حفلت جلسة الموازنة في مجلس النواب بمظاهر الاحتقان التي اتخذت أشكالاً مختلفة، وعكست حدة الاصطفاف السياسي والطائفي في البلد والمجلس.
ضمن هذا السياق، تحول تدخّل النائب فيصل كرامي لمنع النائب سليم عون من مقاطعة كلمة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مادة للأخذ والرد، بعدما اتهمه البعض بأنه انساق الى رَد فعلٍ طائفي.
ولكن رئيس «تيار الكرامة» النائب كرامي يؤكد لـ»الجمهورية» انّ دفاعه عن حق ميقاتي في الكلام بلا مقاطعة خلال جلسة الموازنة لم ينطلق من دافع طائفي او مذهبي «كما ادّعى المشاركون في الحملة الظالمة ضدي، بل كان همّي الوحيد هو الحرص على مراعاة الأصول ومقام رئاسة الحكومة».
ويعتبر كرامي انّ «الطريقة المسيئة التي اعتمدها بعض النواب في التعاطي مع ميقاتي خلال إلقائه كلمته «تنطوي على قلة احترام لموقعه، الأمر الذي لم يكن ممكناً ان أتغاضى عنه بمعزل عن اسم رئيس الحكومة وموقفي السياسي منه».
ويشدد كرامي على انّ ما لا يرضاه لميقاتي لا يرضاه ايضا لرئيسي الجمهورية ومجلس النواب، «وبالتالي فإنّ تدخلي خلال جلسة الموازنة لإيقاف التشويش المتعَمّد من جانب النائب سليم عون على ميقاتي أتى أولاً وأخيراً في إطار عدم جواز مقاطعة رئيس الحكومة، ربطاً بما يرمز إليه».
ويلفت الى انّ «والدي الرئيس عمر كرامي كان يردد باستمرار انّ الحكم هيبة وقرار، لذا لم يكن في مقدوري ان أقف مكتوفاً امام المساس بهيبة موقع رئاسة مجلس الوزراء وإهانته على ذلك النحو الذي حصل».
ويؤكد كرامي ان الموقف الذي صدر عنه في المجلس اتخذه تلقائياً «من دون أي حسابات مضمرة». ويضيف: «في كل الحالات، مَن يتهمني بالطائفية او بأنني تصرّفتُ طائفياً أدعوه الى ان يطبّق ما جاء في «اتفاق الطائف»، خصوصاً لناحية قانون الانتخاب الذي يجب أن يدمج بين المناطق وبين المذاهب والطوائف».
ويشير كرامي الى انّ انتفاضته دفاعاً عن مركز رئاسة الحكومة «لا تُلغي خلافي مع ميقاتي حول بعض سياساته، خصوصا في المجالين المالي والاقتصادي»، لافتاً الى انه لم يصوّت مع الموازنة، «لأنني لا استطيع ان أحملها بسبب مكامن الخلل فيها، ومن أهمّها إرهاق الناس بأعباء إضافية نتيجة زيادة الضرائب والرسوم، من غير ان ترافقها زيادة مماثلة في الرواتب، إضافة إلى انّ هذه الموازنة تخلو من اي رؤى مستقبلية، وأرقامها كما تقديراتها خاطئة». ويتساءل: «أين الخطة الإصلاحية والتقديمات الاجتماعبة وشبكة الأمان الاجتماعي؟ وكيف صُرفت اموال السحب الخاص بعد مغادرة ميشال عون رئاسة الجمهورية، فيما مدينة عريقة مثل طرابلس تعاني كل انواع الاهمال والحرمان؟».
ويستغرب كيف انه «بدل التركيز على الجوهر، راح البعض يتلهّى بالقشور ويهاجمني نتيجة حساسيات زائدة».
وتعليقاً على قول ميقاتي في خطابه أمام النواب «إنتخبوا رئيسا وحِلّوا عنّا»، يجيب كرامي مُبتسماً: «الهَيئة بَدّو يانا نرفع شعار «لا تِتنحّى»، خصوصاً انه صاحب شعار «بَدنا نِتحمّل بعض!»
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :