بطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة حاليا في ساحل العاج مساء أمس بالمباراة التي جمعت بين منتخبي المغرب وجنوب إفريقيا بخسارة أسود الأطلس، لم يتمكن أي منتخب عربي من المنتخبات الخمس المشاركة (المغرب، مصر، موريتانيا، الجزائر وتونس) من تخطي عتبة الدور الثاني وبلوغ الربع النهائي. في هذا التقرير، نستعرض أسباب فشل هذه المنتخبات.
دخل المنتخب المغربي البطولة وهو مرشح فوق العادة لتحقيق اللقب بصفته رابع العالم وكونه يضم عدد من اللاعبين الذين يلعبون في أبرز الأندية الأوروبية. في الدور الأول قدّم أسود الأطلس مستوى جيد مكنّهم من تحقيق انتصارين على تنزانيا وزامبيا وتعادل أمام الكونغو الديموقراطية ليتصدر المجموعة يقع في مواجهة منتخب "بافانا بافانا" في الدور الثاني. في هذه المباراة، أضاع لاعبو المغرب العديد من الفرص ليقتنص منتخب جنوب إفريقيا هدفًا خاطفًا مما جعل المغاربة يهاجمون بكل قوتهم لتحقيق التعادل وسنحت لهم ركلة جزاء إلا أن أشرف حكيمي أضاعها ليتلقى المنتخب العربي هدفًا ثانيًا قاتل في الوقت بدل عن ضائع بركلة حرة تحصّل عليها منتخب جنوب إفريقيا كلفت طرد المدافع سفيان أمراباط. أسباب خروج أسود الأطلس تعود إلى غياب لاعبين مؤثرين بسبب الإصابة وهم حكيم زياش وسفيان بوفال مما أدى إلى إضعاف القوة الهجومية حيث لم يتمكن أي من البدائل ضعضعة دفاع المنافس.
بما يخص منتخب الفراعنة، خرج رفاق محمد صلاح من البطولة من دون تحقيق أي إنتصار بخسارتهم أمام الكونغو الديمقراطية بركلات الترجيح. لم يتمكن صاحب الرقم القياسي في الفوز بالبطولة (سبع ألقاب) من حسم تأهله إلى الدور الثاني سوى بمعجزة موزمبيقية أمام غانا. تميّز المنتخب المصري بالهجوم الفعال بقيادة محمد صلاح الذي تعرض للإصابة في المباراة الثانية. بالإضافة إلى نجم ليفربول، برز مصطفى محمد ومحمود تريزيغيه اللذان قدّما مستوى عال، غير أن ضعف خط الدفاع بقيادة أحمد حجازي ساهم بخروج مصر خالية الوفاض.
صاحب البصمة الإيجابية العربية الوحيدة في هذه البطولة هو منتخب موريتانيا الذي تمكن من التأهل للدور الثاني للمرة الأولى في مشاركاته الثلاث وذلك بعد فوزه على الجزائر. قدم المرابطون أداء ثابتًا وقويًا مما يدل على تطور الكرة الموريتانية في السنوات الأخيرة حيث لعب الفريق ككتلة واحدة في الدفاع والهجوم ولم يعِبه سوى نقص الخبرة الذي عوضه اندفاع اللاعبين لتقديم كرة قدم جميلة تحت قيادة مدربهم أمير عبدو حيث سنحت لهم أكثر من فرصة محققة لتسجيل تأهل تاريخي إلى دور الثمانية على حساب الرأس الأخضر.
منذ فوزه على السنغال في القاهرة في نهائي كأس أمم إفريقيا عام ٢٠١٩، لم يتمكّن منتخب الجزائر من تحقيق أي إنتصار في ست مباريات خاضها في المسابقة القارية. هذا الأمر عجّل في رحيل المدرب الوطني جمال بلماضي حيث سيتم تعيين مدرب جديد في قادم الأيام ليستلم شعلة تجديد منتخب ثعالب الصحراء. ضرورة تغيير عدد من اللاعبين أصبحت ملحة حيث هناك لاعبون من الجيل الذي شارك في مونديال البرازيل ٢٠١٤ كسفيان فيغولي، ريس مبولحي، عيسى مندي وإسلام سليماني حيث هناك ضرورة لبناء منتخب جديد يتكون من لاعبين يافعين أمثال إسماعيل بن ناصر، حسام أعور، محمد عمورة وآدم وناس.
عاند الحظ منتخب تونس الذي لم يتمكن من تسجيل سوى هدف وحيد في مرمى مالي وتحقيق نقطتين في ثلاث مباريات. ساهمت خسارة المباراة الافتتاحية أمام منتخب مغمور (ناميبيا) في إحباط معنويات زملاء يوسف مساكني الذين حاولوا في المباراتين اللاحقتين تحقيق ثلاث نقاط تمكنهم من تجاوز الدور الأول غير أن الظروف وقفت حجر عثرة أمامهم. المنتخب التونسي فريق جيد لا ينقصه شيء للوصول بعيدا في تصفيات المونديال وفي النسخة المقبلة من كأس أمم إفريقيا.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :