افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاثنين 29 كانون الثاني 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاثنين 29 كانون الثاني 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

الرياض وباريس تبتزّان لبنان: انتخاب رئيس أو ضربة إسرائيلية!

يحلّ شهر شباط، مشوباً بالتشاؤم، حيال المرحلة الثالثة التي من المفترض أن يدخلها العدو الإسرائيلي في غزة، في مقابِل عدم وضوح السيناريو المفترض تنفيذه على الجبهة الشمالية مع لبنان، سيّما أن عمليات المقاومة من حيث التخطيط والتنفيذ وكثافة النيران، تُبقي احتمالية توسيع الحرب قائمة. وهذه هي الزبدة التي نقلها وزراء الخارجية الأوروبيون الذين زاروا بيروت والتقوا القيادات السياسية إضافة إلى قائد الجيش العماد جوزف عون، فضلاً عن الموفدين الغربيين والعرب العاملين على خط بيروت – تل أبيب. وكانَ لافتاً في الساعات الماضية، ارتفاع منسوب التهديدات التي تتناقلها وسائل إعلام عبرية وعربية، مستندة إلى معلومات تحدّثت عن تحركات عسكرية إسرائيلية فعلية حصلت في شمال فلسطين المحتلة، إذ «تمّ نقل عدد كبير من الآليات إلى المنطقة الحدودية، كما تمّ نقل لواء غولاني الذي خرج من قطاع غزة إلى الحدود مع لبنان».

واذا كان الكلام يركّز الآن على جبهة الجنوب، على اعتبار أنها مُقبلة على سخونة قد توازي العدوان على غزة، فإن الأمر يعزّزه فشل كل محاولات «خِداع» المقاومة بطروحات سياسية مقابل تعليق مساندة الفلسطينيين، وهو ما يجعل العدو أكثر ميلاً إلى تنفيذ عملية واسعة. وفي المعلومات، أن الضغط على لبنان في الأيام الأخيرة، حملته رسائل غربية وعربية بأعلى صوت وأعلى مستوى مقارنة مع الأشهر الماضية. وترافقت هذه الرسائل مع مواقف داخلية تتبنّى هذه التهديدات التي تُكال من مختلف الشخصيات السياسية والعسكرية الإسرائيلية، علماً أن ما شهدته الجبهة أخيراً من متغيّرات سيدخل حكماً في حسابات قادة العدو قبل إقدامهم على مغامرة جديدة في لبنان.

ما الذي استجدّ؟

يؤكد مطّلعون على الاتصالات، أن المفاوضات غير المباشرة لا تزال على حالها المجمّد بانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في غزة، كاشفة أن التحذيرات المتناقلة، سرّبها بعض السفراء العرب وهي تصبّ في خانة الضغط على لبنان، ولأجل استثمارها في مكان بعيد عن الجبهة مع العدو، وتحديداً في الملف الرئاسي. ويكشف هؤلاء أن «بعض التسريبات، تربط، وبشكل غير مفهوم، موضوع الضربة الإسرائيلية بحل عقدة الملف الرئاسي، من دون فهم ماهية هذا الربط»، مشيرة إلى رسالة واضحة تحدّثت عن «ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في شهر آذار على أبعد تقدير وإلا ستكون هناك حرب إسرائيلية على لبنان». وبحسب المصادر فإن هذه الرسالة، وردت تزامناً مع حراك اللجنة الخماسية المعنيّة بالملف اللبناني، والتي تحاول منذ فترة الإيحاء بوجود مبادرة إقليمية – دولية مستجدّة من أجل التوصل إلى حلّ في ما يتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وفي هذا الإطار، تقاطعت معلومات أكثر من مصدر مطّلع، حول «تنسيق فرنسي – سعودي يجري بمعزل عن بقية دول اللجنة الخماسية الأخرى، ويحمل توجهاً يدفع في اتجاه معادلة رئاسية جديدة قوامها انتخاب قائد الجيش جوزف عون مقابل تسمية تمام سلام رئيساً للحكومة». ويتردّد أن هذا المقترح «تقدّمت به الرياض ودعمته باريس، التي كانت في البدء مؤيّدة لانتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية»، غير أنها «عادت ورأت في الصيغة الوسطية الحلّ الأمثل، وهو ما تقترحه الرياض».

أما بشأن ربط الرئاسة بالتهديدات الإسرائيلية، فإن الأمر برأي جهات سياسية «محاولة جديدة في إطار إقناع حزب الله بالتنازل في ملف الرئاسة، بمعزل عن تطورات الجنوب، ويمكن وصفها بالابتزاز السياسي»، حيث «وجدت الرياض وباريس في هذا التوقيت الحساس فرصة لفرض ما تعتبرانه إنجازاً سياسياً لصالحهما، وبما يقطع الطريق على أي تسوية يُمكن أن تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية لاحقاً في لبنان وتكون نتيجتها لصالح حزب الله وفريقه»، مؤكّدة أن «الكلام الداخلي الذي يتبنّى التهديدات ويشيعها يفعل ذلك بإيعاز من بعض السفراء في لبنان، دعماً لهذا الطرح».

وتلفت المصادر إلى أن «بقية دول الخماسية،وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية لا تتبنّى هذه المعادلة حتى الآن، وإن كان قائد الجيش هو مرشحها الجدي والوحيد». وعليه، تبدو هذه المعادلة إلى الآن، تسير في طريق مسدود، بسبب «التباين الكبير بين أعضاء الخماسية على إدارة الملف اللبناني، وهو ما ظهر في حركتهم في بيروت، رغمَ تلبيتهم دعوة السفير السعودي وليد البخاري إلى اجتماع في دارته في اليرزة، و لتي لم يكُن بالإمكان رفضها». ويبدو إلى الآن أيضاً، امتعاض السفيرة الأميركية الجديدة ليزا جونسون التي يُنقَل عنها كلام تنتقد فيه محاولات البخاري تنصيب نفسه في موقع قيادة اللجنة، وهو أمر ترفضه الولايات المتحدة، وقد لمّحت إليه جونسون خلال الجلسة مع البخاري وباقي أعضاء اللجنة، مشدّدة على أن الكلام في الملف الرئاسي مع القيادات اللبنانية «يجب أن يقتصر في الفترة المقبلة على عناوين عامة من دون الدخول في أسماء». وقد وصفت مصادر مطّلعة الموقف الأميركي بـ «الواقعي»، إذ إن «ما نقله معه الموفد الرئاسي عاموس هوكشتين من لبنان إلى إدارته كان حاسماً لجهة أن الحزب ليس في وارد النقاش بملف الرئاسة حالياً، ولا يريد ربطه بالملف الساخن مع إسرائيل، وبالتالي فإنّ أي طرح هو في حكم الساقط».

************************

افتتاحية صحيفة النهار

اشتعال الجنوب على إيقاع “مواعيد الحرب”!

اذا كانت الأجندة المحلية توزعت في الأسبوع الماضي بين تحرك سفراء مجموعة الدول الخماسية المعنية بأزمة #الفراغ الرئاسي في #لبنان وجلسات مناقشة الموازنة واقرارها، فان الاستحقاق الداهم والمثير للمخاوف المتزايدة منذ نحو أربعة اشهر استمرّ ويعود مثقلا بمزيد من المخاوف حيال انزلاق لبنان الى حرب تنصب أفخاخها بصورة مكشوفة #إسرائيل وتحشد لها التهديدات مقترنة بالحشود العسكرية. كما ان التطورات الإقليمية المتلاحقة في المنطقة تشكل عاملا إضافيا من عوامل ازدياد القلق لبنانيا لا سيما في ظل التداعيات المتوقعة للهجوم الذي استهدف امس قاعدة في شمال شرق الأردن وادى الى مقتل ثلاثة جنود اميركيين واصابة 34 آخرين بجروح وما يمكن ان يستتبعه ويستدرجه من تداعيات خطيرة في المنطقة من شأنها ان تنعكس على الجبهة الجنوبية.

 

ولأن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس #الراعي وضع يده مجددا على جرح الأهالي الجنوبيين النازف بسبب استجرار الخراب والدمار والشلل الى المناطق الحدودية، وتحدث باسمهم مباشرة ونقل ما يصله منهم من شكاوى مباشرة، اشعل هواة التخوين المعروفي الاتجاهات والارتباطات والتمويل والتوجيه مجددا هوايتهم و”ثقافتهم” مستهدفينه بالمشين والمقذع من التعبير السوقي عبر مواقع التواصل الاجتماعي في حين ان أحدا لا يجرؤ على وضع الأصبع على فداحة الخسائر البشرية وجسامة الدمار اللاحق بعشرات البلدات والقرى في المنطقة الحدودية والاهم على معاناة ما بات يقرب من مئة الف نازح جنوبي من منازلهم. لذا عاد الجنوب الملتهب الى صدارة المشهد الداخلي وسط ارتفاع لافت ومقلق في مستوى المواجهات الميدانية المنذرة بتصعيد مطرد علما ان الساعات الثماني والأربعين المنصرمة اتسمت أيضا بتصاعد حرب الشائعات التي يجري عبرها تداول مواعيد مزعومة او مفترضة حول شن عملية إسرائيلية في العمق اللبناني وتاليا اشتعال الحرب الواسعة في حين وزعت معلومات عن مناورات إسرائيلية تحاكي عملية برية ضد ” ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه”.

 

وفي أي حال، فان الحركة المتصلة بنتائج الاجتماع الذي عقده سفراء دول المجموعة الخماسية، الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، الأسبوع الماضي في دارة السفير السعودي وليد بخاري، ستستأنف هذا الأسبوع اذ علم ان السفراء الخمسة سيزورون غدا الثلثاء رئيس مجلس النواب نبيه بري لاطلاعه على أجواء تحركهم الجديد ويعتقد ان زيارتهم لعين التينة ستكون منطلقا لجولة واسعة تستتبع بلقاءات للسفراء مع رئيس الحكومة والقيادات السياسية ورؤساء الكتل النيابية.

 

الجنوب

 

واما المشهد الميداني في الجنوب، فشهد تصعيدا حادا متواصلا في عطلة نهاية الأسبوع ولوحظ ان مستوى استهداف الغارات الإسرائيلية للمباني المدنية والتجارية قد ازدادا بصورة لافتة ومتعمدة لأحداث اكبر حجم من التدمير. وامس سقط أربعة جرحى في قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة حولا كما استهدفت غارة إسرائيلية أطراف بلدتي مروحين ورامية. ودوت صفارات الإنذار في كريات شمونة في أصبع الجليل وذكر ان “الحزب” استهدف المستوطنة بصواريخ مضادة للدروع ذات تقنية جديدة . وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن “طائرات مقاتلة هاجمت موقعين عسكريين تابعين للحزب في محيط قريتيْ زبقين وحولا في #جنوب لبنان”. واشار الى ان “الجيش الاسرائيلي أطلق نيران المدفعية لإزالة التهديد باتجاه مناطق عدة في جنوب لبنان”.

 

كما نفّذ الطيران الحربي الاسرائيلي عصرا هجوماً استهدف بلدة عيتا الشعب واتبعها بغارة ثانية استهدفت بلدة مارون الراس فيما كان القصف المدفعي المباشر يطاول أطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة. وكانت المدفعية الإسرائيلية استهدفت ايضا حرج بلدة مركبا ومنطقة مشعرون الواقعة بين بلدتي مركبا وطلوسة وسقطت القذائف الفوسفورية بين المنازل، كما استهدف القصف المدفعي بلدة كفركلا.ثم نفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة عنيفة على الضهيرة الفوقا استهدفت منزلا مؤلفا من ثلاثة طوابق، ما دفع بفرق الاسعاف الى التوجّه فوراً الى المكان. ومساء شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على بلدة مروحين مما أدى الى وقوع إصابات في مبنى دمر تماما.

 

وفي المقابل شن “الحزب” هجمات عدة على المواقع الإسرائيلية فاعلن انه استهدف ‏‏‏‏‏‌‏‌‌‌انتشارا للجنود الإسرائيليين في ثكنة راميم، كما اعلن انه استهدف بالصواريخ الجنود الإسرائيليين شرقي موقع بركة ريشا كما استهدف انتشارًا للجنود الإسرائيليين في محيط ثكنة هونين بصاروخ بركان، ومن ثم استهدف تجمعًا للجنود الإسرائيليين في موقع تل شعر. ونعى الحزب ثلاثة من مقاتليه هم صادق محمد هاشم وعلي جمال شكر وحسين حلاوي كما نعى المصور الصحافي امير علي عيسى الذي قضى في حادث سير .

 

الراعي… وعودة

 

وسط هذه الأجواء الملبدة تناول البطريرك الراعي الوضع القائم في الجنوب في عظته امس فقال بعدما أعرب عن اسفه ” أن نرى شعبنا في لبنان في حالة الذلّ والفقر والتقهقر الإجتماعيّ إقتصاديًّا وماليًّا وترقيًّا”..” يعرب لنا أهالي القرى الحدوديّة في الجنوب عن وجعهم لتخلّي الدولة عنهم وعن واجباتها ومسؤوليّاتها تجاههم. فهم بكبارهم وصغارهم يعيشون وطأة الحرب المفروضة عليهم والمرفوضة منهم إذ يعتبرون ان لا شأن للبنان واللبنانيّين بها. ويكتبون إلينا: “نعيش ضغوط الحرب النفسيّة وتسحق أعصابنا أهوال الغارا ت اليوميّة وأصوات القذائف المدويّة. وأطفالنا محرومون من وسائل الترفيه ولا يتلقون تعليما مدرسيًا منتظمًا إلا عن بُعْد بسبب الإقفال القسري لمدارسنا الذي فرضته الحرب الحالّية.

ويتابعون:”بإمكانكم أن تتصّوروا مدى الفشل والفوضى والإخفاق والقلق الذي يترتّب على هذا الواقع المرير، وتداعياته على المستقبل التعليميّ والنفسيّ لأولدنا…ويضيفون: اسمحوا لي اقولها بالفم الملآن – ليس تخليًّا عن القضايا الوطنيّة ولا العربية ، بل انطلقًا من صدقي مع ذاتي – أرفض أن أكون وأفراد أسرتي رهائن ودروعا بشريّة وكبش محرقة لسياسات لبنانية فاشلة، ولثقافة الموت التي لم تجّر على بلادنا سوى الإنتصارات الوهميّة والهزائم المخزية. إنّنا نسمعهم وقلبنا ينزف دمًا. ونعمل كلّ ما بوسعنا لمساعدتهم بشتى الوسائل بالتعاون مع ذوي الإرادات الحسنة” .

 

وعقب الحملة التي طاولت البطريرك الراعي عبر مواقع التواصل الاجتماعي أفيد ان عددا من المحامين في حزب “حركة التغيير” سيقدمون اليوم بشكاوى جزائية امام النيابة العامة التمييزية في بيروت ضد كل من تناول البطريرك الماروني بالإساءات.

 

وبدوره تطرق متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة الى وضع الدولة فقال”هل يبنى بلد بلا رأس يتولى قيادة المجموعة الحاكمة والتنسيق بين أعضاء الجسد؟ وهل يبنى بلد بلا حكومة تضع الخطط الإصلاحية وتنفذها، عوض إعداد موازنة هي كارثة على البلد كما أجمع معظم النواب، وبلا قضاء نزيه وعادل لا يسكت على ظلم ولا يساوم على حقيقة؟” . وأشار الى ان “جريمة المرفأ عار على دولتنا وعلى بعض قضاتنا ليس فقط لأنهم لم يقوموا بواجبهم في جلاء الحقيقة وفرض العدالة، بل لأنهم ساهموا في طمسها معرقلين التحقيق نزولا عند رغبة سياسيين يستغلون نفوذهم، ويتهربون من المثول أمام قاضي التحقيق عوض إثبات براءتهم، وإعطاء المثل الصالح في احترام القانون. كما أنهم استهانوا بأرواح الضحايا ولم يعيروا آلام ذويهم أية أهمية. كذلك لم ينصفوا من أصيبوا في أجسادهم وفي ممتلكاتهم ولم يجدوا التفاتة من الدولة، ومنهم من يعاني حتى الآن”.

*****************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

هوكشتاين يعلن عودته قريباً لمعالجة التدهور بين لبنان وإسرائيل

الراعي يَنقُض “شرعيّة” المشاغلة: حربٌ مفروضة وانتصاراتٌ وهميّة

 

تصاعدت المخاوف الداخلية والخارجية من تدهور الأوضاع الميدانية على الحدود الجنوبية. ولم تغيّر الأحوال الجوية أمس من وتيرة العنف الذي تسبب بسقوط قتلى وجرحى ودمار في ممتلكات الجنوبيين. وهذا ما دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى الإعراب عن قلقه الشديد ممّا أنزله هذا العنف ولا يزال في عيش الجنوبيين الذي أصبحوا تحت رحمة «الحرب المفروضة عليهم والمرفوضة منهم»، كما قال في عظة الأحد. وأكد أن الجنوبيين «يعتبرون (هذه الحرب) لا شأن للبنان واللبنانيّين بها». ونقل الراعي عن «أهالي القرى الحدوديّة في الجنوب» وجعهم «لتخلّي الدولة عنهم وعن واجباتها ومسؤوليّاتها تجاههم». كما نقل عنهم رفضهم ان يكونوا «رهائن ودروعاً بشريّة وكبش محرقة لسياسات لبنانية فاشلة، ولثقافة الموت التي لم تجرّ على بلادنا سوى الإنتصارات الوهميّة والهزائم المخزية».

 

في موازاة هذه المواقف غير المسبوقة للبطريرك الماروني، علمت «نداء الوطن» من مصدر ديبلوماسي أنّ الرسائل والتحذيرات الدولية للقيادات الرسمية اللبنانية لم تتوقف، وعبرها الى «الحزب». وحذّرت الرسائل «من مغبة عدم الأخذ بالنوايا الإسرائيلية الحربية ضد لبنان»، وأنّ «معادلة ربط الهدوء على الجبهة اللبنانية بوقف إطلاق النار في غزة، تعني «الحزب» وحده ولا تعني الحكومة الإسرائيلية». وقال المصدر إنّ «آخر الرسائل الدولية التي وصلت الى بيروت، تقول إن الخشية كبيرة من ان ينطلق مسار التفاوض وصولاً الى الحل بين إسرائيل و»ح.م.ا.س»، بينما لبنان يشغل جبهته من دون ضمانات لحقّه في توقف العمليات العسكرية من الجانب الإسرائيلي عند الدخول في وقف اطلاق النار في غزة». وأشار الى أنّ الوزراء الأوروبيين الذين اجتمعوا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبل ان ينتقلوا الى لبنان، سمعوه يقول إنه «يضع هدفاً لعملية عسكرية شبيهاً بالهدف الذي وضعه أرييل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق لاجتياح لبنان عام 1982، وهو إبعاد «الحزب» الى ما بعد خط الأوّلي، وليس كما يُقال الى شمال الليطاني».

 

وفي واشنطن، أعرب آموس هوكشتاين موفد البيت الأبيض وكبير مستشاري الطاقة للرئيس بايدن، عن القلق من تدهور الأوضاع على الحدود الجنوبية، وقال في مقابلة معه ضمن برنامج «Face the Nation» عبر الشبكة العامة «CBC»: «أعتقد أننا جميعاً يجب أن نكون قلقين للغاية في شأن جبهة أخرى. وفي الواقع، لدينا إلى حد ما جبهة بالفعل». وأضاف: «منذ بداية هذا الصراع، في اليوم التالي لـ 7 أكتوبر و 8 أكتوبر، كان هناك قصف من لبنان نحو إسرائيل، ورد فعل. ومنذ ذلك الحين، ونحن في نوع من القتال منخفض الدرجة بين إسرائيل ولبنان، وكان الرئيس بايدن واضحاً في أننا نريد أن نفعل كل ما في وسعنا لمنع تصعيد هذا الصراع وجعله في أدنى مستوى، لئلا يتحول إلى صراع شامل من شأنه أن يجرنا أكثر إلى الحرب ويخاطر بحياة المدنيين على كلا الجانبين. وما نحاول القيام به هو تجنب ذلك».

 

وسئل: توسطتم في ترسيم حدود بحرية بين إسرائيل ولبنان، فما مدى قربك من التفاوض على الحدود البرية هناك؟ فأجاب: «قبل أكثر من عام بقليل، تمكنّا من التفاوض على حدود بحرية، وهي المرة الأولى التي تتوصل فيها إسرائيل ولبنان الذي لا يعترف بإسرائيل ديبلوماسياً، إلى نوع من اتفاق حدود. ما نحتاج إلى القيام به الآن، هو الوصول إلى وقف الأعمال العدائية في كلا الجانبين، فلا يكون الأشخاص الذين يزيد عددهم عن 100,000 شخص تقريباً على كل جانب، لاجئين في بلدانهم». وتابع: «هذا ليس مجرد وقف لإطلاق النار، بل يتطلب جزءاً أكثر تعقيداً من المفاوضات لضمان وجود الجيش اللبناني في تلك المنطقة، وأن يكون هناك المزيد من معايير الأمن للمدنيين. ولكن بمجرد أن نفعل ذلك، نحتاج إلى بدء النظر في كيفية وضع علامات على الحدود، الحدود الفعلية، بين البلدين حتى نتمكن من تحقيق الأمن على المدى الطويل والسلام على المدى الطويل، في منطقة شهدت العديد من جولات الصراع على مدى السنوات العديدة الماضية».

 

وهل يعود قريباً؟ أجاب: «من المحتمل أن أعود قريباً. لكنني أعتقد أن هذا شيء نقوم به كل يوم، وليس فقط عندما نكون في المنطقة. نحن نفعل هذا أيضاً عندما نكون هنا».

 

وعن قول إسرائيل «إنّ الوقت ينفد»، قال: «علينا أن نحاول حل هذا الأمر ديبلوماسياً. أنا لا أنكر أنّ الوضع الراهن حيث نحن الآن لا يمكن أن يستمر إلى الأبد. ولهذا السبب نحتاج إلى التأكد من أننا نستطيع التوصل إلى حل ديبلوماسي».

******************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

«الحزب» يهدد بقصف أهداف إسرائيلية «في البر والبحر» في حال توسعة الحرب

قال إن الصواريخ الجديدة بمثابة «رسائل ميدانية ونارية»

بيروت: نذير رضا

 

هدّد «الحزب»، الأحد، بقصف أهداف إسرائيلية «في البرّ والبحر»، في حال وسّعت إسرائيل الحرب إلى العمق اللبناني، كاشفاً أن الأسلحة والصواريخ التي استخدمها أخيراً هي رسائل ميدانية نارية، وذلك وسط تصعيد متواصل، وغارات إسرائيلية عنيفة أدت، الأحد، إلى تدمير حي سكني مؤلف من 5 منازل في بلدة الضهيرة بجنوب لبنان.

 

واستخدم «الحزب»، يوم الخميس الماضي، صاروخاً موجهاً جديداً يتضمن كاميرا مثبتة على رأسه، ويبلغ مداه 10 كيلومترات، وباستطاعته التحليق بشكل منحرف لتجاوز العوائق الجغرافية قبل الانقضاض على الأهداف، ويطلق عليه اسم «ألماس». كما كشف عن استخدام صاروخ جديد (أرض – أرض) من نوع «فلق واحد» الإيراني الصنع الذي تفوق سرعة انطلاقه سرعة الصوت، ويبلغ مداه 10 كيلومترات، ويبلغ وزن رأسه المتفجر 50 كيلوغراماً.

 

وقال نائب رئيس المجلس التنفيذي في «الحزب» الشيخ علي دعموش: «يجب أن يفهم العدو جيداً ‏الرسائل الميدانية والنارية للمقاومة التي عبّرت عنها من خلال ‏المواجهات الأخيرة ونوعية الأسلحة والصواريخ المستخدمة فيها، وأن ‏يعلم أنّ أي تمادٍ في العدوان على جنوب لبنان سيقابل برد حاسم، ‏وسيوسّع من دائرة استهدافات المقاومة».

 

وقال خلال كلمة في حفل تأبيني في الضاحية الجنوبية، الأحد، إنّ «توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة، وإنما سيضع العدو ‏على حافة الهاوية، وسيجعل كيانه تحت نيران المقاومة، ولذلك على ‏العدو ألا يُخطئ في الحساب»، مضيفاً: «صحيح أنّ المقاومة تتجنّب الانجرار ‏للحرب مراعاة للمصلحة الوطنية، لكنها إذا فُرضت عليها لا تخشاها ولا ‏تخافها، وهي على أتمّ الاستعداد والجاهزية لمواجهتها بكل قوة ‏وشجاعة واقتدار وإلى أبعد مدى».‏

 

البر والبحر

وأشار دعموش إلى أنّ «المقاومة لم تستخدم في عملياتها حتى ‏الآن إلا القليل من قدراتها وإمكاناتها وسلاحها وصواريخها، لأنّ المعركة ‏محدودة، لكن إذا فكر العدو بحرب واسعة على لبنان فهو يعلم أنّ قدرات ‏المقاومة تتجاوز المواجهة عند الحدود، وأنّ الصواريخ الدقيقة لدى ‏المقاومة تصل إلى كل مكان في الكيان الصهيوني، وأنّ جميع الأهداف ‏والمواقع الإسرائيلية في البر والبحر وعلى امتداد الكيان هي تحت ‏مرمى الصواريخ الدقيقة للمقاومة في لبنان». ‏

 

ويعد هذا التهديد باستهداف أهداف بحرية، هو الأول منذ بدء الحرب، حيث هدد قياديو الحزب في وقت سابق بقصف أهداف حيوية في إسرائيل، ومن بينها منطقة غوش دان التي تطرق إليها أمينه العام حسن ن.ص.ر. ا.ل.ل.ه في أحد خطاباته. ولم يحدد دعموش ما إذا كان المقصود بالأهداف البحرية هو الأهداف العسكرية، أو منشآت استخراج الغاز من البحر المتوسط قبالة السواحل الإسرائيلية.

 

قصف متواصل

وتمضي إسرائيل في قصف أهداف داخل الأراضي اللبنانية. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف مواقع عسكرية لـ«الحزب» بجنوب لبنان، في بيان صدر عنه، الأحد. وأشار البيان إلى أن طائرات حربية هاجمت موقعين عسكريين لـ«الحزب» في جنوب لبنان، وكان قد هاجم الجيش بساعات الصباح مواقع عدة بجنوب لبنان «لإزالة تهديد». كما أعلن عن إجراء تدريبات عسكرية لرفع جاهزيته على الحدود مع لبنان.

 

ودوّت صفارات الإنذار في منطقة كريات شمونة، وفق ما ظهر في مقطع فيديو تناقله الإعلام الإسرائيلي، قبل أن يُسمع دوي انفجارات ناتجة عن سقوط 3 مقذوفات. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن انفجار مسيّرة أطلقها «الحزب» في مرغليوت، فضلاً عن إطلاق صواريخ ومقذوفات باتجاه الجليل.

 

وأعلن «الحزب» في بيانات متعاقبة عن استهداف جنود إسرائيليين في موقع تل شعر بالأسلحة الصاروخية، واستهداف انتشار ‏جنود آخرين في محيط ثكنة هونين بصاروخ «بركان»، فضلاً عن استهداف جنود في ثكنة راميم ومحيطها بالأسلحة الصاروخية، وقصف تجمع ‏لجنود شرق موقع بركة ريشا بالأسلحة الصاروخية.

 

وعلى الأراضي اللبنانية، استهدفت مسيّرة إسرائيلية مؤسسة تجارية عند مثلث طير حرفا – الجبين جنوب لبنان، فجر الأحد، ما أدى لتضررها بشكل كبير مع مؤسسات مجاورة لها، كما شنّ الجيش الإسرائيليّ قصفاً بالقذائف الحارقة استهدف بلدة مركبا والأحياء السكنية في حولا، فضلاً عن قصف بلدة كفركلا بالمدفعية.

 

وفي بلدة الضهيرة في القطاع الغربي، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية «بإصابة مواطنة بجروح في الغارة التي أدت إلى تدمير عدد من المنازل». وتناقل اللبنانيون مقاطع فيديو تظهر تدمير الغارة لحي سكني بالكامل يتضمن 5 منازل، بالتزامن مع غارات على جبل بلاط ومحيط بلدتي مروحين وعيتا الشعب المحاذيتين، إضافة إلى قصف بلدة زبقين. كما شنّ الجيش الإسرائيلي غارة إسرائيلية على بلدة مارون الراس.

***********************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

إرتفاع منسوب المخاوف من الحرب.. وتراجُع الملموس حول الإستحقاق الرئاسي

فيما التصعيد العسكري يتعاظم على جبهة الجنوب رافعاً منسوب المخاوف من تحوّله حرباً مفتوحة تهدّد بها اسرائيل، فإنّ الاوساط السياسية والرسمية لم تتلمّس اي جديد حول مصير الاستحقاق الرئاسي الذي بات ينتظر ما سيؤدي اليه الحراك الجديد للمجموعة الخماسية، سواءً على مستوى سفرائها في لبنان او على مستوى ممثليها الذين سيجتمعون في الرياض قريباً لمناقشة تقرير نتائج لقاءات السفراء مع المعنيين بهذا الاستحقاق.

ومع انّ بعض الاوساط يستبعد حصول اي تقدّم ملموس قريباً على مستوى الاستحقاقات اللبنانية قبل توقف الحرب الاسرائيلية على غزة، فإنّ هناك اقتناعاً لدى المعنيين انّ المجموعة الخماسية لا يزال امامها بعض العقبات التي عليها تذليلها للنجاه في مهمّتها، وهي عقبات داخلية بين اطرافها، وخارجية، تتصل بمدى قدرتها على إقناع الأفرقاء اللبنانيين بالاتفاق على رئيس للجمهورية، او على الأقل على صيغة لإتمام هذه العملية الدستورية بالتوافق او بالتنافس الديموقراطي.

لا زيارات جماعية

تزامناً، ترصد المراجع السياسية والنيابية الحراك المنتظر لسفراء المجموعة الخماسية بعد اجتماعهم الاسبوع الماضي تلبيةً لدعوة السفير السعودي وليد البخاري. وكشفت مراجع معنية بالحراك لـ«الجمهورية»، انّه لن يكون للمجموعة اي زيارات جماعية حتى الآن، وأنّ أعضاءها يواصلون زياراتهم الإفرادية وفق برامج أُعدّت سابقاً، ومن بينهم السفيرة الاميركية الجديدة ليزا جونسون التي ستواصل هذا الاسبوع زياراتها التعارفية على القيادات السياسية والحزبية، وفق برنامج يمتد الى منتصف الشهر المقبل على الأقل.

 

وكشفت مصادر معنية لـ«الجمهورية»، انّ السفيرة الاميركية شدّدت خلال الاجتماع عند البخاري على ضرورة عدم قيام أي طرف بمبادرة أو تحّرك جانبي من دون التنسيق المسبق مع اللجنة الخماسية. وذلك في إشارة منها إلى قطر. واقترحت ألاّ يختصر أي طرف مهمّة تمثيل الخماسية أو التحدث باسمها، وذلك في اشارة منها الى الجانب الفرنسي الذي سيزور موفده جان ايف لودريان لبنان بعد الاجتماع الخماسي المنتظر في الرياض.

 

وتجدر الاشارة الى انّ الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني (ابو فهد) موجود منذ الاسبوع الماضي في لبنان ويجول على المعنيين بالاستحقاق الرئاسي. وقد التقى امس الاول رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، بعدما كان له لقاء مع ممثلين لـ«الثنائي الشيعي» وآخرين.

وتردّد انّ ابو فهد لا يطرح في جولته الحالية اسماء مرشحين لرئاسة الجمهورية، وانما يشدّد على وجوب توافق الجميع على انتخاب رئيس جيد للبنان.

 

جلسة حكومية

وفي هذه الأجواء، ما زال الوزراء ينتظرون تلقّي دعوة الى جلسة لمجلس الوزراء يُتوقع ان تنعقد في بحر الاسبوع الجاري وربما الخميس او الجمعة المقبلين. وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية»، انّ تحديد الموعد رهن بإحالة الصيغة النهائية لقانون موازنة 2024 من الأمانة العامة لمجلس النواب الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، بعد ان يوقّعه رئيس المجلس نبيه بري غداً او بعد غد.

 

ولفتت المصادر عينها، الى انّ هناك عشرات البنود المطروحة على جدول أعمال مجلس الوزراء ومنها قضايا مؤجّلة من جلسات سابقة ومنها ما يتصل بمشروع الحوافز لموظفي القطاع العام الذين سيبدأون اليوم إضراباً شاملاً، حيث أنّ معظم الادارات تفتح ليومين او ثلاثة ايام في الاسبوع، ولكن الإقفال هذه المرّة يُتوقع ان يكون شبه شامل باستثناء بعض المؤسسات العامة التي لا تلتزم بالهيئات الإدارية لموظفي القطاع العام. وستواكب الإضراب في القطاع العام مجموعة تحركات لهيئات تمثل المتقاعدين من عسكريين ومدنيين من الإدارات الرسمية.

 

مواقف

وفي المواقف التي شهدتها عطلة نهاية الاسبوع، لاحظ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد من بكركي، انّ «دولتنا المبتورة الرأس أصبحت بمقدّراتها الكبيرة فريسة الفاسدين المعتدين عليها والعاملين بكلّ وسعهم على عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة ليخلو لهم الجوّ والوقت الطويل لقضم مالها ومؤسّساتها، وإشاعة حالة من الفوضى تسمح للنافذين تمرير ما هو غير شرعيّ، بواسطة فائض القوّة». وقال: «يعرب لنا أهالي القرى الحدوديّة في الجنوب عن وجعهم لتخلّي الدولة عنهم وعن واجباتها ومسؤوليّاتها تجاههم. فهم بكبارهم وصغارهم يعيشون وطأة الحرب المفروضة عليهم والمرفوضة منهم. إذ يعتبرون انّ لا شأن للبنان واللبنانيّين بها. ويكتبون إلينا: «نعيش ضغوط الحرب النفسيّة وتسحق أعصابنا أهوال الغارات اليوميّة وأصوات القذائف المدويّة. وأطفالنا محرومون من وسائل الترفيه ولا يتلقون تعليمًا مدرسيًا منتظمًا إلّا عن بُعْد بسبب الإقفال القسري لمدارسنا الذي فرضته الحرب الحالّية».

 

أضاف: «لسنا نفهم لماذا تبقى الدوائر العقارية في جبل لبنان مقفلة، بحجة توقيف بعض موظفيها وتتعطّل أعمال المواطنين ولا تدخل الأموال الصافية للخزينة في دولة مفلّسة! إنّنا نطالب وزارة المال بمعالجة التقصير الفادح في تسيير أمور الدوائر العقارية المعطّلة في جبل لبنان وحده منذ ما ينيف على السنة حتى الآن، بما يحرم الخزينة من عائدات طائلة ويُنذر بتمدّد وضعيات غير قانونية في ظلّ الشغور الرئاسيّ وعدم الانتظام العام. لماذا أيّها المسؤولون في الدولة تهدمون مؤسسات الدولة عمدًا؟ ولصالح من؟ ولأي هدف أو مشروع؟».

 

عودة

بدوره ميتروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة قال، انّ «النفوس التي تشوشها الخطيئة غير قادرة على الرؤية الواضحة، وتقود البلد إلى الهاوية، مدفوعة بخطاياها ومصالحها». واكّد انّ «خلاص البلد لن يأتي إلّا بواسطة النفوس التي طهّرها الندم والتوبة، فأصبح العقل نيراً والقلب رحوماً والفكر نقياً يعمل على إيجاد الحلول لمشكلات هذا البلد عوض العمل على تحقيق المصالح والتنافس على النفوذ». وسأل: «هل يُبنى بلد بلا رأس يتولّى قيادة المجموعة الحاكمة والتنسيق بين أعضاء الجسد؟ وهل يُبنى بلد بلا حكومة تضع الخطط الإصلاحية وتنفّذها، عوض إعداد موازنة هي كارثة على البلد كما أجمع معظم النواب، وبلا قضاء نزيه وعادل لا يسكت على ظلم ولا يساوم على حقيقة؟».

 

قبلان

من جهته المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان قال في بيان، إنّ «البلد يعاني من أسوأ كارثة وطنية بسبب إصرار البعض على القطيعة السياسية وبخلفية دولية وإقليمية». وأكّد «أن البكاء يجب أن يكون على لبنان والشعوب المظلومة لا على حجيج العالم الذي لا يهمّه إلاّ تل أبيب وإنقاذها من هزيمتها المدوية». ولفت الى أنّ «المعيار الوطني اليوم جبهة الجنوب حتى يبقى لبنان، وحتى تظلّ أجيال هذا البلد تتكلم العربية لا العبرية، وحتى لا تتحول المساجد والكنائس في لبنان كيانات عبرية ودشماً صهيونية». واعتبر «أنّ مشكلة خدمات الدولة وواقع دوائرها ومؤسساتها تكمن بالقوى السياسية المصرّة على القطيعة السياسية ومن يدعمها، ويلقي بالتبعات على المجلس النيابي، فيما الحق والحقيقة بجانب من يصرّ على تسوية رئاسية تمرّ بالميثاقية والشراكة الوطنية لإنقاذ لبنان والنهوض بدولته من جديد، وغير ذلك عيب وحرام».

 

جنوباً

على الجبهة الجنوبية، استهدف قصف مدفعي اسرائيلي أمس اطراف بلدتي طير حرفا ومجدل زون، وذلك بعد إغارة مسيّرة فجراً على مؤسسة تجارية عند مثلث طيرحرفا الجبين، الحقت بها اضراراً كبيرة. كذلك اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على عيتا الشعب وجبل بلاط وزبقين وحولا. فيما استهدف قصف مدفعي بلدتي شيحين والجبين، ترافق مع تمشيط بالأسلحة الرشاشة من مواقع العدو قبالة بلدة كفركلا واللبونة جنوب الناقورة.

 

وبعد الظهر، أغار الطيران الاسرائيلي على منزل قرب أطراف الضهيرة واوقع جريحة، كذلك اغار على بلدات مروحين وعيتا الشعب ومارون الراس، فيما استهدف قصف فوسفوري وسط بلدتي مركبا وحولا.

 

واعلنت «المقاومة الاسلامية» استهداف تجمع ‏لجنود العدو الإسرائيلي شرقي موقع بركة ريشا بالأسلحة الصاروخية وحقّقوا فيه إصابات ‏مباشرة. وردّ الاسرائيليون بقصف استهدف أطراف يارين وشيحين وأطراف الضهيرة في القطاع الغربي.

 

كذلك ‏قصف رجال المقاومة انتشاراً للجنود الإسرائيليين في ثكنة راميم (هونين) ومحيطها بالأسلحة الصاروخية وحقّقوا فيه ‏إصابات مباشرة.‏

 

كذلك قصفوا تجمعين ‏آخرين في موقع تل شعر ومحيط ثكنة هونين.‏ ‏

 

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ صواريخ دقيقة استهدفت مستوطنة كريات شمونة، وسقطت في منطقة عسكريّة. فيما استهدف صاروخ مضاد للدروع موقعاً للجيش الإسرائيلي في الجليل الأعلى.

 

وقد نعى «الحزب» ثلاثة شهداء سقطوا في المواجهات امس وهم: صادق محمد هاشم (من بلدة رشكنناي) وعلي جمال شكر (من النبي شيت)، وحسين حسن حلاوي (من بلدة كفركلا).

 

وكتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصّة «إكس»: «انّ طائرات حربية أغارت على مبانٍ عسكرية ومواقع استطلاع ومواقع عسكرية للحزب في مروحين والظهيرة وعيتا الشعب ومناطق أخرى في جنوب لبنان». وأضاف، انّ الجيش الاسرائيلي «هاجم مقر قيادة عملياتي وبنية تحتية للحزب. كما قصفت المدفعية والدبابات عدة أهداف شكّلت تهديدًا في جنوب لبنان». واشار الى «رصد إطلاق قذائف عدة من لبنان سقطت في مناطق مفتوحة في منطقتيْ مرغليوت وزرعيت».

************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

تصعيد الجنوب: رسائل نارية وفشل الوساطة الألمانية

الخماسية عند بري غداً.. والراعي يعارض ثقافة الموت.. وإضراب الإدارة مع جلسة الزيادات

 

مع اقتراب نهاية شهر كانون الثاني، تكون الحرب العدوانية الاسرائيلية، على قطاع غزة واستتباعاً عند الحدود الجنوبية، والقرى اللبنانية المنتشرة على طول هذه الحدود، تقترب الحرب من إنهاء شهرها الرابع، في ظل حركة دولية- عربية للتوصل الى هدنة طويلة تقود الى وقف النار، تمهيداً لانهاء الحرب، عبر هدنة الصفقة المرتقبة حول الاسرى، طغت على السطح التهويلات او التهديدات الاسرائيلية عن التحضير لعملية عسكرية واسعة داخل الاراضي اللبنانية، والكشف عن تدريبات ومناورات لجنود لواء غولاني الآتين من غزة الى الحدود الشمالية لهذه الغاية..

كل ذلك، وسط استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على المنازل والحقول والمؤسسات التجارية.

وأرادت، حسب المصادر المعنية، المقاومة بعث رسائل بالنار الى الجيش الاسرائيلي، انه ما ينتظره ليس على نحو ما هو متوقع، وأن ضربات الصواريخ الدقيقة مثال حيّ على ذلك.


وفي اطار المفاوضات لابعاد مخاطر الحرب عن الجنوب، كشف النقاب عن اجتماع عقد بين نائب مدير المخابرات الالمانية الذي اتى الى بيروت في اطار مهمة محددة، ونائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم

حول امكان تحقيق هدنة او وقف لاطلاق النار في الجنوب بمعزل عما يجري في غزة.

وحسب هو معلن، فإن الاجتماع لم يفضِ الى أية نتيجة، وبقي الحزب على موقفه من انه من غير الوارد لديه البحث بوقف للنار على الجبهة الجنوبية بمعزل عن وقف الحرب في غزة.

اللجنة الخماسية

ووسط متابعة الاجتماعات المتواصلة على مستوى مسؤولي الأجهزة الامنية والدبلوماسية والوسطاء التي تعقد في باريس بهدف التوصل الى صفقة تبادل اسرى جديدة، تعيد الاعتبار للنشاط الدبلوماسي والسياسي لانهاء الحرب، ودخول مفاوضات حول الحلول الممكنة لما بعد الحرب، تتجه الانظار محلياً، الى حراك سفراء اللجنة الخماسية العربية- الدولية، واللقاء المرتقب غداً او ما بعده مع الرئيس نبيه بري للتنسيق ما بين عمل اللجنة الرامي الى التوفيق ما بين القوى السياسية المتباعدة رئاسياً، وايجاد صيغة تكامل بين التحرك الخماسي ومجلس النواب، لانجاز الاستحقاق الرئاسي، وانهاء الشغور في قصر بعبدا.

الراعي و«ثقافة الموت»

سياسياً، وفي موقف، من شأنه ان يفاقم الانقسام الداخلي العامودي والأفقي حول الحرب في الجنوب فقد نقل الكاردينال الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد رسائل عن اهالي القرى الحدودية جاء فيها: «نعيش ضغوط الحرب النفسيّة وتسحق أعصابنا أهوال الغارات اليوميّة وأصوات القذائف المدويّة. وأطفالنا محرومون من وسائل الترفيه ولا يتلقون تعليماً مدرسيًا منتظمًا إلا عن بُعْد بسبب الإقفال القسري لمدارسنا الذي فرضته الحرب الحالّية. ويتابعون: «بإمكانكم أن تتصوّروا مدى الفشل والفوضى والإخفاق والقلق الذي يترتّب على هذا الواقع المرير، وتداعياته على المستقبل التعليميّ والنفسيّ لأولدنا… ويضيفون: اسمحوا لي اقولها بالفم الملآن- ليس تخليًّا عن القضايا الوطنيّة ولا العربية، بل انطلقًا من صدقي مع ذاتي- أرفض أن أكون وأفراد أسرتي رهائن ودروعا بشريّة وكبش محرقة لسياسات لبنانية فاشلة، ولثقافة الموت التي لم تجرّ على بلادنا سوى الإنتصارات الوهميّة والهزائم المخزية.

إضراب الإدارة العامة

حكومياً، يعقد مجلس الوزراء جلسة هذا الاسبوع، بعد الفراغ من مناقشة واقرار الموازنة العامة، للبحث في جدول اعمال متناقل بالبنود، لاسيما البنود المرحَّلة من السنة الماضية، وتتعلق بالزيادات المقترحة على الرواتب والأجور ومعاشات التقاعد.

وعشية الجلسة المتوقعة غداً الثلثاء دعت رابطة موظفي الادارة العامة في لبنان الى الاضراب العام والشامل، مع تنفيذ وقفات احتجاجية تصعيدية امام الادارات العامة، واقفال هذه الادارات، بدءاً من الثلاثاء 30 ك2 (2024) لغاية 9/2/2024 ضمناً، وفي ضوء المستجدات، ليُبنى على الشيء مقتضاه.

صواريخ دقيقة في الميدان

ميدانياً، واصلت المقاومة الاسلامية توجيه الضربات الموجعة لتجمعات العدو ومواقعه وثكناته العسكرية.

فبعد ظهر امس، اعلنت المقاومة عن استهداف «انتشار لجنود العدو الاسرائيلي في ثكنة راميم ومحيطها، وكذلك موقع بركة ريشا وحققت اصابات مباشرة، فضلا عن ثكنة «معاليه غولان» بصواريخ «فلق1».

من جانبها اسرائيل، هاجمت مقاتلات معادية قرى زبقين وحولا. كما شنت مسيَّرات غارات على المنطقة الواقعة بين بلدات راميا وعيتا الشعب والقوزح وأطراف بلدة زبقين، كما استهدف القصف المعادي المنازل وسط الضهيرة الفوقا.

حيان.. على الطريق وفسحة عند الكورنيش

بدءاً من بعد ظهر اليوم، يتأثر لبنان والحوض الشرقي للمتوسط بمنخفض جوي مصحوب بكتل هوائية باردة آتية من تركيا.

وأطلقت الأرصدة الجوية على المنخفض الجديد اسم «حيان (Hayan)»، حاملاً معه امطاراً غزيرة ورياحاً شديدة، وعواصف رعدية.

ومن الممكن ان تلامس الثلوج مستوى دون الـ1000م.

وكان الانفراج النسبي افسح المجال امام المواطنين للخروج من «حبسة الطقس» للتفسح قليلاً، والاستفادة من الشمس المشوبة بالمطر والغيوم، عند كورنيش المنارة.

************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

مقتل 3 عسكريين أميركيين في الأردن وجرح أكثر من 30 جندياً

الإجتماع الأمني في فرنسا بشأن الأسرى «إيجابي… لكن ينتظر حلّ فجوات فيه»

 حركة «الخماسيّة» بلا بركة… تلاشي آمال المعارضة بخرق رئاسي – بولا مراد

 

في الوقت الذي يحتدم فيه القتال بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، التي لا تزال تحاول تطويق مدينة خان يونس في قطاع غزة، تنشط الجهود والوساطات الدولية للتوصل لهدنة تضع حدا للمآسي الانسانية المتفاقمة في صفوف الفلسطينيين، خاصة بعد اعلان المفوّض العام للأونروا ان تعليق تمويل الوكالة سيؤدي إلى توقف جميع الانشطة في القطاع في غضون أسابيع.

 

وفيما خص الاجتماع الذي عُقد يوم امس الأحد في العاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة رؤساء أجهزة المخابرات «الإسرائيلية» والولايات المتحدة ومصر ورئيس وزراء قطر، لتحريك صفقة جديدة لتبادل الأسرى، قد حقق بعض الايجابيات. وأشار مكتب رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو انه حصل بعض التقدم، لكن «لا تزال هناك اختلافات كبيرة في مواقف الأطراف، والتي سيتم مناقشتها خلال اجتماعات إضافية، هذا الأسبوع».

 

وفي تطور لافت، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن امس، أن ثلاثة عسكريين أميركيين قتلوا وأصيب اكثر من 30 جنديا في هجوم بطائرة مسيّرة على قوات أميركية متمركزة في شمال شرق الأردن قرب حدود سوريا، متهما جماعات مدعومة من إيران بتنفيذ الهجوم، وتوعد

 

انه «سيحاسب كل المسؤولين عن الهجوم الذي استهدف قواتنا في الوقت المناسب وبالطريقة التي نختارها».

 الاتفاق غير ميسر

 

واعتبرت مصادر واسعة الاطلاع ان «التوصل لتفاهم قريب بين ح.م.ا.س و»اسرائيل» ليس ميسرا تماما، في ظل المواقف والشروط المتناقضة للطرفين». وأشارت المصادر لـ «الديار» الى انه «وفي الوقت الذي يرفض نتنياهو اي اتفاق يؤدي لوقف نهائي لاطلاق النار، لعلمه بأن ذلك سيؤدي حتما لسقوط حكومته وانتهائه سياسيا، تتمسك ح.م.ا.س جيدا بورقة الاسرى، وهي ترفض التخلي عنها تحت اي ظرف دون تحقيق هدفها الاساسي بوقف الحرب على القطاع». واضافت المصادر: «تعي الحركة ان سيرها بأي تفاهم يؤدي لهدنة لشهرين فقط مقابل الافراج عن 100 اسير، يعني ان «اسرائيل» ستعود للقتال بشراسة بعد ذلك.. من هنا التشدد بالتعاطي مع اي هدن مؤقتة، لعلمها بالنوايا الاسرائيلية الخبيثة».

 

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن مسؤولين أميركيين مساء السبت، أن المفاوضين يقتربون من التوصل إلى اتفاق تعلق فيه «إسرائيل» حربها على قطاع غزة لمدة شهرين، مقابل الإفراج عن أكثر من 100 أسير لدى حركة المقاومة الإسلامية (ح.م.ا.س)، وهو اتفاق قالت انه يمكن إبرامه خلال الأسبوعين المقبلين.

 

من جهتها، أفادت قناة «كان الاسرائيلية» التابعة لهيئة البث الرسمية امس، بأن «الجيش الإسرائيلي» سحب لوائيّ 4 و55 احتياط من قطاع غزة بعد انتهاء مهمتهما، وذلك في أحدث حلقة من عمليات مماثلة بدأت أواخر كانون الأول الماضي، في وقت تجمهر مئات «الإسرائيليين» ولليوم الخامس على التوالي عند معبر كرم أبو سالم، مما أدى إلى إغلاقه، بهدف منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حسبما أكدت تقارير صحافية.

 

وقالت القناة 13 «الإسرائيلية» إن «الإسرائيليين» بمن فيهم عائلات بعض الرهائن المحتجزين في غزة، أغلقوا المعبر الذي يفصل بين «إسرائيل» والقطاع، للضغط من أجل الإفراج عن ذويهم.

 

وعلى الأثر، أعلن جيش العدو الإسرائيلي منطقة معبر كرم أبو سالم الحدودية مع قطاع غزة «منطقة عسكرية مغلقة». وجاء هذا القرار بهدف الحيلولة دون تنظيم التظاهرات اليومية لعائلات الرهائن المحتجزين في غزة، التي تمنع دخول شاحنات المساعدات إلى القطاع.

 مساع لتطويق خان يونس

 

ميدانيا، تواصلت المعارك يوم امس الأحد بين المقاومة الفلسطينية وجيش العدو في مدينة خان يونس، في ظل محاولات الاخير تطويق المدينة.

 

وأشارت سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الى انها تخوض اشتباكات ضارية مع جنود «إسرائيليين»، في محاور التقدم بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

 

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 26 ألفا و422 شهيدا و65 ألفا و87 مصابا منذ 7 تشرين الأول 2023. وأشارت الوزارة الى أن الاحتلال ارتكب 19 مجزرة في القطاع راح ضحيتها 165 شهيدا و290 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية.

كارثة انسانية

 

اما على الخط الانساني، فقد أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن «الوقود والغذاء والإمدادات تنفد في مستشفى ناصر، حيث لا يزال هناك 350 مريضا و5 آلاف نازح»، مجددا دعوته إلى «وقف فوري لإطلاق النار».

 

من جهته، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الدول المانحة «ضمان استمرارية عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بعدما علقت الكثير منها تمويلها لها، بسبب اتهامات «اسرائيل» بأن موظفين في الوكالة قد يكونون ضالعين في هجوم ح.م.ا.س في السابع من تشرين الأول».

 

وأكد غوتيريس انهاء خدمة 9 من بـين 12 من موظفي الأونـروا المتورطين في هجوم 7 تشــرين الاول على «إســرائيل».

 

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن «باريس أجّلت قرارها النهائي بشأن تعليق تمويل الأونروا حتى إنهاء مشاورات مع الأمم المتحدة».

 

وقالت مصادر فلسطينية لـ»الديار» ان «بقاء الدول المانحة ، وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية على قرارها وقف تمويل الاونروا سيؤدي لكارثة انسانية في القطاع، باعتبار ان الوكالة هي الوحيدة التي تدخل المساعدات الى القطاع، وان كان ذلك يحصل بنسب ضئيلة جدا لا تتناسب اطلاقا مع الحاجات الكبيرة للسكان المحاصرين».

حركة بلا بركة

 

لبنانيا، تبخرت كل الايجابية التي أحاطت بحراك سفراء دول «اللجنة الخماسية»، وعلى رأسهم السفير السعودي وليد البخاري. وقالت مصادر معنية بالملف ان «الحركة التي تحصل تبين انها بلا بركة، اي لا تحمل اي طرح جدي لاخراج الازمة من عنق الزجاجة، كما انها اقرب لتكون شكلية فقط» . واضافت المصادر لـ»الديار»:»أُبلغت الخماسية بوضوح ان الثنائي الشيعي ليس بصدد ان يتراجع عن مرشحه، وانه متمسك به اليوم اكثر من اي وقت مضى، خاصة وانه يستشعر ان المعطيات في المنطقة قد تصب لصالحه قريبا».

 

واشارت المصادر الى ان «قوى المعارضة التي عوّلت على خرق يحققه الحراك الدولي المستجد، عادت وابلغت المعنيين بأن لا مكان للايجابية الرئاسية راهنا، وان الاستحقاق بات مرتبطا بمصير التسوية المنتظرة في المنطقة، التي كلما طالت طال معها مسار الجلجلة اللبنانية».

 

ويوم امس، رفع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في عظته خلال القداس الالهي في بكركي الصوت، موضحا ان «اهالينا في القرى الحدودية يؤكدون لنا رفضهم ان يكونوا كبش محرقة لثقافة الموت التي لم تجر الا انتصارات وهمية، وهم يقولون لنا ان ذلك ليس تخليا عن القضايا الوطنية والعربية، انما رفضا لان نكون رهائن ودروع بشرية وكبش محرقة لسياسات لبنانية فاشلة».

************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

احتدام المواجهة الأميركية – الإيرانية.. وغزة بانتظار اجتماع باريس    

 

تواصلت المعارك  الأحد بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي في مدينة خان يونس بقطاع غزة، في ظل محاولات قوات الاحتلال تطويق المدينة، فيما سحب الاحتلال لواءين من القطاع.

 

وقالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها خاضت اشتباكات ضارية مع جنود إسرائيليين في محاور التقدم بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

 

وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (ح.م.ا.س) إن مقاتليها استهدفوا 4 دبابات “ميركافا” بقذيفتي “الياسين 105” في حي الأمل وبمنطقة جورة العقاد غرب مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

 

من جهة أخرى، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بانسحاب اللواءين الرابع والـ55 من قطاع غزة بعد انتهاء مهمتهما هناك.

 

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد قالت إن اللواء الرابع احتياط المعروف باسم “كرياتي” أنهى مهمته في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة وغادرها الليلة الماضية. ووفقا لإذاعة الجيش، فإن لواء الاحتياط كرياتي يضم آلاف العسكريين وكان يقاتل في مناطق شمال وشرق خان يونس.

 

وقال الجيش الإسرائيلي إن جنودا من وحدة الكوماندوز ولواء المظليين ووحدات أخرى من الجيش يواصلون قتالهم العنيف في منطقة خان يونس.

 

وأضاف الجيش في تقريره الصباحي أن وحداته قضت على “خلايا مسلحة” باستخدام صواريخ “آر بي جي” ودمرت مسار نفق عُثر عليه في شمال قطاع غزة.

 

في الأثناء، أفيد  عن استشهاد وإصابة فلسطينيين في قصف إسرائيلي على منزل غرب مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

 

كما استشهد 8 فلسطينيين واصيب آخرون في قصف إسرائيلي على منزل لعائلة سلمي بحي الزيتون في مدينة غزة.

 

من جهة أخرى، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني عن استمرار القصف الإسرائيلي وإطلاق النار في محيط مستشفى الأمل التابع له بخان يونس.

 

وركز جيش الاحتلال قصفه على خان يونس خلال الأيام القليلة الماضية، واستهدف مستشفيات ومراكز لإيواء النازحين، ما أدى إلى استشهاد العشرات وإصابة آخرين.

 

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة السبت عن نفاد أدوية في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جراء الحصار الإسرائيلي المفروض عليه، مضيفة أن عشرات الشهداء دفنوا في ساحته.

 

كما أعلنت الوزارة  الأحد ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 26 ألفا و422 شهيدا و65 ألفا و87 مصابا منذ 7 تشرين الأول 2023.

 

وأضافت أن الاحتلال ارتكب 19 مجزرة في القطاع راح ضحيتها 165 شهيدا و290 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية.

 

في الأثناء، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن “الوقود والغذاء والإمدادات تنفد” في مستشفى ناصر، حيث لا يزال هناك “350 مريضا و5 آلاف نازح”، مجددا دعوته إلى “وقف فوري لإطلاق النار”.

 

اعتقالات واسعة بالضفة ومواجهات

 

بين المقاومة والاحتلال في جنين وطوباس

 

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة، الأحد، طالت عشرات الفلسطينيين في مختلف محافظات الضفة الغربية المحتلة، في حين اندلعت مواجهات مسلحة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال في جنين وطوباس.

 

وقالت وسائل إعلام محلية إنها أحصت حتى الآن اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي لـ22 فلسطينيا، بينهم امرأة وطفل جريح إضافة لأب وأبنائه الأربعة.

 

وقالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني -في بيان مشترك- إنّ قوات الاحتلال اقتحمت البلدات والمدن الفلسطينية، ودهمت المنازل ودمرت محتوياتها، واعتدت على المعتقلين وعائلاتهم بالضرب، في حين شملت الاعتقالات محافظات جنين والخليل ونابلس وبيت لحم ورام الله وقلقيلية والقدس المحتلة.

 

وأكد البيان أن عدد المعتقلين الفلسطينيين من الضفة الغربية ارتفع إلى 6 آلاف و330 منذ 7 تشرين الأول الماضي.

 

وأفيد  عن إصابة شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات في قرية شمال غربي مدينة رام الله بالضفة الغربية.

 

وانسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي  من مدينة جنين بعد اعتقال شاب فلسطيني من حي الهدف.

 

وقد اندلعت اشتباكات قوية بين مقاومين وقوات الاحتلال الإسرائيلي تخللها إلقاء عبوات ناسفة محلية الصنع، عقب اقتحام جنود وآليات الاحتلال بلدة قباطية جنوب جنين بالضفة الغربية.

 

وفي وقت سابق، أعلنت كتائب شهداء الأقصى -الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)- أنها استهدفت حاجز بيت فوريك شرق نابلس بوابل كثيف من الرصاص فجر  السبت.

 

كما اندلعت اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال، فجر  الأحد، عقب اقتحام أحياء في مدينة طوباس. وأظهرت الصور تصاعد أعمدة الدخان إثر استهداف آلية عسكرية إسرائيلية بعبوة ناسفة.

*****************************

افتتاحية صحيفة البناء:

المنطقة على شفا حرب إقليمية في ضوء الحديث عن احتمال ضربة أميركية لإيران
عملية للمقاومة العراقية ضد القوات الأميركية في الأردن: 3 قتلى و34 جريحاً‪
بايدن يتهم جماعات مدعومة من إيران ويعد بالرد انتقاماً… والبنتاغون يحقق

 

 طغت العملية التي نفذتها المقاومة العراقية ضد القوات الأميركية وتداعياتها، على ما عداها من أحداث كبرى على جبهات القتال في غزة وحدود لبنان والبحر الأحمر، فقد أعلنت القيادة الأميركية الوسطى عن تعرّض قواتها في شرق الأردن على الحدود مع سورية لغارة من طائرة مسيّرة انتحارية أدّى انفجارها إلى مقتل 3 جنود أميركيين وجرح 34 آخرين، ولاحقاً أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق مسؤوليتها عن العملية، ووضعها في إطار ما سبق وتعهدت به لجهة مواصلة عملياتها ضد القوات الأميركية رداً على مشاركتها في العدوان على غزة، ولحين توقف هذا العدوان من جهة، وطلباً لانسحاب القوات الاميركية من العراق من جهة أخرى. واعتبرت المقاومة العراقية أن كل القوات والمصالح الأميركية في المنطقة هي أهداف مشروعة لعملياتها حتى تحقيق هذين الهدفين المعلنين.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير دفاعه لويد أوستن، أن واشنطن سوف ترد على العملية وأنها سوف تنتقم لدماء جنودها، واتهم بايدن جماعات مدعومة من إيران بالوقوف وراء العملية، بينما قال البنتاغون إنه يستكمل تحقيقاته لمعرفة هوية منفذي العملية.

المنطقة أمضت ليلتها في حال توتر مع الخشية من أن تنجح حكومة بنيامين نتنياهو بتوريط الأميركيين بالمزيد من الانخراط في الحرب الفاشلة التي يخوضها جيش الاحتلال، فيأتي الرد الأميركي على العملية باستهداف مواقع إيرانية، كما قالت بعض التحليلات الأميركية العسكرية. وقالت مصادر متابعة لأوضاع المنطقة وطبيعة عمل محور المقاومة، إن الرد الأميركي هو الذي سوف يقرّر اتجاه المواجهة، واللجوء الأميركي للتصعيد يعني عدم وجود نية للانسحاب من العراق وسورية، ويعني أن الكلام المعاكس كان لذر الرماد في العيون والخداع، والتفكير بتوجيه ضربة لإيران هو علامة تصعيد كبير قد يجرّ المنطقة الى حرب إقليمية يسعى إليها بنيامين نتنياهو، لدمج حربه الفاشلة بحرب أميركية تضيع فيها هزيمته وتصغر.

عادت اللجنة الخماسية لتشغيل محركاتها الرئاسية من جديد، من خلال حراك سفرائها في بيروت الذين قرروا بعد اجتماعهم في اليرزة الانطلاق في جولة سياسية لبنانية تبدأ برئيس المجلس النيابي نبيه بري الثلاثاء أو الأربعاء ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتشمل كل الأفرقاء السياسيين الأساسيين المعنيين بالاستحقاق الرئاسي. وتقول أوساط سياسية مطلعة على أجواء النشاط الديبلوماسي الخماسي أن ما يقوم به السفراء يصبّ في إطار حراك ممثلي دولهم تجاه إحداث تقدم ما في سياق المواقف المحلية اللبنانية والنجاح في إيجاد نقاط مشتركة بين المكونات السياسية، خاصة أن هناك اقتناعاً عربياً وغربياً بضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي الذي يستدعي أولاً التركيز على ما يجمع بعيداً من طموحات الأسماء التي يمكن القول إنها أفشلت المبادرة الفرنسية التي أدرك واضعوها أن النجاح لم يُكتب لها لأنها رفضت من القوى المسيحية الأساسية على وجه الخصوص. وتعتبر الأوساط أن حراك الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين تراجع خطوة إلى الوراء ومرد ذلك أن الوقت لم يحن بعد للوصول لتسوية شاملة من الجنوب إلى الرئاسة وأن كل ذلك سيبقى مؤجلاً إلى حين وقف إطلاق النار في غزة، كما تبلغ من المعنيين اللبنانيين. وتقول الاوساط إن ما يهم دول الخماسية هو إنهاء الفراغ في قصر بعبدا وإعادة الانتظام إلى المؤسسات وتفعيل عمل السلطات.

وتقول مصادر سياسية إن المساعي التي تقوم بها دول الخليج من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو من أجل حماية لبنان وتعزيز الاستقرار فيه وتحصين جبهته خوفاً من أي تطور أمني غير متوقع.

وأشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، إلى أنّه “كم يؤسفنا أن نرى شعبنا في حالة الذل والفقر والتقهقر الاقتصادي، ولا عجب فدولتنا المبتورة الرأس، أصبحت بمقدراتها الكبيرة فريسة الفاسدين المعتدين عليها والعاملين بكل وسعهم على عدم انتخاب رئيس للجمهورية، لكي يخلو لهم الجو، والوقت الطويل لقضم مالها ومؤسساتها وإشاعة حالة من الفوضى تسمح للنافذين تمرير ما هو غير شرعي”.

ميدانياً، استهدفت غارة إسرائيلية حربية أطراف بلدتي مروحين ورامية. ودوت صفارات الإنذار في كريات شمونة في إصبع الجليل عند الحدود اللبنانية الفلسطينية.

كذلك قام العدو الاسرائيلي بتمشيط بلدة كفركلا بالأسلحة الرشاشة، وكان شنّ طيرانه الحربي غارة بالصواريخ استهدفت أطراف بلدة زبقين في منطقة العاصي.

واستهدف القصف المعادي المنازل وسط الضهيرة الفوقا.

كما أغار الطيران المعادي على منزل في حولا من دون وقوع إصابات وعلى أرض زراعية، في حين تعرضت أطراف شيحين وطيرحرفا لقصف مدفعي معاد من عيار 155 ملم، وسط تحليق للطيران الاستطلاعي في الأجواء لا سيما فوق الضهيرة والناقورة والساحل الممتد بين صور والناقورة والقليلة. ودوت صافرات الإنذار في مقر اليونيفيل في الناقورة.

واستهدف القصف المدفعي بلدتي شيحين ويارون، وأشارت المعلومات عن سقوط صاروخ من طائرة حربية معادية في حولا إلا أنه لم ينفجر.

في المقابل، استهدف ‏‏‏‏‏‌‏‌‌‌‏حزب الله انتشارًا لجنود العدو الإسرائيلي في ثكنة راميم ومحيطها بالأسلحة الصاروخية وحقّق فيها إصابات مباشرة. كما استهدف بالصواريخ جنود العدو الإسرائيلي شرقي موقع بركة ريشا وحقق إصابات مباشرة، كما استهدف انتشارًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة هونين بصاروخ بركان، تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في موقع تل شعر بالأسلحة الصاروخية وحقق فيها إصابات.

وشدد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد على أن “المقاومة في لبنان تصدّت للعدو الإسرائيلي وقالت بالواقع العملي وفي الميدان إياك أن تخطئ الحساب وإياك أن تحوّل جنونك من مكانٍ إلى مكان باتجاه لبنان لأن ما ينتظرك فيه هو المقابر”. وقال: “نحن جاهزون للمواجهة إلى أبعد مدى وإذا رأى العدو حتى الآن جزءاً بسيطاً من بأسنا فنحن جاهزون لأن نريه كل بأسنا”. وأضاف أن “العدو ومن معه يستحضر الخيبة نتيجة فشله في تحقيق أهدافه في غزة ويأتي محاولاً التنمر والتمثيل مهولاً علينا بالحرب الشاملة في لبنان لتحقيق شروطه التي تطمئن المستوطنين في الشمال حتى يعودوا إلى مستوطناتهم”. وقال: “أن نطمئن أهلنا الذين نزحوا من قراهم أولى عندنا من أن تطمئن مستوطنيك. لن يكون أمن على حساب أمننا ولن يكون هناك تفاهم دولي وإقليمي لا يلحظ استقرارنا وسيادتنا وحقنا في أرضنا وفي التموضع الذي نحن الذين نقرّره ونختاره».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram