جنبلاط الى أين بعد مواقفه الأخيرة المثيرة للاجتهادات؟

جنبلاط الى أين بعد مواقفه الأخيرة المثيرة للاجتهادات؟

Whats up

Telegram

 

وليد جنبلاط الى أين؟ وهل هو في وارد انعطافة جديدة من شأنها أن تكسر الستاتيكو الداخلي الفارض نفسه بعناد منذ بدء الشغور الرئاسي؟


سؤال فرض نفسه في أعقاب كلام أطلقه الزعيم الجنبلاطي في الأسبوع الماضي وقال فيه إنه ليس شخصياً ضد انتخاب مرشح الثنائي للرئاسة الأولى سليمان فرنجية. هذا الكلام أثار موجة تكهنات وتأويلات حيال قضية حساسة ومحورية أعيدت فجاة الى دائرة الضوء والنقاش بعدما وُضعت على الرف لفترة طويلة هي قضية ملء الشغور الرئاسي في البلاد...


وبطبيعة الحال، المقربون من فريق 8 آذار سارعوا الى تلقف هذا الكلام وتوقفوا عنده باعتباره تتويجاً لمسار انفتاحي كان جنبلاط قد بادر إليه منذ فترة طويلة، قاده في النهاية الى قراءة موضوعية للتطورات أفضت الى "هذا التحول" الذي من شأنه إن ثبت أن يرجّح كفة مرشح هذا الفريق لسدة الرئاسة الاولى ويضع حداً لمرحلة الشغور.

لكن الفريق المناوئ ما لبث أن قلل من تفسيرات "جبهة 8 آذار" واعتبر أن جنبلاط أطلق موقفه من باب العموميات وترطيب الأجواء المتشنجة مؤكداً في المقابل أن هذا الموقف لا يعني إطلاقاً أن جنبلاط وكتلة اللقاء الديموقراطي في طريقهما الى تأييد معلن لمرشح سبق للكتلة أن صوّتت في أكثر من جلسة انتخاب في مجلس النواب لمصلحة مناوئين له ابتداءً بالنائب #ميشال معوّض ثم الوزير السابق جهاد أزعور الذي تقاطع عليه أكثر من فريق ونال في آخر جلسة انتخاب 59 صوتاً.


وأكثر من ذلك فإن جنبلاط وفريقه السياسي كانا قد أعلنا صراحة أنهم ليسوا في وارد التصويت يوماً لفرنجية ليس لعداوة شخصية بل لأنه مرشح تحدٍّ أطلقه فريق بعينه والأوضاع في البلاد لا تحتمل إلا مرشحاً توافقياً لا يكون محسوباً على جهة بعينها.

ومعلوم أن جنبلاط أكد في ذاك التصريح أمرين:
الأول أنه ليس ضد ترشيح فرنجية أو أي مرشح سواه يمكن أن ينال الأكثرية.
الثاني إقرانه هذا الموقف بكلام جوهره أن ثمة في أوساط تكتله النيابي (اللقاء الديموقراطي) من لن يمضي معه في مثل هذا الخيار. والجلي أن كلا الموقفين لا يعنيان بالضرورة أن الزعيم الاشتراكي قرّر نهائياً مغادرة موقفه المبدئي المعلوم من معارضة ترشيح فرنجية لحسابات مبدئية وتزكية مرشح الثنائي المحسوم، خصوصاً أن جنبلاط ركز في حديثه على مسألة اعتراض في كتلته لخيار فرنجية. وهذا يدلل عند الضالعين بتفكير جنبلاط وسلوكه السياسي على أمرين:
الأول أن جنبلاط يريد أن يبلّغ من يعنيهم الأمر أنه يصعب عليه إقناع كل كتلته بالسير في الخيار الذي تبنّاه أخيراً.


الثاني أن جنبلاط ربما يعد بهذا الكلام المسرح لتكرار تجارب مماثلة لتجارب سبق للبيت الجنبلاطي أن طبّقها وظهرت عندما قسم والده الراحل الزعيم كمال جنبلاط أصوات كتلته (الصغيرة آنذاك) في انتخابات رئاسة عام 1970 فأمّن النجاح للمرشح يومذاك سليمان فرنجية (الجد) فيما ذهبت أصوات من تلك الكتلة الى المرشح المنافس حينها الياس سركيس، إضافة الى تجربة مماثلة إبان انتخاب الرئيس ميشال عون.

وما شجع المراهنين على تحوّل عند جنبلاط أنه كان التقى فرنجية وحل ضيفاً على عشاء في السفارة الإيرانية، وهو ما بدا ذروة الضوء في الانفتاح المأمول والمرتقب من جنبلاط. فضلاً عن كلام مؤيّد للمقاومة في تصدّيها على الحدود الجنوبية قاله جنبلاط عندما تحدث صراحة عن أنه لا يمكن للحزب أن يقف مكتوفاً حيال ما تتعرّض له غزة بشراً وحجراً من قتل وتدمير.

وفي كل الأحوال ثمة ثلاثة تفسيرات لهذا الأداء الجنبلاطي المستجد.
التفسير الأول يعتمده الجنبلاطيون أنفسهم ويعبّر عنه عضو اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبد الله إذ يعتبر في تصريح لـ"النهار" أن جنبلاط ما قصد في كلامه هذا إلا هدفاً واحداً جوهرياً ذا شقين:
الأول: التحذير من مغبّة التعقيد والتصعيد الحاليين.


الثاني: حض الجميع من دون استثناء على المضيّ قدماً نحو إنضاج تسوية جديدة تخرج الحال السياسية في البلاد من الاستعصاء والشلل والعجز عن إنتاج صيغ حل وتسوية، مع ضرورة الاستعداد لتقديم التنازلات حتى لو استلزم الأمر التنازل عن ثوابت ومبدئيات. وهذا ما عناه جنبلاط عندما أعرب عن استعداده للتصويت لفرنجية.

وخلص عبد الله الى ضرورة النظر الى موقف جنبلاط من هذه الزاوية تحديداً وعدم تحميله أكثر من ذلك.

أما التفسير الثاني فقد صدر عن قوى 8 آذار وفي مقدمها "حزب الله" التي أبدت ارتياحاً لهذا الموقف الجنبلاطي وهي لا تقاربه على أساس أنه تحوّل أو انعطافة بقدر ما تراه رؤية موضوعية عميقة لمسار الأمور توصّل إليها زعيم المختارة وهي لها مقدماتها وتحدياتها عندما خفف جنبلاط من إطلاق التحذيرات المتكررة من انزلاق الحزب الى الفخ الإسرائيلي والذهاب الى مواجهات مفتوحة معه فبدا الحزب وكأنه يقود البلاد الى مغامرة غير محسوبة أو متهوّرة.
أما التفسير الثالث فإنه يقوم على تحليل مفاده أن مواقف جنبلاط ملتبسة لأنه يترقب "الخبر اليقين" في شأن مسار التطوّرات الميدانية من جهة وفي الشأن الرئاسي اللبناني. وفي مرحلة "اللايقين" لا يمكن لجنبلاط إلا أن يعود الى نهج "الانفتاح" على الجميع وإشعارهم بأنه لا يريد الصدام مع أحد.


وعن هذا يقول عضو "تكتل لبنان القوي" والقيادي في "التيار الوطني الحر" آلان عون في تصريح "إن جنبلاط ومعه كتلة الاعتدال الوطني هم في انتظار المسار الخارجي. وإن كانوا منفتحين على كل الخيارات فإنهم ليسوا في وارد بت أي شيء بمعزل عن التسوية الخارجية. وقد يكون الأقرب الى السير بها عندما تحصل على الاسم (الرئاسي) الذي ستحمله". ولأن المرحلة هذه على هذا القدر العالي من الضبابية والالتباس فلا بأس عند جنبلاط إن وضع نفسه في موضع المنفتح على كل الخيارات.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram